السبت، 28 يونيو 2008

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N°2958 du 28.06.2008
 archives : www.tunisnews.net   

حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس حــرية و إنـصاف: تواصل الإضراب المفتوح عن الطعام حــرية و إنـصاف: اعتقال عبد الكريم الهاروني  عمر الهاروني: عاجل و خطير – عن عبد الكريم الهاروني الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:   أحكام بالسجن ..لا تصدرها المحاكم ..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:  حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » :   من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..! فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بــيـــان المنظمة الديمقراطية للشغل: بيان تضامن مع المناضل النقابي « عدنان الحاجي »ومع جميع الموقوفين التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات : بلاغ اثر عدم تجديد جواز سفر الدكتور خليل الزاوية النفطي حولة: لجنة مساندة نقابية جهوية لأهلنا في الحوض المنجمي في بن عروس طلبة تونس: أخبار الجامعة –  عدد خاص بباكالوريا 2008 الشرق الأوسط: حقوقيون يطالبون بإطلاق «السجناء السياسيين» في تونس إيلاف: بعد زيارة وفود من منظّمات أميركية – هل ستغيّر تونس سياساتها تُجاه منظّمات حقوق الإنسان الدولية؟ رويترز: تونس تسجن شبانا بسبب احتجاجات شهدها جنوب البلاد إسلام أونلاين: تونس.. سجن 12 شابا شاركوا باحتجاجات « الرديف » قدس برس: تونس: اليوتوب إعلام مضاد في خدمة الاحتجاجات الشعبية وتحدّ للإعلام المتواطئ الصباح: قرب سواحل جزيرة زمبرة: إيقاف 10 أشخاص مـن أجـل محاولة «الحرقان» نحو إيطاليا مغاربية: قلق تونسي بشأن فتوى حول الطلاق لها أونلاين: فتوى تونسية حول الطلاق تعيد الصواب لعقول الكثيرين يو بي أي: بن علي يشدد على إنجاح إختيار مدينة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية كونا: الرئيس التونسي يؤكد أهمية انجاح احتفال (القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية 2009) رويترز: تونس تخصص يوما مجانيا لزيارة المتاحف يو بي أي: مسؤولو مكافحة الإرهاب العرب يدعون إلى تعريف دولي محدد للإرهاب محمد جمال عرفة : تونس بعد 27 سنة « نهضة » و21 سنة « بن علي »
د. خــالد الطــراولي: إلى الأخ العزيز شكري الحمروني، شكرا… ولكن من عاد مات! محمد العيادي: بعض المقترحات لتجاوز مشاكل الحوض ألمنجمي النفطي حولة: شباب -الهانة والغلبة – محمد شمام: المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح – الحلقة الثالثة – قراءة وتقويم القرآن لابتلاء غزوة أحد منجي الخماسي: « الأمن الغذائيّ في ظلّ ثلاثيّة ارتفاع أسعار المحروقات وآثار التغيّرات المناخيّة وندرة الموارد المائيّة » الأستاذ شفيق الأخضر: على هامش برنامج «الرابعة» حول «التعصب والجهويات في الرياضة» على قناة «حنبعل» ماذا يقول القانون؟ رشيد خشانة: بسبب وجود «القاعدة» أو بذريعتها … أميركا تعتمد صيغة مرنة لتوسيع نفوذها العسكري في المغرب العربي مالك التريكي: أهم مائة مثقف في العالم العرب: الاتحاد من أجل المتوسط يقسّم العرب القدس العربي: جرأة بالإعلام الليبي والتنظيمات الجامعية علي مناقشة نظم الحكم


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 28/06/2008 الموافق ل 24 جمادى الثانية 1429

أخبار الحريات في تونس

 

1)    الاعتداء على ناشطين حقوقيين و مناضلين سياسيين بالعنف:

تعرض صبيحة يوم الجمعة 27 جوان 2008 حوالي الساعة العاشرة و النصف الناشطون الحقوقيون السادة وائل بوزيان عضو جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي و رؤوف مزيود و فتحي تيتاي عضوا فرع قفصة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و عمار عمروسية و الجماعي الزيدي للاعتداء بالعنف من قبل أعوان البوليس السياسي الذين منعوهم من البقاء في المقهى المحاذي لقصر العدالة بقفصة. كما قام عونان تابعان لفرقة التفتيشات بقفصة بالاعتداء بالعنف اللفظي و المادي على السيد عمر قويدر عضو فرع توزر نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و هدداه بالمزيد من الهرسلة و سوء العاقبة إن هو تمادى في نشاطاته و تنقلاته مذكرين إياه بالمقالات التي يكتبها في جريدة الطريق الجديد.

2)    صدور أحكام ضد مجموعة من شباب الرديف:

  أصدرت المحكمة الابتدائية بقفصة مساء يوم الخميس 26 جوان 2008 أحكاما بالسجن في القضية المعروفة بقضية شباب الرديف ضد كل من جهاد ملكي ( 10 أشهر ) و عادل الخلايفي ( 6 أشهر ) و محمد بويحي و سامي الطبابي ( خمسة أشهر نافذة ) و شكري غلاب ( 5 أشهر ) مع تأجيل التنفيذ و قضت بعدم سماع الدعوى في حق عبد السلام جراد و بطلان إجراءات التتبع في حق بلال الشرايطي.

و حرية و إنصاف تندد بهذا الاعتداء السافر في حق الناشطين الحقوقيين و تطالب بفتح تحقيق في الغرض و تدعو إلى الكف عن هذه الممارسات المتخلفة كما تطالب بوضع حد للمحاكمات السياسية و انتهاج طريق الحوار لفض المشاكل و إيجاد حلول تنموية حقيقية لتشغيل الشباب بجهة الحوض المنجمي تقضي على أسباب التوتر.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس ا\لأستاذ محمد النوري


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 22/05/2008 الموافق ل 17 جمادى الأولى 1429

تواصل الإضراب المفتوح عن الطعام

 
يواصل السجينان السياسيان السابقان السيدان عادل العوني و محمد عمار الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم الخامس عشر على التوالي احتجاجا على الوضعية المأساوية التي يعيشانها إذ يطالب السيد عادل العوني بالحق في جبر الضرر و التمتّع بدخل قارّ يحفظ كرامته و كرامة أسرته و ينقذه من وضع العالة المستديمة ومن أجل الحصول على بطاقة معاق تخوّل له كما لذوي الاحتياجات الخاصّة التمتّع ببعض الامتيازات أما بالنسبة للسيد محمد عمار فيطالب بحقّه في ممارسة مهنته كسائق سيّارة أجرة و بحقّه في أن يكون تونسيّا يتمتّع بكلّ الحقوق التي يفترض أن يتمتّع بها أيّ مواطن عاديّ. علما بأن السيدان عادل العوني و محمد عمار قضيا فترات طويلة وراء القضبان  و خرجا من السجن الصغير إلى السجن الكبير ليعيشا مأساة يومية مما دفعهما إلى الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام. و حرية و إنصاف تذكر برقمي هاتف المضربين حتى يتسنى للجمعيات و المنظمات الدولية و جميع المدافعين عن حقوق الإنسان الاتصال بهما لرفع معنوياتهما و التضامن معهما و مساندتهما من أجل تحقيق مطالبهما العادلة و المشروعة كما تدعو السلطات إلى الاستجابة لطلبات هذه الشريحة المهمشة من المجتمع و إيلاء ملف المسرحين من السجون ما يستحق من عناية. السيد عادل العوني :  0021623306930 السيد محمد عمار :   0021623048159  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 28/06/2008 الموافق ل 22 جمادى الثانية 1429

عاجل اعتقال عبد الكريم الهاروني

 

 
 و قع اعتقال المناضل و الناشط  الحقوقي عبد الكريم الهاروني  عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف اليوم السبت 28/06/2008 على الساعة العاشرة صباحا من طرف عناصر البوليس السياسي بينما كان يزور قبر  والدته بمعية والده المسن . و حرية و إنصاف –      تدعو كل المنظمات الحقوقية و الشخصيات الوطنية داخل القطر و خارجه أن تتنادى لرفع هذه المضايقات  عن الناشط الحقوقي عبد الكريم الهاروني و أن يتم إطلاق سراحه  فورا. –      تدعو السلطة للكف عن هذه الأساليب غير القانونية و الضغوطات و المضايقات التي تنتهك حقوق الإنسان و  المسلطة على الناشطين الحقوقيين في تونس. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


بسم الله الرحمان الرّحيم

عاجل و خطير عن عبد الكريم الهاروني

 
السّيّد رئيس الجمهوريّة التّونسيّة السّيّد وزير العدل و حقوق الإنسان السّيّد وزير الدّاخليّة و الجماعات المحلّيّة السّيّد رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان و الحرّيّات الأساسيّة تونس في السبت 28 جوان 2008 قمنا هذا الصباح بزيارة أنا و ابني عبد الكريم إلى مقبرة سيدي عمر بالحيّ السّكني لقراءة الفاتحة ترحّما على والدته السّيّدة بلحسين التّركي رحمها الله  ثمّ صاحبني إلى مقهى الحيّ و عند خروجنا منه قام أعوان البوليس السياسي بأخذ ابني عبد الكريم الهاروني  و كان ذلك  على الساعة العاشرة  أمامي وعلى مرآى و مسمع المواطنين المتواجدين في المكان و المتساكنين وأصحاب المحلات التّجاريّة و هما سيارتين 4*4 لمنطقة قرطاج للأمن و سيّارة بارتنار للشّرطة و درّاجة ناريّة و عددهم 7 أعوان بزيّ مدني  و قد طلبوا منه مرافقتهم لأنّ هناك مسؤولا يريد التّحدّث إليه فأجابهم كالعادة أنتم لا تقدّمون استدعاء رسميّا وفق القانون و تتصرفون بنفس الطريقة و أخذوه و قالوا له فقط لمدة ربع ساعة ثم يعود و لم يعلموه إلى أيّ جهة هم آخذوه و لكن الساعة الآن تشير إلى الحادية عشر و عشر دقائق و لم يعيدوا ابني عبد الكريم إلى المنزل. نفس الأسلوب الأمني الغير قانوني يعاد كلّ مرّة بالرّغم من  قيامنا بإعلامكم بهذه التّجاوزات المتكرّرة و الّتي لم تتوقّف إلى حدّ الآن.
عمر الهاروني، والد عبد الكريم الهاروني   الهاتف 71971180

 

طلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الجزيرة تونس نهج43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr Vérité-Action Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg, Suisse    Tél: ++41 79 703 26 11   Fax: ++41 21 625 77 20   Email. info@verite-action.org تونس في 28 جوان 2008 

حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » :    من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!

                                                

( اليوم السادس )

  

 
 يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه .. و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم  و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ  » سياسة القتل البطيء  » … لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من ..القرن !الماضي .. إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا  » الموت البطيء  »  أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر سجناء  » مساجين العشريتين  » ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيينAISPP و جمعية Verité-action   ( سويسرا ) ،   و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان . كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية  أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم .           عن الجمعيـة الدولية           Verité-action                     لمساندة المساجين السياسيين       الرئيــــــــــــــــــس                       الرئيـــــــــس   الأستاذة سعيدة العكرمي                     صفوة عيسى                                                                                       

5  – الدكتور الصادق شورو:

 

 دكتوراه في الفيزياء ، حكم بالسجن المؤبد ، أكثرمن 14 سنة من  العزلة الإنفرادية ..! ، أكثر من 36 إضرابا عن الطعام ..! ، معاناة متواصلة منذ 18 سنة ..!   بطاقة تعريف سجنية   * الاسم و اللقب : صادق بن حمزة بن حمودة شورو . * تاريخ الولادة ومكانها : 10/2/1948 * المستوى التعليمي : دكتوراه دولة في الفيزياء * المهنة : أستاذ محاضر بكلية الطب بتونس و  بكلية العلوم بتونس ومدرس بالاكاديمية العسكرية و عضو نقابة التعليم العالي بالاتحاد العام التونسي للشغل ، عضو لجنة البحث العلمي  بالمركز الجامعي للبحث ببرج السدرية . * الحالة الاجتماعية : متزوج و له أربع أبناء    – أسماء مرحلة ثالثة    – هاجر رابعة جامعة متزوجة    – وجيه 23 سنة مستوى 6 ثانوي    – إسلام 6 ثانوي * تاريخ الدخول للسجن : 17 فيفري1991 وقع تعذيبه بشكل غير معهود وتم التحقيق معه في مكان لا صلة له بمقرات البوليس المالوفة (  ضيعة فلاحية بمدينة نعسان ) وقد تم نقله الى المستشفى في تلك الفترة في وضعيات خطيرة أصبحت فيهاحياته مهدة بالخطر . * الحالة الصحية : روماتيزم +قرح المعد +الام الظهر . * الحكم : مدى الحياة . * السجن الحالي : المرناقية  ، عاش وضعية العزلة الفرديةلاكثر من 14 سنة ..!  قضى معظم سجنه في غرفة منفرة ومعزولة في سطح جناح المصحة بسجن  9 افريل حيث لا صلة له بالعالم الخارجي الا من خلال حراس مخصوصين لا يتبدلون لا يسمح لهم بمجرد التحادث معه و لا لغيرهم بـ  » الإقتراب منه …!  »  او بالغرفة رقم 4 بالجناح ( د )في ظروف قاسية اتسمت بالتنكيل والتشفي الذي تجاوزه الى أسرته .. خاض حوالي 36  اضرابا عن الطعام للمطالبة بحقوقه ورفض المظالم المسلطة عليه  وعلى اسرته  كان اخرهاإضراب بدأه يوم 12 نوفمبر 2007 ودام اكثر من شهر من اجل تنفيذ قرار المحكمة الادارية  بارجاع اخيه الدكتور عباس  شورو لوظيفته كاستاذ بالجامعة التونسية  ولتمكين ابنائه من جوازات سفرهم  ولوضع حد للمضايقات التي تعيشها اسرته.  * العنوان : 8 نهج الطاهر بن عاشور ، الياسمينات ، تونس . * الهاتف : 71.301.698  ،  71701778 ، 22645725 ، 20954811  نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية .. أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم …!  حملة الإفراج عن  » مساجين العشريتين «   

أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الجزيرة تونس نهج43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 28 جوان 2008  

أحكام بالسجن .. لا تصدرها المحاكم ..!

 
نداء من أجل حملة دولية لحماية عبد الكريم الهاروني و علي العريض                                                بعد إيقاف عبد الكريم الهاروني ، مجددا ،صباح اليوم ( لم يطلق سراحه إلى حدود الساعة السادسة مساء )، أصبح التساؤل مشروعا عن فائدة اللجوء إلى القضاء لاستصدار أحكام بالسجن ضد النشطاء ( بتهم سياسية أو كيدية ..) إذا كان بوسع أي ضابط شرطة أن يحتجز أي سجين مسرح بصورة دورية لمدد تبلغ أحيانا ..  يوما كاملا …! دون تهمة و لا استدعاء رسمي .. و لا دفاع ..!؟ إن تصعيد الإضطهاد بحق المساجين المسرحين من عقوبة المراقبة الإدارية في شكلها الفج ، و اللاقانوني ،المتمثل في الإمضاء اليومي  إلى عقوبة الإيقاف الدوري  جريمة يتعين على جميع المنظمات الحقوقية المستقلة و كل الضمائر الحرة التنديد بها و المطالبة بإيقافها ..!     عن الجمعيــــــــــــــــــة الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي

 


فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان نفطة في : 27 جوان 2008 بــــــــيـــــــــــان
 
 إن فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بعد علمه بالاعتداء اللفظي والمعنوي والمادي الذي وصل إلى درجة الضرب والتهديد بالاغتيال ( إذا كان إتزيد خطوة أخرى إلقدام أمك معادش تحلم بيك ) ووابل العبارات المهينة والبذيئة التي تعرض لها المناضل الحقوقي والنقابي والسياسي عمر قويدر خلال عبوره مقبرة الشافعي الشريف بنفطة مساء يوم الخميس الساعة ( 23 س) من قبل عون الأمن في زي مدني المدعو  » عبد الرؤوف بن سليمان  » وبحضور وإشراف أحد زملائه.  ودفاعا منه عن حرية التعبير عموما وعن الإعلام الحر والنزيه خصوصا فإن هيئة الفرع : 1.    تعتبر ما تعرض له المناضل عمر قويدر من اعتداء مادي ومعنوي على خلفية تغطيته لأحداث الحوض المنجمي سابقة خطيرة تنم عن إيغال السلطة في توخي الحلول الأمنية والعنف تجاه الإعلام الحر والنزيه. 2.    تطالب بالتحقيق مع هذا العون المعتدي قضائيا لمعاقبة الجناة أمرا وتنفيذا . 3.    تدعو كل القوى التقدمية الحية إلى الدفاع عن حرية التعبير والإعلام النزيه بمزيد من الحزم واليقظة كمدخل لإرساء الحرية السياسية في البلاد.  رئيس الفرع شكري الذويبي

 

المنظمة الديمقراطية للشغل المكتب التنفيذي 

 بيان
 
المنظمة الديمقراطية للشغل  تعبر عن تضامنها مع المناضل النقابي « عدنان الحاجي »ومع جميع الموقوفين  تدين الحملة القمعية للاعتقالات والمتابعات التعسفية في حق النقابيين  تطالب بإطلاق سراح كل الموقوفين ووضع حد للمحاكمات الجارية  تدعو إلى معالجة الأزمة بالحوار مع المناضلين النقابيين و المواطنين تتابع المنظمة الديمقراطية للشغل بقلق بالغ التطورات الخطيرة للأحداث الأخيرة التي عرفتهما الرديف ومنطقة قفصة والمتمثلة في اعتقال وتوقيف العديد من النقابيين وفي مقدمتهم المناضل النقابي « عدنان الحاجي »، الناطق باسم احتجاجات الحوض المنجمي، الذي تم اعتقاله وتعرضه للتعذيب وإجباره على الإمضاء على محاضر مفبركة دون قراءتها. وبعد وقوفها على توسع دائرة الاعتقالات واستشراء التعذيب ومختلف مظاهر التضييق على العمل النقابي في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي تعرفها منطقة قفصة والحوض المنجمي، واقتناعا منها بأهمية وضرورة تفعيل التضامن النقابي مغاربيا، عربيا ودوليا كما نصت عليه التوصيات الصادرة عن المنتدى النقابي المغربي المنعقد يومي 21-22 يونيو 2008، فإن المنظمة الديمقراطية للشغل:  تعبر عن تضامنها المبدئي واللامشروط مع كل المناضلين النقابيين المعتقلين وعائلاتهم بكل من الرديف وقفصة؛  تدين بشدة الحملة القمعية لسلسلة الاعتقالات والمتابعات التعسفية في حق النقابيين؛  تطالب بإطلاق سراح كل الموقوفين ووضع حد للمحاكمات الجارية فورا دون أي قيد أو شرط؛  تدعو إلى معالجة الأزمة بالحوض المنجمي بالحوار مع المناضلين النقابيين والمواطنين وإيجاد الحلول العاجلة لمشاكل البطالة والفقر وتدهور الوضع البيئي في المنطقة . المكتب التنفيذي للمنظمة الديمقراطية للشغل الرباط، في: 26 يونيو 2008.

 


 
التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات

بلاغ اثر عدم تجديد جواز سفر الدكتور خليل الزاوية

 

وقعت دعوة الدكتور خليل زاوية المسؤول عن العلاقات الدولية ضمن قيادة التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات للمشاركة في فعاليات المؤتمر الثالث والعشرين للاشتراكية الدولية المزمع عقده في أثينا أيام 30 جوان و 1 و2 جويلية 2008. وبما أنّ صلاحية جواز سفره انتهت تقدم الدكتور خليل الزاوية يوم 20 جوان إلى المصالح المختصة بمطلب تجديده. ثمّ ونظرا للصبغة المستعجلة والأكيدة للموضوع، لجأت قيادة التكتل يوم 26 جوان إلى إشعار المسؤولين عن إدارة الشؤون السياسية في وزارة الداخلية والتنمية المحلية بالأمر، دون جدوى. إنّ التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الذي يتعرض بصفة منتظمة إلى عرقلة نشاطاته العادية، يعبّر بهذه المناسبة عن احتجاجه ضد رفض وزارة الداخلية إسناد جواز سفر الدكتور خليل الزاوية في الوقت المناسب حتى يتمكن من القيام بالإجراءات اللاّزمة للحصول على التأشيرة الأجنبية من أجل السفر إلى أثينا والمشاركة في مؤتمر الدولية الاشتراكية، علما وأنّ هذه المنظمة تضم من بين أعضائها التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وكذلك التجمع الدستوري وهو المسؤول كحزب حاكم عما نتعرض له من عرقلة غير مقبولة لنشاط حزبنا في الحقل الوطني و الدّولي.   الأمين العام د. مصطفى بن جعفر  


الحزب الديمقراطي التقدمي دعوة يتشرف الحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور

« الندوة الديمقراطية من أجل انتخابات حرة في 2009 « 

وذلك يوم السبت 05 جويلية 2008 على الساعة العاشرة و النصف صباحا بمقرّه المركزي 10 نهج ايف نوهال تونس

 

لمشاهدة مداخلتي السيد مسعود الرمضاني (اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي) والرفيق عبد الرزاق الهمامي (حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ) في اليوم التضامني مع أهالي الحوض المنجمي. 13/06/208 مقرّ حركة التجديد (تصوير قناة الحوار التونسي). http://video.google.es/videoplay?docid=-6716739531444237310

قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ


 

لجنة مساندة نقابية جهوية لأهلنا في الحوض المنجمي في بن عروس

 

 
بمبادرة من النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببن عروس وباتفاق مع الإخوة في النقابة الجهوية للتعليم الأساسي  انعقد بدار الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس  اجتماع  عام اليوم  السبت  28 جوان 2008على الساعة الحادية عشر صباحا بإشراف الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس وكان موضوع الاجتماع تمحور حول الطرق العملية لمساندة أهلنا في الحوض المنجمي وخاصة في مدينة الرديف  وندد الحاضرون بحملة الاعتقالات والمداهمات وإزهاق الأرواح البريئة  وحملوا النظام مسؤولية تصعيد الوضع  والتوتر الحاصل  كما طالبوا بإطلاق سراح الموقوفين فورا دون قيد أو شرط وعبروا عن  مساندتهم  المبدئية لنضالات أهلنا  في  القصرين  وطالبو برفع الحصار على مدينة الرديف ورفع التجميد النقابي عن عدنان الحاجي . وتكونت في آخر الاجتماع لجنة نقابية لمساندة جماهير شعبنا في  الحوض المنجمي تتكون من عضو عن النقابة الجهوية للتعليم الثانوي  وعضو من النقابة الجهوية للتعليم الأساسي  وعضو من النقابة الجهوية للبريد  وعضو من النقابة الجهوية للصحة ويكون منسقها عضوا من الاتحاد الجهوي ببن عروس واقترح الحاضرون تكوين لجنة وطنية في الغرض  والقيام بيوم وجهوي وآخر وطني لمساندة نضالات اهلنا في الحوض المنجمي  لا يتجاوز الأسبوع الأول من جويلة.
 النفطي حولة :28 جوان   2008  


طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET  الثلاثاء 24 جوان 2008 العدد 18

أخبار الجامعة  عدد خاص بباكالوريا 2008

 
الباكالوريا مابين سنتي 1957 و 2008 : تم تنظيم أول إمتحان للباكالوريا – بعد انجلاء الإستعمار الفرنسي المباشر – في سنة 1957 حيث تقدم للإمتحان يوم 31 ماي 1957 ما مجموعه 1900 مترشح من ضمنهم 1400 في تونس العاصمة و 500 في المناطق الداخلية … و إلى حدود السبعينات من القرن الماضي كانت الباكالوريا تجري على مرحلتين : المرحلة الأولى في نهاية السنة الخامسة ثانوي و المرحلة الثانية في نهاية السادسة ثانوي و هذه الأخيرة تشمل اختبارا كتابيا و آخر شفاهيا … و قدتمكن 600 مترشح من النجاح في أول باكالوريا تونسية أي بنسبة نجاح بلغت 31,58 في المائة ، و في حين يتم الإعلان حاليا على النتائج في نفس الوقت تقريبا عن طريق الــ  » آس آم آس  » فقد تطلب الإعلان عن نتائج باكالوريا 1957 في جزئها الكتابي ثلاثة أيام ( 4 و 5 و 6 جوان 1957 ) … أما عن باكالوريا 2008 فقد تقدم لها 013 156 مترشحا نجح منهم في الدورة الرئيسية 817 74 أي بنسبة 49,52 في المائة و تميزت هذه الدورة بنجاح أول دفعة بعد الإصلاح الذي تم إدخاله على المناهج التعليمية كما تخرجت في هذه الدورة أول دفعة في اختصاص علوم الإعلامية ….   باكالوريا 2008 : النتائج بالتفصيل …. بلغ عدد المترشحين للدورة الرئيسية لباكالوريا 2008 حوالي 013 156 تلميذا : عدد الناجحين     :              817 74 عدد المؤجلين     :              481 57 عدد المرفوضين :               715 23 و قد تميزت هذه الدورة بحصول 663 28  تلميذ على إحدى الملاحظات المميزة : فوق المتوسط ، حسن أو حسن جدا أي بنسبة 38,31 في المائة من مجموع الناجحين و كان من بينهم 561 3 تحصلوا على ملاحظة حسن جدا أي بنسبة 6,5 في المائة أما نسبة النجاح في مختلف الشعب فكانت على النحو التالي : – العلوم التجريبية        :          72,50  في المائة – الرياضيات             :          71,43  في المائة – علوم التقنية            :               53  في المائة       – علوم الإعلامية        :               50  في المائة – الإقتصاد و التصرف :               48  في المائة – الآداب                   :               30  في المائة   باكالوريا 2008 : الفتيات يتفوقن على الفتيان …… مرة أخرى تثبت الفتيات تفوقهن على الفتيان في الدراسة حيث تحصلت خمس منهن على المرتبة الأولى على المستوى الوطني من جملة الست الأوائل و ذلك على النحو التالي : – سامي الزياني :                      19,85      شعبة الرياضيات-  المعهد النموذجي بسوسة – درة بن نصيب :                   19,75    شعبة العلوم التجريبية – المعهد النموذجي بأريانة – أمل عبد الرحمان :                19,32   شعبة العلوم التقنية- المعهد النموذجي بالمنستير – صابرين قنون :                   18,07   شعبة الإقتصاد و التصرف – معهد طه حسين بمقرين – هناء المكور :                      18,01 شعبة الإعلامية – معهد محمد علي بصفاقس – مريم الحاجي :                    17,96  شعبة الآداب – معهد فرحات حشاد ببنزرت   باكالوريا 2008 : الولايات الخمس التي حققت أحسن النتائج بنسبة فاقت الــ 60 في المائة …. ككل سنة جاءت ولاية صفاقس في المرتبة الأولى على المستوى الوطني بفارق كبير عن بقية الولايات الأربع التي تليها في الترتيب وهي نابل و المنستير و المهدية و سوسة و قد كانت نسب النجاح على النحو التالي : – صفاقس     :           67,41  في المائة – نابل          :           65,87  في المائة – المنستير    :           65,35  في المائة – المهدية     :           63,43  في المائة – سوسة      :  

المعهد النموذجي بصفاقس : نموذجي حقا ….

يعتبر المعهد النموذجي بصفاقس أهم معهد على المستوى الوطني من حيث النتائج و تميز تلامذته و لم يشذ عن القاعدة خلال دورة باكالوريا 2008 حيث بلغ عدد التلاميذ المتحصلين على ملاحظة حسن جدا ( أي بمعدل يفوق 16 على 20 ) 156 تلميذا موزعين على النحو التالي : – الرياضيات        :            75    أي بنسبة    100  في المائة – العلوم التجريبية  :            81     أي بنسبة  95,3   في المائة   ( أربعة فقط تحصلوا على ملاحظة حسن )  

المعهد النموذجي بالمنستير : أول دفعة في تاريخه بتميز …..

حقق المعهد النموذجي بالمنستير – في أول دفعة له – نتائج باهرة ، فإضافة إلى نسبة النجاح التي بلغت 100 في المائة تحصل عديد التلاميذ على معدل يفوق 18 على 20 و كان الإمتياز للتلميذة أحلام عبد الرحمان – أصيلة قصيبة المديوني – التي تحصلت على أعلى معدل على المستوى الوطني في شعبة علوم التقنية- 19,32 على 20 – كما تحصل التلميذان بشير العيسي من شعبة الرياضيات على معدل 19,35 و هالة الصكلي من شعبة العلوم التجريبية على معدل 19,14   

باكالوريا 2008 : 700 2 مترشح  للأقسام التحضيرية بالمرسى و فرنسا و ألمانيا ….

سيتم قبول 220 تلميذ من المتفوقين في باكالوريا 2008 لمواصلة الدراسة في الأقسام التحضيرية حيث سيلتحق 160 منهم بالمعهد التحضيري للدراسات العلمية و التقنية بالمرسى و 30 بالأقسام التحضيرية الفرنسية و كذلك 30 آخرين بالأقسام التحضيرية الألمانية و يشمل هذا الأمر عادة التلاميذ الذين تحصلوا على معدلات تفوق 18 على 20 في مناظرة الباكالوريا و تمهيدا لذلك سيتم تنظيم لقاء بالمترشحين يومي الإثنين 7 و الثلاثاء 8 جويلية 2008 بالمعهد التحضيري للدراسات العلمية  و التقنية بالمرسى بحضور مديري الأقسام التحضيرية الفرنسية و الألمانية لتقديم كل التفاصيل عن الدراسة بمؤسساتهم و الإجابة عن استفسارات المترشحين و أوليائهم حتى يكون اختيارهم عن بينة و اقتناع …. و من المهم تنبيه من يتم قبولهم إلى أنه في صورة التراجع عن الإختيار و الرغبة في مواصلة الدراسة في شعبة أخرى بضرورة تقديم مطلب في إعادة التوجيه في أجل لا يتجاوز 15 أوت 2008 مع التأكيد على أن الحصول على شعبة الطب     لا يتم بصورة آلية و لذلك لا بد من التركيز و التثبت عند اتخاذ القرار النهائي الذي يعتبر مصيري بالنسبة للمستقبل الدراسي  

باكالوريا 2008 : تلاميذ يجرون الإمتحانات في السجن …

تمكن أحد السجناء في سجن  » حربوب  » القريب من مدينة مدنين بالجنوب التونسي من اجتياز الإمتحان بنجاح في الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا دورة جوان 2008 في اختصاص شعبة الآداب كما تأجل ثلاثة مساجين آخرين في اختصاص التقنية و الآداب إلى دورة المراقبة التي انطلقت يوم الثلاثاء 24 جوان 2008 و تتواصل أربعة أيام في حين رسب سبعة آخرون و يكون بذلك عدد المساجين الذين تقدموا للإمتحان إحدى عشر   صفاقس : تلميذ يجتاز امتحان الرياضيات في دورة المراقبة عوضا عن زميله …. ربما لم يدرك التلميذ خطورة ما أقدم عليه إلا بعد ما افتضح أمره و إلا فما الذي دفعه إلى ارتكاب ذلك الخطأ الفادح خاصة بعد أن حقق النجاح في الدورة الرئيسية للباكالوريا …. قد يرجع الأمر إلى ضعف التحضير النفسي و قلة الإحاطة الذين يتسببان في العديد من المصائب الغير متوقعة  إذن دخل التلميذ المذكور قاعة الإختبار صباح الثلاثاء 24 جوان 2008 لاجتياز امتحان الرياضيات ( ضارب 4 ) الخاص بشعبة الرياضيات عوضا عن زميله الذي تربطه به علاقة صداقة قوية جدا و تأثر كثيرا لفشله في الدورة الرئيسية فأقدم على القيام بتلك المجازفة الغير مأمونة العواقب رغبة منه في مساعدة صديقه و توفير فرصة النجاح له …. و يبدو أن قلة خبرته في التدليس كانت سببا في ارتباكه و بالتالي لفت انتباه أحد الأساتذة المراقبين الذي بادر إلى القيام بالتثبت من هوية التلميذ الجالس أمامه من خلال بطاقتي التعريف الوطنية و المدرسية فاتضح له عدم التطابق بينهما رغم التشابه الخلقي الكبير بين التلميذين فسارع إلى إعلام رئيس مركز الإمتحان الذي اتصل بدوره بالمندوبية الجهوية للتعليم بصفاقس التي حررت تقريرا في الموضوع رفعته إلى الوزارة ….. و تجدر الإشارة إلى أنه كان بالإمكان معالجة الموضوع من البداية أي قبل توزيع أوراق الإمتحان من خلال التثبت من هوية كل الممتحنين خاصة و أنهم ملزمون بالتواجد في القاعات نصف ساعة قبل الشروع في الإختبار و بالتالي يمكن تجنب مثل هذه المواقف خاصة بالنسة لتلميذ ارتكب تلك الهفوة بشكل غير محسوب …. نرجو أن تتم معالجة الموضوع بحكمة و أن لا يكون ذلك الخطأ سببا في التأثير على مستقبله الدراسي و أن يكون ما حصل له درسا له و لغيره من التلاميذ …..  

القيروان : طعنات غادرة تزهق روح تلميذ مؤجل في مناظرة الباكالوريا ….

حرص التلميذ بلال الغول – أصيل القيروان ( حي البرجي ) – على اغتنام الفترة الفاصلة بين الإنتهاء من امتحان الباكالوريا و إعلان النتائج للعمل بأحد المطاعم السياحية بمدينة سوسة حيث كان يقيم في منزل شقيقته  و في حدود الساعة الثالثة من فجر يوم السبت 21 جوان 2008 و أثناء عودته من الشغل و مباشرة بعد نزوله من سيارة الأجرة  » التاكسي  » اعترض سبيله ثلاثة شبان عبروا بدون تردد عن رغبتهم في الحصول على ما لديه من مال إضافة إلى هاتفه الجوال و لما لم يذعن لهم بادره أحدهم بطعنة قاتلة في الجانب الأيمن من قفصه الصدري …. و شاءت الأقدار أن يرجع سائق  » التاكسي  » من نفس الطريق الذي سلكه الفقيد و بالتحديد في مكان الجريمة فتعرف على حريفه السابق و اتصل بالنجدة و تم حمل الجثة إلى المستشفى الجهوي للمعاينة و عرضها على الطبيب الشرعي و قد تجمعت عدة معطيات و ظروف أمكن من خلالها إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة الذين أقروا بفعلتهم معترفين بأنهم كانوا يراقبون الفقيد منذ عدة أيام برصد توقيت و طريق عودته للقيام بسلبه … يذكر أن الفقيد بلال – رحمه الله – من مواليد ديسمبر 2008 و كان يدرس بأحد المعاهد الخاصة بمدينة القيروان و كان يمني النفس بالحصول على شهادة الباكالوريا و قد علم بنتيجة التأجيل ساعتين فقط قبل مقتله فاتصل بوالدته ليطمئنها بأن النجاح في متناوله خلال دورة المراقبة و كأنه بذلك الحديث مع والدته يودعها الوداع الأخير وهو لا يعلم أنه لم يعد يفصله عن أجله سوى ساعات قليلة …  » و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت  »  صدق الله العظيم و إنا لله و إنا إليه راجعون و في الختام :    يقول الحق تبارك و تعالى :  –  ( و قل رب زدني علما ) – سورة طه – الآية 114 – ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ) سورة الزمر – الآية 9 – ( يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات ) سورة المجادلة – الآية 11 – ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) سورة فاطر – الآية 28   و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : –  » و من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة  » – رواه مسلم – –  » من خرج في طلب العلم ، فهو في سبيل الله حتى يرجع  » – رواه الترمذي – –  » إن الله و ملائكته و أهل السماوات و الأرض حتى النملة في جحرها و حتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير  » – رواه الترمذي – 


حقوقيون يطالبون بإطلاق «السجناء السياسيين» في تونس

 

 تونس: المنجي السعيداني تعتزم مجموعات حقوقية مغاربية وعربية ودولية تنظيم تجمع في باريس اليوم، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين في تونس.   وتؤكد السلطات التونسية دوماً على عدم وجود أشخاص داخل السجون التونسية بسبب آرائهم السياسية. وقال صلاح الدين الجورشي الحقوقي التونسي «إن نفي وجود سجناء سياسيين لا يتماشى مع الواقع التونسي حيث أن الجميع يعلم بوجود مجموعات حوكمت من أجل آرائها وانتماءاتها السياسية ونعني بذلك خاصة الإسلاميين وتحديدا المجموعة المتبقية من حركة النهضة الذين قضى بعضهم أكثر من 16 سنة في السجن». ويضيف: «الأفضل من هذا النفي هو فتح حوار وطني حول مستقبل هؤلاء وذلك من خلال إطلاق سراحهم وإدماجهم من جديد في الدورة الاجتماعية والسياسية». ويرى الجورشي أن سن عفو تشريعي عام من شأنه أن يلغي العقوبة من أساسها ويساعد بشكل جوهري وقانوني على أن يستعيد هؤلاء حقوقهم المدنية والسياسية. ويدعو لان يتسع العفو العام المقترح ليشمل، إضافة إلى الموجودين داخل السجون، اولئك الذين أطلق سراحهم منذ فترات طويلة، وأيضاً فتح الباب أمام المغتربين والمحكوم عليهم غيابيا.:. وأعلنت أكثر من 18 منظمة حقوقية عالمية دعمها لمبادرة تونسية تحمل عنوان «إنقاذ حياة» مساجين العشريتين: حملة من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء». وتشمل القائمة منظمات من مصر والسعودية وفلسطين وفرنسا وسويسرا.:. وتشير المنظمات الحقوقية التونسية وخاصة الجمعية التونسية لمساندة المساجين التونسيين، إلى أن 30 عضواً في حركة النهضة المحظورة لا يزالون يقبعون داخل السجون التونسية، إلى جانب ألف سجين تونسي جديد حوكموا بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي سن في 2003.   (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جوان 2008)

بعد زيارة وفود من منظّمات أميركية هل ستغيّر تونس سياساتها تُجاه منظّمات حقوق الإنسان الدولية؟

 
إسماعيل دبارة من تونس: يرى متابعون للشأن التونسي أن  » تغيرا جذريا » جدّ في طبيعة العلاقة التي حكمت لفترة طويلة من الزمن السياسة التونسية مع المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان وحرية التعبير .فالصفحة الجديدة التي فتحتها الحكومة التونسية مع المنظمات الحقوقية وخصوصا الأجنبية منها ،أتت كإشارة لطيّ صفحة مظلمة لمنع متكررّ لطالما اشتكت منه تلك المنظمات لما حاولت دخول التراب التونسي على غرار ما حصل مع كل من منظمتي  » مراسلون بلا حدود   » و الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان وغيرهما . منظمة « هيومن رايتس ووتش » التي كثيرا ما احترز الحكم في تونس على أدائها و على تقاريرها ، سُمح لها في مارس الماضي بقرار حكومي بزيارة السجون التونسية و القيام بتحقيقات ميدانية و الاتصال بشخصيات ممثلة للحكومة و أخرى ممثلة للمجتمع المدني  .وفي الثاني عشر من يونيو الجاري وصل وفد منظمة  » هيومن رايتس ووتش  » إلى تونس العاصمة ، مكونا من السيد جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و عبد الرحيم قاسم وهو مسؤول في القسم ذاته  .و على الرغم من أن الزيارة أحيطت بتكتم شديد من جانب كلّ من الحكم و المنظمة إلا أن ما رشح يفيد بتقدّم في الحوار مع المسؤولين الرسميين التونسيين في ما يتعلق بالأمور الترتيبية لعمل المنظمة المرتقب . من جهة أخرى علمت « إيلاف » استنادا إلى مصادر من منظمات حقوقية تونسية أن لقاءات جرت بينهم و بين وفد « هيومن رايتس ووتش » و بعلم من المسؤولين التونسيين و برضاهم على عكس ما جرت به العادة.وفي السياق ذاته سمحت الحكومة التونسية يوم 21 يونيو الجاري للسيد « جويل كامبانا » مبعوث لجنة حماية الصحافيين « cpj » و(مقرها نيويورك) بالقيام بزيارة وصفت بكونها تأتي « لتقصي الحقائق ومعرفة طبيعة و ظروف العمل الصحافي في تونس ». جوال كامبالا التقى هو الآخر مسؤولين حكوميين في مجال الإعلام والاتصال بالإضافة إلى عدد من الصحافيين و الناشطين في مجال حرية التعبير و الإعلام. وزار كامبالا يوم الثلاثاء الماضي (24 جوان) مقر صحيفة « الموقف » الأسبوعية المعارضة و كان له مع هيئة تحريرها و مديرها المسؤول المحامي و السياسي أحمد نجيب الشابي لقاء مطول تطرق إلى كافة الجوانب المتعلقة بقضية الصحيفة التي أثارت جدلا كبيرا في تونس بسبب سياستها التحريرية المخالفة للسائد.و حسب إفادة أحد صحافيي جريدة « الموقف » لإيلاف فإن « كامبانا حرص على التطرق إلى الدعاوى الخمس المرفوعة ضدّ الصحيفة الأسبوعية -المحرومة من الدعم و الإشهار العموميين- بسبب ما بات يعرف بقضية الزيت الفاسد التي دفعت في أواخر ابريل الماضي برشيد خشانة رئيس تحريرها و المنجي اللوز مدير التحرير بالدخول في إضراب عن الطعام استمرّ لخمسة عشر يوما بسبب ما يقولان إنها تضييقات على الرصيد البنكي للجريدة ومنع للتوزيع و إقحام للقضاء في قضايا سياسية بحتة. و للإشارة فإن كلا من « هيومن رايتس ووتش » و لجنة حماية الصحافيين أصدرتا تقارير لم ترض الحكومة التونسية البتة.فالأولى ذكرت في تقريرها السنوي للعام 2007 أن تونس ترفض الاعتراف رسميا بأي منظمة حقوقية مستقلة تشتغل في الداخل و تتذرع باستمرار بوضع المنظمة غير القانوني لعرقلة نشاطها ومهامها في عدة مناسبات ، كما تطرق التقرير إلى الرقابة على نشطاء حقوق الإنسان و التضييق الخانق الذي يفرضه أعوان الأمن على تحركاتهم بشكل مستمرّ. أما لجنة حماية الصحافيين فقد تناولت هي الأخرى بإطناب في تقريرها السنوي للعام 2007 الانتهاكات الحاصلة على المشهد الإعلامي التونسي و ذكرت أن « تدهورا خطرا يسوده و يؤثر في عمل الصحافيين بشكل مباشر ». إذا فاعتزام « هيومن رايتس ووتش » دخول السجون التونسية ليس حدثا عاديا بالمرة على حدّ تعبير أحد المحللين السياسيين ، فالسيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان أكدّ صحة الأخبار التي تفيد أن منظمة « هيومن رايتس ووتش » الأميركية ستعمل في تونس بحرية و ستقوم بإجراء لقاءات مع مسؤولين حكوميين وشخصيات حقوقية وجمعيات مستقلة. وقال إن الزيارة تدخل في إطار الإجراءات الأخيرة لتدعيم حقوق الإنسان المنبثقة من المجلس الوزاري المنعقد بتاريخ 21  مايو ،على أثر زيارة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى سجن « المرناقية » الذي تحدثت بعض التقارير الحقوقية عن حصول انتهاكات كبيرة داخله. كما شهدت العلاقة بين الصليب الأحمر الدولي و تونس تطورا كبيرا في الأشهر الأخيرة ما يدل على مراجعة شاملة في سير العلاقة التي تربط بين تونس و المنظمات الحقوقية المستقلة. بعض الملاحظين اعتبروا التسهيلات الجديدة التي أقدمت عليها الحكومة « تمييزية » ، أي أنها مقتصرة على المنظمات الأميركية في إشارة واضحة إلى ما يبدو أنه ضغط أميركي خفيّ على السياسات التونسية في المجال الحقوقي و دعوات متصاعدة لمزيد تدعيم ما تم تحقيقه إلى الآن على  درب الانخراط في المنظومة الدولية لحقوق الإنسان وحماية الحريات الفردية والعامة وتكريس التعددية والنهوض بأوضاع المرأة وإرساء الآليات والتشريعات الكفيلة بحماية حقوق الإنسان.
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 27 جوان 2008)

 

تونس تسجن شبانا بسبب احتجاجات شهدها جنوب البلاد

 

تونس (رويترز) – قال محامون يوم السبت ان محكمة تونسية قضت بسجن شبان بتهمة احداث الشغب والقاء مواد حارقة على الشرطة في محاكمة جرت ليل الجمعة على خلفية احتجاجات جرت منذ ثلاثة اسابيع ببلدة الرديف جنوب البلاد وخلفت قتيلا وعشرات الجرحى. وأبلغ المحامي شكري بلعيد رويترز أن « المحكمة الابتدائية بقفصة قضت بسجن 12 شابا بالسجن لفترات تتراوح بين شهر وستة اشهر بتهم احداث الشغب وتعطيل حركة الجولان وصنع وحيازة مواد حارقة بدون رخصة وتعمد الاضرار بملك الغير ». واضاف ان المحكمة قضت بتأجيل تنفيذ احكام السجن بحق أربعة من بين هؤلاء الشبان بينما سيقضي البقية هذه العقوبة كما أمرت المحكمة باطلاق سراح اربعة اشخاص لثبوت براءتهم. وقتل شخص واصيب اكثر من 20 اخرين مطلع الشهر الحالي في مصادمات عنيفة جرت بين قوات الشرطة ومتظاهرين في مدينة الرديف الغنية بالفوسفات والتابعة لمحافظة قفصة الواقعة جنوب العاصمة تونس احتجاجا على غلاء المعيشة وزيادة البطالة.

(المصدر: وكالة رويتز للأنباء بتاريخ 28 جوان 2008)


تونس.. سجن 12 شابا شاركوا باحتجاجات « الرديف »

تونس – حكمت محكمة تونسية بسجن 12 شابا بتهمة إحداث الشغب وإلقاء مواد حارقة على الشرطة في محاكمة جرت ليلة أمس الجمعة على خلفية احتجاجات شعبية ضد البطالة جرت منذ ثلاثة أسابيع ببلدة الرديف جنوب البلاد، وخلفت قتيلا وعشرات الجرحى. وأبلغ المحامي « شكري بلعيد » رويترز أن « المحكمة الابتدائية بمحافظة قفصة (جنوب) قضت بسجن 12 شابا لفترات تتراوح بين شهر وستة أشهر بتهم إحداث الشغب، وتعطيل حركة الجولان، وصنع وحيازة مواد حارقة بدون رخصة، وتعمد الإضرار بملك الغير ». وأضاف بلعيد أن المحكمة « قضت بتأجيل تنفيذ أحكام السجن بحق أربعة من بين هؤلاء الشبان، بينما سيقضي البقية هذه العقوبة، كما أمرت المحكمة بإطلاق سراح أربعة أشخاص آخرين لثبوت براءتهم ». وقتل شخص وأصيب أكثر من 20 آخرين مطلع شهر يونيو الجاري في مصادمات عنيفة جرت بين قوات الشرطة ومتظاهرين في مدينة الرديف الغنية بالفوسفات والتابعة لمحافظة « قفصة » الواقعة جنوب العاصمة « تونس »؛ احتجاجا على تردي الأوضاع الاجتماعية وغلاء المعيشة وزيادة البطالة. وسبق أن لقي شاب تونسي مطلع مايو الماضي مصرعه متفحما إثر صعقه بالكهرباء، وأصيب آخر بجروح بالغة خلال احتجاجات مماثلة ضد البطالة في منطقة قفصة. وتعاني مدن ما يعرف بـ « الحوض المنجمي » (نسبة لمناجم الفوسفات الموجودة بها) المكون من مدن (المتلوي وأم العرائس والرديف) بمحافظة قفصة، من التهميش الحكومي، حيث لا يوجد أي نشاط اقتصادي يمارسه السكان إلا العمل في مناجم الفوسفات فقط، وهو ما يقودهم إلى الاحتجاج على السلطات، ففي عام 1984 قاموا بما عرف في تونس بـ « انتفاضة الخبز ». وفي عام 1980 انطلقت من هذه المدن الواقعة جنوب تونس العاصمة بنحو 500 كيلومتر محاولة انقلاب على نظام الحكم، لكنها فشلت، وهو ما أدى نسبيا إلى إهمال الحكومات لتنمية هذه المناطق منذ ذلك الحين، بحسب مراقبين. غير أن الاحتجاجات التي جرت خلال النصف الأول من العام الجاري تركزت بشكل خاص على ما اعتبره أهالي قفصة « الواسطة والمحسوبية » في تعيين موظفين وعمال جدد بالشركة من جانب الإدارة. وفي محاولة منه – بحسب العديد من المراقبين – لامتصاص غضب أهالي الحوض المنجمي (حوض الفوسفات) بقفصة؛ أصدر الرئيس « زين العابدين بن علي » قرارا يوم 9 يونيو الجاري بعزل « عبد الحفيظ النصري » (المدير العام لشركة فوسفات قفصة) من منصبه، وتعيين « محمد بن مصباح » بدلا منه. (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » بتاريخ 28 جوان 2008)

تونس: اليوتوب إعلام مضاد في خدمة الاحتجاجات الشعبية وتحدّ للإعلام المتواطئ

 

تونس – خدمة قدس برس   يسعى عدد من الشبان في المناطق المنجمية في قفصة بالجنوب الغربي التونسي إلى كسر الطوق الإعلامي المحلّي المضروب على التحركات الشعبية التي تشهدها المنطقة منذ الأسابيع الأولى من العام الجاري. بأدوات بسيطة وسريعة النجاعة ينشر هؤلاء الشباب وقائع الأحداث، هم مواطنون صحفيون أمكن لهم العبور إلى العالم وإلى وطنهم عبر الشبكة العنكبوتية.   منذ انطلاق الأحداث قبل ستة أشهر أعرضت الصحف التونسية عن تغطيتها. فصحف تشيد بالاستقرار الاجتماعي ومناخ الأمن والنماء الاقتصادي لا يمكنها أن تشوّش على الصورة التي رسمتها بمشاهد المظاهرات والدماء والاعتقالات والاعتصامات ومطالب الفقراء. أمّا صحف المعارضة قليلة الرواج فهي لا تصل التونسيين إلاّ أسبوعيا بعد تشبّع بأخبار الفنانين والرياضيين والحرب في العراق وفلسطين.   لقد فوجئ عدد كبير من التونسيين بالمشاهد التي ينقلها موقع اليوتوب، فمنذ ما يعرف بانتفاضة الخبز في العام 1984 لم يشهد الشارع التونسي هذا السيناريو، عجلات محروقة وشباب ملثمون يلقون الحجارة وقوات الأمن تطلق القنابل المسيلة للدموع. هذه المرة تمثلت الإضافة في مشاهد القتلى والدماء وعمليات الإسعاف بل وشهادات حيّة.   عند تشغيل محرك البحث على اليوتوب بكلمة الرديف بالعربية أو الفرنسية تظهر عشرات التسجيلات بعناوين مثيرة (رياح الثورة تهبّ على تونس، نهاية ابن علي، الرديف 2008، الرديف انتفاضة شعبية تقابل بالرصاص، الرصاص الحي بالرديف، الرديف تقطع الصمت…).   تدفّق هذه الصور فتح واجهة جديدة أمام السلطات فتحركت أوّل مرة بحجب موقع اليوتوب والدايلي موشن. ثم بدأ اصطياد المصوّرين، فليلة 6 حزيران (يونيو) اعتقل في محافظة قفصة مراسل أسبوعية مواطنون الهادي ردّاوي وهو بصدد التقاط صور بالمستشفى لقتيل سقط برصاص البوليس في مظاهرة بالرديف وحوّلت وجهته إلى وزارة الداخلية بتونس. وبحسب الصحيفة المذكورة فإنّ التحقيق معه تركز حول الجهة المستفيدة من صوره وأمر حازم بأن لا يوجّه الكاميرا صوب المناطق المنجمية. أمّا محمود الردّادي أصيل الرديف فمنذ 7 حزيران (يونيو) انقطعت أخباره بعد نقله إلى وزارة الداخلية. وبحسب منظمة حرية وإنصاف فإنّ الردادي يعاقب على تسريب صور الأحداث على الانترنيت وإلى إحدى الفضائيات.   ورغم أنّ تقنية اليوتوب المستخدمة في هذه الحالة تهدف أساسا لمواجهة آلة الدولة فإنّها تطرح تحديا كبيرا أمام الإعلام التونسي الذي رضي بظروفه وبالحدود المرسومة له. وبازدياد تدفق صور اليوتوب تهتزّ الثقة بالصحفي التونسي أكثر. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 27 جوان 2008)  


قرب سواحل جزيرة زمبرة: إيقاف 10 أشخاص مـن أجـل محاولة «الحرقان» نحو إيطاليا

 
مثل امام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت 10 متهمين وجهت لهم دائرة الاتهام تهمة المشاركة في وفاق يهدف الى مغادرة اشخاص التراب التونسي خلسة عبر البحر بدون وثيقة سفر رسمية. وبالعودة الى الوقائع فقط انطلقت الاحداث من احد الشواطئ بولاية بنزرت حيث اتفق الشبان العشرة للسفر خلسة نحو ايطاليا وللغرض عمدوا الى جمع الاموال المتمثلة في 1000د لكل فرد ثم قاموا بشراء مركب ومحرك واقتنوا مستلزمات الحرقة وحددوا موعد انطلاق الرحلة الا أنهم بوصولهم قرب سواحل جزيرة زمبرة كشفتهم خافرة عسكرية تونسية وألقت عليهم القبض ثم أعادتهم الى اليابسة لتنطلق معهم التحقيقات. وخلال استجوابهم أقر جميعهم بالمشاركة في عملية «الحرقان» نحو ايطاليا للعمل وتحقيق احلامهم، وأضاف بعضهم أن صعوبة الحصول على التأشيرة جعتلهم يفكرون في اجتياز الحدود البحرية خلسة لكن أحلامهم لم تتحقق بعد أن وقع القبض عليهم،   وخلال المحاكمة رافع عنهم محاموهم واتفق جميعهم على أن المنوبين تم ضبطهم داخل المياه الاقليمية ولم يبلغوا السواحل الايطالية وبالتالي المحاولة في القانون الجزائي غير موجبة للعقاب ولهذا التمسوا من المحكمة الحكم بعدم سماع الدعوى وباعذار المتهمين طلبوا البراءة فقررت المحكمة حجز ملف هذه القضية للتصريح بالحكم بعد المفاوضة القانونية. نبيل النفزي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 جوان 2008)  

قلق تونسي بشأن فتوى حول الطلاق

 

أثارت فتوى أخيرة لمفتي تونس حول الطلاق جدلا في البلاد. وبالنسبة للعديد من الناس في هذا البلد العلماني فإن هناك مخاوف بأن الأمر الديني قد يُنظر إليه على أنه يبطل القانون المدني. جمال العرفاوي لمغاربية من تونس العاصمة خلفت فتوى قدمها مفتي الديار التونسية حول الطلاق جدلا واسعا بين التونسيين وأطلقت جملة من الشكوك والمخاوف من إمكانية تراجع السلطات عن مكتسبات حققتها المرأة التونسية خلال العقود الأخيرة. انطلقت القضية عندما طلبت سيدة غير معروفة رأي دار الإفتاء التونسية، هيئة العلماء الدينيين التونسيين، التي تصدر الأحكام الدينية حول القضايا العامة والخاصة والتابعة لوزارة الشؤون الدينية. وفي رسالة مكتوبة لمفتي تونس كمال الدين جعيط، قالت المرأة إن زوجها أعلن أمامها يمين الطلاق ثلاث مرات. وحسب صحيفة الطريق الجديد الناطقة باسم حركة التجديد اليسارية في عددها الصادر يوم 7 يونيو، فإن المفتي رد على سؤال المرأة « أعلمها أنها أصبحت محرمة على الزوج ولا يمكن مواصلة الحياة الزوجية وبالتالي عليها القيام بإجراءات الطلاق وسلم لها شهادة في ذلك « . لم يكن القرار ليشكل أي جدل في بلد مسلم آخر، حيث تطبق الشريعة في قضايا الزواج والطلاق. أما في بلد علماني كتونس، الأشياء تختلف شيئا ما. الطلاق في تونس مثله مثل الزواج مدني، و ذلك منذ 1956. وحسب قانون الأحوال الشخصية، لا يتم الطلاق إلا أمام القاضي بحضور الطرفين، و شريطة موافقة الطرفين، و بعد محاولات صلح يسعى من خلالها قاضي الأسرة أن يعيد العلاقة بين الزوجين. وفي تصريح لمغاربية قال مصدر مسئول بدار الإفتاء، فضل التحفظ على اسمه، إن الأمر لا علاقة له بقوانين البلاد « سؤال السيدة يتعلق بأمر شرعي ولم يخرج رد المفتي عن الشريعة الإسلامية ». وأوّل بعض التونسيين حكم المفتي بأنه محاولة للالتفاف على القوانين المدنية. وكتب طارق جديد في افتتاحيته « [هذا يعتبر] تهديدا للمكاسب المدنية مما يفتح المجال للتأويلات الدينية والفتاوى في وقت نحتاج فيه لتدعيم المسار التحديثي وفرض احترام تطبيق القوانين الوضعية وتكريس مبدأ علوية المؤسسات « . وحسب المحامية كاهنة عباس « لا توجد أية سلطة لمفتي الجمهورية في ساحة القضاء وأن مجلة الأحوال الشخصية هي الفيصل في قضايا الطلاق ». عباس عبرت عن مخاوفها من أن تتحول المؤسسة الدينية شيئا فشيئا إلى مصدر للتشريع. خديجة الشريف رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات التي تعمل من أجل فصل الدين عن الدولة وتحقيق المساواة بين الجنسين قالت إنها علمت باستغراب شديد بالفتوى. ومن جانبه قال خميس الخياطي عضو الجمعية التونسية للدفاع عن اللائكية « قد يكون مفتي الجمهورية على صواب إن كنا تحت سلطة دولة يحكمها الشرع وقائمة على الولاء للإيمان، أما ونحن في دولة القانون فليس من حق المفتي أن يتعدى على النصوص الدستورية التي تحمي حق المواطن في صيانة حقوقه ». ويخشى الخياطي أن يسرع الناس للمفتي عوض محاولة حل مشاكلهم الشخصية. وتساءل « ويكون غدا تحت راية دولة دينية « . اما محمد علي النفزي وهو في الثلاثينات من عمره فقد رحب بالفتوى « لأنها تسهل علينا حياتنا وتعفينا من متاعب التقاضي ونغص مجلة الأحوال الشخصية التي حولت الرجل في تونس إلى أسير لدى زوجته ». أما منال الحامي وهي تشتغل في مجال صناعة الأدوية فقد علقت بكل سخرية « لو بعثت كل التونسيات المتزوجات تستفي حول إطلاق يمين الطلاق اللواتي يسمعنه أسبوعيا من أزواجهن فإنك لن تجد تونسية واحدة في بيتها « : (المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 27 جوان 2008) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2008/06/27/feature-01


فتوى تونسية حول الطلاق تعيد الصواب لعقول الكثيرين

تونس – صحف (لها أون لاين): تشير الفتوى الأخيرة التي حدثت في تونس حول طلاق إحدى النساء، إلى أن الشريعة الإسلامية لا يمكن أن يتم تحجيمها أو تقنينها في صورة قوانين علمانية جديدة، مهما حاولت الحكومات ذلك، إذ أن التشريعات الإسلامية واضحة وثابتة. القضية التي أثارت الرأي العام في تونس، تتعلق بفتوى طلبتها إحدى النساء المسلمات في تونس، من دار الإفتاء التونسية، وهيئة العلماء الدينيين التونسيين التي تصدر الأحكام الدينية حول القضايا العامة والخاصة، والتابعة لوزارة الشؤون الدينية. فأجاب عليها مفتي الديار التونسية. وتقول المرأة في رسالتها: « إن زوجها أعلن أمامها يمين الطلاق ثلاث مرات ». فأجابها مفتي تونس كمال الدين جعيط بالقول:  » أعلمها أنها أصبحت محرمة على الزوج ولا يمكن مواصلة الحياة الزوجية وبالتالي عليها القيام بإجراءات الطلاق وسلم لها شهادة في ذلك « . وحاولت بعض الجهات الإعلامية المغرّبة فكرياً، بأن تطلق حملة ضد هذه الفتوى، بحجة أنها تطلق جملة من الشكوك والمخاوف من إمكانية تراجع السلطات عن مكتسبات حققتها المرأة التونسية خلال العقود الأخيرة!! وعلى حد وصف صحيفة (مغاربية) فإن هذه الفتوى لم تكن لتشكل أي جدل في بلد مسلم آخر، حيث تطبق الشريعة في قضايا الزواج والطلاق. أما في بلد علماني كتونس، الأشياء تختلف شيئا ما. وتذكر الصحيفة أن الطلاق في تونس مثله مثل الزواج مدني، وذلك منذ 1956. وحسب قانون الأحوال الشخصية، لا يتم الطلاق إلا أمام القاضي بحضور الطرفين، و شريطة موافقة الطرفين، و بعد محاولات صلح يسعى من خلالها قاضي الأسرة أن يعيد العلاقة بين الزوجين. وحول هذا الأمر، قال مصدر مسئول بدار الإفتاء، فضل التحفظ على اسمه: « إن الأمر لا علاقة له بقوانين البلاد، وسؤال السيدة يتعلق بأمر شرعي ولم يخرج رد المفتي عن الشريعة الإسلامية ». فيما حاول بعض التونسيين تأويل حكم المفتي بأنه محاولة للالتفاف على القوانين المدنية. وحسب المحامية كاهنة عباس « لا توجد أية سلطة لمفتي الجمهورية في ساحة القضاء وأن مجلة الأحوال الشخصية هي الفيصل في قضايا الطلاق ». وقالت الصحيفة: « إن عباس عبرت عن مخاوفها من أن تتحول المؤسسة الدينية شيئا فشيئا إلى مصدر للتشريع ». من جانبه قال خميس الخياطي عضو الجمعية التونسية للدفاع عن اللائكية « قد يكون مفتي الجمهورية على صواب إن كنا تحت سلطة دولة يحكمها الشرع وقائمة على الولاء للإيمان، أما ونحن في دولة القانون (!!) فليس من حق المفتي أن يتعدى على النصوص الدستورية التي تحمي حق المواطن في صيانة حقوقه »!!! ويخشى الخياطي أن يسرع الناس للمفتي عوض محاولة حل مشاكلهم الشخصية. وتساءل « ويكون غدا تحت راية دولة دينية « . أما محمد علي النفزي وهو في الثلاثينات من عمره فقد رحب بالفتوى « لأنها تسهل علينا حياتنا وتعفينا من متاعب التقاضي ونغص مجلة الأحوال الشخصية التي حولت الرجل في تونس إلى أسير لدى زوجته ».
(المصدر: موقع « لها أونلاين » بتاريخ 28 جوان 2008) الرابط: http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view&id=14286&sectionid=1
 
 
 

بن علي يشدد على إنجاح إختيار مدينة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية

 
تونس / 28 يونيو-حزيران / يو بي أي: شدد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على ضرورة العمل من أجل إنجاح إختيار مدينة « القيروان » التونسية عاصمة للثقافة الإسلامية خلال العام المقبل. وقال بن علي في خطاب ألقاه اليوم السبت لمناسبة اليوم الوطني للثقافة، إن العام المقبل سيتميز باحتفال تونس بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، و »أذنا بإتخاذ كل التدابير اللازمة لإنجاح هذا الحدث بالتعاون مع مختلف المؤسسات والهياكل والكفاءات التونسية المختصة، حتى يكون هذا الإحتفال في مستوى مدينة القيروان وتاريخها المجيد، وإسهامها البارز في الحضارة العربية الإسلامية ». وتعتبر مدينة القيروان، الواقعة على بعد 150 كيلومترا جنوب تونس العاصمة، المدينة الإسلامية الأولى في منطقة المغرب العربي،حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 50 هجري -670 ميلادي، على يد عقبة بن نافع. ولعبت مدينة القيروان دورا رئيسيا في القرون الإسلامية الأولى، فكانت العاصمة السياسية للمغرب الإسلامي ومركز الثقل فيه منذ بدء الفتح إلى آخر أيام دولة الأمويين في دمشق. إلى ذلك، دعا بن علي وزارة الثقافة في بلاده ومختلف الأطراف المعنية، إلى مزيد العناية بالطابع المعماري الأصيل للأحياء العتيقة والقرى التقليدية، بما يحمي كيانها وخصوصياتها، ويحفظ جماليتها، ويؤكد دورها في تنشيط السياحة الثقافية. وأشار إلى أن تونس، التي تعاقبت عليها حضارات عدة زاهرة طوال ما يزيد على ثلاثين قرنا، هي من « أكثر بلدان العالم ثراء وتنوعا في مجال الإرث الحضاري المادي واللامادي الذي حرصنا على حمايته وإحيائه، ليكون في خدمة التنمية ». ومن جهة اخرى، أمر بن علي في خطابه بوضع برنامج متميز للإحتفال بالذكرى المائوية لميلاد شاعر تونس الكبير أبي القاسم الشابي، كما أعلن عن فتح المتاحف التونسية أمام العموم مجانا لمدة يوم واحد كل عام لتحفيز التعلق بالموروث الحضاري والثقافي. وأعلان عن السماح « بأن تفتح المتاحف التونسية أمام العموم مجانا كامل يوم 18 مايو/آيار من كل سنة حتى نحفز المواطنين والمواطنات الى زيارة متاحف بلادنا والاطلاع على مخزونها التاريخي والثقافي والحضاري والاعتزاز بما ترمز إليه من مجد وثراء وتميز. » وتوجد في تونس عشرات المتاحف أبرزها متحف باردو، الذي امر بن علي بتوسيعه وإعادة تهيئته طبقا للمقايس المعتمدة عالميا بما يتناسب مع قيمة هذا المعلم ويثبت مكانته ضمن أعرق المتاحف العالمية.

الرئيس التونسي يؤكد أهمية انجاح احتفال (القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية 2009)
 
تونس – 28 – 6 (كونا) – أكد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي هنا اليوم أهمية اتخاذ كافة التدابير اللازمة لانجاح الاحتفال الذي سيقام بمدينة القيروان التونسية العام المقبل بصفتها (عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009). وشدد بن علي في كلمة ألقاها بمناسبة احتفال بلاده باليوم الوطني للثقافة على ضرورة « اتخاذ كل التدابير لانجاح هذا الحدث بالتعاون مع مختلف المؤسسات والهياكل والكفاءات التونسية المختصة حتى يكون هذا الاحتفال في مستوى مدينة القيروان وتاريخها واسهامها البارز في الحضارة العربية الاسلامية ». كما دعا الرئيس التونسي في السياق نفسه الى وضع « برنامج متميز للاحتفاء العام المقبل أيضا بالذكرى السنوية المئوية لميلاد شاعر تونس الكبير أبي القاسم الشابي ». وقد تسلم الرئيس التونسي بهذه المناسبة أيضا الدروع التقديرية التي أسندت له من كل من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب والمجمع العربي للموسيقى والمعهد الثقافي الافريقي العربي تقديرا لدوره المتميز في نشر الثقافة وتدعيمها ولرعايته الموصولة للمثقفين في بلاده والوطن العربي. (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية (كُـونا) بتاريخ 28 جوان 2008)
 


 تونس تخصص يوما مجانيا لزيارة المتاحف  
 
 تونس (رويترز) – أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم السبت فتح المتاحف التونسية أمام العموم مجانا لمدة يوم واحد كل عام لتحفيز التعلق بالموروث الحضاري والثقافي الثري للبلاد التي تحتفل العام المقبل بمدينة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية.   وقال الرئيس التونسي في خطاب ألقاه يوم السبت بقصر قرطاج بمناسبة اليوم الوطني للثقافة « اننا نأذن بأن تفتح المتاحف التونسية أمام العموم مجانا كامل يوم 18 ماي (مايو آيار) من كل سنة حتى نحفز المواطنين والمواطنات الى زيارة متاحف بلادنا والاطلاع على مخزونها التاريخي والثقافي والحضاري والاعتزاز بما ترمز اليه من مجد وثراء وتميز. »   وتكتنز عشرات المتاحف المنتشرة في تونس رصيدا تراثيا متميزا يعكس تعاقب الحضارات على تونس. وتعد متاحف باردو وقرطاج والجم من الوجهات السياحية المميزة وتضم لوحات فسيفسائية نادرة.   وأذن الرئيس التونسي بتوسيع متحف باردو وإعادة تهيئته طبقا للمقايس المعتمدة عالميا بما يتناسب مع قيمة هذا المعلم ويثبت مكانته ضمن أعرق المتاحف العالمية.   (المصدر: وكالة رويتز للأنباء بتاريخ 28 جوان 2008)


تعيين سفير بريطاني جديد لدى تونس
تونس – خدمة قدس برس ذكرت مصادر في الخارجية البريطانية أنه تم تعيين كريستوفر أوكونور سفيرا بريطانيا لدى تونس خلفا للسفير الحالي ألان غولتي الذي سوف يتقاعد من السلك الدبلوماسي. وأوضح بلاغ من الخارجية البريطانية أن أوكونور سيتولى مهام منصبه الجديد في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الجاري 2008. وكان أوكونور يشغل منصب رئيس البعثة الديبلوماسية البريطانية في لبنان، كما شغل قبل ذلك رئيس فريق عملية السلام في الشرق الأوسط. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 28 جوان 2008)  


حركية كبرى في الأسواق الموازية

تشهد الاسواق الموازية من «زرقون» والمنصف باي ونهج الكوميسيون ونهج الملاحة نشاطا مكثفا وحركية كبرى خلال هذه الأيام، وذلك بفعل ما تقدمه من معروضات خاصة بفصل الصيف مثل أنواع الالبسة الحاملة للعلامات العالمية الكبرى، والنظارات الشمسية المتنوعة، ووسائل التبريد، ومواد التوقي من الشمس. ولعل المتابع لهذه الاسواق يلاحظ الاقبال المفرط عليها من طرف المواطنين والتسوق منها خاصة خلال فترات بعد الظهر. وهذه الظاهرة ما انفكت تتطور وتتسع دائرتها واتجاه المواطن اليها، خاصة وأن أسعار المعروضات التي تقدم هناك ونوعيتها غير متوفرة بالمحلات التي تخضع للتجارة الرسمية غير أن هذا لا يعني ضرورة تكثيف المراقبة الصحية والاقتصادية داخل هذه الاسواق التي كثيرا ما تمرر داخلها مواد وسلع غير صحية.

استهتار شبابي في قيادة السيارات والدراجات النارية

مع ارتفاع درجات الحارة ودخول الصيف والاعلان عن نتائج الامتحانات الوطنية وغمرة الأفراح بها، بدأ جمع من الشباب في جولات هستيرية داخل عديد  الأحياء وعلى الطرقات الوطنية في جولات ونزهات لا تخلو من التجاوزات. ففي حي النصر والغزالة وبعض الطرقات مثل طريق المرسى ـ تونس يطالعك هؤلاء الشبان بقيادة دراجاتهم النارية أو سياراتهم بجنون وعدم احترام كامل لراحة الناس او سيرهم على الطريق. هذه المظاهر التي تطل علينا من هنا وهناك لا بد من محاصرتها، خاصة وهي لا تخلو من مخاطر بالجملة .

الحفلات الخاصة وضوضاؤها في الاحياء

مع إطلالة الصيف، والاعلان عن نتائج بعض الامتحانات الوطنية انطلقت مظاهر الاحتفالات بها في كل مكان، وارتسمت خاصة على سطوح المنازل باثة انواع الاغاني والموسيقة الوترية والشعبية عبر مضخمات أصوات يصل صداها الى بعض الكيلومترات. المشكل الذي يحير سكان العديد من الاحياء ليس في ظهور هذه السهرات، بل في ما تبعثه من ضجيج يقض مضاجع الناس، ويتواصل الى ساعات متأخرة جدا من الليل. فهل يقع تطويق هذه الظاهرة وتطبيق القانون بشأن المدة الزمنية المسموح بها لهذ السهرات؟ (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 جوان 2008)


مسؤولو مكافحة الإرهاب العرب يدعون إلى تعريف دولي محدد للإرهاب

تونس / 28 يونيو-حزيران / يو بي أي: دعا فريق الخبراء العرب المعني بمكافحة الإرهاب المجموعة الدولية إلى الإسراع في إعداد إتفاقية شاملة تتضمن تعريفا محددا للإرهاب متفقا عليه دوليا، وإلى العمل من أجل تعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين الحضارات والثقافات والشعوب والأديان. وشدد الخبراء، في بيان لهم وُزع اليوم السبت في ختمام اجتماعهم الذي عُقد في تونس، على أهمية أن يميّز تعريف الإرهاب بين « الإرهاب و قتل المدنيين الأبرياء الذي لا تقره الشرائع السماوية ولا المواثيق الدولية، والحق المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان ». ودعوا إلى ضرورة اعتماد موقف عربي موحد يطالب بتجريم كافة أعمال التحريض المباشر وغيرالمباشر التي تتمثل في الإساءة للأديان ورموزها باعتبارها تحريضا على الإرهاب. كما دعا فريق الخبراء العرب المعني بمكافحة، الذي يتألف من خبراء يمثلون وزارات الخارجية والعدل والداخلية في الدول العربية، إلى تطوير التشريعات الوطنية لمكافحة إستخدام الإرهابيين لشبكة الأنترنت. وحثوا في بيانهم الختامي على تبادل المعلومات بين الدول العربية بشأن المواقع العربية التي يتم رصدها على شبكة الأنترنت التي تحض على الإرهاب، وتعليم وتدريب العناصر على إستخدام الأسلحة والمتفجرات. وطالبوا وسائل الاعلام العربية بضرورة « الإلتزام والحرص أثناء التحاور مع العناصر الإرهابية وتلك المعروفة بانتماءاتها المتطرفة، أو لدى عرض أفكار هذه الجماعات وذلك للحيلولة دون الترويج لفكرها ونشره ». وكانت أعمال الاجتماع السادس لهذا الفريق قد سبقتها إجتماعات المؤتمر العربي الحادي عشر للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب الذي عُقد في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس. ودعا المشاركون في هذا الاجتماع السنوي الدول العربية إلى إصدار القوانين والتشريعات الخاصة بمكافحة الجرائم المتعلقة بالإستخدام غير المشروع للأنترنت والتقنيات الحديثة « بما يكفل مكافحة الأساليب الجديدة للتنظيمات الإرهابية ». كما طالبوا الجهات المعنية في الدول العربية بالعمل على تعزيز علاقات التعاون مع كافة الدول والهيئات المعنية بمكافحة الإرهاب عبر تبادل المعلومات والخبرات والتجارب المتعلقة بالجماعات الإرهابية ونشوئها بما يساعد على مكافحتها ودرء أخطارها.

تونس بعد 27 سنة « نهضة » و21 سنة « بن علي »

محمد جمال عرفة (*) ربما لو لم تقع مواجهات جنوب تونس الأخيرة بين قوات الأمن وأبناء مدينة « الرديف » الذين تظاهروا احتجاجا على غلاء المعيشة وزيادة البطالة، والتي قتل وجرح فيها البعض واعتقل المئات، ما لفتت التطورات الأخيرة في البلاد أنظار أحد، ولا تساءل أحد عما فعلته حكومة الرئيس « بن علي » منذ توليها السلطة قبل 21 عاما (1987)، ولا مصير قوى المعارضة خصوصا « حركة النهضة » الإسلامية التونسية التي تحتفل هذه الأيام بالذكرى 27 لتأسيسها في يونيو 1981م. فمواجهات الجنوب للاحتجاج على تردي الأوضاع الاجتماعية، وغلاء المعيشة وزيادة البطالة، رغم أنها جاءت ضمن ظاهرة ما يسمى « ثورة الخبز » التي تعاني منها عدة أنظمة عربية، منها أنظمة كل بلدان المغرب العربي، إلا أنها كشفت حالة الجمود السياسي والاقتصادي في البلاد وتردي الأوضاع السياسية، وفتحت النقاش مجددا حول مستقبل تونس السياسي. إذ إن خروج مظاهرات من هذه المنطقة الجنوبية – منطقة المناجم – تقذف قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة، وفي بلد يحكم الأمن قبضته على السلطة، أمر ذو دلالات واضحة على أن الاحتقان بلغ أوجه، وأن البطش البوليسي لم يعد قادرا على حبس الغضب المتصاعد في قمقم. فمدن ما يعرف بـ « الحوض المنجمي » بالجنوب تعاني من التهميش الحكومي، وهي مدن اشتهرت بالتمرد والاحتجاج على السلطات، ففي عام 1984 قاموا بما عرف في تونس بـ »انتفاضة الخبز »، وفي عام 1989 انطلقت من هذه المدن – الواقعة جنوب تونس العاصمة بنحو 500 كيلومتر – محاولة انقلاب على نظام الحكم لكنها فشلت؛ ولهذا عوقبوا بإهمال مناطقهم، وبقسوة أكثر في الاحتجاجات الأخيرة كي يكونوا عبرة لغيرهم من المحتجين، بدلا من حل مشكلاتهم التي وصلت لحد أن بلغت نسبة البطالة ما بين 25 و40% وفق تقديرات مختلفة بعد سنوات من الحديث عن المعجزة الاقتصادية في البلاد!
تنفيس سياسي ولأن البلاد تعاني من حالة احتقان سياسي، وجمود لا مثيل له، مع دخول عمليات التنكيل بالمعارضة عموما والإسلامية خصوصا – حزب النهضة الإسلامية بزعامة الشيخ راشد الغنوشي – والتي لا يزال قادتها في السجون منذ 18 عاما، فقد طرح الرئيس التونسي مشروع تعديل دستوري جديد يسمح لمعارضين من الأحزاب الورقية الكارتونية الضعيفة أن ترشح رؤساءها أمام الرئيس في الانتخابات المقررة العام المقبل 2009 في تكرار لذات التجربة المصرية، بعدما كان يجري التضييق على الأحزاب لترشيح قادتها لحد عدم ترشح سوى ثلاثة منافسين فقط ضد الرئيس في انتخابات 2004 الرئاسية التي فاز فيها « بن علي » بنسبة 94.4%.
السلطة والمعارضة الإسلامية وفي الذكرى 27 لتأسيس حركة النهضة والذكرى الـ 21 لتولي الرئيس « بن علي » السلطة، والحرص الرسمي على إقصاء وإضعاف وتدجين أي قوة معارضة حزبية أو غير حزبية، بات المشهد التونسي أكثر ضبابية، تارة لأن الوضع السياسي بات محتقنا بسبب الإقصاء الحكومي لأي قوة معارضة، والوضع الاقتصادي مثله بسبب التمسك بشعارات « المعجزة الاقتصادية » التي لم تعد كذلك في ظل حالة الانقلاب في الأسواق العالمية، والانكماش الاقتصادي وارتفاع أسعار النفط والسلع الغذائية. وتارة لأن التيار والشعور الديني الإسلامي ومظاهره (خصوصا الحجاب) في تزايد رغم إقصاء التيارات الإسلامية والإبقاء على قادتها في السجون، مما يشكل تحديا للسلطات؛ لأن التوجه الإسلامي هنا ليس حزبيا ولا فصائليا بقدر ما هو شعبي وعفوي، يصعب التصدي له رغم السياسات العقابية المستمرة ضد المتدينين. وربما لهذا سعت قيادة حركة النهضة في ذكرى تدشين الحركة الـ 27 إلى التركيز على جوانب الفشل السياسي والاقتصادي هذه والتحذير – على لسان الشيخ راشد الغنوشي – من أن إصرار السلطات على المضي في السياسات القديمة، والبقاء بدون تغيير يؤدي للعنف (في إشارة لما حدث في الجنوب). حيث شدد الشيخ الغنوشي على أن « مناخ الحريات العامة والتعددية السياسية هو أفضل إطار لحل مشاكلنا الاجتماعية، والتصدي لكل التحديات التي تواجهنا؛ ولهذا التفت حولها (النهضة) قطاعات عريضة من المحرومين والشباب والمثقفين والعمال؛ لما حملته من أمل جديد في اتجاه تأصيل الهوية الإسلامية لهذا الشعب والوعي بالمصلحة العليا للبلاد ». وشدد على « الاعتماد على المرجعية الإسلامية والتمسك بالقيم السياسية والاجتماعية العليا من: حرية، وشورى، واحترام للخيار الشعبي، وتكافل اجتماعي، ومساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات دون أيّ إقصاء أو إلغاء »، محذرا من أن « تواصل هذا المأزق لا يخدم مصلحة أحد، بل يهدد مستقبل تونس، كما أنّ التأخّر في إطلاق إصلاحات ديمقراطية حقيقية سيعمّق أزمة البلاد ومشاكلها، ويقضي على آمال التونسيين خاصة، الأجيال الشابة، في تغيير حقيقي بالوسائل المدنية يؤهل الدولة والمجتمع لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ». والمشكلة الآن أن الحاجة لدور توجيهي من تيار إسلامي عام معتدل في تونس باتت ضرورة لعدة أسباب، أبرزها: ضبط إيقاع حركة التطرف الديني؛ الذي بدأ ينتشر نتيجة البطش والعنف الحكومي، وعدم وجود من يقود هذا التدين الشعبي، فيتجه لمناحٍ مختلفة (تدين حكومي – شعبي – قاعدي جهادي – صوفي)، بيد أن الموقف الرسمي لا يزال « محلك سر » في حربه ضد المظاهر الإسلامية، خصوصا الحجاب، والسلطات لا تزال مصرة على اجتثاث الحجاب من الجامعات والمعاهد، والمؤسسات الرسمية والخاصة، والشارع وحتى داخل المنازل، ولا تتورع عن اقتحام المنازل لهذا الغرض، وسجن طالبات جامعيات يلبسن الحجاب!! أيضا في المقابل هناك غياب طويل لحركة النهضة عن الساحة التونسية، نتج عنه ظهور قوى مختلفة غير خاضعة لأي قوى، أو حركات منظمة، وتغير وتعقد في المشكلات التونسية، بعكس الحال عندما كانت النهضة موجودة، ولم يعد يجدي مع ذلك مجرد البيانات والتصريحات، وإنما بذل جهد أكبر لطرح حلول حقيقية لمشكلات البلاد. وقد أرجع الدكتور « أعلية العلاني » – في كتابه « الحركات الإسلامية بالوطن العربي – تونس نموذجا » – أسباب إخفاق حركة النهضة الإسلامية في تونس، ومحدودية تأثيرها على الرأي العام » لعدة أسباب، مشددا على أن الإخفاق للحركة المحظورة منذ 1990 في تونس ليس نتيجة للملاحقات الأمنية فحسب، بقدر ما هو بسبب التصدع التنظيمي للحركة، وبسبب التداخل بين السياسي والديني. إذ يرى « العلاني » – وهو تونسي – أن حركة النهضة الإسلامية لم تستغل الفرصة التي أتيحت لها للاندماج في المنظومة السياسية عند وصول الرئيس زين العابدين بن علي للحكم عام 1987 بعد سنوات من المواجهة مع السلطة مطلع الثمانينيات، مشيرا لانفتاح حكومة « بن علي » آنذاك على الحركة الإسلامية، والذي تجلى من خلال الإفراج عن مساجين للحركة، ومن بينهم: راشد الغنوشي زعيم الحركة، وعدد آخر من القادة، وفتح المجال أمامهم للمشاركة في الحياة السياسية، والمشاركة في مجالس حكومية. وأرجع فشل المصالحة التاريخية التي منحت إياهم إلى خطاب الحركة الذي أصبحت تعتبره السلطة « خطيرا وأصوليا »، عندما لوح بعض مرشحيها في الانتخابات البرلمانية لعام 1989 بإمكانية التراجع عن قبول مجلة الأحوال الشخصية، والمطالبة بإرجاع العمل بنظام تعدد الزوجات. وقال العلاني إن حركة النهضة كان بإمكانها أن تنجح لو التزمت بثوابت النظام الجمهوري والحفاظ على المكاسب التعددية، وأن تكون حزبا سياسيا لا دينيا، وعاب على جهازها التنظيمي أنه « لم يكن متماسكا، وكانت تشقها خلافات أيديولوجية »، وإن أرجع صلابة الحركة خصوصا في مطلع الثمانينيات إلى نفوذها المالي الكبير، واستفادتها من أخطاء النظام البورقيبي الذي تعامل مع المسألة الدينية « بشكل اعتباطي وانتهازي » حينما أظهرت السلطة عداءً متكررا لبعض القيم الدينية بشكل أثار حفيظة شق كبير من الرأي العام الذي تعاطف تلقائيا معها باعتبار أنها الملجأ الوحيد للدفاع عن هوية الشعب التونسي الحضارية. ومنذ عامين عادت حركة النهضة لتبرز من جديد على الساحة، رغم أنها محظورة، عندما أعلن قياديون منها الانضمام إلى تحالف « 18 أكتوبر الحقوقي » الذي يضم اتجاهات سياسية متباعدة من بينها العلماني، ويدعو إلى إطلاق الحريات العامة، وسن عفو تشريعي عام، ولاقت هذه الخطوة رفضا شديدا من بعض الأحزاب العلمانية واليسارية، ومن قبل السلطة التي وصفت التحالف بأنه « ظلامي »، بينما اعتبره حقوقيون آخرون « بادرة » تثبت أن الحركة تتفق مع باقي الاتجاهات في عدة مسائل جوهرية. وربما لهذا باتت عودة الحركة لنشاطها أو الحاجة لزيادة أنشطتها في تونس، وإجلاء حقيقة مواقفها من مشكلات تونس الاقتصادية والثقافية ذات أهمية كبيرة تتعلق ليس فقط بالسعي للحفاظ على الهوية التونسية الثقافية الإسلامية التي تتعرض لمحن على أيدي العلمانيين ودعاة الحضارة المادية الغربية، وإنما لطمأنة متخوفين من أطروحاتها التي شوهتها السلطة، وحرصت على إظهارها كحركة « ظلامية ». وربما يفيد الحركة أن السلطة تتحرك في ذات الطريق العكسي وتصر على اتباع ذات السياسات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي أدت لمشكلات ضخمة بدأت تظهر في مظاهرات الجنوب التونسي، وفي تزايد أعداد الشباب التونسي الراغب في السفر والهرب من بلاده، وتزايد تهديدات الأعمال الإرهابية، كما يفيدها التحالف مع القوى الديمقراطية الأخرى. مشكلات تونس لا تزال كما هي بالتالي منذ ربع قرن، ولا توجد بوادر تغيير أو انفتاح من جانب الرئيس « بن علي » باتجاه التغيير سوى ببضع قطرات من صنبور الديمقراطية لا تروي عطش التونسيين، على غرار السماح التدريجي لبعض السياسيين الحزبيين بدخول ديكور العملية الانتخابية الرئاسية، في حين أن التحديات تتصاعد داخليا (اقتصاديا وسياسيا) وإقليميا، والمشكلات تتفاقم، والغضب الشعبي يتصاعد. والحالة التونسية فريدة في هذا المجال، فرغم أن نفس مظاهر الغلاء والفقر والبطالة منتشرة في غالبية الدول العربية، كما أن جارتيها المغرب والجزائر تشهد نفس الاحتجاجات الاقتصادية، فما يزيد الأمر اشتعالا في تونس هو تزامن حالة الانسداد السياسي المستعصية منذ سنوات، مع فشل الإصلاح الاقتصادي، وعدم إقدام النظام على أي إصلاحات جدية تحت لافتة الخوف من تسرب الإسلاميين للسلطة. (*) المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين.نت (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » بتاريخ 28 جوان 2008)

إلى الأخ العزيز شكري الحمروني، شكرا… ولكن من عاد مات!  

د. خــالد الطــراولي

ktraouli@yahoo.fr

قرأت مقالك [1] وأشكرك على إهدائه لي شخصيا، وعلى عواطفك النبيلة، وهذا من لطفك وحسن خلقك، والشيء من مأتاه لا يستغرب، وأنا أحترم آرائك ومواقفك، وتعلم أن الكثير يجمعنا، وما يفرقنا إلا القليل، وإن كان في بعض المنازل يصبح جوهريا وأساسيا. ومن بين نقاط الاختلاف هذه تأخذ مسألة العودة مكانها العالي، وذلك لارتباطها العضوي بمفهوم التغيير ومنهجيته إجمالا. فلتسمح أخي العزيز بالتعرض لهذه المسائل الحساسة ببعض من الاقتضاب والتذكير لأن أغلبها ذكرته تباعا في بعض المقالات التي حبرتها منذ أكثر من خمس سنوات وهي على التوالي :

وثيقــة تــاريخية : حول المصالحة بين المشروع الإسلامي والسلطة التونسية

رسالة اللقاء رقم (3) : المنفيــون والمشردون : جنــان معلقــة أم مأســاة منسيــة ؟

رسالة اللقاء رقم (2) : فـي علاقــة المهجــر بالأوطــان

رسالة اللقاء رقم (6) : المصـالحة الوطنيــة والنجــاة الفرديـة، خطــان لا يلتقيان

رسالة اللقاء رقم (11) : ومـن المصــالحة مـا قتــل !

رسالة اللقـاء رقم (22) : الخـلاص الفـردي والسـؤال المغيَّب : مشــوار أم استقرار؟  

الخــلاص الفــردي ومشــاريــع العــودة [1/3] الجزء الأول

الخــلاص الفــردي ومشــاريــع العــودة [2/3] الجزء الثــاني

الخــلاص الفــردي ومشــاريــع العــودة [3/3] الجزء الثالث

ابتســم إنـــا عــائدون / قصيدة شعرية

ويمكن الرجوع إليها مفصلة على موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي.

ما أردت الإشارة إليه في هذه العجالة بعد رد التحية بأحسن منها، النقاط الخمس التالية :

1 / العودة ليست موقفا شخصيا ولكنه موقف تلتقي فيه ثلاثية هامة، الشخص والجماعة والمشروع، ولا يمكن التغاضي عنها إلا إذا اعتبرنا أننا مهاجرون غادرنا أوطاننا اختيارا بحثا عن موطن رزق أوفر، أو تعليما أرفع، أو سياحة في أرض الله الواسعة. ونحن غير ذلك فنحن أصحاب مشروع، خرج بعضنا من أجله وبعضهم أدركته حرارته في المهجر، خرجنا يا أخي العزيز من أجل مشروع حرية وتعدد، من أجل مشهد سياسي متعدد، من أجل كرامة مواطن غير مغشوشة، من أجل جقوق وواجبات منصفة وشاملة. لم نخرج فرادي، خرجنا مع فكرة وبعضنا مع جماعة، فكيف يكون الموقف شخصيا وأنا أحمل مشروعا؟ عودتي تصبح فردية وقرارها شخصي حين أتخلى عن هذا المشروع، وهذا ما وقع فيه بعض إخوتي الأفاضل اختيارا أو اضطرارا، مساومة أو مرابحة… ونعتبره اجتهادا خاطئا في حق أنفسهم وفي حق من يبحث عن أشواق الحرية عبر ثباتهم.

2 / عودتنا كريمة، والعودة الكريمة أخي العزيز، ليست نزولا في المطار بابتسامة صفراء أو تكشير أنياب تلاقيك، ليست نظرة رضا من عون القمارق أو عون الأمن الذي يتفرس في وجهك لحظة، ولحظة على جهازه، ليست عودة تلاصق فيها الحائط، وتنطلق في الشواطئ وتملأ رئتيك من نسمات بلادي، ليست عودة تمتطي فيها سيارة رباعية الدفع وتقضي بعض أيامك في النزل، ليست فقط لقاء مع الأحبة والأصدقاء وجولان في أزقة وأحياء تنعش ذاكرتك وتعيد لك أيام الصبا والشباب الخالية… العودة الكريمة كما أفهمها وبكل تواضع وببساطة، إحساس جامع بأني مواطن من الدرجة الأولى، ولا درجة قبلها ولا بعدها للجميع، إحساس بأني أملك حريتي كاملة في يدي..، العودة الكريمة هي أمن وأمان يطالني وأسرتي ووطني. هي الكرامة في معناها المقدس الذي لن يماثله معنى آخر، حيث تصبح فطرة وهبة ربانية تلاصق معنى الآدمية وتميزه عمن سواه [ولقد كرمنا بني آدم]

3 / عودتنا عودة مسئولة، فالعادية أخي الفاضل ليست من شيمنا ولا من اهتمامنا ولا من همومنا، فلو كنا نريد العادية في حياتنا لوجدناها سهلة مرنة في العديد من أركان البيت الذي غادرناه مكرهين، ولكن خيّرنا وبكل تواضع صعود الشواهق من أجل تحرير وطن « ومن لم يرد صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر »!

 إن هذه المسؤولية تجاه الوطن الحبيب تملي واجبات تمثلها تعبيرات ومواقف وأفعال من أجل إسعاد الوطن والمساهمة في إعلاء شأنه، بعيدا عن الإقصاء والتفرد والاستخفاف. المسؤولية كلمة وفعل، وحين تلامس مفهوم المواطنة يعظم إطارها ولا تستطيع التخفي وراء أي مبرر يمنعها من التجلي والبروز من أجل مواطنة غير مغشوشة للجميع.

العودة إذا بقاء في مربع الفعل والتفاعل وليس بقاء على الأعراف أو مغادرة الإطار، فمن يضمن من خلال هذا الفهم البسيط أخي العزيز لي شخصيا أن أقيم حزبي هناك وأن تكون للقاء الإصلاحي الديمقراطي عنوانا ويافطة ومشاركة؟ من يضمن لي أن أهمس لجاري بأن البطاطا أصبحت مشطة، أو الحليب أصبح مفقودا دون أن يعتبر ذلك موقفا سياسيا؟؟؟ من يضمن لي أن أتحرك دون رقيب أو محاسب؟… العودة حياة ولا موميا متحركة، وليست موتا عاجلا أو سريريا على فترات.

4 / ختاما أرجو أن لا يدخل علينا أحدهم شاهرا علينا سيف نقده من باب أن هذا الحديث مثالي طوباوي غير واقعي يعيش على الآمال والأحلام، وقد نسي أو تناسى أننا أولا أصحاب حق وما ضاع حق وراءه طالبه ولو بعد حين، خاصة إذا فقهنا معنى الصبر في السياسة وأن التغيير ليس لحظة عابرة ولكنه بناء سنين وحتى أجيال. وثانيا أن الشواهق توصلك إليها المصاعد ذات الغرف الصغيرة، ومن الأودية تتكون البحار، وثالثا أن أكثر البناءات النظرية والمدارس الفكرية والحضارات والإمبراطوريات بدأت بالمثالي والطوباوي وحتى الأحلام في تعبيرتها الأولى قبل الطوفان.

5 / إننا من موقعنا المهجري الاضطراري نبني الأمل ونربّي المشروع، لا نريد مواجهة ولا عنفا ولا إقصاء، لا نريد تنحية النظام قسريا ولاستنقاص الوطنية من جزء من أفراده، فأنا أومن أن الضفة المقابلة لا تحمل كل السواد وأن فيها الكثير من الأفراد وممن أعرف شخصيا من لهم باع في الوطنية والكرامة والحب لهذا الدين. ومن هؤلاء ومع هؤلاء ومع غيرهم من الصادقين الوطنيين أطمح يوما إلى كتابة تاريخ آخر لتونس العزيزة وإن كانت بدايته من فوق أرض غير أرضه…

لما نفى الحاكم البريطاني أحمد شوقي سنة 1917 إلى خارج مصر، أرسل من بلاد الأندلس هذه الأبيات يحكي فيها حنينه للوطن :

يا ساكني مصر أنا لا نزال على / عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا

هلا بعثتم لنا من ماء نهركم / شيئا نبل به أحشاء صادينا

كل المناهل بعد النيل آسنة / ما أبعد النيل إلا عن أمانينا

ونحن نقولها عن وادي مجردة في تونس وكل واد سقى أرض الأجداد والأحفاد ولا يزال صامدا يسيل…

كلمات ود وأخوة صادقة إلى أخي شكري وشكرا مجددا على الإهداء، وأملي أن من عاد يوما إلى وطنه، وإنا بإذن الله عائدون معزّزين مكرّمين، لا يُكتب في ركن « البقاء لله »[2]  ولكن في ركن « البقاء للأصلح » في صحيفة الحياة…

هــوامش :

[1] Le retour et ses misères

[2] ركن « البقاء لله » موجود في الكثير من الصحف وهو يُعنَى بنعي الأموات.

27 جوان 2008

ملاحظـة  : يصدر قريبا للدكتور خالد الطراولي كتاب جديد بعنوان « حــدّث مواطن قــال.. » يمكن الحجز  بمراسلة هذا العنوان:

  kitab_traouli@yahoo.fr

 

(المصدر: موقع « اللقاء الإصلاحي الديمقراطي » بتاريخ 27 جوان 2008)

 http://www.liqaa.net/spip.php?article407


 

بعض المقترحات لتجاوز مشاكل الحوض ألمنجمي

محمد العيادي*

بداية أجدد التعبير عن مساندتي المبدئية والثابتة لكل نقابيي الحوض ألمنجمي الموقوفين وفي مقدمتهم المناضل عدنان ألحاجي , كما أجدد طلبي إلى الهياكل العليا في اتحاد الشغل وخاصة الأمين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي رفع مظلمة التجميد عن هذا المناضل النزيه الذي كان عيبه الوحيد انه انحاز إلى نضالات أهله ودافع عنها بكل ما يملك من عزيمة وإصرار, كما نطلب من الهياكل العليا في اتحاد الشغل التدخل العاجل لدى السلط العليا في البلاد لإطلاق سراح كل النقابيين الموقوفين لان النقابي الحقيقي لا يملك إلا أن يكون إلى جانب إخوانه ورفاقه النقابيين سواء كانوا على صواب آو خطا .

ومساهمة مني في النقاشات الدائرة بين مختلف قوى المجتمع المدني المستقلة والهادفة إلى إيجاد حلول لمشاكل الحوض ألمنجمي أقدم بعض الاقتراحات :

* ضرورة المعالجة الهادئة المبنية على الحوار لمشاكل الحوض ألمنجمي والابتعاد عن الحلول الأمنية والقضائية لان هذه الحلول لن تزيد الأوضاع إلا تعقيدا.

*ضرورة إنشاء صندوق مالي استعجالي مهمته تعويض عائلات الشهداء والتكفل بمصاريف الجرحى وتعويض كل من تضررت أملاكه جراء الأحداث الأخيرة  وذلك للتخفيف من مصاب هذه العائلات ولملمة جراحها ثم توسيع مهمة هذا الصندوق لاحقا لتشمل مساعدة العائلات المعوزة والفقيرة وفاقدي السند ويمكن جمع مداخيل هذا الصندوق عن طريق إجراءات بسيطة وسريعة وشاملة لكل أطياف المجتمع  مثلا العمال يتبرعون بيوم عمل , الشركات العمومية والخاصة تخصص جزءا ضئيلا من مرابيحها (0.5‰) لفائدة هذا الصندوق ,كما يمكن إحياء حفلات تخصص مداخليها لهذا الصندوق أو حتى تخصيص إرساليات قصيرة يكون ثمنها 1 أو 2 دينار تكون على ذمة من يريد التبرع لأهلنا في الخوض ألمنجمي أما الإشراف على هذا الصندوق فيجب أن يكون من طرف هيئة موسعة تضم مواطنين ونقابيين وحقوقيين وشخصيات مستقلة مشهود لها بالكفاءة والنزاهة أي هيئة مجتمع مدني حقيقية . مع العلم أن هذا الصندوق ليس بديلا عن تدخلات الدولة بل هو مساند فقط لهذه التدخلات وهو ما يخفف العبء على الدولة ويزيد في نجاعة تدخلاتها .

*على الدولة أن تزيد في التشجيعات والامتيازات الممنوحة لرجال الأعمال حتى يقبلوا على الانتصاب بمنطقة الحوض ألمنجمي أي أن تضاف إلى مجلة الاستثمارات نقطة جديدة تسمى الامتيازات الإضافية للحوض ألمنجمي وبجب أن يكون القطاع العمومي هو المبادر في هذه العملية .

* التفكير في إمكانية ربط منطقة فقصة بمياه الشمال لإنعاش القطاع ألفلاحي في هذه المنطقة خاصة وان القطاع ألفلاحي هو القادر على امتصاص فائض البطالة وعلى تحسين مدا خيل  الأهالي عن طريق المشاريع الفلاحية العائلية الصغيرة .

إن منطقة الحوض ألمنجمي هي جزء من هذا الوطن وعلينا جميعا أن نتحمل مسؤولية إيجاد حلول لمشاكل هذه المنطقة , والمساهمة في إنجاح هذه الحلول كل حسب موقعه وإمكانياته .

* نقابي مستقل ومنسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية

http://nakabi.blogspot.com

http://nakabi.maktoobblog.com

 


شباب -الهانة والغلبة –

 

من الأمثلة الشعبية المتعارف عليها في مجتمعنا العربي وفي تونس بشكل خاص هذا المثال الذي يلخص في كلمتين الوضع الاجتماعي المزري الذي عليه شبابنا    .فهذا الشباب الغارق في المشاكل اليومية المادية الصعبة والذي يعيش المرارة واليأس نتيجة تفاقم ظاهرة البطالة المزمنة والتي تجاوزت نبتها عشرون بالمائة وخاصة في أوساط أصحاب الشهائد أصبح يفكر في حلول يائسة كواقعه . هذه الحلول جعلته عرضة للموت إما بين البحار والمحيطات أو على أيدي العصابات التي تتاجر بالأرواح البشرية البريئة  أو يجد نفسه عرضة للحركات  السلفية الجهادية منها وغيرها فيكون لقمة سائغة لقانون الإرهاب الأعمى  المصمم من طرف أمريكا وعملائها  لتكميم الأفواه  وتعميم ثقافة التسلط والاستبداد في سبيل تامين الاستثمارات الأجنبية  ونهب خيرات الشعوب . فهذا شباب يموت في عرض البحار على قوارب الموت الرهيبة  فيلتهمه الحوت قبل أن يصل إلى قاع البحر  وهذا شباب يموت في سجون المهجر ومعتقلاتها ومحتشداتها وأخيرها وليس آخرها الشاب الذي مات حرقا في معتقل المهاجرين بفرنسا  في Vincennes معتقل وجرح العديد من المعتقلين و هؤلاء شباب تشيع جثامينهم  من ايطاليا أو النمسا أو .. لأنهم كانوا عرضة للموت إما بحوادث مفتعلة أو القتل المتعمد من طرف بعض العصابات  المتخصصة في الجرائم . وهذا نوع من الشباب الذي لسبب أو لآخر التحق بالجماعات السلفية  فكان مصيره الموت البطيء في المعتقلات والسجون خارج الوطن وداخله . فهذا بالفعل شباب – الهانة – لما لحقته الاهانة من كل حدب وصوب  فأين ما ولى وجهه لطلب الشغل وجد الأبواب موصدة  وأين ما بحث عن  مورد رزق  وجد ضالته في غير موضعها فيحشر في الحظائر جمعا إن وجدت وكأنما يحشر في نار جهنم مكرها مرغما لا يفكر إلا في عذابات الجوع والحرمان من شدة ما لازمه الفقر حتى أصبح ظله الذي يستظل به و صاحبه الذي يستأنس به في خلوته ورفيقه الذي لا يفارقه . فهذا بالفعل شباب- الهانة- لما يقاسيه  من مأساة اجتماعية  حادة علمته الإدمان على الكحول والمخدرات  كنوع آخر من الموت البطيء لان الآفاق انسدت وأغلقت في وجهه كل السبل من اجل حياة متواضعة يضمن فيها الحد الأدنى من العيش الكريم .أما إذا سولت له نفسه المطالبة  بحقه في الشغل حوصر امنيا وربما تعرض للمحاكمة كما هو الشأن للمسقط عمدا في الكاباس حفناوي بن عثمان وغيره . وإذا ما انتدب في خطة وظيفية كالزملاء معز الزغلامي وعلي الجلولي ومحمد المومني  وجد نفسه معرضا للطرد  بتعلات واهية  لأنه آمن بحقه في الحياة الحرة  والشغل الكريم . وأما إذا ما طالب بالشغل بشكل جماعي كما حصل في الحوض المنجمي  على اثر التلاعب الذي حصل في نتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة  فيتعرض للموت بصعقة كهربائية كما حصل للشهيد هشام العلايمي من قرية تبديد من معتمدية الرديف  أو الموت بالرصاص الحي كما حصل للشهيد حفناوي بن رمضان المغزاوي في مدينة الرديف أو للضرب والتنكيل ثم المحاكمات التعسفية كما هو حال شباب الحوض المنجمي  و شباب فريانة وماجل بلعباس من ولاية القصرين الذين تعددت محاكماتهم في الآونة الأخيرة . فهذا الشباب هو بالفعل شباب الغلبة لأنه مغلوب على أمره محكوم عليه سلفا بالبطالة المزمنة . تصوروا معي شابا في مقتبل العمر يطلب شغلا  ولا يتحصل عليه فيزيد في الإلحاح  فيأتيه الشرط مسبقا  وهو دفع الرشوة للوسيط  والوكيل  والنائب ونائب النائب  والصاحب بالجنب  وصاحب الصاحب  فيسقط أرضا مغشيا عليه  قبل أن يحسب فاتورة الشغل المسبق الدفع . فهذا شباب -الغلبة -لأنه  لم يبخل بجهده  ولا بعقله في سبيل التحصيل المعرفي والعلمي وبالرغم من ذلك فهو يواجه بالصد  والمنع  والمتابعة الأمنية  . شباب آمن بحقه في المواطنة الحقيقية التي تعني في حدها الأدنى توفير الشغل لطالبيه  وحرية التعبير  والتظاهر السلمي  هو في الواقع يدافع على شعبه وأمته  من اجل تكريس الخيار الديمقراطي كأسلوب لحل المشاكل الاجتماعية  بواسطة الجدل الاجتماعي  وأسلوب للحكم في التداول السلمي  والقطع مع دابر الاستبداد والتسلط وكل ما ينتج عنه من مظاهر فساد  سياسي  وأخلاقي  واقتصادي واجتماعي  . هذا الشباب الواعي والمتحمس لقضايا أمته العربية وشعبه  لا يمكن إلا أن نعتز به ونفتخر بوعيه الوطني  والقومي  لا أن نزج به في المعتقلات والسجون  لأنه آمن بحقه في الحرية  والعدالة الاجتماعية  وتمسك بحقه في الدفاع عن الشغل بشرف . فمن حق هذا الجيل من شبابنا نصيبا من الثروة الوطنية  يكفل به حياته ليزرع فيه الوطن حب الخير للجميع ويزرع هو بدوره  الوفاء والعرفان للوطن والأمل الوضاء على جبين كل شاب وشابة ويرجع البسمة لكل طفل وطفلة . انه لم يطالب الدولة  بالمستحيل  ولا كلفها بمعجزة  الأنبياء والرسل في زمن ولت فيه أسطورة المعجزات  والخوارق  فقط  طالبها بالشغل وبحقه في تنمية عادلة ومستديمة وهذا لعمري من أوكد وابسط واجبات الدولة المناط بعهدتها إذا كانت لا تزال تؤمن بذلك . فإذا رفع الشباب صوته للمطالبة بالعدالة الاجتماعية  ومحاسبة كل من تسبب في الفساد المالي والاقتصادي لأموال المجموعة الوطنية فقد طالب بإرجاع الأمور إلى نصابها لان مواطن الفساد في الدولة مهما كان مأتاها يأذن  بخراب المدن والعمران البشري  وفي هذا الإطار يقول العلامة ابن خلدون  – العدل أساس العمران – فهذه رسالة شبابنا وقد وصلت إلى كل بيت  وزنقة  إلى كل مدينة وقرية إلى كل رجل وامرأة . انه شباب –الهانة- وقد قرر أن يثور على الاهانة وعلى كل من تسبب في الاهانة . انه شباب –الغلبة- وقد حزم أمره لكي لا يغلبه أحدا  ولا يوثق وثاقه أحدا .     النفطي حولة :28 جوان 2008

 


 

السبيل أون لاين نت

بسم الله الرحمان الرحيم

المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح – الحلقة الثالثة

قراءة وتقويم القرآن لابتلاء غزوة أحد

 

كان الاعتراض الرئيسي عما نشرته في الفترة الأخيرة أنه كان علنيا، في موضوعات الأصل فيها – حسب رأي إخواني المعترضين – أنها خاصة بحركة النهضة وأبنائها. وكان ردي دائما أن حركة النهضة تَحمّلت أمانة إحياء المشروع الإسلامي ، وهذه قضية عامة وليست خاصة ولا حزبية ، وتحويلها إلى قضية حزبية أو خاصة بفئة ، هو انحراف خطير على المشروع الإسلامي ، يتحول به من كونه هو غاية وجود الحركة ، وكون الحركة وسيلة لخدمته ، إلى كونه وسيلة لخدمة الحركة . وهذا ما انزلقت إليه حركة النهضة ، الأمر الذي أصبح يقتضي التوبة والتصحيح كما بينته في الحلقة الثامنة من حلقات « حتى لا يشوش على واجبي الشرعي » .

 

إنه لم يعد لنا مناص بعد كل التطورات والمنزلقات الحاصلة إلا الرجوع إلى هذا الأصل (العمل في العلن ومع الجمهور المسلم التونسي). ورغم أن هذا هو في أصله بديهي ، ومن طبيعة الدعوة ورسالة الله إلى عباده ، فإن ما اعتراه من تلبيس خطير جعل الاعتراض على ما كتبته على الملأ شديدا من العديد من إخواننا، الأمر الذي أصبح يفرض بيان هذه البديهية وتأصيلها من خلال قرآننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم . وسيكون ذلك في سلسلة من الحلقات – إن شاء الله – تحت عنوان « المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح ».

 

 وقد تقدمت الحلقة الأولى التمهيدية من هذه السلسلة في ركائز هذا المنهج ، والحلقة الثانية منها في غزوة بدر. وعقب نشرها ، اتصل بي أخ حبيب معترضا ، ليس على الكتابة على الملإ، ولكن على تقديري  ما عليه حركة النهضة الآن من تدين ومدى تضييعها لسمتها وطبيعتها . لقد كان حوارا مفيدا رغم أنه لم يغير من قناعتي في خصوص تقديري هذا ، إلا أنه أقنعني بضرورة توضيح بعض النقاط – وليس هنا مجاله – ، وأكتفي هنا بلفت الانتباه إلى أن التقويم الذي قدمتُه ولازلتُ لا يتعلق بالأفراد ولكن بحركة النهضة ككيان جماعي يُعرف من خلال خططه وبرامجه وسياساته ومواقفه وأعماله وبياناته وتصريحاته..

 

وفيما يلي الحلقة الثالثة ، وسنخصصها بإذن الله تعالى إلى قراءة وتقويم القرآن لابتلاء غزوة أحد ، ذات الدلالات الكبيرة على ما حدث وما مر بنا ، من خلال وقفات مستعجلة عندها – التي استقينا منها ومن أمثالها منهجنا المتحدث عنه في هذه السلسلة – وذلك وفق الفقرات التالية:

 

                            1.        نزل القرآن مسرّياً عن المسلمين من مصاب أحد ، مركزاً على فقه الأحداث أسباباً ودروساً وعبراً

                            2.        قدرالله وتدبيره وحكمته هو من وراء الأسباب والأحداث والأشخاص والحركات

                            3.        الأحداث ومداولة الأيام بين الناس تكشف المخبوء

                            4.        الابتلاء يخلّص القُلُوبِ من شوائبها

                            5.        العفو عن جميع المخطئين رغم حجم الأخطاء

                            6.        التثبيت الواضح للحقوق الحركية والسياسية رغم الأخطاء الخطيرة

                            7.        التوكل على الله يصل الأمر بقدر الله ويدعه لمشيئته تصوغ العواقب كما تشاء

                            8.        تحققُ الصحابة بحقيقة التوكل على الله وحده فتحقّق وعده للمتوكلين عليه

 

نزل القرآن مسرّياً عن المسلمين من مصاب أحد مركزاً على فقه الأحداث أسباباً ودروساً وعبراً

 

     قال تعالى:(إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 153 ـ 154].

 

   إن مصاب أحد الجلل هو من عند أنفس الصحابة (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران: 165]، والعجيب أنه رغم هذا نزل القرآن مهوناً منه ، مسرياً عن المسلمين ، مركزاً على فقه الأحداث أسباباً ودروساً وعبراً… وكأنه هذا هو المهم من الحدث. وكأنه يقول ليس المهم في الأحداث والحياة نتائجها في الدنيا وهي من قبيل (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) [الصف: 13]. ولكن المهم فقه تلك الأحداث والحياة الذي يتقدم بكم الى مقام بيع النفس لله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ..) [الصف: 10]، والذي من ثمراته الفوز في الدنيا أيضاً (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ…).

 

قدرالله وتدبيره وحكمته هو من وراء الأسباب والأحداث والأشخاص والحركات

 

     «حقيقة الإيمان لا يتم تمامها في قلب حتى يتعرض لمجاهدة الناس في أمر هذا الإيمان. لأنه يجاهد نفسه أولاً في أثناء مجاهدته للناس؛ وتتفتح له في الإيمان آفاق لم تكن لتتفتح له أبداً، وهو قاعد آمن سالم؛ وتتبين له حقائق في الناس، وفي الحياة، لم تكن لتتبين له أبداً بغير هذه الوسيلة؛ ويبلغ هو بنفسه وبمشاعره وتصوراته. وبعاداته وطباعه، وبانفعالاته واستجاباته، ما لم يكن ليبلغه أبداً، بدون هذه التجربة الشاقة المريرة.

 

    حقيقة الإيمان لا يتم تمامها في جماعة، حتى تتعرض للتجربة والامتحان والابتلاء، وحتى يتعرف كل فرد فيها على حقيقة طاقته، وعلى حقيقة غايته؛ ثم تتعرف هي على حقيقة اللبنات التي تتألف منها. مدى احتمال كل لبنة، ثم مدى تماسك هذه اللبنات في ساعة الصدام.

 

    وهذا ما أراد الله سبحانه أن يعلمه للجماعة المسلمة، وهو يربيها بالأحداث في أُحد وبالتعقيب على هذه الأحداث في هذه السورة. وهو يقول لها، بعد بيان السبب الظاهر في ما أصابها: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا) [آل عمران: 166، 167].. وهو يقول: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) [آل عمران: 179]. ثم… وهو يردهم الى قدر الله وحكمته من وراء الأسباب والوقائع جميعاً؛ فيردهم الى حقيقة الإيمان الكبرى التي لا يتم إلا باستقرارها في النفس المؤمنة: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) [آل عمران: 140، 141]..

 

    وإذن فهو ـ في النهاية ـ قدر الله وتدبيره وحكمته، من وراء الأسباب والأحداث والأشخاص والحركات… وهو التصور الإسلامي الشامل الكامل، يستقر في النفس من وراء الأحداث، والتعقيب المنير على الأحداث». (في ظلال القرآن)

 

الأحداث ومداولة الأيام بين الناس تكشف المخبوء

 

     قال تعالى: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) [آل عمران: 140 ـ 142]..

 

    «إن الشدة بعد الرخاء، والرخاء بعد الشدة، هما اللذان يكشفان عن معادن النفوس، وطبائع القلوب، ودرجة الغبش فيها والصفاء، ودرجة الهلع فيها والصبر، ودرجة الثقة فيها بالله أو القنوط، ودرجة الاستسلام فيها لقدر الله أو البرح به والجموح!

 

    عندئذ يتميز الصف ويتكشف عن: مؤمنين ومنافقين، ويظهر هؤلاء وهؤلاء على حقيقتهم، وتتكشف في دنيا الناس دخائل نفوسهم. ويزول عن الصف ذلك الدخل وتلك الخلخلة التي تنشأ من قلة التناسق بين أعضائه وأفراده، وهم مختلطون مبهمون!

 

    والله سبحانه يعلم المؤمنين والمنافقين. والله سبحانه يعلم ما تنطوي عليه الصدور. ولكن الأحداث ومداولة الأيام بين الناس تكشف المخبوء، وتجعله واقعاً في حياة الناس، وتحول الإيمان الى عمل ظاهر، وتحول النفاق كذلك الى تصرف ظاهر، ومن ثم يتعلق به الحساب والجزاء. فالله سبحانه لا يحاسب الناس على ما يعلمه من أمرهم ولكن يحاسبهم على وقوعه منهم.

 

    ومداولة الأيام، وتعاقب الشدة والرخاء، محك لا يخطئ، وميزان لا يظلم. والرخاء في هذا كالشدة. وكم من نفوس تصبر للشدة وتتماسك، ولكنها تتراخى بالرخاء وتنحل. والنفس المؤمنة هي التي تصبر للضراء ولا تستخفها السراء، وتتجه الى الله في الحالين، وتوقن أن ما أصابها من الخير والشر فبإذن الله.

 

    وقد كان الله يربي هذه الجماعة ـ وهي في مطالع خطواتها لقيادة البشرية ـ فرباها بهذا الابتلاء بالشدة بعد الابتلاء بالرخاء، والابتلاء بالهزيمة المريرة بعد الابتلاء بالنصر العجيب». (في ضلال القرآن)

 

الابتلاء يخلص القُلُوبِ من شوائبها

 

قال تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ) [آل عمران: 154].

وقال تعالى:(وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا) [آل عمران: 141].

 

 مَحَّصَ الشّيْءَ: خلَّصه من شوائبِه . والتمحيص درجة بعد الفرز والتمييز وهي عملية تتم في داخل النفس. وكثيراً ما يجهل الإنسان نفسه وحقيقة ضعفها وقوتها وحقيقة ما استكن فيها من رواسب لا تظهر إلا بمثير. وبالابتلاء الذي يتولاه الله يعلم المؤمنون من أنفسهم ما لم يكونوا يعلمونه. فقد يظن المرء في نفسه القدرة والشجاعة والتجرد والخلاص من الشح والحرص ثم إذا هو يكتشف بالابتلاء مثل ذلك فيها.

 

    «فليس كالمحنة محك يكشف ما في الصدور، ويصهر ما في القلوب، فينفي عنها الزيف والرياء، ويكشفها على حقيقتها بلا طلاء… فهو الابتلاء والاختبار لما في الصدور، ليظهر على حقيقته، وهو التطهير والتصفية للقلوب، فلا يبقى فيها دخل ولا زيف. وهو التصحيح والتجلية للتصور؛ فلا يبقى فيه غبش ولا خلل: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].

 

    وذات الصدور هي الأسرار الخفية الملازمة للصدور، المختبئة فيها، المصاحبة لها، التي لا تبارحها ولا تتكشف في النور! والله عليم بذات الصدور هذه. ولكنه ـ سبحانه ـ يريد أن يكشفها للناس، ويكشفها لأصحابها أنفسهم، فقد لا يعلمونها من أنفسهم، حتى تنفضها الأحداث وتكشفها لهم!

 

    ولقد علم الله دخيلة الذين هزموا وفروا يوم التقى الجمعان في الغزوة. إنهم ضعفوا وتولوا بسبب معصية ارتكبوها؛ فظلت نفوسهم مزعزعة بسببها، فدخل عليهم الشيطان من ذلك المنفذ، واستزلهم فزلوا وسقطوا: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [أل عمران: 154].

 

     وقد تكون الإشارة في هذه الآية خاصة بالرماة الذين جال في نفوسهم الطمع في الغنيمة كما جال فيها أن رسول الله سيحرمهم أنصبتهم. فكان هذا هو الذي كسبوه، وهو الذي استزلهم الشيطان به..

 

    ولكنها في عمومها تصوير لحالة النفس البشرية حين ترتكب الخطيئة، فتفقد ثقتها في قوتها، ويضعف بالله ارتباطها، ويختل توازنها وتماسكها، وتصبح عرضة للوسواس والهواجس، بسبب تخلخل صلتها بالله وثقتها من رضاه! وعندئذ يجد الشيطان طريقه الى هذه النفس، فيقودها الى الزلة بعد الزلة، وهي بعيدة عن الحمى الآمن، والركن الركين..». (في ضلال القرآن)

 

العفو عن جميع المخطئين رغم حجم الأخطاء

 

قال تعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)} (آل عمران)

 

عفا عما وقع منكم من ضعف ومن نزاع ومن عصيان ; وعفا كذلك عما وقع منكم من فرار وانقلاب وارتداد . . عفا عنكم فضلا منه ومنة , وتجاوزا عن ضعفكم البشري الذي لم تصاحبه نية سيئة ولا إصرار على الخطيئة . . عفا عنكم لأنكم تخطئون وتضعفون في دائرة الإيمان بالله , والاستسلام له , وتسليم قيادكم لمشيئته.

 

ومن فضله عليهم أن يعفو عنهم , ما داموا سائرين على منهجه , مقرين بعبوديتهم له ; لا يدعون من خصائص الألوهية شيئا لأنفسهم , ولا يتلقون نهجهم ولا شريعتهم ولا قيمهم , ولا موازينهم إلا منه . . فإذا وقعت منهم الخطيئة وقعت عن ضعف وعجز أو عن طيش ودفعة . . فيتلقاهم عفو الله بعد الابتلاء والتمحيص والخلاص . .

 

وهذا العفو شمل الذين تولوا أيضا:

 

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)} (آل عمران)

 

 والآية تصور حالة النفس البشرية حين ترتكب الخطيئة , فتفقد ثقتها في قوتها , ويضعف بالله ارتباطها , ويختل توازنها وتماسكها , وتصبح عرضة للوساوس والهواجس , بسبب تخلخل صلتها بالله وثقتها من رضاه ! وعندئذ يجد الشيطان طريقه إلى هذه النفس , فيقودها إلى الزلة بعد الزلة , وهي بعيدة عن الحمى الآمن , والركن الركين .

 

ومن هنا كان الاستغفار من الذنب هو أول ما توجه به الربيون الذين قاتلوا مع النبيين في مواجهة الأعداء . الاستغفار الذي يردهم إلى الله , ويقوي صلتهم به , ويعفي قلوبهم من الأرجحة , ويطرد عنهم الوساوس , ويسد الثغرة التي يدخل منها الشيطان , ثغرة الانقطاع عن الله , والبعد عن حماه . هذه الثغرة التي يدخل منها فيزل أقدامهم مرة ومرة , حتى ينقطع بهم في التيه , بعيدا بعيدا عن الحمى الذي لا ينالهم فيه !

 

    إن النفس البشرية ليست كاملة ـ في واقعها ـ ولكنها في الوقت ذاته قابلة للنمو والارتقاء، حتى تبلغ أقصى الكمال المقدر لها في هذه الأرض.

 

    وها نحن أولاء مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم المثل الكامل للنفس البشرية على الإطلاق… فماذا نرى؟ نرى مجموعة من البشر، فيهم الضعف وفيهم النقص، وفيهم من يبلغ أن يقول الله عنهم: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ). ومن يبلغ أن يقول الله عنهم: (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ)… وفيهم من يقول الله عنهم: (إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).. وفيهم من ينهزم وينكشف، وتبلغ منهم الهزيمة ما وصفه الله سبحانه بقوله: (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ)..

 

      وكل هؤلاء مؤمنون مسلمون؛ ولكنهم كانوا في أوائل الطريق . كانوا في دور التربية والتكوين ولكنهم كانوا جادين في أخذ هذا الأمر، مسلمين أمرهم الله، مرتضين قيادته، ومستسلمين لمنهجه. ومن ثم لم يطردهم الله من كنفه، بل رحمهم وعفا عنهم؛ وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعفو عنهم، ويستغفر لهم، وأمره أن يشاورهم في الأمر، بعد كل ما وقع منهم، وبعد كل ما وقع من جراء المشورة!».

 

التثبيت الواضح للحقوق الحركية والسياسية رغم الأخطاء الخطيرة

 

قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ (159)} (آل عمران)

 

والتوجيه القرآني لم يتوقف عند حدود العفو بل تجاوزه – كما في آخر هذه الآية – إلى التثبيت الواضح للحقوق الحركية والسياسية رغم كل الأخطاء الخطيرة. وهذا أمر مهم لأنه يخالف المنظور الغربي السائد.

 

إن السياق يتجه هنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي نفسه شيء من القوم ; تحمسوا للخروج , ثم اضطربت صفوفهم , فرجع ثلث الجيش قبل المعركة ; وخالفوا – بعد ذلك – عن أمره , وضعفوا أمام إغراء الغنيمة , ووهنوا أمام إشاعة مقتله , وانقلبوا على أعقابهم مهزومين , وأفردوه في النفر القليل , وتركوه يثخن بالجراح وهو صامد يدعوهم في أخراهم , وهم لا يلوون على أحد .

 

رغم هذا كله يدعو المولى سبحانه نبيه أن يعفو عنهم , ويستغفر الله لهم . . وأن يشاورهم في الأمر كما كان يشاورهم ; غير متأثر بنتائج الموقف لإبطال هذا المبدأ الأساسي في الحياة الإسلامية .

 

 إن الناس في حاجة إلى كنف رحيم , وإلى رعاية فائقة , وإلى بشاشة سمحة , وإلى ود يسعهم , وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم . . في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء ; ويحمل همومهم ولا يعنيهم بهمه ; ويجدون عنده دائما الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضاء . .

(فاعف عنهم , واستغفر لهم , وشاورهم في الأمر). .

 

لقد جاء هذا النص عقب وقوع نتائج للشورى تبدو في ظاهرها خطيرة مريرة ! فقد كان من جرائها ظاهريا وقوع خلل في وحدة الصف المسلم ! اختلفت الآراء . فرأت مجموعة أن يبقى المسلمون في المدينة محتمين بها , حتى إذا هاجمهم العدو قاتلوه على أفواه الأزقة . وتحمست مجموعة أخرى فرأت الخروج للقاء المشركين . وكان من جراء هذا الاختلاف ذلك الخلل في وحدة الصف . إذ عاد عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الجيش , والعدو على الأبواب – وهو حدث ضخم وخلل مخيف -. كذلك بدا أن الخطة التي نفذت لم تكن – في ظاهرها – أسلم الخطط من الناحية العسكرية . إذ أنها كانت مخالفة « للسوابق » في الدفاع عن المدينة – كما قال عبد الله ابن أبي – وقد اتبع المسلمون عكسها في غزوة الأحزاب التالية , فبقوا فعلا في المدينة , وأقاموا الخندق , ولم يخرجوا للقاء العدو . منتفعين بالدرس الذي تلقوه في أحد !

 

ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهل النتائج الخطيرة التي تنتظر الصف المسلم من جراء الخروج . فقد كان لديه الإرهاص من رؤياه الصادقة , التي رآها , والتي يعرف مدى صدقها . وقد تأولها قتيلا من أهل بيته , وقتلى من صحابته , وتأول المدينة درعا حصينة . . وكان يمكنه أن يلغي ما استقر عليه الأمر نتيجة للشورى . . ولكنه أمضاها وهو يدرك ما وراءها من الآلام والخسائر والتضحيات . لأن إقرار المبدأ , وتعليم الجماعة , وتربية الأمة , أكبر من الخسائر الوقتية .

 

كان الإسلام ينشىء أمة ويربيها , ويعدها للقيادة الراشدة . فلم يكن بد أن يحقق لهذه الأمة رشدها , ويرفع عنها الوصاية في حركات حياتها العملية الواقعية , كي تدرب عليها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبإشرافه ، مهما تكن النتائج , ومهما تكن الخسائر , ومهما يكن انقسام الصف , ومهما تكن التضحيات المريرة , ومهما تكن الأخطار المحيطة .

 

التوكل على الله يصل الأمر بقدر الله ويدعه لمشيئته تصوغ العواقب كما تشاء :

 

قال تعالى: {فإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)} (آل عمران)

 

إن مهمة الشورى هي تقليب أوجه الرأي , واختيار اتجاه من الاتجاهات المعروضة , فإذا انتهى الأمر إلى هذا الحد , انتهى دور الشورى وجاء دور التنفيذ . . التنفيذ في عزم وحسم , وفي توكل على الله , يصل الأمر بقدر الله , ويدعه لمشيئته تصوغ العواقب كما تشاء .

 

وكما ألقى النبي صلى الله عليه وسلم درسه النبوي الرباني , وهو يعلم الأمة الشورى , ويعلمها إبداء الرأي , واحتمال تبعته بتنفيذه , في أخطر الشؤون وأكبرها . . كذلك ألقى عليها درسه الثاني في المضاء بعد الشورى , وفي التوكل على الله , وإسلام النفس لقدره – على علم بمجراه واتجاهه – فأمضى الأمر في الخروج ,ودخل بيته فلبس درعه ولأمته – وهو يعلم إلى أين هو ماض , وما الذي ينتظره وينتظر الصحابة معه من آلام وتضحيات . . وحتى حين أتيحت فرصة أخرى بتردد المتحمسين , وخوفهم من أن يكونوا استكرهوه صلى الله عليه وسلم على ما لا يريد , وتركهم الأمر له ليخرج أو يبقى . . حتى حين أتيحت هذه الفرصة لم ينتهزها ليرجع . لأنه أراد أن يعلمهم الدرس كله . درس الشورى . ثم العزم والمضي . مع التوكل على الله والاستسلام لقدره . وأن يعلمهم أن للشورى وقتها , ولا مجال بعدها للتردد والتأرجح ومعاودة تقليب الرأي من جديد . فهذا مآلة الشلل والسلبية والتأرجح الذي لا ينتهي . . إنما هو رأي وشورى . وعزم ومضاء . وتوكل على الله , يحبه الله: (إن الله يحب المتوكلين). .

 

 والتوكل على الله , ورد الأمر إليه في النهاية , هو خط التوازن الأخير في التصور الإسلامي وفي الحياة الإسلامية . وهو التعامل مع الحقيقة الكبيرة:حقيقة أن مرد الأمر كله لله , وأن الله فعال لما يريد . .

 

لقد كان هذا درسا من دروس « أحد » الكبار . هو رصيد الأمة المسلمة في أجيالها كلها , وليس رصيد جيل بعينه في زمن من الأزمان . .

 

ولتقرير حقيقة التوكل على الله , وإقامتها على أصولها الثابتة , يمضي السياق فيقرر أن القوة الفاعلة في النصر والخذلان هي قوة الله , فعندها يلتمس النصر , ومنها تتقى الهزيمة , وإليها يكون التوجه , وعليها يكون التوكل , بعد اتخاذ العدة , ونفض الأيدي من العواقب , وتعليقها بقدر الله.

 

وبذلك يخلص تصور المسلم من التماس شيء من عند غير الله ; ويتصل قلبه مباشرة بالقوة الفاعلة في هذا الوجود ; فينفض يده من كل الأشباح الزائفة والأسباب الباطلة للنصرة والحماية والالتجاء ; ويتوكل على الله وحده .

 

تحققُ الصحابة بحقيقة التوكل على الله وحده فتحقّق وعده للمتوكلين عليه :

 

قال تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه . فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين (175)} (آل عمران)

 

إنهم أولئك الذين دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الخروج معه كرة أخرى غداة المعركة المريرة . وهم مثخنون بالجراح . وهم ناجون بشق الأنفس من الموت أمس في المعركة . وهم لم ينسوا بعد هول الدعكة , ومرارة الهزيمة , وشدة الكرب . وقد فقدوا من أعزائهم من فقدوا , فقل عددهم , فوق ما هم مثخنون بالجراح !

 

ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاهم، ودعاهم وحدهم . ولم يأذن لأحد تخلف عن الغزوة أن يخرج معهم  فاستجابوا . .

 

لقد دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم وحدهم .

 

ولعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شاء أن يشعر المسلمين , وأن يشعر الدنيا كلها من ورائهم , بقيام هذه الحقيقة الجديدة التي وجدت في هذه الأرض . . حقيقة أن هناك عقيدة هي كل شيء في نفوس أصحابها . ليس لهم من أرب في الدنيا غيرها , وليس لهم من غاية في حياتهم سواها . عقيدة يعيشون لها وحدها , فلا يبقى لهم في أنفسهم شيء بعدها , ولا يستبقون هم لأنفسهم بقية في أنفسهم لا يبذلونها لها , ولا يقدمونها فداها . .

 

لقد كان هذا أمرا جديدا في هذه الأرض في ذلك الحين . ولم يكن بد أن تشعر الأرض كلها – بعد أن يشعر المؤمنين – بقيام هذا الأمر الجديد , وبوجود هذه الحقيقة الكبيرة .

 

ولم يكن أقوى في التعبير عن ميلاد هذه الحقيقة من خروج هؤلاء الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح . ومن خروجهم بهذه الصورة الناصعة الرائعة الهائلة: صورة التوكل على الله وحده وعدم المبالاة بمقالة الناس وتخويفهم لهم من جمع قريش لهم .

 

ثم تكون العاقبة كما هو المنتظر من وعد الله للمتوكلين عليه , المكتفي به , المتجردين له:

 

(فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله).

فأصابوا النجاة – لم يمسسهم سوء – ونالوا رضوان الله . وعادوا بالنجاة والرضى .

 

وينظر الإنسان في هذه الصورة وفي هذا الموقف , فيحس كأن كيان الجماعة كله قد تبدل ما بين يوم وليلة . نضجت . وتناسقت . واطمأنت إلى الأرض التي تقف عليها . وانجلى الغبش عن تصورها . وأخذت الأمر جدا كله. وخلصت من تلك الأرجحة والقلقلة , التي حدثت بالأمس فقط في التصورات والصفوف . فما كانت سوى ليلة واحدة هي التي تفرق بين موقف الجماعة اليوم وموقفها بالأمس . . والفارق هائل والمسافة بعيدة . . لقد فعلت التجربة المريرة فعلها في النفوس ; وقد هزتها الحادثة هزا عنيفا . أطار الغبش , وأيقظ القلوب , وثبت الأقدام , وملأ النفوس بالعزم والتصميم . . لقد كان فضل الله عظيما في الابتلاء المرير . .

(المصدر « في ظلال القرآن » بتصرف)

 

خاتمة :

 

وفي خاتمة هذه الوقفات عند غزوة أحد نكاد ننسى أن أحدا كانت مصيبة وهزيمة، بل جملة معاني الإسلام وقيمه ومعانيه قد غمرت الحدث كله حتى أنه لم نعد نرى غير دروس وتربية وترقية وتصفية، فأين المصيبة وأين الهزيمة في كل هذا ؟ بل عندما نرى استيعاب الدرس من الصحابة، وتحقق التربية والترقي والتصفية لهم، لا نشعر إلا بتحقق حقيقة النصر التي سرعان ما أصبحت حقيقة ماثلة للعيان كما أعلمنا ربنا سبحانه : « فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ».  إن التغيير والنصر أصله تغيير ونصر في النفوس الذي لا يلبث أن يصبح حقيقة ماثلة في الواقع الموضوعي. إن ما تعيشه حركة النهضة في الواقع التونسي بعيد كل البعد عن هذه الحقيقة. وبقدر استمرار هذا البعد بقدر ما ستستمرمعاناة وتآكل التونسيين حتى يرجعوا إلى ربهم.

 

 محمد شمام

للاتصال بي في موضوع هذه الحلقات أوغيرها :

 العنوان البريدي : mohacham@gawab.com

الهاتف النقال : 0046736309986

 

وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله وهو الهادي إلى سواء السبيل

 والسلام  عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

بسم اللّه الرحمان الرحيم 

مداخلة

السيّد منجي الخماسي

الأمين العام لحزب الخضر للتقدّم

في

أعمال منتدى التواصل الشهري مع الشباب

حول موضوع:

« الأمن الغذائيّ في ظلّ ثلاثيّة ارتفاع أسعار المحروقات وآثار التغيّرات المناخيّة وندرة الموارد المائيّة »

المقر المركزي لحزب الخضر للتقدّم – 27 جوان 2008

الحضور الكريم، بسم الله الرحمان الرحيم،

إنّ مسألة الأمن الغذائي، أصبحت اليوم من القضايا الشائكة والملحّة والمعقّدة التي تواجه كلّ الأقطار وليس الدول الفقيرة فقط بل إنّ  الدول المتقدّمة أضحت هي الأخرى مهدّدة بأزمات غذائيّة وتموينيّة نتيجة التغيّرات الحاصلة في الاقتصاد العالمي من قبيل ارتفاع أسعار المحروقات وجلّ المواد الأوليّة وتنامي ظواهر المضاربات والسمسرة والاحتكار، وهي الظواهر الخطيرة الّتي دفعت إلى بروز حقيقي لشبح ندرة العديد من المواد الغذائيّة الأساسيّة في العديد من أقطار العالم. 

ولأهميّة الموضوع الّذي أصبح محلّ متابعة من كلّ السياسيّين ومختلف فعاليات المجتمع المدني والسياسي محليّا وإقليميّا ودوليّا اخترنا في حزب الخضر للتقدّم أن نخصّص حلقة هذا الشهر من منتدى التواصل مع الشباب ، الّذي انطلق منذ بداية 2008 مساهمة في سنة الحوار الشامل مع الشباب ، للاستماع إلى مقاربات ثلّة من الخبراء والمختصّين في المجال الزراعي والفلاحي لنستفيد ويستفيد شباب حزبنا لأنّنا نؤمن بأنّ تحقيق الأمن الغذائي لا يُمكنه أن يكون دون مساهمة فاعلة من الفئة الشبابيّة الّتي هي بانية المستقبل  بما فيه من رهانات وتحدّيات جسيمة وضامنة استدامة نجاحات البلاد.

إنّنا ننظر للشباب على أنّه الطرف القادر على ضمان مستقبل مشرق لبلادنا على جميع الأصعدة وفي صدارتها تأمين مصادر الغذاء ومعاضدة المجهودات التنمويّة الجارية حاليّا لمزيد النهوض بالقطاع الفلاحي والزراعي وسائر القطاعات الإنتاجيّة في البلاد .

ونُعيد بمناسبة هذه الندوة تثميننا للمبادرة الرئاسيّة بتخصيص كامل سنة 2008 للاستماع للشباب والتواصل معه فهما لتطلّعاته واستشرافا لنظرته لتونس الغد كيف يُريدها؟ ، ومن جهتنا فإنّنا نُعوّل على أن يتمّ استثمار هذا الحوار الشبابي لمزيد غرس الوعي الوطني وبثّ الالتزام بالمشاغل الوطنيّة الكبرى في اهتمامات الشباب وفتح السبل أمامه لتحمّل المسؤوليّة تحفيزا له على العمل والبذل والعطاء وإفادة البلاد بالقدر اللازم ناهيك وأنّ الديموغرافيّة الحاليّة لتونس تؤكّد أنّها تعرف عصرها الذهبي من حيث النسبة الشبابيّة المرتفعة من عموم السكان والفئة النشيطة.

السّادة الحضور،

إنّ حساسيّة المسألة الغذائيّة ومصيريتها في مسارات التنمية المختلفة تدفع اليوم إلى البحث عن السبل والآليات المساعدة على تحقيق لا الاكتفاء الذاتي فقط بل كذلك الأمن الغذائي ، إلى فترة قريبة ماضية كان بالإمكان الالتجاء إلى الأسواق العالميّة لتوريد المنتوجات وتحقيق الإكتفاء من كلّ المواد وخاصّة منها الغذائيّة والأساسيّة ، غير أنّ العالم اليوم يشهد تغيّرات وتبدّلات متسارعة فرضت عودة مصطلح « الأمن الغذائي » على السّطح على اعتبار أنّ الأسواق العالميّة لم يعُد بإمكانها القيام بأدوارها السابقة في توفير العرض اللازم لتلبية كلّ الطلبات المتزايدة هي الأخرى بسبب ارتفاع عدد السكان في العالم وتحسّن المقدرة الشرائيّة للعديد من الدول الآهلة كالهند والصّين.

إنّ تهاوي مقولة « الاكتفاء الذاتي » بسبب ما أصبحت تُواجهه من صعوبات جمّة يفترض بالتأكيد إعادة النظر في الخيارات التنمويّة الكبرى فهما لتغيّرات المشهد الاقتصادي الدولي وعملا على تحقيق « الأمن الغذائي » وهذا التحدّي مفروض اليوم ليس على بلادنا فقط بل على كلّ الدول وعلى جميع الشعوب، إنّ المسألة اليوم في نظرنا في غاية الخطورة والحساسيّة ممّا يقتضي تشريح الوضع بصفة موضوعيّة وعلميّة تمهيدا لوضع خطط عمليّة واستشرافيّة للفترة المقبلة تكمّل الخطط الاسترتيجيّة الّتي تمّ وضعها في السابق.   

السادة الحضور

إنّنا نتفهّم في حزب الخضر للتقدّم حقيقة هذه المخاطر وحجم هذه الرهانات والتحديات ، ولا يسعُنا بهذه المناسبة إلاّ أن نبارك القرارات والإجراءات الرئاسيّة المتّجهة للإحاطة بمشاغل القطاع الفلاحي والزراعي الوطني وهي سنّة حميدة دأب عليها سيادة رئيس الدولة منذ سنة 1987 وما نأمله هو أن تتضافر كلّ الجهود الوطنيّة لحسن تنفيذ الرؤية الموجودة اليوم في تونس لإعادة توطيد أركان المنظومة الفلاحيّة الوطنيّة حتّى تكون قادرة في أسرع الأوقات على تحقيق أمننا الغذائيّ الوطني دون انتظار المزيد من المفاجئات والاهتزازات على صعيد المبادلات التجاريّة والاقتصاديّة في الأسواق والبورصات الدوليّة وكذلك للتوقّي من التأثيرات المتزايدة المباشرة والغير مباشرة الناجمة عن تقلّبات المناخ وندرة الموارد المائيّة ومخاطر التصحّر وتدهور الأراضي الزراعية وتملّح التربة.

ونحن على إيمان بالصعوبات الّتي تُواجه القطاع الفلاحي بسبب كلّ المتغيّرات المتسارعة وأنّ التحديات بالغة الأهميّة في الفترة المقبلة ، ولكن علّمتنا التجربة أنّ المستحيل ليس تونسيّا وأنّه بالإمكان فعل الكثير وتحقيق الجزء الأكبر من الطموحات والآمال.

إنّ الفلاحة تتضرّر اليوم من ارتفاع أسعار المحروقات على اعتبار انعكاس ذلك الارتفاع على القدرة الماليّة والاستثماريّة للمزارعين والفلاحيّن الّذي هم في غالبيّتهم من محدودي الإمكانيات من جهة وعلى كلفة الإنتاج والّتي توجد ضغطا على القدرة الشرائيّة للمواطنين من ناحية وتُعسّر اكتساح المنتوجات التونسيّة للأسواق العالميّة حيث ستصبح المنافسة أشدّ وقعا وأكثر حدّة من ناحية ثانية .

يُضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار مستلزمات الفلاحة من مكننة وبذور وأسمدة وغيرها.

كما تتضرّر الفلاحة بعوامل التغيّرات المناخيّة والّتي تُوجد اليوم مخاوف حقيقيّة حول استدامة الأراضي الزراعيّة وقُدرتها على الاستجابة إلى الاحتياجات الوطنيّة وخاصّة من الحبوب.

إنّ تحقيق الأمن الغذائي لن يكون سهلا بالمرّة ، ونحن ندعو هنا كافّة الهياكل الفلاحيّة الإداريّة منها والمهنيّة والبنوك والمؤسّسات المالية المقرضة إلى العمل صفّا واحدا لمجابهة هذه التحديات والاستفادة من مقاربات وأبحاث مختلف الخبراء والمختصّين واستشراف آفاق أرحب للزراعة والاستثمار الناجع في مختلف القطاعات الفلاحيّة ونخصّ بالذكر منها الزراعات الكبرى لما لها أهميّة في تأمين الغذاء لكلّ التونسيّين دون ارتهان لعوامل خارجيّة تشهد من يوم إلى آخر التغيّر والتبدّل ولم تعُد تعرف أبدا الاستقرار.

ولنا في تونس اليوم وبفضل أزيد من 1200 قرار وإجراء رئاسي منذ 7 نوفمبر 1987 منظومة متكاملة للتشجيع على العمل الفلاحي والارتقاء بمردوديّته وإنتاجيته ، وندعو إلى مزيد التعريف والتحسيس والتوعية بقيمة هذه المنظومة وما تتضمّنه من حوافز وتشجيعات للاستثمار في القطاع الفلاحي ، وما أحوجنا إلى ذلك ، إذ أنّ السعي إلى تحقيق « الأمن الغذائي » كفيل بالتخفيف من أعباء بطالة أصحاب الشهائد وكفيل أيضا بتوفير الآلاف من مواطن الشغل وموارد الرزق للوافدين الجدد على سوق الشغل.

 

السادة الأفاضل

إنّ المسألة دقيقة ، إذ أطلقت مؤخّرا العديد من الهياكل الأمميّة والدوليّة كمنظمة التغذية والزراعة وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي والبنك الإفريقي للتنمية صيحة فزع من حصول « مجاعة » تؤدّي إلى اضطرابات اجتماعيّة وتُهدّد بصفة فعليّة الأمن والاستقرار في العديد من الدول، ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، يموت حول العالم يوميّا أكثر من 25 ألف  شخص بسبب الجوع أو الأمراض المرتبطة به منهم طفل واحد كلّ خمس ثوان. كما تُفيد العديد من التقارير الصادرة عن منظّمة الأغذية والزراعة أنّ الأمن الغذائيّ تهدّد بشكل خاصّ المناطق الهشّة أصلا على غرار منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا ومناطق من الشرق الأوسط. كما تشير نفس التقارير بأنّ التغيّرات في أنماط تساقط الأمطار قد تؤثّر على المحاصيل وخصوص الأرز في العديد من بلدان ، وأقرّت العديد من هذه الهياكل الدوليّة برامج لتدعيم القدرة الإنتاجية للأراضي الفلاحيّة والتحفيز على تحقيق الأمن الغذائي للدول وهي برامج مساعدة وتمويل يُمكن الاستفادة منها محليّا لمزيد تحسين أداء القطاع الفلاحي الوطني والارتقاء به إلى تطلّعات الأمن الغذائي الوطني.

ولا يفوتنا التذكير هنا أنّه وبسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة وندرتها  أصبح العالم اليوم يتحدّث عن ما يسمّى بـ »الجياع الجدد » وهم بالتحديد ليسوا الفقراء بل الأشخاص الذين يملكون المال ولكن لا يستطيعون الحصول على الغذاء.

الإخوة الحضور،

أصبح من الملحّ اليوم وضع المزيد من الإستراتيجيّات المتلائمة مع التغيّرات الحاصلة في الأسعار وفي المناخ وفي الوارد المائيّة والكفيلة بالمحافظة على الموارد الطبيعيّة للأجيال القادمة عبر الترشيد في استهلاكها والسعي الدؤوب لتحقيق نموّ اقتصاديّ فلاحي في إطار معايير ومفاهيم التنمية المستديمة الّتي اندمجت بلادنا ومنذ فترة في استيعابها إيمانا منها بأنّها السبيل الوحيد لتعزيز مناعة البلاد وضمان مراكمة المزيد من النجاحات في المستقبل

ولا يفوتنا، أيّها الحضور الكريم، التنويه بالدعوة التي توجه بها رئيس الجمهوريّة إلى سائر الدول التي تنعم بالثروة النفطية  للمشاركة في مجهود التضامن العالمي لدرء ما يتهدد عديد الشعوب من  مخاطر الحروب والمجاعة والتهميش ، وذلك باقتطاع دولار واحد عن كل  برميل نفط تساهم به هذه الدول في دعم الصندوق العالمي للتضامن الذي  تم إنشاؤه بمبادرة من الرئيس بن علي خلال الاجتماع 57 للجمعية  العامة للأمم المتحدة.

السادة الحضور،

هذا مدخل لندوتنا اليوم ونحن ننتظر من السادة المحاضرين مزيد توضيح الصورة بخصوص سبل وآليات تحقيق الأمن الغذائي الوطني، كما ندعو الحاضرين من المناضلين وشباب الحزب والضيوف إثراء الندوة بالمداخلات وطرح ما يرونه من أسئلة واستفسارات وتصوّرات وقترحات حتّى تِؤتي هذه الندوة حصادها المرجوّ.

والسلام  


على هامش برنامج «الرابعة» حول «التعصب والجهويات في الرياضة» على قناة «حنبعل» ماذا يقول القانون؟

بقلم: الأستاذ شفيق الأخضر الهمامي لدى التعقيب تابعت بكل شغف البرنامج التلفزي لقناة حنبعل «الرابعة» والذي تم بثه مساء الثلاثاء 2008.6.24 وتناول قضية او ظاهرة «التعصب والجهويات في الرياضة» الذي اعده وقدمه الاعلامي القدير عادل بوهلال بحضور ومشاركة ثلة نيرة من الاختصاصيين في القطاع الرياضي والاعلامي وقد ركز البرنامج على هذه الظاهرة واعتبرها ظاهرة عالمية قبل ان تكون ظاهرة محلية تونسية معرجا على اسبابها ودوافعها وخلفياتها وملابساتها داعيا الى عدم تهويلها مقترحا حلولا للقضاء عليها او الحد من خطورتها، لكن ما استرعى انتباهي كحقوقي ان البرنامج اهمل وبصورة تكاد تكون كلية الجانب القانوني للموضوع وهو جانب هام وجوهري في القضية وان كان جانب كبير من الحضور ومن بينهم معد البرنامج غير متضلعين في المادة القانونية فإني استغربت شديد الاستغراب عدم اثارة هذا الجانب من طرف الزميل المحترم الاستاذ فتحي المولدي الذي عودنا بتدخلاته الرشيقة عندما يتعلق الموضوع بجوانب قانونية تهم القطاع الرياضي، فلماذا التزم الأستاذ المولدي الصمت هذه المرة؟ هل لان ظاهرة التعصب الأعمى للفرق والنعرات الجهوية لا يقننها القانون التونسي بصفة عامة والقانون الرياضي بصفة خاصة؟ وبالتالي لا يمكن مؤاخذة ومعاقبة مقترفي التعصب واصحاب النعرات الجهوية عن الافعال التي يؤتونها والتي تمس بكرامة وشرف الاشخاص وتضر كذلك بالممتلكات والمنشات الرياضية والعمومية والتي تلحق اضرارا بدنية بمتعاطي الرياضة والجماهير وكل من له علاقة بالملاعب والمنشآت الرياضية؟؟ ان الجواب لا يمكن ان يكون الا بالنفي ان المتتبع للقانون الجنائي التونسي العام وكذلك للقوانين الجنائية الخاصة المتعلقة بالرياضة يستحضر وبكل بداهة وان المشرع التونسي لم يهمل الجانب القانوني في الموضوع (موضوع التعصب والجهويات الرياضية) وقد سن عديد القوانين التي تقنن ظاهرة التعصب الأعمى والخروج عن النطاق الرياضي والروح الرياضية والاولمبية وجرم الأفعال والاعمال والأقوال التي تحدث داخل الملعب وخارجه. ويستروح ذلك من خلال استعراض بعض القوانين العامة والخاصة في هذا الميدان. وقبل التطرق الى كيفية تصدي المشرع الى ظاهرة التعصب الكروي من الناحية القانونية لابد من الإشارة الى ان التعصب او التطرف في الميدان الرياضي لا يختلف عن التعصب والتطرف في الميادين الأخرى كالميدان الاقتصادي او االجتماعي او الثقافي وخاصة السياسي فكل المظاهر الخارجة عن النطاق الرياضي والروح الرياضية والاولمبية يمكن وصفها بالتعصب والانتماء الجهوي الضيق، فعدم احترام ميثاق الرياضي يعتبر تعصبا وبيع وشراء المقابلات الرياضية هو تعصب كذلك والاعتداء على كرامة الأشخاص وشرفهم والمنشآت الرياضية هو تعصب لا جدال فيه كما ان بث الكراهية والحقد بين الجماهير الرياضية هو كذلك تعصب، واتباع سياسة المكيالين في تطبيق القانون الرياضي من طرف الهياكل الرياضية هو تعصب ايضا، اما الانتماء الى ناد رياضي او الى جمعية رياضية في كنف احترام القانون والجمعيات الأخرى وميثاق الرياضي فهو يخرج عن نطاق التعصب الأعمى والتطرف، كما ان التدعيم المعنوي والمادي لهذا النادي الرياضي او ذاك لا يشكل تعصبا فهو شيء بديهي وقد اتى  البرنامج على كل هذه الأشياء بصفة مفصلة ومدققة بالرغم من عدم اعطائه مفهوما شاملا وكليا لكلمة «التعصب» من الناحية اللغوية والاصطلاحية باعتبار وانه لا يمكن ربط ظاهرة التعصب بمفهوم خاص وهو ما نجح البرنامج فيه. ان ظاهرة التعصب الأعمى للجمعيات والأندية الرياضية اصبحت واقعا ملموسا في القطاع الرياضي التونسي وهي ظاهرة خطيرة زادت تفاقما في السنوات الأخيرة ولعل ما حدث بملاعب باجة وبنزرت والفحص ومحطة هرقلة يقيم الدليل على استفحال الظاهرة وبالتالي فان التعاطي مع تلك الظاهرة ليس من باب التهويل وانما من باب تحييدها وان امكن قطع دابرها وذلك من خلال الحرص على تطبيق القانون ولا شيء غير القانون باعمال النصوص القانونية بصفة سليمة اذ انه «ما ثماش انسان اقوى من القانون» كما جاء على لسان سليم شيبوب من خلال تدخلاته اثناء الحصة. ان الحلول المقترحة من خلال البرنامج المذكور وان كانت حلولا وجيهة ومعقولة من الناحية النظرية مثل احداث امن مختص بالملاعب الرياضية كما اقترحه سليم شيبوب وفتحي المولدي او تأطير الجماهير الرياضية والتخلي عن التصريحات النارية اثناء وبعد انتهاء المقابلات الرياضية وبعض الاقتراحات والتوصيات الأخرى التي اتى عليها البرنامج المذكور فان ذلك لا يقضي على الظاهرة ولا يحد منها وانما الرأي عندنا هو ان يقع اقتلاعها من جذورها وذلك بالتطبيق الصارم للقوانين الجنائية العامة والخاصة المتعلقة بالميدان الرياضي خاصة وان المشرع التونسي وبموجب القانون عدد 75 لسنة 2003 يضمن من خلال الفصل الأول منه حق المجتمع في العيش في امن وسلام بعيدا عن كل ما يهدد استقراره ونبذ كل اشكال الانحراف والتعصب والعنف والتطرف والعنصرية التي تهدد امن واستقرار المجتمعات اذ انه وبموجب الفصل السادس من القانون المذكور فان جرائم التحريض على الكراهية والتعصب هي جرائم تعامل كالجرائم المتصلة بالارهاب مهما كانت الوسائل المتخذة لذلك وانه بمراجعة القانون الجزائي العام نجد وان المشرع التونسي تدخل بموجب الفصلين 245 و247 من المجلة الجنائية وجرم هتك شرف الانسان وعرضه وعاقب جريمة القذف العلني بالسجن مدة عام وبالخطية وبالتالي يمكن استعمال هذا القانون للضرب على يد كل شخص ينتهك حرمة جمعية او شرف مسيريها او ينال من الأشخاص المنتمين للقطاع الرياضي سواء كان مدربا او حكما او لاعبا او رئيس هيكل رياضي وفي هذا الباب يمكن ان يقع تتبع الجماهير الرياضية او البعض منها عندما يقع سب وشتم احد المساهمين في اللعبة الرياضية ومعاقبته جزائيا من اجل الجريمة المذكورة ولا نشاطر المعلق الرياضي عصام الشوالي الذي برر الالفاظ النابئة التي نستمع اليها سواء داخل الملعب او من خلال شاشة التلفزة بعدم معاقبتها باعتبارها حدثت في وقت معين وان المقابلة تدوم 90 دقيقة وان هذا التبرير مخالف للقانون اذ يجب ضبط ومحاكمة كل من يهتك شرف الرياضية سواء كان لاعبا او حكما او غيرهما ولا يمكن ترك ذلك بدون عقاب وهو ما يحرمه ايضا الفصل 52 من القانون عدد 104 لسنة 1994 المؤرخ في 3 اوت 1994 المتعلق بتظنيم وتطوير التربية البدنية والانشطة الرياضية والذي ينص صراحة: «يعاقب بالسجن من 16 يوما الى ثلاثة اشهر وبخطية من 120 د الى 1200د الاشخاص اللذين يرددون بالملاعب والمنشآت الرياضية اثناء المقابلات الشعارات المنافية للاخلاق الحميدة او عبارات الشتم ضد الهياكل الرياضية العمومية والخاصة او ضد الاشخاص» وبالتالي يمكن للنيابة العمومية التدخل في اي وقت من الاوقات لاثارة التتبع العمومي ضد كل من يرتكب جرائم الفصلين 245 و247 من القانون الجنائي والفصل 52 من القانون المذكور سواء اقترفت الجريمة لمدة لحظات او لمدة 90 دقيقة، اما بخصوص الاضرار عمدا بالمنشآت الرياضية فقد حرمته احكام الفصل 304 من القانون الجنائي وسن المشرع التونسي احكاما زجرية سالبة للحرية لمدة ثلاث سنوات سجنا وبالتالي لا نشاطر في هذا الباب الرأي القائل انه يمكن جبر تكسير مقعد او مقعدين بدون مؤاخذة مرتكبي تلك الافعال وهذا الرأي يتضارب مع روح الفصل 304 من القانون الجنائي المشار اليه، كما ان المشرع تدخل بموجب الفصول 49 و50 و51 و52 و53 و54 و55 من القانون عدد 104 لسنة 1994 المؤرخ في 3 اوت 1994 المشار اليه اعلاه وذلك لزجر حوادث الشغب والعنف داخل المنشآت الرياضية بمختلف انواعها او خارجها او حولها وقبل المباراة او خلالها، كما عاقب كل من يتعمد احداث جروح او ضرب او غير ذلك من انواع العنف المنصوص عليها بالفصل 319 من المجلة الجنائية داخل الملاعب والمنشآت الرياضية على حكم المباراة او مساعديه او مسير او مدرب او لاعب للفرق المشاركة في المباراة، كما عاقب الاشخاص الذين يكتسحون ميدان اللعب اثناء المقابلات، كما خول للمحكمة المتعهدة بالتتبع الجزئي وفي كل الصور المذكورة اعلاه حرمان كل من تمت ادانته من دخول الملاعب والمنشآت الرياضية لمدة تتراوح بين عام وخمسة اعوام وجرم بموجب الفصل 55 من القانون المذكور جرائم الرشوة من بيع وشراء للمقابلات الرياضية والاخلال بميثاق الرياضي وذهب بالفصل المذكور الى حد اقصاء مدى الحياة عن كل نشاط رياضي كل شخص تثبت ادانته بموجب مقتضيات الفصل 55 المجرم لجريمة «الرشوة الرياضية» ويذهب الفصل 56 من القانون عدد 104 لسنة 1994 المؤرخ في 3 اوت 1994 الى حد انزال الفريق المذنب للقسم الادنى لقسمه وتتخذ هذه العقوبات من قبل الهياكل الرياضية المختصة ويمكن لوزير الاشراف في القطاع الرياضي ايقاف تلك الهيئة المديرة للجمعية التي ثبت ادانة الفريق الراجع اليها ويعين مكتبا وقتيا من بين المنخرطين في الجمعية يكون من مهامه دعوة الجلسة العامة للانعقاد في اجل لا يتجاوز ثلاثة اشهر من تاريخ الايقاف. ويستروح مما سبق بسطه وان المشرع التونسي من خلال عدة نصوص قانونية عالج ظاهرة التعصب الرياضي والنعرات الجهوية بصفة كلية وشاملة الا ان العيب ليس في النصوص القانونية الموجودة وانما العيب في كيفية تطبيقها اذ ان الحاجة الملحة اليوم تدعو الى تطبيق القانون بصورة صارمة وحاسمة وجازمة للضرب على ايدي العابثين بميثاق الرياضي والروح الرياضية والاولمبية والمنشآت الرياضية وذلك لتفعيل القوانين وتطبيقها ويمكن للجمعيات الرياضية والهياكل الرياضية الساهرة على تنظيم المقابلات الرياضية تضمين بطاقات الانخراط الخاصة بدخول الملاعب وكذلك تذاكر دخول الملاعب بمقتطفات من النصوص القانونية المحرمة للافعال والاعمال والاقوال التي تمس بالقطاع الرياضي، كما يجب على الهياكل الرياضية ان تتخذ العقوبات الصارمة بدون اتباع سياسة المكيالين للحد من هاته الظاهرة اذ لم نقل للقضاء عليها ونحن على ابواب موسم رياضي جديد وحتى لا تعود حليمة الى عادتها القديمة الامر الذي يدعونا الى الانشاد مع ابو الطيب المتنبي: «عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى ام لامر فيك تجديد». والله ولي التوفيق (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 جوان 2008)


بسبب وجود «القاعدة» أو بذريعتها … أميركا تعتمد صيغة مرنة لتوسيع نفوذها العسكري في المغرب العربي

 
رشيد خشانة  (*) وصل 200 جندي من المارينز الأميركيين إلى مدينة أتار الموريتانية أخيراً للقيام بمهمة وُصفت بكونها «إنسانية»، وترمي الى دعم الجيش الموريتاني في أعمال الإغاثة وعلاج المرضى. وأفاد ماكس بلومانفلد، وهو أحد المسؤولين في مركز «القيادة الأفريقية» في شتوتغارت التي أتى منها المارينز، أن عناصر أخرى ستصل إلى موريتانيا مُحملة معدات ومؤناً. لكن، عندما نقرأ تصريحات قائد القيادة الأفريقية للقوات الأميركية (افريكوم AFRICOM) الجنرال وليم وارد خلال جولته الأخيرة التي شملت تونس والمغرب، نُدرك أن مهمة المارينز في موريتانيا ليست إنسانية فقط، إذ أكد وارد لـ «الحياة» خلال جولته أن «خطر «القاعدة» حقيقي في شمال أفريقيا وأنه سيتعاون مع بلدان المنطقة عسكرياً لمجابهته. وشدد على أهمية «إقامة تعاون طويل الأمد» مع الدول الأفريقية لضمان المزيد من الاستقرار في القارة. وسبق أن عرضت واشنطن على موريتانيا استضافة مقر «أفريكوم» إلا أن العرض تسبب بتجاذب قوي بين الحكومة ومعارضيها الذين حذروا من الموافقة وهددوا بتسيير تظاهرات لحملها على الرفض. وناقش قادة المعارضة المسألة مباشرة مع الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله، والأرجح أن الأخير طوى الملف. مع ذلك بدأت أعداد من العسكريين الأميركيين تصل إلى مدينة أتار في شمال البلاد منذ شهرين، كما زارها السفير الأميركي في نواكشوط مارك بلوار ثلاث مرات في أقل من ثلاثة أشهر. أما الجزائر التي أبلغت الأميركيين بعدم رغبتها في استضافة مقر القيادة فلم تشملها جولة الجنرال وارد المغاربية في أواخر الشهر الماضي، وإن صرح الرئيس بوتفليقة الى صحيفة «آي بي سي» الإسبانية أن بلاده لم تتسلم عرضاً من الأميركيين في هذا المعنى، «ما يجعلها غير مطالبة بالرد إيجاباً أم سلباً». واللافت أن وارد حضر في قاعدة بنزرت شمال تونس مناورات مشتركة مع قوات تونسية، قبل أن يُجري في المغرب محادثات تركزت على آفاق التعاون الإستخباري والعسكري. وأظهرت الجولة أن الولايات المتحدة ماضية في تعزيز حضورها في شمال أفريقيا والبلدان المتاخمة للصحراء الكبرى من دون المخاطرة بإقامة قواعد دائمة هناك. وانبنت سياسة القيادة الجديدة الخاصة بأفريقيا منذ إنشائها على تقديم المساعدات المختلفة لجيوش البلدان الحليفة في «الحرب على الإرهاب» (التي تقودها الولايات المتحدة)، بما في ذلك تنظيم مناورات عسكرية واسعة مطلع كل صيف مع قوات من تسعة بلدان أفريقية، من دون اللجوء الى تمركز قوات أميركية على أراضي البلدان الحليفة. وفي هذا السياق أكد الجنرال وارد رداً على سؤال لـ «الحياة» في شأن ما راج عن طلب إقامة قاعدة دائمة في بنزرت أنه لم يطلب ولن يطلب من السلطات التونسية منح تسهيلات دائمة لقوات أميركية في بنزرت، كما لم يطلب استئجار قاعدة القنيطرة في المغرب (التي أخضعت أخيراً لتجديد وتحديث). وكانت بنزرت أهم قاعدة للجيش الفرنسي في تونس حتى مطلع الستينات ولم يتم الجلاء عنها في عام 1962 إلا بعد معركة راح ضحيتها أكثر من ألف قتيل. ثلاث قيادات فرعية  تشمل دائرة تدخل «أفريكوم» المؤلفة من ألف عنصر فقط موزعين على ثلاث قيادات فرعية، كامل القارة الأفريقية (عدا مصر التي تتبع للقيادة المركزية في ميامي)، إلى جانب جزر في المحيط الهندي مثل سيشيل ومدغشقر وأرخبيل القُمر.  وتتولى «أفريكوم» متابعة تنفيذ البرامج المتعلقة بالأمن والاستقرار في القارة الأفريقية التي كانت وزارة الخارجية تتولى الإشراف على تنفيذها. وللولايات المتحدة في هذين المجالين حزمة من برامج التعاون العسكرية مع بلدان شمال أفريقيا ومنطقة الصحراء، نذكر منها ثلاثة برامج رئيسة على الأقل هي: أولاً، تدريب القوات على حفظ السلام في إطار برنامج «أكوتا» (African Contingency Operations Training and Assistance program) وثانياً «أيمت» أي برنامج التدريب والتعليم العسكري الدولي (International Military Education and Training program ) وثالثاً  البرنامج  الرئاسي  لمكافحة  الأيدز  (Emergency Plan for AIDS Reliefs  ‘President) وتُقدر موازنته بأكثر من 18 بليون دولار على مدى خمسة أعوام. وكان الرئيس جورج بوش استجاب ضغوطاً استمرت سنوات في صلب المؤسسة العسكرية الأميركية، بالإعلان في 6 شباط (فبراير) 2007 عن تكوين مركز للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا بعدما كانت مرتبطة بقيادة القوات الأميركية في أوروبا. وأضيفت القيادة الجديدة الى أربع قيادات اقليمية سابقة هي القيادة الأميركية في أوروبا United States European Command )  ) والقيادة المركزية الأميركية (United States Central  Command )  والقيادة الأميركية للمحيط الهادئ (United States Pacific  Command (. ودل هذا التطور على  مؤشرين جديدين أولهما إصرار الولايات المتحدة على دخول حلبة الصراع مع القوى الأوروبية الى النفوذ والثروات في القارة الأفريقية، خصوصاً مع أهمية المواد الأولية التي تضاعفت أسعارها في الأسواق العالمية، خصوصاً النفط، وثانيهما تصاعد الأخطار التي باتت تهدد السفارات والشركات الأميركية في أفريقيا منذ الهجوم المزدوج على السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام. ومن المقرر أن تبدأ القيادة الجديدة عملها الرسمي اعتباراً من الخريف المقبل. وبناء على القرار تشكلت قيادة انتقالية واختير على رأسها نائب رئيس القيادة الأميركية في أوروبا الجنرال وارد، واستند الاختيار الى معرفة وارد بالمنطقة الأفريقية التي كانت تتبع القيادة الخاصة بأوروبا في شتوتغارت. وكان الأميركيون قرروا في عام 1983 جعل افريقيا تحت جناح قيادتهم المركزية في أوروبا بالنظر إلى أن معظم البلدان الأفريقية مستعمرات أوروبية سابقة وأنها حافظت على علاقات سياسية وثقافية متينة مع المستعمر السابق. وتشمل «أفريكوم» مساعداً للقائد العام متخصصاً في العمليات العسكرية هو الأميرال روبرت موللر ومساعدة للشؤون المدنية والعسكرية هي ماري كارلين ييتس. هذه العناية المخصصة للقارة الأفريقية لا يمكن أن تكون خالية من المصالح ومدفوعة بأهداف «إنسانية» فقط، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتدريب جيوش البلدان الحليفة وتطوير أسلحتها وتحديث منشآتها. وإذا كان معظم البلدان الأفريقية مرتبطاً إلى اليوم بالمستعمر السابق (الأوروبي) على صعيد تدريب كوادره العسكرية واقتناء الأسلحة والذخائر، فإن دخول الولايات المتحدة على الخط لعرض تعاون مُشابه في المجالات الأمنية والعسكرية شكّل مزاحمة للأوروبيين وتقليصاً من نفوذهم المطلق في القارة، خصوصاً بعد انكفاء النفوذ العسكري الروسي – الكوبي في القارة وتحديداً في جنوبها (أنغولا وموزنبيق)، في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. ومن المهم الإشارة هنا إلى المقولة التي أطلقها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لدى تأسيس قيادة «أفريكوم» حين أكد أن إنشاءها «سيمنح الولايات المتحدة مقاربة أكثر فعالية وتماسكاً للقارة الأفريقية قياساً على المقاربة الحالية التي هي من مخلفات الحرب الباردة». ذريعة «القاعدة» أكثر من ذلك وجد الأميركيون في تزايد نشاط تنظيم «القاعدة» في منطقة شرق أفريقيا منذ عهد الرئيس كلينتون مُبرراً لتكثيف الاهتمام العسكري بالقارة خصوصاً بعد ضربتي السفارتين في كينيا وتنزانيا. ويعتقد المخططون الأميركيون أن الخطر مستمر بل يتفاقم مع انتشار الفوضى في الصومال وتعفن الحرب في اقليم دارفور وتصاعد الخلافات بين دول المنطقة. غير أن انتشار «القاعدة» في شمال أفريقيا في السنوات الأخيرة بدءاً من تبني الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيس «الغريبة» في جزيرة جربة التونسية في نيسان (أبريل) 2002 وأسفر عن مقتل 22 شخصاً بينهم 14 سائحاً ألمانيا، وانتهاء بالهجوم على السفارة الإسرائيلية في نواكشوط في وقت سابق من هذا العام، دفع الأميركيين للانتقال إلى مرحلة أعلى من «التنسيق» العسكري والأمني مع حكومات المنطقة. وتجلى ذلك شرقاً في توسيع القاعدة التي يملكونها في جيبوتي والتي تضم 1800 جندي وضابط ونشر قطع بحرية وجوية حول حاملة الطائرات «أيزنهاور» في عرض الصومال (وهي عبارة عن قاعدة عائمة). أما غرباً وشمالاً فمن خلال جولتين منفصلتين قام بهما كل من وزير الدفاع السابق رامسفيلد ورئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي في المنطقة، واللتين تلتهما مطالبة ملحة للحكومات المغاربية بقبول استضافة مقر «أفريكوم». وردت الجزائر بالرفض، فيما اختارت العواصم الأخرى إحاطة الملف بالتكتم. ويتفق المراقبون على أن إعلان انضمام «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية إلى شبكة «القاعدة» حسم التجاذب بين الدول المطلة على الصحراء الكبرى والولايات المتحدة حول إرساء شراكة عسكرية وثيقة جسدتها المناورات السنوية المشتركة، وإرساء «الشراكة العابرة للصحراء لمكافحة الإرهاب» (Trans-Sahara Counter Terrorism Partnership/ TSCTP) والتي عقدت ندوتها الثالثة في دكار في 7 شباط 2007 بمشاركة رؤساء أركان كل من المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا (ليبيا غير مشاركة) والنيجر ومالي وتشاد والسنغال ونيجيريا، بإشراف الجنرال وارد الذي كان آنذاك مساعداً لقائد القوات الأميركية في أوروبا. وعزت مصادر أميركية إشراك نيجيريا على رغم بعدها عن الصحراء إلى تنامي التيارات الإسلامية فيها على خلفية التنوع الإثني والديني الذي يميزها. وفسر القائد  العسكري السنغالي عبد القادر غاي دوافع تعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة بأن مكافحة التنظيمات الإرهابية «تقتضي تطوير التنسيق لتبادل المعلومات الإستخبارية لمواجهة الطابع العابر للبلدان الذي يمتيز به الإرهاب وتحديث الجيوش (المحلية) التي مازالت تُعتبر تقليدية وطرية العود في مواجهة صراعات من نوع جديد تحتاج الى مراس في مكافحة الإرهاب». ووضع غاي الولايات المتحدة «في الصف الأول من القوى العظمى التي ينبغي إقامة شراكة معها في هذا المجال». ولم يبخل الأميركيون من جهتهم على البلدان التي تخطب ودهم فخصصوا لـ»الشراكة العابرة للصحراء» عند انطلاقها موازنة تراوح بين 80 و90 مليون دولار. «تقليد»  المناورات المشتركة التجسيد الفعلي للشراكة بدأ مع المناورات المشتركة التي أجريت في حزيران (يونيو) 2005 تحت مُسمى «فلينتلوك (Flintlock 2005 ) في السنغال، والتي باتت تقليداً سنوياً. ورمت المناورات إلى تكريس الرؤية العسكرية التي صاغتها القيادة الأميركية في عام 2003 والتي تقول بأن حماية الولايات المتحدة من الأخطار الإرهابية لا تبدأ من الأراضي الأميركية وإنما من «منابع الإرهاب» في آسيا وأفريقيا. وركزت الخطة على تطوير قدرات الجيوش المحلية وتأهيل كوادرها لتستطيع أداء المهمة بنفسها وليس بحلول قوات أميركية محلها. ويأمل الأميركيون بأن تؤدي هذه الخطة إلى حرمان التنظيمات المرتبطة بـ»القاعدة» من العثور على ملاذ في الصحراء، خصوصاً في المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومات المركزية مثل شمال مالي. موقف أوروبا غير أن مراكز صنع القرار الأوروبية تشعر بضيق شديد من العلاقة الثنائية المتنامية الأميركية – الأفريقية وترى فيها إزاحة «عسكرية» لنفوذها من القارة. وهي تتهم الأميركيين في أكثر من مناسبة بكونهم يُضخمون خطر «القاعدة» لتبرير تدخلهم في أفريقيا. ويعزون هذا الاهتمام المُستجد باستقرار القارة وأمنها إلى المصالح الاقتصادية المتنامية للولايات المتحدة فيها، وبخاصة حماية إمداداتها النفطية الآتية من أفريقيا. ويشيرون في هذا السياق إلى أن 25 في المئة من مصادر الطاقة ستأتيها من القارة الأفريقية في غضون الإثنتي عشرة سنة المقبلة، أي ضعف النسبة الحالية، اضافة الى إمكانات فتح المجال لوصول منتجاتها إلى الأسواق الأفريقية الذي ظلت تقليديا حكراً على الأوروبيين والصينيين. ويذكر الخبراء الأوروبيون أن نيجيريا تضم احتياطات نفط وغاز تُقدر بـ31 بليون برميل، وفي ليبيا احتياطات بـ40 بليون برميل، والجزائر بـ12 بيلون برميل والتشاد 1 بليون برميل، والسنغال بـ 700 مليون، والسودان بـ 563 مليون برميل، والنيجر وتونس وموريتانيا بـ300 مليون برميل لكل منها. ومن المهم الإشارة إلى أن 87 في المئة من المبادلات التجارية الأميركية – الأفريقية متكونة من النفط ومشتقاته، مع الإشارة إلى أن الواجهة الأطلسية لأفريقيا تجعل نقل النفط والغاز أقل كلفة وأبعد خطراً عن النزاعات التي تهز الشرق الأوسط. والواضح أن النفوذ العسكري المتزايد للولايات المتحدة في شمال أفريقيا يؤدي الى تصعيد مشاعر العداء لها وزيادة الاحتقان بين الحكام والشعوب، والذي تستثمره الجماعات المتشددة لتبرير وجودها وكسب الأنصار، وبذلك يتحول الترياق إلى أحد مصادر تفاقم المرض وتعكير صحة المريض. (*) صحافي من أسرة «الحياة» (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جوان 2008)  


أهم مائة مثقف في العالم
 
مالك التريكي أجرت الشهرية الفكرية البريطانية بروسبكت مع الشهرية الأمريكية المتخصصة في الشؤون الدولية فورن بولسي هذا الشهر استفتاء سألتا فيه قراءهما اختيار أفضل مثقف عام في العالم من قائمة مقترحة تتضمن أسماء مائة مثقف. وكانت المفاجأة أن الذي فاز بالمرتبة الأولي هو المفكر الإسلامي التركي فتح الله غولن (الذي اعترف رئيس تحرير بروسبكت أنه لم يكن سمع به من قبل). وإذا كانت هذه النتيجة صعبة التصديق بادئ الأمر، فإن دلالتها لا تتضح بحق إلا بالرجوع إلي نتيجة الاستفتاء السابق. ولهذا فإننا نري، استكمالا للصورة، أن نتطرق اليوم لتراتُبية الوضع الفكري كما كان قائما من قبل، علي أن نتناول نتائج الاستفتاء الجديد بالتعليق في المقال المقبل إن شاء الله. إذ كانت المجلتان قد نظمتا قبل أقل من ثلاثة أعوام استفتاء مماثلا فاز بالمرتبة الأولي فيه عالم اللسانيات والمفكر السياسي الأمريكي المعروف نعوم تشومسكي، بينما حصل عالم السيميائيات والروائي الإيطالي أومبرتو إيكو علي المرتبة الثانية. وقد كانت هذه النتيجة منطقية بالنسبة للبعض بالنظر إلي انطباق مفهوم المثقف العام انطباقا نموذجيا علي تشومسكي باعتباره، حسب التعريف الشهير، الشخص الذي يكسبه التميز المشهود له به في مجال معرفي أو إبداعي محدد شرعية إعلان مواقف سياسية أو أخلاقية تهم الشأن العام. وربما يصح القول إنه ليس هناك بين مشاهير المثقفين من هو أكثر من تشومسكي مثابرة وأثبتُ منه منهجية في فضح الطبيعة الإرهابية للنظام الإمبريالي الأمريكي وفي توثيق جرائمه. كما أنه لا يكاد يوجد خلاف علي أن أومبرتو إيكو، الذي يقدم وجها آخر للمثقف، قد حقق إشعاعا عالميا يعزي حصرا إلي تفرده المشهود في المجالين المعرفي والإبداعي. وإذا كان من المفهوم أن تشمل المراتب العشرون الأولي في استفتاء 2005 أسماء المؤلف المسرحي التشيكي (ورئيس الدولة السابق) فاتسلاف هافل، والفيلسوف الألماني يورغن هابرماس، وعالم الاقتصاد التنموي الهندي أمارتيا سن، والمفكر الإيراني عبد الكريم سروش، والمؤرخ البريطاني أريك هوبسباوم. إذا كان هذا من المفهوم، فإن الغريب أن المراتب الأولي في ذلك الاستفتاء قد شملت اسم نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق السيئ الذكر بول وولفويتز الذي كان له الدور الأكبر في التخطيط طيلة سنوات لاحتلال العراق ونهبه قبل أن ينتقل بهذه الدوافع الخيرية ذاتها إلي رئاسة البنك الدولي، حيث كانت له صولات معروفة! كما أن من الغريب أنها شملت اسم معلق نيويورك تايمز توماس فريدمان. وتقديرنا أن السبب هو الاعتقاد الشائع بأن لديه نفوذا بحكم قربه من دوائر صنع القرار. وهذا الاعتقاد هو الذي حدا بالقيادة السعودية أن تكرم وفادته قبل ستة أعوام وتفاتحه، دون غيره من البشر، في خطتها للسلام مع إسرائيل التي أقرت بعد ذلك في مؤتمر بيروت. أما الأعجب، بالنسبة لنا، فهو أن المرتبة الثالثة (مباشرة بعد تشومسكي وإيكو) قد كانت من نصيب عالم الأحياء البريطاني ريتشارد دوكنز الذي تخصص في الترويج العلمي للإلحاد! علي أن العجب ينتفي إذا علمنا أن دوكنز من ألمع النجوم في بريطانيا، وأن أكثر كتبه جحودا للحق الرباني وأوغلها بعدا في الضلال العلمي قد ظل طويلا علي قائمة أعلي المبيعات! أما المرتبة الخامسة فقد كانت من نصيب كريستوفر هيتشنز، وهو أحد أشهر مثقفي اليسار البريطانيين الذين ارتدوا إلي اليمين السياسي فأصبحوا يتغنون بـ الشجاعة الأخلاقية لجورج بوش وتوني بلير ويؤيدون غزو العراق وأفغانستان والحرب علي الإرهاب. وإذا كان دوكنز يجتهد ويجاهد ضد الحقيقة الإلهية اجتهادا وجهادا علميين ، فإن هيتشنز يجتهد ويجاهد بحماسة الإيديولوجيين وجهالتهم (مثلما يتضح كلما جمعته البرامج الحوارية في الراديو أو التلفزيون مع شخصيات أبصَرَ منه بالفارق بين الحق والهوي سواء في الدين أم السياسة). ولهذا كان عنوان أحدث كتبه عنوانا فجا وسمجا، حيث أن رغبته في الاستفزاز قد دفعته إلي استخدام إحدي أشهر العبارات الإسلامية التي تمجد الله سبحانه وتفرده بالوحدانية والتعظيم، ولكن مسبوقة بـ ليس !!! وهذا، كما تري، ضرب من السفه ليس من العسير علي كثير من تلامذة التعليم الابتدائي الترفع عنه. ولكن رغم كل هذا العناء فإن المذكور لم يحصل في الاستفتاء الجديد إلا علي المرتبة السابعة والعشرين. ولعل من أوضح الأدلة علي خيبة مسعاه ومسعي جميع مثقفي الإلحاد أن المفاجأة في استفتاء هذا العام لم تقتصر علي فوز فتح الله غولن بالمرتبة الأولي. بل إن المراتب العشر الأولي قد كانت جميعها، دون استثناء، من نصيب مثقفين مسلمين!
(*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جوان 2008)

 

الاتحاد من أجل المتوسط يقسّم العرب
باريس – حكيم بن رابح  لم تعد تفصلنا سوى أيام عن إطلاق مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. حفل الانطلاقة الرسمية سيكون عشية احتفال فرنسا بعيدها الوطني في الرابع عشر من الشهر المقبل وسيشهد حضور العديد من رؤساء الدول والحكومات ومن بينهم الرئيس السوري «بشار الأسد». موعد باريس يطرح العديد من التساؤلات وأهمها هو ماذا سيجني العرب أو الدول العربية التي قبلت الدخول في اتفاق كهذا؟، ولماذا يركز ساركوزي على هذا المشروع؟، وما هي أهدافه؟، وهل يعد ذلك استراتيجية لإعادة فرنسا إلى الساحة الأوروبية خصوصا والدولية عموما؟. أسئلة ينقسم بشأنها الملاحظون سواء في الدول العربية أو الأوروبية، فألمانيا التي تتلقى دائما الخطوات الفرنسية بحذر طلبت تفسيرات وحصلت على ضمانات بخصوص المشروع واضطر ساركوزي لتقديم تنازلات إرضاء لها وضمانا لنجاح مشروعه لأنه يعلم جيدا وزنها في الاتحاد الأوروبي، كذلك عبرت بعض البلدان العربية عن تخوفها من المشروع وبدت مترددة في قبول الفكرة، فيما رفضت بلدان أخرى صراحة المشاركة فيه مثلما فعل الزعيم الليبي «معمر القذافي» الذي رأى أن المشروع ما هو إلا محاولة فقط لاستغلال دول جنوب المتوسط، وبأنه طُعم وإهانة لهذه الدول متكهنا بكونه مشروعا خاسرا لن يكتب له النجاح وسيكون مصيره مثل مسار برشلونة. الزعيم الليبي لم يغيّر موقفه رغم أن ساركوزي أرسل مبعوثه الخاص «كلود غيان» في محاولة لإقناعه. هذا العزوف عن قبول المشروع مباشرة والترحيب به مرده دون شك إلى عدم وضوح المشروع أولا، وإلى تخوف العديد من الدول مما قد يحدثه من انقسام وسط انقسامات عربية حالية وما قد يفرضه من التزامات قد تؤثر على مصالحهم المستقبلية وتعاملهم مع بعض القضايا المصيرية والتي من بينها القضية الفلسطينية خاصة وأن إسرائيل ستكون من بين الدول المشاركة في المشروع. المتتبعون للملف رصدوا العديد من القضايا التي دفعت ببعض البلدان إلى معارضة المشروع أو على الأقل لم تعره أي اهتمام. من بين الأسباب التي أدت إلى هذا الرفض نذكر التخوف من تحول هذا الاتحاد إلى فضاء للتطبيع مع إسرائيل وهو ما عبّرت عنه الجزائر صراحة وجعلها تتردد في قبول دعوة الرئيس الفرنسي، وهو ما يعني أن الاتحاد من أجل المتوسط سيفرض واقعا جديدا ويرهن فرص تحقيق السلام المتوفرة في إطار دولي ويضعف بالتالي الجانب العربي الذي سيصبح منقسما بين قرارات دولية وأخرى إقليمية. النقطة الثانية التي أشار إليها العديد من الملاحظين هي أن هدف ساركوزي الحقيقي من وراء هذا المشروع هو العودة بفرنسا لتزعم أوروبا واستعادة موقعها على الساحة الدولية، وبالتالي فإن ما يثار حول الأهداف الجهوية والإقليمية ما هو إلا من أجل حشد الدعم والمساندة، وبالتالي فإن مصالح الدول العربية المشاركة لن تكون مضمونة بالضرورة أو على الأقل فلن تستفيد الكثير من وراء المشروع، أضف إلى ذلك أن فرنسا ومن ورائها أوروبا باتت تعاني من مشاكل كبيرة تريد أن تقتسم جزءا منها مع دول الضفة الجنوبية، وأهم هذه المشاكل مسألة الهجرة غير الشرعية التي أصبحت تقض مضجع الدول الأوروبية، هذه الأخيرة التي تحاول جاهدة إيجاد مخرج موحد للأزمة وتنادي بسياسة مشتركة في هذا المجال، والجميع يعلم أن ساركوزي خبير بهذه الشؤون وهو الذي أعلن الحرب على المهاجرين غير الشرعيين في فرنسا ويواصل سياسته بعد انتخابه رئيسا من خلال استحداثه لوزارة للهجرة والهوية الوطنية. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 28 جوان 2008)

جرأة بالإعلام الليبي والتنظيمات الجامعية علي مناقشة نظم الحكم
طرابلس ـ رويترز: تخلي الزعيم الليبي معمر القذافي عن صلاحية أخري من سلطات الدولة وسمح للمرة الأولي بجدل عام حذر بشأن كيفية إدارة البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) وهو يعيد بناء نفسه بعد تعرضه لاعوام من العقوبات الغربية. وفي نظام يجرم المعارضة ويحظر الأحزاب السياسية لم يطرح سوي الاقتصاد فقط للنقاش العام خلال السنوات القليلة الماضية. وعملية التغيير السياسي في البلد الذي يبلغ تعداد سكانه ستة ملايين نسمة غير مطروحة علي الإطلاق علي جدول الأعمال ولا أحد يشك في أن مفاتيح السلطة الخفية لا تزال في قبضة القذافي الذي قارب الوصول إلي 40 عاما في السلطة. ولكن في مكاتب انيقة بضاحية للطبقة الوسطي في طرابلس يكتب الصحافيون الذين يعملون في صحيفة جديدة أسسها ابن القذافي عن قضايا متصلة بالسياسة بشكل مباشر مثل التسامح وحرية التعبير والحكم الرشيد. وتري عائشة الطوارجي، وهي مدرسة بجامعة طرابلس، جرأة جديدة في الكثير من الصحف وبينها صحيفة اأوياب التي أسسها سيف الإسلام ابن القذافي. وتقول الطوارجي التي تكتب أيضا في صحيفة اأوياب ان الصحافة تكتب تقارير مكثفة عن قضايا اجتماعية تتراوح بين الفساد والمخدرات والجهل الثقافي ونقص وسائل الترفيه للشبان إلي الإساءة التي يتعرض لها الأطفال والعنف في السجون. وصدور صحيفة اأوياب هو حلقة في سلسلة من الإجراءات الإصلاحية اتخذت في العام الأخير أثارت اهتمام الليبيين الذين طالما اعتقدوا أن الاقتصاد هو المجال الوحيد المتاح للإصلاح. وفي نيسان/ابريل أفرجت ليبيا عن 90 متشددا إسلاميا لهم صلة بتنظيم القاعدة وعلي مدي العام المنصرم سمحت بعودة العديد من المعارضين الليبيين من المنفي في أوروبا والولايات المتحدة. وإلي جانب ذلك نشأت جمعيات لمناقشة نظم الحكم في الجامعات حضر بعضها معارضون إسلاميون وعلمانيون سابقون كانوا يوصفون من قبل بأنهم اكلاب ضالةب أو اهراطقةب. وسمحت الدولة لنشطاء مدافعين عن حقوق الانسان بأن يؤسسوا منظمات تحمل أسماء مثل مركز الديمقراطية وجمعية العدل الأمر الذي كان مستحيلا نظرا للفكر الرسمي القائم علي أن نظام الجماهيرية لا يقترف أخطاء. والإعلام هو أكثر علامات التغيير وضوحا. فعلي مدي أعوام لم يسمح سوي لرجلين فقط بالحديث علنا عن التداعيات السياسية وراء انفتاح ليبيا علي العالم الخارجي بعد أعوام من العقوبات الغربية هما القذافي وابنه سيف الإسلام. لكن آخرين بات بمقدورهم الانضمام للنقاش وإن كان بحذر. وقال رئيس تحرير صحيفة اأوياب محمود البوسيفي إن تجربة الصحيفة هي جزء من رؤية أوسع للإصلاح في ليبيا. وقال البوسيفي من مكتبه المزود بأحدث أجهزة الكمبيوتر ان عمل الصحيفة مختلف عن وسائل الإعلام الحكومية التي تنحاز للدولة ولا تستطيع أن تحل أوجه قصور الدولة وإخفاقاتها. وأضاف البوسيفي وهو كاتب بارز ان اأوياب ولدت لتوسيع رقعة حرية الصحافة والرأي ومكافحة الفساد المنتشر في ليبيا. وتصدر صحيفة أويا إلي جانب صحيفة أخري وقناة تلفزيونية ومحطة إذاعية عن شركة الغد التي يرعاها سيف الإسلام. وتتناول الصحيفة عددا من القضايا مثل الفساد وسوء الإدارة والعنف في السجون والتجاوزات التي يتعرض لها الصبية العمال وغيرها من المشاكل الاجتماعية. وقال أمين الشريف وهو صحافي آخر بـاأوياب إن عددا من مدراء الشركات والهيئات الحكومية فصلوا والبعض الآخر رهن التحقيق بسبب تقارير اأوياب. وقال ان أيدي المسؤولين التي كانت تستخدم لقمع الحريات حيدت الان. لكن ليس الكل سعيدا. وتقول أسماء بن سعيد وهي صحافية مخضرمة انضمت لـاأويا: ان الصحيفة تعتبر بالكاد منبرا للاستقلال. وتقول ان رموز الصحافة القديمة انضمت لـاأوياب ولا يوجد فرق بينها وبين صحف ليبية أخري باستثناء أن مرتبات الصحافيين أعلي في اأوياب بنسبة أكثر من 80 في المئة. ويقول اسماعيل بوعايشي، وهو صحافي مستقل، ان انفتاح الصحافة متواضع للغاية ولا توجد ضمانات لاستمراره. ويضيف ان الوضع ليس واضحا بعد والرؤية ليست واضحة بعد لا بالنسبة للإعلام ولا الاقتصاد أو السياسة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جوان 2008)


Home – Accueil الرئيسية

 

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.