السبت، 28 أكتوبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2350 du 28.10.2006

 archives : www.tunisnews.net


 

المؤتمر من أجل الجمهورية: منصف المرزوقي تحت إقامة جبرية فعلية الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت: بــــــيــــــان الهيئة العالمية لنصرة الاسلام في تونس: بيان حول قضية الحجاب  لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس: حقيقة الحرب على الحجاب في تونس عبد الحميد الصغير: بلاغ إسلام أون لاين: منصف المرزوقي تحت الحصار في تونس الوسط التونسية: أنباء عن تدهور صحة الرئيس بن علي وعن استعداد لتعيين نائب له كلمة: أضواء على الأنباء أمّ زياد: ما وراء الحجاب أحاديث صاحب الحمار: حتى يتوب هؤلاء طلبة تونس: أخبار الجامعة العدد 5 علي شرطاني: ما معنى التستر بالدين ولماذا ؟ عماد حبيب: حقوق الانسان المسلم – التخلف أوّلا محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة إلى معالي وزير الشؤون الدينية بتونس تتضمن مقترحات عملية حول السلوك و الانحراف الاخلاقي و العنف اللفظي عبدالحميد العدّاسي: رأي حول أحداث لندن فيصل البعطوط: « الجزيرة » تتسبب بمزيد من « الصداع » لقطر محمد حسين فضل الله: مسألة الحجاب الاسلامي بين الشرع والقانون محمد صلاح الدين: تونس الوسطية والاعتدال


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


المؤتمر من أجل الجمهورية

بلاغ : منصف المرزوقي تحت إقامة جبرية فعلية

 

 
يتعرض الدكتور منصف المرزوقي منذ عودته إلى تونس قبل أسبوع إلى مراقبة بوليسية كثيفة ودائمة بدأت خفية نسبيا وهادئة وتحولت منذ صباح الخميس إلى عنيفة ومتوترة، حيث تضاعف عدد الأعوان المرابطين أمام بيته (بمدينة سوسة) والمرافقين له في تحركاته، وصاروا أكثر إلتصاقا به وأكثر إستفزازا. وقد كلف بعضهم بالسير بجانبه وسبه طول الوقت بأقذع أنواع السب (يا صهيوني، يا عميل، يا خائن، يا عميل لقطر …)، كما كلف آخرون بمنع أي شخص من الاقتراب منه أثناء تجوله في شوارع سوسة ومنع أي سيارة أجرة يوقفها من حمله مما أثار إستغراب وإستهجان المارة. ورغم المحاصرة التامة لبيته، لم يتوقف الدكتور المرزوقي عن إستقبال عدد من الضيوف تحدوا الحصار ولم يبالوا بتهديدات أعوان البوليس السياسي وتحرشاتهم. وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى الزيارة المهمة التي أداها إليه البارحة القيادي التاريخي لحركة النهضة السيد حمادي الجبالي و التي كانت مناسبة لتبادل الآراء حول حالة الإنسداد السياسي بالبلاد وحول متطلبات المرحلة وإمكانيات العمل المشترك بين مختلف القوى الوطنية. كما لا تفوتنا الإشارة إلى شجاعة عدد من المناضلين الذين أصروا على إقتحام الحواجز وتعرضوا للتعنيف وتمكنوا في آخر المطاف من الدخول إلى دار الدكتور مثل المناضل إبراهيم بن حميدة. ونحن إذ نندد بهذه الممارسات المخزية اللائقة بعصابات المجرمين، فإننا نعتبرها تنزيلا لقرار من أعلى المستويات بوضع الدكتور منصف المرزوقي تحت إقامة جبرية فعلية وبمحاصرته سياسيا وإجتماعيا والتنكيل به لدفعه لمغادرة البلاد وللتخلي عن مشروع المقاومة الوطنية الذي يسعى لتنزيله في أرض الواقع ولإقناع التونسيين به. ولن تزيد هذه الهستيريا البوليسية الدكتور منصف المرزوقي والمناضلين من حوله إلا  إصرارا على النضال وإقتناعا بخيار المقاومة المدنية السلمية كسبيل وحيد لفرض الحرية والديموقراطية في بلادنا. شكري الحمروني و عماد الدائمي المؤتمر من أجل الجمهورية  

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف : 71340860 الفاكس:71354984 28/10/2006
بلاغ
* علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السيد حاتم زروق المقيم حاليا بسجن المرناقية و الذي يقضي عقابا بستة أعوام دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم 24/10/2006 تضامنا مع زوجته السيدة سهام النجار و ابنه شعيب زروق اللذين وقع الاعتداء عليهما بالعنف الشديد من قبل أعوان البوليس السياسي إثر خروجهما من منزل السجين السياسي الأستاذ محمد عبو عند غروب شمس يوم الثلاثاء 24/10/2006 . علما بأن زوجته التي كانت ملازمة للفراش من جراء الأضرار التي أصابتها بكامل بدنها و خاصة بظهرها نتيجة للعنف اضطرت لزيارة زوجها السجين و هو ما تسبب لها في مضاعفات أجبرتها على ملازمة الفراش من جديد. كما علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن منزل السيدة سهام النجار محاصر الآن مساء السبت 28/10/2006 بأعداد غفيرة من البوليس السياسي مانعين الدخول و الخروج منه. * وقعت محاصرة منزل السجين السياسي السابق و رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الدكتور منصف المرزوقي الكائن بالقنطاوي ولاية سوسة من طرف عدد كبير من أعوان البوليس السياسي   و ذلك لمنعه من استقبال الزوار من بينهم السجين السياسي السابق السيد حمادي الجبالي الذي يعيش بدوره تحت وطأة المراقبة الإدارية. كما علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن الدكتور المرزوقي يطالب : –       بحقه في عقد الاجتماعات –       الاتصال بالجماهير –       برفع الحصار عليه و يعتبر نفسه تحت الإقامة الجبرية نتيجة للمضايقات التي يتعرض لها. * أعلمنا السيد أحمد الغزواني أن ابنه السجين السياسي السيد غيث الغزواني تعرض لعملية استفزاز من طرف ناظر الغرفة (سجين حق عام يدعى محرز) فاستنجد بالحراسة تجنبا لرد الفعل فقام الملازم كمال و العون لطفي القارصي بتعنيفه و اقتياده قبل موعد الافطار الى السجن الانفرادي (الزنزانة) لمعاقبته و ذلك بنزع جميع أدباشه و تفتيشه تنكيلا به و قد قضى مدة 9 أيام بالسجن الانفرادي ظلما و بدون موجب. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت
Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme – Section de Bizerte  75  شارع فرحات حشاد 7001 بنزرت ـ الهاتف  72435440  ٭                     بنزرت في 27 أكتوبر 2006   بــــــيــــــان
منعت قوات البوليس مساء اليوم هيئة فرع بنزرت ومناضليه من عقد ندوة حول  « الديمقراطية  والحياة الجمعياتية في تونس » و قد تزامن ذلك مع منع وفد من السفارة الأمريكية بتونس  تتقدمه مستشارة الشؤون السياسية  من دخول الفرع لعقد اجتماع مع أعضاء هيئة الفرع . و  قد سبق أن منعت قوات الأمن نفس الوفد من الاجتماع بأعضاء هي\ة الفرع يوم 5 أكتوبر الجاري . و قد قرر أعضاء الوفد الزيارة مرة ثانية بعد أن تلقوا تطمينات من جهات مسؤولة بأنهم بإمكانهم  زيارة هيئة فرع  بنزرت لان منعهم المرة الأولى كان تصرفا فرديا.   و قد عاين المناضلون و الجيران  و أعضاء الوفد  كيف تم تطويق الحي وجميع المنافذ  المؤدية  إلى مقر الفرع ، مما جعل المنطقة في حالة حصار أشبه بحالات الحرب المعلنة. و و اضافة الى ذلك صعد بعض أعوان البوليس إلى إلى أسطح المباني المجاورة لتصوير المنخرطين و المارين بالطريق و هي عادة دأبوا على استعمالها في السنوات الأخيرة. . و قد أدخلت تلك الممارسات حالة من الرعب و الهلع في صفوف الجيران و المارة ، و أصحاب السيارات الذين تعرضوا إلى مراقبة لصيقة كان هدفها ملاحقة منخرطي الفرع و منعهم من الاقتراب من المقر بسياراتهم و إنزال بعضهم من سيارات الأجرة.   و لم يكتف أعوان البوليس و كوادره بالمحاصرة و المنع بل تجاوزوا ذلك إلى الاعتداء، فقد اعتدى الضابط لطفي التليلي مسؤول الإرشاد بإقليم امن بنزرت على الأخ حمدة  مزغيش عضو هيئة الفرع مما تسبب له في خدوش بوجهه و  في كسر نظاراته. و ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها هذا الضابط على مناضلي حقوق الإنسان بالجهة فقد سبق له الاعتداء على الأخ لطفي حجي نائب رئيس الفرع، و الأخ البشير الجميلي المناضل بالفرع و عضو جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي.   و أمام دهشة و استغراب الوفد الأمريكي من منعهم للمرة الثانية على التوالي اقترح مدير امن اقليم بنزرت الذي كان يدير العملية ، على رئيسة الوفد زيارة رئيس الفرع في منزله ، إلا أن رئيس الوفد رفض هذا المقترح و اعتبره مهينا و تعديا على كرامة الإنسان التونسي و على حقوقه الأساسية. و ابرز رئيس الفرع الى وفد السفارة أن المقصود من هذه الإجراءات الاستبدادية هو القضاء على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لأنها مستقلة عن السلطة استقلالا كاملا تسعى للنشاط حسب دستور البلاد و المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ولا تقبل أن تخون الأمانة وتصبح عميلة  مهما كانت الضغوطات و أساليب الانتقام التي تسلطها عليه السلطة.   إن هيئة فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تأكد مرة أخرى للرأي العام بأنها  :   –          تتمسك  بحقها في النشاط  نظرا لغياب أي مانع قانوني من ذلك مثلما حاول مدير إقليم الأمن اياهم الوفد الأمريكي بذلك. –          تعبر عن تمسكها باستقلالية الرابطة مثلما يقتضيه قانون البلاد  وفقا للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان . –         تهلن أنها لن تتخلى عن جهودها الرامية لأجل إطلاق سراح المساجين السياسيين والذين يقبعون في زنزانات الموت البطيء .   عن هيئة الفرع الرئيس علي بن سالم  


 بســــــم الله الرحمان الرحيم    الهيئـــة العالمية لنصرة الاسلام في تونـــــس 

بيان حول قضية الحجــــــاب

تتعرض المرأة التونسية منذ أسابيع طويلة إلى جولة جديدة قاسية من جولات العدوان على حقها الشرعي وحريتها الشخصية في لباسها الاسلامي من لدن سلطة السابع من نوفمبر.
وبهذه المناسبة فإن الهيئة ترى من واجبها التأكيد على المسائل التالية فيما يتعلق بقضية الحجاب :
1 ــ الحرب على الحجاب في تونس هي جزء لا يتجزأ من  الحرب ضد الحريات الشخصية  للناس إناثا وذكرانا ومعلوم أن ذلك يتنافى مع الدستور التونسي الذي ينص في أول بنوده على أن الدولة عربية إسلامية. كما يتنافى مع كل المواثيق الدولية التي أمضت عليها تونس.
2 ــ الحرب على الحجاب في تونس هي جزء لا يتجزأ من  الحرب ضد الاسلام في أظهر شعائره المعلومة من الدين بالضرورة إذ لم يختلف علماء تونس ولا غيرهم قديما وحديثا على أن ذلك واجب شرعي مؤيد بصريح القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية فضلا عن إجماع المسلمين جيلا بعد جيل على مدى أربعة عشر قرنا كاملة.
3 ــ تندرج تلك الحرب ضمن مناخ داخلي يتميز بصعود صحوة تدين واسعة أعلنت فشل خطة تجفيف منابع التدين التي تفرضها الدولة بقوة الحديد والنار على مدى عقدين كاملين فيما عرف بسنوات الجمر الكالحة . كما تندرج تلك الحرب ضمن التستر من لدن الحكومة على فشل خياراتها وتفاقم أزماتها سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا. 4 ــ تميزت تلك الحملة بحمى هستيرية بدأت بمطاردة الدمية  » فلة  » ومصادرتها من الاسواق  لمجرد أن تلك الدمية تزدان بلباس ساتر ثم أشفعت بإعلان حالة الطوارئ القصوى في البلاد بسبب تنامي الاقبال على الحجاب فتوزعت وفود الحزب الحاكم على سائر أنحاء البلاد متوعدة بالثبور ولسان مقالها يردد مع فرعون  » إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون ». الشعراء 54 ـ 55 ـ 56 .
5 ــ تذرعت السلطة في حربها ضد الحجاب بدعوى الطائفية وهي ذريعة أوهى من بيت العنكبوت بسبب أن شكل الحجاب المرتدى في تونس هو ذاته السائد في سائر أرجاء الارض شرقا وغربا على إمتداد عقود طويلة . أما التعلل بإستيراد الدخيل من اللباس فهو مردود عليها بسبب أن الرئيس السابق هو نفسه من قام بنزع اللباس التقليدي التونسي في شوارع البلاد من  رؤوس النساء وبمثل ذلك فعل الحكام الجدد لما إحتمت الطالبات باللباس التقليدي التونسي ـ رغم إندثاره ـ للسماح لهن بمواصلة الدراسة فقوبلن بالرفض مجددا بل تعرضت كثيرات منهن إلى التعنيف البدني فضلا عن الاهانات اللفظية الموغلة في البذاءة.
6 ــ السلطة هي أسرع  من يتنكر للباس التقليدي التونسي للنساء والرجال سواء بسواء بسبب تنكرها لعادات الناس وتقاليدهم وثقافتهم ودينهم وذلك من خلال تشجيعها على كل مظاهر التغريب والتبعية في الانماط المعيشية والمسالك الحياتية للناس تفرضها مكرا بالليل والنهار. لم تدخر تلك السلطة جهدا في الحرب ضد كل ما يشد التونسيين إلى هويّتهم  بذريعة مقاومة التخلف والانحطاط واللحاق بركب الامم المتقدمة. فأنى لها اليوم أن تتذرع في حربها ضد الحجاب بالخروج عن التقليد التونسي ؟
7 ــ ورغم ذلك فإن كثيرا من الطالبات والعاملات في مختلف المجالات إرتدين غطاء الرأس التونسي التقليدي المعروف بــ  » الفولارة أو التقريطة  » لمواجهة تلك الحملة توفيقا بين الواجب الشرعي وحالة الضرورة القاهرة ولكن جوبهن بالطرد. ( أبرز مثال موثق على ذلك : الشابة هاجر الشاوي التي رفعت قضية عدلية عبر محاميها الاستاذ عبد الوهاب المعطر ).
8 ــ  تؤكد الادلة الدامغة على شمولية الحرب ضد الاسلام والحريات معا ومنها على سبيل الذكر لا الحصر : عزل عدد من الائمة بسبب إقبال الناس عليهم في شهر رمضان ( عبد الرحمان العرباوي مثلا من جهة بن عروس ) ـ تداعيات تدنيس المصحف الشريف قبل شهور قليلة حيث بقي الجناة أحرارا متنفذين ـ طرد حارس مرمى النادي الرياضي الصفاقسي من المباراة بسبب صيامه لشهر رمضان ورفضه الاذعان للضغوط بالافطار عمدا ـ الخ …
 
وفي الاخير فإن الهيئة  :

1 ــ تحيي صمود المرأة التونسية وتشبثها بدينها وإصرارها على التمتع بحقها وحريتها رغم نكاية الجرح كما تثبت الهيئة كل نساء تونس في محنتهن العصيبة وتدعوهن إلى مزيد من الصبر والثبات وتبشرهن بقرب إنبلاج فجرجديد . وإن غدا لناظره قريب.
2 ــ تحيي صمود الشعب التونسي الذي وقف إلى جانب بناته ونسائه في مواجهة آلة الحرب الحكومية وذلك هو المأمول من  شعب إستبسل بإباء وإعتزاز على مدى عقود طويلة أمام محاولات مسخ هويته وتغريب ثقافته وسلب حريته.
3 ــ تحيي كل من وقف إلى جانب المرأة التونسية في محنتها ونخص بالذكر الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وكلّ الشخصيّات الوطنيّة و المنظمّات الحقوقيّة. وآخرين كثر من مشارق الارض ومغاربها يضيق عن ذكرهم المجال.
4 -ـ  تعتبر عدوان حكام تونس على اللباس الشرعي ومطاردة النساء التونسيات وحرمانهن بسببه من حقوقهن الطبيعية والشرعية والدستورية، جريمة من جرائم التمييز ضدّ المرأة. كما تحمّل  حكّام تونس مسؤولية ما قد ينجرّ عن هذه الفتنة من تداعيات خطيرة على كيان المجتمع التونسي. وليعلموا أن في اعتدائهم على الأعراض لعبا بالنار!. إذ أن استمرار سياسة التمييز بين الأهالي بسبب اللباس أو المظهر أو الهيئة أو التوجّه الفكري أو الانتماء السياسي ونحوه، أمر غير مأمون العواقب.
5 ــ تدعو علماء تونس إلى الاصداع بكلمة الحق في هذه القضية الشرعية تبرئة للذمة وإنتصارا للاسلام وللمرأة المظلومة في بلاد الزيتونة . كما تدعو الهيئة سائر علماء المسلمين ومؤسساتهم إلى الاهتمام بالحالة التونسية حيث يعتدى على الاسلام.
6 ــ تحمل الحكومة مسؤوليتها كاملة أمام الله سبحانه وأمام الشعب والامة وتدعوها إلى التخلي عن محاربة الاسلام الذي فشلت في محو عقيدته رغم محاولات قديمة متجددة تكر بالصبح والعشي.
7 ــ تبتهل إلى الله سبحانه أن يبرم لشعب تونس أمر رشد وخير يعز فيه الاسلام  وتستعيد فيها الزيتونة دورها الريادي عربيا ودوليا.
قال تعالى  » قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن إتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين » سورة يوسف 108 .
والســــــــــــــــــــلام . عن الهيئة العالمية لنصرة الاسلام في تونس. الشيخ محمد الهادي مصطفى الزمزمي .
 ألمانيا في 27 أكتوبر 2006 الموافق للرابع من شوال 1427 هجرية.


بسم الله الرحمان الرحيم  لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس

حقيقة الحرب على الحجاب في تونس

 
في تطوّر مفاجئ وغريب قامت السّلطات التّونسيّة بمناسبة افتتاح السّنة الدّراسيّة لهذا العام والتي تزامنت مع شهر رمضان المعظّم بحملة واسعة ضدّ المحجّبات طالت  المعاهد الثّانويّة والجامعات والمؤسّسات العامّة والخاصّة في أغلب المدن التّونسيّة . وقد صاحبت هذه الحملة اعتداءات بالضرب على المحجّبات وإرغامهنّ بالقوّة على الإمضاء على تعهّدات تنصّ على نزع الحجاب وعدم العودة إليه ، الأمر الذي يمثّل لونا من العقاب الجماعي على شريحة كبيرة من المجتمع التّونسي ويتناقض مع كلّ الأعراف والقوانين والمواثيق الدّوليّة والمبادئ الإنسانيّة بما في ذلك الدّستور التّونسي نفسه الذي ينصّ بدوره على احترام الحرّيات الشّخصيّة للأفراد.

إنّ هذه الحملة الظّالمة والتي تصاعدت وتيرتها مع بداية شهر الصيّام لتصيب المراقبين للشّأن التّونسي بالدهشة والإستغراب حيال سياسات النّظام الذي جعل من نفسه وصيّا على المجتمع التّونسي لفرض خياراته العلمانيّة بقوّة الحديد والنّار مما أسقط كلّ دعاوي الإصلاح والدمقرطة وحقوق الإنسان التي ما فتئ النّظام يروّج لها في كلّ المنابرالإعلاميّة المحليّة والمحافل الدّوليّة . ولئن أحدثت هذه الحملة ردود فعل غاضبة وعمليّات استنكار وإدانة من بعض الشّخصيات الوطنيّة والمنظّمات الحقوقيّة  في تونس وعلماء الأمّة ـ كان أبرزهم الشّيخ يوسف القرضاوي ـ أمام اتساع دائرة العمل الإجرامي الآثم للسّلطة في اعتداءاتها المتواصلة على شعائرالدين الإسلامي فإنّنا ننتظركذلك وقفة شجاعة من شعبنا التّونسي المسلم للتّصدي لهذه الهجمة البربريّة دفاعا عن مقدّسات الأمّة وهويّتها وأصالتها الإسلاميّة .

ومهما حاولت السّلطة افتعال الأكاذيب والدّعاوي الواهيّة وتجنيد مسؤوليها الرّسميّين لتشويه الصّحوة ونعتها مرّة بالتّطرّف والإرهاب وأخرى بالرّجعيّة والتّخلف لتأليب الرأي العام  وجرّه للوقوف معها في هذه ا لمعركة فهي تعلم  قبل غيرها أنّها خاسرة منذ البداية باعتبار أنّ الأحداث والمشاهد تثبت في كلّ مرّة زيف دعاوي السّلطة وهشاشة موقفها .

ولعلّ ما تشهده السّاحة التّونسيّة اليوم من عودة الشّباب إلى المساجد وإقبال المرأة على ارتداء الحجاب  دليلا على عمق البعد الديني لدى المواطن التّونسي وفشل مشاريع التّغريب والعلمنة . ولئن أثارت هذه العودة المباركة للصحوة حفيظة اليسار الإنتهازي المتواجد في السّلطة والذي بدأ على ما يبدو يعدّ العدّة لمواجهة شاملة لكلّ مظاهر التديّن في تونس عبر خطط ممنهجة ومدروسة تتّضح ملامحها يوما بعد يوم للقضاء على الصحوة وتحطيم ما أعادت بناءه فإنّ ذلك لن يكون سهلا كما يتوهّم نظرا لما يمثّله الإسلاميّون من رصيد بشري مهم في الأمّة وقاعدة صلبة لا يمكن تجاوزها بأيّ حال من الأحوال . أمّا ما يتعلّق بتصريحات رئيس الدّولة  وبعض مسؤوليه  في بعض المنابر الإعلاميّة المحليّة والتجمّعات الحزبيّة والمسامرات اللّيليّة فإنّ ذلك يندرج ضمن خطّة مدروسة ومحكمة  للتّغطيّة على جملة الإنتهاكات والتّعدّيات التي تقترف في حقّ المواطن التّونسي والتّستّر على فشل كلّ الخيارات الأمنيّة وتفاقم الأزمة الدّاخليّة  . وبالرّغم من المحاولات المتكرّرة للسّلطة للرّبط في مجمل مداخلاتها بين مسألة الحجاب وتناقضه مع مفاهيم الحداثة والعصرنة وما حققته المرأة التّونسيّة من مكاسب منذ صدور مجلّة الأحوال الشّخصيّة سنة 1956 فإنّ تلك الدّعاوي لن تقنع الرأي العام العربي والإسلامي والدّولي لأنّها ببساطة سخيفة وواهيّة  وأنّ حقيقة ما يحدث يمثّل تنصّلا وخروجا عن الحضارة الإسلاميّة ودعوة للتّفسّخ والإنحلال واعتداءا على أبسط حقوق المرأة في اختيار الزيّ الذي تريده  ضمن أصول الأخلاق والقيّم الإسلاميّة . عن لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس   للمراسلة:    Hassiba_07@yahoo.fr   الهاتف :           00491735962959   


 

لجنة مساندة المحجبات في تونس سويسرا

بسم الله الرحمان الرحيم  

تفاعلا مع التطورات التي تشهدها تونس من متابعة للمحجبات واجبارهن على خلع الحجاب أو على لباس معين غير الذي اخترنه لأنفسهن، اقتناعا منا بأن الحجاب يدخل في حرية المعتقد و في الحريات الشخصية التي يكفلها الدستور التونسي والقانون الدولي، ونظرا لرفض السلطة التونسية التراجع عن خطابها وممارساتها المصادرة للحريات الشخصية،

ارتأينا تأسيس لجنة مساندة للمحجبات في تونس من أجل دعمهن في التشبث بحقهن في اختيار اللباس الذي يردنه ومن أجل فضح ممارسات النظام والضغط عليه بكل الوسائل السلمية لرده عن ظلمه لهذه الفئة من شعبه. وإننا سنعمل باذن الله على مزيد من حشد الرأي العام التونسي والإسلامي والعالمي حتى تتراجع السلطة عن تجاوزاتها للدستور التونسي الذي يكفل حرية اللباس والمعتقد لجميع أفراد الشعب التونسي. لجنة مساندة المحجبات في تونس سويسرا 28 أكتوبر 2006 e-mail : mousanada_hijab@yahoo.fr

 


بسم الله وحده بلاغ تونس 28 أكتوبر

اليوم السادس عشر للإضراب عن الطعام

إيمانا مني بان ما ضاع حق وراءه مطالب مبدأ ثابت من مبادئ الحياة أواصل أنا الطالب بالمرحلة الثالثة عبد الحميد الصغير إضرابي عن الطعام لليوم السادس عشر وكلي عزم على المضي قدما حتى تحقيق مطالبي واحمد الله العلي القدير على تماسكي ومعنوياتي المرتفعة ويأتي هذا الإضراب احتجاجا على محاكمة الاستعجالية بسبب دفاعي عن زميلات المحجبات التي وقع منعهن من الدخول إلى كلية العلوم بتونس يوم 11اكتوبر الجاري وللمطالبة بتسليمي جواز السفر الذي تقدمت طلبا في الحصول عليه منذ 27 افريل 2006 وإذ احيي كل الذين اتصلوا بي وعبروا لي عن تضامنهم –        أعلن عن تمسكي بحقي في  محاكمة عادلة –      ادعوا السلطة إلى التعجيل بتسليمي جواز السفر –     أؤكد على أن مطالبي مطالب مشروعة ومعتدلة –    ادعوا كل القوى السياسية وقوى مجتمع المدني إلى الوقوف إلى جانبي   

والسلام عبد الحميد الصغير للتعبير عن تضامنكم: مكان الاضراب: نهج سيدي سفيان وسط العاصمة , عمارة عدد: 25 الطابق الثالث شقة عدد 8 absghaier@yahoo.fr الهاتف : 0021697080718 عن انقطاع الخط…. الرجاء اعادة الاتصال

 

منصف المرزوقي تحت الحصار في تونس

تونس- محمد الحمروني – إسلام أون لاين.نت قال المعارض التونسي الدكتور منصف المرزوقي إنه وضع نفسه تحت حماية « الشعب التونسي وقواه الحية » إثر تعرضه للاعتداء والإهانة والحصار على يد من قال إنهم « مدفوعون » من قبل أجهزة الأمن. وفي تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت، قال المرزوقي الذي يرأس حزب « المؤتمر من أجل الجمهورية » المعارض، غير المعترف به: إن عشرات من « أعوان الأمن المدفوعين منه » فرضوا حصارا مشددا على منزله الأسبوع الماضي بعد أن تعرض للاعتداء بمدينة سوسة من طرف « عشرات الصعاليك وخرّيجي السجون المجنّدين والمحميين من قبل بعض أجهزة الأمن ». وأفاد المعارض التونسي، الذي عاد قبل ثمانية أيام من منفاه الاختياري بفرنسا، بأن « الاعتداءات شملت اتهامه بالخيانة والعمالة للدول الأجنبية، وبيع ضميره لدولة قطر، فضلا عن سبّه وسبّ أبيه والبصاق عليه أمام الناس، ومنعه من أن يستقل أي وسيلة نقل للعودة إلى منزله ». وشدد على أنه في مواجهة هذا التصعيد سيضع نفسه تحت حماية الشعب التونسي وقواه الحية. وأشار المرزوقي إلى أن « هذه الحوادث تدخل في إطار الهجوم الذي تشنه السلطة على كل القوى الحية والديمقراطية في البلاد، كما تندرج ضمن الحملة على الحقوق والحريات، ومنها الحملة على الحجاب وعلى قيادات العمل السياسي والمدني بما في ذلك قيادات التيار الإسلامي ». وخلص إلى أن « الهدف من مثل هذه الاستفزازات هو تفجير الأوضاع، ودفع الناس إلى استعمال العنف بما يبرر تسليط مزيد من القمع وعسكرة المجتمع ». وشدد المرزوقي على أنه عاد إلى تونس ليدافع عن شرفها واستقلالها الثاني، وأن أحدا لن يستطيع أن يثنيه عن تحقيق هذا الهدف.

مخاوف من نجاح المرزوقي

ويأتي استهداف المرزوقي في أعقاب تصريحات أدلى بها لقناة « الجزيرة » الفضائية، وحمل خلالها بشدّة على السلطات التونسية واتهمها بالديكتاتورية والفساد، ودعا الشعب التونسي وكوادره إلى التحرك لتغيير النظام التونسي بالطرق السلمية. وبناء على ذلك، فتحت السلطات التونسية ملاحقة قضائية ضد المرزوقي بتهم التحريض على العنف والعصيان. وفي السياق ذاته، أغلقت تونس الأسبوع الماضي سفارتها في قطر احتجاجا على ما اعتبرته « تجاوزا لدائرة حرية التعبير، وفتح المجال للتحريض على أعمال الشغب والنداء للفتنة بما يتناقض مع الأعراف والمواثيق الدولية وقواعد التعامل بين الدول » من جانب قطر. ويرى مراقبون أن السلطات التونسية تخشى من نجاح المرزوقي في تحريك الأجواء السياسية الراكدة بالبلاد، وجذب عدد كبير من المواطنين حوله، خاصة بعد نجاحه في قيادة تجمع شعبي كبير في مسقط رأسه « دوز » بالجنوب التونسي إثر عودته من فرنسا. شهر التصعيد وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي شهد شهر أكتوبر الجاري تشديد السلطات لقبضتها على مختلف أوجه الحياة السياسية بالبلاد، وتضييقها على عدد من الناشطين السياسيين والحقوقيين، وخاصة الإسلاميين منهم، بحسب مراقبين. ففي هذا الإطار منعت السلطات سعد الجوهري -الناشط الحقوقي والوجه السياسي البارز- في وقت سابق من أكتوبر من التنقل خارج تونس العاصمة، وفرضت عليه حصارا أمنيا مشددا؛ وهو ما اضطره إلى رفع قضية في هذا الصدد. وقال الجوهري في تصريحات لإسلام أون لاين.نت: إن هذا الإجراء يأتي استكمالا لسلسلة من « التعديات » التي يتعرض لها؛ مثل حرمانه من بطاقة الهوية، والاعتداء عليه بالضرب أمام قصر العدالة، مثلما حدث مؤخرا عندما كان يهمّ بحضور إحدى الجلسات ». وشدد الجوهري على أن ما يتخذ بحقه من إجراءات ليس له أي مبرر أو سند قانوني، وقال: « هذا التصرف الخارج على القانون يعبّر بوضوح عن درجة الفوضى التي أصبحنا نعيشها في (دولة القانون والمؤسسات)، على حد تعبير السلطة ». وفي تطور منفصل، اتهم المجلس الوطني للحريات مجموعة من أعوان البوليس السياسي بتنفيذ اعتداءات جسدية ضد عائلات سجناء سياسيين بالضرب المبرح، والجرّ على الأرض، ونقلهم بقسوة إلى مناطق أمنية. ووقع الحادث لدى مغادرة مجموعة من عائلات السجناء السياسيين، وأغلبهم من الإسلاميين، منزل السجين محمد عبّو بعد اعتصام دام يوما كاملا في 24 أكتوبر الجاري احتجاجا على حبس ذويهم، وللمطالبة بإطلاق سراحهم. والإسلاميين أيضا وامتدت الحملة لتشمل الإسلاميين كذلك؛ حيث منعت قوات الأمن على العريض القيادي بحركة النهضة الإسلامية التونسية المحظورة من حضور الاحتفال الذي أقامته قوى « الثامن عشر من أكتوبر » بمناسبة مرور عام على إضراب الجوع الذي خاضه سبعة من قادة الأحزاب والجمعيات الوطنية العام الماضي للمطالبة بالحقوق والحريات. وقامت سيارتان من الأمن باعتراض سبيل العريض ونقلته إلى أحد مخافر الأمن، وأُخبر على إثرها بأنه ممنوع من مغادرة المنزل والانضمام للاحتفال. وفي اليوم التالي، دعت سلطات الأمن العريض إلى أحد مقار وزارة الداخلية؛ حيث تم التحقيق معه لمدة خمس ساعات كاملة، وهي المرة الرابعة التي تتم فيها دعوة الناشط السياسي للتحقيق معه، والتنبيه عليه بعدم الإدلاء بتصريحات صحفية أو المشاركة في المظاهرات والأنشطة السياسية. واعتذر الأستاذ عبد الفتاح مورو -أحد أبرز القيادات التاريخية لحركة النهضة في تونس- عن الإدلاء بتصريحات لإسلام أون لاين.نت بسبب الضغوط « الرهيبة » المسلطة عليه كما قال. ويخشى المراقبون أن تكون هذه التصرفات مقدمة لسياسة أكثر تشددا وانغلاقا من طرف السلطة ومزيدا من عسكرة البلاد، وخاصة أن ردود فعلها أصبحت تتميز بكثير من الانفعال واعتماد سياسة القبضة الحديدية بدل سياسة الحوار مع الخصوم السياسيين، وحتى مع الشركاء الأوروبيين الذين رفعوا أصواتهم مؤخرا للاحتجاج على ممارسات الحكومة التونسية في مجال حقوق الإنسان.

 
(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 28 أكتوبر 2006)

أنباء عن تدهور صحة الرئيس بن علي وعن استعداد لتعيين نائب له

تونس-الوسط التونسية-هام للغاية:

 

أفادت مصادر صحية عربية رفضت الكشف عن هويتها بأن صحة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي شهدت تدهورا متسارعا في الفترة الأخيرة, وقد ذكرت هذه المصادر بأن الرئيس التونسي كان قد غادر البلاد سرا في الفترة الأخيرة من أجل تلقي علاج من مرض عضال قد أصاب وظائف حيوية في جسده.

 

هذا وقد ذكرت نفس المصادر بأن الرئيس التونسي بصدد التردد على احدى المصحات الأوربية المتخصصة في علاجات يعسر على المؤسسات الصحية التونسية توفيرها.

يذكر ان هذه المصادر التي رفضت الافصاح عن هويتها اكدت للوسط بأن الكشوفات الطبية أكدت تفشي المرض العضال في أجزاء أخرى من جسد رئيس الجمهورية التونسية.

 

يشار الى أن بعض المصادر الديبلوماسية الأجنبية كانت قد اشارت في فترات سابقة الى اصابة الرئيس زين العابدين بن علي بسرطان البروستاتا الذي يمكن معالجة أعراضه حال اكتشافه في مراحله الأولى.

 

من جهة ثانية بلغ الوسط التونسية من مصادر أخرى استعداد جهات حكومية وحزبية عليا بالبلاد التونسية لاستحداث منصب نائب رئيس الجمهورية وذلك بعد ادخال تعديلات على الدستور التونسي.

 

هذا وأشارت مصادر الوسط التونسية الى أن الجهات الرسمية بدأت تستعد لتولية هذه المهمة للسيد كمال مرجان وزير الدفاع الحالي.

وضمن نفس هذا السياق فان المصادر التي أصرت هي الأخرى على التكتم على هويتها السياسية أكدت للوسط اشراف السيد كمال مرجان على اجتماعات أمنية عليا بكبار ضباط وزارة الداخلية,قصد تهيئتهم لامكانية حدوث تغيير سياسي بارز بالبلاد.

نفس هذه المصادر توقعت تغييرا حكوميا بارزا من شأنه أن يحدث تعديلات هامة في التشكيلة الحكومية ومنصب رئيس الوزراء.

 

(المصدر: موقع الوسط التونسية بتاريخ 28 أكتوبر 2006)


 

أضواء على الأنباء

إضاءة أمّ زياد 26 اكتوبر 2006  خبر عاجل تقول مصادرنا- وهي جديرة بالثقة- إنّ الاستعدادات تجري حثيثة لطرح تعديل جديد « للدستور » على برلماننا التعددي وذلك قصد إحداث خطة نائب للرئيس يخلفه دستوريا في صورة الوفاة أو العجز عن مواصلة الحكم. وتضيف هذه المصادر أنّ السيد كمال مرجان وزير الدفاع الحالي هو من سيتولى خطة نائب الرئيس هذه وأنّ حكومة جديدة ستتشكل قريبا وسيرأسها وزير التجارة الحالي السيد منذر الزنايدي. كما تؤكد المصادر إشراف السيد كمال مرجان مؤخرا على اجتماع ضم عددا كبيرا من موظفي وزارة الداخلية بمختلف أصنافهم شرح لهم فيه التطورات العالمية الراهنة وما ستؤول إليه الأوضاع الاقتصادية وانعكاساتها على أوضاع البلاد ودور الجهاز الأمني في التحكم في التوترات الاجتماعية والشعبية. لا تعليق في الوقت الحاضر

علامَ يراهن جلاّد المحجّبات

إنّه يراهن على الصمت الشعبي وعجز المجتمع عن الدفاع عن نفسه والتضامن مع المظلومين منه. إنّه يراهن على تشتّت النخب واختلافاتها الإيديولوجية التي تتحوّل إلى عداء. إنّه يراهن على مساندة الدول الغربية له ما دام يسير في الاتجاه الذي يرضيها. نسجّل أوّلا وبارتياح أنّ بعض هذه الأوضاع تغيّرت إيجابيا، فالخلافات الإيديولوجية لم تدفع معارضي الحجاب في هذه المرة إلى الصمت على المظلمة أو التعبير عن التشفي في المحجبات والتحريض عليهنّ. ولكنّنا مازلنا بعيدا عن المطلوب، فبعض فلول اليسار المراهقة لم تتب بعد عن تطرفها اللائكي وما تزال تقدّم مطالبها على مطالب غيرها ومطالب المجتمع بصفة خاصة فتؤازر الظالم ضد المظلوم. وفي الشق المقابل ترتكب نفس الأخطاء فتحرّف القضيّة وتدفع خارج سياقها الأهمّ ويقع ردّ الفعل على هجمة السلطة على المحجبات بعبارات وتصوّرات تسيء إلى المحجبات وتدفع إلى انحلال حزام التضامن من حولهنّ، فمن يتكلم عن الهجمة على « عفيفات تونس » يحصر العفّة في لباس معيّن ويفقد المحجبات مساندة أخواتهنّ من العفيفات بلا حجاب. ومن يقول إنّ الحجاب « رمز لهويتنا » يخطئ على طول الخط وعرضه أيضا ويصبّ الماء في طاحونة النظام الذي يتبجح بالأصالة التونسية. أمّا من يسمّي انتشار الحجاب « صحوة » دينيّة فلك شأنه، ولكنّنا نفضّل أن تطلق كلمة « صحوة » على استفاقة المجتمع رجالا ونساء على حقوقه المدنية والسياسية والاقتصادية وانخراطه في النضال من أجلها.

ماذا لو ؟

خطر لي في الأيّام الأخيرة وأمام الهجمة الشرسة على المحجبات أن أقترح تحرّكا نسائيّا جماعيّا لمناصرة بناتنا وأخواتنا، وذلك بارتدائنا جميعا الحجاب وإعلاننا عن ذلك ليوم واحد. ولكنّي سرعان ما عدلت عن هذا الاقتراح. ليس خوفا من أن تلفّق لي تهمة « حث السكان على خرق قوانين البلاد » وإنما لاعتقادي شبه المؤكّد بأنّ المتطرّفات اللائكيات لن يقبلن ارتداء الحجاب ولو ليوم واحد. كما أنّ أنصار الحجاب من المتطرفين لن يرضوا بارتداء الحجاب ليوم فقط.

النظام يلعب بالنار

إنّ الحملة التي تشنّ على المحجبات وفضلا عن جور منطلقاتها وتعسف وسائلها تهدّد بعواقب وخيمة لا قبل لتونس بها وتتجاوز ردود الأفعال التونسية والإسلامية إلى إيقاظ شيطان الإرهاب وجعله يوجّه سهامه إلى تونس الآمنة والتي كانت كذلك دوما. لا يستبعد أن يطلع الظواهري على الشاشات ذات يوم ليعلن أنّ تونس صارت دار حرب في نظر القاعدة وبصفة رسمية. ولا يستبعد أن تظهر هنا وهناك في وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية رسائل تهديد صادرة عن شباب تونس ملأه الحقد وأعجزه ردّ الفعل المعلن والسلمي فجنح إلى استعمال العنف. لا أدري ما إذا كان النظام يقدّر حجم لعبه بالنار هذا والأخطار التي تهدد المجتمع جراء هذا اللعب… أو ربّما كان النظام يسعى إلى هذه الفوضى ليحكم قبضته أكثر وليعلن حالة الطوارئ بصفة رسمية بعد أن كانت بصفة غير رسمية. يجب أن لا ننسى أنّ هذا النظام هو الابن المباشر لتفجيرات المنستير وسوسة وباب سويقة. المقاومة أعلنت وزارة الخارجية في بيان لها بثّته يوم الأربعاء 25 أكتوبر 2006 أنّها قرّرت قطع علاقاتها الديبلوماسية مع دولة قطر وغلق سفارتها بالدوحة. وبيّنت أنّ سبب ذلك هو ما تُقدم عليه قناة الجزيرة ومقرّها الدوحة من استهداف لتونس تجاوز حرية التعبير إلى الحث على الفوضى والعنف. سبب هذا القرار هو بلا شكّ ما صرح به الدكتور منصف المرزوقي في أحد برامج « الجزيرة » من أنّ الوضع التونسي لم يعد قابلا لا للحوار ولا للانصلاح ولم يعد يجدي معه إلاّ « المقاومة السلمية » للاستبداد.

إنّ قرار النظام هذا يدلّ على مدى حساسيته من كلّ صوت ينادي بحلّ جذري لمعضلة الاستبداد في تونس. وبعيدا عن هذا القرار نلاحظ أنّ السلطة في تونس لا تركّز ملاحقتها للمعارضين إلاّ على الشخصيات والمنظمات التي ترفع شعار المقاومة تصريحا أو بصفة ضمنية، مثل المجلس الوطني للحريات الذي يرفع شعار « نمارس حقوقنا ولا نطالب بها » وجمعية مقاومة التعذيب والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ونقابة الصحفيين التونسيين وجمعية قدماء المقاومين والهيأة الشرعية لجمعية القضاة التي تصرّ على محاولة ممارسة نشاطها المشروع رغم عدم اعتراف السلطة بها. وهذه هي المقاومة السلميّة. إنّ حساسية السلطة لهذا النهج في التعامل معها لأكبر دليل على أنّ هذا النهج هو الصواب والخطوة الحقيقية نحو تحرير البلاد من الاستبداد، وما سواه مناورات لا تزعج السلطة إلاّ قليلا.

الغريب أنّ نفس الحساسية (تقريبا) التي يواجه بها النظام المقاومة السلمية موجودة عند المعارضين « المعتدلين » أنفسهم. فهم ينظرون إلى زملائهم على أنّهم « منفلتين » وفوضويين وبذلك يقوّون شوكة النظام إن لم نقل يؤلّبونه على زملائهم. لهذا صرخ أنصار المقاومة حتى بحّت أصواتهم ليوضّحوا أنّ المقصود بالمقاومة ليس حمل السلاح ولا إلقاء الزجاجات الحارقة على مراكز الشرطة ولا حتى التظاهر في الطريق العام المستحيل أصلا. وإنّما المقصود بها هو رفض الانصياع للتعليمات والأوامر الخرقاء والامتناع عن تزكية الفساد أي وبصفة مجملة التعبير عن مواقف مواطنية كلما استدعى الأمر ذلك… ولكن لا من مجيب.  

(المصدر: مجلة كلمة الالكترونية، العدد 46 لشهر أكتوبر 2006)


ما وراء الحجاب

أمّ زياد 26 اكتوبر 2006  ماذا دهى النظام التونسي حتى يشنّ على الحجاب هذه الحملة الشعواء وفي شهر الصيام حيث تتأجج المشاعر الدينية عند التقي والعاصي والمصلي والسكّير ؟ وهل فقد النظام التونسي القدرة على التمييز حتى يتوهم أنّ الحجج التي يقدمها للإقناع بوجاهة هذه الحملة يمكن أن يأخذها مأخذ الجد أغبياء الناس فضلا عن عقلائهم ؟ بل ما الغاية من هذه الحملة على نساء وبنات لا يشكّلن أيّ خطر على البلاد ومن يحكمها ؟

كلاّ أيّها السادة والسيدات وخاصة منكم السياسيّون والسياسيّات، ليس في الأمر ما يدعو إلى التساؤل عن أسباب وغايات استهداف الحجاب كحجاب فالمسألة أعمق من أن تختزل في جهل بعواقب صدم مشاعر الناس وفي مجانية القيام بهذه الحملة الخرقاء على نساء لا حول ولا قوة لهنّ. إنّ النظام يدافع عن بقائه ويمهّد لحدث مصيري يتجاوز التفقه في الدين والدفاع عن الأصالة وفرض الحداثة بالقوة كما تصوّر بعض المحلّلين متناسين أنّ هذا النظام أبعد ما يكون عن جوهر الحداثة وأكثر أنظمة الحكم جهلا بمفرداتها وهي الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. لنذكر في البدء بأنّ النظام القائم في تونس لا يقيم أي وزن للرأي العام ولا يخشى ردة فعل تذكر من مجتمع ماتت فيه مشاعر الغضب وشلّت منه الإرادة. ولنذكر بعد ذلك بأنّ المنطق والمعقول لم يكونا يوما من مشاغل هذا النظام بحيث يزعجه أن يبدو في نظر الملاحظين بعيدا عن المنطق والمعقول مجافيا لهما. ويبقى بعد هذا السؤال الثالث وهو الوحيد الذي ينبغي طرحه : ما هي الغاية من الحملة على المحجبات ؟

لنجيب عن هذا السؤال ينبغي أن نستحضر الوضع الجديد الذي صارت فيه البلاد بعد عشريتين من الحكم الجائر : مشاكل بالجملة وتململ يظهر ويختفي ولكنّه موجود وسيتواصل طالما تواصلت أسبابه. أمّا النظام الذي حكم البلاد بالتخويف وإحكام القبضة البوليسية وبالدعاية الرنانة فقد اهترأت صورته واهتزّت وسقطت أقنعة دعايته بفعل الزمن وبفعل نضالات مجموعات صغيرة قاومت الخوف وأصرّت على تعرية النظام وكشف حقيقته في الخارج وفي الداخل كلّما تسنّى لها ذلك. يضاف إلى هذه المعطيات معطى آخر تردد في الأوّل كإشاعة ثم صار أقرب إلى الخبر في ضوء مؤشرات مثل سنّ قانون يضمن « حقوق » رئيس الدولة وأسرته في حال التقاعد أو العجز عن مواصلة الحكم. ومثل ما نلاحظه في هذه الأيّام من إرادة تعجيل السلطة بطيّ ملفات اتحاد الشغل والرابطة قبل موفّى السنة الحالية ودخول السنة الجديدة.

لقد اهتزّت سطوة النظام فصار بحاجة إلى الترميم وهو إلى ذلك مقدم على فرض واقع جديد يحتاج إلى تحييد البلاد وضمان استسلامها. وفي الحالين يحتاج النظام إلى تحصين وتحيين الأداة الوحيدة التي لا يقدر على الحكم بدونها، أي إشاعة مناخ الخوف في المجتمع لضمان صمته. في هذه الصورة تبدو الحملة على المحجبات مجرد حلقة من السلاسل الجديدة التي يراد بها تكبيل المجتمع. والتي رأينا حلقاتها الأولى منذ قمة مجتمع المعلومات ممثلة في زيادة التضييق على نشطاء السياسة وحقوق الإنسان في العودة إلى المحاكمات وفي الحملات الإعلامية إلخ… ولنعترف بأنّ الحملة على المحجبات تتميز على سائر مظاهر القمع الأخرى باتساع نطاقها وبكونها مرتبطة أو بالأحرى أصرّ النظام على ربطها بمقاومة الغول الإسلامي التي بنى عليها النظام وجوده. وجعل منها أنموذجا  رادعا لكلّ من تحدّثه نفسه بمطاولة السلطة… بن علي يريد العودة إلى مناخ سنة 1991 وبما أنّه لم يجد ما يصفّي ومن يحاكم فقد التجأ إلى المحجبات.

ارتداء الحجاب حق لا يقبل المفاصلة، والاعتداء على المحجبات فعل منكر يجب شجبه وإدانة من يقوم به… ومع ذلك تظلّ اليقظة مطلوبة ولا ينبغي أن تكون الحملة على المحجبات الشجرة التي تغطّي الغابة… إنّ المطلوب هو فتح العينين على ما وراء قضيّة الحجاب… على المصير الجديد الذي يدبّر لنا جميعا ونحن غافلين عنه منصرفين إلى جزئيات المشكل دون صلبه.

أعتقد أنّ المحجبات لسن ضحايا تحتجن إلى مساندتنا بقدر ما هنّ مثالا يحسن بنا أن نقتدي به : إنّ إصرارهنّ على ممارسة الحق في ارتداء لباس يعرفن أنّ الحكم البوليسي يجرّمه لضرب من الرفض من الرفض التلقائي للأوامر والقوانين السالبة للحريات ومن ثم فهو نوع من العصيان والمقاومة السلمية للاستبداد. وليت هذا النفس يكون لشعبنا فيما يتعلّق بحرياته وحقوقه المدنية كما هو فيه فيما يتعلّق بممارسة حقوقه الدينية. إنّ معركة الحجاب واحدة من معارك شريحة من المجتمع ضد سلطة تريد أن تسلبه جميع حقوقه وحرياته. ولهذا فيجب ألاّ ينسينا خوضها أمّ المعارك في تونس وهي معركة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

(المصدر: مجلة كلمة الالكترونية، العدد 46 لشهر أكتوبر 2006)


حتى يتوب هؤلاء

أحاديث صاحب الحمار 26 اكتوبر 2006 جاءنا رمضان كعادته تسبقه الخيرات والمسرّات والدعوات والصلوات. فقلت في نفسي إنّها لفرصة حقا كي أخفف من الذنوب وأتوب. فقررت أن أتوجّه إلى المكتبة لأشتري دفترا وقلما كي أسجّل فيه الذنوب ثم أرتّبها على سلّم الأولويات كي أجهد نفسي في الدعاء. تقرفصت أمام الكوخ وشمّرت عن ساعدي الجدّ وعصرت الفكر واستعذت وبسملت ثم كتبت. – الذنب الأوّل: لقد سرقت يوما وأنا جائع تفاحا من حقل جارنا. – الذنب الثاني: وعدت تلك البدوية بالزواج ثم نكثت وعدي فلعلّها تألّمت. – الذنب الثالث: لقد كنت كثير الضرب لابن الأتان. – الذنب الرابع: شهدت بالزور كي أنقذ والدي من السجن. وفي الهزيع الأخير من الليل وبعد أن أسرجت سراجي ومددت بساطي ورفعت يداي إلى السماء واجتهدت في تفجير الدموع، عنّ لي أن أعاود مناقشة الذنوب ففيها بعض من الغبن والله أعلم. – أمّا الذنب الأوّل، فإنّني قلت سرقت يوما وليس كل يوم. وثانيا وأنا جائع وليس شبعانا. وثالثا تفاحا وليس خيرات شعب يموت أطفاله جوعا في اليوم ألف مرة. قرّرت ألاّ أتوب عن هذا الذنب حتى يتوب هؤلاء، ولن يتوبوا. – أمّا الذنب الثاني، فإنّني ما أخلفت ذلك الوعد إلاّ لإيماني بعدم مقدرتي على الوفاء بوعدي. ولكن ما بالكم بالذين يعدون موقنين بعدم الوفاء. ألم يعدونا بالحرية وما وفوا، وبالرخاء وما وفوا، وبالمحافظة على دمائنا فباعوا الأوطان برصيد هنا أو هناك. قررت ألاّ أتوب عن هذا الذنب حتى يتوب هؤلاء، ولن يتوبوا. – أمّا الذنب الثالث، فكنت كثير الضرب لابن الأتان أيّام الصبا فقط. وقد أقلعت عن فعلتي تلك وأحببته، واسألوه إن جانبت الصدق. أمّا هؤلاء فيضربون أحرارنا لا حميرنا قبل الرشد وبعده. يضربوننا إن نحن دافعنا عن حقنا في الماء وفي الهواء وفي الحرية والرقص والغناء. قرّرت ألاّ أتوب عن هذا الذنب حتى يتوب هؤلاء، ولن يتوبوا. – أمّا الذنب الرابع، فقد شهدت بالزور لأنقذ ربّ عائلة والعائل الوحيد لهم. وما كنت لأفعل والله لولا الحاجة. أمّا هؤلاء فقد شهدوا بالزور لتدكّ أرض العروبة كلّها بالقنابل. قالوا بحثا عن أسلحة الدمار الشامل وما وجدوا إلاّ خردة وعن الجرثومي والبيولوجي. ولمّا سقطت بغداد لم يعتذروا، وأنا اعتذرت. قررت ألاّ أتوب عن هذا الذنب حتى يتوب هؤلاء، ولن يتوبوا. مزّقت الورقة ورميت بها خارج الكوخ ورفعت يداي إلى السماء: » يا ربّ اقبل منّي تأخير توبتي حتى يتوب هؤلاء، ولن يتوبوا.

 

(المصدر: مجلة كلمة الالكترونية، العدد 46 لشهر أكتوبر 2006)

 


 

عـاجـــــل

 

لازالت الطالبة سهير العيساوي أصيلة ولاية قفصة و التي تدرس في السنة الأولى رياضيات وإعلامية بكلية العلوم بصفاقس، لازالت مفقودة منذ ثلاثة أيام مع العلم أنها فقدت ما بين المبيت الجامعي التي تقطن فيه و الكلية التي تدرس بها و التي لا تبعد عن المبيت سوى 300م مع العلم أن هذه الطالبة محجبة.

و قد جاء اختفاءها في مرحلة صعبة تمر بها الطالبات المحجبات بسبب الحملة التي تشنها السلطات التونسية عليهن و ما تبعها من الأمر بنزع الحجاب و المنع عن متابعة الدروس بالإضافة إلى الاعتقال و الاعتداء بالعنف في بعض الأحيان.

 

(المصدر: موقع « طلبة تونس » بتاريخ 28 أكتوبر 2006)    

الرابط: WWW.TUNISIE-TALABA.NET

 

أخبار الجامعة العدد 5

 

 

تهنئة

 

بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك يتقدم فريق طلبة تونس بأحر التهاني إلى جميع الطلبة وكافة أفراد الشعب التونسي والأمّة العربية والإسلامية.

ونرجو من الله عزّ وجلّ أن يتقبّل صيام الجميع وأن يعيد هذا العيد بالخير والبركات والانتصارات المتجددة للأمّة العربية والإسلامية.

كما اتصل بنا العشرات من قراء الموقع لتهنأتنا بالعيد و نحن إذ نشكرهم و نتمنى لهم عيدا سعيدا وعمرا مديدا.

 حصاد الأرقام

ارتفع عدد الطلبة في جامعة قابس خلال السنة الجامعية الحالية 2006-2007 إلى أكثر من 23 ألف طالب وتبلغ نسبة الفتيات فيها 63 % (النسبة الوطنية من الطالبات 60 % ) وتضم الجامعة 12 مؤسسة جامعية موزعة على كل من قابس ومدنين.

ومن المعلوم أنّ قابس أصبحت رابع مدينة جامعية من حيث عدد الطلبة بعد تونس وصفاقس وسوسة حيث ارتفع عددهم خلال السنة الحالية إلى قرابة 20 ألف طالب.

 

الله أكبر

 

يتقدم موقع طلبة تونس بأحرّ التعازي إلى عائلة طالبة المرحلة الثالثة المرسمة في اختصاص biochimie بنابل والتي وافاها الأجل المحتوم إثر حادث أليم جدّ قرب مغازة Géant خلال الأسبوع الفارط.

وصورة الحادث أنّ أربع طالبات ومنهنّ الفقيدة عليها رحمة الله توجّهن على متن سيارة خاصة للتسوق في المغازة الكبرى المذكورة. وحدث أن حصل عطل في السيارة فاستنجدن بشاحنة التصليح السريع ووقفن في انتظارها على قارعة الطريق. ولكن شاءة الأقدار أن تمرّ شاحنة ثقيلة فقد سائقها السيطرة على المقود وانزلقت باتجاههنّ فحصل اصطدام عنيف وتم نقل الطالبات الأربع إلى المستشفى. وقد أصيبت ثلاثة منهنّ بأضرار متفاوتة الخطورة في حين احتفظ بالرابعة في العناية المركّزة. لكنّها لفظت أنفاسها صبيحة يوم الإثنين 16 أكتوبر بعد أربعة أيّام قضّتها تحت المراقبة الطبية.

رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فراديس جنّاته. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ونتمنّى لزميلاتها الثلاث الشفاء العاجل والعودة إلى مقاعد الدراسة في أقرب وقت.

 

السجين هشام السعدي يتماثل للشفاء

علمنا أنّ الطالب هشام السعدي السجين الموقوف بتهمة نية الالتحاق بالمقاومة في فلسطين أو في العراق والذي كان قد وقع أرضا من نافذة الطابق الأوّل بمحكمة تونس الابتدائية بعد أن وثب إلى الخارج من مكتب قاضي التحقيق يوم 10 أكتوبر الماضي، يتماثل إلى الشفاء من الكسور التي أصيب بها ومعنوياته مرتفعة جدّا وهو يرقد في مستشفى شارل نيكول.

 

 تضامن دولي

أعلنت منظمة التجديد الطلابي المغربية في بيان لها عن تضامنها التام مع جميع طالبات وتلميذات الجامعات والمدارس التونسية، إزاء ما يتعرضن له من معاملات سيئة ، ومن اعتداء مستمر على خصوصياتهم وحرياتهم الشخصية.

واعتبرت التجديد الطلابي ممارسات الدولة التونسية اتجاه المحجبات اعتداء فظيعا على الحريات الدينية، وامتهانا للخصوصيات الحضارية وثوابت الأمة العربية والإسلامية، وطالب المصدر ذاته الإدارة الجامعية والمدرسية بتونس الكف عن الممارسات المتعصبة، والكف عن أدلجة وعسكرة الحياة التعليمية.

ومنظمة التجديد الطلابي هي تنظيم شبابي قريب من حزب العدالة والتنمية المغربي. وكانت صحيفة التجديد التي يصدرها هذا الحزب قد خصصت في بداية شهر جوان الماضي ملفا كاملا عن « محنة المحجبات في تونس ».

 

الشيخ القرضاوي يحث العلماء على التدخل

قال الشيخ يوسف القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة الذي بثته قناة الجزيرة يوم 15 أكتوبر  إنّه يجب على علماء المسلمين في أنحاء العالم أن ينكروا ما يحدث غي تونس فهو لا يجوز بحال من الأحوال وقال أن يصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً فهذا أشد ما يكون فتنة وخروجاً على شرع الله فأن ننهى المسلمة التي تحتشم وتريد أن تنفذ أمر ربها في بلاد الإسلام فهذا ما ينكر.

وقال الشيخ القرضاوي:  » آية الحجاب آية قرآنية ثابتة محكمة لم يعترها نسخ ولا أي شيء بإجماع الأمة طوال القرون الماضية {ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} {ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} هكذا جاء في سورة النور وجاء في سورة الأحزاب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وبَنَاتِكَ ونِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ} فلا يجوز في بلد مسلم أن تُنهى المسلمة عن لبس الحجاب أقل ما يطلب من الدولة المسلمة التي تعترف بأن الإسلام دينها أقل ما يُطلب منها أن تترك النساء حرائر يخترن ما يشاؤون واحدة تختار الميني جيب وواحدة تختار الميكرو جيب وواحدة تختار الحجاب وواحدة تختار النقاب هذا راجع إلى الحرية الشخصية ما دمنا نعطي حرية المرأة تلبس ما تشاء قصيرا طويلا تلبس موضة تلبس.. ما أحد يتدخل فيها لماذا نتدخل في أمر المتدينة؟ »

 

(المصدر: موقع « طلبة تونس » بتاريخ 28 أكتوبر 2006)    

الرابط: WWW.TUNISIE-TALABA.NET

 


ما معنى التستر بالدين ولماذا ؟

إن أول ما يتبادر إلى الذهن حين تقرع مسامعنا عبارة التستر بالدين، هو لبس وارتداء عباءة الدين للظهور بمظهر الوقار والورع والتقوى تسترا للإتيان من الأقوال والأفعال والممارسات ما هو مخالف للدين نفسه، أو مخالف لما تواضع عليه الناس واتفقوا عليه  مما أصبح عرفا أو قانونا، وليتحقق له بذلك ما لا يمكن أن يتحقق له إلا بالظهور بذلك المظهر الخادع. أليس المتستر بالدين هو ذلك الذي لا علاقة له بالدين أصلا وهو في الحقيقة معاديا له أو مخالفا له تفكيرا وممارسة اقتناعا أو امتناعا أو اصطناعا مع إبداء الإصرار على انتمائه له وتمسكه به. فهل يمكن أن يكون المسلم الحق ذلك الذي لم يحدث نفسه يوما بالإنضباط  للإسلام عقيدة وشريعة فضلا على عدم دعوته الآخرين إلى ذلك، بل يتعداه إلى المخالفة الصريحة المتعمدة، والإستهتار بكل ما هو مقدس عملا وقولا. وهذه هي المفارقة العجيبة التي تضعنا أمامها الأنظمة الطاغوتية وشراذم السحرة من العلمانيين والتقليديين الدائرين في فلكها. فهم إنما يعتبرون أنفسهم محترفي سياسة وأساطنة فكر. وأن هذه الساحات يجب أن تظل حكرا عليهم. وليس لأحد ممن يخالفهم الرأي والتصور والتفكير خارج الإطار العلماني والتقليدي أن يقتحمها عليهم وأن يكون شريكا لهم فيها، أو تصلح له أو يصلح لها. ولا مكان في اعتبارهم فيها لمن خالف فهمه للدين والسياسة خاصة فهمهم لهما. فلا وجود لمعنى للحرية عندهم ولاوجود لمعنى للديمقراطية التي ليس التشدق بها عندهم حديثا، بل هو قديم قدم خروج الأوطان سواء في المنطقة العربية أو في العالم الإسلامي من الهيمنة الإمبريالية الإستعمارية الغربية، وقد أكسبوا مصطلحات الدين والسياسة والديمقراطية والحرية معاني خاصة بعيدا حتى على ما هي معروفة به في الأدب والفكر والثقافة الغربية فضلا على ما يجب أن تكون عليه في الفكر والثقافة الاسلاميتين يقول أحمد القديدي مدير تحرير جريدة العمل لسان حال الحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم في تونس « … إن الديمقراطية ليست تسيبا أو تحريرا لعقد الحقد والشر وإنما انضباط تلقائي واحترام للدولة والقانون وإقرار للأخوة والوئام بين البشر »(1)
ولئن كان هذا المقال صحيحا فإن ذلك لا يعني أن الديمقراطية هي الإقصاء والإستئصال والإنفراد بالرأي واحتكار السلطة ومصادرة حقوق الآخرين في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم ووجودهم السياسي المستقل. إن أقل ما تعنيه الديمقراطية في معاجم الفقه السياسي هو القبول بالآخر حين يكون في خلاف مع الآخر سواء كان في السلطة أو خارجها. والمستقرئ للتاريخ يجد أن هؤلاء ليس لهم أي استعداد للقبول بالغير ممن يخالفهم الرأي. وقد سارعوا بالقضاء حتى على الذين كان الإستعمار قابلا بهم. فقد كانت القوى السياسية والتيارات الفكرية المختلفة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي عامة، متمتعة في ظله بما لم تسمح لهم به الأنظمة السياسية المباشرة للسلطة بعد مغادرة الإحتلال الغربي للبلدان التي كانت له عليها هيمنة كاملة عقودا من الزمن بالتمتع به، من بعض هوامش الحرية الفكرية والسياسية. فعن أي ديمقراطية يتحدث وكلاء الإستعمار هؤلاء والورثاء غير الشرعيين له من الحكام؟
 وأي معنى لدين عندهم حتى يعتبرون أنفسهم هم الممثلين الحقيقيين والحامين له، ولا يعدو غيرهم إلا أن يكون مجرد متسترا به ليتحقق له من الأغراض والأهداف ما ليس ممكنا أن يتحقق له بدون ذلك ؟
إن كل الذي حذقته الأنظمة العلمانية في المنطقة العربية خاصة والعالم الإسلامي عامة، هو ازدواجية الخطاب الذي تريد أن تضرب به طائرين بحجر واحد:
1-مخاطبة الوجدان العربي الإسلامي: بإرسال الخطاب باتجاه العروبة والإسلام نفاقا وخداعا للرأي العام بمخاطبته بما يرضيه وبما لا يرى له أثرا في حياته. 2 –  ولكسب ثقة القوى الغربية بما يجعلها تطمئن على مصالحها مما يجعلها تمثل دعما غير مشروط، وسندا قويا يعمل باستمرار وبدن تردد على تثبيتها والمحافظة عليها ومن غير أن يكون ذلك مانعا لها  من اتهام الإسلاميين بما اعتبرته عيبا حين أصبح الوقت مناسبا للدعاية المغرضة والكذب والإفتراء، وحين أرادت أن تشكك في الخطاب  الإسلامي في تأكيده على ضرورة إقامة مناخ ديمقراطي. وقبول الإسلاميين في كثير من الأقطار باللعبة الديمقراطية. وأن يكونوا أحد الأطراف المديرة للصراع الفكري والثقافي والسياسي فيها والمنخرطة في عملية الإصلاح الإجتماعي والمعالجات اللازمة للمشكلات الإجتماعية الحقيقية. وقد انطلقت في ذلك من طبيعة خطابها، منكرة ذلك على نفسها أو مجيزة له  ومحرمة له على غيرها ككثير مما زاد على ذلك من الأساليب والأفكار والمعاني، معتبرة أن التيارات الإسلامية تبدي استعدادها للقبول مؤقتا بما لا تستطيع وبما لا يمكن لها القبول به لاحقا، فتستفيد من المناخ الديمقراطي حتى إذا صلب عودها وأصبحت القوة المنظمة للساحة السياسية تنكرت للديمقراطية وسارعت إلى إلغائها. وليس ذلك في الحقيقة إلا تعلة لا يراد منها إلا أن تكون مبررا كافيا عندها لقطع الطريق على التيارات الإسلامية ومنعها من التنظيم وممارسة نشاطها في إطار القانون، ولإضفاء الشرعية على انتهاج الحل الأمني ضدها. وإلا فكيف يعقل أن تمثل التنظيمات الإسلامية أو حتى غير الإسلامية خطرا على ديمقراطية غير موجودة أصلا، ولا يمكن لهذه الأنظمة بحكم طبيعتها الإستبدادية أن تسمح بوجودها إلا اضطرارا؟
 فعن أي حرية فكرية أو ديمقراطية يتحدث هؤلاء في الوقت الذي لا يقبل فيه القوى العلمانية بعضها ببعض، على ما بينها في الغالب من التباين البسيط؟  فكيف يمكنها الحديث عن ديمقراطية يخاف الحكام والنخبة الداعمة لهم عليها من الذين يختلفون معهم جذريا في الرأي وفي المنهج؟
فإذا كانت ازدواجية الخطاب عند الإسلاميين حسب ما يدعيه العلمانيون تفيد من بين ما يزعمون أنها تفيده إظهار القبول بالديمقراطية وهم لا يؤمنون بها، وانتهاج أسلوب الخطاب الاسلامي أي « الديني » وهو غير مقصود لذاته وإنما لتحقيق مكاسب سياسية « ،كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ». فإن هذه الإزداوجية نفسها متبعة عند العلمانيين عموما، سواء من كان منهم في السلطة أو من كان خارجها، أو كان داعما للسلطة أو معارضا لها. وهي عندهم استراتيجية صادق لهم عليها أساتذتهم من المبشرين والمستشرقين والإستعماريين والصهاينة. وهم مقتنعون بأن ذلك ليس أكثر من ذر للرماد في العيون للإستخفاف بالشعوب الإسلامية ولاستمداد الشرعية منها، وهي تعلم أنهم غير صادقين في ذلك. وليس ذلك بحسب زعم الإسلاميين أو تحاملهم عليهم ولكنها قناعة مؤكدة عندهم وأسلوبا متبعا عن علم وتخطيط، مستفيدين من جهل الشعوب بالمعاني الحقيقية للدين والديمقراطية والحرية والعدالة وغيرها وغير ذلك من المعاني والمفاهيم واقضايا. وهم في الحقيقة إنما يسيئون بذلك للدين أكثر بكثير مما يحسنون له. فهم أعداء حقيقيون للحرية أكثر مما هم أحرار. وهم أبعد ما يكونوا عن الديمقراطية التي يدعون الإيمان بها وينصبون أنفسهم مدافعين عنها وحامين لها، مع عدم إيمان منهم بها وعدم وجود لها،
وحسبنا أن نتحدث في هذه الإزداوجية خصوصا عن الدين والديمقراطية والسياسة والحرية التي هي الإطار الذي يجب أن تتنزل فيه كل هذه المفاهيم والآليات والمناشط . إن الخطاب الرسمي المستمد من الأسس النظرية الغربية التي نجح المبشرون والمستشرقون والصهاينة  ولصيبيون في تلقينها إبان المرحلة الإستعمارية وما بعدها لمن كانوا فاضي الوطاب من أبناء هذه الأمة من كل ما يجعلهم يتمتعون بالحصانة الكافية من عقيدة صلبة وثقافة عربية إسلامية تجعل منهم طاقات قادرة على استيعاب كل ما وجدوا من علوم الغرب ومعارفه وثقافته إلى استيعابه سبيلا دون أن يقع استيعابهم واجتثاثهم من هويتهم وليقع تحويلهم بعد ذلك إلى معاول هدم للأوطان والشعوب والأمة، كان يتجه منذ البداية كما وقعت الإشارة إلى ذلك سابقا إلى الضرب على وتر المقومات الأساسية للأمة من دين ولغة وتاريخ وحضارة ووحدة ترابية ليجعل من كل ذلك إطارا تتنزل فيه ثقافة وعادات الغرب وكل قشور حضارته ومظاهرها. وكان ذلك هو الأسلوب الذي بدا مناسبا لتظل الطغمة العلمانية مقبولة به عند الشعوب المقهورة الجاهلة بحقيقة الواقع وبطبيعة العلاقة التي أصبحت قائمة بينها وبين هؤلاء الذين أصبحوا يمثلون قياداتها السياسية والثقافية والمدنية والميدانية وبحقيقة الوضع و بطبيعة العلاقة التي يجب أن تكون قائمة بينهم وتظل كذلك مقبولة به عند أولئك الذين أذاقوهم وأذاقوا شعوبهم معهم مرارة اغتصاب الأوطان واستحلال المحارم ونهب الخيرات والثروات والأموال والنفائس من مجرمي الحرب من الصلبيين والصهاينة اليهود.
 أليس من أعجب العجب  أن يصبح عدو الأمس صديق اليوم؟ وأن نصبح ثقتنا مباشرة في ما عنده   أكبر من ثقتنا في ما عندنا؟ وأن نصبح على علم بما لديه من ثقافة أكثر مما نحن عليه من علم بما لدينا من ثقافة؟ وأن اعتبر أن الموقف قد أصبح محسوما لصالح ثقافته وحضارته لمجرد أن يكون هو قد حسم ذلك؟ لعمري أن هذا هو النحو الذي أضحت عليه العلاقة بين الغالب والمغلوب، وبين الغاضب والمغصوب، وبين الظالم والمظلوم، أي بين قوى الغرب الإستعماري والذين كانوا ضحية الإنهزام الحضاري من المتغربين من أبناء الأمة الذين لبسوا مسوح القومية والإسلام وجدوا في تثبيت قيم الغرب وآداب الإنحلال وفنون الميوعة ومظاهر التفسخ والإكفتاء بالأخذ من الحضارة إلا بالقشور وبما لا طائل من ورائه مما نزداد به بعدا عن أصالتنا وهويتنا وما لا يمكن مطلقا أن يزيدنا ولو بعض القرب من الغرب صاحب المبادرة الحضارية المتطورة الرائدة لأننا لا نزداد في الحقيقة منه إلا بعدا بالقدر الذي نحسب أننا إنما ازددنا منه قربا وإنه إنما يبتعد منا بأضعاف ما نحسب أننا نقترب به منه…….ص15
إن التيارات الفكرية والقوى والتنظيمات السياسية المختلفة داخل الحركة الإسلامية على بعض الاختلاف في ما بينها في الطرح والتصور والممارسة والخطاب وبما سقطت وتسقط فيه من أخطاء اختيارا أو اضطرارا كانت على قدر كبير من الوضوح في أغلب الأحيان في التعامل الصادق مع الواقع. فكان خطابها يقوم بشكل عام على إعادة تشكيل العقل العربي والمسلم بما يجعل مسألة الهوية والأصالة تحتل الصدارة في اهتمام حتى الإنسان العادي، وفيه دعوة صريحة لإعادة الإعتبار للقيم والمبادئ والمفاهيم الإسلامية. وأنه لا قيام للأمة ولشعوبها مما تردت فيه من مهاوي التخلف والإنحطاط بدون إجراء مصالحة حقيقية وصادقة مع عقيدتها وشريعتها وتاريخها وتراثها ولغتها وثقافتها. وإنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فـ »نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أدلنا الله » كما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعدم التردد في أخذ كلما نجد أنفسنا قادرين على أخذه من حكم الحضارة الغربية ويأتي على رأس ذلك العلوم الصحيحة والتقنية وكلما يزيد ثقافتنا ثراء وقدراتنا العلمية والمعرفية نماءا.
إن الحركة الإسلامية المعاصرة هي بوجه عام الوريث الشرعي للثقافة العربية والإسلامية بشكل عام. وهي استمرارا للحركة الفكرية والثقافية التي أنشأها زعماء النهضة والإصلاح في القرن التاسع عشر والتي نشطت نشاطا كثيفا في أواخر عهد الخلافة العثمانية وبدايات اكتساح الحركة الإستعمارية والصهيونية للعالم وللعالم الإسلامي والمنطقة العربية بصفة خاصة، وفق مخطط خاص ومدروس وبمقاييس ومعايير مضبوطة وخاصة للإنتهاء به إلى الوضع الذي هو عليه الآن. وأنه لا أحد يستطيع التشكيك في صدقها في الإنتماء إلى الإسلام الصحيح انطلاقا من أصوله التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها من لدن حكيم عليم. فكانت الصحوة الإسلامية المعاصرة تمثل حركة أحياء حقيقي واستنهاض للهمم وثورة على ثقافة الخرافة والدراويش والأفهام الرعوانية لقضايا الغيب والشهادة والقضاء والقدر وتصحيحا للمفاهيم في مواجهة حركة الجمود، وتحنيط الفكر والثقافة الإسلامية من ناحية أولى، وتصديا للهجمة الإستشراقية الغربية والإستغرابية للحركة العلمانية واللائكية الهادفة إلى جعل الثقافة الإسلامية ضمن الثقافة الإستعمارية الغربية وامتداد لها من ناحية ثانية. وقد أخذت الصحوة الإسلامية طريقها إلى الوجود معلنة وجودها وطبيعتها الدينية الإسلامية في الوقت الذي كانت الكثير من القوى السياسية والتيارات الفكرية تخجل من مجرد الإشارة إليها بالصفة الإسلامية، وتراها تسارع إلى التبرء من كل ما هو إسلامي شكلا ومضمونا، ظاهرا وباطنا. وإذا كان لابد من قبول بعض ما ترى أنها مازالت في حاجة إليه، فليس أكثر من القدر الذي يرضى أصحاب المبادرة الحضارية في الغرب. وليس أدل من وضوح وصدق توجهها الإسلامي الصرف من مواجهة خصومها وأعدائها لها، وإعلانهم الحرب عليها من أجل صفتها الإسلامية وتوجهها الإسلامي وطبيعتها الإسلامية.
وإنه لمن المفارقات الغريبة أن تشن الأنظمة اللائكية العلمانية والإسلاموية العشائرية الحرب على تنظيمات وتيارات وفصائل وأي مكون من مكونات الحركة الإسلامية المعاصرة من أجل طبيعتها الإسلامية تلك تحت غطاء إعلامي وهجمة إعلامية تتهما فيها بالتطرف والعنف والتشدد، والتستر بالدين. وقد رفع شعار التستر بالدين في وجه التيارات الإسلامية داخل الحركة الإسلامية على خلفية:       — اعتقاد التيارات الفكرية والقوى العلمانية أن الدين والسياسة نقيضان لا ينبغي مطلقا أن يحويهما وعاء واحد، وأن لا يلتقيا على صعيد واحد أولا.
– وعلى خلفية أن للسياسية باب واحد في ظل الأنظمة الإستبدادية لمن أراد أن يكون له بعض الدور السياسي هو الباب الرسمي الذي ينتصب فيه القائد الملهم والزعيم الفذ واقفا ولسان حاله يقول ترديدا لقول فرعون « ما أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد » وقد جاء فيه قول الله تبارك وتعالى في معرض الحديث عنه « يقدم قومه يوم القيامة وقد أوردهم النار بئس الورد المورود » ثانيا.
وإن لبس هؤلاء مسوح الإسلام، الذي ليس له في الحقيقة في ظن كل أو جل مكونات الحركة العلمانية التكفيرية الدخيلة من يمثله أحسن تمثيل وفي كل ما يصدر عنهم من مزاعم ومن مغالطات وخداع وتضليل، غير رهبان سدنه الحكم والسلطة، إنما يريد به الإسلاميون احتيالا أن يكون لهم دور سياسي من غير أن يدخلوا الساحة السياسية الضيقة جدا من الباب الوحيد الذي لا يمكن للراغب في الدخول إليها إلا منه. وبذلك تكون الأفعال المكونة للجريمة بحسب ما تتضمنه لائحة الإتهام الصادرة عن الطاغوت وعن سدنة حكمه والسحرة من حوله، هي التستر بالدين أولا.
– ثم العمل على فتح باب غير مسموح بفتحه للتسلل إلى الساحة لتحقيق بعض الأغراض السياسية، التي ليس لأحد الحق وفق شريعة الطاغوت في مجرد التحدث مع نفسه للمطالبة بهذا الحق المسلوب، فضلا عن الطمع في ممارسته على خلفية أن الحق السياسي والممارسة السياسية لا ينبغي أن يكونا من اهتمام كل الناس، وقد تولى هذه المهمة من ليس ثمة من يجيدها أفضل منه، لتصبح المناشط السياسية والإهتمامات السياسية بمقتضى ذلك حقا للمستبد وحده وعلى كل من عداه أن يتبعوه في ذلك. ويجعلون من المجتمع والشعب كله وكأني به لا يتحمل أكثر من وجود طبقة أو فئة أو عائلة أو عشيرة أو قبيلة ليس لها على الوطن إلا حقوقا. ويجعلون من طبعة وفئة وهي المجموعات التي تمثل الغالبية العظمى ليس للوطن عليها إلا واجبات. لتصبح المعادلة الصحيحة بذلك أن ليس للأوطان والشعوب من حق على الطاغوت بل كل الذي عليها أن تظل مطالبة بأداء الواجب إزاءه، وبالمقابل فإنه ليس ثمة من واجب للطاغوت إزاء الأوطان والشعوب. بل كل الذي عليها أن تفي بحقوقه عليها. واعتقد أن هذه هي الصورة الكاملة للعلاقة التي تحكم الشعوب والأوطان المقهورة بالأنظمة الطاغوتية المستبدة بكل أشكالها شمولية كانت أو فردية أو أسرية عشائرية أو غيرها في غير مبالغة ولا تهويل. وبعيدا عن كل ردود الأفعال الإنفعالية المتوترة. إن الذي لا شك فيه أن الأسر الفكرية المحيطة بكل نظام سياسي والذي أما أن تصيغه أو يصيغها أو توجده أو يوجدها أو تؤثر فيه أو يؤثر فيها هي التي تساهم في تجديد ملامحه وطبيعته. وهو الذي يستمد عند الإقتضاء عناصره منها وهي التي تزوده في الوقت المناسب بما يستحقه وبما هو في حاجة إليه.
                                                                                بقلم:علي شرطاني                                                                                      تــونس                                                                                      قفصـة  

 

 

حقوق الانسان المسلم : التخلف أوّلا

 
أكاد أقتنع يوما بعد يوم و بالدليل القاطع أن الانسان العربي المسلم متخلّف جيتنيّا بطبعه. و إن كان التخلّف بكلّ تجلياته سمة واضحة في الشرق عموما، يطال العرب و الكورد و الأمازيغ و غيرهم، مسلمين كانوا او مسيحيين او يهودا أو حتى بوذيين لو وجدوا، و لكن العربي المسلم تحديدا يمتاز بأن كلّ عوامل التاريخ و الجغرافيا تكاتفت لتسجنه في سجن كبير اسمه أغلال القيم البالية و عقليّة التمسّك بها حتى الموت و محاربة كلّ من نادى بنقدها. تجعله الوحيد الذي تنادي فئة منه برفض الحريّة و الديمقراطية و حقوق الانسان الكونيّة و ابتداع بدلا منها حقوقا للانسان المسلم تجعل منهم في النهاية استمرارا لما كان عبر عصور الانحطاط : عبدا متخلّفا لا عقل له و لا كرامة يقدّس أوثانه و يرتع غيره في خيرات بلده.
 
عاملان رئيسيان ساهما في رقي الجنس البشري من مرتبة الحيوان و انتقاله إلى مرتبة الانسان و سيادته على الأرض : التكيّف مع الطبيعة لضمان حياته، و تغييرها و التحكّم فيها و استغلالها لضمان رفاهيّته. و منذ انهيار الامبراطورية العربية الاسلامية، تخلّى العرب المسلمين عن كل فطرة للتغيير و رفض الواقع و استسلموا للغزاة و للطبيعة القاسية التي قست عليهم يوما بعد يوم، صار التكيّف هو القاعدة، و الجمود هو وسيلة البقاء على قيد الحياة. و البقاء على قيد الحياة وسيلة لضمان الجنة في العالم الآخر و لا شيئ أكثر. و هذا الحل الغيبي، الفردي في النهاية هو الباقي الى حد الآن و عندكم الحركات الجهادية و الاحزاب الاسلامية السياسية تأكد ما أرمي اليه.
 
هو حل فردي لأن مفهوم الدين و الحساب و الثواب و العقاب فردي، حتى و لو مورس الدين جماعيّا، و غيبي لأنه يستمدّ وجوده من نصوص سماويّة لا مجال لمحاولة فهمها أو ايجاد منطق لها أو مناقشتها، فالله الذي خلقنا أدرى بمصلحتنا منا و لا يجوز لنا سوى ان نصدّق أن ما في هذه النصوص (قرآن، أحاديث قدسية، أحاديث نبويّة …) هو كلامه الذي وصلنا سليما غير محرّف و علينا أن نطيعه، حتى و لو كان من صنف ارموا انفسكم في البحر. لازال هناك من نخبنا، و من قضاتنا و من مفكرينا و « علماءنا » من يؤمن أنه لا مجال للشك في زواج الشياطين من نساء الأنس و أن الزوج لو أتى زوجته دون أن يستر عورتها فالشيطان شيباشرها معه و يكون ابنه مشتركا بينهما. و الموضوع منشور في كبرى الصحف المصرية و القومية. لازال هناك من يقول بأهميّة حفظ الانساب و تعدد الزوجات و الطلاق الذي بيد الرجل وحده لحفظ كيان الأسرة، مناديا بالغاء مجلّة الأحوال الشخصية التونسية و التي تعتبر و موضوعيا أملا و هدفا لكل نساء هذا الشرق، و هذه الأخيرة كانت من ضمن ردود السيد بريك (هو نفسه الذي ينشر أن الحجر سيقول يا مسلم هذا يهودي وارئي فاقتله) ضمن حملة الحجاب المباركة.
 
ما يكتب عن الحجاب و النقاب نفسه و طريقة تناوله دليل آخر على أن حقوق الانسان المسلم هي فقط حقه في طاعة أولي الأمر منه، ترهيبا و ترغيبا و ضربا على المؤخرة بعصي ميلشيات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. بقدرة قادر تحوّل زي دخيل، و أكررها دخيل إلى : زي تقليدي تونسي، شرعي، أمر رباني تلبسه الحرائر، لا يحق لمخلوق مناقشته أو مناقشة مولانا الامام فيه. و إن فعل فهو : كافر، جاهل، متواطئ مع الحكومة، أو ليس برجل اذ يرضى أن تكون أمه أو أخته لحما مكشوفا (و هذا ما قاله مفتي استراليا أدام الله عزه عن كل امرأة لا تلبس هذه الخرقة).
 
حريّة الانسان المسلم هي فقط كما قال محمود درويش حريّة المساجين في تنظيف أعلامهم من براز الطيور و حقوق المرأة المسلمة هي حقّها في طاعة زوجها لا شيئ أكثر.
 
لذلك، و على صدى هذه الحملة المباركة التي يتصور أصحابها أنها الغزوة التي ستغير مجرى التاريخ، أبارك مسبّقا لرجال تونس عودتهم لحضيرة الايمان و لشرقهم البائس، عفوا، الروحاني، الغارق في تخلّفه الذي يسمّى تراثا. فالجماعة تنادي من الآن بالغاء مجلة الاحوال الشخصية، أولا و قبل كلّ شيئ. و تحارب لأجل حقوق الإنسان المسلم، و ضع سطرا تحت مسلم، فحقوق الأنسان كما نعرفها لا تصلح لنا و ليست من شرع الله في شيئ، كما يراه اسلاميونا على الأقل، لذلك فتح الله عليهم بحقوق الاسلام المسلم و هي حقوقه في اقامة شعائره و تغطية جسد امرأته حتى لا تكون لحما مكشوفا و لا شيئ أكثر.
 
و بشراكن يا حرارئر تونس فالذي تنادي به بعضكن اليوم بصفته حريّة شخصيّة، سيفرض على الجميع غدا و بالقوّة ، فالإمام لا يرضى لكن أن تدخلن جهنم و بئس المصير و هو العليم بمصلحتكن و بشرع الله و هو الذي يحميكن من غزو الغرب الكافر الثقافي الذي يسقط يوما بعد يوما في الحضيض. و على كلّ حال فقد بشرنا الرسول أنه سيأتي يوم يسود في اسلامنا العالم و نقضي على هذا الغرب الكافر حتى يأتي يوم يقول فيه الحجر يا مسلم هذا يهودي يختبئ ورائي فتعالى و اقتله.
 
ابقوا قابلوني.


رأي حول أحداث لندن

كتبه عبدالحميد العدّاسي
 
لا أحسب أنّ أحدا من المسلمين قد يشذّ فلا يندّد بما حدث في مدينة لندن يوم الخميس 7 جويلية من أعمال يمكن وصفها بأنّها ضدّ الإنسانية . و لا أحسب أنّ أحدا من المسلمين لا يحسّ بالمرارة عند تواتر الأنباء على نسبة تلك الأعمال إلى قوم يتحرّكون باسم الإسلام و يقتلون باسم الإسلام . فالجميع متّفقون على أنّ الإسلام سلم و أمان و حسن جوار و صلة أرحام و رحمة ضعيف و توقير كبير و بعد عن الإساءة و حفظ للدّماء و كلمة طيّبة و دعوة حكيمة و موعظة حسنة و حوار و مجادلة بالتي هي أحسن و احترام للمواثيق و العهود و صدق في القول و حفظ للأمانات و مجافاة للخصومة و الفجور إلى غير ذلك من التعاليم السمحة التي نشأ عليها القرن الأوّل من هذه الأمّة و قرون أخرى وفّقها الله إلى مراشد أمورها و إلى إصابة الوسطيّة السمحة لهذا الدين . غير أنّ الاستثناءات تظلّ بشقّيها الإيجابي و السلبي قائمة في المجتمع الإسلامي و في غيره من المجتمعات الأخرى ، فمنها ما يبرز و منها ما يمرّ دون لفت أيّ انتباه إليه بسبب البيئة التي عاش فيها أو الوسيلة التي قصّرت به . و يعدّ الإعلام اليوم من أهمّ الوسائل التي تُعرّف بهذا و تبرزه أو تُنسي هذا و تقبره . و قد تتدخّل السياسة فتحسّن قبيحا و تشوّه حسنا ، أو تضخّم دقيقا و تدقّق عظيما .
 
و لقد كانت وسائل الإعلام حاضرة بلندن – رغم تأثّر بعضها بقمّة الثماني – و نقلت بحريّة و حرفية عالية الأحداث بشكل مباشر صادق جعل كلّ النّاس يلتفّون حول أهل لندن بالتضامن معهم و المواساة للمصابين فيهم . و قد وقف الجميع على بشاعة هذا العمل و على بربريّة مقترفيه و معاداتهم للذات الإنسانية . و وجد بعض القادة الفرصة سانحة للتأكيد على وجاهة الرأي القائل بمحاربة الإرهاب و تعهّدوا على مواصلتها دون هوادة مؤكّدين على أنّ هؤلاء ( مقترفي أعمال لندن ) يريدون بثّ الكراهيّة و يهدفون إلى تغيير طريقة العيش و نمط الحياة الغربية ، ليصرفوا بذلك ( أحسب ) كلّ أذن تريد سماع رسائل  » المتطرّفين  » القائلة بحصر السبب فيما يقوم به قادة العالم  » المتحضّر « من احتلال لأرض الإسلام و العروبة و من تشجيع للدكتاتورية عندنا بوسائل كثيرا ما تبدو متخلّفة و مستهزئة بنا و بقيمنا ، لعلّ أكثرها سفورا رسائل التشجيع و السنابل الذهبية و الأوسمة التي ما تخلّفت يوما عن توشيح صدور رؤسائنا القابعين فوق جماجمنا .
 
قلت لو تعامل الإعلام بنفس الصدق و الشفافية مع القضايا التي يعايشها المسلمون في فلسطين و العراق و أفغانستان و قوانتناموا    و في تونس و ما تمرّ به من أزمات قاتلة على المستوى السياسي و الحقوقي و الجمعياتي المدني و الأخلاقي ، أكان يمكن أن نجد أناسا يختلفون مع ( جورج قلوي ) الرّجل الشهم الشجاع فلا يصفون ما يجري في كثير من بلادنا بأنّها جرائم ضدّ الإنسانيّة و أنّ مقترفيها و المشرفين عليها هم مجرمو حرب و يعملون ضدّ الإنسانية . نعم أعمال لندن جريمة كبرى و لكنّ أكبر منها تلك التي تقع يوميّا بتلك البلاد المذكورة و لو تكلّمت الفلّوجة أو جنين مثلا لصمتت لندن حياء و لاعتذر أهلها لأهل الفلّوجة و لأأهل جنين لأنّهم يعلمون أنّ ما أصابهم لا يمثّل وخز شوكة ممّا أصابهم… نعم نحن نخجل كمسلمين بانتساب مجرمي أعمال لندن إلى الإسلام – إن ثبتت التهمة – و هم لا محالة من الرّعاع ، و لكن ألا نخجل كذلك باعتبارنا من سكّان لندن أو واشنطن أو غيرهما من البلاد لانتساب قادتها – و هم من الوجهاء و من الصفوة – إلى المحور الذي أعلنها حربا صليبيّة على الإسلام و المسلمين و أمطرنا في بغداد و كابل و القدس و غزّة و الضفّة بآلاف بل بملايين الأطنان ممّا أنتجته المصانع الحربيّة و رأت تجربة نجاعته في أشلائنا ؟! ألا نخجل بوجود هذه المقارنة الموضوعيّة بين الرّعاع و بين الوجهاء و قد جمعتهم سلّة الإرهاب ؟!
 
نعم إنّه لا يمكن أن تمنع قدرة التخفّي بمنع وسائل الإعلام من الحضور و المتابعة كما فُعِل بالجزيرة في العراق و أفغانستان ( وهي جريمة ضدّ الحرّيات الشخصية و ضدّ حريّة الإعلام ) ، توجيه تهمة الإرهاب إلى هؤلاء الذين ما عرفت الإنسانية مثيلا لقسوتهم   و كذبهم و نفاقهم و فسادهم ، و يكفي الوقوف عند هذه الظاهرة البِدعة المتمثّلة في إفناء الشعوب و تخريب العمار و إهلاك الحرث و النسل بيَدٍ ، ثمّ جمع التبرّعات لإعادة الإعمار بيَدٍ أخرى لنقف على الاستهزاء بالنفس البشريّة و الاستصغار لها… إنّه ما ينبغي أن تدعونا قوّة القويّ إلى المبالغة في مجاملته ، فإنّا بذلك نشجّعه على غيّه و لا نحمي أنفسنا من إرهاب الإرهابيين . لا بدّ أن نتصرّف بما تقتضيه العولمة الصحيحة أو الاندماج الصحيح فنعمل على إشاعة الخير الذي اصطلح على أنّه خير و نرسي علاقات إنسانية بعيدة عن ثقافة كره الآخر ، و ليس لأحد أن يشكّك في أنّ الإسلام هو منبع التسامح و الحريّة و المساواة بين البشر جميعا        – فكلكم لآدم و آدم من تراب – إلاّ ما كان ممّا فرّق و فاوت بين درجاتهم عند الله سبحانه و تعالى . و لا بدّ أن يُقلع القويّ عن اعتبار أنّ الحقّ هو ما يراه هو ، فإنّ أكثر الأخطاء و معظم الشرور جاءت من الأقوياء لعلّ أبرزها على وجه الخصوص قضيّة فلسطين و كيف غرس القويّ باستخفافه و كرهه للإسلام و المسلمين نبتة خبيثة مُدمية لا يمكن لها أبدا أن تنسجم مع الجسم الذي ينشد الحقّ و العدل ، و لعلّ أكثرها حداثة ما يجري في العراق و أفغانستان من أفعال ناجمة عن الجشع و الرغبة في الأرض و ما حَوَتْ دون اعتبار لساكنيها ممّن ولدتهم أمّهاتهم أحرارا .
 
نحن بنو آدم من مختلف الأجناس و الأعراف و الديانات ، نتوحّد اليوم في كلّ أرجاء المعمورة لمحاربة العنف و الإرهاب و لكنّنا لن نستطيع محاصرته طالما ظلّ القادة الأقوياء يشجّعون بسلوكهم و بعدم رضوخهم للحقّ على معاقرته !!………..

 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

                                                                                                                    تونس في 28 أكتوبر 2006

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

الرسالة 153 على موقع الأنترنات تونس نيوز

رسالة مفتوحة إلى معالي وزير الشؤون الدينية بتونس تتضمن مقترحات عملية حول السلوك و الانحراف الاخلاقي و العنف اللفظي

على بركة الله و بعونه و توفيقه أواصل الكتابة حول موضوع الاخلاق و ما برز في الأعوام الأخيرة في بلادنا من إنحرافات سلوكية و أخلاقية و مظاهر لا تليق بأمة إسلامية و إخترت هذه المرة أن اخاطب السيد وزير الشؤون الدينية بعد أن قمت يوم 30/12/2005 بالردّ على أستاذنا الفاضل وزيرنا المحترم حول قضية الحجاب الذي نعتموه بالنشاز و الدخيل و نعتم أصحاب اللحية بنعت آخر و كذلك الذين يلبسون القميص أي الهركة كما سميتموها يا سيادة الوزير في حديثكم يوم 25/01/2005 بجريدة الصباح و جاء الردّ بعد 5 ايام فقط

سيادة الوزير المحترم

بوصفي مناضلا دستوريا حتى النخاع ووطني غيور حتي الٍراس و الذقن و مسؤولا محليا ملتزما بديني و كتاب الله العزيز الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيلا من حكيم حميد صدق الله العظيم قلت بوصفي أجمع هذه الصفات لا يمكن أن يطرق الشك ذهنكم و لا ذهن من يريد التفنن في بثّ الفتنة و الرجم بالغيب في عصر الافتراءات و قول الزور و البهتان عصر كلمة اليسار المتطرف و الشيوعيين هي المسموعة مع كل الأسف عصر الرجم بالغيب عصر المصلي فيه و المتدين يصبح غير مرغوب فيه لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم خاصة إذا قال كلمة الحق و قال والله هذا حرام و خارج على دائرة المعقول و تقاليدنا السمحة و ديننا الحنيف.

معالي الوزير

تقدمت إليكم يوم 30 ديسمبر 2005 بواسطة موقع تونس نيوز موقع الأنترنات العالمي بعد ان أوصدت الصحف أبوابها و اغلقت اعمدتها للردّ و التعقيب وجهت إلي سيادتكم بعض الاسئلة هي صالحة لكل مكان و عصر و زمان و اليوم بعد التذكير بما جاء في التعقيب المشار إليه في 30/12/2005 يسعدني كمناضل دستوري حتى النخاع أن أتوجه إليكم بالمقترحات التالية بإعتباركم وزير الشؤون الدينية والأمانة في عاتقكم عظمى و كبرى امام الواحد القهار يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم صدق الله العظيم

و هذه المقترحات :

1-القيام على منابر خطباء الجمعة طيلة شهري شوال و ذي القعدة 1427 هجري بخطب جمعية في كامل أنحاء البلاد حول الاخلاق الفاضلة و التمسك بالفضيلة.

2-دعوة الأولياء و الأمهات و الابناء للعودة إلى اللباس المحتشم و ترك اللباس الخليع و العراء و كشف البطن و الصرّة و الزنود

3-إعتبار هذه الموضة نشاز و دخيل على عادتنا و تقاليدنا و هويتنا العربية الإسلامية

4-التذكير بما أكده رئيس الدولة في لقائه يوم 11 أكتوبر بسيادتكم و أكد سيادته في هذه المناسبة حرص تونس و العهد الجديد على الحياء و الحشمة و احترام تقاليدنا و الحياء شعبة من شعب الإيمان

5- تخصيص حصص بالتلفزة التونسية و قناة حنبعل و الإذاعة قصد تخصيص حصص للحديث عن الأخلاق الفاضلة و التمسك بالحياء و الحشمة و الفضيلة و الابتعاد على الرذيلة و الفعل المشين و خاصة اللباس العاري للفتاة و المكشوف و كل مفاتن الفتاة بارزة و ظاهرة و مكشوفة و هي تموج و ترقص و تشطح في التلفزة أمام الشعب التونسي  و ما قولكم و المنشط يقوم من مقامه و يقبلها أمام المشاهدين هل هذا تقدم و حضارة العصر أم ماذا يا معالي الوزير المكلف بالشؤون الدينية و لا تنسوا هذه المسؤولية و حجمها أمام الله يوم الحاقة يوم القارعة يوم الحسرة و الندامة يوم الفزع الأكبر يوم يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا صدق الله العظيم

معالي الوزير،

ارجو ان تبادروا بهذه الحملة و هي الأجدر و الأنفع للناس حتى نعالج ظاهرة العنف اللفظي و الكلام البذىء و الإختطاف و الإغتصاب و التحرش الجنسي و الإجرام و القتل و السرقات و المراودة في شوارعنا و إستفحالها و خاصة أمام المعاهد و الكليات و في محطات النقل و حتى في وسائل النقل هذه مهمة رجال الدين حضرة معالي الوزير قال الله تعالى : إنّ عرضنا الأمانة على السموات و الارض و الجبال فأبين أن يحملنها و اشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا صدق الله العظيم

معالي الوزير المحترم، أرجوكم ترك السيارة يوما و الركوب في الرتل لتسمع الخنار و الكلام البذيء

وأتقدم إليكم بأسئلة بواسطة هذه الرسالة المفتوحة عبر الانترنات تونس نيوز ايهما أفضل المرأة و الفتاة العارية المتبرجة السافرة التي ترتدي لباس شبه عارية و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو لا ينطق عن الهوى نساء كاسيات عاريات و هذا زمننا اليوم صدق الرسول الأكرم صدقت يارسول الله ام الفتاة و المرأة التي ترتدي لباس الحياء و الحشمة و تضع على رأسها محرمة أو غطاء أو خمار سمه ما شئت المهم هذا أمر من الله ربّ العزة في كتابه العزيز و قد اطنبت في الحديث عن هذا الموضوع في الردّ على الدكتورة إقبال الغربي التي نشرت مقالا طويلا بجريدة الصباح يوم 15 أكتوبر 2006 و قمت بالتعقيب على مقالها و نشرته بموقع الأنترنات تونس نيوز لأنّ صحيفة الصباح غير مستعدة لنشر ردي رغم أنّ قانون الصحافة واضح لكن في من تقرأ في زبورك يا داوود في تونس…و كلامك يا هذا …

معالي الوزير،

أرجو و أتمنى أن تقود الوفد الرسمي للحجيج في موسم الحج و أنت رأسك مرفوع و قمت بما يفرضه الواجب الديني نحو الاخلاق و الحياء و الحشمة و أعطيت تعليماتك إلى الأئمة كي يقع عندهم الضوء الأخضر ويتناولوا المواضيع الحساسة الخاصة بالقيم و المحافظة على الأخلاق و قبل الختام اسوق إليكم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق أي الرسالة المحمدية كلها تهم مكارم الأخلاق في عهد الجاهلية إلى يومنا هذا عهد الموضة الغربية

و رحم الله الشاعر أحمد شوقي الذي قال إنما الأمم الأخلاق ما بقيت وإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 قال الله تعالى : و إنك لعلى خلق عظيم صدق الله العظيم.

 ملاحظة هامة

: أدعوك حضرة الوزير للركوب معي في الرتل إلى برج السدرية و تشاهد و تسمع بأذنيك الكلام البذيء و المراودة جهرا بدون رادع و لا حياء وقتها تصدق و لا تقول كيف يصاحب الاب ابنته في وسيلة النقل أين الأمن و أين الردع يا ترى أما الفتاة تفعل ما تشاء مع الصعاليك و هذه ضريبة العراء و الموضة و أنتم صامتون و تتجاهلون هذا الخطر و تهتمون إلا بالمتحجبات المحتشمات لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم قال الله تعالى : و ذكر بالقراَن من يخاف وعيد صدق الله العظيم.

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

الجوال 22.022.354


 

« الجزيرة » تتسبب بمزيد من « الصداع » لقطر

فيصل البعطوط (*)

 

 بعد إغلاق تونس سفارتها في الدوحة احتجاجاً على ما اعتبرته »حملة مغرضة« تشنها ضدها قناة الجزيرة، تجد قطر نفسها مرة أخرى بمواجهة مشكلة سببتها القناة التي ترعاها وتنأى بنفسها عن سياستها التحريرية.

فبعد أقل من شهر على نشوب أزمة عصفت بين الأردن وقطر على خلفية عدم تصويت الأخيرة لمرشح الأردن لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، تواجه دولة قطر تحدياً يتمثل بالتفريق بين مواقفها الرسمية وبين ما تسببه لها قناة الجزيرة من إحراجات.

وجاء القرار التونسي عقب بث قناة الجزيرة في 14 أكتوبر/ تشرين الأول مقابلة مع المعارض التونسي منصف المرزوقي دعا فيها الى »العصيان المدني« كما بثت القناة قبل ذلك بيومين برنامجاً عن الحملة التي تقوم بها السلطات التونسية ضد الحجاب الذي تطلق عليه »الزي الطائفي«. وبينما تلتزم الجهات القطرية الرسمية الصمت حتى الآن إزاء قرار تونس، نفت »الجزيرة« امس الخميس »أن تكون لديها أية أجندة سياسية ضد تونس او سواها« فيما اكتفت الصحف القطرية بنشر الخبر من دون تعليق.

ويشدد مدير عام شبكة الجزيرة وضاح خنفر على أن »الجزيرة لا تعبر البتة عن الموقف السياسي لقطر«، مضيفاً »نتلقى دعماً مالياً من الحكومة القطرية لكن هذه الحكومة تحافظ على مسافة بينها وبين السياسة التحريرية للقناة«. وتابع خنفر »عندما نستضيف شخصيات للحديث فإن ذلك لا يعني أن الجزيرة تتبنى مواقفهم« ورحب »بأي مسئول أو ناطق تونسي يود الحديث في القناة (…) التزاماً منا بمبدأ الرأي والرأي الآخر«.

وكانت دول عربية وأجنبية احتجت في مناسبات عدة على قناة الجزيرة التي قال في السابق عنها وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إنها »مصدر صداع دائم« للسياسة القطرية.

لكن قطر تحرص باستمرار على ضرورة التفريق بين مواقف الدولة الرسمية وبين ما يتم بثه عبر قناة الجزيرة المثيرة للجدل منذ انطلاقتها قبل عشر سنوات. وكان وزير خارجية قطر صرح بعد تلقيه تذمرات أميركية بشأن تغطية الجزيرة في العراق »على الجزيرة أن تكون محايدة ودقيقة لكي تحظى باحترامنا و باحترام العالم«، ووعد بنقل »الملاحظات« إلى إدارة القناة. وفي مقابل »صداع« الدوحة بسبب الجزيرة، تسعى سياسة قطر الخارجية إلى لعب أدوار توفيقية إقليمياً ودولياً بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن كما قامت الدوحة حديثاً بوساطة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين من أجل التوصل إلى صيغة حكومة وحدة وطنية. ولعبت قطر أيضا دور الوسيط في عدد من النزاعات الإقليمية من بينها النزاع السوداني الاريتري إضافة إلى دورها في السعي إلى تسوية الخلافات اللبنانية الداخلية والخلافات بين الولايات المتحدة الأميركية وكل من سورية وايران. كما احتضنت الدوحة عشرات المؤتمرات الدولية وستستقبل الألعاب الآسيوية في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وفي موازاة الجهود القطرية لمد جسور مع الجميع، تسببت السياسة التحريرية لقناة »الجزيرة« بفتور كبير للعلاقات بين الدوحة والرياض التي لم ترسل سفيراً إلى قطر منذ سحبه قبل عدة سنوات.

 

(*) صحافي تونسي في وكالة الصحافة الفرنسية

 

(المصدر: صحيفة الوسط البحرينية الصادرة يوم 27 أكتوبر 2006)


مسألة الحجاب الاسلامي بين الشرع والقانون

محمد حسين فضل الله  لا تزال مسألة الحجاب الإسلامي تتحرك في أوروبا حيث يدور جدل حول قانون يهدف الى منع المسلمات من ارتدائه في المدارس، من خلال كونه تعبيراً عن رمزٍ ديني لا ينسجم مع الاتجاه العلماني. وقد أثار منع ارتداء الحجاب، قانوناً في فرنسا، الكثير من الجدل الثقافي والسياسي. وقد امتدت هذه الحال السلبية الى بعض البلاد الاسلامية المتغرّبة، وكانت تركيا التي تدين بالنظام العلماني أول دولة ذات أكثرية مسلمة طاغية تمنع الفتيات المسلمات المحجبات من دخول المدارس الرسمية والجامعات والمؤسسات الحكومية، بما في ذلك البرلمان التركي، في وضع معقّد من الناحيتين السياسية والاجتماعية، تحت تأثير الخوف من هذه الظاهرة الاسلامية على سلامة النظام العلماني. وقد أثيرت المسألة أخيراً في تونس بشكل حاد، ومن المثير أن تبريرهذا المنع وطنياً أرجع الى كون الحجاب ظاهرة مستوردة أو حال طائفية لا علاقة لها بالاسلام من قريب أو بعيد. وأمام ذلك نسجل هذه الملاحظات: أولاً: ان هذا الاتجاه السلبي ضد الحجاب يمثل نوعاً من أنواع الاضطهاد الانساني للمرأة المسلمة الملتزمة بالحجاب، وتقييداً للحريات العامة والخاصة، في الحق الذي يملكه الانسان في اختيار اللباس الذي يلبسه، ولا سيما اذا كانت بعض خصوصياته تمثل التزاماً دينياً لا يملك المسلم في التزامه الشرعي أن يتجاوزه، والحجاب في الاسلام يمثل حكماً شرعياً الزامياً لا بد للمسلمة من التقيّد به. ثانياً: ان اثارة مسألة الحجاب على أساس كونه تعبيراً عن رمز ديني، في الوقت الذي لا نجد مثل هذه الشدّة في إثارة الجدل بالنسبة الى الرموز الدينية الأخرى، يوحي بأن هناك عقدة مستعصية لدى الغربيين ضد الإسلام في التزامات المسلمات المقيمات في أوروبا، ولا سيما بعد انتشار الحساسية ضد الإسلام كنتيجة لإثارة التهمة بالاتجاه الارهابي للدين الإسلامي وللمسلمين، الأمر الذي جعل المسلمات المحجبات يشعرن بالخوف والحرج من ارتداء الحجاب الذي يوحي بصفتهن الدينية الإسلامية، ما قد يعرّضهن في بعض البلدان أو المجتمعات للاعتداء المادي والمعنوي. ثالثاً: ان الحديث عن اعتبار الحجاب ظاهرة مستوردة يدل على جهلٍ بالشريعة والتاريخ، لأن الحجاب كان منذ الدعوة الاسلامية في المدينة، حيث كانت المسلمات يؤكدن في سلوكهن الشرعي الالتزام به منذ نزلت آية الحجاب. واستمرت المسيرة الاسلامية في كل بلاد المسلمين على ذلك النهج. ثم ما معنى اعتباره حال طائفية، في الوقت الذي يعرف الجميع بأنه حال اسلامية عامة، لم يستوردها المسلمون من الآخرين. واذا كان بعض الشعوب غير الاسلامية يلتزم به كتقليد من تقاليدها الشعبية أو الدينية، فليس ذلك منطلقاً من أصالتها في السير عليه، ليكون الالتزام به شرعاً فرعاً منها. رابعاً: ان مسألة الحجاب ليست من مسائل مسؤولية الدولة في نظامها الاجتماعي، بل هي مسألة شخصية تتصل بحرية الانسان في ما يختاره في لباسه، تماماً كالحريات الخاصة. ومن الطريف ان بعض المسؤولين في هذه الدولة أو تلك يتحدث عن الاحتشام في اللباس، ولكنه لا يمنع اللاتي لا يلتزمن به في أكثر من موقع اجتماعي أو سياحي، ما يوحي بأن القضية ليست قضية توجيه قانوني اجتماعي للحفاظ على المسألة الأخلاقية، بل هي تقليد غربي مستورد من المفاهيم الغربية في طريقة الحياة لإثبات حال التحرر من التقاليد الإسلامية، ليحصلوا على تأييد الغربيين لهم. خامساً: اذا كانت الحيثية التي تختفي وراء قانون منع الحجاب في المدارس هي الانطباع السيئ الذي تتركه المرأة المحجبة في نفوس الطلاب، فإن ذلك لا يرتكز على أساس نفسي، لأن من الممكن أن يقول الملتزمون بأن نزع الحجاب قد يترك انطباعاً سلبياً في نفوسهم. هذا، فضلاً عن أن هذه المسألة لا تقتصر على مقاعد الدراسة، بل تمتد الى كل مواقع المجتمع المختلط الذي يمارس فيه الناس حرياتهم العامة التي قد تؤدي الى اعتيادهم على هذا التنوّع الذي يمثل مظهراً حضارياً، تماماً كما هي الأزياء المتنوعة للشعوب. سادساً: ان منع الفتيات المحجبات من دخول المدارس والجامعات يتنافى مع قانون الحريات، ومع الديموقراطية، ويحرم الكثير من الملتزمات من متابعة التقدم في مراحل الدراسة اذا لم تكن لديهن الظروف الملائمة للدخول في المدارس الاسلامية الخاصة، ما يمثل اضطهاداً تربوياً بعيداً من القيمة الانسانية. سابعاً: ان التنوع الديني في حركة الحريات العامة في المجتمع المتنوع يشمل حالاً حضارية تتنوع في مواقعها وممارساتها، وتؤكد التعايش بين مختلف الحضارات، وتوحي بالتعارف الثقافي في الانفتاح على الحوار بين الديانات، في ما قد تثيره التنوعات من التطلع الى المعرفة لهذا الاتجاه الديني أو ذاك، ما قد يدفع المجتمع الى التعرّف على ثقافة هذا الدين أو ذاك. ولعل من اللافت ان مسألة منع الحجاب لم تأخذ مسارها في الولايات المتحدة الأميركية التي تؤكد على الحريات الخاصة احتراماً لإنسانية الملتزمين دينياً، لأن ليـست هناك عـقدة تاريخية للشعب هناك ضد الإسلام، بينما قد يختـزن الأوروبـيـون هذه العقدة في ثقافتهم، ما يجعل من تبعهم من المسؤولين في البلاد الاسلامية يتشبهون بهم للحصول على شهادات الغرب بأنهم حضاريون يأخذون بأسباب المدنية الغربية، في الوقت الذي يمارسون اضطهاد الشعب في حرياته السياسية وحقوقه المدنية. ثامناً: اننا نعتقد ان اطلاق حرية الحجاب الاسلامي – بستر جسدها واظهار الوجه والكفين – لا يمنع المرأة من حركتها في المجتمع، في الوقت الذي تبرز المرأة المسلمة الملتزمة كإنسانٍ يوحي بالجانب الإنساني في شخصيتها لا بالجانب الأنثوي المثير للغرائز، ولكنه لا يمنعها من ممارسة أنوثتها في البيت الزوجي، أو في المجتمع النسائي حيث لا يخلق أي نوع من الإثارة. تاسعاً: ان من اللافت أن يحتج قادة الاضطهاد للمرأة الملتزمة بأن حريتها في دخول المدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية تتنافى مع النظام العلماني، وهي حجة غير دقيقة، لأن النظام العلماني لا يقوم على طريقة الطلاب في الالتزام الديني، ولا سيما ان العلمانية لا تضطهد الحريات الدينية، بل تقتصر على عدم اعتباره قاعدة للحكم وللقانون في الدولة. ثم ان مسألة الالتزام بالحجاب في الممارسات العامة للناس أكثر خطورة في الالتزام في الجانب التربوي. عاشراً: ان قوانين منع الحجاب للطالبات الملتزمات في المدارس يمثل اضطهاداً عنصرياً للناس لا يلتقي بالديموقراطية من قريب أو من بعيد، ويخلق حالاً سياسية ضد النظام العلماني لدى الناس. أخيراً: اننا ننصح البلدان الاسلامية أن تلغي هذا القانون اللاإنساني المتعسف، وأن تتجه الى رفع المستوى الثقافي الحضاري للناس، وتنفتح على القيم الاسلامية الإنسانية التي ترتكز على الخط الأخلاقي الذي يرتفع بالإنسان الى المضمون الروحي الذي يتعارف فيه الانسان بالإنسان المختلف على أساس التعارف والتواصل والانفتاح. كما نريد للدول الأوروبية التي قد تتحرك فيها هذه الدعوات السلبية ضد الحجاب المعتد أن تبتعد عن هذا النهج اللاإنساني ضد المسلمات الملتزمات انطلاقاً من الإيمان بالحريات العامة التي ارتضاها الغرب لنظامه، اضافة الى ان المسلمين أصبحوا يمثلون جالية كبرى كجزء من هذا المجتمع الأوروبي أو ذاك، حتى لا يستغل الآخرون مثل هذا التعقيد الخاص لإيجاد بعض الحالات السلبية التي لا تنفع المجتمع في أي شأن من شؤونه. اننا ندعو الى حوار حضاري يتفهم فيه أصحاب الديانات المختلفة والحضارات المتنوعة وجهات النظر الثقافية للخلفيات الكامنة وراء هذا الالتزام أو ذاك، وفي نطاق هذه الشرعية أو تلك، فذلك هو الذي يحقق للمجتمع كله السلام الروحي والثقافي والاجتماعي. مرجع اسلامي
 
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 28 أكتوبر 2006)

تونس الوسطية والاعتدال

بقلم: محمد صلاح الدين

 

يصعب كثيرا على المرء، خاصة من أهل الاعتدال والرأي الآخر، ودعاة التعددية وثقافة الاختلاف، أن يتقبل هذه الهجمة الضارية الشرسة التي تشنها الحكومة التونسية وأجهزتها وصحفها على الحجاب والمتحجبات، والاتهامات والأوصاف بالغة القسوة التي يوجهها كبار رجالات الدولة وكبار مسؤولي الحزب الحاكم، الى الحجاب والمتحجبات.

فقد غدا الحجاب فجأة طبقا للبيانات والتصريحات الرسمية، رمزا من رموز الفتنة، وزيا طائفيا دخيلا يمثل خطرا على البلاد وثقافتها وتقاليدها، وشعارا سياسيا ترفعه مجموعة صغيرة لتحقيق مآرب سياسية.

وذهبت صحيفة ( الحدث ) المقربة من الحزب الحاكم في افتتاحية لها بعنوان  » أوقفوا مهزلة الحجاب »، الى القول بأن الحجاب هو زي الساقطات والوثنيين والعبيد وأنه مصدر للأوساخ والأمراض!؟

* * *

لكن ما هو أخطر من كل ذلك، هو منع المحجبات من الدراسة في المعاهد والكليات، وحرمانهن من الوظائف في المؤسسات العامة، واعتراضهن في الأسواق والساحات العامة، واقتيادهن لمراكز الشرطة حيث يتعرضن للإهانة، ونزع الحجاب بالقوة وكتابة تعهد بعدم ارتداء الحجاب مرة أخرى، الى غير ذلك من ضروب الضغوط النفسية والجسدية، مما لا يوجد له مثيل في كافة الدول العربية والإسلامية حتى أشدها علمانية، أو في دول العالم كله المسيحية وغير المسيحية.

ان كافة المؤسسات الدينية في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي تعتبر حجاب المرأة المسلمة فريضة دينية ملزمة، وفي حين تعتبر السلطات في المملكة العربية السعودية وإيران الحجاب إلزاميا، فإن السلطات في غالبية الدول العربية والإسلامية تتغاضى عن إلزامية الحجاب، وتترك ذلك لاختيار الناس وتحترم وتحمي هذا الاختيار، حتى ولو كان ذلك بارتداء بعض السيدات للنقاب.

ومع الأخذ بعين الاعتبار مواقف بعض الحكومات الأوروبية كفرنسا، التي اختارت لأسباب داخلية عديدة منع ارتداء الحجاب في دوواين الحكومة ومدارسها ومعاهدها، فإن أمريكا وغالبية الدول الأوروبية والآسيوية اعتبرت مسألة حجاب المرأة بما في ذلك النقاب، من صلب الحريات الشخصية التي يقررها الدستور وتحميها القوانين، وهو ما يتضح أيضا من الحوار الحضاري الذي ما زال يدور في المجتمع البريطاني، حول انتقاد بعض أعضاء الحكومة العمالية لارتداء النقاب، مما لم يتجاوز أبدا أدب الحوار وحق الاختلاف واحترام الرأي الآخر، ومما لا يمس أبدا حق المرأة المسلمة وغيرها – حتى في المجتمع غير المسلم – في أن ترتدي ما تشاء.

* * *

يقول الرئيس التونسي زين العابدين بن علي:  » إن تونس المتمسكة على الدوام بإسلامها الحنيف، دين الاعتدال والتفتح والوسطية والتسامح والحوار البناء، حريصة على تكريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء »، وكل ذلك حق نستطيع أن نقرأه في تاريخ المجتمع التونسي الذي قدم الكثير من علماء الأمة وخدمة الدين عبر القرون، وإنا لنأمل أن تظل تونس كما كانت واحة للوسطية والاعتدال، وأن تتعامل مع مسألة انتشار الحجاب كما تتعامل معه المجتمعات العربية والإسلامية الشقيقة خاصة دول المغرب العربي أو حتى المجتمعات غير المسلمة سواء بسواء.

 

(المصدر: صحيفة المدينة السعودية بتاريخ 22 أكتوبر 2006)

الرابط: http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1771&pubid=1&CatID=260&articleid=183851


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.