السبت، 21 يونيو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°2951 du 21.06.2008
 archives : www.tunisnews.net   

Vérité-Actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين :حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » :من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!( اليوم الثالث )

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:عبد الكريم الهاروني : مرة أخرى في دائرة الإستهداف..!

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: ختم الترافع في  قضية الشيخ الضرير الخطيب البخاري .. !

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:  إقرار الحكم الإبتدائي بسجن الشيخ الضرير الخطيب البخاري..و الحكم على ابنه بعدم سماع الدعوى  .. !

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي: بيــــــــــــــــــــــــــان بشير الحامدي : ماذا حدث في التجمع النقابي  بساحة محمد علي يوم 20  جوان  2008 (لمساندة انتفاضة الحوض المنجمي)

محمد شمام : المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح – الحلقة الثانية

بوعبدالله بوعبدالله :لا نريد ضغطا ولا مواجهة ولا إسقاط السلطة نريد مصاااااااااااااااالحة محمد فوراتي : الإعلام والفضائيات العربية ودورها في انتاج الحرية

معز الجماعي : شباب قرية « الغواندة » يطالب بأولوية تشغيله في مصنع إسمنت قابس

رويتز : مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في تونس تنفي التضييق على نقابة الصحفيين

مراسلة اليكترونية:الجورشي في المغرب يلتقي بعائلة المعتصم ومحاميه 

يو بي أي:الرئيس التونسي يوفد مبعوثا خاصاً إلى أمير قطر

الصباح : حنبعل الفردوس.. (قناة فضائية دينية جديدة في تونس )

الصباح:في المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية: تقديم كتاب «الزعيم فرحات حشاد» للأستاذ أحمد خالد

واس : افتتاح مؤسسة مالية اماراتية في تونس الجزيرة .نت : أزمة ثقة بين شباب تونس ومنتديات الحوار الحكومية

  

رويتز : هزة أرضية خفيفة تضرب جنوب تونس ولا تقارير عن إصابات

الشعب : أرقـــــــــــــــــــام

الشعب:العنف المسلط على المرأة بين فجيعة الموقف وأزمة الحلول

وات:حصول فتاة من قفصة على لقب صاحبة أجمل يدين تونسيتين!!!!!!!!!!!!

نور الدين المباركي : ملف مسكوت عنه :أطفال الشوارع في تونس… أو « الطفولة ليست سوى كلمة »

سامي نصر: ظاهرة التسوّل في تونس خميس بن بريّك:أزمة ثقة بين شباب تونس ومنتديات الحوار الحكومية

زياد الهاني:بوقريّـــات6: حلـف المرتزقــة؟

مراد رقية : محاصرة الكلمة الحرّة والرأي الآخر الصادر عن متابعي جلسات بلدية قصرهلال

شادية السلطاني : متى تصبح النظافة والعناية بالبيئة هاجس كل التونسيين؟

اسلام اون لاين.:الحرب ضد الحجاب.. حرب ضد التقدم الأصوليون العلمانيون يفقدون الضوابط في آخر جولاتهم

العرب :في حوار مع خالد السفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي: لا بد من تحالف استراتيجي بين الإسلاميين والقوميين

الدكتور عزمي بشارة : خلافا للانطباع السائد حول ما يسمى «استقلال اسرائيل».

د. أحمد الخميسي

: وداعـــــــــــــــــــــا .. أيتماتوف شيماء المنسي : خطاب يطالب «القضاة» بمحاسبة الرئيس ووقفه عن العمل بسبب تصدير الغاز لإسرائيل

إسلام أونلاين:أوباما يعتذر لمحجبتين عن إخراجهما من الكادر
 

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 

 
 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 20 جوان 2008

عبد الكريم الهاروني : مرة أخرى في دائرة الإستهداف..!

 

 

يتواصل اضطهاد السجين السياسي السابق عبد الكريم الهاروني ، فقد تم صباح اليوم اصطحابه عنوة إلى مقر منطقة قرطاج بعد أن تمت محاصرة منزل عائلته بأعداد كبيرة من أعوان البوليس السياسي ، و قد تم تعمد السعي لترهيبه و الضغط عليه باحتجازه مدة 7 ساعات دون إعلامه بموجب  » استدعائه   كرها  » أو توجيه أي سؤال له ، و في نهاية اليوم تمت مساءلته بخصوص نشاطه الحقوقي و حديثه لوسائل الإعلام و طولب بإمضاء التزام بالتوقف عن أي نشاط عام و عن الإتصال بأي  » جهات أجنبية  » ، و قد رفض الهاروني الإمضاء متمسكا بالتمتع بحقوقه كمواطن يعبر عن رأيه في كل المسائل التي تهم البلاد و أكد أن الجهات الأجنبية التي يتصل بها هي القنوات الفضائية التي تبادر بمحاورته  و المنظمات الحقوقية التي تهتم بالشأن التونسي . و الجمعية إذ تطالب بوضع حد لمحاصرة عبد الكريم الهاروني و زملائه من المساجين السياسيين المسرحين ، فهي تذكر بأن معاملة المسرحين باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية من شأنه الإساءة لسمعة البلاد و خرق الدستور الذي يمنع التمييز بين المواطنين ..       عن الجمعيـة نائب الرئيـــــــــــــــــس  الأستاذ عبد الوهاب معطر


 
أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “  
“الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“     الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr Vérité-Action ONG   Suisse   Case Postale 1569 Fribourg  تونس / فريبورغ  في 20 جوان 2008

حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » : من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..! ( اليوم الثالث )

 

يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه .. و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم  و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ  » سياسة القتل البطيء  » .. لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من …القرن !الماضي .. إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا  » الموت البطيء  »  أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر AISPPسجناء  » مساجين العشريتين  » ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين   ( سويسرا ) ، Verité-action و جمعية و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم …من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان . كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية  أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلات

عن الجمعيـة الدولية لمساندة المساجين السياسيين                                  Verité-action عن جمعية :       

 الرئيـــــــــــــــس                                                                       الرئيــــــــــــــــــس                                                     

الأستاذة سعيدة العكرمي                                                                     صفوة عيسى 

2 . رضا البوكادي :

 بطاقة تعريف سجنية * الاسم و اللقب : رضا البوكادي * تاريخ الولادة ومكانها : 1964 تونس * المستوى التعليمي:جامعي * المهنة : مهندس * الحالة الاجتماعية  تعرضت زوجته ابان فترة اختفائه الى ضغوطات كبيرة بلغت حد تعذيبها سنة 1991وتم ايقافها مرارا عدةحتى تم اكراهها على الطلاق  ولهما ابن و بنت . * تاريخ الدخول للسجن : 03 اوت 1996 * الحالة الصحية :  لم تنفك حالته الصحية تتدهور يوما بعد يوم  بسبب الإهمال و العقوبات القاسية و ظروف الإقامة اللاإنسانية ،  لديه مرض نادريتمثل في نوع من الالتهاب الحاد للكلى واسمه الطبي syndrome nephrotique ويسبب هشاشة في جهاز المناعة وضعف مقاومة الجسد للامراض والجراثيم ويتطلب نظام حمية  غذائية خاصا وصارما  مما جعل تنفيذ الخطة العلاجية  التي وضعها الفريق الطبي  بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة يتاجل مرارا كثيرة لعدم قابلية نجاحها اصلا في ظروف السجن الحالية .. وهو مصاب ايضا  باضطراب دقات القلب وقرح المعدة  وروماتيزم العظام وحذر الطبيب المعالج له بمستشفى شارل نيكول يوم 17 جويلية 2007 من انه مهدد بجلطة .. * الحكم : مدى الحياة و 3 سنوات  * السجن الحالي : المرناقية * العنوان : حي النصر تونس عانى السيد رضا البوكادي من قسوة ظروف الاقامة المطولة جدا بالعزلة  ورغم حالته الصحية الحرجة خاض اضرابات كثيرة عن الطعام دفاعا عن كرامته والحصول على حقه في العلاج والدواء او الحمية الغذائية  كما كان عرضة لاعتداءات وحشية على غرار ما تم على يد الوكيل حارس السجون  ببرج العامري  المدعو  عبد الحميد الدريدي  في 13/02/2007 وخلف له اضرارا بليغة  ولم تجده الدعوى القضائية المرفوعة نفعا رغم مقابلته لوكيل الجمهورية اثر اضرابه الاحتجاجي وقتئذ  فقد تم حفظ القضية لعدم ..كفاية الأدلة ..! نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين  : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية .. أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه …. حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم …!  (  يوما الأحد و الإثنين : للتضامن مع سجين الرأي نور الدين العرباوي  )

حملة الإفراج عن  » مساجين العشريتين

 


أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين   نهج الجزيرة تونس43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 20   جوان 2008 كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب  » : بعد جلسة دامت أكثر من 14 ساعة :

ختم الترافع في  قضية الشيخ الضرير الخطيب البخاري .. !

 

 

 * نظرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف  بتونس برئاسة القاضي  المنوبي حميدان اليوم الجمعة 20 جوان 2008  في : * القضية عدد 10600  التي يحال فيها كل من : خطيب البخاري( مولود في 30/08/1955 ) ،  و العيد الجوادي( مولود في 14/11/1975 )  ، و حافظ الصمودي( مولود في 17/05/1983 ) ،  و حسيب الشابي ( مولود في 06/06/1984 ) ، و رمزي البريني ( مولود في 30/01/1985 ) ، و سامي القديري( مولود في 02/03/1976 )   و عبد الجليل العلياوي ( مولود في 27/06/1984 )  و عبد السلام بالي( مولود في 09/06/1984) ،  و علي العافي( مولود في 03/06/1977 )  ، و غسان سليان ( مولود في 17/07/1987 ) ، و القمودي حمد ( مولود في 16/08/1981 ) ، و مختار العكوري ( مولود في 23/10/1985 )  و مراد السعدي ( مولود في 15/07/1986 ) ، و نجم الدين البرقوقي( مولود في 06/03/1979 )  ، و نور الدين الهريش ( مولود في 16/12/1985 ) ، و محمد علي الحرشاني ( مولود في 04/05/1971 ) ، و الحبيب الحفصي( مولود في 12/01/1984 ) ،  و رمزي الرمضاني( مولود في 18/04/1977 )   و علي العمري ( مولود في 09/02/1983 )  بموجب قانون 10 ديسمبر 2003  » لمكافحة الإرهاب  » ، و تضمنت لائحة الإتهام تهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و استعمال اسم و كلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بأعضائه و بنشاطه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات و التجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ووضع خبرات على ذمة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و توفير معلومات لفائدتهم بقصد المساعدة على ارتكاب جرائم إرهابية و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و المساعدة على إيوائهم و إخفائهم و العمل على ضمان فرارهم و التبرع و جمع أموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيم و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في ذلك ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة  عبادة الكافي و عبد الفتاح مورو و عبد الرؤوف العيادي و المختار الجلالي و كمال الحامدي و بوبكر بن علي و سمير بن عمر و العياشي الهمامي  و سمير ديلو   ، * و القضية عدد 11255 التي يحال فيها كل من : حمزة القابسي و خالد مولاي علي و قيس جفالي و بدر الدين كيد و محمد علي الدريدي و حمزة بوبكر و نوفل ساسي و ياسين خليفي و أيمن الوسلاتي و نادر الغربي ، بتهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال اسم و كلمة ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و  الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة : شكري بلعيد  و كلثوم الزاوي وأحمد نجيب الشابي و الطيب الشابي و هشام بلحاج حميدة ، * و القضية عدد 11410 التي يحال فيها كل من : عدنان القناوي و أيمن العبادي و لسعد الحبيب و خليل السعيداني و جمال الخلايفي و و أنيس الغربي و ماهر يعقوبي و صفوان عابدي و علي السعيدي و بلال المديني و إبراهيم المالكي و حامد الهمامي   بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه و إعداد محل لاجتماع و إيواء أعضاء وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في الإنضمام خارج تراب الجمهورية إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية وخارجه ، و قد تم الترافع في كل هذه القضايا و قرر القاضي إثر ذلك حجزها  للتصريح بالحكم إثر المفاوضة . عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو


 
“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين   نهج الجزيرة تونس43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 21 جوان 2008 كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب  » :

بعد جلسة دامت 14 ساعة ..و مفاوضة دامت ليلة كاملة :  إقرار الحكم الإبتدائي بسجن الشيخ الضرير الخطيب البخاري.. و الحكم على ابنه بعدم سماع الدعوى  .. !

 

 

 * أصدرت  الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف  بتونس برئاسة القاضي  المنوبي حميدان  صباح اليوم السبت  21 جوان2008  ( بعد مفاوضة دامت كامل الليل  .. )   أحكاما في : * القضية عدد 11258   قاضية بـ   : الحط من العقاب المحكوم به على كل من: عبد الجليل العلياوي ( مولود في 27/06/1984 )  و حافظ الصمودي( مولود في 17/05/1983 )  و سامي القديري( مولود في 02/03/1976 )   و مختار العكوري ( مولود في 23/10/1985 )  ، و نجم الدين البرقوقي( مولود في 06/03/1979 )  و علي العمري ( مولود في 09/02/1983 )  من 8  إلى 6 أعوام  . إقرار الحكم بالسجن مدة  6 أعوام  لـ : رمزي البريني ( مولود في 30/01/1985 ) و غسان سليان ( مولود في 17/07/1987 ) و محمد علي الحرشاني ( مولود في 04/05/1971 ). إقرار الحكم بالسجن مدة  4 أعوام  لـ :  علي العافي( مولود في 03/06/1977 )   و الحبيب الحفصي( مولود في 12/01/1984 ) ،  و رمزي الرمضاني( مولود في 18/04/1977 )   إقرار الحكم بالسجن مدة  3 أعوام  لـ :  خطيب البخاري( مولود في 30/08/1955 ) : و اعتبار جريمة عدم إشعار السلط ذات النظر فورا بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية مندمجة في جريمة  إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية .  إقرار الحكم بالسجن مدة عام واحد لـ : العيد الجوادي( مولود في 14/11/1975 )  و حسيب الشابي ( مولود في 06/06/1984 ) و القمودي حمد ( مولود في 16/08/1981 ) و مراد السعدي ( مولود في 15/07/1986 ) و عبد السلام بالي( مولود في 09/06/1984)  : من أجل عدم إشعار السلط ذات النظر فورا بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية . و حمل المصاريف القانونية على المحكوم عليهم و استصفاء المحجوز ، ووضع المحكوم عليهم تحت المراقبة الإدارية مدة 5 سنوات . و إقرار الحكم  بعدم سماع الدعوى : في حق أسامة بن خطيب البخاري . و إذ تؤكد الجمعية ، بعد متابعتها لكامل أطوار القضية ،  أن المحاكمة لم تكن عادلة و أن الأحكام كانت بالغة القسوة و غير مبررة إطلاقا بالنظر  لخلو الملف من أي أدلة اتهام أو محجوزات  فإنها تعتبر إقرار الحكم بالسجن لمدة 3 سنوات على شيخ ضرير لم يرتكب أي جريمة ، سوى إبداء رأيه في مسائل فقهية و عقائدية ، إمعانا في التشفي و الإنتقام   ، و تطالب بإطلاق سراحه فورا   كما تجدد الدعوة لإلغاء قانون 10 ديسمبر 2003  » لمكافحة الإرهاب  »  اللادستوري..!   * و القضية عدد 11255 التي أحيل فيها كل من : حمزة القابسي و خالد مولاي علي و قيس جفالي و بدر الدين كيد و محمد علي الدريدي و حمزة بوبكر و نوفل ساسي و ياسين خليفي و أيمن الوسلاتي و نادر الغربي ، بتهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال اسم و كلمة ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و  الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه ، و قرر القاضي إقرار الحكم الإبتدائي  .   * و القضية عدد 11156  التي أحيل  فيها كل من :جمال بوقيمة و بسام الجراي و الطاهر ضيف الله و عادل الأشيهب و صلاح الدين المسعودي و محمد المحمودي و زيد شنينة و علي غريميل و التهامي بالضياف و نبيل السعداوي ، بتهمة الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي و قرر القاضي الحط من العقاب المحكوم به على كل واحد من المتهمين إلى 3 سنوات  .   * و القضية عدد 11410 التي أحيل فيها كل من : أمين الونيسي و طارق الهمامي و محمد المحمودي و محمد الناجم بالضيافي و العيد اللباوي ، و قرر القاضي الحط من العقاب المحكوم به على كل من طارق الهمامي و محمد المحمودي إلى 6 أعوام ، و الحط من العقاب المسلط على على كل من محمد الناجم بالضيافي و العيد اللباوي  إلى عامين اثنين و إقرار الحكم الإبتدائي في ما زاد على ذلك .  . عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو


 

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي: بيــــــــــــــــــــــــــان

 

 

  تتابع اللجنة بانشغال كبير الحصار الأمني الذي يخضع له كل السادة عدنان الحاجي وبشير العبيدي وعادل جيار حيث ترابط قوات الأمن بتشكيلاتها المختلفة حول منازلهم من كل النواحي ، وتخشى اللجنة أن يكون هذا الحصار مقدمة لإجراءات أخرى ضدهم. كما أعلمنا السادة المحامون أن الأسماء الثلاثة مع مجموعة أخرى من النقابيين -منهم السيد الطيب بن عثمان – قد وقعت الإشارة إليها في المحاضر أثناء اطلاعهم عليها عند حضورهم التحقيق إلى جانب الموقوفين اليوم – 12 موقوفامن الرديف ،  حيث نسبت إليهم تهما جنائية  خطيرة منها ، تكوين عصابة مفسدين، تكوين وفاق جنائي ، الاعتداء على موظف أثناء أداء عمله….. إلى ذلك طالب المحامون الذين حضروا التحقيق اليوم بعرض موكليهم الموقوفين  على الفحص الطبي ، حيث أكد العديد منهم  التعرض  للتعذيب أثناء الإيقاف. واللجنة التي مافتئت تؤكد رفضها المعالجة الأمنية تدعو السلطة : ·فك الطوق الأمني ومواصلة الحوار مع هؤلاء النقابيين الذين طالما تحاورت معهم السلطة سوى في إطار لجنة التفاوض أو بصفة فردية حول تهدئة الأوضاع. ·إطلاق سراح كل الموقوفين وفتح تحقيق في قضايا التعذيب التي تواترت في محاكمات الحوض المنجمي. ·رفع الحصار الأمني المفروض على مدينة الرديف- والمدن الأخرى-  منذ بداية التحركات. ·فتح تحقيق جدي في حوادث إطلاق النار على المحتجين وتجريم المتسبب فيها. ·الإسراع بحل القضايا الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الحوض المنجمي ومنها قضايا التنمية والبطالة والبيئة. وان تقدر  اللجنة الوطنية عاليا  ما يقوم به السادة المحامون من تضحيات من اجل الدفاع عن كل الموقوفين وما واجهوه من صعوبات وتضييقات منذ بدء المحاكمات في قفصة ، فإنها تدعو بقية مكونات المجتمع المدني – من أحزاب ومنظمات – إلى مزيد الدعم والمساندة لأهالي الحوض المنجمي المحاصرين.  21 جوان    2008 عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي مسعود الرمضاني


 
 

صحيفة « الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 457 بتاريخ 20 جوان 2008

http://pdpinfo.org/PDF/457.pdf

صحيفة « الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 456 بتاريخ 13 جوان 2008

http://pdpinfo.org/PDF/456.pdf

صحيفة « الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 455 بتاريخ 6 جوان 2008

http://pdpinfo.org/PDF/455.pdf      

 

ماذا حدث في التجمع النقابي  بساحة محمد علي يوم 20  جوان  2008 لمساندة انتفاضة الحوض المنجمي

 
شهدت اليوم 20 جوان 2008 ساحة محمد علي بالمقر المركزي للإتحاد العام التونسي تجمعا نقابيا وشبابيا مساندا لانتفاضة الحوض المنجمي وقد عبر فيه النقابيون والشباب الحاضر عن وقوفهم إلى جانب نضالات مواطني البلدات المنجمية وتنديدهم بالمحاصرة التي تخضع لها بلدة الرديف وبالمطاردات التي يتعرض لها شبابها وبالمحاكمات وكل الانتهاكات في حق مواطني الحوض المنجمي وطالبوا بوقف كل هذه الاعتداءات وتلبية مطالب المنتفضين. كما عبر الحاضرون على أن اجتماعهم هو تلبية للنداء الذي كان صدر عن الاجتماع السابق الذي وقع قبل أسبوع وانتظم لنفس الغرض. في التجمع أيضا ندّد المتدخلون بموقف البيروقراطية النقابية وطالبوا هياكل الإتحاد العام التونسي للشغل وكل النقابيين بضرورة تحمل مسؤوليتهم في مساندة مواطني الحوض المنجمي المساندة الفعالة وتجاوز واقع التسليم وحالة السلبية التي هم عليها كما أشاروا إلى مواقف المعارضة الديمقراطية والتي أكتفت إلى اليوم بمساندة نضالات الحوض المنجمي بالبيانات والاجتماعات وأمسكت عن كل فعل ميداني تعبوي وطالبوا هذه المعارضة بضرورة الارتقاء في مساندتها إلى مستوى تضحيات ومطالب أهالي الحوض المنجمي. تونس في 20 جوان 2008 بشير الحامدي


 
 

السبيل أون لاين نت بسم الله الرحمان الرحيم المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح – الحلقة الثانية قراءة وتقويم القرآن لغزوة بدر

 

r
كان الاعتراض الرئيسي عما نشرته في الفترة الأخيرة أنه كان علنيا، في موضوعات الأصل فيها – حسب رأي إخواني المعترضين – أنها خاصة بحركة النهضة وأبنائها. وكان ردي دائما أن حركة النهضة تَحمّلت أمانة إحياء المشروع الإسلامي ، وهذه قضية عامة وليست خاصة ولا حزبية ، وتحويلها إلى قضية حزبية أو خاصة بفئة ، هو انحراف خطير على المشروع الإسلامي ، يتحول به من كونه هو غاية وجود الحركة ، وكون الحركة وسيلة لخدمته ، إلى كونه وسيلة لخدمة الحركة . وهذا ما انزلقت إليه حركة النهضة ، الأمر الذي أصبح يقتضي التوبة والتصحيح كما بينته في الحلقة الثامنة من حلقات « حتى لا يشوش على واجبي الشرعي » .   إنه لم يعد لنا مناص بعد كل التطورات والمنزلقات الحاصلة إلا الرجوع إلى هذا الأصل (العمل في العلن ومع الجمهور المسلم التونسي). ورغم أن هذا هو في أصله بديهي ، ومن طبيعة الدعوة ورسالة الله إلى عباده ، فإن ما اعتراه من تلبيس خطير جعل الاعتراض على ما كتبته على الملأ شديدا من العديد من إخواننا ، الأمر الذي أصبح يفرض بيان هذه البديهية وتأصيلها من خلال قرآننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم . وسيكون ذلك في سلسلة من الحلقات – إن شاء الله – تحت عنوان « المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح ».    وقد تقدمت الحلقة الأولى التمهيدية من هذه السلسلة في ركائز هذا المنهج ، وفيما يلي الحلقة الثانية منها ، وسنخصصها بإذن الله تعالى إلى  قراءة وتقويم القرآن لغزوة بدر التي استقينا منها ومن أمثالها منهجنا المتحدث عنه في هذه السلسلة .   تقديم القرآن لخواتيم ومقدمات غزوة بدر:   كانت لغزوة بدر مقدمات قبل الحرب، وهي تلك التي عاشها أصحاب بدر، عندما فاتت العير التي خرجوا لها، ووجدوا أنفسهم أمام عرض الحرب . وكانت لها بعد نهاية الحرب أيضا خواتيم تمثلت خاصة في الأنفال وفي الأسرى . وقد قدم القرآن كل ذلك في الآيات التالية:   1 – قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (1) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون (8)}(الأنفال1- 8).   2 – وقال تعالى:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيم (68)} (الأنفال 67 – 68)   ومثل هذه المقدمات والخواتيم يمكن أن نرى منها بشكل واضح المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح   خطيئة الأنفال   لقد وردت العديد من الروايات التي تصور الجو الذي تنزلت فيه آيات الأنفال . . ولقد يدهش الإنسان حين يرى أهل بدر يتكلمون في الغنائم ; وهم إما من المهاجرين السابقين الذين تركوا وراءهم كل شيء , وهاجروا إلى الله بعقيدتهم , لا يلوون على شيء من أعراض هذه الحياة الدنيا ; وإما من الأنصار الذين آووا المهاجرين , وشاركوهم ديارهم وأموالهم , لا يبخلون بشيء من أعراض هذه الحياة الدنيا أو كما قال فيهم ربهم: (يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا , ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة). .   ولكننا نجد بعض التفسير لهذه الظاهرة في الروايات نفسها . لقد كانت الأنفال مرتبطة في الوقت ذاته بحسن البلاء في المعركة ; وكانت بذلك شهادة على حسن البلاء ; وكان الناس – يومئذ – حريصين على هذه الشهادة من رسول الله [ ص ] ومن الله سبحانه وتعالى , في أول وقعة يشفي فيها صدورهم من المشركين ! . . ولقد غطى هذا الحرص وغلب على أمر آخر نسيه من تكلموا في الأنفال حتى ذكّرهم الله سبحانه به , وردهم إليه . . ذلك هو ضرورة السماحة فيما بينهم في التعامل , والصلاح بين قلوبهم في المشاعر ; حتى أحسوا ذلك في مثل ما قاله عبادة بن الصامت – رضي الله عنه -: » فينا – أصحاب بدر – نزلت حين اختلفنا في النفل , وساءت فيه أخلاقنا , فنزعه الله من أيدينا , فجعله إلى رسول الله [ ص ] . .  » .   ولقد أخذهم الله سبحانه بالتربية الربانية قولاً وعملاً . نزع أمر الأنفال كله منهم ورده إلى رسول الله [ ص ] حتى أنزل حكمه في قسمة الغنائم بجملتها , فلم يعد الأمر حقاً لهم يتنازعون عليه ; إنما أصبح فضلاً من الله عليهم ; يقسمه رسول الله بينهم كما علمه ربه . . . وإلى جانب الإجراء العملي التربوي كان التوجيه المستطرد الطويل , الذي بدأ بهذه الآيات , واستطرد فيما تلاها كذلك : (يسألونك عن الأنفال ، قل:الأنفال لله والرسول ، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم , وأطيعوا الله ورسوله , إن كنتم مؤمنين).             (في ظلال القرآن م 3 ص 1473)   كشف حقيقة ما في قلوب وعقول أصحاب بدر على الملأ أمام مفاجأة الحرب    بعد ذلك يأخذ سياق السورة في الحديث عن الموقعة التي تخلفت عنها تلك الأنفال التي تنازعوا عليها، وساءت أخلاقهم فيها – كما يقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه في خلوص وصراحة ووضوح – ويستعرض مجمل أحداثها وملابساتها، ومواقفهم فيها ومشاعرهم تجاهها.   ولم يكن ما قاله أبو بكر وعمر والمقداد وسعد بن معاذ رضي الله عنهم من قول حسن كما فصلت الروايات هو مقالة جميع الذين خرجوا من المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد كره بعضهم القتال , وعارض فيه , لأنهم لم يستعدوا لقتال , إنما خرجوا لملاقاة الفئة الضعيفة التي تحرس العير ; فلما أن علموا أن قريشاً قد نفرت بخيلها ورجلها , وشجعانها وفرسانها , كرهوا لقاءها كراهية شديدة , هي هذه الكراهية التي يرسم التعبير القرآني صورتها بطريقة القرآن الفريدة:  (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون , يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون)!    عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة: » إني أخبرت عن عير أبي سفيان بأنها مقبلة , فهل لكم أن نخرج قِبل هذه العير لعل الله أن يغنمناها ?  » فقلنا:نعم . فخرج وخرجنا . فلما سرنا يوماً أو يومين قال لنا: » ما ترون في قتال القوم ? إنهم قد أخبروا بخروجكم !  » فقلنا:لا والله ما لنا طاقة بقتال العدو , ولكنا أردنا العير ! ثم قال: » ما ترون في قتال القوم ?  » فقلنا مثل ذلك:فقال المقداد بن عمرو:إذن لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون . . . فتمنينا – معشر الأنصار – أن لو قلنا كما قال المقداد بن عمرو أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم ! قال: فأنزل الله على رسوله الله صلى الله عليه وسلم:(كما أخرجك ربك من بيتك بالحق , وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون)…   هذا ما حاك في نفوس فريق من المسلمين يومئذ , وما كرهوا من أجله القتال , حتى ليقول عنهم القرآن الكريم: (كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون). . وذلك بعد ما تبين الحق , وعلموا أن الله وعدهم إحدى الطائفتين وأنه لم يبق لهم خيار بعدما أفلتت إحدى الطائفتين وهي – العير – وأن عليهم أن يلقوا الطائفة الأخرى , وقد قدّر الله لهم لقاءها وقدّر أنها ستكون لهم . كانت ما كانت . كانت العير أو كانت النفير . كانت الضعيفة التي لا شوكة لها أم كانت القوية ذات الشوكة والمنعة .   وإنها لحال تتكشف فيها النفس البشرية أمام الخطر المباشر ; ويتجلى فيها أثر المواجهة الواقعية ، على الرغم من الاعتقاد القلبي. والصورة التي يرسمها القرآن هنا جديرة بأن تجعلنا نتواضع في تقديرنا لمتطلبات الاعتقاد في مواجهة الواقع ; فلا نغفل طاقة النفس البشرية وذبذباتها عند المواجهة ; ولا نيأس من أنفسنا ولا من النفس البشرية جملة حين نراها تهتز في مواجهة الخطر – على الرغم من طمأنينة القلب بالعقيدة – فحسب هذه النفس أن تثبت بعد ذلك وتمضي في الطريق , وتواجه الخطر فعلاً , وتنتصر على الهزة الأولى ! . . لقد كان هؤلاء هم أهل بدر , الذين قال فيهم رسول الله الله صلى الله عليه وسلم: « وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر اطلاعة , فقال:اعملوا ما شئتم , فقد غفرت لكم  » . . وهذا يكفي . .   ولقد بقيت العُصبة المسلمة تود أن لو كانت غير ذات الشوكة هي التي كتب الله عليهم لقاءها: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم). . هذا ما أرادته العصبة المسلمة لأنفسها يومذاك ، وأما ما أراده الله لهم , وبهم , فكان أمراً آخر: (ويريد الله أن يحق الحق بكلماته , ويقطع دابر الكافرين , ليحق الحق ويبطل الباطل , ولو كره المجرمون).                             ( في ظلال القرآن م 3 ص 1480 – 1481)   خطيئة الأسرى:   يقول صاحب الرحيق المختوم: ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة استشار أصحابه في الأسارى، فقال أبو بكر: يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان ; وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية , فيكون ما أخذناه منهم قوة لنا على الكفار , وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضداً .    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » ما ترى يا ابن الخطاب ?  » قال قلت: والله ما أرى رأي أبي بكر , ولكني أرى أن تمكنّي من فلان – قريب لعمر – فأضرب عنقه , وتمكن علياً من عقيل [ ابن أبي طالب ] فيضرب عنقه , وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه , حتى يعلم الله أن ليس في قلوبنا هوادة للمشركين , هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم ! . .    فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت , وأخذ منهم الفداء . . فلما كان من الغد – قال عمر – فغدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وهما يبكيان . فقلت: ما يبكيك أنت وصاحبك ? فإن وجدت بكاء بكيت , وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ! قال النبي صلى الله عليه وسلم: » للذي عُرض على أصحابك من أخذهم الفداء . لقد عرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة  » – لشجرة قريبة من النبي صلى الله عليه وسلم – وأنزل الله عز وجل:   {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيم (68)} (الأنفال 67 – 68)    محمد شمام للاتصال بي في موضوع هذه الحلقات أوغيرها :  العنوان البريدي : mohacham@gawab.com الهاتف النقال : 0046736309986   وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله وهو الهادي إلى سواء السبيل   والسلام  عليكم ورحمة الله وبركاته  

(المصدر: السبيل أون لاين بتاريخ 21 جوان 2008)


 

لا نريد ضغطا ولا مواجهة ولا إسقاط السلطة نريد مصاااااااااااااااالحة كلامي هذا موجه للسلطة وللغالبية الصامتة من أبناء الحركة والى القيادة الحالية:

 
للسلطة أقول يجب ان تتعامل مع الإسلاميين عموما ومع أتباع حركة النهضة خصوصا لا من خلال الخطاب الرسمي لهذه الموجود في أوروبا  وإنما من خلال التوجه العام الذي يمثله الغالبية الرافضة لهذا المسار للأسباب التالية : وهي أن هذا الخطاب لم يعد يمثل خطاب عموم أتباع هذه الحركة  ولا الجمع الغفير من الذين انسحبوا  أو خيروا  الصمت احتجاجا على السياسة المتبعة هذه السياسة التي تجلت بوضوح في البيانات الرسمية والخطاب الأخير لنائب رئيس الحركة على قناة الحوار حيث تبين ان القيادة الحالية  لا تزال مصرة على خطاب المواجهة والتصادم  مستغلة كل سقطات السلطة وما يحصل الان في بعض المدن من تحركات حتى تجعل منها منطلقا للتهديد والتبشير بقرب زوال السلطة وان موعد سقوط هذا النظام قد اقترب. فرد العموم على خطاب الأخ نائب رئيس الحركة هو التالي: ان هذه السلطة باقية وان كانت لك مطالب فارفعها لمن تنتظر او تبشر بان يحل محلها  فالسلطة قائمة  او اشرب البحر كما يقال المطلوب من السلطة ان لا تتعامل مع هذا الخطاب على انه خطاب الغالبية  وان كان هو الرائج إعلاميا بحكم صدوره من مؤسسات رسمية الا انه ليس هو خطاب العموم بل هو توجه للقلة التي تمارس القيادة في غياب الموقف الجماعي الغالب.  والذي يتحمل غياب الموقف الغالب هم الصامتون. الصامتون هم معظم ابناء الجماعة الذين خيروا الاستقالة المقنعة او البقاء مع التزام الصمت ومقاطعة الجلسات الرسمية احتجاجا على السياسة المتبعة من طرف القيادة الحالية .  لهؤلاء الأحبة نقول ان صمتكم يفسر عند العموم وعند السلطة  بانه تأييد وموافقة على السياسة المتبعة حاليا لذا هي اي السلطة  تتعامل مع خطاب القيادة الحالية على أساس انه خطاب الكل الا من انسحب او عبر عن رايه علانية  . .  لذا أصبح لزاما على الذين اختاروا الصمت ان يخرجوا من صمتهم هذا  الذي لو استمر فهو يزيد القيادة الحالية رسوخا و شرعية  وان نطقوا وغيروا وصدعوا بما يتناولونه في المجالس الخاصة لتغير الحال فبين المصالحة والمواجهة لا توجد منطقة اسمها الضغط السلمي احزموا أمركم أيها الأحبة اما السير في طريق المصالحة وقد تتأخر ثمارها والا فإنكم محسوبون في صف دعاة المواجهة او الضغط السلمي كما يقولون وان كان الواجب التنظيمي  يكبل البعض منكم  اقول لكم وبكل وضوح  : التنظيم هو وسيلة لخدمة المبادئ التي جمعتنا ووحدتنا في صف واحد فالتنظيم وسيلة وليس غاية تعبد .والذين جعلوا للتنظيم قداسة فاقت القداسة الشرعية هم الذين يقفون وراء الخطاب الحالي  والاستمرار على الخطا حتى يتسن لهم في اطار انسحاب  العديد وصمتكم ان يمرروا منهجهم . . اعلموا ان التنظيم جاء ليوحد ويجمع وينظم لخدمة المبادئ اما اذا فرق وشتت ومزق وجلب المصائب وضيع المبادئ يصبح فاقدا للأهلية  فكيف يطاع ؟؟؟ ونسمح للغير ان يجعل منه سيفا مسلطا على كل من أراد الرفض للسياسة المتبعة .  انا لست من دعاة الترميم لان الجسم  عندي قد مات وان كان بعض المتفائلين يقول لم يمت بل هو في غرفة الانعاش نحن نريد بناء جديدا متمسكا بالمبادئ مقاطعا لكل سلبيات  الماضي بعناصر كلها ايمان بالمصلحة والتقارب مع السلطة لخدمة الوطن  وان كان من بيننا من يحمل الوجهين نقول لا مكان لكم بيننا فانتم ايها الصامتون صمتكم  يجعلني اوجه اليكم اصبع الاتهام ان لم اتهمكم بالمشاركة في صياغة التوجه الحالي اتهمكم بتأييده . القيادة الحالية : لا اتهمكم في دينكم ولا في إخلاصكم للدين لكن اتهمكم  بالاستمرار على الخطا و بعدم حسن اختيار المنهج الاسلم . واعلموا أن الأغلبية التي اوصلتكم للقيادة هي منقوصة  قد تصل الى درجة التشكيك في هذه الشرعية  فمواصلتكم للعمل  بمن تبقى هو خير دليل على النقصان. لا يمكن الجمع بين دعوة المصالحة والبيانات والتصريحات  المبشرة بقرب سقوط السلطة وتبشير الشعب بان الحركة عادت وهي قوية ومستعدة للمشاركة مع المعارضة لإسقاط السلطة  هذه احلام افيقوا واعلموا ان ابناء الحركة والإسلاميين عموما المتمسكين بمنهج الحركة السلمي لن يصدقوا قولكم فقد جربوا هذه العنتريات التي ماحصدنا منها الا الشوك والألم .لا نريد مضيعة للوقت ولا نريد مغامرات خيالية  فحالكم كحال هذه المعارضة المصطنعة الفاشلة  التي تريدون التحالف معها وهي لا تستطيع حك جلدها الا بإصبع السلطة. في نظري خطوة تجاه السلطة لرفع الحجب والغمامة خير من الف لقاء مع معارضة تريد رحيل السلطة  فهذه السلطة التي تقزمونها هي نفسها التي تستجديها المعارضة وتتملق اليها كي تعطيها نصيبا هذه السلطة هي نتاج عمل شيد منذ سنوات  فهي متينة ولها شرعية تاريخية قد منحها اياها الجميع بما فيهم حركة النهضة انظروا الى الأمام  وليكن عندكم بعد نظر  فالشعب لا يريد منكم ان تنقذوه ولا ان تبشروه بزوال السلطة لان لسان حاله يقول: أنقذوا أنفسكم أولا. نحن دعاة التقارب وطي صفحة الماضي والنظر للمستقبل نريد: 1-   من السلطة ان لا تتعامل مع التصريحات الصادرة من قيادة الحركة في أوروبا على أساس أنها مواقف جميع الإسلاميين وأتباع الحركة إذا استثنين الصامتون ومزيدا من التسامح يشرح الصدور. 2-   نقول للصامتين إنكم معتبرون ومحسوبون على مواقف القيادة الحالية وان كان لسان حالكم الرفض  عليكم ان تخرجوا من هذا الصمت. 3-    نقول لمن جعل من التنظيم عقيدة  ان هذه الوسيلة لإخماد الصوت الرافض لا يتبعها إلا ضعيف الإيمان ولا يصدقها الا من هو اضعف منه .  ونقول لهم ايضا حالنا هو ما  جنيناه على أنفسنا وما جناه علينا احد  بدل ان تصبوا جم غضبكم على السلطة توجهوا للمسبب الحقيقي والمباشر. 4-   أيها الأحبة نريد أن نقترب من السلطة ونطوي صفحة الماضي معتمدين كل السبل الشرعية الدينية  لا » الشرعية التنظيمية » من اجل التقارب والتصالح , لنبين للجميع أننا لسنا دعاة  انقضاض على السلطة ولا دعاة للتصادم والمواجهة  حتى وان كانت تحت غطاء » الضغط السلمي » كما يحلو للبعض تسميته. إننا لا نمانع ان يحكم تونس بن علي حتى مدى الحياة المدة لا تعنينا بقدر ما يعنينا التقارب وان نعامل كمواطنين لنا حقوق وعلينا واجبات نؤدي واجبنا ونطالب بحقنا ان تحصلنا عليها فحمدا لله وان تأخر نصبر ونذكر. وأملنا أننا سنلتقي يوما على أرضية خدمة الوطن الذي هو للجميع. والله من وراء القصد بوعبدالله بوعبدالله – سويسرا

الإعلام والفضائيات العربية ودورها في انتاج الحرية

مينار: بعض القادة العرب منزعجون من دور الفضائيات الإخبارية محمد كريشان: بعض الأجهزة الأمنية العربية تتدخل بشكل مفضوح في وسائل الإعلام قيس العزاوي: وثيقة وزراء الإعلام العرب تهدف إلى خنق الحريات ابراهيم هلال: على الفضائيات العربية المرور من مرحلة الرأي والرأي الآخر إلى خدمة مصلحة المواطن أيمن جاب الله: يجب أن نتعامل مع الوثيقة على أنها فاشلة ومعادية للصحفيين  

 
محمد فوراتي   تثير كثرة الفضائيات العربية وعلاقتها بالحرية والديمقراطية ومستقبل الإنسان العربي الكثير من الجدل في العالم العربي منذ مدة، توسعت خاصة بعد إقرار وزراء الإعلام العرب وثيقة لبث تنظيم البث الفضائي العربي اعتبرها الصحفيون محاولة غير مجدية لتكميم أفواههم، في حين اعتبرها آخرون ضرورة لتنظيم فوضى الفضائيات. وسال حبر كثير حول دور الفضائيات خاصة والإعلام عامة في التأثير على الرأي العام والنشء، في الوقت الذي تسلط فيه الضغوطات والانتهاكات ضد عدد من الصحفيين والمؤسسات الصحفية والفضائيات العربية مما جعل علاقة الحكومات العربية بالمجال الإعلامي متوترة يحكمها التوجس والتخوف والريبة. هذا الموضوع الشائك كان محل نقاش وبحث في الجلسة الاولى التي نظمتها المؤسسة العربية للديمقراطية بالتعاون مع مركز الدوحة لحرية الإعلام أول أمس بمشاركة عدد من الإعلاميين العرب والخبراء والحقوقيين الذين أطلقوا صيحة فزع حول واقع الإعلام العربي المتخلف قياسا بما يحدث في العالم وبالتسارع الكبير الذي يشهده التطور الفضائي والاتصالي والتكنولوجي الذي سيجعل من الصعب على الدول العربية اللحاق بركب الامم المتطورة والاستفادة من الفورة الكبيرة في عالم الفضائيات. وطالب المشاركون في الجلسة الحكومات بفهم دور الأعلام في العصر الحديث ورفع اليد عن المؤسسات الإعلامية لتقوم بدورها. كما طالبوا رجال الإعلام والمؤسسات والنقابات الصحفية بالتحرك للدفاع عن حرية التعبير والصحافة وكرامة الصحفي واستقلالية المؤسسات والفضائيات العربية التي تواجه ضعوطات متواصلة توجت بوثيقة تنظيم البث الفضائي العربي.   حوار متواصل   وافتتح المؤتمر السيد محسن مرزوق الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية مؤكدا أن هذه المصافحة الأولى لمجلس المؤسسة اخترناها حول موضوع الإعلام والفضائيات العربية ودورها في انتاج الحرية، خاصة ونحن نشهد طفرة فضائية تحتاج إلى حوار جدي للبحث عن دورها وتأثيرها وعلاقتها بالتنمية والديمقراطية. ومن المصادفات أن هذا الإجتماع يتم بالتوازي مع اجتماع وزراء الإعلام العرب في القاهرة للبحث عن آليات تطبيق وثيقة تنظيم البث الفضائي العربي المثيرة للجدل. وتساءل مرزوق: هل نحن محتاجون فعلا في المنطقة العربية إلى قانون جديد لتنظيم الإعلام والفضائيات خصوصا؟ وماذا عن المواثيق الإعلامية ودورها ؟ ثم ما دور الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في نشر ثقافة الحرية. وهل الصورة التي تحملها الفضائيات العربية قادرة على المساهمة في حركة التنوير العربية ؟ وهي أسئلة ستقودنا حتما إلى الحديث عن العلاقة بين الإعلام والمواطن والسلطة والثقافة. وبدأت بعض الأسئلة في التناسل والتكاثر مع مداخلة السيد عبد العزيز آل محمود الذي أكد أن المقاربة تحتاج منا للحديث عن المؤسسات الإعلامية في كل من الدول الديمقراطية ودول العالم الثالث ومنها الدول العربية. ويؤكد آل محمود أن دور رئيس التحرير أو مدير الفضائية في الدول العربية هو في الأغلب منصب سياسي يعين من قبل المسؤولين في الدولة لينفذ سياسات الدولة. وربما يأتي هذا المسؤول في دول عربية من الجهاز الرقابي أو الجهاز الأمني. ثم قال: أن عدد الفضائيات العربية حسب اتحاد إذاعات الدول العربية يصل إلى 414 قناة منها 63 قناة حكومية و315  وهو ما يجعل دورها خطيرا خاصة وأن هناك اتجاه الآن إلى منح الخواص دور في انشاء وبعث محطات فضائية. وحول المستقبل قال عبد العزيز آل محمود قال أن المرحلة المقبلة ستشهد قنوات شاملة مسيطرة وقنوات مختصة. ورغم ذلك فإن وسائل الإعلام عموما في العالم العربي تبقى مكملة لشكل الدولة العام (مثل القنوات الرسمية) وهذه القنوات لا يشاهدها أحد ولكنها تواصل عملها كمكملة للزي الرسمي. وهذا الأمر يدل على أن الحكومات العربية لم تستوعب بعد دور الإعلام والفضائيات وان مثل هذه السياسة الإعلامية انتهى دورها. ثم إن الحكومات العربية حسب مختلف هذه المؤشرات ليس لها رسالة إعلامية واضحة فهي مازالت بعيدة عن مشاغل المواطن وأصبحت بيد متنفذين ماليين وهم عادة يسايرون الحكومات. ورغم هذه الصورة القاتمة للإعلام الرسمي فإن « تسونامي » وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال ضربت القدرة الرقابية على الإعلام وقللت كلفة وسائل الإعلام الصغيرة، وأتاحت الفرصة لذوي المصالح والأفكار للتعبير عن تفكيرهم ومثال العراق ليس ببعيد عنا فهناك فضائيات تمثل كل الأحزاب والطوائف والمذاهب. كما ظهرت المواقع والمدونات الشخصية على الأنترنت وأصبحت مصدرا مهما للإعلام. وقال عبد العزيز آل محمود أن المستقبل سيشهد علاقة وثيقة بين الإعلام والاقتصاد ومن يملك المعرفة مستقبلا سيتحكم في الإقتصاد. مؤكدا أن هناك تطورا وتسارعا كبيرا في تطور المشهد الاتصالي والفضائي يجعل من الصعب التكهن بتفاصيل المشهد. فما قدمته قناة الجزيرة مثلا في المرحلة الماضية على ريادته سيصبح قديما ويحتاج إلى الابتكار والتجديد. كما أسوق مثال « الفيس بوك »  الذي أثار ضجة في مصر وهو من وسائل الإعلام الجديدة التي أصبح لها سطوة كبيرة على الشباب. ولكن الدول العربية تبقى متخلفة في الاستفادة أيضا من الشبكة العنكبوتية فمن ضمن أكثر من 20 دولة في العالم في استخدام الأنترنت ليس فيها دولة عربية واحدة. كما أن الصحف الألكترونية بدأ  يتسع دورها بشكل يمكن ان يخيف أصحاب المطبوعات فقد زاد الإهتمام بها 20 % وبدأت الصحافة الورقية تنتقل إلى الصحافة الألكترونية.   العرب وحرية التعبير   ومن جهته قال روبار مينار ممثل منظمة صحفيون بلا حدود أن وثيقة تنظيم البث العربي التي أطلقها وزراء الإعلام العرب لاحظّ  لها من التطبيق في المستقبل ومنافية للعدالة وللقانون وللمواثيق الدولية التي وقعت عليها الدول العربية. ووصف القرار بأنه فضفاض وأن مبادئ الوثيقة كانت مطاطية ووقع اعتمادها بسرعة غريبة بدون أي فرصة للمراجعة. ونوه بمعارضة قطر لتطبيق هذه الوثيقة. وقال : رغم أن دول عربية سارعت إلى محاولة تطبيق هذه الوثيقة مثل اغلاق قناة البركة في مصر وغلق بث قناة الحوار من النايل سات  فإن معارضتها توسعت رغم أن الكثير من القادة العرب مازالوا منزعجين ومنقبضين من الفضائيات الإخبارية وخاصة قناة الجزيرة. وقال مينار أن ميثاق الشرف يجب أن يهتم به الصحفيون أنفسهم وليس الرؤساء العرب أو الحكومات. وتساءل: كيف يمكن أن نصل في العالم إلى ميثاق شرف لكل الصحفيين؟. وطالب مينار بالقضاء نهائيا عن الخلط بين الصحفي ورجل السياسة وهو أمر ضروري للقضاء على تدخل الحكومات في شأن الصحافة. وختم مداخلته بالتأكيد على أن الدفاع عن حرية الانسان وحرية الصحافة يجب أن يلتقي حولها كل الناس.   تدخل الأجهزة الأمنية   ومن جانبه نبه الدكتور ربيعة الكواري إلى أن مشاكل الإعلام موجودة في كل دول العالم مشيرا إلى أن الإعلام الغربي لا يخلو من التدخل وخدمة مصالح معينة مالية وعسكرية وسياسية. وقال أن قضية الحرية والمسؤولية مهمة جدا ولابدّ من تطبيق مواثيق الشرف العربية في تنظيم البث الفضائي العربي وان قرار قطر بمنح الخواص حق بعث وانشاء المحطات الإذاعية والتلفزيونية مهما جدا في هذا الإطار وهو يفتح الباب أمام التطور. أما محمد كريشان فركز في كلمته على تدخل الأجهزة الأمنية المتضخم في العالم العربي، بل أن هناك تغول كبير للأجهزة الأمنية في تسمية رؤساء التحرير والتحكم والضغط على الصحفيين وبشكل مفضوح، حتى انه أصبح للبعض منها تدخل حتى في التغطية الصحفية ومرافقة الصحفي إلى أماكن عمله ومحاولة توجيهه. كما أن هذه الأجهزة تعمد إلى نشر المقالات غير الموقعة أو يجبر الصحفيون على توقيع مقالات مرسلة من الاجهزة وعادة ما تهاجم نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين وهتك أعراضهم.   بوادر فشل   أكد الصحفي عبد الوهاب بدرخان أن القول بالتوجه للخصخصة في مجال الفضائيات قول نسبي لأن رأس المال جبان بطبيعته وهو تحت تصرف الحكومات ثم ان هذه الرخص تمنح حسب ولاء أصحابها وليس حسب مهنيتهم في الكثير من الدول. وأضاف أن المستقبل يحمل الكثير من المتغيرات المهمة وعلى الاعلام العربي أن يبحث عن المستقبل والصيغة القانونية لحماية الصحفيين والصحافة. فنحن فقط لانريد أن تكون هناك عراقيل أما عمل الاعلاميين.  وعن الوثيقة العربية لتنظيم البث الفضائي قال بدرخان انها مستوحات من العقلية الخشبية للقوانين العربية وان هناك استبلاه لعقول الصحفيين زيادة على المواطنين وانها تحمل ترسانة من الممنوعات. وأكد أن البوادر الأخيرة وخاصة في اجتماع القاهرة المنعقد هذه الأيام تشير إلى بوادر فشل هذه الوثيقة وتراجع الحماس حولها. ولم يعد حسب آخر المعلومات اجماع بين الدول العربية وهو ما يدعونا إلى عدم الخوف من هذه الوثيقة. أما الحقوقي والإعلامي قيس العزاوي فقال أن هذه الوثيقة ربما تحمل بعض الايجابيات مثل الامتناع عن التحريض الطائفي ولكن سلبياتها كثيرة مثل الايحاء بأنها ملزمة ومثل التنصيص على عدم تناول القادة والرموز الوطنية والدينية بالتجريح وهو ما يفتح الباب للكثير من التأويلات ومزيد تكبيل المؤسسات الاعلامية ومنعها من أي نقد. فهذه الوثيقة ذات أهداف سياسية واضحة وليست وثيقة شرف ولم تتم بالتوافق ولم تقع استشارة الاعلاميين حولها. ويمكن القول أن الهدف هو منع المعلومة من التداول وخاصة قناة الجزيرة. فوزراء الإعلام العرب يهدفون إلى خنق الحريات التي ضمتها دساتير حكوماتهم والمواثيق الدولية التي وقعتها الدول العربية. وقال محمد المكي من جهته أن الحكومات العربية وحدها لا تتحمل المسؤولية ولكن بعض المؤسسات الإعلامية تعاني من غياب الشفافية وعدم احترام الصحفيين وحقوقهم المادية والمعنوية وإنسانيتهم. وأضاف أن هناك تياران في العالم العربي الاول يدعو إلى تكميم الأفواه والثاني يدعو إلى مناقشة دور الفضائيات وأثرها على النشء ومن بينها الندوة التي دعت لها الشيخة موزة حول « التحدياتت القيمية ودور الفضائيات السلبي على النشء ».   دور الصحفيين   وتساءل الصحفي ماهر عبد الجليل عن دور الصحفي والمؤسسات الصحفية مؤكدا ان وزراء الإعلام العرب قاموا بدورهم الطبيعي المنوط بهم ولكن الصحفيون العرب لم يقدموا أي ردة فعل ولم يدافعوا عن خياراتهم. وقال ماذا فعلت الفضائيات العربية عندما أغلقت قناة الحوار ؟ أما محمد البغدادي فأقترح انشاء اتحاد عربي للفضائيات المستقلة وإصدار ميثاق شرف عربي واتحاد مهني عربي لحماية حرية الصحافة. وقال ابراهيم هلال من جهته أن وثيقة البث الفضائي العربي وقع اقتراحها في ظرف علاقات قطرية سعودية غير طبيعية تجاوزتها الساحة الآن، كما جاءت في ظرف تخوف مصري كبير من الفضائيات وحماس دائم من تونس والجزائر والمغرب لتكميم الفضائيات. ووصف هلال الوثيقة بأنها ذات صياغة ضعيفة ولا تمتلك أي مهنية مما يجعلها غير مخيفة للمؤسسات الإعلامية والفضائيات. ودعا هلال إلى نقل الإعلام العربي من مرحلة الرأي والرأي الآخر إلى محاولة تحقيق مصلحة المواطن العربي وتحويل المعلومة إلى درجة من درجات التحرك والوعي. وقد سانده في ذلك محمد كريشان الذي رأى أن الفضائيات ركزت على الحريات السياسية ولكنها يجب أن تتناول القضايا الإجتماعية والاقتصادية والأسرية فهناك مثلا قضية الفساد والرشوة والعصابات والمافيات التي تنهب الثروات الوطنية والمال العام والصفقات الحكومية المشبوهة وهي مواضيع أخطر وأهم بالنسبة للمواطنين والمصلحة العامة. أما أيمن جاب الله نائب رئيس التحرير في قناة الجزيرة فقال أن الهدف من هذه الوثيقة هو تكميم الإعلاميين وليس فيها أي ايجابيات ولذلك يجب أن نرفع صوتنا برفضها ولا نتعامل معها بأي صورة. وأضاف أننا لم نبلغ بعد سقف الحرية المطلوب في العالم العربي لنتحدث عن المسؤولية. وقال أن بوادر فشل هذه الوثيقة بدأت تظهر ويجب أن نتعامل معها على أنها وثيقة فاشلة. كما على الفضائيات أن تبحث عن المدهش والجديد والمفيد لاستقطاب المشاهد واختراق كل محاولات تكميم أفواه الصحفيين.   المصدر: جريدة الشرق ( يومية – قطر) بتاريخ 21 جوان 2008 

شباب قرية « الغواندة » يطالب بأولوية تشغيله في مصنع إسمنت قابس
 
شهد الفضاء الخارجي لمصنع إسمنت قابس هذا الأسبوع مشادة كلامية حادة كادت تتطور إلى تبادل العنف بين أهالي قرية « الغواندة » و أعوان حراسة المصنع. و تعود أسباب هذه الأحداث المتشنجة إلى الأوضاع المعيشية المزرية التي تعيشها القرية المذكورة و تضاعف نسبة البطالة خاصة في صفوف الشباب الذين عبروا عن غضبهم بالإعتصام أمام المصنع للمطالبة بحقهم في الشغل و أن تكون أولوية الانتدابات لهم ، و ذلك كتعويض عن الضرر الصحي و البيئي اللاحق بمنطقتهم نظرا لقصر المسافة الفاصلة بين المصنع و القرية. و لإمتصاص غضب المحتجين و الخوف من تطور الموقف تدخلت إدارة المصنع و ضبطت بالتعاون مع عمدة القرية قائمة تضم 40 شابا تعهدت بإنتدابهم  عبر شركات المناولة. هذا و يهدد المحتجون بتصعيد تحركاتهم إن لم تفي الإدارة بوعدها . و للعلم فإن قوات الأمن لم تغب عن الحادثة و قدمت بسرعة لمعاينتها لكنها إكتفت بمراقبة الوضع بحذر دون أي محاولة لتفريق المعتصمين. قابس: معز الجماعي

مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في تونس تنفي التضييق على نقابة الصحفيين

 

 
تونس (رويترز) – نفت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التونسية الحكومية يوم الجمعة اتهامات نقابة الصحفيين التونسيين للمؤسسة بممارسة ضغوط على الصحفيين لإنشاء نقابة موازية بهدف التضييق على النقابة الوليدة.  وشكت نقابة الصحفيين يوم الاربعاء الماضي من التضييق عليها بعد مرور ستة أشهر على انتخاب أول مجلس لها وقالت انها ستتصدى لأي محاولات لوأدها وستصمد للدفاع عن مصالح الصحفيين وحرية التعبير في البلاد.  واتهم نقيب الصحفيين ناجي البغوري مسؤولي الاذاعة والتلفزيون بالضغط على الصحفيين للانضمام الى النقابة الموازية داخل المؤسسة وقال انهم وجهوا دعوات باسم الادارة « رغم ان القانون واضح ويمنع تدخل الادارة في مثل هذه الشؤون ».  لكن مصدرا من وزارة الاتصال قال في بيان أُرسل لرويترز ان « الادارة تلتزم الحياد في نطاق احترامها لاستقلالية العمل النقابي ومبدأ الحوار مع كل الأطراف بما في ذلك النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. »  وأضاف ان « الادارة في كافة المؤسسات الاعلامية العمومية بما في ذلك مؤسستا الاذاعة والتلفزيون التونسيتان لا تتدخل في حق الصحفيين في ممارسة عملهم النقابي وفق ما تنص عليه قوانين البلاد ».  وتأسست الأسبوع الماضي نقابة موازية في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الحكومية ضمت العشرات بعد أيام قليلة من احتجاج صحفيين من المؤسسة بمقر نقابة الصحفيين على أوضاعهم المادية المتردية.  وانتخبت مطلع هذا العام أول نقابة للصحفيين في تونس وأسفرت عن فوز مكتب تنفيذي أغلب أعضائه من المستقلين.  ووصف الاتحاد الدولي للصحفيين انتخابات النقابة بأنها ديمقراطية وقال انها خطوة إيجابية للدفاع عن حرية التعبير في تونس.   المصدر: وكالة  رويتزللانباء بتاريخ 21 جوان 2008


شبكة الديمقراطيين في العالم العربي تطالب بإطلاق سراح الأستاذ مصطفى المعتصم الجورشي في المغرب يلتقي بعائلة المعتصم ومحاميه

   

 
قام منسق شبكة الديمقراطيين في العالم العربي الأستاذ صلاح الدين الجورشي، خلال زيارته الأخيرة إلى المغرب بالاتصال بعائلة الدكتور مصطفى المعتصم عضو الشبكة والمعتقل منذ يوم 18 فيفري 2008 في قضية لا يزال يلفها الغموض الشديد والتي عرفت بقضية ( خلية عبد القادر بلعيرج ) . وقد عبر الجورشي لزوجة المعتصم وابنه عن تضامن الشبكة مع الأخ المعتصم، وعن ثقة أعضائها فيه وفي مواقفه التي تتعارض مع مختلف أشكال الإرهاب والتخريب. كما أكد لهما وقوف الشبكة إلى جانبهم وجانبه في هذه المحنة والمطالبة بإطلاق سراحه مع بقية إخوانه ممن عرفوا بمواقفهم السياسية الداعمة للخيار الديمقراطي الذي انتهجه المغرب من أمثال محمد الأمين ركالة ومحمد المرواني . كذلك أعلم الجورشي عائلة المعتصم بأن الشبكة قررت إرسال محام للدفاع عنه عندما تتم إحالته على القضاء. هذا وقد عبرت أسرة المعتصم عن تقديرها لمواقف الشبكة وبيانها الذي أصدرته في هذا الغرض، والذي تم تضمينه في كراس جمع كل الأصوات الحرة التي تضامنت مع المعتصم. وجاء في مقدمة هذا الكراس  » الذي يمارس الإرهاب لا يؤمن بالسياسة، والذي يمارس الإرهاب لا يؤمن بالفكر، ولا بالحوار  وبقيم العقل « .كما رحبت الأسرة أيضا بقرار الشبكة إيفاد محام، ورأت في ذلك إجراء ملموسا من شأنه أن يدعم حق المعتصم في محاكمة عاجلة وشفافة. من جهة أخرى، تقابل منسق الشبكة الأستاذ الجورشي مع الأستاذ  » خالد السفياني  » محام المعتصم ورفاقه إلى جانب كونه الناطق باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتصم وإخوانه من السياسيين. وقد استعرض السفياني الظروف غير الطبيعية التي حفت بتطورات القضية، وأكد أن على يقين من براءة المعتصم ومن حشروا معه في هذه القضية. وعبر عن استغراب الدفاع من حجم الأخطاء والتجاوزات التي توالت منذ عملية الإيقاف وهو ما جعل المحامين المتطوعين للدفاع عن المعتصم ومن معه يعبرون عن خشيتهم من أن يكون لهذه القضية تداعيات تتجاوز أشخاص الموقوفين لتمس من مجمل المسار الديمقراطي بالمغرب. وقد تم الاتفاق بين السفياني والجورشي على مواصلة التشاور والتنسيق من أجل إطلاق سراح المعتقلين من السياسيين في هذه القضية، والمطالبة بتوفير محاكمة عادلة لهم. (المصدر: مراسلة اليكترونية بتاريخ 20 جوان 2008)

الرئيس التونسي يوفد مبعوثا خاصاً إلى أمير قطر

 
تونس / 21 يونيو-حزيران / يو بي أي: قال مصدر رسمي تونسي إن الرئيس زين العابدين بن علي كلف وزيره للتنمية والتعاون الدولي محمد النوري الجويني بمهمة كمبعوث خاص له محملاً إياه رسالة إلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وبحسب وكالة الأنباء التونسية الحكومية، فإن بن علي حمّل مبعوثه الخاص رسالة خطية إلى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني « تندرج في إطار العلاقات الأخوية التونسية-القطرية، وسنة التشاور حول مختلف المسائل ذات الإهتمام المشترك » . وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تزايدت فيه التوقعات بقرب اٍستئناف التمثيل الديبلوماسى بين تونس ودولة قطر الذي توقف في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 2006. وكانت تونس أعلنت رسميا في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2006 أنها قرّرت اٍنهاء تمثيلها الدبلوماسي فى قطر وغلق سفارتها في الدوحة إحتجاجا على ما وصفته بـ « الحملة المغرضة والمركّزة » التي تشنها عليها قناة الجزيرة الفضائية القطرية. في المقابل، حافظت قطر على سفارتها في تونس، وقد زار أمير قطر تونس أكثر من مرة، في وقت عادت العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً نسبيا إقتصاديا وسياسيا.
المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 21 جوان 2008


 

حنبعل الفردوس.. (قناة فضائية دينية جديدة في تونس )

 
أفادت مصادر مطلعة أن قناة حنبعل التونسية المستقلة ستعزز نشاطها يوما قبل شهر رمضان القادم بفضائية جديدة اطلقت عليها اسم «حنبعل الفردوس» . وتأتي هذه القناة الثالثة الجديدة صلب قناة حنبعل بعد بعث القناة الثانية «حنبعل الشرق». وأشارت مصادرنا أن قناة الفردوس الجديدة ستكون دينية بحته وليست تجارية، وسيتصل نشاطها بالخوض في مجال الدين الاسلامي السمح، وبالعلاقات بين الاديان ونشر قيم التسامح والحوار بين الحضارات. قريبا جلسة عامة للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ينتظر أن تعقد النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين قريبا جلستها العامة الأولى، وذلك منذ تأسيسها. ويشير بعض المتابعين أن هذه الجلسة ستكون ساخنة جدا على اعتبار بعض المستجدات الحاصلة في الساحة النقابية الصحفية مثل المبادرات الجارية بخصوص بعث نقابات موازية لها، وما يعتري مكتبها التنفيذي من اختلافات في وجهات النظر، وكذلك بخصوص تجميدها نشاط كافة اللجان التابعة لها، وعدم اعتمادها كما نصت على ذلك لوائح المؤتمر. اضطراب في شبكة الانترنات شهدت شبكة الانترنات بعد ظهر ومساء الخميس حالة اضطراب شديدة ادت الى صعوبة الابحار على شبكة الواب ويبدو ان سبب ذلك هو ما تردد من ان نتائج الباكالوريا متوفرة وقتها على الموقع المخصص للمناظرة على الانترنات. نحو تعيين منتصر وايلي رئيسا مديرا عاما جديدا لـ«اتصالات تونس» علمنا ان السيد منتصر وايلي السفير الحالي لتونس في روما سيخلف السيد احمد محجوب في خطة رئيس مدير عام لمؤسسة «اتصالات تونس» وينتظر ان يتم الاعلان عن هذا التحوير خلال انعقاد المجلس الاداري لـ«اتصالات تونس» يوم الثلاثاء القادم. يذكر ان السيد منتصر وايلي كان قد شغل خطة وزير تكنولوجيا الاتصال قبل تعيينه سفيرا لتونس بروما. رجة ارضية خفيفة بزاركين من ولاية قابس سجلت محطات رصد الزلازل التابعة للمعهد الوطني للرصد الجوي امس الجمعة 20 جوان على الساعة 15 و25 دقيقة رجة ارضية بلغت قوتها 3 فاصل 7 درجة على سلم ريشتر بالمركز الذي حدد حسب التحاليل الاولية بــ33 فاصل 74 درجة خط عرض وب10 فاصل 25 درجة خط طول وذلك بجهة زاركين من ولاية قابس. وقد شعر بها متساكنو مدينة زاركين. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 جوان 2008)


 

في المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية: تقديم كتاب «الزعيم فرحات حشاد» للأستاذ أحمد خالد

 
منوبة – الصباح: نظم المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية أمس محاضرة ألقاها الأستاذ عادل بن يوسف وقدم خلالها آخر كتابات الأستاذ أحمد خالد حول «الزعيم فرحات حشاد.. بطل الكفاح الاجتماعي والوطني شهيد الحرية حياته ونضاله وفكره وكتاباته».. وهو كتاب جمع بين جنسين أدبيين هما فن تراجم الأعلام والتأريخ وورد في جزئين بالعربية والفرنسية وهما جزآن متكاملان ومتلازمان ويثري أحدهما الآخر بمعطيات وتحاليل إضافية خصوصية حول سيرة فرحات حشاد هذا العلم التونسي ذي الإشعاع العالمي الخالد بنضاله وفكره وأعماله في الميدانين الاجتماعي الثقافي السياسي الوطني والعالمي والخالد بروائع كتاباته باللغتين العربية والفرنسية.. وفي افتتاح الملتقى بين الأستاذ نبيل خلدون قريسة مدير المعهد أن المعهد يعمل على ربط حلقات التواصل بين الأجيال.. وذلك لكي تكون للأجيال الصاعدة صورة واضحة عن شخصيتها الوطنية وهويتها.. وذكر أن المعهد أنهى أمس سلسلة أنشطته للسنة الجامعية الجارية وسيشرع خلال السنة الجامعية القادمة في تنظيم سلسلة جديدة من الأنشطة العلمية وسيستهلها الأستاذ عبد الحميد الهلالي بتقديم محاضرة حول علاقة الحركة الوطنية بالأرياف وسيدرس الأستاذ حفيظ الطبابي مسألة التراث ومواقع الذاكرة كما ينظم المعهد خلال شهر نوفمبر القادم ندوة دولية حول موضوع الذاكرة والتاريخ. ولدى تقديمه لمؤلف الكتاب بين الأستاذ عادل بن يوسف أن الأستاذ أحمد خالد شارك في الحركة الوطنية وشهد أحداث مقتل الكولونيل دي رون وسلطت عليه بعض الغرامات المالية والإيقافات والطرد التعسفي من الدراسة لما كان تلميذا..ورغم الصعوبات فقد واصل دراسته وتخرج من دار المعلمين العليا وهو مبرز في اللغة والآداب العربية من جامعة باريس وشغل الأستاذ أحمد خالد عديد الخطط في المجال التربوي وهو عضو مؤسس للرابطة التونسية لحقوق الإنسان في السبعينات وعضو مجلس النواب ووزير للثقافة والإعلام وسفير تونس بالرباط وسفير تونس بموسكو ورئيس تحرير مجلة الحياة الثقافية ومحرر بمجلة الفكر وله عديد الدراسات والمؤلفات باللغتين العربية والفرنسية . مضمون الكتاب وفي ما يتعلق بكتاب الأستاذ أحمد خالد حول الزعيم النقابي فرحات حشاد بين الباحث عادل بن يوسف أن كثيرا من الدراسات اهتمت بشخصية فرحات حشاد ولكنها لم تأت على كل البيوغرافيا بالتفصيل ولكن الكتاب الجديد أتي لسد هذا الفراغ. وهو يتكون من قسمين الأول بالفرنسية والثاني بالعربية وورد القسم العربي في 294 صفحة والقسم الفرنسي في 646  صفحة وهما قسمان يكملان بعضهما البعض. واحتوى القسم العربي على تسعة أبواب تطرقت إلى محطات عديدة من مسيرة الزعيم حشاد على غرار التعريف بفرحات حشاد وبانخراطه في  العمل النقابي وانفصاله عن الاتحاد التونسي للشغل وتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل وصلته بالفيدرالية العالمية للشغل وانفصاله عنها  وانضمامه للكنفدرالية للنقابات الحرة وتطرق الكتاب إلى حشاد وعلاقاته بالمنظمتين الأمريكيتين آـ آف ـ آل و سي ـ إي ـ  وبحث المنظومة الفكرية السياسية والاجتماعية والاقتصادية لفرحات حشاد كما تطرق إلى مقالات حشاد في جريدة الرسالة ومختارات من خطبه ومقالاته باللغة العربية.. وثمن الكاتب المقالات التي أصدرها الزعيم فرحات حشاد في صحف الصباح والحرية. وبين أنه اهتم في خطبه ومقالاته بالحركة النقابية بشمال إفريقيا والحركة الطلابية ومشاكل الطفولة والعنف الاستعماري والأزمة السياسية بتونس وعالج في هذه الخطب مشاغل الطبقة الشغيلة ومطالب التونسيين من السلطات الفرنسية مستخدما الكثير من الحجج والبراهين المقنعة. ونجد بين طيات الكتاب عينات من بطاقات انخراط الزعيم حشاد في الاتحاد العام التونسي للشغل وافتتاحيات كتبها وصور ترسم مسيرته منذ نشأته إلى غاية اغتياله في 5 ديسمبر 1952 على يد اليد الحمراء. وتطرق الباحث إلى الإضافات التي قدمها الأستاذ أحمد خالد وهي الكشف عن جوانب مجهولة من شخصية فرحات حشاد حيث توقف على نباهاته وهواياته ومنها الصيد البحري وكشف الكتاب تفاصيل دقيقة تتعلق بمرحلة شباب الزعيم في قرقنة وكان وكيلا لفضّ النزاعات بين  قريتي العباسية والكلابين حول الماء الصالح للشراب. وتوقف الكاتب عند ظروف تحول الزعيم من قرقنة إلى صفاقس وقدم معطيات عن زواجه الأول وعن زواجه الثاني من أم الخير والدة نور الدين حشاد وأورد تفاصيل عن ظروف التحاقه بالأشغال العامة بصفاقس كمستكتب وعن ظروف تكوين اتحاد النقابات المستقلة الذي ضم في بداية نشأته قرابة 3300 عامل. وكشف المؤلف عن علاقات الزعيم حشاد بالعائلة المالكة وخاصة بالأمين باي وبالأميرة زنيخة وتعمق في علاقات حشاد بالنقابات الدولية إلى جانب تحليل ضاف ومستفيض لكل مقالاته الصادرة باللغتين العربية والفرنسية التي بينت حبه للشعب وعلاقاته بالطلبة وبالعمال وصورت مقالات أخرى كتبت عنه حادثة اغتياله ومدى وقع الفاجعة على الزعيم بورقيبة وعلى الشعب التونسي. القسم الفرنسي قال الباحث عادل بن يوسف إن القسم الفرنسي من كتاب أحمد خالد احتوى على توطئة ومقدمة و13 بابا وتحدث فيها خاصة عن مرحلة طفولة فرحات حشاد وعلاقاته بالنقابات المستقلة وفرحات حشاد مؤسس اتحاد الشغل وتطرق فيها إلى الأحداث الدامية والمنعرج في مسيرة حشاد والبعثة الأولى له في الولايات المتحدة  ومرحلة تحالف الاتحاد مع الحزب والبعثة الثانية له للولايات المتحدة وعلاقة حشاد بالطلبة والكشافة وعلاقة حشاد بالمنظمات الدولية واغتيال حشاد وغيرها من المسائل. وبحث الكاتب مقالات الزعيم حشاد التي كتبها في عدة صحف باللغة العربية والفرنسية. وتناول في هذا القسم عديد القضايا الأخرى على غرار الزعيم حشاد في نظر وزير الشغل محمد الصالح مزالي وعلاقة حشاد بالنوري البودالي وعلاقة حشاد ببورقيبة وأحداث 15 أوت 1947 ومحاكمة الحبيب عاشور من خلال شهادات أحمد بن صالح والنوري البودالي وغيرهم. وتعمق في دراسة العلاقة بين الزعيم فرحات حشاد والشباب التونسي وبينه وبين المرأة وأرفق هذا القسم بصور تدل على الحضور المكثف للمرأة إذ شخصية حشاد تستقطب اهتمام النساء نظرا لأسلوبه الخطابي ووسامته.. وقال المؤرخ عادل بن يوسف في هذا الصدد أن النساء كنا لما يلتقين فرحات حشاد ينزعن «سفاسرهن».. ودرس أحمد خالد علاقة اغتيال الزعيم فرحات حشاد بعدد من الأطراف السياسية وعلاقة حادثة الإغتيال ببورقيبة حيث ألصقت بالزعيـم بورقيبة تهم باغتيال حشاد.. واستخدم أحمد خالد أرشيفات خاصة على غرار أرشيف النقابي علي حفيظ وأرشيف نجل الزعيم نور الدين حشاد. ونشر صورا ومذكرات خاصة بالزعيم واستخدم قرابة ثمانين مرجعا باللغتين العربية والفرنسية واعتمد على عدة شهادات أخرى على غرار شهادة أم الخير حشاد أرملة الفقيد وشهادة رجاء فرحات وشهادات عائلات التوهامي عمار وراضية قطاط واستعمل أرشيفات أخرى عديدة. ومن جهته قال الأستاذ أحمد خالد إن هذا الكتاب الذي أنجزه للتعريف بالزعيم فرحات حشاد ومسيرته النضالية وأعماله هو ثمرة جهد طويل ولولا الصبر على البحث ولولا التنقيب لكان الكتاب منقوصا خاصة بعد إصابته بنقص النظر ولهذا السبب  تعمد إلى تكبير الوثائق ليتمكن من قراءتها. وقدم لنا أحمد خالد مثالا عن ذلك لمقال عنوانه من جون جوريس إلى فرحات حشاد وهو باللغة الفرنسية. وبين أن هذا الكتاب شبيه بكتاب الطاهر الحداد وكتاب الزعيم الشيخ عبد العزيز الثعالبي من حيث الأسلوب. وذكر أن انجازه تطلب منه البحث مطولا في الأرشيف وقراءات مستفيضة في الصور.. وبالإضافة إلى الشهادات التاريخية الحية فقد اعتمد أرشيفات خاصة وأرشيفات وطنية وأرشيفات فرنسية وأرشيفات أمريكية. وهو بعد التفكير المطول اختار التطرق إلى البعد الثقافي للنضال من أجل التحرر الوطني وهو عنصر لم تتطرق له الدراسات الأخرى كثيرا رغم أهميته واعتبر الكاتب فرحات حشاد رجلا مفكرا أطلق عليه اسم «فارس القلم» نظرا لما يتمتع به من مهارات كبيرة في كتابة المقالات الصحفية وهي تؤكد على فكر عميق ومتحرر لهذا الرجل. وذكر أن الزعيم حشاد كتب في عديد الصحف على غرار لواء الحرية وصوت العمال والنهضة وتونس الفتاة وميسيون وسنتاز وفي عدة صحف فرنسية وأمريكية.. وخلال النقاش تمت الإشارة إلى أن هذا الكتاب يبعث على الفخر بمؤلفه وإن الزعيم فرحات حشاد يستحق مثل هذا الكتاب فهو رجل من رجالات العالم وأن العالم لا يجود دائما بمثله.. وبين أن الإنسان لا يولد زعيما ولكن قد تكون فيه بذرات زعامة مثل حشاد فقد كانت أرضيته مهيأة لكي يكون كما كان نظرا لقدرته العجيبة على استيعاب المعارف والتأثر بالنخبة. وبين أن حشاد ليس له من العيوب ما يذكر. وقال آخر إن الكتاب تناول بالدرس شخصية رجل حالم يتمتع بخصال فريدة لم تتوفر لدى الجميع فقد أحب الشعب وصرح بكلمته المشهورة «أحبك يا شعب» وكان متواضعا ومنضبطا. وقدم مناضل آخر تفاصيل عن يوم اغتيال حشاد ووقع الخبر على المبعدين في برج  البوف.. وبين أحد الجامعيين أن مثل هذه المحاضرات كان يجب أن تستقطب الكثير من الطلبة والجامعيين والمناضلين واقترح  تبسيط المعطيات التاريخية المتعلقة بزعماء الحركة الوطنية على غرار الزعيم فرحات حشاد وتدريسها لتلاميذ الابتدائي وطالب بتصوير أفلام وثائقية  حول شخصية فرحات حشاد. وقال المؤرخ عادل بن يوسف إن بورقيبة لم تكن له أية صلة باغتيال فرحات حشاد لأنه كان وقتها معزولا في جزيرة جالطة ولا يمكن أن يكون له ضلعا في حادثة الاغتيال. وفي نفس الصدد بين الأستاذ أحمد خالد أن علاقة حشاد ببورقيبة كانت جيدة. وأن حشاد كان يتمتع بتواضع العلماء. وتم التأكيد خلال هذا اللقاء على أن نجل الزعيم فرحات حشاد وهو نور الدين حشاد نفى بدوره تهمة ضلوع بورقيبة في حادثة اغتيال والده..  سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 جوان 2008)  

افتتاح مؤسسة مالية اماراتية في تونس

 
  وكالة الأنباء السعودية – واس   تونس:  افتتح بنك نور الاسلامي التابع لدولة الامارات العربية المتحدة مكتبا في تونس لتقديم الخدمات المصرفية في دول شمال افريقيا . وسيركز المكتب الذى يعتبر اول مركز للعمليات الاقليمية للبنك خارج دولة الامارات على الاستثمارات والخدمات المصرفية للشركات وفتح قنوات استثمارية جديدة من بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو منطقة شمال افريقيا . يذكر ان بنك نور الاسلامي انشئ في دبي سنة 2006 واطلق عملياته في يناير 2008 حيث يوفر بالاساس الخدمات المصرفية للافراد والشركات والخدمات المصرفية الاستثمارية وخدمات المشاريع المتوسطة والصغرى .   المصدر: وكالة الانباء السعودية بتاريخ 21 جوان 2008-06-21


هزة أرضية خفيفة تضرب جنوب تونس ولا تقارير عن إصابات

 

 
تونس (رويترز) – هز زلزال بلغت قوته 3.7 درجة على مقياس ريختر يوم الجمعة منطقة زركين بمحافظة قابس الواقعة على بعد 400 كيلومتر جنوبي العاصمة تونس لكن لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا.   وقال المعهد التونسي للأرصاد ان الهزة وقعت في الساعة الثالثة والربع بالتوقيت المحلي وشعر بها سكان زركين.   ولم يذكر ما اذا كان الزلزال تسبب في خسائر مادية أو بشرية.   المصدر: وكالة رويتزللانباء بتاريخ 21 جوان 2008


 

أرقـــــــــــــــــــام  
 
** بلغت نسبة تغطية الميزان التجاري خلال الاشهر الاربعة الاولى من سنة 2008 نحو 8،83 بالمائة مقابل 1.83 بالمائة خلال نفس الفترة من سنة 2007 وذلك رغم العجر المتواصل للميزان التجاري. وحسب معطيات نشرها المعهد الوطني للاحصاء فان العجز التجـاري قد تفاقـم خـلال الثلاثـي الاول من السنـة الحـاليـة مقارنـة بنفس الفتـرة من السنـة الماضيـة لتصـل الى 1،1517 مليـون دينـار مقـابـل 1،1287 مليون دينار السنة الماضية. وقد تطورت الصادرات بنسبة 3،24 بالمائة خلال الاشهر الاربعة الاولى من سنة 2008 مقارنة بـ 7،27 بالمائة في ذات الفترة من سنة 2007 (1،7847 مليون دينار مقابل 3،6312 مليون دينار) فيما سجلت الواردات زيادة بنسبة 2،23 بالمائة مقابل 4،26 بالمائة (2،9364 مليون دينار مقابل 4،7599 مليون دينار خلال نفس الفترة المذكورة). ** تمثل تونس خامس مزود للاتحاد الاوروبي في مجال الملابس الجاهزة خلال سنة 2007 بتحقيق صادرات بقيمة مليارين و 563 مليونا و 757 الف يورو اي بتطور بنسبة 9،3 بالمائة مقارنة بسنة 2006 وتحتل الصين المرتبة الاولى في مجال تزويد المنطقة الاوروبية بصادرات بقيمة 21 مليارا و 791 مليونا و 866 الف يورو تليها تركيا وبنغلاديش والهند. ** تطورت الاستثمارات الصناعية المعلن عنها خلال الاربعة اشهر الاولى من السنة الجارية بنسبة 50 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة المنقضية لتبلغ قيمتها 4،1074 مليون دينار. وتمثل قيمة الاستثمارات في الصناعات الغذائية القسط الاهم اذ بلغت 9،290 مليون دينار (اي بارتفاع بنسبة 6،73 بالمائة خلال نفس الفترة من سنة 2007). ** سيتولى بنك الاعمال التونسي (التابع لمجموعة الشركة التونسية للبنك) ادارة عملية تخصيص الشركة التونسية للحفر بعد فوزها بالمناقصة المتعلقة بهذه العملية. ومن المتوقع ان يتم التخلي عن نسبة 51 بالمائة من رأس مال هذه المؤسسة خلال السنة الحالية. (المصدر: صحيفة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 14 جوان 2008)  


 

العنف المسلط على المرأة بين فجيعة الموقف وأزمة الحلول

 
خصص القائمون على مجلة «كوتريات» التي يصدرها مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث العدد الخامس والعشرين من المجلة الى موضوع العنف المسلط على المرأة، ألوان الغلاف كانت قاتمة ومرتبطة بألوان الدم المراق على مذابح الاعراف والتقاليد والثقافات المنتهكة لحقوق المرأة، والصور الواردة ضمن متن المجلة كانت كذلك موغلة في القسوة بل مربكة ومستفزة لكل قارئ لا تتركه صور النساء المعنفات وآثار تعنيفهن بادية على أجسادهن حياديا. المجلة التي كتبت افتتاحيتها المديرة التنفيذية لمركز المرأة العربية السيدة سكينة بوراوي تعرضت لمختلف أنواع العنف المسلط علي النساء في كل اقطار الوطن العربي، كما كتبت رئيسة التحرير نجيبة الحمروني عن العنف الذي نستبطنه في ذواتنا ونعيد انتاجه اما في شكل عنف نمارسه على من هم أضعف منا اذا كانوا رجالا او نستبطنه ويتجلى في شكل قبولنا بالعنف وتبريره اذا كنا نساء وقد رأت نجيبة الحمروني ان علينا تكثيف الجهود من اجل توعية الرجال بمخاطر العنف وآثاره السلبية على كل الاسرة. هندة العرفاوي حاولت رصد مختلف اشكال العنف في الحياة اليومية خلال زمن السلم او في حالات النزاع المسلح كالحروب او الاحتلال. سميرة بن عودة من الجزائر رصدت واقع الصمت الذي يحيط بالظاهرة وأدانت تواطؤ  المجتمع ضد المرأة المعنفة، تواطؤا يتجلى في تجريم سلوك المرأة المعنفة واتهامها بأنها كانت السبب في تعنيفها وهو تواطؤ يتجلى في عقابها بالموت في حالة خطفها او اغتصابها.  تواطؤ بالتشريع للعنف من خلال التربية على ان القبول به من مستلزمات الطاعة… تواطؤ  يبلغ حدا سرياليا عندما تنجو احدى المختطفات من خاطفيها في الجزائر بعد اشهر عذاب طويلة ذاقت خلالها الامرين فتجد ان زوجها قد طالب بتعويض من الدولة باعتباره احد ضحايا الارهاب لأن زوجته خطفت وناله وانفقه في الزواج بثانية وأطردها وحرمها رؤية ابنائها فلم يكن امامها غير الانتحار. تعرضت أركان المجلة ايضا الى المجهود الذي يبذله مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث كوثر في اطار مكافحة ظاهرة تعنيف النساء برصد بعض جوانب الورشات التدريبية التي أقيمت للمتدخلين الاجتماعيين في مقاومة هذه الظاهرة وذلك بالتعاون مع مختلف مكونات المجتمع المدني. في المجلة ايضا نجد تقديما لكتاب «اشكالية العنف» للكاتبين رجاء مكي وسامي عجم، كما نجد تجارب بعض البلاد العربية وجهودها في نشر الوعي بمخاطر العنف المسلط على النساء، وقد حاورت «كوتريات» في ذات الاطار مدير موقع امان (المركز العربي  للمصادر والمعلومات حول العنف ضد المرأة) السيد منير ادعيبس، وكذلك تم التعريف بمرصد نساء سورية الالكتروني الذي يرصد ويبلغ عن عمليات الانتهاك التي تطال حقوق النساء، وعن مصر كتب «لكوتريات» ثامر سكر من الجمعية التونسية لتنظيم الاسرة عن حجم العنف الاسري داخل بلاده محذرا من استبطان المرأة لأولويات الجمهور الرجالي وتكريسها عندما تصل الى مواقع القرار، وكانت خاتمة مقالات القسم العربي مقالا ثريا  ليوسف قري من جمعية تنظيم وحماية الاسرة الفلسطينية عن العنف الاسري من منظور سيولوجي بين فجيعة الموقف وازمة الحلول. سلمى الجلاصي (المصدر: صحيفة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 14 جوان 2008)

حصول فتاة من قفصة على لقب صاحبة أجمل يدين تونسيتين
 
تونس 20 جوان 2008 (وات) بادرت إحدى الشركات العالمية للمساحيق ومواد التنظيف باجراء مسابقة لاختيار اجمل يدين تونسيتين احتضنها احد نزل الضاحية الشمالية للعاصمة وحضرها عدد هام من الخبراء في مجالي التجميل والتنظيف وثلة من الاعلاميين. هذه المسابقة هي الاولى من نوعها في تونس وشاركت فيها فتيات ونساء من مختلف جهات الجمهورية افرزت بعد التصفيات الاولى 10 مترشحات للدور النهائي اغلبهن من ربات البيوت وقع اختيار 3 منهن كصاحبات اجمل ايادي في تونس. وفي اجواء احتفالية تولت المترشحات الثلاث عرض اياديهن على لجنة التحكيم والحضور من الاعلاميين على انغام موسيقية راقية لتسند الجائزة الاولى لصاحبة اجمل يدين تونسيتين الى فتاة من ولاية قفصة. (المصدر: وكالة تونس افريقيا (وات – رسمية) بتاريخ 20 جوان 2008)


ملف مسكوت عنه أطفال الشوارع في تونس… أو « الطفولة ليست سوى كلمة »

 

 
 
إعداد: نور الدين المباركي   تونس/الوطن « نزار » طفل في العاشرة من عمره، كل صباح توقظه والدته من النوم، ليس للاستعداد للذهاب إلى المدرسة مثل من هم في سنه، وإنما « للعمل »، يجهّز نزار العربة المجرورة والحمار ثم ينطلق إلى أحياء: التحرير والعمران الأعلى وابن خلدون والمنار لجمع الخبز « البايت »… هو على هذه الحال منذ سنتين عندما انقطع عن الدراسة لأن والده المقعد لم يعد بإمكانه العمل… كلّ من يعرف « نزار » يلاحظ نظرة حزينة في عينيه.. ويلاحظ خاصة أنه يتجنب النظر إلى الأطفال وهم عائدون من المدرسة. سألت « نزار » في إحدى المناسبات: بعد الانتهاء من عملك ماذا تفعل؟ قال: أذهب مع مجموعة من أصدقائي إلى غابة زيتون غير بعيدة عن حيّنا ونتحدث عن « هموم الدنيا » وماذا يخفيه لنا المستقبل!!! ندخّن السجائر ثم نعود إلى منازلنا. « نزار » هو واحد من فئة من طفولة وجدت نفسها في الشارع في سن مبكرة… هناك « البرباش » الذي يساعد والده في جمع ما يصلح بيعه من فضلات المنازل وهناك من اختار محطات حافلات النقل العمومي والميترو الخفيف والقطار لبيع المناديل الورقية و »الشيكلي ».. وهناك من وجد نفسه أداة يستعملها والده أو أحد أقاربه للتسوّل. هذه الفئة من الطفولة أصبحت لافتة للانتباه ويمكن ملاحظتها بالعين المجردة.. يطلق عليهم البعض « أطفال الشوارع »… ويطلق عليهم البعض الآخر « الأطفال المهمشين ». « أطفال الشوارع » أو الأطفال المهمشين » يعتبرهم البعض من الملفات المسكوت عنها في تونس رغم خطورته.. ويعتقد آخرون أن هذا الملف غير مطروح في بلادنا « لأنه ليس لدينا أطفال شوارع ».. والحالات الموجودة هي حالات محدودة.. وبين الرؤيتين تضيع فئة الطفولة هي في أمس الحاجة للوقوف إلى جانبها وتجنيبها مخاطر مستقبلية حقيقية. من هم « أطفال الشوارع »؟ ثمة عدة تعريفات لهذه الفئة منها التعريف الاجتماعي الذي يعتبر أنها « فئة اجتماعية خاصة في أوضاعها وظروفها وانتشارها في الفضاء.. » ويعتبر عدد من الأخصائيين الاجتماعيين ممن اهتموا بهذه الفئة أن هناك صنفين من أطفال الشوارع: -الصنف الأول، الذين يعيشون في « فضاء الشارع » بشكل مستمر ومتواصل أي أنهم بلا مقرّ إقامة ولا مصدر دخل. -الصنف الثاني يتكون من الأطفال الذين ينتمون إلى عائلات فقيرة ومعوزة مما يضطرهم للخروج إلى الشارع « للعمل ».. منهم من انقطع عن الدراسة ومنهم من يستغل العطل المدرسية « للعمل ». وهذه الظاهرة، تعدّ ظاهرة عالمية، فحسب المنظمة العالمية للعمل ومنظمة اليونيسيف فإن عدد « أطفال الشوارع » في العالم يقدر بنحو 120 مليون طفل وأن نصفهم يوجد في أمريكا الجنوبية ونحو 30 مليون منهم في آسيا. « أطفال الشوارع » في تونس في تونس لا تتوفر أرقام رسمية حول نسبة هذه الفئة من الطفولة، ولم يصدر أي هيكل رسمي رقما حول « أطفال الشوارع »… بل إنه عند الحديث عن هذه الفئة يتم دائما التركيز على أنها « حالات محدودة » يتم التعامل معها. غير أن غياب الأرقام الرسمية لا يعني أن هذه الفئة غير موجودة… صحيح أنها لم تتحوّل إلى مستوى الظاهرة التي تدعو إلى دق نواقيس الخطر.. ولكن ذلك لا يعني غيابها. ثمّة عدة أرقام في مجالات أخرى يمكن أن تشير إلى أن « أطفال الشوارع » في تونس مسألة لا يمكن تناولها من زاوية « ليس لدينا أطفال شوارع ». الانقطاع عن الدراسة من ضمن الأسباب الرئيسية لظاهرة « أطفال الشوارع » الانقطاع المبكر عن الدراسة، خاصة في مرحلتي التعليم الابتدائي والمرحلة الأولى من التعليم الثانوي… عديد الدراسات والبحوث التي اهتمت بهذا الملف أكدت على أهمية هذا السبب. في تونس، أشارت إحصاءات رسمية أنه خلال السنة الدراسية 2004/2005 تم تسجيل انقطاع نحو 83 ألف تلميذ عن الدراسة من المرحلة الأولى والثانية للتعليم الأساسي. وأشارت أرقام أخرى إلى أن عدد المنقطعين عن الدراسة في السنة الأولى والثانية ثانوي يناهز 70% من مجموع المنقطعين عن الدراسة في التعليم الثانوي. وحسب أرقام أخرى نشرت سنة 2007 فإن نسبة الانقطاع المدرسي خلال الخماسية الماضية بلغت 1.7% في مرحلة التعليم  الابتدائي و10.9% في مرحلة التعليم الإعدادي و12.7% في مرحلة التعليم الثانوي. وتعتبر هذه النسب والأرقام مرتفعة، وتدعو للقلق، وتدفع لطرح الأسئلة التالية: هؤلاء الذين انقطعوا عن الدراسة في المرحلة الابتدائية والمرحلة الأولى من التعليم الثانوي، ما هو مصيرهم؟ هل استقطبتهم كلهم مراكز التكوين المهني؟ هل أمكن لهم الحصول على « شغل »؟ لا نعتقد ذلك رغم أهمية الدور الذي تقوم به مراكز التكوين المهني؟ إذ أن نسبة منهم أصبحوا « أطفال شوارع ». هذا الاستنتاج تؤكده دراسة حول « الظواهر السلوكية الجديدة لدى الشباب » أعدّها المرصد الوطني للشباب ونشرها في سبتمبر 2006، جاء في هذه الدراسة « .. إن السلوك الانحرافي المرتكب من قبل الأطفال وكذلك اليافعين (…) من ضمن أسبابه الانقطاع المبكر عن التعليم (…) وأسباب اقتصادية واجتماعية مثل صعوبة استيعاب المسرّحين من التعليم والحصول على شغل بسبب قلة المؤهلات المهنية وتدني المستوى التعليمي… » هناك صعوبات حقيقية في استيعاب الأطفال المنقطعين عن الدراسة ممّا يعني أن جزءا منهم سيجد نفسه في الشارع مع ما يعنيه ذلك من خطورة. الانحراف المرتكب من قبل الأطفال من ضمن الأرقام الأخرى التي تشير إلى أن « أطفال الشوارع » هو ملف حقيقي لا يمكن التعامل معه بالنفي… أرقام متعلقة بانحراف الأطفال. تشير أرقام صادرة عن وزارة العدل وحقوق الإنسان أنه خلال السنة القضائية 2003-2004 تم تسجيل 3967 قضية سرقة مقترفة من قبل الأطفال أي بنسبة 6.78% من جناية السرقة الموصوفة. وأن عدد جرائم العنف من قبل الأطفال خلال الفترة ذاتها بلغت 3792 حالة، أما الجرائم الجنسية فقد بلغ عددها خلال السنة القضائية ذاتها 920 قضية. هذه الأرقام تشير بوضوح إلى أن « أطفال الشوارع » في تونس لا يمثلون حالات محدودة كما تشير إلى ذلك بعض التصريحات حول هذا الملف… إنهم واقع ملموس وجب التعامل معه بكل شفافية ووضوح. تشغيل الأطفال القانون التونسي يمنع تشغيل الأطفال وهناك قوانين صارمة تعاقب المخالفين لهذه القوانين.. وربما ذلك يمثل أحد الأسباب لغياب أرقام حول تشغيل الأطفال في تونس رغم أن عدة دراسات وبحوث مختصة أشارت إلى أن تشغيل الأطفال في عموم المنطقة العربية هو حقيقة لا يمكن التغاضي عنها. الأطفال المنقطعون عن الدراسة في تونس نسبة منهم تتوجه إلى « العمل » خاصة في القطاعات غير المنظمة مما يصعب مراقبتهم… هناك من يجمع « الخبز البايت  » وهناك من يجمع القوارير الفارغة وهناك من يبيع المناديل الورقية و »الشيكلي » في محطات النقل العمومي وهناك من يعمل في حضائر البناء وهناك من يعمل في ورشات الحدادة تحت غطاء « تعليم صنعة ».. الخ. وهناك من يتم استغلاله للتسول. وقد حاولنا البحث عن أرقام حول تشغيل الأطفال في هذه القطاعات لكننا لم نعثر على ذلك ربما لأنه من الملفات المسكوت عنها. ووجدنا رقما يتعلق بعدد الفتيات وهو من دراسة حول تشغيل الإناث في القطاع غير المنظم بتونس (منظمة العمل العربية- إعداد عماد التركي مدير النهوض بالتشغيل بوزارة التشغيل والإدماج المهني للشباب – مارس 2005). جاء في هذه الدراسة ما يلي: « .. يبرز توزيع المشتغلات حسب الفئة العمرية في الوسط الريفي المكانة الهامة التي يحتلها القطاع غير المنظم في تشغيل الفتاة الريفية، حيث أن عدد المشتغلات من الفئة العمرية بين 15-17 سنة يتقارب بين الوسطين الحضري والريفي، وذلك بالرغم من أن حجم المشتغلات بالوسط الحضري يتجاوز بكثير عددهن بالوسط الريفي. وتشتغل 14171 امرأة سنة 1999، في هذه الفئة العمرية بالوسط الريفي أي ما يقارب 6.6% من جملة المشتغلات مقابل 15393 بالوسط الحضري أي بنسبة 3.5% فقط، ويصل عدد المشتغلات إلى 29523 امرأة في الفئة العمرية 15-19 سنة… » إن كل هذه الأرقام (الانقطاع المبكر عن الدراسة، الانحراف المرتكب من قبل الأطفال، « تشغيل » الأطفال…) تشير إلى أن ملف « أطفال الشوارع » هو ملف في حاجة إلى التفكيك ورفع « التابوهات » عليه من أجل مستقبل أفضل لأطفالنا لأنهم مستقبل البلاد.   هناك شبكات لاستقطاب الفتيات الجانحات تضمنت دراسة « الظواهر السلوكية الجديدة لدى الشباب » التي أعدّها المرصد الوطني للشباب إشارات خطيرة إلى ما يتعرض له « أطفال الشوارع ». جاء في هذه الدراسة: « .. هناك أسباب اقتصادية واجتماعية مثل صعوبة استيعاب المسرّحين من التعليم والحصول على شغل بسبب قلة المؤهلات المهنية وتدني المستوى التعليمي وتعرّض البعض إلى اعتداءات جنسية بصورة قاسية ووجود شبكات لاستقطاب الفتيات الجانحات حال الإفراج عنهن. وخلال تعرضها للإشكاليات الميدانية في التعامل مع ظاهرة الانحراف شددت الدراسة على أنه بالرغم من المجهودات المبذولة والإمكانيات المبذولة الكبيرة التي وضعتها الدولة فإن بعض الإشكاليات تحول دون تحقيق الأهداف المنشودة (…) بالإضافة إلى ضعف التنسيق والتكامل في الأدوار بين الأطراف المتدخلة في مجال الإحاطة بالأحداث (…) كما تتأكد الإشكاليات الميدانية في افتقاد بعض الهياكل الاجتماعية والتربوية المعنية بإدماج الأطفال بمشاريع بيداغوجية مؤسساتية توجه تدخلاتها وتضبط أهدافها العامة والعلمية بما يضمن حقوق الطفل في الحماية الاجتماعية والقضائية. التعريف القانوني للاطفال المشردين بالرجوع إلى النصوص القانونية الخاصة بالطفل في تونس، لا نجد إشارة إلى التعريف بأطفال الشوارع. إلا أنّ مجلّة حماية الطفل الصادرة في 9 نوفمبر 1995 وفي تعريفها بالطفل المهدد أشارت إلى تعريض الطفل للإهمال والتشرد كأحد المخاطر التي يمكن أن يتعرّض لها الطفل والتي من شأنها أن تعرّض سلامته البدنية والمعنوية للتهديد. والمقصود بالتشرّد هو عدم مراقبة الطفل من قبل والديه أو من هو مسؤول عنه وعدم إلحاقه بأحد المدارس أو مراكز التكوين المهني أو انقطاعه المبكر عن التعليم الذي يعد إجباريا إلى حدود سن السادسة عشر في تونس. كما أنّ اتّخاذ الطفل للشارع مأوى له وعدم عودته إلى محلّ إقامة أسرته يعد ضربا من ضروب التشرّد. ويكون ذلك بسبب طرد الأسرة لابنها لأي سبب من الأسباب أو رفض الطفل مواصلة العيش معها. وتكون إقامة الطفل بالشارع بصفة ظرفية أو قارّة. 2) البعد الكمي للظاهرة : انطلاقا من التعريف آنف الذكر وبالرجوع إلى التقرير السنوي حول وضع الطفولة 2002، فإن الإحصائيات المتوفرة تتعلق بنشاط مندوبي حماية الطفولة والمصالح الأمنية في التعهد بالأطفال المهددين بالتشرّد والإهمال. فبالنسبة لعدد الأطفال المتعهد بهم من طرف مندوبي حماية الطفولة فقد بلغ 782 طفلا مهددين بالإهمال والتشرد من مجموع 2780 حالة. أمّا المصالح الأمنية وفي إطار عملها المتعلّق بمقاومة المظاهر الاجتماعية المزرية، فإنّها تتولّى مكافحة هذه المظاهر في صفوف الأطفال باعتبارها تؤدي إلى الانحراف المبكر في سلوكهم. ويتمثّل تدخلهم في تكثيف دوريات المراقبة الأمنية لتشمل مختلف الفضاءات الثقافية والحدائق والمفترقات والساحات العموميّة والمحيطات الخارجية للمؤسسات التربوية لحماية التلاميذ من الاختلاط بالمتشرّدين والمنحرفين من الشبّان والأطفال لما يمثّله ذلك من خطر عليهم. جدول إحصائي حول نتائج مقاومة التسول والمهن الوضعية هذه الطفولة ليست سوى كلمة!   في دراسة تحمل عنوان « طفولة مقصيّة: بحث في العلاقة بين التوغس والإيتوس » كتب الدكتور محسن بوعزيزي (باحث في علم الاجتماع ورئيس الجمعية التونسية للعلوم الاجتماعية): « تعرّضت هذه الدراسة الميدانية إلى صعوبات منهجية هائلة ومصير هذه الصعوبات طموح بحثي مغامر، يسعى إلى اقتحام عالم الطفولة « الشاردة » التي ارتطمت قصرا بمتاهات الشارع ودهاليزه المظلمة. إنها فئة اجتماعية خاصة في أوضاعها وظروفها وانتشارها في الفضاء (…) وبقدر ما كان الموضوع دقيقا وضيّقا، كانت نتائجه مفاجئة ونافية لفرضياته، فقد تفاجأ الباحث وهو يخوض غمار هذا العالم الطفولي في تفاعلاته العفوية الطبيعية ولحظة مغامراته الجانحة وحين تسكعه في الشارع، أن الطفولة « ليست سوى كلمة » وأن الغائب الأساسي فيها هو الطفل نفسه، فليس ما يحيل إليه إلا في السن وقصر القامة، أما في ممارسته ومناورته وإستراتيجيته فأقرب إلى الكهولة منها إلى غيرها، هذا القفز فوق المراحل العمرية مردّه ما تواجهه هذه الفئة من قمع اجتماعي ومطاردة وتفكك وحرمان أكسبها قدرة على المواربة والتخفي خلف شبكة من الألفاظ الخاصة… » الآليات التشريعية لتلبية حاجيات الطفل *المصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل بمقتضى القانون عدد 29 لسنة 1991 المؤرخ في 29 نوفمبر 1991. * إعادة توزيع الأدوار بين الوالدين وتعزيز مبدأ المسؤولية المشتركة في تربية الأطفال ورعايتهم بمقتضى القانون عدد 73 لسنة 1993 المؤرخ في 12 جويلية 1993 والمتعلّق بتنقيح بعض فصول مجلة الأحوال الشخصية. *تسهيل شروط إسناد الجنسية التونسية للطفل بمقتضى القانون عدد 75 لسنة 1993 المؤرخ في 12 جويلية 1993 والمتعلّق بتنقيح بعض فصول مجلة الجنسية التونسية. *إصدار مجلة حماية الطفل بمقتضى القانون عدد 92 لسنة 1995 المؤرخ في 9 نوفمبر 1995 المتعلّق بإصدار مجلة حماية الطفل. *إحداث سلك مندوبي حماية الطفولة بمقتضى القانون عدد 92 لسنة 1995 المؤرخ في 9 نوفمبر 1995 المتعلق بإصدار مجلة حماية الطفل (الفصل 28 مجلة حماية الطفل). *ضبط الأمر عدد 1134 لسنة 1996 المؤرخ في 17 جوان 1996، النظام الأساسي الخاص بهذا السلك ومجالات تدخله وطرق تعامله مع المصالح والهيئات الاجتماعية المعنية. *تعزيز آليات الحماية الجزائية للطفل : القانون عدد 93 لسنة 1995 المؤرخ في 9 نوفمبر 1995 والمتعلق بتنقيح بعض فصول المجلة الجنائية. *حماية الطفل من استعمال المخدرات : القانون عدد 94 لسنة 1995 المؤرخ في 9 نوفمبر 1995 والمتعلق بتنقيح وإتمام القانون عدد 52 لسنة 1992 المؤرخ في 18 ماي 1992 المتعلق بالمخدرات. *حماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي : القانون عدد 62 لسنة 1995 المؤرخ في 10 جويلية 1995 المتعلق بالمصادقة على اتفاقية العمل الدولية رقم 138 بشأن السن الأدنى للشغل. *حماية الأطفال المولودين خارج إطار الزواج الشرعي : القانون عدد 75 لسنة 1998 مؤرخ في 28 أكتوبر 1998 المتعلق بإسناد لقب عائلي للأطفال المهملين أو مجهولي النسب المنقح بمقتضى القانون عدد 51 لسنة 2003 المؤرخ في 7 جويلية 2003. *تنقيح بعض القوانين بهدف تحسين الوضعية القانونية للطفل في مجالات مختلفة (المجلة الجبائية – مجلة الالتزامات والعقود – قانون المخدرات…). *إحداث برلمان الطفل بمقتضى القانون عدد 41 لسنة 2002 المؤرخ في 17 أفريل 2002.  


ظاهرة التسوّل في تونس

 
كتب سامي نصر انتشرت في الأيّام الأخيرة ظاهرة التسوّل بشكل يجلب الانتباه حتى أصبحنا نراهم في كل الأماكن العمومية مثل وسائل النقل والمحطات والأسواق والشوارع الكبرى والمطاعم والمقاهي والمساجد (خاصة أيام الجمعة)، إضافة إلى تواجدهم ببعض المؤسسات. فشوارع عاصمتنا امتلأت بالمتسوّلين والمتسوّلات. أصحاب الإعاقات والشيوخ تجدهم متكؤون على الجدران أو على أرصفة الطرق، أمّا الشباب والشابات منهم فتجدهم يتنقّلون من مكان إلى آخر ومن وسيلة نقل إلى أخرى. كما اتخذت فئات أخرى من المؤسسات الاستشفائيّة نقاطا رئيسية للتسول واستعطاف قلوب الناس. ولم يعد المواطن التونسي قادرا على التمييز بين من دفعتهم ظروفهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة لمد يدهم للغير، وبين المتسوّلين المحتالين الذين يتقمّصون كل الأدوار لجلب عطف المواطنين، البعض يوهمك بإعاقة بدنيّة، والآخر يقدّم نفسه على أنّه « متسوّل ظرفي » دفعته ظروف طارئة لذلك ويروي في هذا الغرض قصصا وروايات مختلفة لإقناع ضحيته.  ولفهم هذه الظاهرة القديمة من حيث وجودها، والجديدة في طرق تسييرها وأساليبها المبتكرة، حاولت فتح ملف التسوّل والمتسوّلين في تونس من زوايا مختلفة مستعينين في ذلك بتعاليق الشارع التونسي ومعاينة عدد من المتسوّلين واستجواب البعض منهم، والرصد والتسجيل. المواطن التونسي بين التذمّر والاستعطاف تباينت ردود فعل المواطنين والتحاليل بشأن هذه الظاهرة، البعض ربطها بالبطالة وبالأزمة الاقتصاديّة التي تمر بها البلاد، والبعض الآخر ربطها بتفشّي ظاهرة التحيّل وانتشار أشكال جديدة من المهن والارتزاق. فكلّما مرّ أحد المتسوّلين إلاّ وتكاثرت التعاليق، البعض يتذمّر من كثرتهم ومن الإلحاح المزعج أحيانا، فمثلا تحدّثت سيدة بعربة المترو رقم 3 عن تذمّرها قائلة « لكي انتقل من منزلي إلى الشغل لابد أن يمر أمامي 7 أو 8 متسوّلين، والغريب نفس الوجوه تراهم كل يوم، ونفس الأماكن ونجدهم يستعملون نفس العبارات، وكأنهم متخرّجون من نفس المدرسة أو يخضعون لنفس الدوارات التدريبية « . وتسايرها الحديث امرأة جالسة بالقرب منها لتثير  قضيّة أخرى في غاية الخطورة، وتقول « أحيانا نفس الرضيع تارة  تراه مع هذه المتسوّلة وتارة أخرى نجده مع متسوّلة ثانية،  أظن أنهم يقومون باكترائه! ». وذكر لنا مواطن آخر أنه كان ذات يوم ضحية لتحيّل إحدى المتسوّلات بالقرب من محطّة باب عليوة، أين اعترضته فتاة لا تبدو عليها علامات التسوّل وأوهمته بأنّ حقيبتها سرقت منها ولم تجد ثمن عودتها إلى مدينة القيروان، فاستعطف حالها وأعطاها ما كان باستطاعته أن يقدّمه كخدمة إنسانية لضحية انتشار الجريمة في البلاد، ولكنه بعد أسبوع وجدها بنفس المكان وطلبت منه المساعدة وروت له نفس الحكاية، فأدرك أنه هو الضحية وليست هي.  وفي المقابل، العديد من المواطنين يعبّرون عن تعاطفهم مع بعض المتسوّلين، ورغم قسوة الظروف الاجتماعيّة التي يمرون بها يقدّمون لهم المساعدات، وفي تعليق أحدهم بعد مرور متسوّل معاق  أمامه « نحن نتمتّع بصحة جيّدة وموش خالطين فما بالك بهذا المسكين ». تقيات التسوّل لم تعد عمليّة التسوّل مجرد طلب حسنة ومد اليد للغير، بل تطوّرت في الأيّام الأخيرة لتصبح  »وظيفة » ومهنة تتطلّب حرفيّة عالية وإتقان جيّد للدور الذي يتقمّصه المتسوّل، إضافة إلى حسن اختيار توقيت ممارسة هذه المهنة والمكان المميّز، وأحيانا الضحية المناسبة، خاصة بالنسبة لمن يعتمد على التحيّل في ذلك. وعادة ما ترتبط هذه  التقنيات بخصائص المتسوّل ذاته مثل الجنس والفئة العمريّة، فالذكور منهم يعتمد عادة على تقمّص دور المحتاج الظرفي أو المعاق ليتمكن من كسب عطف ضحيته، في حين تتقمّص الإناث منهم دور الأم الحنون على أبنائها والعاجزة على توفير قوتهم. كما تتغيّر عبارات التسوّل حسب الفئة العمريّة التي ينتمي إليها المتسوّل. كما ترتبط تقنيات التسوّل حسب خصائص المكان الذي يتواجد فيه، فالمختصون منهم بالمساجد يتقمّصون دور التقي والزاهد في الدين أحيانا يعتمدون على نوع اللباس أو اللحية الطويلة، وأحيانا أخرى تراهم يطلبون حسنة لبناء مسجد ولإقناع أصحاب القلوب الطيبة يحملون معهم وثيقة توحي بأنّهم ممثلون لأحد المساجد ووصل تسليم كتب عليه « تسلمت مبلغا قدره… » دون توقيع أو ختم! أمّا المختصون بالتسوّل في المستشفيات فيعتمدون على عبارات وتقنيات أخرى تتماشى وخصوصيّة هذا المكان شركات متخصّصة في التسوّل على ما يبدو خرج التسول من دائرة الاحتراف والمهارة الفرديّة إلى ما يمكن أن نسمّيه بالعمل التنظيمي والمؤسساتي. فمن خلال معاينتنا للمتسوّلين واستجواب البعض منهم، وجدنا العديد من المؤشرات الدالة على ذلك، نذكر منها: التوزيع المحكم لمجالات نشاط كل فئة من المتسوّلين وانضباط تام في احترام حدود تلك المجالات، فعلى خط المترو رقم 3 مثلا نجد ثلاث متسوّلات على علاقة ببعضهن البعض، لا يتجاوزن حدود محطة باب سعدون ومحطة حي ابن خلدون، وتقريبا نفس الشيء وجدناه على الخطوط الأخرى. أمّا بالنسبة للشوارع الرئيسيّة كشارع الحرية وخاصة الفضاء المحيط بجامع الفتح، فإن المتتبع لتحركات المتسوّلين هناك يلاحظ دقة التنظيم وصرامة الانضباط في التداول على الأماكن المخصصة لهم. كما أخبرنا أحد المتسوّلين أن موظفين حكوميين يقومون  بالإشراف على بعض المتسوّلين، وعاينّا سيارة من نوع « فولز فاكن » تحمل عدد من المتسوّلين توصلهم كل صباح إلى شارع قرطاج بالعاصمة لترجع بهم إلى إحدى القرى المجاورة لمدينة قربة في المساء. وفي نفس الإطار أكّد لنا أحد المواطنين أن موظفا آخر يقوم بتشغيل فريقين أحدهما خاص بأطفال صغار يؤمّن لهم دخول الملاعب الرياضيّة لبيع بعض المأكولات هناك، وفريق آخر مختص بالتسوّل. أمّا في الوطن القبلي وتحديدا بأحواز مدينة قليبية  فإنّنا نجد تجمّعات من المتسولين ينصبون خياما بداية الصيف ويحترفون مهنة التسوّل وغيرها من المهن المشابهة.   وهكذا تحوّلت ظاهرة التسوّل إلى عمل مؤسساتي، تديرها شركات مختصّة في التسوّل، توفّر لهم الحماية وتوزّعهم على المناطق وتؤمن لهم التنقّل. وأصبح هناك نوع من تقاسم الأدوار والأماكن من أجل استدراج المغفلين من أجل الكسب…  فأي دور يمكن أن تلعبه السلطة للقضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها؟  الموقف عدد 457


 
 

أزمة ثقة بين شباب تونس ومنتديات الحوار الحكومية

    

 
  خميس بن بريّك-تونس   تنتهي المرحلة الأولى من الحوار مع الشباب في تونس، آخر الشهر الجاري، وسط شكوك بشأن إمكانية أن يقود هذا الحوار إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، حسب آراء بعض من استطلعت آراءهم الجزيرة نت. وقد استبعد بعض الشبان أن يفضي هذا الحوار، الموجه إلى قرابة ثلاثة ملايين شاب وشابة تقل أعمارهم عن ثلاثين سنة إلى حلول عملية عند صياغة ميثاق شبابي، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل من قبل الحكومة ليكون منطلقا لوضع إستراتيجية وطنية للشباب.    عزوف عن المشاركة   ويشهد الحوار -بالرغم من أنه يستهدف كل الفئات في الداخل والخارج- عزوف العديد من الشباب عن الإقبال عليه، في وقت تعصف فيه البطالة بالآلاف من الشبان التونسيين ذوي الشهادات العليا وغيرهم. وحسب بعض المراقبين، تعتبر البطالة الآفة الاجتماعية الأولى، التي تدفع ببعض الشبان إلى ركوب البحر في محاولة لعبور الحدود بحثا عن العمل، بينما قضى المئات غرقا في النصف الأول من هذا العام. وكان تقرير للبنك الدولي نشر في الخامس من مارس/آذار الماضي حذّر من أن البطالة في تونس بدأت تتفشى أكثر فأكثر في صفوف الأشخاص أصحاب الشهادات العليا والتقنيين المهرة. شعار الحوار الهادف لوضع إستراتيجية وطنية للشباب (الجزيرة نت) وفي تصريح للجزيرة نت يقول حاتم الورتاني (32 عاما) إنه لا يولي أي اهتمام بما يجري في إطار الحوار مع الشباب، مؤكدا أن « المشاكل التي يواجهها الشباب لا يمكن حلها بهذه السهولة » في إشارة إلى توصيات الميثاق الشبابي الذي سيترتب عن الحوار. وأضاف « أنا لم أشارك في هذا الحوار لأني فقدت الأمل في حدوث أي تغيير، كل ما على الشباب فعله هو السعي لتحسين وضعيته بالبحث عن فرصة حقيقية تعيد له الأمل في الحياة وليس متابعة مثل هذه المنتديات عديمة الفائدة ».   نقاشات ومخاوف   وكانت الحكومة التونسية قد أعلنت في 20 مارس/آذار الماضي بمناسبة عيد الاستقلال والشباب أن هذه السنة ستكون سنة الحوار مع الشباب، مطالبة بالشروع في تنظيم منتديات للاستماع إلى اهتمامات كل الفئات الشبابية في الداخل والخارج. ومنذ ذلك الحين، بدأ الشباب التونسي يكشف عن مطالبه ورؤيته للمستقبل، وتراوحت نقاشاته -أثناء المنتديات المباشرة أو عبر موقع الحوار على الإنترنت- بين الحديث عن تفشي البطالة والهجرة السرية وضعف المشاركة السياسية وبين المحسوبية والرشوة. كما عبّرت مجموعة من الشبان المشاركين في الحوار عن مخاوفهم من تفشي ظاهرة العنف اللفظي والجسدي، وهي مسألة مقلقة يعاني منها المجتمع بأكمله، لكنهم استبعدوا في الوقت نفسه أن تنجح الحكومة في القضاء على هذه المظاهر السلبية.  العنف أصبح ملازما لمباريات الكرة في الملاعب التونسية (الجزيرة نت-أرشيف)  ويقول محمد علي شلبي (28 عاما) متحدثا عن ظاهرة العنف إنه « أمر يثير الاشمئزاز أن ترى شبابا أو أطفالا يتفوهون بألفاظ سوقية، غير عابئين بالمجتمع » مضيفا أن « ساحات المعاهد أصبحت هي نفسها وكرا للتسيب الأخلاقي بين الذكور والإناث، وهو ما يعكس غياب سلطة الأسرة والتربية ».   كما يسيطر العنف على مدرجات ملاعب كرة القدم التي أصبحت تعج بالشباب التونسي على طول السنة، وهي مدرجات أفرزت شبابا يتباهى بالأغاني الجارحة وغير الأخلاقية، علاوة على استعماله للعنف المادي.  وكان المرصد الوطني للشباب -وهو هيئة حكومية- كشف في دراسة عام 2004 عن تنامي ظاهرة العنف اللفظي لدى الشباب، واستفحال الكلام البذيء والاستخفاف بالمحرمات والمقدسات بدرجة لا تواجه بالاستهجان والردع الكافيين.   وفي هذا السياق، يضيف شلبي أن الحوار مع الشباب بالرغم من أنه فتح فرصة الاستماع لآراء الشباب « إلا أنني لست متأكدا من كونه سيقود إلى حلول جذرية حتى لأبسط القضايا مثل العنف اللفظي ».     المصدر: الجزيرة .نت بتاريخ 21 جوان 2008 


بوقريّـــات6: حلـف المرتزقــة؟

 

 
زياد الهاني نشرت جريدة « الموقف » في عددها 457 بتاريخ 20 جوان 2008 خبرا حول عريضة أمضاها 13 من أبرز صحفيي جريدة « الصحافة » ومسؤلي تحريرها، يحتجون فيها على التجاوزات المهنية الحاصلة في جريدتهم، ورفضهم إغراقها بالدخلاء. ولم يتأخر الردّ على هذا الخبر عن الصدور، حيث نشرت جريدة « الصحافة » في عددها ليوم السبت 21 جوان 2008 مقالا تحت عنوان: الدخلاء : فزّاعات الطير الجديدة كاتب المقال مدرّس جامعيّ كان صحفيّـا ولم يعد كذلك منذ زمن، خصص مقاله لمهاجمة صحفيّي الجريدة. وهي نقلة « نوعية » في مسار جريدتنا التي سبق لها أن نشرت مقالا لمدرّس آخر في الثانوي (هو أيضا غير صحفي) هاجم فيه الصحفيين عموما وأطرافا من المجتمع المدني.. واللافت للنظر أن مدير الجريدة الذي أمر بالنشر، هو بدوره مدرّس بين ـ بين (لا جامعي ولا ثانوي) وغير صحفي، عمل مديرا لمدرسة المعلّمين بسبيطلة قبل يجد نفسه (بقدرة قادر) مديرا لجريدة الدولة؟!! وأوّل سؤال يتبادر للذهن: لماذا يكتب كاتب غير صحفي للدفاع عن مدير جريدة غير صحفي؟! ما الذي يجمع بينهما؟ … الكاتب لم ينتبه على ما يبدو رغم طول علاقته بالجريدة حسب ما ذكر، إلى أن أغلب الموقّعين على العريضة الذي حرّكت قريحته، عملوا بجريدة « الصحافة » قبله وفيهم أساتذته. هم أفنوا أعمارهم في خدمتها ولم يبق لبعضهم سوى سنوات قليلة على التقاعد؟!! كما لم ينتبه على ما يبدو إلى أن أغلب هؤلاء الموقّـعين هم ممن يتحملون مسؤوليات التحرير المباشرة في الجريدة. فهي حياتهم وشرفهم. إذا كانت علاقة كاتبنا بالجريدة هي علاقة مرتزق يكتب لها لتعزيز راتبه الجامعي، فـبالنسبة لــ »فزّاعات الحقول » الذين تحدث عنهم، وما أبعد فزّاعات حقوله عن قلائد مروج ذهب المسعودي! العمل الصحفي ليس « بقشيشا »، لأنه ببساطة معنى حياتهم. لذلك فهم يرفضون أن تتحوّل جريدتهم عن وظيفتها الإعلامية السامية خاصة وأنها جريدة الدولة وعنوانها. هم يرفضون تحويلها إلى أداة لتصفية الحسابات الشخصية وثلب الخصوم والتعريض بزملائهم. هذه « الفزّاعات » لا تطلب أكثر من حقها الطبيعي في رفض النزول بمستوى جريدتها إلى درك الصحف الصفراء. للكاتب أن يسعد بالمنحة التي يتقاضها من جريدتنا ليرقّع بها راتبه الأصلي، ونأمل أن تكون المكافأة التي سينالها على مقاله المعجز مجزية، لكن ليس من حقه أن يطلب من الآخرين أن لا ينتخوا للدفاع هم كرامتهم. صحفيّـو جريدة الصحافة، بفزّاعاتهم والوافدين الجدد عليها، هم أبناء هذه الجريدة، وهي عنوانهم وانتسابهم وحسبُهم. هؤلاء جميعا عندما ينتسبون يقول الواحد منهم: أنا صحفي.. فكيف يقدّم نفسه؟ أهل مكة أدرى بشعابها، وصحفيّـو « الصحافة » أدرى بشؤون جريدتهم وهم أهل عزم وغيرة. لو كان للجريدة صحفيّ يديرها كما كان شأنها دائما منذ تأسيسها، لما تجرّأ كاتبنا على كتابة ما كتب. وهذه النتيجة بيّـنة عندما يسلّـط غير صحفيّ على رقبة الصحافة. جريدتنا ليست كأيّ جريدة، فهي قامة شامخة هزُلت، فساموها لكلّ مفلس. ثم يحدثونك عن أزمة الإعلام ويحمّلـون الصحفيين المسؤولية؟! للحديث بقيّــة


محاصرة الكلمة الحرّة والرأي الآخر الصادر عن متابعي جلسات بلدية قصرهلال

  محاصرة ومصادرة الكلمة الحرّة والرأي الآخر الصادر عن متابعي الجلسات البلدية لبلدية قصرهلال *المسائلة الأمنية لدافعي الجباية المحلية  

 
مراد رقية ان لمن علامات قيام الساعة ومظاهر تأخير قيام دولة القانون والمؤسسات انتهاكا للحريات  بمدينة قصرهلال،مدينة2مارس1934،المدينة المحاصرة،المتنكر لها،والمضحى بها أن أصبح المواطنون الدافعون للجباية المحلية يحاسبون على رأيهم حول الأوضاع المحلية المتردية،المعلن عنها أثناء الجلسات البلدية التمهيدية منها والعادية التي يفترض اقتصار حضورها من وجهة نظر المسؤولين المحليين سوى من الصفوة المدجّنة المقبّلة للأيادي والجباه ،الراضية بقدرها ومصيرها المخطط له من جامعة التجمع بقصرهلال؟؟؟ ولقد أبلغت من قبل بعض المواطنين الغيورين على أوضاع قصرهلال من الذين يرغبون في اخراجها من قمقمها الاسمنتي المسلّح المفروض عليها بتظافر جهود مراكز القوى الوطنية والجهوية،وخاصة من مسؤولي قصرهلال الاداريين والتجمعيين الذين أصبحوا بدورهم ملتزمين بحالة الجمود والتردي القاتلة التي تميز أوضاع قصرهلال الشهيدة الحيّة باشراف لصيق ومتميز ومباشر من جامعة التجمع الدستوري بقصرهلال الحاصلة على رضى مراكز القوى الكائدة لمدينة 2 مارس1934،مدينة الحاج علي صوّة؟؟؟ مارست السلط الأمنية المحلية ولعله بطلب من الهياكل الادارية والتجمعية ضغوطا على بعض المتابعين المتدخلين  في الجلسة البلدية الأخيرة من خلال استدعائهم  اما بصفة مباشرة أو من خلال التحري عن البعض الآخر بصفة غير مباشرة مستفسرة ومستهجنة للمواقف التي أطلقوها لمطالبتهم بممارسة حقوقهم الطبيعية في طرح الأسئلة الحامضة على رئيس البلدية وكامل الهيئة المقصّرة في أكثر من مجال؟؟؟ ولا ندري ماهي الغاية من وراء لجوء هذه الهياكل الادارية والتجمعية الى مثل هذه الممارسات المشينة وغير المبررة الجديرة بعهود الظلام ونحن نعلم قلة عدد الحاضرين المتابعين للشأن البلدي برغم توسيع قاعة الجلسات لتتسع لمواكبي عديد المناسبات العائلية والسياسية على السواء،ولعل من سخرياء القدر أن القاعة كانت ضيقة فغصّت بحضورها ،ثم وسعت فغاب عنها الحضور لغياب الرأي والرأي الآخر بعد سيطرة التجمع وحده على كل الهياكل والمنظمات والفضاءات بأموال دافع الجباية المحلية؟؟؟ فهل ضاق المسؤولون الاداريون والتجمعيون وحتى الأمنيون من استعمال مواطني قصرهلال الغيورين من دافعي الضرائب لحقهم في التعبير المكفول لهم في الدستور التونسي،هل نسي هؤلاء المسؤولون  من ذوي اللون الواحد مضمون اللوائح الصادرة عن رئاسة وادارة التجمع الدستوري المشددة في كل مناسبة وعبر مختلف المنابر على تكريس الممارسة الديمقراطية فعلا لا قولا،وعلى افساح المجال للرأي والرأي الآخر،فهل تنكر هؤلاء المسؤولون المحليون حتى للمضامين السياسية والتنظيمية الصادرة عن منظمتهم التي انتدبتهم وعينتهم في خططهم مطالبة اياهم بأن تكون الادارة في خدمة المواطنولكن الأصح هو أن المواطن فقد مواطنيته وسخر لخدمة الادارة بدفعه للجباية وصمته عن الحق؟؟؟ لقد كتبت في تدوينة سابقة بأن الاقصاء السياسي يجب أن يصاحبه اعفاء من الجباية المحلية،فهل ارتقت الهيئة البلدية العتيدة الى مستوى أرقى من الممارسة يتمثل في الحجر على الرأي الحر ومصادرة الرأي الآخر من خلال الدفع نحو منع حضور المواطنين في الجلسات العامة التمهيدية والعادية،فهل يمكن لهذه الهيئة أن تكتفي هي بوحدها بحضور وعقد الجلسات وبتسجيل حواراتها بين أعضائها دون تدخل المواطنين فتعرض ذلك للبيع في أقراص مدمجة أو ليزريةفي مختلف نقاط البيع خاصة المكتبات ومقاهي الأنترنات ومغازةشامبيون التي ستفتح قريبا للذين يريدون الاطلاع عليها وأعتقد شخصيا بأن لا أحد يريد اقتنائها؟؟؟ ان غياب التعددية السياسية وسيطرة اللون الواحد الأحمر على الهياكل والمجالس والمنظمات يؤدي الى ارتكاب المحظور والتجاوزات بأنواعها،والى اقصاء الرأي المخالف،والغريب في هذه الأيام أن حتى التجمعيون أنفسهم أصبحوا محبطين مغيّبين خاصة منهم أصحاب الرأي الحر المخالف اذ أصبحوا غير مرغوب في سماع مواقفهم وحضور المناسبات التجمعية المضيّقة حتى وان كانوا حاملين لبطاقات انخراط،فهل هناك من سبب يجعل المواطن يلتزم بدفع جبايته المحلية لمؤسسة تحجر على الصوت الحر وتحتقر الرأي الآخر وتكرّس الاستبداد والتفرد في حضور سبعة عشر مواطنا من مجموعة أربعين ألف تضمهم قصرهلال سرعان مايقع استدعائهم ومحاسبتهم على مواقفهم بمقرات الشرطة بصفة مباشرة أو غير مباشرة بمجرد الخروج من قصرالبلدية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ السبت,حزيران 21, 2008  


 

متى تصبح النظافة والعناية بالبيئة هاجس كل التونسيين؟

 
 شادية السلطاني     تحظى المسألة البيئية باهتمام عالمي هذه الأيام، فبعد احتفال دول العالم يوم 22 ماي 2008 باليوم العالمي للتنوع البيئي، احتفلت هذه الدول يوم 5 جوان الجاري باليوم العالمي للبيئة تحت شعار  » لا للتبعية لثاني أكسيد الكربون »، و يوم 8 من نفس الشهر باليوم العالمي للمحيط، كما احتفت بلادنا في 11 جوان الأسبوع المنقضي باليوم الوطني للنظافة والعناية بالبيئة، تحت شعار « شباب تونس سند لكسب تحديات التنمية »، و شهد هذا الثلاثاء 17 جوان احتفالا باليوم العالمي لمحاربة التصحر والجفاف. إذن المتأمل في مختلف هذه التظاهرات يلحظ ما تكتسيه البيئة من اهتمام على مستوى محلي و إقليمي وعالمي نظرا للمخاطر المتزايدة التي باتت تهددها كل يوم، و بالتالي تهدد حياة الإنسان و كل الكائنات من نبات و حيوان، و لهذا حين نتحدث عن المشاكل البيئية فإننا بالضرورة نعني تلوث الماء و الهواء والتصحر و انحلال طبقة الأوزون زيادة عن انقراض الأنواع الحيوانية والنباتية واختلال التوازن البيئي. لكن بما أننا دخلنا في فصل الصيف و مقبلون على موسم سياحي يراهن عليه الجميع في النهوض باقتصادنا في ظل الاهتزازات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، أردنا أن نسلط الضوء على نظافة و جمالية شوارعنا ومدننا المساهمة بشكل فعال في جلب السائح لبلادنا.  رغم الانجازات التي قامت و تقوم بها الدولة من أجل المحافظة على نظافة البيئة و رغم وجود ما لا يقل عن 200 جمعية  بيئية و 1000 ناد بيئي في المدارس و المؤسسات التربوية، فضلا عن الشعارات و الحملات التحسيسية بضرورة العناية بالبيئة، إلى جانب ما نسمعه في كل مناسبة من المسؤولين البلديين عن البرامج و المخططات في هذا الشأن، إلا أننا نعاني في تونس من قلة النظافة في مدننا، فمن يتحمل المسؤولية؟ هذا السؤال سنحاول استقصاء مختلف الإجابات المتداولة عنه من خلال آراء بعض المواطنين في هذا الملف البيئي. عن أي نظافة تتحدثون؟  السيدة عائشة التقيتها وهي في طريقها لقضاء بعض شؤونها بحي خالد بن الوليد بالعاصمة، هي ربة بيت، وأم لثلاثة أطفال سألتها عن رأيها في نظافة المدن بتونس فردت بكل حزم عن أي نظافة تتحدثون؟ تعالي لأريك الفضلات المكدسة هنا وهناك نتيجة قلة الحاويات المخصصة لجمع القمامة و المياه الراكدة التي لم تجلب لنا سوى الأوساخ و الحشرات خاصة الناموس و منه السام زيادة عن الكلاب السائبة التي ترهبنا و ترهب أطفالنا من حين لآخر دون أي تحرك جدي من البلدية، مع أننا نتلقى الوعود دائما دون تنفيذ، فحتى السوق غير مهيأة، فضلا عن البناء الفوضوي الذي امتص جمالية العديد من الأحياء حتى أصبحت تبدو و كأنها مناطق ريفية قاحلة، في الحقيقة لا أستطيع تحميل المسؤولية في ذلك لأي كان، لكن من حقي كمواطنة أدفع للجهات المعنية حتى ثمن الهواء الذي أتنفسه من أن أحظى بجو نظيف في بيئة نظيفة انعم فيها براحة العيش سواء في فصل الصيف فصل الحر و الاغبرة و الوشواشة، أو فصل الشتاء الذي تميزت فيه بلادنا بالمستنقعات والمجاري المائية و انسداد الانهج و الطرقات بمجرد نزول بعض الكميات من الأمطار. المسؤولية مشتركة بين الجميع في الحقيقة الجميع مسؤولون عن عدم نظافة مدننا رغم المجهودات التي تقوم بها الدولة في هذا الاتجاه، فالبلدية غير مقصرة في هذا المنحى ببعض المناطق ربما التي تراها إستراتيجية أما بالأحياء الشعبية فإن وضع النظافة يرثى له، من ذلك الملاسين و صنهاجة التي تفتقر لقنوات التطهير و أصبحت معروفة بالمستنقعات الجالبة للحشرات و الروائح الكريهة و الفئران، البلدية أيضا مسؤولة عن المد العمراني على حساب المناطق الخضراء التي من شأنها إضفاء جمالية على مدننا بالرغم من أن الأماكن الغابية يمنع البناء فوقها و مع هذا يحدث ذلك في بلادنا.. المواطن أيضا مسؤول عن نظافة البيئة فأنا أرى يوميا العديد من الناس يلقون بالقمامة من نوافذ منازلهم و سياراتهم في الطرقات والحدائق، هذا إلى جانب إخراج البعض لفضلاتهم المنزلية أحيانا في منتصف النهار بعد مرور عربات النظافة التابعة للبلدية و هو ما يجعلها محل نبش من قبل القطط و الكلاب، يضاف إلى ذلك ظاهرة التبول في الشوارع حتى أن بعض الأماكن عندما تمر بها تشعر بالاختناق، أما أعوان النظافة أحيانا ما يتركوه من أوساخ متناثرة يفوق ما يحملونه في عرباتهم، بحيث يقومون بعملهم بكل سرعة دون البحث عن النجاعة لا أدري ربما لضغط الوقت و كثرة العمل و قلة المرتب الشهري.. إذن هذا ما أكدته لنا منى وهي طالبة مرحلة ثالثة سنة أولى جغرافية البيئة والجيوماتيك. البلدية: الأموال موجودة والخدمات مفقودة أصبحت البلدية في بلادنا كالشبح تطارد المواطن في كل مكان و زمان حتى تأخذ منه ما تخلد لها بذمته من أموال، هذا ما حدثنا به السيد محمد إطار بنكي متقاعد يقطن بمدينة الدندان، و يضيف أنه مع ذلك الخدمات متردية بدعوى نقص الموارد المالية لأن تلك الأموال تذهب لمصالح شخصية و أخرى ثانوية و ليس للصالح العام و أنا على علم بما يدور داخل العديد من البلديات بحكم علاقاتي الشخصية، بالنسبة لموضوع النظافة لا ألوم الشركات المساهمة في تلوث الهواء و لا المواطن فالبلدية من واجبها أن تراقب كل السلوكات تجاه البيئة في المدن و تعاقب المخالفين إن اقتضى الأمر، كما من واجبها السهر على نظافة المناطق البلدية بما أنها تأخذ من المواطن مقابل لمختلف الخدمات التي تقدمها له، مثلا في مدينة الدندان فإن عديد الانهج تعاني من الأوساخ و الفضلات التي يتركها أعوان التنظيف والمنتشرة في بعض الطرقات، هذا إضافة إلى ما تعانيه الحديقة الواقعة في قلب المدينة من إهمال و التي من شأنها إضفاء جمالية على المدينة علاوة على ذلك من المفترض أن تكون متنفسا للأهالي خاصة في فصل الصيف فصل القيظ غير أن البلدية لم توفر حتى الإنارة لهذا الفضاء الذي أصبح مكانا للأوساخ و الناموس و مرتعا لأصحاب السوء الذين يتسترون تحت جنح الظلام للقيام بما يحلو لهم.. البلدية إذن تتمتع بمداخيل محترمة فضلا عن الدعم من الدولة، لهذا لا يجب أن تصدقوا مقولة النقص في الموارد المالية التي يتنصل بها بعض المسؤولين من مسؤولياتهم فالأموال موجودة إلا أن الخدمات مفقودة.     إذن هذه الشهادات تعتبر ملخصا لما رصدته الوحدة من آراء لعديد المواطنين حول مسألة نظافة مدننا و شوارعنا، و رغم تعدد مداخل المعالجة  التي عبر عنها كثير من المستجوبين فإن غالبيتهم يتطلعون إلى تكاتف جهود كل الأطراف لإرساء بيئة نظيفة، فالمواطن يجب أن يتخلى عن عادة رمي الأوساخ بطريقة عشوائية، كما على الأسرة أن تربي أبنائها على السلوك البيئي الحسن حتى يعكس لدى خروجه للشارع ما تعلمه في البيت، بالنسبة للبلديات فمن واجبها إحكام المراقبة و المحاسبة عبر تطبيق قوانين النظافة و فرض الخطايا على كل مخالف لقواعدها،.. فلا ننسى في هذا السياق أن البلدية تتمتع  بمداخيل هامة و تحظى بدعم رئاسي، لهذا من واجبها العمل بكل جدية لضمان الجمالية و النظافة بالمدن، خاصة في ظل ما بات يهدد البيئة جراء التلوث،    لذلك فإننا نحتاج للمزيد من بذل الجهد لتأمين بيئة نظيفة تساهم في إشعاع بلادنا أمام مواطنيها و سائحيها.

 

الحرب ضد الحجاب.. حرب ضد التقدم

 

الأصوليون العلمانيون يفقدون الضوابط في آخر جولاتهم
 
نبيل شبيب         ما سرّ الحجاب الذي يدفع إلى ذلك العداء؟ هل يمكن لحجاب طالبة في جامعة تركية أن يسبّب سقوط علمانية العلمانيين الأصوليين من ورثة أتاتورك؟   هل يمكن لحجاب فتاة تونسية أن يسقط سيطرة الفرد الحاكم بأمره على شعب محروم من مقومات حقوقه الأساسية وليس من « الحجاب » فحسب؟   هل يمكن لحجاب تلميذة مسلمة في مدرسة فرنسية أن تزعزع وجود العلمانية في فرنسا وترسُّخها عبر مائة عام مضت؟   هل يمكن لحجاب مقدّمة برامج في تلفاز مصري أن يشكّل خطرا على « فزّاعة » الأمن القومي في مصر؟   ما السرّ وراء تلك الحرب العنيفة المتواصلة ضدّ الحجاب، وقد بلغت ذروتها في تركيا هذه الأيام، حتى باتت البقية الباقية من الأصوليين العلمانيين على استعداد لتقويض مختلف منجزات تركيا، الدولة والمجتمع، من أجل « حرمان الطالبات المحجبات من طلب العلم! ».. وبالتالي من مختلف ما يعنيه العلم في حياتهن المستقبلية.   لماذا؟ ما سرّ هذا الحجاب الذي يدفع إلى مثل ذلك العداء؟   ذرائع تتهافت   لقد شهد التيار الإسلامي وشهدت جماعاته وشهدت الصحوة الإسلامية عموما ألوانا من الحرب الضروس عبر عشرات السنين الماضية، وصلت إلى استخدام وسائل الإعدام والسجن والتعذيب والنفي والحظر والحصار، وكل ما يمكن أن يتفتق عنه فكر الاستبداد، إن صحّ وصفه بالفكر،  لكنّ مسيرة الحرب على الإسلام في بلاده وخارج بلاده، تحت عنوان الحرب على « الإسلام السياسي » أو أي عنوان آخر، لم تشهد من التركيز المتواصل على استهداف جانب معين من جوانبه، مثل حجاب المرأة المسلمة، سواء أسماه خصوم الإسلام حكما إسلاميا شرعيا، أو أسموه رمزا سياسيا، أو أسموه تعبيرا عن الرجعية واستعباد المرأة، سيّان، فخصومتهم تُسقط عنهم شرط النزاهة للمشاركة في تعريف أمر إسلامي صميمي.   ولم تترك الحرب ضد الحجاب حجة ولا ذريعة ولا أسلوبا من أساليب التضليل والإغراء والترهيب، جيلا بعد جيل من عهد سلامة موسى إلى عهد جاك شيراك.. قالوا: « إن تحرير المرأة من حجابها يحرّرها اجتماعيا ويساويها بالرجل ».   ولقد تحررت المرأة الغربية من كلّ ساترٍ لجسدها وكلّ قيد على عفتها، فلمَ ارتفعت نسبة وجودها في سوق الدعارة وتجارة « الرقيق الأبيض » إلى أكثر من تسعين في المائة ولم تصل إلى معشار هذه النسبة في المواقع التوجيهية السياسية والاقتصادية والمالية والقضائية وغيرها في مختلف المجتمعات الغربية دون استثناء؟ (آخر التقارير الرسمية للاتحاد الأوروبي في هذه الأيام يثبّت أيضا استمرار التفاوت في الأجور، وهو الآن حوالي 22 في المائة لصالح الرجل في بلد كألمانيا).   قالوا: « إن حجاب المسلمة إكراه لها فهي تضعه تحت سيطرة الرجل عليها في أسرتها وفي مجتمعها ». وعلى افتراض صحة ما يقولون، فهل البديل التحرري هو استصدار قوانين لترغم الدولة بجبروتها النساء على نزع الحجاب؟!   ثم ما الذي بقي من مصداقية لذلك الزعم بعد أن أصبح ارتفاع نسبة انتشار الحجاب يواكب بصورة مطردة ارتفاع وعي المرأة نفسها، وارتفاع مستوى تعليمها، وتحرر إرادتها، ومن ذلك تطلعها إلى تخصص جامعي وعمل وظيفي وإنتاج وعطاء في المجتمع، تأتي القوانين العلمانية الأصولية للحيلولة دونها ودونه؟!   قالوا: « إن الحجاب رمز سياسي تستغله الحركات والجماعات الإسلامية للتغرير بالنساء لاسيما الشابات من الجيل المعاصر ». وهذا من أغرب ما انتشر من ذرائع حافلة بإدانة أصحابها لأنفسهم، فهي تعني اضمحلال احترامهم لعقل المرأة وشخصيتها وقدرتها على التمييز، وهي تعني زيف ادّعاء التعددية وحرية التعبير، فوصول تصور آخر غير التصوّر العلماني الأصولي، إلى وسيلة تعبير كالمجلة، يقلبها من « تنويرية » إلى « تغريرية »، وهي تعني أيضا إقرارا بالعجز المطلق، فالمتهمون بالتغرير لا يملكون شيئا يذكر من وسائل التوجيه يوازي ما سيطر عليه العلمانيون الأصوليون – ولا يزالون إلى حد كبير – من وسائل الفكر والثقافة والإعلام، حتى أفقروها من الفكر والثقافة والإعلام، وجعلوها – أو حاولوا أن يجعلوها – أدوات لنشر الإباحة الجنسية بامتياز؟!   إنّما ينبغي الإقرار بأنّ من أخطر ما روّجوا له من ذرائع لحربهم، زعما يقول إن الحجاب بمفهومه الشرعي هو مجرد « وسيلة لحجب مفاتن المرأة عن النظرة الشهوانية للرجل ».   هذه صيغة مبتذلة ردّدها مبتدعو نظرية « المجتمع الذكوري »، وتلقفها للأسف بعض المدافعين عن المرأة ومكانتها من منطلق إسلامي، فأساءوا من حيث أرادوا الإحسان، حتى وصل بعضهم في المغالاة والتنطع – ولا يؤبه به – إلى القول بحجب المرأة نفسها عن المجتمع ودورها فيه، وليس حجب « مفاتن جسدها » فحسب.   ليس الحجاب قطعة من قماش تغطي مفاتن المرأة، وإن كان هذا أيضا بعض المطلوب، فليست مفاتنها سلعة للعرض، ولكن للحجاب مكانة أهم وأشمل، وأبعد تأثيرا.   الجعبة الحربية   لقد أدرك خصوم الإسلام أكثر من بعض أهله موقع الحجاب في المنظومة الإسلامية للقيم والأخلاق والتربية، السارية على الرجال والنساء معا، والأساسية في بناء مجتمع إنساني قويم، فكان تركيزهم على المرأة وحجابها هو البداية الأولى لحربهم على الإسلام نفسه، ولا تزال هذه الحرب مستمرة إلى اليوم، وازدادت ضراوة بازدياد إقبال الفتيات المسلمات في أنحاء العالم على الحجاب.   إن ما يجري في تركيا، أوّل بلد إسلامي فرض العلمانية وتوابعها على أهله، وما يجري في تونس وبلدان عربية وإسلامية أخرى، وفي بعض البلدان الغربية، شاهد على إفلاس مختلف الوسائل المتبعة في الحرب ضد الحجاب؛ ولهذا أصبح استخدام الاستبداد المكشوف لأدواته شاملا الحجاب، إلى جانب فرض رؤى منحرفة سياسية واقتصادية وفكرية واجتماعية وثقافية.   وكما أخفقت الوسائل المستخدمة عبر عشرات السنين الماضية نتيجة ارتفاع الوعي، ستخفق الوسائل الحالية للاستبداد إخفاقا ذريعا أيضا نتيجة ارتفاع وعي المرأة بالذات، وسيزداد انتشار الحجاب، ويزداد الالتزام بمقوماته الشرعية، ويزداد مفعوله في حياة المرأة المسلمة ودورها الأساسي في بناء المجتمع.   الحجاب جزء من المظهر الخارجي للباس، ولكن الأهم من ذلك هو موقعه المركزي من المنظومة الإسلامية للقيم والأخلاق والتربية، وهذا الموقع كامن في أن غيابه يغيّب الحاجز النفساني في ضبط التعامل اليومي المباشر بين الجنسين.   المجتمعات التي نادت بتحرّر المرأة في الغرب بمعنى تحرير جسدها في الدرجة الأولى، واعتبار ذلك أساسا للمساواة بين الجنسين، سعت للتعويض عن ذلك الحاجز النفساني، للحفاظ على حدّ أدنى من ضبط العلاقات الجنسية، واستخدمت مختلف سبل التوجيه والتربية والتقنين، وأخفقت. وهذا واحد من أسباب سقوط مغزى الشعار المرفوع منذ زمن طويل، إنّ الكبت الجنسي يؤدّي إلى الاعتداء الجنسي، وتحرير العلاقات بين الجنسين يجعلها قائمة على الإرادة « الحرة » لديهما على قدم المساواة، فالحصيلة بالأرقام تؤكّد انتشار مختلف أشكال الاعتداءات والجرائم الجنسية بأضعاف ما كانت عليه قبل عقود معدودة، وتؤكد أن النسبة الأكبر من ضحاياها هي نسبة « النساء المتحررات » على ذلك النحو المعوج، من مختلف الأعمار، وفي مختلف المواقع الاجتماعية التي شغلتها المرأة.   استهداف للنهوض   ليس الحجاب مجرّد قطعة قماش توضع على الرأس، بل ليس « مجرد » أمر من أوامر الشارع الحكيم خصت به المرأة المسلمة من بين العديد من الأحكام الشرعية الأخرى، إنّه يمثل قطعة محورية مركزية من قطع فسيفساء متكاملة في تشكيل منظومة الأخلاق والقيم، وهذه بدورها جزء جوهري من منظومة التربية وصناعة الإنسان، والركيزة الأولى التي تميّز ما يطرحه الإسلام للحياة البشرية بمختلف جوانبها عمّا يطرحه سواه.   لقد شرّع الإسلام استقلال القضاء قبل 1400 عام، ولكن – بغض النظر عن التطبيق – تقول التصوّرات الوضعية الحديثة أيضا باستقلال القضاء، وشرّعت سيادة القانون دون تمييز بين أهل البلد الواحد، وهي تقول بذلك أيضا، وشرّعت الشورى والعدالة والمساواة، وجعلت الحقوق أساسا للعلاقات البشرية.. وجميع ذلك مما تقول به بدرجات متفاوتة التصوّرات المنبثقة عن عصر التنوير الأوروبي.   أمّا ذلك « الدمج العضوي » البعيد المدى بمفعوله وتأثيره، ما بين منظومة القيم والأخلاق، وكل تشريع تنظيمي، سياسي وتقنيني واقتصادي واجتماعي، فهذا ما أوجده الشارع الحكيم في منظومة الحياة والحكم في الإسلام، ولم يصل إلى مثله أو قريب منه أي تصور بشري قديم أو حديث، وهنا يأتي الحجاب ليمثل جزءا أساسيا في عملية الدمج هذه.   الحجاب – عندما يسري الأخذ به وفق ما أراد الشارع له – جزء من صناعة شخصية الفتاة المسلمة، والمرأة المسلمة، وصناعة سلوكها، وأساس فعال لترسيخ التعامل بينها وبين الرجل في المجتمع الواحد المشترك، ليسري مفعول قواعد الكفاءة، العلمية والتخصصية والمهنية والإنتاجية والإبداعية، دون تأثير عوامل أخرى. وليس استبعاد عامل الفتنة الجنسية هنا إلا كسواه، ممّا تستبعده المنظومة الإسلامية للأخلاق والقيم والتربية، مثل عامل الفساد المالي والمحسوبية. ومن هنا كان الحجاب – مع سواه من الضوابط الشرعية – عنصرا بالغ الأهمية من عناصر صناعة الإنسان الفرد وصناعة العلاقات البشرية في المجتمع، وهما من مسيرة النهوض بمثابة القدمين لا يستغنى عن أي منهما.   ليس المقصود هنا فقط أن الفتاة المحجبة وفق ما ثبت الشارع الحكيم من أحكام وشروط للحجاب، أحرص على علاقات اجتماعية قويمة مع الجنس الآخر، فهذا جانب واحد وإن كانت له أهميته الذاتية، بل ليس المقصود هنا أنّ الأم المحجبة تربي أطفالها على الإسلام، فهذا أيضا جانب لا يستهان بأهميته ولكن لا ينفرد بنفسه في مفعول الحجاب في حياة المجتمع.   المرأة الطبيبة، والداعية، والعاملة، والطالبة، والعالمة المتخصصة، والتقنية المبدعة، والكاتبة الأديبة، والسياسية الموجهة، والنائبة الممثلة لإرادة الشعب، والمحامية، والقاضية.. المرأة في كل ميدان من ميادين الحياة قادرة مع توافر منظومة القيم والأخلاق والتربية، أن تساهم في صناعة الإنسان صناعة قويمة، وتوجيه العلاقات البشرية توجيها سليما، ودور الحجاب في ذلك هو أنه أحد المقومات الأساسية – وليس الوحيد من بينها – لتكون للمرأة المسلمة حيثما تحركت شخصيتها الفاعلة، انطلاقا من التصور الذي يحدّده الإسلام، ولتؤدّي دورها المنوط بها على أحسن وجه.   هذه المرأة « المسلمة » المساهمة في النهوض هي التي يراد حظر وجودها وتحجيم دورها والقضاء عليه لو أمكن، لحساب بقاء صيغ التبعية الأجنبية القائمة، ولهذا كان غياب الحجاب أو تغييبه، وما يزال، يضعف مقوّمات النهوض الذاتي الحقيقي، وكان وجوده يعززها، ولهذا أيضا كان التركيز عليه جزءا من الحرب على الإسلام دربا للنهوض والتقدم، وليس جزءا من الحرب على المرأة المسلمة فقط.    *  كاتب سوري مقيم بألمانيا..من أسرة شبكة إسلام أون لاين.نت   المصدر: اسلام اون لاين. نت بتاريخ 21 جوان 2008


في حوار مع خالد السفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي

لا بد من تحالف استراتيجي بين الإسلاميين والقوميين

 

 
تونس – محمد الحمروني  شدد الأستاذ خالد السوفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي على ضرورة وضع حد للصراع العربي الإسلامي والالتفات إلى قضايا الأمة الرئيسة. وأكد السوفياني في حوار خص به صحيفة «العرب» على أنه بدون التحالف الاستراتيجي بين الإسلاميين والقوميين ستبقى قضايا الأمة مرهونة في صراعات ذوات. وأوضح أن مفهوم القومية تغير عمّا كان عليه في الماضي، وأنها باتت هوية تجمع مختلف التوجهات الفكرية والانتماءات الدينية. واستعرض الأمين العام في الحوار الذي أجري معه في تونس على جملة القضايا المتعلقة بالتطبيع والمقاومة إضافة معركة الحريات ودعم الديمقراطية في وطننا العربي، وهذا نص الحوار.    هل أنتم راضون عن النتائج التي حققها مؤتمر الحوار القومي الإسلامي؟ هناك تطور إيجابيّ كبير في عمل مؤتمر الحوار القومي الإسلامي، وهناك إنجازات كبيرة تحققت من وراء هذا الحوار، والمطلوب اليوم هو الدفع به إلى الأمام، لأننا بدون هذا الحوار سنبقى فريسة لمخططات التقسيم والتجزئة والإلهاء بالخلافات الداخلية عن القضايا المركزية للأمة.. الصراع القومي الإسلامي استنفذ الكثير من الوقت والجهد وأهدرت طاقات عديدة في هذا الصراع كان من الأجدى أن توجه إلى معاركنا الرئيسة كفلسطين والعراق وغيرهما، ولذلك نؤكد على ضرورة الحوار لكي لا نبقى فريسة لهذا التعطيل الذي عرفناه في فترات سابقة. واليوم نحن نرى أنه لابد من تحالف بين القوميين والإسلاميين، وبدون هذا التحالف الاستراتيجي الذي يأخذ في الاعتبار الثوابت ويترك ما نحن مختلفون حوله ستبقى قضايا الأمة مرهونة في صراعات ذوات ولن تتجه نحو من يستغلنا داخليا وخارجيا.    ولكن أي معنى تعطون للقومية اليوم؟ وهل قمتم بمراجعات فكرية على غرار تلك التي قام بها الإسلاميون حتى تتمكنوا جميعا من تجاوز هنات الماضي والتفرغ لقضايا الأمة؟ أولا أريد أن أؤكد على أن القومية المتجددة أو الجديدة لا يمكن أن ينظر إليها بالشكل الذي ينظر به عادة إلى التجارب القومية السابقة. من قبل كان هناك فكر قومي ولكن على مستوى الممارسة طبق بشكل لا يسمح له بالنجاح لأنه كان يريد أن يصبح فكرا من بين الأفكار الموجودة وكان يريد أن يهيمن إما فكريا أو سياسيا بمختلف الوسائل، لذلك كانت هناك صراعات وتم رفض هذا الفكر بسبب التطبيقات الخاطئة. أما الآن فالقومية أصبحت هوية تجمع مختلف التوجهات الفكرية والانتماءات الدينية فليس قوميا اليوم من لا يعترف بالأمازغي والكردي وبالمسيحي والمسلم وغيرهما من الانتماءات.. كجزء من هذا الإطار الذي يسمى الإطار القومي العربي أو المؤتمر القومي العربي.    طيب لو تعطينا فكرة عن تاريخ المؤتمر وأهم أهدافه؟ المؤتمر القومي العربي هو فكرة انطلقت من تونس منذ 19 سنة تقريبا وكانت تهدف إلى خلق إطار يكون مرجعا فكريا يحاول صياغة فكر قومي جديد. ثم مع التطور الذي عرفته الساحة العربية خلال السنوات الأخيرة رأينا من الضروري أن يتحول المؤتمر إلى مرجع شعبي وسياسي وأن لا يبقى فقط مرجعا فكريا. وإيمانا من مؤسسي هذا الإطار بأن القومية ليست حكرا على فئة معينة كان المؤسسون ينتمون إلى مختلف الأعراق والأجناس الموجودة في الأمة. ولتحقيق حد أدنى من التوافق بين هذه المكونات سعى المؤتمر إلى خلق أطر للحوار مثل مؤتمر الحوار القومي الإسلامي وهذا الإطار لا يقتصر على الحوار بين الإسلاميين والقوميين بل يتعداه إلى اليساريين وغيرهم أي أنه إطار لحوار شامل بين مختلف التوجهات التي تعتمل في واقعنا العربي. ويمكنني القول بكل أمانة إن هذا الإطار -ورغم أنه عرف أحيانا بعض الركود- فقد أدّى إلى نتائج مهمة جدا والآن وكما تعلمون فإن الأستاذ منير شفيق هو الأمين العام لمؤتمر الحوار وهو رجل جذوره يسارية ولكنه الآن يقترب من الإسلاميين وهو ما يجعله الأقدر على ممارسة مهمة إدارة الحوار لأنه يعرف الطرفين معرفة جيدة.    قلتم إنكم نجحتم في إدارة الحوار بين مختلف مكونات المجتمع العربي بمن فيهم الإسلاميون واليساريون هل من أمثلة على ذلك؟ نحن في المغرب مثلا استطعنا أن نجمع كل المكونات من النهج الديمقراطي إلى العدل والإحسان مرورا بكل التشكيلات السياسية في إطار واحد حول القضايا الجوهرية للأمة.. صحيح أنه قد تقع أحيانا بعض الإشكالات لأن الهوة لم تردم بالكامل، لكن عندما ننظر إلى وضعنا الآن وما كانت عليه العلاقات بين التيارات الفكرية العربية في السابق نلحظ أن هناك تطورا كبيرا باتجاه التخفيف من حدة التوترات بين مختلف هذه المكونات.. طبعا ستبقى دائما بعض الخلافات وأحيانا تكون خلافات جوهرية موجودة والسؤال هو كيف يمكن أن نتغلب عليها هل بالحوار أم بالاقتتال الداخلي؟    هناك من يقول إن المؤتمر القومي أصيب بداء البيروقراطية؟ «يا ريت» لو كانت عندنا مكاتب حتى نكون بيروقراطيين!  هل يعني أنكم راضون عما قدمتموه إلى حد الآن خدمة للقضايا المركزية للأمة؟ إذا نظرنا إلى القضايا الهامة المطروحة على الآمة لن نكون راضين على أنفسنا، ولكن عندما ننظر إلى ما حققناه يمكن أن نقول إن المؤتمر يمثل اللاعب الأساسي في كل ما يجري على الساحة العربية.. وكما تذكر فعندما كانت الأمة في لحظة انهار فيها كل شيء مثل لحظة سقوط بغداد، فإن الجهة الوحيدة التي صرخت بأعلى صوت لتقول للأمة إن الشعب العراقي صامد وسيطرد المحتل، كان المؤتمر القومي العربي وقلنا ذلك بعد أيام من سقوط.. إن هدف المشروع الصهيو-أميركي هو بث الشكوك في ذهن المواطن العربي العادي والمسيّس على السواء، ومن ذلك ما باتت تردده بعض وسائل الإعلام وبعض الصحافيين من أسئلة مثل: هل صحيح أن حماس حركة إرهابية؟ هل فعلا انتصرت المقاومة في لبنان؟ هل فعلا دخلت إثيوبيا إلى الصومال لدعم الحكومة الشرعية؟ والهدف من وراء ذلك هو إنهاء المقاومة في فلسطين وفي العراق وفي لبنان. وهناك إرادة لفرض التطبيع مع الكيان الصهيوني وتُستعمل في سبيل ذلك مختلف الوسائل من الرياضة إلى الفن إلى الندوات العلمية، وغيرها من المبررات في حين أن الهدف الأساسي من وراء ذلك هو خلق جو نفسي للقبول بالكيان الصهيوني ككيان موجود ومعترف به وخلق آليات دائمة تضمن استمرار هذا التطبيع مثل الاتحاد الأورو-متوسطي وذلك بعد فشل كل المحاولات الأخرى مثل الشرق الأوسط الجديد والكبير وغيرهما. ونحن نعمل مع مختلف الهياكل للوقوف بوجه هذه المخططات.. ونجحنا في دعم المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.. طبعا نحن نجحنا في ذلك بفضل البطولات التي حققتها وتحققها المقاومة في هذه البلدان، ومع ذلك فنحن غير راضون عما ننجزه رغم أهميته، لأنه ببساطة لا يرقى إلى مستوى زغرودة الأم وهي تستقبل جسد ابنتها الشهيدة أو ابنها الشهيد.    نلحظ من كلامك أنكم تركزون بشكل كبير على القضايا الرئيسة للأمة العربية يعني فلسطين ولبنان والعراق.. وتغفلون معركة الحريات التي تخوضها مختلف مكونات المجتمع المدني العربي. وكما تعلمون فإنه لا يمكن للإنسان العربي أن يساعد على تحرير فلسطين والعراق وغيرهما مادام هو نفسه غير حرّ ولا يتمتع بحق المواطنة الكاملة؟ أول بند في المشروع النهضوي العربي هي الديمقراطية وحقوق الإنسان والنماء الحضاري. فالعمل على نشر الديمقراطية في الوطن العربي هو الأساس الذي يقوم عليه المشروع القومي العربي. ولم يتردد المؤتمر في اتخاذ المواقف الضرورية من القضايا الأساسية فيما يخص الديمقراطية والكرامة كلما اقتضى الأمر ذلك. غير أن بعض سوء الفهم قد ينتج عن كون المؤتمر القومي العربي لا يقبل أن يصبح بديلا عن القوى الوطنية في معاركها من أجل الحرية والديمقراطية.. هذه قناعاتنا على كل حال.  أنت قومي عربي ولكنك مغربي أيضا والسؤال هو: بماذا تفسرون التراجع الكبير الذي باتت تشهده المغرب في مستوى حرية الإعلام بعد أن كادت أن تتحول إلى مثال يحتذى به في المنطقة؟ لابد من الإشارة إلى أن المغرب يشهد تراجعا كبيرا في مستوى الحريات العامة ككل وليس في مستوى حرية الإعلام فقط. ثم وكما تعلمون فإنه كلما قوي عود المقاومة الشعبية كلما استطاعت أن تفتك مزيدا من المكاسب في مجال حرية التعبير والديمقراطية وغيرها، وكلما ضعفت تراجعت الحريات. وما يجري في المغرب هو هذا بالتحديد.. فلما كانت الحركة الوطنية قوية انتزعت مكاسب هامة ولما ضعفت مثلما هو الحال في المدة الأخيرة قام النظام بالإجهاز على ما تحقق من مكاسب في مجال الحريات. وبعيدا عن التجاذبات السياسية التي يمكن أن تقع هنا هناك أقول إنه على الأنظمة العربية أن تقتنع بأن الحماية الحقيقية هي حماية شعوبها لها وأنه عليها، بدل الهرولة في هذا الاتجاه أو ذاك، عليها أن تسارع إلى المصالحة مع شعوبها من أجل خلق أجواء حقيقية للتصدي للهجمة التي تتعرض لها الأمة.   المصدر: جريدة العرب (يومية _ قطر) بتاريخ 21 جوان 2008


 

خلافا للانطباع السائد حول ما يسمى «استقلال اسرائيل».

 
كتب الدكتور عزمي بشارة    خلافا للانطباع السائد، ليس هنالك جديد في احتفال اسرائيل المكثف بما يسمى استقلالها. وهي تفعل ذلك بحسب التقويم العبري. ويعتبر ما يسمى بـ«يوم الاستقلال» أحد الاعياد المدنية الذي تدور حوله الديانة الوطنية الاسرائيلية الجديدة، المدنية ـ الدينية. ويتميز هذا اليوم بشعائر واحتفالات تفوق احتفالات أي من دول العالم الأخرى بتأسيسها. وهي تفوق بالتأكيد كثيرا احتفالات الشعوب العربية باستقلال دولها. وربما لهذه المقارنة أكثر من مغزى حول شرعية الكيانات في نظر الشعوب. فطابع الاحتفالات شعبي، وليس رسميا فحسب. والأهل يصطحبون أبناءهم للاحتفالات المحلية والمهرجانات وغيرها. وتبث وسائل الاعلام برامج وأفلاما وأناشيد لا تنتهي، ما يساهم في خلق ذاكرة اسرائيلية جماعية حول ما يسمى بـ«حرب التحرير» عام .1948 ويزورون في اليوم ذاته وحدات الجيش في المعسكرات، والمتاحف العسكرية، اضافة الى النزهات المنظمة في الطبيعة. هذه شعائر باتت تقاليد ممأسسة تتكرر كل عام. ويبرز من بينها وقوف الشعب كله دقيقة مع اطلاق صفارة الانذار على روح الضحايا، قبل الاحتفالات بيوم. أما من ناحية العرب، فلم يُحيِ العرب ذكرى النكبة، كما فعلوا في عامها الستين. وقد ساهم الاعلام الفضائي في تكثيف الانطباع. لكن اضافة الى ذلك، لا بد من ان نذكر ان الاحياء الشعبي الفلسطيني والعربي قد تضمن نوعا من الرد على التقاطر غير المسبوق من قبل زعماء غربيين وغير غربيين، وفي مقدمتهم رئيس الولايات المتحدة الأميركية، الى القدس للاحتفال بما يسمى «استقلال اسرائيل». ولم يؤثر الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني الخطير في اصرار العرب والفلسطينيين في هذه المناسبة على حق العودة. فقد ارتبطت النكبة بحق العودة. وهو الحق الذي اعترف به العالم قبل ان تنشأ حتى منظمة التحرير الفلسطينية وفتح، فضلا عن حماس، والخلاف بينهما. وربّ سائل يسأل عن معنى هذا التمسك بذكرى النكبة واحيائها في أسبوع لقي فيه الآلاف حتفهم في زلزال في الصين، وفيما يذكّرنا العراق بالنكبات غير الطبيعية من صنع البشر. نكبة العراق نكبة بلد عربي تفوق فلسطين في عدد الضحايا. وليس الشعب الفلسطيني «شعب الله المختار» كي تميز نكبته وتحظى باهتمام أكبر. بالعكس تماما، فإنه من عوامل خصوصية الشعب الفلسطيني هو أولا، انه ليس شعب الله المختار، بل ضحية من يعتبر نفسه «شعب الله المختار»، وثانيا ان قضيته طالت بما يتجاوز كثيرا المسألة الاستعمارية برمتها، وثالثا انها آخر قضية استعمارية غير محلولة…، ولأنها تحظى باجماع الشعوب المستعمرة سابقا، وخاصة العربية منها، فقد تحولت الى قناة للتعبير عن معاناتهم بشكل عام. فحُمِّلت القضية الفلسطينية قدرا من الرمزية لا يحمله البشر العاديون دون ان يتقمصوا هذه الرمزية، فساهم فعلا في افساد جيل كامل من قيادة الشعب الفلسطيني. ولا شك في ان حجم المعاناة الانسانية التي مرّ بها أبناء وبنات الشعب الفلسطيني باحتلال وسرقة وطنهم، وفي اللجوء، ثم الاحتلال المجدد، هي أبعاد هامة من أبعاد النكبة… خاصة انها مستمرة دون حل في الأفق. ولكن أهميتها السياسية التاريخية واسقاطاتها على الشعوب العربية كانت وما زالت أكبر من ذلك بكثير. فاحتلال فلسطين وقيام اسرائيل هما عقدة في التاريخ العربي، وجرح مفتوح ملتهب لا يفتأ يزوّد الساحة العربية بكافة أنواع الذرائع للأيديولوجيات المتطرفة من جهة، وللاستسلام من جهة أخرى. لا يمكن فهم هذا الوعي الملتهب دون نكبة فلسطين ومكانها في الوعي العربي. وهي قبل كل شيء أهم تجسيد للتشظّي والتنافر وإعاقة الوحدة العربية في المشرق العربي وبين المشرق والمغرب. ويذكّر الانشغال بـ«معنى النكبة» وسؤال: «لماذا وقعت؟» بسؤال التنوير العربي، الذي لا جواب له: «لماذا تقدّم الغرب وتخلّف المسلمون؟». فالأسباب التاريخية الممكنة غير متناهية. وسؤال: «لماذا؟» التاريخي، لا اجابة عنه شافية. ومن الأفضل التركيز على أسئلة من مثل: ماذا علينا ان نفعل؟ وكيف نتقدم نحو الهدف المحدد؟ أما سؤال: «لماذا؟» فهو سؤال فلسفي وأخلاقي. بحثنا عن الخيار القومي العربي ليس لذاته، بل كأداة في مواجهة كارثة النكبة، وبحثنا عن الخيار الديموقراطي ليس لذاته، بل لمواجهة تحدّي النكسة. وحتى الخيار الديني لم يسلم من اعتبار ذاته؛ الطريق الوحيد لمواجهة سلسلة النكبات والنكسات. لقد اعتبر الموضوع مسألة تحد وكرامة، ولذلك طرحت الخيارات السياسية والثقافية كأنها مجرد أدوات في مواجهة تحدي القضية الفلسطينية. وتغيّرت تفسيرات «معنى النكبة» بموجب القوى التي طرحت نفسها كبديل، لكن التحدي بقي هو ذاته لا يتغير، ثابتا قدريا أزليا وهازئا من اختلاف الأدوات التي باتت تُهزم في إدارة مجتمعاتها ذاتها قبل ان تُجرَّب على هذا التحدي. لم يخطر بالبال ان اسرائيل لم تطوّر خيارها القومي كأسلوب في مواجهة العرب، بل من أجل ذاتها، لأنه الطريق الوحيد لتنظيم الدولة الحديثة. لقد كان الخيار القومي هدفا بالنسبة الى الحركة الصهيونية. وغاب عن البال ان اسرائيل لم تعتمد قواعد اللعبة الديموقراطية وسيادة القانون داخليا، لأنها أفضل الأدوات في مواجهة العرب، بل من أجل ذاتها. فالديموقراطية، كخيار سياسي ـ ثقافي، وكعلاقة بين الفرد والمجتمع والدولة، هي قرار وطريق تختاره النخبة السياسية الثقافية لنوع الانسان الذي تريده، والمجتمع الذي تبغيه، في دولتها هي، دولة اليهود، لا من أجل العرب ولا ضدهم. علينا ان نسأل إذاً عن معنى الخيار القومي، وعن معنى الديموقراطية وسيادة القانون، وعن معنى كرامة الانسان والمواطن. علينا ان نسأل عن معنى القبلية والعائلية السياسية والفساد، وتناقضها جميعا مع الحداثة والتحديث، ومع الإدارة الحديثة للدول وبناء المؤسسات، ومبدأ الانسان المناسب في المكان المناسب، ومع عملية اتخاذ القرار بناء على اعتبارات في الموضوع، وليس خارج الموضوع ـ علينا ان نسأل هذه الأسئلة، ليس كاشتقاقات من الصراع مع اسرائيل او كأسباب للنكبة، بل نسألها لذاتها ولذاتها ـ حتى لو كانت هنالك علاقة تاريخية بين الموضوعين فيجب الفصل بينهما بنيويا كي تتغير العلاقة الأدائية مع هذه المواضيع. يذكِّر سؤال المنكوبين عن معنى لنكبتهم بتساؤل أصدقاء المتوفى المذهولين، وقد تحلقوا في بيت العزاء، عن معنى وفاته، ولماذا هو بالذات، ولماذا لم يستمع للنصحية ويقلع عن التدخين، مثلا؟ الى ان تأتيهم ملاحظة أحد المتذاكين عادة في مثل هذه المناسبات، عن صديق له يدخّن ولم يمت حتى اليوم، مفتتحا لذلك سلسلة من التفسيرات لمعنى الموت لا تنتهي الا باعلانات مثل «تعددت الأسباب والموت واحد»، و«هذا قدر الله لا رادّ له». عندها يصبح التفسير ندباً. لم تكن نكبة فلسطين موتا او قدرا محتوما بالطبع، لكن لا معنى لاشتقاق مهمات المجتمع العربي من معناها المزعوم، فنحن لا نعيش كي نواجه الموت، بل نعيش لأننا نفترض ان للحياة معنى، وإذا كان للموت من معنى فهو مشتق من فقدان معنى الحياة. وكما ان مهمات المجتمع العربي الحديث غير مشتقة من النكبة، كذلك فإن فهم سبب النكبة لا يحتاج الى كل هذا التحليل عن فجوة الحداثة وفجوة المؤسسات بين الصهيونية والمجتمعات والشعوب العربية. ويُسأل السؤال: ألم يكن بامكان الدول والشعوب العربية بوضعها المجتمعي الذي كان ان تحارب أفضل عام 1948 وعام 1967 لو توفرت الإرادة؟ أليست هي الشعوب نفسها التي حاربت أفضل في الأعوام 1968 و1973 و2000 و2006؟ لقد حارب العرب أفضل دون ان يأخذوا اقتراحات المحللين العرب حول العوائق البنيوية بعين الاعتبار. لم تتوفر الإرادة السياسية عام ,1948 ولم تتح لهم فرصة القتال عام .1967 وعندما دخلت الأنظمة الحرب عام 1948 فإنما دخلتها ضد بعضها البعض، وليس ضد الدولة اليهودية. النكبة كسر في التاريخ الفلسطيني الحديث. ولا يوجد تاريخ فلسطيني سياسي غير حديث. لقد اقتلع المجتمع الفلسطيني من الساحل الفلسطيني، وهدمت المدينة الفلسطينية، وهدم معها حلم الحداثة ما بين الحربين العالميتين، حلم النخب العربية والطبقات الوسطى ببناء الوطن العربي المستقل واللحاق بالحداثة. وفقد الفلاح الفلسطيني الذي كان يصارع طبيعة البلاد بمعوله من خلال الانسجام معها، فقد هذا الصراع مع الطبيعة. وبعدما كانت أحلامه الصغيرة مغزولة بعبق المكان ورياحينه، وبتسكع الزمان المتثاقل كناعورة تديرها الطقوس الموسمية، باتت أحلامه سياسية ومرهونة بإرادة السياسيين وموازين القوى والقرارات الدولية. واصبحت طقوسه مؤتمرات موسمية تدعو الى العودة، وراديو «ترانزستور» يعده بالتحرير، واختزل عبق المكان الى حنين فلاحين ونوستالجيا. والنكبة كسرت في التاريخ العربي الحديث، لأنه بات بعد النكبة تداعيات من ردود الفعل عليها، احتلت فيها جدلية العلاقة مع الخصم، مع العدو، مكان جدليته الداخلية. صعق العرب بما حصل ولكن الانصعاق المشترك كان بداية العروبة الحديثة، عروبة الأنظمة، خلافا لعروبة الفكر والحركة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، واعتبروا ما حصل معهم زلّة وهفوة من هفوات الزمان، وكذبة مزعومة على وزن دولة اسرائيل المزعومة. انسحب الفلسطينيون من المكان الى الزمان العربي المأمول. هُجّروا وشُرّدوا من أربعمئة وثمانية عشر مكانا، كانت قبل الشتات منشغلة في توحيد أزمنتها الريفية المختلفة في زمان قومي واحد يعكس في مرآة الانتداب. هُجّروا وشُرّدوا الى مدن غريبة لم تستوعبهم، لأنها لم تستوعب ذاتها بعد، فشكّلوا أحزمة من الخيام تحوّلت الى أحزمة من أحياء الفقر المشتركة لهم وللمهاجرين من الريف. ولأن الأماكن العربية الجديدة لم تتوحّد في زمان قومي واحد، سرعان ما عاد الوافد الفلسطيني المرحّب به، غريبا في المكان، مرفوضا، كما تُرفض المغتصبة في المجتمع المتخلّف، رغم الظلم الذي لحق بها، لأن الشعور الرجولي بالعار أقوى من الشعور بالشفقة. لكن الفلسطيني بقي ضيفا مرحبا به في الأيديولوجيا، وما لبث ان فهم ذلك، فاستوطنها حصنا منيعا، ولو كان الثمن المشاركة في تزييف وتقنيع الواقع المرّ. الأيديولوجيا ملاذ أمين عند أنظمة عربية، إذا عادت نظاما آخر راحت تعادي مواطنيه، كأنهم رهائن، وكيف تعادي مواطني البلد العربي غير المرغوبين؟ بالأساليب البائسة المتوفرة في جعبتها، بـ«البهدلة» على الحدود. الحالة الفلسطينية بعد النكبة هي حالة جيل كامل «تبهدل» على الحدود العربية. انه جيل كان يستخدم كلمة «النكبة» عندما تنفق بقرة او يموت حصان، فيقولون: «فلان انتكب» لأن بقرته ماتت. هذا الجيل اضطر الى ان يستوعب فجأة نكبة جماعية حقيقية لم يحلم بها، نكبة فقدان الوطن او البلاد. كان ذلك بمفهوم القرية الضيق او مفهوم الوطن السياسي، نكبة الغربة والسير على الأقدام في البحث عن مأوى الى ان تنجلي العاصفة، كما وعدوه. لا يمكن نسيان النكبة لأنها حوّلت التاريخ العربي وتاريخ العربي عن مساره. ونجد أنفسنا بعد ستين عاما من المأساة الفلسطينية المستمرة والتأسي العربي، نحذّر من اعتبار النكبة حالة من فقدان الذكورية العربية، تقمع ذاكرتها وتكنس الى اللاوعي، متحوّلة الى هستيريا جماعية، تارة مع الفلسطينيين، وطورا ضدهم، مرّة باعتبارهم سبب البلاء (1948)، ومرة باعتبارهم أعادوا للأمة كرامتها بالعمل الفدائي (بعد 1967). ولذلك نجدنا نحذّر من قلب ذاكرة النكبة الى علاج نفسي جماعي يبحث في لاوعي الأمة. تفقد الذاكرة في مثل هذه الحالة دورها ووظيفتها في مواجهة ما حلّ بالعرب من تعثّر في مسيرة حداثتهم. لا يمكن نسيان النكبة لأنها حوّلت القومية من خيار متصالح مع ذاته يسعى الى توحيد أبناء ذات اللغة وذات التاريخ وذات الحلم الحديث بالسيادة في دولة عربية الى خيار أيديولوجي متشنّج، يزيد الأيديولوجيا تطرفا، كلما ازداد القصور في الواقع. ليست ذكرى النكبة إحياء لفردوس مفقود موهوم كان قبل النكبة، هذه ذاكرة ميثولوجية تجعل من النكبة انتصارا فجائيا للشر في صراعه مع الخير، وكارثة طبيعية حلّت كلعنة على هذا الفردوس. كانت فلسطين، مثلما كانت كل بلاد الشام وبلاد العرب، تستيقظ على الحداثة وتتعرف على أولياتها بواسطة المستعمر ومؤسساته والتعليم الحديث وبعض التكنولوجيا الواردة. وكانت فلسطين تشيد مدينتها الواعدة في حيفا ويافا وغيرهما. لكن سوادها الأعظم كان ريفيا بسيطا معدما يفتقر الى التواصل مع بعضه. بعد النكبة انسجمت القيادة المدينية الفلسطينية الصاعدة في الوطن العربي، مع عالمها الطبيعي، وذلك إما في المشروع القومي او في الأنظمة العربية القائمة. وساهمت نخبها مساهمة حقيقية في بناء المدينة العربية من الكويت وحتى بيروت، مرورا بعمان. ولم يجر تقييم فعلي موضوعي لمساهمة الفلسطينيين الاقتصادية والاجتماعية والمهنية في بناء الحواضر العربية، خاصة في دول تعتمد فيها القوى المحافظة عنصرية محلية ضيّقة، ولا تحب الاعتراف بمساهمة «الوافدين» «اللاجئين» التي لا تقدّر بثمن. لم يكن اللاجئون الفلسطينيون عالة على أحد، بل كانوا مجتمعا نشيطا ومنتجا وعاملا، وقد ساهموا مساهمة نوعية في بناء دول عربية في بداية طريقها. ما كان بوسع حالة ما قبل النكبة ان تبدأ بفهم النكبة، ناهيك بأسبابها الأوروبية والدولية. ومن الظلم تقويم رفض فلسطين او قبولها لقرار التقسيم في حينه. وعندما حلّت النكبة، أي عندما أعلن قادة «اليشوف» اليهودي استقلال اسرائيل، وباشروا باحتلال أجزاء فلسطين التي خصصت للدولة العربية، كانت القدرة الفلسطينية على المقاومة قد استنزفت تماما في انتفاضة 1936 ـ .1939 ومع ذلك، فقد قاوم الفلسطينيون بما أوتوا من عدد وعدة. لكن لا هم فهموا ولا الأنظمة العربية المحيطة فهمت او أرادت ان تفهم حجم وقوة المشروع الصهيوني الذي دفع الى المعركة بقوة أكبر من المقاتلين، لا من حيث العدة فحسب، بل من حيث العدد أيضا. وأقصد قوة أكبر من مختلف «الجيوش» العربية التي دخلت فلسطين عام .1948 لقد هزت الأنظمة لأنها لم تشارك فعلا، او شاركت محكومة بصراعاتها (ومؤامراتها). وهزم الفلسطينيون لأنهم أساؤوا التقدير والتوقيت. وانتصرت اسرائيل لأسباب نختارها من قائمة لانهائية من أسباب الظاهرة التاريخية: 1قلنا السبب الأول هو أن العرب لم يحاربوا اسرائيل فعلا. 2ـ لأن المشروع الصهيوني ارتبط بالمشروع الاستعماري، وتم تبنيه من بين مهمات الانتداب البريطاني على فلسطين. 3ـ لأن موجات العداء للسامية اتخذت في أوروبا شكلا لا سابق له، هو شكل المحرقة النازية، والإبادة الجماعية. 4ـ لأن القيادة الصهيونية نجحت في بناء المؤسسات السياسية والاقتصادية والعسكرية في ظل الانتداب، ولأنها كانت قيادة براغماتية وعقلانية تحسن التوقيت، والتقدير للقوة الذاتية، ولقوة الخصم. لقد بدأت الذاكرة العربية للنكبة بإنكار هذه الأسباب واستنكارها بدلا من مواجهتها، هكذا تراوح التفنيد الأول بين الادعاء ان بريطانيا لم تفهم مصلحتها الحقيقية، وبين الادعاء ان النكبة هي مجرد نتاج مؤامرة بريطانية ـ صهيونية ـ رجعية عربية. وتخبّطت العلاقة مع السبب الثالث، أي العداء للسامية في أوروبا، بين إنكاره واعتباره افتراء صهيونيا، وبين التقليل من حجم وأهمية المحرقة النازية، ومقارنتها غير المبررة وغير المفهومة بالنكبة الفلسطينية. وذهب بعضنا في ساعة غضب الى الهذر بأن اليهود يستحقون ما يحل بهم أينما حلّوا. لقد تخبط العرب في التعامل مع وصمة عار في جبين أوروبا والحضارة الغربية، لا ناقة لهم فيها ولا بعير. ولم يكن الاعتراف بالواقع في أوروبا ليضيرهم بشيء، فهذا الواقع لا يبرر أخلاقيا اقتلاع شعب آخر خارج أوروبا، وإنكاره لا يمنع من إضافته سببا الى أسباب النكبة، لأن الصهيونية أحسنت استخدامه واستخدام الارتباك العربي في التعامل معه. ما أسعد أوروبا بإزاحة عبء الضمير والشعور بالذنب عن كاهلها وإلقائه على كاهل العرب. اسرائيل تتواطأ مع أوروبا، فتريحها من التعامل بجدية مع ماضيها وحاضرها، فإسرائيل تساعدها على الفصل بين المسألة اليهودية في حينه ومسألة العنصرية الأوروبية ضد «الأجانب» في حيننا، وأوروبا تتواطأ مع اسرائيل في القاء عبء العداء لليهود على العرب، وتشاركها الاحتفالات بالاستقلال كأنها احتفالات عالمية بتأسيس الأمم المتحدة. والفلسطينيون الذين لا يرون هذا السياق، يمارسونه من دون ان يروه، إذ يحسبون الاهتمام الدولي بهم اهتماما بهم حقا. وهو في الواقع اهتمام بإسرائيل وبالمسألة اليهودية… تتحول القضية الفلسطينية الى صناعة عالمية من الندوات والمؤتمرات والأبحاث داخل الهوية اليهودية، وفي العلاقة اليهودية ـ الغربية، ويلعب فيها الفلسطيني دور الـ«كومبارس» المرافق من دون ان يدري. لكن هذه الصناعة باتت تستوعب نخبا عربية وفلسطينية كبيرة نسبيا تعتاش على «القضية». الاهتمام الدولي بقضية فلسطين، ليس عنصر قوة، بل عنصر ضعف، لأنه يعكس اهتماما بالمسألة اليهودية. عنصر القوة هو الاهتمام العربي، إذا تحوّل الى فعل حقيقي على الساحتين الاقليمية والدولية، وإذا تحوّل الى إرادة فعلية لهزيمة اسرائيل. وليس مصير رابع الأسباب بأفضل من سابقيه، إذ يتم إنكاره إنكارا تاما، كأن الصهيونية لم تكن إلا كذبة اخترعها الاستعمار لتكون رأس حربة امبريالية في المنطقة. وما الديموقراطية اليهودية والمؤسسات إلا كذبة دعائية حول واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط. هنا ينتقل العربي الذي يريد ان «يفهم» النكبة فجأة الى اعتبار المؤسسة الصهيونية عجيبة سماوية حقيقية لا بد من الانسحاق أمامها وإلغاء الذات. وإذا ما أحرج العربي الراغب بالفهم قليلا، أكد لك انه يريد السلام مع اسرائيل حتى دون تحقيق العدالة للفلسطينيين وللعرب، ليس بسبب اعجابه بإسرائيل، بل لأن ما يوحّد اسرائيل هو الحرب، ولأن السلام، حتى لو لم يكن عادلا، لن يمهل هذه الوحدة طويلا، إذ ان اسرائيل سوف تنهار تحت وطأة خلافاتها الداخلية وتناقضاتها. لقد تحولت مقولة زوال اسرائيل الحتمي هكذا، إما بسبب السلام او إذا هزت مرة واحدة فقط، الى مخدّر حقيقي للجماهير، والى بديل من الإرادة، ومن استراتيجية النضال والقتال واستغلال التناقضات الاسرائيلية الداخلية. لم تكن التعددية في إطار الوحدة الصهيونية دليل ضعف، بل دليل قوة. وتدلّ قدرة هذه التعددية على تنظيم ذاتها، على أساس قواعد لعبة ديموقراطية، على وجود ثوابت اجماع قومي. والطامة الكبرى ان أولئك الناس الذين وفدوا الى بلادنا لم يتحدّروا من قومية واحدة او من ثقافة ديموقراطية في دولهم، لكنهم نجحوا في تشكيل رابطة قومية تصلح أساسا لتثبيت قواعد لعبة ديموقراطية أهلية لليهود. في حين لا تزال شعوب الأمة العربية، بعد ستين عاما على النكبة، تخشى احترام قواعد لعبة ديموقراطية مخافة ان يؤدي ذلك الى الانحلال الى فرق وشيع وقبائل وعشائر. لن تفلح ذاكرة النكبة في اقامة نظام مؤسسات وديموقراطية في الوطن العربي، ولا في تحقيق وحدة عربية، فالذاكرة التاريخية أيديولوجيا تصوغها المصالح المختلفة والأنظمة وكتب التدريس. وتعيد انتاجها على شكلها وصورتها. لن تندرج هذه المهمات ضمن مواجهة النكبة او النكسة، وإنما ضمن مواجهة الدكتاتورية وانعدام سياسة القانون وشخصنة الحياة السياسية. ولن يتم حل هذه المسائل إلا إذا تحوّلت الى اهداف في حد ذاتها. لكن ذاكرة النكبة ضرورية ضرورة الماء والهواء لهذه الأمة، إذ لا توجد هوية قومية دون ذاكرة قومية جماعية. والنكبة مثل سايكس ـ بيكو، وحرب حزيران/يونيو، محطات في تشكيل الهوية العربية الجماعية مقابل نقيضها. وتبقى النكبة هي المحطة الأكثر أهمية في تشكيل الهوية الفلسطينية الحديثة بايجابياتها وسلبياتها. ولذاكرة النكبة بعد سياسي قلما يتم تناوله والتحدث عنه في مرحلة «العملية السلمية» القائمة على ان القضية الفلسطينية قضية أراض محتلة عام ,1967 وذلك على رغم انه البعد الأهم للعملية السياسية ذاتها. فحتى بمنطق التسوية وخطابها الخشبي لا يمكن اعتبار الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، إذا كانت كاملة السيادة، لا يمكن اعتبارها حلا وسطا، إلا إذا اعترف بأن المأساة الفلسطينية لم تبدأ في العام ,1967 وإنما في العام .1948 وحتى الدولة الثنائية القومية هي حلّ وسط بهذا المنظور، إذ يسبقها الاعتراف بأن هذه البلاد كانت عربية قبل ان تتعرض لعملية سطو مسلح في وضح نهار القرن العشرين. البدء بالتأريخ لـ«القضية» باحتلال عام 1967 هو إنكار لوجود قضية فلسطين. والاعتراف بالنكبة، أي الاعتراف بالغبن التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني عام ,1948 هو شرط البحث عن تحقيق العدالة النسبية لهذا الشعب. والعدالة النسبية (نسبة الى ما حلّ بهذا الشعب عام 1948) هي مبدأ غير خاضع للتفاوض، وتصبح مهمة المفاوضات ان تترجمه الى نتائج عملية على الأرض. وإذا غاب المبدأ المشترك الذي تقوم عليه المفاوضات تبقى هذه فريسة موازين القوى التي تفرض حلا اسرائيليا. هكذا ترى اسرائيل المفاوضات، وهكذا رأتها دائما، ومن لا يقبل حلا اسرائيليا لا تعتبره شريكا. وذاكرة النكبة ضرورية لأن أهم افرازاتها، مسالة اللاجئين، التي لا تزال حيّة الى يومنا تنتظر حلا. وهناك من يحاول اسقاطها من جدول الأعمال الدولي والقومي والوطني، على رغم انها بدأت مسألة دولية حاز فيها الفلسطينيون قرارات دولية في صالحهم كلاجئين قبل ان يعترف المجتمع الدولي بهم شعبا صاحب حق في تقرير المصير. واللاجئون الفلسطينيون ليسوا حالة نفسية تمارس في الفنادق الفاخرة، كما يبدو لبعض الشعراء والأدباء. اللاجئون الفلسطينيون حالة قائمة من فقدان الوطن والمواطنة، وفقدان الحقوق الأساسية، وفقدان الأمل. واللاجئون الفلسطينيون حالة حقيقية من التناسي والنسيان لدى بعض النخب الفلسطينية التي فقدت الأمل بالنصر، فعكفت على حلّ مشاكلها الخاصة عبر السياسة. وفي بعض الأقطار العربية، يتم تعليل معاملة اللاجئين الفلسطينيين معاملة غير انسانية بذاكرة النكبة ذاتها، كي لا ينسوا انهم لاجئون. والحقيقة ان هذه المعاملة ليست تذكيرا بالنكبة، بل استمرار لها. انها النكبة ذاتها. لا يستجدي الفلسطينيون مواطنة او توطينا في هذا البلد العربي او ذاك، لكنهم ليسوا بحاجة الى الاضطهاد والتنكيل ليتذكّروا قراهم ومدنهم، إذ انهم لا يزالون يتوارثون الأسماء ومفاتيح البيوت المهجورة وحالة الانتظار والأمل واليأس. (*) كتبت صيغة أولى من هذه المقالة في الذكرى الخمسين للنكبة عام ,1998 وبعد عشر سنوات احتاجت المقالة الى بعض التعديلات القليلة فقط لملاءمتها للذكرى الستين، للاسف الشديد. (**) مفكر عربي من فلسطين له مؤلفات عديدة، منها: المجتمع المدني: دراسة نقدية (مع إشارة للمجتمع المدني العربي) (1998)؛ العرب في اسرائيل: رؤية من الداخل (2000)؛ الانتفاضة والمجتمع الاسرائيلي: تحليل في خضم الأحداث (2002)؛ طروحات عن النهضة المعاقة (2003)؛ الحاجز (2004)؛ ومن يهودية الدولة حتى شارون: دراسة في تناقض الديموقراطية الاسرائيلية (2005)؛ وفي المسألة العربية: مقدمة لبيان ديموقراطي عربي (2007). تنشر «السفير» النص بالاتفاق مع مجلة «المستقبل العربي» وهو افتتاحية عددها الصادر بعد أيام  

 
 
وداعـــــــــــــــــــــا .. أيتماتوف
 
د. أحمد الخميسي لم أستطع حين علمت برحيل الكاتب الكبير جنكيز أيتماتوف أن أنحي من ذهني صورة لقائي به في موسكو عام 1978 ، عندما كنت أنهي رسالة الماجستير وكانت روايته الشهيرة  » جميلة  » جزءا أساسيا من بحثي . وقد كان الانطباع الرئيسي الذي تركه في هو أنه إنسان واقع تحت ضغط شديد . في حينه لم أستطع تفسير اسباب ذلك الانطباع القوي. لكن السنوات اللاحقة أظهرت تلك الأسباب. فقد ولد أيتماتوف عام 1928 في بداية المرحلة الستالينية في قرية شكير المتواضعة في بلد جبلي فقير نشأت ثقافته تحت تأثير الثقافتين العربية والتركية ، وكان والده توريكول أيتماتوف كاتبا اعتقلته السلطات عام 1937 وأعدمته بعد ذلك بسنة. وربما يكون الخوف الشديد أو الحذر هو الذي رسم خطوات أيتماتوف لاحقا ، فقد أنهى معهد للاقتصاد الزراعي في قرغيزيا ثم عمل سكرتيرا لمجلس سوفيت بإحدى القرى، ولم يكف بعد ذلك عن تأكيد ولائه للسلطة السوفيتية التي رفعته إلي القمة بعد صدور أولى رواياته  » جميلة  » عام 1958 ، فقد منح جائزة لينين في الأدب عام 1963 ، وكل الألقاب التي كانت تمنح بدءا من كاتب قرغيزيا الوطني وانتهاء ببطل العمل الاشتراكي إلي أن أصبح عضوا في مجلس السوفيت الأعلى وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي القرغيزي ، وتقلد منصب مستشار الرئيس جورباتشوف عام 1989 . حينذاك كان أيتماتوف يتحدث كثيرا عن أهمية  » النظام الاشتراكي والأيديولوجية الشيوعية  » كوسط اجتماعي في تربية موهبة الكاتب، وفي المقابل حرصت الدولة على تصدير أعماله الأدبية مترجمة إلي  مائة وخمسين لغة ، خاصة عندما قل عدد الكتاب السوفيت الموهوبين وسط جيش من أدباء الدعاية. وكان أيتماتوف موهوبا ، ومخلصا لعمله بشكل مذهل، وفي الوقت ذاته كان يمثل أبلغ رد على القول بأن روسيا تحتل الجمهوريات الآسيوية ، لأن أغلب ماكتبه كان يمثل بالفعل النزعة  » الأوراسية  » التي جمعت بين منجزات الأدب الروسي الأوروبي  وتقاليد آسيا ومزجت بين الخصائص القومية المحلية والنزعة الإنسانية . وكان أيتماتوف يكتب باللغتين القرغيزية والروسية، وعام 1965 كتب روايته  » وداعا جولساري  » بنفسه بالروسية . وبدءا من روايته  » جميلة  » التي قال عنها الشاعر الفرنسي أراجون إنها  » أعظم قصة حب في العالم  » استمرت رواياته في الظهور  » شجيرتي في منديل أحمر  » ، و السفينة البيضاء  » و  » الكلب الأبيض الراكض على حافة البحر » ، و » يمتد اليوم أطول من قرن  » ، ثم  » النطع  » وأخيرا  » نمر من ثلج ». وحافظ أيتماتوف في معظم أعماله على حذره ، وتفادي الصدام مع الأوضاع السوفيتية ، لكنه حين انهارت الدولة أخذ يتحدث عن  » الأخطاء الاستعمارية لموسكو في قرغيزيا  » ، ثم تخير العمل سفيرا لقرغيزيا في أوروبا حيث ظل هناك في شبه هجرة لمدة ستة عشر عاما كأنها قطيعة مع الماضي الذي لم يستطع أن يواجهه ، والأكثر من ذلك أنه كان مجبرا على دعمه بقرار شخصي منه . هناك أدباء سوفيت كثيرون أجبرتهم المرحلة الستالينية على الصمت، فلزموا الصمت ، لكنهم لم يتطوعوا بقول ما لا يعتقدونه ، وقد لا يجوز أن نحاسب أيتماتوف الأديب الكبير من هذه الزاوية السياسية ، لكن هذه الزاوية تحديدا هي التي حددت أفق كتاباته الأدبية ، بحيث تظل دائما منطوية على جزء من الحقيقة دون أن تعلو بهذه الحقيقة إلي سماء الأعمال الخالدة التي بلغها كتاب آخرون مثل ميخائيل بلجاكوف في رائعته  » المعلم ومارجريتا  » ، لكن موقف بلجاكوف كان مختلفا ، فاختلف مصيره واختلف إبداعه ، ودفع ثمن ذلك عندما ظلت أعماله حبيسة خزائن اتحاد الكتاب السوفيت لأكثر من ربع القرن دون أن ترى النور . وبرحيل جنكيز أيتماتوف ، ابن الجبال القرغيزية القاسية ، يختفي آخر الكتاب السوفيت العظام بعد أن رحل من قبله فاسيلي بيكوف ، ويختفي من تاريخ روسيا ذلك النمط من الكاتب الحذر ، الموهوب ، الذي يريد لكنه لا يستطيع أن يقول كل شيء إلي النهاية ، الكاتب التراجيدي بكل تناقضاته ، وبحيرته بين وأد موهبته أو التعبير في حدود المتاح . كان أيتماتوف قبل وفاته بأسبوعين يتابع في قازان تصوير مشاهد من فيلم عن روايته  » ويمتد اليوم أطول من قرن » ، ثم نقل بالتهاب كلوي إلي مستشفى محلية، وبعدها بثلاثة أيام إلي ألمانيا حيث توفي هناك في العاشر من يونيو عن ثمانين عاما . وصية أيتماتوف الوحيدة كانت أن يدفن إلي جوار والده الذي أعدم ظلما ، هكذا قرر أيتماتوف أن يعود إلي الحقيقة التى خيرته الظروف بين إعلانها والتوقف عن الكتابة ، أو كتابة الجزء المتاح من الحقيقة . وفي كل الأحوال فإن رحيل الكاتب القرغيزي الكبير يظل كما قال الرئيس الروسي السابق بوتين  » خسارة لا تعوض.. فقدنا بها كاتبا عظيما ومفكرا ومثقفا ذا نزعة إنسانية  » . أما في قرغيزيا بلاده ، فقد أعلن يوم الرابع عشر من يونيو يوم حداد قومي تنكس فيه الأعلام في كل مكان.  ***  أحمد الخميسي . كاتب مصري Ahmad_alkhamisi@yahoo.com

خطاب يطالب «القضاة» بمحاسبة الرئيس ووقفه عن العمل بسبب تصدير الغاز لإسرائيل

 

 

زكريا عبدالعزيز: الناس طفح بهم الكيل وماحدش سائل فيهم كتبت: شيماء المنسي تلقي نادي القضاة خطاباً من طبيب ومهندس كمبيوتر ـ تحتفظ «البديل» باسميهما ـ طالبا فيه النادي بالاستعداد لمقابلة الآلاف من الشعب المصري المعتصمين أمامه، وتشكيل لجنة قضائية لمساءلة رئيس الجمهورية ووقفه عن ممارسة عمله بسبب تصدير الغاز لإسرائيل. وطالب الخطاب بإعلان عدم دستورية رئاسة رئيس الجمهورية للمجلس الأعلي للهيئات القضائية، باعتبار أن السلطة القضائية تعلو  السلطة التنفيذية لأنها الجهة التي تسائله وتحاكمه، وإلغاء أي تدخل منه- أي رئيس الجمهورية- في ترشيح وتعيين وزير العدل باعتباره تعدياً ومخالفاً للدستور واستقلال القضاء وأن يتم تعيين وزير العدل من خلال قرار نافذ من الجمعية العمومية للسلطة القضائية ومجلس الدولة والمحكمة الدستورية العليا، وتشكيل لجنة يسند إليها مهمة اختيار وزير العدل. وقدم مرسلا الخطاب اقتراحاً للنادي بإعداد دراسة بإنشاء مجلس إدارة الدولة برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا أو نادي القضاة، تسند له مهمة التصدي للقوانين غير الدستورية داخل الهيئة القضائية، والالتزام رسمياً بالمادة «2» من الدستور، وتفعيل المادة «12» منه والإشراف علي الانتخابات لضمان المصداقية والشفافية. كما طالبا بعزل رئيس مجلس الشعب وحل المجلس بأكمله لبطلان الانتخابات التي أتت بأعضائه بشهادة القضاة المشرفين عليها. وقال مرسلا الخطاب: إن القضاة يحملون وزراً عظيماً إذا سلموا رقاب المظلومين للظالمين ولم يهبوا لنصرتهم، وناشدا النادي تحديد موعد مع أحد أعضاء مجلس إدارته لتفعيل هذه المطالب. وأرجع المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة تزايد اللجوء الشعبي للنادي إلي استشعار الناس أنه الحصن، والمكان الوحيد الآمن الذي يشكون له متاعبهم، ويستنجدون به رغم أنه ليس جهة شكوي أو اختصاص، لافتاً إلي أن النادي يحاول بقدر الإمكان تصعيد هذه الشكاوي لجهة الاختصاص لمساعدة هؤلاء الناس الذين طفح بهم الكيل و«ما حدش سائل فيهم». واتفق معه المستشار أحمد مكي، نائب رئيس محكمة النقض قائلا: إن نجاح النادي في قضايا الرأي العام في الداخل والخارج استقطب آمال المواطنين بعد تقاعس منظمات المجتمع المدني والأحزاب عن مساعدتهم، مشيرا إلي أن ذلك دفع الحكومة لحصاره والهجوم عليه. وشدد مكي علي ضرورة تنبيه المواطنين بأن النادي ليس مؤسسة سياسية وأننا غير معنيين بتغيير القيادات السياسية   جريدة البديل : 19/6/2008  حركة القوميين العرب   16/6/2008              E-mail :raouf-b@mail.sy تلفون جوال: 932430637  00963 فاكس2312744: 00963  11 الموقع الإلكتروني: www.alkawmiyeenalarab.net Haraket Alkawmeyeen Alarab  

أوباما يعتذر لمحجبتين عن إخراجهما من الكادر

 
واشنطن – اعتذر المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، باراك أوباما، أمس الخميس  لمسلمتين ترتديان الحجاب بعدما منعهما عاملون معه من الجلوس خلفه خلال إلقائه كلمة في حشد انتخابي لكونهما محجبتين. واعتبر المرشح الديمقراطي أن تصرفات المتطوعين « غير مقبولة، ولا تعكس بأي حال سياسة حملته ». وكان المتطوعون في الحملة الانتخابية لأوباما قد أجبروا كلا من هبة عارف وشيماء عبد اللطيف على تغيير مقعديهما؛ كي لا تظهرا بالحجاب في خلفية صور أوباما خلال حفل تكريمه الذي أقامه نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور الإثنين 16-6-2008، بمدينة ديترويت في ولاية ميتشجان. وقالت إحداهما، وهي المحامية هبة عارف (25 عاما): « شعرت بالمهانة عقب الحادث، فقد جئت لأقدم له (أوباما) الدعم، لكنني شعرت أنه قد تم التمييز ضدي من نفس الشخص الذي من المفترض أنه سيغير هذا التمييز ضدنا ». وفي اعتذاره عن هذا « التمييز » قال أوباما في بيان: « اتصلت بالآنسة عارف والآنسة عبد اللطيف، معبرا عن أسفي الشديد للواقعة التي حدثت من المتطوعين في ديترويت ». وأضاف: « شعرت بإساءة شديدة، وسأواصل نضالي ضد التمييز ضد أناس من أي جماعة ». ويرفع سيناتور إلينوي « التغيير » كشعار لحملته الانتخابية التي تدعو أيضا إلى التقريب والمساواة بين كافة العرقيات في المجتمع الأمريكي. ترحيب واقتراح ورحب مجلس العلاقات الإسلامية – الأمريكية (كير) باعتذار أوباما، وقال مدير فرعها بولاية ميتشجان لوكالة الأنباء الفرنسية: إن الفتاتين كانتا سعيدتين جدا باعتذار أوباما شخصيا، وقالتا إنه أخبرهما بأن « هذا السلوك لا مكان له في حملته الانتخابية، ولا يمثل القيم التي يؤمن بها ». كما دعته (كير) إلى عدم الاكتفاء بمجرد الاعتذار، واقترحت عليه أن يدعوهما إلى الوقوف معه على المنصة في مناسبة انتخابية قادمة. وجاء اعتذار المرشح الديمقراطي في اتصال هاتفي للفتاتين بعد أن اعتذر أفراد حملته للمحجبتين. ولم تقنع ساعتها منظمة (كير) باعتذار هؤلاء الأفراد، حيث أصرت على لسان أحد مسئوليها على أن يكون الاعتذار للفتاتين من أوباما شخصيا؛ « لمحو الإساءة، وحتى لا يكون هذا الموقف من موظفيه دافعا لزيادة معاداة المسلمين التي تشهد تصاعدا في الولايات المتحدة ». وقال المدير التشريعي للمنظمة الإسلامية، كوري سيلور، في بيان: « بالرغم من ترحيبنا باعتذار المتطوعين، فإننا نأمل أن يقدم أوباما اعتذاره الشخصي إلى الفتاتين، وأن يظهر أنه يرفض مناخ الإسلاموفوبيا (التخويف من الإسلام) المنتشر في بلدنا ». وتبرئة لأوباما قال بعض المشاركين في تنظيم حملته إن ما حدث كان بمبادرة شخصية من المتطوعين دون استشارته، ووزعوا صورا لأوباما وهو يقف بجوار نساء محجبات في مناسبات سابقة. وعن مبرر إبعاد الفتاتين قال علي خوصان، وكان برفقة هبة عارف أثناء الحفل: « إن أحد المتطوعين في الحملة شرح لي أنه وبسبب الجو السياسي وما يجري في العالم من حولنا فليس من الجيد بالنسبة لهبة أن تظهر على شاشة التلفزيون أو أن تقترن صورتها بأوباما ». ويحاول أوباما جاهدا نفي شائعات تتهمه بأنه « مسلم يتخفى في المسيحية »، والتي أطلقها متطوعون في حملة غريمته السابقة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. وسعيا لخلق تأثير قوي لهم في الساحة السياسية الأمريكية شهدت السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا من مسلمي البلاد على المشاركة في الانتخابات، وأظهرت نتائج استطلاع حديث أجراه « مركز واشنطن الإسلامي لحقوق الإنسان »، بتوجيه من (كير)، أن 80% من الناخبين المسلمين يشاركون بانتظام في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ويتراوح عدد المسلمين بالولايات المتحدة بين 7 و 10 ملايين نسمة من تعداد السكان الذي تجاوز 300 مليون نسمة. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 جوان 2008)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.