To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، تتقدم أسرة تونسنيوز إلى السادة والسيدات القراء الكرام داخل الوطن وخارجه بأجمل التهاني آملين منالعزيز القدير أن يعيد عام 1428 هجري بالخير و اليمن و البركة على كل فرد فيشعب تونس وعلى سائر شعوب الأمة العربية والإسلامية.
** بعد مرور أكثر من عام على عقد مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات, لا زالت حرية التعبير في تونس تحت الحصار**
تلقت هيئة تحرير « تونس نيوز » يوم 20 جانفي 2007 النص التالي:
بمناسبة ذكرى 20 جانفي (ذكرى تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل) أصدر المناضل النقابي الحبيب بسباس الذي يتزعم المعارضة النقابية هذا البيان مؤكدا فيه استمراره في نفس النهج الذي اختاره مند استقالته من اتحاد عمال المغرب العربي الذي كان يشغل فيه منصب الأمين العام. و قد تم توزيع هذا البيان بشكل موسع في مختلف الجهات في تونس ليضع بذلك حدا الإشاعات الرائجة حول تفكير بسباس والمجموعات النقابية القريبة منه في تكوين نقابة عمالية جديدة موازية للاتحاد العام التونسي للشغل, وقد تقبلت المركزية النقابية نص البيان بقلق شديد باعتبار ان المؤتمر لم يحسم الصراع نهائيا وان المعارضات النقابية بدأت في توحيد صفوفها وتنظيم طاقاتها في محاولة لمسك زمام المبادرة في أول تحرك بعد مؤتمر المنستير حيث دعت الى مقاطعة التجمع العام الذي نظمه المكتب التنفيذي والامين العام و الذي لم يلق النجاح المأمول بسبب دعوات المقاطعة التي نشط فيها مسؤولون نقابيون كاحتجاج على نتائج المؤتمر الاخير, كما تتداول وجوه المعارضة مشروع وثيقة داخلية لتقييم المؤتمر شارك في صياغتها أعضاء من اتحادات جهوية لها وزنها في الاتحاد مما يرشح الأوضاع لمزيد التصعيد. وهذا نص البيان:
الإخوة النقابيون
أبناء الاتّحاد العام التونسي للشّغل المخلصين
تحتفل الحركة النقابية فى بلادنا بذكرى 20 جانفي ذكرى تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل والتي دأب النقابيون التونسيون على إحيائها في كلّ سنه لتكون فرصة للوقوف على تاريخ المنظمة المجيد واستلهام الدروس والعبر منه والوقوف على ما تخلّل مسيرته من أزمات خرج منها على الدوام منتصرا رافعا راية الاستقلالية خفّاقة مجسّما إصرار النقابيين على ديمقراطية التسيير ونضاليّة الأداء والتفاني في خدمة قضايا الشغّالين والتضحية بالغالي والنفيس من أجل تحقيقها.
والمتابع اليوم لما يجري داخل هذه المنظمة من انزلا قات بتفشّي ثقافة غريبة عن العمل النقابي قوامها الغدر والانتهازيّة ومسايرة »الواقف » والتطبيع مع السائد والتأقلم معه وقد استفحلت مثل هذه الأمراض لتنخر جسم حركتنا النقابية التي أصبحت حبيسة فئة من المتقاعدين ورهينة رغباتهم في استنزافها والتمعّش منها تقودهم غريزة حب البقاء على رأس المنظمة دون مشروع أو برنامج أو هدف، يروّجون شعارات متناقضة ويخطّطون سياسات مرتجلة ومتضاربة في محاولة لإرضاء الكلّ وضمان الصّمت عن التقييم أو الانتقاد أو المحاسبة وقد وجدوا كلّ الدّعم من بعض الجهات في السّلطة التي لم تتردد حتّى في التحرّك لصالحهم والعمل على تجنيد النقابيين ومساومة الإطارات لشراء أصواتهم وتنصيب مجموعتهم من جديد بعد أن أعلنوا انحيازهم المكشوف والكامل بتسخير قوات البوليس لتفريق النقابيين ومحاصرة المنافسين وحرمانهم حتّى من حقّ التواجد في فضاء مؤتمر من المفترض أن يكون أعلى سلطة والجهة الأصلية المخوّلة لاختيار قيادة المنظمة دون سواها فسقط القناع عن دعاة الديمقراطية وانكشفت عوراتهم التي ما عادت تخفيها المزايدات اللفظية أو مشاريع النّضال الوهميّة أو الصراعات والخلافات المفتعلة مع خطّ الأمين العام ومناهضة البيروقراطية وغير ذلك من الخزعبلات التي كانت الغاية الوحيدة منها تهميش المعارضات الأصلية وتمييع الصّراعات لإعطاء فرصة أكبر للماكينة حتّى تلعب دورها فى تفصيل المؤتمر على قياس « جراد » ومن يقف وراءه فكانت الإغراءات والمساومات وكان التهديد والوعيد وكان التدخل المفضوح لقوات البوليس كلّها عوامل متداخلة لتحديد نتائج مؤتمر يحيلنا بالذاكرة إلى عشرين سنة مضت وفي مثل هذا اليوم بالذات لتعقد السّلطة مؤتمرا صوريا سمّته مؤتمر التوحيد أنتج قيادة مماثلة لم تصمد طويلا أمام منطق التاريخ وإرادة الحركة النقابية المتمسّكة حتّى النهاية باستقلالية قرارها ورفض كلّ أشكال التدخّل والوصاية مهما كانت منطلقات أو حسابات أو رهانات أصحابها.
الإخوة النقابيون
ليس المجال هنا لتقييم المؤتمر أو كشف ما حاكته بعض الأصابع في الظلام أو لتحديد المسؤوليات وبعيدا عن ردود الفعل الغاضبة أو التقييمات الانفعالية والمتشنّجة أقول أن حركتنا النقابية تمرّ بظرف دقيق لا يختلف كثيرا عمّا سبق أن عاشته في الماضي من أزمات والمطروح اليوم أكثر من أيّ وقت مضى استغلال الفرز الحاصل طيلة الفترة السابقة وتنظيم الطاقات النقابية المناضلة المقتنعة بلعب دورها في المستقبل واختارت الوقوف إلى جانب المبدأ والمراهنة على المستقبل وليست مدفوعة بردّة فعل غاضبة لمن لم يجد ترضية في مؤتمر الترضيات والعمل على استعادة زمام المبادرة وفضح حقيقة التوجهات السائدة والدفاع عن بديل نقابي ديمقراطي ومناضل يخرج الاتحاد من أزمته ويرد له إشعاعه ومصداقيته حتى يلعب دوره بالكامل في الدفاع عن قضايا الشغالين والوقوف إلى جانب القضايا العادلة وطنيّا وقوميّا ودوليّا.
الإخوة النقابيون
إن هذه المرحلة عابرة لا يمكن أن تدوم طويلا وهي فرصة لنضع على المحك قناعات النقابيين وتماسكهم في الدفاع عن منظمتهم وهي اختبار حقيقي لذوي النوايا الصادقة للتمايز عن تجّار الشعارات وسوق المزايدات اللفظية وقدر على الصادقين من أبناء اتحادنا أن يخوضوا المعركة تلو الأخرى تحدوهم إرادة للتجاوز لا تلين وإصرار على تطهير المنظمة من الجاثمين على قيادتها والمتحكمين فى دواليبها ولا يفوتني بالمناسبة إلا أن أتوجه إلى الأقلية الصامدة من شباب المنظمة الذين لم ترهبهم الإغراءات واختاروا السّير حتّى النهاية فى طريق لهم شرف في اقتحامها وسيحفظ لهم الحاضر والمستقبل نبل اختياراتهم وتسجل حقيقة تضحياتهم وتعففهم عن بيع أصواتهم أو رهن ضمائرهم لمن لا مصلحة له في نهضة حقيقة لاتحادنا ولا مصلحة له في ديمقراطية فعلية وفي تنافس نزيه لا يستعمل فيه لعبة الجهاز ولا يستنجد فيه بقوات البوليس لتنصيب طرف في الصّراع وتغليب شقّ على آخر, كما لا يفوتني كذلك أن أنحني إكبارا واحترما للطّاقات الواعدة في مختلف القطاعات والجهات الذين لم ترهبهم نتائج المؤتمر ولم تؤثر في معنوياتهم أو تحبط من عزائمهم لعبة الجهاز لما عبّروا عنه من رغبة واضحة في توحيد الصفوف وتنظيم الطّاقات والمضي بمعركة الاستقلالية والديمقراطية حتّى تحقيق أغراضها وفاءا لتضحيات الأجيال السابقة وانسجاما مع تطلّعات الأجيال الحاضرة واللاّحقة في الدفاع عن منظمة أوسع من أن تحتكر بمثل هذه الطريقة من أقلية لا علاقة لها بمشاغل العمّال ولا بمستقبل الحركة النقابية.
كما أغتنم هاته الفرصة لدعوة كلّ المناضلين الصّادقين إلى تقييم جدّي وموضوعي لملابسات المؤتمر الأخير والظروف الخارقة للعادة التي حفّت به بالمقارنة مع المؤتمرات السابقة وبالخصوص تداعياته على الفعل النقابي في المستقبل.
دمتم للنّضال وإلى الأمام
من أجل اتّحاد عام تونسي للشّغل حرّ ومستقلّ ومناضل
أخوكم الحبيب بسباس
إنا لله وإنا إليه راجعون
لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
تلقينا بكثير من الأسى والأسف نبأ وفاة السيدة الصالحة فاطمة صفر اليوم السبت 20 جانفي2007، والدة صديقنا وحبيبنا المناضل الكبير السيد منذر صفر المقيم بباريس مراسم الدفن ستتم غدا الأحد 21 جانفي2007 بمقبرة الزلاج.
وبهذه المناسبة الأليمة نتوجه إلى صديقنا السيد منذر الذي حرم من رؤية والدته ووداعها الوداع الأخير والمعروف منذ سنوات عديدة بمساندته لجميع القضايا العادلة لأبناء وطنه بأحر التعازي سائلين المولى عز وجل أن يرحم الفقيدة العزيزة ويسكنها فراديس جنانه ويتقبلها في الصالحين وأن يرزق أهلها وذويها جميل الصبر والسلوان إنه سميع مجيب الدعاء. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد العزيز عقوبي
للإتصال والتعزية: السيد منذر صفر، Port 06.60.06.59.98
والدة السيد منذر صفر في ذمة الله
الله أكبر ….إنا لله وإنا إليه راجعون
والدة صديقنا المنذر صفر توفاها الأجل المحتوم
Allahou Akbar// La maman de notre ami Mondher Sfar iddawam lillah
Allahou Akbar, Inna Lillahi Wa Inna Ilayhi Raji’youn
Notre ami, Mondher Sfar, infatiguable militant de la première heure contre la tyrannie du général, vient de perdre sa maman après un long combat avec la maladie. Mondher était attaché à sa mère qu’il voyait tous les deux ans à Paris. Je profite d’une escale de train, pour rappeler ses coordonnées à celles et ceux qui souhaitent partager son chagrin et s’incliner devant la mémoire de la défunte. Voici ses coordonnées: +33 (0)1 43 29 68 98
الله أكبر وإنا لله وإنا اليه راجعون
Fraternellement
Abdel Wahab Hani
06 17 96 00
هيئة تحرير تونس نيوز تتقدم بهذه المناسبة الأليمة بأحر تعازيها للسيد المنذر صفر سائلين الله عز وجل أن يتقبلها بواسع رحمته وأن يسكنها فراديس جنانه وأن يرزقه وجميع عائلتها جميل الصبر والسلوان.
لا حول ولا قوة بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
رئيس الدولة يتلقى برقية من المشاركين في الجلسة العلمية حول الزكاة وإمكانيات توظيفها لفائدة التنمية
ما سر قطع شبكة الأنترنت بالعاصمة طوال ليل الجمعة 19 جانفي 2007 ؟
قطعت سلطات بن علي طوال ليل أمس الجمعة بدءا من الثامنة ليلا تقريبا شبكة الأنترنت على كامل الولايات الأربع للعاصمة فلم يتسن الإرتباط بها لا للمشتركين في منازلهم و لا لرواد المراكز العمومية للأنترنت حسب إفادات عديدهم، وكان القطع شاملا بحيث شمل كل نواحي الشبكة من بريد إلكتروني ومواقع و كل شيء في الشبكة، ولم تُعرف أسباب هذا القطع الشامل المفاجئ الذي من المرجح أنه ليس وراءه أسباب فنية. هذا وقد عادت الشبكة للعمل ظهر اليوم السبت 20 جانفي 2007.
(المصدر: مراسلة خاصة من تونس)
خاص بالحوار نت :
حوار شامل مع الشيخ الحبيب اللوز الرئيس الأسبق لحركة النهضة التونسية إثر خروجه من السجن بعد 15 عاما من الإعتقال.
حاوره : الهادي بريك ـ ألمانيا.
الشيخ الحبيب اللوز ـ 53 عاما ـ مقاول بناء. أصيل مدينة صفاقس ( عاصمة الجنوب ) كما تسمى عند التونسيين. متزوج وأب لــأربعة أبناء
الشيخ اللوز من مؤسسي وقيادات حركة النهضة الإسلامية التونسية
عضو الهيئة التأسيسية للحركة ـ حركة الإتجاه الإسلامي ـ المنعقدة في 31 مايو آيار 1981 ترتيبا للتقدم بمطلب تأشيرة عمل لحزب سياسي وللندوة الصحفية بعد ذلك بخمسة أيام.
تحمل الشيخ مسؤوليات قيادية كثيرة في الحركة منها : رئاسة الحركة لبضعة أشهر عام 1991 وعضوية مكاتب قارة أو وظيفية أخرى كثيرة من مثل المكتب التنفيذي ومجلس الشورى.
ربع قرن كامل بين السجون والمنافي والملاحقات البوليسية:
* حكم على الشيخ اللوز ب11 عاما سجنا يوم 4 سبتمبر 1981 ضمن أول محاكمة شاملة لقيادة الحركة . لاذ حينها الشيخ اللوز بالفرار نحو باريس لاجئا سياسيا.
*عاد إلى وطنه بعد العفو الرئاسي على قيادة الحركة في صائفة 1984 عقب إندلاع أكبر إنتفاضة شعبية » ثورة الخبز في شتاء ذات العام » عرفتها تونس المستقلة.
* إضطر الشيخ إلى الاختفاء مرة ثانية في إثر الحكم عليه غيابيا ب20 عاما أشغالا شاقة من قبل محكمة أمن الدولة ضمن قيادة الحركة في ثاني حملة بوليسية إستئصالية ضدها.
* ظهر الشيخ للعلن (1988) معترضا على الحكم الغيابي بعد الإنقلاب على بورقيبة.
* عاجلته ثالث أكبر محنة تتعرض لها الحركة الإسلامية ـ محنة تجفيف منابع التدين ـ فاضطر إلى التخفي بين أواخر عام 1990 وأواسط 1991 حتى اعتقل في أواخر عام 1991 وحكم عليه من قبل المحكمة العسكرية المنتصبة بين شهري يوليو وأغسطس 1992 بالسجن مدى الحياة نافذة بالإضافة إلى 35 سنة أصدرتها ضده محاكم جنائية في مختلف الولايات بتهم أخرى مشابهة.
الحصيلة : 15 عاما سجنا أغلبه سجن إنفرادي وعزلة مفروضة ــ فقدان الشيخ لبصره في إحدى عينيه بسبب سياسة الموت البطيء ــ ثمانية أعوام بين النفي الإجباري داخل البلاد وخارجها.
الشيخ الحبيب اللوز باعث العمل الإسلامي دعويا وتنظيميا في مدينة صفاقس وضواحيها:
عرف الشيخ اللوز بين أهل صفاقس وضواحيها خاصة وبين كل من عرفوه عامة بسمته الدعوي السمح حيث كان يربي الشباب خاصة والناس عامة في المساجد وخارجها على تجديد الإيمان بالله سبحانه وعلى الخلق الكريم وإلتزام السنة النبوية في كل أمر ما إستطاع الإنسان إلى ذلك سبيلا. ساعده على ذلك حفظه لكتاب الله سبحانه وإلمامه بحظ وفير من العلوم الإسلامية فضلا عن منهجه الدعوي القائم على التيسير والتبشير والجمع بين الدين والحياة.
الحبيب اللوز : ذلك الشيخ الثائر:
كتب الشيخ يوم 13 أكتوبر 1990 في العدد 13 من جريدة الفجر » لسان حركة النهضة » مقالا بعنوان : » من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى » ومما جاء فيه :
» … فنحن بحول الله رغم كل المآسي والمجازر على أبواب نصر عظيم ما اعتصمنا بالله ونهجه وحبله المتين من أجل تجميع كل طاقات العروبة والإسلام ورص الصفوف لدك حصون الاستكبار العالمي وضرب أوكار العمالة والخيانة والولاء لأعداء الله وأعداء الأمة … لابد من لم شتات كل الفصائل الوطنية الغيورة للأمة من أجل بناء جديد ولن يكون تقدمها إلا على يد الجماهير يوم تأخذ قضاياها بيدها بعيدا عن الجري وراء حلول » الرسمية العربية » أو الطمع في مبادرات الولايات المتحدة وقرارات أممها المتحدة وتوصيات مؤتمراتها العربية والدولية «
نص الحوار:
الحوار. نت : شكرا جزيلا حضرة الشيخ الكريم على قبولك الحوار معنا. كما نهتبل الفرصة لتهنئتك وعائلتك وإخوانك وأصدقاءك بمناسبة خروجك من السجن ثابتا على كلمة الحق.
الشيخ الحبيب اللوز: شكرا على هذه التهنئة الكريمة و جازاك الله كل خير و جازى الله مجلتكم الالكترونية الحوار.نت على ما تبذله من مجهود إعلامي محترم اعتبره رافدا مطلوبا بإلحاح لكسر الطوق الإعلامي المضروب على كل محاولات الحراك السياسي و الثقافي في البلاد و مطلوبا كذلك لإنجاح معركة تكريس الحريات.
الحوار.نت : كيف وجدت تونس بعد غياب لعقد كامل ونصف في أقبية السجون ؟ ما هو أول إنطباع وقر في خلدك ؟ هل تغيرت الدنيا وتغير الناس نحو ما كنت تأمل أو نحو الإتجاه المعاكس؟.
الشيخ الحبيب اللوز: الأسئلة بهذا المعنى تقاطرت علي من قبل زواري و مستقبلي منذ الآونة الأولى لخروجي من السجن و هو أمر طبيعي لما يوحي به القبوع في السجن لمدة 15 سنة في أذهان الناس من انقطاع عن الواقع و الحياة و لكن الحقيقة هو أن توق السجين و لاسيما السجين السياسي للحرية المفقودة يجعله يتوسم أن تكون الحياة خارج السجن عنوانا للحرية فيظل دائما يرصدها بشغف و توق و حرارة و لأنه إنما يرصدها من موقع السكون و الركود والملل في السجن فهو المرشح قبل غيره ليكون الأكثر استعدادا للرصد و الأشد ملاحظة لأي تطور أو تحول أو حراك و لكن رغم ذلك فقد كنا كمساجين سياسيين شديدي القلق من تباطؤ التحولات المجتمعية و ضعف الحراك و من الركود السياسي في البلاد. الآن و بعد خروجي من السجن فقد حصل لي شخصيا انطباع مزدوج لا يخلو من مفارقة. فعلى المستوى السياسي و على مستوى وضع الحريات فقد ازداد قلقي من حجم الركود و انسداد الأفق و غياب مناخ الحريات و تهميش النخب الثقافية و السياسية و الدينية و النقابية و الطلابية و غيرها و تعطيل سائر القوى الحية بالبلاد. وهذا وضع أردأ بكثير من الحالة الهزيلة التي كانت عليها الأوضاع قبل 20 سنة أو 15 سنة. هذا جانب من الانطباع الذي حصل لي أما الجانب الآخر و الذي مثل عندي مفارقة فهو ما لاحظته من عودة قوية لظاهرة التدين من جديد و تناميها بأحجام محترمة تفوق ما كانت عليه تلك الظاهرة قبل المحنة التي تعرضت لها الحركة الإسلامية بالبلاد رغم أنها تظل كظاهرة تفتقد إلى التأطير الواعي الرشيد العميق عبر الاتصال المباشر الحر لا مجرد التأثر بالمشهد الإعلامي الفضائي.
الحوار.نت : وفقك الله إلى الفرار من السجن مرتين ( 1981 و1987 ) ثم إبتلاك به في الثالثة أي عام 1991 . ما الذي كان أقسى عليك وعلى عائلتك: السجن أم المنافي؟
الشيخ الحبيب اللوز: لا شك أن المعاناة التي يحياها الانسان تظل الأشد وقعا على نفسه مما يتلقى خبره سماعا أو يتخيله لذلك كنت إبان تعرضي لمعاناة النفي و التهجير أتوهم أنها أشد من السجن و لكن تجربة السجن علمتني منذ أيامها الأولى أن معاناة السجن أقسى و أمر و أشد مسا للكرامة الإنسانية… فأي حر أبي كريم لا يمكن أن يتردد لحظة في هذا الحكم بعد أن يتلقى لطمة من سجان أو إهانة من مسؤول سجني أو المبيت عاريا في زنزانة باردة قذرة… السجن يا أخي هو أردأ مؤسسة أنتجها الإنسان على الإطلاق… و لا يليق بأي مناضل صادق أو إنسان كريم أن يبيت هنيئا في فراشه الوفير الدافئ دون أن يتذكر معاناة إخوانه الذين يقبعون في غياهب السجون المظلمة و أقبيتها الموحشة لاسيما إن كانوا ممن دخلوها عن وعي و اقتدار من اجل قضايا الحق و العدل في سبيل الله و المستضعفين و في سبيل الوطن و جماهيره المظلومة. و إني لأهتف في أعماق كل حر أبي أيا كان موقعه ألا يهدأ له بال قبل أن تفرغ السجون من مساجين الرأي و سائر المظلومين و أن تسوى الحالة العامة في السجون بما يمنع أي انتهاك و أي مظالم. و لكن رغم هذا فالسجن يجب أن يظل أحب إلى الحر الأبي من الهوان و الخيانة و الخذلان لقضايا الحق و العدل التي يجب أن تظل مقدسة بحيث لا يصير السجن فزاعة ترهب و تقعد عن النضال.
الحوار. نت : ما هي حقيقة فقدك لبصرك في إحدى عينيك قبل سنوات قليلة من خروجك من السجن. نزل الخبر على الناس وقتها نزول الصاعقة بل علمنا أن بصر عينك الأخرى مهدد أيضا. ماهي الأسباب وكيف تعاملت معك إدارة السجن وماهي حالتك الصحية الآن؟ وما هو جدوى الإضراب عن الطعام من قبل السجين بحسب تجربتك الشخصية؟
الشيخ الحبيب اللوز: نعم فقدت بصر عيني اليمنى و بصر اليسرى مهدد كما ذكرت و السبب هو و لا شك إهمال إدارة السجن و استهانتها بالمعالجة… فلقد بقيت انتظر إخراجي لعيادة خارجية ثمانية أشهر فلم يخرجوني حتى كفت عيني رغم إضرابات الجوع المكررة بعضها دام أكثر من شهر و نصف… وعلى كل حال لست أرتاح للإطناب في الحديث عن حالتي الشخصية… و للأمانة فرغم ما حصل لي من ضرر صحي و ما عانيته من تهاون فتعامل إدارة السجن معي يعتبر من أفضل الحالات على الإطلاق و على عكس أغلب الحالات فلقد لقيت في كثير من الأحيان شيئا من الاحترام رغم حالات الإساءة أحيانا أخرى و إنما أشير إلى حالات غيري الأردأ من حالتي بكثير لندرك إلى أي مدى تحتاج المجموعة الوطنية بكل مكوناتها إلى مراجعة وضع السجون بكل صدق و شفافية و حزم… فإلى متى يظل السجين مضطرا إلى التسليم بأن لا حل لمشاكله المرهقة إلا إضرابات الجوع المخلة بسلامته البدنية و النفسية… هي إضرابات مرهقة حقا لا يستجاب لحقوق أصحابها إلا حين يشرفون على الهلاك بعد شهر و نصف أو أكثر… ولكن ما العمل إذا كانت هي الحل الوحيد أمام السجين؟! نحن كسجناء كنا لا ننصح بعضنا بالإضراب عن الطعام… و لكن في كل مرة يضطر أحدنا إليها مكرها إذ لا يجد حلا في غيرها.
الحوار.نت : هل لك أن تقص على القراء بعضا من وجبات التعذيب النفسي أو البدني الذي تعرضت لها أو تعرض له بعض المساجين بحضرتك وهل تأمل في تدوين معاناتك؟
الشيخ الحبيب اللوز: كما قلت لك أنا بالمقارنة مع غيري لم أتعرض كثيرا للتعذيب أو الإساءة. و لا يعني هذا أني قضيت فترة السجن بسلام . لا… فقد حصل أن ضربت في ثلاث مناسبات متفرقة و جردت من ثيابي كاملة مرتين و علقت ليلة كاملة شبه عار في الشتاء القارس… و لكن مثل هذا الحجم من وجبات التعذيب يعتبر قليلا بالنسبة لغيري لاسيما مع طول مدة سجني أي 15 سنة… لذا فأنا لا يمكن و الحق يقال اعتباري كمثل لمن تعرضوا للتعذيب القاسي أو الأذى الشديد إذ كانت أحجام التغطية الإعلامية لبعض المشاكل التي تعرضت لها و تصدي المنظمات الحقوقية و الإنسانية مشكورة لملفي سببا كافيا لتوقف مثل تلك الممارسات السيئة معي منذ سنة 1997.
أما مع البقية فالممارسات تختلف من شخص إلى آخر و من حالة إلى أخرى. و أما تدوين مذكراتي السجنية فأنا لست ميالا لمثل هذه الكتابات… و أميل لما هو أولى.
الحوار.نت : بلغنا بأنك كنت تعد في السجن لمشروع كتاب عن القرآن الكريم. إذا كان ذلك صحيحا فأين وصل المشروع وما هي أهم معالمه الفكرية وهل في وارد مستقبلك العكوف على التأليف والكتابة؟
الشيخ الحبيب اللوز: نعم هذا صحيح… و أنا احمد الله أن قدر لي دخول السجن لفترة طويلة مكنتني من اكتشافات عظيمة تتعلق بالقرآن… و لولا تفرغي في السجن لذلك البحث ما كان هذا ليتيسر لي… فرب ضارة نافعة… « فعسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا »النساء 19 .
و جوهر هذا البحث يتعلق بضبط منهج جديد في فهم القرآن و تفسيره… فإذا كانت مناهج علماء التفسير في استنطاق النص القرآني إنما يستند إلى الدوال اللغوية بالأساس فاني قد انتهيت ببحثي إلى أن للنص القرآني بنية مخصوصة دقيقة نصبها الله سبحانه لتكون شاهدة على المعنى و دالة عليه… وهي بنية مطردة بشكل عجيب معجز في كل السور دون استثناء.
إن القرآن هو كتاب الله المسطور و الكون هو كتاب الله المنظور و الكتابان متطابقان متكاملان فكما هو الحال مع الكون فالقرآن قائم على بنية دقيقة لا تخلو من تمحور و تناظر و توازن و ثنائية الخ… بحيث يصير عندك مثال نمطي إذا طبقته على أي سورة تيسر لك اكتشاف وحدة موضوعها… على عكس ما كان يتراءى لك قبل ذلك من أن للسورة الواحدة مواضيع شتى أو اهتمامات متباينة متفرقة. و هذا يعني أن مفسر القرآن و كذلك قارئه المتدبر سيجد بين يديه مثالا بنيويا يوجهه و يرشده بما يجعله يغلب دلالة دقيقة لآيات القرآن و مقاطعه تراعي كل الشروط و الدوال التي ضبطها العلماء سابقا ثم تضيف إلى كل ذلك شرطا جديدا و هو مراعاة أن للسورة بنية دقيقة لابد من اعتبارها ليترجح الفهم أو التفسير الذي يجعل السورة كتلة متماسكة متكاملة خادمة لموضوع جامع واحد.
إن إثبات وحدة موضوع السورة يدفعنا بالضرورة إلى إثبات أن لكل سورة إطار تنزل عام واحد.
و كما يدفعنا مبدأ وحدة موضوع السورة إلى توجيه فهمنا لكل آية من آيات السورة بما يمنع القراءة المشتتة المتذررة فكذلك الشأن مع الإقرار بوحدة إطار تنزل السورة… فهذا الإقرار كفيل بمنع القراءة المشتتة المتذررة لأسباب النزول… فبعض أسباب النزول إذا لم نضعها في إطار تنزل عام واحد يضبط خصوصيات المرحلة التي نزلت فيها السورة و يضبط همها الغالب… ربما قادت إلى تشتيت فهمنا و تذريره و بالتالي إلى التشويش على قراءتنا لموضوع السورة ووحدته… بنية النص القرآني لا تقوم على هذا فقط بل ثمة طائفة كبيرة من الشروط كالتناظر و التساوق و التمحور بين آيات السورة الواحدة و ثمة كذلك تفنن وظيفي دقيق في التكرار الذي نلحظه بشكل لافت للنظر في القرآن… هو تفنن إذا أدركنا أسراره نمتلك في حقيقة الأمر دوالا و إشارات كفيلة بترجيح المعنى و تدقيقه لاسيما بعد أن تمكنت و الحمد لله من إثبات اطراد تلك السنن الخطابية بشكل عجيب معجز…
و طبعا فهذا العرض الموجز لا يمكن أن يعطي صورة وافية عنه إذ ثمة أبعاد لن تتجلى إلا عند إصداره إن شاء الله… فقط أشير هنا إلى أن من تلك الأبعاد أن هذا المنهج سينتصر لا محالة لخيارات عقدية و لتوجهات فكرية و لقضايا اجتماعية و حضارية. و لا أخفي أني أعتبر بحثي هذا هاما جدا… و لقد تفرغت له لمدة تناهز سبع سنين و هو في بعض جوانبه و لاسيما المقدمة المتعلقة بشرح المنهج قد بدأ يكتمل و يتهيأ للنشر و في البعض الآخر يحتاج إلى مزيد العمل و التأليف عساني أكمل تطبيق المنهج على سائر السور في إطار تفسير شامل متفرد بمنهجه البنيوي. والله من وراء القصد وهو الموفق. و أني لأدعو الله أن لا يقعدني هذا البحث عن واجبي الدعوي و السياسي.
الحوار. نت : ما هو تقييمك لحركة الدعوة إلى الإلتزام بالإسلام في تونس في الفترة الفاصلة بين دخولك إلى السجن وخروجك منه؟ هل نما عود الصحوة أم ذوى وهل نما في الإتجاه الصحيح فكريا وعمليا أم أن تنوعه الفكري بين سلفي ووسطي وسني وشيعي هو فتيل إنفجار في رحمه يمكن أن تستخدمه السلطة لتذرير المجتمع وحرمانه من مناعته الذاتية الداخلية؟
الشيخ الحبيب اللوز: لا شك أن الدعوة إلى الالتزام بالإسلام في تونس قد تلقت ضربة قوية عشية اشتداد الحملة على حركة النهضة الإسلامية في بداية التسعينات إذ سعت السلطة في سياق حملتها تلك إلى الزج بآلاف الدعاة في السجن ضمن عشرات الآلاف من المعتقلين الإسلاميين من أبناء الحركة وسائر المتدينين و رواد المساجد. ثم و في مناخ الترهيب والتخويف دخلت السلطة في مشروع شامل لاستئصال كل أنماط التدين في البلاد عبر تجفيف منابعه و نشر ثقافة التغريب و الاستلاب الحضاري و تكريس أنماط السلوك المخالفة لقيم الإسلام و شرعه و ضرب أي احتكام داخل المجتمع للمرجعية الإسلامية… و كل هذا تنزل في إطار حملة بوليسية قمعية و تشهير إعلامي و سياسي متحامل لذلك لم يكن غريبا أن تتوقف مسيرة الدعوة الإسلامية إلا ما كان من دعوة فردية استشعر وجوبها قليل من الدعاة الربانيين و حتى هؤلاء ظلوا يتعرضون للمحاصرة و المضايقة و التجويع و التهديد والاضطهاد إلى أن اضطروا للانكفاء فتقلصت فاعليتهم إلى حد كبير حتى إذا انتشى النظام بذلك و زها و ظن أنه قد اجتث الظاهرة و اقتلعها و أبطل مفعولها و طوى ملفها انبثقت و الحمد لله ظاهرة الفضائيات التي كرست تعددية إعلامية فيها الغث و السمين فتضمنت من ضمن ما تضمنت إعلاما دينيا متنوعا حوى دروسا و محاضرات و ندوات ردت الاعتبار للثقافة الإسلامية بمختلف مشاربها لدى جماهير الأمة ومن ضمنها شعبنا التونسي. فكان طبيعيا أن يتفاعل مع ذلك ايجابيا مجتمعنا التونسي المتشوق لخطاب ديني ناضج و أمين بعيدا عن التوظيف الساذج و المتهافت الذي حاولت تكريسه السلطة دون جدوى.
و على كل حال فان أصالة الانتماء العربي الإسلامي لشعبنا و أصالة رشده و عقلانيته و واقعيته تجعله بحول الله قادرا في نهاية المطاف على الانتقاء الواعي الى حد كبير… فوعيه هذا الذي صانه عن ابتلاع الخطاب الديني الرسمي و استساغته رغم الحملات المتهافتة هو نفسه الكفيل بصونه عن تسرب ما هب و دب من المنازع و التوجهات الفكرية الدينية و السياسية… بل أني لاحظت في الناس تناميا للحوارية و النقد و القدرة على الانتقاء… قد تظهر أحيانا طفرات مؤقتة لكنها لا تلبث أن تترشد كما حصل مع تفاعل الناس مع الإعلام الشيعي…ذلك التفاعل كان مجرد طفرة تزامنت مع أحداث سياسية معينة و لكن الإنسان التونسي يتسم بروح النظر و النقد و المراجعة و الحوارية و لذلك لا خوف على مجتمعنا من أي خطاب طائفي أو مذهبي يدعو إلى التشيع. و حتى ما أشرت أنت إليه من تنازع بين فكر سلفي و فكر وسطي قد يؤول إلى انفجار بينهما فلا أحسبه وصفا واقعيا دقيقا: ليس ثمة غير تنوع فكري ايجابي احسب أنه سيولد عند التونسيين في نهاية المطاف تدينا راشدا يمزج بين إلزامية الاحتكام للشرع و صدقية العمق الروحي من جهة و الواقعية و المعاصرة و العقلانية من جهة أخرى… إن النمط السلفي الحرفي الحدي لا يمكنه أن يتمالك و يتمادى في مجتمعنا التونسي طويلا بل سيتطور إن شاء الله في اتجاه الأفضل ليتشرب شيئا فشيئا روح العقل و منطق التدرج و ديناميكية الواقع. بالضبط كما حدث لموجة التدين التي ظهرت في مطلع السبعينات مع منشأ حركتنا.
نعم إن انسداد الأفق الناتج عن الكبت الإعلامي و السياسي (كمصادرة حق التنظم السياسي و الثقافي الحر) و الناتج كذلك عن التضييق على الحريات الفردية و الجماعية التي وصلت إلى حد حرمان المواطن العادي من ممارسة شعائره الدينية بحرية (كارتداء الزي الشرعي مثلا…) و تزامن كل ذلك مع تأزم متنام للوضع الاقتصادي و الاجتماعي كما لم يكن الشأن منذ بضع سنوات خلت حين كانت جهات دولية تضخ بسخاء موارد مالية كبيرة للسلطات التونسية للخصوصية الإستراتيجية التي امتازت بها آنذاك تونس أي حين مثلت قلعة حليفة بين ليبيا محاصرة و جزائر مضطربة مهددة بالتيارات الإسلامية… كل هذا بدأ للأسف يقود مجتمعنا إلى توترات غير معهودة فيه ربما تمظهرت في شكل عنف مسلح كما نلحظه الآن… فهذا أعتبره سلوكا غريبا عن مجتمعنا التونسي ما كان ليكون لولا السياسات الخاطئة للسلطة المغرقة في تجاهل التطورات الحاصلة في مجتمعنا و في المنطقة العربية الإسلامية عموما… إن الحلول الأمنية التي نزعت إليها السلطة و غلبتها طيلة 20 سنة ليست في حقيقة الأمر إلا نوعا من المسالك المسدودة و حصول مشاهد العنف رغم ما سميته منذ قليل بروح الواقعية و التعقل و الرصانة في المجتمع التونسي دليل على أن أي مجتمع لا يخلو من فئات صبرها محدود. و الحل الحقيقي هو تغليب روح الحوار الوطني و الوفاق المجتمعي المسئول الذي لا يستثني أحدا سلطة و معارضة فكفانا تنافيا و اقصاءا.
الحوار.نت : ثار الجدل مؤخرا حول قضية زي المرأة المسلمة أو ما عرف بــ » الحجاب « . ماهو الحكم الشرعي في هذه القضية وبم تفسر مقابلة السلطة لحركة التدين المتوسعة في تونس بمزيد من التضييق والمصادرة والقهر؟ وهل صحيح أن ظاهرة التدين المتوسعة في تونس خاضعة لأسباب إقتصادية وإجتماعية وسياسية أو صنيعة مؤثرات إعلامية خارجية بسبب إنتشار القنوات الفضائية؟
الشيخ الحبيب اللوز: من الغريب أن يثار جدل حول قضية بديهية لا غبار عليها. إذ الزي الشرعي للمرأة المسلمة قضية لا خلاف فيها بين علماء الأمة. و هي من المسائل المعلومة من الدين بالضرورة أي من المسائل التي لا يجوز الخلاف فيها باعتبارها مما نصصت عليها النصوص الشرعية تنصيصا قطعيا و نحن هنا لا نتحدث عن « الحجاب » فهذا إنما ضرب على نساء النبي صلى الله عليه و سلم دون سواهن و المقصود به سترة توضع كحاجز على باب غرفة كل منهن ليفصل بينهن و بين من يتعامل معهن من المسلمين حين اشتدت الحركية في المسجد النبوي المطل على بيوت نسائه صلى الله عليه و سلم بما قد ينال من حرمة البيت النبوي. أما اللباس الشرعي فمسألة أخرى إذ فرضه القرآن على سائر نساء المؤمنين بقوله (و ليضربن بخمرهن على جيوبهن) و بقوله ( يدنين عليهن من جلابيبهن) فأما الآية الأولى فتحدثت عن الخمار و هو غطاء للرأس كانت النساء إبان التنزيل يغطين به شعورهن و يرسلنه خلف ظهورهن فأمرن أن يضربن به على جيوبهن (أي أن يلقين به على شق الثوب من جهة الصدر لستره… و على معنى آخر فان جيوب المرأة هي ما بين ثدييها و ما بين إبطيها و في كلا الحالتين فالمطلوب هو إلقاء الخمار على كل ذلك لمزيد الستر) أما الآية الثانية فقد أمرت النساء أن يلبسن الجلباب فيغطين به سائر جسدهن بقوله ( يدنين عليهن من جلابيبهن) و الجلباب هو رداء يوضع فوق الثياب لاخفاء زينة المرأة. و حده الشرعي أنه لا يصف و لا يشف و ليس فتنة في ذاته. و الجمع بين ضرب الخمار و إدناء الجلباب يجعل المرأة لا يجوز لها شرعا أن تبدي غير الوجه و الكفين. و قد ذهب إلى هذا الفهم جمهور علماء الأمة فلم يخالفهم بإيجاب وضع النقاب على الوجه إلا نزر قليل منهم. و تؤكد رأي الجمهور أحاديث كثيرة صحيحة لا يتسع المجال هنا لعرضها… أما تحريم كشف غير الوجه و الكفين فعليه إجماع العلماء دون شك فلا يجوز لأحد في السلطة أو خارجها التشكيك فيه
و بالنسبة لأسباب تنامي ظاهرة التدين فقد أشرت إليها في السؤال السابق… فقط أضيف أن محاولات تفسيرها بالعوامل الاقتصادية و الاجتماعية فيه تجاهل لهوية هذا الشعب و لجذوره العربية الإسلامية الضاربة في التاريخ… و أصحاب ذلك الطرح يريدون الإيحاء بأن الالتزام بالإسلام كمنهج حياة إيمانا و عملا و مظهرا هو مسلك شاذ عارض عابر و غير طبيعي. و هؤلاء عزلوا بذلك الطرح أنفسهم عن جماهير شعبهم.
الحوار. نت : بماذا تنصح الشباب المقبل بكثافة على التدين إنطلاقا من خبرتك الطويلة وتجربتك الثرية؟ هل تنصحهم بالتدين بعيدا عن الإهتمام بالشأن العام للبلاد والأمة فكرا أو إنخراطا مثلا؟
الشيخ الحبيب اللوز: لو نصحت بالتدين بعيدا عن الاهتمام بالشأن العام للبلاد و الأمة لخالفت صريح القرآن و السنة. فالشأن العام المقصود به الحياة العامة السياسية و الثقافية و الاجتماعية هو ما تصطلح عليه النصوص الشرعية (بالأمر) و قد قال الله (و أمرهم شورى بينهم) و قال الرسول عليه الصلاة و السلام (من بات و لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)… التدين الانعزالي انحراف… فلقد ورد في السنة النبوية أن الله أمر ملاكا ليدمر قرية مفسدة فوجد الملاك فيها ناسكا يعبد الله في صومعة فراجع الملاك ربه في ذلك فقال الله له (به فابدأ… انه كان يرى المنكر و لا يتغير وجهه لي).
الحوار. نت : ما هي أولويات الحركة الإسلامية في تونس وحركة النهضة تحديدا بحسب الشيخ اللوز فيما يستقبل الناس من سنوات أو عقود؟ معركة الهوية الثقافية للبلاد مثلا أم معركة الحريات الشخصية والدينية والسياسية أم معركة البناء الداخلي؟
الشيخ الحبيب اللوز: أنا لا أرى مبررا للالتزام كحركة بأولويات في المطلق. بل بإيجاز فالمطلوب منا التزام الأبعاد الثلاثة في نفس الوقت و لكن مع التركيز على اختصاص كل ساحة مع مراعاة لياقاتها المناسبة لها… فمع الأطراف السياسية و النخب المطلوب منا في هذه المرحلة إعطاء أولوية لمعركة الحريات والتزام لياقاتها و بالنسبة لتعاملنا مع الجماهير العريضة فالمطلوب إعطاء أولوية للبعد الثقافي و التوعية الدينية و ترشيد الصحوة الإسلامية المتنامية و بالنسبة لأنفسنا فالمطلوب التركيز على البناء الداخلي… و لو أهملنا مجالا من تلك المجالات الثلاثة فدورنا سيكون أعرج قاصرا لا قدر الله. فمثلا لو أهملنا البعد الديني الثقافي لحساب البعد السياسي و معركة الحريات فسنتحول إلى جزء من نخبة تعاني العزلة و التقوقع و العجز.
الحوار. نت : ألا يخشى من مثل هذا أن يؤول بالحركة إلى ازدواجية الخطاب: تركز مع النخب على محور الحريات و مع الجماهير على محور ثقافي ديني؟
الشيخ الحبيب اللوز: لا… أبدا… فممارسة الدعوة الدينية الراشدة و تأصيل قضايا الفكر و الثقافة والسعي إلى نشر قيم الإيمان و الخير و السلوك القويم بين الناس هي أكبر خدمة لمعركة الحريات ودونها تظل النخب معزولة في حراكها و نضالها عن الجماهير العريضة… فأي مصير لمعركة لا تراعى فيها موازين القوى… السلطة تستند إلى أجهزتها الإعلامية و السياسية و الدينية والأمنية والاقتصادية الهائلة و في مقابل ذلك فقوى المجتمع المدني تنحصر في نخب معزولة مسنودة في أحسن الأحوال بأعداد ضئيلة من الأنصار… و في رأيي أن مما جعل هذه النخب معزولة هو نمط خطابها المنبت عن الأصول الثقافية و الجذور الدينية لهذا الشعب العربي المسلم و إلا فما معنى أن تستقطب الفضائيات الدينية من خارج البلاد مئات الآلاف من التونسيين و تعجز عديد الأحزاب الوطنية عن استقطاب أربعين أو خمسين منخرطا في ولاية من الولايات؟!
و الغريب المؤسف أن بعض التيارات و الأحزاب التي تعاني من مثل هذا العجز عوض أن تراجع نفسها بصدق و جدية نراها تسلك مسلك الهروب إلى الأمام باقتراح اشتراطات اقصائية مطالبة حركة النهضة بعدم استعمال الخطاب الديني بتعلات واهية من قبيل عدم الخلط بين الدين و السياسة أو عدم شرعنة المدنس بالمقدس. مثل هذا الفكر قد تجاوزه الزمن و تجاوزه الواقع المعيش في تونس و في كل منطقة… المنطقة تشهد صراعا حضاريا و ثقافيا بين الأمة و الغرب و لا يسع الأمة إلا الاستناد إلى مرجعيتها و جوهرها الإسلام و من لا يرتقي إلى مستوى هذا التحدي إنما يضع نفسه على هامش الفعل و بعيدا عن زخم الحياة. أنا لا أنطلق في قولي هذا من منطلق حزبي ضيق و لست أزايد على من يخالفني… معاذ الله أن أهوي إلى هذا المستوى و لكني بكل صدق أتمنى أن تضم أحزاب المعارضة آلاف المنخرطين و تجمع في تظاهراتها عشرات الآلاف… دون هذا سنظل نحرث في البحر و ستظل شعاراتنا مجرد أحلام بعيدة المنال و ستظل مناشطنا الجماعية و حراكنا السياسي مجرد مراوحة في المكان تلبي لنا حاجات نفسية داخلية لا أكثر… و وقتها سيظل شعبنا لا قدر الله يراقب محاولاتنا بسلبية و لا مبالاة.
الحوار. نـت : لو راجع الشيخ اللوز مقاله المشار إليه في مقدمة هذا الحوار والصادر قبل 16 عاما كاملة ونيف حول القضية الفلسطينية هل يجد فيه أفكارا ثقافية أو سياسية يمكن التراجع عنها أوإستبدالها بأفكار أخرى أقل مفاصلة أو أدنى إلى الإستجابة لتحديات الواقع الجديد؟
الشيخ الحبيب اللوز: لا بأس بأن يراجع الإنسان نفسه بل هذا هو المسلك الطبيعي الذي ربانا عليه ديننا و لكن بالنسبة لمثال الحال فأحسب أن ما ذكرته في ذلك المقال ما زادته الأيام و السنون إلا تأكدا وتحققا… ألا ترى أن الواقع الجديد يؤكد يوما بعد يوم جوهرية الصراع بين الأمة و قوى الاستكبار المتسلط و عمق الهوة بينهما و في نفس الوقت يتأكد صدق خيار الرهان على الجماهير في مقابل التعويل على الرسمية العربية و أنظمتها المتخاذلة… و صعود حماس و ترشيح الجماهير الفلسطينية لها يثبت ذلك.
الحوار. نت : ما هو رأي الشيخ في الفكرة الآتية : خرجت حركة النهضة منتصرة بعد أعتى قصف إستئصالي إستهدف جذورها العقدية ومنابتها الفكرية على مدى عقدين كاملين وذلك بسبب العوامل التالية : ثبات الحركة رغم كل شيء على نهجها السلمي الوسطي + تقدم في تحقق مطالب الحركة القديمة في حفظ هوية البلاد الثقافية ( الصحوة الجديدة ) وفي أولوية معركة الحريات ( حركة 18 أكتوبر ) + تبديد السلطة لرصيد بيان 7 نوفمبر بسرعة هائلة + تراجع دور القوى الغربية الداعمة للسلطة في تونس ( أمريكا ـ إسرائيل ) + بدايات نجاحات كبيرة للصحوة والحركة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي ثقافيا وسياسيا ؟.
الشيخ الحبيب اللوز: لا يمكن لعاقل يلامس الواقع أن يقول غير الذي ذكرت… هذه الحقيقة ظلت تعتمل في نفسي قبل الخروج من السجن فلما خرجت ازدادت رسوخا و كان آلاف الذين زاروني واستقبلوني يلهجون بها بكل حرارة و يقين و الواقع يشهد على ذلك بكل قوة.
الحوار. نت : هل من كلمة أخيرة في هذا الحوار يبرق بها الشيخ اللوز إلى السلطة أو إلى الأحزاب السياسية التونسية أو إلى حركة النهضة قيادة وأنصارا أو إلى المنظمات الحقوقية التي ساندته في محنته أو إلى الشعب التونسي عامة؟
الشيخ الحبيب اللوز: برقيتي إلى السلطة: لم يعد لتونس وقت تضيعه في التجارب الفاشلة و الأحرى بنا جميعا أن نطوي صفحة الماضي من أجل مرحلة لا مكان فيها للاستثناء أو التنافي أو التهميش بل يسودها حوار وطني شامل جاد و صادق. أما منطق الارتياب من المعارضة الوطنية و الإسلامية والحذر السياسي المفرط و الحلول الأمنية فلن يزيد الوضع بالبلاد إلا تعقدا. السلطة (أي سلطة) لن تكون ايجابية حتى تغلب إحسان الظن بمنظوريها على الشك و الارتياب و الحذر و التحوط الأمني لذلك قال صلى الله عليه و سلم (إن الأمراء إذا ظنوا في الناس أفسدوهم) فالشك و المعالجات الأمنية عنف يولد العنف.
برقيتي إلى الأحزاب السياسية التونسية: أدعو الله أن يوحد صفوفنا من أجل خير تونس. و المفتاح هو عدم التشويش على معركة الحريات بالاشتراطات المفتعلة التي تفرق و لا تجمع و بالنفخ في الخلافات الفكرية و الايديولوجية… إننا نركب سفينة إن نجت نجونا جميعا و إن غرقت غرقنا جميعا. فأي معنى للتناقض و الاشتراطات قبل أن ترسي بنا السفينة على البر و نضع أقدامنا على اليابسة فلننتظر حتى ترسو بنا السفينة… حينها سيكون لاختلافنا الفكري أو الاديولوجي ما يسوغه.
برقيتي إلى حركة النهضة: ما دمنا لا نريد إلا وجه الله و ما دمنا لا نريد للبلاد و العباد إلا خيرا و ما دمنا نريد طي صفحة الماضي و فتح صفحة جديدة و ما دمنا نريد أن نكون واضحين مع أنفسنا و مع الآخرين في السلطة و المعارضة و المجتمع نعمل في وضح النهار بالحكمة و الحلم و التعايش المسئول الصادق فلم كل هذا التردد و لم هذه الانتظارية.
برقيتي إلى المنظمات الحقوقية و الإنسانية التي ساندتنا في محنتنا: تحية إكبار و احترام و اعتراف بالجميل… و طمعي أن تعدوني جنديا من جنودكم مسخرا لخدمة قضايا المظلومين في كل مكان مهما كان انتماؤهم و في النضال من أجل إرساء مناخ الحريات في البلاد و في كل مكان.
برقيتي إلى جماهير شعبنا: لن أكون صادقا لو أطريتك أيتها الجماهير بوصفك بالشجاعة و البطولة والعظمة و الإباء و لكني أشهد لك و عليك أنك قادرة بحول الله إن صدقت أن تخطوين إلى ذلك خطوة… و أول الميل خطوة… و العيش في حدود دائرة المأكل و الملبس و المسكن و السيارة رغم مشروعية هذه المطالب هو رضا بحياة ساذجة و تافهة… الله أكرمنا حين ألزمنا بان نجعل لحياتنا معنى أعظم و نلتزم فيها بقيم الحق و العدل و لا يكون لذلك مصداق عند الله و في ضمائرنا إلا إذا بذلنا الوسع و ضحينا و لو بمقدار من أجل ما نراه حقا و صدقا و عدلا… و عكس هذا هو خيار الهوان و الجبن و الأنانية و الانتهازية و معاذ الله أن يرضى المؤمن الشريف بذلك. و شعبنا العربي المسلم في تونس كان تاريخه عنوان المجد و الاباء فلم لا يكون حاضره كذلك.
الحوار. نت : شكرا جزيلا في البدء والختام للشيخ الكريم الحبيب اللوز على ما أولانا به من حوار شامل صريح سائلين المولى الكريم أن يعوض له عن سجنه ومعاناته الطويلة خيرا في الدارين.
الشيخ الحبيب اللوز: و شكرا لكم أولا و آخرا و كان الله في عونكم لما فيه خير البلاد و العباد والسلام.
جميع الحقوق محفوظة للحوار نت. يمكن إعادة نشر هذا الحوار دون اذن مسبق من الموقع بشرط الإشارة الى مصدره بصيغة : www.alhiwar.net
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 20 جانفي 2007)
نريد أن تكون هذه الحادثة عابرة بكل معاني الكلمة
لنستمع إلى الشباب
المجتمع المدني وحصانة البلاد
محللون:
الجماعة السلفية الجزائرية تحاول إعادة التنظيم في المغرب العربي ودول الساحل
اليوم الأول من إضرابنا عن الطعام
حسين المحمدي..تونس
لمن يحضرون العائلات المعوزة..وعاملات المصانع..لمن يحملون من داخل الجمهورية عبر وسائل النقل العمومي…عند أي زيارة مفبركة لبنعلي من رجال العجز…وهم يهتفون 2009..وحبيناك..
وعزيزنا..والرجل فرح …استهتار لا مثيل له واستغباء لشعب..واستغفال منقطع النظير..الرجل يعلم أنها مسرحية أتقنها بن ضياء والقروي وأحزاب الكتاكيت…ويعقد لها المجالس الوزارية بمالنا وعلى حسابنا…وغرب يحمي هذه التعاسات..
.قبيل سقوط النظام السابق في العراق مكّن عزت الدوري صدام من سيف كبير وطويل..لكن صدام اعدم والدوري الله اعلم أين يوجد؟في تونس ذات الأمر من عصابات النهب والإجرام والقتل والتزوير
الصياح ب2009 وهكذا يتواصل المسلسل.مسلسل الحماية من العقاب ومن الحرية.
الانتخابات السابقة موثقة…وبالتالي مات أي دور لشوشان وبنضياء والقروي ومهني أو الأصح مليشيات الحزب الحاكم.والأحزاب التي يقال عنهامساندة.فهي غير موجودة شعبيا وقامت على التزوير وارتوت منه.وهذا موثق لها منذ1994 ولغايةانتخابات2004 .كماأن تسجيل الناخبين في تونس معرة في العالم.في كلمةواحدة لعبة التعويل على مجرمين وفاسدين ومزورين وتوزيعهم على كل مجال.وهكذا صار كل واحد يدافع عن وجوده وعن عدم ذهابه إلى السجن’انتهت وماتت وتموت.
.تحديدا منذ2004 تم التعويل بشكل وقح وصارخ على الجهوية في الدولة والديوان السياسي وكل المرافق العامة وخاصة الوزارات الحساسة والسفارات الهامة وداخل الهيئات الأممية.وتحركاتناكانت السبب في تعرية ذهن الجهوية بعد50سنة من الحكم والكذب.لمن يفهم في السياسة الجهوية أفلست وابتعد عنها الإنسان التونسي.واكبر دليل التزوير وغياب الأعلام الحر والرعب من مواطن..تتحالف ضده الموجودات…لماذا؟لأنها بنيت على الإفساد.
وكتاباتي حول الجهوية عجلت بفضح عبادها داخل وخارج تونس.وكشفت من يحميها في الخارج بما سيسلب منها
وعنها الحديث عن الاستقلال والوطن والأخلاق والقانون وهكذا كل من يدور في فلكها.خطنا واضح هنا منذ كتبنا اول مقال.تعرية الكذب والفساد ومحاصرة صانعي الإرهاب وكشف الأغبياء الوافدين إلى المجال العام..أي التجار
والسماسرة..
في إطار هذا الخط اقترحنا على المعارضين الجديين وخاصة من دمروا وقتلوا وتم تجويعهم وتلويثهم بكل أنواع التلويث تخصيص سنة2006 للقيام بحملة دولية تقوم على تحسيس الهيئات الدولية بتسجيل ناخبين حقيقيين في تونس لأول مرة منذ1957.ناخبين وفق سجلات البلديات ولا تتكفل بذلك البلديات ولا وزارة الداخلية ولا لجان يخلقها فاسد من هنا ومن هناك.بل هيئات دولية على غرار ما وقع في موريتانيا.لكن مايقال عنها معارضة جذبها لئيم ولئيم إلى مراكنات.والانشغال بمحاولات انقلابية أراها انتن مما هو موجود وهي الديمقراطية والمدنية والحداثة والتغيير.بل المعارضة سعت قبل سلطة العجز لحصر ما وقع من قتل في السلفية؟
.بالتوازي مع نشر كتاب صديقي بنعلي(الذي كان صدر في1999)أضع من جديد أمام القارئ التونسي الطعن الذي تقدمت به في 28سبتمبر2004..وجّه عبر البريد مضمون الوصول مع الإعلام بالبلوغ…وهو تتمتة لما ورد في كتاب صديقي بنعلي..تتمة تأتي بعد 7سنوات من صدرو الكتاب…أي الغرب هنا..والمعارضة تدور حول ذات الغرب
أي حول السراب...إصرار على حماية الباطل في كل أنواعه وحديث عن الإرهاب؟ومعارضة تناضل من الخارج؟
حسين المحمدي
مرشّح مستقل إلى الانتخابات الرئاسية ليوم24أكتوبر2004
السيّد والسّادة رئيس وأعضاء المجلس الدّستوري
(كتابة المجلس)
الموضوع طعن في صحّةترشّحات السّادة…زين العابدين بن علي-محمّدبوشيحة-منيرالباجي ومحمّدعلي الحلواني
المصاحيب –بيان البيت الأبيض بتاريخ18فيفري2004والخارجيةالأمريكيةبتاريخ17فيفري2004-شهادةالدكتور مصطفى بن جعفرلقناتي الحواروالجزيرة على وجه الخصوص-شهادةمحمدعلى الحلواني عبرقناةالحوارالصيف الماضي حول الانتخابات السّابقة-صحيفةالموقف-
تحيّة المواطنة الكاملة
وبعد
وحيث صرّح المجلس الدّستوري يوم الاحد26سبتمبر2004بصحّة ترشّحات المشاراليهم أعلاه.ونشرت الصّحف التّونسيّةالصّادرةبتاريخ الاحد27سبتمبر 2004القائمةالى جانب عديدالصّحف الاجنبيةوالفضائيات بصيغةأخرجت الأمر وكأنّه نهائيّا.
واستناداإلى الفصل67(جديد)من المجلّةالانتخابيةالّذي ينصّ على أنّه(تسجّل مطالب الترشّح بدفترخاصّ بهامرقّم الصّفحات ومختوم من قبل رئيس المجلس. ويضبط المجلس الدّستوري بعدالتثبّت في صحّةالترشّحات قائمةالمترشّحين ويعلن عنهاثلاثة أيّام بعدإنتهاء أجل الترشّح).
وحيث نصّ الفصل67مكرّرمن نفس المجلّةعلى أنّه(يمكن لأي شخص وقع تقديم ترشّحه على معنى الفصل66من هذه المجلّةأن يقدّم إلى كتابةالمجلس طلباللنّظر في ماله من إعتراضات على قائمةالمترشّحين لرئاسةالجمهورية وذلك خلال اليوم الموالي للإعلان عنها..)
وحيث بالرّجوع إلى مضموني النّدوتين الصّحفيتين لكلّ من رئيس الولايات المتّحدةالأمريكيةووزيرخارجيتها ليومي 18و17فيفري2004الواقع نشرهماعبرالانترنات وعديدالصّحف في ذات التاريخ.طالب الرئيس رئيس الدّولةالتونسية بصحافةحرّةونابضةبالحياةوحقّ كلّ تونسي وتونسيةمن التنظيم والعمل السّلمي والمشاركة وبإنتخابات حرة ونزيهة ونزيهةومتنافس عليها(بمايعنيه ذلك من ترشّح وقائمات وتوزيع لبطاقات النّاخب ومشرفين ورؤساء وأعضاء مكاتب
وحملات إنتخابيةحرّةوإستقلاليةكاملةلكلّ الهيئات ذات العلاقةبالانتخابات) وعلى نفس المطالب أكّدوزيرخارجيته عند إستقباله للرّئيس التّونسي في مقرّالوزارة.(السيد الرئيس قال بأنه سيكون في2009 وبالتزوير والإرهاب..).وكاربنتر
جاء إلى تونس منذ يومين فقط.كيف نظر في عيونه رئيسنا؟وماذا قال له رجال العجز والتزوير والفساد؟ولم اكتب قبل أو خلال زيارته حتى لا أحرجه…ما طالب به بوش حمله بنعلي في حقيبة وألقى به في سلة المهملات كما قال بورقيبة يوم 6 جانفي1984…متاع الزبالة(يقصد يومها زكرياء بن مصطفى رئيس بلدية تونس.الرجل منذ ما يزيد عن العقد يتابع حقوق الإنسان والسجون والظلم والقتل والنهب؟)قال لي…الخبز يلقى مع الفضلات…حديثنا قياس..من أين يستمد رجال سلطة تونس القوة؟هم خائفون من فرد…وطلبات بوش مبنية على أمور صحيحة وعلى تقارير جهات رسمية..
وحيث أنّ مطالبةرئيس دولةشخصيابانتخابات حرّةونزيهةومتنافس عليهايقوم قرينةعلى انعدام توفّرهذه الشّروط الاساسيةفي الانتخابات السّابقةوإلاّ لماكان طولب بتوفيرهافي إنتخابات يوم24اكتوبر2004.
حيث وطالماأنّ تزكيةالمترشّحين الواردةأسماؤهم في القائمةالسّالفةبيانهاتمّت من قبل أطراف مشكوك في جدية انتخابهم..كي لانقول إنتخاباتهم مزوّرةوبالتّالي باطلة.فإنّ تزكيتهم في حدّذاتهالايمكن إعتمادهاممّايجعل قبولهاغيرذي سند صحيح بناء على مبدأمابني على باطل فهوباطل.
وعليه فإنّي أسجّل إعتراضي على قائمةالمترشّحين المصرّح بهابصحف البارحة27سبتمبر2004بناء على بطلان أسانيدهامن جهة وأطالب بإعادة النّظر فيهاوبالتّالي في قائمة المترشّحين لرئاسة الجمهورية من جهة أخرى.
في إنتظار ذلك تقبّلوا الاحترام.
جرت فعلاوكانت الاتعس منذ1989؟ومباركة شيراك؟وغربيين آخرين وكلام في بوش وأمريكا برمّتها؟شجاعةرهيبة؟ من أين ذلك؟وبعدها بلديات2005نسخة ذلك كذلك=صناعة الإرهاب بعيون مفتوحة؟
.وتذكيرا بهذا ندخل في إضراب عن الطعام مبدئيا لمدة أسبوع من20/1/2007الى26/1/2007.
حسين المحمدي.
تونس في 20جانفي2007.
نطالب بوضع حل نهائي للأبنية الآيلة للسقوط
شراكة تونس – الاتحاد الأوروبي:
عام 2007 سنة «الجوار».. العبور والمفاوضات
اتفـاق إيرانــي تونسـي لتعزيــز التبــادل التجاري وتنشيط الاستثمارات البيئية..
تخفيضات قمرقية تشمل المواد الخام ونصف المصنعة وغيرها…
تحية إلى روح الفقيد حمادي بن حسين
« اجتياح »: دراما جديدة عن فلسطين بعين تونسية
** استفحال إنتهاكات حقوق الانسان في العالم غطى على فداحة الانتهاكات في البلاد العربية
** تنامي دور المجتمع المدني في كثير من البلاد العربية وتزايد عدد المنظمات غير الحكومية
قانون المساجد بالمغرب « يضبط » العمل الخيري
المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس.. طلبة وعلوم شرعية