السبت، 19 ديسمبر 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N° 3497 du 19 .12 . 2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف

ولضحايا قانون الإرهاب


كلمة:الخارجية الفرنسية تصرح بتحسن ظروف سجن بن بريك وعائلته تنفي

إسلام أونلاين نت:انتقاد أمريكي لقمع المدونين بمصر وتونس والمغرب

كلمة:إدانة حقوقية دولية لحملة التشهير التي تشنها بعض الجرائد التونسية

 قدس برس:حزب تونسي معارض يعبر عن قلقه للانسداد السياسي ويعتبر الانتخابات فرصة ضائعة

كلمة:البوليس يقتحم منزل لسعد الجوهري فجرا

إيلاف:وفد اميركي يلتقي وزيري الدفاع والخارجية التونسيين

محمد الحمروني: الرابطة … محاذير على طريق الحل

السبيل أونلاين :متى تتم ملاحقة من ينهبون أموال المجموعة الوطنية !!!؟؟؟

النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لجنة أخلاقيات المهنة الصحفية:كفى انتهاكات للقانون ولأخلاقيات المهنة

أخبــــــــــار »كلمة »

الوطن:أنفلونزا الخنازير في تونس :الخطاب المطمئن …في مواجهة وقائع انتشار الفيروس

الوطن:نحن والآخرون مسار المعارضة ومسار المزايدة والإرباك

عبد الفتاح كحولي:قراءة في خطاب « معارض »: نحو تجاوز تقليد الردّ وتكريس فعالية الحوار

الوطن:الاهتمام بالسّياسة بين الخشية واللاّمبالاة:حتّى نعيد الشّأن السّياسي إلى دائرة اهتمام النّاس

طارق الكحلاوي:بمناسبة اعتراف قتلة حشاد في شريط الجزيرة « اغتيال حشاد »: من أجل حملة شعبية صادقة لمحاكمة قتلة حشاد

كلمة:قانون مالية 2010 يحمي جزءا هامّا من الميزانيّة من المراقبة والحساب

الصباح:بعد مناقشات الميزانية البطالة… الإعلام والعلاقات الخارجية في الواجهة

وام : تونس توقع اتفاقية للتنقيب عن النفط مع شركة أمريكية ..

مراد رقية:بلديةقصرهلال التجمعية:*من اغتيال الحقوق واغتصاب الارادة الى التذكير بالواجب الوطني وبالحميّة المحلية

محمد العروسي الهاني :الحديث الصريح والمعتدل له أبعاد حضارية وأخلاقية وسياسية.. ونتائج  ايجابية

صلاح الجورشي :حامد أبوزيد يتعرض للقصف العقائدي

علا عطا الله:بعد رفض الحركة مطالب القاهرة بتوقيعها على وثيقة المصالحة مع فتح خبراء: جـدار مصـر الفولاذي « عقاب » لحماس

القدس العربي: ‘الغارديان’: ‘سي آي إيه’ تتعاون مع ضباط أمن فلسطينيين متهمين بتعذيب انصار حماس في الضفة


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي2009
فيفري2009    
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    
أكتوبر 2009

الخارجية الفرنسية تصرح بتحسن ظروف سجن بن بريك وعائلته تنفي


حرر من قبل التحرير صرح الناطق باسم الخارجية الفرنسية يوم الجمعة 18 ديسمبر 2009 أن ظروف اعتقال الصحفي التونسي توفيق بن بريك في سجن سليانة قد تحسنت، وذلك بخصوص الحق في الزيارة والمتابعة الطبية على حد قوله. موضحا بأن مصدره في ذلك هي عائلة بن بريك نفسه. من جهة أخرى كذبت عائلة الصحفي المعتقل توفيق بن بريك ما جاء في تصريح الخارجية الفرنسية وذلك في بيان باسم العائلة موقّعا من طرف زوجته السيدة عزّة زرّاد. وحول نفس الموضوع صدر في نفس اليوم بيانا عن منظمة العفو الدولية (أمنستي) نبهت فيه إلى التدهور الصحي لتوفيق بن بريك، مؤكدة على أنه يحتاج إلى عناية طبية مركزة، وقد ذكّر البيان بأطوار القضية معتبرا توفيق بن بريك سجين رأي وداعيا السلطة التونسية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنه. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 ديسمبر 2009)  

 

انتقاد أمريكي لقمع المدونين بمصر وتونس والمغرب


مدونة الوعي المصري واشنطن- أدانت منظمة « فريدوم هاوس » الحقوقية الأمريكية أحكام السجن والمضايقات، التي قالت إن مدونين يتعرضون لها في كل من مصر وتونس والمغرب، واستنكرت أوضاع حرية الصحافة بشكل عام في دول شمال إفريقيا. وانتقدت المنظمة في بيان لها السبت 19-12-2009 حكم السجن الصادر بحق المدون المغربي حزام البشير، ومالك مقهى إنترنت يُدعى عبد الله بوكفو، مطالبة السلطات المغربية بالإفراج الفوري عنهما. وتلقى البشير الأسبوع الماضي حكما بالسجن 4 أشهر وغرامة 500 درهم مغربي (65 دولارا)؛ بتهمة « نشر معلومات كاذبة عن حقوق الإنسان تقوض صورة المغرب »، على خلفية نشره بيانا قال فيه إن السلطات المغربية تعاملت بقسوة مع احتجاج طلابي في منطقة تغجيجت (70 كم شرق مدينة كلميم جنوبي المملكة)، بينما تلقى بوكفو حكما بالسجن لمدة عام وغرامة 500 درهم (65 دولارا). ورأت « فريدم هاوس »، التي تقول إنها تراقب أوضاع حقوق الإنسان في العالم العربي منذ عام 1972، إن « الأحداث في المغرب تعكس توجها مثيرا للإزعاج من الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو استخدام الوسائل التقليدية لقمع نشطاء حقوق الإنسان »، وهو ما تنفيه الحكومات العربية. قوانين قمعية وقالت جينيفر ويندسور، المديرة التنفيذية للمنظمة: « نشعر بالإزعاج بسبب الحوادث المتزايدة من مضايقة المدونين في مصر والمغرب وتونس؛ حيث تتصرف الحكومات بحصانة، وتتخفى وراء قوانين قمعية تحميها من الانتقاد ». وأضافت ويندسور أن منظمتها « تحيي المدونين والصحفيين الشجعان في المنطقة الذين يقومون بحملات جريئة للإفراج عنهم (المدونين) رغم عواقب ذلك المحتملة عليهم ». وتابعت: « في الشهور الأخيرة كان هناك عدد من الحوادث المشابهة، من بينها تعرض المدون المصري وائل عباس لمضايقة من السلطات المصرية، من بينها احتجازه عند محاولته الدخول أو الخروج من البلاد ». ولفتت المنظمة إلى أن عباس، صاحب مدونة « الوعي المصري »، صد بحقه الأسبوع الماضي حكما غيابيا بالسجن ستة أشهر، يقوم باستئنافه حاليا، كما تعرض مدون وصحفي تونسي مؤخرا للضرب. وصنفت « فيريدم هاوس » كل من تونس والمغرب كدول « غير حرة » في تقريرها السنوي عن حرية الصحافة في العالم، بينما حصلت مصر على تصنيف « حرة جزئيا » في نفس التقرير. ويشكل المدونون المصريون أكبر عدد بين المدونين في العالم العربي، وذلك بسبب الكثافة العددية للمصريين، مقارنة بأي دولة عربية أخرى، إلى جانب إقبال عدد كبير منهم على الإنترنت، بحسب دراسة لمركز بيركمان للإنترنت والمجتمع التابع لجامعة هارفارد الأمريكية أصدرها في مايو الماضي. وحتى أبريل الماضي تقدر عد المدونات في مصر بنحو 170 ألف مدونة، بنسبة بلغت 30.5% من المدونات العربية، البالغ عددها 600 ألف مدونة، و0.2% من إجمالي المدونات على المستوى العالمي.  
 
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 19 ديسمبر 2009)


إدانة حقوقية دولية لحملة التشهير التي تشنها بعض الجرائد التونسية

 


حرر من قبل التحرير أدانت 11 منظمة حقوقية دولية حملة الثلب والتشهير التي تقودها بعض الجرائد التونسية، في مقدمتها جريدة « لكل الناس » وذلك في بيان صدرعنها يوم الجمعة 18 ديسمبر 2009 تحت عنوان: « حملة تشهير جديدة فيها تحريض على الكراهية والعنف ضد المدافعين عن حقوق الإنسان ». وقد أدانت المنظمات الموقعة على البيان بشدة بالغة ما وصفته بالافتراءات وأبدت قلقها العميق إزاء ما اعتبرته اتهامات وهمية الهدف منها الرغبة في تشويه سمعة المدافعين عن حقوق الإنسان وكل أشكال المعارضة للنظام التونسي، منبهة إلى أن حملة التشويه تفتح الباب أمام تبرير مسبق لعنف متوقع ضد الناشطين الحقوقيين.  والمنظمات الموقعة على البيان هي:  المنظمات الموقعة 1. مؤسسة « الحق »  2. منظمة العفو الدولية 3. مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان  4. المركز اللبناني لحقوق الإنسان  5. لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا 6. مركز دمشق لدراسات حقوق الانسان 7. الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، في إطار مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان  8. الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان  9. الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان  10. الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان 11. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 ديسمبر 2009)

حزب تونسي معارض يعبر عن قلقه للانسداد السياسي ويعتبر الانتخابات فرصة ضائعة


 تونس- خدمة قدس برس عبر حزب معارض تونسي عن قلقه من تدهور الأوضاع السياسية في البلاد، رغم مرور وقت قصير على الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي شهدتها تونس، وقالت حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا) إنه عادة ما « تتّسم الفترة التي تلي الانتخابات في المجتمعات الديمقراطية بشيء من الانفراج الذي ينقّي الأجواء ويزيل آثار التوتّر الذي عادة ما تفرزه الحملة الانتخابية، ويؤدي إلى القيام بإجراءات في اتجاه الانفتاح على الرأي المخالف، ومزيد ترسيخ التعددية وتطوير المشهد الإعلامي »، ليضيف أنه وعلى « وعلى العكس من ذلك فإنّ بلادنا تعيش هذه الأيّام جوّا من التأزّم ومن الحيرة الكبيرة لدى الرأي العام الوطني أحدثه تزايد انغلاق السلطة وموقفها المتوتّر من كلّ رأي مخالف »، حسب تعبيرها. وطالبت الحركة في بيان شامل لمجلسها الوطني أن على السلطة  « واجب العمل من أجل بعث حد أدنى من الطمأنينة لدى كافة أفراد المجتمع على حاضرهم ومستقبلهم وخلق مناخ ملائم لقيام حوار وطني ومن أجل نحت صورة إيجابية للبلاد في الخارج »، وهو تلميح ضمني للانتقادات المتزايدة التي عبر عنها المجتمع الدولي لأوضاع الحريات في تونس. وفي تقييمه لتجربة الانتخابات الأخيرة التي شهدتها تونس في 25 تشرين أول (أكتوبر) الماضي، قالت الحركة إنها تسجل « بكلّ أسف تفويت الفرصة على البلاد- مرّة أخرى-  للمرور من انتخابات شكلية، ظاهرها اقتراع وباطنها مبايعة، إلى اقتراع شعبي حقيقي يختار فيه المواطن من يمثله بكلّ حرّية »، حسب تعبيرها. وانتقدت الحركة ما قالت إنه انحياز الإدارة الكامل لمرشّحي الحزب الحاكم، بوضعها كلّ الفضاءات العمومية على ذمّتهم وتسخير كلّ إمكانيات الدولة، المادية والمعنوية، لفائدتهم من جهة، و »بوضع العراقيل الهائلة بصفة منظّمة ومخطّطة أمام مرشّحي المعارضة المستقلة، وخاصة منهم مرشحي المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدّم من جهة أخرى، بإسقاط نصف قائمات التشريعية لأسباب واهية، وحجز جريدة الطريق الجديد، وتعطيل البيان الانتخابي لمرشح الرئاسة أحمد إبراهيم، وصنصرة كلمات المترشّحين في الإذاعة والتلفزة، والتشويش على الحملة الانتخابية ومحاولة إرباكها بمختلف الوسائل وشتى التعلاّت، إلى جانب الإعلان عن نتائج وأرقام لا تعكس حقيقة المشهد السياسي، قد جعل من موعد 25 أكتوبر نسخة من المواعيد الانتخابية السابقة »، حسب ما ورد في البيان. وجدّد المجلس الوطني للحركة « تمسّكه بالعمل المشترك والتحالف بوصفهما من الآليات الضرورية لبناء القطب الديمقراطي التقدّمي القادر على التأثير في مجريات الأحداث.  
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 19 ديسمبر  2009)


البوليس يقتحم منزل لسعد الجوهري فجرا

 


حرر من قبل التحرير اقتحمت قوات من البوليس منزل الناشط الحقوقي السيد لسعد الجوهري وذلك فجر الخميس 17 ديسمبر 2009 بنية اعتقاله.  وكنا في نشرتنا السابقة قد أشرنا إلى محاصرة منزله من قبل عناصر من البوليس ورجحت ماصدرنا نيتهم في اعتقاله!  السيد لسعد الجوهري لم يكن موجودا بالبيت لحظة الإقتحام وقد بلغنا من مصادرنا أنه يرفض تسليم نفسه لأنه لم يستلم استدعاء رسمي للمثول لدى الأجهزة الأمنية، وهو يشكو من مرض القلب ويخشى إن وقع اختطافه خارج القانون أن يقع تعذيبه.  وقد أخذت عناصر البوليس التي اقتحمت منزله الهواتف المحمولة الخاصة بزوجته وأبنائه حسبما ذكرت مصادرنا، وذلك لتحديد مكان وجوده في حالة اتصاله بتلك الهواتف أو رده على الإتصالات الواردة منها.  يشار إلى أن السيد لسعد الجوهري قد تعرض للتعذيب الشديد خلال فترة اعتقاله بداية التسعينات من القرن الماضي مما تسبب له في إعاقة بدنية.  ويجدر الذكر أن سحنون الجوهري شقيق لسعد قد توفي بالسجن يو 25 جانفي 1995 بسبب التعذيب والإهمال الصحي حسبما ذكرت التقارير الحقوقية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 17 ديسمبر 2009)


وفد اميركي يلتقي وزيري الدفاع والخارجية التونسيين

 


التقى  وفد أميركي اليوم السبت وزيري الدفاع والخارجية التونسيين وبحث معهم التعاون في المجال العسكري وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما عرضت تونس سياستها في مكافحة الارهاب. تونس: اجرى وفد اميركي برئاسة السناتور الجمهوري مايكل كوناواي مباحثات في تونس السبت مع وزيري الدفاع والخارجية، بحسب ما افاد مصدر حكومي. وتركزت المباحثات مع وزير الدفاع كامل مرجان على التعاون في المجال العسكري وتعزيز العلاقات الثنائية. وذكرت وكالة الانباء التونسية الرسمية ان مرجان عرض سياسة بلاده « في مكافحة الارهاب والتطرف ». وناقش السناتور الاميركي مع وزير الخارجية عبد الوهاب عبد الله سبل تعزيز « العلاقات الاستراتيجية » بين تونس وواشنطن، بحسب المصدر نفسه. وكان وفد اميركي برئاسة رئيس اللجنة اليهودية الاميركية ريتشارد سيدمان زار تونس في 8 كانون الاول/ديسمبر، في اول زيارة لشخصيات اميركية الى تونس بعد اعادة انتخاب الرئيس زين العابدين بن علي في تشرين الاول/اكتوبر لولاية رئاسية خامسة. (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 19 ديسمبر 2009)  

 

الرابطة … محاذير على طريق الحل


أصدرت رابطة حقوق الإنسان بيانا في 3 ديسمبر الجاري، فاجأ إلى حد ما المتابعين للشأن الرابطي وحتى الرابطين أنفسهم.   وتضمن هذا البيان الذي حظي بالإجماع، تأكيدا على انه « وبعد دراسة المستجدات الأخيرة (دون أن تذكر تفاصيلها) عبرت الهيئة المديرة عن إرادتها في عقد مؤتمرها السادس قبل شهر مارس القادم كما عبرت عن ارتياحها لما بلغها من وعود من شأنها إذا تجسدت على ارض الواقع أن تفتح المجال أمام تسوية نهائية لملف الرابطة ».   وقررت الهيئة المديرة وفق ما جاء في البيان « عزمها استكمال الحوار مع الرابطين دون استثناء .. بمن في ذلك الشاكين الذين حصلت مع بعضهم لقاءات أولية ». وشكلت الهيئة المديرة لجنة لإدارة الحوار الداخلي والتفاوض برئاسة الأستاذ الطريفي وتضم السادة صلاح الدين الجورشي وخليل الزاوية وأنور القوصري ومصطفى التليلي.   ولكن ما الذي جد حتى يعاد طرح هذه القضية؟ وهل من مبرر للتفاؤل الذي عبرت عنه الهيئة المديرة؟ ولماذا هذا الاستعجال الفجائي الذي أبدته السلطة في حل أزمة الرابطة؟   الناشط الحقوقي وعضو الهيئة المديرة سابقا الأستاذ خميس الشماري ربط بين التغيير في الموقف الحكومي وتأزم الوضع بين السلطة والمعارضة الجادة في الفترة الأخيرة، من جهة، ومع الأطراف الدولية الحكومية وغير الحكومية التي عبرت عن قلقها إزاء التطورات الحاصلة منذ غرة أكتوبر إلى الآن من جهة ثانية.   فالسلطة وبعدما أخذت إجراء ايجابيا ممثلا بإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي تحاول الآن توظيف الخروج من المأزق الذي وُضعت فيه الرابطة كي تقوم بتراجع تكتيكي للحد من الانتقادات الموجهة لها داخليا وخارجيا وفي محاولة للتخفيف من حدّة الاحتقان الذي يعرفه الوضع السياسي بالبلاد.   ولذلك قام كل السادة إسماعيل بولحية وعبد الوهاب الباهي ومنصر الرويسي بتكليف من رئيس الدولة بالسعي لإيجاد حل لازمة الرابطة قبل 20 مارس القادم.   وهو يعتبر انه مهما كانت الملابسات وخلفيات القرار الذي اتخذته السلطة فان الانطلاق في مسار يمكّن من حل لازمة الرابطة شيء ايجابي، ولكن يجب التعامل مع هذا الوضع بحذر والتركيز خاصة على استقلالية الرابطة وعلى إرادة الخروج من النفق الذي وضعت فيه، دون تفريط في المكاسب، وهذا هو الخط السليم، على حد قوله، وأمله كبير في أن توفق اللجنة المكلفة بالحوار إلى التوصل إلى النتيجة المرجوة.   غير أن آخرين ذهبوا في محاولة تفسيرهم للتغير المفاجئ في موقف السلطة إلى درجة الحديث عن أن الاتحاد الأوروبي وضع حل مشكلة الرابطة في سلم اشتراطاته قبل البدء في أي محادثات حول وضعية الشريك المتقدم التي تطالب بها تونس.   ويبدو، وفق أصحاب هذه الرؤية، أن السلطة التي فوجئت بتوتر العلاقة مع حلفائها الرئيسيين من الأوربيين، ونقصد فرنسا واسبانيا وايطاليا، وهي التي كانت تنتظر تسلم اسبانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي للتقدم بطلبها من اجل الحصول على رتبة الشريك المتقدم، وجدت نفسها مضطرة للاستجابة لهذا المطلب والقيام ببعض الخطوات أشبه ما تكون بإبراز حسن النوايا يمكن أن تساعد على تحسين وضعها التفاوضي مع الاتحاد.   وفي جميع الحالات فان السلطة وهي تعلن عن رغبتها في حل هذه المشكلة، لا تريد أن تقدم هدايا مجانية، وهي تطرح على ما يبدو شروطا من بينها تعديل القانون الأساسي للرابطة بحيث تصبح قرارات الهيئة المديرة تتخذ بموافقة ثلثي أعضائها إضافة إلى اشتراطها حصولها على ثلث مقاعد الهيئة المديرة.   ويرى بعض المتابعين أن تخلي سلطة الإشراف على البعض من شروطها التي وضعتها في وقت سابق ومن بينها مغادرة بعض الوجوه البارزة يقابله فرضها لاشتراطات وقوانين تمكنها من التأثير في القرار الرابطي.   وهو ما جعل البعض يتخوف من إمكانية أن يتحول الحل المطروح لمشكلة الرابطة والسماح لها بانجاز مؤتمرها إلى « رهنها » ورهن قرارها لدى السلطة بما يمكن أن يمثل مسا خطرا باستقلاليتها.   وفي تصريح لـ »الموقف » أكد المناضل الرابطي البارز مسعود الرمضاني رئيس فرع الرابطة بالقيروان « أن كل رابطي يرحب بحل يرفع الجمود عن الرابطة ويجعلها تواصل نشاطها، لكن لابد لهذا الحل أن يضمن استقلالية الرابطة كي تواصل نشاطها في كنف الحرية وترصد الانتهاكات وتساهم في نشر ثقافة حقوق الإنسان، ولا يمكن لرابطة خاضعة، مدجنة أن تقوم بهذا العمل على حد تعبيره.   واستغرب الرمضاني « كيف تدعو السلطة للتفاوض مع الهيئة المديرة لإيجاد حل لازمة الرابطة ولا تقوم ببعض الخطوات التي تساهم في رفع الحصار المفروض عليها ».   وتابع « لقد اتخذت المجالس الوطنية التي انعقدت قبل المنع التام الذي قررته السلطة جملة من المواقف والقرارات، ألا يفترض أن تترك السلطة للرابطين فرصة عقد مجلس وطني يناقش المستجدات الجديدة؟ وما الذي يمنع السلطة من رفع التضييق المسلط على نشاط الفروع؟ وما الذي يمنع السلطة من أن ترفع الحصار عن المقر المركزي وتترك للرابطين فرصة الالتقاء والحوار ومناقشة المقترحات المقدمة؟ ».   وتبرز هذه الأسئلة المشروعة للرمضاني قضية هامة قد ترفع درجة حرارة الجدل بين مختلف المكونات الرابطية وهي ان حل مشكلة الرابطة لا يهم فقط « الفروع الغاضبة  » والهيئة المديرة، بل يهم كل الهياكل الرابطية الأخرى، وهي هياكل منتخبة وتسعى للقيام بنشاطها الحقوقي  ويهمها حاضر الرابطة ومستقبلها ».   وتخشى بعض الأطراف الحقوقية أن تفتح التطورات الجديدة الباب أمام تفجر خلافات (رابطية رابطية ) بالفعل هذه المرة، ذلك أن وجهات النظر بدت متباينة جدا بين الهيئة المديرة (المركز) والفروع، وما زاد في تعميق التباين هو غياب الحوار بشكل شبه تام  بين الطرفين.   ويعيد الرمضاني غياب مثل هذا الحوار إلى أمرين: أولا، صعوبة التواصل في ظل حصار خانق فرضته السلطة، ناهيك عن التواصل مع المقر المركزي. ثانيا، وجود عقلية لدى بعض عناصر الهيئة المديرة ترى في نفسها سلطة قرار بينما ترى في الفروع أدوات تنفيذ. وهذا اثّر على أداء الرابطة في السنوات الأخيرة وقلل من فرص الحوار داخلها، كما أن تواصله الآن سيكون خطيرا إن لم نقل كارثيا.
محمد الحمروني الموقف عدد 525 بتاريخ 18 ديسمبر 2009


متى تتم ملاحقة من ينهبون أموال المجموعة الوطنية !!!؟؟؟


موظف بنكي يتمكن من مغادرة تونس بعد إستيلائه على نصف مليون دولار   السبيل أونلاين – تونس – خاص   إستولي موظف أحد البنوك التونسية على مبلغ مالي يناهز نصف مليون دولار ، ثم تمكن من الفرار للخارج دون أن تكتشف المصالح المختصة القضية إلا بعد فوات الأوان . ولم تذكر صحيفة الصباح التونسية ، التى أوردت الخبر إسم البنك الذى سرقت منه الأموال في ثلاث عمليات منفصلة .   وجاء في أوراق القضية ، حسب الصحيفة « أن الموظف البنكي أجرى عمليات تلاعب بأحد الحسابات وحول مبالغ الى حسابه الشخصي في ثلاث مناسبات بمقتضى أذون تحويل مفتعلة وناهزت العملية الاولى مبلغ 188 الف دينار وفي العمليتين الاخريين قارب المبلغ 305 آلاف دينار وتوصل فريق التفقد الى تحديد الطريقة المعتمدة للاستيلاء وتحديد المبالغ النهائية المستولى عليها » .   وربط الموظف البنكي بعد أن سحب الاموال ، الصلة ببقية المتهمين لتحويل قسط هام منها بالعملة الاجنبية مقابل عمولة ثم غادر البلاد ، وقد أحيل بحالة فرار .   وقد تبين ضلوع أربعة أشخاص آخرين تعامل معهم الموظف البنكي فتم ايقافهم واستنطاقهم وقد ختم مؤخرا قاضي التحقيق الثاني بالمحكمة الابتدائية بتونس أبحاثه ووجه تهمة استيلاء موظف عمومي على اموال خاصة وضعت تحت يده بمقتضى وظيفه بالنسبة للموظف البنكي بمشاركة البقية له كما وجه تهمة ابدال عملة أجنبية بطريقة غير قانونية للمتهم الاول ولواحد من المتهمين وأحال ملف القضية الى دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف .   ويشاع على نطاق واسع في تونس أن سرقة الأموال العمومية وتحويلها للخارج تتم على قدم وساق من قبل عائلة الطرابلسية أصهار الرئيس التونسي بن علي ، وتقدر مصادر ثروة الرئيس نفسه خارج البلاد بـ 5 مليار دولار من بينها قصر ضخم في الأرجنتين بجوار قصر يملكه لاعب كرة القدم البرازيلي المشهور رونالدو .   وقال كتاب « حاكمة قرطاج » ، صدر مؤخرا ، أن عائلة الطرابلسية إستولت على أهم مفاتيح الإقتصاد التونسي ، وهي تستعد لأن تكون الوريث لحكم بن علي الذي يقود البلاد منذ 22 سنة ، وقد جدد لنفسه في إنتخابات صورية في 25 أكتوبر الماضي ، وتحدث الكتاب عن تحكم ليلي بن علي في دواليب السياسة الرسمية .   فإذا كان القانون قد أخذ مجراه في قضية الموظف وشركائه في سرقة مبلغ يقارب نصف مليون دولار ، فمتى يأخذ القانون مجراه في الضرب على أيدي من ينهبون مليارات الدولارات من أموال المجموعة الوطنية ؟؟؟   يذكر أن صحيفة الصباح التونسية اصبحت منذ اشهر على ملك صخر الماطري زوج إحدى بنات بن علي .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 19 ديسمبر 2009)  

النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لجنة أخلاقيات المهنة الصحفية تونس في 17 ديسمبر2009

كفى انتهاكات للقانون ولأخلاقيات المهنة

 


تعاقبت في الأسابيع الماضية الكتابات التي بثتها بعض الأسبوعيات والمواقع الالكترونية ـ المحسوبة على الاستقلالية ـ والتي تضمنت انتهاكات خطيرة لقانون الصحافة ولقوانين البلاد ولميثاق شرف المهنة الصحفية للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ولكل أخلاقيات المهنة الصحفية عالميا . وقد شملت تلك الانتهاكات اعتداءات على حرمات عدد من الإعلاميين والكتاب التونسيين وشخصيات وطنية  ـ يحق للجميع نقدها بجرأة ووضوح وصراحة ـ دون التورط في السب والشتم وتوجيه اتهامات أخلاقية خطيرة جدا لها . وإذا كان التعبير عن الرأي والرأي الآخر حقا مقدسا فإن توجيه اتهامات أخلاقية والنيل من الحياة الخاصة للمواطن ـ سواء كان إعلاميا أم لا ـ مرفوض جملة وتفصيلا . كما ان التورط في السب والشتم والقذف جريمة يحاسب عليها القانون التونسي ، فضلا عن تناقضه بكل المقاييس مع ميثاق شرف المهنة و أخلاقياتها  . إن المجتمع التونسي ونخبه بلغا درجة من النضج والوعي تجعل انتهاك أخلاقيات المهنة الصحفية عملا مرفوضا بالإجماع أخلاقيا وقانونيا وسياسيا مهما كانت مبررات أصحابه . كمال بن يونس رئيس لجنة أخلاقيات المهنة الصحفية  النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين 


أخبار »كلمة »


ندوة حول حصيلة حقوق الإنسان في تونس لسنة 2009 تنظم منظمة صوت حر واللجنة العربية لحقوق الإنسان و جمعية التضامن التونسي ندوة لتدارس وضعية حقوق الإنسان بتونس في سنة 2009، وذلك يوم السبت 19 ديسمبر 2009 على الساعة السابعة مساء في باريس! وستتدارس المنظمات الحقوقية الثلاث، ما وصفته في إعلانها عن الندوة بخيبة الأمل في المحطة الإنتخابية الماضية، التي اعتبروها فرصة ضائعة لحلحلة الملفات الكبرى لانتهاكات حقوق الإنسان ولإبداء بعض المرونة فيما يتعلق باحترام الحريات الأساسية للمجتمع، مسجلين استمرار الانتهاكات على جميع الصعد، ذاكرين من ذلك بقاء الدكتور الصادق شورو بالسجن ومواصلة الحملة على آلاف الشباب المتدين تحت ذريعة ما يسمى « قوانين مكافحة الإرهاب » وتواصل الحملة على مكونات المجتمع المدني وخصوصا الصحفيين بعد انتهاء الانتخابات، وكذلك عدم توفر إمكانية العودة الآمنة والكريمة للمهجرين، وتعرض العائدين منهم للسجن والإذلال. إضراب بشركة « نابولي شوز » لصناعة الأحذية بمنزل تميم قالت مصادر عمالية أن عمال شركة « نابولي شوز » لصناعة الأحذية الكائن بمدينة منزل تميم بولاية نابل قد دخلوا في إضراب عن العمل يوم الإربعاء 16 ديسمبر 2009 احتجاجا على رفض المؤجر الايطالي الجنسية خلاص أجورهم عن شهر نوفمبر. و حسب نفس المصادر فإنه من المنتظر أن يواصل العمال إضرابهم في الأيام القادمة. البوليس السياسي يعتقل شاب بقفصة وأهله لايعرفون مصيره قام أعوان البوليس السياسي بقفصة باعتقال السيد كريم المليتي أمام محلّ عمله بقفصة مساء يوم الإربعاء 16 ديسمبر، وحسب آخر المعلومات فإن أهله لم يتمكّنوا بعد من معرفة مصيره. وحسب نشطاء بمدينة قفصة، فإن المليتي تعرّض للسجن في السابق لمدة سنتين ما بين 2006 و2008، كما تعرّض للإيقاف والاستجواب على يد أعوان البوليس السياسي بالجهة عديد المرات على خلفية تديّنه. إلغاء لحفل ختان جماعي في قابس ألغت السلط الجهوية في قابس صباح يوم الجمعة 18 ديسمبر حفل الختان الجماعي المجاني الذي تعودت مصالح وزارتي الصحة و الشؤون الإجتماعية تنظيمه لفائدة العائلات المعوزة خلال الأعياد الدينية. و ذكر مصدر طبي في تصريح لراديو كلمة أن القرار جاء خشية انتشار مرض أنفلونزا الخنازير في صفوف الأطفال بعد تسجيل أكثر من 20 حالة إصابة بالمرض في الجهة.  و من جهة أخرى أفاد مصدر خاص أن السلط الجهوية سارعت بتقديم إعانات مادية لفائدة العائلات المعوزة للقيام بعمليات الختان لأطفالها بصفة فردية عوضا عن الحفل الجماعي خشية من ردود الفعل التي يمكن أن يخلفها قرار الإلغاء. عمال نزل « فادرة » بتوزر يحتجون لدى الأمين العام لاتحاد الشغل علمت كلمة من مصادر نقابية أن حوالي 40 عاملا من نزل « فادرة » بتوزر تجمّعوا خلال ندوة تقييم المفاوضات الاجتماعية التي عقدها الاتحاد العام التونسي للشغل بالمدينة، للتعبير عن احتجاجهم للأمين العام للاتحاد السيد عبد السلام جراد ومطالبته بالتدخل لفائدتهم.  حيث خاضوا عددا من الإضرابات عن العمل ورغم ذلك بقيت مشاكلهم المهنية عالقة.  وقالت نفس المصادر أن امين عام الاتحاد وعدهم بالتدخل وفض مشاكلهم في أقرب الآجال. الاعتداء على الطلبة المساجين بعد المحاكمة علمت كلمة من مصادر مطلعة أن مساجين الحي الجامعي بمنوبة قد تعرّضوا للاعتداء بالعنف الشديد إثر محاكمة يوم 14 ديسمبر 2009 والتي تم تأجيلها إلى 21 من نفس الشهر، حيث تم الاعتداء عليهم داخل غرف الإيقاف بالمحكمة من قبل أعوان الحرس الوطني العاملين بالمحكمة والذين كانوا اعتدوا عليهم في مرة أولى داخل القاعة أمام أنظار القاضية. وأكدت نفس المصادر أن الطلبة المساجين يتعرضون إلى عديد المضايقات بما فيها العنف المادي واللفظي داخل السجن. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 ديسمبر 2009)


أنفلونزا الخنازير في تونس الخطاب المطمئن …في مواجهة وقائع انتشار الفيروس

 


هيكل سلامة   تونس/ الوطن حالة من القلق مازالت تسيطر على تونس والعالم بصفة عامة بسبب الانتشار المستمر الذي يشهده  فيروس أنفلونزا الخنازير، وقبل الحديث عن هذا الوباء لا بد من العودة إلي تسلسل الأحداث، عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية  بداية شهر أفريل الماضي عن وفاة عدد من الأشخاص بأنفلونزا الخنازير وصل عددهم إلى 149 شخصا، ونحو 1600 مصاب بالفيروس، وسرعان ما بدأ الفيروس يطرق باب الولايات المتحدة بعد أيام.  وكما سريان النار في الهشيم، انتقل الفيروس إلى كندا، ومنها إلى نيوزلندا ثمّ واصل الفيروس انتشاره عبر أوروبا.. إلى اسبانيا ومنها إلى البرازيل وانتقل إلى الشرق الأوسط. كل ذلك والجهات الصحية  المعنية بمتابعة هذا المرض في تونس تؤكد أن بلادنا في مأمن من شر هذا الوباء، لكن ذلك الاطمئنان لم يدم طويلا !! فسرعان ما تداولت وسائل الإعلام العربية معلومات جديدة عن وصول المرض إلى الدول العربية، وبدأ يطرق ذلك الفيروس أبواب دول الخليج، وتم تسجيل العديد من الإصابات، في وقت أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية رفع مستوى إنذار مرض أنفلونزا الخنازير إلى الدرجة السادسة ليصبح بذلك أول وباء عالمي في القرن الحادي والعشرين.  في هذه الورقة نحاول رصد وجهات النظر المتباينة، كما نحاول الإجابة عن عدّة تساؤلات يطرحها الشارع التونسي من ذلك هل المرض تحت السيطرة في تونس ؟ كيف انتقلنا من الحديث عن إصابات جاءت من الخارج إلى الحديث عن عدوى داخلية؟ هل كانت الإجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة كافية لمنع انتشار الفيروس بين المواطنين؟ الواضح من ردود أفعال المواطنين أنهم كانوا على يقين بأن الاحتياطات التي أعلن عنها في وسائل الإعلام كفيلة بحماية الفرد من الإصابة بهذا الفيروس ومنها عدم الاقتراب من التجمعات البشرية، والحرص على النظافة والابتعاد عن المصابين المحتملين، لكن فوجئوا بأرقام المصابين ترتفع يوما بعد يوم، وبتواصل غلق عدد من المدارس والمعاهد بالعاصمة وبعدد من المدن داخل البلاد بسبب تسارع انتشار الفيروس في أوساط التلاميذ. وحتى قطاع الرياضة تضرر من هذا الوباء إذ قررت جامعة كرة الطائرة مثلا تأجيل مباراة كانت مقررة يوم السبت الفارط بين فريقي اتحاد قرطاج والسعيدية الرياضية بسبب إصابة أربعة لاعبين من فريق السعيدية بفيروس أنفلونزا الخنازير. ولذلك تبدو الاستعدادات الحالية لمواجهة المرض استعدادات متواضعة إذا ما قورنت باستعدادات الدول الأخرى الموبوءة وما تقوم به وزارة الصحة ليس إلا رد فعل على كل حالة نسمع عنها هنا وهناك فلا توجد فرق طبية متجوّلة في كل مكان ولا نمتلك دراسة كاملة عن الفيروس، حتى أننا لا نعرف إذا ما كان المرض خطيا إلى الدرجة التي يتناولها الإعلام أم لا؟ وكلنا نسمع ونحن صغار أن الوقاية خير من العلاج فأين هي الوقاية يا جهاتنا المسؤولة؟؟؟. أمر آخر لا يقل أهمية عن الوقاية وهو تباين الآراء حول مدى خطورة فيروس أنفلونزا الخنازير الذي بان للكثيرين بأنه مجرّد أنفلونزا خفيفة وغير قاتلة بالنظر إلى الخسائر الناجمة عنه إذ أن حالات الوفاة المسجلة إلى حد الآن عندنا لم يكن السبب المباشر للوفاة فيها أنفلونزا الخنازير، وقد شرعت جهات عديدة في مراجعة إجراءاتها وذلك بالعدول من هنا فصاعدا عن  إغلاق المؤسسات التربوية فقد أحدثت هذه العمليات بلبلة كبرى في المدن والأحياء التي شملها الإغلاق، وعمّت الفوضى المؤسسات التربوية والمستشفيات والعيادات الطبية الخاصة، ووسائل النقل … لقد مثلت فوبيا الأنفلونزا فرصة ذهبية للتلاميذ لمغادرة مقاعد الدراسة والالتحاق بالمقاهي والمشارب فلا حاجة بعد اليوم إلى اصطحاب الولي بعد كل ساعة غياب عن المعهد فيكفي فرك العينين حتى تحمرّ مع التمارض لبعض الثواني حتى يقع إعفاء التلميذ من الحضور بل وإغلاق القسم إذا توفّر في القسم أكثر من ممثلين بارعين… وفي المستشفيات حدث ولا حرج، فإذا حالفك الحظ وكنت من زوّارها في الأيام الفارطة، ترى الجميع يحمل واقيات الأنف أو الأقنعة أو « الكمامات » وينظر إليك نظرة المذنب وتعترضك علامة كبرى »ممر خاص بحاملي الأقنعة » تعوق تقدمك وتمنعك من استشارة الطبيب أو الممرض فالكل مقنّع والكل يهرول ولا أحد في الخدمة !!!.. العديد من مكوّنات المجتمع تقول أن وزارة الصحة تجاوزتها الأحداث، ولم تجد ما تفعله سوى بث ومضات إعلانية في التلفزيون والإذاعات للتأكيد على شروط النظافة الواجب إتباعها، معتبرين أنه من  المؤسف أن يقتصر دور الوزارة على دعوة المواطنين لغسل أيديهم بالصابون. وزارة الصحة اعتمدت في البداية خطابا مطمئنا، بالتأكيد على أن الأدوية والأقنعة متوفرة، وأن اللقاح سيتم استيراده واستعماله بسرعة، وأنه لا خوف على التونسيين من الفيروس، لكن ثبت بعد ذلك أن الأدوية لم تمنع وقوع وفيات، وأن الأقنعة المتوفرة غير مناسبة لهذا النوع من المرض، وأن صلاحيتها لا تتجاوز بضع ساعات، وأنه وقع تأخير في استيراد وتوفير اللقاح. وحتى بعد تسجيل وفيات وارتفاع عدد المصابين، فإن الوزارة لم تقم بأي شيء عدا إصدار البيانات، ووجدنا أن الكثير من الأساتذة والمعلمين في المدارس هم الذين بادروا باتخاذ إجراءات وقائية، فضلا عن إقدام بعض الأولياء الذين هم في حالة رعب على منع أولادهم من ارتياد المدارس خوفا من إصابتهم بالفيروس. كما أن المستشفيات لم تتخذ أي إجراءات، ولم تهيئ أية مرافق لاستقبال المصابين بالمرض، زيادة على أن المخابر التي يمكنها أن تحدد الإصابة بعد تحليل عينات من الدم تابعة للدولة موجودة بالأساس في العاصمة، وهو ما يؤخر اكتشاف المرض بالنسبة للمواطنين القاطنين في مناطق بعيدة، أو يضطرهم إلى التوجه إلى مخابر التحليل الخاصة التي لا يقدر عليها سوى ذوو الدخل الكبير أما عامة الشعب فلا عزاء لهم… !!! على مستوى آخر اشتد الجدل حول لقاح الأنفلونزا وتمتلئ صفحات الجرائد وبعض القنوات الفضائية وآلاف الرسائل الإلكترونية التي تحذر من أخذ اللقاح لاحتوائه على مواد ضارة بالصحة وتسبب أعراض جانبية بعيدة الأثر بالغوا في وصفها وأوقعوا الناس في حيرة من أمرهم خاصة الآباء والأمهات الذين يرسلون أبناءهم إلى المدارس كل يوم وأيديهم على قلوبهم من عواقب انتشار المرض، ماذا يفعل عامة الناس حيال هذه البلبلة؟ لقد تناولت الصحف مؤخرا العديد من تصريحات المسؤولين بوزارة الصحة حول لقاح أنفلونزا الخنازير، وقد أقرت كافة هذه التصريحات بأن هذا اللقاح آمن تماما وله فقط آثار جانبية بسيطة كاحمرار وتهيج طفيف مكان الحقن، كما أكدت هذه التصريحات أن كل ما أثير حول مخاطر هذا اللقاح غير صحيح. وحيث أن هناك جدلا كبيرا حول سلامة هذا اللقاح فإنه من الإنصاف طرح وجهتي النظر المختلفتين ومناقشتهما أمام المواطن الذي أصبح اليوم أكثر وعيا وتثقيفا وإطلاعا بفضل التكنولوجيا المتقدمة.  نحن لا نختلف في أن سلامة الناس  من أولويات المسؤولين في وزارة الصحة وأن كافة القرارات التي تصدرها الوزارة إنما من حرصها على سلامة العامة، إلا أن المواطن يود طرح بعض التساؤلات حتى يتمكن من اتخاذ القرار المناسب حول هذا اللقاح، وتتمثل هذه الأسئلة في الرغبة في معرفة محتويات اللقاح والآثار الجانبية له؟ وما هي فعالية لقاح أنفلونزا الخنازير؟؟ وهل نصاب بأنفلونزا الخنازير بسبب نقص في مكونات اللقاح؟ كل هذه التساؤلات تنتظر منابر حوار أكيدة للرد عليها من طرف أخصائيين حتى يعرف المواطن التونسي جميع التفاصيل عن أنفلونزا الخنازير. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 116 بتاريخ 18 جويلية 2009)  

نحن والآخرون مسار المعارضة ومسار المزايدة والإرباك

 


بقلم: عبد السلام بوعائشة   التزام مبدأ الحق في تناول قضايا المواطن التونسي وجدارته بالحرية السياسية والإعلامية وحقه في عدالة نزيهة وقضاء مستقل وتعددية سياسية فعلية واجب على كل الأحزاب والقوى الوطنية. لا أحد يجادل في هذا الرأي ولا نعتقد أن طرفا سياسيا واحدا في البلاد ينكر على أنصاره التزام هذا المبدأ أو يقبل أن يوجه إليه الاتهام بمعاداة حقوق الإنسان والوطن. موضوع مدى التزام الأحزاب والنخب بهذا المبدأ إذن لا يحسم في مستوى ما يمارسه كل طرف من دعاية سياسية وإعلامية من على المنابر والفضائيات وفي مقالات الرأي الصحفي لأن الواقع يكشف عن أن كل الأحزاب بما فيها الحزب الحاكم وكل النخب بما فيها نخبة الحكم تتبنى في دعايتها وإعلامها ونشاطها السياسي شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الإعلام والصحافة .كل الأحزاب وكل النخب من زاوية الخطاب والدعاية والادعاء تتساوى في هذا وإن تفاوتت إمكانياتها في التعبير والإشهاروالمزايدة. نحن في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وبناء على فهم سياسي عميق للمرحلة التي تمر بها الدولة الوطنية ونظامها السياسي والتحديات العظيمة التي تواجه هويتها وهوية الفضاء القومي العربي الذي يحتضنها وعينا وعيا باكرا بأن موضوع الحرية السياسية والإعلامية في تونس وما يتعلق بهما من قضايا حقوق الإنسان وسيادة قانون وحرية صحافة وإعلام وتعددية سياسية واستقلال قضاء ومشاركة في الحكم ليست – وهذا مهم للغاية- مسألة ادعاء سياسي ومزايدة كلامية في المنابر الإعلامية وتشنجا إديولوجيا منفلتا عن الواقع بل هي قبل كل شيئ  مسألة وعي بمصير وطني وقومي استيقظ فجأة مع نهاية عقد الثمانينات من القرن الماضي على حقيقة مؤلمة لا مناص من مواجهتها لأجل معالجتها.  هذه الحقيقة مفادها أن النظام الدولي الجديد وآلياته الموضوعية يسعى للتوسع في فضاء عجزنا وفشلنا السياسي عبر ملء فراغات وجودنا التاريخي والجغرافي وإحكام السيطرة على ثرواتنا وأسواقنا ومواردنا الاقتصادية وقد سخّرت أطرافه الفاعلة و لا تزال كل إمكانياتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والدعائية والقانونية لتدمير البنية القديمة لدولنا واستحداث بنية جديدة أكثر ارتباطا بمصالحها. ضمن آليات هذا التوسع الدولي ومشاريع أطرافه المتنافسة يتأتّى الاستحقاق الديمقراطي والحقوقي والإنساني الذي يروج له دوليا وبأشكال مختلفة مباشرة  عبر سياسات الدول وغير مباشرة عبر ما يسمى بالمنظمات غير الحكومية وقوى المجتمع المدني.  بناء على هذه المقاربة الشاملة لواقعنا السياسي في بعديه العربي و الدولي  كان خيارنا الوحدوي في التحول الديمقراطي  المطلوب في تونس  خيارا يضع حدا فاصلا بين الاستحقاق الوطني  والاستحقاقات الدولية ويرسي مضامين  جديدة للمعارضة تضع مسألة الوحدة الوطنية واستقلالية القرار ضمن أولوياتها النضالية وتعطي للمعنى الديمقراطي مضمونا اقتصاديا وحضاريا واجتماعيا شاملا يخرج بالخطاب وبالعمل السياسي الوطني  من مضايق التفكير النخبوي الفردي إلى رحاب العمل الشعبي العام ومما لاشك فيه أن هذه المقاربة تجعل الخيار الديمقراطي المطلوب متوقفا حتما على مدى ما يحصل من تفاعل شعبي ناهض وتجاوب حكومي راشد مع الجهد الذاتي الذي تقوم به قوى المعارضة لأن اختزال المطلب الديمقراطي – إن صدق- في مطالب النخب السياسية والثقافية و الهروب نحو الآخر الخارجي طلبا للقوة والحماية و العربدة بخطاب الشكوى والتظلم لا يزيد عن  موقف تأبيد الواقع القائم والمساهمة الجاهلة في تغييب دور الشعب عن المشاركة السياسية الممكنة . هذا التمشي مكّن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي من تحقيق نقلة حقيقية في الوعي السياسي العام بالمسألة الديمقراطية فحرر ذلك الوعي من سلطة النخبة في انتظاراتها الضيقة وأرسى تقاليد جديدة تنظر إلى المستقبل الوطني باعتباره موضوع مراكمة في الجهد الشعبي يبنى لبنة فلبنة ضمن حدود الواقع السياسي والتاريخي  وليس قفزات نخبوية منفلتة عن التاريخ النضالي للشعب.هذا النهج في طلب التغيير الديمقراطي قلنا عنه سابقا انه نهج صعب لما فيه من ولاء لقضايا الناس في شموليتها  ولتاريخ البلاد وخصوصا لما يحمله من وعي بمتطلبات المواجهة مع نظام العولمة وتداعياته الخطيرة على مجمل البناء الوطني لذلك فإن الكثيرين من أدعياء التقدمية والديمقراطية وحقوق الإنسان يهربون من التجاوب مع استحقاقات هذا النهج فيخفون عجزهم السياسي و تطلعاتهم الفردية و تماهيهم مع مشاريع ضرب هوية الشعب وانتظاره الديمقراطي الأصيل الذي يجمع بين السياسي والاقتصادي والاجتماعي وراء شعارات منفلتة وخطاب محنط  لا يزيد – رغم كل ادعاءاته التقدمية والديمقراطية – عن تأبيد واقع الأزمة المجتمعية وإشاعة مناخ الإرباك و الفوضى السياسية والتفكك الداخلي وهو عين ما تحتاجه مشاريع قوى العولمة. بعض أحزاب المعارضة التي تسمي نفسها ديمقراطية وجدية وحقيقية مضافا إليها بعض النتوءات الفردية التي تعمل باسم حقوق الإنسان أو تحت شعارات الوحدة أوالقومية أوالناصرية أو الإسلام وغالبية أسرى الفكر المهجري يمارسون عن غير وعي لدى البعض وبوعي لدى الغالبية دورا تخريبيا داخل الساحة السياسية  بما يشيعونه من قراءات عدمية للواقع وجبهات نضال مغلوطة واتهامات باطلة للمعارضة الوطنية وادعاءات ديمقراطية لا علاقة لها بمطالب عامة الشعب الحقيقية همهم الوحيد تسويق ذوات أحزابهم أو زعاماتهم لدى صناع القرار الخارجي أو الداخلي في غيبة الشعب وعيونه الرقابية ولذلك يحرصون على إدارة معاركهم المطلبية بعيدا عن مقتضيات النضال الممكن سياسيا وإعلاميا وشعبيا ويتمسكون بخطاب المزايدة الذي يختصر الهاجس الوطني في هواجسهم الحزبية والنخبوية المتعالية عن الحقيقة التاريخية التي تمر بها البلاد والأمة العربية.  بين النهج الديمقراطي الشعبي الواعي ونهج الإفلات النخبوي والمزايدة الباطلة على التاريخ والواقع نترفع نحن في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي عن السقوط في المزايدة ونكتفي بدعوة الصادقين من النخب الحزبية والثقافية إلى عدم الانجرار في هذا المسار العبثي من النضال والتحرر من ارتهانات الغرور الذاتي والانتباه إلى أن المشاركة الشعبية في إدارة الشأن العام والتعددية السياسية والحرية الإعلامية وسيادة القانون في ظل الوضع الدولي والعربي الراهن ليست قرارا تتخذه الحكومة بمعزل عن الحراك المجتمعي  بل هي مسار يتشارك فيه الجميع بناء على مقاربة جماعية للواقع وتحدياته الداخلية والخارجية يضفي إلى توافق أدنى يحافظ على المكاسب المتحققة ويسعى لاختصار زمن التخلف التاريخي الذي كشفته فينا آلة العولمة و على رأس هذا التخلف هشاشة الدولة القطرية في مواجهة الاستهدافات الخارجية وضعف الأداء المجتمعي ونخبه السياسية و المثقفة في الحكم وفي المعارضة هذا التوافق على بطء مفاعيله لا نرى مخرجا دون تقدمه ولا نرى سعيا غير محاولة الدفع به نحو آفاق أرحب أما ما عدا ذلك فلا يغدو أن يكون تأبيدا لأزمة الواقع أو رجما بالغيب أو تطهرا نخبويا عاجزا أو تطاولا مع قوى  العولمة ضد مصالح البلاد ومستقبل شعبها. هكذا نرى الوضع السياسي في أحواله ومآلاته …ومن له عينان فليبصر ومن له بصيرة فليفهم. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 116 بتاريخ 18 جويلية 2009)


قراءة في خطاب « معارض »: نحو تجاوز تقليد الردّ وتكريس فعالية الحوار


بقلم: عبد الفتاح كحولي I – مقدمة: تعدّدت في الفترة الأخيرة المقالات التي تشترك في هدف محدّد هو شنّ هجوم على بعض الأحزاب وقياداتها بلغ بعضها درجة السبّاب واتفقت جميعها في عدم استنادها إلى الوقائع الموضوعيّة وارتكازها على تعميم أفكار مسبقة ورؤى جاهزة لا تكلف نفسها عناء متابعة الأحداث في ترتيبها الزمني وما يكشف عنه من دلالات تبرز عدم موضوعية تلك الأفكار والرّؤى كما لا تكلّف نفسها متابعة صحافة تلك الأحزاب وما يصدر فيها من تحاليل ومواقف تلك المتابعة التي قد تقود إلى تغيير الموقف من هذا الحزب أو ذاك. ممّا يؤشر لبروز ظاهرة في الحياة السياسية تستدعي القراءة والتأمل. وسنحاول في هذه الورقة الانطلاق من عيّنة لتحليلها والكشف عن دلالاتها لا لغاية الرّد في ذاته بل لغاية المحاورة والبحث عن أفق ايجابي للكتابة في الشأن السياسي. يتعلق الأمر – هنا – بالمقال الصادر بصحيفة « مواطنون » في عددها 127 بتاريخ 09 ديسمبر 2009. وسنعمد منهجيا إلى تحليل المقال من جهة جهازه المفاهيمي وموضوعاته الرئيسية والأحكام التي يصدرها ما كان مصرّحا به وما كان مسكوتا عنه من أجل الوصول أخيرا إلى قراءته ومحاورته سياسيا. II – في تحليل المقال: 1 – الجهاز المفاهيمي: أ) الموالاة: لم يبرز المفهوم في المقال بهذه الصيغة بل بصيغ أخرى تدلّ عليه فقد جاء فيه « الأحزاب التي تُطلق عليها تسمية الموالية » كما جاء فيه « حتى الموالون تتعرّض صحفهم للحجب » وهو ما يدل على انخراط المقال في تمش ظهر على الساحة السياسية منذ سنوات يرتكز على توزيع الأحزاب السياسية التونسية على محورين وفق الثنائية التقابلية: معارضة/موالاة. وإذا جوّدنا النظر في مفهوم « الموالاة » تبين لنا أنّه من المفاهيم المائعة سياسيا إذ لا يدل في ذاته على هويّة سياسيّة محدّدة بقدر ما يدل على حالة اصطفاف وما ينطبق على « الموالاة » ينطبق على « المعارضة » فهي من المفاهيم التي لا تحمل في ذاتها معنى ايجابيا أو سلبيّا. وإذا عدنا إلى الفضاء السياسي الذي عمّمت فيه هذه المفاهيم حتّى رأت فيها بعض الأحزاب السياسية في تونس استعارة جميلة يمكن أن تشغل الناس في غياب دور عملي على أرض الواقع لتبيّن لنا أن المعارضة والموالاة في السياق اللّبناني قد تبادلت المواقع فمن كان في موقع الموالاة بعد الأزمة السياسية التي تلت اغتيال الحريري صار بعد تشكيل حكومة السنيورة في موقع المعارضة والعكس صحيح. لقد تغيرت المواقع بشكل يدل على أن حالة الاصطفاف لا تحمل في ذاتها دلالة سياسية فما يحدد هوية الأحزاب سياسيا برامجها ورؤاها. فقد انتقلت تلك الأحزاب من الموالاة إلى المعارضة ومن المعارضة إلى الموالاة وهي تحافظ على رؤاها وبرامجها ورؤيتها لحاضر البلاد ومستقبلها وعلى خياراتها الإستراتيجيّة. إن المعارضة لا تعني في ذاتها « شرف الموقف » كما أن الموالاة لا تحمل في ذاتها قبح الموقف ويمكن أن نستدل هنا بالمثال الفينزويلي، فمعارضو « شافيز » لا يمثلون موقفا شريفا بل هم أنصار خيار التبعيّة للولايات المتحدة الأمريكيّة. إن هذه المفاهيم المائعة والضبابيّة لا تعطي صورة واضحة حول خيارات هذا الحزب أو ذاك فالفيصل في الحكم على الأحزاب خلفياتها الفكرية وبرامجها واستراتيجياتها وما تترجم عنه تلك البرامج والرؤى من جهة « تمثيلية المصالح » على ساحة التنافس الإيديولوجي (التعبير عن مصالح فئات اجتماعية محددة). ب) « المعارضة الجديّة »: لقد تواتر استعمال هذه العبارة في المقال المذكور أعلاه ولا شك أن إضافة نعت « الجدّية » إلى « المعارضة » يعبّر عن حيرة فكريّة قد تكون محمودة من جهة كونها تمثل حالة « قلق فكري ايجابي » وتعبيرا عن عدم اطمئنان للمفاهيم المتداولة، إذ لم تعد كلمة « معارضة » كافية في تحديد هويّة ما أو حتى تموقع سياسي واضح فتمت إضافة نعت « الجدية » بحثا عن تحديد أدقّ للذات ورسم خطوط التمايز مع « الآخر » وهذا النعت الذي أضيف يثير إشكاليتين: تتعلّق الأولى بضبط معايير موضوعية للجديّة حتى تقطع مع الاستسهال والمزاجية في إسناد هذه الصّفة التي قد تتحول هي الأخرى إلى محور صراع عقيم. أما الثانية فتتعلق بما توجبه إضافة نعت « الجديّة » إلى صنف من المعارضة من استدعاء ضروري للنقيض فما هو نقيض « المعارضة الجديّة »؟ ت) المعارضة الموالية: تواتر ذكر هذه العبارة في نصّ المقال ولعلّ تواترها هو الجواب على السؤال السابق فبإزاء « المعارضة الجديّة » توجد « المعارضة الموالية ». هذا المفهوم الأخير يقوم على مفارقة فالجمع بين المعارضة والموالاة هو جمع بين المتناقضات والقول بوجود معارضة موالية هو من قبيل القول بالشرّ الخير أو « العدل الظالم » أو « الاستعمار التّحريري ». كما يثير المفهوم من جهة علاقته بنقيضه أسئلة عديدة فهل أن الصّفة « موالية » هي نقيض الصفة « جديّة » ثمّ ألا تستدعي صفة « الموالية » نقيضها « المعارضة » فنكون بإزاء معارضة معارضة في مواجهة معارضة موالية وهذا ما يبدو أكثر غرابة. إنّ الجهاز المفاهيمي للمقال يكشف عن ظاهرتين تتصل الأولى بالاستسهال في استعمال المفاهيم بشكل يجعل المقال غارقا في الغموض. أمّا الثانية فتتصل بحالة الحيرة في ضبط المفاهيم وهذه الحيرة لا تمثل عاملا سلبيا بل هي ظاهرة ايجابية على صعيد الفكر فالأحزاب التي لا يدرجها صاحب المقال في دائرة « المعارضة الجديّة » يحاول تحديد هويتها متنقلا بين مفهوم « الموالاة » ومفهوم « المعارضة المُوالية » وهذه الحيرة قد تدفع إلى مزيد من البحث في هويتها. 2 الموضوعات (Les Thèmes): لا شك أن المقال تضمّن موضوعات عديدة بعضها من طبيعة مختلفة ولذلك ستركز النظر على ما هو أهمّ من جهة علاقته بمقاصد الكتابة ولعلّ الموضوعية التي سيطرت على المقال هي  «  »الالتقاء » بين « المعارضة » و »الموالاة » في الكثير من الملفات والمطالب » » وقد اكتشف صاحب المقال هذا الالتقاء بمناسبة اطلاعه على النقاش الذي دار مؤخرا في مجلس النواب والحال أنّ الكثير ممّا ذكره نشر في صحافة الأحزاب وفي مختلف إصداراتها منذ زمن بعيد وإذا كان صاحب المقال قد اكتشف بشيء من الدهشة المضامين السياسية التي تعرضها الأحزاب فإنّ هذا الاكتشاف المتأخر في الزمن هو دليل آخر على أن الكثير من المواقف التعميمية ذات الطابع السّجالي التي تصدر عن هذا الطرف أو ذاك إن هي إلاّ نتيجة طبيعية لعدم اطلاع هؤلاء على صحافة الأحزاب وعدم متابعتهم الدقيقة للساحة السياسيّة وعلى أية حال فإننا نعتبر هذا الاطلاع المتأخر على ما تعرضه الأحزاب السياسية من أفكار ومطالب خطوة ايجابية يُطلب تعزيزها من أجل الرقي  بالخطاب السيّاسي وتحسين شروط النّقاش العام حول الإشكاليات السياسية الحقيقية والقطع مع الخطاب التبسيطي (Discours Simpliste) الذي يساهم في تزييف الوعي وتأجيل تبلور فكر سياسي منتج. 3) في الأحكام والمواقف: صدرت عن المقال أحكام ومواقف عديدة سنحاول تأمل بعضها للكشف عن الخلفيات المتحكمّة في إنتاجها: – يقول صاحب المقال: « إنّ المعارضة الجديّة لم تتحصل سوى على مقعدين » وهو يقصد بطبيعة الحال المقعدين اللّذين تحصلت عليهما حركة التّجديد لكنّه يتحدث في موضع آخر عن « نواب لم يكن ليصلوا إلى مقاعد البرلمان لو لم يحظوا برضا السّلطة ». هذا الحكمان يثيران إشكاليات حقيقية فإذا كان النواب قد زكتهم السّلطة  فهل أن ذلك يشمل الجميع بما في ذلك نائبا حركة التّجديد بكلّ ما يعنيه ذلك من تشكيك في صدقيّة أحد أطراف « المعارضة الجديّة » أم أن صاحب المقال يستثني نائبي التجديد من هذا الحكم بما يعنيه ذلك من عدم حصولهم على تزكية من السلطة ومن قدرة ذاتية لحركة التجديد على الحضور الدائم في البرلمان في مختلف المحطّات الانتخابية. إن هذا يعني أن حركة التجديد المنتمية إلى « المعارضة الجديّة » والتي تحصلت على مقاعد في البرلمان بكدّ يمينها هي الطرف الوحيد الوازن من بين أحزاب « المعارضة الجديّة » وأن البقيّة لا وزن لهم والدليل أنهم لم يدخلوا البرلمان رغم وجود إمكانية لدخوله دون تزكية السّلطة فأي الاحتمالين ترجّح؟ هل أنّ حركة التجديد هي الوحيدة صاحبة الإشعاع والاقتدار من بين أطراف المعارضة الجديّة بما يلغي الحديث عن مؤامرة منعت بقية الأطراف من دخول البرلمان أم أن حركة التجديد تحظى بتزكية من السلطة بما يثير أسئلة كثيرة حول صدقيّة هذا التّحالف. – يقول صاحب المقال: « كيف نفسّر حصول حزب لم يمرّ على تأسيسه سوى سنة واحدة على عديد المقاعد في حين لا يصل أيّ نائب عن أحزاب لها من الحضور أكثر من عشرين سنة ». إن هذا القول غير دقيق في مستوى تقديم المعلومة للقارئ فهذا  الحزب المقصود مرّ على تأسيسه أكثر من سنة وأحد الأحزاب التي لم تتحصل على مقاعد في البرلمان ليس له من الحضور أكثر من عشرين سنة هذا من جهة دقة المعلومة أمّا من جهة ما يسكت عنه هذا القول فهو أكثر خطورة فعندما يذكر صاحب المقال أنه لم يصل أي نائب عن أحزاب لها من الحضور أكثر من عشرين سنة فإنه يلغي بذلك أغلب الأحزاب التونسية ويجرّدها من صفة الحزبية بما في ذلك حركة التجديد التي يعتبرها صاحب المقال من مكوّنات « المعارضة الجديّة ». لقد وصل نواب عديدون عن أحزاب لها من الحضور أكثر من عشرين سنة فهل أن « النفي » مجرّد خطأ في المعلومة أم هو « نفي إيديولوجي » لا يعترف بمقتضاه صاحب المقال بحزبيّة تلك الأحزاب؟ – جاء في المقال « إن الملفات التي طرحت، بقطع النظر عن جديّة الطرح من عدمه هي نفسها التي تطرحها المعارضة « المعارضة الجديّة ». إن هذا الإقرار يعبّر في ذاته عن تطوّر لافت في الموقف من « الموالاة » أو « المعارضة الموالية » كما يقول كاتب المقال فالاعتراف بجديّة الملفات التي تطرحها هذه الأحزاب خطوة على الطريق الصّحيح نحو النّزاهة الفكريّة والسيّاسية خاصة أن صاحب المقال قد قطع النظر عن جديّة الطرح من عدمه ولعلّه يدرك أن البتّ في شأن هذه الجديّة أمر ليس على غاية من اليُسر وأن الحكم على جديّة أي طرف عملية معقدّة إذا رمنا النزاهة لذلك لم يحكم على جديّة « المعارضة الموالية » سلبا أو إيجابا وتجنب الخوض في المسألة ولم يكتف بغضّ النظر بل « قطعه قطعا » ومن حق أي طرف نزيه أن يتجنب التسرّع في إصدار الأحكام. لا شك أن المواقف المصرّح بها في المقال تثير إشكاليات عديدة وتخفي مواقف وأحكاما غير مصرّح بها حتى أنّنا لا نكاد نعثر على موقف واضح من الأحزاب الحليفة وغير الحليفة إذا رمنا إقامة علاقة تأويلية بين المصرّح به والمسكوت عنه. III – الأسئلة السياسية للنصّ: لا نقصد هنا الأسئلة التي أثارها النصّ تصريحا بل الأسئلة المتولّدة عن قراءتنا له ويمكن تلخيصها في ما يلي: 1 – ينخرط النصّ في التداول التقليدي للثنائية الاحتزابية: المعارضة/الموالاة رغم ما أشرنا إليه من استسهال في توظيف المفاهيم وحيرة ايجابية. هذه الثنائية كرّستها بعض الأحزاب وعملت على تعميمها باعتبارها العنوان الأبرز للفعل السياسي منذ سنوات ليست بالبعيدة وهنا يحق أن نتساءل لماذا برزت هذه الثنائية بشكل لافت في هذا السياق التاريخي بالذات هل هي مؤسسة بصفة موضوعية على حالة من الانقسام السياسي الحادّ بين معسكرين لهما عمق شعبي كبير بما يوحي أن أحد طرفي المعادلة وهو « المعارضة » قد بلغت درجة من التعبئة تضعها أمام تحقيق مكاسب تاريخية كبرى تحتم عليها مواجهة « الموالاة » أم أن تداول هذا المفهوم مؤسس على عوامل أخرى لا علاقة لها بوقائع حقيقية بقدر ما هو اختلاق لوقائع له مقاصده وغاياته. 2 – يكشف النص عن إرادة واضحة في احتكار صفة المعارضة وهذه الإدارة تتجاوز النص وصاحبه إلى الواقع العملي ذاته فالأحزاب التي تسمّى نفسها « المعارضة » أو « المعارضة الحقيقية » أو « المعارضة الجديّة » تصرّ على احتكار صفة المعارضة بل إن بعضها ينافس بعضا من أجل الظهور بمظهر الأكثر « قصووية » في المعارضة. ولا شك أن مسعى الاحتكار يثير منطقيا أسئلة عديدة فهل أن هذا الاحتكار هو لمجرّد حيازة « شرف المعارضة » أمام شعب لم يضع بعد في أولوياته ومهامه العاجلة المطلب الديمقراطي؟ وهل يعقل أن تكون هذه  حقيقة الصورة؟ وإذا كان الاحتكار في معناه العام يرتبط بتحقيق منفعة ما فما هي المنفعة التي يرجوها هؤلاء من احتكار المعارضة؟ لا شك أنّ الكثير من الحيرة تنتاب أي ملاحظ أمام الإصرار الكبير على احتكار صفة المعارضة بشكل يتنافى مع بديهيات العمل السياسي الذي يسعى إلى البحث عن نقاط التقاطع والالتقاء. 3 – لماذا لا تكلف  » المعارضة الجديّة » نفسها عناء متابعة ما يصدر عن الأحزاب الأخرى حتّى لا تخطئ في التقويم وحتّى لا تتأخر في الكشف عن نقاط الالتقاء كما حصل لصاحب المقال أم أنها تتابع ولكنها تغمض العين عن وقائع ناطقة بذاتها لغايات محدّدة؟ 4 – هل يساهم خطاب « المعارضة الجديّة » في إنضاج الساحة السياسية وتسريع وتائر التقدم على مسار الدمقرطة أم إنه يمثل عائقا آخر؟ وهل وعت هذه الأحزاب أن السياسة أكثر تعقيدا من إنتاج الخطابات الحالمة أم أنها لم تعِ بعدُ؟ 5 – هل من معنى لجديّة لا أثر لها في الواقع ولا يتجاوز حضورها مستوى « البيان » إن الكثير من الوعود قد أطلقت والكثير من المهمات طرحتها هذه « المعارضة » بلغت حدّ الحديث عن مجلس تأسيسي جديد يضع دستورا لجمهورية ديمقراطية فهل هذه جديّة أم ترف خطاب؟ VI – من الحيرة إلى الحوار: لا شك أن صاحب المقال قد أثار أسئلة عديدة منها ما هو مصرّح به ومنها ما هو مضمر وقد عبّرت في جملتها عن حيرة ما ترجمت عن نفسها في سؤال واضح لماذا يُقبل بعض الكلام من أحزاب ولا يقبل من أخرى وهو سؤال على بساطته مهمّ وقد تتطلب الإجابة عليه البحث في إشكاليات عديدة تهم المجال السياسي التونسي ودرجة النضج التي بلغها مختلف الفاعلين. وإذا أضفنا إلى حيرة صاحب المقال حيرتنا التي عبّرنا عنها من خلال أسئلتنا التي نتشبث بحقنا في إثارتها قدر احترامنا لأسئلة غيرنا فإنّه من التقاء الحيرتين حول مسعى البحث عن « الحقيقة » و »النزاهة » والجديّة » قد ينشأ حوار مثمر، حوار عقلاء. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 116 بتاريخ 18 جويلية 2009)  


الاهتمام بالسّياسة بين الخشية واللاّمبالاة: حتّى نعيد الشّأن السّياسي إلى دائرة اهتمام النّاس

 


  بقلم: محمد رضا سويسي   من اللقطات الّتي لفتت انتباهي أثناء متابعة التّغطية الّتي تبثّها القناة التلفزيّة التّونسيّة موسميّا عند انطلاق مجلس النّواب في مناقشة ميزانيّة البلاد مداخلة لشابّ نائب تجمّعيّ ردّ بحزم وجزم على من « يدّعون » أنّ الشّباب يعيش حالة من العزوف عن المشاركة في الشّأن السّياسي والشّأن العام مشيدا بالنّسب العالية لمشاركة الشّباب في هذا الشّأن مرتكزا في حديثه على عدد من المعطيات كالاستشارة الّتي سبقت إعلان ميثاق الشّباب ـ الّذي كان لنا فيه رأي نشرناه سابقا على أعمدة هذه الجريدة ـ .    إنّ خطاب هذا النّائب الشّاب ليس في الحقيقة معزولا عن الخطاب الرّسمي لكلّ من الحكومة والحزب الحاكم بل هو جزء منها حيث لم يكفّ كلّ من الحكومة و الحزب الحاكم عن التّرويج لهذا الخطاب والدّعاية له في مختلف وسائل الإعلام وعند كلّ مناسبة سياسيّة ووطنيّة بل إنّ هذا الخطاب يُعتبر من جوهر خطاب الاستقطاب عندهما داخليّا وخارجيّا. لكنّ هذا الخطاب أصبح يحتاج إلى وقفة تأمّل وتحليل لما له من مساس بمستقبل البلاد والعباد الّذي نعتبر أنفسنا كأفراد وكأطراف شركاء في صياغته كما نحن شركاء في تحمّل تبعاته وانعكاساته. فإذا كان المقصود بالمشاركة هنا ذلك الحضور المناسباتي والقائم على صيغ مختلفة من التّرغيب ودغدغة النزعة المصلحيّة عند شباب لا يزال يتحسّس طريقه ويحاول تحقيق طموحاته المتزايدة والّتي يغذّيها أكثر فأكثر القصف الإعلامي الوافد لنا عبر الفضائيّات وعبر أنماط العيش والاستهلاك الغريبة الّتي تجتاحنا، أو القائم أحيانا على صيغ من الإلزام وقد كنّا كتبنا في حينه عن ظاهرة إمضاء التلاميذ على الميثاق دون حتّى قراءته فأنّ مشاركة بهذا الشّكل لا يمكن أن تمثّل أيّ إضافة نوعيّة للحياة السّياسيّة الوطنيّة بل إنّها قد تلعب دورا عكسيّا بحيث أنّها قد لا تزيد المتابعين إلاّ نفورا بينما تزجّ بالفاعلين في متاهات الانحراف بالفعل السّياسي عن مناهجه وأهدافه الحقيقيّة. إنّ كل حديث في الشّأن العام مهما كان سطحيّا أو جزئيّا أو بسيطا هو في نهاية المطاف حديث في السياسة فالحديث عن ارتفاع بعض الأسعار والتمسّك بعدم تخفيض بعضها رغم انهيارها في السوق العالميّة هو حديث في السّياسة من بوّابة الاقتصاد كما أنّ الحديث عن الأجور والتغطية الاجتماعية والتّأمين على المرض هو حديث في السّياسة من مدخل الشّأن الاجتماعي وكذلك الحديث في الملفّات التّربويّة والثّقافيّة والإعلاميّة والرّياضيّة والعمرانيّة وغيرها فكلها في نهاية الأمر – في مستوى دراستها وتمويلها وتنفيذها- إنّما تخضع لتوجّهات السّلطة السّياسيّة واختياراتها وتوجّهاتها فضلا عن كونها مضمّنة في صلب أبسط وأقدم تعريف للسياسة أي التعريف اللغوي القائل بأنّ سياسة أمور النّاس هي إدارة شؤونهم والإشراف على حسن سيرها أيّا كانت هذه الشّؤون. إنّ وقوفنا في حدود هذا التّعريف للسّياسة يجعلنا ننتهي إلى نتيجة أنّ الشعب في تونس بأكمله هو شعب يخوض في الشّأن السّياسي بلا استثناء تقريبا فحيث ما حللت بمقهى أو بقطار أو بمحل تجاري أو بإدارة عموميّة فضلا عن حديث البيوت إلاّ وكان الحديث في تلك الشّؤون قائما وبخطاب ومعاني في غاية العمق أحيانا بما يكشف عن درجات متفاوتة من الفهم والإدراك لما يجري بل بأبعاد استشرافيّة أحيانا.    لكنّ هذا الحديث لم يجد طريقه يوما إلى أن يصبح حديثا مهيكلا في مؤسّسات متلائمة مع طبيعته سواء كانت هذه المؤسّسات أحزابا أو منظّمات أو جمعيات مدنيّة إلاّ في حدود دنيا وبما لا يكفي لتأطير نسبة محترمة من أبناء الشّعب وأخذ آرائهم ومواقفهم وتبليغها. وهنا تكمن المفارقة وربّما التّناقض إذ بينما نجد حضورا قانونيّا لعدد محترم من الأحزاب متعدّدة التّوجّهات من اللبرالي إلى اليساري إلى الوحدوي إلى البيئي  وفي نفس الوقت نجد تمثيلا منظّماتيّا لمختلف القطاعات المهنيّة مع تضخّم ظاهر للعيان في عدد الجمعيّات الّتي تجاوزت العد بالمئات إلى الآلاف فإنّنا نجد بالمقابل شكوى من عديد الأطراف وخاصّة من النّخب الثّقافيّة « المستقلّة عن خيارات السّلطة » من فقر في المؤسّسات والأطر القادرة على استيعابهم واستيعاب أفكارهم وتوجّهاتهم كما نجد أنّ أغلب أبناء الشّعب يعيشون حالة من الاستقالة الحقيقيّة عن الفعل السّياسي والمدني إذ حتّى من انخرط شكليّا في أحد الهياكل الحزبيّة وهنا نقصد خاصّة الحزب الحاكم فانّ ذلك غالبا ما يكون انخراطا شكليّا لأسباب عديدة دون مشاركة حقيقيّة في الفعل السّياسي وكذلك الشّأن  بالنسبة للانخراط أو المساهمة في الجمعيّات والمنظّمات المهنيّة إذ لا يعني اقتناء بطاقة انخراط بالضرورة انخراطا فعليا مشاركة ايجابيّة في النّشاط . بل إن بعض المنخرطين في بعض الهيئات والمنظّمات هم أوّل من يتوجّه بالنّقد والتشكيك إلى منظّماتهم وذلك فيما أصبح يتجاوز القدرة على الحركة والفعل الايجابي ليطال هذا النّقد حتّى مصداقيّة و »نظافة » هذه المنظّمات والقائمين عليها وهو ما يزيد في تعميق أزمة المشاركة السياسيّة والمدنيّة إذ أصبحت عمليّة فرز المواقف والآراء أكثر صعوبة وتعقيدا حيث أنّ عمليّة الانخراط في هيكل معيّن لم تعد تعكس انتماء حقيقيّا واستعدادا فعليّا للفعل والحركة في صلب ذلك الهيكل. كما أنّ التّداخل في مهام هذه الهياكل حسب طبيعتها واختصاصها مثل عنصرا إضافيّا في تعميق هذه « الأزمة » فنجد منظّمة مهنيّة تقوم مقام حزب أو جبهة أحزاب بينما نجد جمعيات يُفترض أنّها مدنيّة ومستقلّة – أي غير حكوميّة بالمصطلح المتداول عالميّا تتحوّل إلى رديف لحزب ومساند أعمى لكل ما يصدر عنه بينما نجد الأحزاب عاجزة على القيام بدورها السّياسي والوطني الّذي يُفترض أنّه أكثر الأدوار اتّساعا وشمولا لكلّ جوانب الحياة واهتماماتها. كما أنّ تفشّي ظاهرة الانتداب والتّشغيل على قاعدة ثابتة من الولاء أو على الأقل السلبيّة في التّعاطي مع الشّأن السّياسي قد أصبح عنصرا فاعلا في خلق حالة من السّلبية السّياسيّة لدى الشّباب وصفة السّلبية هذه لا تعني فقط أولئك الّذين ينفرون من العمل السياسي ومن الاهتمام المنظّم والمهيكل بالشّأن العام طمعا في موطن شغل قار يحفظ كرامته ومستقبله بل إنّه يشمل حتّى الّذين اختاروا التظلّل بظلّ الحزب الحاكم دون اقتناع حقيقيّ بأطروحاته أو استعداد فعلي للنشاط في صلبه وإنما اعتمدوه فقط غطاء للمرور إلى مركز في سوق الشغل ومكانة في المجتمع وفق تصوّره ومقاييسه. إنّ الاستمرار في توصيف مختلف مظاهر الأزمة وعوائق التّنمية السّياسيّة من الأمور الّتي يمكن أن تطول إلى ما لا نهاية حسب درجة التعمّق والتّدقيق في التّوصيف، لكنّ  الأهمّ من كلّ ذلك هو السّعي لتدارك هذا الوضع بإعادة البريق والاعتبار للمشاركة السّياسيّة بعيدا عن أي شعور بالخشية من أي تبعات أمنيّة أو مهنيّة لهذه المشاركة مع لمس حقيقيّ لنتائج هذه المشاركة في مختلف الميادين والمجالات فيكون للاستشارات معناها الحقيقيّ من حيث توسيع دائرتها لتشمل مختلف الآراء والتّوجّهات الوطنيّة وكذلك من حيث الأخذ بنتائجها في وضع البرامج والخطط المستقبليّة كما تكون الفضاءات العموميّة الثّقافيّة والسيّاسيّة والبلديّة والتّربويّة  مفتوحة أمام الجميع بنفس الدّرجة فضلا عن توسيع مجالات وفضاءات الحوار الوطني وهيكلة هذا الحوار من خلال مجلس أعلى للحوار الوطني وجعل نتائج هذا الحوار ملزمة للجميع بما يعطي للديمقراطيّة معناها الأعمق فتتجاوز الشكليات الاستشاريّة والانتخابيّة وان كانت في حد ذاتها هامّة إلى بُعد آخر أعمق هو المشاركة الفاعلة في صياغة القرار وتحديد الخيار بما يعمّق بدوره درجة المسؤوليّة والشعور بايجابيّة الحضور والمساهمة في مختلف مظاهر ومشاغل الشّأن الوطني على قاعدة التّساوي في « الثّقل السّياسي » والمساواة في المواطنة وفي القيمة والدّور الوطني أفرادا وهياكل وأحزابا.  
(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 116 بتاريخ 18 جويلية 2009)

ديسمبر 18، 2009 بمناسبة اعتراف قتلة حشاد في شريط الجزيرة « اغتيال حشاد »:

من أجل حملة شعبية صادقة لمحاكمة قتلة حشاد


بثت قناة « الجزيرة الوثائقية » شريطا بعنوان « اغتيال فرحات حشاد » في 18 ديسمبر 2009. الشريط الذي كنت أتمنى أن تنتجه و تعرضه قناة تونسية كان عملا تلفزيا توثيقيا يحتاجه التونسيون في سياق استمرار التأسيس لتاريخ بديل عن التاريخ الفردي للزعيم الأوحد (بورقيبة) ليس في الاطار الاكاديمي (و هو الأمر الذي بدأ يحصل منذ عشريتين) فحسب بل أيضا في اطار الرأي العام. رابط للفيديو.. اشكر الصديق « برباش » لمساعدته على تسجيل و تحميل الشريط رابط لفيديو الشريط الوثائقي http://vimeo.com/8271296   الشريط لم يكن بذات الجودة التقنية التي ميزت الشريط الوثائقي الذي تم إنجازه من قبل قناة « العربية » حول الحبيب بورقيبة. لكنه توفر على شهادات و مساهمات قيمة سواء من الشهود المعاصرين للاحداث (زوجة حشاد، أحمد بن صالح، مصطفى الفيلالي…) و أيضا بعض الاصدقاء و الزملاء من الباحثين (عدنان منصر، محمد ضيف الله، عميرة الصغير، لطفي زيتون…) الذين قدموا تلخيصا لما توصلت إليه البحوث في خصوص مسيرة شهيد الحركة النقابية. غير أن أهم إضافة للشريط الوثائقي هي توفره على شهادة شفوية مباشرة من أحد العناصر المؤسسة لمنظمة « اليد الحمراء » المجرم أنطوان ميليرو و الذي قدم اعترافات مفصلة ليس في علاقة بدور هذه المنظمة في عملية الاغتيال (فذلك أمر معروف) لكن الأهم هو العلاقة الوثيقة بينها و بين السلطات الفرنسية. علاقة تصل على ما يبدو إلى مستوى الفصيل الارهابي الذي يتمتع بغطاء و حماية رسميتين من السلطات الاستعمارية. و كان ميليرو الذي أصدر كتابا سنة 1997 حول علاقة « اليد الحمراء » بالسلطات الفرنسية و هو في ذاته وثيقة يجب أن تضاف للوثيقة الشفوية الصادرة في هذا الشريط (أنظر أسفله بالنسبة لقائمة من الكتب التي تحتوي على مذكرات عن تاريخ « اليد الحمراء »). لم يكتف المجرم ميليرو بذلك بل عبر بكل وقاحة عن اقتناعه الكامل بجدوى عملية الاغتيال الارهابية بل و استعداده لتكراراها إن لزم الأمر. بما يعكس شعور هؤلاء المجرمين بحصانة أبدية و بما يعبر عن استمرار ذهنية الاحتقار الاستعمارية و هو الألأمر الذي لا يعبر عن الماضي بل عن وضع حاضر. إن المزايدات الراهنة في علاقة بطلب الاعتذار من فرنسا على احتلالها لتونس و خاصة تسييس هذا الملف في سياق حسابات ظرفية لا يجب أن يعني بأي شكل من الأشكال فسخا لحق التونسيين و حق تونس في طلب الاعتذار. إذ لا يمكن بناء علاقات صحية بين تونس و فرنسا بدون تصفية هذه الرواسب العالقة بين البلدين. هذا عدى السوابق المختلفة دوليا (المحرقة و « اللاسامية »، العبودية، الاعتذار الايطالي مؤخرا لليبيا، « السكان الأصليين » في الولايات المتحدة…) في عشرات السنين الاخيرة التي تضمنت اعتذارات رمزية و محاكمات متأخرة في سياق تثبيت قيم العدالة و ليس في سياق معاني « الثأر » أو غيره مثلما أراد بعض الفرنكفوليين تصوير الأمر في سياق الجدال المبتور الذي تم في الأشهر الأخيرة حول هذا الموضوع و عليه و حتى لا يتم إفراغ هذه القضية من محتواها و حتى يفتك المجتمع المدني المبادرة من أي أطراف ترغب في توظيف قضية وطنية جامعة مثملما هي قضية طلب الاعتذار من الاحتلال الفرنسي في سياقات سياسية ضيقة أقترح ما يلي: أولا، إطلاق حملة تستهدف محاكمة مجرمي « اليد الحمراء » بما في ذلك ميليرو سواء على الاراضي الفرنسية أو من خلال محاكمة شعبية رمزية على الأراضي التونسية. هذا يستدعي عملا شعبيا و مدنيا تونسيا من المفضل أن تقوم به المنظمة النقابية من حيث التأطير و الدعم المادي و المعنوي. ثانيا، إطلاق حملة شعبية و مدنية لمطالبة الحكومة الفرنسية بفتح ملف الاغتيال في اتجاه الكشف عن أسماء المشرفين السياسيين على العملية. ثالثا، الضغط من أجل تجريم الخطاب الداعي للكراهية على أساس التجربة الاستعمارية، إذ أن أي تمجيد للارهاب الاستعماري و بالتحديد لعمليات تصفية رموز وطنية (الهادي شاكر مثلا و أيضا عبد الرحمان مامي و غيرهما) يجب أن يتم اعتباره بنفس مرتبة الخطاب المحرض على الكراهية. رابعا، مطالبة المنظمة النقابية بتأسيس مشروع بحثي خاص بحشاد يستهدف توفير كل الوسائل لإنجاز دراسة و تحقيق مفصل من قبل الباحثين التونسيين حول مسيرة حشاد، و يكون ذلك الاطار الأكاديمي و التوثيقي المركزي لكل الدراسات الخاصة بحشاد بالرغم أنه ليس شخصا مقدسا بكل تأكيد لكن كان و لازال فرحات حشاد ربما الشخص الوحيد في تاريخ تونس المعاصر الذي يوجد إجماع حول رمزيته و احتراما يكاد يكون مطلقا لسيرته السياسية و النقابية. فليكن أيضا كذلك في هذا الاطار المصدر: موقع طارق الكحلاوي  http://tareknightlife.blogspot.com/2009/12/blog-post_18.html  


قانون مالية 2010 يحمي جزءا هامّا من الميزانيّة من المراقبة والحساب


حرر من قبل التحرير نظر مجلس المستشارين في اجتماعه يوم الإربعاء 16 ديسمبر مشروع قانون المالية لسنة 2010 وخاصّة منها اعتمادات وزارات التجهيز والإسكان، والسياحة، والنقل، ووزارة تكنولوجيات الاتصال والمعلومات.  هذه الأخيرة خَصّصت لها الميزانيّة اعتمادا يقدّر ب140,849 مليون دينار مقابل 112,567 مليون دينار بالنسبة للسنة المنقضية. وقد خُصّص من هذه الاعتمادات 13,793 مليون دينار كميزانية تصرّف و 7,056 مليون دينار مصاريف تطوير، في حين ذهب الشقّ الأكبر أي ما يعادل 120 مليون دينار إلى ميزانية المصاريف الخاصّة التي لا تخضع للمراقبة المالية للهيئات المختصّة ولا للمحاسبة من قبل البرلمان.  جدير بالذّكر أن مشروع قانون المالية المذكور خصّص بنفس عنوان المصاريف الخاصّة مبلغ 164 مليون دينار بالنسبة لوزارة التجهيز، ومبلغ 18 مليون دينار لوزارة السياحة. ويرى الملاحظون أنّ عنوان المصاريف الخاصّة بالنسبة لوزارتي تكنولوجيات الاتصال ووزارة التجهيز خاصّة ليست إلاّ غطاء لمصاريف السلطة في مراقبة وملاحقة النشطاء والمعارضين، والتي ترغب في إبقائها بمنأى عن كلّ محاسبة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 17 ديسمبر 2009)  


بعد مناقشات الميزانية البطالة… الإعلام والعلاقات الخارجية في الواجهة

تونس ـ الصباح اختتمت مناقشات مشروع الحكومة لميزانية عام 2010 بعد أن صادق مجلس المستشارين على ميزانيات مؤسسة رئاسة الجمهورية والمجلسين النيابيين وكل الوزارت..  بعد سلسلة من المناقشات الماراطونية في مستوى اللجان والجلسة العامة في مجلسي النواب والمستشارين برئاسة السيدين فؤاد المبزع وعبد الله القلال.. في جلسات شارك فيها كل أعضاء الحكومة بالتداول.. وحضر بعضها السيدان محمد الغنوشي الوزير الاول وعبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.. وعدد من قيادات الاحزاب والاطراف الاجتماعية والشخصيات الوطنية البارزة.. فماهي الحصيلة السياسية لـ«ماراطون« الاجتماعات والمناقشات في مستوى اللجان المختصة والجلسات العامة للمجلسين النيابيين؟ من خلال متابعة سلسلة تقارير اللجان التي لخصت مناقشات السادة أعضاء الحكومة مع اعضاء المجلسين.. وسلسلة التدخلات في الجلسات العامة يتضح أن كثيرا من النواب والمستشارين أعربوا عن انشغال خاص بمجموعة من الملفات من بينها بالخصوص البطالة.. والمشاكل التي تشغل الشباب.. ومضاعفات الازمة الاقتصادية العالمية.. وتطوير واقع الاعلام الوطني وصورة تونس في الخارج.. ومستجدات علاقات تونس الاقليمية والدولية.. ودورالمجتمع المدني والديبلوماسية الموازية في المرحلة القادمة في تطوير إشعاع تونس دوليا.. المؤشرات الاقتصادية.. والاجتماعية وقد عبرت بعض المداخلات في المجلسين عن تخوفات من تطور المشهد الاقتصادي.. ودعوا إلى »مزيد من الشفافية« في التعامل مع ملفات الاستثمار والخدمات.. وقد عبر بعضهم ـ مثل المستشار والخبير الاقتصادي والجامعي السيد عبد الستار قريسة ـ عن »تخوفاتهم من مضاعفات الازمة الاقتصادية على تونس ـ ومن تراكم بعض الظواهر السلبية.«. فيما نبه عدد من النواب والمستشارين وممثلي المعارضة من معضلات البطالة والفقر.. خاصة في بعض المناطق الغربية وفي الجنوب.. مثلما جاء على لسان المستشار السيد محمد حرمل الرئيس الشرفي لحركة التجديد والنائب طارق الشعبوني ممثل نفس الحركة في مجلس النواب وثلة من النواب والمستشارين من أحزاب الاتحاد الوحدوي الديمقراطي والوحدة الشعبية والديمقراطيين الاشتراكيين.. تطمينات لرجال الاعمال والنقابات والاحزاب وقد تفاعل خطاب الحكومة مع مشاغل النواب والمستشارين مثلما جاء في كلمات السادة محمد الغنوشي الوزير الاول ومحمد الرشيد كشيش وزير المالية ومحمد النوري الجويني وزيرالتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي وخليل العجيمي وزير السياحة.. ومن بين المؤشرات الايجابية حسب البعض توقعات بتحقيق نسب نمو »معقولة« العام القادم.. رغم مضاعفات الازمة العالمية.. واستعدادا لكل الفرضيات فقد وقع الترفيع في ميزانية الدولة بنسبة 6،6 بالمائة. مقارنة بميزانية العام الحالي أي بـ18335 مليون دينار عام 2010 مقابل 17206م.د هذا العام. ومن بين العناصر المطمئنة حسب الوزيرالاول وأعضاء الحكومة أن 77 بالمائة من موارد الميزانية من »موارد ذاتية« ـ أي بـ14166 مليون دينار.. مقابل 23 بالمائة فقط من موارد اقتراض بمبلغ 4169 مليون دينار. وتعتمد هذه التقديرات بالخصوص على النتائج المحتملة لسنة 2009 وتطور مختلف المؤشرات الاقتصادية لسنتي 2009 و2010 خصوصا في ما يتعلق بالنمو على التوالي بـ3 بالمائة و4 بالمائة بالاسعار القارة وتطور واردات السلع الموجهة للسوق الداخلية بالنظام الداخلي من ناحية وادراج مداخيل بعنوان عمليات التخصيص وتعبئة هبات خارجية من ناحية اخرى. وقد وقع حصر عجز الميزانية دون التخصيص والهبات في حدود 6،3 بالمائة من الناتج. »مرحلة اقتصادية وسياسية جديدة« واعتبر وزير المالية السيد محمد الرشيد كشيش ونواب ومستشارون من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي أن من بين المؤشرات الايجابية أن قانون المالية لسنة 2010 ـ الذي يعد 56 فصلا ـ تضمن اجراءات »مهمة جدا لدفع الاستثمار وتعزيز مواطن الشغل واجراءات لدعم القدرة التنافسية للمؤسسة والتشجيع على التصدير واجراءات ذات طابع اجتماعي واجراءات لمواصلة الاصلاح الجبائي وتحسين نسبة الاستخلاص«. واعتبر وزير المالية في كلمته في مجلس المستشارين أن بلادنا »تقبل على مرحلة جديدة من مسيرتها السياسية والتنموية بكل ثقة وعزم وطموح مستندة في ذلك الى الاجماع الوطني الواسع حول سيادة الرئيس والى انخراط كافة شرائح المجتمع وفئاته في برنامج سيادته المستقبلي«. السياسة الخارجية ملفات السياسة الخارجية كانت بدورها في صدارة اهتمام النواب والمستشارين.. مثلما كشفته تقارير اللجان والجلسات العامة في المجلسين وردود وزير الخارجية السيد عبد الوهاب عبد الله.. ومن بين أهم الفقرات التي وردت في المداولات وفي ردود وزير الخارجية  في رده الربط بين السياسة الخارجية وتحسين صورة في الخارج من جهة ودور الديبلوماسية التونسية في »استقطاب الاستثمارات الاجنبية واستكشاف أسواق جديدة ومتنوعة لصادراتنا والبحث عن فرص لتشغيل أصحاب الشهادات العليا في اطار تعزيز مجالات التعاون الفني«. العلاقات مع فرنسا وامريكا وقد كان ملف علاقات تونس بفرنسا والاتحاد الاوربي من جهة والولايات المتحدة من جهة ثانية من بين »القضايا السخنة« التي أثارها النواب والمستشارون في مستوى اللجان والجلسات العامة.. خاصة أثناء مناقشة بيان الحكومة ومشاريع موازنات وزارات الخارجية والاتصال والتعاون الدولي.. وقد أكد السادة محمد الغنوشي وعبد العزيز بن ضياء وعبد الوهاب عبد الله ومحمد النوري الجويني على حرص تونس على احترام سيادة قرارها الوطني.. وأوضح وزير الخارجية أن »العلاقات التونسية الاوروبية جديرة بأن ترتقي الى وضعية الشراكة المتقدمة بما من شأنه أن يفتح افاقا أرحب أمام تنويع وتعميق التعاون بين الجانبين وتطويره«.. ورغم »السحابة« التي خيمت على العلاقات التونسية الفرنسية جزئيا خلال المرحلة الماضية.. اعتبر وزير الخارجية في ردوده أمام مجلس المستشارين أن »هذه العلاقات عريقة ومتينة تستند الى رصيد ثري من التعاون المتنوع والمصالح المشتركة« وأعلن أن البلدين يحرصان من خلال تعدد اللقاءات والمشاورات في عديد المستويات على »توثيق الروابط التي تجمعهما وتعزيز علاقاتهما والارتقاء بها الى مراتب أفضل في مناخ من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل«. وبخصوص العلاقات الاوروبية المتوسطية كشف وزير الشؤون الخارجية أن تونس تستعد في اطار رئاستها للحوار 5/5 على مستوى وزراء الخارجية لاحتضان الاجتماع الوزارى المقبل خلال سنة 2010 كما أنها تحرص في اطار الاتحاد من أجل المتوسط »على الاسهام في بلورة مشاريع عملية وملموسة ذات بعد اقليمي في مجالات الطاقة المتجددة والبيئة ومقاومة التلوث والبحث العلمي والتكنولوجيا«. ولدى تطرقه الى خطة العمل الاستشرافية الهادفة الى تنويع علاقات تونس مع دول القارتين الامريكية والاسيوية أعلن الوزير أن تونس حريصة على »تطوير الاطر القانونية للتعاون مع هذه الدول وتدعيم العلاقات البرلمانية وتنشيط عمل جمعيات الصداقة«. الاعلام.. الحريات.. وحقوق الانسان وكانت ملفات الاعلام وحقوق الانسان والعلاقات بين أحزاب المعارضة والتجمع الدستوري الديمقراطي والحكومة في صدراة الاهتمام أيضا.. لا سيما على لسان بعض المستشارين مثل السادة المنذر ثابت وامنة صولة ومحمد حرمل ومحمد مواعدة ورضا الملولي ومحمد شندول.. مثلما كانت من قبل في صدراة اهتمام عدد من النواب مثل السادة اسماعيل بولحية وهشام الحاجي ويوسف بلاغة وعادل الشاوش.. وقد أكدت ردود السادة رفيق الحاج قاسم وزيرالداخلية والبشير التكاري وزيرالعدل وحقوق الانسان وأسامة الرمضاني وزير الاتصال بالنيابة على ما »تضمنه البرنامج الانتخابي لسيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي.. خاصة في النقطة الاولى.. من توجهات وخيارات اساسية شكلت فعلا خطى جديدة على درب الديمقراطية وترسيخ التعددية«. وأورد السيد أسامة رمضاني ان »حرية الاعلام والتعددية الفكرية والسياسية واقع ملموس تكرسه مختلف المبادرات الرائدة لرئيس الدولة الذي دعا في أكثر من مناسبة الى التحلي بالجراة المسؤولة في ما يتناوله الاعلام من قضايا وملفات وهو ما جدد تاكيده في خطابه بمناسبة اداء اليمين الدستورية«. وتعقيبا على مطلب تكثيف الاستشارات ومنابر الحوار أورد أن »القنوات الاذاعية والتلفزية تواصل توسيع فضاءات الحوار أمام ممثلي الاحزاب السياسية والمجتمع المدني التي بلغت نسبة مشاركتها في البرامج الحوارية التلفزية على قناة تونس 7 هذه السنة حوالي 75 بالمائة من تلك البرامج«. وأورد السيد اسامة الرمضاني ان »القطاع وهو يتأهب لتنفيذ ما جاء بالبرنامج الانتخابي للرئيس بن علي.. يحتاج الى اراء وأفكار كافة الاطراف«.. ولاحظ الوزير بالنيابة في ردوده على استفسارات بعض المستشارين أن من أبرز المقومات الاساسية للممارسة الاعلامية في تونس »حرية التعبير والابداع في نطاق القانون وأخلاقيات المهنة«. وأعلن أن حوالي 90 بالمائة من الصحف والمجلات تصدر عن القطاع الخاص فيما بدأت تجربة القنوات التفزية والاذاعية الخاصة »تقنع الجميع بمزاياها«. نظام رئاسي الحصيلة السياسية لاسابيع من المداولات في المجلسين النيابيين والحوارات المباشرة مع الحكومة تبدو مهمة.. فيما يتواصل تطلع الطبقة السياسية الوطنية إلى ملامح الحياة السياسية في مرحلة »ما بعد الميزاينة«.. خاصة في ظل تزايد الحديث عن احتمال ادخال تعديل جزئي أو واسع على تركيبة بعض المؤسسات الوطنية وعلى الحكومة. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 ديسمبر 2009)


تونس توقع اتفاقية للتنقيب عن النفط مع شركة أمريكية ..


تونس في 19 ديسمبر / وام / تم اليوم في تونس التوقيع على اتفاقية تم بمقتضاها في اطار عقد لتقاسم الانتاج منح رخصة للتنقيب عن النفط لشركة تتيس اويل اند مينيينغ الامريكية . وتنص الاتفاقية على التنقيب عن النفط عبر حفر بئر استكشافية في عرض خليج الحمامات .. وتستمر مرحلتها الاولى ثلاث سنوات وتغطي 3780 كيلو مترا مربعا . وتهدف تونس الى حفر 15 بئرا جديدة سنويا في الفترة من عام 2007 الى عام 2011 بزيادة 8 آبار سنويا .   (المصدر: وكالة الأنباء الإماراتية (وام) بتاريخ 19 ديسمبر 2009)

 

بلديةقصرهلال التجمعية 25 أكتوبر2009=يوم تزييف الارادة والقرار 19ديسمبر2009=اليوم المفتوح للجباية *من اغتيال الحقوق واغتصاب الارادة الى التذكير بالواجب الوطني وبالحميّة المحلية

 


 مراد رقية ان لمن نعم الله علينا وفي ظل هذه الهياكل التجمعية المنصّبة بسلطة القانون المفروض والأمر الواقع،ولعل من أبرزها البلدية التجمعية الحالية المتألقة عجزا اتحافنا بمواكب متلاحقة من التجاوزات ومن الاهانات،ومن الطرف السمجة المهلكة اغتصابا للحقوق واستلابا للارادة وضحكا على الذقون،تارة تحت راية »ليس بالامكان أفضل مما كان »،وتارة أخرى تحت راية »تلبية نداء الواجب المقدس الوطني »؟؟؟ وقد اخترت هذين التاريخين أو الموعدين المميزين المعبّرين للتدليل على حالة الاذلال والهوان والثبات على هدر الحقوق التي أصبح يعيشها المواطن التونسي عموما،  والمواطن الهلالي في مثال الحال عبر زئبقية مواقف هذه المؤسسات،أو هذه الهياكل المنصّبة المفروضة،المغيّبة بامتيازلارادة وحقوق المواطن تذكيرا بمقولة المرحوم المناضل الكبير أحمد عيّاد الذي أبدع حين قال منذ نشأة الهيكل البلدي في مرحلة ما قبل الاستقلال »البلدية مرفوضة لأنها مفروضة »؟؟؟ أما التاريخ الأول وهو25 كتوبر2009 الذي من الأكيد لا زال يحمل عند المواطنون الهلاليون أسوأ وأفضع الأثرعبراثبات الهيكل البلدي التجمعي حرصه على عدم تحيين القائمات الانتخابية فغيّبت الأحياء وبعثت الأموات الذين اعتقدوا بأنهم استراحوا وللأبد من هذه الرداءة المرضية الكئيبة التي تفوقت خطرا ودمارا على كل أنواع الأنفلونزا،فحرص الهيكل البلدي التجمعي وكالعادة على حرمان غالبية المواطنين من بطاقاتهم،وحتى تلك التي أرسلت اليهم فانها حملت الكثير من الأخطاء مما يفوّت على أصحابها امكانية استعمالها يوم عرض مسرحية25 أكتوبر التي عرفت فيها النتائج،وحتى منذ افتتاح المكاتب،فكان المطلوب من الناخبين مجرد اظفاء »شرعية غائبة » على قائمات التجمع،وعلى قائمات  التنظيمات الكرتونية المساندة الحليفة للتجمع،الشريكة معه في اقتسام مقاعد المجلس الكبير التجمعي،ولا يفوتنا بطبيعة الحال،وكما يعلم الجميع التنويه بحرص السلطة المحلية ادارية وتجمعية وبلدية على النفخ في الأرقام والنسب بالتصويت مكان المتغيبين أحياءا وأمواتا حتى تقع التغطية على المقاطعة،وعلى يأس المواطن من الهياكل التجمعية المغتصب الأول لارادةوحقوق المواطن برغم رفع اللافتات المشحونة شعارات،وبرغم اطلاق الاذاعة الداخلية لدار التجمع بقصرهلال بما لذ وطاب وصعق الآذان من الأغاني والأناشيد لاعتقاد خاطىء بأنها قادرة على شحن المواطن ودفعه للهرولة نحو مواقع تزييف الارادة وهي المدارس الأساسية ومراكز التكوين،وحتى زوايا وأضرحة الأولياء والصالحين أحيانا في قلة هذه المواقع والمقرات؟؟؟ أما التاريخ الثاني وهو19 ديسمبر2009 فهو يوم متجدد من الأيام المفتوحة للجباية المحلية فقد أدرجته ذات المؤسسة البلدية التجمعية في سجل آخر هو في قطيعة كاملة مع الموعد الأول،فقاعدة البيانات المعتمدة في تحصيل هذه الجباية هي مختلفة تماما عن القاعدة الأولى،فبينما جمدت القاعدة الأولى ولم تحيّن مع ثبات الأخطاء الا في حالات محدودة،فان القاعدة الثانية المستند اليها في استخلاص الجباية المتخلدة بالذمة،فهي قاعدة محيّنة مطابقة الى أقرب الحدود للواقع،حرصت هذه المرّة على ادراج الأحياء دون الأموات،تركز على نداء الواجب وعلى ضرورة التفاف المواطن حول مؤسسته التي لم ينتخبها أصلا،والتي فرضت عليه عبر لجنة تنسيق التجمع بالمنستير،والغريب الغريب في هذه المفارقة التي استحقت الادراج ضمن عجائب الدنيا أن المواطن المطالب بالدفع وباخلاء ذمته هو ذات المواطن الذي حرم الاختيارفي غياب الانتخاب الحر،شابا وكهلا وشيخا على أساس أن التجمع قد حزم اختياراته وبأنه في غير حاجة الى حضوره،أما في الحالة الثانية فهو مطالب بالمجيء وبالحاح وتحت طائلة الخضوع للغرامات وللخطايا وللملاحقة لأن هذه المؤسسة التي سلبته ارادته تحتاج الى تمويل مخططاتها التي من ضمنها وبامتياز تزييف ارادته،والاعراض عن اختياراته سواء عبر التعيينات التشريعية،أو لاحقا في ماي2010 عبر التعيينات البلدية؟؟؟ لقد أصبحنا حقا في حيرة من أمر هذه الهياكل البلدية المنصّبة التي تغتصب الارادة وتحتقر المواطن الذي تدعي زورا بأنه سندها وعمادها حتى خلال حضورالجلسات البلدية حبث لا تمده بأي نوع من الوثائق والبيانات،أو حتى ب »جرعة ماء » دون الاشارة طبعا الى حق المتابعة والمحاسبة،وكيف ذلك ولم يمكّن دافع الجباية المحلية من أي ملف،أومن أي وثيقة يقف من خلالها على درجة ضحك المؤسسة على ذقنه وعلى شواربه ان وجدت؟؟؟ ان هذه المؤسسة تعيش أواخر أيام مدتها النيابية وهي تهم بحزم حقائبها رحيلا الى مشغلتها لجنة تنسيق التجمع بالمنستير،وبرغم اللافتات التي تطلب الدعم والاسناد والالتفاف لتحقيق المزيد من الانجازات،نريد أن نسأل هذا الوكيل غير الشرعي وغير المفوض أصلا،أين تختفي هذه الانجازات،وهل يمكن أن تضع لنا جردا مفصّلا بأهم الانجازات المحققة عبر لوحات اشهارية تثبت في أحياء المدينة،واذا اقتنعنا بوجاهتها سوف نعرف بأنكم لم تضحكوا علينا،وان كان العكس فنحن ننتظرموعد ماي2010 بفارغ الصبر للبحث عن البديل المناسب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  


 بسم الله الرحمان الرحيم  والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
 تونس في 29/11/2009   بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلاميالاعتدال من شيم المؤمن ومن قيم ديننا الحنيفالرسالة رقم 705 على موقع الانترنت

الحديث الصريح والمعتدل له أبعاد حضارية وأخلاقية وسياسية.. ونتائج  ايجابية بحول الله.. وهو حديث الوضوح الذي يؤثر في النفوس


إن الحديث المطول الذي أجراه الإعلامي القدير الطاهر العبيدي من جنيف مع الأستاذ الحقوقي عبد الوهاب ألهاني ونشر بجريدة مواطنون.. الصادرة يوم الأربعاء 25 / 10/ 2009 بتونس.. التي يديرها الدكتور مصطفى بن جعفر.. كان حديثا صريحا وحوارا صادقا وهادفا ومفيدا وشاملا.   وقد طرح الإعلامي الطاهر العبيدي مواضيع هامة وحيوية وجريئة للغاية.. وشملت نقاط حساسة وصريحة.. وأفكار على غاية من الصراحة والوضوح والجدية إلى درجة الإحراج. هذا هو دور الصحفي القدير والحقيقي الذي يتقن حرفة مهنة الصحافة الحرة ويقدر دورها و مصداقيتها و خطها الإعلامي الذي لا يعرف المجاملة والانحياز والمدح. وفي المقابل كانت الإجابة صريحة إلى ابعد الحدود.. بحكمة وعقلانية ورصانة واعتدال وعدم الخوض في الهوامش والإشكاليات وبعض المواقف والتصريحات من هنا وهناك.   بل كانت الإجابة على خط الوضوح والصراحة.. بأسلوب حضاري راق.. وبعقل نير.. وقلب مفتوح.. لا يعرف الكراهية والحقد والبغضاء والفتنة.. ولا يعرف طريقة التشفي والشتم والثلب.. حتى لمن أساء إليه من قريب أو من بعيد.. أو حتى من الذين أحسن إليهم.. وصدق رسول الله  الذي قال: « اتق شر من أحسنت إليه » صدقت يا رسول الله.   وإن قضية الترفع على الهوامش والجزئيات والتصريحات المضادة والحساسيات وسوء الظن بالآخرين هي نابعة من أصالة العائلة وقيمها ومجدها وسلوكيات أفرادها بتعليمها للطفل منذ نشأته و فترة طفولته ويتربي عليها في الأسرة. وهذا ما نسميه بدور الأسرة في تربية الطفل.   والحمد لله رب العالمين تربي الشاب عبد الوهاب ألهاني تربية وطنية و دينية و أخلاقية عالية في الوسط العائلي. حتى أن المربين الأفاضل الذين سهروا على تعليمه في الابتدائي كانوا يؤكدون لي أن أبنكم من كثرة التربية أصبح خجولا  للغاية. قلت لهم تلك هي أثار التربية السليمة.   وقد تأثر الأستاذ الحقوقي بالوسط العائلي والمحيط الاجتماعي وخاصة تضحيات ونضالات أب الأسرة الموسعة ومساهمته الفعالة لدعم الاستقلال وبناء الدولة العصرية ودعم   نشاط  ورسالة حزب التحرير والوقوف إلى جانب الغلابة وضعاف الحال وأصحاب الحقوق والمستضعفين. ونشأ الابن البار على هذه القيم والمبادئ والثوابت.   وعندما نجح في شهادة الباكالوريا اختار طريق النضال الطلابي بحرية وتلقائية.. وبروح وطنية عالية.. لا تعرف الكلل والملل والمراوغة وقول البهتان.. وناضل بشرف المسؤولية.. ونبل مفهوم الرسالة الطلابية.. وبروح وطنية عالية وإسلامية طاهرة.. لا تعرف المساومة والتجارة والبيع والشراء والحسابات الضيقة..   وهذا السلوك الطيب والمسيرة النضالية الرفيعة والاعتدال الذي كان يتصف بهما في سلوكه ومواقفه وعقيدته الإيمانية وتربيته الوطنية.. لا يريد الخوض في مسائل تصاعدية.. ولا انحراف عن مبادئ المنظمة الطلابية.. أو تصعيدا في لهجتها و دورها الطلابي النضالي المعروف.. وعدم الزج بها في متاهات وانحرافات ومزالق او شطط.. ولا غلو في المواقف..   وكان معتدلا.. وله نشاط واسع و شامل.. واشعاع ومصداقية و ثوابت.. ولكن هذه الخصال الحميدة رأى بعضهم أنها غير كافية و ان شروط الطالب في تلك المرحلة العصيبة هي التصعيد والمجابهة والعنف وعدم الاعتدال.. وهي الشروط لم تتوفر في عبد الوهاب الهاني في هذه المرحلة الدقيقة و العصيبة.   وجاء المؤتمر الوطني لاتحاد الطلبة و قررت أقلية حاقدة منع الابن الحقوقي من حق الترشح أمام دهشة كل المراقبين والاعلاميين وكان مؤهلا لتحمل مسؤولية الامانة العامة للاتحاد العام التونسي للطلبة انذك وحصل ما حصل. وان التصريح الذي ادلى به انذك المعتدل عبد الوهاب الهاني كشف النقاب على كل الخلافات بين الشق المعتدل و الشق المتصلب. و قد نشرت جريدة الصباح نص تصريح عبد الوهاب الهاني الذي مازلت محتفظ بنسخة من الجريدة الى اليوم للتاريخ. و هذا التصريح لم يعجب أصحاب نظرية التصعيد و بدا الخلاف في تلك الفترة و تباينت الآراء من عام 1989 . و كان الشق المتصلب يعتبر الهاني من صنف المعتدلين و أصحاب الوفاق و مع السلطة و الحزب الحاكم هذا قولهم في تلك المرحلة الحاسمة.   وغادر الابن البار ارض الوطن عام 1991 عندما اختلط الحابل بالنابل.. وضحى بشبابه ومستقبله وهو في آخر مرحلة التعليم العالي.   وكما أشار ان الغربة  لا يعلمها الا الله.. سواء في الجزائر أو المغرب الأقصى أو اسبانيا أو فرنسا المحطة الأخيرة أو سويسرا.. وبإرادة وعزيمة قوية و روح إسلامية عالية استطاع مواصلة تعليمه العالي والمرحلة الثالثة والحمد لله.   واصل النضال الصادق بنفس الروح و الحماس والمثابرة.. والدفاع على الحق.. والوقوف إلى جانب المظلومين والمقهورين.. وجابه الخصوم و الأعداء.. وأصحاب النظرة الماركسية وحتى الشق المتصلب في حركة النهضة.. وكشف نقاط الخلاف.. وكان صريحا عند الحوار والمجابهة مما جعل خصومه عددهم كبير.. ولكن في المقابل أصدقائه وزملائه وأصحاب الاعتدال اكثر..  وكلهم يحترمونه و يصدقونه و يثقون به ويسمعون حديثه.. وله إشعاع في الخارج.. ومصداقية وكلمة مسموعة.. ومساعيه مقبولة.. و هو لا يعرف الراحة و الاستكانة.. وكذلك لا يعرف باب الطمع.. ومحبوب عند الكثير حتى من الفرنسيين و الأجانب.. هذا الشبل الأكبر تعلم السياسة وهو في سن التاسعة من عمره في الكشافة والمصائف .   وعندما غادر البلاد متوكلا على الله وحده وجد من نصره ووقف إلى جانبه حتى من أحرار الفرنسيين ورجال المواقف الأحرار والمناضلين التونسيين في المهجر وهم كثيرون. كما وجد معارضة من طرف الخصوم من صنع لنيين والماركسيين من أبناء الوطن وقد وقفوا كلهم ضده. لكن رغم وقوفهم ضده و من باب الأخلاق الفاضلة أتحاشى ذكرهم و لا أريد فضحهم و لا ذكرهم وهم الآن يتشدقون بالديمقراطية  وحرية الرأي وكلهم من تونس رجالا و نساء لا اذكرهم حفاظا على القيم الأخلاقية.  وآن هؤلاء وقفوا ضده و حرموه من العمل لكن إرادة الله أقوى وعدله اعظم وفضله اوسع ونوره اشمل ورعايته اكبر. وهاهو عبد الوهاب الهاني ممثل حقوقي لأكبر منظمة عربية لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة بجينيف رغم كيدهم.     وهاهو يطل علينا بتصريح صريح في صحيفة تونسية ليقول لنا ولهم: نحن عبد الوهاب الهاني نناضل من أجلكم ومن اجل تونس.. ولكن باعتدال وحب.. ووفاء للوطن.. وتقديرا لمجهودات نظامنا.. وتسامح من اجل مزيد رد الحقوق للمواطن وكسب رهانات جديدة في ظل مناخ سليم تعددي.. وبروح وطنية عالية.. لا نحمل كراهية .. ولا نشتم وطننا.. ولا نتحامل على احد.. ولا نتاجر في وطننا..  ولا نساوم.. ولا نستقوي بالأجنبي.. ولا نهول الأمور.. ولا نعادي احد.. وأيدينا ممدودة للجميع.. وهذا ما قاله الرئيس زين العابدين بن علي يوم أداء اليمين الدستورية  بمجلس النواب بعد انتخابه رئيسا للدولة لمدة نيابية جديدة 2009 / 2014   وفي الختام نقول لمن تحامل أو أساء الفهم أو تطاول أو ابتعد به خياله إلى درجة أن تقول بعضهم أن النداء الذي توجه به الأستاذ الحقوقي عبد الوهاب الهاني قد فبرك في تونس أو هو من وحي وزارة الداخلية التونسية. فهذا قول مردود على اصحابه الذين لا يفقهون  في السياسة شيء ولم  يعرفوا جملة واحدة من حكمة بورقيبية كما أشار إليه صاحب الحوار والحديث.. قال نحن مع سياسة المراحل البرقيبية  في هذا الحديث الصريح.   وما قصده من مراحل: المطالبة على اوسع نطاق بعودة المغتربين.. وحفظ كرامتهم.. واسترجاع حقوقهم.. وضمان عيشهم.. وحرية كلمتهم.. ومساهمتهم في التعبير.. ومشاركتهم في الحياة السياسية.. وممارسة حقهم الانتخابي.. كسائر المواطنين.. مع دعم الحياة الديمقراطية وتوسيع نطاقها بصفة اشمل.   هذا النداء الذي وجد المساندة والدعم و الترحاب و التناغم من الداخل.. من طرف أصحاب النوايا الصادقة و القلوب المفعمة بالايمان.. والمتعطشة للمصالحة الوطنية.. لوضع حد لكل اشكال الحرمان.   وهناك شخصيات مرموقة في تونس ساندت هذا النداء العقلاني الرصين.. وكذلك من طرف البعض من المهاجرين المتفتحين والمعتدلين والمتعلقين بالوطن العزيز.   كما ساندت هذا النداء العقلاني الرصين العديد من التجمعات الطلابية من تونس إلى قابس. وهذا دليل على ان الجامعة لا زالت تذكر هذا الزعيم الطلابي الذي ضحى بشبابه من أجلها.    وختم الاستاذ الحقوقي حديثه سوف نعود إلى ارض الوطن مرفوعي الراس ومعززين مكرمين.. وتونس للجميع والجميع لتونس.. وان النوايا الطيبة تبعث على التفائل في طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة ناصعة في بلادنا.. وإنشاء الله عودتنا قريبة إلى ارض الوطن.. مثلما حصل للأستاذ الحقوقي هيثم المناع من سوريا.. الذي صرح بأنه لن  يعود إلى سوريا لا على ظهر دبابة.. وهذه أمنية كل التونسيين المعتدلين الصامدين الذين يرغبون في العودة كما وصفهم حديث الصراحة والوضوح.   وإن هذه الخواطر التي قالها الأستاذ عبد الوهاب الهاني ردا على سؤال الصحفي الطاهر العبيدي حول قضية الخوف والوهم من نتيجة  العودة.. أكد الابن البار.. بشجاعة وثقة في الله أولا وقبل كل شيء.. أكد انه لا يخاف ولا يخشى من نتائج العودة.. و مثله الأسمى صمود الزعماء الأفذاذ والرموز العظماء الذين وهبوا حياتهم لفائدة الوطن ولم يخافوا السجون والمنافي والغربة والموت..   نعم أنها لعمري كلمة بليغة و مؤثرة للغاية لها مدلولها العميق وبعدها السياسي والأخلاقي.. وارجوا التعمق في فهمها بأسلوب حضاري.. واستحضار التاريخ .. بنبل الايمان..  وبعقيدة راسخة.. طبقا للقيم الروحية والوطنية العالية التي يتصف بها صاحب الحديث.. وهذا من شيم المؤمنين الصادقين الذين يقدرون الأمانة التاريخية.     وان اصحاب المبادىء يدركون هذه المعاني السامية والنبيلة. أما تجار الساعة وأصحاب المنافع والنظرة القصيرة لا يفقهون علم السياسة وفقه الحكمة. وصدق الشيخ  احمد حسن الباقوري وزير الاوقاف المصري الذي قال يوم 15/نوفمبر/ 1955 في مؤتمر صفاقس التاريخي قال: استمعت واستمتعت بخطاب الحكمة و الفقه السياسي الواسع و الواضح من زعيم عربي فذ اسمه الحبيب بورقيبة المجاهدالأكبر صاحب الفكر والمنطق السليم.   وقال نجلي ردا على سؤال الأستاذ العبيدي « أنت من عائلة وطنية معروفة بولائها و وفائها للزعيم بورقيبة ».. أجابه صاحب الحوار.. نعم أتشرف بالانتماء إلى عائلة دستورية عريقة ساهم ابنائها وعميدها في تحرير الوطن وتركيز الدولة العصرية والدفاع عن المقهورين والغلابة والوقوف إلى جانب أصحاب الحقوق الاجتماعية.. ورصيد عميد العائلة معروف وواضح.. ولا يشك احد في عراقة ونضال هذه الأسرة العريقة في النضال وحرية التعبير.. وهي مشهورة بهذه الصفة بالخصوص.   ملاحظة هامة:  أن المتاعب التي حصلت للعائلة في ظروف حرجة لا أتعرض إليها تقديرا للوفاء وتكريسا لمبدأ التعلق بالوطن الذي هو فوق كل اعتبار. والحمد لله بعد مدة طويلة تبلورت الأمور وانجلت السحب والغيوم وظهر الحق للعيان وبزغت الشمس  في واضح النهار واتضح لكل عين بصيرة أن الذهب من معيار 24 لم و لن يتغير وإن الأصالة انتصرت على أصحاب العقول الصغيرة و تجار الساعة والتاريخ لا يرحم.   ونحن لا نريد التشفي من احد  رغم ما حصل و لكن للحقيقة أن الرئيس بن علي أنصفنا يوم 13/فيفري/ 1994 عندما علم بالمظلمة التي حصلت عام 1990 ورفع عنا الحرج.. وأعاد الاعتبار لأسرة النضال بعد حرمان دام  42  شهرا بالتمام والكمال.. في عزة نفس وكرامة وأنفة طوال تلك المدة.. دون مسكنة أو ضعف.. وتلك من شيم المناضلين  الأحرار وأصحاب المبادئ والقيم ..الذين لا يعرفون الانبطاح.. ولا يتذللون للأشخاص.. ولا يطرقون الابواب من اجل المكاسب والمنافع.. ولا يساومون في المبادئ والثوابت.. شأنهم شأن الأبطال والزعماء الكبار.. في طليعتهم محرر الوطن وباني الدولة العصرية ومحرر نصف المجتمع وهو رائد رهان التعليم الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله.. الأب الروحي لكل التونسيين.   وصدق من قال من كبار الزعماء الفرنسيين أن بورقيبة أب الإستقلال وأب العائلة التونسية الموسعة بدون منازع.. ونحن نكبر ونعتز بجهاد ونضال هذا الزعيم الكبير الذي هو مثلنا الأسمى في الوطنية وحب الوطن والنظافة الشاملة التي هي من صفات الرموز والزعماء العظام.   وإن هذه الخصال الطيبة جعلتنا نقدر هذا الرمز   قال الله تعالى: إن ينصركم الله فلا غالب لكم صدق الله العظيم  
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي 22.022.354   


حامد أبوزيد يتعرض للقصف العقائدي


صلاح الجورشي 2009-12-19 اعتبر النائب الإسلامي بمجلس الأمة الكويتي علي العمير أن الكويت « بلد الإيمان والعقيدة لا تقبل بأمثال أبوزيد الذي تنكّر للقرآن والسنة »، متقدما بالشكر للأجهزة الأمنية التي منعته من الدخول ». من جهته وصف النائب وليد الطبطبائي الإسلامي أيضا توجيه الدعوة إلى حامد أبوزيد بأنها « استفزاز متعمد للمجتمع الكويتي المسلم »، وأضاف: « لفظته مصر الكريمة، ورفضت كفرياته، فلجأ إلى هولندا وإلى أحضان المستشرقين الذين هو على منهجهم وطريقتهم في الطعن في الإسلام وإثارة الشبهات »، مثنيا على منعه من « تلويث أرض الكويت بكفره ». وفي نفس السياق حمل النائب خالد السلطان على صاحب كتاب « نقد الخطاب الديني » واصفا إياه بـ « الزنديق ». أما النائب ضيف الله بورمية فقد صرح من جهته قائلاً « لن نسمح له بنشر فكره الإلحادي »، متسائلاً عن الفائدة المرجوة من محاضرات لشخص « لا يعترف بقدسية القرآن الكريم ». نحن الآن لسنا في عهد محاكمة ابن رشد أو الحلاج، ولكن، مع ذلك، السيناريو يتكرر. لقد نجح بعض الإسلاميين في منع دخول نصر حامد أبوزيد إلى الكويت، رغم أنه كان يحمل تأشيرة. حصل ذلك يوم 15 ديسمبر عندما كان يتهيأ للمشاركة في ندوتي « مركز الحوار للثقافة » (تنوير)، و « الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية »، وذلك لكي يحاضر عن « الإصلاح الديني في الدولة الدستورية »، و « قضايا المرأة بين أفق القرآن والفكر الفقهي ». وبسبب هذا المنع الذي أثار ضجة في الكويت وفي العالم العربي، عاد الجميع إلى الفيلم التراجيدي الذي عاشه هذا المفكر، وعشناه معه، والذي بدأت مشاهده الأولى بإحدى قاعات جامعة القاهرة، عندما اعتبر د.عبدالصبور شاهين رئيس لجنة الترقيات أن الدراسة التي قدمها أبوزيد ليحصل بها على رتبة أستاذ، تحتوي على أفكار تضع صاحبها في خانة « المرتد ». وبناءً عليه وجّه إليه عددا من التهم من بينها « العداوة الشديدة لنصوص القرآن والسنة والدعوة لرفضهما »، و « الهجوم على الصحابة »، و « إنكار المصدر الإلهي للقرآن الكريم »، و « الدفاع عن الماركسية والعلمانية وعن سلمان رشدي وروايته (آيات شيطانية). وفجأة خرج هذا النقاش النظري من القاعة الصغيرة، إلى الشارع بكل ما يعنيه ذلك من مخزون واستقطاب وصراع مصالح، إلى أن تلقفه عدد من المحامين الذين يشاطرون الدكتور شاهين آراءه واتهاماته، وقاموا بالتكييف القانوني حسب مقتضيات قانون الحسبة، ووجد الرجل نفسه محكوما عليه قضائيا بعقوبة شديدة القسوة والغرابة، والتي بمقتضاها يجب أن ينفصل عن زوجته (ابتهال يونس) بعد أن « تأكدت المحكمة من ردته ». وما زلت أتذكر تلك الحلقة الرهيبة من برنامج « الاتجاه المعاكس » في قناة « الجزيرة »، عندما جمع الصحافي فيصل القاسم كلا من الوجه الإسلامي المعروف محمد عمارة والمتهم حامد أبوزيد. وكنت يومها أنتظر أن يدور نقاش بين هاتين الشخصيتين المهمتين حول جوهر القضايا الخلافية التي تسببت في إحداث تلك الضجة، لكني فوجئت بتحول الحلقة إلى محاكمة فكرية مثيرة للرعب، حيث كان الأول يقرأ فقرات طويلة من كتاب الثاني تتضمن ما اعتبره كفريات، والآخر يحاول أن يدافع أو يشرح، فيقذفه صاحبه بفقرات أخرى أشد تعقيدا. وفي خاتمة الحصة عرض د.عمارة على المتهم حلاً ليخرجه من المأزق الذي تردى فيه، ويتمثل في أن يعيد طبع كتابه « نقد الخطاب الديني » بعد أن يحذف عشرات الفقرات التي حددها له، وعندها وعده بالتدخل لدى دار الإفتاء المصرية وغيرها من الهيئات الدينية والقضائية، فتنتهي بذلك مأساة الرجل، ويمكنه عندها أن يحتفظ بزوجته، ويعيش بين أهله وشعبه آمنا مطمئنا. كان مشهدا مؤلما، ناقشت فيه د.عمارة مطولا، ولم أتمنّ له أن يضع نفسه في ذلك الموضع. إن حرية المعتقد والتفكير حق غير قابل للتصرف من أية جهة كانت.. هذه مسألة جوهرية من دونها يصبح الحديث عن الديمقراطية من قبل الإسلاميين أو غيرهم لا معنى له. وبناءً عليه، ما لم يحسم الخطاب الإسلامي في الإقرار بأن الحريات الفردية هي قاعدة كل حريات، فإن التقدم الذي أنجزه بعض كتاب التيار الإسلامي سيبقى مهددا وملغما، وهو ما يفرض عليهم التنديد بما حصل، والعمل على إقناع المتخلفين عن الركب بأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وليس بقمع الخصوم أو تأليب الأنظمة والأجهزة عليهم. * كاتب وصحافي تونسي (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 19 ديسمبر 2009)  


بعد رفض الحركة مطالب القاهرة بتوقيعها على وثيقة المصالحة مع فتح خبراء: جـدار مصـر الفولاذي « عقاب » لحماس

 


علا عطا الله غزة- فيما تخترق الحواجز والكتل المعدنية بـاطن الأرض وتصل إلى أعمـق أعماقها لشق جدار فولاذي بين مصر وقطاع غزة, فإنه لا يطفو على السطح أكوام الرمال وحسب وإنما تتصاعد إلى جانبها الكثير من الرسائل المصرية لعلّ في مقدمتها بتأكيد خبراء ومحللـين أن هذا الجدار المصري الجاري بناؤه تحت الأرض على الحدود مع غـزة يستهدف بالأساس « عقاب » حركة حماس المُسيطرة على القطاع. وبعيدًا عن الهدف الظاهر من بناء هذا الجدار المتمثل في وقف تهريب الأسلحة إلى غـزة عن طريق الأنفاق فإن ثمة أهدافًا أخرى يحملها بناء الجدار الحديدي في هذا التوقيت, بحسب خبراء فلسطينييين رأوا في أحاديث منفصلة لـ »إسلام أون لاين.نت » أن الجدار يعد رسالة « عقاب » لحركة « حماس » لرفضها التعاون الإيجابي مع جهود القاهرة في ملف المصالحة مع فتح وبقاء الوضع الفلسطيني الداخلي على ما هو عليه منذ أربع سنوات . من جانبه، قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم: « إن الجدار الفولاذي الذي ينفذ على حدود مصر مع غزة بإشراف وتمويل أمريكي يأتي في إطار استمرار المخطط الأمريكي لخنق مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة بعد فشل الكيان الإسرائيلي في كسر إرادتهم عبر القتل والحرق والتدمير والخنق والحصار ». وأضاف برهوم في تصريح تلقت « إسلام أون لاين.نت » نسخة منه السبت 19-12-2009 أن هذه الخطوة « تأتي بعد الفشل الإسرائيلي والأمريكي في تدويل حدود القطاع بعد الحرب الأخيرة على غزة والتي فضحت الكيان الإسرائيلي وكل حلفائه الداعمين والمتعاونين معه ». وأشار إلى أن « الاستحقاق القومي والأخلاقي والإنساني والديني يتطلب من مصر وكل الدول العربية والإسلامية إفشال هذه المخططات وفك حصار غزة، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ». مزيد من الحصار « عبد الستار قاسم » أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية بنابلس شدد في بداية حديثه على ما وصفه بـ »انحياز مصر للمشروع الأمريكي وتأكيدها من خلال بناء الجدار أنها ستبقى حليفا لها ولاعبا هاما في المنطقة ». ولم يستعبد قاسم أن يكون هدف بناء الجدار رسالة عقاب إلى حركة « حماس » وأضاف: « واضح أن الجدار الذي تم تأكيد بنائه مصريًّا ليس من أجل سيادة مصر أو حماية أمنها كما يُقال وإنما من أجل تغيير الوضع السياسي في غزة.. يبدو أن هناك خطوات من أجل تشديد الحصار على غزة برا وبحرا وجوا ». وأضاف قائلا: « الحصار الآن تم وضع تعديلات جديدة عليه ومصر تنفذ هذه الخطوة الآن بعدما اكتمل التمويل الأمريكي وبعدما رفضت حركة حماس كل محاولات القاهرة من أجل التوقيع على ما تريده مصر ولا يتناسب مع ثوابت ومصلحة الشعب الفلسطيني.. الجدار اليوم يقول لأهالي غزة إن مزيدا من الحصار سيفرض عليكم بسبب تمسككم بحركة حماس وعدم الانتفاض في وجهها ». وفي أول اعتراف رسمي مصري بوجود جدار فاصل تحت الأرض يقام على طول الحدود مع غزة أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن من حق مصر فرض سيطرتها على حدودها بأي وسيلة تراها مناسبة، مشددا على أن الأرض المصرية يجب أن تكون مصانة، وألا يسمح أي مصري بأن تنتهك أرضه. وفي حوار مع مجلة « الأهرام العربي » نشر السبت 19-12-2009 قال أبو الغيط ردا على ما يتردد حول بناء مصر جدارا فولاذيا على حدوها مع غزة أو أنها تقوم بوضع أجهزة أمريكية للكشف عن إنفاق التهريب: إن « مسألة بناء جدار أو معدات للجس أو وسائل تنصت كلها أمور تتردد، ولكن المهم أن الأرض المصرية يجب أن تكون مصانة، وألا يسمح أي مصري بأن تنتهك أرضه بهذا الشكل أو ذاك ». وفي عباراتٍ حملت تذمر مصر من تعثر المصالحة الفلسطينية قال أبو الغيط: « المأساة الكبرى أن الكثير من القيادات الفلسطينية يرون أن الإيديولوجية والسيطرة على الحكم أكثر قيمة لهم من لم الشمل الفلسطيني، وهؤلاء عليهم أن يفكروا كثيرا في عواقب ما يفعلون ». تأييد العقاب وكانت مصر قد أجلت الحوار الفلسطيني إلى أجل غير مسمى إثر رفض حركة حماس التوقيع على ورقتها الخاصة بإعلان المصالحة والتي وقعتها حركة فتح. وتقول حماس إن عدة صيغ في الورقة المصرية للمصالحة بشأن آليات تنفيذ اتفاق المصالحة وترتيباته جرى تعديلها دون التوافق مع الحركة وحصرتها في ثلاث نقاط تتعلق بـ »حق المقاومة والمرجعية الوطنية والتنسيق الأمني ». وتوقع قاسم أن تكـون رسالة العقاب إلى حماس بتأييد عربي وتأييد بعض الأطراف الفلسطينية مؤكدا أن لا مناص أمام الحركة سوى الصمود واستدرك قائلا: « لا يمكن لمصر أن تقيم حصارا مطبقا لغزة فهو خطر تعلم عواقبه جميع الأطراف… ولا خيار أمام الحركة سوى الصمود في وجه هذه المخططات ». وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد أعلن « تأييده » الكامل للإجراءات التي تتخذها مصر علي حدودها مع غزة . وقال عباس في تصريحات لإحدى الصحف المصرية الجمعة إن هذا أمر يتعلق بالسيادة المصرية وفي ذات السياق أكد أنه ليس هناك بديل عن مصر في دعم القضية الفلسطينية, واتهم رئيس السلطة إيران بالوقوف وراء تعطيل المصالحة بين حركتي فتح وحماس. وقال:‏ إن « حركة حماس تنفذ تعليمات إيران في هذا الشأن‏,‏ وتحصل نظير ذلك على‏250‏ مليون دولار‏, »‏ مؤكدا أن إيران تريد الإمساك بجميع الأوراق في يدها‏,‏ لاستخدامها في أي حوار مقبل مع أمريكا. الهدف.. الانصياع حركة حماس التي نددت بتصريحات من وصفته بـ »فاقد الشرعية » (الرئيس عباس) ولا يمثل إلا نفسـه نددت في ذات الوقت ببناء الجدار واعتبرت أن هذه الخطوة لا تسير بإرادة مصرية بل ضغوط خارجية خاصة أمريكية وإسرائيلية لتشديد حصار القطاع. ومتوافقا مع ما ذهب إليه قاسم بأن مصر تسعى لمعاقبة حماس قال الكاتب والمحلل السياسي « مصطفى الصواف »: إن « الاستجابة للمشروع الأمريكي الهادف إلى تشديد الحصار وتضييق الخناق على غزة لـه وجه سياسي وله علاقة بقضايا المصالحة والحوار ورفض حماس الاستجابة للطلب المصري بالتوقيع على الورقة المصرية دون نقاش أو تعديل ». وأضاف: « الجدار رسالة لحماس ودرس لكي تنصاع للرغبات المصرية حتى ولو لم تكن متوافقة مع مصالح الشعب الفلسطيني ». وأكد الصواف أنه وبعد صمود غزة وعدم انتفاض أهلها في وجه حماس، بدأت أمريكا تبحث عن مزيد من وسائل الخنق والحصار واستدرك: « والآن هي تريد منع حفر الأنفاق لوقف إدخال المواد الغذائية والوقود، وغيرها من المواد التي شكلت متنفسا للفلسطينيين، ووسيلة لكسر حصار الموت أو الاستسلام على القطاع ». وتنتشر مئات الأنفاق على الشريط الحدودي كطوق نجاة ورئة تمكن أهالي غزة من التنفس وإهدائهم القليل من البضائع والمواد الغذائية والوقود، وما يمكنهم من نسيان لسعات حصار خانق يكبلهم منذ أربعة أعوام. ورأى الصواف أن المحاولات المصرية لن تثني حماس عن موقفها وتابع: « الحركة لن تستجيب للضغوطات… وحماس تعلم أن استجابتها لورقة المصالحة المصرية كما هي يعني التنازل عن قضايا وثوابت مركزية ». (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 19 ديسمبر 2009)   


‘الغارديان’: ‘سي آي إيه’ تتعاون مع ضباط أمن فلسطينيين متهمين بتعذيب انصار حماس في الضفة

 


لندن ـ ‘القدس العربي’: كشفت صحيفة ‘الغارديان’ الصادرة الجمعة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) تتعاون مع ضباط أمن فلسطينيين متهمين بتعذيب أنصار حركة حماس في الضفة الغربية. وقالت الصحيفة إن قوات الأمن السلطة الفلسطينية التي اعتقلت وعذّبت أنصار حماس كانت تعمل على نحو وثيق مع ‘سي آي إيه’، وبرز دليل على ذلك بعد مرور أقل من عام على توقيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمراً رئاسياً حظر التعذيب وحدد الطرق القانونية لاستجواب الموقوفين في مراكز الاحتجاز الأمريكية. واضافت أن دبلوماسيين غربيين ومسؤولين آخرين في المنطقة وصفوا العلاقة بين ‘سي آي إيه’ وجهاز الأمن الوقائي وجهاز الاستخبارات العامة الفلسطينيين بأنها ‘وثيقة جدا إلى درجة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كانت تشرف على عمل الجهازين الفلسطينيين’. وذكرت الصحيفة أن مسؤولاً غربياً أكد ‘أن ‘سي آي إيه’ تعتبر الجهازين الفلسطينيين ملكاً لها’، فيما اعلن دبلوماسي غربي بأن التأثير الأمريكي على هذين الجهازين ‘قوي جداً إلى درجة أنها اعتبرتهما ذراعين متقدمتين من أذرعها لمحاربة الارهاب’. وقالت ‘الغارديان’ ‘في حين تنفي ‘سي آي إيه’ والسلطة الفلسطينية أن تكون وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تسيطر على نظيراتها الفلسطينية، إلا أنهما لا ينكران وجود تعاون وثيق بينها في الضفة الغربية وبدأت تفاصيل هذا التعاون في الظهور بعد قيام منظمات حقوق الإنسان بالتساؤل عما إذا كانت وكالات الاستخبارات الأمريكية تغض الطرف عن عمليات الاستجواب المسيئة التي اجرتها وكالات استخبارات دول أخرى تقيم تعاوناً معها. واشارت إلى أن جهاز الأمن الوقائي وجهاز الاستخبارات العامة يحتجزان، وحسب أرقام السلطة الفلسطينية، ما يتراوح بين 400 و500 من أنصار حماس في الضفة الغربية. ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسي في المنطقة قوله ‘إن ضباط الاستخبارات الأمريكية كانوا على علم بعمليات التعذيب ولم يفعلوا ما يكفي لوقفها، والأسئلة الموجهة للادارة الأمريكية: ما هو هدفها، وما هي القواعد التي وضعتها للانخراط في مثل هذه الممارسات، وهل درّبت جهاز الأمن الوقائي وجهاز الاستخبارات العامة وفقاً للدليل الذي اعتمدته الادارة السابقة ومن ضمنه استخدام المياه في عمليات التعذيب؟’. ونفت السلطة الوطنية الفلسطينية ما ورد في تقرير ‘الغارديان’، فيما اكدت حركة حماس بدورها صحة التقرير. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  19 ديسمبر 2009)   

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.