السبت، 17 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3161 du 17 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


هند الهاروني : بلاغ عاجل : فرض الإقامة الجبرية على عبد الكريم الهاروني

عبد الكريم الهاروني : منعي من المشاركة في مسيرة تضامن مع غزة

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

حــرية و إنـصاف: يوميات المقاومة غزة رمز العزة(22)
التقدمي-التجديد والتكتل: دعوة لمسيرة تضامنية مع غزة
رويترز: صحفيون تونسيون: ينددون بالصمت العربي المخزي
البديـل عاجل :حمّة الهمامي: حزب العمال يدين ضلوع مصر والسعودية في العدوان على غزة، ويندد بتواطؤ النظام التونسي
مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي:واجب العلماء حول ما يجري في غزة
الحزب الديمقراطي التقدمي:  تجمع نسائي أمام مبنى الأمم المتحدة بتونس
عبد الرحمان الحامدي: إقتراب الوعد الحق وواجب النصرة

عبد السّلام بو شدّاخ، : تركيا القوة الإقليمية الناشئة لملئ الفراغ العربي وانتفاضة أردوغان الشرق أوسطية..

   عبد الباري عطوان:  انقسام العرب رحمة

باتريك سيل:  اسرائيل خسرت معركة الشرعية

مالك التريكي : إسرائيل تجمع الإجرام من أطرافه

جدعون ليفي  :العطش للدماء ونزعة الثأر

هآرتس  :الاسرائيليون أبطال هدر الفرص

ايتان هابر : لعنة كبيرة وقعت على دولة اسرائيل : الثلاثي غير المقدس

هآرتس  :النار التي وعد عمر سليمان حماس بها تحرق مصر الآن أيضا انقاذ مصر

أحمد بن راشد بن سعيّد:  غزة القوية… بأضعف الإيمان

هآرتس  : اسرائيل ستحصد بذور الكراهية والخوف

آري شفيت : الحملة التي خرجت عن طورها

هآرتس  :في المجتمع الاسرائيلي يوجد فيروس كهذا : يطلقون النار ويبكون : يا اولمرت، إبحث لك عن شقة

هآرتس  :أولمرت غاضب؟ فليغضب

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:من اجل رفع المظلمة عن النقابي احمد بن عثمان براني
مناضل علماني ناشط في حركة التجديد:هل التأمت جراح حركة التجديد؟
 كمال العيفي:الفئة المتصهينة في عملية ميتامورفوز تكتيكية ، برهان بسيس عنوانا
نصرالدين السويلمي:بسيس » بين الوزارة  و السفارة !!!
رضا الماجري : تبرأ من عنوان بريد إلكتروني
إشراف بن مراد:* فنانو تونس: الأغنية الملتزمة تستنهض الهمم وتعيش مع الجمهور
رويترز: تونس تخفض اسعار البنزين في اجراء نادر

محمد العروسي الهاني: يوم 18 جانفي علامة بارزة في تاريخ الحركة الوطنية وذكرى خالدة وعبرة للأجيال تستلهم منها معاني التضحية

ايلاف: جربوع لإيلاف: إنزعاج ليبي من مشروع سيف الإسلام للإصلاح

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 


 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

 

بلاغ عاجل

فرض الإقامة الجبرية على عبد الكريم الهاروني

 

تونس في 17.1.2009-  20  محرم 1430

اليوم حوالي الساعة السادسة مساء و للمرة الثانية قام البوليس السياسي بمنع أخي عبد الكريم عند خروجه من منزلنا من التوجه إلى تونس العاصمة بدعوى و جود تعليمات ببقائه في البيت علما و أن أخي عبد الكريم كان متوجها لحظور الندوة التي ينظمها المعهد العربي لحقوق الإنسان بأحد نزل العاصمة يومي 16 و 17 جانفي2009 حول موضوع : الاجتهاد و حقوق الإنسان و الديمقراطية أي علاقة ؟.

و للتذكير فقد وقع منع أخي عبد الكريم صباح هذا اليوم من الخروج من البيت للمشاركة في المسيرة التي نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة و التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر و الصامد و المقاوم لرد العدوان و رفع الحصار و تقرير المصير.

 

هند الهاروني


 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على النبي الصادق الأمين

 

منعي من المشاركة في مسيرة تضامن مع غزة

 

تونس في 17 جانفي 2009- 20 محرم 1430

قال تعالى : » و ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب و ما كان الله ليطلعكم على الغيب ».     صدق الله العظيم

صباح هذا اليوم و عند خروجي من المنزل للمشاركة في المسيرة التي ينظمها الاتحاد العام التونسي للشغل للتنديد بالعدوان الصهيوني الهمجي على غزة و التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر و الصامد و المجاهد و مقاومته الباسلة وجدت في انتظاري عددا من أعوان البوليس السياسي، توجهوا إلي بالسؤال : » سي عبد الكريم إلى أين أنت ذاهب؟ » فأجبتهم بأني لا أجيب على هذا السؤال و سألتهم لماذا تسألون هذا السؤال فأجابوا بأن لديهم تعليمات بأن أبقى في البيت و أنهم مضطرون لتنفيذها، الأمر الذي اعتبرته حكما علي بالإقامة الجبرية و اعتداء خطيرا على حريتي في التنقل و التعبير و الاجتماع و التظاهر السلمي.

عبرت لهم عن استيائي و ألمي من أن أمنع في بلادي بغير حق من الدفاع عن الشعب الفلسطيني و عن غزة و قلت لهم أن الذين أعطوكم هذه التعليمات مخطئون في تصرفهم و يسيؤون بذلك إلى سمعة البلاد فمن العار أن تبقى تونس استثناء تمنع فيها الاجتماعات و المسيرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني أمام ما يشهده العالم العربي و الإسلامي و العالم من تحركات ضخمة و مستمرة للدفاع عن غزة، قالوا بأن التضامن بالقلب يكفي فقلت إننا قادرون على أكثر من التضامن بالقلب بما في ذلك التظاهر في الشارع فقالوا بأن تونس أفضل من بلدان عربية أخرى تقيم علاقاتمع إسرائيل قلت صحيح و لكن في هذه البلدان هناك تحركات شعبية كبيرة ضد العدوان الصهيوني أفضل من تونس و سألتهم لماذا تخافون من المظاهرات في تونس و تسعون لمنعها بالقوة فأجابوا بأنهم يخشون من اندساس عناصر داخل المسيرات للتخريب فقلت لهم إن هذا التخوف في غير محلهو يدل على هاجس أمني خطير جعل حضور قوات الشرطة عند المسيرة أكثر من عدد المشاركين فيها و الحقيقة أن المتظاهرين يأتون للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني و لا يسمحون لأحد أن يحول وجهة مسيرتهم أو يعتدي على الممتلكات العامة و لا ينتظرون في ذلك اللجوء إلى قواتالشرطة و قد أثبتت المسيرات التي حصلت في تونس على قلتها و خارج تونس على كثرتها أنها كانت بعيدة عن أية تجاوزات أو تخريب  ثم سألتهم هل يخدمكم ما تشكل من صورة عن رجال الأمن أنهم يقمعون شعبهم المتضامن مع غزة و الحال أن رجل الأمن نفسه يتضامن مع الشعب الفلسطينيو لو سمح له لشارك في المسيرات.

بعد ذلك عدت إلى المنزل الذي بقي محاصرا بثلاث سيارات تابعة للبوليس السياسي و أنا أشعر بمرارة شديدة لا فقط لأني حرمت من المشاركة مع أبناء شعبي في التضامن مع شعبنا في غزة بل لما وصل إليه حال بلادي في ظل تحكم العقلية الأمنية في التعامل مع قضايا المجتمع السياسية و الاجتماعية و حتى قضايا الأمة و على رأسها قضية فلسطين.

من داخل هذا الحصار أحيي شعبنا الفلسطيني المحاصر في غزة  و أترحم على الشهداء الأبرار و أ تضامن مع الأسرى و المعتقلين في سجون الاحتلال و أشد على أيادي المقاومين الأحرار و أدعو أبناء شعبي في تونس إلى المزيد من التحرك الفعال و السلمي إلى جانب أشقائه في بلاد العرب و المسلمين من أجل وقف العدوان على غزة و انسحاب قوات الاحتلال وفتح المعابر و رفع الحصار و احترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واختيار من يمثله بحرية دون وصاية أو مساومة و قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ووقف كل أشكال التطبيع معه و العمل على تقديم مجرمي الحرب الصهاينة إلى المحاكمة.

قال تعالى : « وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ».  صدق الله العظيم

 

من داخل الحصار : عبد الكريم الهاروني


 

أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 19 محرم 1430 الموافق ل 16 جانفي 2009

أخبار الحريات في تونس

 

1)   مضايقات أمنية مستمرة يتعرض لها السيد لطفي المناعي: وقع استدعاء السجين السياسي السابق السيد لطفي بن ابراهيم بن سلامة المناعي صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 04452090 من طرف رئيس مركز واد سوحيل المدعو نزار رحومة عبر هاتف الإدارة 72224202 حوالي منتصف النهار من يوم الجمعة 16/01/2009 و طلب منه الحضور إلى المركز و لكن هذا الأخير اشترط تسليمه استدعاء رسميا ، و تجدر الإشارة إلى أن رئيس المركز نزار رحومة يعمد باستمرار إلى مضايقة الشباب المتدين حيث يجبرهم على الحضور إلى المركز بدون استدعاء و استجوابهم دون إذن من وكالة الجمهورية. علما بأن السيد لطفي المناعي كان صدر ضده حكم بالسجن مدة 3 سنوات من أجل الانتماء إلى جمعية غير مرخص فيها قضاها كاملة و غادر السجن سنة 1995 و هو الآن عضو بالحزب الديمقراطي التقدمي بنابل.

و حرية و إنصاف

تندد بالمضايقات المستمرة التي يمارسها رئيس مركز واد سوحيل ضد الشباب المتدين و من بينهم السيد لطفي المناعي و تطالب بوقف هذه الممارسات فورا. 2)   مأساة المحجبات تتواصل: قام عون الارشاد التابع لمنطقة الشرطة بنابل المدعو رفيق بن جدو صحبة زميل له اليوم السبت 17/01/2009 باعتراض ثلاث محجبات وسط مدينة نابل و اقتيادهن لمركز الشرطة أين حررت عليهن بطاقات إرشادات و أجبرن على الإمضاء على التزام يقضي بعدم ارتدائهن للحجاب في المستقبل و لم يقع إطلاق سراحهن إلا بعد مضي ساعتين على الأقل. و حرية و إنصاف تستنكر هذا الاعتداء على الحرية الشخصية و حرية اللباس و تطالب بوقف جميع هذه الممارسات المخالفة للدستور و القانون.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


 

                                             أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين                                                          حــرية و إنـصاف                                              33 نهج المختار عطية 1001 تونس                                               الهاتف / الفاكس : 71.340.860                                    البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com                                  تونس في 20 محرم 1430 الموافق ل 17 جانفي 2009

حــرية و إنـصاف

:يوميات المقاومة                                                            غزة رمز العزة                                                                  (22)

 
ولاية تونس: 1) مسيرة حاشدة من أجل غزة: عاشت تونس العاصمة اليوم السبت 17 جانفي 2009 على وقع المسيرة الكبرى التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل و شاركت فيها كل الفروع الجهوية لمساندة الشعب الفلسطيني و التنديد بالعدوان الغاشم على غزة ، فقد تجمع النقابيون و المناضلون السياسيون و الناشطون الحقوقيون الذين جاؤوا بأعداد غفيرة من كل جهات البلاد منذ صباح اليوم حوالي الساعة التاسعة في قاعة بورصة الشغل تحت إشراف أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد يتقدمهم الأمين العام السيد عبد السلام جراد، و انطلقت المسيرة في حدود الساعة العاشرة باتجاه مفترق الطرق بين شارع الحبيب بورقيبة و شارع محمد الخامس، و قد لاحظ المشاركون الحضور الكبير لقوات الشرطة بالزي الرسمي مدججين بالهراوات و الخوذات و اللباس الخاص بالتصدي للمظاهرات و المئات من أعوان البوليس السياسي الذين انتشروا على يمين و يسار و على طول شارع محمد الخامس، و أحرق المشاركون في المسيرة أعلام الكيان الصهيوني و أمريكا و رفعوا عديد الشعارات المنددة بالمحرقة الصهيونية في غزة و بالمواقف المتخاذلة للأنظمة العربية و الصمت المخزي للمجتمع الدولي كما رفعوا شعارات تعبر عن تضامن الشعب التونسي العربي المسلم مع أشقائه من أبناء الشعب الفلسطيني ، و في محاولة لغلق الأنهج المؤدية لشارع محمد الخامس لمنع المواطنين و التلامذة و الطلبة من الالتحاق بالمسيرة قامت قوات الشرطة بضرب طوق أمني بالحواجز الحديدية مما تسبب في تجمعات عديدة عند مداخل الشارع المذكور و عند تنبه المشاركين في المسيرة إلى هذا المنع وقفوا و رفعوا شعار  » يا مواطن شوف شوف الحصار بالمكشوف  » عندها تدخلت قوات الشرطة و سمحت للمواطنين و التلامذة و الطلبة العالقين بالالتحاق بالمسيرة مما خلف ارتياحا لدى الجميع.  و من بين الشعارات التي تم رفعاها طيلة المسيرة: – لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله – بالروح بالدم نفديك يا فلسطين – غزة غزة رمز العزة – وقف العدوان واجب / رفع الحصار واجب / فتح المعابر واجب / – مقاومة مقاومة لا صلح و لا مساومة – فلسطين عربية لا حلول استسلامية – الانتقام الانتقام يا كتائب القسام – الحكام و الأمريكان شركاء في العدوان – عملاء الامبريالية هزوا أيديكم على القضية – جهاد جهاد نصر و استشهاد – المطالب لا تتجزا من الرديف حتى لغزة – الله أكبر عاصفة للصهيونية ناسفة – خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود – أرض حرية كرامة وطنية – يا شهيد لا تهتم الحرية تفدى بالدم – يا شهيد ارتاح ارتاح احنا نواصل الكفاح – زيرو الأنظمة العربية شيلوا الأنظمة العربية – لا إله إلا الله/ صدق وعده/ و نصر عبده/ و أعز جنده /و هزم الأحزاب وحده علما بأنه تم منع عديد المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين من الالتحاق بالمكان الذي ستنطلق منه المسيرة منذ الصباح فقد منع الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية و إنصاف في البداية من الوصول إلى بورصة الشغل ثم عادوا و سمحوا له بالمشاركة كما منع المهندس عبد الكريم الهاروني الكاتب العام للمنظمة من مغادرة منزله بالكرم من قبل عدة أعوان من البوليس السياسي و تواصل المنع حتى المساء ليشمل منعه من المشاركة في ندوة ينظمها المعهد العربي لحقوق الإنسان بنزل  »أفريكا » حول « الاجتهاد و حقوق الإنسان و الديمقراطية أي علاقة؟ » و تم أيضا منع السيد محمد القلوي عضو المكتب التنفيذي للمنظمة ،  كما وقع اختطاف الناشط الحقوقي السيد لسعد الجوهري قرب بورصة الشغل و نقل في سيارة بعد الاعتداء عليه بالعنف من قبل أعوان البوليس السياسي . و كذلك وقع اختطاف الناشط الحقوقي  السيد عبد الحميد الصغير لمنعه من المشاركة في المسيرة ثم سمح له بعد ذلك. أما في الجهات فقد فوجئت الاتحادات الجهوية بتراجع شركات النقل في اللحظة الأخيرة عن كراء الحافلات للنقابات الجهوية حتى يلتحق أعضاؤها بالعاصمة للمشاركة في المسيرة و هو ما أدى لغياب عديد المواطنين الذين كانوا يريدون الالتحاق بالعاصمة. 2) مسيرة بعد الظهر لجمعيات من المجتمع المدني:  تلبية لدعوة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية انتظمت اليوم السبت 17/01/2009 مسيرة وطنية حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين من مختلف الحساسيات السياسية و الجمعيات الحقوقية لنصرة الشعب الفلسطيني والتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة الصامدة انطلقت على الساعة الثالثة بعد الزوال من مقر النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بشارع الولايات المتحدة بتونس العاصمة (قرب حديقة البلفيدير) جابت شارع الطيب المهيري وساحة باستور وشارع محمد الخامس وشارع الهادي شاكر ثم عادت إلى شارع الولايات المتحدة لتتفرق المسيرة هناك أمام مقر النقابة الوطنية للصحفيين، في ظل حضور أمني كبير ، و قد رفعت عديد الصور و اللافتات و الشعارات المعبرة عن تضامن الشعب التونسي مع الشعب الفلسطيني الشقيق و الشعارات المنددة بالمجازر المرتكبة في غزة من قبل عصابات الإرهاب الصهيونية. و من بين الشعارات التي رفعت في هذه المسيرة: – لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله – بالروح بالدم نفديك يا فلسطين – غزة غزة رمز العزة – وقف العدوان واجب / رفع الحصار واجب / فتح المعابر واجب / – مقاومة مقاومة لا صلح و لا مساومة – فلسطين عربية لا حلول استسلامية – الانتقام الانتقام يا كتائب القسام – الحكام و الأمريكان شركاء في العدوان – عملاء الامبريالية هزوا أيديكم على القضية – جهاد جهاد نصر و استشهاد – المطالب لا تتجزا من الرديف حتى لغزة – الله أكبر عاصفة للصهيونية ناسفة – أرض حرية كرامة وطنية – يا شهيد لا تهتم الحرية تفدى بالدم – يا شهيد ارتاح ارتاح احنا نواصل الكفاح – زيرو الأنظمة العربية شيلوا الأنظمة العربية 3) دعوة للمشاركة في مسيرة يوم الاثنين: يدعو كل من الحزب الديمقراطي التقدمي و التكتل الديمقراطي للعمل و الحريات و حركة التجديد و الحريات كافة أطياف الشعب التونسي للمشاركة الفعالة و الكثيفة في المسيرة الوطنية لنصرة غزة التي ستنتظم يوم الاثنين 19/01/2009 على الساعة الحادية عشر صباحا انطلاقا من نهج روما ( أمام ولاية تونس).

و حرية و إنصاف :

1/ تدعو الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد و المجاهد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة. 2/ تدعو السلطة للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


 

 

 

 

دعوة لمسيرة تضامنية مع غزة

يتشرف الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد والتكتل من اجل العمل والحريات بدعوتكم للمشاركة في المسيرة التضامنية مع اهلنا في غزة وذلك يوم الاثنين 19 جانفي 2009 على الساعة الواحدة بعد الزوال انطلاقا من نهج روما.لنكن جميعا في نصرة غزة http://www.facebook.com/editevent.php?success=1&picture=&eid=58866987392&new=&m=1#/event.php?eid=58866987392
 
الحزب الديمقراطي التقدمي
حركة التجديد
التكتل من اجل العمل والحريات


صحفيون تونسيون: ينددون بالصمت العربي المخزي

 
تونس (رويترز) – عبر صحفيون تونسيون خرجوا يوم السبت في مسيرة حاشدة ضمت عدة منظمات غير حكومية عن غضبهم من « حالة العجز العربي التي يتخبط فيها العرب » ونددوا  » بالصمت العربي المخزي » تجاه ما يحصل في قطاع غزة. وانطلقت المظاهرة من أمام مقر نقابة الصحفيين لتجوب عددا من شوارع العاصمة. وقالت مصادر أمنية ان عدد المشاركين يصل الى نحو خمسة آلاف مُشارك. وشارك في المسيرة حقوقيون ومثقفون وفنانون في المظاهرة التي رفعت شعارات تنادي المقاومة بالصمود في وجه الهجمة الاسرائيلية والعربية. ورفعت صور الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر وصور للرئيس العراقي السابق صدام حسين. وردد المتظاهرون شعارات « غزة غزة رمز العزة » و »يا حكام عار عار بعتوا غزة بالدولار ». وأحرق المتظاهرون أعلاما اسرائيلية. كما وصفوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس « بالخائن والعميل ». وأُحيط المتظاهرون بمئات من قوات الشرطة وتخللت المسيرة اشتباكات خفيفة مع قوات الشرطة عندما ردد الصحفيون « الحرية للصحافة التونسية ». وقال ناجي البغوري نقيب الصحفيين لرويترز « نحن نحاول استخدام كل الوسائل الممكنة للضغط من اجل ايقاف المجزرة التي تحصل لأهلنا في غزة ». وخرج في وقت سابق يوم السبت نقابيون قُدر عددهم بأكثر من عشرة آلاف في مسيرة دعت الى فتح باب الجهاد نصرة للمقاومة في غزة. وخلفت الهجمات الاسرائيلية المستمرة على غزة منذ ثلاثة اسابيع نحو 1199 قتيلا فلسطينيا وأكثر من خمسة آلاف مصاب.  

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ  17 جانفي 2009)


 

 

حمّة الهمامي:

حزب العمال يدين ضلوع مصر والسعودية في

العدوان على غزة، ويندد بتواطؤ النظام التونسي

 
جوابا على سؤال يتعلق بما يدور من خلاف حول عقد القمة العربية صرّح حمّة الهمامي، الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي، بما يلي: نحن نعتبر أنّ النظامين المصري والسعودي ضالعان مباشرة في العدوان على غزة. وفي هذا الإطار فهما مكلفان بمهمّة تتمثل في منع أيّ تحرك عربي مشترك قبل أن تحقق الحرب الإجرامية على غزة أهدافها، وهو ما يفسّر اعتراضهما على عقد أيّ قمّة عربية منذ انطلاق العدوان. كما يفسّر اعتراضهما على عقد قمّة الدوحة رغم أنه لا يُنتظر منها إنجاز ذو بال. وقد يكون إلحاحهما على انتظار قمّة الكويت الإقتصادية التي ستنعقد يوم الإثنين 18 جانفي 2009 لـ »التشاور » في موضوع العدوان على غزة مرتبطا بالأجندة الأمريكية-الصهيونية التي تقضي بمواصلة القتل والتدمير أيّاما أخرى قبل إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد. وفي هذه الحال لا يبقى لقمة الكويت ما تناقش سوى تخصيص بعض المال لإعادة « إعمار » غزة. أمّا النظام التونسي، فإنّ رفضه المشاركة في قمّة الدوحة يعكس على الأرجح خضوعا لضغوط عربية ودولية. لقد برّر هذا النظام عدم مشاركته برغبته في الإعداد الجيّد لأيّ قمّة، وهو كلام لا معنى له بعد 3 أسابيع من العدوان. إنّ النظام التونسي قمع بشدّة المسيرات والتظاهرات التضامنية قبل أن تُفرَضَ عليه. وهو من الأنظمة التي كانت مارست التطبيع مع الكيان الصهيوني. وهو مرتبط ارتباطا شديدا بالولايات المتحدة كما أنه الآن يواجه أزمة اقتصادية تجعله في حاجة إلى الدعم الخارجي. ولا تفصله إلاّ أشهر عن انتخابات عامة يريد أن يجعل منها مناسبة لتكريس الرئاسة مدى الحياة، وهو ما يجعله أيضا في حاجة إلى دعم العواصم الغربية. كل هذا يفسّر انصياعه للمخططات الإمبريالية في المنطقة وانسياقه وراء أكثر الأنظمة العربية ولاء لهذه المخططات. نحن ندين النظام العربي الرسمي، وخصوصا أطرافه الضالعة في العدوان على غزة، وإذ نعبّر عن مساندتنا للمقاومة فإننا لا نرى مستقبلا لأقطارنا إلاّ بتضامن شعوبها ووقوفها ضدّ الثالوث الإمبريالي-الصهيوني-الرجعي لتحقيق طموحاتها في الإستقلال والحرية والديمقراطية والتقدّم  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 17 جانفي 2009)


واجب العلماء حول ما يجري في غزة

 
الجزء الأول من حلقة (واجب العلماء حول ما يجري في غزة) من برنامج  » تأملات في الدين والسياسة  » http://uk.youtube.com/watch?v=LWw0zL_AJVM&feature=related
الجزء الثاني من حلقة (واجب العلماء حول ما يجري في غزة) من برنامج  » تأملات في الدين والسياسة  » http://uk.youtube.com/watch?v=B4Dkx2dajjg&feature=related
 
 
مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي www.ghannoushi.net  


تجمع نسائي أمام مبنى الأمم المتحدة بتونس

 
نظم مكتب المرأة بالحزب الديمقراطي التقدمي صبيحة اليوم الجمعة 16 جانفي تجمعا نسائيا أمام مبنى الأمم المتحدة بتونس للاحتجاج على صمت المنتظم الأممي تجاه جرائم الحرب التي تقترف يوميا ضد الشعب الفلسطيني الأعزل و لمطالبة الأمم المتحدة بلعب دورها في الحفاظ على السلم و الأمن العالميين و شارك في التجمع زهاء الخمسين امرأة وتميز بحضور الفنانة جليلة بكار و كذلك بحضور شبابي لافت و قد رفعت المشاركات الأعلام الفلسطينية و صور المجازر الفظيعة و رددن شعارات تعبر عن الاعتزاز بالمقاومة و تدين العدوان الوحشي و تشكل وفد عن المتجمعات ضم كل من مية الجريبي و جليلة بكار وصفية المستيري و آسيا بلحسن و حفيظة شقير أبلغ المسؤولة الأممية التي استقبلته مشاعر السخط و الاحتجاج التي تجيش في صدور كل التونسيين على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد إخواننا في غزة، و أكد أن سياسة المكيالين المتبعة من طرف العالم الغربي و أن تخلف المنتظم الأممي عن آداء وظيفته التي من أجلها بعث، من شأنه أن يخلف أوخم العواقب على العلاقات بين الشعوب و على الاستقرار و الأمن العالميين و قد سلمت رئيسة مكتب المرأة في الحزب الديمقراطي التقدمي المسؤولة الأممية رسالة موجهة إلى الأمين العام هذا نصها Monsieur Ban Ki Moon, Secrétaire Général de l’Organisation des Nations Unies, Monsieur le Secrétaire Général, A l’appel du Bureau Femme du Parti Démocrate Progressiste des Tunisiennes sont venues se rassembler, aujourd’hui vendredi 16 Janvier 2009, devant le siège de l’ONU à Tunis, pour protester avec véhémence contre la passivité du Conseil de Sécurité face aux crimes de guerre perpétrés par les forces armées israéliennes à l’encontre de la population civile de Gaza. Depuis plus de vingt jours, un crime contre l’Humanité est entrain de s’accomplir dans la Bande de Gaza. Ce crime qui a touché notamment la population civile a fait plus d’un millier de morts (dont 400 enfants et plus de 100 femmes), plus de 5000 blessés (dont la moitié est des femmes et des enfants). Ce massacre des victimes innocentes est d’autant plus révoltant qu’il se déroule dans le mutisme et l’immobilisme de la communauté internationale. En effet, l’Etat d’Israël est entrain de fouler aux pieds le droit international dans l’impunité totale : usages d’armes interdites (bombes au phosphore blanc, DIME); bombardements des maisons d’habitation, des édifices publics (hôpitaux, écoles, ministères, centres de presse…) et destruction de toute l’infrastructure de la zone. Aucune instance internationale n’a arrêté ni même condamné, à ce jour, les agissements de cet Etat. Bien au contraire, face à ces crimes, et malgré les protestations de centaines de milliers de personnes qui défilent tous les jours dans tous les pays du monde, la communauté internationale fait preuve d’une passivité déconcertante, révoltante et irresponsable. Aussi, force est de constater, que 60 années de violences militaires ne sont pas parvenues à imposer une pax israelianae au Moyen-Orient, elles ont au contraire, alimenté une escalade de la violence qui menace la sécurité internationale. Monsieur le Secrétaire Général, Ces citoyennes Tunisiennes vous exhortent à user de vos pouvoirs pour mettre en œuvre tous les mécanismes dont vous disposez pour mettre fin au massacre qui se déroule sous nos yeux et à assurer à la population palestinienne de Gaza indépendance, paix, sécurité et prospérité, droits les plus légitimes dont jouissent la plupart des populations du monde. (المصدر : موقع الحزب الديمقراطي التقدمي)

 


 

إقتراب الوعد الحق وواجب النصرة

 
 
عبد الرحمان الحامدي الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خصنا بخير كتاب أنزل وأكرمنا بخير نبي أرسل ، وأتم علينا النعمة بأعظم دين شرع ، وجعلنا بهذا الدين خير أمة أخرجت للناس أمة وسطا لنكون شهداء على الناس ويكون الرسول علينا شهيدا، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمداً عبد الله ورسوله، أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده وأحيا الله برسالته قلوباً ميتة وأسمع به آذانا صما وبصر به أعينا عمياً وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.   .قال تعالى »إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فعليها، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن ربي غني كريم ». اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم وعلى آله وصحابته وأحينا اللهم على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.   فاللهم منزل الكتاب و مجري السحاب و هازم الأحزاب اهزم الصهاينة و من وا لاهم ومن مدهم بالمال و السلاح و الإعلام  و أنصرنا عليهم إنك على كل شىء قدير و بالإجابة جدير آمين آمين   أيها الإخوة تعيش الأمة هذه الأيام على المستوى النفسي  أوضاعا جد صعبة  بسبب المجازر التي ترتكبها الصهيونية بالليل و النهار في حق شعبنا العربي المسلم في غزة و فلسطين على مرآى و مسمع من العالم المتحضر و أمام حكومات عربية متفرقة وغير مكترثة، أقل ما يمكن أن يقال فيها أن بعضها متخاذل و البعض الآخر متواطئ و قليلة هي الدول الإسلامية و الأجنبية التي كان لقادتها الشجاعة في قول كلمة الحق نذكر من بينها تركيا و قطر و إيران و النرويج و بوليفيا و فينيزويلا.  لقد قال بعض الدعاة المسلمين  كفانا توكلا على الحكام العرب و كفانا تذمرا من تخاذلهم فلقد سقطت ورقة التوت كما يقال و لم يعد هناك ما يمكن أن نضيفه بخصوصهم فحسبنا الله و نعم الوكيل فيهم و فيمن إتبع خطاهم عن تخاذل أو عن طمع.
 

بسم الله الرحمان الرّحيم تركيا القوة الإقليمية الناشئة لملئ الفراغ العربي وانتفاضة أردوغان الشرق أوسطية..

  

 
صدق من قال : الطريق ليس صعبا ولكن  الصعب هو الطريق لابد أن يأتي اليوم الذي يتحقق لدى الجميع بضرورة الحوار بلا استثناء او اقصاء ألمن يحين بعد الأوان للعودة كما كنّا أكثر اتحادا وأكثر إلتحاما و أخوة. كيف نحقق الانفراج و الوئام والعيش المشترك؟ توقفت القافلة لتعود المسير من جديد هل يمكن تحقيق المصالحة بدون الحوارالوطني «التضحية أساس النجاح» و تجفيف منابع الإقصاء و عنف الدولة في تونس  كيف تغيير موازين القوى في الواقع الدكتور الصادق شورو : « أقول لمن يريد توجيه رسالة ترهيب من خلال إيقافي إنه أخطأ العنوان ». ان معركتنا الحقيقية هي ضد الاستبداد ومن اجل استرجاع حقوق المواطنة دون استثناء او اقصاء إنّ إعادة الدكتورالصّادق شورو للسّجن.. هو رسالة إقصاء و استعلاء مضمونة الوصول ترفض الحوارمع المخالف للرأي و طي صفحة الماضي شعار ابن تونس البار البطل الشجاع فرحات حشاد المناضل الوطني والقائد النقابي والزعيم السياسي والمصلح الاجتماعي، رحمه الله رحمة واسعة: «التضحية أساس النجاح»  « قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله« (سورة يوسف 108)

(الجزء 4/7 )

بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس باريس في 16 جانفي  2009 إسرائيل تواصل قصفها على قطاع غزة المنكوبة : نقلت وكالة الأنباء الليبية تصريحا مقتضباً للقائد الليبي دعا القائد الليبي معمر القذافي العرب إلى فتح باب التطوع للقتال مع الفلسطينيين .  وقال الأمير تركي الفيصل المدير السابق لجهاز الاستخبارات السعودية العامة،: إنه « يتمنى الاستشهاد في سبيل غزة »، التي تواجه عدوانا إسرائيليا متواصلا منذ يوم 27-12-2008، أسفر حتى يوم  16-1- 2009 يرتفع إجمالي عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 1190 شهيدا، بينهم 410 أطفال، ونحو 110 نساء، و15 من الطواقم الطبية، وأربعة صحفيين، وثلاثة من الأجانب وأصيب 5280 بينهم 1745 طفلا، ومن بين المصابين 400 في حالة خطرة. قال الأمير تركي الفيصل في كلمة بمناسبة افتتاح المنتدى الأمريكي – الخليجي بالعاصمة السعودية الرياض، الذي سبق ان شغل منصب سفير بلاده في واشنطن: « أتوق إلى الاستشهاد في سبيل الله، وأن أكون على خطى من استشهد من أطفال ونساء وشيوخ في غزة ». وأضاف: « كفي.. كفى، لقد بلغ السيل الزّبى، كلنا اليوم فلسطينيون، نتوق إلى الاستشهاد في سبيل الله، وفي سبيل فلسطين، غير مبالين لأي تبعات، وفي خطى من استشهد من أطفال ونساء وشيوخ في غزة ». واستشهد الأمير تركي بمقولة للعاهل السعودي الراحل، الملك فيصل بن عبد العزيز، وهي: « حينما أتذكر حرمنا الشريف ومقدساتنا التي تنتهك وتستباح، وتمثل فيها المخازي والمعاصي والانحلال الخلقي، فإني أرجو الله مخلصا، إذا لم يكتب لنا الجهاد وتخليص هذه المقدسات، ألا يبقيني لحظة واحدة على قيد الحياة ». وخاطب الأمير تركي الفيصل الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما قائلا: إن « إدارة بوش ورطتك وتورطك في إرث تشمئز له النفس الزكية، وفي موقف أرعن لما يحصل في غزة من مجازر، وسفك لدماء الأبرياء ». وأنه طالب أوباما بـ »انتهاج سياسة شاملة تتعامل مع جميع القضايا الساخنة في المنطقة بمسئولية، من ضمنها الدعوة إلى انسحاب مباشر للقوات الإسرائيلية من مزارع شبعا في لبنان، وتشجيع مفاوضات السلام الإسرائيلية – السورية ». ان ما يحدث في غزة هو مخطط لتصفية القضية الفلسطينية ولفرض التسوية الأمريكية الإسرائيلية على المنطقة ، و أن توقيت العدوان لم يكن محض صدفة وإنما كان مخططا له بعناية. وكان من المقرر فرض التسوية قبل عام 2006 ، إلا أن فوز حماس في الانتخابات التشريعية كان المفاجأة التي لم تتوقعها أمريكا وإسرائيل ، الأمر الذي شكل عقبة كبيرة أمام تلك التسوية ولذا بدأت إسرائيل حصارا غير مسبوق ضد حماس وعندما فشل في تحقيق أهدافه ، قررت التدخل العسكري المباشر خاصة وأن الذين اعتمدت عليهم في المنطقة لتحقيق هذا الأمر لم يكونوا في المتسوى المطلوب . إن توقيت العدوان على غزة كان مدروسا من كافة النواحي، فهو جاء في وقت تقترب فيه الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية كما تزامن مع فراغ في السلطة بالولايات المتحدة التي تعيش مرحلة انتقال السلطة من بوش لأوباما وهي وإن كانت واثقة من تأييد بوش وأوباما ، إلا أنها استبقت تنصيب الرئيس الجديد لأنها تعلم كل العلم أن السياسة الأمريكية تكاد تكون مشلولة في هذا التوقيت. و أن أوباما كان على علم بالعدوان الإسرائيلي قبل وقوعه ، اذ أن الجيش الإسرائيلي لم يكن أمامه من فرصة مناسبة غير هذا التوقيت الذي يوجد فيه فراغ في السلطة بأمريكا لاستعادة جزء من قوته الرادعة بعد الفشل الذريع الذي واجه الجيش الإسرائيلي في حرب تموز2006 في لبنان. وتأكيدا على أن ما يحدث ليس صدفة ،فانه من المتوقع  اذا نجحت أمريكا وإسرائيل في إضعاف المقاومة في غزة فإن إيران تصبح الهدف التالي في الترتيب مثلما كانت سوريا مستهدفة خلال حرب تموز 2006 ، إلا أن الرياح لا تجري حسبما تشتهيه السفن و نتائج  الواقع أجهض هذا المخطط.  ان الاوضاع في قطاع غزة واتهام حكومة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته من قبل جامعة الدول العربية بعرقلة الجهود التي يبذلها الوزراء العرب بالامم المتحدة لاستصدار قرار من مجلس الامن لوقف الحرب من أجل إتاحة الفرصة لاسرائيل لمواصلة حربها مشيرة الى اجتماع قد يعقده وزراء الخارجية العرب بعد عودة الوفد العربي من نيويورك لدراسة تقرير اللجنة التي شكلت بقرار من الاجتماع الطارئ الاخير لوزراء الخارجية بالقاهرة. كما يتجه الاهتمام نحوغزة التي تشهد مجزرة اسرائيلية قل نظيرها في التاريخ الحديث متحدثة بتوسع عن تفاصيل العدوان البري والجوي والبحري الاسرائيلي الذي تجاوز عدد ضحاياه من الشهداء عتبة 700 نفس بشرية ومن الجرحى عدة الاف اخرين في ظل تخاذل وصمت مريب في عواصم القرار السياسي الدولي . اتهم الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر إسرائيل بأنها هي التي انتهكت الهدنة مع « حماس » في غزة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني عندما شنت هجوما على أحد الأنفاق في القطاع، مشيرا إلى انه كان بإمكان إسرائيل بسهولة أن تتفادى اجتياح غزة. مع العلم ان جيمي كارتر كان رئيسا للولايات المتحدة الامريكية بين عامي 1977 و1981، وقد أسس في العام 1982 مركز كارتر وهو منظمة غير حكومية تعنى بتعزيز السلام والصحة في العالم. وقال في مقالة بصحيفة « واشنطن بوست » « أعلم من ارتباطي الشخصي بأنه كان بالإمكان بسهولة تفادي الاجتياح المدمر لغزة ». اذ ذكّر باتفاق الهدنة الذي وافق عليه الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني في 19 حزيران/ يونيو والذي نص على أن توقف حماس إطلاق الصواريخ وأن تسمح إسرائيل بعودة الإمدادات الإنسانية إلى غزة إلى المستوى الطبيعي الذي كان قبل انسحاب إسرائيل من القطاع في العام 2005. أما الجهود الدولية المبذولة لوقف هذه المأساة الانسانية التي طالت كل بيت في غزة و المساعي التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ساركوزي لنتائج الجولة المكوكية لزعيم الاليزيه مخيبة للامال على خلفية الردود الاسرائيلية الرافضة لكل جهود التهدئة واستمرار الاحتجاجات والمواقف المنددة في جل عواصم العالم وبصورة غير مسبوقة بالاستباحة الاسرائيلية لقطاع غزة . إنتفاضة أردوجان زعيم العالم الاسلامي : أن رد الفعل التركي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة كان لافتا؛ نظرا لحدته وقوة انتقاده لإسرائيل، بشكل لم يفعله أي طرف آخر؛ « فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نفسه قد حمل حماس مسئولية ما يجري، وقدم معلومات استخباراتية لإسرائيل عن قادة حماس؛ ومصر قد رفضت مرارا فتح معبر رفح المنفذ الوحيد للفلسطينيين؛ والرئيس الإيراني يغتنم الفرصة بإعلان قرب زوال إسرائيل ». أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان سارع إلى كشف المستور في هذا الشأن و هو الذي وصف بالرجل الشجاع و البطل الهمام في هذه اللحظة بجانب الصامدين الشرفاء في غزة. هذا الرجل الزعيم للعالم الاسلامي لم يقتصر في رد فعله على إدانة الحرب البربرية الهمجية الإسرائيلية ضد غزة أو التحرك سريعا لوقف العدوان عبر زيارة عدد من الدول العربية وإنما جاهر أيضا بالحقيقة ، متحديا زعماء أمريكا والاتحاد الأوروبي الذين زعموا أن إسرائيل تدافع عن نفسها وأن حماس تتحمل عواقب ما يحدث ، أي أن الضحية وفقا لادعاءاتهم أصبحت هي الجاني وأصبح الاحتلال هو المجني عليه. أردوجان لم يعجبه الاستخاف بعقول البشر وتزييف الحقائق ، وأدلى بشهادته للتاريخ على مرأى ومسمع العالم ، مؤكدا أن المزايدات الانتخابية وليس غيرها هى من تقف وراء المجازر التي يشهدها قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 27 ديسمبر2008 . ففي تصريح أدلى به في 5 جانفي 2009 ، حمل رئيس الوزراء التركي بكل شجاعة وقوة إسرائيل مسئولية ما آلت إليه الأوضاع في غزة لعدم التزامها بالتهدئة ورفع الحصار عن القطاع ، مؤكدا أن إسرائيل هي التي قامت باستفزاز حركة حماس لأنها لم ترفع الحصار ، في الوقت الذي التزمت فيه حماس كليا بالتهدئة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل كشف المسكوت عنه بخصوص العدوان الصهيوني ، موضحا أن إسرائيل رفضت عرضا تركيا للوساطة مع حماس بعد انتهاء التهدئة التي استمرت 6 شهور منذ 19 جوان إلى 19 ديسمبر 2008 والتي كانت بوساطة مصرية. وأضاف أنه عرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال زيارته لأنقرة قبل أيام قليلة من بدء العدوان الوساطة مع حماس لتمديد التهدئة إلا أنه راوغ وأخبره أنه سيبلغه برده بعد التشاور مع وزراء حكومته ، إلا أنه فوجيء ببدء العدوان الهمجي على المدنيين الأبرياء في غزة ، قائلا : » إنه ذهب للهجوم على غزة، لذا اعتبرت ما حدث إهانة وتعبيرا عن عدم الاحترام لتركيا ». وفي تهديد لإسرائيل ، قال أردوجان : » إسرائيل لم تحترم تركيا بشنها عدوانا على غزة ، عندما أقول إن إسرائيل وجهت إهانة لتركيا فإنني أعني الكثير الذي يجب أن تقرأه إسرائيل بين السطور » هذه العبارة أكدت أن أنقرة بدأت تضيق ذرعا من تصرفات تل أبيب وأنها قد تعيد النظر في تعاونها معها إذا واصلت عدوانها البربري الذي يهدد كافة دول منطقة الشرق الأوسط بما فيها تركيا ، وهذا ما أشار إليه أردوجان بالفعل ، قائلا إن على إسرائيل أن تنتبه لأنها تسير في الطريق الخاطئ وتعمل على إضعاف علاقاتها مع دولة صديقة مثل تركيا. التهديد السابق كان الأقوى الذي يصدر من دول العالم بل إنه أحرج بعض الحكومات العربية التي التزمت الصمت تجاه ما يحدث وكأن غزة من عالم آخر ، بل والمثير للانتباه أن هناك أصواتا ظهرت في العالم العربي تشكك في نوايا تركيا الحقيقية من وراء تلك التصريحات، مدعية أن زيارة أردوجان لعدد من الدول العربية فور وقوع العدوان والتصريحات التي أدلى بها على هامش الزيارة تأتي في إطار محاولة تركيا لعب دور إقليمي أكبر في العالم العربي وعدم ترك الساحة لإيران وإسرائيل. تلك الأصوات مردود عليها بأن تركيا إن كانت تسعى لمصلحتها فهذا أمر لا يسيء لها بقدر ما يسيء للعرب لأنهم هم من التزموا الصمت وتركوا مصيرهم بيد الآخرين ، كما أن تحرك تركيا لم يسيء لنا في شيء بل إنه فضح إسرائيل ولان مثل تلك المواقف التي تحقق مصالحها ومصالحنا في الوقت ذاته . يحتفظ حزب العدالة والتنمية بعلاقات طيبة مع الأحزاب الإسلامية نظرا لجذور الحزب الإسلامية. ورغم كون هذه العلاقات غير مباشرة، فإنه يستطيع أن يقنع حماس والأحزاب الإسلامية الأخرى بأمور ما، ومن ثم فإن العدالة والتنمية مرشح لأن يلعب دورا كبيرا في الفترة المقبلة. آفاق الدور التركي : ولكن هل ثمة عوائق تحد من هذا الدور التركي المتوقع في المرحلة المقبلة؟ أي هل هناك حدود ومقدرات على مستقبل دور تركيا في منطقة الشرق الأوسط؟… في هذا السياق يشدد المحللون الأتراك على أنه لا بد من النظر داخل تركيا وخارجها بموضوعية. ويعزي بعضهم ذلك لعوامل خاصة بطبيعة الأطراف الأخرى، الدولية والإقليمية، فيما يرى آخرون أن تقييدات الدور التركي تنبع بالأساس من مثالية مقولات داوود أغلو. من جانبه، يشدد الكاتب « أزقان إسلام » على أنه لدى الحديث مستقبليا عن الدور التركي، فيجب النظر إلى الأحداث وإلى تركيا ذاتها بعيون موضوعية. ويؤكد على ضرورة عدم المبالغة في الدور التركي، قائلا: « العرب عادة ما يبالغون في دور تركيا في المنطقة ». ويشير « أزقان » إلى أن تركيا لا تستطيع لعب دور في القضايا الكبرى في المنطقة، فهذه القضايا تتجاوز تركيا والمنطقة كلها، ولكن ذلك لا يعني أن تركيا ليس لها دور بل هناك دور لا بأس به يكبر يوما بعد يوم وإن كان ببطء ». ويرى « فايق بولوت » أن توسيع نفوذ تركيا الإقليمي، ودورها المستقبلي سيما في الشرق الأوسط، سيكون محكوما بعدة عوامل، أبرزها: أولا: علاقة تركيا بالولايات المتحدة الأمريكية؛ فوصف مراكز الأبحاث الأمريكية المرموقة -مثل « راند » و »كارنيجي »- لتركيا بأنها الدولة النموذج الذي يجب أن تعتمد عليه الولايات المتحدة، قد يؤثر على دور تركيا الإقليمي، حيث سيتم النظر إليها على أنها تابع للولايات المتحدة، وبالتالي قد تتأثر علاقاتها بقوى المقاومة في المنطقة مثل حماس، والتي تحظى بالقبول لديها الآن. ثانيا: أجندة السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة، فهي قد تعتمد على تركيا بشكل كبير في آسيا الوسطى. والأمريكيون الآن يتحدثون عن (آسيا الوسطى الكبرى) فيما يغيب (الشرق الأوسط الكبير أو الجديد). وبالتالي ستشكل تركيا منصة الانطلاق إلى تحقيق ذلك، وستكون بمثابة ركيزة السياسة الإستراتيجية الأمريكية تجاه آسيا الوسطى، ولكن ذلك سيكون محكوما بمدى توافق المصالح التركية مع الأمريكية، أما الشرق الأوسط فتتعدد أطرافه وتتشابك إلى القدر الذي يجعل الدور التركي ثانويا، أو أوليا حسب مقتضيات الحال. ثالثا: أن تنامي الدور التركي في المنطقة قد يخلق حساسيات لدى الدول الإقليمية الرئيسية مثل مصر التي قد تعتبر تنامي الدور التركي على حساب تراجع دورها الإقليمي، وهو ما ينطبق على إيران حيث لديها نفس الحساسية، وربما هذا ما يفسر تصريحات بعض المسئولين الإيرانيين بأن الدور التركي لن ينجح في التوصل إلى تسوية لعدوان غزة. أما المحلل السياسي « محمد كالونسي »، فهو ينتقد فكرة الدولة « المركزية » التي ينادي بها داوود أوغلو، قائلا: « يبدو كلام أوغلو ضربا من التفكير المثالي، وأن تركيا أصلا دولة « طرفية » مثلما هي دولة « مركزية »؛ فالسياق الجغرافي يحتم عليها ذلك. أما كون الحديث عن دولة مركزية تكون فاعلا عالميا، فهذا ما يحتاج إلى أجيال كثيرة قادمة؛ ولذا فإن « حزب العدالة والتنمية لن يمكنه سوى أن يقوم بخطوة على طريق تحقيق درب الخطوة الكبرى ». وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، يرى « كالونسي » أن تركيا لن يمكنها أن تتبع سياسة أوغلو، طالما لم تتغير أنماط القيادة في هذه الدول، مما يقلل من قدرة تركيا لقيادة أي تغيير هيكلي في سياسات القوة في المنطقة أو في مقاربات القوى الدولية الكبرى تجاه المنطقة. ويقول المحلل التركي إن « الدرس الوحيد الذي يجب أن تلاحظه تركيا أنه طالما أن هذه النظم السلطوية ما دامت موجودة في منطقة الشرق الأوسط، فإن أنقرة لا يجب أن تتوقع أن تكون قادرة على إعادة تشكيل وتنفيذ سياسة دائمة بالتعاون مع قادة هذه الأنظمة السلطوية ». وبالرغم من ذلك، يرى « كالونسي »، أنه « بوسع تركيا، سواء بقيادة حزب العدالة والتنمية أو غيره من الأحزاب، أن توسع من نفوذها الإقليمي في المنطقة.. لكن لا يجب أن تتوقع أنقرة من إسرائيل أن تغير من سياساتها تجاه الفلسطينيين، ولا أن يتخلى الزعماء العرب عن ترددهم التقليدي في اتخاذ أي خطوة أو فعل.. المجازر تستهدف الأطفال والمدنيين بالأساس : إن الأصوات تناست أن هذا الموقف الشجاع لم يكن الأول من نوعه لأردوجان فهو من تحدى الضغوط الأمريكية ورفض فتح الأراضي التركية أمام القوات الأمريكية خلال غزوها للعراق في عام 2003. والأهم أن تصريحات أردوجان أثارت غضب علمانيي تركيا واللوبي الصهيوني في الغرب كما وصفتها إسرائيل بأنها عاطفية وتنبع من اعتباره مسلما ويمثل حكومة ذات جذور إسلامية ، أي أنه بات في مواجهة مشاكل قد تزيد من المعارضة الداخلية لسياسة حكومته وقد يستغلها الغرب للحيلولة دون ضم تركيا للاتحاد الأوروبي. ورغم هذا لم يتراجع أردوجان ، بل إنه واصل تحديه لتواطؤ الغرب مع العدوان الإسرائيلي ، مؤكدا أنه لم تكن عاطفة وإنما عبر عن موقف سياسي جاد وإن كان عليه الاختيار فإنه سيتعاطف مع غزة من منطلق إنساني بالأساس ، مخاطبا إسرائيل بالقول : »عندما تعرض أجدادكم للظلم والطرد من أوروبا ، نحن من وقفنا معهم ووفرنا لهم مأوى في أراضينا ، أنا حفيد الدولة العثمانية التي قامت بهذا الإجراء الإنساني ». وأضاف في تصريح أمام البرلمان التركي في 6 يناير أن الفلسطينيين لهم الحق في الحياة الكريمة مثل إسرائيل ، مؤكدا أن حصارها لغزة حول القطاع إلى ما يشبه معسكرات الاعتقال ولذا فإنها بأي حق تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. وفي تحذير شديد اللهجة لإسرائيل ، أضاف أردوجان أنه لا يمكن مسامحتها على ما ترتكبه في غزة ، وتساءل  » أين المنظمات الحقوقية والمحاكم المختصة بانتهاكات حقوق الإنسان ؟  » ، مخاطبا وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني بالقول : » اتركوا عنكم حسابات الدعاية الانتخابية ، سيحاسبكم التاريخ وسيذكر أفعالكم على أنها بقعة سوداء في تاريخ البشرية « . و أحرج الغرب ، قائلا : »في أزمة جورجيا سارعتم بالتدخل ، أما في العدوان على المدنيين في غزة لم تحركوا ساكنا ؟ هذا تصرف غير مقبول وغير مبرر » ، مؤكدا أن تركيا ستواصل دعم الفلسطينيين في غزة ، وستقوم بوصفها عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي بعرض وجهة نظر حماس التي تثق في تركيا ثقة كاملة و أن لحماس أن تثق في هذا الرجل الشجاع الذي قال كلمة حق في عالم تراجع فيه الضمير والأخلاق ونصرة المظلوم لصالح شريعة الغاب. وهكذا يتضح أن العرب كلهم خاسرون ، ولكن الخاسر الأكبر من هذه الحرب على غزة هي إسرائيل ، لأن الحديث عن شيء اسمه سلام لم يعد ممكن قبل سنوات كثيرة ولاسيما بعد مشاهدة ضلال الدم وقتل الأطفال والنساء التي ساهمت في مضاعفة  الكراهية لإسرائيل في قلوب المسلمين و العالم، اذ ان الدول الأكثر تأثيرا فى المنطقة هم أربعة، وهى إيران وتركيا فى الشمال وإسرائيل ومصر فى الجنوب، إلا أن إسرائيل ليس لديها إلا القوة المسلحة، وبالتالى دورها أقل، وأنها كسبت الكراهية من الجميع.  وبعث النائب جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع البرلمانية، برسائل عاجلة لوزير الحرب الإسرائيلي ايهود براك ومنظمة الصليب الأحمر ومنظمة الإغاثة الإنسانية بالأمم المتحدة، طالب فيها بالتحقيق فوراً في قيام الجيش الإسرائيلي بأسر مواطنين بغزة وإعدامهم وإخفاء الجثث عن عائلاتهم. وقال النائب انه تلقى اتصالات هاتفية من مواطنين في غزة، أكدوا أن الجيش الإسرائيلي قام بخطف مواطنين وأسرهم وإعدامهم، داعيًا الجهات الثلاث بالتحقيق الفوري فقتل الأسرى محرما ً حسب القانون الدولي وقوانين كل دول العالم. وأضاف: » إن هناك جرائم فظيعة ترتكب في قطاع غزة وما يشاهده الناس عبر شاشات التلفزيون هو جزء قليل جداً مما يحدث على الأرض.. يجب فضح هذه الجرائم والشروع حالاً بتقديم القيادات الإسرائيلية المسؤولة عنها للمحاكم الدولية بتهمة إرتكاب جرائم ». القنابل الفوسفورية الامريكية الصنع :  كشفت صحيفة « التايمز » البريطانية أن إسرائيل استخدمت قنابل بالفوسفور الابيض ـ أمريكية الصنع ـ وتعتبر من الذخائر المثيرة للجدل منذ أن شنت عدوانها على قطاع غزة قبل ثلاثة عشر يوما، مشيرًة إلى أنها تعرفت على قذائف الفوسفور الأبيض من خلال صور أوردتها الصحف لمخزونات ذخائر للجيش الإسرائيلي التقطت عند الحدود مع غزة. وأضافت بأن هذه القذائف « ام 825 ايه 1″ ما يشير الى قنابل بالفوسفور الأبيض أميركية الصنع، مشيرًة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم هذه القنابل لإثارة ستارة من الدخان في ميدان المعركة، كما ذكرت أن لديها أدلة على أن مدنيين فلسطينيين أصيبوا بهذه القنابل التي تتسبب بحروق بالغة، كما أوردت شهادات عدد من عناصر الأجهزة الصحية في مدينة غزة قالوا: » إنهم شاهدوا أو عالجوا مصابين يشتبه بأنهم تعرضوا لمثل هذه القنابل ». الانتهاكات القانونية : أكدت مصادر قانونية أن الكيان الصهيوني ينتهك كل القوانين والاتفاقيات الدولية في حق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين ويمارس ضدهم كل أساليب التعذيب والانتهاكات، معددةً للانتهاكات الإسرائيلية لإتفاقيات جنيف الاربع بحق الأسرى الفلسطينيين واستخدام الشباب الذين دخلوا اسرائيل للبحث عن عمل استخدمت أجسادهم حقل تجارب لاختبار أثر الأسلحة على جسم الإنسان وأن عمليات التعذيب الممنهج للأسرى الذي يمارس في السجون وأن 95 شهيدا في السجن  منهم 36 لقوا حتفهم أثناء التعذيب وأن 1500 سجين يعانون من أمراض مستعصية إضافة 1500 عائلة منعت عائلاتهم من الزيارة  من قطاع غزة وأكثر من 200 عائلة من الضفة الغربية وهناك سجناء منذ سبع سنوات لم يروا عائلاتهم كما أن 200 أسير تم تصفيتهم اثناء الاعتقال وأكدوا أن القانون الانساني الدولي لا يجيز سجن الاسير أو أن يتعدى الاحتجاز 30 يوما في حين أن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين يدخلون موسوعة جينتس بقضاءهم عشرات السنين رهن الاعتقال اضافة لاستخدامهم كدروع بشرية أثناء مداهمة المنازل وكل هذه الانتهاكات تخالف القوانين الدولية واتفاقيات جنيف، لافتين أيضًا إلى أن إ سرائيل تسعى لسن قوانين منها: قانون إباحة التعذيب لإنتزاع الاعتراف, وقانون حرمان زيارة أهل السجين وحرمان التقاء السجين بمحاميه إضافة إلى عدم ملاحقة ضباط المخابرات قانونياً. و يذكر أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة وصل إلى 763 شهيدا بينهم 219 طفل و89 امرأة، بينما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 3100 جريح, بحسب مصادر طبية فلسطينية.) و هذا العدد في ازدياد. لا بد أن يأتي اليوم الذي يتيقن فيه الجميع أنه لا حل لمشكلات البلاد إلا بحوار لا يقصي أحدا ولا يستثني فكرا ولا مرجعية ، ولا بد  من تغيير طريقة التعامل مع ملف حركة النهضة وقيادتها بتمكين المغتربين من العودة إلى وطنهم والمسرحين من استرجاع حقوقهم ووقف المضايقات المسلطة عليهم. أزمة البلاد ليست أزمة  نصوص بل هي أزمة ممارسة وقد سارع العديد من الاحواب السياسية والمنطمات الحقوقية بالمطالبة بإطلاق سراح الدكتور الصادق شورو فالمطلوب من جميع قوى الحية في البلاد و محبي السلام المسارعة بالامضاء على هذه العريضة ([1]). اعتقال رئيس حركة النهضة  : اعتقل يوم الجمعة 21 نوفمبر  2008 السجين السياسي السابق وعندما اعتقل في بداية التسعينيات كان الدكتور الصادق شورورئيسا لحركة النهضة استجوب من قبل فريق من أعوان إدارة أمن الدولة حول التصريحات التي أدلى بها لموقع  » اسلام أون لاين  » فإن اعتقال د. شورو جاء على خلفية إدلائه بتصريحات لم تلق قبولا من السلطات التونسية، عقب الإفراج عنه مؤخرا، وخاصة تصريحاته لشبكة « إسلام أون لاين. نت » وقناة « الحوار » اللندنية، قال فيها إن حركته لم تتصدع تنظيميا، وإنها بصدد العودة إلى العمل السياسي العام.( القضية عدد 39848 )    التحقيق مع القيادي السابق الحبيب اللوز: وقع التحقيق مع السجين السياسي السابق الحبيب اللوز ، إذ علمنا أنه وقع استدعاءه عشية الإثنين 24 فيفري 2008 ، إلى المنطقة الأمنية بمدينة صفاقس ، فذهب عشية الثلاثاء 25 نوفمبر 2008 على الساعة الرابعة بعد الزوال فوقع التحقيق معه حول نشاطه الدعوي ، وإتهموه  بأنه يعمل ضمن خطة جديدة متكاملة لحركة النهضة ، ولكنه شرح لهم أنه يتصرف ضمن خطة فردية خاصة به أساسها فك الإرتباط بين ما هو سياسي وما هو دعوي ، ضمن رؤية وطنية وليست حركية ، أساسها تأطير الصحوة في تونس وتهذيبها وترشيدها حتى لا تنفلت إلى مزالق العنف , وإلى الرؤى التكفيرية المغالية ، وتوجيهها إلى التمسك بالسماحة والإعتدال والوسطية من أجل صالح البلاد والعباد وشباب الصحوة . وقد تعرض للإستفزاز من قبل أحد إطارات البوليس السياسي ، الذى خاطبه بقوله : « أنت تتعذر بهذه الأسباب لأنك تخاف من العودة إلى السجن « ، وهو ما أثاره ، فردّ عليهم بحدة وبصوت مرتفع : « أنا لا أخاف السجن ومستعد للعودة إليه « ، وما صرح به هو من صلب قناعاته الشخصية . و بعد نقاش طويل حول الإمضاء على محضر أعدوه له مسبقا ، وحاولوا إجباره بالقوة على الإمضاء بإبهامه ، وقد أطلق سراحه على الساعة التاسعة ليلا من نفس اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2008  . فإلى متى يستمر مسلسل خرق القانون من طرف المكلفين باحترامه و تطبيقه والمضايقات للمساجين المسرحين ومنعهم من التعبير والإجتماع وممارسة حياتهم بحرية دون الإعتداء على حقوقهم الطبيعية التى يكفلها لهم القانون والدستور؟ إن الذين أُطلق سراحهم.. شموع أريد إطفاءها فكانت نجوما وكلما تراشقتها سهام العداء ازدادت نورا على نور في عيون الأهل والأقارب وفي عيون قطاع كبير من الشعب التونسي.. إن الأسود الذين أريد قهرها بحبسها خلف القضبان لعلها تتحول إلى كلاب صيد أو قطط أليفة الولاء والطاعة.. أبوا أن يحققوا لجلاديهم هذه المتعة.. فمرت سنة وراء سنة.. وسبعٌ على سبع على سبع أشابت الولدان وشيعت رجالا أحرارا ونساء فاضلات وشيوخا وعجائز إلى مثواهم الأخير وأحرقت قلوبا كانت آمنة في سربها وحطمت أحلاما استوت على سوقها وكسرت آمالا طالما داعبت الآلاف من التونسيين.. إلى الصامدين لقد هبت عليكم عواصف الرعب والموت والعذاب والجحيم فما وهنتم وما بدلتم وما غيرتم وما توليتم ولا نكستم الرايات ولا خنتم ولا غدرتم ولا تبتم ولا نبتم ولا ساومتم رغم طول المحنة ولا هُنتم ولا استسلمتم للقبضة البوليسية الصارمة.. فكان لكم الشرف والمجد.. فإذا أنتم كالجبال الشامخة رغم ما حل بأجسامكم من خراب وتدمير وسرطان يسري في الأوصال.. وأمراض مزمنة هي صورة رائعة للاستبداد . إن كان للاستبداد صورة رائعة غير تلك التي أرغمونا قسوة على الافتخار بها والتسبيح بآلائها في وطننا العربي الكبير الذي لم يفلح إلا في سحق الأبرياء  بتعلة هيبة الدولة والمحافظة على دولة المؤسسات والقانون. دولة المجتمع المدني والحريات وهل ما يجري للمحجبات في تونس إلا قمة في الحرية والعدل والعمران!!!.. أنتم رجال بمعاني الرجولة الكاملة.. أقولها لكم رغم أنني طلقت الحزب الذي من أجله تحملتم الأهوال..و كلمة حق سيكتبها التاريخ لكم أنكم أبطال في صبركم رغم النهاية المظلمة التي انتهينا إليها جميعا.. حين استهدفت النهضة  النظام وناصبته العداء فناصبها هو عداء بعداء كان أشد وأنكى.. وأولى بما تبقى من رموز هذه الحركة المشلولة أن يوقفوا الاستنزاف فيعترفوا أنهم أخطؤوا وتسرعوا واستهانوا بخصمهم ولكنهم ظلوا على تعنتهم حفظا لمصالحهم ومطامعهم التي يحميها لهم هذا التنظيم الكسيح المقعد المشلول المستبد الذي لم ينجح في شيء مثلما نجح في وأد كل مبادرة تحاول أن تخرج إلى النور بهداية أو رشاد أو بحل أو بمبادرة تحاول خرق جدار الصمت.. في الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان :  أعدّ السيد سامي نصر ([2]) تقرير أكاديمي متميـّز عن حقوق الإنسان والمتابعين للشأن الحقوقي والسياسي في تونس. ارتكز هذا البحث على قضيّة « الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّض لها المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان بتونس » منذ بداية التسعينات، و جملة المبررات والدوافع لاختيار هذا الموضوع بالذات، و نذكر منها على سبيل الذكؤ لا الحصر تفاقم ظاهرة الاعتداءات والمضايقات على المدافعين والمدافعات خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت هذه الفئة أكثر استهدافا من قبل البوليس التونسي و كل مؤسسات الدولة التي أصبحت تأتمر بإمرته. و كذلك غياب رؤية إستراتيجية واضحة من قبل المدافعين والمدافعات تجاه الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّضون لها، إذ عادة ما تقتصر ردود فعل المدافعين على بعض البيانات أو المقالات التي لا تتجاوز عالم الإعلام البديل (الانترنت) وأحيانا بعض الفضائيات. استنتج الباحث أنّ ظاهرة الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّض لها المدافعون والمدافعات لم تعد مجرد انتهاكات عابرة أو تجاوزات شخصيّة للبوليس التونسي، بل أصبحت عمليّة منظمة ومهيكلة وتندرج ضمن إستراتيجية واضحة ومحددة، تستهدف: إهانة المدافع والمدافعة، وحرمانه من أبسط حقوق المواطنة، وتشويه صورته، وعزله عن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه من خلال ضرب كل أشكال العلاقات الاجتماعيّة… إضافة لمحاربته في موارد رزقه أو موارد رزق أفراد عائلته. وارتفاع نسب الاعتداءات والمضايقات على المدافعين والمدافعات، إذ سجل الباحث 4421 حالة اعتداء ومضايقة ارتكبت منذ بداية التسعينات إلى الآن. ان المؤسسات المتورطة في الاعتداءات لم تعد وزارة الداخليّة تحتكر لوحدها الاعتداءات على المدافعين والمدافعات، بل أصبحت العديد من مؤسسات الدولة والحزب الحاكم تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في هذه الاعتداءات والمضايقات . الطابع الممنهج والمنظم للاعتداءات فالقراءة التحليليّة لأشكال الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّض لها المدافعون والمدافعات وظروف وطريقة ارتكابه تؤكد الطابع الممنهج والمنظمة، فمرتكبي الاعتداءات يدركون جيّدا أهدافهم القريبة والبعيدة، ويحسنون اختيار الطريقة التي يتم بها ارتكاب الاعتداءات، وكيفيّة حماية أنفسهم ليتجنبوا أي شكل من أشكال المتابعة والملاحقة القضائيّة… و اقتحمت السلطة عالم الإعلام البديل (الانترنت ) الصحف والمواقع الالكترونيّة، والمدونات الشخصيّة الالكترونيّة… حكرا على المدافعين والمدافعات يلتجئون إليها بعد أن تم حرمانهم من مختلف وسائل الإعلام الرسميّة والغير الرسميّة، إذ أصبحت السلطة تعتمد في محاربتها للمدافعين والمدافعات وتشويه صورهم والرد على كل إصداراتهم عبر مواقع متخصّصة في ذلك مثل موقع « بالمكشوف »، وموقع « تونس بلادي »… ونحن ليست لدينا أوهامًا نعلم ونعلم أن ميزان القوى اليوم هو في صالح السلطة، وسنعمل ما استطعنا إلى تحلويله و تغيير ذلك ما استطعناً، لدفعها إلى لحظة تفاوض جدي ومسئول مع قيادة الداخل لا غيرحول الحد الأدنى المقبول من المواطنين لضمان الحياة الآمنة والكريمة في بلادهم التي ليست لهم بلد غيره اذ ان لهم حقوق وعليهم واجبات مثل غيرهم لا اكثر ولا أقل. ونعبر عن رفضنا للقوانين الجائرة التي تخنق الحياة السياسية ومنها قانون الأحزاب والجمعيات والصحافة وندعو الجميع إلى النضال من أجل  إلغائها، و نعتبر أن محاكمة الدكتور الصادق شورو هي بكل المقاييس فضيحة سياسية ودلالة سافرة على استمرار السلطة في نهج الإقصاء والانغلاق،وانقطاعها عن حركة الزمن. بعد خروج المساجين ليس ما يبررالمواجهة العدائية مع النظام بل من رجاحة العقل البحث عن سبل لتطبيع العلاقة ومد جسور النية الصادقة في طي صفحة الماضي والاعتراف بالأخطاء وندعو  السلطة إلى إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو وكل مساجين الحوض المنجمي وشباب الصحوة وتهيب بأبناء حركة النهضة وبكل أنصار الحرية أن يكثفوا الضغوط من أجل ذلك.  » و انّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل… » (الانعام 153) و للحديث بقية ان شاء الله باريس في 16 جانفي  2009 بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس  


 

إنقسام العرب رحمة

 

عبد الباري عطوان

حروب القمم العربية التي اختتمت جولتها الثانية يوم امس بعقد’ قمة غزة الطارئة’ في الدوحة بحضور دول عربية نافذة مثل سورية والجزائر والسودان، واخرى اسلامية ذات ثقل مثل ايران وتركيا واندونيسيا، تعكس ظاهرة صحية في العمل السياسي العربي على عكس ما يتصور الكثيرون.

 

فالخلاف في وجهات النظر، بل وانقسام المنطقة العربية الى محاور متصارعة، هو حراك مطلوب لتحريك المياه العربية الراكدة المتعفنة، وضخ بعض اوجه الحياة في العروق المتصلبة، بعد سنوات من الجمود والوفاق العربي الكاذب المخادع الذي قاد الى حال الهوان الحالية والتي تنعكس في ابشع صورها في الصمت اكثر من ثلاثة اسابيع على المجازر الاسرائيلية في قطاع غزة.

ما حصل في قمة الدوحة على درجة كبيرة من الاهمية ليس بسبب القرارات المهمة التي صدرت عنها، مثل اقدام كل من موريتانيا وقطر على ‘تجميد’ العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل، وانشاء صندوق لاعادة اعمار القطاع، والمطالبة بلجنة تحقيق دولية في الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية المرتكبة، وانما ايضا لان هناك فئة من العرب قررت ان تكسر حاجز الصمت، وتخرج عن الطوق الامريكي ـ الاسرائيلي وتنتصر للاطفال الذين تطحن عظامهم الدبابات الاسرائيلية.

جميل ان تحدث حالة الفرز الراهنة في المواقف، وان تتكرس من خلال اتخاذ قرارات تستجيب لمطالب الشارع العربي ولو جزئيا، الامر الذي يؤكد ان المظاهرات الصاخبة التي عمت معظم العواصم العربية بدأت تعطي بعض الثمار، وتدفع بالنظام الرسمي العربي، او قطاع منه للتحرك وعملشيء ما، بعد ان ظل هذا الحراك الشعبي ‘جعجعة دون طحن’ ولسنوات عديدة.

ثقافة السلام’ التي سادت المنطقة طوال السنوات الثلاثين الماضية بدأت بالتآكل، بعد ان ثبت عمليا عدم جدواها، ورفض الطرف الآخر التجاوب عمليا معها رغم كل المغريات الدسمة، من تطبيع سياسي ودبلوماسي، وحوار اديان، وتنازلات ضخمة عن الكثير من الثوابت العربية.

مبادرة السلام العربية التي جاءت العنوان الابرز لتلك الثقافة، فقدت الجزء الاكبر من شرعيتها في قمة الدوحة، عندما جرى سحب التأييد لها من قبل اكثر من نصف الدول العربية، ان لم يكن اكثر، وفصائل المقاومة الفلسطينية الاهم، وخاصة حركتي حماس والجهاد الاسلامي.

 

الرئيس السوري بشار الاسد اعلن وفاة هذه المبادرة، مثلما اعلن وقف كل المفاوضات غير المباشرة مع الدولة العبرية، بوساطة تركية، واستخدم في خطابه الذي القاه في القمة لهجة غير مسبوقة منذ وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بل ردد كلماته نفسها، مثل ‘ما أخذ بالقوةلا يستعاد بغيرها’ و’العين بالعين.. والسن بالسن.. والبادي اظلم‘.

وربما يجادل البعض بأن هذا ‘مجرد شعارات’ وانفعال عاطفي املته حراجة الظرف الراهن، وربما يكون الحال كذلك، ولكنه يعكس ثقة بالنفس، واستعدادا لمرحلة جديدة من المواجهات الاقليمية والدولية، وادارة الظهر لاسلوب استجدائي مهين، اتبعه النظام العربي لسنوات طويلة، لم يجن من ورائه غير الهوان والمزيد من التهميش، وفوق كل ذلك العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.

انها مؤشرات ‘صحوة عربية’، ومقدمات لتغيير انتظرته المنطقة طويلا، يذكرنا بصحوة مماثلة فرضت نفسها بأشكال عديدة اثر هزيمة حزيران عام 1967، مثل حرب الاستنزاف البطولية، وانطلاق حركات المقاومة الفلسطينية بزعامة حركة ‘فتح’، واعادة بناء الجيوش العربية على أسس حديثةاثمرت انتصارا مفاجئا في حرب اكتوبر عام 1973، والاستخدام الفاعل لسلاح النفط.

معركة الكرامة في آذار (مارس) عام 1968 غيرت معادلات سياسية واقليمية راسخة، ابرز معالمها: دعم عربي كبير لحركات المقاومة، وتغيير قيادة منظمة التحرير عنوان مرحلة الهزيمة، وتتويج الرئيس الراحل ياسر عرفات، قائد هذه المقاومة، زعيماً للمنظمة وللشعب الفلسطيني. وربما يؤدي هذا الصمود الكبير في مواجهة آلة القتل الاسرائيلية الوحشية من قبل رجال المقاومة في قطاع غزة الى تغيير جذري مماثل، في القيادات والنهج معاً.

اسرائيل ستخرج ضعيفة وخاسرة سياسياً، مثلما كان حالها بعد كل الحروب العسكرية التي خاضتها في المنطقة على مدى ربع القرن الماضي، ابتداء من حرب العاشر من رمضــان اكتوبر، ومروراً باجتياح لبنان عام 1982، وعام 2006، وانتهاء بحرب الابادة الحالية في قطاع غزة. واول مظاهر هذا الضعف خسارتها معظم اصدقائها العرب والمسلمين، مثل تركيا وقطر وموريتانيا وسلطنة عمان واضعاف ما تبقى منهم (مصر)، وانهيار مبادرة السلام العربية، وما تشكله كأول خطوة جدية نحو التطبيع الكامل معها، وانهيار مكانة السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس شريكها الاساسي في العملية السلمية.

الرئيس محمود عباس ارتكب خطأ كبيراً عندما رضخ لضغوط مصرية وسعودية وقاطع قمة الدوحة الأخيرة، وترك مقعد فلسطين خالياً فيها للمرة الأولى منذ تبلور هوية التمثيل الفلسطيني في اطار منظمة التحرير الفلسطينية، فقد حسب نفسه على احد المحاور العربية المتنافسة، وهو الذيطالما انتقد رئيسه الراحل ياسر عرفات لأنه ارتكب خطأ كبيراً بانحيازه الى معسكر دول ‘الضد’ في ازمة احتلال الكويت، وكان يردد دائماً في مجالسه الخاصة، واجتماعات القيادة الفلسطينية عن اهمية تحييد القضية الفلسطينية في اي انقسامات عربية.

فالفراغ يجد دائماً من يملأه وبسرعة في حال حدوثه، وهذا ما فعلته ايران بخروج مصر من المعادلة الاقليمية، وانهيار الدور العراقي بفعل الاحتلال الامريكي، وهذا ما تفعله حالياً، او تحاول فعله فصائل المقاومة المعارضة لسلطة رام الله، مثل حركتي ‘حماس’ والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية القيادة العامة.

الرئيس عباس ربما لا يكون المخطئ الوحيد، فالسيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية انهى حياته السياسية بالانحياز الى ‘محور الاعتدال’، عندما قاطع بدوره قمة الدوحة، وادار ظهره لكل المواقف ‘الثورية’ التي جعلت منه اسطورة يتغنى بها البعض، وينال شهرة واسعة بسببها.

ولعل الانجاز الأكبر لحروب القمم العربية، وتبلور المحاور السياسية المتنافسة، هو رمي الكرة في ملعب القمة الثالثة التي ستعقد يوم الاثنين المقبل في الكويت. فالضغوط باتت متعاظمة على رعاتها لاتخاذ خطوات عملية، تجاري قمة الدوحة وقراراتها، مثل سحب المبادرة العربيةللسلام وقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل، وانهاء حوار الأديان والآمال المعلقة عليه، واستخدام الاقتصاد كسلاح لفرض الارادة العربية على الغرب الداعم لاسرائيل وعدوانها، وهو السلاح الأمضى في هذا الاطار.

اختلاف اساطين نظام العجز العربي ‘رحمة’، وما كان له ان يتحقق الا بفضل شهداء قطاع غـــزة، والانتفاضات الاحتجاجية والتضامنية العارمة في الشوارع العربية والاسلامية بل والعالمية، فهذه هي المرة الأولى التي يفرض فيها الرأي العام العربي نفسه بقوة على حكامه او بعضهم، ويدفعهم لفعل شيء ما، فشكراً له.

 

)المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 17 جانفي 2009(

 


 

 

اسرائيل خسرت معركة الشرعية

 

باتريك سيل

 

قال البروفسور ريتشارد فولك، المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بأوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأشد الأشخاص انتقادا لإسرائيل، هذا الأسبوع إن إسرائيل تخسر المعركة من أجل الشرعية. فماذا كان يعني بقوله هذا؟

أجابت الحشود الغاضبة التي تظاهرت في مختلف مدن العالم عن هذا السؤال. فبالنسبة إليهم، يعني الهجوم الوحشي الذي شنته إسرائيل على سكان عزّل، أن الدولة اليهودية قد خسرت سمعتها الحسنة (أو ما كان قد تبقى منها)، وادّعاءها السخيف ان سلوكها يتطابق مع « القيم الغربية الحضارية« .

رفع بعض المتظاهرين شعارات تقارن أعمال إسرائيل الوحشية بالبربرية النازية التي مورست ضد اليهود. وتُعتبر المجزرة التي ترتكب في غزة قاسية، وقاسية جدا بعد اللائحة الطويلة من الأعمال الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل منذ مجزرة دير ياسين، وضد الفلسطينيين واللبنانيينوالعرب الآخرين منذ أن نشأت بفعل العنف في قلب المنطقة منذ ستة عقود.

وفرح معظم الإسرائيليين بالمهمة المروّعة التي يؤدّيها جنودهم. ويبدو أنهم ظنوا أن بلدهم يشنّ « حربا عادلة » في قطاع غزة بعد أن خضعوا لحملة غسل دماغ على يد زعمائهم المثيرين للسخرية والإعلام المتواطئ معهم. إلا أن سائر العالم يفهم الموضوع بشكل أفضل. وكذلك الأمر بالنسبة إلى بعض الإسرائيليين الحكماء، الذين يشرفهم هذا الموقف ويمثلون الضمير المضطرب في بلدهم العدواني.

كتب يوري أفنيري، وهو أقدم المروّجين للسلام في إسرائيل وأكثرهم مثابرة، هذا الأسبوع: « ستنطبع في ذهن العالم صورة إسرائيل كوحش ملطخ بالدماء… وستنتج عن ذلك عواقب وخيمة على مستقبلنا على المدى البعيد… وفي نهاية المطاف، تُعتبر هذه الحرب جريمة ضد أنفسنا وجريمةضد دولة إسرائيل« .

أما الإسرائيلي الحكيم الآخر فهو آفي شلايم، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد، الذي يعتبر أن إسرائيل باتت دولة مارقة: « عادةً، تنتهك الدولة المارقة القانون الدولي وتمتلك أسلحة الدمار الشامل وتمارس الإرهاب وتستخدم العنف ضد المدنيين لأهداف سياسية. وهذه المعايير تنطبق على إسرائيل« .

أعلن الحاخام الأميركي مايكل ليرنر، وهو رئيس تحرير مجلة « تيكون » التقدّمية التي تدعو الى الحوار بين الاديان: « يحطّم قلبي أن أرى غباء إسرائيل… وكوني رجل دين يهودياً، يبيّن لي هذا الموقف مدى سهولة تحريف رسالة المحبة التي تنادي بها اليهودية إلى رسالة كره وسيطرة« .

ولعلّ الانتقاد الأكثر حدةً الذي أطلق ضد إسرائيل من قبل إسرائيلي جاء على لسان إيلان بابي، وهو مؤلف الكتاب المؤثر بعنوان « التطهير العرقي لفلسطين » الذي نُشر في العام 2006. ويذكر فيه كيف عمدت إسرائيل إلى ترهيب شعب فلسطين الأصلي وقتله وطرده بين العام 1947 والعام 1948. وهو يدين الحرب على غزة فيعتبر أن « الصهيونية هي عقيدة تدعم التطهير العرقي والاحتلال والمجازر الجماعية. واليوم، لسنا بحاجة إلى إدانة المجازر فحسب، بل إلى الطعن بشرعية هذه العقيدة« .

ويتابع بابي بالقول: « لطالما اعتبرت الصهيونية عقيدة عنصرية تسعى إلى الهيمنة ». ولا شك في أن ذلك غير جديد بالنسبة إلى الضحايا الفلسطينيين وإلى معظم العرب والمسلمين. ويضيف بابي قائلاً: « فلنأمل أن تقول الأصوات المسموعة في العالم للدولة اليهودية إن هذه العقيدة وسلوك الدولة العام غير مقبولين وغير مسموح بهما، وطالما أنهما سيستمران على هذا النحو، ستتمّ مقاطعة إسرائيل وإخضاعها للعقوبات« .

وتحاول أصوات الإسرائيليين المعارضة هذه أن تقول إن إسرائيل قد خسرت المعركة من أجل الشرعية. فلم تعمد من خلال تدمير غزة وترهيب سكان القطاع وقتلهم سوى إلى الإساءة إلى « صورتها » التي تعتبر مهمة في عالم يسيطر عليه الإعلام اليوم، كما أساءت أيضا إلى موقفها السياسيوالأخلاقي الذي يُعتبر مهمّاً لبقائها على المدى الطويل.

لماذا تفعل إسرائيل ذلك؟ فيما يشاهد العالم بهلع كيف تعمد طائرات « الأباتشي » ومروحيات « أف-16 » إلى تدمير غزة على رؤوس سكانها الشهداء، يمكن استنتاج تفسيرين. الأول هو وجود عنصر غير منطقي في سعي إسرائيل إلى تأمين الأمن الكلي لشعبها مهما كلف الثمن بالنسبة إلى الآخرين، ويمكن تفسير هذا السلوك بأنه ردّ فعل متأخر على العذاب الكبير الذي عاناه اليهود في أوروبا في القرن الماضي. وقد تفسر هذه المعاناة الماضية لماذا تبدو إسرائيل عاجزة عن السماح بأي مقاومة لها حتى لو كانت ضعيفة. ويبدو أن الصواريخ غير المجدية التي تطلقها حركة « حماس » تتسبب بغضب جنوني وقاتل بين الاسرائيليين. اذ كيف تجرؤ ميليشيا عربية على تحدي قوة الدولة اليهودية التي قاتلت بشدة كي تفرض هيمنة عسكرية كاملة على أي تحالف عربي محتمل وأصرت على أن تضمن أميركا تفوقها العسكري على كل من يقف في وجهها؟

غير ان وصف سلوك اسرائيل بأنه « غير منطقي » لا يتناسب مع تصرفها. فيبدو أن أفعالها تكشف عن اضطراب نفسي عميق وتدل على أن الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا صائبا عند وضع أسلحة قاتلة بين أيدي مجرمين محترفين، لا يتمتّعون بكامل صحتهم العقلية.

أما التفسير الآخر للتصرف الإسرائيلي فهو مختلف للغاية ويشير إلى هدف إسرائيلي أكبر وأكثر فسادا من مجرد إرضاء حاجة للأمن مبالغ بها ومريبة. فمنذ عام 1948، أو بالأحرى منذ إعلان وعد بلفور في بريطانيا عام 1917، كان الزعماء الإسرائيليون، من مختلف التيارات السياسية، مصممين على قمع أي تحرّك يهدف إلى إرساء الدولة الفلسطينية. فقد كانوا يخشون، ولا يزالون، أن يسيء ذلك إلى مشروعهم القومي. وتصرفوا على أساس أنه لا توجد مساحة كافية لاحتواء دولتين في فلسطين التاريخية. فهم يريدون الأرض بكاملها لأنفسهم. فكيف يمكننا أن نفسر واقعأن إسرائيل ترفض أن ترسم حدودها ولا تزال توسعها أكثر؟

وقد تطرق بعض الزعماء الإسرائيليين أمثال إسحاق رابين مثلا إلى السلام لكن من دون أن يترجموا أقوالهم إلى أفعال. وقد حصلت عملية ضمّ الضفة الغربية بسرعة كبيرة، سواء في ظل حكم حزب « الليكود » أو حزب العمل، أو أخيرا في ظل حكم حزب « كاديما« .

ويبدو أن الحرب في غزة هي محاولة يائسة للقضاء نهائيا على أي احتمال للتوصل إلى حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. فما هو البديل الذي يملكه الزعماء الإسرائيليون؟ من الواضح أنهم يريدون أن يسلّموا قطاع غزة إلى مصر وأن يخلصوا أنفسهم من مسؤولية هؤلاء البشر الذين يتعذبون، مع القضاء على تطلع الفلسطينيين الى ارساء دولتهم المستقلة. وقد عارضت مصر فتح معبر رفح حتى لو أوشكت على أن تواجه غضب الرأي العام العربي، وذلك لأنها تشتبه بأن هذه هي نية إسرائيل الفعلية.

سحب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون المستوطنات اليهودية من قطاع غزة في العام 2005 بغية تعزيز سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية. ولا تزال هذه السياسة حية. وارتفع عدد المستوطنين حاليا في الضفة الغربية وأصبحوا أقوياء إلى حدّ بات من الصعب إزالتهم. فهمغير مهتمين بإحلال السلام بل يريدون الأرض والاستيلاء على المزيد من الأراضي.

هل يستطيع باراك أوباما أن يعكس هذا المنحى الخطير؟ أشارت هيلاري كلينتون، التي تمّ تعيينها وزيرة للخارجية الأميركية في الإدارة الجديدة، إلى أنه يجب عدم التخلي عن فكرة أن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون معاً بسلام وأمان. لقد سمعنا كلاما مماثلا في السابق. إلا أنها سارعت إلى إضافة أن الولايات المتحدة لن تتحاور مع حركة « حماس ». وقد يبدو ذلك أول خطأ كبير ترتكبه. فكيف تأمل في أن تحقق السلام بين طرفين متحاربين عندما ترفض الحوار مع أحدهما؟

وحدها الجهود الجبارة المشتركة المبذولة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، قادرة على إجبار إسرائيل على العودة إلى صوابها وإعطاء عملية السلام فرصة أخرى.

 

(*) كاتب بريطاني متخصص في شؤون الشرق الاوسط

 

)المصدر: جريدة الحياة (يومية – بريطانيا) بتاريخ 17 جانفي 2009(

 


 

إسرائيل تجمع الإجرام من أطرافه

 

مالك التريكي

بلغ من شذوذ دولة إسرائيل عن سُنن العالم المتمدن الذي تزعم أنها مبعوثته المفوضة الوحيدة إلى صحراء التيه الحضاري و’الاستبداد الشرقي’ أنها قد نجحت بجدارة لا تضاهى، خلال شهر ونصف الشهر فقط، في الزج بنفسها في قفص الاتهام العالمي أولا بممارسة التفرقة العنصرية سياسة رسمية، ثانيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وثالثا بارتكاب جرائم حرب.

فقد اتهم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ممثل نيكاراغوا ميغيل ديسكوتو بروكمان الخميس إسرائيل بانتهاك القانون الدولي الإنساني وبالاستمرار في ارتكاب مذبحة في غزة. وكان بروكمان قد طالب في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بفرض مقاطعة دولية على إسرائيل بسببنظام الأبارتهايد الذي تفرضه على فلسطين المحتلة. وفي الشهر الماضي أعلن مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك أن السياسة التي تنتهجها إسرائيل في فلسطين توازي ‘جريمة ضد الإنسانية’. وها إن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسانقد ضم صوته هذا الشهر إلى أصوات اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العفو وهيومان رايتس ووتش و’بيتسلم’ الإسرائيلية للمطالبة بفتح تحقيق في اتهامات متكاثرة لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب أثناء عدوانها الهمجي الهولاكي على سكان غزة.

بهذا تكون إسرائيل قد جمعت ‘المجد’ الإرهابي من أطرافه في مجرد ستة أسابيع: تفرقة عنصرية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب! شرف إجرامي جامع مانع لم يسبق لأي دولة في عالمنا المعاصر أن توجت به هكذا دفعة واحدة.

وكان مما قاله رئيس الجمعية العامة يوم 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بعد الإقرار بأن الأمم المتحدة أخفقت في حماية الشعب الفلسطيني، ان الأمم المتحدة كانت قد استلمت المشعل قبل أكثر من عشرين سنة من المجتمع المدني العالمي عندما اقتنعت آخر الأمر بموقفه المنادي بوجوب فرض مقاطعة اقتصادية وسياسية على نظام التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا. ‘وقد صار ينبغي اليوم أن نقتدي بجيل جديد في المجتمع المدني ينادي بحملة سلمية مماثلة تتمثل في إخضاع إسرائيل لمقاطعة وعقوبات ومنع للاستثمار… إني لمندهش لاستمرار بعض الأطراف في التأكيد على ضرورة الصبر، بينما يلقى إخوتنا الفلسطينيون وأخواتنا الفلسطينيات من العذاب ما لقيه المسيح على الصليب! أؤمن بفضيلة الصبر، ولكن ليس هناك أي فضيلة في الصبر على آلام الآخرين‘.

أما مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ريتشارد فولك، وهو أستاذ يهودي أمريكي للقانون الدولي في جامعة برنستون العريقة، فقد أصدر يوم 9 من الشهر الماضي بيانا دعا فيه الأمم المتحدة إلى ‘تحرك عاجل لتطبيق المعيار المتفق عليه حول مسؤولية حماية السكان المدنيين الذينيتعرضون لعقاب جماعي من خلال سياسات توازي جريمة ضد الانسانية’. وقال فولك ‘إن من واجب المحكمة الجنائية الدولية التحقيق حول الوضع في غزة وتحديد ما إذا كان يتعين توجيه التهمة إلى السياسيين المدنيين وإلى القادة العسكريين الإسرائيليين المسؤولين عن حصار غزة وملاحقتهم بتهمة انتهاك القانون الجزائي الدولي’. كما بيّن في شرح لا تخفى أهميته التاريخية أن ‘هذا الكم الكبير من الإدانات لإسرائيل من قبل مسؤولي الأمم المتحدة الذين يتوخون الحذر عادة، لم يحصل (له مثيل) على المستوى العالمي منذ فترة نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا‘.

فماذا كان رد إسرائيل؟ لقد احتجزت ريتشارد فولك يوم 14 من الشهر الماضي في مطار بن غوريون ثم طردته من أراضيها: إجراء شاذ ومتعجرف استنكرته مواطنة جنوب إفريقيا رئيسة مجلس حقوق الإنسان نافي بيلاي وقالت إنه ‘لا سابق له’ ضد أي مسؤول رفيع في الأمم المتحدة، خاصة أنفولك كان آنذاك في مهمة أممية رسمية وأن جوازه أمريكي!

لهذا ذهب بي الظن إلى أن من البديهي أن الإعلام الغربي، الذي أصبح يحاول أخيرا الظهور بمظهر من يريد فهم تعقيدات الوضع في غزة، لا بد أن يكثر بلا أدنى شك من استضافة ريتشارد فولك إن لم يكن بنفس درجة استضافته الكريمة للمتحدث الإسرائيلي (الأسترالي) مارك رجف، الذيصار لكثرة ما نراه ونسمعه كأنه يساكننا بيوتنا، فعلى الأقل بما يكفي لإطلاع الجمهور على موقف خبير قانوني مستقل في شؤون فلسطين المحتلة. ولكني لم أسمع صوته طيلة ثلاثة أسابيع إلا مرة يتيمة على راديو 4 البريطاني… في الساعة الواحدة بعد الظهر!

 

)المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 17 جانفي 2009(

 


 

العطش للدماء ونزعة الثأر

 

جدعون ليفي

هذا الجنون المعربد ينبغي أحد ما ان يوقفه. الان وفورا. المجلس الوزاري لم يقرر بعد في ‘المرحلة الثالثة’، عاموس جلعاد يبحث في وقف النار، نهاية القتال تبدو قريبة، والصورة مضللة. شوارع غزة المدينة بدت أمس كحقول قتل في ذروة مرحلة ثالثة زائد.

اسرائيل تتجاهل بوقاحة قرار مجلس الامن لوقف النار. في المخازن المشتعلة تحترق المؤن الاحتياطية لسكان غزة، وخزان الوقود الى جانبها، هي الاخرى لوقت الطوارىء، تحترق وتصدر الدخان الاسود. في الشوارع مواطنون يركضون بفزع وبرعب، يحملون حقائبهم واطفالهم، عديمو الوسيلة في ضوء القذائف التي تسقط الى جانبهم. احد في الاروقة الدبلوماسية لا يجد نفسه على عجل، السكان البائسون هؤلاء وحدهم، ليس لديهم الى اين يفرون في سبيل ارواحهم.

وفي استوديوهات التلفزيون عندنا فرح وبهجة: هل هذه الحرب هي ‘تجربة معدلة’؟ يسأل بنزعة شر رافي ريشف، وزير البنى التحتية، بنيامين بن اليعيزر، الذي يشرح له بان انجازات الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو كبيرة. أحد بالطبع لا يسأل ما هو الكبير في الانجازات، غير القتل، الدمار وآلاف الجرحى في غزة والصواريخ التي تواصل السقوط على بئر السبع، وكأنها تشكك بكل ‘انجاز‘.

في قاعة فندق فاخر، على خلفية الصور الفظيعة من غزة، تشرح وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، بوقاحة لا تطاق بان النار ستتوقف ‘عندما تقرر اسرائيل’، الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، الذي وقف الى جانبها، يندد باسرائيل بحزم غير نموذجي، في ضوء قصف مقر منظمته. هذاهو وجه اسرائيل في العالم الان: دبابات في شوارع غزة المشتعلة، فالمزيد والمزيد من القتلى عبثا، عشرات الاف اللاجئين الجدد، وزيرة خارجية مغرورة على نحو مفزع وتنديد ونبذ عالميان متعاظمان.

حققنا أم لم نحقق شيئا في الحرب، فالان لا يتحدث غير العطش للدماء، نزعة الثأر والتوق اليائس لـ ‘صورة النصر’، على ظهر مئات الاف المدنيين، صورة لن تتحقق ابدا، حتى ولا مع مئة تصفية اخرى لزعماء حماس. من أيد هذه الحرب ومن عارضها يجب أن يتحدوا الان في صرخة عالية:كفى.

 

(*) مختص في حقوق الانسان

 

)المصدر: جريدة هآرتس (يومية – إسرائيل) بتاريخ 16 جانفي 2009(

 


 

الاسرائيليون أبطال هدر الفرص

 

ابراهام بورغ

ليس بعيدا اليوم الذي سنتوق فيه لهؤلاء الحماسيين. وذات يوم سنعجب لماذا لم نتحدث مع قادة حماس. في ذاك الوقت ستقف امامنا تهديدات اكبر بكثير. هذا واضح لي، إذ أنه الدرس المرير للتاريخ.

فصل في التاريخ يعلمني اياه الان سري نسيبه في كتاب مذكراته « كانت بلاد ». مذكراته المكتوبة برقة دقيقة ونبيلة، هي مرآة هدرنا. ثورة على الحجة الاسرائيلية المتعالية في أن « الفلسطينيين لم يفوتوا فرصة لتفويت الفرص« .

هو – نسيبة – يخرق بدبوس حاد بالوننا المنتفخ ويقول: « هاكم كل الفرص التي فوتها الاسرائيليون. عندما انتهت تلك الحرب البائسة اياها، الايام الستة، أخرجنا على الفور مؤيدي الملك الاردني، ومنذئذ ونحن لا نكف عن التوق لهم. اخترعنا « روابط القرى » كي لا نتعاطى مع وجهاءالقدس، رام الله ونابلس، وكم ينقصنا اليوم والد نسيبة، فيصل الحسيني وباقي الزعماء الذين كانوا ولم يعودوا. بعد ذلك أعلنا باننا « ابدا لن نتحدث مع م.ت.ف »، وبالفعل، بعد لحظة قصيرة من ذلك لم نتمكن من الحديث معهم اذ لم يكن هناك مع من يمكن الحديث.

والان تربط حماس في بوابتنا. متى نصل الى اللحظة التي لن يكون فيها ممكنا الحديث مع رجالها، فقط التوق للقليل الذي يوجد اليوم؟ طالما كانت المنظمة جزءا لا يتجزأ من التجربة الوطنية للشعب الفلسطيني، فان رجالها هم محاورون محتملون؛ عنيدون ولكن موجودين. ولكن في اليوم الذي تيأس فيه حماس وترتبط بكل بواطن روحها بالاسلام العالمي، سنفقدها تماما. رجالها باتوا منذ الان في نقطة الانطلاق، على شفا الانتقال الى المجرة الاصولية التالية. ولكننا لا نزال نرفض أن نفهم بان الحركة السياسية هي جزء من النسيج الاقليمي، الذي اساس ابعاده لا تزال وطنية، يجب أن تكون، مع كل الصعوبة التي في ذلك، جزءا من الحوار الاقليمي. وفي اليوم الذي تصبح فيه مناطق غزة ملكا للقاعدة وللاسلام العالمي سنكتشف أن حماس اياها في واقع الامر – تلك التي في ايامنا هذه – لم تكن على هذا القدر من الفظاعة.

الحقيقة هي أننا نرفض الحديث معهم لاننا غير قادرين على الحديث مع انفسنا. في كل المرات التي حاولنا فيها هزهم، كنا نعصب ايضا عيوننا أنفسنا. هناك مواضيع لا توجد لنا مشكلة في أن نتحدث عنها مع العدو: الحمص، الكراجات، المماسح. اما عن اللاجئين والمستوطنين فليست لدينا الشجاعة لان نقول الحقيقة حتى لانفسنا.

نحن لسنا مستعدين للحديث مع انفسنا عن دورنا في المسؤولية عن مشكلة اللاجئين – في ولادة المشكلة، تجاهلها، استغلالها السياسي وعدم حلها حتى هذا اليوم – ونحن غير مستعدين لان نتحدث عن اخلاء المستوطنين خشية الثمن الداخلي الذي ينطوي عليه اخلاء وكلاء الاحتلال؛ نحن غير قادرين على أن نعترف باننا تحولنا الى دولة المستوطنين وان الجيش الاسرائيلي هو مهمته الدفاع عنهم. بسبب كل هذا نحن لا نتحدث مع أي فلسطيني عن شيء ذي معنى.

مع حماس الحديث سيكون أكثر شدة. وهو سيتناول اللاجئين، المستوطنين وشيئا آخر: الوجه الديني للنزاع. هل نحن حقا قادرون على اجراء بحث جوهري في المعنى الديني للنزاع وفي الجوهر الروحاني للسلام، في كيف سيبدو الحوار بين الاديان في اثناء الحرب وفي قيم الحديث الديني في اثناء السلام؟ في كيف نعيد شياطين التزمت لدينا جميعا الى الزجاجة؟

هل يوجد في داخلنا ما يكفي من الاسس لاحتجاج ديني غير عنيف ضد الاجرام الاعتقادي الذي يصفي الشعبين والمعتقدين؟ في هذه الاثناء لا يوجد لنا. وعليه، فاننا نهرب من اللقاء، خشية أن نجلس فيه صامتين او مجانين او كلاهما معا.

 

)المصدر: جريدة هآرتس (يومية – إسرائيل) بتاريخ 16 جانفي 2009(

 


 

لعنة كبيرة وقعت على دولة اسرائيل

الثلاثي غير المقدس

 

ايتان هابر

لعنة وقعت على دولة اسرائيل: الانتخابات القريبة للكنيست بعد نحو ثلاثة اسابيع، في 10 شباط (فبراير)، وهي تشوش الوعي، تخلق اوضاعا لا تطاق للمتنافسين وأساسا لثلاثة زعماء في اسرائيل.

الأول ايهود اولمرت الذي لا يميل بالعطف على ايهود باراك وتسيبي ليفني. الثاني ايهود باراك الذي كان بوده أن يتخلص من ايهود اولمرت ومن تسيبي ليفني. والثالثة تسيبي ليفني، التي تسأل نفسها كل صباح من جديد ماذا تفعل في هذه العصبة من رجال الامة، اولمرت وباراك.

حتى لو كان هؤلاء الثلاثة ملائكة عُلويين، اعضاء في طابور الاولياء فلا يوجد، لم يكن ولن يكون أي احتمال الا تؤثر الانتخابات على سلوكهم وعلى قراراتهم – وهم ليسوا ملائكة! ولشدة المشكلة، فان لديهم ليس فقط دولة يديروها، بل وحرباً ايضا.

حوادث نهاية الاسبوع بينهم، ولا سيما بين اولمرت وباراك، نهي مقدمة دقيقة لكل واحد منهم في الحياة السياسية والخاصة. هؤلاء هم بالضبط الاشخاص الذين انتخبناهم، بمزاياهم وبنواقصهم. غير أنه في عهد الحرب، حين يكون الجميع متوترا، فانهم ينكشفون دون هالة كبيرة، دون جيش من رجال العلاقات العامة أو صورهم وهم يداعبون الاطفال.

الاول، ايهود اولمرت. من يعرفه فان هذا هو بالضبط ايهود اولمرت، دوما، كل حياته: خفيف الرأي، مبسوط من نفسه حتى السقف، يلغي الاخرين، حكيم، سريع البديهة، كل العالم تحت قدميه. في لحظات (عديدة) له ولخفة رأيه يطلق النار على جورج بوش، ويصوب على كوندي (رايس، وزيرة الخارجية)، فيجعلهما لعبة بيده. اولمرت، الساحر، يغالط الجميع ولا سيما اولئك الذين كانوا يريدون أن يروه خارج الملعب منذ سنتين.

اولمرت الاقدم في الثلاثية، هو ايضا من سيفعل كل شيء كي يلقي بباراك وليفني من السياسة. فقد كمنا له في زقاق مظلم مع سكين مهددة، وهو لن يغفر لهما. وبعد أن قتل بوش وكوندي، يوجد له الان الوقت لباراك وليفني. الحرب ضدهما مهمة له ايضا.

الثاني، ايهود باراك، من يعرفه، فانه بالضبط ايهود باراك، دوما، كل حياته: شكاك عضال يرى (تقريبا) في كل شخص من يُكِنّ الشر له. هزيمته في الانتخابات في بداية العقد امام أرييل شارون والموقف السيئ للجمهور نحوه منذئذ وحتى اليوم هما، في نظره، دليل على ‘عدالة طريقه‘.وهو سيعرقل كل قرار واقتراح كي يكتشف اين تكمن جذور الشر وكيف لن يسقط في الفخ.

كل شخص في العالم ملزم في نظره بان يبرهن بانه ليس عدوه. الشك يفوق حكمته – وهكذا على ما يبدو وصل هذا الاسبوع ايضا الى شقاق تاريخي مع اولمرت، الذي فعل من اجله وفي حينه خطوات سخية للغاية كي ينتخب رئيسا للوزراء. وهو بالمناسبة لا يعترف بذلك. كل ما يفعله الاخرونفي صالحه هو أمر يستحقه. في الحرب يشعر باراك مثل السمكة في حوض السمك: هذا هو مكانه. وهو لا يفهم ان آخرين، مثل اولمرت وليفني، يقدمون له الاقتراحات. فمن هما؟ في نظره، واحد خدم في مجلة ‘بمحنيه’ (ولم يكتب كلمة) والثانية، اين بالضبط خدمت؟ ‘هما’ اولمرت وليفني، لنيقولا له ما العمل.

الثالثة، تسيبي ليفني. يقولون انها ‘لا تجد يديها وقدميها’ في هذه الحرب. المزاعم التي قيلت في الحملة الانتخابية قبل سنوات جيل، أي قبل ثلاثة اسابيع، في الحرب الحالية – عن انعدام التجربة السياسية وبالاساس الامنية – صحيحة.

في نظر اولمرت وباراك هي تتصرف كـ ‘فاقدة الحيلة’، تسأل، تحقق، تدرس الوضع قبل أن تعطي رأيها، وهذه بالضبط هي المشكلة: يا سيدة، نحن في حرب. هذا ليس الوقت الملائم للتعلم. خصومها داخل كاديما يقولون، يسألون، يزعمون: أترونها تقود الجحافل الى الحرب؟ ويردون عليهم: متى رأيتم رئيس وزراء يقود الجحافل؟ حقيقة أنها قادت بضع خطوات ساهمت في الخروج الى الحرب لا تعتبر شيئا في نظر خصومها.

فهي، كما يقولون، ‘جافة’ دون روح، دون رؤيا، طابعها صلب، عنيد، حتى عندما لا ينبغي أن تكون هكذا، ومن كل المشاكل التي سقطت على شعب اسرائيل في الزمن الاخير، الحرب هي المشكلة الاكبر. لا يمكن ان ننتظر مع الحرب الى ما بعد الانتخابات؟

لعنة كبيرة وقعت على دولة اسرائيل.

 

(*) مدير مكتب رابين سابقا

 

)المصدر: جريدة يديعوت أحرونوت (يومية – إسرائيل) بتاريخ 16 جانفي 2009(

 


 

النار التي وعد عمر سليمان حماس بها تحرق مصر الآن أيضا

انقاذ مصر

 

تسفي برئيل

أنت ستدفع ثمنا باهظا اذا لم تأتِ الى لقاء المصالحة’، حذر عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية، خالد مشعل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. مشعل لم يتأثر. وفد حماس لم يصل الى اللقاء الذي بادر اليه حسني مبارك والنار التي وعد بها سليمان حماس تحرق الان مصر ايضا.

الرئيس مبارك علق في مشكلة، كان حذر اسرائيل منها ايضا. ثلاث مرات صدت مصر محاولات اسرائيلية لالحاق غزة بها. الان يصاب جنودها على الحدود مع غزة، اراضيها الاقليمية في سيناء مهددة بغزو فلسطيني، شوارع القاهرة تهدد بالانفجار، النظام المصري يتعرض للهجوم من المعارضة – الدينية واليسارية على حد سواء – ومبارك يبتعد عن تحقيق تطلعه لنقل الحكم الى ابنه جمال دون أزمات زائدة. البادرات الطيبة المصرية تجاه غزة تعتبر خفيفة القيمة، مقابل القتل والدمار الهائلين في القطاع وحيال وصم اسم مصر كمتعاونة مع اسرائيل في فرض الاغلاق على غزة.

الحربان الاخيرتان، في لبنان وفي غزة تثيران الشك في قدرة الدول الكبرى والهامة مثل مصر او السعودية على حل أزمات اقليمية فقط بفضل كونها دولا قيادية. مصر او السعودية لم تنجحا في حل الازمة في لبنان، التي اندلعت قبل الحرب وتعاظمت بعدها، وفشلتا في محاولاتهما عقدمصالحة داخلية فلسطينية، منع الحرب في غزة، اقناع سورية بالتعاون معهما في الضغط على حماس او على حزب الله وصياغة خطة عمل عربية متفق عليها. واذا ما استجيب لدعوة قطر بعقد مؤتمر قمة عربية او حتى اجتماع لوزراء الخارجية، وهي الدعوة التي تعارضها السعودية ومصر، فانمن شأن هذا أن يسجل الشرخ النهائي في الوحدة العربية الاسطورية.

محاولة عرض الادارة السياسية للازمة في غزة وكأنها لا تزال بيد مصرية فقط، او على الاقل عربية، تلقت هذا الاسبوع ضربة واحدة. في لقاء ممثلي حماس في بداية الاسبوع في القاهرة حضر أيضا مهمت دفتالو، المستشار السياسي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، والذي نسج بكلتي يديه الحوار بين اسرائيل وسورية.

 

كتلة جديدة

 

مصر اعلنت ان تركيا تحضر اللقاءات فقط ولكنها ليست شريكا فاعلا. وليد معلم، وزير الخارجية السوري، سارع الى مناقضة الايضاح المصري واعلن بان تركيا، سورية وفرنسا (نسي ان يذكر قطر) تنسق بينها المساعي لاحلال انهاء للازمة.

هل حضرت تركيا في القاهرة كي تضمن الا تظلم حماس، كي تنقل الى سورية – التي لا تجري علاقات حوار مع مصر – آخر التطورات عن المحادثات او كمندوبة عن كتلة شرق أوسطية جديدة تضم ايران ايضا، وتتنافس مع الكتلة التقليدية التي لعبت فيها دور النجم مصر، السعودية، الاردن ودول الخليج؟

مصر تقف الان وحدها ليس فقط حيال حماس، بل ضد معظم العالم العربي والاسلامي. فقدت قوتها لان تفرض الامور او حتى لتنسيقها’، جاء في موقع انترنت للاخوان المسلمين في مصر. موقع ديني متطرف يحمل اسم ‘انقاذ مصر’ يصف مبارك كمن ‘يداه ملطختان بدماء المصريين والفلسطينيين‘.

كما أن مصر ترى كيف ان دولا كانت متعلقة بها وتعمل حسب تعليماتها تقطع نفسها عن الدائرة التقليدية وتنطلق في حملة مستقلة. مثال على ذلك هو ايران، التي كانت في هذه الحرب بين القلائل الذين امتنعوا عن انتقاد حماس. الاردن ايضا ترك المتظاهرين يخرجون الى الشوارع، رئيس حكومته تحدث عن ‘اعادة نظر للعلاقات بين الاردن واسرائيل’ وهو لا يزال لم يسمح بعودة سفيره الى تل أبيب. قطر، التي حظيت بمكانة سياسية هامة في اعقاب نجاحها في حل الازمة اللبنانية، تحاول الان المساعدة في المساعي في ايجاد حل في غزة لا يستوي بالضرورة مع موقف مصروهو أقرب الى موقف سورية.

يتبين أيضا أن المدلول السياسي من مدرسة الولايات المتحدة واسرائيل ليس دقيقا. في أعقاب الحرب في غزة من الصعب رسم خط يفصل بين الدول ‘المعتدلة’ والدول ‘المتطرفة’. ففي أي جانب من الخط توجد مثلا الاردن وتركيا؟ واحدة تدير قصة غرام مع حماس ولكنها تحافظ جيدا على الحدود بينها وبين اسرائيل، واخرى تشتم اسرائيل ولكنها تتوسط بينها وبين سورية. وما هي مكانة قطر، صديقة سورية، التي مع ذلك تواصل الابقاء في اراضيها على ممثلية اسرائيلية وعلى القاعدة الامريكية الاكبر في الشرق الاوسط؟

 

ماذا عن قطر؟

 

لمساعي مبارك للتوسط بين اسرائيل وحماس توجد، بالتالي، أهمية اكبر بكثير من مسألة اذا كانت هذه ستؤدي الى وقف النار. هذه فرصة مبارك لان يعيد الى مصر قدرتها على أن تقرر السياسة في الشرق الاوسط، اخضاع المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين تحت رعاية مصرية بدلا من رعاية سورية ايرانية، موضعة مصر كمرساة مركزية استعدادا لتسلم باراك اوباما منصب الرئاسة وعلى نفس القدر من الأهمية: تهدئة المعارضة الداخلية استعدادا لتغيير الحكم في المستقبل.

هذه الاهداف كانت مسلما بها حتى قبل اشهر معدودة. ولكن عندما يبدأ اوباما بالتلميح بنيته تغيير سياسة الولايات المتحدة بالنسبة للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني وحين تكون ايران مرشحة جدية للحوار مع الولايات المتحدة وتكون سورية كفيلة بان تدفع للبيت الابيض ثمنا كبيرافي شكل حوار مع اسرائيل، فان مصر العجوز مطالبة بان تقف في منافسة لم تعتد عليها.

 

مراسل الصحيفة للشؤون العربية

 

)المصدر: جريدة هآرتس (يومية – إسرائيل) بتاريخ 16 جانفي 2009(

 


 

غزة القوية… بأضعف الإيمان

 

أحمد بن راشد بن سعيّد

غزة تدافع عن نفسها بأضعف الإيمان، تنتفض، تتشبث بالحياة فيما يغرق العنف الصهيوني أزقتها وأحياءها بالموت. ليست سوى «غيتو» كبير يضم مليوناً ونصف المليون فلسطيني، منهم مئات آلاف اللاجئين إثر نكبة 1948، وهاهم القتلة الذين هندسوا النكبة يطاردونهم ويصادرون حقهم في الحياة بمزيج متوحش من المغولية والنازية.

غزة لا تفترسها «هجمات»، ولا «غارات» ولا «عمليات» (حلوة عمليات)… غزة تتعرض لعدوان، لحرب إبادة. وقذائف الإف 16 التي تغير شكل الأرض وتضاريسها في القطاع المنكوب، وحمم الأباتشي لا تبقي حجراً إلا قلبته في رفح وحي الزيتون وبيت لاهيا وخان يونس، لا تستهدف «حماس»ولا «فتح» ولا «الجبهة الشعبية» ولا «الجهاد»، بل كلها مجتمعة، وكل مكونات المجتمع الفلسطيني في غزة. تتهاوى القذائف على الأطفال، فتمزق أجسادهم، وتنثر أشلاءهم ذات اليمين وذات الشمال، تحترق عائلات بأكملها تحت نيران القصف الذي يستهدف المدنيين بالأساس، وتسوّى عشرات المساجد بالأرض، فترتفع بعض الأصوات منددة «بعدوان» الضحايا: إنها «صواريخ التنك» و «ألعاب حماس النارية» التي تحركها «أصابع إيران الخفية»، و «السلوك الإسرائيلي مفهوم، فإسرائيل تتعرض للاستفزاز المتكرر من «حماس». وتتحمل الوزر الأكبر»، و «التساهل مع حماس يجعلالعالم العربي شريكاً في معاناة الفلسطينيين».

يندب أحدهم الوضع قائلاً إن قادة «حماس» جنوا على أنفسهم، مستشهداً بالنص: «يخربون بيوتهم بأيديهم»، والمفارقة أن هذا النص نزل في شأن يهود بني النضير، والكاتب يسقطه على «حماس»، وفات الكاتب أن النص إنما ينطبق على الإسرائيليين في عدوانهم المجنون على غزة ورفضهم الحلول، لا على الضحايا الذين يقاومونه بما أوتوا من قوة. ثم يضيف أن «الجزار الإسرائيلي لم يستيقظ ذات صباح ليقول سأهاجم غزة هذا الصباح، لكن المتحرشين به هم الذين جلبوها له على طبق من دم وشعارات غوغائية…».

كاتب آخر يقول: «ربما لم نشاهد مستوى من الابتزاز العاطفي والاختباء خلف الدماء والجراحات والمقدسات مثلما تفعل حماس حالياً…». ويتساءل آخر هازئاً: «..ماهي أجندة حماس؟ تحرير فلسطين من البحر إلى النهر؟ تلك خرافة يا أم عمرو؟»، وبكثير من العنصرية يتساءل أحدهم: «إذا تبرعنا فهل ستشكرون؟»

غزة تدير ظهرها لهؤلاء وتقاوم التوحش الإسرائيلي، كما قاومته خلال أربعين سنة، وفي مراحل مختلفة من الصراع لم تكن فيها «حماس» ولا إيران ولا صواريخ «عبثية» أو»كرتونية» كما تصفها أقلام أخرى. الآن استوت عند غزة الأنوار والظلم. عاشت أشهراً طويلة خلف حصار قاس، منععنها الماء والكهرباء والغذاء والدواء، ثم انهالت القذائف على أهلها الجوعى المتعبين، أملاً بأن تجهز على إرادتهم وتنال من عزيمتهم، فيركعون ويسلمون، كما ركع غيرهم في بلاط أولمرت.

الحرب على غزة لم تبدأ قبل أسبوعين، فقد كان الحصار الطويل (وهو عمل من أعمال الحرب) يقتل أبناءها ويحيل حياتهم إلى جحيم، وكما قال مواطن مصري بسيط على شاشة التلفزيون: «هم أصلاً من شهور مش لاقيين لقمة ياكلوها». ومع هذا لم نسمع أحداً يدين الحصار، ولا يرفع صوته بالمطالبة برفعه، وكان اللوم كله منصباً على المحاصَرين، والحكومة التي تمسك بمقاليد الأمور في غزة. وحدها «حماس» اليد القذرة في هذا الصراع، وحدها التي تخرق التهدئة، وتتخذ الغزيين رهائن من أجل تحقيق أجندتها السياسية، وهي التي يختبىء قادتها في أقبية، أو يتترسونبالمدنيين، وهي التي تنوي تحويل القطاع إلى «إمارة إسلامية» لأنها في الأصل امتداد لحركة «الإخوان المسلمين»، لذا فهي خطر على مصر، وعلى الأنظمة «المعتدلة» في المنطقة… وسلسلة لا تنتهي من الدعاية الصهيونية.

تدير غزة ظهرها لمن خذلوها وتخوض معركة البقاء. علمتها ضربة الجلاد أن تمشي على الجرح وتمشي ثم تمشي وتقاوم. غزة التي لم تركع أمام سورة الجوع، قررت أن تطفىء بدموعها حرائق القصف وتداوي بصبرها أوجاع الثكل. تجوع غزة ولا تأكل بثدييها. ماذا ستفعل إسرائيل أكثر مما فعلت؟ هي لم تتوقف يوماً عن العنف، وكان استهداف المدنيين وتهجيرهم لب الإستراتيجية الصهيونية عبر السنين، وليس نتاجاً لصواريخ المقاومة. ينسى الكثيرون في غمرة الدعاية الإسرائيلية و»الإغراق» الخطابي حول «الإرهاب» أن إسرائيل لم تجنح للسلم يوماً، وأنها لم تقبل مبادرات التسوية، بما في ذلك المبادرة العربية.

غزة أعادت القضية إلى المربع الأول، أعادت التذكير بنصاعة القضية وأطاحت أقنعة الزيف. لم توجد قط ظلال رمادية بين الضحية والجلاد، وها هي أشلاء الغزيين أمام عدسات الكاميرات تجدد هذه الحقيقة. ربما كانت غزة نقطة التحول. في الحقيقة، غزة مشهد آخر من مشاهد الصراع بين الحضارة والهمجية، وكما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان ما تقترفه إسرائيل من «مذابح ضد الفلسطينيين يفتح جروحاً يصعب شفاؤها في ضمير الإنسانية»، واصفاً هذه المذابح بأنها «نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية».

ربما تنسج غزة بدماء أطفالها صبحاً أكثر إشراقاً وعالماً أكثر عدلاً. غزة هاشم (نسبة إلى احتضانها جدث هاشم بن عبد مناف جد النبي صلى الله عليه وسلم) والتي تسمى في أسفار الإنجيل «القوية» قررت أن تختزل في قبضتها مئات الملايين من المدافعين عن هوية الأرض الفلسطينية وجغرافيتها وتاريخها، وعن حرية العرب والمسلمين وكرامتهم. عيوننا إلى غزة ترحل كل يوم..أو كما قال الإمام الشافعي (المولود في حي الزيتون في غزة): وإني لمشتاقٌ إلى أرض غزة/ وإن خانني بعد التفرق كتماني/ سقى الله أرضاً لو ظفرتُ بتُربها/ كحَلتُ بها من شدة الشوقأجفاني.

 

(*) كاتب سعودي

 

)المصدر: جريدة الحياة (يومية – بريطانيا) بتاريخ 17 جانفي 2009(

 


 

اسرائيل ستحصد بذور الكراهية والخوف

 

بعد ثلاثة أسابيع من بدء حملة ‘رصاص مصهور’ – واسبوع واحد على الاقل متأخر جدا – يجب انهاؤها اليوم. هذا هو الوقت لترك الرصاص. فقد سحق الجهاز العسكري لحماس، قتل مسؤولون كبار بين رجاله ولكنه ايضا قتل مئات من المدنيين واصاب الالاف. كما أن البنية التحتية للخدماتفي قطاع غزة تضررت بشكل ميؤوس منه. مستشفى ومخازن الغذاء للاونروا، التي ضربت أمس، تنضم الى الضربات القاسية لمحطة توليد الطاقة ومراكز سكانية اخرى.

القوة العسكرية التي تستخدمها اسرائيل في الاسابيع الثلاثة الاخيرة لا تسمح لها بان تتجاهل المعاناة الفظيعة التي يمر بها سكان غزة. ‘الاروقة الانسانية’ لا تكفي. ثلاث أو اربع ‘ساعات رأفة’ لا يمكن فيها نقل قوافل او توزيع الاحتياجات على السكان، الذين يوجدون الانتحت احتلال مباشر من اسرائيل.

لن يقع أي ضرر بالخطوة الحربية او بأمن اسرائيل اذا ما فتحت اسرائيل معابر الحدود لعبور متواصل للبضائع والادوية. سياسة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها اسرائيل على أي حال لم تجد نفعا ولم تمنع الحاجة الى شن الحرب. كما ان التخوف من ان يعزز فتح معابر البضائع صمودحماس في الحرب، ليس قائما. حماس تقاتل ضد اسرائيل ليس من أجل لقمة الخبز، وعلى أي حال ‘انهيار حماس’ لم يعد هدفا معلنا للحرب.

من الناحية الاخلاقية ومن زاوية نظر القانون الدولي، طالما لا يوجد في غزة حكم سيادي، فان اسرائيل تتحمل المسؤولية عن مصير مليون ونصف المليون من سكان القطاع. والاهم من ذلك – فان المرض، الفقر والبطالة هي سماد الدفيئة التي تنبت اليأس والتزمت اللذين جلبا حماس الىالحكم. اسرائيل هي التي ستحصد بذور الكراهية والخوف التي ستخلفها حملة ‘رصاص مصهور’ في قلب اطفال غزة. هؤلاء هم الجيران الذين يتعين على اسرائيل ان تتوصل معهم الى تسوية سلمية وان تتعايش الى جانبهم في الاجيال القادمة.

على الحكومة أن تستعد دون ابطاء، مع السلطة الفلسطينية، لتجنيد الاسرة الدولية لاعادة بناء البنية التحتية المدنية لقطاع غزة. لاسرائيل، اكثر من أي جهة اخرى، توجد مصلحة لان تعرض على سكان غزة واقعا أفضل من ذاك الذي عرضته عليهم سياسة القسام لحماس، بمساعدة ايران.

أسرة التحرير

 

)المصدر: جريدة هآرتس (يومية – إسرائيل) بتاريخ 16 جانفي 2009(

 


 

الحملة التي خرجت عن طورها

                              

آري شفيت

 أمس هذا حصل، نهائيا: حملة ‘رصاص مصهور’ خرجت عن طورها. هجوم على مدينة مكتظة بالسكان هو عمل خطير كل الوقت، ولكن عندما تكون الشرعية الدولية لاسرائيل تآكلت حتى التراب، فان مثل هذا الهجوم هو عمل سخيف. قصف مقر الامم المتحدة هو عمل لا يتم كل يوم، ولكن في اليوم الذي يحل فيه الأمين العام للامم المتحدة ضيفا على القدس، فان هذا يكون عملا يقترب من انعدام العقل.

نوع الضغط الذي مارسه الجيش الاسرائيلي امس على حماس ربما يضغط على حماس ولكنه يحطم اسرائيل. يحطم نفسها ويحطم صورتها. يحطمها في شاشات التلفزيون في العالم، في اروقة الاسرة الدولية وفي المكان الذي يهمها اكثر من أي شيء آخر: امريكا اوباما.

اسرائيل ليست روسيا وغزة ليست الشيشان. وحتى تجاه اعدائها الالداء لا يمكن لاسرائيل أن تتصرف كما تتصرف قوة عظمى نزاعة الى استخدام القوة تجاه اعدائها. حروبها يجب أن تكون محقة ومتوازنة. ودون صلة بالحرب، لا يمكن لاسرائيل أن تنتصر في ميدان المعركة. دون اساس اخلاقي متين، كل نصر اسرائيلي هو نصر مرتد على اعقابه.

قبل 21 يوما بدأت المعركة ضد حماس كمعركة موزونة، مدروسة وعادلة. قبل نحو اسبوع بدأت تنزلق وفي الايام الاخيرة تجاوزت كل حدود. صحيح أن حماس في ضائقة ولكن ليس في هذا ما يغير حقيقة ان ما بدأ كحملة عسكرية حيوية ومحسوبة اصبح انفلاتا للقوة عديمة الجماح في منطقة مأهولة. في كل لحظة معينة الانفلات من شأنه أن ينتهي بمصيبة.

رئيس الوزراء، اغلب الظن، قرر أن يموضع نفسه مثل بوتين. واذا كان أنهى حربه الاولى بانعدام حسم، فان حربه الثانية سينهيها بارض محروقة. ولكن يطرح السؤال اين يوجد وزير الدفاع الذي يفترض به أن ينظر الى الحقيقة في العينين. يطرح السؤال اين توجد وزيرة الخارجية ليفنيالتي يفترض بها ان تكون صاحبة الشجاعة للتغيير. بعد اسبوعين خدم فيهما باراك وليفني دولتهما وعززاها، فانها يساعدان الان خطوات عسكرية سائبة.

في غضون بضعة ايام ستتوقف النار، وسيتبدد الضباب وستنكشف الفظاعة. حماس ستضرب حتى التراب، ولكن العالم سينغمر بصور الدمار والقتل التي تقشعر لها الابدان. رقصة فالس بيروت مع بشير ستشحب امام رقصة فالس غزة مع اولمرت. وعندها سيتبين لنا بان ثمن مغامرة القوة للاسبوعالاخير سندفعه ليس فقط في امريكا اوباما. سندفعه ايضا بالنفوس المصابة لابنائنا وبناتنا.

 

)المصدر: جريدة هآرتس (يومية – إسرائيل) بتاريخ 16 جانفي 2009(

 


 

في المجتمع الاسرائيلي يوجد فيروس كهذا: يطلقون النار ويبكون

يا اولمرت، إبحث لك عن شقة

 

يوئيل ماركوس

رجال الحكم في واشنطن يميلون بشكل عام للحديث بصيغة معتدلة. وهي ميزة ادت غير مرة الى سوء تفاهم بيننا وبين البيت الابيض. أذكر ان مناحيم بيغن خرج من حديث مع الرئيس كارتر وأعلن انه ‘كان لنا حديث ممتاز’، بينما قال الناطق بلسان البيت الابيض انه كان بينهما خلاف تام.

بيغن لم يكذب، ولكنه ببساطة لم يفهم بانه عندما يقول له رئيس ‘فهمت وجهة نظرك’ فان المقصود هو ‘لا اتفق مع موقفك’. وفقط في كامب ديفيد فهموا، بانه مع الاسرائيليين ينبغي لهم ان يتحدثوا مباشرة. نحن ايضا تعلمنا مع الوقت شيئا واحدا او اثنين في علاقاتنا مع الامريكيين؛ بانهم ليسوا إمعات مثلما يبدون وهم غير مستعدين لان يبتلعوا عندما لا يقول اسرائيليون سياسيون الحقيقة.

لكوندوليزا رايس يوجد ما يكفي من الاسباب للغضب على الوعود العابثة من جانبنا لازالة بؤر استيطانية غير قانونية، الوعود التي لم توف ابدا. ولكن اذا شعرت أنها خدعت، فانها على الاقل لم تعلن ذلك على الملأ. كان امامنا رؤساء معادون، وعندنا كان رؤساء وزراء لم يتدبرواامورهم مع رؤساء امريكيين لم ينتموا الى الحركة الصهيونية. ولكن حادثة تصف فيها الادارة اولمرت في واقع الامر ككذاب – هو تجديد لا يبشر بالخير بالنسبة للعلاقات مع الرئيس القادم.

التصريحات العلنية لاولمرت – كيف استدعى بوش قبل عشر دقائق من التصويت في مجلس الامن، وكيف أن الرئيس الذي كان في وسط محاضرة نزل من المنصة وامر هاتفيا رايس للامتناع عن التصويت – كانت محرجة. فاذا كان هذا صحيحا، فلماذا لم تستخدم الفيتو؟ الناطقون بلسان الادارة الغاضبون قالوا صراحة ان اقوال اولمرت هي مئة في المئة غير صحيحة.

سلوك اولمرت كرئيس وزراء حين تنتظره في الافق ملفات جنائية، وفي كل الاحوال لن يعود ليكون رئيس وزراء بعد الانتخابات، ليس معفيا حقا من اعتبارات شخصية. ما يبدو في هذه اللحظة للعيان هو أنه يحاول قيادة سياسة غايتها محو وصمة اخفاقه في حرب لبنان الثانية وان يكرس لنفسه مكانا في تاريخ الدولة بصفته المنتصر الاكبر على حماس.

اولمرت يتطلع الى محو ملاحظات لجنة فينوغراد التي في تقريرها المرحلي وصفته بألوان قاتمة. من الصعب التحرر من الانطباع بان خطواته الان تتركز في ذاته. فهو يدير حملة شخصية ضد تسيبي ليفني ويفعل كل شيء كي لا تصل الى رئاسة الوزراء؛ بسبب ‘عدم تجربتها’. وهو ينسى حقيقة أن ليس تسيبورا فقط بل هو نفسه وصل الى رئاسة الوزراء بالصدفة فقط لانه كان يحمل لقب ‘القائم بالاعمال‘.

نحن لا نشارك في المجلس الوزاري الامني، ولكن الانطباع هو أن اولمرت يقود سياسة تتعارض مع سياسة وزير الدفاع، صاحب التجربة العسكرية والعملياتية الغنية، والذي مع غابي اشكنازي اعاد للجيش الاسرائيلي الاحمرار للخدين، وللدولة قوة الردع الامنية. اولمرت يمكنه أن يقولانه رمم، إذن هو قال.

نحن نوجد الان في مفترق طرق: إما أن نوسع حملة ‘رصاص مصهور’، أو نوقفها بشكل مضبوط لفترة زمنية محددة. في كل الاحوال، لا يمكن ابقاء الجيش معلقاً في الهواء. فاذا اردت امساك الكثير، لن تمسك شيئا – امساك غزة أسهل بكثير من الخروج منها. وواجب علينا أن نبقي في ايدينا القرار متى وكيف نوقف الحرب.

في المجتمع الاسرائيلي يوجد فيروس كهذا، يطلقون النار ويبكون. الان بدأنا نفزع من الدمار الذي لحق بغزة. لا أذكر فلسطينيا واحدا ذرف دمعة على المذبحة التي الحقتها العمليات الانتحارية وعلى ثماني سنوات من النار على سكاننا المدنيين.

ولكن ليست لحظة بكاء الان، بل لحظة صفاء عقل. اولمرت دخل الان الستين الساعة لحرب لبنان الثانية بين القرار بوقف الحرب او توسيعها. الزعامة التي ترغب في الحفاظ على انجازات ‘رصاص مصهور’ ملزمة بان تعرف متى تنهي. واذا كان صحيحا أن باراك وليفني يؤيدان وقف نار انسانياً لعدة ايام، بهدف التخفيف على المصريين لتحقيق اتفاق، من الصعب أن نفهم لماذا اولمرت غاضب جدا، واقل من ذلك لماذا باراك يشعر بالحاجة الى تبرير نفسه.

دخلنا الحرب مع جيش تمتع بثقة جماهيرية 98 في المئة. من المهم أن نخرج في الوقت المناسب مع ذات الثقة والتأييد الذي للجيش وقادته. اولمرت غاضب؟ فليغضب. فليتدخل أقل في الامور التي لا يفهم فيها وليبحث لنفسه عن شقة.

 

)المصدر: جريدة هآرتس (يومية – إسرائيل) بتاريخ 16 جانفي 2009(

 


 

أولمرت غاضب؟ فليغضب

 

يوئيل ماركوس

يميل رجال الحكم في واشنطن بشكل عام للحديث بصيغة معتدلة. وهي ميزة ادت غير مرة الى سوء تفاهم بيننا وبين البيت الابيض. أذكر أن مناحيم بيغن خرج من حديث مع الرئيس كارتر وأعلن انه « كان لنا حديث ممتاز »، بينما في حديث خلفية من الناطق بلسان البيت الابيض جاء أنه كانبينهما خلاف تام.

بيغن لم يكذب، ولكنه ببساطة لم يفهم أنه عندما يقول له رئيس « فهمت وجهة نظرك » فإن المقصود هو « لا أتفق مع موقفك ». وفقط في كامب ديفيد فهموا، أنه مع الاسرائيليين ينبغي لهم ان يتحدثوا مباشرة. نحن ايضا تعلمنا مع الوقت شيئا واحدا او اثنين في علاقاتنا مع الاميركيين؛انهم ليسوا إمّعات مثلما يبدون، وهم غير مستعدين لان يبتلعوا عندما لا يقول اسرائيليون سياسيون الحقيقة.

لكوندوليزا رايس يوجد ما يكفي من الاسباب للغضب على الوعود العابثة من جانبنا لازالة بؤر استيطانية غير قانونية، الوعود التي لم توف ابدا. ولكن اذا شعرت أنها خدعت، فانها على الاقل لم تعلن عن ذلك على الملأ. كان امامنا رؤساء معادون، وعندنا كان رؤساء وزراء لم يتدبروا امورهم مع رؤساء اميركيين لم ينتموا الى الحركة الصهيونية. ولكن حادثة تصف فيها الادارة اولمرت في واقع الامر ككذاب – هو تجديد لا يبشر بالخير بالنسبة للعلاقات مع الرئيس القادم.

التصريحات العلنية لاولمرت – كيف استدعى بوش قبل عشر دقائق من التصويت في مجلس الامن، وكيف أن الرئيس الذي كان في وسط محاضرة نزل من المنصة وامر هاتفيا رايس بالامتناع عن التصويت – كانت محرجة. فاذا كان هذا صحيحا، فلماذا لم تستخدم الفيتو؟ الناطقون بلسان الادارة الغاضبون قالوا صراحة إن اقوال اولمرت هي مائة في المائة غير صحيحة.

سلوك اولمرت كرئيس وزراء حين تنتظره في الافق ملفات جنائية، وفي كل الاحوال لن يعود ليكون رئيس وزراء بعد الانتخابات، ليس مُعفى حقا من اعتبارات شخصية. ما يبدو في هذه اللحظة للعيان هو أنه يحاول قيادة سياسة غايتها محو وصمة اخفاقه في حرب لبنان الثانية، وان يكرس لنفسه مكانا في تاريخ الدولة بصفته المنتصر الاكبر على حماس.

اولمرت يتطلع الى محو ملاحظات لجنة فينوغراد التي في تقريرها المرحلي وصفته بألوان قاتمة. من الصعب التحرر من الانطباع بأن خطواته الان تتركز في ذاته. فهو يدير حملة شخصية ضد تسيبي ليفني ويفعل كل شيء كي لا تصل الى رئاسة الوزراء؛ بسبب « عدم تجربتها ». وهو ينسى حقيقة أن ليس تسيبورا فقط بل هو نفسه وصل الى رئاسة الوزراء بالصدفة فقط، لانه كان يحمل لقب « القائم بالاعمال« .

نحن لا نشارك في المجلس الوزاري الامني، ولكن الانطباع هو أن اولمرت يقود سياسة تتعارض مع سياسة وزير الدفاع، صاحب التجربة العسكرية والعملياتية الغنية، والذي مع غابي اشكنازي اعاد للجيش الاسرائيلي الاحمرار للخدين، وللدولة قوة الردع الامنية. اولمرت يمكنه أن يقولانه رمم، إذاً هو قال.

نحن نوجد الان في مفترق طرق: إما أن نوسع حملة « رصاص مصهور »، أو نوقفها بشكل مضبوط لفترة زمنية محددة. في كل الاحوال، لا يمكن ابقاء الجيش معلقا في الهواء. فاذا اردت امساك الكثير، لن تمسك شيئا – امساك غزة أسهل بكثير من الخروج منها. وواجب علينا أن نبقي في ايديناالقرار متى وكيف نوقف الحرب.

في المجتمع الاسرائيلي يوجد فيروس كهذا، يطلقون النار ويبكون. الان بدأنا نفزع من الدمار الذي لحق بغزة. لا أذكر فلسطينيا واحدا ذرف دمعة على المذبحة التي ألحقتها العمليات الانتحارية وعلى ثماني سنوات من النار على سكاننا المدنيين.

ولكن ليست لحظة بكاء الآن، بل لحظة صفاء عقل. الزعامة التي ترغب في الحفاظ على انجازات « رصاص مصهور » ملزمة بأن تعرف متى تنهي. واذا كان صحيحا أن باراك وليفني يؤيدان وقف نار انسانيا لعدة ايام، بهدف التخفيف على المصريين لتحقيق اتفاق، من الصعب أن نفهم لماذا اولمرتغاضب جدا، واقل من ذلك لماذا باراك يشعر بالحاجة الى تبرير نفسه.

دخلنا الحرب مع جيش تمتع بثقة جماهيرية 98 في المائة. من المهم أن نخرج في الوقت المناسب مع ذات الثقة والتأييد الذي للجيش وقادته. اولمرت غاضب؟ فليغضب. فليتدخل أقل في الامور التي لا يفهم فيها وليبحث لنفسه عن شقة.

 

)المصدر: جريدة هآرتس (يومية – إسرائيل) بتاريخ 16 جانفي 2009(


 

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 16 / 01 / 2009

من اجل رفع المظلمة عن النقابي احمد بن عثمان براني

 

يتابع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بانشغال كبير المظلمة التي تعرض لها النقابي احمد بن عثمان بن بلقاسم براني الكاتب العم السابق لنقابة الشركة التونسية لكربونات الكلسيوم بالقصرين حيث تعرض هذا النقابي إلى طرد تعسفي من الشركة المذكورة وبعد نضالات وتحركات نقابية متعددة تم عقد جلسة صلحية بين النقابي وممثل عن الشركة مدونة في محضر جلسة بمقتضاها يتحصل هذا النقابي على بعض المستحقات المالية على أن يتخلى عن العمل بالشركة, لكن منذ مدة تبين أن صاحب الشركة ورغم الجلسة الصلحية رفع ضد هذا النقابي شكاية إلى المحكمة متهما إياه بتعطيل حرية العمل والقذف العلني وقد حكمت عليه المحكمة غيابيا ب 6 اشهر سجنا غيابيا حسب القضية عدد 2008 / 113969 .مع العلم أن النقابي احمد براني قدم اعتراضا على الحكم وهو يستغرب مراوغة صاحب الشركة وتملصه من الاتفاق الممضى بينهما . إن المرصد يعبر عن تضامنه المطلق واللامشروط مع النقابي احمد براني ويأمل أن تتحرك الهياكل النقابية الجهوية والوطنية لمساندته والتصدي لهذه المظلمة التي تستهدفه خاصة  وانه أصبح مهدد بالسجن  . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابين المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com                        http://nakabi.blogspot.com                               عن المرصد المنسق محمد العيادي


 

هل التأمت جراح حركة التجديد؟

 
 
بعودة بعض أعضاء حركة التجديد مرة أخرى للنشاط في صلب الحزب بعد فترة جفاء عقب اختتام المؤتمر التوحيدي لأشغاله، واعتزام عدد من الرافضين للنتائج التي تمخضت عنه على العمل سوية ومن مواقع مختلف على مزيد تمتين لحمة الحركة ورص صفوفها خصوصا وعديدة هي التحديات المطروحة أمامها لعل أبرزها حاجة البلاد لحركة ديمقراطية تقدمية تكون صلبة في اتخاذ مواقفها السياسية وتعمل باستقلالية عن نظام الحكم دون أن تسعى للقطيعة معه. وهو مسار ومهج لا يكمن الاختلاف فيه إلا من لدن بعض الوصوليين والذين يبغون الركوب على قضيا الاختلافات في وجهات النظر قصد تحقيق مآرب خاصة. إلا التفاف التجديديين الذي سبق أن خاض عدد كبير منهم تجربة سياسية ثرية في هياكل الحزب الشيوعي التونسي ما يزال يجابه عدد من الصعوبات، ويلقى سوء فهم مقصود ومتعمد من طرف قيادات الحركة المنبثقة عن مؤتمر أكد غالبية المراقبين أنه شابه العديد من الخروقات والانحرافات، غير أن إرادة التجديديين كانت أكثر صلابة من الوقوف عند ويل للمصلين. نحن نعلم أن هناك رغبة لدى مجموعة الأمين الأول السيد أحمد إبراهيم لجمع لفيف التجديديين مرة أخرى حول أهداف المشروع التوحيدي وترميم ما تصدع طيلة الأشهر القليلة الماضية، غير أن هذه الرغبة ما تزال يعوزها دفعا قويا قادر على القطع النهائي مع المرحلة التي تلت الإعلان عن نتائج المؤتمر وتؤسس لمرحلة جديدة يلتقي فيها جميع التجديديين من جديدة على أرضية الحركة وبرنامجها. أولى تلك الصعوبات وجود جيوب رفض وصد في صلب في تلك المجموعة التي تعرقل مجهودات الأمين الأول لرص الصفوف وتنسيب الخلافات. وتعمل تلك الحفنة من الأفراد على تأليب الأمين الأول وعدد من أعضاده على التجديديين الذين يرومون العودة إلى الحركة، ملصقة إياهم صفات من قبيل « أزلام الأمين السابق السيد محمد حرمل » أو »الانتهازيين واللاهثين عن وراء المناصب » الخ من السلوكيات التي أفرغت الحزب الشيوعي من كوادره ومنخرطيه وها هي اليوم تبث الفرقة بين من بقي متشبثا بالمشروع الإصلاحي التقدمي. من بين تلك الصعوبات نذكر كذلك، تجميد وعرقلة الأنشطة الحزبية الداخلية. حيث انحسر نشاط حركة التجديد في مقره المركزي الذي يشرف عليه مباشرة وبشكل احتكاري عدد من المقربين من الأمين الأول، وفيهم حتى من هو غير عضو في الهيئة السياسية للحركة. فلا اجتماعات داخلية للأعضاء تنظم بالجهات، ولا منشورات داخلية تعلم بمختلف أنشطة الحزب التي نسمع عنها من خلال وسائل الإعلام السيارة التي تحدثنا عن تحركات وتحالفات الحزب السياسية، تُنسج دون استشارة للقواعد، كما أن سفريات بعض الأشخاص ومن بينهم السيد عبد العزيز المسعودي إلى الخارج بدعوى المشاركة في تظاهرات خارجية دون أن تصحبها فائدة أو منفعة تذكر للحزب (أحد السفريات كانت لزيارة زوجته بروسيا تكفل بمصاريفها الحزب كاملة) تطرح موضع تساؤل مالية الحركة وهو ملف يستدعي الانتباه إليه خصوصا ونحن نعلم أن للحركة موارد مالية سنوية كبيرة تتحصل عليها من قبل الحكومة. الإشكال الآخر الذي يطرح في وجه الاندماج الكلي للتجديديين الذين شاركوا في المسار التوحيدي قبل أن ينسحبوا منه بعد المؤتمر، هو ما وصل إليه الوضع في صحيفة « الطريق الجديد » التي كانت منبرا مفتوحا لجميع التقدميين واليساريين الذين ساهم عدد لا يحصى منهم في خط تاريخها، إلا أنه بمجرد تكليف السيد هشام سكيك (مع العلم أنه لا يشغل أي منصب قيادي لا في الهيئة السياسية ولا في المجلس المركزي، ووجوده في لجنة الضمانات الديمقراطية يطرح أكثر من تساؤل حول صفاء النية لفتح الباب أمام الجميع خصوصا ما نعرفه عن هذا الشخص من قدرات كبيرة على حبك الدسائس ونسج المؤامرات) تحولت الصحيفة لـ »برافدا » للتطبيل لما تقوم به مجموعته. حيث سمح لنفسه بصنصرة مقالات عدد من النشطاء أصحاب الأقلام الفذة الذين ساهموا كثيرا في نحت صورة الصحيفة التي تحولت الآن إلى مجردة بوق دعاية فحسب. ونذكر هنا إقصاء كل من الحبيب الحمدوني وفتحي بلحاج يحي (اللذان عادا للكتابة بعد تدخل بعض من أعضاء الحزب) ومحمد علي الحلواني وهندة العرفاوي وغيرهم. في آخر المطاف، نعتقد أنه ما دام هنالك عزيمة قوية لرتق التباينات بين جميع الأطراف، فإن تنازلنا على التشكيك في شرعية القيادة المنبثقة عن المؤتمر الماضي يفرض على الطرف المقابل أن يقدم تنازلات من جانبه، حتى يلتقي الجميع في نفس الغاية المتمثلة في بناء حركة تقدمية ديمقراطية واسعة. ننتظر من قيادة الحركة وعلى رأسهم الأمين الأول السيد أحمد ابراهيم ان تعالج مختلف تلك المسائل المطروحة آنفا بروية وبتعقل وأن تتجاوب معها بحسن نية لكي نواصل المشوار معا. مناضل علماني ناشط في حركة التجديد
 


الفئة المتصهينة في عملية ميتامورفوز تكتيكية ، برهان بسيس عنوانا

 
 
 » بدأ العدّ التنازلي للعدوان على غزّة ودخلت إسرائيل كعادتها كلّما تراءى حلّ سياسي في الأفق في سباق مجنون مع الساعات لتكثيف القصف والتدمير والقتل تماما ككل سلوكاتها في الأمتار الأخيرة للحروب التي خاضتها وآخرها حرب تموز في لبنان حين كانت آخر أيّامها الأعنف في قوّة النار الإسرائيلية المستعملة ضدّ القرى والمدن اللبنانية. حين يسكت صوت النّار سيبدأ بالتأكيد حساب الربح والخسارة الذي ستتصدّره حتما قائمة الضحايا المدنيين من الأطفال والنّساء والشّيوخ الذين أبادتهم الآلة العسكرية الإسرائيلية المجرمة في ظل تواطؤ مفضوح من دول العالم الحر التي اختارت تجاهل المجزرة. » * هذه ليست كلمات عبد الباري عطوان أو عزام التميمي أو أي من المثقفين المناضلين الذين يعرفهم القارئ والمراقب العربي. أبدا، هي بالعكس تماما، هي لأحد عرّابي التصهين في عالمنا العربي، أحد المدافعين الأشاوس عن  »ديمقراطية إسرائيل » و  »تقدم إسرائيل » و  »إنسانية إسرائيل ». وحتى يعرف عرابو التصهين أن الحيلة لن تنطلي نذكّر. لطالما أتحفنا برهان بسيس بتحليلاته عن سقوط الخطاب الإسلاموي و الممارسة الإسلاموية أمام هذه  »الديمقراطية العظمى ». وهذا يعطينا عينة عن نوعية نادرة من الانتهازيين في عالمنا العربي. في أشهر العسل و فترات الصفاء التطبيعي نجد هذه الفئة و قد اتجهت سهامها إلى الداخل العربي و الإسلامي لتتهم كل من تسول له نفسه بتجاوز الخطوط الحمراء تجاه حبيبتهم  »إسرائيل » بالرجعيين و القروسطيين والعُمْي عن رؤية الحقائق الواضحة و إنكار القوة الديمقراطية والتقدم الإنساني المذهل لإسرائيل. ويسيل حبرهم بغزارة و سخاء لتزيين وجهها ووضع كل ما أنتجته آلة العمالة من مساحيق لتغيير سحنته وشد جلدته و تنقية شوائبه و تغطية عورته. لم يتوان  بسيس في الدفاع عن استقبال الوفد الصهيوني القادم إلى دولة تونس و تصدى لكل محاولات الاستنكار من قبل التونسيين ليذكرهم أن هذا الكيان نجح في فرض نفسه على الساحة الدولية وفي بناء عالم حر و متمدن قالها وعلى الهواء مباشرة على أجهزة التلفاز الدولية. يومها نزلت طائرة العدو الصهيوني في مطار تونس لأول مرة وقد رفرف على جانب منها العلم التونسي و على الجانب الآخر علم العدو،  »الصديق » بالنسبة للبعض. يومها حاول برهان إنكار المعلومة و لكن كانت الصورة ابلغ من كلمات النفاق عندما شاهدها العالم. و ما يضير برهان و غيره أن يرفرف علم  »الصديق » فوق سماء بلاده و هو الصديق. أم أن هذا  »الصديق » أصابه شيء من الجرب حتى ننكر عليه الإطلال بوجهه الحقيقي دون مسوح أمام أبناء هذه الأمة. لم يتوان بسيس في الاصطفاف مع دحلان يوم تخلصت منه غزة فكتب ما لم يكتبه أقرب المقربين الإعلاميين من دحلان كمًّا ونوعًا. محذرا في الوقت نفسه من سلطة إسلاموية بغيضة و إمارة رجعية متطرفة ستسرق من أحبائه اليهود جزءا من حلمهم التاريخي. لم أنس يوما من أيام 1989 في إحدى الكليات التونسية و أثناء نقاش مطول و عميق معه، تفرد بسيس بالدفاع عن الصهاينة و مشروعهم . و يعاود ذاكرتي ذلك الحماس منقطع النظير الذي أبداه  للكيان الصهيوني، وقد بلغني حينها، وكنا في نفس السنة و نفس الكلية، أن قيادة الحزب الذي ينتمي له و يتكلم باسمه في الجامعة التونسية آنذاك ( حزب العمال الشيوعي التونسي) قرعته على ذلك السلوك الذي يتنافى و قناعات الحزب.  هذه الفئة التي يعبر عنها بسيس في عالمنا العربي لا يمكن لها ان تكتب نصا دون المساس بمقدسات و ثوابت هذه الامة العظيمة الصامدة. فكان لمفهوم العمل القومي  نصيبه من التحقير وللمقاومة في غزة ممثلة بحماس جزء من رداءة و كراهة من يمثل هذه الفئة و للاعلام المجاهد المنافح الصامد رغم المؤامرات ممثلا بقناة الجزيرة وابل من الشتائم ولدول الممانعة جملة من القذائف. الحرب على الأمة والتي تتخذ من غزة هذه المرة ميدانها اتسعت لتشمل مجالات في زماننا مجالات أخرى استعصت على العدو أزمانا ففتحها جزء مارق من أبناء جلدتنا في هذه المرحلة. عشّشوا داخل المنظمات الانسانية والنقابات المهنية و الاعلام الوطني و القنوات الفضائية و المنظمات الدولية فعمموا بذلك نفوذ اللوبيات الصهيونية و سجلوا بيد عربية ماركة الدولية الصهيونية. محاولة الاصطفاف تكتيكيا مع أبناء الأمة في بعض التحليلات و المواقف لا يجب أن يحجب عنا حقيقة معركة هؤلاء، معركة حصولهم على بعض الشرعية لما سيتطوعون لفعله لصالح العدو مستقبلا. عرّابو التصهين في هذه الأيام تغيرت لهجتهم فدخل قاموسهم مصطلحات طالما أنكروها، (الآلة العسكرية الإسرائيلية المجرمة…تواطؤ مفضوح من دول العالم الحر…إسرائيل كعادتها…النار الإسرائيلية المستعملة ضدّ القرى والمدن)*: قاموس مركب تركيبا من اقلام كان ديدنها و باستمرار ولا تزال استعمال عبارات: (شارع عربيّ مهووس بمعارك اللّغة والكلمات… ما يُسَمَّى بالعمل القومي… جمهور قناتها الفدائية… فرقة «كوماندس»)* و لا بأسعندهم بذكر حماس بين معقوفين و ذكر « إسرائيل » بكل تبجيل و احترام. كلمة أخيرة لكل دحلان داخل الأمة العربية الإسلامية و حتى لا « تدحلن » عقول ابنائنا نقول لهم تصديقا لقول رب العالمين : « والعاقبة للمتقين »  كمال العيفي _______________ *مقال بسيس  في العدد 16 يناير 2009 من نشرة تونس نيوز


بسيس » بين الوزارة  و السفارة !!!

 
 
نصرالدين السويلمي عندما تتجمع بعض الكلمات الأنيقة وتترصف لتلوح من خلالها جمل دسمة يصبح الذهن حفّاظة لفعل إنشائي مطرب قد يسعف صاحبه في تلك المجالات التي تسود فيها الجمل والعبارات على الأفكار، أما أن يعمد أحدهم إلى شئ من الإنشاء وذهن مسكون بالهواجس يغمسه في حالة إعلامية هائجة وفيضان سياسي هادر، حينها يصبح إنتاجه أقرب إلى السخرية منها إلى الكتابة الجادة ، هذا ما وقع فيه « برهان بسيس » في كثير من كتاباته وخاصة مقاله الاخير « سرك ».  لعل راصد الحالة الإعلامية التونسية لن يتعب كثيرا حتى يصل إلى خلاصة مفادها ان « برهان » قد جنت عليه مقالات سابقة وخاصة مقاله الذي كتبه إبان حرب حزيران 2006 حين ثمن الأداء الميداني لحزب الله وإلى جانب لوبي اليسار الإنتهازي الذي أطنب في عتابه فقد أنّبه ضميره الفكري على هذه الزلة وهذا الصك الذي تفلت منه لصالح حزب الله « الأصولي المتطرف » على حساب دولة علمانية تنويرية مثل إسرائيل ولأنني لا احقد وإنما أستهجن الكتابة التطويعية التي تتناول الحدث لا وفق سياقه الطبيعي إنما وفق رواسب فكرية عتيقة هي للمتاحف أقرب منها إلى الإعلام …عليه أهمس- لهذا البشر- مذللا له الفوارق مقربا له الصورة فأقول إنه يسعك أن تكون مع الحدث بتجرد وأن لا تكون مع صناعه بالضرورة ، يجب عليك أن تفصل هذا التلازم المفتعل بين الصانع والصنعة حينها يتمكن فكرك الذي يسجن صناع الأحداث المصنفين هناك في زاوية من دهاليز عقلك موثقين بوباء العداء الابدي، يتمكن هذا الفكر من التحرر ويتجنب العداء المسبق للحدث ومن ثمة يتفاعل معه بتجرد وموضوعية .  إن الواقعية السياسية لن تكون وليدة زر، إنما هي سلوك وحس كما انه ليس من السهل على الأذهان المتبلدة تمييزها بسهولة لأنها في سلة مشحونة بمفاهيم مختلفة منها البلاهة والحقد والمؤامرات والخيانة والإسفاف والتخذيل والتهور… لهذا وجب على الباسط يده لهذه الواقعية أن يحسن التمييز ويكون حسه جد عال لينجح في سحبها دون غيرها. في حالة صحيفة مهمشة يمكن للكاتب ان يجزيه القليل وأن يبرز على سطح الواجهة الإعلامية إذا ما اخذ من كل شئ بطرف لكن إذا دارت رحى الفعل الصحفي ودخلت مرحلة التمحيص تتطاير مساحيق النصوص فتظهر جلية عورات الكتابة التي بانت جلية في « بعد » برهان الأخيرة .  إلى جانب بعض الرواسب االفكرية « النية » وعوانس الأديولوجيات التي كبلت بسيس فإن هاجس « خالف تعرف » وهوس التفرد حكما على نصه بالضياع والتيه، ففي الوقت الذي تتجه فيه الأقلام صوب الغزاة وترفع بحبرها بعض معانات الدم الغزاوي وفي وقت يتقلص فيه الخلاف بين الفرقاء العرب لصالح أرض تبحث في أرضها عن بقع للمقابر فلا تجدها يخرج برهان من سباته ليغذي الفتنة ويهمش الجاد ويتلاعب بقيمة الصمود ويميع مفهوم الشهادة ويحيل بقلمه « اللاهث » لوحة الطفولة والامومة والترمل والارض والموت والتاريخ والصمود والإخلاص والصبرعلى لسع الرصاص البري والبحري والجوي وأنهار من دموع الفراق والالم…يحيلها إلى مشهد عبثي وعنتريات هالكة تفسد على قرار مجلس الامن مذاقه ويمضي « الحكيم » في نصائحه ليعلن أن كل تلال التضحيات هذه وفولاذ الصبر الذي لا ينفد ولا يلين ليست إلا تشويشا على قرارمجلس الامن التاريخي الغير ملزم الذي مزقته مصاصة الدم السوداء فأفقدته روحه وأكلت كبده ولاكت بنكرياسه ونزعت قلبه وأتلفت أعضاءه ثم رمت به إلى من لا قرار له ليقرّه.  إنني وإن فهمت حسابات بسيس الضيقة ونسبة طموحه المرتفعة ولهفته على التمكين في أرض الخضراء كما مكن « لتوأمه » سمير طالما أن سنة التمكين لأحفاد ستالين « العاقين لجدهم » ماضية في بلاد الزيتونة ، إن كنت أفهم هذا فلن أتفهم أبدا أن يتجرد الإنسان من بعده الديني والقومي والوطني والإنساني ولا يُبقي فيما كتب ولو حيزا طفيفا للآدمية، كما أن مغازلته المتتالية في كتاباته للنظام المصري لديها دلالاتها ، فاستنساخه لعبارات مجدي الدقاق وعبدالله كمال وغيرهم من رجال جمال يوحي بأن الرجل يرغب في تبني التجربة ومن لم يكن له جمال في بلده فليتخذ له جمالا ومن لم يجد فليتخذ له حتى جمالة لأن الامر يبدو بعيد عن تشكيل خلية توريث في تونس إلا إذا كان للجماعة النفس الطويل ونجا صبي قرطاج من كيد الحاشية وكيد البرامكة الذي هو أشد وأنكى، ساعتها يمكن لخلية محمد بن علي أن تنشغل بالتوريث فتحبس ألسنتها وأقلامها عن خلية محمد بن عبد الله الثابتة الصامدة في غزة.  إذا كان سمير قد حصد وزارة الشباب والرياضة فاصبر برهان لعل أداءك وعطاءك يُمكنك من وزارة سيادة وإن تفلتت الوزارات ستستعيظ عنها بالسفارات ، ولعل القاهرة هي الأقرب فخطابك لا شك يثير إعجاب « الشيخ » مبارك ..ومن يدري لعله بعد أن تلملم الأشلاء وتغسل غزة شوارعها من الدماء وتعكف أراملها على الحداد عندها يتخذ صناع القرار سفارة لهم في تل أبيب فتحملك كتاباتك إلى مكتبها الوثير؟؟؟
 


تبرأ من عنوان بريد إلكتروني
 
 
إني الشاعر « رضا الماجري » عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي أعلم من يهمه الأمر أن بعض الأطراف قد فتح عنوانا إلكترونيا بإسمي متخفيا وراءه لترويج مواقف تمس من الحزب الذي أنتمي إليه . و إني أحذر المدعو « محسن الشاوش » و المشبوه « عزالدين صابر » من مغبة التمادي في مثل هذا الصنيع . و إني أنبه الطرف الذي أعلن خبر إستقالة الفتاة « خولة الفرشيشي » من بريد إلكتروني يحمل إسمي   أنه كان بإمكانه نشر إعلانه بالصحافة الصفراء كما تعود عليه سابقا. و إني أعتذر لكل من تعامل مع هذه الأخبار الزائفة على إعتبار أنها صادرة من عندي . رضا الماجري 


* فنانو تونس: الأغنية الملتزمة تستنهض الهمم وتعيش مع الجمهور عبروا عن شعورهم للأحداث الجارية

 

تونس- إشراف بن مراد: أمام وحشية العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة تزداد حاجتنا رغم كل شيء الخسائر المتراكمة إلي كلمة صادقة توقض الضمائر النائمة والنفوس الغائبة عن الوعي التي لم تحركها أودية دماء الأبرياء المزهقة. من هذا الصدق عرفنا مرسيل خليفة وفيروز وغيرهم كثيرون. عن أهمية الكلمة الصادقة في مثل هذه الظروف تقول الفنانة الفلسطينية ريم البنا،التي عرفت بالتزامها بالقضية الفلسطينية من خلال ما تقدمه من موسيقي: « أنا موجودة حاليا في مدينة الجليل الواقعة شمال فلسطين غير أني أتمني الدخول إلي غزة سواء الآن أم لاحقا. وكنت حاولت مرات عدة الدخول إلي القطاع عبر منظمات دولية من أجل إقامة حفلات للأطفال في القطاع، لأنه يجب أن نعرف أنّ الطفل الفلسطيني أينما كان في الضفة أم في القطاع يعاني من عدة مشاكل نفسية قاسية فليس سهلا بالمرة علي طفل صغير أن يستوعب ما يراه يوميا من دمار ووحشية نتيجة المجزرة الإسرائيلية في القطاع. شخصيا، أري أنّ ما يحصل الآن لغزة أشنع مما حصل لصبرا وشتيلا ولهذا أعتبر أنّ الفنان الفلسطيني مدعو لإيصال هذا الواقع المرير الذي يعيشه شعبه  للعالم وهذا أمر جدّ مهم أي علي الفنان أن ينتقل بالكلمة إلي مرحلة التأثير. لأنه وفقا ما يؤكده لي بعض الأصدقاء من غزة عبر اتصالات هاتفية معهم أن ما يمرّر علي شاشات التلفزيون لا يساوي 10% مما يحدث حقيقة علي أرض الواقع. -عبّر المطرب التونسي القدير لطفي بوشناق الذي عرف بالتزامه بقضايا الشارع العربي و بأغانيه الراقية والبليغة عن حدة صدمته لما يحدث في غزة وقال إنّ الشارع العربي بحاجة إلي أغاني ملتزمة و لكن ليس فقط وقت المناسبات أي في مثل هذه الظروف. وفي هذا الإطار، حمّل لطفي بوشناق وسائل الإعلام السمعية و المرئية المسؤولية قائلا: « لما وسائل الإعلام لا تهتم بالأغنية الملتزمة إلاّ عندما تحصل كارثة »و أكد لطفي بوشناق عن انّه رغم أهمية الأغنية الملتزمة إلاّ أنّ الحاجة إليها ليست مؤقتة بل يجب أن تكون مستمرة حتي تكون مؤثرة. – ويقول الفنان التونسي منير الطرودي في هذا الموضوع: « مثلما تساهم بعض الأغاني في تمييع الشعوب وإفساد الذوق العام فإن الأغنية الملتزمة لديها دور آخر وهو إرساء الكلمة الهادفة وإحياء ثقافة لديها موقف من القضايا الإنسانية كحق الشعوب في تقرير مصيرها وحقوق الطفل. وغيرها من القضايا الأخري التي تمس الناس عن قرب. وفي الوقت الحاضر نحن في حاجة لمثل هذه الأغاني التي غابت قرابة 20 سنة وللأسف الأغنية اليوم تخلت عن وظيفة تحريك الضمائر ليحل محلها تحريك الغرائز. فما أحوجنا إلي الاغنية الملتزمة ونحن نشاهد يوميا هذه المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد هذا الشعب الأعزل في غزة، فالفنان دوره دور السياسي والأغنية أصبحت ممارسة اجتماعية لا يمكن الاستغناء عنها وإذا ما امتهنت دون فكرة أو فلسفة فسوف تحيد علي الطريق وتصبح أغراضها مخالفة للمنطق وللواقع. لذلك يجب أن ينحصر دورها في تثقيف الشعوب وتحسيسه بآلامه وآماله وهمومه وطموحاته، فوضعنا الراهن يعد فرصة لهؤلاء للإعلان عن توبتهم والاهتمام بالقضايا الإنسانية.
(المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم  17 جانفي 2009)  

 


تونس تخفض اسعار البنزين في اجراء نادر
تونس (رويترز) – قالت الحكومة التونسية يوم الجمعة انه تقرر ادخال تخفيض بنسبة 4 بالمئة على اسعار البنزين تماشيا مع تراجع أسعار النفط العالمية في اجراء نادر خلال السنوات الاخيرة. وأضاف بيان لوزارة الصناعة والطاقة ان سعر البنزين الخالي من الرصاص والبنزين الممتاز انخفض الى 1.270 دينار (0.927 دولار) من 1.320 دينار للتر. وجاء هذا التخفيض بعد ان امر الرئيس زين العابدين بن علي منذ يومين بادخال تعديلات للاسعار تماشيا مع تطور الاسعار العالمية ومتطلبات التوزانات العامة للبلاد. وتراجعت أسعار النفط الى حوالي 40 دولارا للبرميل في الفترة الاخيرة بعد أن بلغت خلال العام الماضي مستويات قياسية وتخطت عتبة 149 دولارا
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ  16 جانفي 2009)

 


 

 

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين الرسالة رقم 536 على موقع تونس نيوزتونس في : 17/01/2009 بقلم محمد العروسي الهاني

يوم 18 جانفي علامة بارزة في تاريخ الحركة الوطنية وذكرى خالدة وعبرة للأجيال تستلهم منها معاني التضحية

 
إن لكل شعب تاريخ ونضال وذكريات خالدة ولكل أمة كفاح وجهاد وتضحيات جسام ولكل بلد في العالم بطولات وانتصارات وللشعب التونسي مواقف وأحداث ومعارك وبطولات ونضال وتضحيات وزعماء ورموز وشهداء وأبطال خالدون وإن يوم 18 جانفي 1952 يعتبر من أبرز وأعمق الذكريات الوطنية وأهمها وأبلغها على الإطلاق وهو يوم انطلاق شراشرة الكفاح المسلح والمقاومة الوطنية المنظمة ويوم الصعود إلى الجبال من أجل مقاومة الاستعمار الفرنسي الغاصب هذا المستعمر المحتل الذي استغل ثمرات البلاد واحتل الوطن ولم يعدل بين أبناء الوطن وقتل الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ ودمر البيوت والمساكن والمدن وأطرد الناس من أرضهم واستغلها وأعطى الحق للمعمرين الأجانب ؟؟؟ وسجن المناضلين والزعماء والرموز وأبعد الوطنيين وعاث في الأرض فسادا وشرد المواطنين وتسبب في نشر الجهل والفقر والخصاصة والبطالة وعدم العدل وقهر الرجال وعذب الأهالي والدستوريين وكان سببا في قتل الأبرياء والعزل في كل مكان ومعارك طبلبة وتازركة والوردانيين والمكنين وحمام الأغزاز أكبر شاهد على فعل الاستعمار الفرنسي وما فعله الاستعمار من دمار وقتل وتخريب هو لنفس الأعمال والإرهاب الذي تفعله اليوم اسرائيل في غزة الصامدة وفلسطين والاستعمار واحد والإرهاب واحد مع مرور الزمان وتطور وسائل الدمار والحروب وقد خاضت تونس معارك ضاربة ضد الاستعمار والمقاومة الوطنية دوخت الاحتلال مثل مقاومة حركة حماس بالتمام والكمال والزعماء بين سجين وشهيد ومبعد ومطرود ومشرد مثلما تفعل اسرائيل اليوم في إخواننا أبناء غزة الأبطال فقد عمدت مثل فرنسا لقتل الأبرياء والأطفال والنساء واغتالت الزعماء وفي عهد الثورة التونسية التي انطلقت يوم 18 جانفي 1952 إثر اعتقال الزعماء ورجال الحزب الحر الدستوري التونسي وفي طليعتهم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة فجر يوم 18 جانفي 1952 من معقل الزعيم بتونس أمام زوجته وابنه الوحيد وبعد أقل من ساعة عمت المظاهرات والمسيرات وفي نفس اليوم صعد المقاومون والمناضلون إلى الجبال للدفاع عن حرمة الوطن ومقاومة الاحتلال واستجابة لنداء الواجب الوطني وتنفيذ التعليمات الحزب والزعماء ورئيس الحزب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي سهر بنفسه على الإعداد المادي والمعنوي للمعركة الحاسمة وسماها بمعركة الربع ساعة الأخيرة وبعد خطاب الزعيم بورقيبة يوم 13 جانفي 1952 بمدينة بنزرت وتحدي الاستعمار الفرنسي وعقد اجتماع شعبي وحزبي كبير ببنزرت مقر القاعدة العسكرية الفرنسية ما أبلغ وأعمق هذه الجرأة والشجاعة وعدم الخوف من السجون والأبعاد والموت والمحاكمة حتى بالإعدام وأن يوم 18 جانفي 1952 كان تحديا للاستعمار الفرنسي وسيبقى يوما خالدا وبارزا وعيدا للثورة الوطنية وهو يوم الشجاعة والجرأة ويوم الكرامة والشهامة والعزة والخلود وسيبقى بحول الله علامة بارزة في حياة الأمة والحركة الوطنية وعبرة للأجيال تستلهم منها معاني التضحية والفداء والذود عن الوطن والشعور بالواجب الوطني المقدس وأن يوم 18 جانفي 1952 سيبقى النبراس والشعلة والشحنة القوية والمنارة المشعة والمشرقة لكل المناضلين المخلصين وستبقى ذكرى عيد الثورة التونسية خالدة في قلوبنا وراسخة في أذهاننا ومنقوشة في عقولنا ووجداننا وأحاسيسنا ودمنا ولن تمحى من ذاكرتنا الوطنية ولن ننساها أبدا ولن نتجاهلها ولن نهملها من وجداننا ولن نمحيها من أعيادنا الوطنية بل عيد الثورة هو العيد الأجدر بالبقاء والأجدر بالاحتفال والأجدر بالوفاء والأجدر بالتكريم والتبجيل كيف لا وهو عيد الثورة المباركة. وفي كل الشعوب والأمم والبلدان يحتفلون بعيد ثورتهم وعيد كرامتهم ومجدهم ونخوتهم في الجزائر الشقيقة أقدس وأعظم عيد عند أخواننا في الجزائر هو عيد الثورة يوم غرة نوفمبر 1954 هو العيد الوطني للجزائر هو عيد مصدر النخوة الوطنية هو عيد الروح النضالية هو عيد البطولات والانتصارات هو عيد الوسام النضالي والوفاء للوطن والعلامة البارزة لروح النضال ومفهوم صفاة المناضل. وفي مصر يوم 23 جويلية 1952 هو يوم عيد مصر الوطني عيد الثورة المصرية. وفي فرنسا عيد الثورة 14 جويلية 1789 من أعظم وأكبر الأعياد الوطنية وهو العيد الوطني الذي يجتمع حوله كل الفرنسيين ويحتفلون به سنويا بكل نخوة واعتزاز وفخر ومجد والحق معهم يحترمون أعيادهم ويقدسون ثورتهم ويمجدون زعمائهم وأبطالهم ويعتزون بقادتهم وينهون بنضالات زعمائهم وأبطالهم يحيون ذكراهم ويرفعون صورهم ويخلدون أسمائهم ويكتبون عنهم بوفاء وإكبار وإعجاب ويحرصون على إصدار الكتب والمجلدات لذكر خصال زعمائهم ولم نسمع بفرنسي واحد انتقد الزعماء أو كتب ضدهم أو ذكرهم بسوء أو أساء إلى رمز من رموز فرنسا ؟؟؟ بل العكس هناك عشرات الكتب تصدر شهريا لذكر مناقب وخصال أبطال فرنسا وذكر خصالهم وتلك هي الوطنية ولم نسمع فرنسي واحد اقترح إلغاء عيد الثورة الفرنسية رغم مرور أكثر من 22 عقد أي حوالي 220 سنة على ثورة فرنسا 1789 تقريبا ومرور 54 سنة على ثورة الجزائر ومرور حوالي 6 رؤساء دولة منذ استقلال الجزائر عام 1962 وأن يوم 18 جانفي 1952 عيد الثورة المباركة التونسية واعتقال المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله واستشهاد الزعيم الوطني والنقابي الخالد فرحات حشاد واستشهاد الشهيد الزعيم الوطني الهادي شاكر عام 1953 رحمهم لله ستبقى هذه الذكريات خالدة وراسخة وحاضرة في أذهاننا وقلوبنا ولن تمحى أبدا مهما كانت المحاولات لتهميش التاريخ أو تسعى لإلغاء مجد هذه الأمة العظيمة التي قاومت الاستعمار كما تقاوم اليوم حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية العظيمة الجبارة التي دوخت الصهاينة أعداء الأمة العربية والإسلامية وان روح المقاومة اليوم في غزة فلسطين هي نفس روح المقاومة التونسية الذي غذاها الحزب الحر الدستوري بزعامة وقيادة الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة رحمه الله الذي كان رائدا وقائدا وزعيما ورئيسا وقد لعب دور هام في أذكاء الروح الوطنية لا فقط في تونس بل في عديد الشعوب العربية وكان له دور هام وفاعل في قضية فلسطين ومواقفه واضحة وخطاب أريحا عام 1965 أكبر شاهد على بعد النظر وفهم العدو الصهيوني وفضح أعماله ؟؟؟    ودعى في خطابه التاريخي المشهور والتاريخي بقبول قرار الأمة المتحدة القرار الأممي ودعم وتنظيم المقاومة داخل الأرض بعد قبول التقسيم الأممي حتى تكون أمتنا متحضرة لا ترفض القرار الأممي مع المقاومة وخطاب الزعيم مازال راسخا في العقول …رغم ما حصل.. وقد قال بعد 17 سنة يجب وضع حد لمظلمة القرن العشرين وعودة اللاجين وتحرير القدس وتكوين دولة حرة مستقلة على أرض فلسطين المحتلة بالقوة وبعد 17 سنة أخرى عام 1982 استقبل الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله أخوانه وأبنائه الأشاوس في ميناء بنزرت واحتضنهم ودعمهم وفتح الأبواب أمامهم وساعدهم على الإقامة والعمل في أمن وأمان ولكن العدو الصهيوني البغيض ازداد غضبه ونقمته على تونس وزعيمها الخالد وعلى بعد 7 آلاف كيلومتر قصفت اسرائيل مدينة حمام الشط يوم غرة أكتوبر 1982 انتقاما من تونس ورئيسها وردعها ولكن الزعيم بورقيبة أصر على بقاء أبناء الثورة الفلسطينية والزعيم الخالد ياسر عرفات ولكن بورقيبة الشجاع لم يقبل هذه الضربة ولم يرضخ لتهديدات اسرائيل واعتدائها الغاشم الحاقد على تونس وشعبها ورئيسها الزعيم الشجاع الذي لا يخاف وهو الذي صنع معجزة الربع الساعة الأخيرة يوم 18 جانفي 1952 بداية النهاية للاحتلال الفرنسي وإن شاء الله يوم 18 جانفي 2009 بداية النهاية للعدو الصهيوني ان شاء الله بفضل المقاومة وقرارات قمة الدوحة غزة التاريخية التي جاءت عشية 18 جانفي 2009 . قال الله تعالى : إن ينصركم الله فلا غالب لكم .  صدق الله العظيم هذه ملحمة 18 جانفي 1952 الذي صنعها ودعمها وقام بالتعبئة العامة ونجاحها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بعد رفض الحكومة الفرنسية مذكرة 15 ديسمبر 1951 أدرك الزعيم نوايا الاستعمار الفرنسي وعدم نزاهته فقام بجولات مارطونية قصد تهيئة المعركة الحاسمة وسماها (معركة الربع الساعة الأخيرة) وإن شاء الله معركة 18/01/2009 تكون المعركة الأخيرة لهزيمة إسرائيل وعلى الباغي تدور الدوائر والله على ما يشاء قدير . وإن حركة حماس والجهاد الاسلامي والفصائل المقاومة هي بالذات مستمدة في مقاومة أخوانهم في تونس 18 جانفي 1952 واليوم 18 جانفي 2009 57 سنة بالتمام والكمال والتاريخ واحد. ملاحظـــــــة: والتاريخ يعود نفسه ومن لا يحترم عقارب الساعة ويحافظ على تاريخه المجيد فهو قد تسبب في هدم الذاكرة ولكن الذاكرة ستبقى قوية إن شاء الله ما دمت عروق المناضلين تنبض…. محمد العروسي الهاني (مناضل) 22022354

 


 

 

جربوع لإيلاف: إنزعاج ليبي من مشروع سيف الإسلام للإصلاح

 

 
 
 إسماعيل دبارة نجل القذافي … رمز المرحلة المُقبلة ولو غادر السّياسة  
إيلاف: يبدو أنّ إخراجا سيئا طغى على  » مسرحيّة  » سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي لما حاول معرفة مدى تشبّث الليبيين به كشخصيّة مستقبليّة قادرة على قيادة البلاد نحو الإصلاح والانفتاح و التقدّم. بداية  » المسرحيّة  » كانت في الـ 20 من أغسطس/آب من العام الماضي لمّا أعلن السياسي الشاب عن رغبته اعتزال العمل السياسي وذلك في خطاب سنويّ له في مدينة سبها. وعلى الفور تحرّك بعض الليبيين خصوصا الشباب منهم في مسيرات مُنظمة – و بعضهم يتحدّث عن وقوف سيف شخصيا ورائها – تطالب بعودة نجل العقيد إلى الساحة السياسية و تطالب العقيد معمّر القذافيّ شخصيا بالتدخّل وإقناع ابنه للعدول عن تصريحاته. و لأنّ عددا من المتابعين للشأن الليبي أقرّوا بضعف الحبكة و غياب المخيال اللازم لدى العقيد وابنه لتقديم مسرحيّة كهذه ، فقد تعزّز تأكدهم بعد أن تناولت وسائل الإعلام شبه الرسمية و المقرّبة من نجل القذافي هذه المسالة بالتحاليل والاستفتاء في خطوات تدلّ على أنّ الرغبة كانت منذ البداية معرفة ردّة فعل الشارع الليبي من مسألة توريث الحكم ولو ببرنامج سياسيّ مخالف لما عايشه الليبيون طوال عقود طويلة. وفي ذات السياق ، يأتي نشر نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة « أويا » المحسوبة على سيف الإسلام القذافي قبل أسبوعين . وقدّم الاستطلاع المتعلّق بقرار انسحاب القذافي الابن من الحياة السياسية سؤالا عُرض على امتداد 130 يوما: « ما هو رأيك في قرار سيف الإسلام بالتخلي عن دوره السياسي؟ ». نتائج التصويت الذي شارك فيه 5230 شخصا جاءت كما أرادها المُشرفون على مسرحيّة استطلاع آراء الليبيين حول توريث الحكم فـ 76% قالوا إنهم لا يوافقون على القرار مقابل 8% يوافقون عليه، في حين أبدى 7% من المُصوتين عدم اهتمامهم أصلا بالموضوع مقابل 9% أحالوا القضيّة للشباب للبتّ فيها. الاستفتاء – و بغضّ النظر عن مصداقيته أو أهميته – جاء بُعيد مسيرات لمنظمة الشباب الليبي المقربة من نجل العقيد وشارك فيها قرابة العشرين ألف شخص، ووصفها المسؤولون بـ »العفويّة ».  و يعلّق الكاتب الليبي رمضان جربوع على استفتاء جريدة « أويا » قائلا لإيلاف: » لا تعنيني كثيرا فكرة الاستفتاء، فما قامت به « أويا » يدخل ضمن اجتهادات مجموعة « الغد » التي لا تزال تعاني من ثقل تأثير ممارسات الإعلام الرّسمي والتخبط عند استخدام أدوات قديمة والدعوة إلى تبني مبادئ الإعلام الحرّ والمشكلة التي تعاني منها وسائل إعلام « الغد » أي التخبط وأحيانا السذاجة في استخدام مفاهيم قديمة بأدوات حديثة، يجعل ما تنتجه لا يرقى إلى المستوى المطلوب، وهم معذورون ، فمن الصعب توقّع قفزة مباشرة ومحكمة، لابد من وقت واعتماد مبدأ الاستفادة من عناصر إعلامية ليبية جيّدة ولكن لا أحد يراها وإن كانت موجودة ». واستنادا إلى جربوع الذي تحدّث إلى إيلاف من مدينة بنغازي فإنّ سيف الإسلام يتمتع بشعبية كبيرة لدى أوساط الشباب وحتى الكبار، وكذلك المثقفين، وإن كانت شعبيته لدى البعض بدأت في الاهتزاز في الفترة الأخيرة، خصوصا بعد ملاحقات مكتب الإدعاء العام لبعض الكتاب والصحفيين مثل الدكتور فتحي البعجة ومحمد طرنيش والصحفي خالد المهير، وحمد المسماري وآخرون إضافة لهيئات تحرير صحف الغد نفسها مثل « أويا » و « قورينا ». واستنادا إلى عدد من المهتميّن و المحلّلين يطرح سيف الإسلام القذافي برنامجا سياسيّا متكاملا عبر خطبه و العديد من إجراءاته التي يقوم بها عبر منظمته التي تختزل المجتمع المدني في الجماهيرية وهي « مؤسسة القذافي » التي أسسها سيف مقابل حظر بقيّة الجمعيات. و يُحسب لسيف – الذي ندّد مرارا بما سماه في أحدى خطبه « غابات الديكتاتورية » في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث البرلمانات « خيالية » وحيث يتم انتهاك الدساتير من اجل إبقاء الحكام في السلطة – عقدُه لمصالحة مثيرة للجدل بين بعض الجماعات الأصوليّة و المتشدّدة وبعضا من معارضات الخارج و نظام والده. ويُولي نجل العقيد مجال الحريات وحقوق الإنسان و الانتقال الديمقراطيّ في بلاده أهمية خاصة فقد ساهم – ولو على احتشام – في فتح ملف التحقيقات في العديد من الممارسات التي قام بها مُقربون من والده علاوة على ما يترّد عن أدواره في كل من قضايا لوكربي و الممرضات البلغاريات ووقوفه وراء هندسة السياسة الخارجية لجماهيرية القذافي. « ما يطرحه سيف الإسلام جيد جدا ويدعو للتفاؤل والأمل » يقول الكاتب في الشأن الليبي رمضان جربوع ويستدرك: » ولكن الناس يريدون تحقيق الوعود وبسرعة ، ولهم العذر في ذلك، فحالة البلاد والفقر الذي يعاني منه معظم الليبيون وتردي مستوى الخدمات العامة من صحة وتعليم وبنية تحتية متهالكة وأزمة سكنية حادة لا يُحتملُ، إلا أن مشروع سيف- الذي يحظى في نهاية الأمر بمباركة والده، قائد الثورة – يعاني هو الآخر من بعض التعثر الناتج عن « مراكز قوى » داخل البلد انزعجت مما يقول وعزمه على تنفيذه، فهي متوجسة من فقدان مراكزها المُتنفذة إن لم نقل ثرواتها، وهذه المراكز « الافتراضية » تتكون من المنحرفين في كل من البيروقراطية المنافقة التي لا تخدم إلا نفسها وغرورها وثرواتها، والعصبيات القبيلة المنتشرة في البلاد التي تختزل الوطن في رؤية خاصة بها، وتدعي ذودها عن الثورة والنظام مستخدمة في ذلك الانتماء القبلي، وهذا محض هراء، فهؤلاء لا فضل لهم لا على الثورة ولا الوطن. كما أذكر عتاة اللجان الثورية الذين احترفوا الثورة ومن الزاعمين بأنهم أنقذوها وقضوا على أعدائها (أعداء اختلقوا اختلاقا) وهؤلاء تولوا المناصب الحساسة في البلاد، من إدارات تنفيذية في كل القطاعات من النفط إلى التعليم إلى الصحة، ونظرا لتصرفاتهم « التسلطية » و »التصنيفية » وضعف تأهيلهم العلمي والحرفي، أوردوا البلاد على مشارف الهلاك وأهدروا ثرواتها وقضوا على أجيال كاملة ممن كانوا في مقدورهم الأداء الجيد. و لا يستثني جربوع جهاز الإعلام الرسمي مما سماه مراكز القوى الافتراضية ، فهذا الجهاز قضى على كل إبداع بل صار وباختصار نوع من « الشرطة الثقافية » أبعد الجمهور عن واقع الحال وصدّق نفسه وأخذ يكرّر بأن كل شيء جميل تحقق وتضخم هذا الجهاز وصار ديناصورا وساحة للمترزّقين و إن كان يوجد في داخله عناصر جدّ ممتازة لا حول لها ولا قوة. الأجهزة الأمنية الليبية قد تتضرّر هي الأخرى من المشروع السياسي لسيف الإسلام ، فتلك الأجهزة المُتضخّمة تبدو بعيدة عن الواقع ولا تهتم بأمن المواطن العادي ولعلّ ارتفاع معدلات الجريمة في الجماهيرية دليل على ذلك بحسب متابعين، فصارت تتصرف خارج القانون بدون محاسبة. ويعزو رمضان جربوع نفور العديد من المواطنين الليبيين من الثورة ونظام البلاد بسبب التعسف والتجاوز الصادر عن تلك الأجهزة في تعاملها مع من تشتبه فيه، واشتباه هذه الأجهزة في معظم الأحيان مبالغ فيه وفي خطورته، ليخلص إلى القول بأنّ البرنامج المطروح من قبل سيف الإسلام، يتعثر أيضا « من بعض الساعين للمراكز ومن راكبي الموجة، فالبعض ممن التحق بركب التغيير والإصلاح لا يحملون لا السيرة الذاتية التي تزكيهم ولا الكفاءة المطلوبة، وفي اعتقادي أن عددا منهم يرى التيار الجديد في ليبيا وسيلة أخرى للاسترزاق ». وعلى الرغم من أنّ سيف الإسلام يتحدّث بين الفينة و الأخرى عن المشاركة فإنّ إصلاحيّي البلاد و المخالفين يخُوضون « سجالا » أو معركة غير متكافئة، فلا سلطة لديهم ولا حماية من الواقفين على « مراكز القوى » ومن الذين يشغلون أهم المناصب في البلاد، وما لم تعطى لهم الضمانات وتتم حمايتهم، فلن تكون مهمتهم سهلة. لذلك هم يطالبون سيف الإسلام للعمل على توفير بعض من تلك الحماية لهم. و أيّا تكن وسيلة وصول سيف الإسلام القذافي إلى هرم السلطة في ليبيا عبر التوريث – وهو الأقرب للمتابعين- أو بانتخابات شفافة و نزيهة، فإنّ الثابت أنّ مهمته المتعلقة بترجمة ما يصرّح به من وعود على أرض الواقع ليست بالأمر الهيّن ، خصوصا و أنّ الشعب الليبي لا يبدو معنيّا أو مهتمّا بمن سيقوده في المرحلة المقبلة والعقيد تكفّل منذ توليه الحكم على زرع ثقافة « اهتمّ بنفسك و لا تحشر أنفك في السياسة ». (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 17 جانفي  2009)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.