السبت، 15 نوفمبر 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3098 du 15 .11.2008

 archives : www.tunisnews.net


منظمة صوت حر : حياة السيد عبد الحميد الجلاصي في خطر والسلطات التونسية تتحمل مسؤولية محاولة القتل

21  سنة عبثا بتونس..كفى. : تحيين عريضة

المعطلين عن العمل  و المتضررين بسبب الاستخدام الفاسد للسلطة :  عريضة مفتوحة الى حين مصادرة املاك الصادق القربي و محاكمته

قدس برس: تونس: جامعة الزيتونة تمنع دخول المحجبات والطلبة الملتحين

الإتحاد العام التونسي للشغل : الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة : بيـــــــــــــان

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي : كلمة الأخ الأمين  العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي أحمد الاينوبلي

كلمة: النشــــــــــــــــرة الاخبارية

عبدالحميد العدّاسي : أمّ بلال ومنية سيّدتان ابتلاهما الله!…

خــالد الطـراولي : كلمة حـق نصدع بهــا…في انتظار الجواب !!!

زياد الهاني : اعتذار: الجهل مصيبة

خالد الكريشي الحرية أولا وأخيرا المنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا فقون

رياض حجلاوي : قف انها التعليمات . فاين القانون

السبيل أونلاين : الشاذلي النقاش..خرجت بأخفّ الأضرار ودربي رسمته قبل السجن 

عاشق الوطن : يوميات في الأسر

إدارة السبيل أونلاين : الذكرى الأولى لتأسيس السبيل أونلاين:دعوة للمشاركة في الوقفة التقويمية

مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي: مواعيد بث برنامج تأملات في الدين و السياسية

مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي:

نص إعتذار موقع إيلاف للشيخ راشد الغنوشي

عبد السّلام بو شدّاخ:هيا أيها الأبطال لقد ولّى عهد النوم  ان تونس تنتظر منكم الكثير

إسلام أونلاين : الضاري: وعد أوباما لن يوقف المقاومة بالعراق

عبد العزيز بن عثمان التويجري  نحن مطالبون بترتيب أوضاعنا وفضّ نزاعاتنا … كيف سيتعامل رئيس أميركا الجديد مع قضايانا؟  


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


العنوان الوقتي لموقع مجلة ‘كلمة

http://kal.mediaturtle.com


 

منظمة صوت حر باريس حياة السيد عبد الحميد الجلاصي في خطر والسلطات التونسية تتحمل مسؤولية محاولة القتل

لا يمكن توصيف الانتهاكات المتكررة، من طرف أعوان البوليس السياسي لغرفة العناية المركزة التي يتلقى فيها السجين السياسي السابق السيد عبد الحميد الجلاصي العلاج من داء سرطان الحنجرة، بغير محاولة القتل العمد.    الشاهد على هذه الجريمة النكراء هو الإطار الطبي نفسه، والذي فوجئ باقتحام أحد أعوان البوليس السياسي لغرفة السيد عبد الحميد الجلاصي رغم منع الزيارة مع تكرر هذا التدخل الشنيع أيام 11 و 13 و 14 و 15 نوفمبر 2008 بدعوى تكليفه بإعداد تقرير مما يشكل إقرارا بمسؤولية السلطة وتحديدا رئيس منطقة الشرطة بباب سويقة. وقد كان السيد عبد الحميد الجلاصي خضع لعملية جراحية بمستشفى صالح عزيز للأمراض السرطانية يوم الاثنين 27/10/2008 لاستئصال ورم خبيث بالحنجرة علما بأنه وقع اكتشاف إصابته به منذ كان في السجن بسبب التدخين السلبي حسب التقرير الطبي و لم تقع معالجته في الوقت المناسب و اضطرت عائلته بعد خروجه من السجن لتحمل نفقات العلاج الباهظة. وباعتبار خطورة هذه الاعتداءات المقصودة والآثمة على حياة السيد عبد الحميد الجلاصي فإننا نناشد كل أصحاب الضمائر الحية التحرك الفوري من أجل إنقاذ حياته والضغط على السلطات التونسية للكف عن جريمتها النكراء قبل فوات الأوان خصوصا وأنها ضربت عرض الحائط بكل نداءات التدخل السابقة.


 

21  سنة عبثا بتونس..كفى.

1.كفى عبثا بالدستور وانفرادا بالسلطة ورئاسة مدى الحياة وتزييفا للانتخابات ونيلا من علوية القانون. 2.كفى حماية للفساد والفاسدين واستباحة للمال العام والخاص. 3.كفى تلجيما للأصوات الحرة ومصادرة لحق المواطن في الإعلام واحتكار الفضاء العام. 4.كفى وصاية على القضاء وتوظيفا له للانتقام من خصوم النظام وتسخيرا له لحماية المتنفذين وتمريرا للجريمة بواسطة القضاء. 5.كفى تعذيبا واستباحة لكرامة التونسيين وحرماتهم وحماية الجلادين. 6.كفى تسخيرا لأجهزة الدولة من جباية وديوانة وأمن وخدمات .. الخ للانتقام من خصوم النظام وترهيب المواطنين. 7.كفى تهميشا للجهات المحرومة واستثناء لها من الثروة الوطنية ومصادرة لمستقبل الشباب. الإمضاء appel.kafa7nov@gmail.com

1.                  أحمد القلعي 2.                  أحمد الورغمي 3.                  أسمـــــــاء القصوري 4.                  بلال الهاني 5.                  توفيق إبراهيم 6.                  توفيق العيلشي 7.              توفيق بن بريك 8.                  جلال الماطري 9.                  جمال الدين أحمد الفرحاوي 10.              حامد بوجمعة 11.              حجلاوي رياض 12.              حسين باردي 13.              خالد الكريشي 14.              خليل الزاوية 15.              خولة الفرشيشي 16.              رفيق بن قارة 17.              زكية الضيفاوي 18.              زهير مخلوف 19.              سالم خليفة 20.              سامية حمودة عبو 21.              سعيد المشيشي 22.              سليم بن حميدان 23.              سليم بوخذير 24.              سمير النفزي 25.              سمير بن عمر 26.              سهام بن سدرين 27.              شكري رجب 28.              شكري يعقوب 29.              الصحبي صمارة 30.              طارق السوسي 31.              طه بعزاوي 32.              عبد الرؤوف العيادي 33.              عبد الرزاق الكيلاني 34.              عبد القادر بن خميس 35.              عبد الناصر نايت ليمام 36.              عبد الوهاب عامري 37.              عبد الوهاب معطر 38.              عبدالحميد العدّاسي 39.              عبدالله الزواري 40.              عدنان الحسناوى 41.              عربي دربالي 42.              علي النفاتي 43.              علي الوسلاتي 44.              علي بن سالم 45.              عماد الدائمي 46.              عمر المستيري 47.              غفران بن سالم 48.              فاتن الحمدي 49.              فاطمة قسيلة 50.              فتحي الجربي 51.              فوزي جاب الله 52.              كوثر زروي 53.              لطفي الحيدوري 54.              ليلى بن دبة 55.              محمد الطالبي 56.              محمد المختار العرباوي 57.              محمد الهادي بن سعيد 58.              محمد بن سالم 59.              محمد صالح النهدي 60.              محمد ظافر عطي 61.              محمد عبو 62.              محمد عــلي بلقــــاسم 63.              محمد علي بن عيسى 64.              محمد مرزوق شوشان 65.              محمود الذوادي 66.              مختار العيدودي 67.              مختار اليحياوي 68.              معز الجامعي 69.              المنجي بن صالح 70.              منجية بن عمر 71.              منذر الشارني 72.              منير دبور 73.              نزيهة رجيبة 74.              نوفل التونسي 75.              الهادي الرداوي 76.              الهادي المناعي 77.              الهاشمي جغام 78.              يسين البجاوي


                                                                                         عريضة مفتوحة الى حين مصادرة املاك الصادق القربي و محاكمته   

نحن الممضون أسفله المعطلين عن العمل  و المتضررين بسبب الاستخدام الفاسد للسلطة من قبل الوزير السابق للتربية و التكوين المدعو الصادق القربي.و المتابعين للوضع العام في تونس و خاصة ما يتعلق بالشفافية. – نطالب الجهات المختصة بالتحقيق في التجاوزات المرتكبة في حق أبناء الشعب منذ اعتلاء القربي وزارة التربية. – ندعو كل من تعرض لمظلمة جراء الفساد و استغلال النفوذ أن ينشر ما لديه لمساعدة العدالة. – نطالب بتعويضنا عن الضرر المادي و النفسي بسبب اقصائنا من النجاح في مناظرة الكاباس لدورات متعددة بالإضافة إلى اعتماد طرق ملتوية في الانتداب اذ عمد إلى الانتدابات العشوائية و التي لا تراعي مقياس الجدارة بل الانتماء الجهوي هو الفيصل عنده. ترسل الامضاءات الى البريد الالكتروني contrecorruption3@gmail.com العريضة ليست حكرا على المعطلين عن العمل  بل موجهة لكل الضمائر الحية و في كل مكان

الاسم و اللقب

                         الصفة                       البلد جورج اسحاق حركة كفاية مصر ابراهيم عبيد  صحيفة المحرر الدكتور عبدالإله الراوي أستاذ جامعي صحافي وكاتب عراقي سمير الشفي نقابي تونس صالح الفرجاوي / مدرس تونس نور الدين ورتتاني جامعي نقابي تونس منجي بن صالح استاذ تربية تقنية نقابي و مناضل حقوقي/ تونس رجاء شامخ مناضلة يسارية باريس النفطي حولة مناضل نقابي تونس الاسم و اللقب :السيد المبروك عضو حرية و انصاف وجامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي ايمن الجمني مهندس اسبانيا بوراوي زغيدي اطار ببنك عبد الفتاح صبرى كاتب من مصر نجلاء  عثمان  استاذة معطلة عن العمل تونس معز الجماعي ناشط حقوقي تونس الهاشمي عبد القادر موظف تونس عبد السلام طرابلسي صحفي معطل عن العمل محمد البالي صحفي المغرب زهيري ربيعة رئيسة جمعية أفريكا للتنمية وحقوق ألإنسان(فرع مكناس المغرب  محمد محجوبي المنظمة الديمقراطية للسكك الحديدية القنيطرة المغرب             محمد رحو/شاعر/المغرب أستاذ دكتورفايز صالح  أستاذ جامعي   لبنان ابراهيم عبيد نائب رئيس تحريرجريدة المحرر الالكترونية خالد العزاوي كاتب وصحفي من العراق ـ بغداد رضا لحوار الحزب الديمقراطي التقدمي سوسة/ تونس خالد عواينية محام تونس ابراهيم الخصخوصي معلم تونس سيف عبدالله حمدى   محاسب       مصر العربية الحسينى ابوضيف      صحفى          مصر العربية نزهة بن محمد صحفية تونس الشريف الخرايفي أستاذ تاريخ معطّل عن العمل فرج الحوار جامعي وكاتب/ تونس الحبيب لعماري  الفجرنيوز  الناصر بن رمضان ناشط وحقوقي بسوسة تونس  عدنان بوزية تاجر تونس أحمد عبد الرزاق الخفاجي/العراق/رئيس اللجنة الساندة للنزاهة وليد خليفة ، كاتب سوري مقيم في فرنسا عماد الدائمي ـ مهندس ـ فرنسا النفطي المحضي ناشط نقابي وحقوقي إسلامي بنقردان- تونس محمد مومني استاذ مطرود من العمل بتهمة العمل النقابي معز الزغلامي استاذ مطرود من العمل لأسباب نقابية على الجلولي استاذ مطرود من العمل لأسباب نقابية أنور الحاج عمر عضو مؤسس في منظمة حرية وإنصاف بدر السلام الطرابلسي  صحفي تونس رابح الخرايفي محام رعد المشهداني بغداد زهير شمس الدين  مهندس/المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا  سوريا راسم سيد الاتاسي  مهندس/  رئبس المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا  سوريا محمود مرعي  محامي  / المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا  سوريا علي فقير – النهج الديمقراطي – المغرب جمال الدين أحمد الفرحاوي شاعر تونسي  لوتن /لندن مركز الميماس للثقافه والاعلام سوريا محمد براهمي ناشط نقابي وسياسي /تونس نايت ليمام عبد الناصر رئيس جمعية ضحايا التعذيب بتونس و مقرّها جنيف KHEMAIS SAIDANI SECRETAIRE G. DU ScDEN-CGT A MAYOTTE PROFESSION ENSEIGNANT (MEN FRANCE).    احمد الدسوقي صحفي رئيس تحرير جريدة الوحدة الوطنية    مصر أحمد الورغـمي لاجي بفرنسا محروم من العمل وكل الحقوق من 22 سنة عادل الجوجري رئيس تحرير مجلة الغد العربي -مصر شيماء موسى سكرتير تحرير الغد العربي محسن حسين احمد رئيس قسم الشؤون العربية-الغد العربي عادل السويدي ـ قومي عربي ومدير موقع عربستان ـ مقيم في هولندا طالب المذخور ـ كاتب وسياسي أحوازي مقيم في سويسرا ناصر الكنعاني ـ شاعر وسياسي أحوازي مقيم في السويد حميد عاشور ـ كاتب وسياسي أحوازي مقيم في الماني محمد عبد المجيد منجونه ـ محام ـ الأمين العام المساعد لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي /سوريا ضرار منجونه ـ محام ـ مهتم بالشأن العام ـ حلب عبد اللطيف منجونه ـ محام ـ ناشط حقوقي ـ حلب د عاطف صابوني كاتب وباحث سوريا – حلب فائزة عبدالله بلحاج الصفة : مناضلة قومية ناصرية – عاملة بقطاع النسيج –البلد : تونس عمر احمد ابو زايدة     مستشار قانوني    فلسطين محمد الزواري أستاذ تعليم ثانوي تونس ذياب زغدود تقني مخابر تونس حسين موسى معلم تونس عبدالكريم هاني صحفي العراق جمال بقجة جي  سوريا أرجو اضافة أسمي بالقائمة ليس للفساد فحسب بل للخيانة شريف هلالي محامي وباحث حقوقي مصري حسين راشد  نائب رئيس حزب مصر الفتاه وأمين لجنة الاعلام عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب  رئيس الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني علي نافذ المرعبي – كاتب و ناشر – باريس فتحي بالحاج  الملتقى الثقافي العربي الأوروبي فرنسا فؤاد زيدان – صحافي من دمشق إدريس الفضي طالب حقوق – تونس محمد الفاهم نصر. النقابة العامة للتعليم الأساسي  / تونس عزيز العرباوي كاتب وشاعر مغربي جهاد علي محمود علوان الأردن فصل من جامعة اليرموك الأردن عام 1997م عقيل الازرق الصفة :مهندس واعلامي     :البلد: العراق عزالدّين بن عثمان الغويليّ الصّفة: مدرّس سابق بتونس مطرود من العمل ومقيم بالمهجر حيث يتابع دراسته نضال نعيسة- كاتب وإعلامي سوري الشاعر والأديب السوري المقيم في ألمانيا اسحق قومي نتضامن معكم سليم بن حميدان – لاجئ سياسي – فرنسا غفران بن سالم – مدرسة ولاجئة سياسية – فرتسا محمد بن سالم – رجل أعمال ولاجئ سياسي – فرنسا منجية بن عمر – لاجئة سياسية – فرنسا جاسم الرصيف . روائي عراقي  Alicherif djalila étudiante en théologie musulmane et enseignante en droit(IESH) -france- طارق السوسيالصفة: أستاذ معطل عن العمل منذ سنة 1991  و ناشط حقوقي تونس محود جديد سياسي سوري محمد عمامي ناشط حقوقي باريس عزيز الخيكاني الصفة : كاتب واعلامي البلد: العراق /بغداد المهندس أسامه طلفاح  – كاتب ومحرر مجلة مسارات الثقافية – الأردن يونس عشي الحزب الديمقراطي التقدمي باريس عبدالحميد العدّاسي الدّانمارك الاسم و اللقب: حركة القوميين العرب الصفة:تنظيم سياسي قومي عربي  البلد:الوطن العربي الاخضر الوسلاتي استاذ عربية وشاعر  تونس رضا حجلاوي دكتور في الفيزياء و مهندس اعلامية فرنسا عادل الزواوي,أستاذ نقابي.عضو جمعية النهوض بالطالب الشابي Larbi Guesmi Président Association Ez-Zeitouna / La Suisse غريب العربي  رئيس المؤسسة الثقافية الاجتماعية بسويسرا/ سويسرا نزار ين حسن *** عضو الحزب الدّيمقراطي التقدّمي *** طالب الشيخ سمير الجدى رئيس مجلس ادارة جمعية فلسطين الخيرية – غزة لسعد اليعقوبي عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي الشاذلي قاري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي. حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية  لطفي دربالي متحصل على الكاباس  في دورة 2003 ومقصى من النجاح/ تونس الحسين بن عمر : حقوقي –تونس كمال العيفي    أستاذ الفقه و العلوم الشرعية حقوقي و لاجئ سياسي بباريس البشير بوشيبة لاجيء سياسي سويسرا سامي الطاهري عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي محمد نجيب السلامي عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي

نرجو إضافة أسمائكم الكريمة


 

 

تونس: جامعة الزيتونة تمنع دخول المحجبات والطلبة الملتحين

   

تونس ـ خدمة قدس برس فرضت إدارة المعهد العالي لأصول الدين هذا العام الدراسي نظاما داخليا على الطلبة والطالبات يلتزمون بموجبه عدم ارتداء الحجاب أو الالتحاء. ومن بين بنود الالتزام الذي يجبر كل طالب على توقيعه عند تسجيله في بداية العام الدراسي « الحرص على المظهر اللائق و عدم الالتحاء و عدم ارتداء الزي الطائفي ». ونقلت منظمة حرية وإنصاف الحقوقية في بلاغات صحفية متواترة أنباء موثّقة عن اعتداءات متكررة على التلميذات والطالبات المحجبات تمنعن من الدخول إلى مؤسساتهنّ التعليمية. وتصف السلطات التونسية الحجاب بالزي الدخيل والطائفي وهو ما ورد في عدة تصريحات رسمية أبرزها كان لوزير الشؤون الدينية أبو بكر الأخزوري ورئيس الجامعة الزيتونية سالم بويحي في عدة مناسبات. لكنّ الدكتور محمد بوزغيبة أستاذ الفقه الإسلامي وعلومه بجامعة الزيتونة في مقال صحفي له نشرته سابقا يومية الصباح التونسية حول « الحجاب عند علماء الزيتونة » أكّد أن فتاوى وآراء شيوخ الزيتونة طيلة كامل القرن العشرين تطالب بستر المرأة ماعدا الوجه والكفين، غير أنّه لم يعترض على سياسة الدولة الرسمية ضد الحجاب معتبرا أنّها لم تخالف الآراء الشرعية إنّما « فضلت ارتداء الكيفية التونسية التقليدية المحتشمة ». وفي وقت سابق دافع خمسة مدرّسين بالجامعة الزيتونية عن سياسة حكومة بن علي في ردّ حادّ نشرته إحدى اليوميات جوابا على عريضة مشتركة وقّع عليها أكثر من تسعين عالماً إسلامياً من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، أكدوا فيها أنهم منشغلون بعمق « بوضع الدين الإسلامي وشعائره ومؤسّساته في البلاد التونسية »، لكنّ أبرز شخصية دينية في البلاد ممثلة في مفتي الجمهورية لم تتدخّل في الجدل القائم حول الحجاب سواء بتأييد منع السلطات له أو بالاعتراض عليها، رغم ما عرف عن المفتي من مواقف شرعية صارمة خاصة في مادة الأحوال الشخصية وعقوبة الإعدام.
 
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ  15 نوفمبر   2008)


 

الإتحاد العام التونسي للشغل الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة جندوبة في 11/11/2008

بيـــــــــــــان

إن المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة المجتمع اليوم الخميس 06/10/2008 بعد تدارسه لعديد الملفات النقابية الجهوية منها والوطنية ، يؤكد بالخصوص فيما تعلق بملف المفاوضات الإجتماعية على هدي ما جاء باللائحة العامة لمؤتمر الإتحاد العام التونسي للشغل المنعقد المنستير أيام 15-16-17- ديسمبر 2006 على ما يلي :  » أن تمسك العمال والعاملات بإتحادهم وبثراء تراثه النضالي بالصمود والتضحيات من ناحية وإنخرام التوازنات في البلاد من ناحية أخرى كانا عاملين هامين في إستعادة الإتحاد لإعتباره ووحدته ومكانته على الصعيدين المحلي والدولي ، في أوضاع إقتصادية وإجتماعية إتسمت بتنامي تيار العولمة عبر إدماج الإقتصاديات القطرية في منظومة الإقتصاد العالمي بأقانيمه : صندوق النقد الدولي البنك العالمي منظمة التجارة العالمية بما يستتبع ذلك من إستفادة الدول الكبرى والشركات المتعددة الجنسيات من تحرير التجارة وما ينجر عنه من إخضاع المؤسسة الإقتصادية المحلية لمنافسة غير متكافئة مما نجم عنه فقدان الآلاف من العمال لشغلهم . وبذلك بدا التضارب واضحا بين الأهداف النظرية لظاهرة التخصيص وبين الواقع المحلي حيث بدا جليا عجز الإستثمار الداخلي عن لعب دور المؤسسات العمومية من حيث التشغيل وخلق الثروة وتعديل السوق . وكذلك إحجام المستثمرين الأجانب بحكم إفتقار بعض المعاملات إلى الشفافية عن الإضطلاع بهذا الدور رغم تعدد الحوافز والإعفاءات الجبائية المتكررة والتي تكاد تكون دورية بشكل يشجع وبطرق غير معلنة على التهرب الجبائي . ومع تلاشي القطاع العام الذي كان مدعاة لظهور فئة جديدة من التجار والوكلاء والوسطاء مارست الإحتكار وغذت المعاملات المشبوهة. وإنعكس ذلك على القدرة الشرائية للمواطن مما أثر سلبا على المفاوضات الإجتماعية خاصة وأن إحتساب مؤشر الأسعار لا يأخذ بعين الإعتبار التطور الحاصل في مستوى المتطلبات الجديدة لسلة المواطن كالخدمات الإتصالية والمعلوماتية وإرتفاع كلفة الصحة والتعليم والثقافة والترفيه نتيجة التخلي التدريجي عن دور الدولة التعديلي في عديد المجالات، بما إنعكس سلبا على اوضاع العمال وأسرهم وإستقرار حياتهم فضلا عن ظاهرة الإلتفاف على مكاسب العمال وحقوقهم . وإستغلال وطأة البطالة بإخضاع الشغل وهو – حق دستوري لمنطق السوق فغدا مجرد فرصة قد تأتي وقد لاتأتي وقد لا تكون ، وبذلك تنامت ظاهرة الهجرة السرية وتفشت بعض الظواهر المرضية كالسطو والعنف والإدمان مما لا يهدد القيم والمعايير فحسب وإنما يؤسس لمنظومة مجتمعية أخرى موازية تشرع السلوك غير المشروع ويبرره تحت غطاء الفقر والحاجة وتفاقم الشعور بالإقصاء والتهميش. » وأمام كل هذه النتائج والإنعكاسات السلبية والمدمرة أحيانا لخيارات أثبت الواقع فشلها فإن المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة: 1/ يعتبر أن التوازن الإجتماعي يقتضي القيام بالإجراءات الكفيلة بالحفاظ على الشريحة الوسطى و حمايتها من خطر التفقير بالتأكيد على الدور التعديلي للدولة في مجال تقاسم ثمرات النمو بين كافة الجهات والفآت ، وبمواصلة الحوار الإجتماعي لتحسين الأوضاع المادية والإجتماعية للشغالين . مؤكدا على الدور الوطني للإتحاد مما يقتضي تفعيل هذا الدور وتجذيره من خلال تعزيز الحريات النقابية في مستوى الممارسة وتوسيع دائرة مشاركة النقابيين عند إتخاذ القرار على صعيد مختلف الهياكل الدستورية التي يجب أن تقام على التمثيلية الحقيقية والحرة. 2/ يؤكد الأهمية القصوى لتلازم الجانب المالي والترتيبي وعدم قابلية الفصل بينهما لأي سبب من الأسباب وغير ذلك يعد إسقاطا لأحد أهم أسباب قوتنا التفاوضية ومصداقيتنا أمام منظورينا. 3/ يشدد على ضرورة تضمين أي إتفاق يمضى بندا يتعلق بحماية المسؤول النقابي وفق ما جاء بالإتفاقية الدولية 135 نصا ومضمونا. 4/ يعتبر أن المراجعة السنوية لمؤشر الأسعار في إرتباط بمستوى الأجور ضرورة حتمية نظرا لنسق الإرتفاع الجنوني للأسعار دون كابح ، ونظرا لحالة الفراغ النضالي الذي نرتهن به مدة ثلاث سنوات تحت عنوان  » السلم الإجتماعي  » ويبقى خلالها الأجراء يرزحون تحت سياط الغلاء المشط للمعيشة . 5/ وإذ نجدد تأكيد إعتزازنا بإنتمائنا لمنظمتنا العتيدة ، الإتحاد العام التونسي للشغل ، ننبه على قاعدة هذا الإعتزاز بالإنتماء بأن هذه المبادئ والأفكار التي سقناها تأتي في سياق التفاعل الجاد والمسؤول مع إنتظارات قواعدنا العاملة بالفكر والساعد من هذه المفاوضات الإجتماعية ، وتأتي أيضا في إطار الإستجابة المناضلة والديمقراطية التي تربينا عليها داخل منظمتنا والتي تقوم على قاعدة ديمقراطية المشاركة والتصور والقرار ، فمنها نبدأ وإليها نعود ، وعليه فإن الزيادة التي تم التوافق عليها مؤخرا والمقدرة ب: 4.7 كانت بعيدة عن كل توقع ولا تلبي الحد الأدنى الكفيل بتحسين القدرة الشرائية للمواطن و لايصح وضعها حتىتحت عنوان  » التعويض عن تدهور القدرة الشرائية للمواطن  »  وندعو قيادتنا النقابية إلى الثبات على ذات الأرضية التي قادت جولات التفاوض على أساس المحافظة على حقوق العمال وعدم التفريط فيها مها كانت الأسباب والمبررات.         عاش الإتحاد العام التونسي للشغل  مستقلا * ديمقراطيا * مناضلا      عن المكتب التنفيذي        الكاتب العام      عياد الطرخاني


 

 حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي

كلمة الأخ الأمين  العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي أحمد الاينوبلي في افتتاح أشغال المجلس الوطني في دورته العادية (السبت والأحد 15 و 16 نوفمبر 2008)

 بحضور المستشارين البلديين للوحدوي   

بسم الله الرحمان الرحيم

الإخوة أعضاء المجلس الوطني السادة ضيوف الاتحاد الديمقراطي الوحدوي   تنعقد هذه الدورة الجديدة للمجلس الوطني في تزامن مع مرور عشرين سنة على تأسيس الحزب شهد خلالها نجاحات وإخفاقات في الطريق نحو مدّ جسور التواصل مع قضايا البلاد الرئيسية وهموم الأمة في مجمل أقطارها مستفيدا من تراث النضال الديمقراطي الوحدوي وتضحيات أجياله المتلاحقة، قاده حرص شديد على تثمين كل المبادرات الوحدوية الهادفة للنهوض بأهدافه في الديمقراطية والوحدة والاشتراكية متفاعلا مع كل التحولات التي شهدتها الساحة قطريا وقوميا وعالميا منصتا بحكمة وعقل للتحديات والانتظارات والاستحقاقات التي عرفتها البلاد. ورغم محاولات التوظيف أو التعطيل أو الإضعاف أو التخريب التي تعرض لها عبر مسيرته إلا أن الحزب  حافظ على نهجه الديمقراطي الوحدوي في تعميق مسار التغيير والسعي لتوحيد العائلة الوحدوية والقومية في تونس دونما إقصاء أو تسرع أو تفريط وهو اليوم وبعد عشرين سنة من التأسيس يقف على أرضية أكثر صلابة ووضوح للمضي قدما في القيام بدوره الوطني الأصيل عبر التفاعل مع ما تطرحه المرحلة السياسية من استحقاقات ومهمات نرجو أن تنعكس نتائجها ايجابيا على مجمل البناء الوطني وعلى مسار الحزب وهياكله. الإخوة أعضاء المجلس الوطني، على رأس الاستحقاقات السياسية في المرحلة القادمة ما ستشهده البلاد في محطة الانتخابات الرئاسية والتشريعية وما تستدعيه هذه المحطة من مضاعفة للجهد الداخلي والخارجي والتزام سياسي مثابر لدى جميع المناضلين حتى يتمكن الحزب من أداء دوره الوطني في المساهمة في انجاز مشروع التغيير الديمقراطي وتوسيع دائرة فعله وإشعاعه عبر مختلف فئات المجتمع تثبيتا للمكاسب وفتحا لأفاق جديدة من البناء. وباعتبار ما تحقق للحزب من تجارب وخبرات في مشاركاته الانتخابية السابقة وما تم تناوله في اجتماع المكتب السياسي الموسع الأخير ومع التطور الحاصل في أداء هياكل الحزب في الجهات فأنا أدعو لكي تكون مشاركتنا القادمة في مستوى ما تحقق من تراكم ونضج يجعل قائماتنا التشريعية أكثر مصداقية وتمثيلية وشمول ويعطي للناخبين صورة أكثر وضوحا عن برامج الحزب وتصوراته وخياراته لتونس المستقبل في مجمل ما يطرحه واقع التنمية والبناء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا دونما سقوط في المزايدة بالشعارات أو استنقاص من المكاسب المتحققة أو استصغار للبدائل التي نطرحها لان المشاركة في الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها وإنما هي مناسبة لتدعيم روح الوفاق الوطني وتعميق الصلة بالمواطن وتعزيز البناء السياسي للحزب وحضور هياكله في كل جهات البلاد وتبقى المكاسب الانتخابية رصيدا جديدا للحزب وللبلاد. الإخوة أعضاء المجلس الوطني، إلى جانب ما يطرحه موضوع المشاركة في الانتخابات التشريعية من مهام نضالية على الحزب في كل جهات البلاد تستدعي من المجلس الوطني الشروع في وضع كل الترتيبات لخوضها بروح وطنية عالية فإن المجلس مدعو أيضا للنظر في موضوع مشاركة الحزب في الانتخابات الرئاسية المصاحبة للتشريعية وذلك على ضوء مقترحات المكتب السياسي الموسع الذي أوصى بمشاركة الحزب في هذا الاستحقاق المهم ولذلك أدعو لإعطاء هذا المقترح حظه الأوفر من البحث ومناقشته بكل مسؤولية وعمق  على قاعدة التفكير في المصلحة الوطنية والمصلحة الحزبية لان الخيار هو أولا وقبل كل شيء خيار مستقبل البلاد ومستقبل الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ومهما كان طموح الأحزاب وتفاؤل مشروعاتها المستقبلية فإن الوقائع هي التي تضبط حدود النجاح والتوفيق وتُرَشِّدُ الأداء التزاما بالواقعية السياسية وتوقا لمزيد النجاح عبر تعزيز مكانة الأحزاب وتوسيع دائرة إشعاعها وتطوير هياكلها وبرامجها. الإخوة أعضاء المجلس، إن الانتخابات التشريعية والرئاسية على أهميتها وطنيا وحزبيا فإن الاستعداد لها لا يمكن أن يخفي ما يحتاجه موضوع هيكلة الحزب وتطور أدائه من عناية وتركيز خاصة وان النجاح في حسن إدارة المحطات الانتخابية يحتاج إلى بناء حزبي ما زلنا نسعى لاستكماله  من حيث القدرة على الأداء الفعال. ولعل المشاركة في الانتخابات تعدّ مناسبة لدعم الهياكل وتعزيز أدائها وتطوير الخبرة لدى مناضليها وبالتالي الوصول إلى كسب ثقة المواطنين في البرامج التي نطرحها، ما يدعوهم إلى مزيد الاهتمام بالشؤون العامة لبلدهم ويجعل مشاركتهم في الحياة السياسية أكثر ايجابية وفي هذا السياق أرى من الضروري إعطاء موضوع الهيكلة وتعميق بناء المؤسسات الحزبية القاعدية وفق مضامين وطنية تقدمية عناية ذات أولوية تتماشى مع خياراتنا الديمقراطية وترتقي بالحزب إلى ما ينشده من تعميق لروح الوفاق الوطني والشراكة السياسة الفاعلة. ختاما أتمنى لمجلسنا الوطني هذا التوفيق في انجاز بنود جدول أعماله وأجدّد التحية لضيوفه الكرام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  

 الأمين العام احمد الاينوبلي


 

النشرة الاخبارية

الصحبي صمارة

في قفصة الشرطة تختطف المتّهمين والمحكمة تتحوّل إلى كمين اختطفت أمس صباحا عناصر من الشرطة بمدينة قفصة عددا من المتّهمين الذي قدموا إلى المحكمة الابتدائية بقفصة في حالة سراح بعد التقدّم بطلب الاعتراض على أحكام صدرت ضدّهم. وكان كلّ من صالح عكرمي وسامي قويدر وعثمان قويدر قد تقدّموا باعتراض على القضية الجناحية عدد 3989 موكّلين المحامية هاجر قويدر والتي كانت برفقتهم صبيحة يوم أمس الخميس للدخول إلى قاعة المحكمة إلاّ أنّ عددا كبيرا من عناصر الشرطة قاموا باختطاف المتهمين. ويقضي القانون التونسي بانتهاء مفعول الحكم الغيابي حتّى ولو كان نافذا في صورة ما تمّ الاعتراض عليه.ويصبح على هذا الأساس من حقّ المحكمة إصدار بطاقة إيداع في السجن بعد نظرها في الاعتراض الذي يستوجب الحضور الشخصي للمتّهم، حيث ترفض المحكمة الاعتراض شكلا في حال تغيّب المتّهم عن الجلسة الاعتراضية. وحكم على المتهمين الثلاثة بـ8 أشهر سجنا غيابيا في أحكام جناحية تتعلّق بتعطيل حريّة الشغل بمدينة المظيلّة التابعة لمنطقة الحوض المنجمي بولاية قفصة. فيما كان أحمد بن عثمان المحكوم معهم في نفس القضية الأصلية قد قدّم اعتراضه بشكل فرديّ وقد اختطف هو الآخر معهم. وطلبت هيئة الدفاع عن المتهمين من المحكمة قبول الاعتراض شكلا لأنّ موكّليهم منعوا بفعل القوّة القاهرة من المثول أمامها وقد قبلت المحكمة الاعتراض.وأبدى المحامون قلقهم إزاء عدد كبير من المحاكمين غيابيا على خلفية أحداث الحوض المنجمي بعد أن أصبح بإمكان الشرطة اختطاف المتهمين. وقرّر المحامون رفض قبول قضايا الاعتراض طالما وأنّ الأجهزة الأمنية تنتهك حرمة المحكمة. وقال الأستاذ رضا الردّاوي « أنّه من الآن لم يعد من المقبول أن نرفع مطالب الاعتراض بعد أن حوّلت الشرطة المحكمة إلى كمين. فما الموجب لاختطاف الناس من أمام باب المحكمة؟ ولماذا يتمّ حرمان المتهمين من قرينة حسن النيّة وفرصة إثبات احترامهم للجهاز القضائي الذي أصدر ضدّهم أحكاما عندما بلغهم نبؤها حاولوا الاتصال به وتلبيتها؟ » وأضاف الردّاوي أنّ « الاعتراض أصبح خطرا على المتّهمين خصوصا وأنّ المحكمة ترفض الاعتراض شكلا في حال عدم مثول المتّهم أمامها ».وانتهى الردّاوي إلى القول  » أنّ اختطاف المتهمين المعترضين من أمام المحكمة هو اعتداء على حرمة المحكمة واعتداء وتعرّض لحقوق المتهمين في المثول أمام القضاء وهو اعتداء على حرمة القضاء والدفاع في الآن نفسه ».وأخّرت جلستا الاعتراض التي تضمّ في القضية الاعتراضية عدد 1274 المتهمين الثلاثة وفي القضية عدد 1289 المتهم الرابع إلى يوم 20 نوفمبر الجاري.وفي السياق نفسه تقدّم بالاعتراض المعتقل جمال عكرمي الموقوف على ذمّة قضيّة ما يعرف بوفاق المظيلّة والذي حكم عليه بـ5 سنوات سجنا.وقد اعترض العكرمي في القضية الاعتراضية عدد 1179 على حكم غيابي قضى بسجنه 8 أشهر بتهمة تعطيل حرّية الشغل كما تمّ الاعتراض له أيضا في القضية الاعتراضية عدد 1226 وأجّل النظر في الاعتراضين إلى يوم 20 نوفمبر الجاري غير أنّ الملفت في القضيّة هو أنّ نفس المتهم السجين والذي يقضّي حكما بخمس سنوات سجنا فيما يعرف بأحداث المظيلّة يحاكم في ثلاث قضايا مفصولة لكنّها تتعلّق بنفس الأحداث بما يؤكّد السعي إلى مضاعفة عقابه في تهم واحدة عبر فصل القضايا.وأفاد محاموه أنّه تمّ تقديم شهادات مكتوبة وممضاة بصفة قانونية ورسميّة تؤكّد عدم تواجد المتهم أثناء الأحداث في مكان الواقعة أي مدينة المظيلّة ولكنّ المحكمة لم تأخذ ذلك بعين الاعتبار.   جامعيون تونسيون يقاطعون احتفالات خمسينية الجامعة اتّخذ عدد من الأساتذة الجامعيين موقف مقاطعة احتفال وزارة التعليم العالي بمرور خمسين سنة على تأسيس الجامعة التونسية سنة 1958.وكانت هذه الاحتفالات قد انطلقت منذ يوم 11 نوفمبر الجاري حيث تمّ تنظيم ندوات وتكريم عدد من الأساتذة. وحضر حيثيات الاحتفال الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي سامي العوادي رغم تراكم الخلافات بين الجامعة والوزارة التي بلغت حدّ تعليق المفاوضات بشأن عدد من المطالب.وعبّر البعض من الجامعيين النقابيين عن موقف المقاطعة في ردّ فعل على ما تنتهجه الوزارة من استفراد بالرأي وإقصاء للأساتذة أصحاب المواقف المغايرة إلى حدّ إحالة البعض منهم على مجالس التأديب.كما أشار هؤلاء إلى أنّ الوزارة استثنت في تكريمها للأساتذة الذين عايشوا مرحلة تأسيس الجامعة التونسية عددا من الأساتذة الذي يختلفون معها واقتصرت في الأغلبية المكرّمة على المقرّبين منها.وكان لزهر بوعوني وزير التعليم العالي الحالي محلّ انتقادات صريحة ومخفية من النقابيين ومن الجامعيين لتعمّده الانفراد بالرأي وفرضه للتصوّرات دون تشاور مع الإطار التدريسي.ويتمسّك بوعوني الذي جاء إلى الوزارة عقب الصادق شعبان بالتمرير القسري لجملة من البرامج المصيرية في تجربة الجامعة التونسية دون تشريك الطرف النقابي فيها. كما أصبحت تعيش الجامعة التونسية في السنوات الأخيرة أوضاعا صعبة على المستوى المادّي وظروف التدريس وكثرة القرارات التي تثير انتقادات واسعة من الإطار التعليمي في البلاد لطابعها الإملائي.يذكر أنّ الخلاف بين الجامعة العامة للتعليم العالي والوزارة بلغ حدّ تقديم شكوى لدى المنظّمات الدولية. مراسلون بلا حدود تدعو للكفّ عن اتهام مراسل قناة « الحوار » أصدرت منظّمة « مراسلون بلا حدود » يوم أمس بيانا طالبت فيه السلطات التونسية بإسقاط الدعوى المرفوعة ضدّ الفاهم بوكدّوس مراسل قناة « الحوار » التونسية بقفصة. واعتبر البيان أن النشاط الإعلامي الذي قام به بوكدّوس للقناة من خلال نقله لمشاهد من أحداث الحوض المنجمي جعل السلطات الأمنية تلاحقه وتوجّه إليه تهما خطيرة.وقال البيان إنّه « لا يمكن للسلطات التونسية الاستمرار في التذكير بتمسّكها بحرية الصحافة عند كل مناسبة وطنية فيما يضطرّ أحد الصحافيين للتواري عن الأنظار ».   عريضة تطالب بمحاكمة وزير التربية السابق تناقلت مواقع إلكترونية نسخة من عريضة مفتوحة تدعو إلى محاكمة وزير التربية السابق الصادق القربي ومصادرة أملاكه. وأمضى العريضة عدد كبير من الإعلاميين والحقوقيين والنقابيين وخرّيجي الجامعات المعطّلين مطالبين الجهات المختصّة بفتح تحقيق في التجاوزات التي ارتكبها الوزير القربي عندما كان في منصبه الذي أقيل منه منذ شهرين. ودعت العريضة كلّ من لديه وثيقة أو شكوى تتعلّق بجرائم الفساد واستغلال النفوذ إلى القيام بنشرها كما طالب الأساتذة المطرودون الممضون على العريضة بتعويضهم عن الأضرار المادية والنفسية التي لحقتهم أثناء فترة تولّيه الوزارة.وأمضى على العريضة التي تصدر في وقت متأخّر وبعد إقالة القربي من منصب الوزارة منذ شهر سبتمبر الماضي عدد من النشطاء من أقطار عربية ومن تونسيين مقيمين خارج البلاد.   الذكرى 12 لليوم العالمي للتسامح يحتفل بعد غد الأحد المجتمع الدولي بالذكرى 12 لليوم العالمي للتسامح الذي دعت إلى الاحتفال به الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ سنة 1996. وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 16 نوفمبر من كلّ سنة يوما عالميا للتسامح, وكان أوّل احتفال بهذا الموعد سنة 1996 قد شهد أنشطة ثقافية وفنّية وتعليمية حول ثقافة التسامح.وبناء على قرار الجمعية العامة التي اعتبرت سنة 1995 سنة الأمم المتحدة للتسامح تمّ الاعتماد على مبادرة اليونسكو في مؤتمرها العام سنة 1995 التي اختارت 16 نوفمبر يوما عالميا للتسامح بالعودة إعلان المبادئ المتعلّقة بالتسامح وبضبط برنامج عمل تحت إشراف الأمم المتحدة. مكتبة لحقوق الإنسان افتتحت أمس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان مكتبة متخصّصة في الكتب والمراجع المتعلّقة بحقوق الإنسان.  وأعلنت الشبكة أنّ المكتبة مفتوحة للباحثين والقرّاء والصحفيين وكافة المواطنين، وقال بيان الشبكة الصادر أمس أنّ « افتتاح المكتبة في إطار سعي الشبكة العربية لتلبية حاجة ملحة لدي الباحثين والمهتمين في إيجاد مكتبة متخصصة، توفر المراجع والتقارير والكتب القانونية والحقوقية، سواء الصادرة عن مؤسسات حقوق الإنسان، أو الكتب المتعلقة بحركة حقوق الإنسان عامة وحرية الرأي والتعبير بوجه خاص. » وتؤكّد الشبكة التي تتخذ كمن مصر مقرّا لها على أنّ المكتبة ستلعب دور ذاكرة لحركة حقوق الإنسان في المنطقة العربية. استهداف نشطاء حقوق الإنسان في البحرين عبّر مركز البحرين لحقوق الإنسان في بيان أصدره أوّل عن قلقه الشديد تجاه الممارسات التي تقوم بها سلطات وزارة الداخلية في البحرين من استهداف لنشطاء حقوق الإنسان.وجاء البيان للتنديد باستهداف الشرطة « السرّية » للمحامي البحريني محمد مجيد الجشّي الذي تمّ إيقافه في مطار البحرين الدولي أثناء استعداده للسفر إلى جنيف للمشاركة في تظاهرة تابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان.وقامت الشرطة السياسية البحرينية بمصادرة الهاتف الجوّال والحاسوب المحمول للمحامي. ويعمل المحامي الجشّي في مجال الدفاع عن المعتقلين في قضايا حقوق الإنسان متعاونا مع المركز البحريني كما قام بدور المنسّق للدفاع عن المعتقلين السياسيين في السنوات الأخيرة.وقامت الشرطة السياسية باستنساخ محتويات الهاتف والحاسوب ثمّ أطلق سبيل المحامي.هذا وقد دعا المركز في بيانه السلطات إلى التوقف الفوري عن استهداف ومضايقة مدافعي حقوق الإنسان والسماح لهم بالعمل في بيئة آمنة . والسماح للمنظمات الحقوقية غير الحكومية بالعمل بحرية وعدم مضايقتها والالتزام بالمواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وخصوصا تلك التي وقعت وصادقت عليها البحرين. المجتمع المدني في المغرب يحتجّ على الفساد أعلن عدد من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية في المغرب خلال اجتماعها الثلاثاء الماضي بمدينة مراكش عن تضامنها مع صحيفة « أصوات مرّاكش » وإدارتها.ورأت هذه الهيئات أنّ هناك تدهورا خطيرا في أوضاع حرية الرأي والتعبير والنشر والصحافة بالمغرب كما عاينت تزايد ما أسمته بمافيا الفساد.وعبّر المجتمعون عن تضامنهم مع الصحيفة التي تخضع للمحاكمة معتبرين أنّ لجوء العصابات الفاسدة للقضاء يهدف على إسكات الأصوات الحرّة وتوريط القضاء في حماية الفساد. وطالبت في الإطار نفسه بتحمّل القضاء لمسؤوليته لتوفير شروط المحاكمة العادلة تقيّدا بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ومؤكّدة على تواصل نضالها من أجل فضح كلّ مجموعات الفساد ومن يقف وراءها بجميع الوسائل النضالية المشروعة. وقد طالبت هذه الهيئات بتغيير قانون الصحافة وفق ما يستجيب لمطالب المهنيين والحركة الحقوقية والديمقراطية تكريسا لحماية حرية الفكر والنقد والتعبير.وأفضى الاجتماع إلى دعوة لتنظيم وقفة احتجاجية مع حرية الصحافة يوم 26 نوفمبر الجاري أمام المحكمة الابتدائية بمراكش. وشارك في الاجتماع هيئة سياسية متكونة من 5 أحزاب وهيئة مهنية متكوّنة من 8 نقابات وطنية وهيئة حقوقية متكوّنة من 5 منظمات وهيئة مدنية متكوّنة من 16 جمعية وهيئة إعلامية متكوّنة من 6 صحف. « دار الشعب » تطرد 50 صحفيا هدّد أمس 50 صحفيا مصريا يعملون بمؤسسة « دار الشعب » للطباعة والنشر بالاستعداد للقيام باعتصام من أجل حقّهم في العودة إلى عملهم بعد أن قامت إدارة المؤسسة بفصلهم تعسّفيا عبر إنهاء عقود عملهم رغم أنّ البعض منهم تجاوز 5 سنوات من العمل. (المصدر: موقع كلمة الوقتي ( الموقع الرسمي مضروب – تونس ) بتاريخ 15 نوفمبر2008)  


 

أمّ بلال ومنية سيّدتان ابتلاهما الله!…

 

كتبه: عبدالحميد العدّاسي.   أمّ بلال أختنا أمّ بلال أخت كريمة وزوجة أمينة وأمّ مربّية بذلت كلّ ما تستطيع لمحاربة التطبيع مع الواقع المعيش المُفنِي، المُذهِب للدّين وللذّات وللهويّة، تونسية تعيش وعائلتها بالدّانمارك التي قبلتها لمّا أخافها أهل بلدها(*). وهي تتعرّض هذه الأيّام إلى امتحان صعب للغاية بسبب ما أصابها من ذلك المرض الخبيث الذي استطاع الخنوس في جوفها مدّة طويلة قبل أن تنتبه إليه بعد أن تمكّن منها حسب الأطبّاء وانتشر بشكل جعل بدنها القويّ يعقد رباطا وثيقا مع النّحول المستمرّ المؤثّر على نفسها… يلتفّ حولها الآن أخواتها المغتربات وهنّ قلّة في مقاطعتها – يواسينها ويحاولن إخراجها من ألمها ومن الدّنيا لتعيش راحة الإيمان وسعة الآخرة التي لولاها ما استطاب مؤمن حياة، ويفعلن ذلك – دون منّ قياما ببعض الواجب، سيّما والأخت أمّ بلال قد ابتليت كذلك بفشل زواج ابنتها البكر… ذلك الزواج الذي لم يعمّر إلاّ بعض أيّام ختمها أبغض الحلال بقسوة نادرة صنعتها ربّما – الأنانية والأثرة، دون مراعاة لظرف أو قرابة أو تعارف أو تاريخ، ودون فهم لمعنى الزواج ولا لترغيب الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم فيه!… اضطرّت أختنا أمّ بلال إلى أن تُنقل إلى المستشفى بصورة استعجالية البارحة الجمعة 14 نوفمبر 2008، وهناك احتفظ بها إلى الآن كي تظلّ تحت العناية الطبيّة، وقد رفضت إدارة المستشفى السماح لابنتها أو لإحدى الأخوات المرافقات بالمبيت معها، رغم الحاجة بل الضرورة لذلك: فأمّ بلال ترغب في وجود أحد من أهلها (وأخواتها من أهلها) لتذكّرها دائما بالله وتحدّثها عن الآخرة، غير أنّ القوانين لا تمكّن من التواجد على الأقلّ في هذه الأثناء، إذ الإطار الطبّي الساهر يتكفّل بكلّ الخدمات… نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّل أختنا بعفوه وأن يشفيها شفاء عاجلا لا يغادر سقما وأن يحييَها حياة طيّبة، رحمة ورأفة بأحمد ابنها الصغير وبسارّة ابنتها القاصرة بسبب الإصابة بمرض مصاحب، وأتمنّى أن يرفع كفّيه بالدّعاء لها كلّ من قرأ عنها هذا الخبر، فعسى الله أن يجعل من أمّة محمّد الكريم مستجابَ دعوة!…   منية وأمّا منية، فقد ابتليت هناك في أرض آبائها وأجدادها، أرض الصحابة الفاتحين، أرض تونس عقبة والزيتونة والعلماء الفطاحل الأفذاذ من السابقين واللاّحقين، بسجن زوجها عبدالحميد مدّة لا يفوقها في الطول إلاّ تواجد « السجّان » على عتبات السجون وفي الزنازين وفي غرف البيوت وأمام بوّابات المدن وحول أسيجة الحقول والمزارع وفي صفحات الدفاتر والكرّاسات المدرسيّة (فقد نافس « السجّان » هناك الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، حتّى ليكاد يتواجد في كسرة الخبز التي نسرّبها وقطرة الماء التي نتجرّعها(**))… ثمّ بعد أن منّ الله عليها وعليه بفكّ القيد على تلك الحالة التي أطلق عليها أغلب إخوته، ظلّ عبدالحميد مطاردا مراقبا محاصرا بشكل لا يرغّب أبدا في عشق تلك الأرض التي قبلت أن ترتع فيها محدثات « تغيير » أتى على الأخضر واليابس… تستصرخ منية النّاس فتقول: « إن زوجي في خطر محدق فأدركوه… إني أخشى حقيقة أن يقع التخلص من زوجي بطريقة أو بأخرى… إني في الوقت الذي كنت انتظر من السلطة أن تتحمل مسؤوليتها في معالجة زوجي الذي أصيب بمرض خبيث نتيجة للإهمال الصحي والإقامة الرديئة حسب ما ثبت في تقارير الأطباء، ها هي تسعى للتخلص منه….لماذا يتسلل هذا العون إلى الغرفة بعد خروج زوجي من غرفة العمليات وهو فاقد للوعي؟ ماذا يريد أن يفعل؟ وكيف يتجرأ على الدخول إلى مكان يُمنَعُ أشقاءُ زوجي من دخوله؟؟ ماذا يدبر له؟؟…   نعم، فقد أصيب عبدالحميد الجلاصي بالمرض الخبيث نتيجة سوء المعاملة وغياب المراقبة الصحّية، حتّى إذا تبدّلت الحال قليلا وخضع لعمليّة قالت عنها منية أنّها بإذن الله ناجحة لو تركوه وحاله، تدخّل البوليس في « الصحّة » وفي وزارة الصحّة وركب على وزير الصحّة يخبره بضرورة مراقبة وزارته من أجل صحّة وانتعاش مجتمع بوليسي فاسد متقاطع متدابر بشع لقيط… وعليه فالأمر كما قالت منية خطير جدّا ولا بدّ أن تبادر الوزارة بالقيام بدورها الإنساني المحارب حتما لتواجد أعداء الإنسانية فيها، من أمثال هذا الجلاّد الذي يمنع حتّى من تواجد الملائكة عند رأس المريض… ولتَحفِظْ الوزارة من أناس لا يدينون بالإسلام عنايتهم بالمريض وخدمة إنسانيته بعيدا عمّا يحويه قلبه أو يخمّن به عقله أو يوصي به دينه، ولتفعل مع عبدالحميد وغيره من المرضى ما فُعل بأمّ بلال في بلاد إقامتها الدّانمارك…لا بدّ أن يساهم الجميع في إشاعة السلم الإجتماعيّة، وأوّل بوادر هذه السلم استدعاء الشرطة للقيام بدورها في حماية المجتمع بدل انصرافها الآن إلى خدمة وحماية ثلّة جرّت النّاس حتّى إلى قتل أمّهاتهم(***)!… اللهم فرّج عن أمّ بلال ومنية وعبدالحميد وعن كلّ مرضانا ومرضى المسلمين وعاجلهم يا ربّي بشفاء لا يغادر سقما… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*): تمكّنت وبعض أبنائها من زيارة البلاد أكثر من مرّة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة… (**): نسرّب ولا نأكل لأنّ التونسي مراقب في مساعدة أهل الانتماء ومهدّد بالانتقام إن هو فعل ذلك، ونتجرّع ولا نشرب لإنّ غصصنا ليست هيّنة، وتكاد تذهب بالأنفاس!… (***): أقدم شاب في الثلاثين من العمر على قتل والدته ذبحا بالسكين…. بنزرت (60 كلم شمال العاصمة) أمس الأربعاء 12 تشرين ثاني (نوفمبر) الجاري… وبيّنت التحقيقات أنّ المتهم ربّما يشكو من مرض عصبي وقد طالب والدته الأرملة بمبلغ مالي لم تمكّنه منه فأجهز عليها(المصدر: قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 13 نوفمبر 2008)  


 

كلمة حـق نصدع بهــا…في انتظار الجواب !!!

 د.خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr    في الحقيقة مقالي هذا يطرح أسئلة واستفهامات ومحاولة قراءة حدث، أكثر من أنه يلامس المقال العادي بمنهجيته ودوافعه…أريد أن أفهم ماذا يقع للمحجبات في تونس…؟ سلسلة من الروايات والأحداث والقصص التي تقارب الأساطير تصلنا منذ مدة ولا يكاد يخلو منها موقع حقوقي أو سياسي تونسي معارض…أحداث تتوالى تباعا حتى أصبحت ظاهرة عجيبة غريبة، وانتفت عنها صورة الحادثة المعزولة والمرتبطة بمزاج شخص وقرار فرد… كل يوم وليلة تطرق مسامعنا وتنبه أبصارنا وترج قناعات البعض وتحرج البعض، أن هناك مشكلة في تونس اسمها الحجاب! فإذا كان الأمر غير ذلك فالرجاء من أصحاب القرار في تونس أن يكذبوا هذه « المزاعم » جملة وتفصيلا مع توضيح عيني للمتحدَّث عنهن، وإذا كانت هناك مواقف معزولة، خاصة وأن الأنباء تورد أسماء الفاعلين والأزمنة والأمكنة، من مدارس ومدن وقرى وأسواق ومخافر شرطة، فليس على سلطة الإشراف إلا معاينة الحادثة عن قرب وإعلان معالجتها، وتوضيح أن تونس ليس لها مشكلة مع الحجاب وأن ما حدث يبقى محصورا في بعض الموظفين الشاذين، من المغالين أو من مرضى النفوس، وأن الأمر قد وقع معالجته! إلى هنا تبقى الصورة شبه جميلة والأمل يبقى قائما، غير أن الصمت المتواصل من قبل السلطات، وتراكم الأحداث وتكررها من بقعة إلى أخرى، يجعلنا نكاد نميل إلى طرح هذه الدفعة الثانية من الاستفهامات الأكثر إزعاجا لنا ولغيرنا : 1 / هل هناك خطة مضبوطة ومنهجية معينة يسهر عليها فريق داخل السلطة بعلم الجميع أو دون علمهم، تسعى إلى إزعاج المحجبات وإيجاد حالة من الفزع والخوف لديهن حتى لا يشعرن بالأمان؟ هل هي محاولة لتطويق الظاهرة دون كثير من الجلبة الإعلامية حتى تعلم من تريد التحجب أن بابا من جهنم قد فتحته على نفسها وعلى أسرتها؟ هل هو رجوع إلى الوراء وعودة إلى صورة مقيتة شهدتها سنوات التسعينات مع خططها وتجاوزاتها، ولا نريد إيقاظ شيطانها؟ 2 / لماذا هذا التعنت في ترك المنشور 108 قائما رغم لا دستوريته واعتبار أحد المحاكم بعدم قانونيته؟ فقد بقي هذا المنشور طيلة ثلاثة عقود كشبه عصا « قانونية » مرفوعة في وجه الأخوات المتحجبات، حتى إذا تهور أحدهم وسلك مسلكا غير مسئول في تعامله السيئ مع المحجبات، رفع يافطة القانون عاليا، فعمله مدعوم بمنشور وهو « لا يلعب » في التسلل خارج القانون! 3 / إن الصمت المطبق الذي تقابله هذه السلسلة من الأحداث لم يبق إعلاميا مقتصرا على الفضاء الرمزي التونسي، فلا تكاد تطرق المواقع الأجنبية والمنتديات العامة إلا ويجابهك هذا الكم الهائل المتعاطف مع ما تتعرض له المحجبات في تونس، بل أصبح الإطار التونسي جملة وتفصيلا عند البعض معاديا للحجاب وللإسلام! فهل كانت غاية هذه الأحداث ضد الحجاب والعاملين على إذكائها تشويه سمعة البلاد تجاه الإسلام عموما، إني أتسائل مع تواصل هذا الصمت المريب؟؟ 4 / لقد كتبت منذ شهور مقالا حول « تونس والإسلام، الحقيقة المرة » ويبدو أنه لم يعجب أطرافا في السلطة، وكم تمنيت أن أكون مخطأ! فلا يُظَن أن دفاعانا، الأمس واليوم وغدا، عن الإسلام في تونس، أو عن المحجبات، هو من قبيل السياسة الضيقة، ولا حتى التدافع السياسي السليم، رغم الإقصاء والتهميش من السلطة ومن غيرها، فالشعيرة الإسلامية ملك أصحابها دون تحزب أو تسيس. وسنكون سعداء حين يكون للإسلام شعيرة وسلوكا، عبادة ومعاملة، كل الاحترام والتقدير في بلد كان من الأوائل في رفع هذه الراية منذ أكثر من 13 عشر قرنا مضت، فعقبة حي لم يمت والزيتونة لم تخر. فمتى يفهم ذلك ويستبين الطريق؟ لست أدري إن كان كلامي سيصل إلى أصحاب القرار في تونس في مستويات عليا، لأنه يتجاوز الإطارات الصغرى أو الوسطى لأهميته الكبيرة، ولكني أنتظر من  داخل هذه الضفة نفسها تجاوبا مع حديثي من بعض أطرافها، لأني لازلت أؤمن أنها لا تحمل كل السواد، وأن هناك ولاشك أطرافا طيبة يزعجها ما يزعجنا، وترفض ما نرفض، وتريد ما نريد من احترام وتقدير للحجاب و من مكانة ورفعة للإسلام وأهله… حديثنا هذا ليس افتراء على أحد أو تصعيدا في مواقف وممارسات، ليس فيه أدنى ذرة من سياسوية أو بحثا عن مقام، ولكنه نداء واستيضاح وتوضيح يندمج في منهجيتنا الثابتة في البحث عن الإصلاح القويم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا في ظل مصالحة بين الضفاف على أساس احترام كرامة المواطن أولا.  هي كلمات لعلها غير مرتبة، ولكنه حديث نابع من الأعماق يرجه هاجس يؤرق ولا يرحم.. حديث يريح ضميري ويخفف عني كمواطن عادي حر بعض وطأة المسؤولية تجاه الوطن وأهله وتجاه التاريخ، وهي كلمة حق لا بد منها تجاه أخوات طيبات طاهرات، مواطنات عاديات، لا يحملن أي عداوة تجاه الوطن، ولا حسابات سياسية في لعبة تتجاوزهن، وليس لهن إلا قطعة قماش طيبة ملقاة على أجسادهن الطاهرة، يرونها تلبية منهن لدعوة ربهن، وتأكيدا لحريتهن.

(المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي بتاريخ 15 نوفمبر 2008)

 www.liqaa.net


 

اعتذار: الجهل مصيبة

 
حدثتكم في تدوينة أمس عن المراسلة التي جاءتني من باحث من جامعة هارفرد حول عملية التثبت التي يخضع لها موقع مدونتي المحجوب http://journaliste-tunisien.blogspot.com وبدون تردد اعتبرت هذا العمل صادرا عن صديقنا « عمار 404″، حيث تصورت أنه هو الذي اتصل بمزوّد الخدمة وطلب منه اعتبار مدونتي مخالفة للقانون.. لكن الصديقين Astrubal وحسين بن عامر أكّــدا لي خطأ ما ذهبت إليه وأوضحا لي أن المسألة تقنية بحتة لا علاقة لها بعمّار.. للأسف لا يمكنني أن أشرح لكم الموضوع بشكل جيد لأني أنا نفسي لم أفهمه كثيرا، والجهل مصيبة.. المهم أن « الذئب » عمّـار كان بريئا هذه المرة من التحقيق في مدونتي، براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. لذلك فقد سحبت التدوينة لخطإ ما ورد فيها، وأعتذر لكم جميعا عن هذا الخطإ الذي وقعت فيه.. لكني لا أعتذر لعمّـار، لأنه لو لم يقم بحجبه الغبيّ لمدونتي لما حصل كل الذي حصل، ولما وصل الموضوع إلى هارفرد.. لذلك أصرّ على القول: فضحنا عمّــار، اللّه يفضحو (المصدر: مدونة زياد الهاني الإلكترونية بتاريخ 15 نوفمبر 2008)


 

الحرية أولا وأخيرا المنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا فقون

 

خالد الكريشي   ̓يروى عن الرئيس المصري الراحل أنور السادات أنه كان كثير التملق والتزلّف والنفاق للزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر،وكان أن خرج معه في رحلة صيد  …وحين أطلق عبد الناصر نار بندقيته صوب حمامة فلم يصبها وبقيت تطير في السماء …قفز أنور السادات صائحا : »سبحان الله ،والله أكبر أول مرة في حياتي أشاهد حمامة ميتة وهي تطير! »فسجلت هذه الواقعة في تاريخ النكتة السياسية حول ظاهرة التملق والنفاق والتزلف للحكام العرب ولا تخلو تونس من هذه المظاهر المضحكة المبكية في نفس الوقت…فلون هؤلاء يكاد يكون واحدا ،عباراتهم المستعملة في خطابهم واحدة :  » العناية الموصولة من »، » التجمع حزب التحرير والتغيير  » ، »من لدن رئيس الدولة  »  .. »التي ما فتئ يوليــــها « ، » الإستقواء بالأجنبي  « ، »وراء كل ناجح محسود » ، »فئة ضالة تصطاد في الماء العكر »…..  وهم متحدون في توجيه الإتهامات جزافا ضد كل من يخالفهم الرأي بكونهم عملاء للخارج ويحجّون للسفارات الأجنبية ،والمتدينون منهم كثيرا لا يتورعون على إتهام الآخرين بالكفر والإلحاد والزندقة ،وحدهم الوطنيون جدا والمؤمنين جدا وهم نبراس الوطنية والتضحية فداء تونس !و هم لا يخجلون من وضع لافتات إشهارية على محلاتهم تناقض مقاصدهم ، وحكاية الجزارالذي كتب على مجزرته لافتة إشهارية « مجزرة التغيير »! معروفة للجميع ، وكاد أن ينقلب السحر على الساحر ،وحين يدلون بتصريحات لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة  فإنهم يحرصون على تضمينها عبارات منتقاة وأن كل ما تم وسيتم هو من مفاخر وكرمات « التغيير المبارك » وهو نتيجة طبيعية لتنفيذ « تعليمات سيادة الرئيس »،حتّى أني سمعت أحد الفلاحين يعلق على نزول الغيث النافع بأنه من إنجازات التغيير!. وترتفع أسهم النفاق والتزلف أثناء المحطات الإنتخابية الكبرى خاصة الإنتخابات الرئاسية والتشريعية فيلفون محلاتهم ومنازلهم بالصور من مختلف الأنواع والأحجام وبلافتات الولاء والتأييد المكتوبة بالألوان الحمراء والبنفسجية فقط في سباق محموم من المزايدات الكوميدية ويتحولون إلى مراقبين للإنتخابات دون تعيين قانوني هدفهم الوحيد تسجيل من تخول له نفسه الآمارة بالسوء دخول الخلوة التي تساوي عندهم إختيار قائمة غير القائمة الحمراء ويضعون خدماتهم رهن المزورين للتصويت أكثر من مرة نيابة عن الغائبين والأموات ويشكلون حاجزا معنويا وماديا أمام حرية الناخب تصل في بعض الأحيان لممارسة العنف بنوعيه المادي واللفظي. لكن الأخطر في تونس أن عدوى النفاق و التزلف لم تقتصر على العامة فقط بل انتقلت إلى أنصاف المثقفين و سدنة أحزاب المخزن فتمتلأ صفحات جرائدهم و بقية الجرائد الصفراء بكتابات حوارات التملق و التزلف تقطر تزلفا و نفاقا و نوابهم في البرلمان يقفون مدافعين عن القوانين التي تعرضها الحكومة على غرار قانون  تنقيح الفصل  28 من الدستور أخيرا بينما يضع نواب الحزب الحاكم  أياديهم على خدودهم متعجبين في خوارق هؤلاء و هم لم يتركوا لهم أي دور،فالكل في جوقة نفاق محمومة، دينهم الوحيد تحصيل المناصب والمنافع ودرءا لمشاكل ومآسي محتملة ،فالطمع والخوف من جهة وأسلوب الترغيب والترهيب المتبع من السلطة من جهة أخرى من بين أسباب هذه الظاهرة الإجتماعية المرضية التي تنتعش في عصور قمع الحريات وخرق حقوق الإنسان وتتغذى من غياب توزيع عادل للثروات وتسلط أهل الحكم ولا تخلق هذه الظاهرة مواطنين بل مجرد رعايا. ومن عجائب أهل النفاق والتزلف بتونس أنه بعد التحوير الوزاري الأخير وتعيين غير منتمين للحزب الحاكم بالحكومة كتب أحد جهابذة النفاق بصحيفة صفراء بأن ذلك التحوير يكرس بداية فصل للحزب عن الدولة !متجاهلا أن أبجديات فصل الحزب عن الدولة تقتضي أولا  أن لا يكون رئيس الحزب هو رئيس الدولة في نفس الوقت . جريدة مواطنون العدد 80 بتاريخ 12/11/2008  


 

قف انها التعليمات . فاين القانون

 رياض حجلاوي  

هذه العبارة » قف انها التعليمات » يرددها اعوان البوليس السياسي كلما اعترضوا سبيل مواطن قد صنفوه في خانة المعارضة فينزلوه من الحافلة او القطار او يمنعوه من مواصلة السير ان كان ماشيا على الاقدام قاصدا ندوة او اجتماع او حتى جنازة.  وهذه بعض الامثلة. توجه الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية و إنصاف صحبة السيد عمر القرايدي عضو المكتب التنفيذي للمنظمة نحو مقر الحزب الديمقراطي التقدمي لحضور ندوة صحفية و تبعهما أحد أعوان البوليس السياسي و هو أحد المكلفين بمحاصرة مكتب الأستاذ محمد النوري و أعطى الإشارة لمجموعة أولى مكلفة بمنع المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين  الراغبين في حضور الندوة الصحفية من التقدم نحو مقر الحزب المذكور ، و فعلا وقع منع الأستاذ محمد النوري و مرافقه من التقدم نحو نهج إيف نوهال و خاطبه عونان بان التعليمات صدرت لهما.  منع الاستاذ العجمى الوريمي من حضورندوة سياسية في العاصمة وقد  اعيد الى مسقط راسه من طرف اعوان البوليس السياسي الذين خاطبوه بان التعليمات صدرت لهم بمنعه من حضور الندوة.  منع المهندس عبد الكريم الهاروني من حضور جنازة وقد انزل من الحافلة من طرف اعوان البوليس السياسي وخاطبوه بان التعليمات صدرت لهم بمنعه من حضور الجنازة…… هذه الامثلة ذكرتها حتي ابين ان الازمة في تونس من سماتها التعدي على حقوق المواطنين دون مبرر فلا نجد في القانون جرم اسمه ركوب الحافلة … هذا الاسلوب في التعامل مع شريحة من المجتمع لا يقره القانون فالاستاذ النوري هو محام ورجل قانون عندما قرر الذهاب الى الندوة الصحفية كان واعيا بانه لم يقترف جرما يعاقب عليه القانون فلماذا يمنع من الحضور. هذه التعليمات التي تصدر لهؤلاء الاعوان لينفذوها دون مراعات لعواقبها ينجر عنها صدور العديد من بيانات التنديد فالسلطة التي ارادت بهذا المنع اخفاء المعلومة قد عملت من حيث لا تدري على اظهارها وعملت كذلك على تشويه صورة البلاد وعملت كذالك على تعطيل طاقات عديدة على الفعل و الابداع. اذا تحولت هذه التعليمات الى شبه قانون مسلط على رقاب هذه الشريحة من المجتمع فانه يعبر على ان العقل الذي يتعامل مع هذه الشريحة هو عقل امني والاولى ان يكون عقلا سياسيا لان هذه الفئة هي نخبة البلاد الواعية والمثقفة ولا تفيد معها الاساليب الامنية. فانني ادعو السلطة الى مراجعة هذه الاساليب العقيمة والاولى هو احترام عقد المواطنة الذي يكفل حق المواطنين في التفكيرالحر الذي يخدم صالح تونس.


 

بسم الله الرحمان الرحيم

الشاذلي النقاش..خرجت بأخفّ الأضرار ودربي رسمته قبل السجن 

أدى السبيل أونلاين ، زيارة إلى السجين السياسي السابق الشاذلي النقاش ، الذى ُأطلق سراحه في 05 نوفمبر 2008 ، فلم نجده بالمنزل ، سألنا عنه فقيل لنا إنه مواظب على صلواته في المسجد فالتحقنا به في مسجد الحي ، وبعد انتهاء الصلاة قابلناه فكان لنا معه لقاءا حميمّيا ، اختلط فيه فرح اللقاء وإنتهاء محنة سجنه ، بالحنين إلى أيام أتت عليها سنوات المحنة . دعانا الشاذلي النقاش إلى منزله ، فاستقبلتنا عائلته بكل حفاوة، وبقي البوليس السياسي يراقب المنزل ، وحين خروج شقيقه عماد إلى التبضّع عاد ليعلمنا بأن أعوان من البوليس باللباس المدني ما زالوا يراقبون المنزل ، فخاطبه بقوله : لا تخشى شيئا . سألناه عن أحواله وصحته ؟ حمد الله كثيرا واثنى عليه وقال : قبل كل شيء أريد أن أشكر عائلتي التي ناضلت وصابرت وتكبدّت المصاعب الجمّة ، والتضحيات الجسام ، وأعبّر عن امتناني ووفائي لها ولكل إخوتي . أما بخصوص الإجابة على سؤالكم : فأنا محضوض بالمقارنة مع بقية الإخوة ، فطيلة مكوثي بالسجن والذي دام 18 سنة ، لم أخرج للمعالجة بالمستشفيات الخارجية ، إلا مرة واحدة كانت سنة 2004 ، بسبب تورم في طبلة اذني ، أما حالتي الصحية الآن فهي جيدة !!!.. باستثناء آلام حادة تنتابني أحيانا بالأذنين وبمستوى الكلية اليمني !!! سألناه عن أهم الانتهاكات التي تعرّض لها ؟ فأجاب : في شهر نوفمبر من سنة 1992 ، تعرضّت للتنكيل في سجن برج الرومي حيث ُأدخلت إلى الحبس الإنفرادي ، ووقع غمسي في برميل مملوء بالماء وقُيّدت بسلسة حديدية تطوّق اليد والرجلين في سرير(داخل السيلون ) وذلك من طرف مدير السجن عز الدين مصايبية وبقيت على هذه الشاكلة لمدة 10 أيام ، عانيت فيها الأمرّين وحُرمت حتى من قضاء الحاجة البشرية . وأشير هنا – ليس من باب التشفّي ولكن للعلم فقط – أن مدير سجن برج الرومي عز الدين مصايبية اتّهم بمُواقعة سجينة حملت منه ، وأقيل من عمله على إثر ذلك وتوفي في حادث مرور مريع . الانتهاك الأشد الذي عانيت منه وعانى منه كثير من الإسلاميين ، حدث في سجن المهدية ، حين اعتدى المدير سليم هنيّة بالاستعانة بفرقة الطلائع السجنيّة على أكثر من 100 سجين إسلامي ونكّل بهم بالضرب والإهانة والتعذيب ، وُأدخلت أنا وبعض الإخوة إلى الحبس الإنفرادي لمدة فاقت الشهر ، قام فيها السجين الإسلامي نور الدين قندوز بالاعتداء على نفسه بآلة حادة حتى يخفّفوا عنا التعذيب والاعتداءات . وكان ذلك في 10 ديسمبر 1996 ، ذكرى الاحتفال بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان . ثمّ صمت قليلا ، وأضاف : إن أهم الانتهاكات التي عاينتها كانت تلك التي تتعلق بالشهيد الهاشمي المكي الذي أمر الدكتور الزيّاتي الطبيب بالمستشفى العمومي بإخراجه للمعالجة نظرا لحالته الصحيّة الحرجة إلا أن مدير السجن فيصل الرمّاني قام بتأجيل إخراجه وادّعى أن صورة الأشعة التي عاينها الزياتي قد ضاعت ، (علما بأن هذه الصورة قد أكّدت إصابة الهاشمي المكي بالسرطان ) . وأكّد لنا الشاذلي النقّاش أن الهاشمي المكي زميله في الغرفة كان يتألم جراء الآلام الحادة التى كان يكابدها ، وذلك بسجن 9 أفريل في الغرفة « ب2 » ولم يُسعف إلا بمسكّنات طيلة سنة كاملة وحين ُأخرج للعيادة الخارجيّة كانت كل العلامات تشير إلى قرب وفاته، وذلك ما حصل فعلا حيث لم يمكث خارج السجن بعد إطلاق سراحه غير ثلاثة أشهر توفي بعدها رحمه الله وأسكنه فراديس جنانه وجازى من تسبب في وفاته .. وأشير إلى ما يحصل بحق « شباب السلفية  » ، الذين يتعرضون في السجن إلى انتهاكات جسيمة مثل معاقبتهم بالحبس الإنفرادي لأتفه الأسباب ، وتعرضّهم الدائم للإهانات والتعذيب ، وإكراههم على الإقامة في غرف تفتقر إلى أدنى الظروف الصحية ، وهم معرّضون دئما للتمييز، والمضايقة الشديدة في العبادة ، وتحريض سجناء الحق العام عليهم . وأنا أعتبر أن ما حدث معنا بالسجن يتكرّر بحذافيره للجيل الجيد من الشباب المتديّن . بعد إطلاق سراحك ، ماهي أهم انطباعاتك عن الواقع الجديد ؟ لم أشعر بخوف الناس مني ولم أحسّ برعبهم من البوليس كما كان ذلك من قبل ، الجيران كلهم توافدوا لزيارتي ، وكل الإخوة أصدقاء دربي ورفاق سجني احتفوا بي، كما تلقيت اتصالات من الإخوة بالخارج وقد هاتفني الشيخ راشد الغنوشي وقد سرّني ذلك . وأضاف أن المبادئ التي دخلنا من أجلها هي نفس المبادئ التي سنبقى على العهد نناضل من أجلها، ولن نتزحزح عنها، وسنعمل على تحقيقها مهما واجهتنا المصاعب ، ومازالت متمسكا بمشروع النهضة الحركي والفكري ، وسأفيد بإذن الله في المجال الذي أستطيع الإفادة فيه . وإنّي عازم على مواصلة الدراسة رغم حرماني المقصود من ذلك طيلة أعوام السجن ، وأسأل الله التوفيق . أيضا عاينت الحضور الكثيف للشباب في المساجد، وانتشار ظاهرة الحجاب، واهتمام الأطفال بحفظ القرآن الكريم، وحرص الأسر على متابعة القنوات الدينيّة. سمعنا بحادثة وقعت لك مع معدّ البرنامج التلفزي « المنظار » المنصف الشلّي ؟ نعم ..حين أرادت السلطة فبركة سيناريو لتوريطنا في قضية « باب سويقة » ، وإيهام الرأي العام بما ادعته ، قامت بتسجيل شريط متلفز وكانوا يضطرّوننا لقول ما يرغبون ، وحين لم يُعجب حديثي معدّ البرنامج المنصف الشلي قام بصفعي على خدّي بكل ما أوتي من قوة . وهذه صور للشاذلي النقاش إلتقطتها عدسة السبيل أونلاين :   أجرى المقابلة – زهير مخلوف – تونس

(المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 15 نوفمبر 2008) الرابط : http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2094&Itemid=1  


 

يوميات في الأسر   أماه لا تحزني … ربع ساعة ثمّ أعود هكـــــــــــذا وعدوني لكن في معقل الإرهاب ضيّفوني وأمام سيّدهم في الطغيان قيّدوني  قال لي أحدهم : تكلّم … لا تتلعثم  أين أصحابك ؟؟  تكلّم …. فرفضت يا أمّاه … نعم  رفضت لكن برمشة من عينه إلى الحجرة المجاورة أدخلوني وهناك يا أمّاه من الثياب جرّدوني وبقضيب من حديد كالدّجاج علّقوني ثمّ قالوا لي : تكلّم … لا تتألّم أين أًصحابك ؟؟؟؟  تكلّم فرفضت يا أمّاه …  نعم رفضت لكن هذه المرّة بصعق كهربائي عذّبوني وبأبشع العبارات نعتوني خائن … جبان … عميل … تكلّم فسكتّ يا أمّاه …. نعم سكت أمّا البقيّة فلكلّ من قرّر العودة أجعلها هديّة 

 عاشق الوطن

 

 

 

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم الذكرى الأولى لتأسيس السبيل أونلاين:دعوة للمشاركة في الوقفة التقويمية

 

السبيل أونلاين الوقفة التقويمية الأولى انطلق عمل السبيل أونلاين يوم 09/12/2007، ولم يعد يفصلنا عن ذكرى تأسيسه إلا شهرا…يومها انطلقنا بطرح أخطر سؤال مطروح علينا نحن التونسيون في هذه المرحلة التي نمر بها وهو: هل في مقدور التونسيين جميعا أن يشقوا طريقهم إلى أقوم السبل ؟ فطموح هذا العمل : هو أن تتظافر جهود التونسيين جميعا ليشقوا طريقهم إليه. وهدفه : هو إضافة لبنات نأمل أن تكون ثابتة على طريق تحقيقه. وذلك (الأسلوب والكيفية) بتوازن بين مختلف مجالات العمل، وباندماج تتكامل فيه الخبرة والعلم مع حماسة الشباب، وبانفتاح يتيح للجميع الإسهام والمشاركة كلّ بما يسّر له. (انظر إلى نص : من نحن؟ وما هي رسالتنا ؟ في الموقع والمراسلة) فبعد عمل ما يقارب السنة ، أين نحن من ذاك الهدف ، وذاك الأسلوب وتلك الكيفية ؟ وهل حققنا شيئا منها ؟ وأين أخطأنا وأين أصبنا ؟ وهل يمكن تطويره؟ ….. نقترح عليكم ، وبمناسبة إحياء ذكرى التأسيس الأولى لعمل السبيل اونلاين: 1. أن نقف عند هذا العمل، مع الجميع ، وقفة نقد وتقويم وتصويب وتطوير، بقدر ما تسمح به الظروف والامكانيات. 2. وأن نأخذ فسحة لذلك طوال الشهرين القادمين بإذن الله . نرجو المشاركة من الجميع، ولا يحقرن أحدكم من المعروف شيئا ، « وعلى الله قصد السبيل…  » (سورة النحل 9) .

إدارة السبيل أونلاين


 

مواعيد بث برنامج تأملات في الدين و السياسية

 
يواصل الشيخ راشد الغنوشي المشاركة في تناول موضوع حقوق الإنسان في الاسلام في برنامج تأملات في الدين والسياسية على قناة الحوار اللندنية،  ويمكن متابعة حلقة هذا الأسبوع في المواعيد التالية:  الأحد الساعة السادسة مساء بتوقيت غرينتش، السابعة بتوقيت تونس الأحد الساعة الحادية عشر مساء بتوقيت غرينتش، الثانية عشر بتوقيت تونس الإثنين الساعة الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش، السادسة بتوقيت تونس الإثنين الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت غرينتش، الثانية بتوقيت تونس كما يمكن متابعة الحلقة على الرابط التالي: http://alhiwar.tv/ar/modules.php?name=Live
 
(المصدر: موقع الشيخ راشد الغنوشي بتاريخ 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2008)
 

نص إعتذار موقع إيلاف للشيخ راشد الغنوشي السبت, 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2008  

 
قام موقع ايلاف في يوم 22 ديسمبر بنشر مقالٍ في قسم آراء يتعلق بالشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة المعارضة التونسية « النهضة ». وقد جاءت تلك المقالة تحت عنوان « الخفاش التونسي مطرودًا من المملكة العربية السعودية »، وتشتمل على عدد من الإدعاءات بالغة الخطورة وغير الصائبة بخصوص الشيخ راشد الغنوشي . فقد وصفته كذبًا بالإرهابي وكواحد من المدافعين عن الإرهاب باسم الإسلام وكشيخٍ كاذبٍ يُصدر العديد من الفتاوى الكاذبة. كما أدعت كذلك أن الشيخ راشد الغنوشي هو محرر قسم رسائل القراء في جريدة « القدس العربي » ويرفض نشر أي رسالة لا تساند الإرهاب. وقد تم إرسال المقال من قبل مساهم لا يعمل في إيلاف وتم نشره على هذا الموقع جراء خطأ في عملية التحرير. وقد قمنا باتخاذ خطوات فعلية لتصحيح هذا الخطأ المؤسف وضمان عدم تكراره مستقبلاً. نحن نعترف صراحة بأن هذه الإدعاءات جميعها غير صحيحة ولم يكن من الصواب نشرها. كما نقر بصحة تأكيد الشيخ راشد بعدم وجود إي دليل موثوق يفيد أنه قد شارك في أي شكل من أشكال الإرهاب وأنه وحركة النهضة مصرون على إدانة الإرهاب بكافة صوره وملتزمون بالعملية الديموقراطية على أنها الأساس الشرعي الوحيد للتغيير في تونس وباقي دول العالم. وكذلك ليس هناك أي أساس حقيقي لاتهام الشيخ راشد بأنه شيخ كاذب يصدر فتاوى كاذبة، كما أنه ليس مسئولاً عن تحرير « رسائل القراء » لا في جريدة « القدس العربي » ولا في أي جريدة أخرى، وبذلك فإن إدعاء رفضه للرسائل التي لا تدعم الإرهاب لا أساس لها من الصحة. ويسر موقع « إيلاف » « Elaph » أن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح ويتقدم ببالغ العذر للشيخ راشد الغنوشي عما سببه له المقال من متاعب ومضايقات. ونأخذ على عاتقنا الالتزام بعدم نشر مثل هذه الإدعاءات التي تتعلق بشخصه مستقبلاً، وكدليل على صدق الاعتذار الذي تقدمنا به، نوافق على دفع التعويض المناسب عن الأضرار التي لحقت به وعن تكاليف الإجراءات القانونية التي قام بها  
(المصدر: موقع الشيخ راشد الغنوشي بتاريخ 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2008)

بسم الله الحمان الرحيم هيا أيها الأبطال لقد ولّى عهد النوم  ان تونس تنتظر منكم الكثير  شمّرواعلى سواعد الجد و نحن من ورائكم سائرون   ثقتنا في الله إن وعد الله حقّ ولا بد للقيد ان ينكسر ولو بعد حين لابدّ أن تبقى قضيّتنا حيّة لا تموت و متحرّكة لاتذبل و لا يعقل أن تنتظر التغيير من الخارج. إن هجرتنا كانت لنصرة المجتمع إسلامي ناشئ، وهروبا من واقع الفتنة في الدين. لقد استنفذت الغربة اغراضها ” لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية « (حديث صحيح). الحكمة تقتضي ترك عقلية تبسيط الأمور و استعجال النتائج و الاستخفاف بالآخر لا تنمية بدون ضمان حقوقّ المواطنة الغير منقوصة للجميع الحرية للجميع باريس في   15 نوفمبر 2008

«لا إقصاء في الحياة السياسية إلا لمن أقصى نفسه» هذا شعار ينتظرالتنزيل في الواقع لا حياة كريمة بدون المحافظة على الهوية العربية الاسلامية   « واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم » (آل عمران 103) « قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله » (سورة يوسف 108)  » ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة »(النحل – 125)  » يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء، و اتقوا الله  » (النساء – 1)  

 
 
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس  
خطوة في الاتجاه الصحيح : بعد عشريتين من الجمر الحامية بزغ فجر الأمل من جديد بتسريح بعض الرموز والنجوم وهم الذين انتخبوا في الداخل وقد احيل دون قيامهم بمهامهم بالسجن و اما بعد فرج الله عنهم ها نحن ندعوهم الى ان يلملموا شملهم و يعيدوا القاطرة على سكتها بتكوين لجنة عليا للمتابعة و المحاسبة والمراجعة. ولقد جاء هذا السّـراح تتويجا لصبر المعتقلين وتحوّل قضيتهم إلى مشكلة مُـزمنة، أصبحت تحتل أولوية في مطالب كل المنظمات الدولية والوطنية المهتمة بقضايا حقوق الإنسان في تونس، لكن الذي ساعد أيضا على توفير ظروف مواتية لاتخاذ مثل هذا القرار، ارتفاع أصوات من خارج حركة النهضة ومن داخلها، تطرح بإلحاح ووضوح مسألة مُـراجعة العلاقة مع النظام في اتِّـجاه تجنّـب لغة التصعيد والقطيعة ويمكن القول بأن ملف مساجين حركة النهضة قد أغلِـق بعد معاناة قاسية جدا دامت 18 عاما. جاء هذا القرارليربك المعارضة وقيادة الحركة بالمهجرعلى السواء لان هذه الاخيرة فقدت ورقة ضغط على النظام و بالتالي فقدت سبب بقائها في المهجر أما المعارضة فهي لم تعد اللاعب الوحيد في الساحة السياسية.   تلقينا بارتياح نبأ إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو و هو من مواليد عام 1952،الذي انضم لعضوية مجلس الشورى المركزي لحركة النهضة الإسلامية منذ بداية الثمانينيات، وانتخب في مؤتمر 1988 رئيسا للحركة وواصل القيام بمهامه حتى اعتقل في 17 فبراير 1991، صحبة اخوانه و كذلك سراح البعض من معتقلي منطقة الحوض المنجمي بولاية قفصة بموجب عفو رئاسي  ونسجل هذه الخطوة الإيجابية. في أول حوار مع الرئيس الأسبق للحركة الإسلامية في تونس الصادق شورو : قال: « إفراجا غير مشروط، فخروجنا من السجن لم يكن له أي مقابل، وبدون أية تنازلات من جانب قيادة الحركة أو أعضائها، ولم نقدم أي تعهدات تجاه النظام تكون بمثابة الثمن لهذا الخروج من السجن، وإنما هو بمبادرة محمودة من قبل النظام الحاكم »([1]) كتب الاخ المنجي الفطناسي :  أحر التهاني وأطيب التبريكات للإخوة المفرج عنهم بصمودهم وثباتهم ويقينهم في الله ولعائلاتهم التي ضربت أروع الأمثلة في الصبر والمصابرة والمجاهدة ولكل أحرار تونس الرافضين للظلم والقهر والإستبداد. السجن كما يقول أبو راتب جنات ونار ولكنه في تونس نار فقط. ونصيحتي لكل أحرار الداخل والخارج أن يباركوا هذه الخطوة ولكن لا يغتروا بها ولا يختزلوا قضية تونس في خروج 21 سجين ، فالسجون مازالت ملآنة بالشرفاء والشعب التونسي كله في حالة أسر والطريق مازال طويلا أمامنا ويجب أن تزيدنا هذه الخطوة ثباتا وإصرار على مواصلة النضال من أجل تونس . هنيئا لأبطال تونس: نجدد التهاني و الاماني لجميع المسرحين و عائلاتهم  و نحيي كل الأحرار في الداخل و الخارج الذين ناضلوا من أجل إطلاق سراحهم. هنيئا لكم بصبركم و ثباتكم تصاغرت الجبال أمام هاماتكم و هممكم العالية بصبركم ومصابرتكم و مرابطتكم و لم تساوموا على المبادئ حتى فرّج الله كربتكم. أنتم قبضتم على الجمر بأيديكم المتوضئة حتى أطفأتموه و لم تهنوا و لم تحزنوا أنتم الذين حفظتمونا في هجرتنا، فكلما راودتنا نفس متعبة بالركون إلى الراحة و الدّعة أو خبت جذوة النّضال في نفوسنا التفتنا إلى زنازينكم فملأنا الحياء منكم و استحثّتنا جراحاتكم العميقة النّازفة و استصرختنا من أعماقنا تلكم المواثيق و العهود التي جمعتنا فلملمنا صفوفنا و سرنا غير آبهين بنصب و لا وصب. سيبقى التيار الإسلامي في تونس رغم كل الأساليب التى يعتمدها النظام تجاهه الرقم الصعب ، من المستحيل عليه شطبه أو الغائه أو تحييده ، وقد آن الأوان لأن يبادر الإسلاميون بفرض أشكال عمليه لبلورة مشروعهم السياسي على أرض تونس دون النظر الى ما يسمح به النظام وما يرفضه ، فالحق لا ينتظر أصحابه أن يُهدى إليهم ولكن أن ينتزعوه من بين يدي من إغتصبه . هنيئا لكم باسترجاع بعض حقوقكم و نسأل الله أن يصدقكم قوله : وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِى ٱلإَرۡضِ ڪَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَہُمُ ٱلَّذِى ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّہُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنً۬ا‌ۚ …  ومن أصدق من الله قيلا نعم للمصالحة لا للمغالبة : كتب الاخ فتحي عبد الباقي فقال :  » بمناسبة تسريح بقيّة المساجين المحكوم عليهم بأحكام ثقيلة أغلبها بالمؤبد، أعبّر عن تهاني للمسرّحين و أهاليهم بهذا الخبر السعيد. أن الحوار هو الطريق الأمثل والأقصر لحلّ كلّ المشاكل العالقة مهما تعقّدت. أنّ المصالحة تتطلّب التهدئة و الطمأنة و ذلك بأن يصبح الخطاب الإصلاحي و ألتصالحي هو خيار ضمن مسار متواصل لا تراجع عنه مهما حدث من منغّصات تأتي من هنا و هناك. أعتقد أنّه لا بدّ من تثمين هذه المبادرة و الإقلاع عن  منطق المغالبة و عن اللغة الخشبيّة المتهكّمة  (خاصة في بعض مواقع الأنترنيت)  التي لم تؤدّ إلاّ إلى الحقد والضغينة و تأجيل المصالحة بين كلّ التونسيّين. ومازال ملفّ عودة المغتربين و غيرها من الملفات تنتظر الحل… « أتمنّى أن تحلّ بالحوار لا أن تصبح مصدر من مصادر النزاع و تفتح باب جديد من أبواب المشاكسة، لأن الجرح الذي فتح منذ 18 سنة وبقي ينزف إلى اليوم لا بدّ أن يضمّد من طرف حكماء و ليس من طرف « عناترة » (مشتقّ من اسم عنترة) هم الذين يتحملون  جزء من المسؤوليّة في استمرار منطق المغالبة، لا يتورّعون عن النيل من شرف الذين اختلفوا معهم في طريقة الحلّ وتخوينهم. » فإننا نجدد مطلبنا  بإطلاق سراح جميع المعتقلين في محاكمات سياسية كضرورة لتجاوز حالة الاحتقان و التوتر و توفير مناخ يساعد على معالجة الأسباب الحقيقية لهذه الأحداث عبر الحوارعبر القيادة الخارجة للتو من السجن و التوزيع العادل لثروات البلاد على مختلف الجهات و الفئات و التخلي عن الأسلوب الأمني في معالجة قضايا البلاد الاجتماعية و السياسية و الحقوقية. أن تنقية المناخ العام و توفير الشروط الضرورية لقدرة البلاد على مواجهة التحديات الاقتصادية و الاجتماعية و ما اكثرها يمر عبر إطلاق سراح كل المساجين السياسيين بدون استثناء و تمكينهم من حقوقهم في المواطنة الغير منقوصة. يرى البعض عدم نضج النظام للمصالحة ، أو حالة ضعف حركة النهضة أو نوعا من الوهم، لكنه مؤشر على وجود رغبة لدى العديد من قادة الحركة في تجنب تكرار المواجهة مع السلطة ويقولون إن ما حدث في الماضي لم يكن في صالحهم، ولا في صالح البلاد لكن مشكلتهم أنهم لم يجدوا في داخل السلطة من يصدقهم ويأخذهم بجدية رغبتهم في المصالحة لان  أزمة الثقة بين النظام وحركة النهضة لا تزال عميقة وتحتاج لمزيد من الوقت والاختبار. على السلطة معالجة ملف المسرحين والمهجرين: ملف التيار الإسلامي والمسار الديمقراطي : أكّد المهندس علي العريض خبر الإفراج عن جميع من تبقى من مساجين الحركة وعلى رأسهم رئيس الحركة الأسبق الدكتور الصادق شورو، مشيرا إلى أنّه إفراج مشروط وليس عفوا عاما. معبّرا عن سروره لهذا الإفراج « مشيرا إلى حساسية هذا الملف من ناحية إنسانية بدرجة أولى باعتباره ملفا مأسويا بأتم معنى الكلمة على حد تعبيره وقد اتسعت دائرة أضراره ومست بشكل عميق المساجين وعائلاتهم ومحبّيهم ». ونبّه إلى أنّ جهودا مضنية ما تزال لطيّ صفحة الملفين الآخرين المرتبطين بحركة النهضة، وهما ملف المسرحين وملف المهجرين، بالنضال من أجل أن يفتح أمام المسرحين حقوق العلاج والاندماج والشغل والتنقل والمواطنة بصفة عامة وأن يفتح أمام المهجرين سبل العودة الكريمة إلى وطنهم . وأضاف « لا يجب أن يبقى التيار النهضوي إمّا ضحيّة أو مقصى من حق التواجد أو أن يوضع موضع العقبة أمام الديمقراطية، خاصة وأنّ النهضويين متحمسون لهذا الموضوع ومستعدّون للتعاون مع مختلف الأطراف ومع السلطة لإيجاد حلّ في إطار انتقال ديمقراطي حقيقي لا إقصاء فيه لأيّ طرف »، على حد تعبيره. في إطارالتفاعل مع حدث إطلاق سراح عدد من قياديي حركة النهضة ومناضليها، سعى موقع النهضة أنفو  ([2]) التواصل مع الإخوة الذين قضوا عزّ شبابهم في السجن بعيدا عن أهاليهم لا ذنب لهم سوى النشاط في إطار حركة سياسية تطالب بحقها في التواجد والفعل في المجتمع المدني مثل غيرها من مكونات المجتمع. وكان هذا اللقاء مع الإخوة الصادق شورو وبوراوي مخلوف ورضا البوكادي ففي تصريح الدكتور الصادق شورو زعيم حركة النهضة في الداخل: استُهدفنا في ديننا وأنفسنا ومالنا وأهالينا:نحمد الله تعالى أن منّ علينا بهذا الفَرَج. نعتقد أن هذه الخطوة من فضل الله سبحانه وتعالى . بالنسبة للمستقبل، يبقى المؤمن مستبشرا بالخير عملا بقوله تعالى   :{وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين}. فرغم البلاء الشديد، فإن الله تعالى يبشر المؤمن برسالته بالنصر العزيز. فوفّى الله وعده بأن نصر موسى وقومه على فرعون. ورغم أن الانطباعات الإولى على الواقع لا تبشر بخير، فنحن مستبشرون  وأملنا في الله سبحانه مستمر. وبخصوص تطور وضع الحريات في منطقتنا بعد انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة،  فإنه في تقديري إذا لم تغير الشعوب المستضعفة  ما بنفسها بالخروج من حالة التخلف إلى التقدم، فلا يعقل أن تنتظر التغيير من الخارج. والله سبحانه يؤكد في محكم تنزيله « إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ». وفي الختام، نشد على أيدي إخواننا المتواجدين في الخارج وإن شاء الله يعودوا عن قريب إلى البلد. ونقول لهم ما زال ينتظرنا عملا كبيرا لتثبيت أسس الحرية والعدل والحق والتقدم في بلدنا. أما بوراوي مخلوف فقال المطلوب خطوات واضحة وعملية تدل على حسن نية السلطة. إن ما حصل خطوة إيجابية جاءت متأخرة ويجب أن تتبعها خطوات أخرى لإعادة الحريات في تونس وأن لا تبقى حركة معزولة عندها لا تساوي شيئا. التفاؤل بالمستقبل مرتبط بحصول خطوات واضحة وعملية تدل على حسن نية السلطة لأن السجين يخرج ويحمل معه جرحا كبيرا. أخيرا نتمنى لإخواننا في الخارج العودة السريعة إلى بلدهم وأهليهم كما عدنا نحن لأهالينا. أما رضا البوكادي  فقال كنا ننتظر اعتذارا على سوء المعاملة في السجن . الحمد لله على خروجنا من السجن. وفي الواقع لم نتفاجأ بذلك فالجميع وطنوا أنفسهم على الاستعداد لإكمال المدة المتبقية وهي قصيرة لا تتجاوز في أغلب الحالات سنة. وعلى الرغم من كل ما حصل، نبقى متفائلين وثقتنا بالله سبحانه كبيرة. وكان شعارنا في السجن الخير فيما اختاره الله لنا داخل السجن أو خارجه. أما بالنسبة لمستقبل الوضع بعد انتخاب أوباما، فإن تقديري أن هذا الأخير سيحاول التغيير من سياسات الجمهوريين وما خلفته إدارة  بوش من دمار ، لأن أوباما ليس له منطلقات أو خلفية عقائدية ايديولوجية تقسّم العالم إلى محوري الخير والشر. في الأخير أتمنى لإخوتنا بالخارج العودة القريبة. و نؤكد لهم بأننا ثابتون على العهد بحول الله تعالى. وضع حد لمسلسل المحاكمات السياسية  ضد الشباب المتدين وإلغاء القانون اللا دستوري المسلط على شباب تونس باسم « دعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب ».  اما السبيل أولاين فقد حاورت بدورها بعض المساجين المسرحين ([3]) في تصريح فورى للدكتور الصادق شورو زعيم حركة النهضة: قالت اتصل مراسل السبيل أونلاين هاتفيّا في تونس زهير مخلوف ، بزعيم حركة النهضة السيد الصادق شورو مباشرة بعد خروجه من السجن وطلب منه كلمة مختصرة عن رأيه في هذا الإفراج فقال : الحمد لله ، والفرج لا يكون إلاّ من الله . ونحمد الله على هذا الفرج ونرجو أن يكون المستقبل خيرا. ورجاؤنا في الله وحده. والسلام عليكم اما الشاذلي النقّاش فقال: لا نشكر غير الله على هذا الافراج. وقد اتصل مراسل السبيل أونلاين في تونس ،بالسيد الشاذلي النقّاش مباشرة بعد خروجه من السجن وسأله عن كثير من المحاور فأدلى بما يلي :الحمد لله على كلّ حال ونعوذ بالله من حال أهل النار ولا نشكر غير الله على هذا الافراج . لابدّ أن تبقى قضيّتنا حيّة لا تموت و متحرّكة لاتذبل وأعني بقضيّتنا ،القضيّة السياسيّة والدينيّة ومسألة الهويّة . وأضاف بأنّ المبادئ التي دخلنا من أجلها للسجن لا بدّ أن نعمل على تحقيقها. وزاد ، أن خروجنا ليس غاية في حدّ ذاته بل ان تحقيق الأهداف هو الغاية. اما منذر البجاوي فقال لنا في المزاح نصيب رغم السجن والمرض : اتصل مراسل السبيل أونلاين في تونس ، هاتفيّا بالسيد منذر البجاوي مباشرة بعد خروجه من السجن وكان لنا معه هذا اللقاء :أنا متشوّق جدّا لرؤية عائلتي : زوجتي وأبنائي وإخوتي وعائلتي كلّها ، واضاف مازحا : ولست مستعدّا لتضييع الوقت مع ( سلعة قديمة ) . وعن سؤالنا عن دور زوجته في تخفيف محنته أجاب :باختصار مستشهدا بالمقولة التونسيّة ( خوذ بناة الأصول لعلّ الزمان يطول ) وختم بقوله تعالى ( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) صدق الله العظيم .. والسلام عليكم . اما نور الدين العرباوي فقال السلطة لم ترغب في خروجنا ونشكر من ساندنا :اتصل مراسل السبيل أونلاين في تونس ، هاتفيّا بالسيد نور الدين العرباوي مباشرة بعد خروجه من السجن وكان لنا معه هذا اللقاء : أعتبر أنّنا كنّا في ساحة نضال وسنستمرّ في النضال وقد ذهب وانتهى الكابوس. معاركنا في السجن كانت على أشياء تافهة وبسيطة أمّا الآن فمطروح علينا النضال في الساحة الحقيقيّة للدفاع عن الحقّ والعدل والحريّة والسلم العالميّة ونحن مؤهّلون لذلك.ولدينا المشروع والنموذج والرجال الذين أثبتوا الجدارة والصبر والصمود والمبدئيّة . اما رضا البوكادي فقال خروجنا غير كاف وننتظر الإعتذار:اتصل مراسل السبيل أونلاين في تونس ،هاتفيّا بالسيد رضا البوكادي مباشرة بعد خروجه من السجن وسألته عن كثير من المحاور فأدلى بما يلي :الحمد لله أوّلا وأخيرا. خروجنا غير كاف وننتظر الاعتذار بالشكل المادّي والمعنوي . نريد بعد هذا الإفراج، حرّيّة التحرّك، وحرّيّة العمل وحريّة المشاركة السياسيّة وحقّنا في بناء البلاد والمشاركة في تطوّرها ونماءها والمحافظة على هويّتها. وما دخلنا من أجله في الدفاع عن الحريّات والمشاركة في الحياة السياسيّة ودعم حريّة التنظّم ، سنبقى نناضل من أجله إلى « قيام الساعة » في اشارة إلى طول النفس النضالي . أمّا الأحزاب السياسيّة فأدعوها بكلّ لطف أن تنبذ خلافاتها الإيديولوجيّة وتترفّع عليها وتستعيض بها في المعركة الجديدة وهي معركة الحرّيّات . تصريح فوري للسجين السياسي المفرج عنه بوراوي مخلوف: اتصل مراسل السبيل أونلاين في تونس ، زهير مخلوف ، هاتفيّا بالسيد بوراوي مخلوف مباشرة بعد خروجه من السجن وسأله عن كثير من المحاور فأدلى  عن سؤالنا لتقييمه لهذه الخطوة أجاب :إن شاء الله تكون خطوة في طي صفحة الماضي ، وبعد 18 سنة هذا الانفراج ليس كافيا ونأمل أن تكون هناك خطوات أخرى مثل تنقية المناخ العام للبلاد ودعم الحريّات ولن يكون هناك غلّ إذا وجدت خطوات أخرى تنسينا في المدّة الطويلة التى قضيناها في السجن ، وتعوّضنا عن 18 سنة من المعانات ومن الإقصاء ، وأقلها الاعتراف بحركة النهضة ، وأقصاها حريّة حقيقيّة وديمقراطيّة حقيقية وتحرير كلّ المناشط وحياد الإدارة وتنقيّة المناخ السياسي ورفع الظلم من أي كان وممّن كان وتحرير المبادرة للمواطن التونسي ليمارس مواطنته الحقيقيّة. ان وجود سجناء سياسيين في أي بلد هو شهادة على واقع الحريات وحقوق الانسان في ذلك البلد، ولا يمكن لخطاب  » الحداثة و الديمقراطية وحقوق الانسان » ان يحجب الحقيقة التي يشير اليها والمئات من سجناء الرأي من الشباب، الذين اعتقلوا بموجب قانون مكافحة الارهاب، وكذلك المعتقلين على خلفية احداث الحوض المنجمي، وعلى رأسهم الاخت زكية الضيفاوي عضوة المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات..  ضمان حق العودة الآمنة :  ان المُـغتربين الموزّعين على عديد العواصم الغربية، ومنهم الكوادر والمسؤولين عن حركة النهضة في المهجرهؤلاء الذين تحمّـلوا مسؤولية الحفاظ على الحدّ الأدنى من الوجود الرمزي والسياسي للحركة في ظروف الشدّة، قبل أن توجّـه لهم الانتقادات من داخل الحركة وحولها بعد أن طالت الأزمة، ولم يكن الحصاد متوازِيا مع حجم التضحيات، وهو ما فتح الباب أمام أسلوب « التسوية الفردية » وهي الظاهرة التي تفاقمت في الفترة الأخيرة وتسبّـبت في تفجير جدل عاصِـف بين رفقاء الدرب احيانا. ان ضمان حق التنقل والعودة الآمنة الكريمة لكل المهجّرين و سن عفو تشريعي عام يرد الحقوق المدنية و السياسية للجميع حتى يستوي التونسيون في حقوق المواطنة وحتى تصبح تونس بحق لكل التونسيين هو حق و واجب. النضال من أجل حرية التعبير والصحافة ومن أجل حرية التنظّم الحزبي والجمعياتي ومن أجل إطلاق سراح المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام بالنضال من أجل استقلالية القضاء ومن أجل انتخابات حرّة وديمقراطية و مقاومة ظاهرة الفساد والمحسوبية واجب مقدس بحق كل التونسيين . ضمان الدعوة وحمل الأمانة : من منطلق تكليف رباني نحن لا نستطيع التخلّي عن شعبنا و حقه في الإصلاح الاجتماعي نستطيع التوحد على برنامج سياسي هدفه الإصلاح. نستطيع…الترفّع عن حساباتنا الشخصية والحزبية . نستطيع الصبر والصمود وتنظيم المقاومة المدنية . نستطيع أن ندفع و قد دفعنا ثمن الحرية . أن المشكِـلة فيما يخُـصّ حركة النهضة ، وكل حركة تتعرّض للملاحقة، تنقسم كوادرها إلى قِـسمين، أحدهما ينشط في حالة سرية في الداخل، وقسم عَـلني في خارج البلاد يتمتّـع بحرية المُـبادرة والتنظيم، لكنه يتحرّك بعيدا عن نبْـض الشارع وخصوصيات الواقع المحلي، وهو ما يقتضي تصحيح وضعية الجِـسم التنظيمي وتوحيد بَـوصلته، لإنهاء حالة الانفِـصام المُـرهق، الحركي والسياسي أي بوضع حد لازدواجية القيادة. ومن يظنّ أنّ العشريتين الكالحتين قد أطفأت تلك الأفكار في رؤوسنا لما نال اخواننا من التسجين والتغريب والإقصاء فإنه لا يصدر إلا عن الواهم زالجاهل بالتاريخ وسننه، فالأفكار لا تموت بالإلغاء، ولا تفنى بالإقصاء، ومن سلك مسلك الإلغاء والنفي رجاءَ قتل الأفكار فهيهات هيهات، إنه لن يظفر من مسلكه إلا بتلك الأفكار وقد اختفت في الظاهر حينا وهي عائدة إليه من سراديبها الخفية، مكفهرّة معوجّة، ذات مخالب وأنياب، منتصبة للعنف، وقد تكون متحفزة للإرهاب، وما تاريخنا القديم فيما شهده من فرق متطرفة  إلا دليلا على ذلك، وما وقع في بلادنا منذ سنتين من أحداث عنف إلا إرهاصات مفزعة لمصداق هذا القانون، وقد تتطور إلى الأسوإ إن لم تتداركها يد الحكمة بالعلاج. نحن نستطيع أن نواجه و نراوغ و نراوح. و لا  نتسول نحن لا نستطيع إلا الرجاء و التضرع الى الله قاهر الجبارين والعالم بما تخفي الصدور. لا ، نحن لا نستطيع شيئا ضدّ الفساد والكذب والتزوير والقمع باستثناء الأنين والشكوى الى الله. نحن نستطيع أن نشمّر على ساعد الجد والعمل من تونس و عزتها و هي في اشد الحاجة الى ابنائها في هذه الايام و نحن قادمون على ازمة اقتصادية ومالية عارمة. نحن نستطيع أن نرفع الجبال الرواسي بعزيمتنا و نحرك السواكن و العزائم الساكنة من اجل سلامة تونس و امنها و استقرارها. نحن نستطيع أن نبني جميعا اليد في اليد و الكتف بجانب الكتف و نصبر على ذلك. لا يوجد في الدنيا اسهل من الهدم اذ ما يبنى في سنة يمكن ان بهدم في ساعة واحدة فاعتبروا يا اولي الالباب. نعم إننا على حب تونس نشأنا و لسنا وحدنا، ومن أجل عزة تونس وكرامة شعبها نعمل ونضحي فهي عندنا فوق كل اعتبار، ولا ولاء لنا إلا لله ثم الى وطننا، ولا وفاء إلا لشهدائها، ولا غاية لنا إلا خدمة هذا الشعب و هذا الوطن ولا نزايد على احد بالارتقاء به إلى أرفع المستويات. ولن تمنعنا الصعاب و منا من دفع بشبابه في المنافي والسجون كل دلك من اجل مواصلة مسيرة الإصلاح والبناء بروح التحدي والعزم و لم نسقط في العنف رغم استدراجنا اليه. نعم نحن نستطيع ان نتصوّر أنفسنا أحرارا و نحن كذلك وكلنا ثقة في المستقبل وعزم على مزيد العمل والبذل من أجل تونس ومناعتها وازدهارها و ثقتنا في الله  من قبل و من بعد و ان بعد العسر يسرا و علينا ان نتحمل تبعات خياراتنا و ان نعلن صراحة اذا اخطأنا لأننا غير معصومين من الخطأ و النسيان. ان تكثيف الاعتداءات على الفتيات المتحجبات و تفاقم ظاهرة توظيف القضاء لتصفية الخصوم وتشريع القمع السياسي والاجتماعي و التستـّر على الانتهاكات ومرتكبيها بما يعزز لديهم الشعور بالإفلات من العقاب واشتداد الاستبداد عاما قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية يؤكّد سعي النظام إلى شل نشاط المعارضة السياسية والمدنية وزرع حالة من الخوف والرّعب في أوساط الشعب لخلق مناخ عام يمكّنه من تحويل تلك المناسبة من شكلية لتكريس الرئاسة مدى الحياة وتكريس هيمنة التجمّع الدستوري على مؤسسات الدولة بحرمان الشعب التونسي  من ممارسة سيادته. وعلى هذا الأساس فان ضرورة تكتيل الجهود للتصديّ لهذا الوضع من المهم الربط بين المعركة من أجل الحريات والموعد الانتخابي. أننا متفقون جميعا على غياب أي رهان انتخابي في الوقت الحاضر و أن الهدف يكمن في خوض معركة سياسية لخلق مناخ تتوفّر فيه بصورة فعلية شروط الانتخابات الحرّة. التمسك بالدعوة إلى تكتيل الجهود: أن تطوير الحياة السياسية ببلادنا و التخفيف من حدّة التوترات الأيديولوجيّة بين مكوّنات المعارضة هو يساعد على إبراز القضايا السياسية والاجتماعية التي تهم الشعب التونسي في المقام الأول وتفويت الفرصة على نظام الحكم وعلى كل من يراهن على انقسامات المعارضة لتهميش دورها. الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي: اكد السيد محمد الغرياني ان سياسة تونس تنبني على قاعدة الحوار والتواصل والتشاور بين كافة القوى الحية قائلا انه « لا اقصاء في الحياة السياسية الا لمن اقصى نفسه » كيف تحقيق هذا الشعار في الواقع؟. ان دعوة الاحزاب الممثلة في البرلمان وغيرها للمشاركة في الشان العام سيما في اطار الاستشارات الوطنية والمجالس العليا. واشار الى ان التعديل الاخير للدستور يوفر الفرصة امام مشاركة وتنافس 6 احزاب وطنية من جملة تسعة احزاب وان تركيبة مجلس النواب القادمة ستشهد ارتفاع نسبة تمثيل احزاب المعارضة صلبها الى حدود 25 بالمائة. حقوق المواطنة : إن مفهوم المواطنة هذا هو نابع من ‏الإسلام، وان لسائر الناس الحق في أن يشكلوا تنظيماتهم ومؤسساتهم، ولهم الحرية في إبداء آرائهم بما في ذلك في نقد الإسلام . وما دامت الأغلبية مسلمة وحريصة على الإسلام فلن يستطيع المواطنون غير ‏المسلمين أن ينالوا من الإسلام ولا من المسلمين. و صدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: « ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون » (آل عمران 104) و قال تعالى « مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (النحل:97).  و الله هو الهادي إلى سواء السبيل لا رب غيره و لا معبود سواه. باريس في 15 نوفمبر 2008 بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس. [1] – .(المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (القاهرة – الدوحة) بتاريخ 9 نوفمبر 2008) [2] – (المصدر: موقع النهضة أنفو  بتاريخ 6 نوفمبر 2008)الرابط: http://www.nahdha.info/arabe/News-file-article-sid-1086.html [3] – .(المصدر: موقع « السبيل أونلاين.نت » بتاريخ 6 نوفمبر 2008)

  

الضاري: وعد أوباما لن يوقف المقاومة بالعراق

أمجد العبسي   الضاري يقول إن المقاومة كانت أحد أسباب هزيمة الجمهوريين في انتخابات الرئاسة عمّان- أكد الشيخ حارث الضاري -الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق- أن مقاومة الاحتلال الأمريكي ستستمر، بصرف النظر عن وعد الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك أوباما، بالانسحاب من العراق، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن العراقيين ينتظرون أن يفي أوباما بما وعد. وفي مقابلة خاصة مع شبكة « إسلام أون لاين »، شدد الضاري المعروف بتأييده القوى لخيار المقاومة ضد الاحتلال في العراق، على أن المقاومة العراقية كانت « أحد أبرز أسباب هزيمة الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ». وفي سياق متصل أكد الضاري خلال المقابلة فشل مجالس الصحوات العراقية التي تشكلت مؤخرا بدعم أمريكي لمواجهة « عناصر القاعدة والمسلحون »، بعد تخلي قوات الاحتلال عنها عقب تنفيذها الأجندة المطلوبة منها. طالع أيضا: الصدر يشكل « اليوم الموعود » لمقاتلة الاحتلال وجدد الضاري رفضه الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها بين واشنطن والحكومة العراقية، واصفا إياها بأنها « عقد إكراه » يضفي شرعية على الاحتلال. ولفت إلى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعاه –عبر أطراف كلفها بالاتصال بالضاري- إلى المشاركة في مؤتمر مصالحة وطنية جديد، لكنه ربط قبوله للدعوة بتنفيذ الاتفاقات السابقة. وفيما يلي نص الحوار: * فاز المرشح الديمقراطي باراك أوباما الذي يرفض حرب العراق بانتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت أوائل الشهر الجاري، فماذا تتوقعون منه؟ – أدبيًّا يتبقى لأوباما أن يفي بوعوده بسحب قوات بلاده من العراق خلال 16 شهرا، وأذكر بقوله خلال الحملة الانتخابية إنه من « أسباب دخولي الانتخابات هو الحرب على العراق »، لكن على أي حال لا نعول على أوباما أو غيره، نحن نعول على موقف شعبنا وعلى المقاومة. * هل قلتم إن المقاومة العراقية كانت أحد أسباب هزيمة الجمهوريين؟ – طبعا، نحن لم نقل هذا وحدنا، قالها الكثيرون، ولولا الفشل الذريع للمشروع الأمريكي في العراق لما انهزم المرشح الجمهوري جون ماكين.. المقاومة العراقية، والشعب العراقي لهما الفضل الأكبر في إفشال المشروع الأمريكي. * لكن تقارير أمريكية تحدثت عن أنه منذ عام 2006 انخفضت عمليات المقاومة بنحو 80%، فأين هي المقاومة؟ – المقاومة مستمرة إلى أن يخرج آخر جندي من العراق. صحيح أنها أصيبت بنكسة في عهد مجالس الصحوة والصحوات التي ضربتها من الخلف، وأصبح الكثير من أتباعها عيونا على المقاومة، فتراجعت المقاومة إلى 50%، ولكن منذ شهور استطاعت المقاومة أن تلملم أطرافها وأن تعيد تنظيم صفوفها. * حذرتم سابقا من الصحوات، ألم تكن الصحوات تساعد على إرساء الأمن ؟ – حذرنا من الصحوات التي تتكون من سيدات ينتمون لعشائر وقبائل سنية لأننا كنا نعلم الجهات التي كانت تقف وراءهن وأهداف تلك الجهات، وما فعلته الصحوات فاق كل تخوفاتنا وتصوراتنا في خدمة الاحتلال. وخير دليل على ذلك ما قاله أحد جنرالات الاحتلال في امتداحها « ما قدمته الصحوات لنا أفضل بكثير مما قدمته التكنولوجيا الأمريكية.. كنا حتى سنة 2006 على وشك الهزيمة أو الانسحاب لولا نشوء الصحوات ». * لكن الصحوات حققت الأمن في مناطق ببغداد وكذلك الأنبار، إذن كانت هناك إنجازات لها؟ – الصحوات حققت الأمن ولكن لقوات الاحتلال التي دخلت هذه المناطق بعد أن كانت لا تستطيع دخولها؛ لأنها كانت في حوزة المقاومة، الصحوات طردت المقاومة. وكان وجود الصحوات في بعض المناطق أشد خطرا على الأهالي من القاعدة نفسها، حيث عاد التحكم في المناطق والهيمنة عليها، وتهديد من لم يرغب في الانضمام إليها. ولكن النتيجة الآن أنها أصبحت هي الخاسرة بعد أن أبلغتها الإدارة الأمريكية في سبتمبر الماضي بأنه قد « انتهت علاقتنا بك، وحينما ردت مجموعة من الصحوات: أنتم لم توفوا بوعودكم في إنهاء النفوذ الإيراني بالعراق؟ قال الأمريكان لهم: إيران جارتكم وعليكم أن تتعايشوا معها. فتنة لن تعود * هل انتهت الحرب الطائفية التي يتم فيها القتل على بطاقة الهوية؟ – الفتنة انتهت ولن تعود؛ فقد اكتشف شعبنا أن المؤامرة عليه من الاحتلال وممن جاء مع الاحتلال، وتبين أن هذه الأعمال لم تكن طائفية وإنما كانت حربا بأهداف سياسية. * رفضت هيئة علماء المسلمين بشكل قاطع الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن، لماذا؟ – وجدنا أن هذه الاتفاقية غير جائزة لا شرعا ولا قانونا، لأنها اتفاقية محتل مع أناس جاء بهم الاحتلال ووضعهم حكامًاً على العراق، ولهذا فإن الشرع لا يجيز عقد الإكراه، إضافة إلى أن 90% من فقرات الاتفاقية تطعن في صميم السيادة العراقية، ولا تخدم سوى مصلحة الاحتلال. * لماذا لم تضعوا شروطا، لقبول الاتفاقية، خاصة مع التحذيرات التي تقول إن الانسحاب السريع للاحتلال يعني فوضى عارمة في العراق؟ – يخطئ من يتصور أن الاتفاقية تمهد لرحيل الاحتلال؛ فبالرغم من أنهم قالوا إن الاحتلال سيرحل في نهاية عام 2011، فإنهم وضعوا شرطا ونصوصا لا تجعل من 2011 موعدا نهائيا لخروج المحتل. * ولكن ماذا عن المخاوف بشأن الانسحاب السريع؟ – لا أساس لتلك المخاوف؛ لأن مشاكل اليوم الموجودة في العراق سببها الاحتلال والأطراف التي جاء بها، وإذا خرج الاحتلال فستخرج معه الكثير من وجوه ومشاريع الشر، والعراقيون قادرون على أن يتعاونوا، ويتسامحوا، وأن يقودوا بلدهم إلى شاطئ السلام والأمان. * طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية دعا مؤخرا إلى استفتاء العراقيين على الاتفاقية، فما رأيكم في تلك الدعوة ؟ – نحن على يقين بأنه لو أجري استفتاء نزيه وشفاف ويخضع لمراقبة دولية فإن الشعب العراقي سيرفض هذه الاتفاقية رفضًا قاطعًا. مع التذكير بأن الاستفتاء على الدستور الذي جرى في أكتوبر عام 2005 كان حجم التزوير فيه هائلا لأنه تم تحت ظل الاحتلال. صلح مشروط * هل هناك ثمة اتصالات بينكم وبين الحكومة العراقية لتخفيف أجواء التوتر بينكما أو المضي في جهود مصالحة وطنية؟ – بعد خروجي من العراق إثر الهجوم على بيتي، وبعد مذكرة التوقيف التي أصدرتها الحكومة بحقي، حاول البعض الاتصال بنا مدعيًاً أن حكومة المالكي قد أرسلته إلينا للتفاهم على حضور مؤتمر مصالحة جديد؛ فرفضنا هذه المحاولة لعدم ثقتنا بأطروحات الحكومة التي لم تف بما جاء في مؤتمرات المصالحة السابقة. وقبل أشهر قليلة، اتصلت بي أطراف كلفها المالكي بالاتصال بنا، وعرضت علينا أن يقوم المالكي بإرسال وفد لمقابلته في الأردن، وإذا اقتضى الأمر فإن المالكي بنفسه سيزور الأردن ويلتقي بي؛ لأنه يرى أن الهيئة هي الأولى بتمثيل أهل السنة من جبهة التوافق بحسب ما نقلوه إلي. فأجبتهم: خلافنا مع لجنة التوافق لم يكن خلافا على المناصب ولا على مصالح شخصية، وإنما لأنهم دخلوا العملية السياسية وأضفوا عليها قدرا من الشرعية؛ ولأن أداءهم كان أداء ضعيفًاً لا يتناسب مع مكانة من يمثلونهم. واشترطت على وسطاء المالكي أنه: إذا كنتم جادين في المصالحة الوطنية المزعومة فعليكم تنفيذ ما اتفقتم عليه في مؤتمر القاهرة سنة 2005 وفي المؤتمر التحضيري في القاهرة سنة 2006م بما في ذلك إعادة النظر في الدستور وبعد ذلك يصير خير، ولم يردني جواب بعد ذلك منهم. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 15 نوفمبر   2008)  

عبد العزيز بن عثمان التويجري  نحن مطالبون بترتيب

أوضاعنا وفضّ نزاعاتنا … كيف سيتعامل رئيس أميركا الجديد مع قضايانا؟

 

 
عبد العزيز بن عثمان التويجري     الحياة     – 16/11/08// يطرح فوز المرشح الديموقراطي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية، العديدَ من الأسئلة التي تتصل بمستقبل العلاقات الدولية من جهة، وبخريطة الطريق الجديدة التي ستسلكها الولايات المتحدة الأميركية في المرحلة القادمة، من جهة ثانية، باعتبار أن فوز أوباما يعد بكل المقاييس، الديموقراطية والتاريخية والفكرية والثقافية، حدثاً مدوياً تخطى النطاق المحلي إلى النطاق العالمي، وبذلك أصبح حدثاً دولياً بكل ما في الكلمة من معنى ودلالة، سيكون له تداعياته على السياسة الدولية بحكم أن البيت الأبيض الذي سيدخله أوباما يوم 20 يناير القادم، يملك زمام التأثير في تسيير دواليب المجتمع الدولي وتحريك الرياح السياسية التي تهب على العالم في هذه المرحلة من تاريخ البشرية. وكما قال المعلق البريطاني المخضرم باتريك سيل في مقاله المنشور في هذه الجريدة (07/11/2008)، فإن (على الرئيس الأميركي المنتخب أن يعيد صناعة اسم أميركا في الخارج، وإعادة بناء سمعتها المدمرة). ولكن هل باستطاعة أوباما أن يحدث التغييرَ المرتقبَ، في ظل المناخ الذي يسود مناطق التوتر والصراع في أنحاء عديدة من العالم؟. وهل في استطاعة الرئيس الأميركي المنتخب أن يطهر الإدارة الأميركية من رواسب السياسة التي انتهجها المحافظون الجدد طوال الثماني سنوات الماضية؟. إذا تجاوزنا الانفعال بالحدث ـ الذي يدفع إلى الانفعال به فعلاً ـ وتأملنا المسألة بهدوء بعيداً عن أي تأثيرات سياسية أو مشاعر إنسانية، نجد أن السياسة الأميركية في إطارها العام وفي جوهرها وعمقها، لا تصنعها الإدارة الأميركية ولا ساكن البيت الأبيض فحسب، وإنما تصنعها عوامل أخرى كثيرة مركبة تتداخل فيها عناصر متناقضة، وتتدافع فيها أطراف ذات مصالح تتجاوز في بعض الأحايين، المصالح العليا للولايات المتحدة الأميركية. ومن هنا يأتي هذا القدر من الغموض الذي يلف السياسة الأميركية الخارجية، مما يفتح المجال أمام التأويلات والتخمينات والتفسيرات من مختلف المستويات التي لا تكشف بالقدر الكافي من الوضوح، عن حقائق الأمور في جميع الأحوال. لقد عرف العالم في عهد المحافظين الجدد الذين مارسوا سيطرتهم على الرئيس جورج بوش الإبن، تدهوراً خطيراً في العلاقات الدولية، نتيجة للقرارات غير السليمة القائمة على أساس غير صحيح، التي اتخذتها الإدارة الأميركية والتي أفضت إلى عواقب وخيمة وترتبت عليها مشاكل عويصة وأوضاع معقدة وأزمات متفاقمة وأجواء من التوتر لا يبدو أنها في طريقها إلى الانفراج في المدى القريب. ومما لا شك فيه، بناء على معطيات الواقع وعلى دروس التاريخ القريب، أن الموقف من إسرائيل، أو بعبارة أدق الموقف من الصراع العربي – الإسرائيلي، الذي تتخذه الإدارة الأميركية، يتميز بنوع من الثبات والاستمرار في كل المراحل والأطوار التي تمر بها الولايات المتحدة الأميركية، بحيث لا تبدو الفروق، ولا أقول الاختلافات، ما عدا في التفاصيل التي قد لا تجدي نفعاً ولا تكون لها قيمة. ذلك أن الموالاة الكاملة والمكلفة لإسرائيل، هي مبدأ ثابت من المبادئ التي تلتزمها الإدارات الأميركية المتعاقبة، والدعم الكامل والمطلق لإسرائيل، هو خط من خطوط السياسة الأميركية الخارجية. إلاَّ أنّ المحافظين الجدد غلوا غلواً شديداً، فاستغلوا نشوبَ أزمات في مناطق من العالم العربي الإسلامي للدفع بالولايات المتحدة الأميركية في معمعتها وتوريطها فيها، خدمة لمصالح إسرائيلية في المقام الأول، يرون أنها تعلو فوق مصالح وطنهم. إنّ الخط الرئيسَ الذي تسير فيه الإدارة الأميركية، سواء أكان الرئيس من الحزب الجمهوري أم من الحزب الديموقراطي، لا يحيد عن هذا التوجّه. فهل يملك الرئيس المنتخب الإرادة السياسية الحازمة لتغيير هذا المسلك وللخروج عن هذا الخط والانتقال ببلده إلى مرحلة جديدة تتخلص فيها من رواسب الماضي ومن قيوده، لتنجو من كوارثه ومن مضاعفاته الخطيرة على الأمن والاقتصاد في الحاضر والمستقبل؟. إن مما يلاحظ منذ احتدام أوار الحملة الانتخابية الأميركية وإلى اليوم، أن هجوماً شديداً يشنّه المحافظون الجدد على الرئيس الأميركي المنتخب، تخترق حياته الخاصة، وتقلب في أوراقه القديمة، وتوجه إليه الاتهامات، وتشكك في قدراته على قيادة البلاد. وإذا كان هذا الهجوم الذي يحاصر الرئيس المنتخب (مسألة داخلية)، حسب التعبير الشائع، فإنه من جهة أخرى، (مسألة تهم العالم كلَّه)، ولا تهم الولايات المتحدة الأميركية فحسب؛ لأن الأهداف التي ترمي إليها هذه الحملة، تتجاوز الدائرة الوطنية الضيقة، إلى الدائرة العالمية الأوسع. والسؤال المطروح الآن، بالنسبة لنا في هذا الجزء من العالم، هو : كيف سيكون العالم الإسلامي في عهد الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما؟. هل سيطول هذا التغيير الذي رفعه شعاراً لحملته الانتخابية مواقفَ الولايات المتحدة الأميركية حيال الأوضاع المتردية والمقلقة في كل من فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال؟. هل سيلتزم الرئيس الجديد سياسة عادلة متوازنة حكيمة إزاء تعامله مع قضايا العالم الإسلامي؟. هل سيتحرر الرئيس الأميركي المنتخب، نهائياً أو جزئياً، من الضغوط الشديدة التي يمارسها، على شتى المستويات، المحافظون الجدد الموالون المتشددون لإسرائيل؟. وهل سيلتزم الرئيس أوباما بميثاق الأمم المتحدة وبقواعد القانون الدولي وبمبادئه الأخلاقية الإنسانية، حين يجد نفسه وجهاً لوجه أمام المشاكل والأزمات التي تمزق العالم الإسلامي وتربكه، وتضعفه وتهدد مستقبله؟. إن التعيينات الأولي التي قام بها الرئيس المنتخب، خاصة لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض، حيث عين فيه رام إيمانويل الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، وسبق أن خدم في الجيش الإسرائيلي، وما تسرب عن تعيينات في مناصب أخرى مهمة، كوزارة الخزانة التي رشح لها لورانس سامرز وهو ليكودي الهوى، وتيموثي غايتنر وهو يهودي من تلامذة سامرز، تدل على أن دار لقمان ستبقى على حالها في ما يخص العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. وهذه إشارات غير سارة على الإطلاق. لكننا سننتظر حتى يتسلم الرئيس المنتخب مهامه، ويبدأ في تطبيق رؤيته لما يجب أن تكون عليه سياسة الولايات المتحدة الأميركية في عهده. ومهما يكن من أمر، فإن العالم الإسلامي مطالب بترتيب أوضاعه وتجاوز خلافاته وحلّ مشاكله في إطار التضامن الإسلامي، وحينئذ لن يبقى رهيناً للانتخابات الأميركية أو غيرها من التغيرات التي تحدث في العالم. هذا إذا أراد أن تكون له مكانة واحترام في الساحة الدولية. * المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو.  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 نوفمبر 2008)

 

\Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.