السبت، 14 فبراير 2009

TUNISNEWS

8 ème année, N 3189 du 14 .02 .2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسييين:عبد الوهاب معطر في مواجهة العقاب بالجباية

هيئة التحريرصحيفة الموقف :بلاغ صحفي

كلمة  :حجز مقنّع للعدد 485 من صحيفة « الموقف »

بدر السلام الطرابلسي:الحوار تحت الحصار..

كلمة  :الحصار المتواصل على المجلس الوطني للحريات

الاتحاد العام لطلبة تونس المكاتب الفيديرالية بصفاقس :بيان مساندة للطلبة المضربين عن الطعام

الحزب الديمقراطي التقدمي خامعة نابل:بيــــــان: منع المناضل الديمقراطي الأستاذ عادل غريب من السفر

النقابة الأساسية للصحافيين بدار الأنوار:بيـــــــــــــــــان

مسعود الرمضاني:بيان إلى الرّأي العام

الشباب الديمقراطي التقدّمي اللجنة الوطنيّة لمسندة المناضل رشيد عبداوي:بيان تأسيسي

كلمة  :لجنة حماية الصحافيين توجه رسالة لفت نظر إلى بعثة برلمانية كندية

كلمة  :السلطات التونسيّة ترفض الاتهامات الواردة في تقرير مراسلون بلا حدود

كلمة:أعداد البوليس في تونس لا تكفي …مناظرة لانتداب المزيد منهم

كلمة: »تونس إفريقيا للأنباء » تواصل تلاعبها بعقول المواطنين

كلمة:أستاذ بمعهد الصحافة ينظّر لرداءة الإعلام في تونس

النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي : زيادة خصوصية أم إستهانة بالقطاع ؟

مراد رقية:هل قال الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي كل الحقيقة ؟؟

أبو جمال عبد الناصر:الزيـــارة الأخيرة

ايلاف  :تونس تتلون بالأحمر والنساء أكثر كرماً من الرجال

الصباح  :المفاوضات الاجتماعية في القطاع البنكي والتأمين : اتفاق على زيادة الأجور في التأمين بـ 5,64%… وخلافات في القطاع المصرفي

الصباح  :قرار إلغاء «الكتريام» : تباين في الآراء بين الولي والمربي … واتفاق على وجوب وجود محطة بديلة للتقييم

الصباح : عند استقباله رئيسة اتحاد الكتّاب : ماذا قال رئيس الدولة عن حرية التعبير والنشر والأوضاع الاجتماعية للكُتّاب..؟

العرب اونلاين  :مغارة محمد علي بابا.. «مخزن» السينما التونسية

العرب اونلاين  :في موريتانيا.. العبودية سيدة الموقف

ميدل ايست اونلاين  :عيون ليبيا على الاستحواذ في بنوك إيطالية

السبيل أونلاين :قراءة في حصيلة العدوان على قطاع غزّة

فهمي هويدي:أزمة مجتمع وليس « فاشية » نخبة

عبد الباري عطوان:الانتخابات والمغفلون العرب

آفي يسسخاروف:صفقة شاليط: يمكن لأبو مازن أن يبدأ بالقلق

موقع صامدون : السير الذاتية ومعلومات مقتطفة عن كل من نتانياهو وليفني وباراك وليبرمان


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 صفر 1430 الموافق ل 14 فيري 2009

أخبار الحريات في تونس

1)     عادل غريب  يمنع من السسفر: منع السيد عادل غريب من السفر حيث كان متوجها إلى لبيا مع عائلته  حيث أوقفوه  عند الحدود و اعلموه انه ممنوع من الخروج من تونس و لم يعطوا له أي تفسير و لم يختموا  له في الجواز  و لما سألهم  عن سبب المنع قيل له ليسأل إدارة لحدود والجوازات  بالعاصمة. و السيد عادل غريب أستاذ تعليم تقني بمعهد التكوين المهني بنابل و عضو بالحزب الديمقراطي التقدمي تهمته الوحيدة انه وجد يلعب كرة القدم مع مجموعة من الشباب المتدين حيث هاجمهم يوما ما  البوليس السياسي أثناء لعبهم لكرة القدم و أخذوهم إلى منطقة الشرطة  ثم إلى وزارة الداخلية أين قضى ثلاث أيام ثم أطلق سراحه . وهو الآن يواصل عمله كأستاذ و لكنه محروم من السفر بدون ذنب اقترفه. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  
 


لا للقمع الجبائي ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر “ الحرية لجميع المساجين السياسيين   “الحرية للدكتور الصادق شورو“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسييين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 14 فيفري 2009

عبد الوهاب معطر في مواجهة العقاب بالجباية

 

 
تواصل السلطات التونسية توظيف أجهزة الدولة الأمنية والقضائية والجبائية ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر نائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين مستهدفة في شخصه نضالاته الحقوقية والسياسية وروح الممانعة التي يتحصن المجتمع المدني خلف مكوناته و هيئاته وشخصياته المناضلة والتي يمثل الأستاذ عبد الوهاب معطر واحداً من أبرز أركانه. فبعد أن رفضت الدائرة الجبائية بالمحكمة الإبتدائية بصفاقس برئاسة القاضي السيد سفيان البرجي المنعقدة بتاريخ 4 فيفري 2008 طلب الدفاع تأجيل القضية الجبائية عــ825ـدد لحين الإطلاع والجواب على تقرير كانت إدارة الجباية بصفاقس قد تقدمت به تضمن إلزام الأستاذ عبد الوهاب معطر بدفع مبلغ 232.530.855 دينارا عن سنتي 2004 و 2005 بعد إحتسابها لأموال رَّاجعة لحرفائه على أنها أرباح عائدة إليه، أصرت المحكمة صرف القضية للترافع لجلسة يوم 25 فيفري 2009 . وكان قدم الأستاذ معطر في وقت سابق كل الوثائق التي من شأنها أن تدحض حجج إدارة الجباية فيما ذهبت إليه من توظيف تعسفي وجائر، ومع رفض المحكمة تمكين الدفاع من إستكمال دفوعاته وإستعجالها للبت في هذه القضية بتعين جلسة ترافع ليوم 25 فيفري الجاري ، فإن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تقطع باليقين أن إستخداماً سياسياً لإدارة الجباية، يراد به تصفية حسابات السلطات السياسية مع الأستاذ معطر. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تشجب بشدة سلسلة الهجمات والتضيقات الأمنية التي دأبت السلطة في تونس تسليطها على النشطاء الحقوقيين والسياسيين ، فإنها تؤكد أن إبتداع وسائل العقاب الجبائي الذي نال عدد من رموز المجتمع المدني يمارس اليوم ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر بصور فاقت القدر المعتاد الذي عهده كل النشطاء الحقوقيين والسياسيين، بعد إجراء عقلات على سيارة الأستاذ ونجله ومحل سكناه وأثاث مكتبه مع تعريضه للسجن منتهجة سياسة التفقير والتجويع مع سبق الإضمار والترصد. وهي تدعو بهذه المناسبة كل المنظمات الحقوقية التونسية والدولية وفعاليات المجتمع المدني في تونس إلى التجنّد في مواجهة هذه الإجراءات الظالمة في حق الأستاذ معطر بكل الوسائل القانونية والإعلامية. كما تحمّل السلطات التونسية مسؤوليتها القانونية فيما سيترتب عن إجراءاتها السياسية هذه وتوظيفاتها لأجهزة الدولة وما سيتداعى عنها من إنتهاكات وما ستؤول إليه هذه القضية من أضرار في حق الأستاذ معطر وعائلته.  
الهيئة المديرة الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
 


رسالة موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بلاغ صحفي  
 
14 شباط (فبراير) 2009,
بقلم رشيد خشانة تحية طيبة قررت المحكمة الإبتدائية بالعاصمة اليوم تأجيل قضية الموقف إلى 28 مارس القادم، وهي الجلسة التاسعة بدون تقديم الشركات الخمس الشاكية اي دليل على ادعاءاتها. وطالب دفاع الموقف اليوم بطرح القضية ورفض الدعوى بناء على عدم تقديم الخصوم أي حجج طيلة عشرة أشهر، لكن المحكمة استجابت مرة أخرى لطلب دفاع الشركات بزيادة تأجيل القضية. وتجدون أسفل هذا الخبر بلاغا صادرا عن هيئة التحرير بشأن المصادرة المقنعة للعدد الأخير من الموقف. صحيفة الموقف 10 نهج إيف نوهال تونس الهاتف 71332194 تونس في 14 فيفيري ‏2009 بلاغ صحفي تعرض العدد 485 من صحيفة « الموقف » الصادر بتاريخ 13 فيفيري ‏2009‏‏ إلى المنع من التوزيع في عودة مفاجئة إلى ممارسات كنا نظن أنها توقفت منذ ماي 2008. ولاحظت إدارة الصحيفة أن العدد لم يُوزع بالكمية المعتادة، ومن خلال مساءلة أصحاب الأكشاك المتعاملين مع شركة الموزعة في العاصمة والولايات الداخلية اتضح أن الكمية الموزعة لم تتجاوز 10 في المئة من الكمية المسلمة لها. وهذا يدل على وجود قرار حكومي بحجب العدد بالطرق الملتوية المعهودة، رغم أنه تناول قضايا عادية منها ذكرى إنشاء الإتحاد المغاربي ومعضلة الهجرة السرية ومسائل نقابية وسياسية واجتماعية. ووجهت « الموقف » رسالة إلى الشركة الموزعة لمطالبتها بتوزيع الكمية الموجودة لديها وأسرة التحرير تحمل السلطة مسؤولية هذا القرار وتحتفظ لنفسها بحق الرد عليه بالوسائل المناسبة.  
‏‏رئيس التحرير رشيد خشانة 


 

حجز مقنّع للعدد 485 من صحيفة « الموقف« 

 

تعرض العدد 485 من صحيفة « الموقف » الصادر بتاريخ 13 فيفري ‏2009‏‏ إلى عمليّة حجز مقنّع . واعتبرت هيئة تحرير الموقف في بلاغ المنع من التوزيع  » عودة مفاجئة إلى ممارسات كنا نظن أنها توقفت منذ ماي 2008« .

وذكر سمير ساسي سكرتير تحرير « الموقف » أنّ « العدد لم يُوزع بالكمية المعتادة، واتضح أن الكمية الموزعة لم تتجاوز 10 في المئة من الكمية المسلمة لها » معتبرا هذه الخطوة « حجبا مقنّعا مخالفا للقانون« .

هذا ووجهت « الموقف » رسالة إلى الشركة الموزعة لمطالبتها بتوزيع الكمية الموجودة لديها ، وحملت هيأة تحرير الصحيفة – لسان حال الحزب الديمقراطي التقدّمي المعارض – السلطة « مسؤولية هذا القرار محتفظة لنفسها بحق الرد عليه بالوسائل المناسبة » على حدّ تعبير البلاغ.

 

(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 فيفري 2009)

 


 

 

الحوار تحت الحصار..

 
بدر السلام الطرابلسي
قامت قوات الأمن السياسي التونسي السبت الفارط بإيقاف الصحفيين العاملين بقناة الحوار التونسي بتونس العاصمة واقتيادهم إلى مركز الأمن بنهج كولونيا-لافيات والتحقيق معهم حول نشاطهم بقناة الحوار التونسي ككل مرة تقوم فيها بإيقافهم وعرضهم على التحقيق. طبعا كنت رفقة زملائي يومها وتم إيقافي معهم واستجوابي حول طبيعة المهام التي أقوم بها داخل القناة وكأنني أنتمي لتنظيم سلفي يخطط لقلب نظام الحكم ولا أعمل لصالح قناة تلفزية لائكيه  متنورة تجتهد من أجل بث معلومة صادقة ورأي مستقل عن كل الاتجاهات الفكرية والإيديولوجيات المستقلة.. المؤسف في الحكاية حقا ليس فقط حجز معدات التصوير التي يجدونها في حوزتنا كل مرة وآخرها آلة تصوير رقمية شخصية و أقراص مضغوطة..ولا ينتهي أيضا عند الاهانة التي تحصل لنا في الإيقاف والتهديدات والوعيد بتلفيق القضايا في شأننا..وإنما أيضا في الحصار الذي يفرضونه على الإعلام ألائكي المتنور في ظل زمن تتكاثر فيه القنوات السلفية التكفيرية في أغلب البلدان العربية ونخص بالذكر بلدان المشرق العربي والخليج والتي تجد التمويل والدعم  المكثف  من قبل أصحاب العمائم والأسفار… في غمرة الإعلام السلفي وحيد الرأي والرؤية والذي يفتي في كل شيء حتى طريقة الأكل ونوعية الهدايا التي تقدم للمريض..تنشط قناة تلفزية علمانية تقدمية تؤمن بالرأي والرأي المخالف وتفتح أبوابها للجميع سياسيين و مثقفين للكلام والإعلام..تبحث عن المسكوت عنه من الأحداث وتنقل الأخبار بالقدر اللازم من الموضوعية رغم ضعف إمكانياتها المالية  وتواضع أجور العاملين فيها..وتسعى لنشر ثقافة حقوق الإنسان وتكوين رأي عام مستقل ومتفتح..يتابع الأحداث المحلية ويناقشها..ويتحصن بما لديه من ثوابت كونية وأصالة ثقافية تحميه من أمراض التطرف والسلفية وشرور الظلامية والتحجر.. لكن الحاكمين في البلاد لهم رؤية أخرى ويسعون من حيث لا يدرون إلى إلقاء الشباب في أحضان السلفية والتيارات التكفيرية..بانغلاقهم وصنائعهم الاستباقية ضد قوى التقدم والتنوير..إعلاميين كانوا أو ديمقراطيين..وإلا ما الضير في الترخيص لقناة تلفزية مثل الحوار التونسي أو جمعية ثقافية كالجمعية التونسية للدفاع عن اللائكية.. إن سياسة كهذه لن تزيد إلا في تعكير العلاقات بين أبناء ومكونات البلد الواحد..وشحن المناخ العام بالاحتقان والتوتر..ولن يكون أبدا في صالح هذه البلاد مهما نظر لذلك أساطنة الحكم وأتباعهم المتمعشين من سياسة النعامة والسير على الركب.. فلن يكتب لهذه البلاد التقدم خطوة حقيقية إلى الأمام مادامت المحاسبة على الخلفية والرؤية والموقف هي مقياس الحرس القديم في التعامل مع أبناء البلد الواحد.. ولن يصلح حال هذا الوطن ما دامت ثقافة التكفير تعشش في عقول العديد من مكوناته سواء أكانوا في السلطة أو في المعارضة..      (المصدر: مدونة ضد التطرف):
الرابط:http://www.rationnel.blogspot.com


الحصار المتواصل على المجلس الوطني للحريات

 

لم تكن إذاعة كلمة وصحفيوها الضحايا الوحيدون الذين استهدفوا في هجوم السلطة على مقر « كلمة » الذي صودرت كل معداته وأغلق « بالشمع الأحمر » وإنما كان المجلس الوطني للحريات الذي يقع في نفس البناية هو الآخر ضحية للهجوم وإن لم يتم مصادرة معداته فهو لا يزال إلى الآن محاصرا من عناصر الشرطة وممنوع دخوله سواء من العاملين والحقوقيين أو من المواطنين الذين يقصدونه طلبا لمساندة حقوقية أو تعريفا بمظلمة!

وإذا كان المثل يقول: »إياك أعني واسمعي يا جارة » فإن السلطة قد عنت الإثنين وضربت الإثنين بهجوم واحد!

 

(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 فيفري 2009)

 


الاتحاد العام لطلبة تونس المكاتب الفيديرالية بصفاقس  صفاقس في 11- 02 – 2009  بيان مساندة للطلبة المضربين عن الطعام

 

 
 على إثر دخول كل من الرفاق : محمد بوعلاق محمد سوداني أيمن جعبيري توفيق اللواتي علي بوزوزية مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس والمطرودين من مقاعد الدراسة في إضراب عن الطعام  بالمقر المركزي للاتحاد للمطالبة بحقهم الشرعي في الترسيم فإننا الممضون أسفله : –  نعبر عن مساندتنا المبدئية واللامشروطة للمضربين كما نؤكد إستعدادنا لخوض كافة الأشكال النضالية من أجل عودتهم إلى مقاعد الدراسة. –  نؤكد أن مجالس التأديب التي تحاك ضد مناضلي الاتحاد لن تثنينا عن مواصلة النضال والسير قدما نحو إنجاز المؤتمر الموحد . – ندعو عموم الطلبة وكافة القوى الوطنية للوقوف إلى جانب الاتحاد العام لطلبة تونس حتى عودة أبناءه إلى مقاعد الدراسة وإطلاق سراح المساجين وإيقاف التتبعات وتحقيق كل مطالبه المشروعة. الإمضاء : المكتب الفدرالي بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بصفاقس المكتب الفدرالي بكلية الحقوق بصفاقس
 


الحزب الديمقراطي التقدمي        خامعة نابل بيــــــان منع المناضل الديمقراطي الأستاذ عادل غريب من السفر

 
تعلم جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي كافة مناضلي الحزب وكل القوى الحية في البلاد بأنه وبدون أي سبب مقنع ولا موجب قانوني قامت السلطة بمنع المناضل الشاب عادل غريب من السفر إلى القطر الليبي الشقيق اليوم السبت 14- 02 2009 على مستوى المعبر الحدودي بين البلدين مستثنية إياه من بقية العائلة وخطيبته حيث كان جميعهم في سفر لإتمام بقية جهاز العرس وقد برروا منعهم بفاكس وصلهم من الإدارة العامة للحدود والأجانب، علما أن السيد عادل غريب عضو بالحزب الديمقراطي التقدمي ويباشر عمله كأستاذ تعليم تقني بأحد المعاهد الحكومية بنابل وليس له أي مانع قانوني من السفر. وجامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي:   – ترفض هذا المنع اللاقانوني والغير مبرر في حق الأستاذ عادل غريب. – تعتبر هذا المنع تجاوزا دستوريا لحق المواطن في السفر والتنقل وحلقة أخرى من حلقات الضغط على النشطاء السياسيين . – إذ تؤكد على حق الأستاذ عادل غريب في السفر فهي تذكر وبنفس الحرص والأهمية على حق بقية أفراد الجامعة والحزب في الحصول على جوازات سفرهم مثل السيد محمد بن رمضان أمين مال الجامعة والمناضل نجيب الكريفي اللذان لازالا ينتظران منذ أكثر من سنة. – تدعو كافة الأحزاب الوطنية والجمعيات الحقوقية وكل القوى الحية في البلاد إلى تكثيف الجهود من أجل تمتع المواطن التونسي على كافة حقوقه المدنية المكفولة دستوريا ودون استثناء أو تمييز.   جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي عن الكاتب العام وبتفويض منه المسؤول عن الاعلام الحبيب ستهم


الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بتونس النقابة الأساسية للصحافيين بدار الأنوار تونس في 14 فيفري 2009 بيـــــــــــــــــان

 
لاحظت النقابة الأساسية لدار الأنوار إصرار الادارة على مواصلة نهج التصلب والهروب الى الأمام وفق سلوك لا علاقة له بروح الحوار، فهي تتعاطى مع المطالب المشروعة بكثير من التعنت وبدل معالجتها بما يتناسب مع المصلحة العامة من أجل إرساء مناخ اجتماعي سليم وبدل الاحتكام الى القوانين وروح التفاوض البناء الذي يراعي المصالح المشتركة لجأت الادارة الى أساليب بدائية تعتمد التخويف والترهيب من خلال المساءلات الفردية لارهاب منخرطي النقابة حتى يتخلوا عن مطالبهم الشرعية. ان النقابة الأساسية لدار الأنوار تدين هذه الممارسات التي تعدّ ضربا للحق النقابي المكفول دستوريا في دولة القانون والمؤسسات ولا تليق بمن يديرون مؤسسة اعلامية مستقلة تقوم على حرية التعبير وتعمل على تكريس علوية القانون وضمان الحرية الشخصية التي كفلتها جميع شرائع الأرض بما في ذلك الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية. إن النقابة الأساسية تستنكر مصادرة حق التعبير الذي تعتبره الإدارة ضربا من التخريب وكأن حمل الشارة الحمراء مثلا أو حضور الاجتماعات عملا ارهابيا وتخريبيا يمكن أن يضع صاحبه تحت طائلة قانون الارهاب والكل يعرف أن التحركات الاحتجاجية كانت بأسلوب حضاري ومؤطر بشكل سلمي ولم تعطل سير العمل ومصالح المؤسسة وتدعو النقابة إلى الكف عن هذه الممارسات اللاقانونية وتعلن تجندها الكامل من أجل مواصلة النضال القانوني للحفاظ على مكاسب أعوان الدار الشرعية. عن النقبة الأساسية الكاتب العام مروان بن صالح (المصدر : منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية « ) الرابط :http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p


القيروان في:03/02/2009 بيان إلى الرّأي العام

 
تعمد الأطراف الأمنيّة منذ بداية شهر ماي – 2008، وبلا انقطاع، إلى التّضييق عليّ ومُحاصرتي مُحاصرة أمنية لصيقة حيث يُرابط أعوان الأمن بالزيّ المدني أمام منزلي ليلا نهارا، ويتبعونني في كلّ الأماكن التي أرتادها في مدينة القيروان. أمّا التّنقل خارج مدينة القيروان فقد أُمنع منه أحيانا منذ الانطلاق، وأُرجَع قسرا أحيانا أخرى في منتصف الطّريق أو عند الوصول. فإذا ما لم أُمنع فإنّ أعوان الأمن يصاحبونني أَنَّى ذهبت. وقد مُنعتُ وبعض أصدقائي النّقابيين، في الصيف الماضي، من الذهاب إلى مدينة سوسة لقضاء بعض الشؤون الخاصة، وأُجبرنا على ترك سيارتنا في مستوى سيدي الهاني لنعود إلى القيروان سيرا على الأقدام مسافة 23 كيلومترا. وفي الصيف الماضي كذلك تعرّضت، حال وصولي إلى محطّة المنصف باي في تونس العاصمة، وتحت أنظار المارّة والمسافرين، إلى الضّرب والتّهديد لأُجبر على العودة إلى القيروان. وفي الصيف الماضي أيضا أُجبرت على قطع إجازتي مع أفراد عائلتي والعودة إلى القيروان لِمَا تسبّبت فيه المحاصرة الأمنية حيث إقامتي بسوسة لكلّ من حولي، لا سيّما صاحب المنزل الذي أجّرته، من إزعاج ومضايقات. ومنذ شهر رافقتني، كالعادة، سيّارة لأعوان الأمن بالزيّ المدني إلى تونس العاصمة لأُرْغَم، وأنا على أبوابها، من قبل قوى أمنية مختلفة على الرّجوع إلى القيروان. ولا تكتفي الأطراف الأمنية بمنعي من التّنقّل بكلّ حرّية وقطع الطّريق عليّ أحيانا ليتمّ إرجاعي إلى مدينة القيروان وإنّما تجاوزت ذلك إلى ترويع كلّ من يتّصل بي أو أتحادث معه في الطّريق بمساءلته عن العلاقة التي تربطه بي أو مطالبته بالاستظهار ببطاقة التعريف الوطنيّة بهدف إبعاد النّاس من حولي ودفعهم إلى تحاشي مُخالطتي وعزلي عنهم. وكان بذلك أنْ تضرّرت علاقاتي ببعض معارفي وأصدقائي. إنّ هذه المضايقات شملت كذلك مكان عملي حيث ترافقني سيّارة الأمن، (وأحيانا أكثر من سيارة) إلى المعهد وتنتظرني إلى غاية الانتهاء من العمل وهو ما أثار استياء التلاميذ والزملاء والعاملين بالمعهد. ولقد طالت هذه المضايقات أفراد عائلتي: فقد عمد أحد أعوان الأمن، في إحدى المرّات، إلى استعمال « رافعة » ليطلّ من النّافذة ويتأكّد من وجودي في المنزل. وافتكّ، منذ أسبوعيْن، أحد أعوان الأمن بطاقة تعريف ابنتي أثناء عودتها في سيّارة أجرة إلى تونس حيث تدرس، ولم يُرجعها لها إلاّ بعد أنْ قال للجميع « إنّ أباها يمثّل خطرا على البلاد ». وأثناء عودتي من مدينة سوسة صحبة زوجتي مساء السبت 25 جانفي 2009 ، كنت متبوعا بسيّارة( تحمل الرّقم الإداري 13) بها أعوان أمن من جهاز سوسة وهي مكلّفة بمرافقتي إلى حدود ولاية القيروان، وقد عَنَّ للعون السائق أن يضايقني بملاصقته لسيّارتي وتغيير الضوء، وهو ما أجبرني على التوقّف ومطالبته باحترام مسافة الأمان وقانون السياقة، ولكنّه لم يُعرني أيّ اهتمام. ولقد توجّهت، منذ الصائفة الماضية، بشكوى إلى كلّ من السادة وزير الداخلية ووالي القيروان ووكيل الجمهورية بالقيروان، طالبا رفع الحصار عنّي واحترام حياتي الخاصّة وحقّي في التّنقّل. فكان أَنِ استقبلني السيّد وكيل الجمهورية بالقيروان واستمع إلى شكواي ودوّن محضرا في أقوالي دون أن يتمّ رفع الحصار عنّي. وإنّني إذ أشكر النّقابيين والحقوقيين والأحزاب السياسية وكلّ الذين آزروني منذ بداية هذا الحصار، فإنّني أودّ إعلامهم بأنّ المضايقات متواصلة بنفس الوتيرة منذ تسعة أشهر، وهو ما أثار استياء عميقا لدى العديد من المواطنين معتبرين أنّ تخصيص هذا الكمّ من الأعوان لمراقبة ناشط حقوقي هدرًا للمال العام وإضاعةً للوقت وتوجيهًا للأمن في غير ما وُجد من أجله، وأنّ ما يُسجّل من مضايقات أمنيّة وحصار متواصل لي إنّما هو نهج خطير في التّعامل مع مكوّنات المجتمع المدني المستقلة يندرج في إطار محاولة إسكات كلّ صوت مدافع عن القضايا العادلة. وإذا كان كلّ ذلك يحدث على خلفيّة مساندتي للحركة الاجتماعية السّلمية بمنطقة الحوض المنجمي وبقصد « معاقبتي »، فإنّ ذلك لن يثنيني عن استمراري، انطلاقا من واجبي الحقوقي والنقابي والوطني، عن مساندة هذه الحركة في مطالبها السّلمية المشروعة وهي: الحقّ في الشّغل والعيش الكريم والعدالة في التّنمية والبيئة السّليمة.. مسعود الرمضاني منسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي


الشباب الديمقراطي التقدّمي اللجنة الوطنيّة لمسندة المناضل رشيد عبداوي تونس في 14/02/2009 بيان تأسيسي  
 
 
إنّ أعضاء الشباب الديمقراطي التقدّمي الموقّعين على هذا البيان : *وبعد اطلاعهم على الأحكام الجائرة و القاسية التي ثبّتت ضدّ رموز الحركة الاجتماعية السلمية في قفصة. *وبعد تثبيت الحكم القاسي على الرفيق المناضل عضو مكتب شباب قفصة للحزب الديمقراطي التقدّمي رشيد عبداوي و إيداعه السجن ضلما و زورا. *وبعد اطلاعهم على الخروقات الجمّة التي شابت كافة مراحل هذه المحاكمة – المهزلة. *ومناصرة لحقّ الرفيق رشيد عبداوي وبقية المناضلين المسجونين في الحرية و البراءة من جرائم لم يرتكبوها . *ومساندة للرفيق رشيد عبداوي وإكبارا لروحه النضالية العالية وتفانيه في خدمة القضايا العادلة. لكل هذه الاعتبارات ، قرروا تكوين « اللجنة الوطنية لمساندة رشيد عبداوي « من أجل: 1/الالتزام المطلق بالدفاع عنه وبقية رفاقه المعتقلين إلى غاية الإفراج عنهم وإعادة الاعتبار لهم . 2/إطلاق حملة وطنية لحمل الحكومة على غلق هذا الملف والإقلاع عن التعاطي الأمني مع القضايا الاجتماعية العادلة. 3/الاستعداد لبذل كافة الجهود بالوسائل القانونية المشروعة وفي كلّ الفضاءات المتاحة ، من اجل دفع السلطات إلى التعجيل بإطلاق سراح المعتقلين وعلى رأسهم الرفيق المناضل رشيد عبداوي 4/ وضع حد للتعاطي الأمني/القضائي مع قضية الحوض المنجمي و فتح حوار وطني حقيقي حول ملفات التشغيل و التنمية و التوازن الجهوي.   منسّق اللجنة: نزار بن حسن أعضاء: شاهين السافي معزّ الجماعي صابر السحباني غزالة المحمدي وسام الصغيّر إسماعيل دبارة محمود الغزلاني     عن اللجنة منسّقها العام نزار بن حسن

لجنة حماية الصحافيين توجه رسالة لفت نظر إلى بعثة برلمانية كندية

 

وجّهت لجنة حماية الصحافيين بنيويورك رسالة لفت نظر إلى الجمعية البرلمانية « كندا- إفريقيا » التي يعتزم ثمانية من أعضائها زيارة تونس خلال الفترة القريبة وعقد لقاءات رسمية.

وقال المدير التنفيذي لِلَجنة حماية الصحافيين « جويل سيمون » في رسالته « نطلب منكم طرح مسألة الانتهاكات الخطيرة لحرية التعبير خلال لقاءاتكم مع المسؤولين الحكوميين، وأن تحثّوهم على جعل السياسات والقوانين التونسية ملائمة للمعايير الدولية« .

 

وذكّرت الرسالة بالملاحقات الأخيرة التي استهدفت الصحافيين المستقلّين في تونس بواسطة أعوان أمن بالزي المدني إضافة إلى توظيف القضاء لإخماد أصوات المنتقدين لأداء السلطات. وأحالت المنظمة البرلمانيين الكنديين على تقريرها الأخير عن مهمّتها في تونس الذي اختارت لهعنوان « الظالم المبتسم« .

 

(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 فيفري 2009)

 


 

السلطات التونسيّة ترفض الاتهامات الواردة في تقرير مراسلون بلا حدود

 

رفض مصدر رسميّ حكوميّ لم يكشف عن هويته ـ كالعادة ـ اليوم الاتهامات التي وجهتها منظمة مراسلون بلا حدود حول واقع الحريات الصحفيّة في تونس وما تتعرّض له وسائل الإعلام المستقلّة من انتهاكات و تضييقات.

وذكر المصدر الحكوميّ في تصريحات صحفيّة إنّ التضييق على الحريات الاعلاميّة لا وجود له في تونس و أنّ التعددية و حريّة التعبير واقع معيش، مستهجنا في ذات الوقت دعوة مراسلون بلا حدود للرئيس ساركوزي لإبداء قلقه حيال وضع الحريات في البلاد.

وزعم ذات المصدر أنّ 90 بالمائة من الصحف التونسيّة تعود ملكيتها للقطاع الخاص.

يشار إلى أنّ مراسلون بلا حدود ومقرها باريس أصدرت يوم 11 فيفري تقريرها حول واقع الحريات الصحفية في تونس وعدّدت فيه كما هائلا من الانتهاكات ضدّ الصحافة المستقلّة.

ودعت المنظمة في تقريرها إلى وضع حدّ للتنكيل الأمني و القضائي والإداري الذي يستهدف الصحافة المستقلة ، كما دعت البعثات الدبلوماسية المقيمة في تونس و الرئيس ساركوزي إلى إبداء قلقهم مما يتعرض له صحافيّو تونس و التدخّل لدى المسؤولين لحمل الحكومة على احترام حقوقالصحفيين.

 

هذا و يشار الى ان تقرير مراسلون بلا حدود الأخير ، قد ألقى الضوء على استحالة العمل الإعلامي المستقل وعدم تمكن الصحفيين من أداء واجبهم المهني باستقلالية وسلامة. وقد أعدّ التقرير المعنون بـ « تونس، جرأة الإعلام » إثر قيام وفد من المنظمة بمهمة تحقيق في نوفمبر 2008التقى خلالها صحافيين مستقلين لا يزالون يؤدون عملهم بالرغم من الضغوط المستمرة التي تمارسها عليهم القوى الأمنية.

كما اشارت المنظمة في هذا التقرير الى الحكم الصادر يوم 4 فيفري من قبل محكمة الاستئناف في قفصة بحق الصحافي المستقل « فاهم بوقدوس » والقاضي بسجنه لمدة ستة أعوام.

 و لمزيذ التفاصيل في هذه القضية معنا من تونس الاستاذة راضية نصراوي التي تولت الدفاع عنه.

 

(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 فيفري 2009)

 


أعداد البوليس في تونس لا تكفي …مناظرة لانتداب المزيد منهم

 
 وائل لندلسي    كثيرا ما نتساءل – لما نرى الأعداد المهولة من أفراد البوليس التي شاركت في تطويق مقر كلمة أو تلك التي تشارك في الملاحقة اليومية للصحفيات العاملة بها – عن طاقة التشغيل لوزارة الداخلية التي تتميز عن بقية الإدارات بتصاعد قدرتها الانتدابية. فقد فتحت وزارة الداخليّة والتنمية المحلية 3 مناظرات خارجية لانتداب رقباء ونظار امن وضباط شرطة مساعدين ،وأمام الراغبين في الترشّح لهذا السلك الذي حُرّف عن مهامه الأصلية ، تقديم ترشحاتهم قبل يوم 28 فيفري الجاري. ويبدو أنّ عدد أعوان وزارة الداخليّة الذي يتجاوز المائة والثلاثين ألف عون (في فرنسا سبعين مليون ساكن و 80 ألف عون امن فقط) لم يعد يكفي لانجاز عدد من المهمات كحصار وسائل الإعلام المستقلة و منظمات حقوق الإنسان وبعض الأحزاب التي تحاول جاهدة الحفاظ على استقلاليتها.  وتشرف وزارة الداخلية في تونس على العديد من أجهزة ما يسمى « فرض القانون » بما فيها جهاز « أمن الدولة » الذي أوكلت إليه مراقبة الجماعات والأفراد الذين تعتبرهم السلطات تهديداً كأحزاب وقادة المعارضة، ووسائل الإعلام، والإسلاميون والناشطون في مجال حقوق الإنسان.
 
(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 فيفري 2009)  

« تونس إفريقيا للأنباء » تواصل تلاعبها بعقول المواطنين

 

 
 
وائل لندلسي    تواصل وكالة تونس إفريقيا للأنباء الحزبيّة تلاعبها بعقول التونسيين، إذ تستمرّ في الادعاء بأنها « تواكب عن كثب تطور قطاع الإعلام في تونس وهو ما رسخ مصداقيتها كمصدر إعلامي رئيسي في البلاد ». ولوحظ خلال الفترة الأخيرة تجنّد الوكالة وطاقمها لممارسة الدعاية الحزبيّة للتجمّع ومرشحه للانتخابات المقبلة. ومزجت الوكالة في برقيّة لها صدرت اليوم السبت ، بين الصّفة الحزبيّة للسيّد وزير الخارجية عبد الوهاب عبد الله (عضو الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطي ) و صفته في الدولة (وزير الشؤون الخارجيّة) و ذلك أثناء قيامه بمهمة حزبيّة لا تلزم منصبه كوزير.  و يشرف مسؤولو الحزب الحاكم منذ مدّة على اجتماعات جهويّة ووطنيّة في حملة دعائية سابقة لأوانها تخصّص لتعداد انجازات الحكومة الحالية و نسبة كلّ ما تمّ تحقيقه (بسواعد التونسيين كافة) إلى الحزب الحاكم وكوادره. و تصرّ وسائل الإعلام الرسميّة على المزج بين صفة أعضاء التجمّع وخطتهم الحزبية وبين مناصبهم في الدولة ، في تناقض صريح مع أبسط قواعد الديمقراطيّة ودولة المؤسسات التي يدعيها المسؤولون.
 
(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 فيفري 2009)  

أستاذ بمعهد الصحافة ينظّر لرداءة الإعلام في تونس

 

نشرة كلمة اشتكى عدد من طلبة معهد الصحافة وعلوم الإخبار لـ »كلمة » من التناقض البيّن الذي يقع فيه أستاذهم الصحفي كمال بن يونس ، فدروسه بالمعهد المذكور و التي يركّز فيه على خطابات حرية التعبير وحقوق الإنسان والديمقراطية و حقّ الاختلاف و الصحافة الجادة و الجريئة والملتزمة بقضايا الوطن ، لا تجد لها ترجمة من خلال كتاباته على أعمدة جريدة الصباح اليوميّة. الكاتب عن فزّاعة « الخشخاش » و « الكوكايين » تارة والمهاجم للصحف المستقلّة ومبادرات الأحزاب و نشطاء حقوق الإنسان ، لم يجد في آخر مقال له من بدّ غير الحديث عن عيد الحبّ. ويوجّه الأستاذ بن يونس مقاله إلى الشباب التونسيّ وكأنّ تلك الفئة لم يعد لها ما يشغل البال غير عيد الحبّ، قائلا: البعض يصر أن « يهديك » ورودا حمراء ومتلونة لتقتني بعضها وترسلها إلى الحبيب أو الحبيبة بـ »سعر رمزي ».. والبعض الآخر يعرض عليك إرسال المعطيات الخاصة ببطاقتك البنكية ليوفر لك جواهر « أصيلة » بأسعار مغرية جدا  » لحبيبتك… أو مراسلة « بسيطة » تتضمن رقم بطاقتك البنكية وتفويضا بالسحب » (شاخت عندك)..لا أريد أن أنغص عليكم عيد الحب والمحبين.. ونحن في عطلة آخر أسبوع.. وكل عام والمحبون بخير/ انتهى الاقتباس وعلى الرغم من أنّ التحذيرات و الشكاوى تتوالى من « نموذج » الأستاذ الذي يبتغي إعلاما رديئا في تونس ،إلا أنه يصرّ على إتباع ذات الأسلوب و عدم احترامه لمطالب المجتمع التونسيّ وتطلعاته نحو إعلام جريء يحترم عقول الجمهور و يتناول قضاياه الحقيقية و على رأسها قضية الديمقراطية وحرية التعبير وإطلاق الحريات العامة و الخاصة. ويساند الرئاسة مدى الحياة…   يكتب الأستاذ بن يونس –بذات النبرة الدعائية التي عرف بها- في مقال له ،لكن هذه المرة حول رئاسيات الجزائر قائلا: »من بين مفاجآت الحدث إعلان الرئيس بوتفليقة أنه يترشح للانتخابات القادمة بصفته « مستقلا » عن كل الأحزاب. » وعوض أن يحترم بن يونس ما تمليه عليه تجربته السابقة في الميدان والتصدّي ولو بالكلمة الحرّة لمن يرفض التداول السلمي على الحكم، يتابع: » وحسب مؤشرات عديدة.. إلى جانب نجاحات الحكومة الجزائرية امنيا وسياسيا داخليا.. من بين الأوراق التي لعبت ولا تزال لصالح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.. الذي بدا مجددا مدعوما من قبل المؤسسة العسكرية وأغلب القوى الفاعلة في البلاد ». ولم يستغرب بن يونس إعادة ترشيح بوتفليقة نفسه لولاية أخرى ، كما لم يستغرب من قبل إعادة تقدم الرئيس بن علي لولاية خامسة بل ورحّب بها ترحيبا ، لكن الفرق أو « مفاجأة الحدث »بين الحالة التونسيّة و الجزائرية ، استنادا إلى أستاذ الصحافة هي أنّ بوتفليقة قدّم ترشحه « مستقلا » في حين قدمها بن علي نيابة عن حزب التجمّع…فهنيئا لمعهد الصحافة بأستاذه و الجيل الذي يتتلمذ على يديه. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 فيفري 2009)
 


الاتحاد العام التونسي للشغل النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي تونس في 27 / 01 / 2009 

زيادة خصوصية أم إستهانة بالقطاع ؟

 
إن المكتب الوطني لنقابة التّعليم العالي و البحث العلمي، بعد ما نشر في الصّحف اليوميـة من أخبار عن إمضاء المركزية النـّقابية مع وزارة الوظيفة العموميّة على اتـّفاق بخصوص الزّيادة الخصوصيـة لقطاع التّعليم العالـي و البحث العلمي بمقدار أقلّ حتـّى ممّـا كان مقترحا من قبل و في الوقت الذي كان ينتظر في الأخذ في الاعتبار موقف الهياكل النّقابية و الجامعيين عموما الرّافض  لذلك المقدار الذي اعتبروه  لا يستجيب لأبسط حقوقهم في زيادة خصوصيّة تغطّي ما هم يقومون به فعلا من عمل إضافي مجاني منذ بداية العمل بمنظومة « أمد » بالتعليم العالي،  يعبّر عن المواقف التّالية : استنكار موقف المركزية النّقابية البيروقراطي في مصادرة حق القطاعات في التفاوض و إمضاء ما يتعلّق بالشؤون الخصوصيّة و هو ما يكرّس ضرب العمل النّقابي القاعدي و يؤكّد بيروقراطية القيادة النّقابية المسيطرة على المنظّمة الشّغيلة. التنديد بمواقف أي طرف نقابي يقبل بهذا التجاوز و يختار موقف المهادنة و القبول المعلن أو المبطّن. دعـوة كلّ الأطراف و القواعد النّقـابية إلى التّجنـد للتعبيـر معا عن رفضنا هـذا التّجـاوز الخطيـر و الإستهانة بالقطاع و ممثّليه في قضايا حسّاسة تمسّ حقوقهم المادّية و المعنوية و ذلك بـ : – اعتبار ما تمّ إمضاؤه أمرا لا قيمة له و لا يلزم الجامعيين. – التّوجه إلى وزارة الإشراف و دفعها بكلّ الطرق النضالية المشروعة لفتح باب التفاوض في كلّ الشؤون العالقة منذ أشهر دون مبرّر منها طبعا مسألة مراجعة الأجور و الحوافز و الزيادات الخصوصيّة في إطار إعداد القانون الأساسي الجديد الذي لم يعد يتحمل التأخير. و ندعو الجامعيين إلى الوعي بحقيقة الأوضاع التي يعيشها القطاع والتجنّد للدّفاع عن مصالحهم المشروعة في كنف المسؤولية و الرّوح النضالية النقابية المعهودة لديهم.    عن المكتب الوطني للنقابة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي الكاتب العام البشير الحمروني (المصدر : منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية « ) الرابط :http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p


هل قال الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي كل الحقيقة ؟؟

 

مراد رقية (*) لقد شرفت كلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة يوم الخميس 12 فيفري 2009 باستقبال الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي في اطار جملة من الجولات الميدانية المبرمجة عبر مختلف القطاعات والمناطق الجامعية لتحقيق غرض مزدوج، امتصاص غضب القواعد المطعون في شرعية حقوقها، وخاصة تبرير »ميوعة » أو سلبية الجامعة العامة عبر المرحلة الأخيرة من المفاوضات الاجتماعية أو على الأصح الاستسلامات الاجتماعية واغتصاب رأيها وقرارها من قبل مشايخ المركزية اللصوصية، مركزية كرزاي ومريديه مغتصبي بناية وأملاك الاتحاد العام التونسي للشغل ؟؟ وقد حضرت هذا الاجتماع الاخباري والتحليلي الذي تنادى اليه عديد الزميلات والزملاء الذين عبروا عن يأسهم ومرارتهم من رأس المركزية النقابية اللصوصية ومن شركات المناولة النقابية التابعة لها وأولها الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، وقد ركز الكاتب العام للجامعة العامة في تدخله على  بطولاته واستماتته غير ذات الجدوى في الدفاع عن مصالح القطاع في العشر سنوات الأخيرة بصفة تطوعية طاعنا في كل الاتهامات الموجهة اليه خصوصا بعد التصريح الأخير لجريدة الموقف الذي وصف فيه الخلاف مع المركزية اللصوصية الكرزاييه على أنه « سوء تفاهم » بين زوجين لدودين، رافضا الخروج من الهيكل طالبا من الزملاء المفقرين المطعون في كرامتهم، الكارهين للمركزية اللصوصية ولشركات مناولتها الشبيهة ب »السوجيقات » التحلي بالصبر ورباطة الجيش والرضى بالقليل وهو كثير اذا ما اعتمدنا مقولة شركة تونيزيانا للاتصالات القائلة بأن « الدينار كسب الصحتو »،متى وكيف ذلك الله ورسوله أعلم ؟؟ لقد طغى الطابع التبريري والنرجسي على مداخلة الكاتب العام للجامعة العامة فاعتبر بأنه في جولة تقصي حقائق لدى القواعد الا أن التقصي جاء بعد فوات الأوان على اعتبار غياب الاعلام النقابي المنتظم والتواصل مع القواعد في أحلك مراحل النزال أو الكباش وبداية انكشاف المؤامرة المعدة عن سابق اصرار وترصد من قبل المكتب التصفوي، مكتب المنشور83، والممضاة ب »أحرفها الأولى »من قبل الثالوث الشيطاني اللعين الزاهي، رمضان، سعد الذين نطالب بمحاكمتهم قبل الكاتب العام توفيق التواتي الذي دامت جلسة تجميده ست ساعات، فكم يا ترى يجب أن تدوم محاكمة المشايخ، اللصوص، للمركزية الكرزايية ؟؟ ولم يكن كلام الكاتب العام للجامعة العامة مقنعا بالمرّة برغم سرده لرتل التضحيات الذي يبدو بأنه « ابراء للذمة » أكثر من أي شيء آخرمع اعترافه واقراره دون وجل بأنه على تواصل مع مشايخ المركزية اللصوصية بما فيهم أحد عناصر الثالوث الشيطاني، المنصف الزاهي، والذين يطالبونه بحكم أميتهم ومحدودية ثقافتهم بانجاز بعض الدراسات خصوصا لدى سفرهم الى الخارج مما يوحي بوجود مناولة مصلحية لم بعترف بها الكاتب العام ولكن مواقفه وحرصه على عدم جرح شعور المشايخ، اللصوص، تكشف عن وجودها بوضوح مما جعله يقول بأن النصب والاحتيال واغتصاب الحقوق مجرد « سوء تفاهم « أو من قبيل  « خلاف الأزواج » ؟؟ ان الخيانة قائمة وثابتة من جانب المركزية اللصوصية لا محالة والتقصير و المراوغة الاعلامية والتقصي و الجولات الميدانية هي مجرد « ذرّ ّللرّماد » في العيون بعد أن انكشف للجامعيين المطعونين في الظهر بأنهم « نخبة مستحمرة » بامتياز من قبل السلطة الادارية  ومن قبل المركزية اللصوصية، لذلك فان الحلّ، في حضور »العجز الديمقراطي » الذي أعلن عنه في الجلسة والذي يمنع الانسلاخ غير المسموح و غير الممكن في نظر الكاتب العام ومكتبه الجامعي  » إذ هو يفيد الادارة المغتالة لحقوق الجامعيين في سنة الخمسينية ويضرّ بمصالح القطاع خصوصا بعد اعتماد احصائيات خاطئة من قبل مصالح الوزارة الأولى !! »، مصادر من طرف الجامعة العامة. ما الحل اذا، الحل هو مجاورة اللصوص الوطنيين المغتصبين لأموال وأملاك الاتحاد العام التونسي للشغل وتجميد نشاط الجامعة العامة لا في نضالات قواعدها التي يجب أن تتنوع وتتراوح بين اضرابات الجوع (التي لم يفكر فيها الكاتب العام ومكتبه البتة ؟؟ ) والاعتصامات داخل المؤسسات الجامعية، ولكن مقاطعة المركزية اللصوصية ورفض التواصل معها وحضور الهيئات الادارية، وخصوصا اعلام الهياكل الدولية بخيانة المركزية اللصوصية للأمانة وللمؤتمن؟؟ لكن هل أن مصالح مكتب الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي في المناولة فوق الطاولة وتحتها من خلال دروس الدعم ورفع الأمية للمشايخ، اللصوص، المغتصبين لبناية وأملاك الاتحاد العام  المنكلين بالنقابيين الشرفاء المسجونين والطلقاء مشمول بالتجميد أم لا…البقية تأتي ؟؟   مراد رقية   * أستاذ جامعي ومناضل نقابي بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بسوسة   المصدر : منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية «  الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


الزيـــارة الأخيرة  
أبو جمال عبد الناصر أدى وفد من المحامين الوحدويين الناصريين ضم الأساتذة عادل المسعودي وخالد عواينية وبوبكر بالثابت وخالد الكريشي يوم الجمعة 13 فيفري 2009 زيارة أخيرة للمناضل الوحدوي الناصري  الحفناوي بن عثمان و المناضل الطيب بن عثمان الموقوفان بالسجن المدني بسيدي بوزيد (280  كلم وسط غرب العاصمة التونسية)بحكم أن القانون يمنع زيارة المحامين النائبين في القضية بعد إنقضاء أجال عشرة أيام وهي نفس أجال تقديم مطلب التعقيب الذي تم في نفس اليوم.وتمت الزيارة في ظروف مشددة وسط مراقبة ومتابعة من أعوان السجون ورفضت إدارة السجن الزيارة الجماعية ولقاء المناضلين  بالمحامين مما أضطر هؤلاء إلى زيارتهما فرديا . وكانت محكمة الإستئناف بقفصة قضت نهائيا في حكمها الصادر يوم 03 فيفري 2009 بإدانة الطيب بن عثمان والحفناوي بن عثمان وسجنهما  تبعا لذلك  مدة ستة سنوات للأول وثلاثة سنوات للثاني وتراوحت بقية الأحكام بين ثماني سنوات سجنا نافذة وسنتين سجنا مع تأجيل التنفيذ فيما يعرف بقضية قادة إنتفاضة الحوض المنجمي بالرديف ولاية قفصة  (380كلم جنوب غرب العاصمة التونسية ) والتي جدت أحداثها خلال النصف الأول من السنة الفارطة لتخلف عديد الشهداء والجرحى والعشرات من المحالين على المحاكم والمسجونين حاليا في محاكمات صورية لم تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة. وأفاد المناضلين للوفد أنهما مازالا إلى اليوم يعانان من آلام من مخلفات التعذيب الذّي مورس ضدهما في مراكز الشرطة ولقد عاين حاكم التحقيق بنفسه هذه الآثار وذكر المناضل الطيب بن عثمان أنه يعاني من آلام حادة على مستوى عينيه حالت دون الرؤية والقراءة بصورة طبيعية نتيجة الضرب الذي تعرض له وكانت سببا في تكسير نظاراته الطبية وقد رفضت إدارة السجن معالجته ويذكر أن السجينين الحفناوي بن عثمان والطيب بن عثمان تم نقلتهما من السجن المدني بقفصة إلى السجن المدني بسيدي بوزيد منذ بداية أكتوبر 2008 بعد دخولهما في إضراب جوع من الإفراج عنهما وقد تم رفضت إدارة السجون إرجاعهما إلى سجن قفصة بالرغم من تقديمهما عديد المطالب في الغرض. ورغم هذه الظروف القاسية فقد كانت معنوياتهما مرتفعة جدا مؤكدين أن إدانتهما وسجنهما كان على خلفية دفاعهما على قضية عادلة وهي الحق في التشغيل والتوزيع العادل للثروة الوطنية بين مختلف جهات القطر.
 
 

 


 

تونس تتلون بالأحمر والنساء أكثر كرماً من الرجال

 

 

أمال الهلالي من تونس: دب أبيض يحمل قلبا أحمر كتبت عليه كلمة » أحبك »تلك هي الهدية التي اختارتها أسماء لصديقها رؤوف بمناسبة عيد الحب.أسماء شأنها شأن شريحة كبيرة من التونسيين لاسيما الشباب والمراهقين اختاروا هذه المناسبة للتعبير عما يجول بخواطرهم وأحاسيسهم لشركاء حياتهم وأصدقاءهم.عيد الحب الذي بلغ هذه السنة دورته الرابعة بدأ يلقى في تجاوب كبير في صفوف التونسيين رغم استهجان بعضهم له واعتباره ظاهرة دخيلة على التونسيين والعرب بشكل عام وهدفها الأساسي تجاري لخلق أسباب ودوافع لشراء الهدايا.

 

دببة وورود وحقائب وفساتين إلى غير ذلك من الهدايا والاكسسورات لإن اختلفت في أشكالها وأحجامها فإنها اتفقت في لونها الأحمر الغامق الذي طبع كل واجهات الفضاءات التجارية بتونس العاصمة ليزيدها بهرجا وجاذبية.

وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر بين مؤيد ومعارض لهذه المناسبة فان مما لاشك فيه هو استعداد المحلات التجارية والفضاءات العامة لهذا الحدث على قدم وساق فأغلب المحلات وشحت باللون الأحمر وبالقلوب والورود لتستقبل قبل أيام من العيد عشرات من الزبائن ولاسيما الإناثلشراء هدايا لأصدقائهم.

 

عبد الصمد صاحب محل لبيع الساعات الثمينة لم يخف فرحته بهذه المناسبة التي يكثر فيها الطلب على الهدايا والساعات أكثر حتى من رأس السنة.محدثي وشح محله بقلوب حمراء وبأشرطة مزخرفة لامعة للفت الانتباه وأضفاء بعد جمالي على منتوجاته المعروضة للبيع. عبد الصمد أكد لناأنه خلال اليومين الماضيين باع أكثر من 50 ساعة يدوية رجالية والطريف في الأمر أن النساء هي التي تهدي أكثر من الرجال.

 

علياء صاحبة محل لبيع الهدايا بمختلف أنواعها تسلمت لتوها وأمام أنظارنا طلبية من الدببة حمراء وبيضاء ووردية لتضيفها في محلها المنتصب بقلب العاصمة.محدثتي ترى أن مثل هذه المناسبة وخلافا لما يعتقد البعض ليست فقط لتبال الهدايا بل لإيقاض مشاعر نبيلة نسيها أو تناساها الرجال والنساء في خضم مشاكل الحياة ونسقها السريع ليكون عيد الحب فرصة لبث الروح في القلوب الميتة والجافة.

 

انتصار طالبة بمعهد بورقيبة للغات أعربت لنا عن فرحتها بهذه المناسبة لاسيما وأنها تتزامن مع عيد ميلادها بالتالي فهي تنتظر هدية ثمينة من خطيبها أماهي فقد اشترت له قمصانا شتويا من أحد البوتيكات الراقية طبعا دون أن تنسى الوردة الحمراء.

 

كريم بائع للورود في شارع الحبيب بورقيبة أسعدته كثيرا فكرة عيد الحب وخاصة اقتناع التونسيين بهذه المناسبة واهتمامهم بها من خلال حرصهم على شراء الورود الحمراء محدثي أكد أنه خلال ثلاث سنوات ماضية لم يكن لعيد الحب أي صدى لدى التونسيين أما الآن فالوضع تغير تماماوصار الإقبال على شراء الورود أكثر من أي وقت مضى.

 

من جانبه عبر لنا بسام عن استياءه من بائعي الورود الذين استغلوا هذه المناسبة لترفيع في ثمن الوردة الواحدة فبعد أن كان سعرها لا يتعدى الدينار الواحد بلغ الآن ال5 دينارات.

 

شق آخر أعرب عن عدم موافقته ومجاراته لهذه » الحب المناسباتي » المفروض من الغرب على حد قول بعضهم فبرهان يرى أن الحب أسمى وأنبل من أن ينحصر ذكره أو الاحتفال به في يوم واحد ويقول »لست من الذين تخدعهم المظاهر وينساقون دون تفكير لظواهر دخيلة على عاداتنا وتقاليدنا كما أن الهدف منها ليس الحب بل الغاية تجارية وبراقماتية مائة بالمائة.

 

الموقف ذاته يشاطره فيه سعيد مضيفا أن الحب لاينبغي أن ينحصر في يوم واحد ولاحتى بين حبيبين بل هو أشمل وأعم فمحبة الأم والأب والأبناء والوطن كلها مشاعر سامية وغاية في النبل لكن أن تكون الغاية منه ابتزاز الناس ولهف أموالهم فذلك ما لا اقبله أبدا.

 

وبين مؤيد ورافض لعيد الحب الذي بلغ دورته الرابعة يمكن التأكيد على أن هذه المناسبة بدأت فعلا تأخذ مكانتها بين التونسيين شاء البعض أم رفض وقد أضحت الاحتفالات به تأخذ منحا أكثر شمولية فقد ارتئت بعض الجهات أن تخصص حفلا سنويا بمناسبة عيد الحب تستضيف خلاله أهم النجوم الفنية المعروفة بلونها الغنائي الرومانسي على غرار يارا وشيرين وثامر حسني و أخيرا فضل شاكر.

 

)المصدر: موقع ايلاف(بريطانيا) بتاريخ  14فيفري 2009(

 


 

المفاوضات الاجتماعية في القطاع البنكي والتأمين:

اتفاق على زيادة الأجور في التأمين بـ 5,64%… وخلافات في القطاع المصرفي

 

تونس الصباح: علمت « الصباح » من مصادر نقابية مطلعة، أن اتفاقا حصل في مستوى قطاع التأمين، يقضي بتمكين العمال والموظفين من زيادة في الأجور قدرت بنحو 5.64 بالمائة، وذلك في أعقاب مفاوضات عسيرة استمرت لبضعة أشهر،

 

 شهد خلالها المفاوضون من النقابيين والإدارة شدا وجذبا بسبب خلافات في حجم الزيادة المالية، وتباينات في مستوى الجوانب الترتيبية (القانونية)..

 

وحسب المعلومات التي تلقتها « الصباح »، فإن الخلاف حول المسائل الترتيبية، ما يزال مستمرا بين الطرفين، على الرغم من التوصل إلى اتفاق بشأن الزيادة المالية.. وتتمحور هذه الخلافات في المسائل الترتيبية حول الحق النقابي والعقود والتدرج في الترقية ومراجعة المنح والعطل..

 

وذكرت مصادر نقابية، أن المفاوضات بخصوص الزيادة المالية في قطاع التأمين، حرصت على مراعاة جملة من الجوانب بينها مردودية القطاع وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وبالتالي ضعف القدرة الشرائية..

 

ويعدّ قطاع التأمين أحد القطاعات التي لم تتضرر بالأزمة المالية العالمية، وفق ما صرح به مسؤولون من الحكومة في وقت سابق، وهو ما يفسر التوصل إلى اتفاق في الزيادة المالية رغم بعض التأخير الذي سجل في نسق المفاوضات بين الطرفين..

 

في القطاع المصرفي

 

من ناحية أخرى، تستمر الجلسات التفاوضية في القطاع البنكي، خصوصا في جانبها الترتيبي، وسط خلافات كبيرة بين طرفي التفاوض حول جملة من الملفات، سيما تلك المتعلقة بالفصل 12 من الاتفاقية  المشتركة، وهو الفصل الذي أثار الكثير من المناقشات بين الطرفين دون التوصل إلىحدّ الآن إلى حلول بشأنه.. لكن بعض الأوساط النقابية، لا تستبعد إمكانية حسم هذا الخلاف في غضون المدة القليلة المقبلة..

 

وكانت جامعة البنوك والتأمين التابعة لاتحاد الشغل، عقدت هيئة إدارية قطاعية في الآونة الأخيرة، تدارست فيها مختلف القضايا والملفات ذات العلاقة بالقطاعين، البنكي والتأمين، تم خلالها التلويح بالتحرك النضالي إذا ما لم تقع الاستجابة لمطالب الموظفين والعاملين في البنوك، خصوصا وأن المفاوضات بين الجانبين في هذا الملف، لم تنته إلى أرضية مشتركة إلى حدّ كتابة هذه الأسطر..

 

وحرص الجانب النقابي في مفاوضاته مع الجمعية المهنية للبنوك والتأمين، على أن تكون لمطالبه معايير تفاوضية، بينها مردودية القطاع والوضع العالمي وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار..

 

وكانت الجامعة النقابية، طالبت في وقت سابق بزيادة محددة من كتلة الأجور تلبي تطلعات القطاع، إلى جانب المطالبة بتعديل المنح في القطاع العمومي، فيما قدّمت الجمعية المهنية مقترحات وصفها الطرف النقابي بكونها « غير مرضيّة وهزيلة »، الأمر الذي كان سببا في تعطيل سيرالمفاوضات في الجانب المالي..

 

الجدير بالذكر في هذا السياق، أن المفاوضات الاجتماعية، أسفرت إلى حدّ الآن عن توقيع ما يزيد عن 34 اتفاقية إطارية مشتركة في القطاع الخاص من بين 52 اتفاقية يجري حاليا التفاوض بخصوص البقية، وسط توقعات بإتمامها قبل نهاية الشهر الجاري..

 

وتتمحور المطالب الترتيبية في بقية القطاعات (في القطاع الخاص) بالأساس، حول أولوية الانتداب وحماية المسؤول النقابي، والساعات الخاصة بالتكوين النقابي، إلى جانب الزيادة في الأجور والمنح وغيرها..

 

صالح عطية

 

)المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 فيفري 2009(

 


 

قرار إلغاء «الكتريام»:

تباين في الآراء بين الولي والمربي … واتفاق على وجوب وجود محطة بديلة للتقييم

 

اعداد منية اليوسفي

 

مربـون: تحفظات… واقتراحات

 

أوليـاء: لا جدوى من التقييمات المبكرة

 

مدير عام التعليم الابتدائي: هذه خلفيات القرار… وأبعاده

 

تونس ـ الصباح: فاجأ قرار الاعلان عن التخلي عن امتحان «الكتريام» الجميع.. اولياء ومربين واسرة تربوية باكملها..

 

  ذلك ان مبادرة وزير التربية والتكوين بالافصاح عن هذا الموقف تم في اطار ندوة صحفية انعقد الثلاثاء الماضي ولم يكن اي من الاطراف يتوقع هكذا قرارا سيما وان المنشور الضابط لشروط وظروف انجاز هذا الامتحان صدرت ووزعت على مختلف المدارس لاحكام الاستعداد لهذا «الحدث»الذي يتواصل العمل به هذه السنة في انتظار ان يلغى من روزنامة الامتحانات «الوطنية» بدءا مع العام الدراسي القادم..

 

وقع المفاجأة اختلف في واقع الامر من طرف لاخر.. فلئن نزل القرار بردا وسلاما على الاولياء الذين طالما عارضوا اقراره بموعد الاعلان عنه منذ اكثر من سنتين وحتى انه وتحت ضغطهم ادرجت على التراتيب المنظمة له عديد التعديلات حتى لا نقول التنازلات مما افرغ المناظرة من محتواها ومن ابعادها واهدافها مع التحفظ طبعا على الفئة العمرية المستهدفة به.

 

في المقابل لم نسجل تحمسا بارزا لدى جانب من رجال التربية لاعلان الالغاء باعتبار الحاجة  في مرحلة التعليم الاساسي الاولى الى محطة تقييمية جادة بعد الغاء «السيزيام» كشرط اساسي للارتقاء الى المرحلة الاعدادية.. فيما اعرب جانب اخر عن ارتياحه للمبادرة مع اقتراح بعض الحلول البديلة للتقييم.

 

اذن قرار الالغاء كما الاقرار جاء مباغتا  ومفاجئ لم يتحسب له احد خارج اروقة ومكاتب الوزارة ومن يدري فقد يكون الأمر كذلك في الداخل وهو ما يدع الى التساؤل عما اذا كانت قرارات بمثل هذه الاهمية والحسم تطهى بمعزل عن اهل الذكر والاختصاص من الاسرة التربوية الموسعةويحمل على التساؤل كذلك عن دور المجلس الاستشاري للتربية هذه الآلية التي اقرت منذ سنوات ولم نسمع عن تفعيلها ونشاطها شيئا يذكر خصوصا وان مثل هذا المجلس يفترض ان يجمع خيرة الاطراف التربوية والبيداغوجية الناشطة والمتقاعدة استئناسا بخبرتها وتجربتها وكفاءتها وكان يتعين قبل اضافة هذا الامتحان الى قائمة الامتحانات الوطنية الاخرى التروي والتحري والاصغاء الى آراء المتدخلين في العملية التربوية قبل التسرع في القرار ليكون مآله الطمس والالغاء بعد مدة من العمل له..

 

على كل «الصباح» فتحت ملف الامتحان التقييمي الجهوي للرابعة اساسي بعد 24 ساعة من اقرار العدول عنه ورصدت انطباعات وردود كل من الولي والمربي والمتفقد والمسؤول عن مرحلة التعليم الابتدائي بوزارة الاشراف وخرجت بهذه المواقف.

 

 ـــــــــــــــــ

 

مربـون: تحفظات… واقتراحات

 

قبل استعراض حصيلة ما رصدناه من آراء وردود فعل آنية حول اجراء الالغاء يجدر التذكير بان قرار وزير التربية والتكوين بالعدول عن امتحان الكتريام انبنى على جملة من العناصر والتقييمات ومنها الفترة المبكرة من عمر التلميذ التي يجرى فيها الاختبار لتقييم مردوده ومكتسباته وهي فترة لا تسمح حسب رأي الوزير باكساب التقييم الموضوعية اللازمة لتحديد نجاعته وجدواه لا سيما في ظل المؤشرات المتشابهة والمتقاربة التي تم تسجيلها في استقراء نتائج مقارنة بنظام الامتحان العادي قبل اقرار المناظرة وهو ما استوجب التخلي عنه بداية من العامالقادم.

 

تحفظات ولكن..

 

هذا الاجراء طرحناه على عدد من رجال التعليم من معلمين مباشرين ومتقاعدين ومديري مدارس واطار تفقد ولم يخف الكثير منهم اندهاشهم لقرار الالغاء للطابع المباغت في الاعلان عنه حتى ان احد المدرسين لم يصدق ذلك للوهلة الاولى ووصفه بالاشاعة وبعد ان أكدنا له الامر اعربعن تحفظه على القرار لاعتقاده ان التلنيذ تعود عليه وكذلك الولي والمربي ودخل وتيرة الحياة الدراسية ثم اضاف مستدركا «ان كان لا بد من التخلي عن «الكتريام» فالمطلوب ايجاد محطة تقييمية بديلة شرط ان تكون جدية تعزز رصيد الثقة في مناهج التقييم اذ لا يعقل ان يصل التلميذ الى الباكالوريا دون محطة تقييم جادة ولها من المصداقية ما يسمح بالوقوف على المستوى الحقيقي للتلميذ وللعملية التعليمية برمتها..»

 

في ذات السياق تحدث السيد أحمد مدير مدرسة مبديا في البداية استغرابه للقرار الذي لم يسمع به الا من خلالنا ولم يكن من المتحمسين له ذات الاسباب التي سبق ذكرها مضيفا قوله ان العائلة  اصبحت اكثر وعيا ومتابعة لطفلها منذ السنة الاولى من دراسته ولم تعد مستقيلة عن دورها في الاحاطة به وهذه نقطة ايجابية تحسب لها وللتلميذ جراء اقرار مناظرة «الكتريام» التي تدرب التلميذ على اجواء الامتحان واصبح بمقتضاها الولي والتلميذ يوليان اهمية خاصة لمواد اساسية معينة وقد كان محدثنا من مؤيدي اقرار هذه المناظرة رغم تحفظه  على طريقة تنفيذها والتسرع في اعتمادها باعتبارها تهدف الى تقييم مكتسبات التلميذ في السنة الرابعة اساسي في حدها الادنى ولم تكن تهدف الى تقييم مدى نبوغه وتميزه وهو ما يجعل مواضيعها في متناول التلميذ المتوسط  او ما دونه مشيرا الى ان وجودها قد يكون بعد التقدم في اعتماد التجربة افضل من الغائها ما لم تتوفر محطة تقييمية بديلة.

 

وتشاطره الرأي السيدة منيرة المرعي التي تعتبر التقييم مرحلة اساسية ومحطة يتعين التوقف عندها في الابتدائي لتدارك نقائص المردود التربوي للتلميذ ودعم مكتسباته.

 

محطة يتيمة

 

وشدد من جهته السيد نور الدين مدير مدرسة على أهمية المحطة ان لم تكن محطات تقييمية في المرحلة الابتدائية باعتبارها المقياس الموضوعي لتقييم مكتسبات التلميذ وقيس مدى نجاعة المناهج والبرامج التربوية معتبرا ان هذه المناظرة وفي غياب «السيزيام» تبقى المحطة الوحيدةالمتاحة لرصد وتقييم مستوى التلميذ كما انها شكلت حافزا للأولياء لمزيد العناية باطفالهم ومراقبة دراستهم والاهتمام بمشوارهم الدراسي منذ الصغر.. مطالبا بضرورة وجود محطة تقييمية ثابتة وقارة قبل سن الثانية عشر قائلا «كمرب وبحكم التجربة الطويلة التي قضيتها في التدريس والاشراف افضل ان تكون هذه المحطة في الرابعة او السادسة على ان تكون وطنية ومواضيعها موحدة  لكافة التلاميذ وان يقع احتساب معدلها في الارتقاء او الرسوب دون اللجوء الى احتساب المعدل السنوي ليكون التقييم اكثر مصداقية ودقة وموضوعية.

 

على الطرف الآخر عبرت السيدة هالة معلمة عن ارتياحها لقرار الالغاء الذي لم تكن متحمسة له منذ البداية على غرار العديد من زملائها كما تقول لما فيه من حكم جزافي على التلاميذ في سن مبكرة جدا ولما يخلفه لدى الأولياء من سباق وتسابق نحو الدروس الخصوصية لان غايتهم اصبحت النتائج والتميز دون ادنى اعتبارات اخرى.

 

ويوافقها الرأي السيد حسن نصر معلم الذي وصف قرار المناظرة بالمتسرع والمرتجل عند اقراره وكان لا بد من الغائه وهي نتيجة طبيعية لكنه أكد اهمية ايجاد محطة تقييمية مقترحا ان يتم التفكير بجدية في اعادة العمل بـ«السيزيام» كامتحان وطني ملزم للجميع شريطة احكام الاعداد والتحضير الجيد لهذه المحطة وطرح الموضوع في مستوى مجلس استشاري موسع يضم الاسرة التربوية ليكون الاصلاح مبنيا على اسس متينة وصلبة بعيدا عن القرارات الترقيعية المرتجلة.

 

تساؤلات مشروعة

 

من جهته وصف السيد الشريف بن حسين معلم متقاعد مناظرة الرابعة ابتدائي بالقرار المرتجل وقد تم الاعلان عنه دون تشريك او استشارة المعلمين والمتفقدين مما خلق بلبلة في صفوف الادارات الجهوية واسرة التعليم عامة بمجرد اقراره خلال الموسم الدراسي 2006/2007. ووصف ظروفاجراء المناظزة بـ«المهزلة»  عند التطبيق باعتبار ان عملية المراقبة  تتم من طرف المعلم الاصلي للتلميذ او مدير المدرسة واحيانا يتم تلقين بعض الاجابات لبلوغ نسبة 100% من النجاح استغفالا للولي وللوزارة وان كانت هذه الاخيرة تتحمل المسؤولية بدرجة كبيرة لانها لم تحط ظروف المناظرة بالجدية اللازمة لانجاحها فاتحة المجال لبروز الكتب الموازية الخاصة بالمناظرة تحت عناوين رنانة.

 

لتبقى النقطة الايجابية مرتبطة بعملية الاصلاح التي تتم في كنف الشفافية خارج المدارس الاصلية للامتحان وان كان المعلم المصلح لا يتقاضى مقابلا في غياب الاعتمادات المخصصة للاصلاح وهو ما دفع ببعض الادارات الجهوية للتعليم الى الاجتهاد في تدبر بعض الاموال من مديريالمدارس لهذه العملية.

 

وتساءل السيد بن حسين في استنكار عن الاطراف التي شركتها وزارة التربية بالرأي عند الاعلان عن المناظرة والتراجع عنها؟ وعن مبررات التغاضي عن احكام الاعداد المادي قبل اقرارها من حيث توفير الاوراق والمطبوعات والحبر وتسهيل التنقلات) مع اقرار العمل بمجانية الاصلاح؟! مقترحا ضرورة اعادة مناظرة  السادسة لوقف نزيف تدني المستوى التعليمي باعتبار ان هذه المحطة كانت حافزا للجميع للعمل والتفاتي والجدية.. وطالب بضرورة الشروع في تدريس الفرنسية من السنة الثانية عوضا عن الثالثة بحكم الفجوة التعليمية العميقة بين برنامج الثالثة والرابعة.

 

وختم تدخله باقتراح اسناد جائزة سنوية معتبرة للمعلم المتفاني في عمله واخلاقه.

 

جدوى الامتحان محل  تساؤل

 

ويرى السيد عبد السلام بوزيد متفقد تعليم ابتدائي ان تقييم  مكتسبات التلميذ في مرحلة ما من مساره التعليمي الابتدائي يمكن ان تتم عبر عينة محددة تمثل مختلف مستويات التلاميذ ولا تقتضي بالضرورة اخضاع الجميع لامتحان تقييمي معمم خاصة في هذه  المرحلة وبالشكل او المنحى الذي اتخذته المناظرة وهو ما جعل جدواها محل تساؤلات صلب الاسرة التربوية الموسعة وتم بالتالي التخلي عنها دون  ان يعني ذلك بالضرورة التخلي الكلي عن محطات التقييم التي تعد اساسية في مستويات محددة من مراحل التعليم قبل بلوغ الباكالوريا.

 

ـــــــــــــــــ

 

أوليـاء: لا جدوى من التقييمات المبكرة

 

من جهة الأولياء كان الانطباع  وتوافق الآراء شبه حاصل والامر من مأتاه لا يستغرب باعتبارهم اول من عارض المناظرة ثم قبولها على مضض بعد التنازلات التي اقرتها الوزارة تحت ضغط موقفهم السيدة نائلة موظفة وصفت المناظرة ومبرراتها بغير المقنعة منذ البداية لانها لا يمكن ان تفضي الى تقييم موضوعي لمكتسبات التلميذ  في سن التاسعة او العاشرة وهو الرأي الذي اورده السيد بن محمود  اطار بنكي الذي يرفض فكرة حمل الطفل على مواجهة غول الامتحان في مثل هذه السن المبكرة رغم انه ليس له طفل في سن الدراسة ولم يتزوج.

 

أما السيد عادل فيرى ان التقييمات المبكرة تفرز ظاهرة سلبية لدى الولي والتلميذ وحتى المعلم وهي اللهث وراء النتائج والانشغال بالاعداد وان كان ذلك على حساب المستوى الحقيقي والدليل على ذلك الجري وراء الدروس الخصوصية وتشاطره هذا الرأي احدى الامهات ممرضة التي اثلج صدرها قرار وزير التربية وازاج عنها كابوسا ثقيلا سيما وانه كان يفترض ان تجتاز ابنتها هذه المناظرة السنة القادمة وبهذا التخلي يكون قد ازيحت غمة عن قلبها على حد تعبيرها.

 

ورغم اعتقادها ان تأخير التقييم الى السيزيام مقترحا غير شعبوي فقد تمسكت به احدى المستجوبات  معتبرة اعادة العمل بهذه المناظرة التي فقدت كل مقوماتها واهدافها بجعلها اختيارية الحل الانسب المتاح لتقييم المردود الحقيقي للتلميذ داعية الى العمل على التحضير النفسيوالذهني الجيد للتلميذ كما الولي وتشريكهم بالرأي والمقترح حول هذا الشأن من خلال فتح ابواب الحوار الصريح والتلقائي وفسح المجال بكل حرية للاصغاء لمختلف الآراء مهما تباينت واختلفت حتى تكون مصلحة التلميذ الفضلى الفيصل في هذه المسألة وشجبت آمال زعيم ربة بيت القرارات المتسرعة التي دأبت على اتخاذها وزارة التربية باقرارها مناظرة «الكتريام» و«السيزيام» بشكلها الاختياري والتخلي عن «النوفيام» كمحطة اساسية ومفصلية للارتقاء الى المعاهد الثانوية.. مشددة على ضرورة التريث والاستشارة الموسعة لاهل الذكر بما في ذلك الاولياء عند اقرار اصلاحات تتعلق بمصير ابنائهم وليس اهم من الامتحان بالنسبة للعائلة التونسية.

 

من جهتها لوحت خالتي وردة عاملة منزلية بمرارة ان «القراية بالمناظرة او بدونها لم تجد نفعا مع ابنيها» مبررة ذلك بان «الدراسة صعبت ومخ صغارها موش في القراية».

 

على نقيض هذه الآراء ارتأت احدى السيدات التي يجتاز طفلها المناظرة هذه السنة ان مثل هذه المحطة تعود الطفل منذ سنته الاولى على المثابرة والبحث عن تعزيز مكتسباته وعلى الحصول على احسن النتائج وجعل التميز هدفا منشودا في مختلف المستويات.. وهي في نظرها حافزا مهماللتفوق بالنسبة للتلميذ وآلية لتقييم المستوى الحقيقي له بالنسبة الى الولي وهو ما جعلها تحرص على مرافقة طفلها في  دراسته واعداده الجيد خاصة نفسيا لهذا الامتحان وقد ارتاح بالها عندما علمت ان قرار الالغاء يدخل حير التنفيذ العام القادم.

 

على ذكر ارتياح هذه المستجوبة نشير الى ان اثناء محاولة اجراء التحقيق بأحد المدارس الابتدائية وطلبنا مقابلة بعض تلاميذ السنة الرابعة نصحنا مديرها بعدم الحديث الان معهم في هذا الموضوع لعدم المامهم بالقرار وخشية ان يؤثر ذلك على تركيزهم ويدخل البلبلة في نفوسهمخصوصا وانه سيشرع في اعتماده بداية من العام القادم ولا ينسحب بالتالي على دورة 2009.

 

لهذا حولنا وجهتنا الى الأولياء ولم نعثر لسوء الحظ عند اجراء الاستجواب الميداني على عينات يتابع ابناءها تعليمهم بهذه السنة باستثناء السيدة التي ايدت المناظرة.

 

ــــــــــــ

 

مدير عام التعليم الابتدائي: هذه خلفيات القرار… وأبعاده

 

 حول أبعاد قرار الغاء مناظرة «الكتريام» والتصورات البديلة المقترحة لاضفاء ثقة ونجاعة اكبر على عملية التقييم طرحنا الموضوع على مدير عام التعليم الابتدائي بوزارة التربية والتكوين السيد صادق دحيدح الذي صرح بان قرار الالغاء جاء نتيجة تشخيص بعض العوامل والحقائقومنها ان اجراء الامتحان يتم في مرحلة مبكرة من  المسار الدراسي للتلميذ وهو ما قد يفقده بعض الموضوعية والدقة في ضبط نتائج عملية التقييم والتي لم تبرز خلال السنوات الاولى لهذه التجربة اختلافا او تباينا جليا في مؤشرات النجاح كما الرسوب وتقاربت النتائج في هذاالشأن بنظام الامتحان القديم او باقرار العمل «المناظرة» خصوصا بعد التسامح او التنازلات التي سجلت في مستوى صياغة وتحديد شروط النجاح والاسعاف وهو ما افقد الامتحان موضوعيته ونجاعته المنشودة. كما ان الاعتماد على آلية الامتحان الاقليمي او الجهوي وبالتالي اقتراحمواضيع غير موحدة ومتفاوتة من حيث المضامين وقدرات التلاميذ لا يمكن ان يكون مقياسا دقيقا في الحكم على مردود عشرات آلاف التلاميذ المتقدمين لهذه المناظرة فيما تظل مقاييس الاصلاح واحدة هذا دون اعتبار اختلاف ظروف اجرائها. لذا يرى البيداغوجيون حسب محدثنا ان الامتحان الوطني اكثر  تقنية ومصداقية عند التقييم والوقوف على نجاعة العملية التربوية ومردوديتها لشمولية العينات الممتحنة واختبارها في ذات المواد والمواضيع وحسب ذات المعايير والمقاييس عند التقييم. ولان الجميع يتفق على ضرورة وجود محطة للتقيم  فان مناظرة «السيزيام»تشكل حاليا الآلية الأكثر ملاءمة وانسجاما مع هذا التوجه على ان يقع استقطاب وتحفيز اكبر عدد من التلاميذ المعنيين بها للتقدم لاجتيازها بما يوفر مقومات التقييم العلمي والموضوعي مع التحضير الذهني والبيداغوجي الجيد للتلاميذ لاجتياز هذه المناظرة وايلائها الجديةاللازمة رغم طابعها الاختياري لان الامتحان فن وعلم ولا بد من توفر كافة الشروط والضوابط المقرة له ضمانا لجدواه ونجاعته.

 

)المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 فيفري 2009(

 

 

 


 

عند استقباله رئيسة اتحاد الكتّاب:

ماذا قال رئيس الدولة عن حرية التعبير والنشر والأوضاع الاجتماعية للكُتّاب..؟

 

تونس ـ الصباح: خاص

 

بعد أن حظيت بشرف استقبال سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الثلاثاء الماضي اتصلت «الصباح» بالسيدة جميلة الماجري رئيسة الاتحاد للحديث معها حول هذا الاستقبال الذي اسعد كل الكتّاب والمثقفين في تونس.

 

 وتناول الحديث مضمون الرسالة التي حمّلها اياها سيادة رئيس الجمهورية الى كل الكتّاب والادباء في تونس ودعمه اللامشروط لحرية النشر والتعبير واهتمامه الكبير بتوفير الحلول الناجعة لمختلف الوضعيات الاجتماعية للكتّاب.

 

وتناول الجزء الثاني من هذا الحديث برنامج الاتحاد ومساهماته في مختلف التظاهرات الثقافية التي تعيشها بلادنا على امتداد سنة 2009..

 

* تم استقبالك من طرف سيادة الرئيس كيف كان هذا اللقاء؟

 

ـ لقد كان لقاء رائعا الى ابعد الحدود اعتبره تاريخيا ولا بد ان يمثل منعرجا في تاريخ اتحاد الكتّاب، بل كل كتّاب تونس اذ انه رغم ما نعرفه وما عوّدنا عليه سيادته من تشجيع ودعم للكتّاب والمبدعين والمثقفين وقراراته الرائدة والمتواصلة في هذا الاطار، فانني لمست فيهذا اللقاء المباشر مع سيادته ما يتجاوز احلامنا وانتظاراتنا، فهو قد عبر عن دعمه اللامحدود وتشجيعه اللامشروط للكتّاب ومساندته المطلقة لاتحادنا ووعد سيادته بتلبية ما تقدم به اتحادنا من طلبات بلغت اياها لسيادته مثل حل بعض المشاكل الاجتماعية التي تعوق اصحابهامن الكتّاب عن نشاطهم الابداعي ووعد سيادته بالنظر فيها وحلها مؤمنا على ان المبدع لكي يبدع لا بد ان تتوفر له الظروف المادية الملائمة، بل  انه كان كريما كعادته الى أبعد الحدود بما سيفاجئ اعضاء الاتحاد بما يفوق انتظاراتهم مقابل طلب واحد لسيادته من الكتّاب هو ان يكتبوا ويبدعوا فقط وقد وعد بتخليصهم من الهواجس المادية والمعنوية التي قد تؤرقهم عن الابداع وكل قيد وشرط.

 

وعندما يقول سيادة الرئيس بصريح العبارة: فليكتبوا وليكتبوا فقط فان هذا موقف تاريخي ومنتهى الاريحية ومثال حي ورائد لتعبير رئىس الدولة عن حرية التعبير والحث على مزيد الابداع مقارنة بما نعرفه في أزمنة واماكن اخرى.

 

وقد ابدى اهتماما بالغا ببرامج الاتحاد ونشاطاته لذلك فعلى الكتاب ان يستغلوا هذا الواقع الجديد في تونس منذ فجر التغيير وحث رئيس الدولة بنفسه وبصريح العبارة على الكتّاب ليكتبوا دون قيد ولا شرط وهو  الذي حذف الايداع القانوني والرقابة على الكتب ولا بد من اعترافالكتّاب بالجميل ورده بمزيد الانتاج والابداع والمساهمة الفاعلة في صنع تاريخ تونس الثقافي غير المسبوق، والمساهمة  الفاعلة في المشروع الثقافي الوطني.

 

* هل هناك رسالة خاصة حمّلك اياها سيادة الرئيس الى الادباء والكتّاب؟

 

ـ نعم، بل رسائل، فقد كلفني بتبليغ التحية للهيئة المديرة الجديدة ولكل كتّاب الاتحاد وتعبيره عما يكنه من حب خاص وكبير للكتّاب ووصيته لهم بان يكتبوا وأمله في ان يزيد عدد الكتاب في تونس وان يزيد  عدد القرّاء ايضا.

 

* رهانات ثقافية عديدة في قادم الايام كيف هي استعدادات الاتحاد لذلك؟

 

ـ بعدما لقيه الاتحاد من دعم وتشجيع ومساعدة من سيادة  رئيس الدولة وبعد صعود هيئة جديدة اليه. وأمام ما نحن مقدمون عليه في تونس هذه السنة من مواعيد ثقافية وسياسية كبرى لا بد للاتحاد من ان يكون مساهما فاعلا وحاضرا بارزا فيها.

 

وامام ما يطمح اليه الكتّاب والمجتمع المدني والوسط الثقافي من انطلاقة جديدة ومختلفة تغير النظرة التي سادت طيلة السنوات الماضية عن الاتحاد بسبب غيابه وضعف فاعليته وما شاع عنه من صور تسيء اليه من تصرفات وسلوكيات الهيئة المديرة الجديدة عازمة على تغييرها واصلاحما فسد فيها والكتّاب المنخرطون في الاتحاد انفسهم هم في هذه الدورة عبروا عن التفافهم حول الهيئة المديرة الجديدة وعن املهم في عهد جديد لاتحادهم وعن  استعدادهم الكبير لدعمها ومساعدتها لان الهيئة وحدها بدون التفاف كل الاعضاء لا تستطيع ان تنجح. وقد لمسنا كثيرامن الصدق لدى كل الاعضاء للارتقاء باتحادهم والعمل على تجاوز سلبيات الماضي ومواصلة ما انجزت الهيئات السابقة من اعمال طيبة لا نختلف حولها.

 

امامنا باختصار رهانات النجاح وتحقيق الافضل، والعمل على اشعاع الأدب التونسي داخل تونس وخارجها وعازمون كل العزم على الوفاء بوعودنا.

 

* هل يمكن الحديث عن برنامج ثقافي خاص بالاتحاد احتفالا بمائوية الشابي؟

 

ـ طبعا، سيكون لاتحاد  الكتاب تظاهراته واصداراته ومشاركاته في هذه المناسبة الثقافية التاريخية الكبرى وفي اجتماع الهيئة المديرة اليوم (14 فيفري)  وهو الاجتماع الثاني لها سيكون هذا البرنامج ضمن جدول العمل الذي ستنظر فيه.

 

* القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية ما مدى حضور الاتحاد في هذه التظاهرة؟

 

ـ سيكون الاتحاد ايضا حاضرا في هذه التظاهرة، فقد تم الاتفاق مبدئيا مع هيئة التظاهرة ومنسقها العام على تنظيم الاتحاد لامسيتين شعريتين كبيرتين بالقيروان واحدة قيروانية لشعراء القيروان لقراءة قصائدهم التي قالوها في مدينتهم وهي كثيرة ولقراءة القصائد الشهيرة لشعراء القيروان القدامى وهي ايضا كثيرة ورائعة وجديرة باستذكارها وتنظيم امسية ثانية لشعراء تونسيين وعرب الى جانب اصدار عن القيروان في عيون شعرائها ضمن منشورات الاتحاد ودراسات عن الأدب القيرواني  الى جانب مشاريع اخرى ستنظر فيها الهيئة المديرة في اجتماعها اليومايضا لاننا مازلنا في بداية انطلاق اعمالنا كما هو معلوم.

 

* اتحاد الكتّاب التونسيين بهيئته الجديدة وجد نفسه امام إرث ومخلفات سلبية سابقة، فما هو  برنامج الاتحاد لتجاوز هذا الارث الثقيل؟

 

ـ بالنسبة للارث الثقيل الذي كان سيعطّل انطلاقاتنا وطموحاتنا وهو الديون المتخلدة والمصاعب المادية فقد ساعدنا سيادة رئيس الدولة مشكورا بما يزيد عن محو ديوننا والامر بالتسريع في دفع المنح المخصصة للاتحاد.

 

كما ان وزارة الثقافة والسيد الوزير نفسه قد ساعدنا بتسهيل عديد الأمور في ادارة الاتحاد وعبر عن  استعداد الوزارة الدائم لدعم الاتحاد ومساعدته والتعامل معه.

 

اما الارث المعنوي والأدبي فاننا عازمون  وعاملون على التخلص منه بالعمل والعمل والعمل وتغيير ما علق بالعقليات بين بعض اعضائه والمصالحة بينهم والعمل الصادق على استعادة ثقتهم في اتحادهم والانخراط في برامجه واستماع الهيئة  المديرة لمقترحاتهم وشواغلهم والتفافهميدا واحدة من أجل تقديم صورة حقيقية ناصعة ومشرقة لاتحادهم جميعا. وتفعيل عمل الفروع وتشجيع نشاطاتها ودعمها والعمل على تجاوز بعض السلبيات المؤثرة في صور الاتحاد.

 

* الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة ستطرح حتما اشكالية النشر والتوزيع للكتاب التونسي هل أعد الاتحاد برنامجا خاصا للنهوض بالكتاب والتعريف بالمؤلفات التونسية؟

 

ـ اطمئنك بان الاتحاد بدء  بالعمل في هذا الاتجاه وقدم مقترحاته لذلك من خلال مشاركاته في الجلسات الدورية التي تعقدها وزارة الثقافة في الاستشارة ولنا عزم على دعم مشاريع منشورات الاتحاد وبرامج طموحة سنعمل كل الجهد لتنفيذها لمزيد العمل على نشر الكتاب وتوزيعه واشعاعه داخل تونس وخارجها.. وهذا من الاهداف الاساسية للاتحاد.

 

أجـرى الحوار: محسن بن أحمد

 

)المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 فيفري 2009(

 

 

 


 

مغارة محمد علي بابا.. «مخزن» السينما التونسية

 

تونس- العرب أونلاين- صابر سميح بن عامر*: في أعرق حي شعبي بقلب تونس العاصمة « باب سويقة » مدينة الثقافة التونسية بامتياز، أين عرفت هذه « الحارة » في أواسط الأربعينات من القرن الماضي أكبر مجمع ثقافي تونسي « مقهى تحت السور » الذي أنتج أيامها عباقرة الفن والثقافة شعرا وغناء وأدبا ممن لا تزال أثارهم الفنية راسخة في ذاكرة الشارع الثقافي التونسي إلى يومنا هذا.

 

في أحد أزقة « الحارة » انتصب رواق خاص للفنون الأكثر خصوصية ببادرة فردية من سينمائي تونسي شاب يدعى محمد علي بن جمعة ليكون مخزنا للصور السينمائية التونسية.

 

سرّة العاصمة

منطقة « باب سويقة » كانت وما تزال نموذجا ثقافيا شعبيا بارزا من خلال « كافيشنطاتها » التي تعرف ذروتها خلال شهر الصيام. وهي سرّة العاصمة ونبض حياتها الشعبية بموروثها الثقافي والرياضي، فهي إلى جانب كل ما سبق معقل أحد أبرز وأعرق الأندية التونسية « الترجي الرياضي التونسي » وهو فريق عريق وصاحب ألقاب عديدة محليا وقاريا.

 

« باب سويقة » المحروسة من سلطان المدينة « سيدي محرز » هي اليوم موطن أطرف رواق للفنون بتونس، وطرافة الرواق تكمن في شيئين: المكان والإنجاز.

 

فأما المكان فهو كما ذكرنا حي شعبي وهو ما يعني نظريا استحالة إقامة رواق للفنون بمفهوم الصالونات المتعارف عليها كمجمع نخبوي وأرستقراطي.

 

أما عن الإنجاز فهو حلم تحقق لسينمائي تونسي شاب فكر فأنجز أول رواق من نوعه في تونس وربما في المغرب العربي يختص بتجميع « أفيشات » الأفلام التونسية منذ استقلال البلاد إلى اليوم.

 

« مخزن » علي بابا

وسط المقاهي الشعبية المتناثرة على اليمين وعلى الشمال وفي مكان قصي من زقاق قديم ينتصب في احتشام محل تخاله للوهلة الأولى دكانا أو ربما بيتا صغيرا ببابه التقليدي الموصد. ومن خلال مفتاح كبير غليظ وعظيم تنفتح لك مغارة « علي بابا » السينمائية لينجلي لك التاريخ المرئي لتونس الفن السابع.

 

استدارة بسيطة من صاحب الرواق للمفتاح السميك تكون إثرها في محراب الصورة لا كرسم سريالي أو وحوشي أو دادائي وغيره من فنون المدارس التشكيلية بل كصورة سينمائية ثابتة لملصق دعائي قديم، لذكرى إخراجية ورؤية سينماتوغرافية لفيلم طويل أو قصير ملخصة في شكل « أفيش » بسيطقد يعكس عمق الفيلم وقد يخفق في ذلك، كل هذا غير مهم بالقياس مع روعة التذكّر أو متعة الاكتشاف وأنت تعانق تاريخ أربعين سنة من الانجاز السينمائي التونسي الحر.

 

أصل الحكاية

يقول محمد علي بن جمعة: « المخزن » هو ملك لوالدي التاجر العريق بالمنطقة. كان نسيا منسيا ومهجورا بعد أن كان مخزنا لتجميع البضاعة.

 

وذات يوم أعطاني المفتاح كهدية لأصنع منه شيئا ما. فكانت الفكرة أن أجعل منه مرسما أو مكان التقاء لبعض الأصدقاء من السينمائيين الشبان، لكن ولعي القديم بتجميع « أفيشات » الأفلام العالمية استفز في فكرة تجميع ملصقات الأفلام التونسية منذ الاستقلال إلى الآن.

 

فكبر الحلم وكبر من خلاله الإنفاق، حيث كان في الحسبان أن أصرف على ترميمه زهاء الخمس مئة دينار تونسي « 200 جنيه إسترليني » لكن الطموح تعاظم إلى حد 15 ألف دينار تونسي « ستة آلاف جنيه إسترليني » ليتحول المخزن من ركام وحطام إلى رواق أنيق للملصقات السينمائية التونسية.

 

بدأت أولا بترميم الجدران لأبني الدرج « السلم » فالطابق العلوي الذي جعلت منه مجلسا صغيرا لاستقبال الأصدقاء ثم انطلقت في « بروزة » بعض الأفيشات لينتهي بي الحال إلى ما هو عليه الآن، وما يزال بداخلي طموح كبير لتوسعة الرواق وهو ما أصبو إلى تحقيقه بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسي.

 

حيث لم أعرض إلى الآن سوى نسبة 70% من جملة ما أحتكم عليه من ملصقات، كما أن المكان الذي أنجب أسماء إبداعية مهمة يعطيك دفعا ومادة غزيرة لاستعادة انجازاتهم وأمجادهم ولو من خلال الصورة التي هي وسيلتي لتخليدهم« .

 

وعن كيفية تجميع كل هذه الأفيشات، يقول بن جمعة: لي اليوم من العمر 37 سنة ولي من الذاكرة السينمائية على الأقل عشرون سنة، وهو ما يجعلني أذكر جل الأفلام التونسية ناهيك أن تاريخ السينما التونسية لا يتجاوز الخمسين سنة.

 

فأول فيلم تونسي مئة بالمئة عمره اليوم واحد وأربعون عاما وهو فيلم « الفجر » للسينمائي التونسي الكبير عمار الخليفي ومن حسن حظي أنه منحني وثيقة رخصة انجاز الفيلم الممضاة من عميد السينما التونسية الطاهر شريعة وهي من جملة كنوز الفضاء.

 

ثم إن العديد من الأصدقاء لم يبخلوا علي بالمساعدة لإيمانهم بعمق الفكرة. وأشكر في هذا الخصوص محمد المبروك مدير قاعة « المونديال » السينمائية الذي منحني العديد من الأفيشات وكذلك السينمائي التونسي إبراهيم اللطيف« .

 

« مدرج » بن جمعة

يجد الزائر للرواق وتحديدا بالمدرج المفضي إلى الدور العلوي صورا وأفيشات لبعض انجازات محمد علي ذاته على اعتبار كثافة نشاطه في الحقل السينمائي التونسي فيطالعك ملصق فيلم « جنون » للفاضل الجعايبي لتصعد قليلا على السلم الأحمر الذي يذكرك بعظمة وهيبة المدرج الأحمر لمهرجان « كان » العالمي.

 

فترى أيضا صورا للشاب وهو في حضرة الكاميرا مرفوقا بأعلام من صناع السينما التونسية كصورته مع الراحل مصطفى العدواني المأخوذة من فيلم « باب العرش » للمختار العجيمي وصورا أخرى مع فتحي الهداوي والأمين النهدي وجليلة بكار لينتهي بك المدرج إلى باب صغير يفضي بك إلى استراحة فوقية حيث بإمكانك احتساء قهوة أو كأس شاي تونسي وأنت تطالع جزءا آخر من تاريخ تونس السينمائي دون أن تمل لذة الاكتشاف إن كنت سائحا أو عابر سبيل بسيط غير ملم بثقافة الصورة السينمائية التونسية فتستفز فيك الصور جمالية البحث في تاريخ السينما التونسية.

 

ذاك هو المخزن الذي افتتح رسميا سنة 2005 بمناسبة أيام قرطاج المسرحية ليكون شاهدا على تاريخ تونس السينمائي وثروة مرئية تستفز فينا الحياة.

 

مخزن جامع لنحو ثمانين ملصقا راوح بين القديم من الأعمال « كالسفراء » للناصر الكتاري و »الفلاقة » لعمار الخليفي وأخرى لمخرجين مخضرمين كـ »بنت فاميليا » للنوري بوزيد و »صمت القصور » لمفيدة التلاتلي و »سلطان المدينة » للمنصف ذويب و »قوايل الرمان » لمحمود بن محمود وثالثة حديثة كـ »الفيزا » و »سيني شيتا » لإبراهيم اللطيف و »بابا عزيز » للناصر خمير و »ثلاثون » للفاضل الجزيري، ليظل حلم بن جمعة كبيرا لتوسعة الرواق في ظل ما تعيشه تونس اليوم من حركة سينمائية متطورة وكثيفة.

فمن لهذه السينما من حافظ لها سوى « مخزن » طموح لشاب أكثر طموحا.

 

____________

صحفي من اسرة العرب الاسبوعي

 

  (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 14 فيفري 2009)

 

  

 

 

 


 

في موريتانيا.. العبودية سيدة الموقف

 

موريتانيا- العرب أونلاين- محمد يحي ولد عبد الودود وجمال العرفاوي: خلال المنتدى الذي انعقد في تونس العاصمة تحت عنوان « التمييز في الإرث » المنعقد يوم 24 يناير، أدانت منظمات حقوق الإنسان والنشطاء الموريتانيين العبودية التي يقولون إنها لا تزال تنخر جسم المجتمعالموريتاني.

 

ويقول بيرم ولد مسعود، رئيس منظمة نجدة العبيد لمغاربية « العبودية واقع أليم في موريتانيا، فبعض الأسر لا تزال تملك العبيد وتستقلهم في البيوت والمزارع هنا في نواكشوط دون أي تدخل من الحكومة« .

 

وطالبت الناشطات أيضا من القيادات النسوية المشاركة في المنتدى الوقوف إلى جانب موريتانيا للتخلص من هذه الآفة الاجتماعية، وخاصة في الضواحي الشرقية والجنوبية.

 

ورغم كون الحكومة الموريتانية حرمت العبودية سنة 1984، يقول ولد مسعود « إن قانون العبودية الصادر مؤخرا تم إجهاضه من طرف القوى التقليدية النافذة وبالتالي لم يطبق على أرض الواقع … هناك أغلال فكرية، دينية، مادية، تربط العبيد بأسيادهم … مالم يكن هنالك إنعتاقإقتصادي للعبيد فستبقى العبودية هي سيدة الموقف« .

 

وفي سنة 2006 اعتمدت الحكومة قانونا جديدا يفرض غرامة مالية ما بين 200 ألف ومليون أوقية موريتانية في حق كل من تثبت إدانته في الانخراط في عمليات الاتجار بالبشر.

 

لكن حتى هذا القانون لا يجد طريقه للتنفيذ حسب الموريتانية أميناتو بنت مختار، رئيسة جمعية النساء معيلات الأسر. وأضافت أن السلطات لا تفعل شيئا لإنهاء معاناة الكثير من الفتيات اللواتي يتعرضن لشتى صنوف الاستغلال بما في ذلك الاستغلال الجنسي.

 

إحدى المشاركات صعقت حين استمعت إلى شهادات عن تواصل وجود الرق في موريتانيا.

وقالت نبية حدوش المسؤولة بجمعية النساء المغربيات « انا أدعو الأخوات في موريتانيا أن يتحركن على أوسع نطاق ممكن لفضح هذه الممارسات« .

 

وتساءلت « نحن في المغرب مستعدات لدعمهن عبر علاقاتنا الإقليمية والدولية. ولم لا نقيم تحالفا مغاربيا من أجل إنهاء هذه الممارسات المخلة بحقوق الانسان « . وتضيف نبية « هذا مهين لجميع مواطني شمال إفريقيا، وعلينا ألا نقبل بذلك ونحن في القرن21« .

 

أما نفيسة إيبن عضوة الهيئة المديرة بالجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء فقد دعت إلى ضرورة تشكيل تحالف نسوي من أجل الدفاع عن ضحايا تجار البشر في موريتانيا.

 

وأضافت إيبن « علينا أن نكاتب الحكومة الموريتانية ومنظمات حقوق الإنسان لإخبارهم أنه أمر مشين، علينا ألا نواصل السكوت على ما يجري« .

 

وحسب المناضلة النسوية الموريتانية سارة الصادق، فإن تجار البنات يجدون ضالتهم في المناطق الفقيرة أو في أوساط الفلاحين النازحين إلى العاصمة بسبب سنوات الجفاف الطويلة.

 

وتقول سارة إن من بين المشاكل التي يعاني منها النشطاء والمنظمات هو غياب إحصاءات دقيقة يعتد بها حول مدى انتشار المعضلة.

 

وقالت الصادق « مؤسسات المجتمع المدني ليس لديها القدرة المادية على القيام بإحصاء دقيق حتى أن السلطات لا تعير أي اهتمام للموضوع« .

 

وتقدر الأمم المتحدة أن هناك 1.2 مليون طفل يجرى تهريبهم عبر العالم كل عام، وأن هناك حوالي 246 مليون طفل في العالم مرتبطين بعمالة الأطفال. كما تدر تجارة الرقيق نحو 31 مليار دولار سنويا على مهربي البشر .

 

وحتى عندما يُطلق سراحهم، فإن انعدام التعليم والمعرفة المناسبة بمحيطهم عادة ما يحد من حرية ضحايا الرق.

 

وتقول مريم منت محمد لغظف، صحفية « المتحررين من العبودية لم يستطيعوا الإستقلال إجتماعيا لأنهم فشلوا في ذلك إقتصاديا. الواقع أن العبودية الحقيقية هي تلك المادية وليست العرقية كما يتصور البعض… كثير من الأسياد أعطوا الحرية لعبيدهم منذ زمن طويل لكن هؤلاء العبيد وجدوا أنفسهم في وضعيات إقتصادية صعبة جعلتهم يتمنون العودة إلى أكناف أسيادهم« .

 

وتقترح أنه من واجب الحكومة تقديم المساعدة المالية والتربوية لصالح من عانوا الرق من أجل دمجهم إجتماعيا.

 

أو من جهة أخرى، لا تزال الحكومة الموريتانية تصر أن زمن العبودية قد ولى وما بقي لا يعدوا كونه رواسب آخذة في الإندثار.

 

حيث يقول مفوض حقوق الإنسان، محمد لمين ولد إداد « الدولة ماضية في محاربة مخلفات العبودية وبالتالي فتح فرص المساواة أمام كافة الشرائح الإجتماعية ». وأضاف « أن الميزانية التي يخصصها قطاعه لهذا المشروع يبلغ مليار وأربعمائة مليون أوقية« .

 

وقال إداد إنه التقى مجموعات من الأشخاص المستعبدين لسماع تجاربهم. وقال « بعض ضحايا الرق يحكون قصص مزرية عن واقع أليم إكتحلت أعينهم به دون أن يملكوا عصى سحرية للخروج منه« .

 

بلال 50 عاما، أحد هؤلاء الضحايا. ولد في وسط لا يعرف المساواة ولا العدالة حسب قوله.

 

يقول لمغاربية « كان والدي يرعى الإبل طيلة اليوم بينما أمي كانت تسوس الخيول… شربت كأس الذل والهوان طيلة طفولتي المسروقة وشبابي المقيد وأحلامي المفجوعة، كل ذلك بسبب سواد البشرة الذي خرجت به إلى هذا الوجود الظالم« .

 

 

   (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 14 فيفري 2009)


 

عيون ليبيا على الاستحواذ في بنوك إيطالية

 

 

ميدل ايست اونلاين

روما ـ نقلت صحيفة ايطالية السبت عن رئيس صندوق الثروة السيادية الليبي قوله ان الصندوق قد يستحوذ على حصص في بنوك ايطالية لكنه لم يحدد البنوك ولا توقيت مثل هذه المشتريات.

 

وأضاف عبد الحفيظ الزليطني رئيس المؤسسة الليبية للاستثمار أنه رغم فشل محادثات شراء حصة في تليكوم إيطاليا الا أن ليبيا قد تبدي استعداداً لاستئناف المفاوضات في المستقبل.

 

وقال في مقابلة مع صحيفة كوريري ديلا سيرا « أجرينا محادثات. المواقف لا تزال متباعدة. لكننا مستعدون لاعادة فتح المفاوضات« .

 

والمؤسسة الليبية للاستثمار واحدة من عدة صناديق استثمار عالية السرية تملكها حكومات وطنية تزداد نشاطاً في شراء الأصول الغربية بما لديها من سيولة وفيرة بفضل ارتفاع أسعار النفط في السنوات الأخيرة.

 

وكان البنك المركزي الليبي اشترى بالفعل حصة 4.6 بالمئة في أوني كريدت ثاني أكبر بنوك ايطاليا.

 

وساعد البنك في وقت سابق هذا الاسبوع على سد عجز في جهود زيادة رأسماله.

 

ونسبت الصحيفة الى الزليطني قوله « أبدينا استعدادنا لشراء حصص في بنوك أخرى.

 

وأضافت « في هذه الفترة تعاني البنوك من مشكلات نعرفها جميعاً ومن ثم ندرسها بعناية« .

 

وسألته كوريرا عن نوع السيولة التي قد تكون متاحة لدى ليبيا لاستثمارات عالمية فقال « لدينا (مستوى) مرتفع جداً من السيولة..المتاح 80 مليار دولار« .

 

وأضاف أن الاستثمارات في ايطاليا قد تصل في نهاية الأمر الى عشرة بالمئة من هذا المبلغ.

 

وأكد أن ليبيا لاتزال تريد زيادة حصتها في شركة النفط الايطالية ايني التي قدرتها الحكومة الايطالية في الاونة الاخيرة عند حوالي اثنين بالمئة.

 

وقال « نريد زيادة حصتنا لكن الحجم يتوقف على السعر والظروف. الشيء المهم أن تدخل المجموعة معنا في مشاريع مشتركة ليس في ليبيا فحسب بل في ايطاليا وباقي أنحاء العالم« .

 

)المصدر: ميدل ايست اونلاين بتاريخ 14 فيفري 2009(

 


قراءة في حصيلة العدوان على قطاع غزّة

 

السبيل أونلاين – كتب زهير مخلوف – تونس تميزت الفترة ما قبل العدوان على قطاع غزة بانتصار حركة حماس في انتخابات حرّة ونزيهة وتولّيها دفّة حكم الفلسطينيين ونجاحها في التجربة وانتشار إشعاعها وكفاءتها وعدم تنازلها عن المبادئ والأرض وعدم القدرة على تطويعها وإخضاعها وإحراجها من أيّ طرف كان . ولذلك انخرطت المنظومة الدولية في حرب غير مباشرة في حصار القطاع والتضييق على مواطنيه في العيش والصحة والكرامة والدراسة والسفر واستمر ذلك لسنوات الأمر الذي سمح لقوى التخاذل تمرير مشروع الكبار في محاصرة الحكومة الشرعيّة ، وقامت القوات الصهيونية باعتقال عدد كبير من النواب لإحداث شغور في المجلس المنتخب ، كل ذلك من اجل إيجاد أزمة في الشرعية والمشروعية وإفقاد الثقة بالحكومة المنتخبة والمجالس الممثّلة ، وحين عجزت سلطة رام الله ومن يقف وراءها في تحقيق أهدافها والوصول إلى مبتغاها في إحراج وإسقاط الحكومة الجديدة عمدت إلى تدريب قوات عسكرية في بعض الدول العربية للانقضاض على حكم حماس وإقصاء فصائل المقاومة من أي دور جهادي ونضالي ضد المحتل ، للوصول لعقد اتفاقية مذلّة للشعب والتاريخ والجغرافيا ،ولكن قوى المقاومة المخلصة خيّبت مسعاهم وقامت بعملية استباقية أجهضت مشروعهم وكشفت المخططات السرية لسلطة رام الله في ضرب قوة حماس وقوى التحرر الوطني ، وفضحت صفقاتهم المالية المشبوهة مع العدو وسفهت ادّعاءهم في الإخلاص للوطن . وإذا أضفنا إلى كل ذلك محاولة بعض أنظمة الطوق تصفيّة النضال الفلسطيني وبصفة خاصة حركة حماس وعقد صفقة اتفاقيات مذلة للقضيّة ، نكون حينها قد أتينا على توصيف الحالة الذاتيّة للداخل الفلسطيني ما قبل العدوان على غزة ، وإذا أدخلنا المعطى الذاتي للكيان الصهيوني في تحضيره لانتخابات داخلية أجندة كل طرف فيها تقوم على حساب سفك الدم الفلسطيني بمساندة أمريكية مطلقة وضوء أخضر للقيام بعدوان. و تواطأ كلّ ذلك موضوعيّا مع وضعية تميّز بها النظام العربي الرسمي الذي أصبح عرّابا للغرب الاستعماري أو متواطئا معه وحرص هؤلاء القادة الشديد على كراسي حكمهم ، وضعف مواقفهم وتخاذلهم وارتهانهم ،نكون حينها قد شخّصنا أهمّ ملامح الحالة العامّة التي اكتنفت القضيّة وأهمّ ارتسامات الواقع المحيط بها فهل تمكن الكيان الصهيوني في إطار هذا الوضع الذاتي والموضوعي من استثمار الحالة القائمة وتعميق الفصام العربي وتحقيق الأهداف المرسومة مسبقا وتأكيد نصره ؟ وما الذي كشف عنه العدوان داخليا وخارجيا ، شعبيا ودوليا ؟ وما المطلوب منا بعد هذا العدوان ؟   خفايا ما كشفت عنه الحرب كشف العدوان نفاق الدول الغربية في تسويق مفاهيم على المقاس للديمقراطية وحقوق الإنسان ، وجاءت الحرب لتكذب مزاعم هؤلاء وازدواجيّة خطابهم بل كشفت الروح الاستعمارية لهاته المنظومة والنزوع المادي والمصلحي الغالب عليها إلى حد التضحية بالقيم والمفاهيم التي يبشرون بها ، وقد تجلى ذلك في التباطؤ والتلكؤ الذي تميز به مجلس الأمن في اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب ولتستمر حرب الإبادة تحت الغطاء الأممي بل إن محاولة تعطيل أي مبادرة ولو بسيطة كتعطيل انعقاد قمة المؤتمر الإسلامي وتأجيل القمة العربية من خلال التحكم في قرارات قادة وحكام هذه الدول كان جليّا واضحا ومكشوفا ، بل إن بعض حكام الغرب مثل »ساركوزي » قد خرجوا علينا في خضم حرب الإبادة ليتغنوا بديمقراطية الكيان الصهيوني وتأكيد دعمه اللامشروط للكيان »، وهذا يؤكد سقوط حقيقة الديمقراطية المدّعاة من طرف بعض حكام الغرب .. — كشفت الحرب حقيقة الوفاق العربي الكاذب والمخاتلة والمخادعة للأنظمة العربية بعضها لبعض وعرّت سترهم عند شعوبهم وفضحت ولاءهم الأعمى للغرب وحركت بأقدار الماء الرّاكد والمتعفن الذي تميزت به الحالة العربية في منظومتها الرسمية ، حيث محّصت الصفوف حتى في إطار الحكام وبان الوطني من المتواطئ . وإذ لم يُحدث هذا الاعتداء الصهيوني ثورات عاجلة في الوطن العربي إلا أنه حتما سينتج وعيا يراكم شروط التّغيير الذي يمكن أن يفضي إلى هبّات شعبية كبرى يوما ما ، خاصّة وقد أدركت الجماهير أن أنظمتها الحاكمة فاقدة للشرعية وأنها منظومة محميّة من نفس من يحمي الكيان الإسرائيلي . — كشفت الحرب قبح الوجه الصهيوني وسوءة الكيان العبري وعنجهية جيش المحتل وأكدت للعالم بأسره لا إنسانية هذا الكيان السرطاني وأظهرت جرائمه البشعة التي طالما اقترف أمثالها عبر تاريخيه الطويل انطلاقا من دير ياسين ومرورا بصبرا وشاتيلا وقانا ووصولا إلى جنين وانتهاء بمجازره في غزة ، ولقد انهارت سمعته الإعلامية التي انفق من أجل تسويقها عشرات التريليونات طيلة عقود من الزّمن ولم يعد يمثل الخير والديمقراطية في عيون الغرب . وبالرغم من هيمنته على وسائل الإعلام لم يتمكن من صياغة رأي عام عالمي يسنده ويبرر أعماله الإجرامية — كشفت الحرب زيف الإعلام الغربي وأكذوبة حياده الإعلامي بل تعميته المتعمدة عن نقل جرائم حرب الإبادة ضد شعبنا في غزة ، وقد انخرطت بعض وسائل الإعلام العربية الرسمية في هذا الزيف حيث كانت غير مهتمة بأحداث غزة بل كانت تنقل المباريات الرياضيّة والأغاني الصاخبة والمسلسلات في الوقت الذي يموت فيه عشرات الأطفال في غزة — كشفت الحرب خيانة صف بعينه في الداخل الفلسطيني « سلطة رام الله » حيث أعانت على الحصار وعلى العدوان بل دلت على بعض القادة ليقع تصفيتهم وروجت للافتراءات وقامت بالتشويه واختلاق الأكاذيب وفي الأخير أرادت ركوب الانتصار واختطاف بريقه بالتشكيك في وطنية حماس واتهامها باستهداف أنصار فتح بالتصفية ، وقد ذهب بعض المراقبين إلى أن بعض رموز السلطة الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية قد شاركت مشاركة مباشرة في حرب الإبادة ضدّ سكّان غزّة   نتائج العدوان على الداخل الفلسطيني أولا : ثبت بما لا يدع مجالا للشك قبل العدوان و أثناءه تماسك الموقف الفلسطيني الداعم للمقاومة والصمود وبرز ذلك من خلال المواقف والتصريحات لفصائل المقاومة وعامة المواطنين، بل إن مواصلة المعارك وتعليقها لم يتأرجح بالتأثيرات الخارجية فضلا عن تأثره بالموقف الإسرائيلي وكان القرار الموحد هو الاصطفاف وراء حماس ومواقفها الوطنية ثانيا : الصمود والقدرة على مواصلة القتال والاستمرار في إطلاق الصواريخ بنفس الوتيرة بما يؤشر الى الاستعداد الكامل في المعركة والنجاعة الكاملة في تصعيدها التدريجي. ولم تتمكن عنجهية الجيش الصهيوني من كسر إرادة المقاومة أو شل حراكها أو النيل من عزمها أو عزيمة أفرادها بل برزت المقاومة بقدرتها على المناورة في كل الاتجاهات سواء الإعلامية أو السياسية أو الدبلوماسيّة أو العسكريّة ثالثا: انخراط القادة في المعركة الميدانية وفي المعاناة اليومية للشعب والجماهير في غزة وفي التضحية حتى بالنفس ليتعمق من جديد المفهوم الأصيل للنضال الحقيقي في أن القيادي كالقاعدي والجنرال كالجندي وأن حمزة* يتساوى مع أدنى جندي من الجيش وأن ريان* وصيام* والطفل الشهيد هم سواء وان التضحيات هي شعار كل مخلص مهما علا شأنه أو قلّت مرتبته .. رابعا : انتصار خيار المقاومة لا خيار الاستسلام والتسويات الجوفاء حيث أصبح المواطن الفلسطيني غير عابئ بتلك المزايدات التي ُتعرض في بورصة السلام والاستسلام وصار لا يصدّق الذين ينعقون وراء معاهدات الخذلان بل لقد انخرط الفلسطينيون في مشروع النضال والجهاد كحل وحيد للتحرر والانعتاق والتنمية و في أدنى الأحوال كسند أساسي لتوفير شروط أفضل لمفاوضات لا تفرّط في الثّوابت ، وقد أحدثت الحرب في غزة الفرز التاريخي المطلوب في معركة التحرر الوطني الشامل ضد التبعيّة والتسلط العنجهي للكيان المستعمر ،ولقد صنعت المعركة في غزة معادلة جديدة طالما ردّدها المحرّرون القدامى والتي مفادها أن السلام لا يمكن أن يأتي بالاستجداء كما أن الأرض لا توهب ولا تُعطى من الغالب للمغلوب أبدا بل إن أي تحوّل فوق الأرض لا يأتي إلا بحسب قانون التدافع وإعداد ما نستطيع من قوة والتوكل بدون تردد ، وفرض قانون توازن الرعب،وان الانتصار في المعارك لا يتنزل من السماء هبة بل لا بد من الإعداد له، ولا يكون فوق رقعة شطرنج افتراضية بل يكون في ساحة معركة حقيقية وأن المواقف السياسية لا تكسب قوتها إلا بما تكسبه لها المواجهة على الأرض من فرص للمناورة والمحاورة . إن الجيش الصهيوني لم يقدر على دخول غزة ولو دخل فلن يتمكن من البقاء فيها وان إخفاق هذا الجيش تأكد في ساحة المعركة ،وقد فاق صمود المقاومة كل توقع، وان المراحل التي حددها الكيان العبري لم يتحقق منها شيء إلا إذا اعتبرنا أن تدمير البنايات والمساجد والمدارس واستهداف المدنيين والأطفال في معركة غير متكافئة هو الهدف . إن الانتصار لخيار المقاومة ضد الكيان الصهيوني بدأ في حرب تمّوز على لبنان2006 وقد تجلى في معركة غزّة في أرقى صوره حيث لم يقبل الفلسطينيون بقوات دولية تحمي حدود إسرائيل ولم يُمضوا معاهدات أو تفاهمات بل لم يعترفوا بالكيان الصهيوني أصلا وانتصرت هذه الروح المقاومة ودبت في أواصر الجسد العربي والإسلامي إلى الحدّ الذي جعل بعض الأطراف تدعوا إلى إقصاء الدولة العبرية من المنتظم الدولي واعتبارها كيانا سرطانيا غاصبا ، وقد أصبح التنادي بالجهاد شعار المخلصين من الأمة كما أنّ رفض معاهدات التسوية أضحى أهم شعار لهم ، ممّا قد يضع القضيّة الفلسطينية على السكّة الحقيقية التي ستسلكها في المرحلة المقبلة بعد تاريخ تفاوضي تسووي دام ستين سنة بتعرّجات عدّة ولم تكسب منه القضية إلا الويلات والهزيمة والخيبات وبعد أن فقد الفلسطيني احترام الناس له واهتزت صورته في نظر العالم بأسره أصبح له اليوم رصيد كبير من العزة والكرامة والاحترام وعاد مكرّما مبجّلا في نظر إخوانه في كل أقطار العالم الإسلامي والغربي ولم يعد تحرير فلسطين مجرّد حلم بل إن النصر أصبح ممكنا وبداياته الحقيقية تبدّت في غزة ومن قبله تجلّت إرهاصاته في انتصار المقاومة الإسلاميّة في جنوب لبنان وقد استطاعت المقاومة الفلسطينيّة الصمود ودحر العدوان وتكبيده خسائر جمّة بل صنعت قاعدة توازن الرعب وإن لم تهزم العدوّ عسكريا فقد هزمته أخلاقيا وحققت انتصارها السّاحق ضده حيث جندت كل العالم لخوض معركة جديدة وهي معركة محاصرته ككيان ومحاكمة قادته كمجرمي حرب إن الحرب على غزة والحصار المفروض عليها منذ زهاء ثلاث سنوات قد أتى بنتائج عكس ما خطط لها العدو الغاصب حيث تأكد الالتحام والتكافل الجماهيري داخل المجتمع الفلسطيني وتجسد تعاون مواطنيه في تقاسم أدنى القوت الموجود وإيواء من هدم بيته وفي دفن الشهداء بتلك اللحمة التي لم يشهدها مجتمع بمثل ما شهدها قطاع غزة ، بل ضرب الغزّاويّون نموذجا في اللحمة والتحابب والتكافل والتعاون أبهرت البعيد قبل القريب والعدو قبل الصّديق قد أظهرت الحرب حالة الالتزام والانضباط الشديد وعدم انفلات الوضع الأمني كما حدث في حرب العراق حين هب الناس للسّطو على المؤسّسات العامة والهيئات ودبّ الاقتتال الداخلي الطاحن … وقد نجحت حركة حماس وأجهزة الحكومة المقالة على التوزيع اليومي المنضبط والمتواصل للأغذية والخبز وحتى رواتب الموظفين وصلت في حينها إلى بيوت أصحابها ، ونجحت حماس في التعاطي مع الوضع الجديد ومع حالة الحرب وأدركنا أن هذه الحركة لم تكن حركة اخوانية تدغدغ المشاعر والعقائد وتحشر الناس وتجمعهم حول شعار طوبوي عاطفي غير واقعي كما يدّعي دائما أعداؤها وأعداء مفهوم الإسلام السياسي الذي يطرح نفسه بديلا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيّا وحتى عسكريا بل كشفت حماس أنها حركة تُحسن الترشح للانتخابات و ُتحسن الربح فيها ،كما تُحسن تسيير دفة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية رغم الحصار المطبق ، كما تُحسن الإبداع في المعركة العسكرية والصمود فيها رغم ضعف الإمكانات والوسائل وتُحسن أيضا إدارة الشأن اليومي في حالة السلم وفي حالة الحصار والحرب وفي الوضع الذي احتشدت فيه كل قوى المؤامرة الداخلية والخارجية بعملائها ومنتسبيها للنيل من صورة حماس ، وهذا لعمري قد عجزت عنه أكبر الدول والجيوش في حالة الحرب (العراق مثلا) ،أو في حالة السلم (السودان مثلا ). وبالمحصلة فإن خيار المقاومة قد انتصر في المعركة التي ُشنّت ضده سواء في العراق أو الصومال أو لبنان أو أفغانستان وحقّق هذا الخيار تاج الانتصار في غزة وكسبت الأمة -بعد قرون من الهزائم والاستعمار- القدرة على الصمود ودحر أي عدوان بإمكانات ومعدات ضئيلة مقارنة بأرتال العدو الغاصب ، وقد أدرك المحتل أن سياسته في ضرب الروح المعنويّة للمقاومة في الأمة غير مجدي ، وحتما سيضطر هذا المحتلّ الى تغيير تكتيكاته واستراتيجياته . ونعتقد في الختام أن الأمة بعد صمود غزة قد تحصّنت لكل الطوارئ والعدوان ، وهي عاقدة العزم على الانتصار في معركة الهوية والانتماء والوحدة وكما انتصرت من قبل في معركة رفض التطبيع والاحتلال وفي امتحان مقاومة الأعداء فهي حتما ستنجح في امتحان مقاومة الاستبداد والعمالة والتواطؤ وحتما ستنتصر في هذا الامتحان شعوبنا التي أذلها حكامها المتخاذلون والمتواطئون ، وما التحركات والهبات الشعبية التي شهدها عالمنا العربي والإسلامي رغم البطش والقمع إلا دليلا على أنّ الرّجل المريض قد دبت فيه روح الحياة ، وان حضارة الإسلام ستبرز من جديد . العدوان الصهيوني وانعكاساته على الداخل الإسرائيلي — لقد حدد زعماء وقادة الكيان الصهيوني أهدافا عدة من عدوانهم على غزة تمثلت في إنهاء حكم حماس والإجهاز على المقاومة المسلحة بضرب منصّات الصواريخ وتحرير الأسير « شاليط: وفرض شروط الهزيمة بإلزام حماس بالتخلي عن المقاومة والاعتراف قسرا بإسرائيل ودخول خندق التسويات المذلّة وزرع بذور الفتنة وتشتيت الصف الفلسطيني وإضعاف حماس لينفضّ الناس عنها . كانت تلك أهداف العدو فماذا حقق منها؟ — عوض فرض شروط الهزيمة وإلزام حماس بالاعتراف بإسرائيل ، أقسم قادة حركة المقاومة على الملإ وعبر شاشات الفضائيات وأثناء الحرب تحديدا على أن لا يعترفوا بإسرائيل مطلقا مهما كلّفهم ذلك. — خسر الكيان الصهيوني حلفاءه ممن ربط معهم علاقات دبلوماسية حيث جمّدت قطر وموريتانيا علاقتهما بالكيان وقطعت بوليفيا وفنزويلا أيّ تواصل بإسرائيل ووقع طرد سفراءها. وتشكّل تحالف شعبي أمميّ مناهض للعدو الصهيوني ولوجوده وأيضا تحالف رسمي مكوّن من بعض الدّول تتزعمه إيران وفنزويلا وبوليفيا وبورما ولبنان.. وغيرهم ، كما خسر اليهود التعاطف الدولي ،و لم يعد ما سمي تاريخيا بالهولوكوست سيفا مسلّطا على بعض حكّام الغرب وقد مارس الصهاينة مثله أو أشدّ من أعمال وحشيّة، ولم يعد هناك مبرّر للصّمت على مثل هذه الجرائم والمذابح التي تّجترح على مرأى ومسمع كلّ العالم وبهذه الفظاعة. — خسر العدو تقاربه مع تركيا حيث تناست هذه الأخيرة علاقاتها بحلف الناتو وإسرائيل وتسارعها لعضوية الإتحاد الأوروبي ،وانحازت إلى القضية الفلسطينية العادلة بل جمّدت دورها في الحوار بين الكيان الصّهيوني والدولة السورية وانتقدت بشكل مباشر إسرائيل وحضرت في قمة الجامعة العربية وأكدت انتماءها لإرث الخلافة العثمانية بما يحمل ذلك من إشارات ، وأكدت مسؤوليتها في لعب دور إيجابي في ما يخص القضيّة الفلسطينية وهذا بحد ذاته انجاز مُعتبر. — انهيار مبادرة السلام العربية التي أصبحت ولفترة طويلة مرجعا يؤصل للتطبيع الذي كسب به الكيان الإسرائيلي مساحات وتموقع واعتراف دولي وعربي إلى حد بروز مواقف خيانية تذكرنا بخيانات حكام الأندلس وفلسطين في تاريخ سابق خسارة الوجه المزيف لديمقراطية إسرائيل المزعومة حيث لم تعد دولة النجمة السداسية لدى أغلب الناس دولة ديمقراطية كما روّج لها أساطين الغرب المهووسين ساركوزي مثلا وكما يروّج لها إمبراطوريّات الإعلام الغربي المتواطئ دائما. — وقف الهجرة لإسرائيل وبروز بدايات الهجرة المعاكسة والمضادة حيث أصبح الكثير من اليهود لا يأمنون على حياتهم ولا على مصالحهم وأصبحت إسرائيل لا تمثل لهم الملاذ الآمن كما كانوا يأملون ،وقد فاقمت الحرب من حالة الركود الاقتصادي ورفعت معدلات البطالة وتعمّقت المشاكل الاقتصادية للشركات والمؤسسات كما جلبت الحرب عدم ثقة المستثمرين وانخفاض القيمة الربحيّة داخل الدولة العبرية . وإذا أضفنا إلى كل ذلك تناقص معدل النمو الدّيموغرافي بالمقارنة مع الفلسطينيين مما قد يهدد الكيان الصهيوني في المدى المتوسط من التمدد وإمكانية التوسع فضلا عن الاستمرار، نكون قد أحطنا بتهلهل السلسلة الحديديّة وانفراط روابط حلقات قوّة الكيان الغاصب — كشفت هذه الحرب عن حقيقة جديدة مفادها أنّ الجيش الإسرائيلي الذي تمكّن في ستّة أيّام من احتلال سيناء والجولان والضفة والقطاع وجزء من جنوب لبنان وكبّد الجيوش العربية مجتمعة خسائر كارثية شهدها كلّ العالم وتألم لها الشعب العربي المسلم وصار بعدها لا يثق في نفسه ولا بقدراته وتعمقت فيه روح الهزيمة ودفعت حكامه إلى إمضاء معاهدات واتفاقيات مذلّة والتفريط في مساحات واسعة من الأرض دون أية ردة فعل أو عزم على التحرير بل وصل الأمر ببعض الزعماء التملص من القضية الفلسطينية والتعهد سرا وبشكل منفرد بعدم خوض أي حرب مع الكيان بل وبعقد صفقة معاهدة سلام مذلة معه . هذا الجيش الأسطوري الذي صنع الخوارق تمرغ اليوم وجهه في التراب وفقد هيبته في مناسبتين الأولى في حرب أوت 2006 في الجنوب اللبناني واليوم في حربه ضد القطاع في جانفي 2009 حيث لم يظهر من خوارقه إلا أعمال القتل العشوائية واستهدافه للمدنيين والأطفال والعزل من النساء والشيوخ والرضّع وتدميره للمباني والمدارس والمساجد والمنازل الآهلة بالسكان .وقد سقطت هيبة الجيش الذي لا يقهر حينما كبدته المقاومة خسائر في الأرواح فاقت عدد شهداء المجاهدين وحينما اندحر في ثلاثة أيام عن غزة إثر استعصائها عليه بعد 23 يوما من العدوان وعدم تحقيقه أيّا من أهدافه السياسية أو العسكرية سواء في وقف الصواريخ أو ضرب مصدرها أو تدمير القدرات العسكرية والتنظيمية لحماس وإقصائها من الحكم أو في فرض شروطها وتحرير جنديها شاليط ولقد أصبح الكيان الإسرائيلي يعتمد على الأمريكان والأوروبيين وبعض دول الجوار لتحقيق أمنه، وما دخول بوارج فرنسية في المياه الإقليمية لمنع تهريب السلاح ،ونصب الكاميرات المصرية على الحدود مع غزة إلا دليلا على هذا العجز في تحقيق الأمن الداخلي . إن لعنة غزة ضد القادة الإسرائيليين ستتواصل بعد هذا العدوان الغاشم حيث أصبح جنود ورموز وقادة الكيان العبري مهددين بالمحاكمة سواء في محكمة الجنايات الدولية أو عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تحالفت حوالي 400 جمعية وهيئة حقوقية من كل دول العالم لرفع قضايا وشكاوى في هذا الصدد وقد وافقت بوليفيا وفنزويلا على متابعة مجرمي الحرب الإسرائيليين كما تداعت بعض الهيئات لتقديم شكاوى لدى المدعى العام بمحكمة الجنايات الدولية لحثه على إنشاء محكمة خاصة بمجرمي الحرب الإسرائيليين ،وأغرقت المحكمة بشكاوى تثبت خرق الكيان الإسرائيلي لاتفاقات جينيف التي وقّّّعت عليها الدولة العبرية وهي مدخل تراهن هذه الهيئات أن تكسب من خلاله المعركة، كما وقع إرسال شكاوى خاصة للّجان التابعة للأمم المتحدة كلجنة مناهضة التعذيب حتى تتابع هذه القضايا ويتمّ بعدها إدانة الكيان الصهيوني من خلال اللجان الأمميّة، وقد عمدت هيئات أخرى إلى إرسال شكاوى للمنظمات الدولية المتخصّصة ( اليونسكو مثلا) لحثها على فتح قضايا في هذا الصدد من أجل إدانة الكيان الصهيوني في ما يخصّ اختصاصها. كما وقع دفع الدول العربية التي يوجد بها محكمات ذات الاختصاص العالمي (اليمن مثلا) لتباشر محاكمة هؤلاء المجرمين الصهاينة، ولم تتوانى جمعيات حقوقية أخرى عن رفع شكاوى بالمحكمات ذات الاختصاص العالمي مثل سويسرا وهولندا وبلجيكا….لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين كما قامت برفع دعاوي قضائية ضد مزدوجي الجنسية في البلدان التي ينتسب إليها الجنود أو الساسة أو القادة الإسرائيليون وقد رُفعت قضيّة هذه الأيام باسبانيا في هذا الصدد . كما قام الأمين العام للأمم المتحدة بالمطالبة بمحاكمة المسؤولين عن الدمار الذي لحق بمباني الأونوروا والاعتداءات على الأشخاص الذين يقومون عليها من أجل إثبات تهمة الاعتداء والقتل والمطالبة بالتعويض. وقد بدأ مشروع الدعوة لمحاكمة مجرمي الحرب واطلع عليه عدد كبير من المنظمات والجمعيات الدولية والحقوقية العربية والغربية كما انخرط فيه مجموعة من الدول ساندت هذا التوجه وسيتحقق من خلال متابعة محاكمة القادة والزعماء والجنود الصهاينة لدى المحافل الدولية تحول التعاطف مع الإسرائيليين « الهولوكوست » إلى تعاطف مع الفلسطينيين وستنتقل العدالة من عدالة المنتصر فقط كما وقع في نورنبرغ إلى عدالة للجميع لا فرق بين غالب أو مغلوب   انعكاسات الحرب على المستوى العربي والإسلامي الدولي أيقظت هذه الحرب حس الشعوب العربية والإسلامية وجدّدت لديها الاعتزاز بهويّتها وعمّقت قناعتها بالمشروع التحرّري الوحدوي وأكدت أن هذا المشروع لا يمكن تحقيقه إلا عبر الاعتماد على القدرات الذاتية فقط وحّدت الحرب القوى الوطنية بشتى توجهاتها الإسلامية والليبرالية واليسارية والقومية وجندتها في صف واحد في عملية التحرير والتحرر الكبرى ونأمل أن تتوحد في معركتها ضد الاستبداد. كما عمّقت لديها القناعة بان الأمة كلها « لا الحركات الإسلامية فقط  » هي الكفيلة بوقف العدوان والحرب الطاحنة وقد تنادى المسيحيون والشيعة والسنة واليساريون والإسلاميون والعلمانيون والقوميون للدفاع عن الأرض وتنافسوا في المساندة والمناصرة وابتكار سبل الدعم المادي والمعنوي حيث برزت تلقائيّة العطاء وسخاءه من الجميع دون استثناء وصارت قاعدة الفرز تستند إلى خيار المقاومة لا خيار الايدولوجيا وأضحي الالتزام بالقضية والمبادئ اكبر من الحسابات والمزايدات وخفتت النعرات المذهبية والإيديولوجية وارتفع شعار واحد ووحيد المساندة لغزة والعزة والنصر للقضية أحيت الروح الإنسانية لدى سكان الكرة الأرضية واستثارت الحس البشري ونمّت دور المجتمع المدني الإنساني ومحبي السلام في العالم والذي نعتقد أنه سيصبح محدّدا هاما في سياسات الدول ضد غطرسة وعنجهية بعض القادة والحكّام، وقد تداعت كل المنظمات الحقوقية والإنسانية في كل أرجاء الكرة الأرضية لمساندة الفلسطينيين والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني وهذا يؤشر إلى بداية عصر جديد تكون فيه القيم والمفاهيم الحقوقية والإنسانية هي المحرار الأساسي في النظام العالمي المستقبلي الجديد. وقد فاقت تأييد المنظمات غير الحكومة للقضية الفلسطينية كل الحدود وضربت أروع الأمثال في ذلك وتسارع رياضيون وممثلون ومغنون عالميون ونشطاء وساسة ووزراء… في كل أنحاء العالم لتأكيد دعمهم لغزة ومساندتهم لأهلها بروز موقف معاد للقطب الأمريكي الواحد الداعم للعدو الصهيوني المتغطرس وبروز الروح الجهاديّة في أركان الأمة وغلبة حب الاستشهاد لدى شبابها. وقد دبت هذه الروح وكبدت العدو المستعمر هزائم وخسائر جمة سواء في العراق أو الصومال أو أفغانستان أو في لبنان أوفي غزة ضد الكيان ، وقد تصاعد الموقف الدولي المعادي للأمريكان والإسرائيليين بشكل ينبؤ ببروز قطب جديد متعدد الإيديولوجيات يؤسّس انحيازه على ما هو إنساني لا ما هو مادي ويتحيّز للبشرية لا للعنجهية والحيوانية كما برز في الساحة الدور الفذ لعلماء الأمة الصادقين بعيدا عما أنتجته الفتوى الرسمية لعلماء آخرين أبعد ما يكونون عن حقيقة الإسلام ،حيث أنتجوا تملقا فقهيا وفتوى بحسب الطلب ، حرّموا فيها التظاهر بالشارع وعدم جواز إطلاق الصواريخ ! ! ! كما حاول بعض المناوئين إلصاق التهمة « بأنّ المقاومة هي حركة حماس فقط » ، حتى يُستثار الأيديولوجي والخصومة السياسية من أجل ضرب المقاومة والصمود ودق إسفين في البيت الفلسطيني ونسوا أن ما هو إنساني أكبر من ذلك بكثير وان استعمار الشعوب أصبح شيئا ممقوتا من البشر أجمعين مهما كانت مشاربهم ومعتقداتهم وأديانهم وطوائفهم. كما وقعت محاولات استعداء طيف من العرب والمسلمين ضد إخوانهم في حماس وذلك من اجل تصفية القضية لاحقا مثلما حاولوا مع حزب الله في لبنان واستعدوا عليه بتعلات طائفية ولم تمرّ هذه الأراجيف والمحاولات الممقوتة ضد الشعوب العربية والإسلامية، فقد أصبحت محصّنة بما فيه الكفاية واستطاعت أن تتعالى على التراث الفتنوي والتشرذم الطائفي العقدي والابتعاد عن الاستئصال بذريعة المخالفة والمعارضة وبذلك تحوّل الفهم الديني من حظيرة السياسي الممزّق إلى حظيرة الإنساني المجمّع ويمكن القول أنّه بعد أن كانت القضيّة الفلسطينيّة على مرّ التاريخ قضيّة المسلمين عامّة تمّ تحويلها – بأيدي ماكرة وعابثة – إلى قضيّة عربيّة ثمّ إقليميّة ثمّ شرق أوسطيّة ثمّ فلسطينيّة قطريّة خاصّة ثمّ أصبحت قطاعيّة ثمّ فصائليّة وكادت أن تُنسى من الذاكرة الإسلاميّة ، عادت اليوم وبأكثر قوّة وعمق واقتناع لتصبح قضيّة كل المسلمين في شتّى أنحاء الكرة الأرضيّة. كما يُمكن القول أنّ الحرب على غزّة دشّنت بداية الصعود للوبي إسلامي جديد انخرطت فيه أهمّ القوى الإسلاميّة المذهبيّة ( إيران الشيعيّة – تركيا السنّيّة) في وحدة تعكس وحدة الدين والقضيّة والمصير . إنّ الحرب على غزّة قد هيّأت المجال لتشكّل لوبي إعلامي وحقوقي إنساني جديد فقه دواليب اللعبة وأجاد التأثير فيها بشكل ُمثمر وطامح ،مُدرك أنّ المعارك لا تُحسم بالضرورة بأرتال الأسلحة وتطوّرها ، بل بمقدار الإرادة وقوّتها والعزم وصلابته مع عدم إغفال الإعداد لما يُستطاع عليه من قُوّة ومن رباط خيول العصر الحديثة (الآلة) إنّ أهمّ ما يُمكن أن يُستنتج من الحرب على غزّة هو صمود المشروع الذي جاء نتيجة العمليّة الديمقراطيّة أمام شتّى الأنواء والأعاصير والتحدّيات وإخفاق الحركات التي تنتهج طريقة العنف والاحتراب والنزاع المسلّح إذ أنّ العمليّة الديمقراطيّة في فلسطين مكّنت حماس من البقاء والصمود بفضل مساندة الجماهير التي قدّمت لها صوتها زمن الرخاء ، وفي الشدّة دافعت عنها بكلّ ما أوتيت من قوّة ومن تضحيات أذهلت العالم بأسره . وقد ضرب آل السموني في قطاع غزّة أعظم الأمثال على هذا الالتزام، حيث استشهد منهم 45 فردا وما وهنوا وما ثاروا ضدّ حكم حماس أو ضدّ المقاومة وقالوا قولتهم العظيمة «خذوا ما شئتم من أبنائنا وبيوتنا بشرط أن لا تتراجعوا عن مقاومة العدوان ..،واستمرّوا في المقاومة ولا تتخلّوا عن السلاح.. » إنّ المعركة على غزّة جعلت الشعوب العربيّة والإسلامية والإنسانية عامّة تُعبّؤ ضدّ مشاريع الهيمنة والاستعمار والاستبداد سواء بسواء، وقد حفّز صمود المقاومة كلّ الشعوب على مواصلة الممانعة والنضال ضدّ قوى البغي والاستبداد من أجل التغيير الجماهيري و الديمقراطي المنشود بعد انكشاف خذلان أنظمتنا وافتقادها لأي مشروع وطني ديمقراطي تنموي وحرّ وسقوط الأنظمة التي جاءت على ظهر دبّابة أمريكيّة. و في المحصّلة يمكن القول أنّ المنطقة مقدمة على إعادة خلط للأوراق من أهمّ مظاهره: فشل مشروع الشّرق الأوسط الكبير إلى غير رجعة ،- إفلاس تيار ما سمّي بتيّار الاعتدال ،- تثبيت شرعية حماس ميدانيا و سياسيا و عسكريا تمهيدا لرفع العزلة عنها،- دخول تركيا كلاعب مؤثّر في الشرق الأوسط ،- انكشاف الانحدار الأخلاقي للكيان الصّهيوني أمام العالم و هزيمته النّفسيّة المدوّية أمام شعبه ، الانهيار الأخلاقي و السّياسي لرموز أوسلو ،- استعادة الثّقة في إمكان قيام ممانعة سياسة عربيّة هادئة و حكيمة تستعصي على الابتزاز السّياسي الأمريكي والإسرائيلي و تخرج من بيت الطّاعة الذي فرض عليها منذ عقود ،- تأكّد خيار المقاومة التي و إن لم يكن بإمكانها قلب موازين القوى العسكريّة فإنّه قد أصبح بإمكانها تعزيز شروط المفاوضات الكريمة واستعادة الإحساس بالكرامة الوطنية ،- إنعاش الجمهور العربي و تحريره من مشاعر العجز والهزيمة و الشّلل و التّجزئة وحالة الفرز السّياسي و الفكري الذي كشف تهافت بعض مقارباته التي كانت تقود فعله و تؤسّس لبعض مشاريعه الفكريّة المتصادمة مع طموح شعوبه الأصيلة ،- توحيد مكوّنات المجتمع المدني و السّياسي في العديد من الأقطار العربيّة و تقليص الهوّة الأيديولوجيّة بين العديد من العائلات الفكريّة و السّياسيّة على أساس الحريّة قبل الهويّة ،- إقامة الدّليل على جدوى استثمار المخزون الثّقافي للأمّة و خاصّة القيم الدّينيّة و الأخلاقيّة في سبيل تعزيز الصّمود و الثّقة بالذّات و رصّ الصّفوف و الثّبات و النّزوع إلى العطاء و التّضحية ،- توحيد الفصائل الفلسطينيّة على خيار المقاومة ممّا يعزّز الأمل في إمكان إنجاز وحدة وطنيّة فلسطينيّة على أساس التّكامل بين برنامج المقاومة السّياسيّة و المقاومة العسكريّة الميدانيّة ، – كسر الحصار السّياسي و المالي و الاقتصادي عن غزّة ،- تحرير الضّفة الغربيّة من الهيمنة السّياسيّة لفريق دايتون بانكشاف حجم العجز و التّواطؤ بالقوّة أو الفعل ، وحجم الخسائر البشريّة و الماديّة الذي وضع حماس في موقف الاختبار الحقيقي أمام أهل غزّة و كان ذلك بمثابة استفتاء جديد على مشروع المقاومة و طاقة الشّعب الفلسطيني و قابليّته لتحمّل أعبائها المكلفة ،- تجرّؤ الأنظمة العربيّة على التمرّد و لو جزئيّا على الحصار السّياسي الأمريكي المفروض عليها ،- كسب أنصار جدد للقضية الفلسطينيّة : منظّمات حقوقية ، دول ، مثقّفين و سياسيين كانوا تحت سطوة اللوبي و الإعلام الصّهيوني ، – وأخيرا وليس آخرا بداية السقوط للقطب الواحد الذي هيمن على العالم فترة من الزمن هُدمت فيها البيع والصلوات والمساجد وكاد يُخلّ بتوازن الكون والحياة والإنسان . كلّ تلك المعطيات تشير إلى أنّ حصيلة الحرب ثقيلة بشريا على الفلسطينيين و ثقيلة سياسيا على الكيان الصّهيوني ولكنّ الفارق أنّ حماس ستكسب تحريرآلاف الأسرى ووحدة وطنيّة أساسها خيار المقاومة .أمّا الكيان الصهيوني فستأسره جريمتُه وستأسر كلّ شعبه وسُتدقّ فيه أسافين الفتنة والاحتراب الداخلي المطلوب اليوم هو 1 تضميد جراح أهل غزّة 2 خوض مقاومة حقوقية قانونية تتابع الجناة وتحرّر القانون الدّولي من سياسة المكيالين 3 تعزيز المشروع الوطني الفلسطيني بتعميق خيار الوحدة الوطنية و احترام الحريات العامة و الأساسيّة و الخيار الدّيمقراطي و الإصلاح السّياسي 4 إعانة الفلسطينيين على شكل من التّنمية الضّامنة للحدّ من عدم الارتهان الاقتصادي للكيان الصّهيوني .5 العمل على تحرير أوطاننا من الاستبداد والتبعيّة لنساهم جميعا وبشكل مباشر في معركة تحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين وكلّ فلسطين.   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 14 فيفري 2009 )  


أزمة مجتمع وليس « فاشية » نخبة

فهمي هويدي بعد مضى ثلاثين عاماً على اتفاقية السلام بين مصر و »إسرائيل »، وأكثر من خمسة عشر عاماً على اتفاقية أوسلو التي وقّعت مع الفلسطينيين، واتفاقية « وادي عربة » الموقعة مع الأردنيين؛ فإن شهية الإسرائيليين لسفك دم الفلسطينيين والفتك بهم لم تتراجع، وإنما تزايدت على نحو برز في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.. وهي التي أثبتت أننا لسنا فقط بصدد دولة تهيمن عليها نخبة من مجرمي الحرب، وإنما نحن بإزاء مجتمع مساند لتلك النخبة ومفتون بها. تجلى ذلك في حقيقة أن أحد محاور المنافسة بين المرشحين للانتخابات كان يدور حول كم ونوع الشروط التي يتعهدون بإملائها على الفلسطينيين لضمان إخضاعهم، وكلما تشدد المرشح في شروطه استمال أعداداً أكبر من الناخبين (لاحظ أن حزب الليكود حصل في انتخابات عام 2006، على 12 مقعداً وفاز هذه المرة بـ28 مقعداً). هذا التحليل ينبهنا إلى أن سياسة الفتك بالفلسطينيين تستجيب لرغبة شعبية أصيلة في « إسرائيل »، وأن المشكلة ليست في النخبة القابضة على السلطة، وإنما هي في المجتمع الذي يفرزها؛ الأمر الذي يضعنا أمام حالة نادرة يصعب استيعابها. إذ نفهم أن يكون هناك نظام فاشي أو حزب فاشي، ولكن أن تصبح الفاشية سمة لمجتمع بأغلبيته الساحقة، فتلك حالة فريدة في التاريخ المعاصر. صحيح أن هناك استثناءات على القاعدة، لكنها تظل محدودة للغاية ولا تأثير لها على القرار السياسي هناك. إننا إذا استعرضنا مواقف قادة الأحزاب الثلاثة الذين فازوا بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست، فسوف نجد أن تسيبى ليفنى زعيمة حزب كاديما (29 مقعداً) تصنف بحسبانها الأكثر اعتدالاً (!!) بينهم، وهى الضالعة في مذبحة غزة. أما السيد نتنياهو زعيم حزب الليكود (28 مقعداً) فهو يعلن صراحة أن المذبحة ما كان ينبغي لها أن تتوقف، كما أنه لا يعترف بالاتفاقات التي وقعها أسلافه مع الفلسطينيين. ثالثهم أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا (15 مقعداً) دعا إلى طرد فلسطينيي 48، وقصف السد العالي لإغراق مصر، واستهداف القصر الجمهوري في دمشق ليُدمر على من فيه، وثمة كلام كثير حول علاقاته بعالم الجريمة المنظمة والمافيا الروسية. إذا جاز لنا أن نلخص موقف المجتمع الإسرائيلي في ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة، فسنجد أن التيار الذي أطلق عليه «يسار الوسط» الذي يتحمل المسؤولية عن مذبحة غزة يمثله 55 عضواً. أما تيار اليمين الذي لم تقنعه المذبحة وتطلع إلى ما هو أبعد منها، فيمثله 65 عضواً. وكما هو واضح فإن الأخيرين يمثلون الأغلبية في البرلمان، ولابد أن تكون لهم اليد الطولى في الحكومة التي يرجح أن يتولى نتنياهو رئاستها. من ناحية، فهذه «التركيبة» هي التي ستشترك مع الفلسطينيين في مفاوضات «السلام» المفترضة، ولن نستغرب إذا ما خرج علينا أقطابها مرددين إدعاء الحكومة السابقة اصطفافها في مربع «الاعتدال» في العالم العربي، وهو ما يستدعي أسئلة كبيرة حول المستقبل، يتعين على الطرف الفلسطيني الذي راهن على «الاعتدال» الإسرائيلي أن يجيب عليها. ليس وحده، وإنما على الطرف العربي الذي أبرأ ذمته بإطلاق «المبادرة العربية» في قمة بيروت أن يجيب عليها بدوره. من ناحية ثانية، فإن هذه التركيبة تناسب إلى حد كبير عملية التحضير للمواجهة العسكرية مع إيران، إذا فشلت محاولات إثنائها عن إيقاف مشروعها النووي من خلال مفاوضات الأمريكيين أو غيرهم. لن يفاجئنا شيء من ذلك كله، إنما الذي لابد أن يدهشنا أن نجد في مصر من يتحدث عن تنظيم أنشطة للتبشير بثقافة السلام، بدعوى تحصين الأجيال الجديدة بالثقافة، بحيث لم يعد يبقى من المعادلة سوى شقها المتعلق بالسلام ـ هانت! (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم  14 فيفري2009 )  

الانتخابات والمغفلون العرب

 

عبد الباري عطوان تحدثنا كثيرا عن نتائج الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة، واشبعناها بحثا وتحليلا، وركز البعض منا على ظاهرة ‘صانع الملوك’، افيغدور ليبرمان، زعيم حزب ‘اسرائيل بيتنا’، ودوره ‘كبيضة قبان’ في مشاورات تشكيل اي حكومة مقبلة، ولكن كثيرين من المحللين، والكبار منهم خاصة، اغفلوا نقطة هامة واساسية، وهي كيف ان هذه النتائج كشفت الغباء الرسمي العربي في ابشع صوره، واشكاله، على صعيد فهم طبيعة المجتمع الاسرائيلي، ونفسيته، وحقيقة نظرته الينا كعرب. الغباء العربي (يصفه البعض مرونة) بدأ يتبلور من خلال مبادرة السلام العربية التي ولدت في طبعتها الاصلية على يد ‘القابلة’ توماس فريدمان، الصحافي الامريكي المعروف، اثناء زيارته الى المملكة العربية السعودية، ولقائه مع العاهل السعودي (كان اميرا في حينها) الملك عبدالله بن عبد العزيز، وعندما رفضتها الحكومة الاسرائيلية بقيادة آرييل شارون في حينه، ثم قبلتها بتحفظ في عهد خليفته ايهود اولمرت، جاء من يقول للمسؤولين للعرب عليكم شرحها لنظرائكم الاسرائيليين في القدس المحتلة، فأوفدت الجامعة العربية، غير مشكورة، وزيري خارجية مصر والاردن للقيام بهذه المهمة السامية، وتأكيدا اضافيا لحسن النوايا. الشرح لم يكن كافيا، رغم بلاغة المبعوثين، وخاصة السيد المفوه احمد ابو الغيط، الذي بزّ كل وزراء الخارجية المصريين الذين سبقوه في قوة التعبير، خاصة قوله المأثور في تكسير ارجل وعظام اي فلسطيني يتجرأ على اقتحام الحدود المصرية بحثا عن رغيف خبز، او علبة حليب لاطفاله، بسبب الحصار الاسرائيلي والمصري الرسمي على قطاع غزة. الناصحون الاسرائيليون، ونعتقد ان شمعون بيريس الثعلب المخضرم شريك العرب في حوار الأديان، ابرزهم، اقترح النزول الى الشارع الاسرائيلي، والقفز فوق الزعماء، والنخب السياسية الحاكمة، والتواصل مع هذا المواطن او المستوطن الاسرائيلي مباشرة دون وسطاء، فهذا اجدى واكثر نفعا، لان هذا المواطن، اكثر ديمقراطية وانسانية وتفهما على عكس زعمائه الانتهازيين. محور الاعتدال العربي التقط هذه النصيحة المخلصة، والثمينة، فورا، ووجد دعما لها من بعض رموز السلطة الفلسطينية، الذين نصّبوا انفسهم خبراء في فهم العقل الاسرائيلي بحكم التجربة وتقاسم العيش والملح، فقام بتمويل حملات اعلانية مدفوعة الاجر (قبل انخفاض اسعار النفط وحدوث الازمة الاقتصادية)، لنشر مبادرة السلام هذه في صدر صفحات الغالبية الساحقة من الصحف الاسرائيلية، مزينة بأعلام الدول الاسلامية جميعا، بما في ذلك العلم الايراني (احتجت ايران بعدها) ومذيلة بأختام وشعارات الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، للتأكيد على التأييد المطلق لهذه الخطوة وللمبادرة معا، في سابقة فريدة من نوعها. ولان الاموال المرصودة لهذه الحملة مغرية، خاصة لبعض السماسرة المستفيدين منها، ومن بينهم مسؤولون وابناء مسؤولين، فقد جرى توسيع دائرة الصحف والمطبوعات، ونشر الاعلانات نفسها، حول المبادرة نفسها، في صحف عربية عديدة، محلية ودولية، واخرى عالمية ناطقة بلغات عديدة من انكليزية وفرنسية والمانية وغيرها. قلنا في حينها اننا نفهم، ولا نتفهم، نشر هذه الاعلانات عن المبادرة العربية باللغة العبرية في صحف اسرائيلية، ولكن لا نفهم ولا نتفهم نشرها في صحف عربية، وفلسطينية بالذات، لان هذا مثل التبشير بالمسيحية في الفاتيكان. ولم نجد اي اجابة عن استفسارنا، فقد طارت الطيور بأرزاقها على شكل عمولات وغيرها. وما زلنا حتى هذه اللحظة لا نعرف من الذي موّل، ومن الذي نصح، ومن الذي اشرف، وكأن هذه الخطوة مثل ابنة السيدة رشيدة داتي وزيرة العدل الفرنسية مجهولة الاب، لا يريد احد الاعتراف بأبوتها. بعد كل هذه الحملات الاعلانية، وجولات حوار الاديان المتعددة، واللقاءات مع الحاخامات والسياسيين في القاعات الرسمية، وفي الغرف المغلقة، وتأليف القصائد، والخطب العصماء، في اهمية التعايش، والتسامح، وضرورة الانتباه الى العدو الايراني المشترك، ومواجهته ‘موحدين’، ماذا حدث؟ الناخب الاسرائيلي مدّ لسانه الى العرب المعتدلين، ومنظري السلام ساخرا مستهزئا، ومصوتا للاحزاب اليمينية المتطرفة، وليبرمان على وجه الخصوص، الذي هدد بضرب السد العالي لاغراق المصريين، واهان كبير المعتدلين الرئيس حسني مبارك، عندما سخر منه، واتهمه بالتستر على الانفاق، وكرر طرح برنامجه في طرد جميع الفلسطينيين من عرب عام 1948، وجعل سحق حركة ‘حماس’ وعدم الانسحاب من الاراضي المحتلة كشرط لاي مشاركة له في اي حكومة اسرائيلية. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة عما اذا كان القادة العرب سيعترفون بعد كل هذا، بخطأ رهاناتهم، وفشل استراتيجيتهم السابقة، والبحث عن خيارات جديدة، تنقذ ماء وجههم، وتكفّر عن سيئاتهم، وما اكثرها للأسف الشديد؟ سؤال آخر، هل سيعترف رجالات السلطة في رام الله بخطيئتهم، وافلاس نهجهم التفاوضي، ويقررون الانسحاب من الحلبة السياسية وحل السلطة، اسوة بكل الشرفاء في التاريخ السياسي العالمي الذين مروا بظروف مماثلة، مثل شارل ديغول ووينستون تشرتشل، واحمد الشقيري، والحاج امين الحسيني وغيرهم، ام انهم سيكابرون ويصرون على الاستمرار في مناصبهم، وكأن شيئا لم يحدث مطلقا، بحجة مواصلة ‘نضالاتهم’، وكأن الشعب الفلسطيني لم ولن ينجب غيرهم؟ لا نعتقد ان احدا، سواء في الوسط الرسمي العربي او الفلسطيني، يملك الشجاعة، ويجري مراجعة حقيقية ونقدا ذاتيا يعلن بعده اعترافه بخطأ خياراته، وينسحب بالتالي من الحياة السياسية، لان هذه من اخلاق الفرسان، ولا نعتقد ان هذه الاخلاق موجودة عند معظم مسؤولينا وقياداتنا، وهذا ما يفسر حال الهوان التي نعيشها حاليا على المستويات والاصعدة كافة. اي حكومة اسرائيلية تخرج من رحم الانتخابات الاخيرة، ستضم واحدا من اثنين او كليهما: بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، او افيغدور ليبرمان زعيم حزب ‘اسرائيل بيتنا’، والاثنان يتنافسان على العداء للعرب ورفض العملية السلمية، واي انسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة، فكيف سيتعامل العرب، المعتدلون والممانعون، مع هذا ‘التسونامي’ الاسرائيلي الزاحف نحوهم؟ العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الأب الروحي لمبادرة السلام العربية، التي رجمها الاسرائيليون حتى الموت باهاناتهم، واحتقارهم، وسخريتهم، قال اثناء كلمته امام قمة الكويت الاقتصادية ان هذه المبادرة لن تظل موضوعة على الطاولة الى الابد، فهل نراه ينفذ تهديداته هذه فورا ويسحبها ويقلب الطاولة بقيادة تحرك عربي نحو المصالحة، والبحث عن الخيارات الاخرى بعد سبع سنوات عجاف من التيه في صحراء الوهم بحثا عن سراب السلام؟ ليس من طبعنا التفاؤل لأننا فقدنا كل امل في هذا النظام الرسمي العربي، ولكن لعلنا نرى او نسمع عكس ذلك في الايام المقبلة، وان كنا نشك. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 فيفري 2009)  

صفقة شاليط: يمكن لأبو مازن أن يبدأ بالقلق
آفي يسسخاروف تصدر من المقاطعة في رام الله في الأيام الأخيرة أصوات قلقة, إذ أن مسؤولين وكبار في السلطة وفتح يتحدثون بصراحة عن نهاية عهدهم, إن تم تنفيذ صفقة إطلاق سراح جلعاد شاليط, وحسب وجهة نظرهم فإن إتمام الصفقة سيؤدي إلى انتخابات مبكرة في أراضي السلطة وستنتصر فيها حماس مرة أخرى, ولكن هذه المرة سيكون الإنتصار في إنتخابات الرئاسة, وستضطر إسرائيل من جانبها إلى التعامل مع سلطة فلسطينية في الضفة وغزة تحكمها حماس. يشير الاستطلاع الأخير الذي أجراه مركز القدس للإعلام في الأراضي الفلسطينية, إلى أن الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة منحت الحركة الإسلامية شعبية غير مسبوقة ولأول مرة في الاستطلاعات على الأقل, حيث تتقدم حماس على فتح حيث كانت النتيجة (28.6% لحماس, 27.9% لفتح), ورغم الغبطة في إسرائيل في أعقاب الحرب على غزة, فإنهم في الجانب الفلسطيني, حسب الاستطلاع, تعتبر نتيجة الحرب الإسرائيلية انتصاراً لحركة حماس حيث كانت النتيجة (46.7% يقولون بأن حماس انتصرت في الحرب مقابل 9.8% قالوا بأن إسرائيل هي التي انتصرت), ولكن, الأنباء السيئة كانت كبيرة أكثر في جانب فتح ورئيس السلطة محمود عباس أبو مازن, إذ أن الأخبار التي نشرت لأول مرة في صحيفة « هآرتس » حول التوصل إلى انطلاقة في المفاوضات لإطلاق سراح جلعاد شاليط بمثابة صدمة لهم, إذ أن المعنى التلقائي لتنفيذ الصفقة هو أنه يمكن انعقاد المجلس التشريعي الفلسطيني من جديد ولكن في ظل وجود جميع مندوبي حماس فيه, وبالنسبة لفتح فهذا كابوس, إذ أنه سيكون لحماس الأغلبية في البرلمان والذي بواسطته يمكن لحماس أن تعلن عن عدم قانونية حكومة سلام فياض, إضافة إلى ذلك, يمكن للمجلس أن يمرر قانون يقرر بأن ولاية أبو مازن قد انتهت في 9 يناير وعليه فإنه ملزم بالاستقالة والإعلان عن انتخابات مبكرة, ليس هناك تأكيد بأن هذا التصور يمكن أن يخرج إلى حيز التنفيذ, فمصر التي تدير المفاوضات لإطلاق سراح شاليط ستحاول الحصول على ضمانات من حماس بأن لا تقدم على خطوة كهذه, لكن هذا الأمر لن يمنع حركة حماس من استغلال أغلبيتها في المجلس التشريعي. قبل البدء في الحرب على غزة لم تكن حماس ترغب في انتخابات مبكرة, خوفاً من فقدان سلطتها, ولكن بعد تنفيذ صفقة شاليط والإنتصار على إسرائيل في غزة, فإنه من المتوقع أن يرتفع التأييد للحركة بشكل كبير. الفلسطينيون, وخصوصاً من أهل الضفة, كانوا يتابعون خلال العام والنصف الأخير بقلق كبير التعاون الأمني المتعزز بين أجهزة الأمن الفلسطينية وبين جهاز المخابرات الإسرائيلي الشاباك والجيش الإسرائيلي, والسلطة تبدو في نظر الناس كذراع تنفيذي لحكومة إسرائيل, وبدون أجر أو مقابل مثل إزالة الحواجز وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجون إسرائيل. سيؤدي تنفيذ صفقة شاليط إلى إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين, ومن بينهم من أدينوا بقتل يهود ومحكومين مدى الحياة, هذه الصفقة ستحظى بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والدولية, وستستمر مسيرة النصر لحماس التي انطلقت منذ اليوم التالي لانتهاء الحرب على غزة, والرسالة التي سيدركها الجمهور الفلسطيني كتلك التي وعاها بعد عملية الانفصال وإخلاء المستوطنات, بأن طريق حماس المقاومة أكثر نجاعة وفائدة من تلك التي تتبعها السلطة الفلسطينية وعباس عبر المفاوضات, وعمليات خطف جنود إسرائيليين آخرين تعتبر منذ الآن الطريق الأفضل لإطلاق سراح الأسرى. تذكر وسائل الإعلام العربية اسم مروان البرغوثي قائد التنظيم, كأحد الأسرى الذين سيفرج عنهم ضمن الصفقة, ولكن حتى البرغوثي نفسه الذي يحظى بتأييد كبير لدى الجمهور الفلسطيني, سيجد صعوبة في التحدي السياسي لمن كان له فضل إطلاق سراحه, وهذه الخطوة ربما تمنح زعيم مستقبلي لفتح, ولكنه لن يستطيع وقف الإنجراف في الرأي العام باتجاه التأييد لحماس. (المصدر: صحيفة « فلسطين » (يومية – فلسطين) الصادرة يوم 14 فيفري 2009)  

السير الذاتية ومعلومات مقتطفة عن كل
من نتانياهو وليفني وباراك وليبرمان
 
 
في ضوء تغطيتها المستمرة للمشهد الاسرائيلي وتركيزها عليه تنشر وكالة « سما » معلومات مقتطفة والسيرة الذاتية لاهم الشخصيات الاسرائيلية التي برزت في الانتخابات للكنيست الاسرائيلي حيث ركزت « سما » على أربعة شخصيات اسرائيلية وهي « بنيامين نتاياهو رئيس حزب الليكود وتسبي ليفني رئيسة حزب كاديما وايهود باراك زعيم حزب العمل والمتطرف افيجيدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا. ويجسد بنيامين نتانياهو رئيس حزب الليكود ورئيس وزراء إسرائيل الأسبق، أحد أهم صقور اليمين الإسرائيلى المتشدد، ويأمل اليمين الإسرائيلى بالعودة إلى السلطة مرة أخرى برئاسة نتنياهو من خلال الانتخابات . الحرب الأخيرة على غزة ومعاودة إطلاق الصواريخ الفلسطينية شكلت فرصة له لاستغلال الشعور المتنامى فى صفوف الرأى العام بأن « المهمة لم تنجز »، لهذا انتقد « بيبى » بشدة « السياسة العمياء » لحكومة حزب كاديما الذى تتزعمه تسيفى ليفنى منافسته فى الانتخابات، وتوعد بتصفية حركة حماس فى غزة، ورغم الأزمة الاقتصادية العالمية تبنى نتنياهو الذى شغل منصب وزير المالية فى الحكومة فى (2003-2005)، سياسة اقتصادية ليبرالية إلى أقصى الحدود، بجانب تخفيض الضرائب على المواطنين الإسرائيليين، لهذا حقق شعبية كبيرة بين المواطنين الإسرائيليين. سيرة ذاتية ولد نتنياهو فى عام 1949، وهو أب لولدين، وخدم فى القوات الخاصة للجيش الإسرائيلى، وأثناء توليه رئاسة الوزراء فاوض ياسر عرفات فى المفاوضات المشهورة بمفاوضات « واى ريفر » والتى يعتبرها البعض أنه حاول من بعدها إعاقة أى تقدم فى سير المفاوضات بخلاف رئاسة الوزارة التى سبقته والتى تلته، فقد قطعت تلك الحكومات تقدماً ملموساً بالمقارنة مع عهده، وفى عام 1996 اتفق مع رئيس بلدية القدس على الاستمرار فى نفق السور الغربى للمسجد الأقصى مما أشعل شرارة فلسطينية استمرت 3 أيام سقط خلالها القتلى من الجانب الفلسطينى والإسرائيلى. وبعد هزيمته على يد غريمه إيهود باراك فى الانتخابات العامة عام 1999 اعتزل العمل السياسى بشكل مؤقت. قام بتأليف العديد من الكتب منها: « محاربة الإرهاب » و »مكان بين الأمم »، وفقد نتنياهو أخوه الأكبر عام 1976 نتيجة اقتحام الطائرة الإسرائيلية المخطوفة فى مدينة عنتيبة الأوغندية. ليفنى.. عميلة الموساد حسب العينات التلفزيونية تشير الي ان حزب كاديما متقدما بشكل كبير على الاحزاب الاخري الامر الذي يجعل تسبي ليفني رئيسة الحزب في موقع متقدم في السياسة الاسرائيلية وأوضحت استطلاعات الرأى أن معظم الإسرائيليين يرون أنها جديرة بهذا المنصب لما تتمتع به من شعبية ووضع سياسى قوى فى الحزب وفى الحكومة. تصفية القادة الفلسطينيين كان إعلان ليفنى أنها عميلة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية « الموساد » بعدما كشفت صحيفة « Sunday Times » البريطانية أنها كانت فى مطلع الثمانينيات عميلة للموساد فى أوروبا، وبالتحديد فى فرنسا، وكانت ليفنى هى المسئولة الأولى عن تصفية واغتيال القادة الفلسطينيين فى عواصم أوروبا. وأكدت صحيفة الصنداى تايمز، وفقاً لما ذكره أصدقاء سابقون لليفنى، أنها التحقت بالموساد بعد أن تركت الخدمة العسكرية وهى برتبة ملازم أول، وعملت بالموساد لعدة سنوات، وكانت من أنشط عملائه، فى الوقت الذى تم فيه اغتيال مأمون مريش أحد كبار قادة منظمة التحرير الفلسطينية فى اليونان فى عام 1983، ويروى أحد أقاربها إن « عملها لم يكن مكتبياً، لأنها كانت امرأة ماهرة بدرجة ذكاء 150 درجة، وكانت مندمجة جيداً فى العواصم الأوروبية وتعمل مع عملاء رجال، ومعظمهم من رجال كوماندوز سابقين »، وبعد حادث الاغتيال فى اليونان عادت ليفنى لفلسطين المحتلة واستكملت دراستها القانونية لتصبح محامية، وبعد 25 عاماً وزيرة للخارجية. علاقات متوترة مع العرب رغم كونها وزيرة تمثل الدبلوماسية، إلا أن ليفنى لا تنسى أبداً أنها إسرائيلية، وأنها تنفذ سياسة دولة عدوانية فى المقام الأول، لهذا عرف عنها مواقفها المتوترة والمتعنتة تجاه الدول العربية، وكانت مصر فى مقدمة الدول التى توترت علاقتها مع إسرائيل بسببها، وذلك بعد تطاولها على مصر بسبب قضية تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عن طريق معابر رفح، مما جعل مجلس الشعب المصرى يناقش منع دخول ليفنى إلى مصر بسب تطاولها على مصر وعلى قيادة نظام الحكم فيها وفى مقدمتهم وزير خارجية النظام أحمد أبوالغيط، التى وصفته ليفنى بأنه « شخصية متطرفة »، ولكن مصر احتوت هذه الأزمة. وبالنسبة لموقفها من الفلسطينيين، عرفت ليفنى بكراهيتها الشديدة لحكومة حماس التى اختارها الفلسطينيون بأنفسهم، وتبين هذا من خلال التصريحات التى كانت تعلنها، ومنها « لا مستقبل للشعب الفلسطينى فى ظل حكومة حماس »، و »أن إسرائيل ستستمر فى حملتها الوحشية على الفلسطينيين بسبب المقاومة الفلسطينية التى تمثلت فى حركة حماس وجناحها العسكرى كتائب عز الدين القسام، وهى المقاومة التى نفذت عمليات إطلاق الصواريخ ضد الإسرائيليين وعملية أسر الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط فى غزة فى 2006. وفيما يتعلق بالشأن اللبنانى، طالبت ليفنى عدة مرات بحل حزب الله ووصفته بأنه « منظمة إرهابية »، وذلك لتمكنه من تحرير جنوب لبنان وتحرير الأسرى اللبنانيين بعد أسر جنود إسرائيليين، كما اتهمت ليفنى وإيهود باراك وزير الدفاع، سوريا بتهريب الأسلحة لحزب الله، كما اتفق كل منهما على أن إيران تهدف من خلال برنامجها النووى إلى تصنيع أسلحة نووية لتهديد إسرائيل، مطالبين الدول الغربية، وفى مقدمتها أمريكا، بفرض عقوبات رادعة على إيران .. وحتى فلسطينيي الـ 48 شهدت علاقاتهم مع ليفنى توتراً شديداً، بعدما أعلنت أن وجودهم داخل فلسطين المحتلة عام 48 معتمد فى المقام الأول على تأييدهم للكيان الصهيوني، وأيضاً معتمد على قبولهم بالدولة اليهودية بكل ما تعنيه، مؤكدة أن « من لم يقم بتأييد وقبول إسرائيل منهم .. يجب أن يرحل منها ». علاقتها مع رايس كان الأمر بمثابة فضيحة فى الأوساط الإسرائيلية والدولية، عندما قامت ليمور ليفنات وزيرة التعليم الإسرائيلية السابقة وعضوة الكنيست بتفجير مفاجأة فى أواخر العام الماضى خلال اجتماع ضم قيادات حزب الليكود, حين أكدت لهم أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفى ليفنى على علاقة مثلية مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس، وأكدت مصادر إعلامية بعد إعلان هذا الأمر، أن رايس منعت من ترشيح نفسها فى انتخابات الرئاسة الأمريكية بسبب كونها شاذة، على الرغم من كونها أقوى المرشحين للفوز بالانتخابات الأمريكية. جاءت أقوال ليفنات متماشية مع نشرته الصحف الأمريكية عن شذوذ رايس غير المعلن، وأن رايس اشترت لصديقتها شقة لتواصل إقامة علاقة جنسية معها فيها، وأنها لم تعاشر رجلاً من قبل، وأثار الاهتمام بالميول الجنسية لرايس، المقال الذى نشر فى أسبوعية « National Enquirer »، والذى نقل كاتبه عن أحد الأشخاص قوله إن رايس كانت سحاقية عندما عملت فى جامعة ستانفورد فى التسعينيات، كما كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن رايس كانت تعيش فى كاليفورنيا مع صديقة تسمى « رندى بين ». سيرة ذاتية ولدت تسيفى إيتان ليفنى فى تل أبيب فى عام 1958، ووالدها هو إيتان ليفنى رئيس عمليات منظمة الأرجون اليهودية المتطرفة التى نفذت عمليات إرهابية ضد البريطانيين والفلسطينيين، وذلك لإخراجهم من فلسطين قبل العام 1948، وتم اعتقاله وحكم عليه بالسجن 15 سنة لمهاجمته قاعدة عسكرية، لكنه تمكن من الهروب من السجن بعد ذلك، وكانت والدتها سارة ناشطة أيضاً فى هذه المنظمة، وهكذا تنتمى ليفنى لعائلة قومية عرفت بتأييدها للانسحاب من بعض الأراضى المحتلة عام 67، كسبيل عملى للحفاظ على الأغلبية اليهودية بالكيان الصهيوني ولعدم التوصل إلى اتفاق تسوية. تخرجت ليفنى فى كلية الحقوق بعد انتهاء فترة عملها بالموساد، وأصبحت بعد ذلك عضواً بارزاً فى حزب الليكود، ثم انتخبت من خلاله لعضوية الكنيست فى عام 1999 بلجنة الدستور والقانون والقضاء، وفى عام 2001 أصبحت ليفنى وزيرة للتعاون الإقليمى ثم وزيرة للزراعة، ثم استأنفت عملها الحزبى لتكون من الأعضاء المؤسسين لحزب كاديما الذى أسسه آرئيل شارون رئيس وزراء السابق بعد انشقاقه عن حزب الليكود فى عام 2005، لتتولى ليفنى بعد ذلك وزارة البناء والإسكان ثم وزارة العدل ثم وزارة الخارجية فى حكومة إيهود أولمرت، وهى ثانى امرأة تتولى وزارة الخارجية فى تاريخ الكيان الصهيوني بعد رئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير، التى تولت رئاسة الوزراء بداية من عام 1969 حتى عام 1974. باراك .. الجنرال الدموى المهزوم يعتبر إيهود باراك رئيس حزب العمل ووزير الدفاع من أهم الجنرالات والقادة العسكريين فى تاريخ الكيان الصهيوني ألا يواجه بالانتخابات الحالية صعوبة فى إقناع المواطنين الإسرائيليين فى منحه فرصة ثانية لمنصب رئاسة الوزراء، وبخاصة بعد فشله السياسى فى تحقيق أهداف حملته العسكرية التى استمرت 3 أسابيع على قطاع غزة. الهجوم الأخير على غزة الذى خططه له باراك بالكامل كانت خيبة أمل أخرى للإسرائيليين، بعد فشله أثناء توليه رئاسة الحكومة لفترة وجيزة استمرت عام ونصف عام فى تحقيق الأمن لهم بسبب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية مصحوبة بموجة من العمليات الاستشهادية ضد الإسرائيليين، ثم عاد باراك البالغ من العمر 65 عاماً إلى الساحة السياسية الإسرائيلية بعد انسحابه منها منذ 6 سنوات إثر فشل محادثات كامب ديفيد مع ياسر عرفات، وبرعاية الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون فى عام 2000، وحاول تقديم نفسه على أنه ضامن الأمن والخبير المحنك فى الحرب ووريث إسحق رابين والعسكرى الحائز على عدد من أرفع الأوسمة فى البلاد، ليتولى وزارة الدفاع وينجح فى تغيير الأداء السلبى لوزير الدفاع عامير بيريتس الذى كان يسبقه، لأن أداء بيريتس اعتبر كارثياً وسبب هزيمة إسرائيل فى حرب لبنان الثانية 2006. ومنذ هجوم إسرائيل على قطاع غزة، يحاول باراك نفى فشله فى الحرب، ويذكر باستمرار أن الحرب الأخيرة على غزة وجهت إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإرادته، لهذا فهو مخول لأن يكون رئيس وزراء مثالياً، قائلاً « اعتبر البعض أننى كنت جندياً صالحاً ورئيس أركان كفؤاً، ووزير دفاع ناجحاً، فهم على حق وأشكرهم، وأؤكد لهم أننى سأكون أيضاً رئيس وزراء ممتازاُ »… إلا أن منتقدى باراك يرون أنه جنرال حرب دموى يفضل ارتداء بزته العسكرية ويحد من ارتداء اللباس المدنى الذى يليق بزعيم ديموقراطى، ويعتبروه سبباً فى إثارة غضب زملائه العماليين مراراً باتخاذه قرارات بدون استشارتهم.. الصحف الإسرائيلية تتوقع من الآن تعيين باراك وزيراً مقبلاً للدفاع فى حكومة وحدة. سيرة ذاتية ولد إيهود باراك فى عام 1942 بأحد المستوطنات الزراعية، انضم باراك للجيش الإسرائيلى عام 1959 وخدم فيه لفترة 35 سنة ارتقى خلالها إلى أعلى المناصب العسكرية، وخاصة بعد تفوقه فى قيادة « كوماندوز هيئة الأركان » التى تعتبر أرقى وحدات النخبة فى الجيش الإسرائيلى، ونال شهادة فى الفيزياء والرياضيات التحليلية من الجامعة العبرية فى القدس وأخرى من جامعة ستانفورد. شارك باراك عاشر رئيس وزراء لإسرائيل من 1999 إلى 2001، فى عملية قتل المناضلة الفلسطينيه دلال المغربى، وفى الهجوم على طائرة تابعة لشركة سابينا البلجيكية خطفها كومنادوز فلسطينى إلى تل أبيب العام 1972، عمل بالموساد كمسئول عن اغتيال المجاهدين الفلسطينيين، وتنكر فى زى امرأة خلال عملية كوماندوز فى لبنان أدت إلى اغتيال ثلاثة من قياديين المقاومة الفلسطينية، تولى رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية فى عام 1983م، ثم تولى قيادة المنطقة الوسطى فى 1986، ويعتبر من المعارضين لإتمام عملية التسوية مع الفلسطينيين، حيث امتنع فى سبتمبر 1995 عن الموافقة على الاتفاق الذى ينص على توسيع السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية. بدء عمله السياسى، كوزير للداخلية عام 1995، ثم وزيراً للخارجية بين الأعوام 1995 إلى 1996، فى العام ذاته حصل باراك على مقعد فى الكنيست الإسرائيلى ليشارك فى اللجان الخارجية والدفاعية. وتمكن أيضاً من رئاسة حزب العمل الإسرائيلى فى مايو 1999، إلى أن تولى منصب رئيس الوزراء الإسرائيلية وقد أتمّ فترة رئاسته حتى مارس 2001. ليبرمان .. كاره العرب اثارت مواقف المتطرف افيجدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا غضب الكثيرين داخل وخارج فلسطين المحتلة بسبب كراهيته للعرب وسلاطة لسانه وهجومه على الدول العربية أكثر من مرة، وخاصة مصر التى هاجمها بوقاحة أكثر من مرة، ويُنتقد أيضاً لتبنيه حملة عنصرية عدائية موجهة ضد فلسطينيي الـ 48، ويرى معارضوه أنه متطرف وفاشى وعنصرى، ويمثل خطراً حقيقياً على فلسطينيي الـ 48 البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة، ورغم ذلك يتمتع ليبرمان المولود فى مولدافيا فى 1958 بشعبية كبيرة بين المهاجرين من دول الاتحاد السوفيتى السابق، أى أكثر من مليون شخص. ويصفه المقربون منه بأنه « رجل مبادئ » قادر على إدارة الشئون الإسرائيلية. الهجوم الإسرائيلى الأخير على غزة وتداعياته ساهم فى احتلال حزب ليبرمان مراتب عليا فى الاستطلاعات، فمنذ انتهاء حرب غزة يتهم ليبرمان الحكومة بأنها « منعت الجيش من إنهاء المهمة » فى القطاع الذى تنطلق منه صواريخ على الأراضى المحتلة. حتى أنه اعتبر خلال الهجوم أن من الضرورى « تصفية حماس بالقنابل الذرية كما فعلت الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، عندما قصفت اليابانيين بالسلاح النووى ». يرفض ليبرمان المتشدد إقامة دولة فلسطينية، ويعارض تقسيم القدس والانسحاب من الجولان، ويدعو إلى سن قانون يجبر العرب على توقيع إعلان « ولاء » لإسرائيل، ومن يرفض هذا الأمر يحرم من حق التصويت. كما يقترح تبادل أراضٍ مأهولة بفلسطينيي الـ 48 فى مقابل أجزاء من الضفة الغربية « لإقامة دولة يهودية متجانسة »، ويدعو إلى خيار مماثل فى القدس الشرقية، كما طالب بإعدام النواب الفسطينيين في الكنيسيت الذين يجرون اتصالات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتهمة « الخيانة ». سيرة ذاتية هاجر ليبرمان إلى فلسطين فى 1978 قادماً من مولدافيا ودرس العلوم السياسية فى الجامعة العبرية بالقدس، ويعيش فى مستوطنة نكاديم قرب بيت لحم، انتسب بعد ذلك إلى الليكود وعين مديراً عاماُ للتكتل اليمينى بين 1993 و1996 قبل أن يعينه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مديراً لمكتبه من 1996 إلى 1997، وفى عام1999 أنشأ « قيصر اليهود الروس » كما يلقبه أنصاره حزب « إسرائيل بيتنا » وانتخب فى السنة نفسها فى الكنيست الإسرائيلى. وفى مارس 2001، عين وزيراً للبنى التحتية وتولى بعدها وزارة المواصلات فى فبراير 2003، وأقاله إرئيل شارون من منصبه فى يونيو 2004 بسبب خلاف حول الانسحاب الأحادى الجانب من غزة، وكان مسار ليبرمان السياسى غير تقليدى ومناقضاً لغالبية المهاجرين الجدد الذين يسعون للاندماج فى الهيئات والمؤسسات القائمة لتحقيق مكانة لهم. وقد اختار الاعتماد على مجموعة المهاجرين الروس السابقين التى يتحدر منها من أجل تحقيق طموحاته. (المصدر: موقع صامدون الإلكتروني بتاريخ 14 فيفري 2009 )

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.