10ème année, N°3735 du 14. 08 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات:بيـــــــــــــــــان
كلمة:المعارضة التونسية تواجه دعوات التمديد في صفوف مبعثرة
كلمة:هياكل الحزب الحاكم تتجنّد لحملة مناشدة الرئيس لقيادة البلاد في « المرحلة المقبلة »
القبس:تجدد أعمال الشغب في مدينة تونسية على حدود ليبيا
حــرية و إنـصاف:مرة أخرى البوليس السياسي يقتحم ضيعة الأستاذ محمد النوري بالقوة ويختطف أحد العملة ويعتدي عليه بالعنف الشديد
كلمة:تواصل التضييقات على الزميل معز الباي
عريضة وطنية لمساندة القاضية كلثوم كنو
عفاف بالناصر:شهر من أربع سنوات
كلمة: »عيد المرأة » في تونس: احتفال بالصور… وانتهاك للحرمات
الحبيب ميهوب:وجوه تونسية:الدعداع امبراطور الصحافة الذي لا حد لسطوته
اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل : إستقواء البيروقراطية النقابية بالسلطة لن يوقف برامجنا:بيان
الصباح:اتحاد الشغل: المناولة.. الصناديق الاجتماعية.. الجباية والتكوين المهني أبرز ملفات المفاوضات الاجتماعية المقبلة
رامي جغام :المجلس البلدي بحمام سوسة دار لقمان على حالها
الشرق الأوسط:مسلسلات إيرانية تفجر توترات في لبنان.. واستياء في تونس
الأخبار:… وأصوات تونسيّة تطالب بمصادرة الإبداع
جيلاني العبدلي:مُسنّة بين مخالب الفقر
مراد رقية:جمعية منصّبة تزدري المواطن وتشتم ذكائه رافعة لشعار”كل خير موجود،والتبذير واللهفة لواش”؟؟؟
الوطن:محمد رضا سويسي:مع حلول شهر رمضان:المواطن: لهيب الأسعار… وعين على القادم
الوطن عبد السلام بوعائشة:الإعلام وسبيل الاصلاح
الوطن:صالح عطية:خطابنا الدّيني : من هنا نبدأ …
الوطن:البحري العرفاوي:مازال » حليم » على فراشه القديم!
عبدالباقي خليفة :الاسلام والحداثة .. وما بعدها ( مهم جدا ) ( 10 )
القدس العربي:سيف الاسلام يتحدث عن صفقة تبادل اسرائيلي بسجناء فلسطينيين
عبد الباري عطوان:لبنان وما بعد ادلة السيد
فهمي هويدي:قبل التفكير في تغيير الشعب –
الجزيرة.نت :قلق إماراتي لإطلاق العميل الإسرائيلي
الجزيرة.نت :مبارك: مياه النيل لن تتخطى الحدود
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
جوان 2010
https://www.tunisnews.net/18juillet10a.htm
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بيـــــــــــــــــان
عادت أصوات مناشدة الرئيس لمواصلة قيادة تونس تتعالى من جديد منذ الإعلان الذي أطلقته اللجنة المركزية للحزب الحاكم ولم يمر بعد عام واحد من الفترة الرئاسية الأخيرة في حكم الرئيس بن علي.
وهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات إذ تستنكر هذه المناشدات التي تدعو إلى التمديد للرئيس الحالي بولاية سادسة وإذ ترفض أي مشروع لتوريث حكم البلاد وكأنه تركة، باعتبارهما خرقا سافرا للدستور واهانة لذكاء الشعب التونسي ونضجه، فإنها تعلن من الآن أن أي تلاعب بدستور البلاد عبر استفتاء الشعب سيكون مرّة أخرى انقلابا على الدستور يفقد من قام به كل شرعيّة .
وتؤكد أن المطلوب في ظل الولاية الأخيرة للرئيس بن علي ليس الإمعان في قمع المعارضين والحقوقيين والإعلاميين وتشويه سمعتهم وسنّ القوانين الاستثنائية والشاذة لتكميم أفواههم لأنها سياسة عديمة الجدوى أضحت عنوانا على مزيد تأزيم الأوضاع، وإنما المطلوب هو الالتزام بالدستور وفرض احترامه ووضع خريطة طريق جدية للإصلاح السياسي الذي لم يعد يحتمل التأجيل، وتهيئة تونس إلى التداول على الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة.
وتدعوا الهيئة الشعب التونسي وقواه ونخبه الحية للتصدي لهذه المناشدات المهينة ولمشروع التمديد الذي لا يعني شيء آخر غير تركيز آلية للخلافة من وراء ظهره لما ينطوي عليه ذلك المشروع من مخاطر معلومة على مصالح البلاد، لا يرضاها أي تونسيّ يؤمن بالمصلحة العليا للوطن
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات
المعارضة التونسية تواجه دعوات التمديد في صفوف مبعثرة
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 13. أوت 2010 هوّن الأستاذ احمد ابراهيم السكرتير الأول لحركة التجديد المعارضة من شأن الدعوة الصادرة عن اللجنة المركزية للحزب الحاكم للتمديد. وصرّح في حوار أجرته معه وكالة القدس بريس نشر على موقعها بتاريخ 6 أوت الماضي أنه لا يرى داعي لمواجهتها. كما تجنب إبداء اعتراض مبدئي على تحوير الدستور للسماح بالتمديد للرئيس الحالي واكتفى بالمطالبة بتشريك الأطراف السياسية في أخذ مثل هذا القرار، وبفتح حوار وطني يشارك فيه كلّ الفاعلين. من جهته، يواصل التكتل من أجل العمل والحريات – وهو أحد مكوّنات مجموعة المواطنة والمساواة – التزام الصمت حول الموضوع. واكتفى الدكتور مصطفى بنجعفر أمينه العام في اجتماع انعقد بمقرّ فرع حركة التجديد بصفاقس مساء الخميس 12 أوت الجاري، بالحديث عن الإصلاحات السياسية وضرورة تشريك المعارضة في اتخاذ القرار. جدير بالتذكير أن الحزب الديمقراطي التقدّمي وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية أدانا بشكل مباشر حملة المناشدة المبكّرة التي أطلقتها الهياكل التجمّعية وبعض الشخصيات التونسية خلال هذه الصائفة، معتبرين أن هذه المناشدة تندرج في إطار انتهاك للدستور ومصادرة لإرادة المواطنين وفسح المجال أمام الرئاسة مدى الحياة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 أوت 2010)
هياكل الحزب الحاكم تتجنّد لحملة مناشدة الرئيس لقيادة البلاد في « المرحلة المقبلة »
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 13. أوت 2010 ذكرت مصادر مطلعة أن لجان التنسيق التابعة للحزب الحاكم في عدد من جهات البلاد شرعت في عقد اجتماعات متواترة بإطاراتها وهياكلها الحزبية وذلك في إطار الإعداد لحملة مناشدة للرئيس الحالي « لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة » على حد تعبيرهم. وأشارت بعض المصادر إلى أن المسؤولين في الحزب الحاكم رفضوا الإدلاء بأي توضيح للأسئلة التي وجهها البعض حول عبارة « المرحلة المقبلة » خاصة فيما يتعلق بالترشح لسنة 2014. واكتفى المسؤولون بدعوة كافة الهياكل إلى توجيه رسائل مناشدة عبر الفاكس وإيداع نسخ منها لدى الولاة ودعوة المنظمات والجمعيات إلى النسج على ذلك المنوال. وكان كل من الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والاتحاد النسائي وجمع من الشخصيات قد وجهوا في وقت سابق برقيات مناشدة تطالب الرئيس الحالي بقيادة البلاد للمرحلة المقبلة. وهو الأمر الذي اثار جدلا وحيرة لدى التونسيين لما تعكسه هذه المناشدة من سعي لتنقيح الدستور مرة ثانية للتمديد للرئيس الحالي الذي تنتهي ولايته سنة 2014 ولا يخوّل له الدستور الحالي الترشّح من جديد بسبب عائق السنّ، وما تمثله خطورة هذا التوجه على البلاد. واعتبرت بعض أحزاب المعارضة والشخصيات الوطنية أن ما تقدم عليه هذه الجمعيات يعد التفافا حقيقيا على إرادة الشعب التونسي ومصادرة لحقه في الاختيار فضلا على أنه شكل من أشكال التعدي والانتهاك للدستور التونسي الذي سبق تنقيحه سنة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 أوت 2010)
عاجل: عودة الاحتجاجات إلى منطقة بنقردان
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 13. أوت 2010
عادت المسيرات الشعبية والمواجهات مع الأمن في مدينة بن قردان للاندلاع من جديد وبقوّة في الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت 14 أوت الجاري وذلك احتجاجا على غلق المعبر الحدودي رأس أجدير بين ليبيا وتونس.
وكانت الاحتجاجات قد انطلقت مطلع الأسبوع الحالي بعد أن أغلقت السلطات الليبية المعبر، الأمر الذي أثار غضب متساكني منطقة بنقردان خاصّة من الشباب الذين لا مورد رزق لهم غير تجارة الخطّ مع ليبيا.
وقد واجهت قوّات الأمن هذه التحرّكات بشدّة وأوقفت العشرات من المتظاهرين.
قبل أن تعسكر المدينة وتنقل لها تعزيزات أمنية كبيرة خلال الأيام الماضية.
وتعزو مصادر من المنطقة أسباب عودة الاحتجاجات إلى نكوث السلط المحلّية والجهوية بوعودها التي قدّمتها بحلّ الأزمة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 أوت 2010)
تجدد أعمال الشغب في مدينة تونسية على حدود ليبيا
تونس ــ د ب أ ــ تجدّدت ليل الجمعة السبت أعمال شغب قام بها عدد من سكان منطقة «بن قردان» الحدودية مع ليبيا احتجاجا على اغلاق الجمارك الليبية بوابة تجارية حدودية رئيسية تربط بين البلدين. وقال شهود عيان بمدينة بن قردان (500 كلم جنوب العاصمة تونس) لوكالة الانباء الالمانية ان متظاهرين قطعوا الطريق الرئيسية المؤدية نحو العاصمة تونس بالاطارات المطاطية المشتعلة والحجارة، ورشقوا قوات الامن التي تدخّلت لتفريقهم بالحجارة. واكدت المصادر نفسها اصابة بعض المتظاهرين خلال مواجهات مع الشرطة التي اعتقلت عددا منهم، وباشرت عمليات مطاردة داخل المدينة وخارجها استمرت حتى الساعات الاولى من يوم السبت. (المصدر: صحيفة « القبس » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 15 أوت 2010)
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 04 رمضان 1431 الموافق ل 14 أوت 2010 مرة أخرى البوليس السياسي يقتحم ضيعة الأستاذ محمد النوري بالقوة ويختطف أحد العملة ويعتدي عليه بالعنف الشديد
يواصل البوليس السياسي اعتداءاته وهجوماته على ضيعة الأستاذ محمد النوري الكائنة بالمرجى معتمدية سليمان ولاية نابل، فقد عمدت مجموعة من الأعوان يرتدون الزيين الرسمي والمدني قدموا مساء اليوم السبت 14 أوت 2010 على متن سيارتين (ايسوزو، وبيجو بارتنر) إلى اقتحام الضيعة بعد خلع بابها الرئيسي، ودخلوا إليها وقاموا باختطاف أحد العملة (السيد محمد الهادي بورويس) واقتادوه على متن إحدى السيارتين إلى مركز حرس مدينة سليمان أين تم الاعتداء عليه بالعنف الشديد، وبعد الإفراج عنه تم نقله من قبل مشغله على جناح السرعة إلى مستشفى سليمان لمعاينة الأضرار الناتجة عن هذا الاعتداء.
وتجدر الإشارة إلى انه ومنذ شهر بالضبط تم اقتحام ضيعة الأستاذ محمد النوري في يوم واحد مرتين وسرقة كمية من السمان واستصدار أمر بغلق المسلخ، في سلسلة من المخالفات الصريحة للقانون، ويعتبر الأستاذ محمد النوري من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان ويتعرض وأفراد عائلته إلى اضطهاد مستمر من قبل السلطات الأمنية.
وحرية وإنصاف:
1) تدين بشدة الاعتداء الخطير الذي استهدف ضيعة الأستاذ محمد النوري بصفته رئيس منظمة حرية وإنصاف وأفراد عائلته لإرغامه على التخلي عن نشاطه الحقوقي وتعتبر هذا الاعتداء يندرج ضمن جرائم الدخول عنوة بدون إذن قانوني وبدون صفة لملك الغير باستعمال الخلع والإضرار بملك الغير والاستيلاء، كما تدين الاعتداء بالعنف الشديد على السيد محمد الهادي بورويس.
2) تحمّل السلطة مسؤولية هذا الاعتداء السافر وتطالب بفتح تحقيق فوري ومعاقبة كل من يثبت تورطه في هذه الجرائم مهما كانت صفته ووضع حد للاعتداءات المتكررة والمتواصلة ضد الأستاذ محمد النوري وأفراد عائلته التي استهدفت سلامتهم الجسدية وممتلكاتهم وأمنهم ونشاطهم المهني.
3) تدعو مكونات الحركة الحقوقية في تونس وفي العالم للتحرك الفعلي لرفع هذه المظلمة المسلطة على الأستاذ محمد النوري وأفراد عائلته ووضع حد لهذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بمكتب استقلال القضاء والمحاماة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي
تواصل التضييقات على الزميل معز الباي
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 13. أوت 2010 تعرض الزميل معز الباي إلى مضايقة لصيقة ليلة الجمعة 12 أوت الجاري من طرف مجموعة من أعوان الأمن بالزي المدني الذين منعوه من الالتحاق بأحد المقاهي للقاء البعض من أصدقائه من دون اي موجب، وأبقوه قيد المراقبة كامل الليلة. وللتذكير فقد تعرض منزل الزميل معز الباي إلى حصار طوال يوم 5 أوت ومنعه من التحول لتغطية إحتفالات الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بذكرى 5أوت السنوية. ويأتي هذا التضييق في إطار حصار ممنهج مضروب على كامل فريق راديو كلمة وكل صحفي يتجرأعلى نقل الحقيقة التي تتعارض وتوجهات السلطة في تونس. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 أوت 2010)
عريضة وطنية لمساندة القاضية كلثوم كنو
على إثر نقلة الكاتبة العامة لجمعية القضاة الشرعية القاضية كلثوم كنو تعسفيا من المحكمة الابتدائية بالقيروان إلى المحكمة الابتدائية بتوزر، وذلك ضد رغبتها المتمثلة في العودة إلى تونس العاصمة مقر إقامتها بعد أن أبعدت عنه تعسفيا إثر الانقلاب الذي قادته السلطة ضد المكتب الشرعي لجمعية القضاة عام 2005 ، مع إبقائها على نفس الخطة ( قاضية تحقيق ) الأمر الذي يجعلها في عمل دائم ومسترسل بلا انقطاع حتى في العطل والأعياد الوطنية، وأمام وضوح الطابع الكيدي لهذه الحلقة من مسلسل التنكيل بأعضاء المكتب الشرعي لجمعية القضاة، نحن الممضون أسفله: 1) نعلن تضامننا المطلق مع القاضية كلثوم كنو ووقوفنا إلى جانبها في هذه المظلمة التي تفند شعارات الخطاب الرسمي المتشدق باستقلال القضاء في تونس. 2) نعتبر أن سياسة التنكيل التي طالت كل أعضاء المكتب الشرعي لجمعية القضاة لا تجدي نفعا وقد تنجر عنها عواقب وخيمة يستحيل تفاديها. 3) نطالب وزارة العدل وحقوق الإنسان بالعدل بين القضاة والعدول عن قرارها الأخير وعودة القاضية كلثوم كنو إلى سالف مركز عملها. للإمضاء على هذه العريضة يرجى إرسال الاسم واللقب والصفة إلى العنوان التالي: centre.tunisie@gmail.com 1) المختار الطريفي – رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 2) علي بن سالم – رئيس ودادية قدماء المقاومين 3) لطفي حجي – صحفي/ الرئيس السابق لنقابة الصحفيين التونسيين 4) محمد عبو – محام – تونس 5) العياشي الهمامي – محام 6) محي الدين شربيب – رئيس فدرالية التونسيين موطني الضفتين – باريس 7) سامي الطاهري – كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي 8) محمد العيادي – المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية 9) عبد السلام الككلي – نقابي جامعي 10) منصف الوهايبي – جامعي وشاعر 11) جمال مسلم – مناضل في حقوق الانسان 12) نور الدين ختروشي – باريس 13) عبد العزيز السبري – كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالقيروان 14) بلال الهاني – أستاذ مبرز 15) ظاهر المسعدي – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي 16) عبد السلام الدريدي – الحزب الديمقراطي التقدمي 17) الناصر الرديسي – ناشط يساري وحقوقي 18) رابح الخرايفي – محام وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي 19) محمد معالي – صحافي وكاتب 20) حسين يحياوي – مدرس – غمراسن 21) أحمد بوجرة 22) عمار عزوزي – جامعي 23) معز الجماعي – عضو الأمانة الوطنية للشباب الديمقراطي التقدمي 24) رشاد رضوان – أمين مال مساعد لجمعية النهوض بالطالب الشابي – الشابة 25) عبد الرزاق الشامخي – أستاذ نقابي – القيروان 26) سامي قربع 27) أيمن الرزقي – صحافي 28) غسان الرقيقي – الحزب الديمقراطي التقدمي 29) لينا بن مهني – جامعية 30) ظافر الصغير – نقابي – بنعروس 31) رضا كارم – الحزب الديمقراطي التقدمي 32) سليم الدريدي – أستاذ تعليم ثانوي 33) خالد بوجمعة – الحزب الديمقراطي التقدمي 34) طارق السويسي 35) حسين الحجلاوي 36) عزة زراد 37) منية عبيد 38) نجاة العبيدي 39) رشيد الزريبي 40) هيكل بن مصطفى 41) منير حسني 42) حافظ الزريبي 43) فتحي السليتي 44) شريف القسطلي 45) سلوى كنو 46) فرج السيفي الشرايطي – أستاذ – الرديف 47) علي رابح 48) محمد بركالله 49) عبير فرح 50) الحبيب الباهي – نقابي وعضو جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي 51) زهير بوعبد الله – الحزب الديمقراطي التقدمي 52) جمال العزابي – الحزب الديمقراطي التقدمي 53) مصطفى يحي – شاعر 54) أنور عمري – عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بقابس 55) زهير بالحاج عمر 56) رمزي السويح 57) أحمد مبروك – كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي – قابس 58) عبد الجبار الرقيقي – عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي 59) عمران حاضري – ناشط حقوقي 60) ماهر حاضري – تقدمي 61) عمران القابسي 62) عادل الزيتوني – حركة الأحرار الديمقراطيين 63) مراد النوري 64) زعيم بوزيد 65) أحمد العامري – أستاذ تعليم ثانوي 66) عبد الرزاق مكشر – أستاذ تعليم ثانوي 67) طيب الشيخاوي – موظف ببنك 68) منجي عيساوي 69) طارق بن صالح – جبنيانة 70) زهير مخلوف – ناشط حقوقي وإعلامي 71) فتحي الرحماني – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي 72) لطفي الحيدوري – صحفي – بنعروس 73) محمد رضا المحسوس – أستاذ تعليم ثانوي 74) محمد الحبيب بوثلجة – أستاذ متقاعد 75) محمد القسيس – كاتب عام الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد التربوي بصفاقس 76) عماد الدايمي – المؤتمر من أجل الجمهورية – باريس 77) خليفة مبارك – الكنفدرالية الديمقراطية للشغل – تونس 78) رضا الحجلاوي – فرنسا 79) الحبيب عمار – نقابي التعليم الساسي – قفصة 80) كمال العبيدي – صحفي – واشنطن 81) فدوى معطر – محامية – صفاقس 82) محمود البارودي – كاتب عام جامعة تونس للحزب الديمقراطي التقدمي 83) الشاذلي فارح – كاتب عام النقابة الأساسية للإتحاد الدولي للبنوك بتونس 84) منجي الخضراوي – صحفي 85) حسين بالطيب – نقابي وسياسي 86) لسعد الزيتوني – لاجئ سياسي – باريس 87) معز الباي – صحفي براديو كلمة 88) إسماعيل دبارة – صحفي بجريدة الموقف 89) فضل رواشد – متقاعد 90) محمد صابر حجري – مدرس 91) سليمان الرويسي – أستاذ تعليم ثانوي – سيدي بوزيد 92) شريف الكستلي – مهندس فلاحة – باجة 93) بشرى بالحاج حميدة 94) إيمان نورة عزوزي – متفقد بيداغوجي 95) محمد اللاهي – النقابة الأساسية للتعليم الأساسي ببنزرت الشمالية 96) طه البعزاوي – صحفي براديو كلمة 97) نور الشابي – طبيب أطفال 98) العربي الدربالي 99) سنية الدربالي 100) شلبي بركاتي 101) رؤوف عشي – النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ببوسالم – جندوبة 102) مهدي بن جمعة – أستاذ جامعي بكلية العلوم القانونية – جندوبة 103) توفيق العياشي – صحافي بجريدة « الطريق الجديد » – تونس 104) زين العابدين ناجح – نقابي 105) إبتسام العريبي – المطوية 106) مصطفى علي – أستاذ أول 107) ياسين البجاوي
شهر من أربع سنوات 14 أوت2010
مضى اليوم شهر على سجن زوجي الصحفي الفاهم بوكدّوس الذي يقضّي مثلما هو معلوم حُكما بأربع سنوات، هي دونما شكّ ثمرة محاكمة غير عادلة بالمرّة، انتفت فيها أبسط شروط المحاكمة العادلة وفق المقاييس المحلّية والعالميّة. أكثر من ذلك فإنّ بقاء الفاهم وراء القضبان بظروفه الصحّية لا يجدُ أيّ مُبرّر له ولو ضعيف لا في السّياق الذي تطوّرت إليه قضيّة ما عُرف « بالوفاق الجنائيّ ».
يقبع فاهم بوكدّوس في غرفة من المؤكّد أنّها تتلاءم مع المواصفات السيّئة للسجون التونسيّة حيث الاكتظاظ والتلوّث الهوائيّ والشذوذ والأمراض والضجيج الذي يدمر الأعصاب…
دون ريب يُقاوم مجمل تلك الظروف ليطوي الأيّام ويغالب نوبات الربو » التي استفحلت في الأيّام الأخيرة، بحكم الشدّ العصبيّ المرتفع والظروف الصعبة وضعف المتابعة الصحيّة.
يدخل شهره الثاني بعيدا عن أهله وحياته، وعن مزاولة مهنته التي عشقها رغم كلفتها الباهظة التي كان واعيا بها ولم يقبل يوما لا المساومة حول نقل الحقيقة كما هي ولا المهادنة في الانتصار لقضايا الفئات الكادحة والمضطهدة، ذاك الانتصار الذي وضعه رغم البعد الجغرافيّ في قلب الانتفاضة المجيدة للحوض المنجميّ.
واصل نقل الحقيقة وأسهم بقسط وافر في إدارة الرقاب وتعديل الأجندات السياسيّة وطنيّا وعالميّا حول « الحريق الاجتماعي » الذي تضافرت جهود السلطة وخدمها –وما أكثرهم- من أجل إخماده حينا واحتوائه أحيانا أخرى.
أسهم بقسط وفير في وضع انتفاضة الحوض المنجمي في مدارها الصحيح ومزّق جدار الصمت الذي أقامته الديكتاتوريّة لمواصلة مغالطة الرأي العامّ الداخلي وخصوصا الخارجي حول ما سُمّي كذبا معجزة تونسيّة اقتصاديّة ورخاء اجتماعيا وغيرها من الشعارات الزائفة.
قاوم الفاهم بوكدّوس بشرف ودخل سجنه بعزّة، وصبيحة كلّ يوم اثنين أثناء زيارتي له ألتقط من قسمات وجهه،وبريق عينيه وبعض كلمات هاربة من الرقابة وصقيع البلّور، معاني جديدة للصمود والأمل في انتصار الحقيقة وقيم الحرّية والعدالة الاجتماعيّة.
الحرّية للفاهم بوكدّوس الخزيُ لأعداء الحرّية. عفاف بالناصر
« عيد المرأة » في تونس: احتفال بالصور… وانتهاك للحرمات
حرر من قبل التحرير في السبت, 14. أوت 2010 تحرير المرأة وصون حقوقها والحفاظ علي كرامتها شعارات يرفعها النظام التونسي ليعطي عن نفسه في الداخل والخارج صورة النظام المتحضر والرائد في الحداثة، بينما يؤكد الفعل والممارسة أنّ هذا النظام من أشدّ الأنظمة تنكيلا بالمرأة متى آنس منها اعتراضا على سياساته وتشبثا بالدفاع عن حقوقها وحقوق الإنسان التونسي بصفة عامّة.
وقد كانت المرأة التونسية ولا تزال عرضة لابتزاز النظام لها عبر ملاحقة أفراد عائلتها وحرمان أبنائها وبناتها من الشغل ومن الدراسة وجوازات السفر وحتى من حقوقهم في التمتع بحياة آمنة.
في هذه الأيام يحيي النظام ذكرى صدور مجلة الأحوال الشخصية بإقامة الحفلات الصاخبة والتغنّي بمكاسب للمرأة ليس له فيها دور يُذكر، وبالترويج لزعامات نسائية مفروضة وزائفة.
وفي تزامن غريب مع كلّ هذا الصخب الدعائي والزعم الكاذب بالانتصار لحقوق المرأة وكرامتها تتعالى موجة اضطهاد النظام وأجهزته للنساء المناضلات وزوجات المناضلين وقريبات المساجين السياسيين، بصفة غير مسبوقة في شراستها وفي ما تعتمده من أساليب قذرة ومجانبة لأبسط القواعد الأخلاقية.
فعلاوة على ما تتعرض له السيدات المذكورات من عنف بدني ولفظي ومن تنكيل متعمد، تشنّ أجهزة النظام على المناضلات وأزواج المناضلين وعلى الصحفيّات المستقلات حملة تشويه فظيعة تعمد فيها جرائد النظام ومواقعه الالكترونية إلى استباحة أعراضهنّ والنيل من شرفهنّ وشرف عائلاتهنّ عبر اختلاق فضائح جنسية واتهامات غبيّة بالشذوذ الجنسي والانحراف.
إنّنا نحن الموقعات على هذا البيان إذ نستغلّ هذه المناسبة للتعبير عن اعتزازنا بكلّ إنجاز أصيل تحققه المرأة التونسية مهما كان اتجاهها: -نحذّر النظام القائم من خطورة ما تقترفه أجهزته من جرائم، لا في حق المناضلات وحدهنّ بل في حقّ البلاد وسمعتها، فما تأتيه هذه الأجهزة من موبقات هو عار حقيقي على النظام وعلى البلاد بصفة عامّة، وهو إلى ذلك فعل إجرامي يعاقب عليه في الآجل إن لم يكن في العاجل.
-ننبّه الرأي العام في الداخل والخارج إلى الفجوة السحيقة بين ما يرفعه هذا النظام من شعارات إيجابية وما تدلّ عليه ممارساته من تناقض ومحاولة للسخرية بذكاء الناس.
-نطالب النخب المستنيرة مهما كانت اتجاهاتها ومواقعها إلى ردّ فعل حازم وقاطع على ما تقترفه أجهزة النظام من انتهاكات للنساء واستباحة لأعراضهنّ وشرف عائلاتهنّ.
-نضع جميع الأطراف التي تتعامل مع النظام التونسي والتي تدعمه في الداخل والخارج إلى تحمّل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية في التعاطي مع نظام يتعامل مع معارضيه ومعارضاته تعاملا بات يقطع مع السياسي، وينحدر إلى الدرك الأسفل من الانحطاط القيمي والأخلاقي.
-نذكّر اللجان الأممية المعنيّة بحقوق الإنسان بأنّ الحق في الكرامة يتصدّر الحقوق الإنسانية، وأنّها مطالبة بمساءلة النظام التونسي فيما تتعرض له المناضلات وعائلاتهنّ من الانتهاكات المذكورة في ظلّ امتناع مؤسسات الدولة عن القيام بواجبها. نزيهة رجيبة (أم زياد) سهام بن سدرين سامية عبّو (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 أوت 2010)
وجوه تونسية يكتبها الحبيب ميهوب
الدعداع امبراطور الصحافة الذي لا حد لسطوته
في إيطاليا لهم برلوسكوني. وفي بريطانيا واستراليا لهم مردوخ، أما في تونس فلنا امبراطور صحافة لا يبحث عن الشهرة مثل هؤلاء اسمه مسعود الدعداع. وسيتساءل القارئ الكريم من هو هذا الشخص فـأنا لم أقرأ له مقالا أو تحقيقا أو حوارا صحفيا متميزا، ولا هو صاحب دار إعلامية ولا حتى مدير صحيفة . والحق معك تماما أيها القارئ، فهو رجل أمي. لكنه يتحكم في رقاب الصحفيين والمديرين سواء بسواء لأنه يسيطر على شبكة توزيع الصحف في العاصمة من خلال شبكة علاقات جهوية وعائلية حبكها طيلة ما يقرب من نصف قرن.
ومسعود الدعداع هو في الأصل متعهد توزيع « لابراس » عميدة صحفنا التونسية في تونس الكبرى. وتعلم أيها القارئ ماذا تمثل تونس الكبرى على مستوى عدد قراء الصحف في بلادنا، فهي تمثل ما يقارب النصف، لكنها أكثر من ذلك بالنسبة لجريدة « لابراس » بالذات بسبب قلة انتشار اللغة الفرنسية في الولايات، وبسبب اتجاه هذه الجريدة الراقية إلى الأوساط العليا.
وقد استطاع الدعداع بفضل الخدمات التي قدمها للمديرين المتعاقبين على هذه الدار الصحفية العريقة وخاصة بفضل دهائه، أن يتحكم تماما في شبكة التوزيع بالعاصمة، فهو يمنع « لابراس » عن الباعة الذين لا يمتثلون لتعليماته حتى يخروا صاغرين بين يديه، وهو يغدق على المقربين والمسايرين لمشيئته الأعداد الكثيرة من أجل إعطاء المثل على الفائدة من التقرب منه. وكثيرا ما حاولت بعض الصحف الإلتفاف على شبكته والتعامل مباشرة مع الباعة كما حاول ذلك صاحب المأسوف عليها « الرأي العام » الزميل الجليل عبد الجليل دمق وبعده صاحب « الصريح » الصديق صالح الحاجة وكذلك الطيب الزهار صاحب « حقائق »، بيد أنهم اكتشفوا أنه لا مفر من خيوط شبكة الدعداع، إذ أن الأخير يوصي جماعته بهم « خيرا » فتبور سلعتهم وتعود إليهم بعنوان مرتجعات وتبقى على قلوبهم.
تجبر مسعود الدعداع وتكبر حتى هزم في الأيام الأخيرة بل سحق صديقه السابق نبيل عزوز مدير جريدة « الإعلان » بالضربة القاضية. ورغم أن نبيل عزوز قيدوم في الميدان الصحفي الذي دخله منذ أيام والده نجيب عزوز مؤسس « الإعلان » فإنه لم يسلم من الصدام مع الإمبراطور الذي أراد أن « يمسح له شواربه » كما نقول بالتونسي. وصورة الواقعة أن نبيل ذهب صباح الإثنين إلى مقر جريدة « البيان » حيث يتجمع المتعهدون والباعة لكي يُخبرهم بأن عليهم ألا يأخذوا « الإعلان » في اليوم الموالي من عند الدعداع وإنما أن يأتوا إلى مقر « البيان » السابق قرب نهج مرسيليا ليتسلموها من إدارة « الإعلان » نفسها. ولم يكن نبيل المسكين يتصور أنه لن يأتيه أحد في اليوم الموالي وأن جريدته لن توزع. والسبب أن حلقات المتعهدين الصغار والكبار رأوا الشرر يتطاير من عيون مسعود فارتجفوا وارتعدت فرائصهم، وفهموا أن « الإعلان » يجب أن تُمسح من السوق. وهكذا ما كان.
وفي الأيام الأخيرة نزلت أحكام الإمبراطور مثل السكين على رقاب الباعة المساكين فغمغموا واحتقنت وجوههم وكادوا بغضبون ويصرخون لكنهم رضوا بالأمر المقضي. فمسعود الدعداع أصبح معجبا بعالم السياسة وهو متشوق إلى ان يُجرب حظه فيه على ما يبدو، ولم يجد إليه مدخلا أفضل من صخر الماطري صاحب دار الصباح وما أدراك … لقد فرض الدعداع في آخر مرسوم من مراسيمه ألا يقبل من كل بائع من باعة الصحف في العاصمة أكثر من 35 بالمئة من مرتجعات « الصباح ». أي ان على البائع أن يبيع 65 بالمئة من الكمية المسلمة له وإن لم يبعها فما عليه إلا دفع ثمنها. وكان ذلك الإجراء صدمة للباعة المساكين فانتحبوا ولعنوا اليوم الذي دخلوا فيه إلى هذه المهنة وبدأوا يستعدون للإحتجاج، لكني رايتهم بأم عيني في نهج علي باش حانبة يلاطفونه ويتوسلون له أن يعفيهم من القرار أو يرفع السقف قليلا عن رقابهم. ومن يدري لو نجحت خطة مسعود لنشر « الصباح » على أوسع نطاق لا تستغربون أن يُكلف غدا بمهمات أكبر تحت جلباب الماطري.
اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل تونس في 12 أوت 2010 بيان إستقواء البيروقراطية النقابية بالسلطة لن يوقف برامجنا
يتعرّض عددا من مناضلينا (5 من جملة 8)، من الذين شاركوا في تأسيس » اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل » و في صياغة أرضيته النقابية، منذ يوم الجمعة 30 جويلية 2010 إلى مضايقات و مراقبة بوليسية لصيقة في الطريق و الأماكن العامة و أمام منازلهم وصلت ذروتها يوم الأحد 01 أوت 2010 باعتراض سيارة أحدهم في طريق عودته من مدينة قليبية و اقتياده لمركز الشرطة في محاولة فاشلة لتلفيق قضية ضدّه و يوم الاثنين 02 أوت 2010 باستفزاز عائلات إثنين منهم أمام مقرات إقامتهم.
و لا يخفى على المتابعين للشأن النقابي بأنّ هذه التطورات الخطيرة قد أتت بعد نشر « اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل » لبيان إعلامي يعلن عن تأسيسه و عن نيّته تجميع الجهود للدفاع عن الفصل العاشر و السعي لدمقرطة تسيير هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل و ترسيخ الخطّ الكفاحي داخلها…كما سبقها حملة بالجملة لغلق أو حجب مواقع و مدونات و صفحات على الفايس بوك تابعة للنقابيين الديمقراطيين.
و بناءا عليه يصبح من الواضح أنّ الهدف الوحيد من تلك المضايقات الأمنية هو ترويع مناضلينا و منعهم من الاتصال بالنقابيين لإتمام اللمسات الأخيرة قبل نشر الأرضية و فتحها للإمضاء داخل الجهات و القطاعات و من البديهي أنّ صاحبة المصلحة الوحيدة في الإيعاز للسلطة و مطالبتها بهذه الإجراءات لا يمكن إلاّ أن تكون البيروقراطية النقابية.
و أمام هذا التعدّي السافر على الحقّ النقابي و على الحريات العامة و الفردية يهمّ » اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل » التعبير عن ما يلي : 1) نعلن للرأي العام النقابي بأنّ محاولة ترويع مناضلينا لن تثنينا عن متابعة برامجنا و بأنّنا مقرّون العزم على مواصلة الذود عن الفصل العاشر و السعي لدمقرطة تسيير الهياكل النقابية و الدفاع عن الخط الكفاحي داخلها. 2) ندين بشدّة ما لجأت له البيروقرطية النقابية كعادتها من استقواء بالسلطة دفاعا عن مصالحها الضيّقة و من تحريض لها حتّى تتدخّل في الشأن الداخلي للاتحاد و تضيّق على الحقوق و الحريات النقابية و تحاول إسكات المعارضة النقابية مستعملة أوضع الوسائل و نطالب النقابيين بمزيد عزل تلك القيادات البيروقراطية المارقة عن الأعراف و التقاليد العمالية و النقابية و بفضح سقطتها الأخيرة بين صفوف العمال.
3) نطالب بسحب المراقبة الأمنية المضروبة على النقابيين الديمقراطيين و احترام الحقوق و الحريات النقابية و بإعادة فتح مواقع النقابيين الديمقراطيين الالكترونية المحجوبة و احترام حرية الإعلام و حرية التعبير.
4) ندعو النقابيين إلى مزيد اليقظة و مزيد الالتفاف حول « اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل » بعد أن كشفت البيروقراطية النقابية عن أقبح ما في وجهها و استقوت بالسلطة ضدّ المعارضة النقابية الديمقراطية حفاظا على مصالحها و استعدادا لتصفية آخر مكاسب العمال، و هو نظام تقاعد الأجراء، مقابل غضّ السلطة الطرف على عملية الانقلاب على الفصل العاشر التي تحضّر في الكواليس. اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل المصدر : منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية » الرابط :http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
اتحاد الشغل: المناولة.. الصناديق الاجتماعية.. الجباية والتكوين المهني أبرز ملفات المفاوضات الاجتماعية المقبلة
أفادت مصادر نقابية أن قسم القطاع الخاص بإتحاد الشغل انطلق في الاستعداد للمفاوضات الاجتماعية القادمة من خلال لقاءات دراسية في عديد القطاعات.كما تشهد الفترة الحالية اجتماعات ماراطونية للجان التفاوض لإعداد المشاريع التفاوضية ومن المنتظر أن يتم التركيز خلال المفاوضات الاجتماعية القادمة على جملة من المطالب والمقترحات التي شملتها التوصيات التي اتخذت على اثر تقييم المفاوضات السابقة.. وتمثلت اهم هذه المطالب في الحرص على تلازم المفاوضات في القطاعات الثلاث وهي القطاع الخاص والعام والوظيفة العمومية وايلائها نفس الاهتمام ومنحها نفس الحيز الزمني وهو الشئ الذي افتقرت اليه المفاوضات السابقة باعتبار التفاوت في زمن التفاوض بالنسبة الى القطاعات الثلاث.كما تنص المطالب ايضا على الحرص على إمضاء العقد الإطاري المشترك قبل الدخول في التفاوض القطاعي مع وضع سقف زمني لإنهاء المفاوضات. وسجلت المقترحات المبوبة للمفاوضات المقبلة ايضا الدعوة الى تلازم التفاوض في الجانب الترتيبي والجانب المالي وإيلائهما نفس الجهد والأهمية باعتبار وان المفاوضات السابقة تم من خلالها التركيز على الجانب المالي اكثر من الجانب الترتيبي والتشريعي اذ تم التطرق الى الترفيع في الاجور والمنح والترقيات المهنية وغيرها دون الاهتمام بالتشريعات والتراتيب المنظمة. وقد تمت الدعوة في اطار الاعداد للمفاوضات الاجتماعية المقبلة الى ضرورة ربط الزيادة في الأجور بتطور الأسعار واعتماد المؤشرات بشكل علمي مع ضرورة التصدي للسمسرة باليد العاملة بالأشكال النضالية المتنوعة وإدراجها هي الاخرى في الجولة القادمة للمفاوضات خاصة وان السمسرة تعتبر سببا مباشرا لما تعانيه الصناديق الاجتماعية من اختلالات مالية. وتعد مراجعة أصناف الجباية حسب نتائج الجولات السابقة من المفاوضات ضمن أولويات الإتحاد في تفاوض الجولة القادمة.. بالاضافة الى الحرص على التصدي لمشروع خصخصة مكاتب التشغيل مع الإصرار على فرض الخصم المباشر والتطبيق ا لكامل للإتفاقية 135 حول الحق النقابي. وتمت التوصية ايضا بايلاء المزيد من الإهتمام لمسألة التكوين المهني في الجولة القادمة في اتجاه مراقبة شفافيتها من خلال تشريك الطرف النقابي فيها وضبطها باستراتيجية واضحة. ضرورة توسيع الاهتمام بجانب الصحة والسلامة المهنية لتصبح شاملة للأخطار والأمراض المهنية خاصة انه خلال المفاوضات السابقة اقتصرت المطالب على اللباس فقط ولم تتطرق الى هذه المسائل. كما تمت الدعوة الى ضرورة إيجاد آليات لسد الثغرات التي يستغلها الأعراف للتلاعب بالفصل 4/6 بتعديلاته مع الحرص على إعتماد تصنيف مهني يراعي التطورات التكنولوجية الحديثة. ح.غ (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أوت 2010)
المجلس البلدي بحمام سوسة دار لقمان على حالها
مع بداية كل مجلس بلدي جديد ، يتطلع المواطن إلى تغيير حقيقي في أداء البلدية مجلسا و إدارة ، و يدخل في إنتظارية قد تطول و قد تقصر حتى يستفيق على عتبات الحقيقة المرة و يكتشف أن » دار لقمان على حالها » و إن المجلس السابق قد يكون أهون و أرحم من الذي تلاه . …هذا كلام يعكس حقيقة مرة يرددها المواطن الحمامي في سره و مع من يعدون ثقة لديه … و مع هدا المجلس جاء التقييم و الحكم عليه مبكرا حيث لم يمضي على تنصيبه سوى شهرين تقريبا حتى تأكد للجميع أن بلدية 2010 لن تكون سوى تكرارا مملا للبلديات التي سبقتها … و يكفي في هذا المجال أن نشير إلى ثلاثة مسائل للاستدلال و الحكم على طريقة تعاطي هذا المجلس . النظافة تعد حمام سوسة مدينة نظيفة و يضرب الجميع الأمثال بالمرأة الحمامية في نظافتها و حرصها على ترسيخ العادات و التقاليد المؤصلة للنظافة في حياتها اليومية ، و مع توسع المدينة في اتجاهات متعددة كان من المفروض على المجلس البلدي تحسين و تطوير خدماته في هذا المجال ، و باعتبار أن المدينة قد تحولت في الفترة الأخيرة إلى مركز هام للسياحة الداخلية حيث يتضاعف عدد سكانها في شهري جويلية و أوت ثلاثة أو أربعة مرات ، كان من المفروض على المجلس البلدي السابق و الحالي الانسجام مع هذه الوضعية و اتخاذ الاجراءات الاستثنائية ( الموسمية ) للحفاظ على نظافة المدينة …. لكن المتجول في شارع الجمهورية ، و طريق الشاطئ ، طريق تونس ، نهج المأمون و الطريق السياحية لن يتوانى لحظة في ملاحظة التراجع الواضح لنظافة هذه الأنهج … غياب كلي أو جزئي لحاملات الفواضل صغيرة الحجم ( فقدان 2 على 5 من أماكنها ) و عدم تعهد ما بقي منها بالصيانة , أما الحاويات الأكبر و المخصصة للمنازل فقد باتت غير قادرة على إستعاب كميات الفواضل المتزايدة بتزايد عدد السكان ، أما عن وضعيتها فهي مقرفة و أقل ما يقال فيها أنها تثير الاشمئزاز لذلك صارت الأكياس و علب الجعة الفارغة و القوارير البلاستكية و غيرها من الفضلات تتناثر على قارعة الطريق و في النقاط الخضراء ، و في نفس هذا المجال و تأكيدا على عدم انسجام هذا المجلس مع الواقع السياحي الذي تعيشه المدينة و عدم قدرته على مواكبة التطورات الحاصلة في هذا المجال ، حيث لا يزال الفريق البلدي المكلف برفع الفضلات يقوم بعمله دون زي عمل لافت في أهم الأنهج السياحية ( طريق الشاطئ و الطريق السياحية ) عند منتصف النهار و ما تخلفه هذه العملية من إزعاج للمصطافين خاصة عند رفع فضلات المقاهي و المطاعم فبالاظافة إلى ما تحدثه الشاحنات المعدة لذلك من ضجيج و ما تسببه من عرقلة واضحة لحركة المرور فإن الروائح المنبعثة منها تقلق حتما راحة رواد هذه الفضاءات الذين تذمروا و تهكموا من هذه العملية مرارا و تكرارا . الاحتفالات بعيد الجمهورية توكل إلى البلديات إقامة معالم الزينة في المناطق الراجعة إليها بالنظر في المناسبات و الأعياد الوطنية و الدينية كما يوكل إليها دعم المجهود المحلي في الاحتفال بهذه المناسبات ، و ما لاحظناه و لاحظه كل متساكني حمام سوسة في ذكرى عيد الجمهورية المتزامن مع الزيارة التي كان سيؤديها رئيس الجمهورية إلى ولاية سوسة مرورا بمعتمدية حمام سوسة هو التركيز المطلق على الطريق السياحية التي كان من المفروض أن يمر منها الركب الرئاسي حيث ركزت آلاف العلمات و الصور و اللافتات و قطع القماش الحمراء و البنفسجية لا احتفالا بعيد الجمهورية طبعا و إنما ترحيبا بزيارة الرئيس . و في المقابل خلت شوارع المدينة و ساحاتها من أي مظهر من مظاهر الزينة و غاب بالتالي الاحتفال بعيد الجمهورية حتى عن شارع الجمهورية ، و مرت المناسبة و ما تحمله من معاني و دلالات و ما تستبطنه من رمزيات تاريخية مرور الكرام و كأني بالمجلس البلدي يستبق الجميع في الاجهاض على ما تبقى من معنى الجمهورية هذا الاستباق تأكد من خلال المناشدة الركيكة لرئيس الجمهورية لمواصلة قيادة البلاد التي أعلنها مستشاروه خلال المجلس البلدي الماضي و الذي لم يتقدم قيد أنملة في خدمة المواطن حديقة » شبين الكوم « كنت في مقال سابق نال استحسان الجميع أشرت بوضوح إلى حجم التجاوزات التي أقدم عليها مكتري مشربة حديقة » شبين الكوم » و مدى تساهل المجلس البلدي الحالي و السابق و الإدارات ذات الصلة في تطبيق القانون بهذه الحديقة ، و قد لاحظت في البداية تجاوبا من قبل المجلس البلدي الحالي ، حيث تم إيقاف الأشغال و سحب بعض المعلقات ، كما تم استدعاء المكتري فاستبشرنا بذلك خيرا و أعددنا ذلك مؤشرا على إرادة الإصلاح و التغيير غير أن رياحهم دوما تدور بما لا تشتهي سفننا فبمرور الأيام تأكد أن ما جرى لا يخرج من كونه محاولة رديئة لمسرحة العمل البلدي وإيهام المواطن بالقدرة و الفعل و إخفاء حقيقة التهاون و المعاملات المشبوهة و الغير قانونية و بالتالي فإن ما قام به رئيس البلدية هو عملية تجميل تعتمد وضع بعض المساحيق الزائلة حتما المراد بها وضع هذا المجلس المشكك في قدراته من قبل تنصيبه في صورة الفعل و الفاعلية التي هو عنها بعيد جدا …إن سكوتنا عن » حديقة شبين الكوم » و التجاوز عن ما حصل فيها هو رهين تطبيق القانون و لا شيء غير ذلك ، هذا القانون الذي أجمع المختصون و العارفون به بضرورة استخراج قرار فوري بإزالة كل ما بناه المكتري بدون تراخيص في ملك عمومي . و في نفس السياق و تأكيدا لتلوث بعض الأيادي في معاملات مشبوهة لاحظ لي أحد المواطنين الذي هو خارج مجال التصنيف السياسي أن دليل تورط البلدية و الجهاز الأمني في كل ما يحدث في حديقة » شبين الكوم » قائم و مكشوف للعيان و أشار أن مكتري حديقة » شبين الكوم » يسمح له بفتح المشربة ليلا نهارا كما يسمح له بوضع الطاولات و الكراسي في كامل فضاء الحديقة رغم وجوده في حي سكني أما مكتري مشربة » السبخة » و رغم وجوده على الشاطئ و بعيدا عن السكان فإن الشرطة البلدية و تراتيبها و الجهاز الأمني يصرون على تحديد أوقات العمل بهذه المشربة كما يصرون على منع المكتري من وضع الطاولات و الكراسي على الشاطئ ليلا إن ذلك لا يمكن أن يفهم إلا ضمن المقولة الشعبية » إطعم الفم تستحي العين » مقولة تأكدت لمن رأى عضو اللجنة المركزية للتجمع » وليد المهيري » و هو يجلس في الحديقة مع مجموعة من الوفد المصري المشارك في استعراض » أوسو » و الذي هم أحدهم بدفع ثمن ما استهلكوه فهب صاحب المشربة مسرعا متوجها بالخطاب إلى عضو اللجنة المركزية قائلا حرفيا » و الله لا يا سي وليد بر على روحك و خليك ديما معانا و خلينا انشوفوك » فأجاب الوليد » أنا ديما معاك و ما انجمو يعملولك شيء » شهادة نقلها إلينا أحد حرفاء المشربة تقيم دليلا قاطعا على ما آلت إليه الأوضاع في بلادنا و تكشف صورة عن مسؤولينا رامي جغام حمام سوسة
مسلسلات إيرانية تفجر توترات في لبنان.. واستياء في تونس «المنار» و«إن بي إن» أوقفتا العرض ونائب في «الكتائب»: لسنا في طهران
بيروت: كارولين عاكوم
تسبب مسلسل تلفزيوني من إنتاج إيراني في توتر طائفي تحول إلى سياسي في لبنان، بعد أن قررت محطتا «المنار» (التابعة لحزب الله) و«إن بي إن» (التابعة لحركة أمل)، أن تعرضا مسلسل «المسيح» على الرغم من اعتراض رجال الدين المسيحيين في لبنان على ذلك. إلا أن المحطتين تراجعتا أمس عن عرض المسلسل بعد أن عرضتا أول حلقة منه، «مراعاة لبعض الخصوصيات».
وبعد عرض الحلقة الأولى من المسلسل الذي اشترته المحطتان من شركة إنتاج إيرانية، قال رئيس اللجنة الأسقفية الكاثوليكية المطران بشارة الراعي معترضا على المسلسل إن «الأحداث الواردة في هذا المسلسل فيها تحريف للمعتقد المسيحي.. ويقوض كل أسس الدين ومعناه ويخلق فتنة». وتوالت الاعتراضات الدينية التي وصلت إلى حد التهديد بالتظاهر إذا لم يتم إيقاف المسلسل، الأمر الذي أدى إلى تدخلات سياسية على مستوى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي طلب من وزير الداخلية زياد بارود التدخل لإيجاد حل لهذا الموضوع.
وقال النائب في كتلة «الكتائب اللبنانية» نديم الجميل: «لسنا في إيران لعرض مسلسل السيد المسيح»، معتبرا أنه «إذا تم الحصول على رخصة من طهران لعرضه فهذا لا يعني تجاهل رخصة الأمن العام من الدولة اللبنانية، لأن هذا الأمر ليس من ضمن عمل المقاومة أو سياسية حزب الله في لبنان». وقد وصل الاستياء من البرنامج نفسه إلى تونس، حيث ناشد محامون تونسيون مفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ التدخل العاجل لإيقاف بث قنوات تونسية مسلسلات دينية إيرانية تجسد أنبياء.
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أوت 2010)
… وأصوات تونسيّة تطالب بمصادرة الإبداع
من مسلسل «النبي يوسف»«يوسف الصدّيق» و«السيّد المسيح» و«مريم العذراء» ثلاثة مسلسلات أشعلت الجدل في تونس، بعدما رفع محامون عريضة تطالب بوقف «الانتهاك الخطير لعرض أنبياء الله»!
تونس ــ سفيان الشورابي
الضجّة السابقة كانت بشأن مسلسل «صدام» الذي عرضته قناة «نسمة تي في»، وأثار موجة غضب عارمة بسبب تناوله حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في صورة عدّها أتباعه «مهينةً»… لكنّنا هذه المرّة في تونس أمام قضيّة أكثر خطورة وجديّة، انفجرت بدورها بسبب… مسلسل تلفزيوني. ها هي القنوات التونسية تثير سخط جزء بعض المشاهدين، بسبب ما عدّه بعضهم «انتهاكاً خطيراً لعرض أنبياء الله»! منذ اليوم الأول من شهر رمضان، بدأت بعض الفضائيات التونسية الخاصة تبث لقطات يومية عن مسلسلات تاريخية أغلبها من إنتاج إيراني ستعرضها خلال شهر الصوم. ويتعلق الأمر بمسلسل «يوسف الصدّيق» الذي يتحدث عن النبيَّين يوسف ويعقوب، على قناة «نسمة تي في»، ومسلسلي «السيّد المسيح» و«مريم العذراء» على قناة «حنبعل تي في».
ومع أنه لا أحد يعلم حتى حد الآن مضمون تلك المسلسلات، ولا طريقة تعاطيها مع هذه الشخصيات على اعتبار أنها لم تعرض بعد، فإن ذلك لم يمنع بعض المتزمتين من ركوب الحدث، لإثارة النعرات الدينية، أو للبحث عن بعض الشهرة بسبب قضية يدري الجميع أنها «مربحة»، إذ إن المسألة الدينية تلفت دوماً الأنظار.
عريضة إلى مفتي تونس… «نسمة تي في» و«حنبعل تي في» في الدوّامة
هكذا، وجّهت مجموعة من المحامين عريضةً إلى مفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ، تطالبه فيها بالتدخل بما لديه من «سلطة دينية لمنع بث هذه المسلسلات ذوداً عن أنبياء الله، وصوناً لركن من أركان الإيمان، وحتى لا تصل الحال إلى تمييع مكانتهم، وجعلها حديث العامة كحديثهم في سائر المسائل الفنية والرياضية». وأضاف هؤلاء أنّ «السُّنة تحرّم تجسيد الأنبياء وكبار صحابة الرسول».
دعوة واضحة إذاً إلى مصادرة الإبداع، بحجّة منع المسّ بـ«المحرمات»، وتحريض على تدخل رجل الدين في مسائل غير فقهية.
المسؤول الإعلامي في قناة «نسمة تي في» قال لـ«الأخبار» إنّ القناة ألّفت لجنةً شاهدت مسلسل «يوسف الصدّيق»، واستشارت علماء دين تونسيين للتدقيق في مدى ملاءمة أحداث المسلسل لما ورد في القرآن، وما تطرق إليه الكتّاب الأولون لتاريخ الإسلام، حتى لا يقع سوء تأويل». وأضاف أنّ «القناة اختارت بث المسلسل بعدما تأكّدت من إقبال جمهور المغرب العربي عليه عندما بثته قناة «المنار»». علماً بأنّ مسلسل «يوسف الصدّيق» يحكي قصة النبي يوسف منذ ولادته حتى لقائه بأبيه النبي يعقوب بعد غياب طويل. المسلسل الذي يتألّف من 45 حلقة، بدأ الإعداد له منذ عام 2004 واستغرق العمل على تنفيذه أربع سنوات.
هذه الاحتياطات الدينيّة لا تكفي لاستيعاب غضب الغيارى على الدين والإيمان. إذ قال أحد الموقعين على العريضة المحامي سيف الدين مخلوف لـ«الأخبار» إنّ جماعته ترفض بث تلك المسلسلات أصلاً، بصرف النظر عن تطابق أطوارها مع حقيقة التاريخ، فـ«الأنبياء لا يتجسدون في ممثلين لا يمكن أن تكون مكانتهم وقامتهم في مستوى الرسل». (المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 14 أوت 2010)
مُسنّة بين مخالب الفقر
بقلم: جيلاني العبدلي
في سياق نشاط تجاري لي قصدتُ ذات صيف ولاية القيروان برفقة أحد الأصدقاء لأقوم بجلب حمولة من غلة الصبّار المعروفة لدى التونسيين باسم « الهندي ».
ولما كنتُ في مستوى مدينة حاجب العيون، توقفتُ على حافة الطريق أين كان ينتصب كثيرً من الفلاحين عارضين غلتهم في أكياس بلاستيكية مرصّفة على طول مسافة أميال من القارعة، وجعلتُ أدقّق النظر في المعروضات مُتبيّنا أحسن الأثمان وأجود الغلال.
وبينما أنا على هذا الوضع اقتربتْ منّي سيدة ريفيّة مُسنة تستعينُ بعكّاز على مشيتها الثقيلة، وعرضتْ عليّ أن أشتري غلّتها، وألحّتْ في شأنها، وأطنبتْ في مدحها، فلم أجد لعرضها مانعا، وانطلقتُ معها أنظرُ في أكياسها مُشترطا في إنهاء إجراءات الشراء أن تكون البضاعة جديدة، وأن لا يختلف ما في واجهة الأكياس عمّا في باطنها.
وقد جرى الاتفاق بيننا على هذه الشاكلة.
وما كدْنا نُفرّغُ الكيس الأول في الشاحنة حتّى تبيّن لنا فسادُ الكثير من غلاله وعدم صلاحيته للاستهلاك لما ظهر عليه من تعفّن. عندها اعتذرتُ عن إتمام عملية الشراء وفق ما اتفقنا عليه، وقدمتُ لها ثمن ما أفرغْناه في العربة، فتناولت النقود، وجعلتْ تفحصُها وتعدّها، ثم دسّتْها في حضنها وقالت لي:
عليك يا ابني أن تشتري بقية غلالي، مادُمت قد شرعت في عملية الشراء.
قلت لها بلطف:
يا سيدتي، وماذا عساني أفعلُ ببضاعة فاسدة؟
هل تقبلين بأن أشتريها لأتلفها؟
أجابت بصوت ضعيف:
وماذا عساني أفعلُ إذا لم تشتر بضاعتي؟
وأضافتْ في غُصّة:
هل يُرضيك أن أموت جوعا؟
هل يُرضيك أن يظلّ المرضُ ينخرُني ولا أجدُ ما به أسكّنُ وجعي؟
قلت لها وأنا أرقّ لحالها:
ولكن يا سيدتي، أنا لا حيلة لي في الأمر.
وأضفتُ ملطّفا من لوعها:
حسبك الله، فعساهُ يجعلُ لك بابا للرزق من حيثُ لا تشعرين.
قالت وهي تُشير بيديها المُرتعشتين:
لن تبرح هذا المكان قبل أن تشتري غلالي حتّى أوفّر لنفسي ما به أسترُ حالي.
ظننتُ أنّها على إصرارها لا يمكنُ أن تتجاوز حدود جدالها فقلت لها أودّعُها:
كان الله في عونك وشدّ أزرك.
وصعدتُ صحبة مرافقي شاحنتي الصغيرة لنواصل طريقنا.
وما كدتُ أهمّ بتشغيل المحرّك حتى اقتربتْ منّي، وأمسكتْ المقود بقبضتيْها قائلة:
إذا أردت أن تغادر هذا المكان بأمان فما عليك إلا شراء بقية غلالي.
تملّكني صمتً وأخذتني حيرة ومرارة، وظللتُ أفكّر في محنة هذه العجوز وفي محن غيرها من المعدمين والفقراء والمهمشين، وأنا أستحضر شخصية سيدنا علي ابن أبي طالب وهو يقول:
» عجبتُ لمن لا يجدُ القوت في بيته كيف لا يخرجُ شاهراً سيفه على الناس « .
في هذه اللحظة تجمهر من حولنا كثير من الباعة المنتصبين على قارعة الطريق، وقد تفحمتْ وجوهُهم من الحر،ّ وارتسمتْ عليها آيات العسر وعلامات القهر.
نظرتُ في عيونهم الغائرة، وتفحّصتُ في وجوههم الشّاحبة كأنّي بي أحكّمهم في الأمر، غير أنهم بدوْا واجمين عاجزين عن فعل شيء من فرط تردّدهم، تردّد بيْن أنْ ينتصروا لهذه المُسنة من باب اشتراكهم معها في لوعة الفقر وفي الروابط العشائرية، وبيْن أن يتدخّلوا لفائدتي من باب العدل لإقناعها بالحسنى حتّى تتخلي عن مطلبها غير المعقول.
وبعد وقت غير قصير من الفراغ والانتظار وتبادل النظرات والهمسات، تقدّم بعضُهم مُوعظا ومُعقّلا، وكان التوفيقُ حليفهم في فك قبضتها ورفع تسلطها بعد زهاء ساعة من الاحتجاز، فواصلتُ طريقي حُرّا طليقا.
غير أنّ شبح هذه العجوز ظلّ يُلاحقني، ويُخيّمُ عليّ، وظلّتْ تصريحاتُها بالفقر وتلميحاتُها إلى القهر يفعلان في نفسي وخْزا وألما، ويملآنها أسى وحسرة على ما تلقاهُ، بلْ على ما يلقاهُ آلافُ الناس في أصقاع وطني منْ محن شتّى وأشدّها بهم فتكا محنة الفقر.
وعبثا تساءلتُ ولطالما تساءلتُ:
منْ يا تُرى لهؤلاء المُعدمين في مثل هذه الربوع النائية ؟
ومنْ ذا الذي يسمعُ أنّاتهم وآهاتهم مهما بلغتْ بهم الويلاتُ واللوعاتُ ؟.
سألتُ مُرافقي وقد أخذه وُجوم بالغً وسكنهُ تأثّرً بيّن،ً إذا كان يُشاطرني الرأي في العودة على الأعقاب لشراء غلال العجوز التي قامتْ باحتجازنا، على أن نتولّى إتلافها في طريقنا لاحقا لعدم صلوحيتها، وعسى ذلك يُخفّفُ شيئا من ضيْمها ويكونُ لنا صدقة جارية بإذن الله.
أجابني صديقي على الفور موافقا مُتحمّسا كأنّه كان يتهيّأ لمفاتحتي في نفس الأمر.
وما إن عُدنا وأنجزْنا العملية، حتّى هشّتْ المُسنّةُ وبشّتْ، ودعتْ لنا بالخير قائلة:
سيرُوا في حفظ الله وعوْنه.
واصلنا طريقنا لإنجاز أهدافنا بشيء من الارتياح، ولم يزلْ صديقي يُمطرني بخطاب السُّخط على وضع البؤس قائلا:
أين هم أغنياؤنا من لوْعات فقرائنا؟
أين هُم أُولُو الأمْر وأصحابُ العزْم عندنا منْ قيم العدل والمساواة؟
أين هم جميعا من الخليفة عمر بن الخطاب وهو يقول:
» والله لو أنّ بغلة عثرتْ في بلاد الشام لسُئلتُ عنها: لِمَ لمْ تُمهدْ الطريق لها يا عمرُ ».
جمعية منصّبة تزدري المواطن وتشتم ذكائه رافعة لشعار »كل خير موجود،والتبذير واللهفة لواش »؟؟؟ *منظمة الاعتداء على المستهلك*
مراد رقية
ان لمن المضحكات المبكيات،ومن المفارقات العجيبة المكرّسة بامتياز لنكبة المواطن التونسي التي فرضت علينا بتوالي السنوات والمناسبات وخاصة منها شهر رمضان المعظم اللافتات التي تستفز المواطن الحر الأبي،الرافض للرداءة وللأمر الواقع والمرفوعة من منظمة منصبة يطلق عليها زورا »منظمة الدفاع عن المستهلك »؟؟؟ ولعل الفرع المحلي لهذه المنظمة بقصرهلال والذي دخل في بطالة تقنية اختيارية بعد وقائع مسرحية9ماي2010 التي لم يستشر حولها،أو قل لم ينل نصيبها من معيّنيها مما جعله يقاطع كلا الطرفين المترابطين بهذه المسرحية،مسرحية التعيينات البلدية تكوينا للشعبة البلدية الجديدة الخاصة بدورة2010-2015 وهما التجمع وهياكله المنفذة لهذه المسرحية،وكذلك المستهلكون أهالي مدينة2مارس1934 الذين كان يفترض بصفته تلك عن حقهم في تكريس الديمقراطية المحلية الغائبة منذ1949 عبر مقولة المرحوم المناضل أحمد بن سالم عيّاد »البلدية مرفوضة لأنها مفروضة »؟؟؟ وما راعنا وبعد هذا السبات العميق وما صاحبه من تراجع أوضاع السوق المركزية بقصرهلال اقترانا بمزادات هذه المسرحية وتصفياتها،تراجعها نظافة وتزويدا وارتفاع أسعار،ما راعنا الا أن خرجت علينا اللافتة-الأعجوبة،أو اللافتة-الحدث المكررة لذات المقولات ومنها هذه السنة »شهر رمضان شهر الخير والتضامن والبركة/كل خير موجود والتبذير واللهفة لواش »،وتستفز هذه المقولة في جزئيها ذكاء المواطن-المستهلك من مرحلة الطفولة الى مرحلة الشيخوخة ذلك أن الشهر الفضيل أصبح فرصة للتأكيد على معاناة الشرائح الفقيرة المعدمة التي أصبحت مطية للتجمع الدستوري ليشملها بعطفه توزيعا للهدايا والهبات،واقامة لموائد الافطار عوض مساعدتها على تحسين ظروف عيشها المتردية المتهالكة اقترابا بها من رفع التحديات لأن ما تحتاجه تلك الشرائح هو ليست »الشفقة المستدامة » بتكرار هذا السيناريو السنوي الدوري الذي يحتاجها في حالة فقر وعدم دائم بتوالي السنوات وبانخرام مستوى الحياة،ولكن بالخروج منها وعبر خاصة صندوق26-26 من هذه الوضعية التي كادت تصبح قضاء وقدرا بتدهور أوضاع عموم شرائح المجتمع التونسي،وتفشي ظاهرة الفقر مع تنامي تدهور قيمة الدينار،وتراجع المقدرة الشرائية بدعم مباشر من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل. أما الجزء الثاني الذي يشتم ذكاء المواطن-المستهلك ويستحمره بامتياز مع سابق الاصرار والترصد فهي المقولة الماسخة »كل خير موجود،والتبذير واللهفة لواش » والأكيد أن الذي اقترحها يقصد كبار القوم،لا متوسطيهم ولا صغارهم ذلك أننا عندما نزور السوق المركزية بقصرهلال ونطلع على كمية البضائع المعروضة ،وقلة نوعيتها ومحدودية جودتها،وارتفاع أسعارها ،أسماكا ولحوماودجاجا مجمدا وخضرا وغلال نصاب بلوثة وباحباط حقيقي فنتبين بأن هذه المقولة ذات أهداف سياسية واضحة بعيدة كل البعد عن معاناة المواطن-المستهلك الذي أهلك وذبح من الوريد الى الوريد نتيجة تراجع قيمة المداخيل وانتحار الدينارالتونسي وتفاقم التضخم،وغرقه تحت وطأة القروض التي لها أول وليس لهاآخر،ولعل المضحك المبكي في هذه المقولة هو عبارتي »التبذير »و »اللهفة »،فأي الشرائح حاليا تتعاطى هاتين الهوايتين أو الرياضتين،من الأكيد بأنهما ليست الشرائح الوسطى والدنيا من المجتمع؟؟؟ وحتى الخبز الذي تختفي وراءه السلطة لتبرير الترفيع المنتظم في الحاجيات الأساسية وخاصة منها الحبوب ومشتقاتها فالجميع،وخاصة أهل الميدان يعلمون بأن الخبز المتداول »لا قيمة غذائية « له لذلك أصبح الكثير من المربين يقدمونه »علفة » لمواشيهم ودواجنهم لأنه أقل سعرا من كل أنو اع العلف التي ضربت أرقاما قياسية دفع العديد من المربين الى التضحية بمواشيهم،قبل اضطرارهم التضحية بقوت عائلاتهم؟؟؟ ان هذه المنظمة المنصبة قد التزمت واحترفت وأدمنت الاستقالة عن واجباتها وهو ما يبرر اغلاق مكاتب فروعها حتى في ساعات الدوام،فتحولت الى مجرد دكان من الدكاكين الجمعياتية المرخص لها من التجمع الدستوري للايهام بوجود نسيج جمعياتي للديكور فقط،يكتفي بتقديم شواهد الاخلاص من القمة الى القاعدة،فتحول الى شاهد زور على نكبة المواطن التونسي المغلوب على أمره،فعوض أن تتدخل في مستوى الضغط على الأسعار،وفي مستوى المطالبة بحماية المقدرة الشرائية لمختلف الشرائح وخاصة الوسطى والدنيا أصبحت تكرس الأمر الواقع الرديء الماسخ بر فع شعار »ليس بالامكان أحسن مما كان » فصحت فيها التسمية الجديدة »منظمة الاعتداء على المستهلك »؟؟؟
مع حلول شهر رمضان: المواطن: لهيب الأسعار… وعين على القادم
بقلم: محمد رضا سويسي تعوّد المواطن في تونس أن تمرّ عليه أنباء الزّيادات في أسعار المواد الرّئيسيّة خلال فصل الصّيف عندما يكون بصدد قضاء عطلته السّنويّة فيكون حاله وهو يسمع تلك الأنباء كحال المهلهل حين سمع خبر وفاة أخيه كليب وهو في حالة المتخمّر فردّد « اليوم خمر وغدا أمر » . لكن بمجرّد أن تنتهي العطلة فإنّ كلّ الحسابات الماليّة تتداخل ويتحوّل ذهن هذا المواطن إلى حاسوب مُصاب بفيروس لا يستقيم فيه حساب.
وخلال هذه السّنة يبدو أنّ الأمور ستكون أكثر تعقيدا على هذا الذّهن المُتعب حيث يقترن فصل الصّيف بحلول شهر رمضان المعظّم -جعله الله على الجميع شهر خير ويمن وبركة- إذ تبلغ مستويات الإنفاق العائلي في هذه الفترة أقصاها بما يستوجبه توفير الترفيه للعائلة خلال هذا الفصل من مصاريف باهظة ناتجة عن ارتفاع تكاليف التّرفيه والسّياحة الداخلية بالبلاد. بل إنّ هذا التّرفيه أصبح يعدّ من قبل عديد الشرائح الإجتماعية من الكماليّات التي لا يصل إليها إلاّ المترفّهون أصلا في حياتهم اليوميّة.
أمّا شهر رمضان وهو الذي يشترك في الاحتفاء به الجميع فإنّه أصبح يمثّل عبئا كبيرا على العائلات ذات الدّخل المتوسّط -فما بالك بضعاف الحال؟ لقد شهدت مختلف أسعار المواد الضّروريّة للاستهلاك العائلي المدعّمة منها وغيرها ارتفاعات مشطّة في الأسعار أدخلت عديد العائلات في حالة من الصعوبات في الإنفاق تبلغ أحيانا درجة العجز عن الاستجابة لكل الاحتياجات الأسريّة فمشتقّات العجين ارتفعت أسعارها وتبعتها عدّة مواد أخرى مدعّمة كما أنّ الخضر والغلال ارتفعت أسعارها بأشكال كبيرة وتحوّلت اغلب منتجاتنا الفلاحيّة إلى مجال خصب للاحتكار والتحكّم في الأسعار من طرف سلسلة كاملة من الوسطاء تنطلق من أصحاب مراكز الحفظ والتبريد. أمّا اللحوم فحدّث ولا حرج إذ أصبحت أسعار اللحوم الحمراء من الارتفاع بحيث صار استهلاكها حكرا على فئات دون أخرى فحتّى صاحب الدّخل المتوسّط أصبح عاجزا على استهلاكها بنسق معقول يستجيب للضّرورة الغذائيّة إذ تجاوز سعر بيع الكيلوغرام الواحد من لحم الضّأن 15 دينارا يُضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار السمك ومشتقّات البحر بفعل الرّاحة البيولوجيّة المفروضة في خليج قابس.
لقد أصبحت هذه الصّورة لحالة أسعار السّوق الاستهلاكيّة مضافٌ إليها أسعار بقيّة المواد الاستهلاكيّة من مواد تنظيف ومواد صحّية وملابس وأحذية وغيرها ممّا يؤرّق المواطن ويشنّجه نتيجة استحالة استقامة حساباته الماليّة أخذا بعين الاعتبار الدخل والمصاريف ممّا يجعله يغرق أكثر فأكثر في التّداين الذي بلغ نسبا قياسيّة في صفوف عائلاتنا المتوسّطة والضّعيفة.
أمّا ما يُضاعف في هذا التّشنّج فهو النّظر إلى المستقبل القريب جدّا حيث يجد هذا المواطن نفسه أمام محطّات ذروة في الإنفاق فبعد شهر من الآن يحلّ عيد الفطر المرفوق بافتتاح السّنة الدّراسيّة وما تحتاجه من مصاريف لشراء الأدوات المدرسيّة التي لم تسلم بدورها في أيّ سنة من ارتفاع الأسعار ليجد بعد ذلك عيد الأضحى ينطحه بقرون خرفان ارتفعت أسعارها في الموسم الفارط إلى حدّ أصاب الكثيرين بالعجز عن الاحتفال بهذا العيد . إنّ هذه الحالة من فقدان السّوق لتوازنه إنّما هي ناتجة عن خيارات تتمثّل في اعتماد الخيار الليبرالي القائم على قاعدة العرض والطلب بكلّ ما يصحب هذه القاعدة من عمليّات احتكار وسلوك مافيوزي يمكّن مجموعة قليلة من المحتكرين من الإثراء على حساب قوت العاملين والكادحين من أبناء الوطن. كما أن الإغراق في هذا الخيار الليبرالي أفقد المصالح المسؤولة للدولة في بعض الأحيان السّيطرة على حالة السّوق بعد أن اختارت الانسحاب منه بخوصصة المؤسّسات العموميّة المنتجة والمروّجة للعديد من المواد الإستراتيجية من حليب وحبوب وزيوت فغاب دورها التّعديلي وأصبح هذا الدّور يقتصر على عمليّة تسعير لبعض المواد التي لا يجد الفاعلون صعوبة تُذكر في الالتفاف عليها من خلال الاحتكار وبيع المواد خارج دورة السوق المنظّمة وهو ما أصبحنا نراه ينتشر بكثرة هذه الأيّام حيث تكثر نقاط البيع الفوضوي (النّصب) للغلال وبعض المواد الفلاحيّة مثل البطاطا وغيرها. إنّ هذا الوضع العام أصبح اليوم محلّ تضجّر وقلق من المواطن الذي كما ذكرنا أضاع كلّ الحسابات وفقد البوصلة في التوفيق بين دخله المحدود من ناحية وبين غلاء الأسعار وكثرة المصاريف وتعدّد محطّات الإنفاق وارتفاع حجم التداين من ناحية أخرى وهو ما كان محلّ انتقاد أيضا حتّى من بعض الأطراف الاجتماعيّة وهو ما يقتضي من الدّولة ومختلف الأطراف المعنيّة الوقوف بتمعّن عند هذا الوضع والعمل على توفير الحلول الملائمة له بما يخفّف من العبء على المواطن .
مرّة أخرى نشير إلى أنّ الخيارات الاقتصادية اللبرالية لا يمكن أن تحمي السّوق الوطنية ولا يمكن أن تحمي مجتمعا نريده متماسكا ومتضامنا ومتآزارا. (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 150بتاريخ 13أوت 2010)
الرأي الآخر الإعلام وسبيل الاصلاح
بقلم: عبد السلام بوعائشة جهاز الرقابة على وسائل الإعلام آلية معمول بها في كلّ دول العالم وهي لازمة لضمان تطور هادف وسليم ومتوازن لكل مجتمع ودولة وتمارس الرقابة دورها بناء على مجمل القوانين التي تنظم الحياة العامة في جميع مستوياتها بما في ذلك القوانين التي تحكم جهاز الرّقابة ذاته وتحدّد مجالات تدخله. وبهذا الفهم فإنّ الرّقابة على الإعلام مفهومة ومطلوبة وإن كان الاختلاف يبقى دائما قائما حول كيفية تطبيق الرقابة ومجالات تدخلها وتوقيتها ( رقابة قبلية ورقابة بعدية). كلّ هذا لا يطرح إشكالا في الدول المحكومة بالقانون ولكن عندما تتغوّل الرقابة تخرج عن كونها مؤسسة ذات طبيعة قانونية تحدد مجال آليات تدخلها وتركيبها وتضبط أساليب متابعتها وتقييم أدائها بما يضمن سلامة موضوعات تدخلها .عندما تتغول الرقابة وتصبح جزءا لصيقا بالمشهد الإعلامي مسيطرة على مجمل عملياته بدءا بالأفكار في رؤوس أصحابها من الإعلاميين (الرقابة الذاتية لحظة الإنتاج) وانتهاء بالرغبات في رؤوس المستهلكين من القراء أو المشاهدين والمستمعين (لحظة الاستهلاك) وما بينهما من مكونات تشمل كل المتدخلين في العملية الإعلامية بما في ذلك باعة الصحف وأصحاب المحلات العمومية المسخرة للخدمات الإعلامية والاتصالية والمطابع والصحفيون ورؤساء تحرير الصحف والموزعون ومنتجوا البرامج والمنشطون والمدراء والقائمة تطول .. عندما تتغول الرقابة على هذا الشكل وتصبح سرطانا يسري في كامل شرايين الجسد الإعلامي فيحكم عليه بالجمود والركود يصبح من الطبيعي أن تسيطر على المشهد الإعلامي ثقافة « التجارة المربحة » و »الوظيفة المريحة » و »الترفيه الرخيص » والخروج بالناس من فضاء المواطنة إلى مستنقع الاستهلاك الكسول ويغيب الإبداع والخلق وروح المسؤولية والضمير والوعي برسالة الإعلام باعتباره سلطة رابعة يفترض أن تهابها باقي السلط الثلاث. كما يصبح من الطبيعي أن نرى الإعلاميين الذين كانوا مجرد أرقام في سجلات الوظيفة الإعلامية في تونس يتحولون إلى مبدعين خارج بلادهم لمجرد أن تحرروا من قيد الرقابة التي كانت مفروضة عليهم في دواخلهم أو من حولهم. ورغم حدة النقد الذي وجّه للمشهد الإعلامي في تونس على امتداد السنين وعلى الرغم من تأكيد رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة على ضرورة النهوض بالمشهد الإعلامي والاتصالي ودعوة الإعلاميين لتجاوز الرقابة الذاتية مع ما تشهده الساحة من تدفق إعلامي واتصالي خارجي كفيل بالمساهمة في التأثير إيجابيا في مجمل أداء وسائل الإعلام العمومية والوطنية إلا أن الملاحظ هو استمرار حالة الضعف والتردي الإعلامي بما لا يحقق الأدنى المطلوب من الرأي العام الداخلي فضلا عن الرأي العام الخارجي وأصبحت غالبية المؤسسات الإعلامية المختلفة (صحف –إذاعات – قنوات تلفزية) تعمل جاهدة للتأقلم مع غول الرقابة الذاتية والخارجية وتوفر كلّ جهدها للنجاح في سوق المنافسة على الربح المالي عبر مهرجانات الإشهار والإعلان وأخبار الفن المغشوشة وجداول المسابقات والمراهنات الرياضية والفنية . وإذا كان هذا السلوك – وبمنطق السوق – مفهوما من الإعلام الخاص الذي بعث أصلا لغاية اقتصادية بالأساس إلا أنه يصبح خطيرا وغير مقبول من إعلام تنفق عليه المجموعة الوطنية من حرّ مالها ويفترض منه التعبير عن شواغلها وهواجسها وأحلامها و الإرتقاء بالمشهد الإعلامي ككلّ والسّهر على صيانة وحماية وتطوير النسيج الوطني في أبعاده الدينية والحضارية والسياسية والاجتماعية والثقافية كما عهدت إليه مهمّة تنزيل سياسات الدولة في برامج إعلامية ترتقي بالإنسان وتعطي للتعددية مضمونها الحقيقي الذي تزخر به البلاد سياسيا وثقافيا واجتماعيا وتساهم في مواجهة تحديات الاختراق الثقافي والإعلامي الغربي المهدد لذاتية تونس الحضارية كل ذلك حفظا للوطن ونهوضا بالمواطن وصونا لحظوظ أجيال المستقبل. عندما تسقط وسائل الإعلام العمومية وبالأخص الإذاعة والتلفزة باعتبارها الأكثر تاثيرا وانتشارا في مستنقع الرداءة ومنطق إعلام السوق – على غرار اقتصاد السوق – وتلجأ إلى تشييئ المواطن والحطّ من نضجه العقلي وقدرته على الفهم والتمييز بين الغثّ والسّمين وتفرض عليه المادة الإعلامية التي تريد وتحجب عنه المادة التي يريد فإنها لا تفعل شيئا سوى دعوة الناس إلى هجرة الإعلام العمومي وإشاحة الوجه عنها والتوجه إلى الإعلام الآخر المحمول على موجات البث الفضائي العولمي لمتابعة أخبار بلاده والبحث عما يروي ضمأه الإعلامي .
فليعلم القائمون على إعلامنا – إن لم يكونوا يعلمون – أن الناس في البيوت والمقاهي والمنتديات لا يهتمون بما تبثه قنواتنا العمومية لأنهم لا يثقون في مصداقية هذا البث ويطربون كثيرا لما تغرقهم به القنوات الأجنبية ليس ثقة فيما تبثه وتنشره وإنّما شماتة ونكاية في مؤسساتنا العمومية وهم في ذلك يعبّرون عن موقف احتجاجي تجاه المشهد الإعلامي ورفض لسياسة التنميط الاستهلاكي التي تستهدفهم ورغبة في التمتع بإعلام آخر يحترم إنسانيتهم وطموحهم لمشاهدة الإبداع يزدهر في بلادهم على قاعدة الحرية والمواطنة والولاء التام لهموم أوسع فئات الشعب.
وفي رأينا أنّ تحقيق هذا الطموح يقتضي مراجعة عميقة لمجمل المشهد الإعلامي في إطار حوار وطني شامل يضع حدّا لتغول الرقابة المعرقل لأي إبداع ويفتح أبوابا واسعة أمام كلّ الطاقات الوطنية تأصيلا للمشهد الإعلامي و تحريرا للإبداع ونهوضا بالمبادرة الوطنية في مواجهة تيارات الاختراق العولمي إذ لا حصانة ولا مستقبل لأي بناء لا يستند إلى عمق الإرادة الشعبية والالتفاف الواعي للمواطن حول المؤسسات العمومية التي يموّلها و في مقامنا هذا مؤسسات الإعلام السمعي والبصري. (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 150بتاريخ 13أوت 2010)
خطابنا الدّيني : من هنا نبدأ …
بقلم : صالح عطية
الخطاب الديني صناعة بأتم معنى الكلمة، فهو ليس مجرد كلام مرصّف ومنمّق يتضمن بضع آيات وأحاديث نبوية، وربما بعض الوجهات الفقهية وآراء الصالحين، كما يعتقد البعض ويصرون على ذلك..
ظل الخطاب الديني في ربوعنا، ذلك « النص المركّب » الذي يتحدث عن الحاضر بمنطق الماضي، ويحاول أن يقنع جيل اليوم بعقلية وأدوات جيل الأمس، ويحرص على أن يرغب في بعض القيم بأسلوب أقل ما يقال عنه أنه أسلوب ممجوج، كثيرا ما كان عامل تنفير من حيث أراد أصحابه أن يكون أداة استقطاب وإقناع..
أصبحت الحصص الدينية التي يظهر فيها « شيخ » باللباس التقليدي التونسي، أو بربطة عنق (في إطار الحداثة الدينية)، مصدر تقزز الكثير من المشاهدين للتلفاز أو المستمعين للراديو، بل إنك تجد البعض يسارع أحيانا إلى تغيير الموجة أو الفضائية هربا من هذا الذي يسمى « حصة دينية » أو « برنامج ديني »، لأنه سيستمع إلى خطيب لا يملك من الخطابة إلا اسمها، أو إلى أسلوب تقليدي مملّ، يدور حول نفس الموضوعات التي تتكرر في ذات التوقيت من كل عام، إذا لم نقل نفس الخطبة التي يستعيدها « الشيخ » مستهينا بذاكرة المشاهدين، ظنا منه أنهم سينسون كونها ألقيت سابقا..
لاذ الشباب بفضائيات أخرى، ومنابر إلكترونية مختلفة، في غياب برامج تشفي غليله، وتخاطبه بأسلوب يرقى إلى مستواه ونضجه وإمكاناته المعرفية، ويشبع حاجاته الروحية والفكرية والدينية، بعيدا عن « الخطاب الناسف » لكل ما هو آت من هنا أو هناك، وبعيد أيضا عما يسمى « خطابا وسطيا »، لأن للخطاب الوسطي مرتكزاته ومقوماته ومرجعياته وهويته، وبالتالي فليس مجرد الاختلاف أو التباين مع مدارس ومذاهب أخرى، ما يجعل لخطاب مشائخنا طابعه الوسطي..
الوسطية في الخطاب الديني، رؤية ومنهج وأدوات ومعرفة وخلفية ثقافية ودينية وحضارية، وليست مجرد كلمة نعنون بها البرنامج أو الخطبة الدينية لكي ندرج ضمن الوسطيين، فيما الخطيب يتحدث عن الحيض والنفاس وفقه الوضوء وكيفية الاستنجاء في بيت الخلاء، فأي وسطية يمكن أن نعلي من شأنها، ونحن نتحدث عن هكذا موضوعات لا وجود حتى لخلافات فقهية بشأنها..
والحقيقة، أن هذا النوع من التفكير الذي يهيمن على خطابنا الديني، هو الذي أدى إلى بحث شبابنا عن مرجعيات من خارج الديار، وبالطبع ـ وهذا ليس من باب التبرير ـ سيعثر شبابنا على ألوان شتى من الوجهات الدينية والفقهية التي تحتمل الغث والسمين، وتتسع لأكثر من تأويل وقراءة وفهم، خصوصا وأن الشباب الذي نتحدث عنه ـ وهو ما لم يفهمه بعض مشائخنا ـ شبابا واعيا مثقفا يتوفر على قدرة عالية على التمييز والاختيار..
ولا شك أن شهر رمضان الفضيل، الذي أطل علينا منذ يومين، تكثر فيه الخطب والبرامج الدينية بشكل غير مسبوق، والأولى أن نوظف الزمن المخصص لهذا الأمر التوظيف الأمثل، لأن رمضان يجمع كل الأطراف في العائلة التونسية، وإذا ما فشل الخطاب الديني في استمالة الناس واستقطاب الشباب في شهر رمضان، فمتى سيكون قادرا على ذلك ؟!
إنها فرصة تتاح مرة أخرى للمهتمين بالخطاب الديني، لتعديل الأوتار ووضع لبنات خطاب ديني مقنع يستمد أسئلته من الواقع ومشكلاته، وليس من كتب الفقهاء والتراجم والنصوص العصماء، خطاب يكون محايثا للواقع، بعيدا عن أية عقلانية مزعومة أو واقعية تتجاوز الواقع وتقفز عليه.. فهل يقع استثمار هذه الفرصة بالشكل المطلوب، أم تضيع كما ضاعت عنا فرص أخرى ؟ (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 150بتاريخ 13أوت 2010)
مازال » حليم » على فراشه القديم!
بقلم البحري العرفاوي
الذين عرفوا ويعرفون « حليمة » يؤكدون أنها لم تعد على عادتها القديمة .. هي اليوم مرأة معاصرة تتخاطب بكل اللغات وتجيد التعاطي مع كل الوضعيات وفي كل مجال تنتزع لنفسها موقعا … إنه » حليمة » عصر المعارف والتكنولوجيا والانترنيت المخترقة لكل الزوايا المظلمة … » حليمة » تؤكد اليوم أنها قادرة على تحقيق ذاتها … بل إنها كثيرا ما تتهم المتحمسين للدفاع عنها بأنهم يُعانون من عقدة الوصاية عليها ومن نظرة دونية للمرأة. » حليمة » هذه ليست لها مشكلة اليوم مع أي » ذكر » فمن لم تهذبه ثقافته ضبطه القانون ، ومن لم يضبطه هذا ولا ذاك ضبطته مصاعب الحياة ومتطلبات العيش.
المشكلة اليوم مع » حليم » إنه مازال يردد نشيده القديم ويلوي رأسه على وسادة يقول إنها محشوة بقصاصات من تصريحات وكتابات وفتاوى أعداء المرأة … مازال » حليم » تتملكه من حين لآخر نوبة ذكورية فينتفض من مضجعه ليشتغل على خطاب دخاني يتمازج فيه السباب والسخرية والعويل!.. يقولُ سامعوه من العامة : نحن لم نقدر على تعدد البنين فما بالنا بتعدد الزيجات (لا يُقال الزوجات)
وقال أحد العابثين يُجادلون في رجم الزناة وهذه الأمة يزنى بها من كل موضع وهم لا يفكرون في ما يكفي من الراجمات… وسُئل أحدُ المعطلين عن موقفه من قطع يد السارق فقال ساخرا : لا نية لي في الرقة فأخشى قطع يدي ولا ثروة عندي أخشى عليها الرقة… لماذا لا يُخشى امتدادُ أيادي الإستعمار والإمبريالية والشركات الإحتكارية والرأس مال المتوحش إلى الثروات الوطنية تسرق أرزاق الشعوب وأحلامها .. ألا تحتاج تلك الأيادي أن تقطع بمشاريع وطنية في الإقتصاد والثقافة والسياسة؟… ثم انفرط هذا المُعدم في ضحك قائلا: أناسٌ لا يؤمنون بالملكية الفردية ويستميتون في الدفاع عن المساواة بين الذكور والإناث في الميراث!.
» حليمة » تقود سيارتها الفاخرة الفارهة أو الشعبية وتستمع إلى أنواع من الموسيقى تنظر في مرآة سيارتها تتأمل أنوثتها وتسوي شعرها أو غطاءه تأخذها نشوة طافحة .. تهز عينيها تقرأ لافتات بألوان ومقاسات مختلفة توحي كل جملها التقليدية بأن » حليم » مازال على فراشه القديم … ثم لا تلبث أن تأخذها شفقة على شارع تجرجر فيه أرجل مُثقلة بهموم الحياة ومقتضيات العيش حيث لا يتساءل الناسُ إن كان الذي يتعامل معهم ويقضي حوائجهم » ذكرا » أم » أنثى «
وإن كان الذي يحل مشاكلهم ويحقق أمانيهم » رجلا » أم » امرأة ».
مازال « حليم » يلوي رأسه على وسادته ويمارس فحولة خطابية ضد « خصوم «
يقول شهودُ وعي إنهم غادروا الظلمة مذ طلوع الشمس وإنهم الآن يتجولون في المدائن والحدائق يمارسون كل أنشطة الحياة الضرورية والتحسينية ويتقنون لغة العصر يمارسون الرياضة ويتعاطون الفنون ويُحاورون » حليمة » إن كانت مستعدة لتحمل مسؤولية نصف « تفاحة المعصية ».. أظن أن معصية آدم لم تكن إلا » الحريّة » . (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 150بتاريخ 13أوت 2010)
الاسلام والحداثة .. وما بعدها ( مهم جدا ) ( 10 )
عبدالباقي خليفة
يمكن اعتبار الحداثوية نوعا من الشيزوفرينيا ، بحكم كونها حساسية مفرطة وعقدة مستحكمة من كل ما هو قديم ، في حياة الانسان . ولأنها لا تؤمن بالحوار والمناظرة ، ولأنها تبعا لذلك مخالفة للعقل الذي يقبل الجدال والحوار ، فإنها تعتمد على الحرب بكل أشكالها ، أو بتعبير أدونيس في » صدمة الحداثة » » لا تنشأ الحداثة مصالحة ، وإنما تشن هجوما … » ولكن ماذا لو أن حداثوية حققت الوصول إلى السلطة والتحكم في المجتمع كما تريد ، وقامت ( حداثوية ) أخرى بالهجوم عليها ماذا تفعل ؟ هل ستقبل بالقانون الذي وضعته لنفسها ؟ هل تقبل بالصراع السلمي بين الحداثويات ، في حال لو اعتبرنا « حداثوية » مارتن لوثر كينغ » شيئا جديدا أكثر حداثوية من حداثوية المجتمع الأمريكي في عصره . أومطالب الاستقلال عن الدول الحداثوية الغربية ، أكثر تقدما من الاحتلال ؟!
لقد اختلفوا حتى في هذه المسألة ، وانقسموا بين مؤيد للاستقلال ومدافع عن الاستدمار ، ليس في الحقل الغربي فحسب ، بل في مزارعه الخلفية من وراء البحار أيضا .
وهناك من يدعو لحداثوية متمايزة عن الغرب وعن التراث ، والبحث عن مقاييس جديدة خارج معايير الغرب ، ولكن ذلك ليس سوى خداع للنفس قبل أن يكون خداعا للآخرين . فطالما هناك تمسك بمبدأ القضاء على الدين ، أو فصله عن الدولة أولا ، ثم جعله شأنا فرديا ، ثم مسحه في مرحلة لاحقة من وجدان الفرد نفسه ، ولو بقمعه وحمله على ذلك قسرا كما دعا إلى ذلك أدونيس ، ويمارس فعليا بأشكال مختلفة في تونس وغيرها ، فالحداثوية لم تخرج عن أصولها اليعقوبية في أبشع أشكالها .
لقد وقعت الحداثوية في ربوعنا فيما انبرت للتحذير منه ، فهي ليست سوى محاكاة وتقليد ، أي أنها تناقض نفسها عندما تعتبر نفسها نقيض المحاكاة والتقليد ، ويبدو أنها ضد محاكاة وتقليد الثقافة السائدة ، ومع محاكاة وتقليد الثقافة الوافدة !!!.
ويصبح الأمر ، طالما أن الغرب قد تقدم بنقد الدين والثقافة التي كانت سائدة فيه ، فنحن أيضا لن نتقدم إلا بنقد الدين والثقافة السائدة عندنا . وإذا لم يكن هذا تقليد فماذا يسمى ؟ وإذ كان كذلك فهل التقليد في حد ذاته عيبا أو ما يقلد وما لا يقلد ، ومن يحكم على ذلك ؟ وهل يمكن ايجاد آليات يتفق عليها الجميع ويحتكم إليها الكل ، حتى لا يتحول الأمر إلى مجازر انسانية كما نشاهد ، ويهدد بحروب أهلية وكوارث اجتماعية على أكثر من صعيد .
يختلف الحداثيون كل من موقعه ، ومساحة المناورة المتاحة له في السياق السياسي والاجتماعي العام ، في التعبير عن الحداثوية وتفسيرها ، بتطويع اللغة بشكل مباشر حينا ، وبطريقة شبه فلسفية من ناحية أخرى ، فيطلق مثلا على محاربة الدين لفظ » الوعي الضدي » كما هو عند جابر عصفور في حديثه عن مكونات الحداثوية لديه ، باعتبار نقد الدين الذي عبر عنه ب » الوعي الضدي » وجها آخر للتحديث على مستوى التطبيقي المادي . ولكنه ما يلبث أن يخرج من المناورة إلى التكشف الحداثوي » تنبثق الحداثة من اللحظة التي تتمرد فيها الأنا الفاعلة للوعي على طرائقها المعتادة في الادراك » أي ايجاد وعي يضاد الوعي القائم . وهو « وعي لا يستسلم لليقين ، والذات العارفة لكل شئ » ( الله ) .
لقد اتفق الحداثويون على محاربة الدين ، لكنهم اختلفوا حول الكثير من القضايا الحداثوية ، وفي مقدمة ذلك ، ما إذا كانت حداثة واحدة أو حداثويات ، وما إذا كانت هناك حداثة مركزية ، وأخرى متذيلة وتابعة ، وما إذا كان بالامكان انتاج حداثة مغايرة عما هو موجود ، وما إذا كان هناك فصل بين المنجزات المادية في ظل الحداثة الغربية ومنظمتها الفكرية ، في تعاطي الحداثويين العرب مع الحداثة ، هو دليل قاطع على التخبط في فهم ماهية الحداثة . ومحاولة البعض مثل أدونيس الربط بين الفكر الوجودي والمنجزات المادية في الغرب ، محاولة يائسة لربط التقدم المادي بالعلوم الانسانية التي ظهرت أثناء الصراع مع الكنيسة في الغرب . متغاضين عن المنجزات التي ظهرت قبل الثورة الفرنسية وفي أثناء حكم الاقطاع وبداية ظهور البرجوازية في الغرب . إذ أن هناك من الغربيين أيضا من يربط التقدم المادي باكتشاف البارود ، وهو سابق لما يوصف بعصر الأنوار في الغرب وسابق عليه . وكان بامكان مسيرة التطور أن تستأنف بدون الايديولوجيا الحداثوية ، واليوم نشاهد اليابان في قمة التطور الصناعي دون أن تتحول إلى دولة حداثوية كما يتصورها الحداثويين عندنا ، وكذلك كوريا الجنوبية ، ثم الصين والهند وماليزيا . ولا نعرف إن كان 70 في المائة من الأمريكان التي تقول الدراسات أنهم يؤدون واجباتهم الدينية وقادة الولايات المتحدة ، والغرب عموما وكبار العلماء في المجالات التكنولوجية المتقدمة في ناسا وغيرها ، متخلفين ، لأنهم يؤدون واجباتهم الدينية ( رغم الموقف الكنسي التاريخي من العلوم ) ولم ينخرطوا في الايديولوجيا الحداثوية التي بزعم حداثويينا أنها وراء التقدم الهائل على الصعيد التكنولوجي والمعلوماتية والاتصالات وغير ذلك ؟!!!
إن الحداثوية كعقدة هي ما يجب البحث له عن دواء ، فأدونيس في » صدمة الحداثة » يرد على جابر عصفور الذي دعا لحداثة محلية بالقول » جميع ما نتداوله اليوم فكريا وحياتيا يجئينا من هذا الغرب ، أما ما يتصل بالناحية الحياتية فليس عندنا ما نحسن به حياتنا إلا ما نأخذه من الغرب ، وكما أننا نعيش بوسائل ابتكرها الغرب ، فإننا نفكر بلغة الغرب ، نظريات ، ومفهومات ، ومناهج تفكير ومذاهب أدبية » ثم يكشف عن تلك العقدة بالقول عن الغرب » يقيم في أعمق أعماقنا » . فأنى لأشخاص من هذا القبيل أن ينتجوا حداثويتهم في العلوم الانسانية فضلا عن مجال التصنيع والمعرفة الحقيقية ، ويخرجوا من الذيلية في كل شئ ، إنه استسلام ، ونظر للغرب كما لو كان إلها يدعون ليحل محل » اليقين والذات العارفة لكل شئ » . فهل الحداثوية هي عبادة الغرب بما تحمل الكلمة من معنى ، ونفي أي دين غير التغريب .
إنهم يقولون لنا بعبارة أخرى استسلموا للغرب ، فليس بالامكان أحسن مما كان . وهو ما يعترف به أدونيس » في ضوء هذا فإن الحداثة العربية متأثرة إلى حد بعيد بانجازات الحداثة الغربية ، الأمر الذي يبعث على القول إن هناك تبعية إبداعية تتزامن مع التبعية العامة التي تعيشها الأمة سياسيا واقتصاديا وثقافيا لدرجة دفعت باحثا ( فاضل العزاوي ) إلى القول إن الحداثة العربية كالصدى لأصوات بعيدة » و » هي ليست سوى صورة كاريكاتورية من حداثة الغرب » .
إن تخبط الحداثويين العرب ، وردهم على بعضهم البعض ، إلى حد التناقض في تقديم بضاعتهم ، حيث يقرأون لأنفسهم بتعبير عابد الجابري . يوجب على الاسلاميين ، ولا سيما الانتلجنسيا المسلمة ، تقديم مشاريع فكرية مبنية على قراءات متعددة ، ومعرفة بالانساق الايديولوجية والمعرفية السائدة في عالمنا . وعدم الاعتماد كثيرا على الجهود الفردية ، ولذلك أدعو لتكوين مجمع للفكر الاسلامي ، كما هي مجامع الفقه ، واللغة ، وغير ذلك ، حتى نقدم بضاعة يمكنها إعادة المصدومين إلى وعيهم ، ووقف وصفهم للفكر الاسلامي بالفكر ( الماضوي ) أو ( العودة للوراء ) دون أن يتابعوا ما طرأ على الفكر الاسلامي من جديد ، وما تبشر به بعض التجارب المستجدة كالتجربة التركية والماليزية على سبيل المثال ( أما التجربة الايرانية فقد غرقت ومنذ البداية في وحل الطائفية وضيق الأفق وحتى العنصرية ) أو تجاوزهم وتركهم في » الموريستان » يقصون خيالاتهم على بعضهم البعض . يتبع بعون الله …
سيف الاسلام يتحدث عن صفقة تبادل اسرائيلي بسجناء فلسطينيين
8/14/2010 طرابلس ـ ا ف ب: تحدث سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي عن صفقة مع اسرائيل لاطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل اسرائيلي افرج عنه بعد ان امضى خمسة اشهر سجينا في ليبيا. وقال نجل القذافي الذي كشف عن الأمر خلال توقيع سلسلة اتفاقات مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ‘الأونروا’ في العاصمة طرابلس ‘من الأفضل إطلاق سراح مساجين من بين إخوتنا وأخواتنا في فلسطين من ترك إسرائيلي في سجوننا’، موضحا انه سيكون هناك إعلان في الأيام القادمة عن الأمر. وكان رفائيل حداد، الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والتونسية، اعتقل في شهر اذار (مارس) الماضي بعد التقاطه صورا لمبان يهودية قديمة في ليبيا لحساب جمعية تاريخية يهودية مقرها في إسرائيل. وأفرج عن حداد، الذي اتهمته وسائل إعلام ليبية بالتجسس، وسمح له بمغادرة ليبيا الأحد، ضمن صفقة السماح لسفينة ‘الأمل’ الليبية التي تقل مساعدات لسكان غزة بإيصال حمولتها إلى جانب السماح لليبيا بإقامة مشاريع لإعادة الإعمار في غزة. ورغم أن سيف الإسلام قال ان المواطن الإسرائيلي لم يكن جاسوساً، إلا أنه قال ‘إننا استفدنا من هذه العملية’. وأضاف ‘يمكن أن أكون انتهازيا لكن هدفي كان فعل الخير’. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قال ان الإفراج عن مواطنه الإسرائيلي ‘كان ثمرة مفاوضات معقدة وسرية’. وكانت تقارير ذكرت أن المفاوضات الليبية الإسرائيلية جرت عبر رجل الأعمال النمساوي مارتن شلاف المعروف بأنه صديق لسيف الإسلام القذافي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أوت 2010)
لبنان وما بعد ادلة السيد
عبد الباري عطوان 8/14/2010
بعد خطاب السيد حسن نصرالله زعيم المقاومة الاسلامية في لبنان (حزب الله) الذي تحدث فيه بالادلة الموثقة والمصورة عن الاختراقات الاسرائيلية الجوية والاستخباراتية للبنان، في اطار توجيهه اصابع الاتهام الى اسرائيل بالوقوف خلف عملية اغتيال المرحوم رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق، بدأت الامور تتجه الى التهدئة، ولكنها قد تكون مؤقتة، تنتهي بانتهاء موسم الاجازات الصيفية وشهر رمضان المبارك. السيد نصر الله تحدث عن جواسيس اسرائيليين من مختلف الطوائف، ولكنه تجنب الحديث عن من يقفون خلفهم، او يتعاونون معهم على الساحة اللبنانية، تحدث عن ‘مشغليهم’ في اسرائيل، ولكنه لم يتحدث او يكشف عن مشغليهم في لبنان، ولعله اراد الالتزام باتفاق التهدئة الذي املته الزيارة المشتركة للعاهل السعودي والرئيس السوري الى بيروت. السيد سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الذي يقضي اجازته السنوية في جزيرة سردينيا اقتفاء لخطى والده الراحل، التزم الصمت بدوره وأمر المقربين منه من وزراء ونواب بعدم اعطاء اي ردود او تصريحات للصحافة، ولكن دون التلميح باي نية للتخلي عن المحكمة الدولية او تأجيل قرارها الظني الذي قيل انه سيوجه الاتهام الى عناصر تابعة لحزب الله بتنفيذ عملية الاغتيال. زعيم ‘حزب الله’ قد يكون اجل صدور هذا القرار بطريقة عملية لعدة اشهر او اسابيع عندما عرض ادلته على الملأ بطريقة حرفية عالية التنظيم والدقة، الامر الذي احرج رئيس المحكمة الدولية وفريق التحقيق التابع له بسبب استبعاد اسرائيل من دائرة الاتهام. واعلانه اي رئيس المحكمة، الاستعداد في النظر في هذه الادلة حول الاختراقات الاسرائيلية، التي قدمها زعيم حزب الله، سيجعل من مسألة تأجيل اصدار القرار الظني مسألة منطقية، علاوة على كونها قانونية صرفة. بمعنى آخر يمكن القول ان السيد نصر الله استطاع ان يخلط الاوراق بخطاباته الاخيرة، ويكسب المزيد من الوقت لترتيب اوضاعه وتحالفاته، والاستعداد بصورة اقوى لمواجهة اي قرار ظني قادم، وهذا امر لا يعكس الدهاء فقط، وانما القدرة على ادارة الازمة بشكل فاعل ومؤثر. * * * الادلة حول الجواسيس والمسح الجوي الاستطلاعي الاسرائيلي لتحركات رئيس الوزراء الراحل، والطرق التي تعود السير فيها، وتهريب اسلحة وعملاء الى العمق اللبناني، كلها جرى تسليمها الى القضاء اللبناني الذي من المفترض ان يسلمها بدوره الى قضاة ومحققي المحكمة الدولية. ومراجعة عشرات الآلاف من الوثائق والافلام المصورة سيحتاج الى وقت طويل، اللهم الا اذا استمرت المحكمة في نهجها الحالي، اي السير في التحقيقات في اتجاه واحد، اي حزب الله، واستبعاد كل النظريات الاخرى، والتورط الاسرائيلي على وجه الخصوص، وهذا امر ممكن على اي حال. السؤال المطروح حاليا في لبنان هو الفترة الزمنية، او العمر الافتراضي لاتفاق التهدئة المعمول به حاليا، والتزام جميع الاطراف المعنية به، وهناك عدة نظريات في هذا الخصوص: * الاولى تقول بان هذا الاتفاق مؤقت ومرهون ببضعة اسابيع على الاكثر، ريثما يتبلور الموقفان الامريكي والاسرائيلي تجاه الملف النووي الايراني، حيث تتزايد احتمالات الحرب يوما بعد يوم في ظل الحشودات العسكرية المتصاعدة لدى الطرفين. * الثانية: تؤكد ان اتفاقا سعوديا سوريا جرى التوصل اليه، بجعل تأجيل صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية تأجيلا مفتوحا الى اجل غير مسمى، اي ‘تمويته’ عمليا حتى يتم نسيانه، فقد غابت اخبار المحكمة الدولية حوالى ثلاث سنوات تقريبا بعد الافراج عن القادة الامنيين الثلاثة المتهمين بالتواطؤ في عملية الاغتيال، واكتشاف التزوير في شهادات شهود الزور (زهير الصديق احدهم) حول تورط سورية واجهزتها، فماذا يمنع تغييبها لفترة أقصر او أطول؟ فالمحكمة مسيسة فعلا، وتبحث في قضية اغتيال سياسي، وتشكلت بناء على قناعة عملت على اثباتها بتورط محور اقليمي معين فيها، اي سورية وحزب الله دون غيرهما.
* * * ومن المفارقة ان ميزان الردع الذي فرضه حزب الله على الصعيدين اللبناني الداخلي، او الاقليمي بفضل قوته العسكرية الجبارة، هو الذي دفع الكثيرين الى اعادة النظر في حساباتهم. فالحزب لا يريد الحرب الاهلية، ولكنه لا يخشاها، بل يخشاها الطرف الآخر دون نقاش. وهو في الوقت نفسه لا يريد الحرب مع اسرائيل لانه يدرك حجم الدمار الذي يمكن ان تسببه هذه المرة لكل لبنان، ولكنه مستعد لها اذا ما جرى فرضها عليه. فعندما قال السيد حسن نصر الله ‘المطار مقابل المطار، والمصنع مقابل المصنع، والضاحية مقابل تل ابيب’ فانه كان يعني ما يقول، وشاهدنا اول ثمار هذه التهديدات في نزوع اسرائيل الى التهدئة بعد الاشتباك الحدودي الاخير مع الجيش اللبناني الذي خسرت فيه احد جنرالاتها الكبار. الحرب الاهلية في لبنان اذا اشتعلت ستكون مختلفة عن مثيلتها في السبعينيات، لانها لن تقوم على اسس دينية اي بين مسلمين ومسيحيين، او بين لبنانيين و’اغراب’ اي الفلسطينيين، او على اسس عقائدية بين اليمين المحافظ واليسار الاشتراكي. وانما ستقوم بين معسكر مقاومة وآخر مضاد له، او هكذا سينظر اليها الكثيرون في ظل حالة الاستقطاب الحالية التي تعم المنطقة، فالامور اختلطت الآن، وموازين القوى على الارض واضحة للعيان. حكومة الوفاق التي يتزعمها السيد الحريري باتت على كف المحكمة الدولية وقرارها الظني، من حيث الاستمرار او معيار القوة والضعف، واي خطأ بسيط قد يعصف بها، وهذا ما يفسر حالة ‘الهدوء الضبابية’ الحالية التي تسود لبنان والتي يمليها الخوف مما يمكن ان يحمله المستقبل القريب من مفاجآت. الرعب هو القاسم المشترك لجميع القوى اللبنانية والاقليمية ايضا، دون استثناء أحد، بما في ذلك اسرائيل نفسها، ولكن الاحتقان كبير، وتفجير الاوضاع قد يكون مسألة ملحة في ظل ‘لعبة امم’ جديدة يجري التحضير لها حاليا’، وتتمحور حول الملف النووي الايراني. السؤال المطروح حاليا هو من يصرخ اولا، او يشعل عود الثقاب. خطاب السيد نصر الله الاخير، اخفى الكثير من الحقائق ربما التزاما باتفاق التهدئة، ولكنه كشف الخريطة الاعلامية العربية في ابشع صورها، حيث شاهدنا الكثيرين يقفون في الخندق الاسرائيلي، ويبرئون اسرائيل من جريمة الاغتيال بسخريتهم الفظة من ادلة يمكن ان تدينها وهذه اضاءة مهمة لقراءة المواقع المستقبلية لكل طرف والخندق الذي يقف فيه. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أوت 2010)
قبل التفكير في تغيير الشعب –
بقلم : فهمي هويدي أصبحت ممجوجة وغير مقنعة الحجة التى يرددها المسئولون فى مصر حينا بعد حين، قائلين إن الحكومة تؤدى ما عليها، ولكن المشكلة فى الشعب الذى يفسد تلك الجهود ولا يمل من السخط والشكوى، ولا يختلف فى سلوكه عن القطط التى تأكل وتنكر. وهو منطق إذا سلمنا به فإنه يقودنا إلى حل واحد هو أننا يجب أن نفكر بشكل جاد فى تغيير الشعب واستبداله بآخر أكثر استجابة وأفضل وعيا. الحجة ذاتها كررها رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف قبل أيام، حين ذكر فى تعليقه على الضجة التى ثارت فى مصر بسبب قرار روسيا وقف تصدير القمح إلى الخارج إن إنتاج مصر من القمح زاد ثلاثة أضعاف، ولكن المشكلة أن الاستهلاك المتنامى الذى يلتهم الزيادة (جريدة الشروق 11/8). وهو كلام له معنى واحد هو يعنى أن الحكومة لم تقصر فى القيام بالواجب، ولكن المشكلة صنعها الناس الذين لا يكفون عن الإنجاب. ومن ثم لا يتوقفون عن الأكل. حتى فى شهر الصيام فإن شهيتهم للأكل تتضاعف (الملاحظة الأخيرة من عندى). لم يكن الدكتور نظيف أول من قال هذا الكلام. ولكنه تردد على ألسنة مسئولين كثيرين، بعضهم أكبر منه وأهم. ذلك أن مسألة اتهام الشعب بكثرة الإنجاب واتهامه بالتصرف بغير مسئولية فى السلوك الإنجابى والاجتماعى حجة سمعناها كثيرا. ومن أولئك المسئولين من قال غامزا إن الحكومة لا تستطيع أن تخصص شرطيا لكل سرير. وفى حين لا يتوقف المسئولون عن تقريعنا، فإنهم يمنون علينا بقولهم إن الحكومة من جراء تهور المواطنين واستسلامهم لنزواتهم تتحمل مليارات الجنيهات كل عام لدعم السلع الأساسية، وكأنهم يدفعون هذه الفلوس من جيوبهم وليس من مال الشعب. لى عدة ملاحظات على الموضوع هى: < لست واثقا من أن الضجة الحاصلة بسبب وقف تصدير القمح الروسى فى محلها، وفى حدود معلوماتى فإن المسئولين فى الحكومة ذعروا بسرعة وارتبكوا بعد إعلان القرار فى موسكو، وأن هذا الذعر انتقل إلى وسائل الإعلام التى وجدتها «جنازة تمارس فيها العويل واللطم»، كما يقال. ذلك أن تقلبات الأسواق واردة دائما، سواء فيما خص الأسعار أو الكميات المعروضة من أى سلعة. ولذلك فإن الاحتفاظ بمخزون احتياطى من السلع الاستراتيجية يشكل ضمانا للسيطرة على الموقف فى مواجهة أى تقلبات محتملة. وذلك هو الحاصل الآن فى مصر وفى غيرها من الدول. معلوماتى أيضا أن وقف تصدير القمح الروسى لم يحدث أزمة فى السوق العالمية، وأن سعر طن القمح لم يزد أكثر من ثلاثة دولارات رغم مضى أسبوع على الإعلان الروسى، وأن أسعار القمح تتجه إلى التراجع وليس إلى الزيادة. وأن مصر اشترت فى اليوم الذى نشر فيه تصريح رئيس الوزراء (11/8) صفقة قمح بسعر 309 دولارات للطن، علما بأن سعر الطن إبان الأزمة العالمية فى سنة 2008 كان نحو 500 دولار، وأن ذلك السعر وصل فى العام الذى يليه مباشرة إلى 150 دولارا للطن. < حين يقول رئيس الوزراء إن الحكومة ضاعفت إنتاج القمح ثلاث مرات ولكن الاستهلاك التهم الزيادة، فمعنى ذلك أن ثمة خطأ فى التخطيط، الذى لا تتحمل حكومة الدكتور نظيف مسئوليته بالضرورة، لأنه يعنى أن الحكومات المتعاقبة لم تنجح فى وضع سياسة تلبى احتياجات المجتمع الغذائية. فلا هى استطاعت أن تحقق الاكتفاء من القمح (كما فعلت الهند التى تجاوز عدد سكانها مليار نسمة، أو إيران بسكانها الذين وصل عددهم إلى 74 مليونا، ودعا رئيسها الناس قبل أيام إلى زيادة نسلهم). ولا هى استطاعت أن توفر للناس البدائل التى يمكن أن تقلل من استهلاكهم للقمح. < ملف ترشيد الاستهلاك سواء فى القمح أو المياه ليس مأخوذا على محمل الجد، سواء فى سياسة الحكومة أو وسائل الإعلام أو منظمات المجتمع المدنى. لا يقل خطورة عن ذلك أن الحكومات المصرية المتعاقبة لم تتعامل بجدية أو مسئولية مع ملف الإنتاج بشكل عام، خصوصا مع فكرة الاعتماد على الاستيراد لتوفير 80٪ من احتياجات المصريين من السلع الأساسية رغم أن هذا الملف وثيق الصلة وعلى مساس قوى باعتبارات الأمن القومى. < أكرر التنبيه إلى أن التزايد السكانى ليس شرا كله، لأن الطاقات البشرية يمكن أن تعد ثروة إذا أحسن استخدامها. وعبئا ثقيلا إذا فشلت الحكومة فى استخدامها، بحيث تصبح الزيادة السكانية إضافة إلى طوابير العاطلين وليس إلى سواعد المنتجين. إن أبسط وأسهل شىء أن يتهم الناس فى كل أزمة وأن تلقى الحكومة بالكرة فى مرماهم. لكن من الصعب ربما أن تحاسب الحكومة على تقصيرها فى التخطيط أو الترشيد. ومن الواضح أننا نفضل اللجوء إلى تقريع المجتمع وليس تربيته، مستلهمين فى ذلك المنطق الأمنى الذى يقدم التياسة على السياسة. مع التقدير لما أتى في المقالة فهي لا تعبر بالضرورة عن رأي حركة القوميين العر
14/8/2010 حركة القوميين العرب
قلق إماراتي لإطلاق العميل الإسرائيلي
أعربت الإمارات العربية اليوم السبت عن قلقها لإفراج محكمة ألمانية يوم أمس عن الإسرائيلي يوري برودسكي، أحد المتهمين باغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في أحد فنادق إمارة دبي أوائل يناير/ كانون الثاني الماضي. كما طالبت الخارجية بتوضيح من الحكومة الألمانية بشأن هذا الإفراج، وقالت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) إن أبو ظبي « تتابع عن كثب » الإجراءات القضائية في ألمانيا بحق برودسكي. وأعرب عبد الرحيم العوضي، مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية، في بيان، عن قلقه إزاء إطلاق سراح برودسكي بكفالة ومنحه حرية العودة لإسرائيل، في حين ما تزال القضية المرفوعة ضده مستمرة. ونقلت الوكالة عن العوضي قوله « الإمارات تسعى للحصول على ضمانات تؤكد أن برودسكي لا علاقة له بجريمة اغتيال محمود المبحوح ». وأضاف العوضي « طالما أن هذا الأمر قد يكون له علاقة بجريمة خطيرة ارتكبت في دبي، فإن الإمارات تتوقع تعاونا كاملا وقويا من السلطات الألمانية، وستتابع هذه القضية من خلال القنوات الدبلوماسية ». استبعاد تهمة التجسس وكانت محكمة ألمانية قد أمرت بإطلاق العميل الإسرائيلي مقابل كفالة، في حين قال المدعي العام والمتحدث باسم النيابة العامة في كولونيا (غرب ألمانيا) إن المتهم الإسرائيلي « يمكنه السفر إلى أي جهة يرغب بينما الإجراءات القضائية ضده في ألمانيا سوف تستمر ». وكانت الشرطة البولندية قد اعتقلت برودسكي بمطار وارسو في الرابع من يونيو/ حزيران الماضي بعد أن أصدرت ألمانيا مذكرة اعتقال أوروبية ضده بتهمة الحصول على جواز سفر ألماني بطريق الاحتيال. ووجه القضاء البولندي لبرودسكي تهمة التزوير في أوراق رسمية، إلا أنه استبعد تهمة الجاسوسية التي وجهها إليه القضاء الألماني، قبل أن يسلمه لألمانيا لمحاكمته بتهمة التزوير حصرا. وكانت شرطة دبي قد اتهمت جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) باغتيال المبحوح، وقالت إن فريق الاغتيال استخدم جوازات سفر بريطانية وأيرلندية وفرنسية وأسترالية وألمانية مزورة، مما أدى إلى اندلاع أزمات دبلوماسية بين إسرائيل وتلك الدول طردت على إثرها كل من بريطانيا وأستراليا دبلوماسيين إسرائيليين. ونشرت شرطة دبي أسماء 26 شخصا (12 بريطانيا وستة أيرلنديين وأربعة فرنسيين وثلاثة أستراليين وألماني) يحملون جوازات سفر مزورة قالت إن مستخدميها انتحلوا هويات أصحابها الحقيقيين. حماس تنتقد ومن جهتها انتقدت حركة (حماس) قرار المحكمة الألمانية بالإفراج عن برودسكي، واعتبرت ذلك « تغطية سياسية » على الجريمة، وأكدت أنها ستواصل « امتحان » العدالة الأوروبية. وقال أسامة حمدان ممثل الحركة في لبنان، في حديث للجزيرة، إن الإفراج عن برودسكي قد يعني ذهابه إلى إسرائيل، ووصف إطلاق سراحه بأنه « تغطية سياسية على الجريمة ». لكنه تعهد بأن تواصل حماس « امتحان » العدالة الأوروبية بدعم من مؤسسات قانونية وحقوقية أوروبية، وتحدث عن « نماذج مهمة » حدثت سابقا كالقرار الذي أصدره قاض بريطاني قبل نحو ثمانية أشهر بتوقيف وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، وأُجهض بقرار سياسي، حسب وصفه. كما قال إن كتائب عز الدين القسام-الذراع المسلح لحماس- ستلاحق من قتلوا المبحوح أو أعطوا الأوامر بالتنفيذ. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أوت 2010)
مبارك: مياه النيل لن تتخطى الحدود
تعهد الرئيس المصري حسني مبارك اليوم بعدم قيام بلاده بتزويد أي دولة بمياه من نهر النيل الذي تواجه بلاده تحديات حول حصتها من مياهه مع شركائها في حوضه. وقال مبارك الذي كان يتحدث اليوم بافتتاح أحد المشاريع غرب القاهرة إن مياه النيل لن تتخطى حدود مصر، دون أن يحدد أية جهة قد تكون طلبت الحصول على مياه من النيل، إلا أن تقارير راجت السنوات الأخيرة تحدثت عن رغبة كل من إسرائيل وليبيا بالحصول على مياه النهر. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مبارك إصداره توجيهات للحكومة بالعمل على الاستغلال الأمثل لموارد المياه في البلاد ومن بينها مشروعات تحلية مياه البحر، كما دعا لاستخدام التكنولوجيا الحديثة لاستنباط أنواع جديدة من المحاصيل يمكن أن تروى بالمياه المالحة. من جانبه أعلن وزير الإسكان أحمد المغربي أنه سيتم العام المقبل الانتهاء من تنفيذ 11 محطة لتحلية المياه بالمحافظات الساحلية بدلا من الاعتماد على مياه النيل. المصدر:يو بي آي (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أوت 2010)
Home – Accueil – الرئيسية