10
ème année, N°3826 du 13.11.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
الحملة الوطنية لحرية التنقل والحق في جواز السفر:اعتقال المواطن فريد البعزاوي بعد 19 سنة من المنفي ومصيره مجهول
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:تواصل محنة المهجرين قسرا:إعتقال فريد البعزاوي فور وصوله مطار تونس ..
حــرية و إنـصاف:عاجل:ايقاف اللاجئ السياسي فريد البعزاوي عند عودته الى تونس قادم من المانيا:
العربي القاسمي:علي بن عون يسقط جلاّده بالضّربة القاضية
رياض حجلاوي:جنون النظام من الشعب
كلمة:اعتداء على الأستاذ محمد عبو بمطار تونس قرطاج
عريضة دولية إلى أحرار العالم
الختروشي:الحملة لن تتوقف حتى يستعيد الجميع الحق في جواز السفر
كلمة:مبادرة جديدة من أجل الحق في التنقل داخل البلاد وخارجها
كلمة:ديوان الخدمات الجامعية يحرم الطلبة الراسبين من المنح الجامعية
الصباح:اختطاف 23 تونسيا ؟
كلمة:شاب يفسد حفلا تجمعيّـا بروما الموقف:مؤتمر الاتحاد العالمي للقضاة بداكار:معاناة قضاة الهيئة الشرعية في قلب الحدث
الوطن:صالح عطية:الرابطة بين « عكاز » الماضي .. ورهان المستقبل..
السبيل أونلاين:حملة إعلانات مضللة لتلميع ديكتاتور تونس بالصحف المصرية
طلبة تونس:أخبار الجامعة
الصباح:توضيحات بشأن موقف تونس من قمة الاتحاد من أجل المتوسط
القدس العربي:تونس تشترط تحسن الوضع في الشرق الاوسط قبل انعقاد قمة الاتحاد من اجل المتوسط
الصباح:انطلاق فضاءات الحوار حول البرنامج الانتخابي «معا لرفع التحديات»
w.m.c:تونس: ارتفاع قيمة العجز التجاري بنسبة 46.1 بالمائة
المرصد التونسي:المهدية … انفراج جزئي في نزل الفاطمي والاعتصام متواصل والوضع الصحي لبعض المعتصمين اصبح مقلق
صابر الشاهد:الجدل حول تاريخ الحركة الطلابية التونسية بين واجب الذاكرة وإرادات التعتيم
فتحي بالحاج:الحركة الطلابية: محطات يكتنفها الغموض وشهادة الملثم لا يعتد بها ( الجزء الأول) فتحي بالحاج
الوطن:محمد مسيليني:لمصلحة من تهدم صروح القطاع العام..؟
الحزار نت:مطالبة بإزالة « ماخور الخناء » من قلب العاصمة التونسية أو تغيير اسم (عبد الله) قش
محمد تركي الربيعو:قراءة في كتاب الحركة الإسلامية التركية
الشيخ راشد الغنّوشي : دروس من الحجّ
القدس العربي:جمال مبارك يكرس ‘ترشحه الموازي’ للرئاسة وسط انقسام حزبي
الجزيرة نت:69 حكما بقيد مرشحي انتخابات مصر
القدس العربي:واشنطن بوست: مخطط اعتداءات 11 سبتمبر سيبقى في السجن بلا محاكمة
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف
التقرير الشهري
حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
سبتمبر2010
https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm
الحملة الوطنية لحرية التنقل والحق في جواز السفر
اعتقال المواطن فريد البعزاوي بمطار قرطاج بعد 19 سنة من المنفي ومصيره مجهول
اعتقلت السلطات التونسية اليوم السبت 13 نوفمبر 2010 ، المواطن التونسي العائد لتوه من ألمانيا فريد البعزاوي (صاحب بطاقة تعريف وطنية رقم 2020637) ، لدى نزوله مباشرة بمطار قرطاج الدولي حوالي الساعة التاسعة صباحا ، ولا تعلم أسرته حتى الآن أسباب ومكان اعتقاله رغم المحاولات التي قامت بها لمعرفة مصيره ، وهي تخشى حصول مكروه له. والسيد فريد البعزاوي لم يعد الى تونس منذ 19 سنة ، وهو من مواليد 1961 ، وحاصل على اللجوء السياسي بألمانيا منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، ويحمل الجنسية الألمانية . وأكد أحد أفراد عائلته « للحملة الوطنية لحرية التنقل والحق في جواز السفر » (سيّب لخضر) ، أن ابنهم حاول منذ حوالي سنتين استعادة جوازه التونسي وتقدم بطلبات للقنصلية التونسية ببون ولكنه تعرض للمماطلة والابتزاز، فقرر العودة إلى تونس بجوازه الألماني على أمل حل مشكلته هناك والحال أنه حُكم عليه غيابيا بسنة سجن في بداية التسعينات ، وبمرور 19 سنة على صدور الحكم تكون العقوبة قد سقطت بالتقادم لمرور الزمن حسبما تنص عليه مجلة الاجراءات الجزائية . والحملة الوطنية لحرية التنقل والحق في جواز السفر تطالب من السلطات التونسية المعنية : 1- إطلاق سراح السيد فريد البعزاوي . 2- تمكينه من جواز سفره التونسي . 3- ضمان سلامته الجسدية وحريته في التنقل . 4- تدعوها بصفة عاجلة الى اعلام أسرته عن مكانه والسماح لهم بمقابلته والاذن بعرضه على الفحص الطبي . 5- وتتعهد الحملة بمتابعة قضية السيد فريد البعزاوي الى حين اطلاق سراحه . عن الحملة الوطنية لحرية التنقل والحق في جواز السفر الناطق الرسمي / الأستاذة ايمان الطريقي
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispp.free@gmail.com تونس في 13 نوفمبر 2010
تواصل محنة المهجرين قسرا : إعتقال فريد البعزاوي فور وصوله مطار تونس ..
عمد البوليس السياسي ، اليوم السبت 13 نوفمبر2010، إلى اعتقال المهجر التونسي فريد البعزاوي فور وصوله إلى مطار تونس- قرطاج ، قادماً من ألمانيا ، و قام باقتياده إلى جهة غير معلومة ، وكان المواطن التونسي فريد البعزاوي، وهو من مواليد سنة 1961 وصاحب بطاقة تعريف وطنية رقم 2020637، قد لجأ سنة 1991 إلي ألمانيا بعد إدانته والحكم عليه بسنة سجن غيابي في إطار المحاكمات السياسية التي شهدتها البلاد خلال تسعينات القرن الماضي ضد آلاف التونسيين، فمنحته ألمانيا اللجوء السياسي ثم الجنسية الألمانية.
ورغم محاولاته طوال سنتين لدى القنصلية التونسية ببون للحصول على جواز سفره التونسي، فقد واجهته القنصلية ، كما واجهت غيره، بضروب من الإبتزاز، دفعته إلى أخذ القرار بالمجازفة والعودة بجواز سفره الألماني، لتسوية وضعيته القانونية بصورة مباشرة مع السلط القضائية خاصة و أن الحكم الصادر عليه قد سقط بالتقادم .
والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تسجّل تضامنها مع كل التونسيين المهجّرين قسراً على خلفية قناعاتهم الفكرية أوأنشطتهم السياسية، وتتمسك بحقهم المشروع في العودة الكريمة و الآمنة إلي بلادهم، فإنها تحمل السلطات مسؤولية استمرار إدارتها للملف بعقلية المساومة و الإبتزاز ، كما تدعوها إلى تطبيق القانون والإفراج الفوري عن المواطن التونسي فريد البعزاوي ، وتحملها مسؤولية أي اعتداء يطال حرمته الجسدية و المعنوية.
عن الجمعيـــة الرئيس الأستاذ سمير ديلو
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 ذو الحجة 1431 الموافق ل 13 نوفمبر 2010
عاجل ايقاف اللاجئ السياسي فريد البعزاوي عند عودته الى تونس قادم من المانيا:
فريد البعزاوي مهجّر منذ 19 سنة حاصل على اللجوء السياسي بألمانيا منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، حصل بعد ذلك على الجنسية الألمانية، حاول منذ حوالي سنتين استعادة جوازه التونسي وتقدم بطلبات للقنصلية التونسية ببون ولكنه تعرض للمماطلة والأبتزاز، فقرر العودة إلى تونس بجوازه الألماني على أمل حل مشكلته هناك والحال أنه محاكم بسنة سجن غيابي في بداية التسعينات والمفروض أن الحكم سقط بالتقادم.
وقد عاد اليوم السبت 13 أكتوبر 2010 ونزل بمطار تونس قرطاج حوالي الساعة التاسعة صباحا وقد تم اعتقاله مباشرة، ولا تعلم أسرته حتى الآن بمكان اعتقاله، رغم عديد المحاولات.
السيد فريد البعزاوي، من مواليد 1961.وهو صاحب بطاقة تعريف وطنية رقم 2020637
و حرية و إنصاف
تطالب السلطة بالإفراج عن السيد فريد البعزاوي و السماح له بالعودة الى أهله و الحال أن الحكم الغيابي الصادر في حقه قد سقط بمرور الزمن
احترام حق المواطنة الكاملة للمهجرين الذين يريدون العودة إلى وطنهم و تمكينهم من حقهم الدستوري في جواز السفر دون ابتزاز و لا إذلال منظمة حرية وإنصاف
علي بن عون يسقط جلاّده بالضّربة القاضية
والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا
عندما يلجأ الظّالم إلى التّعذيب فهو يعبّر عن حالات من الضّعف والتّقهقر والهزيمة أمام من يعذٍّب ويعبّر تعبيرا جليا عن وسائله وأطروحاته وبرامجه ومضامينه الخسيسة واللاّإنسانية.
يبدأ الجلاّد بالسّؤال عن شيء ما وفي داخله جوع صادي ينتظر أن يشبعه الضّحية بالإرتجاف بين يديه والتوسّل له والذّل والسّقوط وتنفيذ كلّ أوامره كما يشاء ومتى وكيف يشاء. يحدث هذا مع كثير من الضّحايا حيث يسقطون قبل الضّربة لهول ما يتصوّرونه من وسائل التّعذيب وسطوة الجلاّد اللاّمتناهية ويدفعون بذلك ثمنا من كرامتهم و إنسانيتهم أبهض بكثير من ثمن الصّمود والثّبات بوجه الجلاّد.
بمجرّد أن يبدي الضّحية مقاومة تختلط حسابات الجلاّد ويُسقط في يديه ويجنّ جنونه وبالطّبع تزيد نقمته على الضّحية ويتضاعف العذاب وهكذا كلّما ازدادت مقاومة الضّحية ازداد حنق الجلاد واضطرابه أمام الهزيمة التي تلحق به وكيف لا يضطرب ولا يزداد حنقه وهو في مملكته وأمام جمهوره والملك يسمع له ويطاع في مملكته وتنفّذ أوامره دون جدال!! وها هو يرى ضحية مسلوبة من كلّ شيء عدا الإرادة تواجهه بكلّ عنفوان وتمرّغ أنفه في التّراب وتجرّه جرّا إلى هزيمة نكراء في مملكته وداخل حصونه.
آخر ما يلجأ إليه الجلاّد ويتمترس به هو الضّرب على القيّم ومن أهمّها الأعراض يبتغي من ذلك كسر الضّحية ووضعها في موضع الفضيحة فتضطرّ وقتها للخضوع أو يشبع رغبة الإنتقام لهزيمته فتنطوي الضّحية على آلامها وتبتلعها خوفا من آلام أكبر وهي ألام « الفضيحة » كأن يقال فلان اغتصب مثلا.
إذا وصل الأمر إلى هذا الحد تكون الفرصة مواتية للضحية للإجهاز نهائيا على الجلاّد وذلك بأن يكسر الطّوق السّميك الّذي تفرضه عليه خشية الإفتضاح ويقبل التّضحية بكلّ شيء في سبيل فضح جلاّده وقذفه إلى أسفل حيث لا ولن تقوم له قائمة أبدا. هذه الخطوة تتطلّب كثيرا من الوعي وكثيرا من الشّجاعة.
الوعي: الفرق شاسع بين الشّرف والإغتصاب فالمغتصَب لا يُمسّ شرفه بسوء ولا يُنقص منه شيء مادام لم يرضى بما فُعل به وقاومه وأنكره بكلّ ما يستطيع وكلّ ما توفّر لديه ساعة الإغتصاب كأن يصرخ أو يبصق في وجه جلاّده أو ينظر له نظرة احتقار أو يركله أو يخمشه متى ما اقترب منه وتيسّر له ذلك… رُفع عن أمّتي الخطأ والنّسيان وما استكرهوا عليه.
الشجاعة: ليس من السّهل الجمع بين هذه المفاهيم والمحافظة على التوازن الإيجابي فالحدّ بينها دقيق ولا يدركه الكثير وبالتّالي هناك ضغط كبير ستتحمّله الضّحية ولا يقدم على ذلك إلاّ شجاع حصيف الرّأي قويّ الإرادة ذو شكيمة.
الأخ علي بن عون، جبر الله كسره وسائر المظلومين، ألحق أنكر هزيمة بجلاّده. هوّ اليوم يتألّم بالتّأكيد من جرّاء ما أصابه ولكنّ جلاّده يتألّم أكثر لأنّه انهزم ولأنّه افتضح وفاحت رائحته النّتنه في كلّ مكان وتعرّى وجهه القبيح الدّامي وتكشّف عن بشاعة وبربرية ولا إنسانية لا مثيل لها وهاهي قضيّة الأخ علي بن عون وتعذيب المعارضين وانتهاك حرماتهم وهتك أعراضهم تطرح على نطاق واسع في المنتديات والمواقع وخاصّة في هيئة الأمم المتّحدة والمنظّمات الحقوقية وبين يدي أحرار العالم ومناضلي حقوق الإنسان والأيّام القادمة ستظهر بإذن الله حجم الهزيمة التي ألحقها المجاهد علي بن عون بجلاّده.
ما يمكن أن يؤلم الأخ المجاهد علي بن عون شديد الإيلام هو تفاعل إخوانه وكل الأحرار مع قضيّته ونصرتهم له من عدمها فاسأل نفسك أيّها القارئ العزيز عن فعلك في هذه المعركة: هل فعلت شيئا؟ هل كتبت؟ هل اتّصلت بجهة ما لفضح هذه الجريمة البشعة والعمل على جبّها نهائيا من بلادنا وسائر بلاد العالم؟ هل دعوت على الظّالم واستنصرت للمظلوم؟ ضع نفسك موضع علي بن عون وقد تعرّضت لما تعرّض له وأنت الآن في زنزانتك تجترّ آلامك وتتشوّق إلى نصرة تشفي غليلك هل تقبل أن تتأخّر هذه النّصرة ؟ طبعا لا … إذا قم وأدّي ما عليك ولا تحقّرنّ من الجهد شيئا فمقاومتنا للظّلم كمثل الغيث ينزل قطرة قطرة حتّى إذا ما احتمل السّيل جرف الأصنام واقتحم على الجرذان المفسدين في الأرض فأغرقهم في جحورهم وأراح البشرية من فسادهم وإفسادهم. أخي الكريم، أختي الفاضلة، أيّها الأحرار.
لا يفوتنّكم شرف المشاركة في هذه المعركة بل هذه الملحمة الشّريفة فإن لم نوقف، نحن أحرار تونس وأبرارها، هذا النّزيف فإنّ المصيبة ستحلق الدّين والوطن فقم أيّها الحرّ و أيّتها الحرّة وضع مساهمتك في معركة الكرامة.
فلا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها نموت ونحيا على عهدها حياة الكرام وموت العظام
تحيّة إكبار وعفّة للمجاهد علي بن عون ذي الهمّة العالية والخزي والعار للجبناء الّذين لا يساوون شسع نعله. العربي القاسمي / نوشاتيل سويسرا في 13.11.2010
باسم الله الرحمان الرحيم
جنون النظام من الشعب
رياض حجلاوي
إننا على أبواب عيد الأضحى المبارك وهو سنة سيدنا إبراهيم ألذي سلم قلبه لله ففدى الله ابنه بذبح عظيم ومنه جاء معنى التضحية والفدى هذا العيد يأتينا ولا زلنا نقرأ التقارير الواردة من بلدنا الحبيب تونس وهي تروي قصص الرعب والتعذيب التي تمارسها عصابات البوليس ضد المعتقلين لتجبرهم على الاعتراف بما كتبه البوليس لتجريمهم فقد أكد أحد الضحايا وهو الأخ علي بن عون أثناء وقوفه أمام المحكمة أنه تعرض لأشكال فظيعة من التعذيب حيث تم نزع ثيابه و تعليقه عاريا في أربع مناسبات كما تم إجبار سيف الدين محجوب على صفعه ، و تم تصويره عاريا بواسطة الهاتف الجوال لأحد الجلادين ( في شكل صور و مقاطع فيديو ) كما تم إدخال عصا في دبره و إجباره على الجلوس على قارورة زجاجية.
ألا يكفي هذا التأكيد أمام المحكمة أن يفتح تحقيق مستقل ومحاكمة المتورّطين في هذه الجريمة البشعة.
أسأل وأذكر الذين يناشدون بن علي البقاء في السلطة أن التعذيب الممارس في المعتقلات التونسية ليس جديدا فضحاياه الذين استشهدوا في التسعينات من القرن الماضي وأذكر منهم عبد الرؤوف لعريبي وفيصل بركات وعامر دقاش والقائمة تطول كانت شاهدة على ظلم هذا النظام وكذلك بقاء المآت من مساجين حركة النهضة في السجون أكثر من عشرات السنين وخير شاهد على ذلك صبر وصمود الدكتور الصادق شورو الذي بقي أكثر من عشرين سنة.
هل تريدون سقوط ضحايا جدد من إرهاب هذا النظام حتى تصدقوا أنه ظالم أم تكون لكم وقفة مع شعبكم ضد هذا الظلم. أدعو كل الأطراف الوطنية من جمعيات وأحزاب وشخصيات ومنظمات حقوقية إلى إدانة مثل هذه الجرائم والتجنّد لفضح هذه الممارسات والسياسات والتصدّي لها. » قال تعالى « ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار
اعتداء على الأستاذ محمد عبو بمطار تونس قرطاج
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 12. نوفمبر 2010 تعرض الناشط الحقوقي الأستاذ محمد عبو عضو المجلس الوطني للحريات بتونس إلى الإهانة والإنتقام من شرطة الحدود بمطار تونس قرطاج الدولي إثر عودته من زيارة قام بها إلي إيطاليا حيث شارك ضمن وفد مكون من شخصيات وجمعيات المجتمع المدني التونسي المستقلة في سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى بالمؤسسات الإيطالية على غرار، رئاسة الجمهورية ، ووزارة الشؤون الخارجية و البرلمان. وقد تم تفتيشه تفتيشا جسديا وصودرت منه كتبه. وقد دأبت شرطة الحدود على التنكيل بالمعارضين ونشطاء حقوق الإنسان عند عودتهم إلى أرض الوطن والإعتداء عليهم بالعنف والتفتيش المهين المعروف لديهم ب (06). (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 12 نوفمبر 2010)
عريضة دولية إلى أحرار العالم
نحن الممضين أسفله نساند بشكل مبدئي تحركات و صمود أساتذة تونس و ندعو وزارتي التربية والشباب والرياضة والتربية البدنية إلى الكف عن سياسة الهروب إلى الأمام وندعوها إلى فتح تفاوض جدّي ومسؤول مع ممثليهم النقابيين في كل مطالبهم ومنها : تصنيف مهنة التعليم ضمن المهن الشاقة وتخفيض سن التقاعد إلى 55عاما و ندعوها إلى فتح تفاوض جدي في كامل مطالب الأساتذة المشروعة – عودة الأساتذة المطرودين لأسباب نقابية دون أي شرط مراجعة المنح الخصوصية فتح حوار وطني حول الشأن التربوي والعنف المدرسي …
-يرجى إرسال الإمضاءات إلى بريد النقابة العامة syndicat.general@gmail.com ملاحظة: هذه العريضة موجه الى العموم في مختلف بلدان العالم باستثناء أساتذة تونس
الاسم و اللقب
|
الصفة
|
البلد
|
محمد الغفري
|
منسق تنسيقية سلا لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية
|
المغرب
|
دكتور منذر سفر
|
Président du CCTE,
|
باريس
|
هالة طلعت
|
مدرسة
|
مصر
|
محمد أمين التليلي
|
ناشط طلابي
|
تونس
|
الملتقي الوطني الديمقراطي لأبناء الثوار والمناضلين والشهداء اليمنيين »مجد »
|
مجد
|
اليمن
|
محمد عطاوي
|
ناشط نقابي
|
المغرب
|
عمّار ديّوب
|
مدرس مادة الفلسفة في ثانويات دمشق
كاتب سوري
|
-سوريا
|
محمد العروسي الهاني
|
صحفي
|
تونس
|
ناجي الباغوري
|
صحفي
|
تونس
|
معز الجماعي
|
ناشط سياسي وحقوقي
|
تونس
|
زهير شمس الدين
|
مهندس
|
سوريا
|
المنظمة العربية لحقوق الانسان
|
حقوق الإنسان
|
سوريا
|
كمال خلدون
|
تقني في الاتصالات
|
باريس
|
Pr. Saïd RIFAÏ,
|
Chef de Département
Génie Mécanique et Productique
École Supérieure de Technologie de Casablanca
|
المغرب
|
صلبي الحاج
|
استاذ تعليم ثانوي
|
المغرب
|
محمد تغروت
|
عضو اللجنة الوطنية للإعلام و التكوين في الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب
|
المغرب
|
صفوان عكاش
|
مترجم
|
الجمهورية العربية السورية
|
نور الدين المباركي
|
صحفي
|
تونس
|
جيلاني العبدلي
|
ناشط حقوقي
|
باريس
|
وداد فاخر
|
كاتب وصحفي وشاعر ورئيس تحرير جريدة السيمر الاخبارية
|
النمسا
|
زكي بني ارشيد
|
الامين العام السابق لحزب جبهة العمل الاسلامي
|
الاردن
|
بشير صقر
|
لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعي
|
مصر
|
حميد الحريزي
|
اديب وكاتبرئيس تحرير مجلة الحرية
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
عضو تحاد الصحفيين
عضو الاتحاد العالمي لحماية الطفولة
|
العراق
|
كريمة بن خلف الله
|
ناشطة سياسية
|
كندا
|
عبد الحافظ بخيت متولى
|
مدرس اول اللغة العربية بمدرسة طما الثانوية للبنيين /سوهاج
رئيس نادى الأدب بسوهاج
عضو اتحاد كتاب مصر
المشرف العام على رابطة نور الادب الشعرية العالمية
رئيس جماعة اجراس الادبية
شاعر وناقد
|
مصر
|
مازن كم الماز
|
كاتب
|
دمشق
|
لمباركية نوّار
|
|
الجزائر
|
معز الباي
|
صحفي
|
تونس
|
السدراوي ادريس
|
رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الانسان
عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الديمقراطية للشغل
|
المغرب
|
فاديا سعد
|
كاتبة
|
سوريا
|
عبدالرزاق هاشم العزعزي
|
صحفي
|
اليمن
|
علي الحاج حسين
|
صحفي
|
سوريا
|
عبد المنعم الصويعى
|
نقابي مطرود من العمل
|
تونس
|
خليل حسين
|
ناشط سياسي
|
سوريا
|
رابطة حقوق الانسان والمجتمع المدني
|
منظمة حقوقية
|
سوريا
|
mr meriane meziane
|
president du syndicat S.N.A.P.E.S.T
|
الجزائر
|
خَمِيس بن علي الماجري
|
أستاذ سابق في التّعليم الثّانوي، وكاتب عام لنقابة التّعليم الثّانوي سابق والمشرف العام على موقع تونس المسلمة
|
باريس
|
عماد الدائمي
|
مهندس و ناشط سياسي
|
باريس
|
عبدالعزيز الحسينى
|
المنسق العام المساعد لحركة كفاية
|
مصر
|
عبد المجيد طعام
|
مدير جريدة الشرق الآن
|
<span lang= »AR-TN » style= »font-size:14.0pt; line-height:150%;font-family: »Time
|
فريق حملة « سيّب لخضر » يعلن عن توزيع المهام بينه
الختروشي:الحملة لن تتوقف حتى يستعيد الجميع الحق في جواز السفر
السبيل أونلاين – تونس – باريس – خاص أعلنت فعاليات تونسية عن مبادرة تهدف الى رفع القيود التي تفرضها السلطات الرسمية على حرية التنقل واستخراج جواز السفر ، ويقول القائمون على المبادرة أن أعدادا كبيرة من المواطنين من بينهم نشطاء حقوقيين وسياسيين داخل البلاد أساسا وخارجها هم ضحايا تلك الممارسات .
وورد في البيان التأسيسي للمبادرة ، وصل السبيل أونلاين ، والتي أدرجت تحت شعار « سيّب لخضر » ، أن « واقع الحال بالبلاد يخبرنا في كل يوم بمآسي إنسانية واجتماعية عميقة نتيجة حرمان مواطنين تونسيين من حرية التنقل وجواز السفر فتعددت الشهادات المباشرة بداخل البلاد وخارجها عن عمق هذه المظلمة وشمولها لكل الشرائح العمرية والاجتماعية ، وتونس هي البلد الوحيد في العالم التي ترفض منح أطفالها الرُضّع جوازات سفر نكاية في أباءهم » ، على حدّ تعبير البيان .
وأكدت تلك الفعاليات أن « السلطة لم تحترم دستور البلاد ولا التزاماتها الدولية ، وإلاّ ما معنى أن يُحرم مواطنون تونسيون لمجرد انهم نشطاء في الحياة العامة أو سجناء رأي سابقين من حرية التنقل داخل البلاد و السفر خارجها أو العودة الآمنة له » ، وأضافت « يتفق الجميع أن فتح صفحة جديدة في اتجاه دولة المواطنة والمؤسسات والقانون يمرّ عبر بوابة غلق ملف المظالم وخاصة ما يندرج منها ضمن أبجديات حقوق المواطنة » .
واعتبرت حملة (سيّب لخضر) أن « حرية التنقل والحق في جواز السفر يندرج ضمن الأدنى من حقوق المواطنة » ، وتوجهت بنداء » لكل الفاعلين في الساحة الوطنية للتعاون والعمل المشترك وتوظيف كل الارصدة في عمل وطني جامع مصمم على غلق هذا الملف ونزعه نهائيا من الأيادي العابثة به داخل أجهزة السلطة وإدارتها » ، كما دعت الى أن تكون الحملة » شاملة وبمشاركة الجميع للدفاع عن حرية التنقل والحق في جواز السفر » .
واشارت الحملة الوطنية لحرية التنقل والحق في جواز السفر الى أن « العديد من الملفات مازالت عالقة ، ولم يكن الكسب فيها في حجم المطلوب لعدة أسباب منها ما يتصل بإصرار السلطة على سياسة العقاب والتضييق والمحاصرة ومنها ما يتصل بضعف أداء المجتمع المدني وعدم قدرة الفاعلين على مراكمة المكاسب وتحصينها » ، مؤكدة على أن « الحركة الحقوقية بالبلاد حققت رغم ذلك بعض المكاسب » ، وقدّرت » أن للجسم الحقوقي الوطني بمختلف فاعليه القدرة الذاتية على طي هذه الصفحة السوداء في ملف الحريات بالبلاد » .
واضاف البيان التأسيسي للمبادرة والتي أنشأت صفحة خاصة على شبكة « الفايسبوك » : »ليس من اللائق ولا من المُستساغ اليوم وبحساب تطور مؤشر الوعي الذي بلغه المجتمع التونسي ، كما بحساب تطور مؤشر التوجه نحو فرض نمط الحكم الرشيد في العالم والإقليم من حولنا ، أن تبقى تونس في مقدمة الدول التي لا تحترم دستورها وقانونها فضلا عن احترام طموحنا الوطني العام في حكم رشيد يحترم عقد المواطنة ودستور البلاد والحقوق العامة والخاصة » .
وأكدت الحملة أن الدستور التونسي ينص في الفصل العاشر : « لكل مواطن حرية التنقل داخل البلاد وخارجها واختيار مقر إقامته في حدود القانون » ، وهو « حق دعمته ضمانات في المعاهدات الدولية التي صادقت عليها بلادنا منها العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية في فصله الثاني عشر » .
يُذكر أن المبادرة عقدت آخر اجتماعاتها يوم الثلاثاء 9 نوفمبر 2010 ، وانتخبت الأستاذ نور الدين ختروشي منسقا عاما لها ، والأستاذة المحامية ايمان الطريقي ناطقا باسمها ، والأستاذ عبد السلام التوكابري كاتبا عاما ومشرفا على الصفحة الرسمية في « الفايسبوك » ، بينما انتخب الدكتور محمد عبد الكريم مسؤولا عن العلاقات الخارجية .
هذا وقد اتصل السبيل أونلاين بالمنسق العام للحملة الأستاذ نور الدين ختروشي ، وسأله عن طبيعة المبادرة وما تقدمه من جديد للساحة باعتبار أن الهياكل الحقوقية في الداخل والخارج عملت وتعمل على ملف الحرمان من جوازات السفر وحرية التنقل ، فصرّح بأن الحملة تحمل الجديد في مستويين اثنين :
الأول : « هو منطلقاتها التي تركن الى مقاربة وطنية شاملة ، فهي منذ البداية متجه نحو خلق مناخ وأرضية تسهّل على الجميع التنسيق والتعاون لتوحيد الجهود من أجل استعادة الحق في جواز السفر وحرية التنقل » .
والثاني هو : »الأسلوب التواصلي الجديد الذي خططت له الحملة ، والتي انطلقت من بوابة الافتراضي على قاعدة الوعي بأهمية واستراتيجية توظيف أدوات التواصل الحديثة ، وفي مقدمتها الفضاء الافتراضي ، كرافعة تواصلية أساسية في خدمة هذا الملف الحقوقي ، فالمبادرة بدأت بإنشاء صفحة على « الفايسبوك » لتؤشر على نقلة نوعية في تجديد نشطاء المجتمع المدني لأدوات وآليات واستراتيجيات التواصل في الفضاء الحقوقي الوطني ».
وحول أفاق مبادرة الحملة الوطنية لحرية التنقل والحق في جواز السفر « سيّب لخضر » ، قال الختروشي : « أن المبادرة مستمرة للتعريف بالمظلمة مادام هناك مواطن تونسي واحد محروما من هذا الحق ، وستتطور استراتيجيتها التواصلية بتدرج تصاعدي يواكب تطور تداعيات هذا الملف داخليا وخارجيا » ، على حدّ تعبيره .
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 13 نوفمبر 2010)
مبادرة جديدة من أجل الحق في التنقل داخل البلاد وخارجها
حرر من قبل طـه البعزاوي في الجمعة, 12. نوفمبر 2010 أطلق مجموعة من النشطاء التونسيين من داخل البلاد وخارجها مبادرة على المواقع الإلكترونية والمنتدى الإجتماعي الفايسبوك من أجل الدفاع عن حق التونسيين في الحصول على جوازات سفرهم وما يتبع ذلك من حقهم في حرية التنقل داخل البلاد وخارجها حسب ما ورد في بيانهم التأسيسي الموقع يوم 16 أكتوبر الماضي، وسموا مبادرتهم بـ »الحملة الوطنية لحرية التنقل والحق في جواز السفر » وتوجهوا في بيانهم المذكور » بنداء لكل الفاعلين في الساحة الوطنية للتعاون والعمل المشترك وتوظيف كل الارصدة في عمل وطني جامع مصمم على غلق هذا الملف ونزعه نهائيا من الأيادي العابثة به داخل أجهزة السلطة وإدارتها » حسب تعبير البيان. وقد اتخذت المبادرة شعارا لها على « الفايس بوك » بعنوان « سيب لخضر » كناية على جواز السفر.
وكان مجموعة من التونسيين قد أطلقوا قبل ذلك مبادرة بعنوان « سيب صالح يا عمار » تدعو لرفع الحجب عن المواقع الإلكترونية. يشار إلى أن مجموعات من الشباب التونسي قد أطلقت عدة مبادرات إفتراضية مثل « برلمان تونس الإفتراضي » الذي ساهم بعض نوابه في تأسيس المبادرة الجديدة.
وقد أعلن في بيان موقّع من أصحاب المبادرة يوم 9 نوفمبر 2010 أن منسق الحملة هو الأستاذ نور الدين الختروشي الرئيس السابق للمنظمة الدولية للمهجرين التونسيين.
والأستاذة إيمان الطريقي ناطقة رسمية باسمها، و الأستاذ عبد السلام التوكابري كاتبا عاما و د محمد عبد الكريم مسؤولا عن العلاقات الخارجبة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 12 نوفمبر 2010)
ديوان الخدمات الجامعية يحرم الطلبة الراسبين من المنح الجامعية
حرر من قبل معزّ الجماعي في الجمعة, 12. نوفمبر 2010 أكد مئات الطلبة يوم الجمعة 12 نوفمبر أن ديوان الخدمات الجامعية رفض رسميا تمكين الطلبة الراسبين من 80 بالمائة من قيمة المنحة الجامعية التي يتمتع بها الطلبة الجدد والناجحين الذين تقدموا بمطالب في الغرض خلال السنة الجامعية 2010/2011. وذكر طلبة متضررين من الإجراء لراديو كلمة أن المعمول به في آلية المنح الجامعية منذ أكثر من 14 سنة هو تقليص قيمتها حسب سنوات الرسوب وليس الحرمان منها نهائيا. كما أشاروا أنهم لم يتلقوا أي ملاحظات حول الموضوع بعد الأسابيع الأولى من تقديم المطالب وهو ما فوت عليهم فرص للتفكير في طرق أخرى من أجل تأمين مصاريف الدراسة والسكن الخاص. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 12 نوفمبر 2010)
كمال بن يونس
من توقع قبل عقود أن نسمع يوما عن انتشار ظاهرة اختطاف البواخر والبحارة ؟ بعبارة أخرى : من منا توقع أن تعود « القرصنة « بمفهومها التقليدي وتصبح جزءا من « قانون اللعبة « في المياه الدولية؟ ومن توقع أن تتحدى «عصابات صغيرة من القراصنة «حاملات الطائرات وقوات مسلحة بحرية إقليمية ووطنية متطورة في خليج عدن والبحر الأحمر وبوابات بلدان الخليج النفطية ؟ يبدو أن « العجايب السبع « باتت واردة اليوم… بعد أن ساد الرعب وانتشرت المخاطر في المطارات العالمية الكبرى … والعديد من وسائل النقل العالمية برا وبحرا وجوا.. وبعد أن اعتمدت «دول» و»حضارات» عريقة مثل اليونان والقرطاجنيين والرومان والبيزنطيين ودويلات أوروبية وعربية وإسلامية عديدة ـ في « العهد الوسيط « ـ على القرصنة البحرية، عاد «قانون الغاب» ومنطق القوة ليسيطرا مجددا على الملاحة التجارية في أعماق البحار والمحيطات … ويشمل مواطني دول مسالمة ومعتدلة مثل تونس . إن الإرهاب والتطرف داء نخر العالم منذ عقود … واستفحل منذ 2001 بهجمات 11 سبتمبر وما تلاها من حروب غير مدروسة عادت بالويلات على العالم أجمع .. بما في ذلك الدول التي تنعم منذ عقود بالأمن والسلام ولم تتورط في أي نزاع مسلح منذ أكثر من 55 عاما . قد تثار في هذا السياق ملفات عديدة .. مثل انتشار الفقر والخصاصة والحرمان في بلدان افريقية عديدة من بينها الصومال لعدة اسباب من بينها الكم الهائل من القراصنة « الغربيين « الذين يسرقون اسماك تلك الدول ولا يحترمون مياهها الاقليمية .. لكن تعاقب مثل هذه الحوادث يؤكد الحاجة إلى تطوير التنسيق الامني لضمان سلامة الحركة التجارية والبحارة .. بصرف النظر عن المشاكل العسكرية والامنية هنا وهناك.. إن الارهاب خطر يتهدد الجميع .. ولا بد للقوى التي تمتلك ترسانة حربية وقواعد عسكرية عملاقة وأساطيل جبارة أن تؤكد فعلا قدرتها على وقف مخاطره في الابان.. في الاثناء تبقى أولوية الاولويات إنقاذ حياة البحارة في البواخر التجارية.. بدءا من الـ23 بحارا تونسيا (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 نوفمبر 2010)
شاب يفسد حفلا تجمعيّـا بروما
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 12. نوفمبر 2010 شهد حفل أقامته السفارة التونسيّة بايطاليا بمناسبة الاحتفالات بذكرى 7نوفمبر مساء 6 نوفمبر الفارط أحداث عنف أدّت الى وقف الحفل بعد انطلاقه بنصف ساعة.
وتمّ ايقاف الحفل، الّذي حضره السفير التونسي بايطاليا وأحياه عدد من الفنانين التونسيين كسنية عبد الوهاب وكمال النقاطي ومحمّد الجبالي… والّذي أقيم في كنيس بروما (2 شارع زاندوناي)، بعد تدخّل شاب تونسيّ قام بشتم السياسة التونسّية ورئيس الدّولة والتجمّعين الحاضرين ناعتا أيّـاهم بألفاظ نابية وسرعان ما حاول بعض الحاضرين ايقاف الشاب ممّـا أدّى الى معركة جمعت هؤلاء مع عدد من الغاضبين على سوء التنسيق بالحفل وتسبّبت المعركة في اصابة كثيرين بجروح متفاوتة واستوجبت تدخّل قوات الأمن الايطالي للسّيطرة عليها، وتجدر الاشارة أنّ الشاب كان يعاني مشاكل في التحصّل على الإقامة بايطاليا ويرجّح البعض أن يكون بحالة سكر. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 12 نوفمبر 2010)
مؤتمر الاتحاد العالمي للقضاة بداكار: معاناة قضاة الهيئة الشرعية في قلب الحدث
تونس- الموقف وجهت خمس منظمات حقوقية دولية هي منظمة العفو الدولية (أمنستي) والفدرالية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والشبكة الأورو متوسطية لحقوق الإنسان ومجموعة مراقبة حرية التعبير في تونس (آيفاكس) و المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب،يوم الإربعاء 3 نوفمبر 2010رسالة مشتركة إلى مكتب الاتحاد العالمي للقضاة بروما، تطالب فيها جميع قضاة العالم وهم في مؤتمرهم الذي ينعقد بالعاصمة السينغالية داكار بداية من يوم 6 نوفمبر وحتى 11 من نفس الشهر بدعم زملائهم قضاة الهياكل الشرعية في تونس.
وذكرت الرسالة بالمضايقات والهرسلة التي يتعرضون لها جراء دعمهم لاستقلال القضاء..
و في سياق متصل عبر « امادو كانوتي » الذي امضي على الرسالة باسم مجموعة ايفيكس عن أمله أن يوفر المؤتمر فرصة لبدء عمل سريع من أجل إنهاء اضطهاد القضاة المستقلين والمساعدة على ما أسماه بتأسيس عهد جديد لا تستخدم فيه السلطة التونسية القضاء كأداة لخنق حرية التعبير و تكوين الجمعيات وكانت مجموعة المراقبة، ، قد كتبت الى الاتحاد العالمي للقضاة ( وهي منظمة مهنية عالمية تعمل على حماية استقلال القضاء في العالم) تقريرا في جويلية 2010 لإعلامه بالنتائج المزعجة لدراسة ميدانية حول الاضطهاد المستمر لأعضاء جمعية القضاة التونسيين المنتخبين بطريقة ديمقراطية وذلك منذ عزلهم عن مناصبهم في ديسمبر 2005 .وقال رئيس مجموعة المراقبة روهان جاياسيكيرا وهو عضو في المجموعة إن « سبب مضايقة هؤلاء القضاة هو دعمهم لاستقلال القضاء ومعارضتهم لسيطرة الحكومة على الجهاز القضائي كليا فقد شرعت السلطات التونسية في تشديد قبضتها على المجلس الأعلى للقضاء اثر مطالبة جمعية القضاة التونسيين في مؤتمرها المنعقد في عام 2004 بأغلبية ساحقة بتعديل القانون الأساسي للقضاة وإعادة هيكلة المجلس الأعلى للقضاء بما يعزز استقلاليته وذكرّت أيضا بأنها منذ بعثتها الثانية لتقصي الحقائق في تونس والتي تمت في سبتمبر 2005 ، عملت مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس على توثيق أشكال مختلفة من الاضطهاد للقضاة المستقلين. وقد أكدت مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير أنه لا بد من وجود قضاء مستقل ومتحرر من ضغوط السلطة التنفيذية للحفاظ على حرية التعبير.وتم توثيق نتائج البعثة السادسة والأخيرة لتقصي الحقائق في تونس في تقرير صدر في بيروت في جويلية 2010 تحت عنوان: « ما وراء الواجهة : تقويض حقوق الإنسان في تونس بسبب تسييس القضاء و فرض العقوبات الإدارية » وقد جاء في هذا التقرير المطول أن العديد من القضاة لا يؤثرون الحديث عن المشاكل التي يواجهونها أثناء تأدية عملهم، لا لأنهم لا يؤمنون باستقلال القضاء، ولكن بسبب الخوف من العقوبات التي يمكن ان تسلطها السلطة التنفيذية عليهم وباستثناء أعضاء الهيئة الشرعية. فانه لا يوجد قاض واحد يرغب في خوض المخاطر التي يتحمل تبعاتها هؤلاء الأعضاء في شجاعة نادرة « . كما أكد التقرير أن المكتب التنفيذي الانقلابي الحالي لجمعية القضاة التونسيين والمدعوم من الحكومة ظل يتجاهل طوال السنوات الخمس الماضية الاضطهاد المتواصل لزملائهم، بما في ذلك نقلهم دون موافقتهم، وحرمانهم من الترقية، وخفض الرواتب دون تفسير، وتقييد حريتهم في التنقل وحتى الاعتداء عليهم. وقد وصلت الأمور إلى حد إصدار المجلس الوطني الحالي لهذه الجمعية لائحة في 18 أكتوبر تتضمن شكر الرئيس زين العابدين بن علي لـ »دعمه المتواصل لمصالح القضاة المادية والمعنوية »، وللهجوم على منظمة العفو الدولية بسبب التقرير الصادر في جويلية 2010 حول الثمن الباهظ الذي يدفعه حاليا قضاة مستقلون ومدافعون عن حقوق الإنسان في تونس. وفي نفس السياق علمت الموقف من مصادر مطلعة ان المكتب الشرعي لجمعية القضاة بعث بتاريخ 30 أكتوبر 2010 إلى رئيس الاتحاد الدولي للقضاة رسالة مطولة ذكّر فيها بالتضييقات التي يتعرّض لها قضاة المكتب الشرعيّ بسبب رفضهم للانقلاب على هيئتهم.مؤكّدا على تصاعد ممارسات التضييق على القضاة الشرعيّين من قبل وزارة العدل منذ 2005 من اقتطاع مبالغ هامة من المرتّبات بدون موجب إلى توظيف آليّة النقل للتنكيل بأعضاء المكتب التنفيذي الشرعي مرورا بتجميد الترقيات حيث لم يتمتّعوا بأي ترقية منذ 2005 تاريخ الانقلاب على المكتب الشرعي في الوقت الذي يتمتع فيه قضاة آخرون بهذه الترقيات وهكذا لا يزال القضاة احمد الرحموني و وسيلة الكعبي وليلى بحرية الذين قضوا أكثر من 23 سنة في القضاء مجمّدين في الرتبة الثانية. كما لا يزال القضاة كلثوم كنو وروضة القرافي وحمادي الرحماني ونورة حمدي يتعرضون الى اجراءات استثنائية كما عدّدت الرسالة المضايقات الأخرى المختلفة التي يتعرّض لها أعضاء الجمعية الشرعيين واالممارسات التي تشملهم دون غيرهم من القضاة مثل واجب الحضور اليومي بالمحاكم.وذكّرت أيضا بالاعتداء الذي تعرّضت له الكاتبة العامة للمكتب الشرعي القاضية كلثوم كنّو وما تبعه من عدم محاسبة الجاني وذلك بإخلاء سبيله ابان وقوع الحادثة ثم تبرئته من تهمة ثابتة عليه في الطور ألاستئنافي من القضية.وانتقدت أداء المكتب الانقلابي وتجاهله لقضية القضاة المبعدين والمنكّل بهم، مستهجنة تصريحات الرئيس الحالي للجمعية ا الذي نفى وجود نقل تعسّفية خلال تصريح لإحدى الصحف المقرّبة من السلطة. في حين ان التعسف قد بلغ مداه من خلال نقلة السيدة كنو إجباريا من القيروان التي قضت بها خمس سنوات الى توزر مع أثقال كاهلها مرة أخرى بخطة التحقيق بالإضافة الى تجاهل طلب نقلة السيدة وسيلة الكعبي الى تونس بعد خمس سنوات في قابس بخطة قاضي تحقيق أيضا مع العلم ان القاضيتين المذكورتين هما الوحيدتان المكلفتان بالتحقيق بعيدا عن مقر إقامتهما بمئات الكيلومترات. واعتبر المكتب الشرعي أن استقلال القضاء يستوجب توفّر ضمانة لا يمكن الإخلال به وهي عدم نقلة القاضي الا برضاه و هي الضمانة التي لا وجود لها في الدستور التونسي على خلاف كثير من دساتير العالم كما لا وجود لها في القانون الأساسي للقضاة.
هذا وقد تناقلت وسائل الأعلام في الأيام الأخيرة أصداء الندوة الصحفية التي عقدتها مجموعة من المنظمات الحقوقية في داكار يوم 6 نوفمبر 2010على هامش المؤتمر . وقد كان حاضرا بالندوة الأستاذ أنور القوصري عضو الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ومحامي الجمعية في القضايا المرفوعة من قبلها ضد الانقلابيين . وقد وقع إيفاده من قبل الرابطة لشرح قضية الجمعية للوفود الحاضرة في المؤتمر ولنقل عينات من معاناتهم التي أصبحت على مر الأيام واحدة من اقسي المحن التي عرفتها جمعية من الجمعيات ذات الوزن الاعتباري في تونس وصلب الاتحاد العالمي للقضاة. أيضا .
ويرى كثير من الملاحظين أن أعضاء الهيئة الشرعية الذين تمنعهم السلطة من مغادرة البلاد منذ 2005 سيكونون الحاضرين الغائبين في المؤتمر. كما يرون ان المأزق الذي وصلت إليه الأمور صلب الجمعية قد تجاوز الإطار المحلي ليتحول إلى قضية تشغل بال المنظمات الدولية والاتحاد الدولي للقضاة الذي من المنتظر أن ينكب في مؤتمره الحالي على تدارس المحنة التي تمر بها المجموعة التي عرفت بالهيئة الشرعية والتي مثلت على مدى خمس سنوات مثالا نادرا على الصلابة في الدفاع عن حقها الذي مكنها منه صندوق الاقتراع كما مثلت شاهدا آخر مؤلما على ما تعانيه مجموعة صغيرة من النساء والرجال من المصاعب التي لا تمثل أمرا شخصيا عرضيا أو قضية قطاعية إنما هي بمثابة الممر الإجباري أو القدر الذي بات مألوفا في العلاقة بين نظام الحكم وأية هيئة أو جمعية أو حزب يروم الاستقلال بقراره. إنها معظلة النظام السياسي في تونس الموقف العدد بتاريخ 12 نوفمبر 2010
الرابطة بين « عكاز » الماضي .. ورهان المستقبل..
بقلم: صالح عطية « الرابطة مكسب وطني ».. عبارة أكدها رئيس الدولة أكثر من مرة، كان آخرها يوم الأحد المنقضي بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لتحول السابع من نوفمبر، ورددتها أطراف مختلفة في البلاد على امتداد العشرية الماضية، من الرابطيين والشخصيات السياسية والأحزاب والمنظمات والإعلاميين.. الجميع أكد أن تونس من دون رابطة، خسارة كبيرة للملف الحقوقي ولرصيدها في هذا المجال الحيوي، الذي باتت تقاس به مؤشرات تقدم الشعوب وتطور الدول..
لكن مع كل ذلك، فالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في مأزق، إذ تكاد تحتفل بعد فترة قليلة، بمرور 10 سنوات على دخولها في أزمة، فالأزمة باتت عنوانا للرابطة وليس نشاطها وحراكها وتراكماتها ومنجزاتها في المجال الحقوقي، وهذا ما يثير التعجب ويطرح أكثر من سؤال..
فهل بلغ الخلاف بين الرابطيين مرحلة اللاتفاهم، وبالتالي القطيعة واللاعودة ؟ هل يمكن أن يصدق المرء، أن من كانوا يجيدون التفاوض مع الحكومة بالأمس حول ملفات حقوقية شديدة الأهمية، هم اليوم عاجزون عن الجلوس بعضهم إلى بعض ليضعوا أجندة تفاوضية تنهي ما اصطلح على تسميته بـ « الأزمة » صلب الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ؟ كيف يمكن للمرء أن يقتنع أن من بين الرابطيين من يختار المؤسسة القضائية لـ « محاكمة » قيادة الرابطة، ولا يجد في المنظمة أطرا وهياكل يمكن أن تستوعب الخلاف بين نشطاء الرابطة ومكوناتها، وتكون بالتالي مجالا لتجاوز أزماتها ومشكلاتها، بعيدا عن تعطيل نشاطها لفترة تربو حاليا عن العشر سنوات ؟ بل إن « تدخلات » من جهات حقوقية أجنبية صديقة للرابطة والرابطيين، لم تؤت أكلها وباءت محاولات أصحابها بالفشل..
لا شك أننا أمام معضلة تكاد تشبه ملف السلام في الشرق الأوسط، مع فارق أساسي، وهو أن موضوع الرابطة محلي صرف تتلاعب به أطراف من داخل البلاد، فيما ارتهن ملف السلام لقوى خارجية بالأساس، تعبث به منذ نحو أربعة عقود على الأقل..
والحقيقة أن تضخم ملف الرابطة، يعود ـ من بين أسبابه الأساسية ـ إلى كثرة المتدخلين: من الحكومة، ومن المحسوبين عليها، ومن المتحدثين باسمها من دون أن يكون لديهم تفويض رسمي بذلك، وممن يدعون أنهم رابطيون، ولكنهم عندما دخلت منظمتهم نفق الأزمة، انقلبوا عليها بعناوين وشعارات مختلفة، ظاهرها الخوف على الرابطة والحرص على الشفافية صلبها، وباطنها الإبقاء على هذا الكيان عليلا، يئن تحت وطأة الضربات التي يتلقاها صباح مساء، من القريبين منه قبل الذين هم بعيدون عنه..
وعلى الرغم من كل المحاولات التي تمت في غضون السنوات العشر الماضية، كان السيناريو الأكثر حضورا، هو إبقاء الرابطة على وضعها الراهن المتعفن، وللأسف، لم يتخلف عن هذا « الأفق »، القيادة الرابطية، ولا أطراف النزاع معها، ولا المتدخلون من هنا وهناك، ولا حتى ذوو النوايا الحسنة والعزائم الصادقة.. الجميع كانت له يد ـ بشكل أو بآخر ـ في هذه الأزمة وفي هذا المأزق..
ثمة اليوم بصيص أمل، أطلقه رئيس الدولة، عندما دعا الرابطيين للتوصل إلى حل لأزمة منظمتهم في غضون ستة أشهر من الآن، معربا عن استعداد مؤسسة الرئاسة لمد يد المساعدة في هذا السبيل.. نقول بصيص أمل لأن في هذا التدخل الرئاسي، أمران اثنان: وضع سقف زمني محدد، وهذا ما لم يحصل طوال فترة الأزمة، وانخراط مؤسسة الرئاسة في المساعدة على الحل، وهو ما يعني استبعاد جميع « المتدخلين » الذين قد يكونون أحد أطراف أزمة الرابطة..
السؤال المطروح اليوم هو: كيف سيستثمر الرابطيون هذا الوضع المستجدّ ؟
التجارب تقول، أن في مثل هذه الوضعية، يكون التفكير في المستقبل أهم من التشبث بالماضي، ولعل ذلك ما كان أحد معوقات الخروج من الأزمة الراهنة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.. فهل يختار الرابطيون الماضي، أم يستنجدون بالمستقبل ؟
(المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 163 بتاريخ 12 نوفمبر 2010)
حملة إعلانات مضللة لتلميع ديكتاتور تونس بالصحف المصرية
السبيل أونلاين – وكالات نشرت سبعة صحف مصرية وهي ( الأهرام ، العربي ، الوفد ، الأسبوع ،الموجز ، روزا اليوسف ) – إعلان في كل منها ، في حين نشرت جريدة الأخبار ثلاثة إعلانات – وهي اعلانات وردت بصيغة مضللة لتجميل صورة الرئيس التونسي زين العابدين بن على في ذكرى توليه الحكم في تونس الـ23 عقب انقلابه على الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في 7 نوفمبر 1987 ، وتم نشر هذه الإعلانات في خلال فترة لا تتجاوز خمسة ايام ، بدءا من يوم 4 نوفمبر وحتى يوم 9 نوفمبر الحالي.
و تم نشر هذه الإعلانات في صورة أخبار أو مقالات ، دون أن تعلن بوضوح أنها إعلانات تم صياغتها في تونس وعلى أيدي إعلاميين تونسيين.وأدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بشدة ، « استمرار التضليل والخداع الإعلامي الذي تمارسه بعض الصحف المصرية « .
وترى الشبكة العربية « أنه رغم حق كل جريدة في نشر الإعلانات وفقا لسياساتها ، إلا أن نشر إعلانات بشكل مضلل في صورة مقالات أو أخبار عادية ، هو سقطة مهنية تجافي ميثاق الشرف الصحفي ، ويعد خلط متعمد بين الإعلام والإعلان ، ويفقد المواطن الثقة في هذه الصحف ، ويهدد استقلالية الصحافة بدرجة كبيرة ».
وعبرت الشبكة عن أسفها » لأن تقع جريدة الوفد تحديدا في هذا النوع من الممارسات الغير مهنية ، لاسيما وانه ما من مبرر مثل الأزمة المالية أو غيرها يبرر لجريدة يفترض أنها تتبع حزب معارض ، ان تمارس التضليل الإعلامي ضد قراءها ، وتقوم بتلميع صورة رئيس عربي معروف بعداءة الشديد لحرية الصحافة ولحريات المواطنين التونسيين ».
كما تأسف الشبكة العربية أيضا « لاستمرار نشر هذه الإعلانات المضللة في جريدة العربي ، لاسيما وان رئيس تحريرها عبد الله السناوي من أشد المدافعين عن حرية الصحافة في مصر ، وكأن حرية الصحافة في تونس هو أمر لا يخص رئيس تحرير جريدة قومية ترفع شعار الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة » .
واضافت الشبكة في بيان : »أما بخصوص الجرائد الحكومية التي نشرت هذه الإعلانات ، فلا جديد ، سوى زيادة وتيرتها لاسيما في جريدة الأخبار التي نشرت ثلاثة إعلانات في اقل من أسبوع ، حيث دأبت هذه الصحف الثلاثة (روزا اليوسف والأهرام والأخبار) ، على الدفاع عن الحكومات العربية المستبدة ، مثل الحكومية الليبية أو السعودية ، وبالطبع التونسية » .
وقال جمال عيد مدير الشبكة « بات من الطبيعي أن نقرن الصحافة الجادة والمهنية بالصحف المستقلة ولاسيما المصري اليوم والشروق والدستور الأصلية فترة تولي إبراهيم عيسى لرئاسة تحريرها ، لذلك فمن الطبيعي أن يثق بها المواطن يقبل عليها على حساب الصحف الحكومية والمستقلة المزيفة مثل جريدة الموجز ».
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 13 نوفمبر 2010)
طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET أخبار الجامعة الجمعة 12 نوفمبر 2010 العدد التاسع – السنة الخامسة –
احتفـــاء بالسنـــة الدوليــة للشبــاب 2010 :
القيــــروان : الحكـــم علـــى مناضلــي الإتحـــاد العام لطلبة تونس بخطايــا ماليــة ….
أصدرت محكمة الناحية بالقيروان في جلستها ليوم الإربعاء 3 نوفمبر 2010 حكمها في قضية الإعتراض عدد 38459 التي أحيل بمقتضاها مجموعة من مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس بتهمة » هضم جانب موظف بالقول أثناء مباشرته لعمله » و قضت بتخطئة كل واحد منهم بمائتي دينارا علما بما أن الحكم الغيابي الصادر في حقهم خلال شهر جويلية الفارط قضى بسجنهم لمدة ثلاثة أشهر و الطلبة المحاكمون هم : حسيـــن السويســـي : سنة رابعة عربية – كاتب عام المكتب الفيدرالي للإتحاد العام لطلبة تونس عثمـــــان القـــراوي : سنة رابعة فلسفة – عضو مكتب فيدرالي بـدرالديـن الشعبانــي : سنة رابعة عربية – عضو مكتب فيدرالي صابــــــر السالمــــي : سنة ثانية فرنسية – ناشط نقابي يذكر أن الطلبة الأربعة تم طردهم من كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالقيروان خلال السنة الماضية بسبب نشاطهم النقابي القيـــــروان : طلبــــة التجمــــع يعتـــدون بالعنــــف علــــى طالبيــــن ….
قام مجموعة من طلبة التجمع يوم الإربعاء 10 نوفمبر 2010 بالإعتداء على نشطاء من الإتحاد العام لطلبة تونس داخل كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالقيروان و خارجها و قد شمل الإعتداء في ذلك اليوم الطالبين : كريــــــم الفالحـــــي : سنة أولى علم الآثار لسعــــــد بــن زايـــد : سنة رابعة علم الآثار و قد تكرّرت استفزازات و اعتداءات طلبة التجمّع على ناشطي الإتحاد في المدة الأخيرة و كانوا في كثير من الأحيان مصحوبين خلال اعتداءاتهم بأشخاص غرباء عن الوسط الجامعي حيث يقومون بترصّد النشطاء و من ثمّ يقومون بالإعتداء عليهم …. كليــــة الآداب بمنوبــــة : تنظيــــم » يــــوم الطالــب السجيـــن » ….
بدعوة من المكتب الفيدرالي للإتحاد العام لطلبة تونس بكلية الآداب و الفنون و الإنسانيات بمنوبة تم تنظيم تجمّع عام يوم الإثنين 1 نوفمبر 2010 إحياء لذكرى مرور سنة على اعتقال و سجن مناضلي الإتحاد على خلفية الإعتصام الذي قاموا به بالمبيت الجامعي البساتين مساندة لزميلاتهم المطالبات بحقّهنّ في السكن الجامعي و قد تدخّل في التجمع عدد من محامي الطلبة المساجين و كذلك الأمين العام للإتحاد عزالدين زعتور الذي أشار إلى الحصار المسلّط على المنظمة الطلابية كما حمّل وزير التعليم العالي مسؤولية تردّي الوضع في الجامعة … و قد تضمّن التحرّك مداخلات شعرية و مساهمات لبعض الفرق الموسيقية اختتمتها فرقة البحث الموسيقي … و قد تمّ إقرار يوم 1 نوفمبر ليكون مناسبة سنوية لإحياء » يوم الطالب السجين » » الكابــــاس » : أكثـــــر مــــن 100 ألــــف مترشّــــح لـــ 1425 مركـــــزا …..
استعدادا للسنة الدراسية القادمة 20011 – 2012 تنظّم وزارة التربية دورة جديدة لمناظرة » الكاباس » ينتظر أن يشارك فيها أكثر من مائة ألف مترشح من المحرزين على شهادة الأستاذية و الإجازة في مختلف الإختصاصات و قد تحدّد تاريخ إجراء المناظرة ليوم السبت 20 نوفمبر 2010 و الأيام الموالية أما عن المراكز المطلوبة فإن عددها يبلغ 1425 مركزا من بينها 105 مركزا في اختصاص اللغة الإنقليزية و 210 في اختصاص الإعلامية بالنسبة لمدرّسي السلك المشترك للغة الإنقليزية و الإعلامية العاملين بمؤسسات التعليم التابعة لوزارة التربية و وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بعـد نجــاح إضـــراب يـــوم 27 أكتوبـــر : هيئـــة إداريــة لنقابــة التعليـــم الثانــوي يـــوم 25 أكتوبــر ….
بعد موافقة المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل على طلب النقابة العامة للتعليم الثانوي بعقد هيئة إدارية قطاعية استثنائية تقرّر أن تنعقد هذه الهيئة الإدارية يوم الخميس 25 نوفمبر 2010 للنظر في كل مطالب الأساتذة و علاقة النقابة بالوزارة وفي هذا الخصوص قال الكاتب العام للنقابة سامي الطاهري : » إن مطالب النقابة تتضمّن خمس نقاط أساسية تتعلّق أساسا بمسألة النظـــــام الأساســــي الخاصّ و التخفيـــض فــي ســــنّ التقاعــد اعتبارا لمشقّة المهنة و تحسيــــن المقـــدرة الشرائيـــة عبر زيادات خصوصية لأبناء القطاع يراعى فيها ارتفاع الأسعار و تفاقم المصاريف التي تتطلّبها المهنة و حجم المسؤولية التربوية و التعليمية المنوطة بعهدة المربّين وكذلك مراجعـــة الترقيـــات المهنيّـــة عبر التخفيض في شروطها و الزيادة في نسبتها و إحــــداث رتبــــة ثالثــــة لكـــل الأصنـــاف و إدمـاج أساتــذة المرحلة الأولــى » المـــروج الرابــع – تونــــس : الإعتـــداء علـــى أستـــاذ و تعنيفـــه فـــي القســـم و أمـــام تلاميــذه ….
لا يكاد يمرّ أسبوع إلا و يتعرّض أحد المربّين إلى اعتداء و يحصل هذا في طول البلاد و عرضها و كان آخر الضحايا الأستاذ و المربّي الفاضل نــــورالديـــن المقرانـــــي – أستاذ التاريخ و الجغرافيا بالمعهد الثانوي أحمد أمين بالمروج الرابع – الذي كان صباح يوم الإربعاء 10 نوفمبر 2010 هدفا لاعتداء شنيع من قبل منحرفين اقتحما القاعة التي كان يلقي فيها درسه على تلاميذه و كان المعتديان يبحثان عن تلميذة يبدو أنها متورّطة في علاقة عاطفية مع أحد الأشخاص … و عندما نهرهما الأستاذ و أمرهما بمغادرة القاعة انهالا عليه بالضرب و قاما بخنقه و لا زالت آثار ذلك بادية على رقبته و تقول بعض المصادر التلمذية أنه تمّ إسقاطه أرضا ….و على إثر هذا الإعتداء الفظيع على هذا المربّي الذي لم يعد يفصله سوى سنوات قليلة عن التقاعد نفّذ أساتذة المعهد وقفة إحتجاجية لما يقرب من الساعة كما حضر أحد ممثلي النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببن عروس الذي أكّد لزملائه أن النقابة لن تسكت على هذا الإعتداء الفظيع و ستتّخذ الإجراءات اللازمة …. حصـــــــاد الهشيــــــم :
صفـــــاقس : تلميـــذ يهــــدّد أستـــاذه بسكّيــــن ….
قام تلميذ يدرس بمعهد المنجي سليم بصفاقس صباح يوم الخميس 11 نوفمبر 2010 بتهديد أستاذه بسكّين و ذلك بعد أن منعه هذا الأخير من دخول القسم بسبب قدومه متأخرا و قد غادر التلميذ القاعة و عاد بعد فترة وجيزة حاملا معه سكينا هدّد به الأستاذ …. و قد نفّذ زملاء الأستاذ المعتدى عليه إضرابا احتجاجيا عن التدريس لمدة ساعتين من الساعة العاشرة صباحا حتى منتصف النهار تضامنا معه و تنديدا بغياب الأمان داخل المؤسسة التربوية و انتهاك حرمتها و من المفيد أن ينتبه الأساتذة و الإدارة عند إرجاع أعداد الفروض التأليفية في الأسبوع الموالي للأسبوع المغلق حيث أثبتت تجارب السنوات الفارطة أن الإعتداءات على الأساتذة من قبل التلاميذ و حتى أوليائهم تتكثّف و يتصاعد نسقها خلال ذلك الأسبوع …. جبنيانـــــة : إضــــراب تلاميــــذ الباكالوريـــا بسبــــب الترفيــع فــي سعـــر الطابـــع الجبائـــي الخــــاصّ بمناظــــرة الباكالوريــــــا ….
شنّ تلاميذ الباكالوريا في معهد 18 جانفي بجبنيانة يوم الخميس 11 نوفمبر 2010 إضرابا عن الدراسة احتجاجا على الترفيع في معلوم الطابع الجبائي المرفق بمطلب اجتياز مناظرة الباكالوريا من 20 دينارا إلى 22 دينارا مؤكدين أن ذلك يثقل كاهل عائلاتهم المثقل أصلا بمختلف الرسوم و النفقات الحياتية الأخرى و قد رفع التلاميذ عددا من الشعارات ذات الطابع الإجتماعي و السياسي و خاصة ما يتعلق منها بغلاء المعيشة و تفشّي الفساد ….
و يمكّن الترفيع المقرّر في ثمن الطابع الجبائي وزارة التربية من الحصول على مداخيل تقدّر بــ 3 مليــــارات إذا ما اعتبرنا أن عدد المترشّحين سيكون في حدود الـــ 140 ألف تلميذ
و من المعلوم أن الدورة الرئيسية لمناظرة الباكالوريا تنطلق يوم الإربعاء 9 جوان 2011 و تتواصل إلى حدود يوم الإربعاء 16 جوان مع تمكين التلاميذ من راحة بيومين خلال السبت 12 و الأحد 13 جوان مـــــع انطـــلاق القنــــاة التلفزيــــة المختصّـة فــي التربيــة و التكويــن : هـل دقّـت ساعــة الــدروس الخصوصيــة ….
شرعت وزارة التربية في التحضير لإطلاق قناة تلفزية مختصّة في التربية و التكوين و ذلك خلال سنة 2012 و ذلك بالإشترك مع عدة وزارات أخرى منها التعليم العالي و التكوين المهني و التشغيل و من المنتظر أن يشرف على عملية البرمجة لجنة تجمع ممثّلين عن الوزارات الأربع المهتمّة بالتربية و التعليم و التكوين ( التربية و التعليم العالي و التكوين المهني و التشغيل و الشؤون الإجتماعية ) …
و يقترح بعض المربّين و الأولياء أن تتكفّل وزارتا التربية و التعليم العالي بتقديم دروس في مختلف الإختصاصات تساعد التلاميذ و الطلبة على استيعاب ما استشكل عليهم من مفاهيم و دروس في البرامج المقرّرة مع عرض تمارين قصد إصلاحها و هذه التجربة اعتمدتها منذ سنوات عدّة بلدان و منها إيطاليا و مصر و بذلك يتمّ التخفيف من التكاليف المادية المترتّبة عن الدروس الخصوصية و التي ترهق كاهل الأولياء فضلا عن الإستغناء عن أتعاب و مشقّة التنقّل من مكان إلى مكان وهو ما تسبّب في إرهاقهم …. كنـــــدا : المسؤولــــة عــن انتــداب الطلبــة بجامعـــة مونريـــال تقـــول : الجامعـــة مفتوحـــة للطلبــة و الباحثيــــن التونسييــــن ….
بمناسبة تنظيم الصالون الكندي للتربية 2010 لفائدة الطلبة التونسيين و الأجانب الراغبين في الدراسة في جامعة مونريال الكندية أشارت لوران قوتيي المسؤولة عن انتداب الطلبة بالجامعة المذكورة إلى أنه على امتداد 10 سنوات مرّ بجامعة مونريال حوالي 1000 طالب تونسي أكثر من 80 بالمائة منهم من أجل الدكتوراه و البقية من أجل الدراسة الجامعية و قالت بأن أغلبيتهم يعودون في النهاية إلى تونس مهما طالت إقامتهم سواء للدراسة أو العمل
و أكّدت لوران قوتيي على أن التفتّح على الطلبة الأجانب من شأنه أن يزيد في إشعاع جامعة مونريال عالميا خاصة و أنها تهتمّ كثيرا بالبحوث و التفتّح على الطاقات الأجنبية بما فيها مصلحة جميع الأطراف
مع العلم بأنه يشترط في من يرغب في الإلتحاق بجامعة مونريال من حاملي شهادة الباكالوريا أو الإجازة و الراغبين في مواصلة الدراسة لنيل الدكتوراه أن يقدّموا ملفّاتهم في أجل أقصاه شهر فيفري 2011 و تتولّى الجامعة إثر ذلك دراسة المطالب ثم ترسل الردود مع نهاية شهر أفريل أو بداية شهر ماي و تبعا لذلك يتوجّه الطلبة المقبولين إلى سفارة كندا لإتمام إجراءات الحصول على التأشيرة وهي إجراءات تدوم حوالي ستة أسابيع
تضمّ جامعة مونريال 13 كلية و العديد من المعاهد و المدارس العليا و من بينها معهد الدراسات التجارية العليا و معهد البوليتكنيك وهي تأتي في المرتبة الرابعة عالميا من حيث قيمة و عدد البحوث المنجزة و تضمّ الجامعة 2500 أستاذ و 6 آلاف طالب أجنبي و 350 شعبة و لها تقاليد راسخة في استقطاب الطلبة الأجانب الموقع الرسمي للجامعة هو : www.umontreal.ca تونـــس : الحكـــم بالسجـــن 20 سنـــة علـــى مغتصـب طالبـــة الحقـــوق ….
قضت الدائرة الجنائية بمحكمة الإستئناف بتونس يوم الخميس 4 نوفمبر 2010 بسجن شاب قام بتحويل وجهة طالبة كانت أثناء الواقعة تدرس بالسنة الرابعة بكلية الحقوق بتونس و قام باغتصابها و تشير وقائع الحادثة إلى أن المعتدي أجبر الطالبة على امتطاء سيارة تاكسي حينما كانت مارّة بأحد أنهج العاصمة مهدّدا إياها بواسطة سكّين و توجّها إلى جهة المرسى و في مكان منزو و رغم توسّلاتها المتكرّرة قام بالإعتداء عليها إلا أنه يوم عرضه على المحكمة ادّعى بأنها رافقته بمحض إرادتها …. و إثر المفاوضة قرّرت المحكمة إدانة المتّهم و النزول بالعقاب المحكوم به إبتدائيا من المؤبّد إلى 20 سنة و فـــــــي الختــــــام :
» بانتهاء الحرب الباردة ، نتيجة لانهيار و تفكّك الإتحاد السوفياتي ، سقطت القطبيّة الثنائية ، و دخل النظام الدولي مرحلة جديدة من مراحل تطوّره اتّسمت بتزايد نزعة القطب الدولي المنتصر للهيمنة المنفردة على العالم ، و إدارة النظام الدولي وفق عقائده و مصالحه و أهوائه . و في سياق هذه التحوّلات الدولية الكبرى ، تزايد اهتمام المؤسسات الدولية بقضايا التبشير بالحكم الصالح و مكافحة الفساد لأسباب و دوافع كثيرة يمكن تصنيفها في مجموعتين رئيستين من المفيد التمييز بينهما . المجموعة الأولى من الأسباب تدخل في إطار ما يمكن تسميته بالأسباب السياسية – الإيديولوجية ، أما المجموعة الثانية فتدخل في إطار ما يمكن تسميته بالأسباب الفنية الموضوعية .
أ – الأسباب السياسية – الإيديولوجية : و نقصد بها الأسباب المترتّبة على تغيّر هيكل و موازين القوى في النظام الدولي بعد اختفاء أحد القطبين الذين شكّلا ركيزتي هذا النظام على مدى أكثر من نصف قرن . و لأن المؤسسات الدولية الحالية كانت قد نشأت و ترعرعت في كنف النظام الدولي المنهار ، فقد كان من الطبيعي أن تحاول التكيّف مع حقائق و موازين القوى في نظام دولي بازغ يتّجه نحو الهيمنة المنفردة . لذلك فإن المعرفة المتعمّقة بحقيقة الأسباب و الدوافع التي أدّت إلى زيادة اهتمام المؤسّسات الدولية بقضايا الحكم الصالح و الشفافية تتطلب ربط هذا التغيّر أو التحوّل في الإهتمامات بالتغيّرات ، أو التحوّلات الأوسع التي طرأت على توجّهات المؤسّسات الدولية و دفعتها إلى تعديل أساليب عملها ، و ربما وظائفها و أهدافها أيضا ، و ذلك في إطار سعيها الدائم إلى التكيّف مع حقائق و موازين القوى المتغيّرة في النظام الدولي .
و من المعروف أن هيكل و موازين و علاقات القوّة في النظام الدولي الثنائي القطبيّة ، المنهار ، كانت قد عكست نفسها على أسلوب و آليات و برامج عمل المؤسّسات الدولية . فطريقة عمل نظام الأمن الجماعي ، و الأسلوب الذي عالج به مجلس الأمن قضايا السلم و الأمن الدوليين ، على سبيل المثال ، عكسا موازين القوى بين الشرق و الغرب ، كما عكسا أسلوب الدول الدائمة العضوية ، و لا سيما الإتحاد السوفياتي السابق ، في ممارسة نفوذها داخل الأمم المتحدة . و بينما عكست برامج و أنشطة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان نفوذ المعسكر الرأسمالي بشكل خاصّ ، فإن برامجها و أنشطتها في مجال التنمية عكست نفوذ الأغلبية العددية لدول العالم الثالث داخل الجمعية العامة و المجلس الإقتصادي الإجتماعي . »
» دور المؤسسات الدولية و منظمات الشفافية في مكافحة الفساد » حسن نافعة – أستاذ العلوم السياسية في كلية الإقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة –
توضيحات بشأن موقف تونس من قمة الاتحاد من أجل المتوسط
قرطاج (وات) على اثر ما أوردته وكالة الانباء الفرنسية في برقية لها يوم الاربعاء 10 نوفمبر بخصوص استقبال الرئيس زين العابدين بن علي للمبعوث الخاص الاسباني ميقال انجال موراتينوس من دعم رئيس الدولة لعقد قمة الاتحاد من اجل المتوسط
افاد الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان تصريح المبعوث الاسباني في تونس لا يتضمن هذه المعلومة وان رئيس الجمهورية ذكر بهذه المناسبة بموقف تونس الداعم للاتحاد وبين سيادته ان لقاء القمة يتطلب توفر عدة شروط من اهمها تحسن الوضع القائم في الشرق الاوسط في اتجاه استئناف مفاوضات السلام المعطلة حاليا جراء اصرار اسرائيل على مواصلة سياسة الاستيطان وذلك الى جانب عدم تقدم المشاريع المتفق عليها في اطار الاتحاد من اجل المتوسط وهي ظروف غير ملائمة لعقد قمة ناجحة (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 نوفمبر 2010)
تونس تشترط تحسن الوضع في الشرق الاوسط قبل انعقاد قمة الاتحاد من اجل المتوسط
2010-11-12
تونس ـ ا ف ب: اعلنت تونس الجمعة ان انعقاد قمة الاتحاد من اجل المتوسط يتطلب توفر شروط منها، ‘تحسن الوضع في الشرق الاوسط’، لاسيما من خلال استئناف مفاوضات السلام المتعثرة. واعلن ناطق باسم الرئاسة التونسية ان ‘لقاء القمة يتطلب توفر عدة شروط من أهمها تحسن الوضع القائم في الشرق الأوسط’.
ونقلت وكالة الانباء التونسية عن الناطق باسم الرئاسة في بيان، ان تحسن الوضع يجب ان يسير ‘في اتجاه استئناف مفاوضات السلام المعطلة حاليا جراء اصرار اسرائيل على مواصلة سياسة الاستيطان’. واكد المتحدث ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ذكر بموقف تونس هذا المبعوث الخاص الاسباني ميغل انخيل موراتينوس، عندما سلمه رسالة الاربعاء.
واضاف البيان ان موراتينوس اعلن حينها ان الرئيس بن علي ‘يدعم تماما سياسة الاتحاد الاوروبي في المتوسط، ويلتزم بتوفير الشروط الملائمة لانعقاد قمة الاتحاد’.
الا ان الموفد الخاص الاسباني المكلف تنظيم القمة الثانية للاتحاد من اجل المتوسط لم يتحدث عن شرط تحقيق تقدم في الشرق الاوسط قبل انعقاد قمة الاتحاد.
وبعد ان كانت القمة مقررة في السابع من حزيران (يونيو) في برشلونة، ارجئت الى تشرين الثاني (نوفمبر)، على امل تحقيق تقدم في مفاوضات السلام الاسرائيلية -الفلسطينية.
ويبدو ان ارجاء جديدا يرتسم في الافق، حيث ان وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث اعلنت الجمعة ان الحكومة الاسبانية ستقوم ‘بآخر محاولة’ لعقد قمة الاتحاد من اجل المتوسط المقررة في 21 تشرين الثاني (نوفمبر).
وقد حضر بن علي تأسيس الاتحاد من اجل المتوسط في تموز (يوليو) 2008 في باريس، ودعم نشاط هذه المبادرة الرامية الى تحريك الحوار الاوروبي – المتوسطي الذي انطلق سنة 1995 في برشلونة (اسبانيا). ويضم الاتحاد من اجل المتوسط الذي تأسس في 2008 بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، 43 دولة، هي دول الاتحاد الاوروبي الـ27 اضافة الى تركيا واسرائيل والدول العربية المطلة على المتوسط. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 نوفمبر 2010)
انطلاق فضاءات الحوار حول البرنامج الانتخابي «معا لرفع التحديات»
يؤدي السيد الأزهر بوعوني وزير العدل وحقوق الإنسان يوم غد الأحد زيارة عمل إلى ولاية قابس يتولى خلالها بداية من الساعة منتصف النهار إعطاء إشارة انطلاق فضاءات الحوار الجهوية حول البرنامج الانتخابي «معا لرفع التحديات» ويلقي خلالها محاضرة بعنوان «البرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي معا لرفع التحديات»: «تحديات ورهانات المستقبل». كما يؤدي السيد الأزهر بوعوني يوم الأحد زيارة عمل إلى ولاية قبلي يتولى خلالها بداية من الساعة العاشرة صباحا الاشراف على احتفال ولاية قبلي بعيد الشجرة (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 نوفمبر 2010)
تونس: ارتفاع قيمة العجز التجاري بنسبة 46.1 بالمائة
ارتفع العجز التجاري التونسي خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي بنسبة 46.1 بالمائة، وبلغت قيمته حوالي 7 مليار دينار، واستقرت نسبة التغطية في حدود 73.3 بالمائة. ويعود هذا العجز إلى عدم تغطية الواردات بالصادرات. ونمت قيمة الصادرات خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي بنسبة 20.8 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وبلغت قيمتها نحو 19.26 مليار دينار، مقابل 15.94 مليار دينار خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2009. وحققت أغلب القطاعات نموا في عائدات صادراتها: الفلاحة والصناعات الغذائية (3.3 بالمائة)، المحروقات (30.7 بالمائة)، المناجم والفسفاط (25.4 بالمائة)، النسيج والملابس (6.1 بالمائة)، الجلود والأحذية (17.4 بالمائة)، الصناعات الميكانيكية والكهربائية (36.3 بالمائة). في المقابل، ارتفعت قيمة الواردات بنسبة 26.7 بالمائة، وبلغت خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي حوالي 26.28 مليار دينار، مقابل 20.75 مليار دينار في الفترة ذاتها من عام 2009. (المصدر: موقع « واب منجر سنتر »(w.m.c) بتاريخ 13 نوفمبر 2010)
المهدية … انفراج جزئي في نزل الفاطمي والاعتصام متواصل والوضع الصحي لبعض المعتصمين اصبح مقلق
قامت ادارة نزل الفاطمي امس الجمعة 12 /11/ 2010بصرف مستحقات العمال المتعاقدين ورفضت صرف اجور العمال المرسمين ومع ذلك واصل جميع العمال متعاقدين ومرسمين الاعتصام داخل النزل علما ان الوضعية الصحية لبعض العمال المعتصمين تدهوروت بشكل كبير واصبح مقلق حيث انهم قضوا 3 ايام جالسين على كراسي ويتواصل الاعتصام اليوم السبت 13 /11 / 2010 وذلك تحت تاطير واشراف اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية وكذلك بمساندة وحضور نقابيين من قطاعات نقابية اخرى مثل التعليم الثانوي و الاساسي و التاطير و الارشاد و المعاش و السياحة
نقابي – المهدية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
الجدل حول تاريخ الحركة الطلابية التونسية بين واجب الذاكرة وإرادات التعتيم
صابر الشاهد
من مفارقات الساحة السياسية والجمعوية والفكرية في تونس هي وجود جماعات تتحدث عن الحرية والديمقراطية طالما لم تمس الصورة التي تريد تشكيلها عن نفسها، أما إذا كان رأيك يحاول تعديل هذه الصورة بالوقائع والمؤيدات من أجل الحقيقة والإنصاف فإنك تصبح في نظر هذه الجماعات حادا ومسفّا ومتجاوزا …. وهنا أتحدث عن ساحة بعينها هي ساحة الأطراف التي تقول أنها تتناقض مع مشروع السلطة التسلطي والإقصائي.
وليس من باب التظلم أو التشكي القول بأن البعض يريد تقديم صورة عن الآخر كحقائق يقينية مصدرها الوحيد هو حديث النفس عن ذاتها. أما إذا ناقشت هذه اليقينيات فإنك تصبح « مندفع العواطف… صاحب استنتاجات مغلوطة… ومنزاحا عن الموضوع الأصلي ». ولذلك لا تجد في تونس أي مجموعة قامت بتقديم نقدها الذاتي العلني ما عدا محاولة غير ناجزة لحركة النهضة قامت بها في المهجر ولا يعلم بها غالبية المهتمين.
هذا بصفة عامة، أما إذا خصصنا الحديث في موضوع النقاش الدائر بيني وبين السيد الحبيب بوعجيلة وهو تاريخ الحركة الطلابية فإن المسألة تصبح أكثر حدّة وجدلا وتخوفا وكل تفصيل في الموضوع يصبح تجريحا . وكل توضيح يصبح سيرا على درب « الأب الخائب »، بل إن البعض ربط تحركات وطنية كبرى من أجل الحرية لجميع التونسيين بالموقف من تفاعلات شهدتها الجامعة خلال سنوات مجد الحركة الطلابية. ووصل تداخل الأمور على أحدهم إلى حدّ التوهّم، عندما توجّه باللوم إلى رفيقه الأستاذ أحمد نجيب الشابي على مشاركته الإسلاميين إضراب جوع 18 أكتوبر 2005 لأن تلك المشاركة وفرت لهؤلاء فرصة العودة إلى الجامعة حسب زعمه (النص موجود في جريدة الطريق الجديد ، ديسمبر 2005)، متمسكا في ذلك بالمكسب « التاريخي « الذي حقّقه « بعرق جبينه » المتمثل في إقصاء الإسلاميين عن الجامعة.
واجب الذاكرة تجاه من نسيهم « التاريخ »
إن الأمر يتجاوز التخوّفات والأوهام إلى المصادرة على النقاش والوقوف ضد واجب الذاكرة. ألم يتحدث بول ريكور عن هذا الواجب تجاه من نسيهم التاريخ، ضحايا التاريخ؟ كم من النقاشات تمت حول تاريخ الحركة الطلابية هذه السنوات على أعمدة الصحف التونسية؟ هل تمّ تشريك إسلاميين أو مستقلين من خارج فضاء الاتحاد العام لطلبة تونس فيها ؟ ولا يمكن اليوم لأحد أن يتذرّع بوجود أغلب هؤلاء خارج البلاد، فالثورة الرقمية قرّبت المسافات إلى درجات لا يمكن تصوُّرها (أنظر إلى « جمهورية الفايس بوك الفاضلة » وما يحدث فيها من حوارات) فضلا عن وجود بعضهم في البلاد. هذا الغائب/ الحاضر الذي أبى « شركاء جامعته » سابقا أن يتناسوه فنزلوا فيه نهشا دون السماح له بحقّ الرد. أليس من حقّ هذا الغائب/ الحاضر أن يقول لا لتزييف التاريخ سيما وقد توجه له البعض باللمز كما ورد في مقال بوعجيلة في جريدة « الطريق الجديد » معتقدا أن المنهج الكمّي هو الذي يجب أن يعتمد في التحليل، فاستغرب أن تثير جملة تائهة في نصه نقاشا وتوضيحات كالتي قمت بها أنا، متناسيا أن تلك الجملة تمسّ التيار الذي كان يسانده أغلب الطلاب زمن الأحداث التي يتناولها بالنقاش والشهادة والممنوع من الكلام إلى حدّ الآن.
أن تقول لا لتزييف التاريخ يستوجب منك ذكر شهادة حقيقية حول ذلك التاريخ، وذلك عين ما قمنا به في مقالنا السابق « شهادة على « شهادة للتاريخ » . ومن حقّ الأجيال الحالية والقادمة علينا أن تكون لها صورة شاملة عن الواقع، لا أن نقدم لها تاريخ الحركة الطلابية كما تمّ تقديم « تاريخ الحركة الوطنية التونسية » طيلة عقود. والذين تُصَاغُ لهم صورة الآن تشبه كثيرا الصورة التي قُدِمَت للمنهزمين في الصراع البورقيبي اليوسفي هم الإسلاميون والمنظمة الطلابية الاتحاد العام التونسي للطلبة، فهم « يوسْفِيُو الجامعة التونسية الحديثة » لذلك يُطلب من مناضلي هذا التيار وهذه المنظمة أن يصمتوا كما صمت اليوسفيين كرها دون الرضا وأكلتهم رطوبة معتقل « غار الملح »، لكن ألا يعلم سدنة الصمت أن العالم تغيّر وأن أدوات التعبير تعدّدت وأن الإصداع بالحقيقة لم يعد يتطلّب امتلاك صحف وتلفزات وإذاعات، بل يتطلب فقط معرفة بسيطة بالتعامل مع الحاسوب، ولله الحمد؟
وقبل أن أوضِّح ما التبس على السيد بوعجيلة وغيره ممن ساءهم ما كتبت يهمني أن أؤكد أنه لا حقد شخصي لي على السيد بوعجيلة ولا حساب خاص بيني وبينه وإن كنت أختلف معه اختلافا شديدا، أكرّر مرة أخرى أنّه لا يفسد للودّ قضية، فكل ما ذكرته لا يتجاوز ثلاثة مسائل :
مسألة أولى تتعلق بتقديم شهادة حول مسائل عشتها ولحقتني جرّاءها ركلات ولوث صدري فيها دخان « تقدمي » تنفثه طالبات ثوريات. وأنا متمسِّك بكل كلمة قلتها في شهادتي وسأُسْأَلُ عنها يوم القيامة وسأحاسب عليها.
أما المسألة الثانية فهي تتعلق بمحاولتي تقديم تفسير لمسلكية السيد الحبيب بوعجيلة النقابية وهذا من حقي. فكل فعل في الحياة العامة يصبح من حق الجميع تقييمه ودراسته ما إن يصدر عن فاعله. وأنا لم أتدخل في الحياة الخاصة للسيد الحبيب بوعجيلة حتى أُتَّهَمَ بحدّة الخطاب أو التجريح.
والمسألة الثالثة هي محاولة لفهم أزمة الاتحاد العام لطلبة تونس تتجاوز الأسباب التي قدّمها السيد الحبيب بوعجيلة و التي حصرها في الظروف التي حفّت بإنجاز المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العام لطلبة تونس عكس ما حاول تبيانه في ردّه من أنه قصد لبّ الموضوع و اعتبرني قد غرقت في التفاصيل. ونصّ السيد الحبيب بوعجيلة موجود ومنشور ويمكن العودة إليه. وهذه الأسباب أصبح تناولها ضروريا لكشف الأسباب الحقيقية، ليس لفهم أزمة الاتحاد العام لطلبة تونس فحسب، بل لفهم كامل تاريخ الحركة الطلابية. وأصبحت أميل، بعد النقاش الذي حصل حول مقالي، أنّ خوف البعض من الغوص فيها سببه إمكانية أن تعطي محاولة من هذا النوع آفاقا جديدة للبحث في تاريخ الحركة الطلابية ينزع مشروعيات ويؤسس لمشروعيات أخرى. وأجزم أنه هناك وفاق حول ذلك بين عديد الفاعلين السياسيين في السلطة والمعارضة، وهذا الكلام ليس استنتاج عقل يعيش فوبيا التآمر عليه من الجميع بل هي حقائق جاءت نتيجة دراسات لباحثين أجانب في العلوم السياسية. وأدعو السيد الحبيب بوعجيلة وكل من ساءه مقالي إلى مراجعة الأرشيف الصحفي لتلك الفترة لتعرف أنني لا أدّعي أحدا ولا أعادي أي جهة بل أطرح حقائق. وأُصِّرُ مرّة أخرى على أن السيد الحبيب بوعجيلة منحاز إلى قراءة معيّنة. و يبقى من حقّه اتخاذ الموقف الذي يريد و لكن ليس من حقه مصادرة آراء الآخرين. النصوص أهم وسيلة لحفظ الذاكرة..
وللقارئ النزيه أن يستخلص العبرة من الفقرة الخاصة بالاتجاه الإسلامي والاتحاد العام التونسي للطلبة في نص السيد الحبيب بوعجيلة الصادر سنة 1987 حول الطلبة وحدث 7 نوفمبر 1987 في جريدة الموقف (العنوان في مقالي السابق): [ » 2 – مباركة مشروطة:
موقف الاتجاه الإسلامي كان هذه المرّة متميزا حيث تحقّق الوفاق لأول مرة بين موقف الحركة بالبلاد وموقف طلابها بالجامعة وزال الازدواج في الخطاب الذي كان يعتمده الاتجاه في السنين الأخيرة، والذي يتمّ بموجبه تصدير خطاب راديكالي متصلب في الجامعة مقابل آخر ديمقراطي لين في البلاد… لقد أكد طلبة الاتجاه الإسلامي في بيانين أحدهما بإمضاء الحركة والثاني بإمضاء الاتحاد على مباركتهم للتحول في مستوى هرم السلطة ولكنهم شرطوا هذه المباركة بإطلاق سراح قيادتهم ومنح القانونية لاتحادهم الطلابي. وقد اعتبر أغلب الملاحظين بالجامعة أن موقف الاتجاه كان ذكيا إلى أبعد الحدود حيث تجنب التورط في مباركة لامشروطة وفي مواجهة ليس في مقدوره خوضها من ناحية أخرى. ولم يدخل « الاتجاه » إلى حد الآن في تحرك عملي لتجنيد الطلاب حول المهام التي اعتبرها في بياناته أساسية. هذا التردد المتسم بقلة البيانات وغياب محاولات عقد الاجتماعات يرجع بالأساس إلى عدم وضوح الرؤية بالنسبة للإسلاميين بسبب عدم وضوح موقف السلطة من قضيتهم، وسوف يزداد هذا التردد بعد اكتشاف مخبأ الأسلحة الذي تورط فيه بعض القياديين من الحركة. ويبدو أن « الاتجاه » و-« اتحاده » – لم يعد قادرا بما فيه الكفاية على لف أوسع الطلاب لأسباب ثلاثة:
أولها وضعه التنظيمي والسياسي وثانيها طبيعة نشأة اتحاد الإسلاميين الذي رأى فيه أغلب الطلاب نسفا لنضالات الحركات الطلابية، وثالثها تورطه السنة الفارطة في مسار تصعيدي انتهى بالجامعة إلى وضع لا تحسد عليه وإذا أضفنا إلى هذه الأسباب الثلاثة حرص الاتجاه الإسلامي على العمل المنفرد فإن قدرته على الاشعاع تبدو ضعيقة » (الموقف عدد 69 من 3 إلى 9 ديسمبر 1987).
ومع تركي للقارئ حرية القيام بتحليل مضمون هذا الكلام ووضعه في سياقه التاريخي فإنني أحيطه علما بأن أغلب الطلاب اختاروا القوائم التي رشّحها الإسلاميون وأصدقاءهم في انتخابات مجالس الكليات بُعيد أقل من شهر من تلك التنبؤات، مما جعل أعضاء « جبهة العمل النقابي الديمقراطي « ، التي حضر جلستها التأسيسية المهيأة لانعقاد المؤتمر 18 خ ع للاتحاد العام لطلبة تونس السيد الحبيب بوعجيلة، ينشرون سلسلة مقالات تقييمية على أعمدة نفس الصحيفة التي نشر عليها السيد الحبيب بوعجيلة مقاله، يناقشون فيها أسباب فشلهم، أترك للقارئ الكريم فرصة الاطلاع عليها لفهم أشمل لطبيعة القوى والعقليات التي كانت تحكم قسما من التيارات الناشطة في الجامعة آنذاك.
حكاية « الأب الخائب والأبناء النصحاء الخلص » والمجتمع المضاد وحصاد الهشيم…
وفي خصوص استعمال مصطلح « قتل الأب » فلا شك أن أستاذ الفلسفة يعرف أكثر من غيره البعد الرمزي لمثل هذا الكلام. وهناك من النصوص المنشورة من قِبَلِكَ أو من قبل أصدقائك ما يؤكد أكثر من هذا الوصف. أما في خصوص مشاعرك تجاه « الأب الخائب « ، الذي جني نتائج « عقوقه » « لنصائح أبنائه الخلّص » المتمثلة في « هشيم تذروه الرياح »، فلا شك في ما أعلنته من ألم قد أصابك لمصيبته، بالخصوص إذا نظرنا إلى « مشاعرك » المنشورة في النص أعلاه و »الأب الضال أبدا » لم يخرج بعد من محنة سنة 1987. وتبشيرك له بفشل طلبته في الجامعة دليل على حبك الجارف له. اعذرني على هذا الوصف الدقيق لمشاعرك واعْتَبِرْهَا قراءة حاقدة منّي في النوايا.
أما عن مقولات « التأسيس » وعدم مدنية الاتحاد العام التونسي للطلبة والمجتمع المضاد الذي حاول « الأب » تأسيسه فإنني أقول إن أغلب الحركات التي تدعو إلى مشروع مجتمعي جديد وتتبنى الأفكار الكبرى في العالم هي حركات مرّت بمرحلة المجتمع المضاد. وليس هنا المجال لتفصيل تجارب الحزب الشيوعي الفرنسي والتيارات الماركسية التونسية وغيرها من الحركات والتيارات و جميعها مرّ بهذه المرحلة مثلها مثل حركة الاتجاه الإسلامي و سرعان ما توجهت إلى المأسسة ( institutionnalisation ) أي العمل ضمن مؤسسات المجتمع المدني ومع المجتمع وفق رؤى متعددة مثلها مثل الاتجاه الإسلامي أيضا. و لا بد هنا أن نعود إلى أعمال الأساتذة عبد اللطيف الهرماسي وعبد الباقي الهرماسي وعبد القادر الزغل وغيرهم لتفهم تطوّر الإسلاميين وعلاقتهم بالعمل المدني. ولكن لا بد أن تُقرّ أن كلّ دخول للإسلاميين ضمن الحراك النقابي أو الجمعياتي كان يُنْظَرُ له من قبل الأوصياء على « القيم المدنية » على أساس أنّه اختراق واندساس. ولا شك، سيد الحبيب، أنك تذكر تلك الصورة التي نفذّها أحدهم لفائدة مجلة المغرب العربي، وتمثل رجل يلبس عمامة وجبّة، في إيحاء للإسلاميين، وهو يتسلق باب الاتحاد العام التونسي للشغل في ساحة محمد علي. وهي صورة نشرت على كامل الصفحة الأولى لتلك المجلة ضمن ملف يتحدث عن اختراق الإسلاميين لاتحاد الشغل. وكل ذلك التجييش ضد الإسلاميين تمّ لأنهم تحصلوا على ثقة العمال في قطاعات وجهات معينة. وطبعا بالنسبة لأصدقائك لا علاقة للإسلاميين بالعمل النقابي ويجب أن يغادروا الاتحاد .
لذلك أنا لا أستغرب من قولك في رسالتك لي: « إلى الشقيق… »: [ » إن الاتحاد العام التونسي للطلبة ولد منذ البداية « بمعزل » عن المصلحة الحقيقية للحركة الطلابية وبعيدا عن طبيعة المنظمات المدنية التي يحتاجها المجتمع »] لأن ذلك يتسق مع العقل الذي تحكمه الوصاية على الطلاب والمجتمع ومع « الأولجارشية » التي تحدّد مصالح الناس بمعزل عنهم ومع استراتيجيا « الثوريين » الذين ينيرون السبيل للجماهير ذات « الوعي البقري » حتى تتقدم. وهنا أتساءل أين ذهبت عقول هؤلاء « الطلاب الضالين » الذين أصروا على مساندة الاتحاد الذي « انتهى بالجامعة إلى وضع لا تحسد عليه » سنة 1987 وألغى أمر أوت 1982، و لماذا واصل هؤلاء الطلاب « ضلالهم » وانتخبوا قوائم الاتحاد العام التونسي للطلبة بعد أن « زجَّ » بهم في أتون حركة فيفري 90 . هل كان الاتحاد العام التونسي للطلبة منظمة عسكرية أو دينية أو عصابة حتى تنفي عنه الطابع المدني؟ و في نهاية التحليل، أنا لا أستغرب مثل تلك المصادرة لأنها تنسجم مع استراتيجيا إقصائية عملت كثيرا في تلك الأيام ولا زالت تعمل مع الأسف.
أما عن خيبة « الأب » ، صدق أو لا تصدق ، إنه ليس بيني وبين أبنائه سوى رفقة درب وشراكة معاناة ككل التونسيين الذين تحمّلوا ضريبة موقفهم الحرّ، ولم أدخل جبّته حتى أخرج منها ليكون « أبي » مع إيماني بحقّه في الوجود ، فإن أسبابها تتجاوز الجامعة وتتجاوزه هو ذاته وإن كان له فيها نصيب. وهذا الكلام ليس لي بل هو أيضا لباحثين في العلوم السياسية والاجتماعية. أما القول بأن ما حدث له كان من صنع يديه فقط و كان بالإمكان تجنبه، فهذا أيضا نصف الحقيقة. مع العلم أنه كانت في الساحة قراءات حسبت أن الرياح ستجرّ السحاب إلى رَبْعِهَا وستُنزل الغيث على حقولها ولكن السحب تبين أنها غيوم عابرة لا ماء فيها ولم يكن نصيب الفرحين بخلو الجو لهم بأحسن من نصيب الضحية. ولا شك أنك تشاطرني الرأي أن الجميع قد حصد الهشيم. و إن قدّم هذا « الأب » نقدا ذاتيا لتجربته يبدو غير كاف، فماذا عن « الشركاء في الإصلاح والتنمية » وفي الوطن؟ هل قدّموا نقدهم الذاتي؟ أنا لا أثق في أن شراكة يمكن أن تؤدي إلى الإصلاح إذ لم يسبقها نقد ذاتيّ علني لأخطاء الماضي. وأنا لم أقل أن الإسلاميين كانوا ملائكة لا يخطئون. ولذلك أنا اعتبرت أن ما قدمته في نصك « شهادة للتاريخ » في خصوص أزمة الاتحاد العام لطلبة تونس هو نصف شهادة كما اعتبرت أن الأزمة التي تحدثت عنها هي أعمق مما فهمت أنت، ولا تعود إلى سنة 1988 بل إلى سنوات سابقة. فالجميع شركاء في الأزمة، وإن كانت أسهم البعض أكثر من أسهم البعض الآخر، فدائما هناك العامل الأكثر تحديدا كما ذهب إلى ذلك كارل ماركس. وإنني أنتظر مثلما ينتظر كل المهتمين بالموضوع مزيد إجراء البحوث المعمقة حول هذه « الخيبة ».
وتقبل سيد الحبيب بوعجيلة من « شريكك في الحراك الطلابي » سابقا كل الود والتقدير. ولنكن أشداء في النقد لنصل إلى نتائج تزيل الخوف من قول كل الحقيقة عن الماضي الطلابي، كل الماضي، وترفع التعتيم عنه. وإن الاعتراف بالأخطاء يحقّق لنا التقدير الذي نحن جديرون به أكثر من الهروب إلى الأمام و تشكيل صورة زاهية عن الذات لم توجد إلا في خيالنا.
الحركة الطلابية: محطات يكتنفها الغموض وشهادة الملثم لا يعتد بها ( الجزء الأول)
فتحي بالحاج
ان تناول الحركة الطلابية بالدرس ليس بالأمر الهين نظرا لوضعية الانغلاق التي مازال يعيشها القطر فالعديد من التيارات السياسية والفكرية جعلت من الجامعة مرتكزا لفاعليتها ومنطلقا لنشاطها, وهي معظمها سرية او بالأحرى غير مقننة مما يجعل الطابع الشفوي طاغ في الكثير من التحركات، وكثيرا ما تتلف العديد من الوثائق خوفا من مهاجمة البوليس، والعديد من الروايات التي تقدم فيها نحت جديد للأحداث وفيها كثير من البطولات الفردية والذاتية والحزبية..لذا وجب التدقيق والتمحيص في كل ما يكتب ويقال..الحركة الطلابية في تونس ليست اي حركة طلابية، التواصل مع طلاب وباحثين من دول اخرى جعلتنا نعتز اكثر بما قدمته هذه الحركة، فعندما نقول ان اتباع السلطة ليس لهم الحق في النشاط العلني نظرا لدورهم الاستخباري، وغلق الحياة السياسية من قبل النظام يستغربرن؟..وعندما نقول ان الوزراء يزورون الجامعة في العطل فلا نسمح لهم بانتهاك حرمة الجامعة يستغربون..وعندما نقول انه وقع تنظيم محاكمات لاتباع السلطة اللاديمقراطية في ساحة الكليات وتم طردهم.. لا يصدقون.. تمكنت الحركة من ان تحول الانتماء لحزب السلطة تهمة وإهانة.. وهذا في حد ذاته فتح كبير مقارنة بما تمارسه السلطة في الساحة الشعبية، فبنفس تطرف السلطة من منع للأحزاب وقمع للصحافة وسجن الحقوقيين تعاملت الحركة الطلابية مع اتباع السلطة..هذه الخصوصية تجعل من بعض الباحثين يتناولون دراسة الحركة الطلابية بحذر..ساحاول التفاعل مع شهادة الاخ حبيب بوعجيلة وما انتجه من حوارات بكل صدق فوجئت بما كتبه السيد صابر واسلوب تصفية حساب قديم جديد مع الاستاذ الحبيب بوعجيلة، عادت بي الذاكرة الى تلك الايام والى تلك الاساليب المستعملة للترهيب، اذكر ما كان ينتظر المتدخل من على منابر الاخرين .. يتحلق البعض حوله ويشرعون في استفزازه. اذكر انه ذات يوم صاح احد المتدخلين في تجمع عام بالحقوق لا استطيع مواصلة الحديث انه يعضني من رجلي.. انه لمن المؤلم ان اقرأ مثل هذه التعابير التي اطلقها الاستاذ صابر.. اكثر من عشرين سنة من الصبر على الأذى.. فاذا بالشاهد الملثم، يطنب في استعمال الكلمات المؤذية.. كنت اعتقد ان بعد هذه السنين التي فرقتنا وبعد هذه التجارب المرة والفشل الذي مني به الجمبع ان بعض السلوكيات سنتغير!! تجاوز السلبيات التمسك بالايجابيات وهي كثيرة فعلا،او الكف عن السب وهذا اضعف الايمان.. مقال السيد صابر يعطي فكرة على طبيعة العلاقات والمعاملات التي كانت سائدة بين القوى السياسية كبيرة او صغيرة مهيمنة او قليلة العدد. ان التغني باسم الطلاب و المستقلين يدخل في باب الدعاية السياسوية. كل واحد كل تيار سياسي يتوهم ان اتحاده يمثل الطلاب وينفيها على الاخر، لن اضيف عما ذكرة الاستاذ الحبيب بوعجيلة بالنسبة للشق الماركسي فقد اكتشف لوحده ما كان ينبه له ويحذر منه الطلية العرب التقدميون الوحدويون…ان التحرك الطلابي كقواعد للاحزاب يفقد الحركة الطلابية استقلاليتها، لكن دعوة بوعجيلة للطلاب بالابتعاد عن السياسي هو جهل بطبيعة الحركة الطلابية ومضمون الحركة الطلابية كجزء لا يتجرا من الشعب ، ان دعوة من هذا النوع مصيرها الفشل او ليس الذي يطلبه السيد حبيب بوعجيلة انقل ما كتبه الحبيب بوعجبلة..: ».. من اجل إعادة الحياة لمنظمتهم على أساس مهام نقابية لا غير.. » هو عين ما تطلبه أي سلطة واي وزير تم تعيينه من قبل السلطة..الابتعاد على السياسة..اوليس الدعوة الى الابتعاد على السياسة سياسة.. ولقد لمس الحبيب بوعجيلة ان الواقع الموضوعي غير الذي تطلبه السلطة.. ان الواقفين وراء هذه « النقابات » هي تيارات سياسية..فالصراع في جوهره بين تيارات سياسية سواء كان حول مهمات مادية او سياسية او ثقافية..والمطلوب اولا الدعوة لتوفير الديمقراطية حتى تتمكن هذه التيارات ان تتفاعل مع بعض ان الاستبداد هو الذي يتحمل حالة الفوضى هو الذي نمى حالة التنافر والتباغض..,أقول للاخ صابر وبكل ود الحبيب بوعجيلة مثل تيار ممكن قليل العدد لكن حمل شعارات كبيرة وحلم كبير نتفق معه فيه اخراج الاسلام من وحل السلفية والفهم السطحي ، قد نختلف معه في نقاط عدة، ولكن لا نستطيع ان ننكر عليه إرادة الإبداع والتجديد والخروج من قوقعة الماضي واسر التحنط.. « وحبيب لجنة » أردتها استاذ صابر شتيمة واهانة وهذا دليل جهل بالحركة الطلابية, انها شرف، هذا يؤكد حضوره الكثيف والفاعل وهذا يشير ايضا الى انتصار اسلوب الالتقاء الجبهوي عبر تكوين لجان العمل كبديل مرحلي في حين غابت النقابات واجبرت على التحرك في اللجان في ظل غياب الحرية والديمقراطية.. ومهما حصل من تغير لمواقف الاستاذ حبيب ورفاقه في بعض المهام ، في خضم الاوهام التي انتابت اغلب النخبة التونسية، وتوهمت ان ماسح دمعة تونس الباكية حضر هاهو الحبيب يعطي شهادة تؤكد ان هذه النقابات هي قي حقيقة الأمر واجهة لتيارات سياسية هذا لا ينتقص من دورها لكن عليها التحرر من سلطة الاحزاب الخارجة عن الحركة الطلابية عليها مراعاة خصوصية الحركة الطلابية حتى يتمكن الطلاب من الدفاع على مصالحهم بكل استقلالية. الطلبة العرب التقدميون الوحدويون في الحراك الطلابي:
فيما يخص بعض التعقيبات التي اوردت اسم الطلبة العرب التقدميون الوحدويون اود تقديم هذه الملاحظات عساها تبعد حملة التعمية والتشويه التي تمارس ضد هذه التجربة. قرات بعض التحليلات الي تشير انهم ضد العمل النقابي، (السياسيّة 09 أبريل 2009) وتارة اخرى تقدم على انهم لا يؤمنون بالتنظم في الحركة الطلابية ويؤمنون بالعمل الجبهوي مقال الملثم صابر اعتقد انها قراءات قاصرة ناتجة اما عن حماقة او عن جهل باطروحات هذا التيار السياسي داخل الحركة الطلابية. لا يمكن فهم الطلبة العرب التقدميون الوحدويون دون العودة الى اطروحاتهم الفكرية فيما يتعلق باسلوب التغيير. وتموقعهم داخل التيار القومي فعلى المستوى الفكري نحيل الى ما كتبه الدكتور عصمت سيف الدولة وخاصة تحليله الحركة الطلابية كظاهرة اجتماعية طبقا لمنهج جدل الانسان. اما في المستوى السياسي فالطلبة العرب التقدميون الوحدويون يعتبرون انفسهم امتدادا للحركة القومية في تونس، والتعبير الجديد عن الخط اليوسفي، في الحركة الوطنية، معتبرين ان ٢٠ مارس صفقة مع فرنسا، وانهم في قطيعة مع النظام التي اعقب هذه الاتفاقية ومتمسكين بأطروحة صالح بن يوسف لمفهوم الاستقلال فقراءتهم التاريخية ترتكز على تبني الخط اليوسفي والتجربة الناصرية والبديل القومي التقدمي كخلاصة. والوقوف في الخدق المقابل لبورقيبة الذي يبقى رمز الاقليمية وعدوا للعروبة والاسلام, مواقفهم كلها تنطلق من قاعدة عدم الاعتراف بشرعية النظام البورقيبي..على اساس هذا يمكن فهم وتفسير العديد من مواقفهم الساسية والنقابية. ولسنا في هذا التعقيب القصير سنتطرق لكل الاطروحات التي تمثلناها لكن سأتعرض لكيفية تعامل الطلبة العرب التقدميون الوحدويون في الجامعة مع القوى السياسية الاخرى ومع جموع الطلاب و مطالبهم المادية والثقافية.. كنا شديدي التخوف من المحاولات التي تسعي لطمس العمل السياسي والصراع الفكري.وبدت هذه الرغبة واضحة لدى الاتجاه الاسلامي للمحافضة على سيطرتها العددية على الساحة. كان طرح الطلبة العرب طرحا ثوريا، حالما بتغيير من القاعدة الى القمة مؤكدا على مساهمة القاعدة العريضة من الطلاب في اخذ القرار.. تاكيدهم ابضا على الخصوصية الطلابية واستقلالية الجامعة ورفض ان يتحول الى قواعد الاحزب التي يمكن ان تحول الطلاب الى توابع وخدم لخطط سياسية حزبية من خارج الجامعة.. . بقدر ما يؤكد خطاب الطلبة العرب التقدميون الوحدويون على عدم مشروعيةالنظام، وعدم مشروعية الدولة القطرية فانه يؤكد على جملة من المبادئ الاساسية حكمت حركته وتعاملانه مع القوى السياسية المنافسة له في الجامعة و مع الطلاب جوهرها الاستقلالية وحدة الممارسة النضالية والديمقراطية..
١ – خصوصية الحركة الطلابية انها ظاهرة لها قوانينها الخاصة
٢ – استقلالية الحركة الطلابية ورفض مطلق للذين يتحركون كقواعد الاحزاب ويحاولون اخضاعها لحزب واحد او لون واحد.
٣ – وحدة الممارسة النضالية، بالنسبة لهم الاختلافات الفكرية وحتى التناقضات السياسية لا تمثل عائقا في النضال المشترك لا تعني الجبهة..التفريق دقيق لديهم. يرون ان هناك مهام تقدمية بذاتها بغض النظر على الخلفية الفكرية او الأيديولوجية للقائمين بها..هذا يعني ان التيارات السياسية والفكرية بإمكانها تنفيذ مهام مشتركة عديدة ، ومن خلال الممارسة يتم اختبار مصداقية هذه التيارات..هذابالنسبة لهم بديل ظرفي. يسمى الالتقاء الجبهوي وهو اسلوب استثنائي نتيجة غياب هوامش الحريات ورفض قبول خيارات الطلاب الديمقراطية، على اساس ان النطام استبدادي فانه لن يقبل باي منظمة طلابية ديمقراطية. وهذا خلافا التحليلات المبسطة فان الطلبة العرب لا يرفضون التنظم داخل الجامعة..
٤- الشرط الجماهيري (الديمقراطية) كان الطلبة العرب شديدي الحرص على توفر هذا الشرط مساهمة اغلب الطلاب. ذلك أن الحركة الطلابية كظاهرة اجتماعية متميزة وكجزا لا يتجزأ من قوى الشعب تتطور حتما طبقا لقانون الجدل الاجتماعي كقانون نوعي ويكون نظام تطورها هو الديمقراطية باعتبار ان الديمقراطية هي نظام التطور الاجتماعي. هذا يعني ضرورة توفر شرط حرية المعرفة وفتح الباب امام مساهمة الكل في الجدل الاجتماعي وان محاولة التسلط واستيلاب حق الطلاب في المساهمة تحت أي تعلة هو اعاقة لقانون الجدل.
امتدت فكرة اللجان التي تفرزها الاجتماعات العامة في المعاهد والكليات، وقد كانت التعبير الحي عن طرح الطلبة العرب وقد كانت فيها تمثيلية للطلبة المنتسبين حزبيا للتيارات السياسية لكن اغلب الذين يسيرونها كانوا من خارج الإسلاميين والماركسيين لتورطهم في عملية التوظيف السياسي لذلك ما ذكره السيد صابر الشاهد في حق الحبيب بوعجيلة شرف له وليس العكس.
٥ – مكسب القطيعة السياسية والتنظيمية وهو من شعارات حركة فيفري، وهو الذي يضع التيارات السياسية اليسارية والإسلامية في وضع محرج وتأتآت طويلة عندما يطرح أمامها. ماذا تعني القطيعة وبالتحديد السياسيةً والتنظيمية مع النظام ؟؟؟ حوارات طويلة شهدتها الجامعة التونسية ولا تزل اي. كيف ستتمكن نقابة ( النقابة دورها اصلاحي ) ان تتبنى وتستوعب هذا الشعار.. وهذا الشعار وضع الطلبة العرب التقدميون الوحدويين في وضع مريح، فهم اصلا قاطعين مع النظام وخطابهم يرتكز على التراث اليوسفي الذ ي لا يعترف اصلا بالنظام الذي اسسه بورقيبة.. بالنسبة للقوى الاخرى اصبح الشعار محرجا ذلك أن عدم رفعه يعتبر تنازل على مكسب حركة فيفري ورفعه أوقعها في تناقض فكيف لنقابة ان تكرس مكسب القطيعة السياسية والتنظيمية مع نظام استبدادي؟ وتعددت التفسيرات من قطيعة مع السلطة وليس مع النظام! الى قطيعة مع الخيارات!! الى نقابات سرية! الى توزيع الاشتراكات تحت الإبط! الى إبداع اشكال نضالية تضع عوائق الدساترة من العودة الى النقابة! هذا بالنسبة لليسار اما بالنسبة للإسلاميين فليس لهم مشكلة بالنسبة في التفريط في شعار القطيعة السياسية والتنظيمية مع النظام.
لم يكن من السهل الاتنصار لهذه المبادئ وهذا المضمون التقدمي والديقراطي، في ظل وضع تكرست أساليب صراع متخلفة ، غذاها الاسلاميون واليساريون من خلال ردود فعل متخلفة، واستعمال العنف اللفظي والجسدي، في ساحة كان من المقروض اسلوب التواصل فيها هو الفكر لا السواعد، ذلك أن جموع الطلاب تمتلك من الوعي الفكري ما يمكنها بان تفرق بين يطرح في الساحة الفكرية وان الوصاية الفكرية ووهم الرسالة الربانية على المستقلين كلام غير ذي معنى، وان الخطر الداهم الذي هدد الحركة الطلابية هو محاولة اخضاعها لخطط خارجة عنها غير واعية بها، تحيلها رهينة لاجندات سياسية حزبوية ضيقة..استعمل اليساريون الماركسيين العنف اللفظي والبدني لكن الإسلاميين لم يكونوا اقل منهم عنفا لفظيا وجسديا.. ربما مارسوه بإتقان.. يمكن ان نعدد ممارسات منها الاعتداء الذي شنوه على مبيت طريق المطار الجامعي بصفاقس في اواخر كانون الثاني ١٩٧٧، الاعتداء على عناصر القوميين وتمزيق معلقاتهم في العلوم وفي المركي الجامعي كذلك مارسوا العنف المنظم واذكر ما حصل سنة ١٩٨٥، حيث قام احد قيادات الاتجاه الاسلامي في كلية العلوم (ف-ع) بهجوم علي كلية منوبة صحبة قرابة 30 عنصر إسلامي سيطروا على مداخل كلية الآداب بمنوبة عنفوا كل كل العناصر اليسارية التي كانت متواجدة,, وشاهدت بأم عيني كيف تم الاعتداء على طالب يساري، الحملة كانت تاديب لهم على موقفهم والتهجمات المجانية حسب قولهم,,.. واذكر كنت مارا من الباب الخلفي الذي يربط الكلية بالمطعم وكانوا خمسة من جهة المطعم لم يكونوا داخل الكلية، كنت أنا وأخ قومي اخر معروف قالوا » اتعدوا أنتو مازال موش وقتكم.. »المثير للانتباه انهم كلهم موحدي اللباس ( اللون الاخضر العسكري) …
هذه القوى اختلفت وتصارعت لكنها اتحدت في أساليب تعاطيها مع ظاهرة الحركة الطلابية، السيطرة عليها وخنق أنفاسها وتسييرها طبقا لخطة حزبية خارج الجامعة. نجد في الدراسة التاريخية والسياسية للطلبة العرب التقدميين الوحدويين الدراسة السياسية 1953ـ 1983 (غير منشورة) ننقل: »
ولعل الجماهير تذكر ان التيار القومي التقدمي الوحدوي لم يعمل يوما على التصدي للهياكل عبر ضرب وحدة الممارسة النضالية للجماهير بل عمل الطلبة العرب التقدميون الوحدويون على ضمان وحدة الممارسة النضالية لاوسع الجماهير وتحديد أهدافها المرحلية، فقد تفاعل الطلبة العرب التقدميون الوحدويون مع الهياكل النقابية المؤقتة بكل دقة وبكل وضوح. فالجميع يعلم موقفهم من برنامج ١٩٧٣، كبرنامج رجعي،مرتد عن نضالات الجماهير، وقد عبروا عن هذا في كل المناسبات ولم يتبنوا يوما مهمة إنجاز او فرض او افتكاك، المؤتمر ١٨ الخارق للعادة المهمة المركزية للهياكل النقابية المؤقته، ولعلهم سيقولون لنا الان ماذا ابقيتم في الهياكل ولم تنسفوه هذا صحيح على مستوى سياسي مبدئي….. ورغما عن الخطية المجحفة والهيمنة التي سادت والتي كرستها ذات القوى التي تبنت برنامج ١٩٧٣..وجعلت مهمتها المركزية إنجاز المؤتمر ١٨ خارق للعادة، فقد رفض الطلبة العرب التقدميون الوحدويون إراديا وفي وعي تام دخول هذا الإطار او التورط فيه بل كان شرط الانسحاب ن الهياكل شرط الانتماء للطلبة العرب التقدميونالوحدويين (….) فقد عملوا طبقا لمنطلقاتهم الجماهيرية وعائلتهم الجماهيرية على فرض الصراع فرضا بالجماهير وفي صلب الجماهير على كل القوى القابعة داخل الهياكل او خارجها وعبروا الجماهير لترفع شعارا مسؤولا.. لا حزبية ولا رجعية هياكل جماهيرية، فلا حزبية تعني رفض الخطية والهيمنة داخل الحركة الطلابية من خلال أداة تنظيمية حولها العديد من الشبهات والملابسات بل لعلها عارية مكشوفة ولا رجعية يعني لا ردة عن القطيعة السياسية والتنظيمية التي إرادتها الجماهير باعتبار إنجاز اوفرض او افتكاك المؤتمر ١٨ مهمة الهياكل النقابية وهي هياكل رجعية، وهيكل جماهيرية لا تعني سوي أداة تنظيمية جماهيرية تستمد شرعيتها من القطيعة السياسية والتنظيميةمع النظام وبالنسبة للجماهير الطلابية مع رواسب ومخلفاتومؤامرة النظام (…) وتكون مهمتها المركزية تاطير الطلبة وتثويرهم على الواقع المتردي انطلاقا من واقع القمع المادي والمعنوي اليومي الى تكريس اخطر شعارات الحركة المرتبطة بطبيعتها جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية وفصيلا عربيا تقدميا مناضلا من فصائل الثورة الشعبية.. » (الدراسة السياسية 1953ـ 1983 ص ٥٨) ويضيفون في مكان اخر : »…عمل الطلبة العرب التقدميون الوحدويون على فرض أساليب الصراع الجماهيري والتصدي لكل الصراعات الفوقية في الكواليس واعتمدوا اسلوب الالتقاء الجبهوي مع بقية الأطراف السياسية الفاعلة في الساحة على إنجاز مهمات تقدمية مرحليا ( في المكان والزمان) ، وهذا الاساوب حتمته المرحلة والظروف الموضوعية السائدة داخل الحركة ، أزمة المفاهيم التي سيطرت على الحركة الطلابية تجسدت عمليا في تشرذم سياسي وتشتت تنظيمي….وطبقا لاسلوب الالتقاء الجبهوي على إنجاز مهمات تقدمية تمكن التيار القومي التقدمي من فرض نضالات تقدمية ودفع باستمرار الجماهير وحرصها على دفع القيادات المتخاذلة القابعة على عروش الهياكل لتذيل تلك النضالات. وطبقا لهذا الاسلوب كذلك طرح الطلبة العرب التقدميون الوحدويون باستمرار مهمات جماهيرية بدات من التصدي لواقع القمع المادي والمعنوي اليومي لجماهير الطلاب الى مهمات اخطر واشمل ( الدراسة السياسية 1953ـ 1983 ص ٥٩)
قد حاول الطلبة العرب التفاعل مع الساحة، ومدوا ايديهم لكل التيارات الهدف منها وضع الطلبة على الطريق الصحيح وهو افتكاك حقوقهم المادية والمعرفية، والتزامهم بقضايا شعبهم وأمتهم. وعلى هذا الاساس التقوا مع تيارات فكرية مختلفة في مهام تقدمية. في حين عاش التيار الاسلامي والتيار الماركسي على وقع الصراع ورفض كل واحد منهم للآخر وانعدمت اي شكل من اشكال التواصل والتنسيق.. وبالرغم مما تعرض له الطلبة العرب التقدميون الوحدويون للعنف اللفظي والجسدي مك قبل الاسلاميين والماركسيين فانهم واصلوا الدفاع على مصالح الطلاب منتصرين للمضمون النضالي التقدمي والديمقراطي للحركة الطلابية..محاولات الترهيب لم يثنهم على ما يسمونه وحدة الممارسة النضالية لتحقيق مصالح الطلبة. فحيث تكون المهمة تقدمية تجد الطلبة العرب الوحدويون التقدميون في الطليعة..المفارقة الكبرى ان اليساريين الماركسيين كانوا يعتبرون الطلبة العرب التقدميين الوحدويين اقرب الى الإسلاميين وتارة يعتبرونهم قوى وطنية..وكان الإسلاميون يعتبرون الطلبة العرب اتباع اليسار، وانهم تحت هيمنة القوى اليسارية..بل هم ملاحدة مثل الماركسيين وانهم منافقون. اخضر من بر احمر من داخل. هذه المواقف تدخل غي اطار حملات التشويه والدعايات السياسوية وينيع من مواقف حزبوية ضيقة وجهل بمفهوم الالتقاء الجبهوي. ذلك أن تقدمية المهمة تحتم على الطلبة العرب الانخراط فيها وكانت لا تعنينا كثيرا أسابيب السب والشتم التي اتقتنوها وساهمت في تنفير الطلاب. لقد كان المطروح علينا يومها كقوميين تقدميين ارجاع الطالب لساحة الفعل النضالي، من خلال مصداقية الخطاب والممارسة..ويمكن ان نقول بكل تواضع تمكن الطلبة العرب من استرجاع المصداقية، وكانت مواقفنا حاسمة في قبول او رفض الطلاب للتحرك..كان المطلوب منا مواجهة ظاهرة انحسار العمل السياسي بسبب ممارسات خاطئة، جعلت من الحركة الطلابية رهينة لخطط حزبية. وقد دفع الطلاب كثيرا عندما تحولت تحركات بعض التيارات السياسية في الحركة الطلابية رهينة ما يقرره الحزب في الخارج، وما تمليه عليه مصلحة هذا الحزب الضيقة..
لمصلحة من تهدم صروح القطاع العام..؟
بقلم:محمد مسيليني
مؤسسات القطاع العام صروحا وقلاعا بنيت بمجهود المجموعة الوطنية وقدمت دورا رياديا في مسيرة التنمية في كل المراحل. في الصحة والتعليم والكهرباء والطاقة والنقل والتطهير والماء والتجهيز والسكن وغيرها من الخدمات الضرورية لحياة الناس والمجتمع. لقد كان لها الدور الريادي في بناء البلد وتوفير الخدمات الضرورية لنموه كما كانت مساهمتها فعالة في التشغيل وخلق فرص العمل للجميع مما جعل معدلات البطالة متدنية حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي. هل كان بالإمكان نشر التعليم بين كل الفئات وفي كل المدن والقرى والأرياف دون أن يكون مجانيا ودون مجهود القطاع العام وكل العاملين فيه؟ هل كان أحد يتصور وصول خدمات الماء والكهرباء والهاتف والنقل والصحة على ما هي عليه إلى اغلب مناطق البلاد بما فيها الأرياف النائية دون مؤسسات عمومية تقوم بدور اقتصادي واجتماعي هام وفعال؟ هل كان بإمكان المجموعة الوطنية توفير فرص العمل لطالبيه وخاصة خريجي الجامعات وحاملي الشهادات العليا دون مجهود مؤسسات القطاع العام؟ قد تكون بعض هذه المؤسسات شهدت حالات سوء تصرف أو عاشت صعوبات في مرحلة من المراحل ولكنها أمور مرتبطة بأسلوب التصرف والتسيير ولا علاقة لها بملكية هذه المؤسسات ولا أحد ينكر أن مؤسسات كبرى في العالم غير مملوكة للدولة شهدت حالات اختلاس وتلاعب وسوء تصرف كبرى رغم كل وسائل وآليات المراقبة والمتابعة وأساليب التصرف أي أن مثل هذه الأشياء لا ترتبط بملكية المؤسسة وان كانت البيروقراطية وعقلية « البيليك » تساعد أكثر على انتشارها في المؤسسات العمومية أو العامة. لقد عرف العالم ويعرف أساليب متعددة للتصرف في المؤسسات العامة والخاصة لضمان الشفافية والسلامة كتلك التي تمكن العمال من المشاركة الفعالة في تسيير المؤسسة والحفاظ عليها وأشهرها تجربة يوغسلافيا المعروفة » بالكوجستيون » أو » الاوتوجستيون » أي المشاركة في التسيير لكل الأطراف وعن طريق الانتخاب والتي طبقها الرئيس تيتو كبديل عن النظامين اللبرالي في الغرب والستاليني المعادي في روسا. كما أن القانون الألماني يفرض على كل مؤسسة يتجاوز عدد العاملين فيها عدد معين أن يكون العمال ممثلين في كل دوائر التسيير فيها من خلال لجنة مؤسسة منتخبة ولها صلاحيات تتجاوز الجانب الاستشاري. اختارت الحكومة وخاصة منذ اعتماد برنامج الإصلاح الهيكلي سيء الذكر التخلص التدريجي من مؤسسات القطاع العام من خلال التفويت الكلي أو الجزئي في العديد منها دون مبرر اقتصادي أو اجتماعي في كثير من الأحيان بل لمجرد فتح الباب على مصراعيه أمام المبادرة الخاصة ونظام اقتصاد السوق ظنا منها انه قارب النجاة للاقتصاد الوطني ومحرك لقطار التنمية وبوابة ما يسمى اللحاق بركب الدول المتقدمة وضامنا لخلق فرص العمل والتشغيل وللعدالة بين الجهات والفئات. استمر تشبث الحكومة بخيارها وخطت خطوات أخرى في اتجاه الارتباط بالدورة الاقتصادية العالمية والانخراط في مسار العولمة رغم ما تعرفه من هنات وأزمات مهددة ومدمرة لاقتصاد الدول الفقيرة بل تحول هذا الخيار إلى مصدر فخر وخطاب انتصاري يتغنى به الإعلام الرسمي صباحا مساء. تخلت الدولة تدريجيا عن دورها في النشاط الاقتصادي وتحولت تدريجيا إلى مجرد مراقب للنشاط ومعدل للسوق ومتصرف في الشأن الاجتماعي مثل التضامن والضمان الاجتماعي والصناديق الاجتماعية المختلفة وتركت إدارة الشأن الاقتصادي للمبادرة الخاصة التي بدأت تفتك العديد من صلاحيات الدولة التي تتجاوز الجانب الاقتصادي وتهيمن على المجتمع وتخلق سلوكيات اجتماعية مغايرة ومتجانسة مع مجتمع الاستهلاك وقد أثبتت التجارب في العديد من البلاد العربية وغير العربية التي سبقتنا في هذا المجال أن هذا التمشي يفرض على السلطة التحالف مع راس المال في البداية ثم تسلم له تدريجيا مقاليد القيادة ليسيطر ويفرض آلياته وضوابطه. مجتمع الاستهلاك الذي يؤمن بقيم مغايرة ويخلق علاقات وسلوكيات تمس كل شيء بما في ذلك البنية الأخلاقية للمجتمعات ولتتخلى عن تقديس العمل كقيمة حضارية ومصدر أساسي للكسب وتؤسس مكانه لمفاهيم أخرى جوهرها وعمقها الوساطة والتلاعب والفساد والنصب والعلاقات المشبوهة والكسب السريع من خلال استغلال الوضع والمركز وغيره لذلك تتكدس الثروة بسرعة عند الأقلية على حساب الأغلبية . لا احد يتحدث عن قطاعات إستراتيجية لا يمكن التفويت فيها ويجب ان تبقى مملوكة للمجموعة الوطنية بل إن كل البلاد يمكن أن تستباح اقتصاديا من طرف راس المال الأجنبي ومن تحالف معه في الداخل ضد المجتمع وما تبقى من » راس مال وطني » فهو ضعيف وغير قادر على الصمود كما يمكن أيضا وفق ما يجري ان تتحكم بعض الجهات الخاصة الداخلية أو الخارجية في قطاعات حيوية وحياتية وتفرض قوانينها وتخل بضوابط المنافسة وتحل محل الدولة في التسيير وهو ما يهدد الاقتصاد والمجتمع والبلاد على حد سواء. لمصلحة من تستمر الحكومة في هذا التمشي رغم نداء عديد الأطراف الاجتماعية والسياسية وفي مقدمتها الاتحاد الديمقراطي الوحدوي؟ لمصلحة من لا تستجيب الحكومة لدعوات فرملة خياراتها خاصة في ظل الأزمة الطاحنة؟ لمصلحة من يصر الفريق الاقتصادي للحكومة في فرض الأمر الواقع دون اعتبار الحقائق الحاصلة على الأرض؟ لمصلحة من يستمر تهاوي ما تبقى من المؤسسات الوطنية ويستمر دفعها للعجز ليبرر التفويت فيها؟ لمصلحة من تتحول بعض المعاملات التي كانت تعتبر في السابق فسادا إلى جزء من التعامل السليم زمن هيمنة قانون راس المال. ما تبقى من المؤسسات الوطنية أو العامة يعاني بشكل واضح من الأزمة بل لعل أغلبها يعيش على مساعدات الحكومات وترصد له اعتمادات في ميزانية الدولة كي يستمر ويعيش وهو ما يعني انه معرض للبيع والتفويت في كل مرحلة أو متى وجد مشتري أو مستثمر. التفويت يمر عبر أساليب متعددة مثل البيع المباشر وفتح رأس المال والتخلي عن بعض الخدمات أو المهام بالمناولة أو بخلق شركات فروع هجينة وغير قادرة على الحياة وقد تكون مصدرا للتلاعب وكذلك بالافراق. كلها آليات للتفويت في مؤسسات وصروح كان لها الفضل في تطور البلاد ونموها دون أن يتمكن القطاع الخاص الباحث عن الربح عن القيام مقامها في التشغيل والدور الاجتماعي. المواطن يشتكي من ارتفاع أسعار عديد الخدمات مثل النقل والاتصال وغيرها وكذلك الكهرباء والماء والهاتف فهل احد يتصور ما سيكون عليه مستوى الأسعار إذا وقع التفويت الكامل في هذه الخدمات. قد تتضاعف بثلاث أو أربع مرات فهل ستستطيع الحكومة فرض مضاعفة الجرايات والأجور بهذا القدر ام أنها ستقف مكتوفة الأيدي وتكتفي بالخطاب الخشبي وبمعالجة الأمر معالجة اجتماعية. ما تعانيه المؤسسات العمومية رغم الظروف الخاصة لبعضها مرتبط بعناصر التصرف والتسيير التي تزداد ترديا رغم ما يردد يوميا عن تطور الخدمات وطرق التسيير ومسالك الجودة والتأهيل ويمكن تشخيص أهم الإمراض في: – مجالس إدارة شكلية دون سلطة قرار أو متابعة ومركز القرار في يد الرئيس المدير العام دون إشراف مباشر فعال من وزارات الإشراف ودون عقود برامج ملزمة وقابلة لكي تكون معيار محاسبة المسؤول سلبا ةإيجابا وفق الأهداف المرسومة. – غياب التداول على إدارة هذه المؤسسات وفي داخلها ويمكن لأي كان غير مغضوب عليه اويتمتع بنفوذ أن يستمر في موقعه بالقدر الذي يريد دون مساءلة. – تفشي ظاهرة التمديد في سنوات العمل دون ضابط دون وجه قانوني أو مبرر منطقي غير المصلحة اوالطموح الشخصي. -غياب الشفافية في التعيينات والتسميات وتحمل المسؤوليات من خارج هذه المؤسسات وفي داخلها – تردي مستوى الإنتاجية وتفشي ظاهرة الاستقالة الجماعية لذا العاملين في هذه المؤسسات. -غياب الرقابة والمحاسبة والمساءلة عن المشاريع وجدواها ونتائجها ومردوديتها. – محدودية آليات الرقابة والمتابعة. كلها أمراض قد ينكرها البعض ولكنها تعشّش داخل المؤسسات العمومية وتهدد استمرارها وقيامها بالدور الموكول لها. فلمصلحة من يستمر هذا التردي.
(المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 163 بتاريخ 12 نوفمبر 2010)
مطالبة بإزالة « ماخور الخناء » من قلب العاصمة التونسية أو تغيير اسم (عبد الله) قش
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ) . رواه مسلم (2132) الناس لي تمشي تونس اول ما يوصل تونس ..يبدا يسال علي عبد الله قشة .!! وين مكانة .. »منتدى ليبي » تنزلق في شارع الحبيب بورقيبه( 7 نوفمبر حاليا ) متجها نحو الشمال تجعل تمثال ابن خلدون على يسارك والكنيسة الفرنسية على يمينك تعبر من تحت باب بحر وتستمر في المسير قليلا الآن أمامك دكاكين عديدة لبيع الانتيكات الطريق المؤدية الى جامع الزيتونة التاريخي أمامك تمشي فيه لفترة قصيرة وقبل ان تصل الى جدار الجامع ستجد على يمينك دكاكين تبيع المصنوعات النسيجية والجلدية التقليدية تنعطف يمينا وتسير قليلا على يسارك الآن بيوت قديمة تظلل على استحياء زقاقا ضيقا ,,, لقد وصلت !!! ستلاحظ ان هناك رجل امن على مدخل الزقاق الزقاق مزدحم بأناس يبدون من هيئتهم انهم من البسطاء تدخل الى الزقاق تناوربكتفيك بين جدران الزقاق والمارة ترفع رأسك قليلا رجل طاعن في السن يقف على درجات احد البيوت حاملا مبخرة وينظر الى المارة بعينين مرحبتين امرأة متوسطة في العمر ترتدي شرشفا شفافا تظهر من ثناياه المطوية بشرتها العارية … « منتدى سعودي » لية .. مش انتوا الى منحتوا الحجاب فى جمعاتكوا؟ مش انتوا اصحاب منطقة عبداللة قش ؟ معروف عبد اللة قش الى بترخص الزنا مش انتوا الى ممثلتكون الى بتمثل العرى فى السينمات العربية عشان مفيش حد يرذى بذاك غيركوا .. « منتدى مصري » سيدي عبدالله قش كان وليا من أولياء الله الصالحين في تونس خلد اسمه زقاق مواخير !!! « منتدى خليجي » تونس – الحوار نت – يعدّ اسم « عبد الله » من أطهر الأسماء وأحبّها للمسلمين وهو إلى جانب اسم محمد من أكثر الأسماء شيوعا في المجتمعات العربية خاصة والمسلمة عامّة، كما أنّه الاسم المحبّذ وبدرجة أولى لدى الوافدين الجدد للإسلام، وطالما أحال هذا الاسم سامعيه على « عبد الله » بن عبد المطلب والد الرسول الكريم و »عبد الله » بن الزبير و »عبد الله » بن مسعود، وطالما احال الكثير في تونس على غزوة العبادلة السبعة، وهو مع ذلك الاسم المتداول لدى العرب تجاه أي شخص غير معروف أو مجهول الإسم فينادونه بـــ يا « عبد الله »، إضافة إلى ارتباط هذا الاسم بالدعوة والدعاة والقرب إلى الله والصلاح وفعل الخير.. ويتمتع بدلالات وخصوصيات تحيلنا مباشرة على ديننا الحنيف ومسيرته المظفرة، كما تحيلنا على صدر الإسلام الأول ورعيله المتميّز المبارك. « عبد الله » هذا الاسم الذي ارتبط في الكثير من بقاع الأرض بشخصيّات تاريخيّة ودينيّة وفكريّة وعلميّة وحتى سياسيّة قد ارتبط وللأسف الشديد في تونس بـ « ماخور للخناء » تمارس فيه الدعارة المقننة منذ صدور القرار المشؤوم بتاريخ 30 أفريل 1942 والقاضي بتنظيم البغاء العلني، والأنكى والأدهى أنّ هذا الماخور وبالإضافة إلى تدنيسه لأطهر الأسماء يحتل مكانا يتوسط ثلاثة محاور دقيقة ومليئة بالأبعاد والدلالات.. *أولها جامع الزيتونة المعمور الذي لا يبعد كثيرا عن هذه البلية ما يستوجب على قاصدي هذا المعلم التاريخي والمنارة العلميّة تقاسم الطريق مع قاصدي بؤرة الخناء هذه.. *ثانيها أنّه يحاذي أكبر وأشهر شارع ليس في العاصمة فحسب إنّما في البلاد التونسية كلها، ذاك هو شارع الحبيب بورقيبة.. *ثالثها يتربع الماخور في قلب أكثر الأسواق شهرة وهو السوق الذي لا يمكن لأي سائح أو زائر أو عابر للبلاد إلا زيارته كونه فريدا في أسلوب بنائه المعماري وزاخرا بشتى أنواع السلع العصرية والتقليدية. لقد بات من الواجب إطلاق صيحة فزع بعد أن ذاع صيت « عبد الله » قش عند السياح الوافدين من منطقة الخليج والمغرب العربي وبعد أن أصبح يشار إلى المدينة العتيقة في مواقع الإنترنت فتنسب بهتانا إلى هذا الماخور، إضافة إلى ذلك أصبح بعض السياح القاصدين تونس لأغراض مشبوهة يتواصوا جهارا وعبر المواقع الإلكترونية بضرورة زيارة هذه المنطقة، ووصل الأمر ببعض المواقع أن وضعت خريطة تفصيلية يتمكن بموجبها السائح من التعرف على هذا المكان ، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ بل أصبح الحديث يدور في النت عن نوعية البغايا ومعدل أعمارهن وتفاصيل أخرى تخدش الحياء.. بعد أن كان السياح العرب يتساءلون فيما بينهم عن زيارة جامع الزيتونة المعمور أصبح الواحد منهم يسأل صاحبه « هل زرت بنات عبدالله » هكذا مع حذف كلمة قش . وقد بلغ الأمر إلى حدّ أنّ أحد مشجعي فريق عربي عند ملاقاة الفريق التونسي لكرة القدم قال متهكما « فريق عبد الله بن عبد المطلب سيلاقي فريق عبد الله قش!!! ».. وإثر أحداث مقابلة الترجي الرياضي والنادي الأهلي في ملعب القاهرة وما رافقها من شغب دارت على الشبكة العنكبوتية ملاسنات بين مشجعي الفريقين كانت اغلب الأوصاف النابية التي أطلقها المشجعون المصريون تدور حول عبد الله قش ونهج زرقون والخناء .. من هنا وبعد أن امتنعت الجهات الرسمية على إخلاء ماخور الخناء المنتصب في قلب السوق العتيق والمحاذي لمسجد الزيتونة التاريخي فلا أقل من أن تبادر هذه الجهات إلى تغيير اسم « عبد الله » وتجنيب أحد أطهر وأرقى الأسماء من أن تدنسه البغايا ومحلات الخناء، هذا إضافة إلى أنّ « عبد الله قش » هو أصلا اسم لولي من أولياء الله الصالحين كما أشيع ذلك. وبناءا عليه فإنّنا نهيب بكل الأفراد والهيئات والدعاة والعلماء ورجال الفكر وكل الغيورين على هذا البلد العربي والإسلامي وسمعته أن يتجنّدوا لمطالبة السلطات التونسية بإزالة هذه البؤرة المبوءة تماما أو أقله تغيير اسم « عبد الله » وفك الارتباط بينه وبين هذا المكان الموسوم بالدرن والرذيلة.
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 12 نوفمبر 2010)
قراءة في كتاب الحركة الإسلامية التركية
الكاتب: محمد تركي الربيعو
يؤكد الباحث، جلال ورغي، أنه وعلى الرغم من أن التحولات الحاصلة في الأناضول لا تزال معرضة لهزات متوقعة وأخرى غير متوقعة، على صعيد العلاقة بالصراع الاجتماعي والسياسي والثقافي الداخلي، تبقى تركيا نموذجا مثاليا جديرا بالاقتداء والأخذ به من قبل العرب، وذلك في مختلف المجالات، سواء الفكرية أو فيما يتعلق بسياستها الخارجية الجديدة، لاسيما في ظل وجودها في أكثر المناطق الملغومة بالصراعات. لكن مع ذلك فإن هذه التجربة برزت فيها مشاهد تحولت مع الوقت إلى معالم بارزة، وخاصة أن هذا البلد يمثل نموذجا حيويا وفريدا في امتحان واختبار دور الإسلام في الحياة السياسية، وخاصة بعد تحول الإسلام السياسي داخل أنقرة إلى قوة أساسية في هندسة الحياة السياسية الداخلية والخارجية لإسطنبول. فبعد عقود طويلة من العلمنة التي ناهزت 80 عاما، يجد التيار العلماني في تركيا نفسه اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، مثارا للجدل، إذ إن المبادئ التي قادت جهود أتاتورك كانت تبدو ناجعة في تلك الحقبة التاريخية التي كانت تمر بها البلاد، غير أنها تحولت تدريجيا إلى عوائق أمام مزيد من ترسيخ الديمقراطية في البلاد، لاسيما بعد أن حرصت الدوائر القيادية المتحكمة في إقامة سياساتها، على تأويل وتفسير استبدادي لتلك القيم الكمالية، بدلا من التأويل الليبرالي.
ويلفت المؤلف إلى أنه أمام هذه التجربة في الديمقراطية المنقوصة كان الصعود الإسلامي في تركيا يشهد تصاعدا ملحوظا، وذلك نتيجة عوامل عديدة، أهمها: إعادة اكتشاف العادات والتقاليد، جمود الإرث الكمالي وانتشار شبكة من المعاهد والمدارس الدينية التي تقدم الرعاية، صعود طبقة متدينة منفتحة، بالإضافة إلى موجة النزوح الكبيرة باتجاه المدن.
ويشدد ورغي على أن الثورة الكمالية بقيت محصورة في المدن والمناطق الحضرية، في حين ظلت الأرياف والكثير من المناطق غير معنية تماما بهذه التحولات، ما مهد لنوع من «الثقافة المضادة« التي وجدت خارج المدن الكبرى، في رد على عملية التهميش والإقصاء عن الفضاء السياسي.
ومن هنا فإنه، برأي الكاتب، لا يجب النظر للصراع السياسي في تركيا على أنه صراع بين «إسلاميين» و«علمانيين»، فهذا الاستقطاب هو وجه لصراع قوى بين نخبة وقطاعات اجتماعية جديدة صاعدة، مع نخبة علمانية. استقطاب بين «الهامش» وبين «المركز»، ويعود بجذوره العميقة إلى تاريخ الإمبراطورية العثمانية، ومن بعدها الكمالية الحديثة.
وهذا دون أن يكون ذلك صراعا طبقيا أو جهويا، كما هي حالت حزب العدالة والتنمية الذي يضم تشكيلات اجتماعية وثقافية واقتصادية مختلفة، حيث يضم المحافظ والليبرالي، كما يضم الإسلامي والعلماني والملتفت شرقا وغربا، في تركيبة مميزة، تجمع بينها الرغبة في التغير وخروج تركيا الحديثة من صورتها النمطية التي ارتسمت على مدى 80 عاما، وبدت اليوم عقيمة وكابحة لهذا البلد الطموح عن الانطلاق والتحرك كقوة معتبرة على الصعيد الإقليمي والدولي.
ف«حزب العدالة والتنمية «بات يمثل بشكل من الأشكال، ما يمكن أن نطلق عليه حزب «ما بعد الإسلام السياسي»، وهو حزب يصنف كجماعة متعددة، تمثل تركيبة فريدة من الإصلاحية والمحافظة، التي تجاوز حدود الطبقات الاجتماعية.
وبعد تناول ورغي لدور تركيا الأردوغانية، يناقش الهدف من دراسته، وهو البحث عن النموذج التركي وعلاقته بالعرب بين جاذبيته كمنوال واستعصاءاته كواقع، حيث يرى انه لا بد من التنبيه إلى أن الحديث عن «منوال» أو «نموذج» لا يعني بالضرورة تمثل أو استلهام التجربة بشكل حرفي وسطحي، تمثلا يتجاهل معطيات الواقع.
ولا يميز في التجربة المحتذاة بين الثابت فيها والمتغير، لكون الأنموذج يعني في ما يعني التوقف عند التجربة المعنية، وفهم مساراتها واستيعاب دروسها وعبرها، دون تحمل أعبائها المتعلقة بخصوصياتها المحلية. وتمثل تجربة الحركات الإسلامية في العالم العربي وما اعترضها من تحديات ومطبات لا تزال تعاني منها إلى اليوم، ظاهرة مدعاة للتوقف عند «الأنموذج التركي».
فالكثير من الحركات الإسلامية العربية تعاني مأزقا تاريخيا، قد لا تكون مسؤولة عنه بمفردها. ولكن لا شك أن في مساراتها ونهجها بعض الخلل. ويبين المؤلف أنه لعل أبرز هذه المآزق، العلاقة المتوترة مع الدولة، فعلى الرغم من أن هذه الحركات في أغلب الفترات كانت غير مسؤولة بشكل مباشر عن تفجر هذه الصراعات الدامية مع الدولة، إلا أنها كثيرا ما كانت تستدرج بسهولة لمنازلة الأنظمة.
بالإضافة إلى أن مقولات الاستخلاف والتكليف والحاكمية والبحث عن نموذج عماده الدولة الإسلامية، إنما يجب النظر إليها بكونها أهدافا وضعت في ظروف تاريخية صعبة مر بها العالم الإسلامي، خلال العقود الماضية.
وهي أيضاً ثمرة الآفاق المسدودة التي وجد هذا العالم نفسه قبالتها منذ سقوط دول الإسلام، وتدخل الدول الغربية في إعادة تشكيل العالم العربي والإسلامي، بغرض الهيمنة عليه والتحكم فيه. الكتاب: الحركة الإسلامية التركية
تأليف: جلال ورغي الناشر: مركز الجزيرة – للدراسات – الدار العربية للعلوم ناشرون 2010 الصفحات: 140 صفحة القطع: المتوسط
(المصدر: صحيفة البيان الإماراتية 30 أكتوبر 2010)
الشيخ راشد الغنّوشي : دروس من الحجّ
اكد دوره البارز في صنع السياسات وتطبيقها منذ 2005 ولم يشر لـ’توجيهات الرئيس’ جمال مبارك يكرس ‘ترشحه الموازي’ للرئاسة وسط انقسام حزبي
2010-11-12 لندن ‘القدس العربي’ من خالد الشامي: في حديث مطول للتلفزيون الحكومي مساء الخميس، كرس جمال مبارك الامين العام المساعد وامين السياسات في الحزب الحاكم، نفسه كمرشح مواز للرئاسة رغم اصراره على التمسك بالعمل في الاطار المؤسسي، ونفيه السعي لتحقيق ‘اهداف شخصية’. ولاحظ مراقبون ان جمال تحدث بلهجة رئاسية كاملة، مشيرا الى دوره الاساسي في وضع السياسات وتطبيقها ‘بالتعاون مع الحكومة’ خلال السنوات الاخيرة، بالاضافة الى قيادته تحديث النظام الداخلي للحزب الحاكم وتطوير خطابه السياسي بعد انضمامه اليه قبل نحو عشر سنوات، وقال ‘ان الحزب ما كان ليستطيع الاستمرار دون ما شهده من تطوير’. وعلى غير عادة المسؤولين في مصر، لم يشر جمال في حديثه الطويل الى ‘توجيهات السيد الرئيس’ فيما تم من انجازات او تطوير للعمل السياسي خلال الاعوام الخمسة الماضية، كما اشار من دون تفصيل الى انه يقوم بـ’مهام سياسية اخرى’ خارج دوره الحزبي. واصر نجل الرئيس على قصر حديثه على السنوات الخمس الماضية فقط متجاهلا اشارات الى ان الحزب الوطني يتولى الحكم منذ ثلاثين عاما، وان ما يروج له من ‘فكر جديد’ ليس جديدا حسب اراء البعض. ولم يسأل جمال حول الحملة المؤيدة لترشيحه للرئاسة، او اسم مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية. الا انه كان قال لقناة ‘العربية’ انه لا يقف وراء الحملة، وان اسم مرشح الحزب للرئاسة سيعلن في الوقت الملائم، وهو ما يتعارض مع تصريحات لصفوت الشريف امين الحزب، وعلي الدين هلال امين الاعلام في الحزب والتي اكدا فيها التمسك باعادة ترشيح الرئيس حسني مبارك. ورأى مراقبون ان تباين التصريحات يعكس انقساما واضحا بين تيارين في الحزب، يرى الاول ويضم الشريف وهلال التمسك باعادة ترشيح مبارك لفترة رئاسية سادسة حفاظا على الاستقرار، بينما يفضل الاخر ويضم محمد كمال وحسام بدراوي واخرين ترك الباب مفتوحا امام احتمال ترشح جمال، لدعم فرص وصوله للرئاسة. ومن المتوقع ان يجدد حديث جمال اسئلة من نوع ‘ما مدى شرعية قيامه بهذا الدور الاساسي في صنع السياسات وتطبيقها، بينما لا يملك اي صلاحيات دستورية في ظل عدم خوضه اي انتخابات عامة منذ دخول عالم السياسة، وترقيه السريع للمناصب داخل الحزب الحاكم؟’. كما سيسـأل البعض ان كان جمال بدأ بالفعل حملته الانتخابية للفوز بمنصب الرئيس، خاصة مع استمرار الحملة المؤيدة له، بدعم ضمني من اجهزة الدولة التي كانت قامت بازالة ملصقات مؤيدة لترشيح اللواء عمر سليمان من الشوارع بعد ساعات قليلة من ظهورها. وكان مركز ‘ستراتفور’ الامريكي زعم ان المؤسسة العسكرية اعترضت على ترشيح جمال، ما دعا الرئيس مبارك الى استئناف انشطة عامة اعتبرت مقدمة للترشح لفترة رئاسية سادسة. واعتبر مراقبون ان حديث جمال الى التلفزيون الحكومي ربما ترك الباب ‘مواربا’ بالنسبة لامكانية اجراء تعديلات دستورية في المواد المتعلقة برئاسة الجمهورية العام المقبل. ورأوا انه بتصديه للحديث باسم الحزب، وفي ظل وجود امين عام، وتحمله المسؤولية الكاملة عما سجله الحكم من انجازات او تقصير اراد ان ينفي الانتقادات بالافتقار الى الخبرة اللازمة لتولي الرئاسة، وان يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على انه سيكون مرشح الحزب بالانتخابات الرئاسية في حال لم يتقدم الرئيس مبارك لها لاي سبب من الاسباب. وكانت تقارير ذهبت الى اثارة تكهنات بوجود تنافس مكتوم على الترشح للرئاسة بين الرئيس مبارك ونجله بعد ان دعا مجدي الكردي رئيس الحملة المؤيدة الى ان يترشح جمال حتى اذا ترشح والده للرئاسة (…). وقال اعلامي فضل عدم ذكر اسمه ان حديث جمال المطول للتلفزيون الحكومي قد يكون مقدمة لحملة دعائية ستتصاعد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر ايلول سبتمبر المقبل، بعد ان مهدت لها الاجراءات القمعية بحق بعض الصحف والقنوات الفضائية المستقلة، والدليل على ذلك ان مذيع التلفزيون الحكومي لم يجرؤ على ذكر لفظ ‘التوريث’ امام نجل الرئيس رغم اتساع الجدل حول الموضوع في الشارع والساحة الاعلامية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 نوفمبر 2010)
69 حكما بقيد مرشحي انتخابات مصر
عبدالرحمن سعد-القاهرة قبل نحو 24 ساعة من إعلان الكشوف النهائية للمرشحين للانتخابات البرلمانية المصرية، أصدرت محكمة القضاء الإداري في الإسكندرية 69 حكما بوجوب إدراج 69 شخصا على كشوف المرشحين للانتخابات التشريعية المقررة 28 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. وصدرت الأحكام لصالح مرشحين يخوضون الانتخابات كمستقلين، وليس من بينهم أي عضو ينتمي للأحزاب المشاركة في العملية الانتخابية (الوفد والتجمع والناصري بجانب عدد من الأحزاب المغمورة)، كما تضمنت 13 حكما لصالح مرشحي جماعة الإخوان المسلمين.
الأحزاب وتقدم حزب الوفد بأسماء مرشحيه منذ اليوم الأول لفتح باب الترشيح، وتم قبول أوراق مرشحيه دون أي تعطيل إداري، وهو ما أكده الحزب رسميا. كما تم قبول أوراق جميع مرشحي حزب التجمع، بحسب القيادي في الحزب ومرشحه بمحافظة الأقصر ضياء رشوان. وقال رشوان للجزيرة نت إن مرشحي الحزب لم يواجهوا أي مشكلة عند التقدم بأوراقهم، وإنه على المستوى الشخصي لم يواجه أي مشكلة من أي نوع. وبدوره أكد سامح عاشور -نائب رئيس الحزب الناصري- للجزيرة نت أن مرشحي الحزب لم يواجهوا أي مشكلة في قبول أوراق أي عضو من أعضائه، مشيرا إلى أن الحزب دفع بخمسة وأربعين مرشحا موزعين على مختلف المحافظات.
18 حكما للإخوان وعلاوة على الأحكام الثلاثة عشر الصادرة لصالح مرشحي الإخوان في الإسكندرية، فإن الجماعة -بحسب تصريحات عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية السابق بمجلس الشعب صبحي صالح- حصلوا على خمسة أحكام قضائية أخرى بالقيد في كشوف المرشحين، لصالح عصام مختار -نائب مدينة نصر- وحازم فاروق -نائب الساحل- وعزة الجرف، وجمال قرني -النائب السابق في محافظة 6 أكتوبر- بجانب مرشح خامس للإخوان في سوهاج، مما يرفع عدد الأحكام الصادرة لصالح الإخوان إلى 18 حكما، خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأشهر من صدرت لهم أحكام القيد بكشوف المرشحين نواب الإخوان بالإسكندرية، وهم محمد مصطفى -نائب لدورتين بدائرة المنتزه-، والمحمدي سيد أحمد -بدائرة الرمل-، وصابر أبو الفتوح -باب شرق-، وحسين محمد إبراهيم -منيا البصل-، وكلهم نواب بمجلس الشعب السابق. وحذرت جماعة الإخوان من أنه ما لم يتم تنفيذ الأحكام، وإدراج أسماء مرشحيها في الكشوف النهائية، التي تعلن غدا الأحد، فإنهم سيخوضون معركة قانونية طويلة المدى، وسينازعون في مشروعية مجلس الشعب المقبل. وقال صبحي صالح للجزيرة نت إن الجماعة ستلجأ للمنظمات الدولية التي تُعتبر مصر عضوا فيها مثل البرلمان الدولي، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية مثل هيومن رايتس ووتش، والاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أن الإخوان سيتصرفون بحسب مقتضى الحال، حتى إذا اقتضى الأمر الشكوى لمحكمة لاهاي، لافتا إلى أن « كل اتفاقية وقعت عليها مصر تصبح جزءا من تشريعاتها الوطنية، وهذا ليس استقواء بالخارج ». مشروعية مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان بهي الدين حسن علق على عدم قيد نواب سابقين بكشوف المرشحين بالقول إن ما حدث يثير علامات استفهام كبيرة، وإن التفسيرات المعلنة من عدم استيفاء هؤلاء المرشحين لأوراقهم غير كافية. وقال أستاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق بجامعة القاهرة الدكتور عاطف البنا للجزيرة نت إنه في حال رفض السلطات تنفيذ أحكام القضاء، سيقضي مجلس الدولة ببطلان الانتخابات في الدوائر المشكو في حقها لأنها تمت على غير أساس قانوني. وأشار إلى وجود حالات مشابهة أصدرت فيها المحكمة الإدارية العليا أحكاما ببطلان الانتخابات، محذرا من أن صدور أكثر من حكم مماثل سوف يؤثر على مشروعية مجلس الشعب المقبل برمته. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 نوفمبر 2010)
واشنطن بوست: مخطط اعتداءات 11 سبتمبر سيبقى في السجن بلا محاكمة
2010-11-13 واشنطن- ذكرت صحيفة واشنطن بوست السبت أن خالد شيخ محمد الذي يعتقد انه مدبر اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، سيبقى على الأرجح في السجن من دون محاكمة في الوقت الراهن. وأكدت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الادارة الأمريكية طلبوا عدم كشف هوياتهم، أن إدارة أوباما توصلت إلى خلاصة مفادها انها لا تستطيع أن تحيل خالد شيخ محمد إلى محكمة فدرالية بسبب معارضة أعضاء في الكونغرس وفي مدينة نيويورك. ولم يحصل الحل القاضي بإجراء محاكمة عسكرية على التأييد أيضا، لان الرئيس سيخسر تعاطف بعض أنصاره التقدميين، كما ذكرت الصحيفة. ويفترض أن تجرى المحاكمة قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة وتتطلب أجواء سياسية مختلفة، كما أكد مسؤولون نشرت الصحيفة تصريحاتهم. وكان وزير العدل اريك هولدر أكد الاربعاء ان قرار إدارة أوباما المتعلق بمكان ونوعية المحكمة التي سيمثل امامها المتهمون الخمسة بتنظيم اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر، ومنهم مخطط الاعتداءات، « قريب ». وكان هولدر أعلن قبل سنة أن المحاكمة ستجرى أمام محكمة للحق العام في نيويورك وليس امام محكمة عسكرية استثنائية في غوانتنامو. وخالد شيخ محمد وأربعة متهمين آخرين مسجونون الآن في غوانتانامو. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 نوفمبر 2010)