السبت، 12 يونيو 2010

Home – Accueil

 

TUNISNEWS

 10ème année, N°3672 du 12.06.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان : بيــــان

حــرية و إنـصاف:الناشط الحقوقي محمد القلوي تحت الحصار والبوليس السياسي يعتدي على حقه في الشغل

السبيل أونلاين:شريط وثائقي يظهر جانب من معاناة الشباب التونسي

كلمة:قابس … استقبال نقابي وشعبي للصحفي التونسي صالح الازرق المشارك في قافلة اسطول الحرية

كلمة:سهرة تضامنية مع أسطول الحرية في سوسة

كلمة:البوليس السياسي يمنع شابا من الزواج ويهدده بالسجن

الصباح:في بيانه الانتخابي:بوراوي يهاجم «مقاولي الانتخابات» ويدعو إلى تحديد المدة النيابية لعميد المحامين

كلمة:تنصيب رئيس شعبة غير متعلم على رئاسة مهرجان ثقافي

العرب:أحزاب تونسية معارضة تشكل تحالفاً سياسياً جديداً

 د. فتحي التوزري (تيار الإصلاح والتنمية) :كلمة :إعلان تحالف المواطنة والمساواة

محمد الهادي فريضي:بعض من ممارسات هياكل نقابية في القصرين :الى الاخوة الاساتذة والنقابين

الوطن:الإعلامي صالح الأزرق التونسي الوحيد في أسطول الحرية لـ »الوطن »:

الوطن:صالح عطية:كلفة « اللاّحلم »

الصباح:بعد تراجع الخصوبة بسبب التنظيم العائلي:هل تدخل تونس مرحلة التشجيع على الانجاب!؟

لبيب الفاهم:رسالة بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين للإعلان عن حركة النهضة

أبوجعفرالعويني:الوطن الحبيب « تونس »

علي شرطاني:في الذكرى الثانية لأحداث الحوض المنجمي(2/3)

   زكية الضيفاوي:قصة قصيرة:تعليمات

الوطن:سامية زواغة:حال الثقافة العربية بين زمن الإبداع وزمن السوق

محمد العروسي الهاني: العناية بالمناضلين

الجزيرة.نت :منتخب الجزائر يحمل فلسطين بالمونديال

د.أحمد القديدي:العرب و محنة اليورو ! إلى أين ؟  

روبرت فيسك :  القادة الغربيون أجبن من أن يقدروا  على إنقاذ البشر

عبد الفتاح كحولي:القوافل الإنسانيّة: الدّلالات والدّروس المستفادة

عبد السلام الككلي:انهارت أسطورة الجندي الإسرائيلي الشجاع والمثالي

الوطن: بحري العرفاوي :الدور التركي الجديد بين السياسة والعقيدة

الجزيرة.نت :غل لا يستبعد قطع العلاقات مع إسرائيل

الجزيرة.نت :قلق إسرائيلي على العلاقة بتركيا

القدس العربي:أردوغان يتهم الاتحاد الاوروبي بممارسة سياسة العبث مع تركيا طوال 50 سنة

القدس العربي:قلق إسرائيلي من مقاطعة ثقافية

القدس العربي:اعتقال اسرائيلي في بولندا يعمل مع الموساد ويشتبه بضلوعه في اغتيال المبحوح


 Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري

حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/23Mai10a.htm


 
الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان La Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 12 جوان 2010  بيــــان

تداولت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان خلال عدّة جلسات مسار الحوار الرابطي الذي انطلق منذ أشهر بين الهيئة المديرة ممثلة بلجنة الحوار الرابطي المنبثقة عنها ووفد من الذين كانوا قدّموا شكايات ضدّ الرابطة للمطالبة سواء بإلغاء المؤتمر الوطني الخامس أو بإلغاء مؤتمرات بعض فروع الرابطة، وهو الحوار الذي تمّ بحضور السيدين عبد الوهاب الباهي والمنصر الرّويسي. وقد عبّرت الهيئة المديرة عن استغرابها لتواتر التصريحات الصحفية للسيد الشاذلي بن يونس ممثّل الشاكين المذكورين للحديث عن هذا الحوار وكذلك ما صدر عن السيدين الباهي والرويسي اللّذين عقدا بدورهما ندوة صحفية للغرض، علما وأنّ الأطراف المتحاورة جميعا اتفقت منذ البداية على إبقاء الحوار بعيدا عن الجدل العلني عبر وسائل الإعلام صيانة له من كلّ المخاطر. وقد التزمت الهيئة المديرة ولجنة الحوار المنبثقة عنها بذلك الاتفاق وامتنعتا عن الإدلاء بالتصريحات الصحفية وهو ما لم يلتزم به الشاكون والسيدان الباهي والرويسي،إضافة إلى أن هذه التصريحات المتشائمة أطلقت في الوقت الذي تحقق فيه تقدم ملموس كرسه محضر الاتفاق الذي انتهت إليه جلسة مساء 20 ماي الماضي. ويهمّ الهيئة المديرة أن تذكّر أنها ما انفكت تنادي بالحوار وقد سعت إليه بمختلف الوسائل وتعاملت بكل ايجابية مع مختلف الوساطات ومنها خاصة تلك التي قام بها سنه 2006 الرؤساء السابقون للرابطة  وعدد من أعضاء الهيئات المديرة السابقة في إطار ما سمي في حينه  » لجنة المساعي الحميدة » وغيرها. وقد عبّرت الهيئة المديرة في بيانها بتاريخ 03 ديسمبر 2009 عن ارتياحها لما أبلغت به عبر قنوات عديدة بوجود إرادة سياسية راسخة لحلّ أزمة الرابطة  وأكدت استعدادها للتعاون مع مختلف الأطراف المعنية، وأعلنت عزمها على إنجاز المؤتمر السادس في أجل لا يتجاوز شهر مارس 2010   مع « إيمانها بأن عقد مؤتمر وفاقي، لا يقصي أي طرف، ويكون مسنودا من جميع الرابطيات والرابطيين، هو الخيار الأمثل لإخراج الرابطة من المأزق الذي تواجهه منذ سنوات ». مؤكّدة رغبتها في استكمال الحوار مع كلّ الرابطيين بدون استثناء بمن في ذلك الشاكين. وقد أبلغت الهيئة المديرة السيد عبد الوهاب الباهي في حينه ما سمي « خارطة طريق » أكدت خلالها « إجماع أعضاء الهيئة المديرة على أنّ صيغة المؤتمر الوفاقي هي الأفضل لمعالجة المشكلة، وأنّ الوفاق هو الذي من شأنه أن يدفع بالطرفين إلى تقديم التنازلات الضرورية التي من شأنها أن تسهّل الحلّ وتوفّر أرضية مشتركة يجد فيها الجميع أنفسهم، بعيدا عن منطق الابتزاز أو التعجيز ، وهو وفاق محكوم بسقف تفرضه مجموعة من المبادئ التي من الطبيعي أن يتمسك بها الرابطيون نظرا لارتباطها بوجود الرابطة وبطبيعة دورها. وفي مقدمة هذه المبادئ حماية استقلالية قرار الرابطة. وهذا يعني أن أي صيغة من شأنها أن تفضي إلى الإخلال بموازين القوى لصالح  أي واحدة من الحساسيات الموجودة داخل الربطة وخاصة الحساسية التجمعية، سواء على صعيد عدد المؤتمرين أو على صعيد الهيئة المديرة، لن تكون مقبولة من أغلبية الرابطيين، إضافة إلى كونها لن تكون مفيدة للحزب الحاكم ». وبناء على هذه المرجعية والخيار المقترح بدأ الحوار مع الشاكين بالمقرّ المركزي للرابطة وعقدت أولى جلساته يوم الاثنين 12 أفريل 2010 وتمّ الاتّفاق خلاله على عدد من النقاط منها عقد المؤتمر الوفاقي في أقرب الآجال وبأيسر السبل. وقد أكّدت الهيئة المديرة خلال كلّ الاجتماعات التي تمّ عقدها على أنّ الوفاق ضرورة قصوى للخروج من الأزمة وأنّ هذا الوفاق من الضروري والحتمي أن يشمل كلّ الرابطيين سواء الذين تقدّموا بقضايا ضدّ الهيئة المديرة مباشرة إثر انتهاء المؤتمر الوطني الخامس أو فيما بعد بمناسبة تجديد هيئات فروع الرابطة ودمج بعضها ، أو مع الذين عبّروا عن رفضهم لدمج بعض الفروع ولم يتّجهوا للمحاكم بل مارسوا حقّهم الطبيعي في الاختلاف داخل هياكل الرابطة أو أعضاء هيئات الفروع التي تمّ تجديدها وعموما جميع الرابطيين والرابطيات، علما وأنه لا يمكن الوصول إلى إنجاز المؤتمر بالشكل المطلوب إلاّ باعتماد الوفاق كآلية عمل في كل المراحل، وهذا من شأنه ترميم الثقة بين مختلف الأطراف الرابطية شيئا فشيئا وتعزيزها بخطوات ملموسة، ليس أقلّها معاملة كلّ الرابطيين مهما تنوّعت مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم السياسيّة على قدم المساواة. كما أكّدت الهيئة المديرة منذ البداية على ضرورة فتح المقرّ المركزي للرابطة ليس فقط للشاكين بل وأيضا للحوار مع هيئات فروع تونس وبقيّة الغاضبين، ورفع الحصار عن مقرّات فروع الرابطة داخل الجمهورية للتحاور أيضا مع الرابطيين هناك. غير أنّ ذلك لم يحدث رغم الإلحاح على ذلك  في كل مناسبة وخاصة لدى السيدين الباهي والرويسي، بل تمّ منع الرابطيين جميعا بمن فيهم الشاكين من الاحتفال بالذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس منظّمتهم. وقد تخلت  الهيئة المديرة عن المطالبة بالتفاوض مع السلطة مباشرة وعن ضرورة تخلي الشاكين عن القضايا التي رفعوها قبل الحديث معهم ،علما وانه والى حد الآن ورغم تقدم الحوار مع الشاكين فقد بقيت تلك القضايا سيفا مسلولا يهدد به هؤلاء ،بل يتوعدون بالقيام بقضايا أخرى إن لم يتم الرضوخ لمطالبهم.  ومنذ بداية الحوار ما انفكت لجنة الحوار تتعاطى بكل ايجابية مع ما يطلبه الشاكون الذين أصروا على ضرورة الاعتراف بما أسموه « مؤتمرات الفروع السبعة » التي عقدت دون إشراف الهيئة المديرة » ورغم التحفظات الكثيرة التي للرابطيين عموما بهذا الخصوص فأن لجنة الحوار قبلت  بإعادة مؤتمرات تلك الفروع بهيئات وفاقية رغم عدم توفّر العدد الأدنى للمنخرطين الذين يجب أن يضمّهم كلّ فرع (50 منخرطا) وهو الحدّ الأدنى الذي درجت الرابطة منذ تأسيها على احترامه. وقد أكّد الشاكون خلال الحملة الصحفية التي يقومون بها في المدة الأخيرة أنهم قبلوا بالفروع الـ 24 التي أشرفت عليها الهيئة المديرة بما في ذلك الفروع التي تمّ دمجها والتي صدرت بشأنها أحكام قضائية واعتبروا ذلك تنازلا منهم، ولكنّهم في نفس الوقت يتحفّظون شديد التحفّظ على دمج بعض الفروع الأخرى (الحمامات – نابل والقصرين – سبيطلة) وهنا يلاحظ أن الفروع الـ 24 ليست متجانسة كما يريد أن يوهم بذلك الشاكون، كما أنّ الفروع التي تمّ دمجها هي فروع تبيّن أنّ أغلب منخرطيها من المتعاطفين مع « الطيف الديمقراطي المتنوع » وليسوا من المتعاطفين مع التيّار السياسي الذي ينتمي إليه الشاكون، ممّا يعني أنّ هؤلاء لا يعارضون في تقليص عدد المنتمين إلى هذا « الطيف الديمقراطي » داخل المؤتمر من خلال عملية دمج الفروع ولكنّهم بالمقابل يتشبّثون بالترفيع في عدد المنتمين إلى تيّارهم السياسي بالإكثار من عدد الفروع المراد إعادة مؤتمراتها والحصول في هيئة كلّ فرع منها على عدد مشط من الأعضاء متخلّين في نفس الوقت عمّا تمّ الاتفاق عليه منذ البداية وتمّ تأكيده كتابيّا من ضرورة اعتماد الوفاق الرابطي في كلّ مراحل العملية المؤدّية إلى المؤتمر. وقد عقدت جلسة للحوار الرابطي مساء يوم 20 ماي الماضي تمّ خلالها إحراز تقدّم ملحوظ دوّن صلب محضر جلسة حرره وأمضاه الأستاذ عبد الوهاب الباهي نص خاصة على « السعي إلى إعادة مؤتمرات الفروع المتبقية (ستّة : منفلوري – السيجومي – الكاف – تطاوين – نابل الحمامات – القصرين سبيطلة) بهيئات وفاقية يتمّ تحديد التفاصيل بشأنها لاحقا » و »قبول مبدأ دمج فرعي الحمامات ونابل وكذلك سبيطلة والقصرين بعد الاجتماع معهم وموافقة أغلبيتهم » إلخ. وقد أتى قبول الشاكين « لإعادة عقد مؤتمرات الفروع المتبقية … بهيئات وفاقية » كتقدّم ملحوظ بعد أن كان الشاكون يصرّون على أنّ الفروع السبعة التي تشكّلت في غياب الهيئة المديرة « لا بدّ أن تقبل هيئاتها كما هي مع إمكانيّة تطعيمها بعنصر أو عنصرين على أقصى تقدير ». وقد سجّل الحاضرون إيجابية العرض الذي قدّم باسم الشاكين غير أنّ لجنة الحوار الرابطي اعترضت على العدد الذي يريد الشاكون الحصول عليه داخل كلّ واحدة من هيئات الفروع المعنية واقترحت أن يتمّ احترام ما تمّ إقراره منذ البداية وهو « الوفاق » علما وأنه لم يدرج في تاريخ الرابطة أن حصلت حساسية سياسية على أكثر من عنصرين من بين أعضاء هيئة الفرع السبعة، وقدمت اللجنة اقتراحا في هذا المعنى رفعت الجلسة على إثره لتمكين الشاكين من التشاور بشأنه. غير أنّ الأحداث تسارعت في الاتجاه المعاكس ففي حين افترق الطرفان مساء 20 ماي 2010 على نبرة متفائلة وتواعدا على اللّقاء يوم 26 ماي 2010 وحضور من أمكن حضوره من الشاكين للاحتفال من الغد بذكرى تأسيس الرابطة ليتم خلال الحفل الإعلان عما تم تحقيقه وإبداء  التفاؤل بقرب الوصول إلى الحلول التي تعجل بعقد المؤتمر الوطني، في ذلك الحين يفاجأ الرابطيون بمنع الاحتفال بهذه الذكرى ومحاصرة المقر المركزي للرابطة ومنع أعضاء هيئات الفروع  والرابطيات والرابطيون وأصدقاؤهم من الدخول إلى ذلك المقر وهو ما فهم من طرف الكثيرين من على أنه ضربة قاصمة للمسار الحواري، ومع ذلك أقرّت الهيئة المديرة خلال اجتماعيها يومي 21 و 25 ماي 2010 على ضرورة تجاوز تلك النكسة على أهمّيتها ومواصلة الحوار للوصول إلى النتيجة المرجوّة وهو عقد المؤتمر الوطني قبل شهر رمضان القادم. ولكن وعند اللّقاء مع ممثّل الشاكين والسيدين عبد الوهاب الباهي ومنصر الرويسي يوم 26 ماي 2010 لاحظت لجنة الحوار الرابطي تراجعا عما تم الاتفاق عليه وتدوينه خلال جلسة 20 ماي 2010 خاصة بخصوص مسالة  » إعادة مؤتمرات الفروع المتبقية (ستّة : منفلوري – السيجومي – الكاف – تطاوين – نابل الحمامات – القصرين سبيطلة) بهيئات وفاقية يتمّ تحديد التفاصيل بشأنها لاحقا » كما جاءت حرفيا في اتفاق 20 ماي المشار إليه أعلاه ليتم الحديث من جديد عن « التطعيم بواحد أو اثنين دون المس بمؤتمرات الفروع التي وقعت وبالهيئات التي تم انتخابها خلالها … » كما جاء على لسان السيد بن يونس نيابة عن الشاكين وقد أكد السيد بن يونس هذا التراجع خلال الندوة الصحفية التي عقدها يوم 3 جوان 2010 فقد قال « إن وفد الهيئة المديرة التفاوضي كان في كل جولة مفاوضات يطالعنا بمطالب جديدة.. بعضها تعجيزي مثلما حصل في الاجتماع الأخير للمفاوضات …إذ حاولوا فرض منطق تعجيزي جديد يتمثل في مطالبتنا بإعادة عقد مؤتمرات الفروع السبعة التي عقدت دون حضور عضو من الهيئة المديرة..مع اشتراط  » تطعيم هيئات أغلبها  » بـ5 أعضاء تعينهم الهيئة المديرة… »( الصباح: الجمعة 4 جوان 2010 ص 6). فهل يمكن مع كل هذا عدم تبين من تراجع من الطرفين عن التزاماته المكتوبة ومن يضع شروطا تعجيزية؟  وقد تمسك ممثل الشاكين خلال الاجتماع بان اقتراحهم بضرورة قبول الهيئات المشكلة في غياب الهيئة المديرة مع إمكانية تطعيمها بواحد أو اثنين على أقصى تقدير تعينهما الهيئة المديرة هو اقتراح نهائي وغير قابل للنقاش قبل أن يغادر الجلسة. وقد قدمت لجنة الحوار في نهاية اجتماع 26 ماي اقتراحا اعتقدنا لحين انه نال استحسان السيدين الباهي والرويسي  ويتمثل في قبول تشكيل هيئات وفاقية تعكس التنوع الرابطي، ولكن ممثل الشاكين لم يرد على المقترح بعد أن ابلغه به رئيس الرابطة و أعلن رفضه عبر وسائل الإعلام ! والهيئة المديرة التي عملت بكل حزم خلال الأشهر الماضية على طمأنة الشاكين خاصة مؤكدة التزامها بالوفاق في كل مراحل إعداد المؤتمر الوطني انتهاء بانتخاب هيئة مديرة تمثل فيها الحساسية التجمعية عبرت للشاكين وللسيدين الباهي والرويسي أن إصرار الشاكين على زيادة عدد الفروع التي يريدون الحصول عليها وعلى أعداد كبيرة من بين أعضاء هيئات فروعها لا يعكس إلا إرادة واضحة في تقوية حضور الحساسية التي يمثلونها في مسعى قد يفضي إلى الإخلال بموازين القوى لصالح  هذه الحساسية داخل المؤتمر الوطني بما يمثل تهديدا خطيرا لاستقلالية الرابطة.وبصرف النظر عن عدد ممثلي هذه الحساسية داخل كل واحدة من هيئات الفروع المراد إعادتها فان العقلية التي تقود الشاكين تتناقض تماما مع رغبة الهيئة المديرة في إنجاح المسار المفضي إلى عقد المؤتمر الوطني  باعتماد التمشي الوفاقي في كل المراحل بدءا بمؤتمرات الفروع التي لم تتم ، وانتهاء بانتخاب الهيئة المديرة بنفس الطريقة الوفاقية المتحدث عنها. فلا يمكن لحساسية ما الاستئثار بالفروع المتبقية ثم المطالبة بمؤتمر وطني وفاقي. وبعد ما أطلقه الشاكون وكذلك السيدان الباهي والرويسي من تصريحات متشائمة ورفض ممثل الشاكين حتى الجلوس مع رئيس الرابطة للتداول في مقترح الهيئة المديرة الأخير والتهديد بتنصيب حارس قضائي على الرابطة ،فان الهيئة المديرة تتساءل ، عما إذا كانت السلطة  تراجعت عما أعلن سابقا من عزم على المساعدة على الخروج من الأزمة عبر الحوار وبطريقة وفاقية ؟ و الهيئة المديرة تجدد من ناحيتها التأكيد على الالتزام بهذا التمشي وتطلب من الشاكين التحلي بنفس الحرص والعمل على ترميم الثقة بين الرابطيين وتعزيزها بخطوات ثابتة والابتعاد عن منطق التهديد بالقوة  من خلال التلويح ب »اللجوء إلى القضاء » والإسراع باستئناف الحوار والتخلي عن كل الأحكام التي استصدروها منذ المؤتمر الخامس والى الآن. كما تطالب السلطة برفع الحصار الضروب على المقر المركزي ومقرات هيئات الفروع حتى يتمكن كل الرابطيين من التحاور فيما بينهم لبناء الوفاق الذي يقتنع به الجميع ويؤدي بهم إلى نهاية أزمة طالت أكثر من اللزوم ودون سبب وجيه.      عن الهيئـة المديـرة الرئيــس المختـار الطريفـي


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 28 جمادى الثانية 1431 الموافق ل 11 جوان 2010

الناشط الحقوقي محمد القلوي تحت الحصار والبوليس السياسي يعتدي على حقه في الشغل


يتعرض الناشط الحقوقي محمد القلوي عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف منذ أيام لحصار ومراقبة لصيقة ومتابعة مستمرة من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي إلا أن هذه المراقبة قد تطورت إلى تدخل سافر في حقه في الشغل حيث يرابطون بالقرب من مكان عمله مما يتسب له حرجا بالغا أمام المشغل، بل عمدوا إلى الضغط على المشغلين من أجل عدم التعامل معه. وقد هدد الناشط الحقوقي في صورة استمرار السلطة في حرمانه من حقه في الشغل بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على هذا الاضطهاد اليومي الذي يعيشه وأفراد اسرته. وحرية وإنصاف: تدين بشدة حرمان الناشط الحقوقي محمد القلوي من حقه في الشغل ومحاصرته ومتابعته بشكل يهدد رزقه ورزق عائلته، كما تندد بالاستهداف اليومي للمنظمة من خلال محاصرة أعضاء مكتبها التنفيذي ومراقبة تنقلاتهم. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


شريط وثائقي يظهر جانب من معاناة الشباب التونسي

السبيل أونلاين – تونس + فيديو   أظهر تسجيل فيديو نشر على شبكة الانترنت وأرسل للسبيل أونلاين ، جانب من حياة فئات من الشبان التونسيين الذين يعانون البطالة والفقر وهو ما يعكس معانات فئات واسعة في المجتمع التونسي .وحسب المصدر فإن الشريط الوثائقي القصير يعود لنادي السينمائيين الهواة بحمام الاغزاز ومن اخراج امين الغزي الذي استوحاه من نص شعري .   واعتبر المصدر أن الشريط يكذّب خطاب السلطة واعلامها الذي يصوّر البلاد بأنها في أفضل أحوالها ويغطي على الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التى يمرّ بها المجتمع ، وذلك بهدف تسويق الانطباع بما تصفه بـ » نجاحات سياسات الحكومة وخياراتها السياسية والاقتصادية ».   لتحميل الشريط انقرعلى الرابط :    http://www.assabilonline.net/video/Pauvreté_tunisie_2010.wmv   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 12 جوان 2010 )

قابس … استقبال نقابي وشعبي للصحفي التونسي صالح الازرق المشارك في قافلة اسطول الحرية

 


 
حل اليوم السبت 12 /06 /2010 في حدود منتصف النهار بمحطة القطار بقابس الصحفي التونسي صالح الازرق ( صحفي بقناة الحوار اللندنية ) وهو التونسي الوحيد المشارك في قافلة اسطول الحرية وقد حظي باستقبال نقابي وشعبي كبير حيث كان في استقباله بعض اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي للشغل بقابس يتقدمهم السلامي مجيد الكاتب العام للاتحاد الجهوي الذي اهدى باقة ورود للصحفي وكذلك بعض اعضاء اللجنة الجهوية بقابس لمناهضة التطبيع وكسر الحصار وبعض اعضاء فرع قابس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان منهم رئيس الفرع منجي سالم وعدد كبير من النقابيين واقرباء الصحفي صالح الازرق. وهذا ورفع الجمع عدة شعارات مؤيدة لفلسطين ولقضيتها العادلة . علما ان الصحفي صالح الازرق اصيل منطقة الحامة بقابس وهو في زيارة عائلية نقابي – قابس مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية
— المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


سهرة تضامنية مع أسطول الحرية في سوسة


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 11. جوان 2010 نظمت جامعة سوسة للحزب الديمقراطي مساء الجمعة 11 جوان سهرة للشموع أمام مقر الحزب و قد حضر شباب الحزب و نسائه بكثافة وحملوا الشموع ورددوا الأناشيد، مترحمين على شهداء أسطول الحرية الذي تعرض لقرصنة إسرائيلية، وكانت السهرة خاشعة و معبرة وختمت بحفل فني وكلمات تندد بالقرصنة الاسرائيلية و الصمت العربي و تكبر الموقف التركي. وذكر شهود عيان أن السهرة شهدت حضورا أمنيا مكثفا يقوده رئيس منطقة سوسة، الذين أحاطوا بالمجموعة الحاضرة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 جوان 2010)


البوليس السياسي يمنع شابا من الزواج ويهدده بالسجن


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 11. جوان 2010 اعتقل أعوان البوليس السياسي ببنزرت صباح يوم الخميس 10 جوان 2010 الشاب عادل نصر الله (35 عاما، أصيل منطقة لواتة) ولم يطلقوا سراحه إلا في ساعة متأخرة من مساء نفس يوم، بعد أن هددوه بإدخاله السجن في صورة تمسكه بالزواج من خطيبته التي اختارها والذي حدد موعد زفافه معها ليوم الجمعة 11 جوان 2010. وقد أدانت منظمة حرية وإنصاف الحقوقية تدخل البوليس السياسي في الحياة الشخصية للمواطنين، والذي وصفته بالسافر والمخالف للقانون وطالبت بوقف كل المضايقات التي يتعرض الشاب عادل نصر الله، واحترام كرامة المواطن التونسي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 جوان 2010)
 


في بيانه الانتخابي بوراوي يهاجم «مقاولي الانتخابات» ويدعو إلى تحديد المدة النيابية لعميد المحامين


هاجم المترشح لعمادة المحامين للفترة النيابية 2010-2013 الاستاذ عبد الجليل بوراوي امس في اجتماع له بدار المحامي من وصفهم «بمقاولي الانتخابات»وقال في هذا الاطار «أنه هناك من يسعى للمتاجرة بملفات المحامين لا سيما الوافدين الجدد» مؤكدا أن الملفات العالقة لم تر النور منذ أكثر من 5اشهر. واعتبر بوراوي أن وضع المحامين زاد تازما في السنوات الثلاث الاخيرة حيث اتسم العمل بين الهياكل بالفردية. واوضح الاستاذ بوراوي أن ما يطرحه على المحامين في برنامجه الانتخابي هو بمثابة» ميثاق شرف»بينه وبين اهل القطاع. وحول ورقته الانتخابية قال بوراوي رغم «إنها لم تأت على كل المشاكل والمشاغل المتصلة بالقطاع كما لم تتعرض إلى كل الحلول غير أنها تبقى بمثابة ميثاق شرف بيننا أتعهد باحترامه والعمل بالتعاون مع كل المحامين وكل الأطراف على تحقيقه.» ودعا المترشح الى أن يكون اصلاح القطاع شـاملا وجريئـا وذلك بالإقـلاع عن الطرق التقـليدية فـي إعـتماد « المسكنات « و»طلب الإغاثة» والإعتماد على نظرة إيجابية للمحاماة انطلاقا» من دورها التقليدي في الأعمال القضائية ضرورة أن العدل يؤمنه القضاء الناجع ولا قضاء ناجعا دون دفاع حر وقوي.» ولضمان تواصل العمل على مستوى مؤسسات القطاع توجه بوراوي بالدعوة إلى تحديد المدة النيابية للعميد وأعضاء المجلس والهيئة ورؤساء الفروع لأربع سنوات غير قابلة للتجديد على أن ينتخب العميد سنة قبل ولايته وينظم للمجلس كما يتم تجديد أعضاء المجلس تدريجيا بنسبة يقع تحديدها. المحامي المتمرن مازالت مسالة النظام الداخلي للقطاع من اهم الاولويات التي ينادى بها مترشحو العمادة وفي هذا السياق اكد بوراوي على ضرورة تحيين النظام الداخلي وتحديد صلاحيات كل الهياكل وضبط حقوق وواجبات المحامين. اما في ما يخص المحامي المتمرن فقد تمت الدعوة الى تحديد حقوقه وواجباته وعلاقته بالمشرفين على التمرين مع إقرار مبدإ وجوبية الرسكلة والتكوين المستمر لكل المحامين وذلك للإرتقاء بالمستوى العلمي للمحاماة كتفعيل دور المعهد الأعلى للمحاماة والعمل على تحسين تكوين المترشحين لمهنة المحاماة بما يؤهلهم لخصوصيات المهنة علميا وحرفيا وأخلاقيا حتى يتمكنوا من مجابهة المنافسة الداخلية والخارجية. في الهياكل دعما «لمبدإ الشفافية والحياد» اعتبر بوراوي انه يجب إقرار مجلس تأديب مستقل خارج عن هياكل التسيير يتم إنتخاب أعضائه من بين العمداء ورؤساء الفروع وأعضاء الهياكل السابقين على أن تبقى الإحالة من اختصاص الهياكل المباشرة عميدا ورؤساء فروع. وفي ذات السياق بين المترشح ان «التمسك بوحدة المحاماة لا يحجب مبدأ دعم لامركزية الهياكل وذلك بالسعي الى إحداث فروع جديدة باعتبارها باتت ضرورة ملحة في العديد من الجهات مع تفعيل وتدعيم دور هذه الفروع من أجل تقريب الخدمات من المحامين». وعن موقفه من الازمة التي عاشها المحامون اعتبر الاستاذ عبد الجليل بوراوي «أن الهاجس الكبير الذي يشغل بال كل المحامين هو تفاقم الأزمة التي تعدت جموع المحامين شبابا وشيوخا وإنتقلت إلى هياكل التسيير مما يبدو لإصلاح شامل حفاظا على المهنة وعلى مقوماتها ضمانا لأداء رسالتها النبيلة وهي مهمة لاتقبل التأجيل.» وقال في هذا الخصوص»انه لا يفوتنا الدعوة إلى إعادة النظر في نظام صندوق التقاعد والحيطة بما يضمن حسن تسييره وترشيده لضمان تصرف شفاف فيه وديمومته وأداء خدمات ترتقي لطموحات اصحاب العباءة السوداء مع بقائه تحت تصرف المحامين وذلك بعد تقييم مردوده الحالي تمويلا وتوظيفا وتصرفا.» خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 جوان 2010)

 

تنصيب رئيس شعبة غير متعلم على رئاسة مهرجان ثقافي


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 11. جوان 2010 على عكس التوجهات العامة التي ترشح مثقفين للإشراف على المهرجانات الصيفية لتجاوز سلبيات العشرية الاخيرة، ذكرت مصادرنا أن رئاسة مهرجان النسيج التقليدي بخنيس من ولاية المنستير قد منحت لأحد رؤساء الشعب الذي لم يتجاوز مستواه التعليمي السنة الخامسة ابتدائي مما أثار استياء كبيرا بين مثقفي المدينة التي بها عدد كبير من الاطارات العليا و المثقفين. وقد سارع رئيس المهرجان الجديد إلى الغاء معرض الصناعات التقليدية و ندوة النسيج التقليدي والندوة الشعرية ليبقي فقط على حفلات غنائية تتماشى و مستواه التعليمي كما علق أحد المواطنين. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 جوان 2010)

أحزاب تونسية معارضة تشكل تحالفاً سياسياً جديداً


2010-06-12 تونس – AFP  أعلن قادة أحزاب تونسية معارضة مرخص لها الخميس تشكيل تحالف سياسي جديد يهدف إلى القيام بعمل سياسي «مثمر»، منددين بمناخ «الانغلاق الكبير» السائد في الحياة السياسية في البلاد. وقال مصطفى بن جعفر -الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات-: إنه «بعد سلسلة اجتماعات نعلن تشكيل تحالف سياسي باسم «تحالف المواطنة والمساواة». وإضافة إلى التكتل الديمقراطي يضم هذا التحالف حركة التجديد وحزب العمل الوطني الديمقراطي وتيار الإصلاح والتنمية وناشطين مستقلين. وبحسب إعلان تأسيس هذا التحالف فإن «الأطراف السياسية ترى أن القواسم المشتركة التي تجمعها تشكل منطلقا لعمل سياسي مثمر يلبي حاجة البلاد للإصلاح ويستجيب لانتظارات المواطنين، ويمكن المعارضة الديمقراطية من تجاوز تشتتها ومن التطور والنجاعة». وندد الإعلان بـ «الانغلاق الكبير» الذي تعاني منه تونس على الصعيد السياسي. وقال: «تعيش تونس وضعا سياسيا يتسم بانغلاق كبير يكبل طاقات البلاد، ويحد من قدراتها على مواجهة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية المتصاعدة، والتي طالت الأجراء وضعاف الحال ولم تستثن مناخ الأعمال والمستثمرين». وأضاف «تأتي في مقدمة هذه العقبات سيطرة السلطة على المجتمع وهيمنة الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) على الحياة السياسية، فيما تبقى المعارضة محدودة القدرات جراء محاصرتها والتضييق على أنشطتها، وتبقى مشاركة المواطنين في الشأن العام ضئيلة». واعتبر بن جعفر أن «البلاد بحاجة إلى معارضة جدية ومستقلة قادرة على مواجهات شتى التحديات المقبلة، ولاسيما إشكالية تداول السلطة في استحقاق الانتخابات الرئاسية في 2014». أما رئيس حركة التجديد أحمد إبراهيم فاعتبر أن التحدي الأبرز يكمن في «إخراج المواطن التونسي من حال الاستقالة من الحياة السياسية». وأضاف أن «هذا التحالف يبقى مفتوحا ويمكن أن يتسع ليضم كل الكفاءات الوطنية». (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 11 جوان 2010)
 


إعلان تحالف المواطنة والمساواة

تونس –  10  جوان 2010 كلمة  د. فتحي التوزري (تيار الإصلاح والتنمية)


أيتها السيدات أيها السادة، إن هذا التحالف   تتــــــويج

* لمسار ناضج من الحوار السياسي بين أطراف سياسية متعددة طيلة نصف سنة * لمجهود سياسي بين أطراف سياسية: – ملتزمة بالإصلاح السياسي – واعية بتعقيدات عملية الإصلاح، وخاصة على المستوى المؤسساتي – متفقة على أن عملية الإصلاح تتطلب رؤية إصلاحية وأهداف واضحة ومقاربة ناجعة – مؤمنة بأن الانتخابات الحرة والنزيهة أداة فعالة لتطوير الحياة السياسية وتأسيس شرعية الحكم.   ثــــمرة
تقارب وتعايش وتعاون جدي بين مكونات سياسية مختلفة ولكنها تحمل نفس هموم الوطن وتسعى لتطوير بيئته السياسية.   مشروع سياسي واعد
يحدث الناس بصدق، يحلل الوضع بموضوعية، يعتمد على مشاركة التونسيات والتونسيين، يرتكز على قيم مشتركة تجمع التونسيين، تعزز لحمتهم الوطنية، ويتطلع إلى مواطنة فعلية تعزز مناعة الوطن وترتقي بقدراته.   استـــجابة

لما تتطلبه هذه المرحلة التاريخية الدقيقة والحرجة من تكاتف وتعاون واستشراف وعمل ناجع لدفع مسار الإصلاح المتعثر ببلادنا.   دليل
على حيوية المجتمع السياسي وقدرته على التأقلم مع طبيعة المرحلة وتعقيداتها.   فرصة
ثمينة وجدية للتعلم من أخطاء الماضي والاعتماد على التعاون للخروج من حالة التشتت والإحباط وضعف المقدرة.   دعــــوة
صادقة للتونسيات والتونسيين، وخاصة الشباب منهم، لتنشيط الفضاء المواطني، واعتماد الحوار البناء، ونبذ الإقصاء، وانجاز التقاربات الممكنة والبناءة، لإبراز بيئة مفعمة بالأمل، حية بالمبادرات والإبداع، بيئة مناسبة ومحفزة ومشجعة للإصلاح.  


بعض من ممارسات هياكل نقابية في القصرين :الى الاخوة الاساتذة والنقابين


بعد التحية أننى عضو النقابة الاساسية للتعليم الثانوى بتالة دخلت فى نقاش مع أحد أعضاء نقابتنا حول موضوع نقابى(تشويه الكاتب العام للنقاية المذكورة) أردت توضيح الامر ، ما راعنى الا وان انتصب قائما للتعنيفي مع السب والشتيمة أمام مرآى ومسمع العديد من النقابيين وبما لا يليق بنقابي و قد تواصلت ممارساته بتعنيف النقابيين حيث كرر اعتداءه علي مرة ثانية وهذه المرة أمام ابني الصغير ، فتقدمت بشكوى الى قسم النظام الداخلى للاتحاد الجهوى للشغل بالقصرين وكذلك النقابة الجهوية للتعليم الثانوى كما طرح موضوع الإعتداء داخل مجلس اطارات التعليم الثانوي المنعقد19_8-2009 الذي أجمع على ادانة العنف وطلب من المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي متابعة الموضوع وقد استمر الموضوع في التلكؤ بسبب وجود داخل المكتب الجهوي من يريد التغطية على ممارسات هذا العضو وذلك لحسابات انتخابوية كما أوعز الى هذا العضو بالإدعاء فما راعنى الا والمعتدى يلتجئ الى الامن و يقدم شكوى ضدى بأننى اعتديت عليه » فتمت دعوتي من المحكمة حيث وجهت لي تهمة في قضية مفتعلة بعنوان « اقتحام محل الغير والقذف علنا » ونظرا للمؤامرات والتستر على هذه الإعتداءات وتواني الإتحاد الجهوي على التحقيق في الإعتداء واصل هذا الشخص اعتداءاته وأسلوبه البعيد عن العمل النقابي فأعتدى على عضو ثان وأيضا على عضو نقابة الاطباء حيث أصبحت ظاهرة العنف لديه أمرا عاديا….كما وجد الدعم الكامل من طرف الاخ الكاتب العام للنقابة الجهوية(الصغير السائحى) لان مصالحه تعارضت مع شعارنا لا للانتهازية اليوم معك وغدا ضدك أصبح يدعم فيه بكل الطرق كما عمل على تفكيك وحدة النفابة الاساسية عقابا لها . وأنا من هذا الموقع أتساءل هل هذا هو جزاء من يعمل في النقابة لخدمة غيره أن يهان ويعتدى عليه ثم تلصق به التهم الزائفة ويجرّ الى المحاكم .سوال أطلب الإجابة عليه من النقابيين الصادقين فحسب .  
 
محمد الهادي فريضي – عضو نقابة أساسية للتعليم الثانوي تالة . — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


خاص الإعلامي صالح الأزرق التونسي الوحيد في أسطول الحرية لـ »الوطن »:

 


·        نخبة الجيش الصهيوني كانت مرعوبة أمام إرادة أبطال الأسطول ·       حزّ في نفسي أن لا يكون هناك تونسيون ضمن الأسطول ·       كانوا يطلقون الرصاص مباشرة في الجباه وعلى الظهور ·       الأساطيل الإنسانية جعلت من صوت المواطن العادي صوتا قويا وحادا   تونس/الوطن   « صالح الأزرق » الإعلامي التونسي المقيم في لندن، كان التونسي الوحيد الذي شارك في « أسطول الحرية » لكسر الحصار عن غزة… اتصلت به « الوطن » هاتفيا في لندن وأجرت معه حديثا حول المجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد النشطاء المدنيين في المياه الدولية. و »صالح الأزرق » هو أحد الإعلاميين المتميزين يعمل منذ سنوات ضمن فريق قناة « الحوار اللندنية » وفيما يلي نص الحديث: حوار نور الدين المباركي     أولا، حمد الله على السلامة من هذه المجزرة الصهيونية.   الله يخلّيك، هي فعلا مجزرة ارتكبت ضد المدنيين، سقط فيها 9 شهداء ونحو 60 جريحا، وربّما لو قارنّا هذه الأرقام بمعارك أخرى شنّها الكيان الصهيوني سنكتشف حجم هذه المجزرة وهذه الجريمة.   كنت التونسي الوحيد المشارك في « أسطول الحرّية »، هل أنّ ذلك مثّل لكم عامل فخر واعتزاز، أم أنكم شعرتم ربّما ببعض القلق لأنكم كنتم تأملون أن يكون عدد التونسيين المشاركين أكثر؟   صراحة فوجئت أن لا يكون هناك تونسيين ضمن الأسطول، ولا أخفي أن ذلك حزّ في نفسي… لكن في الوقت ذاته أنا أعي جيدا أنّ لكلّ ظروفه وأسبابه التي لا تجعله يشارك في « أسطول الحرية ». يبقى من المهمّ الإشارة أنّ غياب التونسيين عن هذا الأسطول لا يقلّل من قوة دعمهم وتضامنهم مع القضية الفلسطينية وحصار غزة… فتونس تقريبا هي أول بلد عربي انتظمت فيه مظاهرة رسمية وشعبية تندد بعملية القرصنة التي استهدفت « أسطول الحرية »… ثمّ لا يجب أن ننسى أن تونس والشعب كانا دائما إلى جانب القضية الفلسطينية. وهناك نقطة أخرى أريد أن أشير إليها وهي أن التونسيين ليسوا وحدهم من لم يشاركوا في هذا الأسطول: السودانيون والليبيون أيضا… طبعا انا فوجئت بهذا الأمر لكن دائما التمس لهم الأعذار لأننا لا نعرف  ظروفهم.   سمعنا العديد من الشهادات عن المجزرة والقرصنة التي ارتكبها جنود الكيان الصهيوني… ماذا يمكن أن يضيف صالح الأزرق؟ ما حصل هو اكبر من القرصنة، هي جريمة بكل المقاييس ارتكبتها « إسرائيل » في المياه الدولية وهي لا تستطيع أن تكذب وتقول إنها قامت بذلك في المياه الإقليمية في غزة. أنا وكثير من المشاركين كنا مستعدين للإعتراض أو الإعتقال أو العرقلة من قبل « إسرائيل »… لكننا صراحة لم نكن نتصور أن يكون هناك إنزال جوي تشارك فيه نخبة الجيش الصهيوني… وأن يطلق الرصاص على النشطاء والمتضامنين مباشرة في الجبهة (أي على الجبين)… نعم في الجبهة وفي الظهر… لا أستطيع أن أصف تلك المشاهد الرهيبة ورائحة الدم التي تغطي المكان. المجزرة كشفت المزيد من عورات الكيان الصهيوني… وكشفت حماقته وغلظته وإلاّ كيف تنفذ هذه الجريمة ضدّ مدنين عزّل… اعتقد أنّه على المجتمع الدولي أن لا يقف مكتوف الأيدي في المستقبل. ولو سمحت هناك استنتاجات خرجت بها وهي أن « الجيش الإسرائيلي » هو جيش مرعوب… جيش جبان صحيح أنّه يملك التجهيزات الحديثة (رأينا أسلحة جديدة وملابس مختلفة…) لكنه غير قادر أنْ يصمد ويقف أمام من له الإرادة ومن يدافع عن قضية عادلة، شخصيا شاهدت بأم أعيني كيف كان الشباب يجرّون « نخبة هذا الجيش » وكيف كانت هذه « النخبة » (التي جاءت من حيفا) مرعوبة أمام قوة وإرادة من على السفينة، هو جيش مرعوب وجبان لأن عناصره تدرك أنّها تدافع عن الظلم.   بعض المراقبين والمحللين بدؤوا يتحدثون عن سلاح « القوافل والأساطيل الإنسانية » لكسر الحصار عن غزة، وهناك من رفع درجته إلى مستوى المقاومة. من وجهة نظرك ما هي حدود هذا السلاح وهل يمكن أن يعوض بقية أشكال المقاومة؟   كمواطن عربي اعتقد أنّ هذا السلاح، هو سلاح حادّ والدليل أن « إسرائيل » ارتكبت المجزرة التي خلفت 9 شهداء و60 جريحا… وأن « أسطول الحرية » عرّى ما تبقى من عورات الكيان الصهيوني… وهو ما لم يستطع « الرسميّون » القيام به. وحين كنّا في « سجن بئر السبع » زارنا القنصل البريطاني وممثل عن الصليب الأحمر وغيرهم وأكدوا أن هذه المجزرة ضد « أسطول الحرية » لم يشهدوها سابقا. القافلة تمكّنت بشهدائها ودمائها أن تجعل من صوت المواطن العادي صوتا قويّا وحادّا… صوتا بلغ العالم كلّه وعرّى « إسرائيل » وعرّف بحصار غزة…   كيف تفسّر قوّة الحضور التركي والأوروبي وغيره في هذه الأساطيل مقابل ضعف الحضور العربي والمغاربي؟ لا أعتقد أن هناك ضعفا في الحضور العربي، فالجزائر شاركت بوفد يتكوّن من 32 فردا من ضمنهم رسميين وإعلاميين وشباب (فتاة تدعى عائشة عمرها 20 سنة) كذلك الأردن والكويت التي لابدّ أن أقول مشاركتها كانت هامة بشهادة الجميع. ربّما بعض الدول الأخرى تأخرت عن المشاركة… لكن الأكيد أن لها أسبابها وأعذارها. أمّا بالنسبة لتركيا التي كان حضورها قويا (أهم سفينة في الأسطول سفينة مرمرة تحمل 650 فردا) فإن ذلك إشارة إلى عودتها بقوة إلى الساحة السياسية في الشرق الأوسط والساحة الإسلامية عموما.   لو أتيحت لكم فرصة المشاركة في أسطول آخر… هل ستقومون بذلك، خاصة بعد الذي وقفتم عليه؟   صدّقني لم أمسك سلاحا في حياتي ومع ذلك لم أشعر بالخوف عندما شاهدت الجنود الصهاينة المدججين بالأسلحة… لم أشعر بالخوف لأني رأيتهم مرعوبين وخائفين… كما أني لم أر الخوف في أعين أي فرد من أفراد السفينة التي كنت عليها والسبب أن الجميع كانوا يدركون أن الجنود الصهاينة هم الخائفون وهم المنبوذون… هم الأقزام ونحن من يملك الإرادة والقوة… وأقولها بوضوح لو خرجت غدا قافلة جديدة سأخرج معها.   كيف تنتظر أن يتم استقبالك في تونس عند عودتك؟ أنتظر أن أدخل مطار بلادي كما كنت أدخل دائما وأتوجه إلى مسقط راسي في الجنوب التونسي. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 141  بتاريخ 11 جوان 2010)  


كلفة « اللاّحلم »


بقلم: صالح عطية قد يختلف المرء حول مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، من حيث توجّهاتها وأسلوب عملها والكيفية التي تتناول من خلالها بعض القضايا الحساسة والدقيقة، سواء التاريخية منها أو المعرفية أو السياسية أو الاجتماعية… لكن أحدا ليس بوسعه التشكيك في عمق طروحات هذه المؤسسة التي نجحت خلال أكثر من عقد من الزمن، في إماطة اللثام على الكثير من الجوانب التاريخية والسياسية في تونس والبلاد العربية، عبر حوارات شكّلت – بمعنى ما – « حفريات » في ذاكرتنا الجماعية، وفي أساسات وعينا وتفكيرنا في قضايا الحاضر والمستقبل…. وهذا بالتأكيد ليس إطراء… ولا هو من باب رمي الورود ،فصاحب هذه السطور عرف بغير ذلك في كتاباته منذ نحو عقدين من الزمن أو تزيد… ما حملني على هذه « الديباجة »، المؤتمر التاسع والعشرين لمنتدى الفكر المعاصر، الذي نظمته المؤسسة قبل بضعة أيام حول « كلفة اللاتنمية السياسية والاقتصادية والمعرفية في البلاد العربية »، وهو المؤتمر الذي حضره عدد كبير من الخبراء والجامعيين والدبلوماسيين والوزراء السابقين، أي أولئك الذي ساهموا في صنع القرار السياسي في فترة ما من تاريخ بلدانهم، بما يجعل من شهادتهم وتحليلاتهم، أكثر من دلالة ومغزى.. المؤتمر الذي استمرّ ثلاثة أيام من دون لياليها، لامس جملة من القضايا والإشكاليات أهمها: ·أن قضية البحث العلمي، ما تزال تعاني من التأخر في العالم العربي، رغم مرور أكثر من نصف قرن على إنشاء الدولة الوطنية… وبالطبع في غياب البحث العلمي، تختفي المعرفة ويتراجع الفكر السياسي، وبالنتيجة تتأخر عجلة التقدم عندنا… ·        ضرورة تحديد دور الدين في عملية التنمية وفي الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمنطقة العربية. ·        أشار المؤتمر إلى استمرار « العشائرية الجهوية » في تحديد مواقف الدولة العربية، ما أضرّ بآليات صنع القرار فيها… ·        رغم ما انفق على التعليم في مجتمعاتنا، ما يزال هذا الموضوع من أسباب اللاتنمية في بلداننا… ما يعني أن البلاد العربية لم تهتد بعد إلى نموذج تعليمي خصوصي… ولسنا ندري هنا، ماذا تفعل مؤسسات إقليمية مثل « الألكسو » و »الأيسيسكو » بعد هذه العقود الطويلة من الحراك، إذا لم تتوصل إلى توحيد الأمّة على نهج تعليمي واحد، رغم مئات المليارات التي رصدت لها منذ نشأتها… ·        قضية الفساد، المجتمعي والسياسي والاقتصادي التي تنخر البيئة العربية. ·        وأشار المشاركون خلال « تشريحهم » لكلفة اللاتنمية في الدول العربية، إلى علاقة المواطنين العرب بالسياسة حيث وصفوها بـ »السيئة »، وعللوا ذلك بغياب الحوار وعدم توسيع دائرة المشاركة في صنع القرار السياسي… ولا شكّ أن هذه « المؤشرات » الدالة على كلفة اللاتنمية، تبدو مقنعة، بل وجديرة بأن تطرح في مؤتمر عربي واسع لكي تتخذ بشأنها قرارات عملية باتجاه وضع العرب على سكّة التنمية « الحقيقية »… لكن منتدى الفكر المعاصر، ورغم انه جُعِل « للتفكير » بالأساس، فإنه أهمل – في مناقشاته – أمرين اثنين على الأقل: 1 – النخب العربية التي بات دورها معطّلا للتنمية في المحيط العربي، بما يجعلها جزءا من كلفة اللاتنمية في بلداننا… 2 – وحريّة الإعلام والتعبير، التي تعاني من « الضبط » المستمر، وإجراءات التضييق، وحالات التوجيه نحو سياقات بعيدة عن الإعلام ووظائفه النقدية، وخارج دائرة مسؤولياته الأخلاقية والوطنية، وهو ما ساهم في رفع فاتورة هذه « الكلفة اللاتنموية »… نحن إذن في وضع لا نحسد عليه إطلاقا… بالأمس انتهى هذا المنتدى بالذات إلى القول إننا نعاني من « كلفة اللامغرب عربي »، في إشارة إلى الأضرار التي لحقت بالمنطقة المغاربية جرّاء عدم الذهاب بعيدا بين دولها الخمسة باتجاه الوحدة… واليوم يُنَبِّهُنَا ذات المؤتمر إلى « كلفة اللاتنمية » في الوطن العربي… أليس هذا بكثير علينا؟! هل إلى هذا الحدّ تعيش بلداننا هذا « العطل »، رغم « تجاربها » التنموية الكثيرة التي خاضتها طيلة نحو أربعة عقود على الأقل؟! هل اتسعت مساحة التشاؤم، لتقضي على ما تبقى من بريق أمل يسكن في عقولنا وكياننا وتطلعاتنا؟! نرجوكم، لا تحرموننا أيّها السّادة من « كلفة اللاحلم »… فالتغيرات الاجتماعية والسياسية والفكرية وغيرها…. بدأت ذات يوم… بحلم…   (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 141  بتاريخ 11 جوان 2010)  


بعد تراجع الخصوبة بسبب التنظيم العائلي هل تدخل تونس مرحلة التشجيع على الانجاب!؟


تفيد أحدث المعطيات الاحصائية أن المعدل الوطني للخصوبة المتمثل في عدد الأطفال لكل إمرأة في سن الإنجاب بلغ 2,06 بالمائة محققا تطورا نسبيا مقارنة باحصائيات سنة 2007 حيث كان المؤشر التأليفي للخصوبة في حدود 2,03 بالمائة. اعتبرت مديرة ديوان الأسرة والعمران البشري، خلال اشرافها مؤخرا على حلقة نقاش حول العزوبة لدى الشباب، هذا التطور في معدلات الخصوبة مؤشرا إيجابيا مؤكدة وجود مؤشرات أخرى على نقص طفيف في الإقبال على وسائل منع الحمل في بعض المناطق… فهل تحول إهتمام ديوان الأسرة والعمران البشري اليوم من متابعة برنامج الحد من الولادات إلى التشجيع على الإنجاب ومتابعة تطور مؤشرات النمو الطبيعي للسكان ومعدلات الخصوبة بكثير من الشغف والتفاؤل باحراز نقاط نمو؟ فترة ديمغرافية «ذهبية» انطلاقا من تحاليل المختصين والباحثين في الوضع السكاني فإن متابعة تطور مؤشرات النمو يجد اليوم ما يبرره من منطلق أن المرحلة الديمغرافية التي بلغتها تونس اليوم تعد فترة «ذهبية» تحتاج إلى الحفاظ على استقرار مؤشر الخصوبة دون المزيد من التدحرج حفاظا على توازن التركيبة السكانية. وكمؤشر على التحول في السياسة السكانية نذكر أن المخطط الحادي عشر للتنمية من بين أهدافه المعلنة المحافظة على معدل إجمالي في حدود طفلين لكل إمرأة لتأمين تجدد الأجيال. مع الإشارة إلى أن المعدل الذي بلغته تونس حاليا في تقلص مؤشر الخصوبة يعد من أضعف المعدلات في الوطن العربي والقارة الإفريقية بأكملها مما يجعل تونس في مرتبة معتدلة مقارنة بالوضع السكاني السائد في أوروبا المتسم بعدم تعويض الأجيال ومقارنة بمناطق أخرى التي مازالت في طور التجدد السريع للأجيال… انخفاض عدد الولادات يشير تقرير «السكان في تونس: برنامج تنظيم الأسرة والصحة الانجابية لسنة 2008 « أن انخفاض معدل التزايد الطبيعي للسكان الذي كان ملحوظا ومستمرا خلال العقود الأخيرة عرف خلال السنوات الأولى من الألفية الثالثة شبه إستقرار بمعدل 1 فاصل 11 بالمائة ويقدر حاليا معدل النمو الطبيعي للسكان بـ1 فاصل 19 بالمائة. و يتطلب الحفاظ على هذا الاستقرار في مؤشرات الخصوبة الحد من الانخفاض السريع لعدد الولادات مقابل تزايد شريحة المسنين. إذ يبين التقرير ذاته المذكور آنفا أن نسبة الولادات الطبيعية في تونس بقيت حتى أواخر الستينات تقدر ب45 بالمائة ثم عرفت منذ ذلك التاريخ انخفاضا تعمق في بداية التسعينات لتبلغ 17 فاصل 7 بالمائة السنة قبل الفارطة،أي مرتين ونصف أقل مما كانت عليه منذ 40 سنة مضت. ويضيف التقرير أن التغيير في التركيبة العمرية للسكان ساهم في ظهور المؤشرات الأولى لبوادر التشيخ التي تبرز من خلال ارتفاع مؤشرات التهرم من 12 مسنا (من 60 سنة فما فوق ) لكل 100 شاب دون 15 سنة سنة 1966،إلى 38 مسنا لكل 100 شاب سنة 2006…
منى اليحياوي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 جوان 2010)
 


رسالة بمناسبة

الذكرى التاسعة والعشرين للإعلان عن حركة النهضة


 
سلامي إلى كل الأحبة الذين خرجوا من السجن والذين مازالوا، وإلى الذين هاجروا وعادوا والذين لا زالوا على صبرهم، سلامي لمن حُوصِر في تونس ولبث فيها ونجّاه الله من السجن أو الغربة، سلامي لمن كان يوما ما مناصرا لحركة الاتجاه الإسلامي أو النهضة من بعدها، سلامي لمن انتفض لله في سنوات التغريب والعلمنة أو في سنوات القحط وحكم الرويبضة، سلامي إلى كل روح تنبض بالإيمان والحب وإلى كل يد تمتد بالخير في بلدي تونس أو إليها، وسلامي إلى كل المسلمين الذين وقفوا مع حركة الإسلام باليد أو باللسان أو بالقلب. إلى كل هؤلاء الإخوة تحية إجلال وإكرام على صبرهم ومصابرتهم على السجن أو على الغربة أو على السلطة التونسية نفسها، إن الذي ظل في المنفى لمدة طويلة رافضا استبداد السلطة التونسية، ثم اختار أن يطفئ نار الشوق إلى بلده وأهله واضطر إلى الابتسام في وجه رجال الأمن، ليس بمتولي ولا خائن لنهج الرفض. ذلك أن الاستبداد خيار سياسي اتخذته السلطة أولا، عائد عليها السلطة وواقع على المجتمع ككل، ولم تكن الهجرة يوما فاكّة عن الاستبداد، ولا السجن، بل هما تعبيران عنه. لا بد ألا يذهب بعض الإخوة بعيدا في النكير على من قصد سفارة من السفارات من أجل الحصول على جواز سفره وعاد مطأطئ الرأس بعد طول غياب، فعودته الفردية ليست خيارا سياسيا يحسب للحركة أو عليها وذلك بدليل المنطلقات والواقع، ولا يَحتج علينا البعض بتصريحات بعض من عاد النابذة للحركة، فهي تصريحات عن مواقف أقدم من عودة من أدلى بها، وناتجة عن خلاف حول منهج الحركة السياسي التصالحي، والأصولي الدعوي. ومع أني ممن يكره أن ينظر في وجه أي مسئول أمني تونسي، وممن يعتبر التعامل مع هؤلاء الجلادين حَطٌّ من قيمة المهاجر إلا أني أرى أن عودةً تصل الأرحام وتلطف القلوب تستحق كل الاحترام والتضحية، لقد زرت السفارة التونسية يوما ورفضت التعامل الأمني، وأصررت على التعامل القانوني أو السياسي على اعتبار أني لم أقترف جرما واحدا في حق بلدي، وعلى أساس رفض سلطة الأمن: آلة الاستبداد في تونس. وكان بودي لو أن المشرفين على تواصل أبناء الحركة يعمموا أفكارا من هذا القبيل، في مقابل بيان العبعاب ومجموعة الـ 19. الإخوة الكرام من قدماء الحركة الإسلامية في الداخل والخارج، لقد نأينا بأنفسنا كثيرا وطويلا عن الشارع التونسي، وها نحن نرى الأمرَ لا يزداد يوما بعد يوم إلا سوء، فبن علي خاب وخسر، و »حرية وإنصاف » وحدها شاهد على ذلك. لنكف تماما عن مواجهة بعضنا البعض، ولنعلم أننا (كل الذين ذكرتهم في بداية كلمتي) في قارب واحد، لنا نفس الغايات، ونعاني نفس المعضلة، ونرتبط بروابط متينة، ونقف كجماعة عند نفس النقطة. إن عودة من عاد لم تغير من حال النظام البائس، ولا من حال الحركة القاعس إلا في إطار العائد الضيق وبقدر قليل، بينما المطلوب أن نقدم الحلول ونحسن تقدير الأمور، ونوحّد المواقف في مرونة وتفاهم.                      وأقول لمن يحسن استعجال الأمور: نعم لقد طالت المحنة وعظمت المنحة إن شاء الله، وصبرت تونس، وتعلمت من تجربتها وعذاباتها. فقد كانت تجربة فريدة لشعب فتي، مؤثر للاستقرار والائتلاف، رافض للعنف، قابل للاختلاف، صافي الطوية، مسامح، كريم. بقي أن هناك أمورا يجب التذكير بها ونحن إن شاء الله أمام مرحلة جديدة، أمور تنبغي لمن عرف الحق ولزمه، ولمن تعبت نفسه واشتاقت لشفاء الله برؤية الخير بين جموع أهل بلده، أمور أُعدِّدها كالتالي: إننا إذا أردنا أن نتعرف على رصيدنا نحتاج أولا إلى البحث عنه في المكان الصحيح، فهو عند الله أولا، فلنحمد الله ولْنَتُبْ إليه ولنَرْجُ الرحمة عنده. ونحن بحمد الله بقيَ أغلبُنا على الإيمان، والولاء لدعوة الحق إن كان في تونس أو خارجها. ثم نبحث عن رصيدنا عند التونسيين، وكل منا في الداخل أو في الخارج له قرابة وأصدقاء، فكيف يجدونه ويجدهم، وكيف يتلقون أخباره، وبأي عين ينظرون إليه؟ فهؤلاء رعيته « السياسية » ورصيده الذي يطالب به. ولا شك أن ضمائر التونسيين لا تحمل علينا بقدر ما تحمل لنا، وسيبرئهم الله ويبرئنا ساعة يحكم ويشاء، وليس تبعا لادعاءات المغرضين. ورصيدنا بعد الله سبحانه والشعب التونسي محفوظ في تواريخِ أحداثٍ وعهود ووثائقَ. وتاريخنا يشهد عليه واقع تونس اليوم، منذ سُجِنَّا وهُجّرنا ومُنعنا من حقوقنا. وعلى من ظل يدّعي أننا كنا مفسدين عقيدة أو شريعة أو أخلاقا أو سياسة أو اقتصادا أو ثقافة أن يأتينا بعمل في واحدة من هذه المجالات كلها وفي فترة غيابنا لجهة ما أفضل من عملنا، وعطاء خير من عطائنا. نعم نحن قد أخطأنا كغيرنا من بني آدم وعثرنا، واختلفنا وتفرقنا وتجمعنا وعرجنا وعجزنا، ولكن أين هم الذين انفتحت لهم الساحة للتنوير والتطوير والتحرير، أين قائد التغيير وأين التغيير؟، ها هي تونس آخر من يُذكر على ساحة الفعل الإيجابي الدولية على جميع المستويات، ها هي تونس مَسَبَّة حقوق الإنسان، ها هي تونس فضيحة الدول العربية في فساد الأخلاق والمال والكلمة، ها هو حاكم تونس آية في الكذب والدجل، وهل يقف الكذاب مواقف الرجال!!. قد كان لنا أصلٌ وهوية ومرجع جغرافي وديني وقومي وتاريخي، فأين هي أصولنا وأين هويتنا وأين حريتنا؟ أين هي هذه الثوابت في شباب تونس اليوم؟، حتى النخبة العلمانية التي تطالب « بحقوق الإنسان » لا تعرف أصلها، ولا مرجع لها إلا الغرب. أين عِلمنا وثقافتنا في عصر العلم والتكنولوجيا، لنعد إن شئتم إلى مساهمات التونسيين في معارض الكتاب الدولية، وفي مسابقات ومؤتمرات العروبة والإسلام، أين هو الرصيد التونسي لـ22 عاما من التغيير؟. ها هي وسائل الإعلام التونسية، ولنقارن بين حلقات نجيب الخطاب وصالح جغام -الذَيْن لم يكن لهما علاقة بحركة الإسلام – وبين من تَعرِضُهم التلفزة التونسية اليوم، وبرامجهم من مثل « دليلك ملك » و »الحق معاك » و »عندي ما نقلك » من البرامج البائسة والمخزية والمنفرة. ها هي وسائل الإعلام التونسية التي إن زادت على التطبيل أو نشر الغسيل، فلا يعلو صوتٌ فيها على أصوات الكُرويين والراقصين والمغنين، وهل بقي في وسائل الإعلام من الحياء شيء؟. لقد خسرت تونس الكثير الكثير بسجن وتهجير أبناء حركة الإسلام، وأنَّا لحاكمها أن يفلح بعد تصفية المصلحين وتجفيف منابع الدين، أم ظن أنه يَهْدِي العُمْي عن ضلالتهم، أم ظن أنه يَهْدي إلاّ أن يُهدَى، ها قد ضل وخاب وبار وهدى إلى الضلال والفساد والدمار. لقد خسرت تونس صحوة هادئة، ودعوة وسطية، ونخبة معتدلة فاهمة. لقد خسرت تونس منافسا سياسيا شريفا نزيها نافعا للصالح العام والخاص. لقد خسرت تونس جامعا للناس والفكر والجهد والطاقات. وماذا ربحت بخروج الإسلام المحرك من الساحة، لقد ربحت النفاق ومافيا المال، واستتباب « الأمن »، وانتشار الجريمة، والتطرف، والشذوذ، و…، واستقرار الصنم في كرسيه. علينا بعد هذا العمر أن نعود إلى التقييم الصحيح، فليس الصحيحُ تقييمَ المبعَد أو السجين أو المطارَد أو المحروم. علينا أن نقيِّم الطليقَ المتسلِّط الفاعِل المتحرِّك، ألا وهو النظام التونسي أولاً، ومن أَطلقَ لهمُ العنانَ ثانياً، أما الحركة فيكفيها ما ابتليت به ليُشهدها الله على الفسقة الفجرة، ويُشهِد لها العقلاءَ في ختام الجولة التي أرادها سبحانه. فلننتظر إن غدا لناظره قريب، ولنصبر إن وعد الله حق، (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).  
 
لبيب الفاهم


الوطن الحبيب « تونس »


أبوجعفرالعويني

تحية إلى القرّاء الكرام,وتحية خاصة إلى كلّ مغترب ومهجّر ومنفي عن الوطن الحبيب « تونس » ولا ألوم من تعب من الغربة ,ولكنّ الرجوع بكرامة عزّ الطلب دون الخنوع لمافيا الوطن,هذا الوطن للجميع دون استثناء,سواء المقيم أو البادي إنّ شعبنا يعاني حقا من الحكم البوليسي أرهقه الخوف والرهبة من أناس فقدوا ضميرهم فأفقدوه فحولته , فماذا لو هدف عدوّ غازي لاسمح الله؟… لن ننسى الوطن بلاد الأجداد ولابدّ من الرجوع يوما ,ولكن بحرّية دون ابتزاز ولا استفزاز. وهذا ما جادت به القريحة أتمنّى أن ينال اعحاب القرّاء. بلاد ك  ياللي انت  شاهيها ثمّة الزين آش عجبك فيها بلاد ك يا اللي  مشتاقلها تونس  ما عادت تنطاق القوادة كثرت في عملها شيئ ياسر احمل لفراق أقرا  وآش يتمنّوا أهلها اللي يلقى الهجرة يخلّيها بلاد ك  ياللي انت  شاهيها ثمّة الزين آش عجبك فيها حكموها لصوص وقوادة السرقة صارت فيها عادة* حروسة وديوانة وعمادة وهيئة و دستور وما فيها بلاد ك ياللي انت شاهيها ثمّة الزين آش عجبك فيها يا للي خارج منها هارب غيراصبرماتكونش زارب* لا تنسى سجون الهوارب ما زال  زنازين *معبييها بلاد ك ياللي انت شاهيها  ثمةالزين آش عجبك فيها غيراصبرماتكونش زارب  حبوسات  الكلّ  معبييها ………………….. *(ج)زنزانة * زارب  /مسرع ………………..  


في الذكرى الثانية لأحداث الحوض المنجمي

ما معنى أن يعترف رئيس الدولة بوجود تجاوزات لبعض المسؤولين ؟

2/3      


بقلم علي شرطاني –  تونـــــــــــس  
ماذا تعني تلك الإعترافات من طرف رأس السلطة واقعا وقانونا :    
1- معنى تلك الإعترافات واقعا :

إن وجود ما تمت الإشارة إليه من تجاوزات وانتهاكات خطيرة في المستوى السياسي والإجتماعي والثقافي والإقتصادي والأخلاقي والحقوقي، والتي اضطرت السيد رئيس الدولة  للإعتراف بها، هو دليل على فساد الخيارات السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية، ودليل على الفساد المالي والإداري والأخلاقي، وعلى عدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب، وعلى فساد المقاييس التي يتم على أساسها الإختيار الذي لم يكن على أساس الكفاءة والنزاهة، ولكن على أساس الإنتماء الحزبي، وعلى أساس القرابة والعلاقات الخاصة وغيرها من المقاييس غير الوطنية، خاصة في مواقع المسؤوليات الكبرى والمتوسطة وحتى الدنيا أحيانا. وهو دليل على عجز السلطة عن الإحاطة بالمشاكل الحقيقية للبلاد وللشعب، وعن وضع الحلول المناسبة لها في الوقت المناسب. وهو دليل عن الإهمال وعدم أخذ الأمور بالجدية المطلوبة وبالحرص المطلوب، وبعدم وجود أي قيمة للإنسان في ثقافة السلطة، وعدم اكتراث بحاضره وماضيه ومستقبله، وعدم الإعتراف له بما له من حقوق، ومطالبته بما لها عليه من حقوق وما عليه إزاءها من واجبات. إن اعتراف رئيس الدولة بتجاوزات المسؤولين المتكررة جهويا ومركزيا في الكثير من الميادين وفي الكثير من الأحيان، هو دليل عن غياب السلطة وعن غياب المتابعة والمحاسبة وعن ترك الحبل على الغارب ليفعل كل من هب ودب ما يريد، ولتكون مشاغل الناس واهتماماتهم ومشاكلهم وحقوقهم في ذمة من لا يرعون فيهم إلا ولا ذمة، ولا يعترفون لهم بشيئ من ذلك. إن ذلك يعني حلول الفوضى التي ليس المواطن هو المتسبب فيها، ولكن المتسبب الأول فيها هم المسؤولون. والذي يدفع الثمن بعد ذلك هو المواطن الذي لا يجد نفسه إلا أمام عصا البوليس ورصاص بندقيته سواء كان مقبلا أو مدبرا. وهو الذي ليس عليه إلا أن يسمع ويطيع، وأن يقبل بعدم الإعتراف له بحقه وبعدم تمكينه منه، وبقبوله طائعا أو كارها بالملاحقة القانونية التي يتحول فيها إصراره عن المطالبة بأي حق من حقوقه إلى جريمة. هذه المطالبة التي يمكن أن تتحول إلى احتجاج بعد نفاذ صبره وإمضاء من الوقت ما يكفي أو أكثر من الكفاية في المطالبة به بالطرق السلمية، ومن الإنتظار ومن التسويف، ليكون الحل من الجهات المسؤولة الإنتهاء به إلى هذه المرحلة التي يتم جره فيها إلى العنف جرا، ويكون فيها مضطرا إليه اضطرارا، وهو الذي يكون قد تم استدراجه إليه استدراجا، لتكون قوات البوليس له بالمرصاد، ويكون ضحية اعتداءاتها، وتحميله المسؤولية عن كل ما يكون قد حدث وما يمكن أن يحدث، وما حصل من أضرار ومن خسائر، وليتم الضرب بمطالبه المشروعة وبحقوقه عرض الحائط، وتكون نهاية المشهد بطش وتنكيل وإيقافات بالجملة وتحقيق ومحاكمات وسجن، لتضيف بذلك الجهات المعنية إلى مأساته باسم القانون وباسم الأمن والإستقرار المزيد من المأساة، وإلى معاناته المزيد من المعاناة، ولأسرته كلها المزيد من الأتعاب والمشاق والخسائر والأضرار. وعندما يبلغ المشهد والوضع من التعقيد حدا لم يعد يجدي التغاضي والسكون عنه، يخرج السيد الرئيس على الرأي العام وفي لقاءاته مع المسؤولين، الذين من المفروض أنهم سبب في كل ما حدث وما يحدث ومن المتورطين فيه، ليعترف بوجود تجاوزات لأولئك المسؤولين أنفسهم، وليتواصل المشهد والوضع بعد ذلك على نفس النحو الذي كان عليه، في محاولة لإيصال رسالة واضحة لكل ذي حق أن لا يتجرأ بعد الذي حصل على المطالبة بأي حق، وإذا كان لابد، فبطرق الإستجداء ومن مواقع الذلة والصغار وبالقدر وبالطريقة التي يريدها أولئك المسؤولين وفي الوقت الذي يريدونه، ولهم في النهاية أن يعترفوا لمن أرادوا ببعض الحق أو لم يعترفوا… هذه هي الصورة الموضوعية للواقع الإجتماعي، ولكيفية معالجة السلطة لمشاكل الإنسان التي أوجدتها له والتي ليست مستعدة لمعالجتها ولا هي قادرة على ذلك، ولا هي معترفة بإنتاجها ولا بالعجز على إيجاد الحلول المناسبة لها. وهي التي ليس من الحلول إلا أربعة : 1- حل التسويف والإستخفاف. 2- الحل البوليسي. 3- حل الملاحقة القضائية. 4- حل اعتراف السيد الرئيس بوجود تجاوزات لبعض المسؤولين.
2- معنى تلك الإعترافات قانونا :
إذا كان الإقرار هو سيد الإعترافات، فإن إقرار رئيس الدولة كشخصية وطنية، أو كرمز معنوي وأدبي ككل الرموز المعنوية والأدبية في الأوساط الشعبية وفي المستويات الإقليمية والدولية، بوجود تجاوزات من طرف المسؤولين وتحميل الحكومة المسؤولية عن ذلك يكون مهما، وتكون بذلك بداية الحل لأي قضية، إما مختلف حولها أو يشوبها الغموض وينقصها الوضوح، أو كانت محل بحث وتحقيق، فما بالنا إذا كان من المفروض أنه رمز « الشرعية » و »الإجماع الوطني »، وهو أكبر مؤسسة تنفيذية دستورية  له من الصلاحيات القانونية ما ليس لغيره بالبلاد كلها،ويستطيع أن تكون له في الأصل من القرارات ما ليس لأحد الحق ولا القدرة على مراجعته فيها بأي اتجاه، وكان ينبغي أن لا تكون قراراته إلا باتجاه تطبيق القانون وتحقيق الإستقرار والإستجابة للمطالب المشروعة لأصحابها، والمعالجة الحقيقة والصحيحة للقضايا المطروحة في نفس الوقت. ذلك أن الإعتراف بالتجاوزات هو اعتراف بالمسؤولية على ما حدث، وهو اعتراف ضمني بحق المطالبين بالشغل أو بغير ذلك من المطالب المشروعة، أو بحدوث ضرر للأي جهة أو طرف أو فرد أو مجموعة من الأفراد كانت مثل هذه التجاوزات قد حصلت في حقهم. وما من تجاوز إلا ويكون قد ترتب عنه ضرر أو خسارة أم مظلمة تستوجب الإعتراف لصاحبها بذلك، وتستدعي بالضرورة من الناحية المنطقية والعقلانية والقانونية رفع ذلك الضرر أو تلك الخسارة أو تلك المظلمة عن الواقع عليه ذلك الضرر أو من لحقت به تلك الخسارة أو من تسلطت عليه تلك المظلمة. إلا أن الحاصل، أن كل ذلك كان يتم بعيدا كل البعد عن منطق العقل والمنطق والقانون. وأن اعتراف مؤسسة الرئاسة بتجاوزات المسؤولين وبمسؤولية الحكومة لم يكن له من دلالة ولا معنى سوى محاولة امتصاص الغضب وتخفيف الإحتقان وإظهار قدرة الرئيس على الجرأة على المسؤولين باتجاه الإعتراف نيابة عنهم بما هو حاصل وبما يحصل وما يمكن أن يحصل من جانبهم ومن جانب حكومته من تجاوزات في حق المواطنين، ومن عدم قدرة على اعتراف واضح وصريح  بحق من حصلت ومازالت تحصل في حقهم تلك التجاوزات، وما يمكن أن يبدوا لبعض المغفلين والأغبياء من أنه انحياز منه للمواطن واصطفاف إلى جانبه، والبحث منه عن الأسباب والمبررات الحقيقية والصحيحة التي دفعت بالمواطن إلى الإحتجاج وإلى العنف بعد انتهاء أكثر ما يكفي من الوقت في المطالبة بحقوقه بالطرق السلمية. والذي نعلمه أن المواطنين أبعد ما يكونوا في الحقيقة عن المبادرة بالعنف، لأنهم يعلمون منذ البداية أنهم الأضعف، وأن السلطة هي الأقوى، وأنهم إنما يكونوا قد دخلوا منذ البداية في مواجهة وفي معركة خاسرة مع نظام يعلمون أنه مستبد ومحسومة نتائجها سلفا لغير صالحهم. والحقيقة أن البادي بالعنف دائما هي السلطة ممثلة في أجهزتها البوليسية القمعية، لأنها تعلم أنها الأقدر على حسم المعركة لصالحها وأن مصلحتها، أمام عجزها على قضاء حوائج الناس والإستجابة لمطالبهم والإعتراف لهم بحقوقهم وتمكينهم منها، في انتهاج العنف سبيلا لإنهاء الإحتجاجات والمطالبة السلمية بالحقوق المشروعة.   إن تناول هذه المسائل من الناحية القانونية والأخلاقية يقضي بأن يكون كل فرد في المجتمع كامل المواطنة وأن ينال كامل حقوقه، وأن لا يجد نفسه في أي وقت من الأوقات مضطرا للمطالبة بها. وإذا كان لا بد من ذلك فلا ينبغي أن يجد نفسه مضطرا لذلك بغير الطرق السلمية، وهو صاحب الحق في مواصلة تلك المطالبة بتلك الطرق المدنية حتى ينالها، وهو صاحب الحق في أن لا يقبل طويلا بمماطلة المسؤول إياه في الإستجابة لتحقيق مطالبه وتمكينه من حقوقه كاملة خاصة ما كان متعلقا منها بحقه في الحياة، ويأتي على رأس حقوقه الكاملة حق الشغل والعيش الكريم بعزة وكرامة. يقول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : » لا تفقروهم فتكفروهم  » وقال علي ابن أبي طالب عليه السلام ورضي الله عنه وأرضاه :  » لو كان الفقر رجلا لقتلته بسيفي » ولا يكون اللجوء إلى العنف من طرف المواطن إلا لضرورة قصوى، وهو الذي يجد له مبررا في الفقر والفاقة والظلم والحيف الإجتماعي، وفي انتهاج سياسة التجويع المتعمدة والمقصودة خاصة والسياسات الخاطئة غير المتعمدة وغير المقصودة، وهو من أصبح يعلم كما يعلم الكل اليوم أن المال العام الذي هو أحد أصحاب الحق فيه قد أصبح دولة بين فئة قليلة معلومة من الناس يذهب هنا وهناك للحسابات الخاصة بالداخل والخارج في غير قضاء حوائج المجموعة الوطنية، والأسماء والعائلات العابثة بالمال العام متداولة ومعروفة. وليس العنف إلا وجها من أوجه الكفر، وهو كذلك سبيل من يعلم أنه من يموت دون ماله وعرضه يكون قد مات شهيدا. فالمعلوم قانونا وأخلاقا أنه لا معنى لاعتراف للناس بحق من حقوقهم من غير تمكينهم منه. كما أنه لا معنى ولا قيمة للإعتراف بتجاوزات المسؤولين وبمسؤولية الحكومات وبمظالم هذه الجهات في حق غيرها ممن لها مسؤوليات عليهم من غير مراجعة أصحابها فيها ومحاسبتهم معاقبتهم عليها. إلا أن الحاصل في كل مرة يتورط فيها المسؤولون في بلادنا في تجاوزات خطيرة في حق المواطنين تصل نتائجها إلى حد قتل أو موت أنفس بشرية بريئة، يظهر علينا سيادة الرئيس المسؤول الأول قانونيا وإداريا على البلاد كلها ليعترف بوجود تجاوزات للمسؤولين الذين غالبا ما يكونوا أو هم الذين دائما من المنخرطين في حزبه، لا ليساوي بين الجلاد والضحية فقط، ولكن ليبرئ المتجاوزين من الجلادين عن تجاوزاتهم، وليجرم المواطنين الضحايا من أجل المطالبة بحقهم في العيش بكرامة في بلادهم، وليتواصل المسؤولون في البقاء في مواقعهم ومزاولة « حقهم » في ممارسة التجاوزات في حق المواطنين أصحاب الحقوق الجادين في المطالبة بها تحت وطأة الحاجة والفاقة والإحتياج والحرمان، وليحال أصحاب الحقوق بعد الإيقاف والتعذيب والإهانة على القضاء التابع ليسلط عليهم من العقوبات ما يراه « مناسبا » أي رادعا يكونون بها عبرة لمن يعتبر. هكذا تتم معالجة القضايا وقضاء حوائج الناس وتمكينهم من حقوقهم. وهكذا يكون التعامل معهم ومع مشاكلهم ومطالبهم في بلادنا، حيث دولة « القانون والمؤسسات »، وحيث السياسة « الرشيدة والقيادة الحكيمة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها »، والتي لا يعلم أحد كيف سيكون مستقبل ومصير البلاد بعدها وبعد انقراض هذه « السلالة الحاكمة لا قدر الله ». ففي الوقت الذي يعترف قيه رئيس الدولة بوجود تجاوزات، ويحمل فيه المسؤولية للحكومة في المستوى المركزي وللمسؤولين في المستوى الجهوي، ظل ملازما لذلك الخطاب الممجوج الذي دأب عليه نظام الحكم منذ عقود من الزمن، والذي كان فيه إصرار دائم على تمجيد سياسة السلطة وصواب خياراتها وتوجهاتها وعدم القبول في الطعن فيها أو نقدها أو إثبات فسادها وعدم جديتها وجدواها. وهو تأكيد منه على المضي في سياسة الحلول البوليسية للقضايا الأساسية بالبلاد، والعقاب البوليسي والقضائي لكل محتج على المماطلة والتسويف وعدم الإكتراث بالمطالب المشروعة لكل صاحب حق مشروع في العيش.


تعليمات


قصة قصيرة: بقلم زكية الضيفاوي في مقهى  » الكون  » جلسنا ذات صباح نتحاور في صمت، كنا خمسة أصدقاء لا تفرقنا الماسي ولا تحول بيننا الخصومات، نلتقي دائما بلا مواعيد محددة ولا نفترق إلا أثناء ساعات النوم. وكان من عادتنا التخاطب دون كلام فكل منا يتفاعل مع الآخرين تلقائيا، يبادلهم نفس الأحاسيس ونفس الشعور دون أن يجيل بينهم النظر. دون استفهام ولا نقاشات نتفق على كل شيء. وتناسق معنا ذاك الصباح دفء الشمس الشتوية ورقة النسيم الصباحي، فكان اللقاء حميميا جدا، لو لم تعكره صرخة آمرة، جمعت بين التظاهر بالقوة واستبطان الخوف من شيء غير مرتقب، »تفرقوا..تفرقوا بسرعة ». اهتزت أرجاء المقهى تحت وقع الخطى العسكرية المستعجلة ، تجمدت أجساد الحاضرين رعبا، اشرأبت نحونا الأعناق مستطلعة، رمقتنا الأعين مفترسة، تسارعت دقات القلوب متسائلة وما انتبهنا، كانت اللحظة الحميمة أقوى من أن يهزها وقع الأقدام أو أن يعكرها صوت عابر… وأفقنا أخيرا، بعد تكرار الأمر أكثر من مرة، فإذا مجموعة من الأشخاص تحاصر طاولتنا من كل ناحية مصرة العزم على تفريقنا دونما موجب. وخلفهم إصطفت صفوف المشاهدين المتزاحمين على الفرجة.  حوالي عشرة شبان من ذوي العضلات المفتولة والبطون المنتفخة والعقول المتكلسة تراوحت الإرتسامات على وجوههم بين من يريد طردنا بلطف ومن هو مستعد لاستعمال العنف لتنفيذ الغرض المطلوب وفريق ثالث يترنح موقفه بين الموقفيْن. التقت عيون الأصدقاء الخمسة لأول مرة في نظرة جدية لتصفح أحوال بعضهم البعض سعيا للخروج بكلمة واحدة، وبتلاقي العيون تقابلت الحيرة والغموض وتولدت الأسئلة . من هؤلاء؟. لماذا يريدون تفريقنا هكذا؟. وأي قانون يمنعنا من الجلوس معا في مقهى؟. وما فائدة المقاهي إن لم تكن مقرات لمجالسة الأصدقاء والأحبة وتجاذب أطراف الحديث؟ وبسرعة تأكدنا من أن المحيطين بنا ليسو إلا  » أعوان أمن » بزي مدني ، أو هم أعوان « تعليمات » كما سماهم أحد الأصدقاء في سره فاتفق خمستنا حول التسمية، وفهمنا أنهم مكلفون بفض جلستنا التي رأوا فيها « اجتماعا غير مرخص فيه » ، ودون تنسيق بيننا تكاثفت جهودنا لإقناعهم بأن المهمة الأساسية لأعوان الأمن هي تطييق القوانين وليست التعليمات، وأن القانون لا يمنع الأصدقاء من الجلوس في المقاهي التي لا تسمح ظروفها بعقد اجتماعات سرية، لكن يبدو أن خطابنا أثار ثائرة أعوان الأمن الذين فقدوا بسرعة السيطرة على غضبهم، فقرروا استعمال القوة لتفريق بيننا وكان أن: ــ أريقت القهوة حتى تطايرت في الفضاء رذاذا يهدهد وقعه أجساد الأصدقاء ويطفئ حرقة اللكمات عليها ويمحوا الآثار.  ــ دِيست علبة السجائر بقدم حاقدة فتناثر التبغ فُتاتا تذروه نسمات الصباح ليغمر عطره المكان ينعش المندهشين يبث فيهم الحياة  . ــ مُزّق الكتاب إربا تدوسها أقدام حماة الأمن فتتطاير منها الكلمات ورودا تُزين المكان احتفاء بانتصار الأحبة الخمس على القمع .  وكُسر القلم فساح حبره على الأرض سيولا يلوث بعضها الملابس الأنيقة لمن تعمدوا إراقة الحبر هباء . … وفُض الاجتماع بعد عناء لأجد نفسي وحيدة أجوب الشوارع جارّة ثِقل جسد أنهكته اللكمات، ساعية إلى عقد الاجتماع معهم من جديد .


حال الثقافة العربية بين زمن الإبداع وزمن السوق

 


بقلم: سامية زواغة

 

 
تحولت الثقافة ومؤسساتها في وقتنا الحالي إلى سلعة في سوق كبير فبدلا من الثقافة بمفهومها الحضاري أصبحنا نعيش حالة من التسليع كثر فيها انتشار الثقافة الهادفة إلى الربح والتي قوامها العنف  والجنس وما يكرسه هذا النوع » الثقافي » من فردية وسقوط أخلاقي وقيمي,وعلى الخصوص ما تسعى إليه من خلق حالة من التنميط في الوجود الإنساني تغيب معها الخصوصيات الحضارية والثقافية للشعوب وتحل مكانها  ثقافة المصلحة التي يراد لها أن تصبح هوية  الفرد في كل الشعوب على اختلاف حضاراتها . و إزاء هذا الوضع أما آن للمثقفين  وهم المسؤولون عن روح العالم وقيمه ومثله العليا، أن يطلقوا صيحاتهم من أجل التنبيه إلى احتباس ثقافي وحضاري وشيك الوقوع لا يقل خطورة عن الاحتباس الحراري، ألا وهو  » احتباس القيم والأخلاق التي يعبر عنها الشعروالأدب و الثقافة  » وتراجعها في حياة الإنسان العربي المعاصر قيما وممارسة، فالشعر كما قال عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: »هو ديوان علم العرب الأصح »  بمعنى انه الحامل لمخزونهم ومعارفهم والمعبر عن آمالهم وآلامهم و المصدر والمرجع الذي يحتكمون إليه عند الحديث عن الفضائل والجمال و نهضة اللغة و الحضارة العربية إلا أن الساحة الثقافية اليوم تشهد على تراجع قيمة الشعر والأدب وتدهور مكانة الشعراء والأدباء على سلم المراتب الاجتماعية  كما تشهد على إلغاء  دور المثقف وتأثيره الايجابي في تقدم الشعوب. فما هي أسباب ذلك ؟ وكيف أثر هذا التراجع في غربة المنظومة  الثقافية والقيمية اليوم ؟       لقد أثرت ظاهرة تبضيع القيم وانتشار ثقافة الاستهلاك  على مختلف مناحي حياة  الإنسان العربي، وخصوصا الجانب الثقافي الذي منه يستمد  وجوده، ولعل الأدب والشعر منه على وجه الخصوص، كان الأكثر تأثرا، حيث تراجع حضورهما وتعاطيهما سواء على مستوى التلقي حيث تراجع الجمهور المتلقي، أو على مستوى الإبداع والإنتاج حيث تراجعت الحوافز الباعثة على ذلك، الأمر الذي زاد من عزلة  الأدب بمفهومه الواسع والشعر منه بالخصوص ، وانجر عن هذا  استشراء الجهل وتراجع قيم الفضيلة و الذوق الجميل، وسيطرت على المشهد الثقافي العربي ظاهرة التصحر والموات . ها هوا الشعر  اليوم يتراجع أمام ظواهر ثقافية تعتبر حديثة كالمسرح والسينما والمنوعات، فلم يعد الزمن « زمن الشعر » بل أصبح  » زمن الصورة » لأنها الأقرب للتعبير عن عصر وزمن تراجع فيه العقل والفكر ليفسح المجال لانفعالات العاطفة  . إن الصورة كمادة للثقافة السائدة تعتبر تكريسًا لهدف غير ثقافي إن لم نقل  مضادا للثقافة ومتماشيا مع الرغبة في الهيمنة، بمنطق وآليات سياسة «السوق» التي لا تتعامل مع البشر  إلا باعتبارهم مستهلكين أو سلعاً للاستهلاك، وهو ما سمح بخروج الثقافة من عالم الإبداع إلى عالم الصناعة والسوق  . إن القطيعة مع الماضي الثقافي إبداعا وتلقيا التي يجري فرضها  بمنطق اقتصاد السوق، وتوجهات العولمة، لا تستهدف أنماط العيش فقط، بل حتى القيم و الفنون والآداب والتقاليد المحلية، وكل هذا لا يجري، بالضرورة، تحقيقه بفعل «المؤامرة»، لكنه يتم بطبيعة هذا المنجز التقني المرتبط بثقافة الصورة، التي لا تزال بحكم نشأتها وتطورها والسعي إلى ترويجها  ، تقنية  ثقافية يتحكم فيها الآخر القوي بحضارته وصناعته وثرواته  .  لقد أصبحت الصورة اليوم أكبر مهيمن على مختلف جوانب حياة الإنسان إلى الحد الذي وصفت فيه الحضارة المعاصرة بأنها حضارة الصورة، فلم يعد الواقع سوى صورة شاحبة للصورة ذاتها، وقد زاد من انتشارها و تعددت نواقلها من تلفزيون وسينما وانترنت وفنون وإعلان وإعلام مما انعكس سلبا على الإنسان، فتزيف وعيه جراء إخفاء الحقيقة والإعلاء من قيمة السطحي والمؤقت والعابر على حساب الحقيقي والجوهري الثابت و أدت  ثقافة الاستهلاك المنتشرة في كافة أرجاء المجتمع العربي  وبريق الإعلانات الموجه للذوق العام  إلى تسليع القيم والأفكار والمعاني والمشاعر من خلال الاحتفاء المبالغ فيه بأهمية الرموز والعلامات المادية، وخلق نوع من الارتهان الزائف بين الحصول على سلعة أو استهلاك سلعة أو خدمة وبين تحقيق السعادة أو الحرية  والحب والجمال، وهو ارتهان خلقه وعي متشئ أفتقد الإنسان بسببه وجوده وإنسانيته.  لكن وإن كان هذا الاحتباس هو حال  الشعر ومن ورائه الثقافة  في المجتمع العربي، ، فإن ما ذهبنا إليه لا يعني البتة كون واقعنا  قد أصبح بلا أدب أو بلا قيم ، أو أن الشعر قد أعلن موته، وإنما قصدنا منه التنبيه إلى ما يشهده هذا الوضع العربي اليوم من أزمة ثقافية  توشك أن تغرق الإنسان وقيمه الجمالية في حالة من الجمود الدائم . (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 141  بتاريخ 11 جوان 2010)  


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على أفضل المرسلين تونس في 09/06/2010 بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 821 الحلقة 2 مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي

العناية بالمناضلين  اللفتة الرئاسية لشريحة المناضلين وارامل الشهداء لها مدلولها وابعابها وننتظر لفتة اخرى لشرائح اجتماعية اخرى

 


منذ عام 2005 وعبر هذا الموقع الديمقراطي الاعلامي كتبت حوالي 8 مقالات تخص المناضلين والمقاومين ودعم العناية بهم ماديا ومعنويا وادبيا وقد كان لمقالاتي الصدى البالغ والاهتمام الواسع والرعاية الموصولة.   وبادر سيادة الرئيس للمرة الثالثة بالترفيع في منحة المناضلين وارامل الشهداء. وقد كانت المنحة 75 دينار سنة 1986و ارتفعت وتضاعفت شعورا من رئيس الدولة والتجمع بان العناية بشريحة المناضلين وارامل الشهداء وابنائهم واحفادهم ضرورة اخلاقية ووطنية.    وان الترفيع في جرايتهم واجب وطني مقدس والعناية بهم ماديا ومعنويا عمل نبيل واخلاقي.. برا  بهم وتقديرا لجهودهم ونضالهم وتضحياتهم الجسيمة ودورهم الفاعل من اجل الذود عن حرمة الوطن والدفاع عنه ومقاومة الاحتلال والاستعمار  الفرنسي ودحضه والاستماتة في الذود عن وطننا العزيز .. لاسترجاع الحقوق المسلوبة واعادة الكرامة والنخوة لهذا الشعب الابي وتحقيق الاستقلال التام.. الذي هو الهدف الاسمى للمناضلين والمقاومين.. والتضحية من اجل بناء الدولة العصرية.   وفعلا حققت هذه الشريحة كل الاهداف المرسومة من طرف القيادة السياسية والحكيمة بزعامة وقيادة المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. واليوم حافظ الرئيس بن علي على هذه الروح الوطنية والثوابت والقيم الاخلاقية. وحرص باستمرار على دعم حقوق المناضلين.   وكلما ارتفعت الاسعار ومراجعة الاجور لكل الشرائح الاخرى ياذن سيادته بالترفيع في منحة المناضلين.   وقد شملت الزيادة الاخيرة حوالي 8200 .. منهم 4800 ارملة وابناء الشهداء..  و3400 مقاوم وسجين سياسي.    وكما اشرت في مقالاتي السابقة فان منحة المناضلين مازالت دون الحجم المطلوب نظرا لتطور الاسعار وتطور الحياة ومتطلباتها، واعتقد ان سيادة الرئيس من احرص المسؤولين على مزيد العناية الموصولة بهم في شتى المجالات.. لا فقط المادية والاجتماعية والصحية بل ايضا دعم مكانتهم ودورهم في المجال السياسي والوطني واعطائهم المكانة اللائقة بهم في صلب المجتمع.   وقد حرص سيادته على توسيع مشمولات المجلس الاعلى لكبار المناضلين واذن بالحاق اعضاء المجلس مباشرة بعضوية الجنة المركزية للتجمع ابتداءا من المؤتمر الوطني للتجمع المنعقد خلال شهر جويلية 2008 .. واصبح اعضاء المجلس الاستشاري للمقاومين الكبار اعضاء في اللجنة المركزية للتجمع لهم نفس الدور والمسؤولية.. وذلك تجسيما للارادة السياسية  لرئيس الدولة والتجمع.. وحرصه على تفعيل مجلس كبار المناضلين والاصغاء اليهم والاهتمام بهم وتكريمهم ودعم مكانتهم.. باعتبارهم من اكبر المناضلين الذين ضحوا بكل غال ونفيس من اجل تونس وسيادتها واستقلالها.. وهم من رواد الحركة الوطنية والرعيل الاول.   وقد اكرمهم الرئيس ودعم مشاغلهم وهم اهلا لهذا التكريم والتتويج.. وكل الشعب التونسي يعترف لهم بالجميل وبما قدموه للوطن من تضحيات جسام.. جزاهم الله كل خير/   ملاحظة اما الشرائح التي مازالت تنتظر لفتة كريمة من لدن رئيس الدولة فهي:   شريحة رجال الدين ايمة المساجد والقائمين على شؤون بيوت الله.   الشريحة الثانية: العائلات المعوزة اصحاب الدخل الضعيف.   الشريحة الثالثة: اعوان الامن الذين مازال دخلهم اقل بكثير من متطلبات الحياة. مثلما تم تحسين مرتبات سلك الولاة والمعتمدين و العمد. قال الله تعالى « لمثل هذا فليعمل العاملون  » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني 22 022 354  

منتخب الجزائر يحمل فلسطين بالمونديال


الجزيرة نت-ديربان تتجه الأنظار غدا الأحد إلى مدينة بولكواني في جنوب أفريقيا حيث يخوض المنتخب الجزائري -الممثل الوحيد للعرب في نهائيات كأس العالم 2010- أولى مبارياته في البطولة. ويحمل المنتخب الجزائري على كاهله حملا ثقيلا وهو يتطلع لنقل صورة إيجابية عن الكرة العربية، مستغلا الحدث العالمي للترويج لقضايا إنسانية وتضامنية مع الشعب الفلسطيني. وينقل المنتخب الجزائري رسالة عبر مشاركته في مونديال القارة السمراء مؤداها أن أي انتصار هو بارقة أمل لكل الفلسطينيين الذين يعانون نير الاحتلال الإسرائيلي. مسؤولية وقال مهاجم المنتخب الجزائري ولاعب إيك أثينا اليوناني رفيق جبور للجزيرة نت إن فلسطين سترافقهم طيلة تواجدهم في جنوب أفريقيا ولن تبارح مخيلتهم أثناء مشاركتهم في المونديال. وأضاف جبور قبل أقل من يومين على مواجهة سلوفينيا « من واجبنا كممثل للعرب والمسلمين أن ننقل صورة جيدة وأن نكون على قدر المسؤولية، بل علينا أن نستلهم العبر وروح التحدي من الشعب الفلسطيني المحاصر لنكون بذلك خير سفير لهم ». ويدشن المنتخب الجزائري عودته إلى ساحة الكبار بمواجهة المنتخب السلوفيني الأحد في ختام المرحلة الأولى للمجموعة الثالثة، ويتطلع إلى تحقيق الانتصار وإهدائه لأطفال غزة. وقال رفيق صايفي (35 عاما) -وهو أكبر لاعبي المنتخب سنا- إن إظهار العلم الفلسطيني في المدرجات سيكون مكسبا وترويجا للقضية، مؤكدا تعاطفه مع كل المقدسيين وأبناء غزة. العلم الفلسطيني وشهدت التدريبات المفتوحة للمنتخب الجزائري رفع الراية الفلسطينية في المدرجات والتي أضحت لا تبارح تماما العلم الجزائري، في تناغم يؤكد أن طيف القضية الفلسطينية يرافق الخضر في المونديال. ورفع عدد من المشجعين الذين حضروا تدريبات الخميس الماضي، العلم الفلسطيني إلى جانب الجزائري ورددوا شعارات تنادي بتحرر فلسطين. ومن جهته قال مدافع المنتخب الجزائري عبد القادر لعيفاوي للجزيرة نت « إننا ندعو في صلواتنا لنصرة إخواننا في فلسطين »، وأكد أنهم سيحملون غزة في قلوبهم وهم يلعبون المونديال في جنوب أفريقيا. وأكد مصدر في الاتحاد الجزائري لكرة القدم أن صور الاعتداءات على أطفال غزة ومعاناة شعبها من الحصار المفروض عليهم، ستقوي العزيمة وتجعلهم يواجهون منافسيهم بشراسة في الميدان.  وستكون الفرصة مواتية في المباراة الثانية للمنتخب الجزائري أمام نظيره الإنجليزي يوم 18 يونيو/حزيران الجاري بمدينة كيب تاون، إذ إنه لقاء يحظى بتغطية إعلامية مميزة يساهم في الترويج للقضايا العادلة. ولم تعد منافسات كأس العالم حدثا رياضيا فقط بالنسبة للمنتخب الجزائري وجماهيره، وإنما فرصة لزيادة الحراك والدعم المعنوي للأراضي المحتلة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 جوان  2010)


العرب و محنة اليورو ! إلى أين ؟

   


     بقلم:د.أحمد القديدي*
كلمة بسيطة قالتها المستشارة الألمانية بهدوء ألماني مساء الثلاثاء الماضي زعزعت بورصات العواصم الأوروبية بهبوط في مؤشراتها يقدر بحوالي 3%. كلمة لا غير وهي حرفيا : يمكن التفكير في الخروج من اليورو تدريجيا ! و كلام المستشارة ليس كلام أي مسؤول أوروبي لأن اليورو قائم بالفعل على القوة الألمانية ( الصناعية و التصديرية ) وميلاد العملة الموحدة كان بإرادة ألمانية بالدرجة الأولى و بإرادة فرنسية بالدرجة الثانية. وجاءت توابع هذه الإشارة من المستشارة خطيرة و مدوية. فهل من الممكن و المتصور أن تتراجع برلين عن حضانة وليدها اليورو؟ و تترك دول منطقة اليورو أيتاما؟ التهديد فعلي وكل شيئ ممكن بعد انهيار إقتصاد اليونان. و ظهرت السيدة ميركل أمام أعضاء البندستاغ هذه المرة دون عقدة الخوف من أن يتهمها خصومها بمعاداة الإتحاد الأوروبي لأنها تعبر عن إرادة و رغبات 62% من شعبها حين تعلن بأن ألمانيا ليست على استعداد لأن تواصل دور الأم المرضعة لدول مثل اليونان تتصرف بدون مسؤولية و لا تعول سوى على نجدة الإتحاد الأوروبي حين يبلغ عجزها، كما هو حال أثينا اليوم، 300 مليار يورو ! إن موقف ألمانيا الجديد يهمنا نحن العرب أيضا لأسباب عديدة و منطقية هي كالتالي:  أولا: ثبت اليوم أن العرب لم يعودوا بإزاء مجموعة أوروبية متكاملة و متضامنة و قوية فقد انشقت جدران تلك القلعة الأوروبية منذ سقوط شرفات اليونان و تهديد أسوار البرتغال و أسبانيا بالتصدع و منذ يوم الخميس 20 ماي حين عقد الرئيس ساركوزي مجلسه الوزاري و أعلن بأن فرنسا ( أكبر شريك أوروبي للعرب ) ستدخل بصراحة مرحلة التقشف و شد الحزام ( رغم أنه سماها مرحلة المسؤولية ). فالعرب بإقتصاداتهم المتنوعة ( من برتقال المغرب إلى غاز الجزائر إلى نفط الخليج إلى أسواق الاستهلاك ) مدعوون إلى التعاطي مع الشريك الأوروبي بشكل مختلف أي باعتبار المراجعات التي ينجزها كل بلد أوروبي على حدة في سياسات تجارته الخارجية و في تشريعاته المالية و الضريبية مما يقلص هيمنة وتفوق القوانين و الاستحقاقات الأوروبية على قرارات و خيارات الدول الأعضاء. . فالعرب صحيح أنهم ليسوا مجموعة موحدة بل ما أبعدهم عن الوحدة ! و لكنهم اليوم يقفون تجاه شريك أوروبي بدأ يتحول إلى 27 شريكا (من بينهم 16 ضمن منطقة اليورو) بعد أن أنفرط أو كاد عقد إتحادهم وتضعضعت عملتهم الموحدة. ثانيا :على صلة بالأزمة الراهنة أعلن في باريس يوم الجمعة 21 مايو بأن قمة الإتحاد من أجل المتوسط المقرر عقدها في مدينة برشلونة خلال شهر جوان- يونيو تم تأجيلها إلى شهر نوفمبر القادم! و لهذا الإتحاد قصة مندمجة في صلب العلاقات الأوروبية- العربية حيث فكر الرئيس ساركوزي حين تولى السلطة في أن يعيد النظر في مكانة فرنسا في محيطها المتوسطي أي أساسا العربي عندما لاحظ تقلص الحضور الفرنسي، فاهتدى إلى حل يتمثل في زعامة فرنسا لرابطة تتشكل من دول أوروبا المطلة  على المتوسط و دول الضفة الجنوبية للبحر. و طبعا كانت باريس تتحرك على خلفيات أربعة هي :  1) عقد شراكة متوسطية بين الشمال و الجنوب لا تتحكم فيها تشريعات الإتحاد الأوروبي المتصلبة. 2) ضمان تفوق فرنسا مع دول الجنوب مما يبعد خطر مزاحمة ألمانيا نظرا للعلاقات التاريخية و الثقافية بين باريس و المحيط المتوسطي. 3) إدماج « إسرائيل » في منظومة إقليمية جديدة تؤسس على مبدإ قبول الدولة العبرية كشريك للعرب.  4) إيجاد حل بديل لتركيا التي تتشبث يالإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي. فتأجيل قمة الإتحاد من أجل المتوسط جاء اليوم على خلفية أزمة أوروبا لأن كل أسباب تأسيس هذا الإتحاد توضع حاليا موضع الشك و الاختلاف بين باريس و برلين و لم يعد هذا الإتحاد يشكل أولوية إستراتيجية في أجندة الدول الأوروبية النافذة و بهذا تنتصر المقاربة الألمانية التي تريد قصّ الأجنحة الفرنسية تدريجيا و جرها باريس إلى مواقف أكثر أوروبية و أقل متوسطية. ثالثا : يجب على دول مجلس التعاون الخليجي المقبلة على توحيد عملتها التفكير بجدية و استخلاص الدرس الأوروبي قبل التورط في منهجية مغلوطة. فاليورو نشأ بقرار سياسي لكن بدون آليات مراجعة و تصحيح و تنسيق. فكانت العملة الأوروبية قاسما مشتركا بين دول متباينة في مستوى القوة و المناعة و مختلفة في أشكال التشريعات المالية. و اليوم تقف هذه الدول على شفا إنفضاض الوحدة في مناخ مشحون بالعداء أو على الأقل بالتوجّس. *رئيس الأكاديمية للعلاقات الدولية بباريس (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 141  بتاريخ 11 جوان 2010)  


روبرت فيسك :  القادة الغربيون أجبن من أن يقدروا  على إنقاذ البشر

(The independent ،الثلاثاء 1 جوان 2010)  


هل خسرت إسرائيل كل شئ هذه المرة ؟هل  ستجعل  حرب غزة لسنتي 2008- ،2009 التي خلفت 1300 قتيلا وحرب لبنان التي أزهقت أرواح  1006 شخصا وكل الحروب التي سبقتهما وتلتهما ، و آخرها المجزرة التي وقعت على متن باخرة الحرية، العالم ينتفض ضد ما تمارسه  إسرائيل؟ دعنا لا نحلم كثيرا،عليك فقط أن تقرأ التصريح الجبان الذي  تلاه  البيت الأبيض والذي يقول أن ادراة اوباما « منكبة على فهم الظروف التي أحاطت بالمأساة » ولا كلمة واحدة تدين الاعتداء . تسعة  قتلى ؟ إنهم مجرد رقم جديد يضاف إلى حصيلة الضحايا  في الشرق الأوسط.  
 لكن الواقع  يشي بغير ذلك،لنستعيد التاريخ قليلا: سنة 1948 أقام  قادتنا السياسيون – البريطانيون والأمريكيون- جسرا جويا لمساعدة أهالي برلين الجوعى و المحاصرين من قبل الجيش الروسي ، أهالي برلين الألمان الذين كانوا أعدائنا في الحرب العالمية الثانية  قبل ثلاث سنوات فقط. جنودنا وطيارونا خاطروا بحياتهم ، وفيهم من ضحى  بحياته ، من اجل مساعدة أهالي برلين. شئ لا يصدق ، أليس كذلك؟  
ذلك الجسر الجوي كان من المحطات المضيئة في تاريخ الحرب الباردة. في ذلك التاريخ كان  السياسيون يتخذون القرارات الحاسمة ،  القرارات التي تنقذ حياة البشر. كان السيدان اتلي ، رئيس وزراء بريطانيا ، وترومان ، رئيس الولايات المتحدة يدركان أهمية إنقاذ سكان  برلين وذلك  على المستوى الأخلاقي وكذلك الإنساني وطبعا السياسي.
 
واليوم؟
إنها الشعوب، إنهم  الناس العاديون ، أوروبيون، وأمريكان والناجون من المحارق النازية ، أي بربكم تذكروا النازية اليوم ، هم الذين يتخذون القرارات بزيارة غزة المحاصرة , لماذا؟ لان النخب السياسية  وقادة بلدانهم قد خذلوهم.
أين كان القادة السياسيون أمس حين وقع الهجوم  على السفينة؟ طيّب لنتذكر،كانت هناك تصريحات  بن كي مون  السخيفة، وتصريح البيت الأبيض المثير للشفقة وعبارة السيد بلير الممجوجة التي يرددها  كلما  وقعت مصيبة حول  » عميق أسفه وصدمته بسبب الخسارة المأسوية في الأرواح  » أين السيد كميرون، رئيس وزراء بريطانيا ، ونائبه السيد كلاغ؟ لا يسمع لهما صوت, على كل ،حتى لو كانوا موجودين سنة 1948 ، لتجاهلوا معاناة  الفلسطينيين. إنها سخرية الأقدار، أن يتزامن، سنة 1948، انقاذ برلين مع نكبة العرب في فلسطين.  
الواقع اليوم أن الناس العاديين، او النشطاء أو أطلق عليهم من الأسماء ما شئت، هم الذين يتخذون القرارات لتغيير مجريات الأحداث. لماذا؟ لان القادة السياسيين اليوم أصبح لهم من ضعف الشخصية و الوهن والجبن ما يجعلهم غير قادرين حتى على الحفاظ على حياة الناس، وإلا لماذا لم نسمع كلمة إدانة واحدة من قادة مثل السيد  كامرون وكلاغ؟  
لنتصور للحظة  أن أوروبيين – الأتراك هم أوربيون ، أليسو كذلك؟ –  وقعت مهاجمتهم  من قبل جيش دولة شرق أوسطية أخرى، كيف ستكون ردود  هؤلاء القادة؟ ستكون حتما موجات متعاقبة من الإدانة والسخط.

ولنحاول قياس ذلك  على إسرائيل. أليست إسرائيل حليفا قويا لتركيا؟ أهذا رد للجميل؟ اليوم يقول الحليف المسلم الوحيد لإسرائيل – تركيا –  أن ما وقع هي مجزرة بكل المقاييس. و إسرائيل لا تظهر اهتماما بذلك,لكن متى كانت إسرائيل تهتم بما يقوله العالم؟ لم تهتم إسرائيل حين طرد دبلوماسيوها من لندن وكانبرا ،لما زورت جوازات سفر بريطانية واسترالية وسلمت إلى قتلة محمود المبحوح ، احد قيادات حماس ، في دبي.
لم تهتم لما أعلنت عن نيتها بناء مستوطنات جديدة في الأراضي المحتلة بالقدس الشرقية وذلك حين كان نائب الرئيس الأمريكي، الحليف الاهم، في زيارة لإقناعها بوقف المستوطنات,ما الذي يجعلها تهتم الآن؟  
لكن السؤال الأهم هو ما الذي أوصلنا لهذا الوضع من اللامبالاة ؟ ربما لأننا تعودنا مشاهدة الإسرائيليين وهم يقتلون العرب، أو ربما لان الإسرائيليين أنفسهم اعتادوا  قتل العرب. الجديد في المسألة إنهم الآن يقتلون الأتراك كذلك، أو لنقل الأوروبيين.  
لكن شيئا ما تغيير خلال ال24 ساعة الأخيرة. الإسرائيليون هم وحدهم الغير مدركين لما حدث ونلمس ذلك من خلال تبريرهم السياسي الأحمق للمجزرة. ما تغيير هو أن العالم سئم هذه الاعتداءات.  القادة السياسيون وحدهم  هم الذين يواصلون  الصمت.   تعريب: مسعود الرمضاني


القوافل الإنسانيّة: الدّلالات والدّروس المستفادة

بقلم : عبد الفتاح كحولي   ليست الأحداث مجرّد وقائع نكتفي بتسجيلها وروايتها بل هي في الكثير من الأحيان مادّة للتأمل وإعادة النظر في الكثير من الرؤى وطرائق التفكير التي تحوّلت بفعل الاستمرارية إلى ما يشبه البداهة أو العادة غير القابلة للمراجعة. إن السياسي الذي يظل ينقل الحدث مؤكدا على خطورته وهوله وأهميته ويظل في الآن نفسه محافظا على طرائقه القديمة في النظر وكأن شيئا لم يحدث يكون قد اكتفى لنفسه بدور « الحكواتي » المبهر للجمهور المتحلّق حوله ولا شك أن احدى أهم حقائق هذا العصر أن العمل العام والعمل السياسي بوجه خاصّ أضحى يتطلب قدرا عاليا من الفهم والاستشراف والإنصات الجيّد للمتغيرات الحادثة والمرتقبة حتى لا يسقط العمل السياسي في آفة « هدر المجهود » خاصّة وأننا نعيش في عصر يُعلي من شأن  الفعالية والمردودية والإنجاز . ولا شكّ أن الاعتداء الهمجي على أسطول الحريّة قد مثل حدثا مهمّا له دلالته القريبة والبعيدة ولكن ذلك لا يحجب عنّا أن هذا الحدث قد جاء في مسار عام لم ينطلق اليوم هو المسار الذي اختاره أحرار الإنسانية من أجل نصرة قضايا الحق والعدل بآليات أكثر قدرة على التأثير في الضحيّة  والجلاّد كليهما لذلك سنركّز في هذا المقال على الأبعاد الحقيقية لهذا المسار والدروس المستفادة منه.  نصرة القضايا العربية : نحو رؤية جديدة، نحو آليات فعالة . لا شك أن كل فعل يسعى إلى إحداث أثر ما في الواقع إنما ينطلق من رؤية تحدّد أشكاله ومساراته ولعل الرؤية السائدة لمساندة قضايانا العربية قد ارتكزت على العناصر التالية: – الاتكاء على المبادئ العامّة والأهداف الكبرى دون تكليف النفس عناء ترجمتها إلى مهمات جزئية قابلة للتحقيق. – الإعلاء من شأن الاختيار الإيديولوجي حتى يلتبس دعم القضية بالانتصار لاختيار ما على قاعدة الصراع بين رؤى متعدّدة في سياق الموضوعة (theme) الأثيرة « طبيعة الصّراع ». – تغليب الحقّ في صيغته العامّة « الحقّ الوطني » على تفاصيل هذا الحق ومفرداته العينية كالحقّ في الحياة والحقّ في المأكل والمسكن وغيرها من الحقوق التي يمثل المسك بها مداخل مهمّة لضرب مرتكزات الاحتلال. إن هذه الرؤية ولّدت سلوكا هو أقرب إلى التنافس على « شرف » دعم القضيّة إذ يحاول كل طرف أن يُظهر نفسه على أنه الراعي الحقيقي للقضية وأنه مخلص لها أكثر من غيره كما ولدت هذه الرؤية آليات للدّعم غلب عليها مفعول العاطفة وإن كنا لا ننكر أهمية العاطفة وأهمية حبّ الهدف الذي نسعى إلى  تحقيقه وإن كنا ندرك أن العاطفة ظاهرة طبيعية في أصل البشر فلا بد أن نلاحظ في الآن نفسه سلبية تحوّل عمل جماعات منظمة ومهيكلة إلى مجرّد عمل عاطفي هدفه الأوضح تفريغ شحنة الغضب . وإذا كان من الجيّد أن تعبّر الجماعات عن احتجاجها على الجرائم النكراء التي يرتكبها الغزاة والمحتلون فمن غير الجيّد الاكتفاء بهذا السّقف لأنه لا يتجاوز الدّعم المعنوي في صورة نقل الإعلام لتلك الاحتجاجات. ويبدو الأمر أكثر إغراقا في مجانبة الأهداف المرجوّة من تلك الاحتجاجات عندما تستحيل المسيرة كآلية تعبير عن الدعم والمساندة إلى حلبة للصراع السياسي ومحاولة كل طرف إظهار تفوّقه على الآخر وتتحوّل من ثمّ إلى آلية للدعاية السياسية الضيّقة . إن الجهود التي بذلت من عامّة الناس ومن كل الأطراف السياسية والهيآت الميدانية على أهميتها وعلى صدقيتها لم تبلغ أهدافها المرجوّة لأن الرؤية التي قادتها تضمنت الكثير من مظاهر القصور فأنتجت أشكالا وآليات لم ترتق إلى مستوى الفعالية اللازمة. وتأتي حادثة الاعتداء الصهيوني الهمجي على قافلة الحرية لتقدّم الدلالة على ضرورة مراجعة رؤيتنا للعمل الشعبي المدني المناصر لقضايانا العربية خاصّة وأننا لم نعزل هذه الحادثة عن سياقها العام وهو التطوّر اللافت في أشكال الدّعم التي أبدعتها البشرية في هذه اللحظة التاريخية. إن ظواهر مثل الدروع البشرية لمتطوعين اختاروا أن يكونوا سدّا يمنع اعتداء دولهم على شعب ما والحملات الإنسانية للبلدان التي تتعرض إلى غزو أو إلى الأراضي المحتلة قصد مساعدة أهلها وقبول البعض التضحية بالنفس من أجل القيم الإنسانية كما وقع للناشطة الأمريكية « راشيل كوري » التي دهستها الجرافة الصهيونية ومثل حملات التموين وفك الحصار التي تقودها حملات شعبية مخصصة للغرض كلها ظواهر أخذت تفرض نفسها وتستفز عقولنا حتى نغير رؤيتنا السائدة فهذه الظواهر قد أكدت على جملة من الحقائق أهمها: – إن القيم الإنسانية والدفاع عن حق الشعوب في التحرر وفي العيش بكرامة قد عادت إلى المقدمة بوصفها المحرك الأول للدعم فإذا كان دعم حركات التحرر في لحظات سابقة محكوما بالمصالح والصراعات الدولية بين القوى العظمى فإنه مع هذه الحملات الشعبية صار مستندا فقط إلى النوازع الإنسانية التي تتسارع وتائر نموها كفعل مضاد لكل أشكال الإهانة التي تتعرض لها البشرية في هذا المنعطف الخطير من تاريخها بكل ما يعنيه ذلك من انطلاق نزعة انسانية جديدة ليست ذات طابع تأملي أو رومنسي بل ذات طابع عملي يرتكز على الفعل والإنجاز. أهمية النضال الشعبي المدني في نصرة قضايا الحق والعدل  هذه الحملات قد أصابت أهدافا عديدة ولكن أهمها وضع الضحية والجلاد في حالة من التساوي لأن الضحية محاصر  من طرف الجلاد، والجلاد صار محاصرا عبر « الإحراج الإنساني والأخلاقي » الذي كان عاملا مؤثرا في دعم قيام الكيان الصهيوني بحجة التكفير عن ذنب الاضطهاد الذي مورس على اليهود في أوروبا. ولكن يبدو وضع الضحية أفضل على اعتبار أنه صاحب حق وعلى اعتبار الأمل المعقود على هذه الهبّة الإنسانية. في حين يعاني الجلاد التخبط والتفكير في تخفيف الحصار المفروض على أهل غزة أو تعويضه بآليات أخرى وهذا التفكير ليس ناتجا عن رغبة من العدو في تخفيف الحصار عن أهل غزة بل هو يترجم عن رغبة في تخفيف الحصار الذي صار مفروضا عليه بفعل هذه القوافل الإنسانية المتلاحقة وهو ما يكشف عن نجاعة مثل هذه الآليات. -أهمية الاتكاء على التفاصيل الدقيقة من أجل البحث عن أكثر المداخل الممكنة لضرب مرتكزات الصهيونية وتوسيع جبهة الأصدقاء فلم يعد من المجدي النظر بشيء من الاحتقار لأي جهد يصب في اتجاه تشديد الخناق على الصهيونية بحجة أنه لا يرتقي إلى مستوى رؤيتنا لطبيعة للصراع. فقد أضحى من المؤكد أن النضال « المجمل » الذي يتخذ شكل الأهداف والاستراتيجيات الكبرى لا يلغي النضال « التفصيلي » الذي يروم تحقيق أهداف جزئية خاصة وأننا بإزاء عدو لا يتراخى ويحسن توظيف الزمن لخلق وقائع قد تبدو جزئية ولكنها تنتج حقائق على الأرض غير قابلة للإلغاء إذا لم يتم اعتراضها بنفس التمشي. إن هذه الحقائق تدعونا إلى تغيير رؤيتنا إذ لم يعد من الممكن تجاهل الدور المؤثر لهذه الحملات الإنسانية مهما يكن تصورنا لطبيعة الصراع مع العدو كما لم يعد من الممكن الاكتفاء بالأداء العاطفي الاحتجاجي والإغراق في العموميات وهذا ما يجعل العمل المدني لنصرة القضايا العربية أمام المهام التالية: -ترشيد أشكال الاحتجاج المتمثلة أساسا في المسيرة عبر القطع مع منطق التذرير والتشطير والاستثمار السياسوي من أجل تحويلها إلى آلية توحيد حول شعارات محددة ومطالب واضحة لها علاقة مباشرة بدعم تلك القضية. – التفكير في رفع مستوى التنسيق بين مكونات المجتمع المدني من أجل خلق آليات دائمة لدعم قضايانا العربية تتساوق مع المجهود الإنساني في هذا المجال. العمل الوطني الفلسطيني وأثر القوافل الإنسانية لا شك أن حالة الانقسام داخل الصف الوطني الفلسطيني تعد من أخطر الظواهر بالنسبة إلى أي شعب يمر بمرحلة تحرر وطني تستوجب حشد كل القوى والطاقات في مواجهة المحتل وإتمام مهام التحرر وما يلاحظ في الأيام الأخيرة تصاعد الحديث عن المصالحة الوطنية من هذا الطرف أو ذاك ولعل الدّم الطاهر الذي سال من شهداء القافلة الإنسانية جعل جميع الفرقاء في حال من الإحساس بالخجل السياسي، فالعالم توحّد بمختلف أعراقه ودياناته وميوله السياسية دفاعا عن فلسطين وضحّى حدّ بذل النفس وهم لا يزالون في فرقتهم. إن هذا الإحساس بالخجل يبين هو الآخر مدى فعالية هذه الأشكال المدنية الإنسانية وعمق الأثر الذي يمكن أن تحدثه لا في مستوى أهدافها المباشرة المتمثلة في مساعدة الشعب المحاصر على توفير المأكل والملبس والمسكن بل في مستوى آثارها السياسية. إن جدوى هذه الآليات ستجعل الفلسطينيين في الأفق المنظور يفكرون في التفعيل الأقصى لوسائل المقاومة المدنية والعودة إلى شكل « الانتفاضة » أو ما شابهها خاصة في الظروف الحالية، فالمقاومة المدنية قد تشكل في سياق هذه الهبّة الإنسانية أسلوبا فعالا قد يذهب بعيدا في مستوى أهدافه حدّ تفكيك الدولة العنصرية الصهيونية. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 141  بتاريخ 11 جوان 2010)  


انهارت أسطورة الجندي الإسرائيلي الشجاع والمثالي

صرخة كاتب سويدي خارج من جحيم أسطول الحرية : » انهارت أسطورة الجندي الإسرائيلي الشجاع والمثالي »


 إعداد عبد السلام الككلي سافر الكاتب السويدي هينيك مانكل مع أسطول الحرية الذاهب إلى غزة لكسر الحصار الظالم الذي ضربته عليها الدولة العنصرية. فكان يدون و هو على ظهر سفينة من سفن الأسطول بعض مذكرات الرحلة… النص طويل ترجم بشكل سريع إلى كثير من لغات العالم ونشرته اغلب الصحف الدولية الكبرى…نقدم إلى قراء الموقف مقتطفا من تدوينة الكاتب السويدي مترجما عن الفرنسية. يحكي الكاتب هنا قصة تدخل االكومومندس الإسرائيلي واختطاف السفينة وعمليات الاستنطاق التي تشبه التعذيب. كتب النص بأسلوب عفوي جدا وبجمل قصيرة متتابعة بسرعة مدهشة. في هذا النص تظهر حقيقة صارخة وهي أن عملية اعتراض أسطول الحرية كان عملا إجراميا بكل المقاييس والمعاني وهو ما يجعل من إسرائيل دولة مارقة ومن الجندي الإسرائيلي قرصانا ليس أكثر شرفا من قراصنة بحر الصومال. هذا الجندي الذي يحترف القتل في الأرض المحتلة أولا ثم يدمن على المخدرات في « جوا » إحدى الولايات الهندية بعيدا عن » ارض الميعاد » التي تحولت إلى لعنة. الاثنين 31 ماي الساعة الرابعة و النصف فجرا لا أكاد أجد الوقت لأنام حتى أستيقظ من جديد. أرى وأنا اصعد إلى « الجسر » أن الأضواء الكاشفة تنير الباخرة الكبيرة, وفجأة اسمع طلقات نار فأدرك أن إسرائيل قد اختارت المواجهة العنيفة في المياه الدولية. تمر ساعة بالضبط قبل أن نرى الأفلاك المطاطية السوداء الصلبة تقترب وعلى ظهرها جنود مقنعون..إنهم يستولون على السفينة ..نجتمع نحن هناك على مدرج القيادة..لكن الجنود يريدون إنزالنا إلى »الجسر »..يفقدون صبرهم, يأخذ رجل بعض الوقت ليطيعهم فيتلقى على الفور طلقة مسدس على ذراعه, فيسقط, و يصاب آخر – وقد تثاقل- برصاصة مطاطية. أعتقد أن هذا يحدث بجانبي, انه حقيقة مطلقة..أناس لم يفعلوا شيئا يهرسلون كالماشية ويعاقبون على إبطائهم.. نجمّع على الجسر ونجبر على الجلوس ونبقى هناك لمدة إحدى عشرة ساعة حتى ترسي باخرتنا في إسرائيل..كان الجنود يصوروننا من وقت إلى آخر رغم انه لا حق لهم في ذلك..أريد أن أدون بعض الجمل لكن جنديا يتقدم في الحال و يسألني عما اكتب.. هذه هي المرة الوحيدة التي أتوتر فيها..أرد عليه بان هذا ليس من شانه..لا أرى سوى عينيه ولا اعرف فيما يفكر..لكنه استدار وانصرف..إحدى عشرة ساعة ونحن متكدسون في الحر..يبدو هذا ضربا من التعذيب.. وحتى عندما نحتاج إلى التبول نطلب الإذن في ذلك..كان كل الطعام الذي يعطى لنا بسكويتا وخبزا محمصا وتفاحا. لم يكن لنا الحق في إعداد قهوة رغم انه كان بإمكاننا أن نعدها دون أن نفارق مكاننا..قررنا معا أن لا نطلب من الجنود السماح لنا بالطبخ وإلا فإنهم سيصوروننا وسيفيدهم هذا فيما بعد ليبينوا أنهم كانوا كرماء معنا, نكتفي إذن بالبسكويت.. الوضعية بأكملها اهانة جماعية (في غضون ذلك كان الجنود يسحبون الفرش خارج المقاصير وينامون على الجسر الخلفي..). لدي كل الوقت خلال هذه الإحدى عشرة ساعة لأتوصل إلى خلاصة..لقد هوجمنا في عرض البحر، في المياه الدولية..هذا يعني أن الإسرائيليين يتصرفون كقراصنة وهم ليسوا أفضل من أولئك الذين يشتدون في عرض بحر الصومال. وفي اللحظة التي استولوا فيها على قيادة السفينة وبدؤوا يشقون الطريق نحو إسرائيل يمكن أن نقول إننا تعرضنا أيضا لعملية اختطاف… لقد كان هذا التدخل من بدايته إلى نهايته خارجا عن القانون. نحاول أن نتحدث فيما بيننا لنفهم ما الذي يمكن أن يحدث في هذه اللحظات..ونحن مصدومون من أن الإسرائيليين قد استطاعوا اختيار هذا »الحل » الذي يضعهم وظهورهم على الحائط والذي يورطهم..كان الجنود ينظرون إلينا.. البعض منهم يتظاهرون بأنهم يجهلون الانجليزية لكن في الحقيقة كانوا كلهم يفهمونها جيدا..وكان بينهم أيضا بعض الفتيات, يظهر عليهن الحرج..ربما سيكون بينهن أو بينهم من سيفر إلى جوا ليتعاطى بعد خدمته العسكرية المخدرات حتى الموت وهذا ما يحدث دائما. الساعة السادسة عندما وصلنا إلى الرصيف في احد مواني إسرائيل – لا ادري حيث يقع – أنزلونا على الأرض وأجبرونا على الجري في الطرقات بين الجنود بينما تصورنا التلفزة العسكرية..واعتقد أن هذا هو الشيء الذي لن أغفره لهم أبدا..هذا الشيء على وجه التحديد..لم يكن في مخيلتي في هذه اللحظة سوى الأوغاد والقاذورات.. فصلونا بعضنا عن بعض.. ولم يكن لنا الحق في التواصل فيما بيننا..وفجأة ها هو شخص من وزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية ينتصب بجانبي..افهم أنه هنا ليتأكد أنه لن يقع تعنيفي كثيرا..فأنا رغم كل شيء معروف بالقدر الكافي في إسرائيل ككاتب وأعمالي مترجمة إلى العبرية..سألني إذا كنت احتاج شيئا.  
_ نعم..أن يطلق سراحي..وسراح البقية أيضا. لم يجبني..طلبت منه أن ينصرف فتأخر بعض خطوات لكنه لم يذهب رغم ذلك..بطبيعة الحال لم أعترف بشيء..أعلمت أنه سيقع طردي, وأضاف الرجل الذي حمل إلي الخبر انه معجب بكتبي..أفكر في احتمال أن أجد طريقة حتى لا تقع ترجمتي كتاباتي إلى العبرية في المستقبل..لكن هذه فكرة لم تصل بعد إلى منتهاها.. يسود جو من الفوضى العارمة في » مركز الإيواء » هذا…يضرب أحدنا في الفينة بعد الفينة..يطرح أرضا ويربط وتقيد يداه..فكرت عدة مرات أنه لا احد سيصدقني عندما سأحكي قصتي..ولكن كثيرا من العيون تشاهد ما تشاهده عيناي..كثيرون من سيشهدون..كثيرون من سيضطرون إلى التسليم بان ما أقوله هو الحقيقة..مثال واحد يكفي..كان بجانبي رجل رفض فجأة أن تؤخذ بصماته..ولكنه رضي بأن يقع تصويره..لماذا تؤخذ بصماته ؟ انه يعتقد انه لم يقترف شرا..ولذلك رفض وقاوم..وقع ضربه..وحين بطح أرضا جر خارج القاعة..إلى أين ؟ لا ادري..أي كلمات استعملها ؟ بشاعة..لا إنسانية..علي فقط أن اختار لفظا من هذين اللفظين.. الساعة الثالثة والعشرون اقتدنا نحن السويديين الثلاثة أنا والنائب والمرأة الطبيبة إلى مركز للإيقاف..وقع فصلنا والقوا إلينا بساندويتشات لها طعم نشافة غسيل قديمة..كان الليل طويلا..وكان حذائي عبارة عن وسادة لي.. ظهرا جوان 1 فجأة وقع جمعنا أنا والنائب..وأعلمونا انه سيقع اقتيادنا إلى طائرة من طائرات لفتانزا ليقع ترحيلنا..رفضنا أن نرحل حتى نعلم مصير مرافقتنا س. ولما علمنا أنها في الطريق هي أيضا غادرنا زنزانتنا…في الطائرة أعطتني المضيفة زوجا من الجوارب فقد عمد احد أفراد الكمندوس إلى سرقة جواربي في المركب الذي كنت على متنه. انهارت أسطورة.. الجندي الإسرائيلي الشجاع والمثالي..الآن يمكن أن نقول عن الجنود الإسرائيليين أيضا إنهم سارقون حقراء..لم أكن أنا الوحيد الذي وقع سرقته..نقود..بطاقات ائتمان..ثياب..آلات إضاءة..حواسيب..كل هذا كان عرضة للنهب..لقد تعرض الكثيرون منا إلى السرقة على سطح هذه السفينة التي هاجمها في الفجر جنود ملثمون ليسوا في الواقع غير قراصنة مزيفين… في الغد الثاني من جوان استمع إلى طائر ينحب…إنها أنشودة إلى كل من قضوا نحبهم. الآن تبقّى ما يجب فعله..حتى لا نضيع الهدف..وهو أن نرفع الحصار عن غزة..سيحقق ذلك..ووراء هذا الهدف ينتظر آخرون… أن نقضي على نظام ميز عنصري..يحتاج هذا بلا شك إلى وقت..ولكننا لن ننتظر إلى الأبد. من إعداد عبد السلام الككلي الموقف العدد بتاريخ 11 جوان 2010


الدور التركي الجديد بين السياسة والعقيدة

 بقلم: بحري العرفاوي    » إننا أحفادُ العثمانيين » قالها أردغان في سياق استنهاض همّة الأتراك قبالة امتهان الأوروبيين لهم إذ ظلوا يرفضون لسنوات انضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي … التذكير بالإمراطورية العثمانية أو « دولة الخلافة » ليس فقط تذكيرا بالهوية العقدية لتركيا باعتبارها دولة إسلامية ـ في أغلبها ـ ولكنه أيضا إحياءٌ لروابط حضارية وعقدية وتاريخية مع جغرافيا ظلت طويلا مرتبطة بالباب العالي حين كانت اسطنبول عاصمة « الخلافة » وحين كانت الدول العربية « إيالات » تابعة لها. هل فعلا أن حكومة « حزب العدالة والتنمية » ذاهبة إلى القطع مع ارتباطات تركيا السابقة تجاه أمريكا وتجاه الكيان الصهيوني؟ هل أصبحت تركيا  » الجديدة » حليفا مبدئيا لقضايا العرب خاصة والمسلمين عموما؟. تركيا تدفع اليوم بعض الثمن بتعرض سفينتها إلى عمل عسكري صهيوني وحشي وهي تتجه ضمن  » قافلة الحرية » حاملة مساعدات إلى أهل غزة. لقد تابع العرب والمسلمون المظاهرات العارمة في الشوارع التركية منددة بالعدوان الصهيوني على غزة في ديسمبر 2008/ جانفي 2009 وشاهدوا الدور التركي في تحشيد الدعم وتجميع المساعدات وشاهدوا وبكل إكبار واعتزاز رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردغان أثناء قمة دافوس يتجلى في وقار الدولة المستقلة والسيادة الوطنية والمواقف المبدئية التحررية بوجه رئيس دولة الكيان الصهيوني… هذه السنة منعت الحكومة التركية الطيران الإسرائيلي من مناورات مشتركة بسبب تورطه في قصف غزة .. بعدها اعتذر المسؤولون الصهاينة عن إساءة تقدير السفير التركي لديهم ولم يكن ذاك من عادتهم! هل إن حكومة  » حزب العدالة والتنمية  » بصدد ممارسة قناعاتها العقدية باعتبار صدورها عن مرجعية إسلامية وما تدعو إليه من وجوب الانتصار لكل قضايا الحق وللمسلمين خصوصا ؟ هل إنها تتوفر على كل هذه الشجاعة السياسية بحيث تصطف إلى جانب خصوم أمريكا و »إسرائيل » من مثل حركة حماس والنظام السوري وحتى النظام الإيراني إذ دافع الأتراك عن حق الإيرانيين في الطاقة النووية السلمية وإذ وقفوا ضد فرض عقوبات أو شن هجمات وإذ تجرأوا على إثارة ملف الترسانة النووية الإسرائيلية؟ وأخيرا تجتهد تركيا مع البرازيل في محاولة إيجاد مخرج للأزمة النووية الإيرانية بإمضاء « اتفاقية التبادل » وهو ما قد أحرج الغرب وأغضب الصهاينة. إن القول بالإنجذاب التركي عقديا نحو منطقة الشرق الأوسط والخليج لا يمنع الظن بأننا بصدد مشهد في فنون السياسة بوعي تركي وضوء أخضر أمريكي. أمريكا المنهكة بضربات المقاومة في العراق وأفغانستان والمحرجة بضغوطات اللوبي الصهيوني والكيان الصهيوني  بسبب الملف النووي الإيراني، أمريكا في وضعيتها تلك بحاجة لمن يلعب دور العاقل المهدئ لغليان المنطقة . والقول بالإشارة الأمريكية لا ينالُ من صوابية أو صدقية الإنحناء التركي إلى       » الجغرافيا العربية الإسلامية » وقد تكون المصالح مشتركة رغم اختلاف زوايا النظر.  إن حكومة العدالة والتنمية تستمد جماهيريتها من سياستها الداخلية ولكن أيضا من مواقفها الخارجية تجاه قضايا العالم الإسلامي وهي تتمتع بإرث تاريخي في المنطقة قد يمنحها أولوية التسلل إليها عبر المواقف أو عبر قوافل المساعدات الاستهلاكية ـ وليس العسكرية ـ قد تكون تركيا  » السنية » وهي « أعجمية » هي الدولة الأكثر حظوظا في تبريد التوهج  » الشيعي » في المنطقة خاصة بعد حرب تموز 2006 وما كشفت عنه من أثر الدعم الإيراني في المنطقة…. لقد سُمح لإسماعيل هنية رئيس حكومة حماس باعتلاء منبر الجمعة في طهران ليقول أمام العالم السني بأن إيران هي العمق الإستراتيجي للمقاومة! هل كان لا بد من دولة سنية وأعجمية أيضا لتبريد التوهج الشيعي الأعجمي في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان ؟ تلك سياسة تقصِّي المصالح وصناعة التوازنات لا علاقة لها بحسن النوايا والأعمال الخيرية. ربما يكون التوجه التركي المتحمس نحو العالم العربي هو بمثابة ردة فعل تجاه رفض انضمامها إلى الإتحاد الأوروبي… وربما أيضا يكونتوجها توافقت عليه مصالح تركيا مع مصالح الغرب كله فإذا كان الأتراك يرون مصلحة في تمددهم داخل الجغرافيا التاريخية فإن الغرب كله يرى في ذاك التمدد   » تصديا » للتمدد الشيعي وسيكون سعيدا لو تحول هذا  » التصدي » إلى عداوة ونزاع . (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 141  بتاريخ 11 جوان 2010)

غل لا يستبعد قطع العلاقات مع إسرائيل


لم يستبعد الرئيس التركي عبد الله غل قطع علاقات بلاده مع إسرائيل، وقال إن تركيا « لن تغفر » لإسرائيل هجومها منذ أسبوعين على أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، والذي قتل فيه تسعة أتراك وأصيب العشرات من بين مئات المتضامنين الذين كانوا على متنه. وأضاف غل -في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية- أن الهجوم الإسرائيلي « يستحيل نسيانه » إلا إذا قامت إسرائيل بمبادرات تغير المعطيات الحالية، مؤكدا أن أولى هذه المبادرات أن تعتذر إسرائيل وتقدم تعويضات للضحايا. كل شيء محتمل كما ذكر الرئيس التركي بالدعوة إلى لجنة تحقيق دولية في الهجوم الإسرائيلي، وقال « الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى لجنة تحقيق دولية تشارك فيها إسرائيل وتركيا، ورحبنا بذلك والإسرائيليون لم يجيبوا ». وأكد غل على ضرورة رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وجوابا على سؤال بشأن ما إن كان من الممكن أن تقطع تركيا علاقاتها مع إسرائيل؟ قال « كل شيء محتمل »، معتبرا أن الهجوم يبين أن « إسرائيل لم تدرك قيمة الصداقة التركية ». وذكر الرئيس التركي بتاريخ العلاقات الدبلوماسية لبلاده مع إسرائيل قائلا « تركيا اعترفت بإسرائيل سنة 1949 وأرسلت إليها سفيرا وعملت على نسج علاقات جيدة بين إسرائيل وجيرانها »، وأضاف « لقد عملت تركيا على ألا تحس إسرائيل بأنها معزولة وبذلت جهودا للتقريب بينها وبين سوريا ». واعتبر أن إسرائيل « لم تقدر كل هذا، وردت عليه بالهجوم على سفينة تركية على متنها مدنيون في المياه الدولية »، وقال إن مثل هذا الهجوم تقوم به عادة « منظمات إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني وتنظيم القاعدة ». عقوبات إيران وفي موضوع آخر دعا الرئيس التركي إلى إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة مع إيران التي فرض عليها مجلس الأمن في الأيام الأخيرة عقوبات بسبب استمرارها في برنامجها النووي، مؤكدا في الوقت نفسه معارضة بلاده وجود أسلحة نووية في المنطقة. وقال غل –الذي صوتت بلاده في المجلس ضد العقوبات- إن الاتفاق الثلاثي الذي وقعته تركيا والبرازيل مع إيران في 17 مايو/أيار الماضي بشأن مبادلة اليورانيوم الإيراني بوقود نووي ما يزال ساري المفعول بالنسبة لأنقرة، معتبرا أن هذا الاتفاق أعطى دفعة للملف. وذكر بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه قال بعد تصويت مجلس الأمن على العقوبات المفروضة على إيران إنه ما يزال هناك مجال للدبلوماسية مع طهران. وأكد الرئيس التركي أن « سياسات الحصار لا تؤتي أكلها، والشعوب والبلدان المجاورة هي التي تتضرر منها، وقد رأينا ذلك مع العراق ونراه مع إيران »، وقال « عندما نتصور البديل للحل الدبلوماسي سيفهم الناس أن تركيا على حق » في رفضها فرض العقوبات على طهران. لوموند (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 جوان  2010)

قلق إسرائيلي على العلاقة بتركيا


وديع عواودة-حيفا تخشى جهات رسمية وغير رسمية في إسرائيل على مستقبل العلاقات مع تركيا عقب العدوان على أسطول الحرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة،في حين يعتقد غالبية الإسرائيليين أن تركيا دولة عدوة. ويرى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق والسفير السابق لدى أنقرة ألون ليئيل أن مستقبل هذه العلاقات « رهن بالتحقيق الجدي في الهجوم على أسطول الحرية ».  ويتوقع أن عدم تعاون إسرائيل مع لجنة تحقيق دولية سيؤدي إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بينهما من قبيل عدم إرسال سفير جديد إلى تل أبيب مدة طويلة. وردا على سؤال للجزيرة نت عبر ألون عن أمله « بألا يُغرق أسطول الحرية »  علاقات تركيا مع إسرائيل، وتابع أنه « دون حدث كبير كاستئناف المفاوضات مع سوريا بوساطة تركية أو إتمام صفقة تبادل أسرى، سنبلغ وضعا لا يكون فيه سفير تركي في تل أبيب ». وأطلق الجنرال عوزي ديان نائب قائد هيئة الأركان السابق رسالة تهديد مبطنة عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي قبل أيام، معتبرا مشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أسطول جديد لكسر حصار غزة « إعلان حرب ». وسارع رئيس الجناح الأمني بوزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد إلى تخفيف حدة التصريح المذكور، داعيا في الإذاعة ذاتها إلى « تصريحات عقلانية وقت الأزمات ». التوتر وبعد أيام من العدوان على أسطول الحرية حذرت صحيفة هآرتس من تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وأشارت إلى أن تدهور العلاقات سبق وصول حزب العدالة والتنمية  إلى السلطة عام 2002، وأنه بدأ نتيجة خيبة أمل أردوغان من إسرائيل لرفضها وساطته بينها وبين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عشية عدوان « الرصاص المصبوب ». وأضافت أن انتقادات أردوغان لإسرائيل مختلفة في الأسلوب فقط عن انتقادات تصدر في الغرب أيضا، ودعت لترميم العلاقات مع تركيا ومع حكومتها بالمبادرة لإزالة الحصار عن غزة وتقريبها للمسيرة السياسية في المنطقة. وقال معلق الشؤون العربية في الصحيفة تسفي بار إيل إن أوساطا تركية تخشى قيادة أردوغان تركيا إلى « المحور المتطرف » بما يعوق عملية إنجاز حل إقليمي. سبق أن أناط بأنقرة دور الوساطة مع سوريا   دعوة للترميم أما رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت -الذي سبق أن أناط بأنقرة دور الوساطة مع سوريا- فأكد أن « تركيا ليست عدوة »، محذرا في محاضرة قدمها بجامعة حيفا من دفع تركيا إلى « محور الشر » وداعيا للإبقاء عليها حاجزا بين هذا المحور وإسرائيل. ونوه أولمرت -الذي يعارض تشكيل لجنة تحقيق في العدوان- بالأهمية الإستراتيجية لعلاقات إسرائيل معها، قائلا إن « هذه دولة قوية يسكنها 80 مليون نسمة، واقتصادها متين وجيشها قوي، وعلينا بذل جهد كبير لترميم علاقاتنا معها ». وجاء في استطلاع للرأي أعده معهد الحياة الجديدة للأبحاث ونشرته صحيفة إسرائيل اليوم الأربعاء الماضي أن 78% من الإسرائيليين يعتبرون تركيا دولة معادية على خلفية تبعات الاعتداء على أسطول الحرية. وأوصت وزارة الخارجية الإسرائيليين بالعزوف عن زيارة تركيا التي تعد وجهتهم السياحية المفضلة لاعتبارات أمنية، ونصحتهم باستبدالها بقبرص واليونان. حملة أما وسائل الإعلام الإسرائيلية فتواصل حملتها على أردوغان الذي تتهمه « بمعاداة السامية » وبالتأثر بزوجته « ذات الأصول العربية وكراهيتها لإسرائيل ». وفي تقرير مطول قالت صحيفة يديعوت أحرونوت « إن الطفل الفقير أردوغان بائع الفستق تحول إلى أحد أقوى شخصيات الشرق الأوسط ». وزعمت أن إعجاب الأتراك بأردوغان « في انخفاض، وأنهم يرون أنه سيسقط على فرس السلطة إذا لم يبد حذرا واعتدالا في تصريحاته ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 جوان  2010)

أردوغان يتهم الاتحاد الاوروبي بممارسة سياسة العبث مع تركيا طوال 50 سنة


6/12/2010 أنقرة- قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان السبت إن الاتحاد الأوروبي مارس سياسة عبث مع تركيا طوال 50 سنة في ما يتعلق بانضمامها إليه ونقلت وكالة أنباء {الأناضول} عن أردوغان الذي تحدث خلال تسلمه شهادة دكتوراه فخرية من جامعة كارادينز التقنية قوله إن تركيا تبذل جهدها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كعضو كامل. وأضاف إن بلاده أنشأت وزارة مخصصة للاتحاد الأوروبي ويعمل أحد وزراء الدولة كمفاوض أعلى مع الاتحاد ويسافر إلى دول الاتحاد الأوربي باستمرار، غير أنه اتهم الاتحاد بالعبث مع تركيا على الرغم من الجهود التي تبذلها. وقال أردوغان إن السياسة الخارجية لتركيا لم تغير محورها وإن الذين يدعون ذلك لم يفهموا السياسة الخارجية التركية المتعددة الأبعاد. ودعا الاتحاد الأوربي إلى السماح لتركيا بالانضمام إليه ليثبت أنه ليس ناد مسيحي، وأكد أن بلاده لن تشكل عبئاً على الاتحاد بل ستساعده في حمل أعبائه. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جوان  2010)

قلق إسرائيلي من مقاطعة ثقافية


أثار إلغاء بعض الفرق الموسيقية والفنانين العالميين حفلات فنية كانت مقررة في تل أبيب، قلق الإسرائيليين مما بات في أجواء المشهد الموسيقي العالمي من فكرة مقاطعة إسرائيل ثقافيا. وقد بدأ ذلك -كما تقول صحيفة فايننشال تايمز- بإلغاء عازف الغيتار العالمي كارلوس سانتانا حفلة كان سيقيمها هذا الصيف في تل أبيب، دون أن يقدم أي توضيح لذلك. وتلا ذلك تصريح للمغني البريطاني إلفيس كوستيلو الشهر الماضي الذي قال إن ضميره لا يسمح له بالغناء في إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التوجه انطلق بشكل فاعل بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي. وعلى إثر ذلك، ألغت فرق موسيقية عالمية مثل فرقة الروك الأميركية « بيكسيز » والفرقتين البريطانيتين “غوريلاز » « وكلاكسونز »، عروضها في إسرائيل، مما أثار استياء معجبيهم، وأشغل المعلقين من الجناح اليميني في إدخال مصطلح جديد هو « الإرهاب الثقافي » إلى القاموس السياسي الإسرائيلي. وقالت فايننشال تايمز إن الإسرائيليين -وسط العزلة الدبلوماسية والسياسية- لديهم السبب الوجيه للخشية من أن الروابط الثقافية بالعالم الخارجي معرضة للخطر. غير أن الصحيفة تقول إن مقاطعة الفنانين لإسرائيل ما زالت حركة هاشمية في ظل إصرار بعض الفرق الموسيقية البريطانية مثل ريهانا وبلاسيبو على زيارة إسرائيل حسب ما هو مقرر، ويتوقع المزيد من الفرق التي ستقصد مهرجان الكتاب في القدس. ورغم اعتزاز إسرائيل بكتابها وصناع الأفلام فيها وشركات الرقص، فإن مجرد التهديد بالمقاطعة الثقافية يعد أمرا مقلقا لهم، حسب تعبير فايننشال تايمز. ولفتت فايننشال تايمز إلى أن القائمين على الحملات الموالية للفلسطينيين خارج البلاد انتبهوا إلى هذه القضية، حيث يجد الفنانون الذين يخططون لإقامة حفلات في إسرائيل أنفسهم تحت ضغوط متزايدة لإلغائها، مشيرة إلى أن المواقع الاجتماعية على الإنترنت مثل فيسبوك ساهمت في تنظيم تلك الحملات. غير أن المنتقدين من الجناح اليساري للحكومة الإسرائيلية يقولون إن إلغاء الحفلات ومنع عرض الأفلام الإسرائيلية بالسينما العالمية –كما حدث في فرنسا هذا الأسبوع- يقوضان جهود الأقلية التي تكافح من أجل التغيير في البلاد. فايننشال تايمز  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 جوان  2010)

اعتقال اسرائيلي في بولندا يعمل مع الموساد ويشتبه بضلوعه في اغتيال المبحوح


6/12/2010 برلين – اعلنت النيابة الفدرالية الالمانية السبت ان اسرائيليا يشتبه بانتمائه الى جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) وبضلوعه في اغتيال قيادي حماس محمود المبحوح في دبي، اعتقل في بولندا بناء على طلب المانيا، مؤكدة معلومات نشرتها مجلة {شبيغل}. وقال متحدث باسم النيابة الفدرالية : اعتقل في وارسو ويشتبه بانه متورط في الحصول على جواز سفر (الماني) بصورة غير مشروعة. وتمت عملية الاعتقال بعد ان اصدرت المانيا مذكرة توقيف بحقه. واضاف المتحدث : الكرة الان في ملعب البولنديين لاتخاذ قرار تسليمه لالمانيا. وبحسب المجلة الالمانية في عددها الصادر الاثنين فان الاسرائيلي المعروف باسم يوري برودسكي اعتقل مطلع الشهر الحالي لدى وصوله الى مطار وارسو. ويشتبه بانه شارك في تشكيل مجموعة الكومندوس المسؤولة عن اغتيال محمود المبحوح احد مؤسسي الجناح المسلح لحماس في دبي في 19 كانون الثاني/يناير. وحمل المحققون في دبي اسرائيل مسؤولية جريمة الاغتيال ونشرت شرطة الامارة قائمة باسماء 26 شخصا يحملون جوازات سفر مزورة (12 بريطانيا وستة ايرلنديين واربعة فرنسيين وثلاثة استراليين والماني) تحمل صورهم اوحت بانها وثائق اصلية. وقد يكون برودسكي ساعد احد افراد الكومندوس على الحصول على جواز سفر الماني في 2009 بحسب المجلة. ويحقق القضاء الالماني منذ اشهر في اصل جواز السفر الالماني الاصلي الذي يحمل هوية مزورة واستخدم لتنفيذ عملية الاغتيال. وبحسب المجلة سلم جواز السفر في 18 حزيران/يونيو 2009 في كولونيا (غرب) لرجل قال ان اسمه مايكل بودنهايمر قدم جواز سفر اسرائيليا اصدر نهاية 2008. واكد انه يحق له الحصول على جواز سفر الماني لانه يقيم في كولونيا ولانه قدم وثيقة زواج والديه اللذين تعرضا للاضطهاد على ايدي النازيين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جوان  2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.