رويترز: محام: معتقل تونسي سابق في جوانتانامو يقول انه عُـذب صحيفة « الوسط التونسية »:تونس: الصليب الأحمر الدولي في زيارة تفقدية لأوضاع المساجين السياسيين موقع الحوار نت:وفد من الصليب الأحمر الدولي يزور السجين السياسي كريم الهاروني كريم: الى أمّي المجاهدة السّيّدة الهاروني رحمك الله و أدخلك فراديس جنانه د. خالد الطراولي: الخلاص الفردي ومشاريع العودة… أين الخلل ؟ [2/3]:[الجزء الثاني] عبدالحميد العدّاسي: القتل خنقا بذبح الشرف محمد العروسي الهاني: مجلة الأحوال الشخصية مكاسب تاريخية تهم نصف المجتمع المرأة التونسية جاء بها يوم 13 أوت 1986 أبو مهاب: هل يرعوي القوم محمد مسيليني: شهر التسوّق و خطر الضحك على الذقون الأمين العام الجديد لحركة التجديد يخصّ «الصباح» بأول حوار صحفي برهان بسيس: لنكافح ضدّ القطيعة عبد الرحمن الحاج: استعادة مقدمات «تنوير العقل الجديد» لابن عاشور ملحق « تراث » بصحيفة « الحياة »:الجسمي جذب 11 ألف مستمع في قرطاج صحيفة « الحياة »: »دار الفاميليا » جديد «نسمة تي في» … عائلات مغاربية تحت مجهر تلفزيون الواقع صحيفة « الحياة »:اختتام الدورة الأولى لمهرجان الفيلم الدولي العربي في وهران … حصة الأسد لشرائط من دول المغرب العربي موقع الجزيرة.نت:تحركات بموريتانيا لإنشاء حزب جديد للسلطة هيثم مناع: اللاجئون العراقيون رويترز: ساركوزي يبحث عن نفوذ جديد مع اتحاد البحر المتوسط سامي لطيف: أوروبا ونحن: رعـاية المجال الـحيوي (1 من 2) صحيفة « الحياة »:الزيات يُعلن حزبه اليوم … و«الإخوان» يدققون برنامجهم … إسلاميو مصر يخوضون معركة الأحزاب بآمال شبه معدومة مؤسسة سمير قصير:دفاعا عن احمد بن شمسي وحرية الصحافة في المغرب
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
محام: معتقل تونسي سابق في جوانتانامو يقول انه عُـذب
تونس (رويترز) – قال محام تونسي يوم السبت ان سجينا تونسيا سابقا بمعتقل جوانتانامو في خليج كوبا ابلغه انه ذاق الوانا من التعذيب على يد سجانيه الامريكيين طيلة فترة احتجازه من عام 2001 الى عام 2007 .
وسلمت واشنطن في 18 يونيو حزيران الماضي الى تونس حليفتها في مكافحة الارهاب اثنين من مواطنيها افرج عنهما من معتقل جوانتانامو هما لطفي الاغة وعبد الله الحاجي.
ولا يزال الاثنان في السجون التونسية للتحقيق معهما.
وقال المحامي سمير بن عمر في مقابلة مع رويترز يوم السبت (11 أوت 2007، التحرير) انه زار السجين لطفي الاغة بسجن المرناقية في ضواحي العاصمة تونس لاول مرة يوم الخميس (9 أوت 2007، التحرير).
وأشار ابن عمر الى ان المحققين الامريكيين بتروا اصابع ايدي الاغة العشرة اضافة لإصبع من القدم نكاية فيه لانه مسلم وليس بغية انتزاع اعترافات.
وابلغ الاغة الذي تم ايقافه نهاية عام 2001 على الحدود الباكستانية الافغانية محاميه ان اساليب التعذيب في معتقل جوانتانامو كانت « شنيعة وغير انسانية ومستمرة بشكل يومي. »
واطلق سراح الاغة من جوانتانامو في يونيو بعد مثوله امام لجنة عسكرية قالت انه لا يمثل اي خطر على الامن القومي للولايات المتحدة وفقا لما ذكره ابن عمر.
ونقل ابن عمر عن الاغة (40 عاما) قوله « اوهموني بانهم سيقومون بعلاج ايدي المصابة لكنهم خدروني قبل ان افيق وأجد اصابعي قد بترت. »
واضاف « سبق ان قالوا لي ان يتحتم قطع اصابعي كي لا ينتشر المرض لكني رفضت لاني لم اكن اعاني سوى من انتفاخ بسبب موجة من الصقيع في افغانستان وكنت اعرف انهم ينوون عمل فعلا شنيعا. »
وتابع انه عندما افاق على مفاجأة بتر اصابعه وجد مفاجأة اخرى في انتظاره حيث انهال عليه المحققون بالضرب دون شفقة.
وقال ابن عمر ان موكله حدثه عن اشكال اخرى من التعذيب في معتقل جوانتانامو من بينها تكبيل سجناء لمدة تتجاوز 40 ساعة دون ان يلتفت اليهم احد اضافة الى تعمد نساء تلمسهم من اعضاء حساسة باجسادهم لاستفزازهم واثارتهم.
والاغة اختفى عن انظار عائلته منذ عام 2000 . وتوقعت عائلته ان يكون قد مات قبل أن يعرفوا في يونيو الماضي انه كان مسجونا في جوانتانامو.
وعن سبب عدم الاتصال بعائلته طيلة فترة احتجازه قال الاغة لمحاميه « بصراحة كنت متأكدا من الرسائل لا تنفع في شيء لان الامريكيين يستخدمونها للاطلاع على معلومات تخص عائلات المعتقلين ويشطبون كل محتوياتها ما عدا السلام. »
وتقود منظمات حماية حقوق الانسان في العالم ومن بينها منظمة العفو الدولية حملة للمطالبة باغلاق سجن جوانتانامو معتبرة انه وصمة عار.
وقال الاغة ان سجانيه في جوانتانامو كانوا يجلبون « حيض النساء » ويلطخون به وجوه المعتقلين.
واضاف انه لا يمكنه ان ينسى « الذكريات المؤلمة » التي عاشها طيلة فترة احتجازه.
وتوقع ابن عمر ان تتم محاكمة لطفي الاغة في تونس في اكتوبر تشرين الاول المقبل بتهمة الانتماء لعصابة مفسدين.
والتونسي الثاني الذي افرج عنه من جوانتانامو هو عبد الله الحاجي صادرة في حقه احكام غيابية في تونس بتهم الانتماء لحركة النهضة الاسلامية المحظورة وفقا لمحامين ونشطاء لحماية حقوق الانسان.
واعتقل الحاجي عام 2003 بباكستان.
وسافر الحاجي منذ عام 1990 الى باكستان مع عائلته حيث عمل كتاجر للاقمشة قبل ان يعتقل عام 2003 على يد القوات الباكستانية التي سلمته الى حليفتها في مكافحة الارهاب واشنطن.
وقال محامون امريكيون ومدافعون عن حقوق الانسان انه لا يزال على قائمة التونسيين المعتقلين بسجن جوانتانامو في خليج كوبا عشرة مواطنين اخرين.
من طارق عمارة
(المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 11 أوت 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
تونس: الصليب الأحمر الدولي في زيارة تفقدية لأوضاع المساجين السياسيين
وفد من الصليب الأحمر الدولي يزور السجين السياسي كريم الهاروني
الى أمّي المجاهدة السّيّدة الهاروني رحمك الله و أدخلك فراديس جنانه
اليك منّي ألف سلام و دعاء و أنت في دار الحقّ
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة 26 رجب 1428 ذكرى عزيزة علينا جميعا و على كلّ الأمّة الاسلاميّة لنبيّنا « المرسل رحمة للعالمين نبيّنا و حبيبنا محمّد علية أفضل السّلاة و أزكى التّسليم ألا و هي ذكرى الاسراء و المعراج العظيمة و بعد أن زرتك في المقبرة و الله و حده يعلم مدى تأثّري عند قراءة القرآن الكريم و التّذرّع الى الله عزّ و جلّ بالدّعاء لك بأن يجازيك عزّ و جلّ على كلّ ما قمت به نحونا جميعنا نحن زوجك عمر حفظه الله من كلّ مكروه و كذلك أخوتي و على رأسهم أخي الحبيب الى قلبك و الى عقلك و الّذي كنت دائما تستسمحيننا و تقولي لنا لا تغضبوا يا أبناء الأعزّاء اذا ما رأيتموني أميل كثيرا الى أخيكم كريم فلأنّّه في محنته هذه يستحقّ التّبجيل أكثر منكم فرجاء أن تتفهّموا هذا الأمر و أنتم كلّكم أبنائي الأعزّاء و مكانتكم غالية عندي جزاك الله عنّا كلّ الخير يا أمّي و رضي عنك و نحن راضون عنك و الله نسأل أن تكوني راضية عنّا و باذن الله ليس لنا أدنى شكّ في ذلك فلقد عدلت بكلّ ما تملكين من قوّة معنا و مع عائلتنا و مع أحبابنا و أصدقائنا و جيراننا و القريب و البعيد و المحتاج اليك قبل غيره …و أنا دائمة الدّعاء على قول اللهمّ بحقّ اسمك الأعظم الّذي اذا دعيت به أجبت و اذا سئلت به أعطيت وبحقّ القرآن الكريم أن تقبل الى أمّي و أنت راض عنها و تشرب شربة هنيئة من يد حبيبنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم من حوض الكوثر لن تظمئين بعدها أبدا- آمين ياربّ العالمين
كما توجّهت الى العزيز الجبّار بكلّ الدّعاء كي يكسر قيد أخي عبد الكريم العزيز علينا جميعا و كنت أتمنّى أن أفرحك في زيارتي قبل بلوغ يوم 16 من الشّهر الجاري يوم مرور سنة على وفاتك و كان ذلك يوم الاربعاء ليلا مع السّاعة 11 ليلا لكنّ الله لم يقل كن فيكون بعد و لكن لا تحزني يا أمّي فانّ الله لا يردّ دعاء الذّاكر الله كثيرا و دعوة المظلوم و دعوة الامام المقسط كما قال نبيّنا صلّى الله عليه و سلّم و لن انسى الّيالي الّتي بكيت فيها أعواما طويلة منذ اعتقال ابنك العزيز على قلبك كثيرا فكنت أستمع اليك و أنتي تناشدين الله و تكثرين من التّسبيح و الدّعاء ليفرّج كربه و يعيده اليك و الينا سالما غانما منتصرا و كذلك لا و لن أنسى أبدا نفس الشّئ و أنت في صلواتك ساجدة لله و متضرّعة اليه في الصّلاة و بعدها و كانت مواقفك لنصرة ابنك و الوقوف الى جانبه و الدّفاع عنه في هذه المحنة الّتي طالت كثيرا و كنت صابرة مع كلّ ذلك متوكّلة على الله و يقول الله عزّ و جلّ أدعوني أستجب لكم و له الأمر كلّه و هو الّذي يستجيب متى يريد و كيفما يريد كما لا أنسى كيف أنّك كنت دائما تذكّريننا من القرآن خاصّة بسورة العلق قال تعالى:اقرأ باسم ربّك الّذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ و ربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم علّم الانسان ما لم يعلم » صدق الله العظيم فكنت تحرصين على قيمة العلم و فائدته في النّهوض و التّقدّم كما لا أنس الآيتين من سورة يس اذ يقول الله تعالى: »وضرب لنا مثلا و نسي خلقه قال من يحيي العظام و هي رميم قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّة و هو بكلّ شئ عليم » صدق الله العظيم كما لا و لن أنسى وصيّتك لأخي عبد الكريم و لن ينساها هو أيضا و لا نحن جميعا ألا و هي « صحّتك أوّلا و حقوقك ثانيا و بلادك ثالثا » و أنت على حقّ في ترتيب هذه الأولويّات.
و في هذه المناسبة أيضا أتذكّر رسالة أخي عبد الكريم الّتي أرسلها الينا بعد حظوره لتأبينك و كم هي معبّرة و تاريخيّة و صادقة كما أنّ القصيدة الّتي اهداك ايّاها في عيد ميلادك الأخير في 05 مارس 2006 و معها هديّته اليك وردته الجميلة فانّ لها أثر كبير في نفسي و الله أسأل أن يجمع شملنا بأخينا العيز علينا قريبا باذن الله كما ندعوه أن يجمعنا بك في الجنّة ان شاء الله و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين و لا حول و لا قوّة الا بالله العليّ العظيم. ابنتك الّتي تحبّك كثيرا هند بنت عمر و السّيدة و شقيقة عبد الكريم الهاروني–
و ثقي بأنّ دموعك و دعواتك و مرضك لن يذهبوا سدى فانّ الله لطيف خبير.
———————————————————————
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة و السلام على النبي الصادق الامين
27 رجب 1427
21 اوت 2006
السجن المدني بتونس
ابي الحبيب’ اخوتي الاعزاء
اهلي الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
. الله اكبر،الله اكبر، الله اكبر انا لله و انا اليه راجعون
اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
ان العين لتدمع و القلب ليحزن و لا نقول الا ما يرضي ربنا و انا لفراقك يا امي لمحزونون
‘ ‘قال الله تبارك و تعالى
يا ايها االذين امنوا استعينوا بالصبر و الصلاة ان الله مع الصابرين و لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء ولكن لا تشعرون و لنبلوكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الاموال و الانفس والثمرات و بشر الصابرين الذين اذا صابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و اولئك هم المهتدون » صدق الله العظيم
عام الحزن في السنة العاشرة من النبوة في شهر رمضان توفيت ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها ولها خمس و ستون سنة من العمر واشتد الاذى على الرسول صلى الله عليه و سلم على يد قومه في مكة بعد و فاة عمه ابي طالب ثم حين خرج الى الطائف للدعوةعنفوه فامتلا قلبه حزنا فدعا ربه متضرعا:ٌ اللهم اليك اشكوضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين و انت ربي الى من تكلني الى بعيد يتهجمني ام الى عدو ملكته امري ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي و عافيتك هي اوسع لي. اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات و صلح عليه امر الدنيا و الاخرة من ان تنزل بي غضبك او يحل علي سخطك.لك العتبى حتى ترضى و لا حول و لا قوة الا بك » فاكرمه الله بالاسراء و المعراج ليلة السابع و العشرين من رجب
ابي العزيز اخوتي الاعزاء : عظم الله اجركم و رزقكم صبرا جميلا و ادام المودة و الرحمة بينكم واعانكم على الطاعات و فعل الخيرات و اقام الصلاة ووسع رزقكم و اتم سعادتكم ووفقكم لما فيه خير البلاد والعباد و رفع ذكركم بين الناس و جعلكم من الفائزين في الدنيا و الاخرة و جمع شملنا في بيتنا بين اهلنا و احبابنا في اقرب الاجال و افضل الاحوال انه سبحانه و تعالى سميع مجيب الدعاء و سعت رحمته كل شئ و هو ارحم بعباده من الوالدة بولدها هو حسبنا و نعم الوكيل. نعم المولى و نعم النصير.
اهلي الكرام رايت من واجبي اكراما لامي الحبيبة رحمها الله ولكم ان اشارككم بايمان و صبر و خشوع اعباء لحظة الوداع لاعز الناس علينا و فقيدتنا الغالية رحمها الله رحمة واسعة و اسكنها برحمته و فضله فراديس جنانه مع الذين انعم الله عليهم من الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا. اشارككم عبر هذه الرسالة من سجني بعد ان اكرمني الله بالمشاركة في موكب الدفن. يشرفني حقا و اعتز كثيرا ان اخاطب فيكم اهلا مؤمنين صابرين متضامنين مناضلين كما عهدتكم في السراء و الضراء . امام هذاالبلاء المبين و الامتحان العظيم. لحظة الفراق لاعز الناس يتوقف القلم و يعجز السان و لا تبقى الا لغة الايمان و قد علمنا نبينا عليه الصلاة و السلام.. من كان يؤمن بالله و اليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت » و نحن و الحمد لله مؤمنون فلم و لن نقول الا خيرا. نؤمن بالقضاء و القدر خيره و شره و لا نشك في حكمة الله وعدله و نستعين به و نتوكل عليه » الا له الخلق و الامر » ولانه ربنا فهو الذي يحيي ويميت و هو الحي الذي لا يموت و هو الحي الذي لا يموت و هو الوحيد في هذا الوجود الذي » لا يسال عما يفعل و هم يسالون « سبحانه » انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء و اليه ترجعون » فحبيب الله و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم قد مات لانه بشر فلم يصدق عمر فذكره ابو بكر رضي الله عنهما انه : » من كان منكم يعبد محمدا فان محمدا قد مات و من كان منكم يعبد الله فان الله حي لا يموت ». هكذا يقين المؤمنين و تلك سنة الله في خلقه : احبب من شئت فانك مفارقه. و لاننا مؤمنون بالبعث لا بللا بعث » افحسبتم انا خلقناكم عبثا و انكم الينا لا ترجعون » فالموت نهاية حياة اولى و بداية حياة اخرى . محطة بين دار العمل و دار الجزاء »كل نفس ذائقة الموت و انما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار و ادخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ». فلا يخشى الموت الا متعلق بالدنيا غافل عن الاخرة او متعلق بالاخرة مقصر في الدنيا » يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور » و من حكمة الله ان الاجل بيده وحده حتى يجتهد الانسان في العمل و يبقى بين الخوف و الرجاء » و ما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا و من يرد ثواب الدنيا نؤته منها و من يرد ثواب الاخرة نؤته منها و سنجزي الشاكرين » و حتى لا يتردد في الدفاع عن الحق و اداء الواجب خشية الموت » قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المؤمنون » و هكذا ترى المؤمن يحب الحياة لانها نعمة الله و الوسيلة الى معرفته و عبادته و عمارة الارض و التمتع بالطيبات من الرزق فيجتهد في العمل الصالح حتى يلقى الله و هو راض عنه فيجمع بين سعادة الدنيا وسعادة الاخرة » وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا و احسن كما احسن الله اليك و لا تبغ الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين » فيحق فيه قوله تعالى : » يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي » فتجد المؤمن يدعو الله ان يحسن خاتمته في الدنيا و يحسن عاقبته في الاخرة » يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم فيدركه الاجل المحتوم و هو في احسن حال مع الله و مع نفسه و مع الناس . لذلك ترى الناس عند موت الانسان يسالون عن عمره و عن عمله فيزداد حزنهم و اسفهم اذا وجدوا العمر طويلا و العمل قليلا و خاصة اذا كان العمر قصيرا و العمل كثيرا و يرتاحون لمن اكرمه الله بالجمع بين طول العمر و كثرة العمل » الا تزر وازرة وزر اخرى وان ليس للانسان الا ما سعى و ان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى و ان الى ربك المنتهى و انه هو اضحك و ابكى و انه هو امات و احيا وانه خلق الزوجين الذكر و الانثى » فلا يبقى من الانسان بعد عمره الا عمله به يبقى حيا بين الناس سنينا و عقودا و قرونا و الى يوم الدين فيدوم ذكره عبرة و قدوة للاجيال و مدرسة للانسان اينما كان.فينفع الناس حيا و ميتا في الدنيا و ينفع نفسه في الاخرة كما علمنا رسول الله عليه الصلاة و السلام : » اذا مات الانسان انقطع عنه عمله الا من ثلاثة : الا من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له« .
هذه ذكرى يا ابي الحبيب و انت و اخوتي مؤمنون » فان الذكرى تنفع المؤمنين » و انتم ان شاء الله من الذين امنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب . الذين امنوا و عملوا الصالحات طوبى لهم و حسن ماب » و اني على ثقة انه كما كانت حياة امي الحبيبة مصدر قوة و تماسك لاسرتنا فان و فاتها لن تكون مصدر ضعف لنا باذن الله لانها ستجعلنا اقرب الى الله و اقرب الى ابينا و اقرب الى بعضنا و اقرب الى اهلنا و اهل الخير من الناس وفاء لها و تقديرا لجهادها في بناء هذه الاسرة الطيبة و الحفاظ على سمعتها. »و قل رب اغفر وارحم و انت خير الراحمين » . رحمها الله رحمة واسعة و جازاها الله عنا خير الجزاء و بارك الله في ذريتها و جمعنا بها في جنات النعيم »جنات عدن يدخلونها و من صلح من ابائهم و ازواجهم و ذرياتهم و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب.سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار « .و الله اكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة و اصيلا. و انا لله و انا اليه راجعون.
لقد كانت اخر رسائلي الى امي العزيزة بمناسبة احتفالنا بذكرى ميلادها الثامنة و الستين فهي من مواليد الخامس من مارس سنة ثمان و ثلاثين في ذلك الربيع الذي تظاهر فيه التونسيون و التونسيات من اجل الحرية و الكرامة و الاستقلال لتتوفى وابنها في السجن: »سجن تسعة افريل » يوم الاربعاء السادس عشر من شهر اوت سنة ست و الفين في هذا الصيف بعد احتفالها معنا بانتصار المقاومة و الشعب في لبنان على « الجيش الذي لا يقهر » دفاعا عن الحرية و الكرامة و الاستقلال حتى لا يبقى سجين في سجون الاحتلال . توفيت بعد خمس و عشرين سنة من الدفاع عن حرية ابنها منذ اول اعتقال في صائفة واحد و ثمانين دون ان تتحقق امنيتها في ان تراه حرا بين اهله و شعبه و هي التي علمتها التجربة ان خروج الانسان من السجن لا يعني انه اصبح حرا اوامنا من الدخول اليه ثانية لذلك كانت وصيتها لي اثناء الزيارة » صحتك اولا و حقوقك ثانيا وبلادك ثالثا » فكنت اوافقها و ااكد لها : الاهم من الخروج من السجن هو الوضع بعد السجن حتى لا يصبح البقاء في السجن افضل كما قال يوسف عليه السلام . » رب السجن احب الي مما يدعونني اليه ». تلك مشيئة الله و حكمته في خلقه. فوفاة امي و انا في السجن يقويني و يشرفني و يحميني حتى ابقى دائما عند حسن ضنها بي فقد توفيت و هي و الحمد لله راضية عني. فلنواصل يا اهلي الصابرين مسيرتنا من اجل الحرية لتحقيق امل امي المجاهدة رحمها الله في ان يعيش ابنها حرا في شعب حر في بلد حر في امة حرة في عالم حر و الله ولي التوفيق.
في هذه الرسالة وانا اتحدث عنها كام سجين اخترت تكريما لها و تقديرا لتضحياتها و حياء من دموعها ان اتوقف عند ثلاثة مشاهد في مسيرتنا معا لم و لن انساها و اعتز بها كلما ذكرتها.
الاول . لحظة تكريمها في المؤتمر الثالث لاتحاد الطلبة في قاعة المحاضرات بكلية الحقوق في المركب الجامعي بتونس اثر خروجي من السجن يوم كنت امينا عاما للمنظمة و بحضور ابنائها و هذا لم يحصل لام قبلها و لا بعدها في تاريخ الجامعة. تم ذلك في شهر جانفي سنة تسع و ثمانين. فكنت دائما اقول’ لها . »من اين هذا العرف? » من تلك الشجرة
و الثاني . يوم اول زيارة مباشرة بدون حاجز بحضور اخوتي في سجن صفاقس حين قبلت يديها ثم رجليها تكريما لها على تضحياتها من اجلي طيلة خمس و اربعين سنة من عمري ربتني صغيرا ورعتني شابا و ساندتني كهلا و دافعت عني سجينا لتبقى بجانبي اينما نقلت شمالا ووسطا و جنوبا و في اصعب اللحظات فلم يفرق بيننا السجن و النفي و العزل و تم ذلك في شهر جويلية سنة خمسة و الفين ثم في « سجن تسعة افريل » في شهر افريل من هذه السنة حيث قبلت رجليها و رجلي ابي اكراما لهما و اعترافا بالجميل لحضور كافة اخوتي جازاهم الله عني كل خير. و هذا ايضا لم يحصل لام قبلها و لا بعدها في تاريخ السجن.
و الثالث . يوم جنازتها رحمها الله اذ يسر الله لي حضور مو كب دفنها وحصل لي شرف امامة الصلاة عليها ووضعها في قبرها و الدعاء لها بحضور ابي و اخوتي و اخوالي واعمامي واحبابي و كثير من الناس بما في ذلك جمع من النساء يتقدمهن اختاي الكريمتان و بعض القريبات و الجارات في مدخل المقبرة. فكانت جنازة لا ككل الجنازات لامراة لا ككل النساء لسجين لا ككل السجناء و فيه تكريم من الله لها و تحقيق لبعض امنيتها بلقاء ابنها خارج السجن بين اهله فلاول مرة اجتمع باخوالي واعمامي وبعض ابنائهم و بناتهم و اشعر بارتياح كبير رغم حالة الحزن و ذلك من بركة امي رحمها الله التي كانت في حياتها بارة بوالديها و محسنة لاخوتها و اخواتها و حريصة على صلة الرحم.فلم يتغيب احد لحظة وداعها و هذا من فضل الله عليها و علينا. ادام الله المودة و الرحمة و التضامن بين كافة افراد العائلة كبارا و صغارا بعدها. و هذا ايضا لم يحصل لام قبلها في تاريخ البلاد. تم ذلك يوم السابع عشر من شهر اوت الجاري الموافق ليوم الخميس الثالث و العشرين من شهر رجب شهر الله سنة سبع و اربعة مئة والف من هجرة الرسول عليه الصلاة و السلام قبل ثلاثة ايام من ذكرى الاسراء و المعراج.
فكان اخر لقاء بيننا يوم التاسع و العشرين من جويلية الماضي في زيارة مباشرة في السجن بحضور كافة افراد اسرتنا ابي و اخوتي و اخر عمل بيننا قراءة الفاتحة في ختام الزيارة ترحما على ارواح الشهداء في فلسطين و لبنان و العراق وافغانستان و الشيشان قبل الوداع. و اخر قفة اعدتها لي بيديها الكريمتين وصلتني يوم الاثنين في الرابع عشر في اوت قبل يومين فقط من انتقالها الى الرفيق الاعلى فكانت اجمل هدية للاحتفال يومها بانتصار المقاومة الاسلامية في لبنان و هزيمة العدو الصهيوني بعد ان شهد العالم مرة اخرى على ارهابه ووحشيته و جرائمه ضد الانسانية على الطريقة النازية ليدرك العرب و المسلمون قبل غيرهم ان ارادة الشعوب من ارادة الله و ارادة الله لا تقهر »كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله و الله مع الصابرين ». اما اخر اتصال بيننا في هذه الدنيا فكان في قبرها و مثواها الاخير اذ كنت اخر من غادره بعد ابي فرششتها بماء زمزم المبارك وقلت بحضرتها : » انا راض عنك و ان شاء الله تكوني راضية عني و يكون الله راض عنا. جمع الله بيننا في الجنة. اشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله ». واثناء دفنها في ذلك الموكب الخاشع و الملا الكريم و اليوم المشهود توجهت الى الله بالدعاء ترحما على روحها الطاهرة و على ارواح اقاربها و ارواح المسلمين و ارواح الشهداء و في مقدمتهم جميعا والديها جدي صادق و جدتي عزيزة رحمهم الله جميعا انه غفور رحيم.
حضرت اذا لوداعها وانا طاهر صائم حافظ للقران الكريم صابر على فراقها و صامد في السجن مرفوع الراس بين الناس لاقول في حضرتها و امام اهلي و احبابي و شعبي و العالم : » لقد قضيت خمسة عشرة سنة سجنا و توفيت امي العزيزة علي و انا في السجن ورغم ذلك لست حاقدا لان الحقد يعمي على الحق و لكني لست متنازلا على حقي في ان اعيش حرا في شعب حر في بلد حر مهما كان الثمن حتى و لو مت في السجن فمن اجل ديني و بلادي يهون كل شئ ». واوصيت اخوتي الاعزاء بابي خيرا فهو اهل لكل خير . لقاء مباشر في السجن و اتصال مباشر في القبر برحمة من الله فلم يقدر السجن ولا الموت ان يفصل بيننا فانا منها و هي مني و ستبقى في قلبي حتى الحق بها الى دار الحق و الله اسال ان يجمعنا بها في جنة النعيم ان شاء الله واسع الرحمة ذو فضل عظيم.
و قد لخص لي اخوتي ما حصل من يوم الدفن الى يوم الفرق و ما تلقوه من التعازي و التعاطف في البيت و من داخل البلاد و من العالم بقولهم . »لقد تحول الماتم الى عرس » فهنيئا لك يا امي بهذا الحب و التقدير ولعله من بشائر حب الله لك ورضاه عنك فانت تحبين الله ورسوله و تحبين الناس و خاصة الاطفال.
وهنيئا لنا و لشعبنا و للمراة في بلاد العرب و المسلمين و في العالم بك و باخواتك في فلسطين و لبنان والله اكبر مع سلامي و شكري للجميع.
كريم
*******************************************************
أمّـــــي
أحببت إيمانا بعد الله والدتــــــــي أحببت فيها خصالا لست ناسيها
فأنت يا أمّي حنانا قد حوى عمري وأنت حضنا لأيّامي و ماضيـهــا
فلا اللّيالي نسيت ما ألمّت بــــــــك و لا عيونا قد احمّرت مآقيــهــا
كم قّّبّلتني شفاه عند غسق الدّجى كم هدهدتنـــي حنوّا أياديهـــــــا
أنام نوما عميقا وهي ساهــــــــرة وعند انبلاج الصّبح أناديهـــــــا
تشقى مرارا لإسعادي وهي عابسة فلست أدري بأيّ جهد أكافيهـــا
أرجو رضاها وفاء وهي سيّدة أعيش أسرا و آلامي تداويهــــا
فيا ربّ أكتب رضاك فخرا لهــــــا فأنت بأمّـــــي رحيم فأبقيهــــــا
———————————————————–
وهذه أيضا هديّة ابنك عبد الكريم اليك في آخر عيد ميلاد لك وردة رسمها لك بخطّ يده
و تأثّرت بها كثيرا و بكلّ كلمة كتبها لك في تلك الرّسالة
و الله نسأل أن تصلنا رسالة أخي الحبيب عبد الكريم الى الوالد عمر بارك الله لنا فيه بمناسبة عيد ميلاده ال 75 يوم 07 جانفي 2007
هند الهاروني – الجمعة 26 رجب1428 الموافق ل 10 أوت 2007 السّاعة 22و45 دقيقة-
الخلاص الفردي ومشاريع العودة… أين الخلل ؟ [2/3]
[الجزء الثاني]
ـ يتبـــع ـ
المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
القتل خنقا بذبح الشرف
كتبه: عبدالحميد العدّاسي
« في أحد الأحياء الشعبية بمدينة قفصة: مسلح يقتحم منزل عائلة ويختطف إحدى فتياتها بالقوّة ويغتصبها«
كان هذا العنوان « الصاعقة » قد ورد على صفحات تونس نيوز الغرّاء، نقلا عن جريدة الصباح بتاريخ 3 أوت 2007 ، والحقيقة أنّني كتونسي مسلم تألّمت كثيرا لهذا الحدث ووقفت عند مفاصل ثلاثة في العنوان. « يقتحم منزل عائلة ويختطف إحدى فتياتها بالقوّة ويغتصبها »، « في أحد الأحياء الشعبية »، « بمدينة قفصة ».
كان بيت العائلة الذي اقتحمه شخص واقع تحت تأثير الخمر (أمّ الخبائث التي فسح الخبثاء لها المجال واسعا في البلاد)، ليلة 28 أفريل 2002 على الساعة منتصف الليل، يضمّ المشتكية وابنتها الصغيرة وابنها والشقيقة المفعول بها « تحت تهديد السلاح ». وهنا لا بدّ من وقفة للقيام بإحصاء عدد الأيادي القادرة على الفعل، كي يتّضح لنا جليّا أنّ المعادلة كانت مختلّة ومائلة كثيرا لمصلحة أهل ذلك البيت وكي نتأكّد من موات أعضائنا بعد أن ماتت عزّتنا وقيمنا، فالقادم عليهم قد أبطل فعل إحدى يديه بتكليفها بمهمّة المحافظة على سلاح « الدمار الشامل، السكّين » ولم يعد يملك إلاّ يدا واحدة وفما واحدا ورجلين اثنين وعقلا وحدا غطّته الخمرة وغيّبته. في حين كان أهل البيت يملكون ستّة أيادي فاعلة، تقوّيها الغيرة والحاجة الماسّة للدّفاع عن النّفس والعِرض والأرض التي هي بيتهم ومحضنهم (من صال على نفسه أو حرمته أو ماله آدمي أو بهيمة (وقضية الحال فيها بهيمة آدمية)، فله الدفع عن ذلك بأسهل ما يغلب على ظنه دفعه به، فإن لم يندفع إلاّ بالقتل فله ذلك ولا ضمان عليه، وإن قتل فهو شهيد ويلزمه الدفع مع القدرة عن حرمته دون ماله وفي نفسه). وبالتالي فقد كان منتَظرا الاّ يغادر هذا « الكلب » البيت سالما ناهيك أن يغادره آمنا غانما متخفّيا غير متابع… وهنا لا بدّ من طرح تساؤل افتراضي مزعج: هب أنّنا – لا قدّر الله – وقعنا تحت سيطرة قوّة خارجية (ولن نكون في ذلك أعزّ عليهم من العراق)، أمريكية أو غيرها، متعطّشة إلى كشف عوراتنا وانتهاك حرماتنا وافتراس نسائنا وبناتنا، فكيف تكون ردود أفعالنا ونحن لا نقوى على مقاومة سكّير خائر القوى عديم الوسائل المُرهِبة؟! … نحن بحاجة ماسّة إلى استعادة التفقّه في مدلولات معنى الحياة، فقد أفقدنا التغيير معني الحياة.
وقد كان البيت يقع في « أحد الأحياء الشعبية« ، تلك الأحياء التي عُرفت بتضامنها وتآزرها وتزاورها واهتمام بعضها ببعض، وهو ما جعل المحكمة الإبتدائية (وأحسب أنّها كانت محقّة) تحكم بعدم استقامة زعم المتضرّرة، وذلك « لعدة أسباب، من بينها: بإمكان زاعم الضرر طلب النجدة نظرا لقرب منزلها من الأهالي، وبالامكان السيطرة على المتّهم مع أفراد عائلتها بسبب حالة السكر وغيرها« . وقديما كنّا نلوم أهل بعض مدننا (مدينة الحمّامات مثالا) على عدم الاهتمام بالجار الذي قال عنه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: « مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورّثه« ، فقد كنّا نسمع عن الرجل يمرض ثمّ ربّما يموت دون انتباه من جاره المنصرف إلى دنياه. غير أنّ ذلك كان في المدن المعصرنة أو السياحية الحائدة عن العرف التونسي الأصيل، ولم يكن يوما في تجمّعاتنا التقليدية أو الشعبية. فما الذي جعلنا نفقد مزيّة الاهتمام ببعضنا والغيرة على بعضنا وعلى أحيائنا ومدننا وبلادنا، حتّى يتمكّن هذا العربيد من الاعتداء على أعراض مَن فقد الجرأة حتّى على إطلاق صيحة من أجل عِرضه؟!…
وقد كان الحيّ الشعبي « بمدينة قفصة »، والأمر هنا جدّ مستغرب وجدّ خطير، فقد عرف عن الجنوب التونسي – مقارنة بالشمال (وأنا من الشمال) – شدّة محافظته وكثرة التزامه. كما تميّز بالفروسية والكرم والشهامة والأمانة والحشمة ونظافة العلاقات بين الذكر والأنثى، إلى غير ذلك من القيَم التونسية العربية الإسلامية الرّفيعة. بل لقد كانت أغلب محاولات التحرّر ورفض الظلم تندلع شراراتها من الجنوب. فما الذي جعل هذا « الكلب » يُقدم على اختراق حرمات الجنوب دون هاجس خوف ودون رادع خُلق؟!…
هذه الحادثة جعلتني أفقد صوابي ولكنّها ذكّرتني بأخرى قديمة أذكّر بها هنا، فقط بإعادة نشرها لأؤكّد من جديد أنّنا بحاجة إلى أمثال هذه البنت الشريفة البطلة وإن وجدت مقاومة من رجال التغيير المنتشين بأجواء الفساد والإفساد:
العاصمة:
تحرّش بها فشوهت وجهه بقارورة مهشمة؟!
أوقف أعوان شرطة النجدة بتونس العاصمة يوم أمس الأول فتاة بشبهة تشويه وجه شاب بقارورة مهشمة بعد أن تحرش بها جنسيا.
وكانت فتاة استقلت الحافلة العمومية متجهة إلى مقر إقامتها وصادف وقوفها جنب شاب فشرع في مغازلتها إلا أنها لم تعره اهتماما لم يكتف الشاب عند هذا الحد بل راح يلمسها في أماكن حساسة من جسدها ولما ذاقت الفتاة ذرعا نزلت في المحطة الموالية فتبعها الشاب وطلب منها مرافقته فنهرته عن هذا الصنيع إلا أنه أعاد مد يده إلى موقع حساس من جسدها عندها نظرت حولها فوجدت قارورة ملقاة على الطريق فهشمتها وأصابت بها الشاب على مستوى وجهه فخلفت له تشويهات ولاذت بالفرار.
وصادف مرور دورية أمنية فانتبه الأعوان لما يحدث وتمكّنوا من إيقاف الفتاة ونقل الشاب إلى أقرب مركز إسعاف.
استجوب الأعوان الفتاة فاعترفت بما نسب إليها ذاكرة التفاصيل سابقة الذكر.
ولدى مثول الشاب المصاب أمام الباحث ذكر أنه غازل الفتاة دون أن يتحرش بها جنسيا وبعد الاستماع إلى أقوالهما تم إيداع الفتاة سجن الإيقاف في انتظار مواصلة الأبحاث. (قلت: الديوث لا يمكن أن يكون قاضيا ببلد ولا حاكم لبلد، ووالله لوددت أن تكرّم هذه البنت وترفع لها العلامات في البلاد، رغم أنف « محاربي الإرهاب » الإرهابيين).
عبد السلام
(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 23 جوان 2005)
قلت: تُرى، لو اكتفت المتضرّرة أو أختها برمي الغطاء الذي كان عليهما على وجه هذا السافل، أكانتا في حاجة إلى صياح أو استنجاد بجار؟! وهل كان يمكنه جرّها خارج البيت؟! وهل كان يمكنه قتلها خنقا بذبح شرفها كما فعل؟!
ويبقى سؤال أخير قد أفقدني التفكير بتوازن: لماذا لم تسنجد الأخت بالجيران بعد خروج هذا الصائد بفريسته، فقد كان يمكنها ذلك في غياب السكّين الذي كان قد منعها من ردّ الفعل، ولماذا لم تتّبعه حتّى تعلم مكان أختها المسحوبة، ولماذا لم يستغث الأطفال عندها كي يوقضوا الجيران؟! ولماذا؟! … ولماذا؟!… ولماذا؟!… سبحان الله، فهذا أمر لا يصدّق… فلا بارك في أمثال هذه العائلة؟!…ولا بارك فيمن يغيِّر حتّى يفسد على النّاس دنياهم وآخرتهم!…
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في 2007/08/11
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
بقلم محمد العروسي الهاني
الرسالة رقم 275 مناضل دستوري
على موقع الانترنات رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
مجلة الأحوال الشخصية مكاسب تاريخية تهم
نصف المجتمع المرأة التونسية جاء بها يوم 13 أوت 1986
إن يوم 13 أوت 1956 يبقى يوما خالدا وتاريخيا في حياة الأسرة التونسية وفي حياة المجتمع التونسي وهو من الأيام الخالدات في تاريخ تونس المعاصر وقد أقدم الرئيس الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله على المغامرة التاريخية بعد 5 أشهر فقط على تاريخ الاستقلال التام 20 مارس 1956.
وهذا أول إصلاح ثوري هام جاء تتويجا للكفاح مرير ونضال طويل وتضحيات جسام من أجل استرجاع الكرامة والسيادة والحرية بقيادة الزعيم الأوحد والقائد البطل الذي ناضل
25 سنة كاملة من 1931 إلى 1956 ربع قرن من أجل استعادة الكرامة المسلوبة والسيادة المفقودة والحرية التي سلبها الإستعمار الفرنسي واحتل الأرض والدولة وقضى على الأخضر واليابس واستغل خيرات البلاد وأصبح المحتلّ صاحب الأرض والسيادة إلى أن وهب الله تونس أرض الوفاء والعلماء وجامع الزيتونة وأرض الأمجاد والتاريخ. وهب الله هذه الأرض الطاهرة قيادة فذّة وزعامة حكيمة ممثلة في شخص الزعيم الحبيب بورقيبة الذي اعتمد على الله وتوكّل عليه واستحضر كتاب الله وتشبع بالقرءان الكريم منذ شبابه وفهم المقاصد والحكم ونور كتاب الله وفهم مقاصد الشريعة السمحاء ووهبه الله عقلا نيّرا سليما وتوكّل على ربّ العزّة وكان النصر حليفه وجاء بفضل الله النصر والاستقلال والحرية والسيادة على يديه بفضل الله وتأييده وصبر على السجون والمنافي والأبعاد والغربة والأحكام القاسية حتى جاء نصر الله وبعد بناء الدولة العصرية وتشكيل حكومة وطنية كان رئيسها الزعيم الأوحد وبعد أربعة أشهر على تشكيل الحكومة أعلن زعيم الامة على الإصلاح الثوري الذي اعتمد العقل النير في إطار المنظومة الإسلامية واستعمال العقل لفهم النصوص القراَنية واعتمد استشارة رجال الدين في تفسير الاَية القراَنية الواردة في سورة النساء « وإن خفتم ان لا تعدلوا فواحدة » صدق الله العظيم وكما قال السيد الطيب رجب أودرغان رئيس حكومة تركيا يوم 2005/03/27 عندما زار بلادنا بعد 40 سنة يوما بيوم على زيارة الزعيم الحبيب بورقيبة إلى تركيا يوم 1965/03/27 قال أنه الزعيم الوحيد الذي انتقد الزعيم مصطفى كمال أتاتورك في عقر دارنا وقال أن الإصلاحات التي قام بها أتاتورك كانت خارجة على المنظومة الإسلامية وحارب الإسلام… راجعوا الندوة الصحفية التي عقدها السيد أودرغان في تونس يوم 2005/03/28.
حتى يقع فهم الحقيقة وبدون تعليق.
أعود إلى مجلة الأحوال الشخصية وحقوق مكاسب المرأة العربية في تونس الذي أقرها بورقيبة العظيم كانت هي الاولى في العام العربي والإسلامي منذ نصف قرن إذا الإصلاح الكبير كان للزعيم بورقيبة هو رائد الإصلاح ومحرر الوطن في مرحلة أولى، ومحرّر المرأة نصف المجتمع من الظلم والقهر وعصور الإنحطاط و التاريخ سينصف بورقيبة العظيم لا حدّاد ولا غيره قام بالإصلاحلات ومع الأسف هناك علام ديني من مشايخ العلم كتب يوم 2007/08/10 في جريدة الصباح على عيد المرأة ولم يذكر بورقيبة إلا مرة واحدة وقال هذا الشيخ محمد قاسم الإسلام هو الشرارة الاولى لظهور مجلة الأحوال الشخصية في تونس ونسي هذا الشيخ الفاضل أن بعض المشايخ انتقدوا بورقيبة على سرعة الإصلاح عام 1956 وذكر الشيخ قاسم الطاهر الحداد وسالم بن احميده وبورقيبة وبن علي ولم يقل أن صاحب المغامرة هو الزعيم بالفم المليان سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأرجو من السادة الكرام والسيدات الفضلايات زيارة ضريح محرر المرأة ومحرر تونس والترحّم على روحه يوم 13 أوت 2007 عيد ميلاد مجلة الاحوال الشخصية وجعل يوم 13 أوت عيدا وطنيا لا فقط لإبراز انجازات مجلة الأحوال الشخصية ومزاياها ولكن لإعداد حصص تلفزية لابراز مكانة الزعيم المحرر وابعاد هذه الإصلاحات الإجتماعية الرائدة وذكر خصال الرجل العملاق وهو صاحب المبادرة وللتاريخ قبل الاستقلال التام وفي مرحلة الكفاح وكان الزعيم بورقيبة معارضا لتحرير المرأة وطمس الهوية والشخصية التونسية التي كانت تصبّ في خانة الاستعمار الفرنسي انذاك وقد قاوم الزعيم بورقيبة من 1931 في مقالاته الصحفية سياسة الإستعمار وسياسة التجنيس وسياسة الفرنسة واذلال الشعب التونسي وطمس الهوية
وأهداف المؤتمر الأفغانستي عام 1931 وقاوم أفكار الاستعمار وتحدّي سياسته وكذلك نداء الحداد عام 1933 كان في خدمة الخصم اَنذاك حتى جاء النصر المبين عام 1956 وأصبحت الدولة في يد التونسيين وتمّ رحيل المحتل عام 1956
وتجسّم الاستقلال اَنذاك أعلن بورقيبة على إصدار مجلة الأحوال الشخصية واليوم وبطريقة ملتوية للتقليل من تاريخ الزعيم وبطريقة شيطانية هناك أشخاص من الجنسين الرجال والنساء يذكرون الحداد لماذا للتهميش بورقيبة لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
لكن يا سادة التاريخ لا يرحم وصانع 13 أوت 1956 هو الزعيم العملاق مهما كان النفاق والتضليل وقلة الحياء وقال الشاعر إذا لم تستحي فافعل ما شئت. قال تعالى : » هل جزاء الإحسان إلا الإحسان » صدق الله العظيم.
وللحديث بقية إن شاء الله
أبيات من شعر الأستاذ أحمد اللغماني
سيدا كنت، سيدا سوف تبقى تحتفي باسمك الحبيب العصور تشهد الأرض و السماء و ما بينهما انك الكبير الكبير شامخ أنت في الحياة و الموت مذل بما صنعت، فخور فلنترجم بما تشاء السراديب و تنفث ما تستطيع الجحور العقول الصغار تحسب أنّ المجد هش تدميره و ميسور يا لسخف العقول هيهات أن يدرك سر الخلود عقل صغير دعك من صرعة الدراويش يرخيها بخور يشدها بندير و سيقضي التاريخ فيك قضاء عادلا، فهو حاكم لا يجوز فأتاني بركان غيظ عنيف القذف، من جوفه السعير يفور فجرته حميتي و ودادي فشفاني، و راقني التفجير فتقبله نفحة من صراح الود يهديها ودود غيور نفحة من مودي هي كنزي و تما عنده يجود الفقير حسب حزني عليك هذه التراجيع اليتامى و اليتيم رزء مرير هي حزني طغى فضاق به صدر رحيب و جاش جأش صبور هي حزني مجردا لا تهاويل خرافية و لا تصوير و هي حبي بما استضاف شعوري فتغنت بما استفاض البحور هي حبي الطهور يكبره من رف في جانجيه حب طهور و هي في لوعة الأسى ذات كبر لا شهيق يذلها، لا زفير حقق الله مساعيكم لما فيه خير وطننا العزيز و إعلامنا العربي النظيف. والله ولي التوفيق وعاش الإعلام الحر
محمد العروسي الهاني
شهر التسوّق و خطر الضحك على الذقون
محمد مسيليني
كتبنا أكثر من مرة على صفحات هذه الجريدة و بيّنا موقفنا من النظام الليبرالي الذي
نجد أنفسنا في تناقض معه لأننا دعاة نظام يضمن عدالة اجتماعية حقيقية في المجتمع و يرتكز على آليات تنمية مستقلة و محصّنة ضد أمراض العولمة المتوحشة ومعضلاتها.
قلنا أكثر من مرة إن بناء اقتصاد البلد يحتاج إلى قطاع عام قوي و سليم و تدخل منتج للدولة في كل العملية الاقتصادية، ولم نجد فيما درسناه و اطلعنا عليه من التجارب الاقتصادية منذ بداية القرن العشرين على الأقل حالة واحدة بُنيت في غياب دور القطاع العام كقاطرة للتنمية .
رغم كل ذلك و ما ندركه من فساد النظام الليبرالي في ذاته وقصوره في بناء تنمية دائمة وشاملة في بلدنا وفي بلادنا العربية، فإننا لا يمكن أن نعتبره في كل الحالات بؤرة فساد و استغلال. لقد وضعت آليات و قواعد و ضوابط لهذا النظام حتى يستمر قويا و متماسكا. و لعل من أهمها قوانين المنافسة التي تضمن المساواة بين كل المتدخلين في العملية الاقتصادية و خاصة في مرحلتها الأخيرة المتمثلة في موقع كل طرف في السوق.
إن مثل هذه القوانين تعمل على حماية المستهلك من الغش و الاستغلال كما تحمي المنتجين و التجار من أساليب تكسير السوق أو إغراقها بشكل غير قانوني. كما أن الإدارة و منظمات الدفاع عن المستهلك و الصحافة الحرة كلها تقوم بدورها في الرقابة و في محاربة كل ما يمكن أن يمسّ من حسن سير قوانين المنافسة أو الانفراد بالسوق.
في الدول الأوروبية تعوّد المواطن على عمليات تخفيض دوريّ للأسعار، تكون مناسبة للكثيرين للتسوق و اقتناء حاجياتهم بأسعار منخفضة قياسا إلى أسعارها المعلنة قبل التخفيض. وهي تمثل على هذا النحو فرصة لذوي الدخل المتوسط و المحدود لاقتناء بعض الحاجيات كما تمثل فرصة للتجار للتخلص من مخزون عادة ما تكون كلفة الاحتفاظ به مرتفعة إضافة إلى تراجع قيمته بالنظر إلى تطور الإبداعات و الاختراعات.
ويخطئ من يظن أن التجار يفوّتون في هذه السلع مقابل خسارة عالية لأنها ببساطة شديدة عملية مدروسة منذ البداية و كلفتها متضمنة في السعر المعروض.
المهم أن كل الأطراف المعنية تراقب هذه العملية لمواجهة الغش و التلاعب و حماية المستهلك فلا يحق مثلا تعويض السلع بأخرى متدنية الجودة أو الرفع في الأسعار قبل التخفيض.
في تونس تعوّدنا منذ بضع سنوات على تنظيم فترة تسوق خلال شهر أوت تعمل قبلها وزارة التجارة على إقناع التجار و خاصة تجار الملابس و منتوجات النسيج بالمشاركة فيها .
هذه السنة كان الأمر لافتا للنظر و جديرا بالاهتمام لما قامت به بعض الفضاءات التجارية الكبرى . و قبل التطرق لهذا الجانب ، وجب التركيز على نقطة هامة في هذا الإطار.
لقد قيل لنا دائما إن تشجيع المبادرة الخاصة و انتصاب الفضاءات التجارية الكبرى هو في صالح المستهلك الذي سيستفيد بالضرورة من المنافسة النزيهة فيما بينها في مستوى الجودة و الأسعار. و لأننا ندرك أن إحدى ركائز المنافسة هو التمكن من آليات التسويق و الدعاية و العرض و هو العنصر الذي يستطيع أن يكون حاسما في كثير من الأحيان لصالح هذا الطرف أو ذاك و موقعه من السوق. أي أن أسلوب التسويق و الدعاية عادة ما يكون سياسة سرية و خاصة بكل طرف تحدد لها الميزانيات الطائلة.
ما لفت انتباهنا هو أن 3 فضاءات تجارية كبرى اعتمدت نفس الأسلوب و التوقيت للدخول في فترة التسوق و التخفيض. فهل يعني هذا أن تنسيقا ما حصل فيما بينها؟
أين المنافسة و قوانينها و ضوابطها؟ و أين مصلحة المستهلك؟
هل تمّ الأمر صدفة هكذا؟ ثم كيف سمحت وزارة التجارة بكل ما جرى؟
كيف تحول ليل تونس حول هذه الفضاءات إلى ما يشبه » يوم القيامة » فاختلط الحابل بالنابل و تدافع الناس بشكل رهيب و مرعب؟ أم أن العملية مقصودة و هي مجرد ضحك على الذقون؟ هل كل هذه الأسئلة مشروعة و مبررة يا وزارة التجارة أم أننا في جرائد أحزاب المعارضة كما يدعي البعض المريض لم نُشْفَ بعد من « مرض التصيد في المياه العكرة؟ »
هل بهذا الأسلوب و بهذه الدعاية نطور أساليب التسوق و نجلب المتسوقين من الشرق و الغرب كما يحصل في كثير من دول العالم؟
نتمنى على الكوادر المختصة في وزارة التجارة ( الذين ندرك أنهم لا يخطئون شأنهم في ذلك شأن كل الإطارات في تونس) ، أن ينزلوا من عليائهم قليلا و ينقدوا ما حصل لتجاوزه و إلا فستكون ضربة موجعة للتسوق مثلما أنها طعنة حقيقية لمبدأ المنافسة و قوانينها.
لنترك الفضاءات التجارية الكبرى جانبا و نحاول إلقاء نظرة على كل المواقع:
إن فترة التسوق و التخفيض تتزامن عادة مع فترة التحول شتاء أو صيفا مما يعني أن جل البضائع المعروضة تمثل كل ما تبقى مما كان معروضا في الفترة السابقة.
ما سجلناه من خلال جولة في أغلب الفضاءات في العاصمة يتلخص في ما يلي:
1-تدافع كبير نسبيا للمواطنين و تنقلهم من مكان إلى آخر و من دكان إلى آخر في حين أن نسبة الإقبال العملي متدنية.
2-تدني مستوى جودة المعروضات بشكل عام و هو ما يعني أن العملية لا تخلو من بعض التلاعب و الاستغفال.
3-غياب كامل للرقابة و لمنظمة الدفاع عن المستهلك. هذه المنظمة التي عوّدتنا دائما على مباركة موقف الإدارة بدون تحفظ ، لم نسمع صوتها باستثناء ما يَرِد في الإذاعة الوطنية من تنبيه للمواطن و كأن عليه أن يتحمل وحده كل شيء.
4-وجود الكثير من السلع الموردة ضمن تلك التي يشملها التخفيض مما يجعل التثبت من حقيقة الأسعار أمرا صعبا.
إن تطوير هذا الأسلوب من أجل جلب المواطن وجلب المتسوقين من الأقطار العربية الشقيقة و من البلدان القريبة، يتطلب من وزارة التجارة:
– القيام بدراسة علمية تعتمد الإحصائيات الحاصلة منذ انطلاق هذا الأسلوب لتدعيم الايجابيات و معالجة النقائص الكثيرة المسجلة.
– وضع آلية لتشجيع التجار للمشاركة الفعلية و الشفافة و الطوعية في شهر التسوق.
– فرض التصنيف لمحاربة الغش و الاستغفال.
– تكثيف الرقابة الإدارية و الإعلامية و المدنية لمواجهة التلاعب بقوانين المنافسة.
– القيام بحملة إشهار في الخارج لجلب المتسوقين و تكليف الممثليّات الدبلوماسية للقيام بذلك.
إن مراجعة أسعار الإقامة في النزل في هذه الفترة و تشجيع وكالات الأسفار على التركيز على الرحلات المنظمة باتجاه تونس أثناء نفس المدة، كلها آليات للتعريف بشهر التسوق وتطويره.
( المصدر: صحيفة « الوطن »( لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي)- العدد العاشر- 10أوت 2007)
هل يرعوي القوم
أبو مهاب
جامعة تونس
docabd@wanadoo.tn
… في اللغة والإعلام والهوية
1- في اللغة والهوية:
في غمرة انشغالنا الفكري بمسألة الهوية وعلاقتها باللغة صدر عن أحد حكام العرب كلام لفت انتباهنا وفاجأنا كان ذلك لأمرين: فحوى الكلام ومصدره لقد قال هذا الحاكم ما معناه أنه رغم قدرته على تكلم بعض اللغات غير العربية بطلاقة، يتمسك بأن لا يتكلم بغير العربية إدراكا منه لما بين اللغة والهوية من صلة.. وهذا في حد ذاته مهم ثم أردفه بما هو أهم وأغرب وهو أنه بعد كل خطاب يلقيه لا يسأل حاشيته عن محتواه وإنما قبل ذلك عن عدد أخطاء اللغة التي وقعت فيه! ثم أضاف أنه يخجل عن التفطن لكل خطأ اقترفه!!غريب ومفاجئ أن يصدر مثل هذا الكلام عن حاكم عربي في خطاب رسمي وفي مناسبة وطنية.. هو كذلك لأن المتكلم حاكم عربي بين رهط لم نتعود منهم ذلك ولم يعد الخجل يجد إليهم سبيلا حتى عند اقتراف الذنب السياسي الأكبر..
لقد ذكرنا هذا الكلام ببطاقة قصيرة طريفة كتبناها يوما وأرسلناها إلى إحدى الصحف اليومية عندنا. لم تنشرها طبعا. اقترحنا أمرا بسيطا جدا في اعتقادنا مفاده أنه ما دام تولي السلطة عندنا نحن بني يعرب لا يجمع لشيء من شروط الديمقراطية ومقتضياتها لا بأس أن يقبل الراغبون في تولي سلطان أمرنا تحت أية تسمية: ملك، رئيس، أمير، سلطان أو حاكم…الخضوع لاختبار بسيط في اللغة العربية يوازي تماما ما يمتحن به تلامذة التعليم الأساسي وعند النجاح فيه تتم البيعة بالإجماع لأننا قد نكون ضمنا على الأقل أن حاكمنا يتكلم بلغتنا عنوان هويتنا.
كان ذلك ردّ فعل منا على ما لاحظناه من عيّ عند بعض شيوخ قبائلنا « العربية » عند إلقاء خطبهم مقروءة طبعا أمّا الارتجال فممّا لا نرجوه منهم أو حتى نحلم به…
ولكن ها أن أحدهم قد تبين أنه يؤمن بما نؤمن به ويشغله ما يشغلنا من خطورة إهمال اللغة القومية وتشويهها وما يشده إلى مسألة الهوية إن لمن شأن هذا الموقف أن يبعث فينا الأمل نحن المهووسين بلغتنا المتيمين بهويتنا المدركين لما بين الأمرين من صلة لا بد في اعتقادنا أن يعيها الجميع ويضمن لها الآليات الفعالة والوسائط الناجعة وليس أقلها التعليم والإعلام.
2- في الإعلام وفي فساد الهوية:
إن الإقرار بخطورة مسألة الهوية التي توازي في اعتقادنا مسألة الوجود ذاته وبأهمية العلاقة بينها وبين اللغة القومية باعتبارها إحدى أهم عناصر بنائها وصياغتها أو هدمها وانعدامها، يقتضي النظر في الآليات الفاعلة في هذه المهمة التي تعتمد اللغة مادة عمل وأولها دون شك الإعلام بمختلف وسائله وتوجهاته، فكل وسيلة إعلامية هي أداة مادتها الأساسية اللغة ومنوط بها.. من حيث المبدأ على الأقل مهمة التوجيه والتثقيف والتوعية… تنجزها بتفاعلها مع مختلف شرائح المجتمع الذي يمثل جمهورها المستهدف ومن أهم وسائل الإعلام تأثيرا في عصرنا عصر الانفجار الإعلامي الهائل الذي واكب ثورة العلم والمعلومات، وسائل الإعلام المرئية والمسموعة… إنها أكثر الوسائط إلتصاقا بالجماهير وتغلغلا في نسيجها وهي بالتالي المتحكمة إلى حد كبير في صياغة أهوائها وبناء شخصيتها الثقافية واختصارا هويتها سلبا وإيجابا.
إننا نهتم لذلك أساسا اليوم بالإعلام المسموع ممثلا في إحدى المحطات الإذاعية عندنا هي المسماة « إذاعة موزاييك »نها أكثر الوسائط التصاقا بالجماهي أ
ومن معاني « الموزاييك » التنوع في اللون الأكل والحجم.. إنه إذن في تسمية الحال موح بالثراء والتنوع في المادة الإعلامية.. كذا تصورناه لكن على نقيض ذلك بالاختبار لقيناه إذ لم نر في مواد برامج هذا الصوت أي ضرب من ضروب التنويع العام وإنما تقريعات في مجال « ثقافي » واحد مترنم وواحد راقص تزينه العديد من فواصل الإشهار ومع ذلك فالتنويع ليس منعدما تماما وإنما هو محول عن المجال المنتظر فيه إلى مجال وسيلته اللغة. فاللغة في هذه الإذاعة موزاييكية بامتياز غنها ليست العامية التونسية ولا اللغة العربية ولا الفرنسية ولا الأنقليزية ولا الإيطالية… بل هي خليط عجيب من كل ذلك، لغة تلقي فيها الكلمات من كل تلك المشارب في جملة واحدة هجين بقدرة قادر بارع في التركيب والتفكيك تنصاع له أشد القطع اللغوية مراسا فيرغمها على أن تعانق من الكلام ما لا علاقة لها به أصلا وعندئذ تكون اللغة الحاصلة شوهاء هجينا لا تشبه أي لغة في العالم وطبعا هي ليست لغة جديدة ولا اسم لها إلا « لغة الموزايك ».
وإذا اتفقنا على أن اللغة في الآن نفسه من علائم الهوية ومكوناتها يكون السؤال مشروعا عن طبيعة الهوية التي تريد تلك اللغة بناءها أو التعبير عنها؟ ولا نقبل بأن يجيبنا أحد بأنها الهوية التونسية لأن في الأمر مغالطة وسبة فتونس ليست هجينا لقيطا بل هي عربية مسلمة بامتياز بذلك ليشهد تاريخها وحاضرها وكذلك سيكون مستقبلها ومصيرها رغم كل محاولات التشويه وبرامج الطمس والمسخ… أما لغة الموزايك فلا يمكن ألا تنشئ إلا هوية موزاييكية لا طعم فيها ولا لون. إنها معول صدئ يحاول تخريب الكيان وخنجر مغلول مسموم يحاول الانغماس في حشا الجسد… إن مثل هذه الواسطة الإعلامية مهما كانت العناوين التي يستند إليها لا يمكن أن تكون إلا عنصر تخريب وتجهيل ومسخ وتشويه، وما تلك مهمة الإعلام الراشد النزيه الخلاق وحتى لا يؤخذ كلامنا على غير وجهه نود التنبيه إلى جملة من النقاط المبدئية:
أ- إننا لسنا ضد الانفتاح على لغات الآخرين مهما تنوعت بل نحن من أشد الناس حرصا على تعلم اللغات وإتقانها ومن الذين يؤذيهم جهل شبابنا الآن بكل اللغات، رغم الظاهر، بعد اللغة الأم طبعا أما لغة موزاييك فلا تخدم في نظرنا أية لغة إنها تشويه للجميع معا…
ب- إننا لا نعارض أن تبث قنوات إذاعية أو تلفزية من عندنا بلغات أجنبية أم تخصص مساحات زمنية معلومة للبث بها إلى جانب العربية…
ج- ينبغي ألا يفهم مطلقا أننا ضد حرية الإعلام، فنحن على النقيض من ذلك مع أقصى درجات الحرية الإعلامية على أن لا تكون فوضوية هدامة فالحرية درجات رشدها وضوابطها أهمها أن لا تمس قيم المجتمع وثوابته وهويته وكيانه وينبغي كذلك أن لا تكون انتقائية تغطي المجال دون حدود في مواطن الهدم والتخريب وتحظر وتجرم في مجال السياسة والفكر والثقافة، فلم لم يسمح لقنوات مادتها الأخبار والتحليل الفكري والسياسي بشيء من حرية موزاييك!؟ فهل للإعلام حق والحرية في التطاول على القيم والمبادئ والأخلاق والتناظر أما الأخرى فيجب أن تكون من الثوابت والمطلقات التي لا يجوز الاختلاف بشأنها؟
د- لا نقبل التذرع بالقول إن هذا الإعلام واقعي بعكس رغبة جمهوره وهو الأكثر حاليا وهو فعلا كذلك حسب بعض الإحصاءات إن في هذا القول مغالطة كبرى تنكشف حين نعود إلى الاتفاق على وظيفة الإعلام عامة إنها كما يقول الجميع التوجيه والإرشاد والتثقيف والتكوين الفكري لا مجاراة السائد وتأييد العيوب من ضحالة وتفسخ وانحلال وذوبان فتلك هي الأدواء التي يجب محاربتها لا تكريسها، فالإعلام وسيلة بناء لا أداة مسايرة للسائد ومباركة للموجود وهو إن فعل ذلك كان عنصر خراب على النقيض مما هو منوط به منطقا وأصلا…
هـ- إن الوقوف إلى جانب مثل إذاعة موزاييك وإسنادها بأي شكل ومن أي موقف هي مشاركة في الفعل الخطأ ودعم لمسار تخريب الهوية وتشويه الذات لا بد للتاريخ أن يسجله ولذلك نرى من واجب رجال الثقافة والسياسة والإعلام أن يراجعوا مواقفهم من مثل هذه الظواهر لكبحها وترشيدها بدل إسنادها وتشجيعها. إن مثل هذه الحالات لا مجال فيها للمجاملة والملاطفة بل من الواجب فيها التنبيه والإصلاح والترشيد… حفاظا على كيان الوطن والمواطن…
و- نؤكد مرة أخرى أن موقفنا لا يتعلق بالمادة التي تقدمها هذه الوسيلة رغم اختلافنا المشروع معها أحيانا اختلافا مشروعا هينا، وإنما يتعلق بلغة الخطاب المعتمدة فيها فلمنشطيها لغة شوهاء لا نكاد نفهمها لغة فسيفسائية، جمع من الكلمات المتناثرة لسانيا تشد إلى بعضها قسرا ..نود لو أنهم استعملوا في كل مرة لغة واحدة أيا كانت سليمة صافية راقية…
إن علاقة اللغة بالهوية مسألة معقدة فعلا ووسائل الإعلام في اعتقادنا مهمتها جليلة في هذا المجال مهمة نأمل أن تدركها وسائلنا الإعلامية فتقدر خطر دورها وخطورة مسارها لتكون في مستوى مسؤولية الإعلام النبيلة.
( المصدر: صحيفة « الوطن »( لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي)- العدد العاشر- 10أوت 2007)
الأمين العام الجديد لحركة التجديد يخصّ «الصباح» بأول حوار صحفي:
** حركتنا حريصة على الحوار مع كافة الأطراف في السلطة وخارجها على أساس الصراحة والمسؤولية والنقد البناء… واقتراح الحلول الإيجابية
** هدفنا الاستراتيجي بناء القطب الديموقراطي التقدّمي لتجميع كافة الأحزاب والمنظمات الديموقراطية وتعبئة كافة الفئات للانتقال إلى نمط مغاير في الحياة السياسية
** الوفاق الذي يعني إجماعا وطنيا حول قيم الديموقراطية والتعدّدية واحترام الرأي المخالف والحوار… نحن من أنصاره دون أي تحفظ
تونس – الصباح
كيف يقيم السيد أحمد إبراهيم المؤتمر الأخير لحركة التجديد؟ وما هي وجهة نظره بشأن الانتقادات التي وجهت للمؤتمر ونتائجه من داخل الحركة بالذات؟ وكيف ينظر إلى انسلاخ السيد الحلواني من الحزب في أعقاب المؤتمر؟ وإلى أي مدى تبدو الحركة مقبلة على تغيرات في مواقفها وأسلوب عملها وسياقها التنظيمي؟ وما الذي يقوله حول نهاية « الحرملية »، كما يصفها البعض؟ وأي موقف لحركة التجديد من التحالفات في مستوى الحركة الديمقراطية، هل ستدعمها أم ستدخل في قطيعة معها؟ وما الذي يقوله السيد إبراهيم بخصوص الاتهامات التي توجه للقيادة الجديدة بكونها قيادة راديكالية؟ وهل ستمضي حركة التجديد في بناء القطب الديمقراطي؟ وأخيرا وليس أخرا، كيف تنظر القيادة الجديدة إلى مسألة الوفاق الوطني ومستقبل اليسار التونسي والعربي؟
تلك أهم التساؤلات التي طرحتها « الصباح » على السيد أحمد إبراهيم « الأمين الأول » لحركة التجديد في أول حوار صحفي له منذ انتخابه على رأس قيادة الحزب بصيغته الجديدة..
وهذا نص الحوار …
نفس شراكي جديد..
1- كيف تقيمون المؤتمر الأخير لحركة التجديد، خصوصا أنه جاء إثر مخاض كبير بين المستقلين وعدد من قيادات التجديد، والمجموعة المحسوبة على الأمين العام السابق، محمد حرمل؟
– يا أخي، كل مولود جديد يأتي إلى الوجود إثر مخاض عسير، ولم يكن واحد منا يتوقع لحركتنا في شكلها ومحتواها الجديدين أن تنبثق عن هذا المؤتمر بالسهولة المعتادة، لأنه مؤتمر مختلف اختلافا كاملا عن المؤتمرات التقليدية، التي عادة ما تعيد فيها القيادات المتخلية إنتاج نفسها بشكل أو بآخر على رأس حزب يبقى أساسا، هو قبل المؤتمر وبعده، مع تعديلات قد تكبر وقد تصغر. فالطريف هو أن حركتنا فتحت أبوابها لمناضلين لم يكونوا أعضاء فيها، وأعطتهم نفس الصلاحيات التي لأعضائها لكي نعيد معا بناءها ونؤسس انطلاقا منها حزبا من طراز جديد في فكره وخطته السياسية وهيكلته وطريقة تسييره. وهذا المسار الشراكي كان قبل المؤتمر وأثناءه، محل إجماع بيننا كتجديديين وبيننا وبين من كانوا يسمون مستقلين والذين انصهرنا معهم وانصهروا معنا في صلب كيان سياسي متنوع وموحد، طور وسيطور الإرث الإيجابي للحركة كما يفتح في الآن نفسه أفقا جديدا مليئا بالوعود أمام توحد وتوسع الحركة الديمقراطية والتقدمية لتصبح قطبا قويا، قادرا على تغيير موازين القوى وإنجاز المنعرج الديمقراطي.
ولذلك فإني، خلافا لما جاء في سؤالكم، أرى أنه لا معنى للحديث عن مجموعة قد تكون محسوبة على فلان أو علان ما دام المسار التوحيدي الذي أدى إلى المؤتمر كان محل وفاق بل حماس من قبل الجميع، وما زال محل اتفاق وحماس لدى الغالبية العظمى من المناضلين ولدى أعداد متزايدة من المتعاطفين والأنصار… وسنعمل على تعزيز هذا التمشي التوحيدي، بما في ذلك السعي إلى تدارك النواقص (التي أنا آخر من ينكرها) في نتائج المؤتمر – رغم نجاحه الكبير- وذلك في اتجاه التشريك الفعلي، السياسي والهيكلي، لكل الطاقات، خاصة منها تلك التي لعبت دورا مهما في المسار ولم تمثل التمثيل المنتظر في المجلس المركزي المنتخب والتي تريد مواصلة المشوار مع القيادة الجديدة بجد ومسؤولية وروح وحدوية…
وجهة سياسية وتنظيمية مغايرة
2- هل يمكن القول أن الحزب أخذ وجهة جديدة، تنظيمية وسياسية، سيما بعد أن انتهت الأمور إلى هيمنة المستقلين وعدد لا يستهان به من المجموعة التي توصف بـ « المعارضة » لخط السيد محمد حرمل؟
– لم تنته الأمور إلى هيمنة أحد على أحد. كل ما في الأمر أن المؤتمر، ككل مؤتمر ديمقراطي، شهد مناقشات ساخنة وحتى بعض التشنجات أحيانا، كما شهد أيضا – وهذا ما تنزع إلى تجاهله بعض الصحف التي تعشق مشاجرات الأحياء إلى حد افتعال وجودها ووجود « ألغام » تتنبأ بانفجارها – شهد فترات إجماع أو شبه إجماع غير قليلة: حول الأرضية الفكرية والسياسية وتعديل القانون الأساسي والبرنامج الاقتصادي والاجتماعي، الخ…كما عرف المؤتمر من جهة أخرى لحظات كان لا بد فيها من الإقرار بوجود أغلبية وأقلية، والاحتكام بناء على ذلك إلى التوافق إن أمكن، وإلى الاقتراع السري إن لزم، لانتخاب القيادة الأقدر على تجسيم ما تفضلت بتسميته على حق، بالوجهة السياسية والتنظيمية الجديدة. فأين تكمن الجدة؟ لنأخذ مثلا الجانب التنظيمي: نظرة سريعة إلى القانون الأساسي المنقح، كافية للاقتناع بأن تغييرا جذريا قد تم إدخاله في اتجاه مفهوم جديد للديمقراطية الحزبية، المبنية على مبدإ سيادة المنخرطين، وعلى تجنب كل اختزال للحركة في مجموعة قيادية ناهيك عن اختزالها في فرد واحد أوحد، والمبنية كذلك على الحيلولة دون هيمنة الأغلبية على الأقلية أو الأقليات، لأن فيها ضمان لحق التعبير الفردي والجماعي داخل الحركة وخارجها، ولحق التقاء الحساسيات حول مشاريع متنافسة بمناسبة المؤتمرات، ولتمثيل القوائم المقدمة باسم هذه المشاريع على أساس النسبية… فأنت ترى أن ما أنجزناه معا في هذا المؤتمر خارج عن منطق الغالب والمغلوب ولا وجود فيه لطرف « مهيمن » وطرف « مهيمن عليه »: الغالب الوحيد هو خط الإصلاح الحزبي القائم على شعار « لتينع مائة زهرة » – أي على تشجيع التعدد والتنوع في إطار الحرص على الوحدة- وهو أيضا خط الإصلاح الوطني القائم على الارتباط العضوي بين الديمقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية.
حول « نهاية الحرملية
« ..
3- بعض المراقبين، تحدثوا عن نهاية « الحرملية » صلب حركة التجديد، هل بالإمكان الذهاب بهذا الاتجاه بعد النتائج التي تمخض عنها المؤتمر الأخير؟
– مرة أخرى أود التأكيد على ضرورة الابتعاد عن كل اختزال مفرط للإشكاليات في أشخاص معينين حتى وإن كان صحيحا.. إن هذا الطرح أو ذاك قد يكون مرتبطا في ذهن المناضلين أو المحللين بشخص دون غيره. ثم إن المصطلح الجديد الذي ورد في سؤالك يبدو لي غامضا في هذا السياق أو على الأقل هو في حاجة إلى التوضيح، وهذه مهمة أفضل أن أتركها للمؤرخين… لكن، ومهما يكن من أمر، هناك أمران لا يجوز إهمالهما. أولا: الدور المتميز الذي لعبه الرفيق محمد حرمل في إقرار وإنجاح المسار المتفتح والتوحيدي الذي أدى إلى المؤتمر وجعل منه تتويجا إيجابيا لمجهود الرفيق حرمل ومجهودنا جميعا، وشتان بين هذا التتويج وبين ما قد يبدو للبعض « نهاية ». ثانيا: في كل لحظات التحول، سواء في الأحزاب أو في المجتمعات، هناك جانب القطيعة مع سلبيات الماضي ونواقصه التي لا ينبغي نسيان أسبابها الموضوعية، وكذلك مسؤولية مختلف إطارات وقيادات الحركة فيها، وهناك أيضا جانب التواصل مع الإيجابيات، ولا سيما الاجتهاد الفكري والسياسي، والسعي إلى التحرر من القوالب القديمة.. ولا أحد يستطيع إنكار دور محمد حرمل في هذا المجال، على الأقل منذ سبعينيات القرن الماضي… ونحن – مع غيرنا ممن لهم مسارات تاريخية مختلفة – سنعمل على تعميق مثل هذه الإيجابيات وتوسيعها، لجعلها في خدمة مشروعنا الإصلاحي الشامل الذي يبقى أعلى من ذواتنا ومحل إجماع حقيقي، مهما بدا للبعض من تناقض أو تنافر هو في الواقع عرضي وسطحي، بدليل ما توصلنا إليه من توافق والتحام وعزم على المضي قدما في اتجاه التجديد المتواصل.
« مقاربات » غير واقعية..
4- لكن البعض من المؤتمرين، انتقدوا الطريقة التي تمت بها عملية الوفاق، واتهموا الأقلية صلب حركة التجديد بالاستحواذ على الحزب بالتعاون والتنسيق مع المستقلين.. كيف تنظر إلى هذا الأمر، وأين تصنف مثل هذه المقاربات بشأن المؤتمر ونتائجه؟
– هذه « المقاربات » لاحظناها فعلا في آخر المؤتمر بعد المصادقة بالإجماع أو بشبه إجماع على التوجهات السياسية والتنظيمية الأساسية، أي عندما حان وقت انتخاب الهيكل القيادي، لكنها كانت انتقادات ظرفية قد تم اليوم تجاوزها تجاوزا يكاد يكون تاما، باستثناء قلة قليلة لا تعد حتى على أصابع اليد.. ولا تنس أن انتخاب الهيئة السياسية والأمين الأول للحركة، قد تم بإجماع أعضاء المجلس المركزي… ثم إن من تسميهم على لسان بعض المنتقدين بالأقلية صلب حركة التجديد، لعلهم كانوا فعلا أقلية في الهيئة السياسية المتخلية لأسباب لا علاقة لها بوزنهم الحقيقي، ولكن ذلك لم يكن يعكس بالضرورة موازين القوى الحقيقية في الحركة قبيل المؤتمر ناهيك عن المؤتمر ذاته، وهذا أمر طبيعي جدا لأن التداول يعني أن من كان أقليا – أو هكذا يبدو – قد أصبح أغلبيا والعكس بالعكس…. تلك أشياء بديهية رغم أن جدة تجسيم التداول قد تكون أحدثت لدى البعض نوعا من الارتباك الذي لم يدم والحمد لله … على كل، وكما يقول المتنبي، » وفي التجارب بعد الغي ما يزع »…ومن ضروب « الغي » أو على الأقل من ضروب خطأ التقدير، المزاعم من قبيل « الاستحواذ على الحزب بالتعاون والتنسيق مع المستقلين »…هذا كلام عجيب وغريب : ألم يكن قرار فتح المؤتمر إعدادا وإنجازا للمستقلين الحاملين لنفس المشروع الذي نحمله، قرارا اتخذناه بإجماع هياكلنا المتخلية؟ ألم نعط معا ودونما تحفظ من أي كان، كامل الصلاحيات في تحضير وإنجاز المؤتمر إلى « الهيئة الوطنية » التي كنا شكلناها على أساس التناصف بيننا وبين المستقلين؟ وعندما وافقنا كلنا على ذلك – وإن أتت هذه الموافقة بعد شيء من التردد بالنسبة للبعض القليل- فإننا لم نكن ننظر إلى المسار التوحيدي على أنه سيكون مجرد انضمام للحركة أو التحاق بها مع إبقائها على حالها أو « مبايعة » قيادتها، بل كنا نرى فيه ديناميكية انصهارية حقيقية وهذا ما رسخه المؤتمر وما ستتظافر جهود كل ذوي العزائم الصادقة، لتوسيعه وتعزيزه من هنا فصاعدا…
حول استقالة الحلواني..
5- في هذا السياق، كيف تحلل انسلاخ السيد محمد علي الحلواني، والمسوّغات التي وضعها لتبرير استقالته من الحزب على الرغم من كونه كان مرشحه للانتخابات الرئاسية الماضية؟
– بصراحة لم أفهم شيئا كثيرا من هذه « المسوغات » التي تتكلم عليها والتي استعصى علي كثيرا إدراك منطقها وأسلوبها كما أني لم أجد تبريرا سياسيا أو عقلانيا مقنعا لقرار الانسلاخ هذا، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون، خاصة وأنه لم يكن منتظرا للحيثيات التي كنت بصدد شرحها في جوابي عن سؤالك السابق… يبقى أني، وانطلاقا من حرصي على التجاوز، أعبر على استعدادي لاعتبار هذا القرار المتسرع كأنه لم يقع، وأدعو الجميع إلى مسك النفس والنظر إلى ما وراء الأمور الظرفية ووضع مصلحة أهدافنا ومثلنا وقيمنا العليا فوق كل الاعتبارات الذاتية مهما كانت وفوق كل الظنون التي قد يكون بعضها أو كلها إثما في حق مسيرتنا النضالية المشتركة ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
بين البراجماتية والراديكالية..
6 – هناك من اعتبر أن المعركة صلب حركة التجديد، كانت بين « الخط البراجماتي ـ الميداني »، الذي يمثله في نظرهم الأشخاص الموالون للأمين العام السابق، و « الخط » الماركسي ـ اللينيني » الذي جاء به التيار الجديد في أعقاب المؤتمر الأخير، هل نحن أمام قيادة « راديكالية » بالمعنى السياسي للكلمة؟
– كل هذه التصنيفات مفرطة في التبسيط بل هي تحاليل تخبط خبط عشواء ولا علاقة لها من قريب أو من بعيد بما دار النقاش حوله وما سطره المؤتمر من خط سياسي وتوجه فكري صودق عليه – كما سبق أن أوضحت لك – بإجماع أو شبه إجماع المؤتمرين بمن فيهم من ارتأى بعد نهاية المؤتمر أن يحاول الترويج لثنائية-أسطورية عجيبة، ولمعركة وهمية قد تكون دارت رحاها بين خطين هما أيضا من نسج الخيال، وقد يصلح بعض ما قيل موضوعا لرواية بوليسية من النوع المبتذل أما قضايا الوطن والشعب فهي تتطلب حدا أدنى من الجدية… ولئن كان يراودني في هذا السياق بيت آخر لأبي الطيب وهو: » وماذا بمصر من المضحكات / ولكنه ضحك كالبكا »، إلا أني لا أرى بأسا في التذكير بأن تأسيس حركة التجديد عام 1993 الذي كنت من أكثر منجزيه حماسا، كان تعبيرا على الوعي بأن عهد الأحزاب المرتكزة على أيديولوجيا أو نهج فلسفي واحد ملزم لجميع الأعضاء مثل « الماركسية- اللينينية » قد ولى وانتهى، وبأن دور الأحزاب هو تقديم الحلول لمشاكل المجتمع وخوض النضال الميداني في وسط المواطنين ومعهم من أجل تجسيم تلك الحلول، وما المسار التوحيدي الذي أدى إلى نجاح مؤتمرنا والذي نحن عازمون على مواصلته وتطويره، إلا عودة إلى هاجس إعادة التأسيس في ظروف أوفر حظا من ذي قبل بعد ما أفرزته تجربة المبادرة الديمقراطية في انتخابات 2004 من ديناميكية إيجابية، سميتها آنذاك « جدلية الائتلاف والتأليف »…من هنا جاء مفهوم الحزب الواسع، التعددي والموحد في آن واحد، ويكفي إلقاء نظرة سريعة على الأرضية الفكرية والسياسية الجديدة لحركتنا وعلى التنقيح العميق الذي أدخلناه على قانونه الأساسي ونظامه الداخلي- والذي هو بوضوح النقيض الإيجابي لما يسمى ب « المركزية الديمقراطية » – لتقتنع بأن الكلام عن خط « ماركسي – لينيني » قد يكون جاء به التيار الجديد في هذا المؤتمر، كلام فارغ، لا يمكن أن ينطلي حتى على المبتدئين في السياسة. أما فيما يتعلق براديكالية القيادة الجديدة، فاسمح لي بأن أذكرك بأن كلمة « راديكالية » مشتقة لغة من كلمة لاتينية تعني ‘الجذر’، الراديكاليون بهذا المعنى الأصلي، هم الذين لا يكتفون بالإصلاحات السطحية بل يأخذون الأمور من جذورها وفي عمقها، ومن هذه الزاوية فأنا أعتبره وصفا صحيحا لتوجهنا الجديد الذي يريد تجاوز قشور القضايا إلى لبابها. أما كمصطلح سياسي فالراديكالية تطلق في التاريخ السياسي الفرنسي مثلا على أحزاب تنتمي في الواقع إلى « الوسط » أو أحيانا يسار الوسط (les radicaux de gauche)، أي على شيء مختلف عما أظنك تقصد بسؤالك، حيث يبدو مصطلح « راديكالي » مرادفا لمصطلح « متطرف » أو شيء من هذا القبيل، وهنا أقول لك إنه وصف غير دقيق وغير مناسب بالمرة لطبيعة القيادة المنبثقة عن مؤتمرنا…
دفع المشاورات السياسية..
7- العديد من فعاليات الحركة الديمقراطية، اعتبروا وصولك إلى سدة الأمانة العامة للتجديد، مؤشرا على إمكانية صياغة تحالفات جديدة في المشهد السياسي، بعد الانغلاق الذي يوصف به موقف الحركة في السابق، خاصة فيما يتعلق بالانخراط في مكونات الحركة الديمقراطية في البلاد.. كيف ترون هذه المسألة؟
– أولا، لا أوافق بتاتا على وصف موقف حركتنا في السابق بالانغلاق، لأنها على العكس من ذلك تماما قد كانت سباقة في طرح مسألة التحالف واقتراح الحلول لتجاوز وضع التشتت والتشرذم الذي عليه قوى المعارضة الديمقراطية التي كنا وما نزال جزءا لا يتجزأ منها. ودونما حاجة للعودة إلى القرن الماضي، دعني أذكرك بأن شعار مؤتمر سنة 2001 كان « من أجل حركة ديمقراطية تقدمية قوية وموحدة وإنجاز المنعرج الديمقراطي »… ثم إن تجربة المبادرة الديمقراطية والكيفية التي تم بها إعداد وإنجاز مؤتمرنا الأخير دليل على أن الانفتاح والعمل من أجل عقد أوسع التحالفات هو جزء رئيسي من ثوابتنا. بقي لي أن أوضح أن الحركة الديمقراطية التي سنضاعف الجهود لتوحيدها، لا ينبغي اختزالها في مجرد التحرك من أجل المطالبة بالحريات الديمقراطية رغم أهمية هذه المطالبة، لأنها أوسع وأعمق، ولها هوية معينة لا يجوز طمسها، وتتلخص في كونها تربط الديمقراطية بالحداثة والتقدم ربطا جدليا، ولذلك فإن حركتنا مع ملازمة الحذر واليقظة إزاء بعض التحالفات المتسرعة التي لا تقرأ حسابا كافيا للمكاسب التحديثية وضرورة الدفاع عنها وتطويرها، كما تنزع إلى الاستخفاف بمخاطر توظيف الدين في الصراعات السياسية ووضع ذلك التوظيف في خدمة مشروع مجتمعي مختلف تماما إن لم يكن مناقضا للمشروع المجتمعي الذي تحمله الحركة الديمقراطية والتقدمية…على هذا الأساس، نحن عازمون على إعطاء دفع جديد للمشاورات والحوارات لتوسيع مجال وحدة العمل والتحالف إلى أقصى حد ممكن..
تغييرات كبيرة مرتقبة..
8- ما هي توجهاتكم للمرحلة المقبلة؟ هل سنشهد تغيرا عمليا (على صعيد المواقف والتحالفات)، تختلف عن الإطار والمضمون الذي تحركت فيه حركة التجديد بصيغتها القديمة؟ وهل من ملامح لهذا التحول المرتقب؟
– نحن مقبلون على تغيرات كبيرة وعميقة في مستوى ضبط الأولويات في تنفيذ خطتنا السياسية، وفي مستوى أسلوب العمل و »مأسسة » الحركة والاستفادة من جميع الطاقات التي تزخر بها والطاقات المتعاطفة معها، إلى جانب تشجيع المبادرة، ليس فقط على صعيد الهيئة السياسية والمجلس المركزي، وإنما أيضا وبالخصوص، لدى الفروع والجامعات واللجان القطاعية وجموع المناضلات والمناضلين..
بناء قطب ديمقراطي..
9- هل أن حركة التجديد بتركيبتها والمضمون الفكري والسياسي والتنظيمي اللذين أفرزهم المؤتمر التوحيدي، تعدّ خطوة نحو ما أطلقتم عليه « القطب الديمقراطي التقدمي »، أم أن الأولوية الآن لإعادة بناء الحركة على أسس جديدة، وإعادة ترتيب البيت الداخلي، الذي يقول البعض أنه شهد انحرافا خلال السنوات الخمسة عشر الماضية؟
– الهدف الاستراتيجي، هو بناء القطب الديمقراطي التقدمي بوصفه تحالفا واسعا كفيلا بتجميع كافة الأحزاب والمنظمات الديمقراطية، وبتعبئة كافة الفئات ذات المصلحة الحيوية في الانتقال إلى نمط مغاير من الحياة السياسية، يأخذ فيه مفهوم المواطنة كامل محتواه، وتتجسم فيه فعلا لا قولا، مبادئ وقيم النظام الجمهوري… وما النجاح الكبير الذي سجله المسار التوحيدي في المؤتمر، إلا لبنة على طريق بناء ذلك القطب.. وحتى تلعب حركتنا دور الدافع والمحرك في هذا الاتجاه، عليها أن تعمل على تطوير المكاسب الهامة التي لا ينبغي التقليل من شأنها، وتجاوز النواقص والسلبيات التي تراكمت، ولكن عليها بالخصوص، أن تفعّل بثقة وجد، الرصيد الفكري والسياسي والتنظيمي الضخم الذي كونته لنفسها في هذا المؤتمر، وهو ما يعني إيجاد الآليات العملية الناجعة، إضافة إلى إتمام هيكلتها في اتجاه تشكيل مجلسها الوطني، الذي سيكون ممثلا لكافة إطاراتها، وتشريك كل الحساسيات والكفاءات دون استثناء في مزيد بلورة الخطة وفي اتخاذ القرارات…
مع الوفاق وليس مع « الوثاق »..
10 – دخلت حركة التجديد في وفاق مع الحكومة منذ بداية تسعينيات القرن المنقضي، ثم أعلنت قبل بضع سنوات تحفظها على هذا الوفاق.. من جهتكم، كيف ستتعاملون مع هذا الموضوع؟ وما هي مقاربتكم لمسألة الوفاق هذه؟
– ليس هناك من شك في أنه لا وجود لحياة سياسية طبيعية، دون توافق وطني – وأنا أفضل هذه الكلمة لما تفترضه من مشاركة حرة للجميع – توافق حول الحد الأدنى من نواميس التعامل بين مختلف الأطراف، ومن قواعد التعايش على قدم المساواة دون أية هيمنة لأي منها على البقية.. هذا الوفاق، الذي يعني إجماعا وطنيا حول قيم الديمقراطية والتعددية واحترام الرأي المخالف والحوار، نحن من أنصاره دون أي تحفظ .. أما « الوفاق » الذي تفضلت بالإشارة إليه في بداية سؤالك فهو شيء أخر استعمل لتبرير رفض التعددية أو إفراغها من فحواها ونفي حق الاختلاف في الرؤى والتصورات وقد سبق لمؤتمرنا الأول (2001) أن تناوله بالنقد بوصفه كان في مفهوم السلطة له وفي الكيفية التي طبق بها في الممارسة، نوعا من « الوثاق » قرر المؤتمر المذكور، تحرير الحركة منه وإعادة تموقعها بحزم وثبات في المعارضة، مما سمح لها باستعادة مصداقيتها وإشعاعها وتجميع قوى أخرى حولها بمناسبة انتخابات 2004 ثم بتطوير ذلك التحالف الظرفي نسبيا إلى تحالف استراتيجي، فتحالف عضوي تجسم مع مؤتمر المسار التوحيدي الأخير، في هذا المولود الجديد الذي لي شرف التحدث باسمه.. هذا الكيان السياسي الجديد المتجدد يبقى، كما كان دوما، حزبا متجذرا في الوطن، ينطلق من أن تونس وطن كل التونسيين والتونسيات المتساوين في الحقوق والواجبات، والذين لهم جميعا حق العيش فيها بسلام في كنف الحرية والكرامة، بعيدا عن كل تمييز، وعلى الدولة الوطنية إزاءهم واجب التعامل معهم بوصفهم مواطنين لا رعايا، كما عليها واجب التجسيم الفعلي لمبادئ المواطنة… في هذا الإطار العام، وفي نفس الوقت الذي تمارس فيه دورها المعارض لسياسة السلطة واختياراتها، فإن حركتنا حريصة على الحوار مع كافة الأطراف في السلطة وخارجها على أساس الصراحة والمسؤولية والنقد البناء واقتراح الحلول الإيجابية لمشاكل البلاد في كنف نبذ كل وصاية واحترام استقلالية قرار كل طرف…
عوائق اليسار التونسي…
11- الملاحظ، أن حركة اليسار التونسي، والعربي بشكل عام، تشكو الكثير من التراجع منذ نحو عقدين من الزمن.. كيف ترون السبيل لجمع شتات اليسار في تونس على أرضية موحدة؟ وهل ما زالت الإيديولوجيا هي المحدد للملمة ما تبقى من هذا اليسار، أم أن هذا التيار بحاجة إلى ثقافة جديدة قبل الأسس التنظيمية وعوامل التوحيد؟
– أنا أوافقك على التشخيص كما أوافقك على أن اليسار التونسي واليسار العربي بوجه عام في حاجة قبل كل شيء إلى ثقافة سياسية جديدة وإلى فكر سياسي جديد يكون مدخلا لإرساء تلك الثقافة الجديدة. هذا الفكر يجب أن يبدأ بالقطع مع الأطروحات القديمة والقوالب الجاهزة، وأن يتوخى المنهج النقدي، ويرفض التكلس والتحجر والمقاربات ذات الطابع الإيماني والتقديسي ويعي بنسبية الإيديولوجيات اليسارية والمناهج التحليلية التقدمية المختلفة، بما فيها الماركسية ذاتها، وبتاريخية تلك المناهج، أما التقولب والتقوقع في نوع من « الحقائق » الجاهزة للتطبيق، فلا يعدو أن يكون ضربا من الأصولية المتحنطة والمتآكلة التي لا تقل خطرا على الفكر اليساري وعلى الحركة التقدمية من الأصوليات الأخرى… أما الثقافة السياسية الجديدة فهي تستند إلى الوعي بكونية المبادئ الديمقراطية وبضرورة الدفاع عنها وممارستها في علاقة وثيقة بالمجتمع وقواه الحية ونخبه، في استقلالية تامة إزاء الأنظمة وحساباتها…
أجرى الحوار: صالح عطية
لنكافح ضدّ القطيعة
بقلم: برهان بسيس
على مسافة ثلاثة أشهر من الاحتفال بالذكرى العشرين لتحوّل السّابع من نوفمبر تعود إلى السطح من جديد انتظارات النّخب والفاعلين السياسيين متصلة بشكل وثيق بآمال التطوير والإصلاح التي تلتقي في معظمها بشكل إجماعي لافت على المراهنة على مبادرة أعلى هرم السلطة باعتبارها المرجع التقليدي لتحريك الحياة السياسية والتقدّم على طريق الإصلاح.
تلتقي في هذه المراهنة الأصوات المعتدلة في الأحزاب القريبة من السلطة بأصوات الاحتجاج الموزّعة بين تشكيلات حزبيّة واتجاهات سياسيّة متنوعة بما فيها مَنْ يسمّيها بعض المعلّقين بـ«المعارضة الراديكاليّة».
طموح الإصلاح والتطوير يبقى دوما شرعيا خاصة إذا كان مصاحبا برؤية موضوعيّة تقدّر المكاسب دون أن تسقط في مطبّ الرضا عن النّفس والطمأنينة المنافقة وتشير إلى المعضلات والمشاكل والتحدّيات دون أن تسقط في المغالطة والتّضخيم والمزايدة والتّشكيك.
لكن في ما وراء الرّؤى والاستعدادات النظريّة لتطارح قضايا الإصلاح والتطوير السياسي في بلادنا تظلّ الحالة الواقعية للفاعلين الحزبيين والسياسيين قاعدة رئيسية لتلمّح قدرة الإصلاح في أن يأخذ مداه، خاصّة أنّ المشروع ليس حكرا على طرف دون آخر بقدر ما هو مسؤولية جماعيّة تتقاسمها كل الأطراف والأحزاب سواء الحزب الحاكم أو الأحزاب المعارضة بصياغة قريبة للمعادلة التي أطلقها رئيس الدولة حين ربط وجود حزب حاكم قويّ بوجود معارضة قويّة، أو حين دعا إلى حوار وطني شامل ومسؤول بين كلّ مكوّنات الساحة السياسيّة لتقييم آفاق الإصلاح السياسي في البلاد.
الحالة الواقعية للفاعلين الحزبيين والسياسيين تشير إلى وضع غير مريح في مستوى الاختلالات المتعدّدة لميزان القوى في اتجاهاته المختلفة سواء بين حزب حاكم قويّ ومعارضة ضعيفة أو بين معارضة قريبة من السلطة ضعيفة وهشّة ومعارضة ذات خطاب احتجاجي متجذّر نشيطة وحيويّة.
جرَّت تجربة مثل «اللقاء الديموقراطي» انتظارات معقولة لتطوير الأداء السياسي لبعض «الأحزاب المعتدلة» لكن للأسف يعاين عديد المتابعين المآل الباهت الذي آلت له هذه التجربة بصيغة أقرب إلى الفشل الذي يمانع من الإعلان عن نفسه لتحالف ظلّ يراوح نفسه داخل رزمة من البيانات الفضفاضة القريبة للنصوص الأدبيّة التي تكتب لكي لا تقول أيّ شيء في جُمَل مركونة إلى الكلام العام الصّالح لكل زمان ومكان، ذاك الذي يترجم أزمة حادّة في اتجاه تموقع أصحابه ويحيل إلى الغياب المثبط لعناصر هويّة سياسية واضحة.
ملّ المهتمّون بواقع الحياة الحزبية بالبلاد تلك النماذج الجاهزة التي أضحت عليها بيانات المكاتب السياسية لبعض هذه الأحزاب وهي تتجوّل بحماس بين مواقف المساندة لفلسطين والعراق ولبنان والسودان وأفغانستان والصّومال وضحايا فيضانات البنغلاديش وزلازل الباكستان دون أن يكون لها أيّ رؤية أو تصوّر لقضايا الساحة السياسية الوطنية وعناوينها الرئيسية.
أذكر أنّ بيانا لأحد هذه الأحزاب الذي اجتمع بنصف أعضاء مكتبه السياسي في دردشة طريفة على أكواب من الشّاي والعصير قد عبّر عن انشغاله البالغ لأوضاع كلّ الصّراعات الموزّعة بين لبنان وفلسطين والسّودان ودعا كلّ الفرقاء إلى الجلوس على طاولة التفاوض وتحكيم منطق الحكمة والعقل!!!
لا يمكن إنكار وجود طاقات وطنية محترمة داخل هذه الأحزاب ولا يمكن لأيّ متابع موضوعي أن يضع أداء هذه الأحزاب ضمن مرتبة واحدة فيصدر عليها حكما عامّا جامعا بالنّظر للتفاوت الواضح في مستوى أدائها لكن صيغة وجود هذه الأحزاب لا بُدّ لها أن تتغيّر خدمة لنفسها ولمن يُراهن عليها، أي أساسا السلطة المتحمّسة لمعادلة الحزب الحاكم القويّ والمعارضة القويّة، أنا لا أفهم معنى وشرعية حزب لا يوجد إلاّ في مقره، لا يملك نصف مناضل في رابطة حقوق الإنسان أو اتحاد الشغل أو اتحاد الطلاّب أو قطاع المحامين أو عمادة الأطبّاء أو المهندسين أو حتّى نقابة الفنّانين!!!
مرّت انتخابات هيئة المحامين لتترك في الأذهان صورة خريطة جديدة للساحة السياسية من المفترض أن يتمّ قراءتها جيّدا واستخلاص العبر منها، حتى لا يحتدّ الاستقطاب السياسي الحدّي بين الحزب الحاكم من جهة بآلته التنظيمية القويّة وإشعاع حضوره والمعارضة الراديكاليّة بحضورها النّشيط وأقليّتها الحيويّة التي أثبتت من خلال مثال وعيّنة انتخابات المحامين قدرة فائقة على المناورة والاستقطاب.
الساحة السياسية في تونس تحتاج إطلاقا جديّا لورشة التفكير والاقتراح حول مستقبل الإصلاح السياسي في البلاد بعيدا عن تكرار الخطاب الرّوتيني المملّ الذي أصبح جميع الفاعلين شركاء في إنتاجه رغم تباعد خلفياتهم ومواقعهم، إذ لا يحتاج المتابع إلى ذكاء ونبوغ في النبوءة ليعرف ما سيصدر عن أحزاب القطيعة من مواقف أو عن أحزاب الوفاق حتى قبل أن تنطق بياناتهم.
قوّة الاقتراح لها طريقها ومسلكها الخاصّ المتمايز عن خطاب المساندة أو خطاب الاحتجاج، هي مشروع ضروري لا يمكن أن يرتبط بهويّة حزب دون آخر بقدر ما يستطيع أن يجمع طاقات وطنيّة جديّة ومسؤولة وقادرة على انتاج أفكار جديدة وهي طاقات مُتواجدة في كلّ الأحزاب سواء في الحزب الحاكم أو في المعارضة الوفاقيّة أو في أحزاب الخطاب الاحتجاجي المتجذّر. ما تحتاجه الساحة السياسية هو أحزاب وفاعلون قادرون على انتاج الفكرة الجديدة قبل الشعار والموقف مهما كان اتجاهه، لأنّ ساحة تنسحب منها الأفكار لفائدة طنين الشعارات ستحكم على نفسها بالقطيعة الخطيرة بين نخب السياسة وعموم الناس، تلك الفجوة التي يتسرّب منها التطرّف وكلّ أشكال الانحراف التي يمكن أن يصيب العمل السياسي والمدني.
أيّ سيناريو أكثر إرباكا يمكن أن يصيب ساحة سياسية حين يستفيق فجأة كل فاعليها، سواء كانوا حزبا حاكما أو أحزاب معارضة فيجدون أنفسهم في وادي فيما بقيّة النّاس /الشعب/ الجموع هناك، بعيدا، في ملكوت آخر!!!
مسؤوليتنا جميعا أن نكافح ضِدّ القطيعة!!!
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 أوت 2007)
في قصر العبدلية بالمرسى عرض «مسألة حياة» لتوفيق الجبالي:
فوضـى مسرحيـة خلاقـة
تونس ـ الصباح
في سهرة امس الاول بفضاء قصر العبدلية بالمرسى وبحضور جمهور غفير بل وغفير جدا كان الموعد مع تلامذة «استوديو الممثل» التابع لفضاء «التياترو» بادارة توفيق الجبالي الذين اقترحوا على الحضور مجموعة لوحات مسرحية ساخرة مأخوذة ومستوحاة جميعها من نصوص لكتاب عالميين مثل شكسبير وبريشت ويونسكو وبودلير فضلا عن نصوص صاغها ووضع لها التصور المسرحي تلامذة «الاستوديو» انفسهم.
فوضى مسرحية خلاقة
الفنان المسرحي توفيق الجبالي الذي وضع التصور الفني العام واخرج العرض ولئن نحا به (العرض) منحى تجريبيا على مستوى الشكل اذ تمازجت فيه الموسيقى بالالقاء بالكوريغرافيا بالبعد التشكيلي البصري فانه على مستوى المضمون بدا مغرق في المحلية والوضوح وطنيا ودوليا! فمثلها وردت اشارات ساخرة من قضايا «تونسية» بحتة مثل العنف والقرف والتسيس والتدين والتحزب.. فان «عناوين» مثل العراق وفلسطين ولبنان وحتى دارفور ودار نوار! لم تكن غائبة بدورها..
كل هذه «المسائل الحياتية» تم طرحها مسرحيا ـ او لنقل فرجويا ـ بطريقة ساخرة وفوضوية.. فمجموعات الممثلين الشبان الذين جسدوا مختلف اللوحات بدوا وكأنهم حريصين على ان يكونوا «فوضويين» في كل شيء.. في حركاتهم وفي اقوالهم وفي ازيائهم وفي مكياجهم.. فعلى امتداد مدة العرض (ساعة ونصف تقريبا) لم يخل فضاء العرض من حضورهم الجماعي والصاخب فهم يدخلون اذا ما دخلوا مجتمعين وينسحبون مجتمعين الى درجة انه لم يحدث قط وعلى امتداد مدة العرض ان تواجد ممثل واحد بمفرده على «الركح».
ايضا وانت تتفرج على عرض «مسألة حياة» لا تملك الا ان تتساءل كيف يمكن لوجوه انثوية جميلة ولاجساد شابة ان تصنع «فوضى» مسرحية صاخبة و«خلاقة» بهذا الشكل فيها من العنف بقدر ما فيها من الرومانسية وفيها من اصوات ازيز الرصاص بقدر ما فيها من كلمات الشعر والشاعرية وفيها من الجدية بقدر ما فيها من السخريـــــــــة..
فهل يكون هذا الجيل الجديد من المسرحيين الشبان المنتمين لفضاء «التياترو» بادارة الفنان الكبير توفيق الجبالي قد قرروا الرد على نظرية «الفوضى الخلاقة» التي اطلقها الرئيس بوش والتي لا تزال تعاني من تبعاتها شعوب ودول في الشرق والغرب، الرد عليها بشكل من اشكال «الفوضى المسرحية» المضادة والخلاقة بدورها الساخرة من كل اشكال الحماقات السياسية والثقافية والاجتماعية هنا وهناك!.. قد يكون ذلك خاصة وان نهاية العرض تخللته قراءة لابيات من واحدة من اخر قصائد محمود درويش التي يقول فيها: على هذه الارض ما يستحق الحياة!
محسن الزغلامي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 أوت 2007)
الله أكبر
ينعى
ـ زوجته ليلى ناريمان المولهي
ـ ابناؤه محمد الحبيب وزوجته ايمان الاندلسي
فريد وفاطمة وامنة
ـ اخواه: محمد الهادي عطية وزوجته ثريا العنابي
خليل عطية وزوجته ريم الغشام
ـ اخواته
كلثوم ارملة المختار الغربي
روضة وزوجها د.حسن الفندري
صفية وزوجها محمد الزريبي
عائشة وزوجها المنصف بن سعيد
ـ العائلات القريبة والمتصاهرة: عطية، مولهي، بن عطية، غنوشي، زين العابدين، عياشي، مفرّج، ارناز، عنابي، غشام، العربي، الفندري، الزريبي وبن سعيد المغفور له
أحمد بهاء الدين عطية (منتج سينمائي)
الذي وافاه الاجل المحتوم يوم الجمعة 10 أوت 2007، ويعلنون ان موكب الدفن سيقام بمقبرة سوسة طريق المنستير اليوم السبت 11 اوت بعد صلاة العصر، وينطلق الموكب من منزله الكائن بسوسة، شارع ليوبولد سيدار سنقور عدد 30.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته واسكنه فراديس جنانه.
إنّا لله وإنّا إليه راجعون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جمعية السينمائيين التونسيين:
أحمد بهاء الدين عطية
وجه أساسي من وجوه السينما التونسية
تنعى جمعية السينمائيين التونسيين أحد أبنائها ورئيسها الاسبق المنتج السينمائي أحمد بهاء الدين عطية.
بوفاة أحمد بهاء الدين عطية تفقد تونس أحد الوجوه الاساسية للذين ساهموا من المواقع المتقدمة في خلق وتطوير الفن السابع بتونس وبالعالم العربي وبإفريقيا.
فهو إلى جانب اكتشافه للعديد من المخرجين والفنانين السينمائيين التونسيين اللذين أعطوا للفن السابع إضافات أثارت الكثير من الجدل والجدال الايجابي ارتقى حتما بجماليات السينما، فلقد كانت له إسهامات قوية وفاعلة في بعث المنظمات والتظاهرات السينمائية الوطنية والعربية والافريقية مثل أيام قرطاج السينمائية ومنظمة الاتحادية الافريقية للسينمائيين.
إن ما أنجزه أحمد بهاء الدين عطية تراث هام وفعل مازال وسيظل حيّا في الذاكرة وسيبقى منبعا لدروس هامة ومثالا سيواصل إفادة الشباب السينمائي والاجيال القادمة.
رحم الله أحمد بهاء الدين عطية رحمة واسعة ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان
رئيس جمعية السينمائيين التونسيين
علي العبيدي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 أوت 2007)
استعادة مقدمات «تنوير العقل الجديد» لابن عاشور
« دار الفاميليا » جديد «نسمة تي في» … عائلات مغاربية تحت مجهر تلفزيون الواقع
الجسمي جذب 11 ألف مستمع في قرطاج
حصة الأسد لشرائط من دول المغرب العربي
تحركات بموريتانيا لإنشاء حزب جديد للسلطة
الزيات يُعلن حزبه اليوم … و«الإخوان» يدققون برنامجهم …
إسلاميو مصر يخوضون معركة الأحزاب بآمال شبه معدومة
مؤسسة سمير قصير دفاعا عن احمد بن شمسي وحرية الصحافة في المغرب
ساركوزي يبحث عن نفوذ جديد مع اتحاد البحر المتوسط
أوروبا ونــــحن: رعـــــاية المجــــال الــــــحيوي (1 من 2)
أوروبا معذورة فهي لن تكون عربية أكثر من العرب وقد رأت كيف ضربتهم امريكا وحاصرتهم فازدادوا التصاقاً بها لا بد من التمييز بين أوروبا الشعبية والرسمية فالمجتمعات الأوروبية تتفهم عدالة قضايا العرب وتتعاطف معها