السبت، 1 سبتمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2657 du 01.09.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –  فرع القيروان :بيــان الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: إعــلام – الجلسة العامة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بـــلاغ زهير مخلوف: إلى السيد مختار اليحياوي محمد النوري: توضيح حقيقة ما يحدث داخل الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: ردّا على مزاعم القاضي يحياوي لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس: إعــلام الحزب الديمقراطي التقدمي: بيـــا ن حزب العمال الشيوعي التونسي : نظام بن علي يواصل الاعتداء على المناضلين السياسيين والحقوقيين – حرق مكتب الأستاذ عياشي الهمامي حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:تضامنا مع الأستاذ العياّشي الهمامي  مجلة « كلمة »:جريمة حرق مكتب العياشي:أصابع الاتهام موجّهة لوزارة الداخلية موقع pdpinfo.org :إستهداف رموز هيئة 18 أكتوبر صحيفة « القبس » :محام تونسي: السلطات خربت مكتبي وحاولت إحراقه موقع ميدل ايست اونلاين:تقريري له صبغة اكاديمية وعلمية وليس له طابع سياسي:معارض تونسي يتهم السلطات بإحراق مكتبه صحيفة « الحياة « :تونس: إحراق مكتب حقوقي بارز مجلة « كلمة »:توسيم قادة الجهاز: هل هو علامة على تشديد المرحلة الأمنيّة؟ مجلة « كلمة »:دهــاليز مجلة « كلمة »:توضيح مضلّل سامية حمّودة عبّو: الثعلب أسدا توفيق العياشي: الإرهاب الحارق الحوار.نت:حوار مع السجين اسياسي السابق فخر الدين شليق  – عندما تتحول السجون في تونس إلى محاضن لحفظ القرآن الكريم … معز الجماعي: أخطاء فنية تكبد شركة الإسمنت بقابس خسائر تفوق خمسة مليارات من المليمات ابن آدم: مأساة الطالب التونسي في المهجر صــابر: أين صحيفة  » البلاد  » الألكترونية ؟ عبد الحفيظ خميري:اعـتـرافـات… مـتـطـرّفـة عبدالحميد العدّاسي: الهويّة إحسان العافي: رجاء، توضيحات و أسئلة لسلوى الشرفي سلوى الشرفي: أجوبة و لفت نظر إلى السيدة أم أيمن بسام خلف: الهاشمي الحامدي خالد بن الوليد و السيدة عائشة (2) فتحي العابد: هذا نداء ورجاء إلى كل شاعر وأديب ومفكر ومثقف غيور على التراث الأدبي العربي قبل يكون تعريف بهذا العلم علم من أعلام الشعر تذكير ببيان وتوضيح أصدره عبد السلام بوشدّاخ  في باريس يوم 28 افريل 1992 سليم الزواوي: الإسلاميون العرب و النموذج التركي و سرير بروكست خالد شوكات: جذور العلمانية في الإسلام المبكر احميده النيفر: الصبح القريب: أيّ تعليم إسلامي لمجتمع حديث؟ عبد اللطيف الفراتي: موت الإيديولوجيات؟ فاطمة عاشور: انتخابات المغرب.. الخطاب الديني ينتقل لليسار!


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –  فرع القيروان القيروان في 1 سبتمبر 2007 بيـــــــان

 
منع رجال امن بالزي المدني السيد احمد السميعي ، عضو هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان وناشط سياسي وحقوقي ،  من الالتحاق بأحد المقاهي المجاورة للاتحاد الجهوي للشغل مؤكدين له أن » تعليمات » جاءت بمنعه  من الذهاب إلى  المقهى المذكور. وبمجرد مطالبته بتوضيح حول سبب هذا الإجراء ومدى قانونيته ، اعتدى عليه احد أعوان الأمن بالشتم والكلام البذئ والتهديد. وليست هذه  المرة الأولى التي يتعرض فيها السيد احمد السميعي لمثل هذا  المنع ، فقد سبق وان رفض أعوان الأمن خروجه من البيت فيما يشبه فرض إقامة  جبرية غير معلنة عليه بمناسبة  تحركات سياسية وحقوقية سابقة بالجهة. وفرعتا  الذي يستنكر بشدة ما تعرض له السيد السميعي من اعتداء صارخ على حريته الشخصية في التنقل والحوار والتواصل مع من يريد ويعبر عن تضامنه معه ، فانه ينبه السلطة إلى خطورة مختلف الإجراءات اللاقانونية  التي تتخذها في حق  المواطنين والحقوقيين والمعارضين السياسيين وهي إجراءات  تنافي كل المواثيق والقوانين وتخرق ابسط حقوق المواطنة. عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني

تلقينا البيانات التالية من السيدين محمد النوري ومختار اليحياوي نحن ننشرها كما وردت علينا هذا اليوم (بالترتيب الكرونولوجي) وبدون أي تعليق:

 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إعـــــلام تونس في 01/09/2007

الجلسة العامة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

 

 
تعلم الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن جلستها العامة العادية و الانتخابية ستنعقد يوم 2 أكتوبر2007. و ستوجه الهيئة استدعاءات شخصية لكل المنخرطين طبقا للقانون الأساسي للجمعية . كما تعلن الجمعية عن فتح  باب الترشح لعضوية الهيئة المديرة و لكل منخرط يرغب في الترشح تقديم مطلب كتابي للغرض إلى الكاتبة العامة للجمعية الاستاذة سعيدة العكرمي في أجل لا يتجاوز يوم 22 سبتمبر 2007 بدخول الغاية عن الجمعية المنسق المختار اليحياوي

 

 

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف /الفاكس:71354984
Email: aispptunisie@gmail.com

 
تونس في 01/09/2007
بــــــلاغ
يواصل السجين السياسي السيد خالد العيوني المعتقل حاليا بسجن المرناقية إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم العشرين على التوالي للمطالبة بإطلاق سراحه و قد أعلمتنا والدته السيدة فطيمة بوراوي أن ابنها الذي منع من الزيارة في الأسبوع الأول من الإضراب قد جاؤوا به هذا الأسبوع محمولا و لا يستطيع المشي و هو في حالة إعياء و إجهاد كبيرين لا يقدر معهما على الحديث و منذ اعتقاله إلى اليوم و هو في عزلة تامة عن بقية المساجين .
و قد تعرض مؤخرا للعقوبة بالسجن المضيق ( السيلون ) لأنه تحدث إلى أخيه التوأم وليد العيوني المعتقل أيضا بنفس السجن من أجل نفس التهم.
و تجدر الإشارة إلى أن السجينين السياسيين التوأمين خالد العيوني و وليد العيوني قد شنّا العديد من الإضرابات عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحهما كما دخلت والدتهما في إضراب عن الطعام تضامنا معهما.
و السيد خالد العيوني من مواليد قليبية طالب مرحلة ثالثة شعبة رياضيات اعتقل بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة أين كان يعيش مع زوجته و ولديه عبد الله  وعبد الرحمان ثم وقع تسليمه للسلطات التونسية في 18/10/2005 بموجب قانون الإرهاب.   
 
رئيس الجمعية                                                                               
الأستاذ محمد النوري


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@gmail.com تونس في 1 سبتمبر 2007

ردّا على مزاعم القاضي يحياوي

 

 
  يُفاجئنا القاضي مختار يحياوي بين الفينة و الأخرى بما يُسمّيه بيانات أو بلاغات ينسبها للجمعية الدولية لمُساندة المساجين السياسيين مُحرّرة بلغة فضّة و بأسلوب يتضمّن سبّا يُذكّرنا بالأخبار التي تصدرعن بعض المواقع الإستخباراتيّة المشبوهة ، مُتجاهلا أنّ الجمعيّة المذكورة أدانته و أصدرت قرارا يقضي بعدم تخويله نشر أو تحرير أيّ بيان بعدما ورّط الجمعية في قضية مازالت منشورة أمام القضاء .   و قد طلع علينا القاضي المذكور يوميْ 29 أوت و 30 أوت 2007 بأخبار لم يحرص عند نشرها على توخّي الدقّة فيها و هو ما ينمّ عن عدم إكتراث منه بالصدق والتجرّد ، إذ عمد إلى تحريف الوقائع المُتعلّقة بالإعتداء على السجين السياسي السابق المناضل الحقوقي والعضو الناشط في الجمعية الدولية لمُساندة المساجين السياسيين زهير مخلوف ، فقد أعلن اليحياوي أن الإعتداء على المناضل الحقوقي المذكور حصل بعد خروجه من الحزب الديمقراطي التقدمي و قدّر عدد المعتدين بأربعة فقط و جزم بأنّ الإعتداء تمّ وسط سيارة الأستاذ محمد النوري و على مرأى و مسمع منه مشيرا بذلك وعن طريق التلميح إلى أنّ الأستاذ النوري شارك بصورة سلبية في الإعتداء مادام قد تركه يحصل و كأنّه موافق عليه بينما حقيقة الأمر والواقع هي أنّ الإعتداء على السيد زهير مخلوف حصل إثر خروجه من مقرّ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وعند إمتطائه لسيارة لا يملكها الأستاذ النوري كما أنّ عدد المعتدين من البوليس السياسي ناهز يومها ال15 عونا  .  و يبدو أنّ السبب الذي أدّى لتزييف الخبر و إيراده بالكيفية التي أورده بها القاضي يحياوي هو إطلاق العنان لمخيّلته للدخول في صراع مع رئيس الجمعية و إغتنام الفرصة للنيل من حزب سياسي مناضل و شريف نال إحترام شريحة لا يُستهان بها من الشعب التونسي من خلال مساهمته النيّرة في الساحة النضالية والإعلامية من خلال صحيفة « الموقف » النزيهة الصامدة.   عن الجمعية  رئيسها الأستاذ محمد النوري
 


 
 

إلى السيد مختار اليحياوي

 
 ظننتك قاضيا يسمع بأذنين إلا أني وجدتك قاضيا أعترا ( أي بأذن واحدة ) حيث أني و بطلب من صديقي فوزي و بإلحاح شديد منه و بالقسم المغلظ أصر عليّ أن أجيبك عبر الهاتف و بهدوء  و دون تشنج لأسباب يعلمها صديقي و يعلمها الجميع و هي أسباب سأذكرها فيما بعد ، حيث أوضحت لك بشكل دقيق أنّ الاعتداء الذي تعرضت له من قبل البوليس السياسي كان إثر نزولي من مقر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين على عكس ما ورد في نشرة الأخبار الموجزة بإمضائك بصفة « منسق الجمعية » من أنّ الاعتداء كان « بعد خروجه ( أي زهير مخلوف ) من مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بينما كان يهم بركوب سيارة رئيس الجمعية السابق !!! « . و أنا أستغرب كيف أن مختار اليحياوي بعد كل التوضيح الذي قدمته له عبر الهاتف يغالط الرأي العام ويقول إنّ الاعتداء حصل أمام مقر الحزب الديمقراطي التقدمي PDP بينما هو يعلم جيدا أن الاعتداء تمّ أمام مقر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين .   و إني أؤكد أن الاعتداء كان أمام مقر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بسبب نشاطي الحقوقي ضمنها و داخل المجتمع المدني ككل و قد سبق أن افتك أعوان البوليس السياسي مني آلتي تصوير  cameras2 و لم تصدر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بلاغا أو بيانا رغم أني عضو بالجمعية وأن العمل كان لسبب إعلامي ذا صبغة حقوقية وهو التقرير المصور عن فقدان السجين السياسي السيد كمال المطماطي الذي كان موقوفا بقابس في 8 ديسمبر 1991. و إذ عبرت عن موقفي من محاولة الانقلاب المشؤوم الذي تم من طرفكم في شهر جوان 2007 حيث إعتبرت و مجموعة كبيرة من أعضاء الجمعية أن تنصيب اليحياوي لنفسه « منسقا »  هو تنصيب شرعي فإنّنا سعينا لرأب الصدع و وجهنا نقدا لاذعا للمختار اليحياوي في جلسة صلحية مؤكدين أن الأستاذ محمد النوري لم يقدم استقالته .  و كنت ومجموعة وطنية محترمة و أعضاء من الجمعية نلحّ على الأستاذ النوري أن يصبر على هذا الصنيع و أن يجعل المصلحة الوطنية فوق المصلحة الشخصية حتى لا تنفجر الجمعية . و لكن هيهات أن يتراجع الإنقلابيّ . والتففنا على مشاكلنا حتى لا يُنشر غسيلنا في وسائل الإعلام. و منذ شهر جوان والأستاذ محمد النوري منضبط لهذا المسعى و لكن يأبى « المنسّق » المنصّب مختار اليحياوي إلاّ أن يفجّر الوضع و يختلق الأكاذيب لتفجير الجمعية من الداخل . فيتهجم على الحزب الديمقراطي التقدمي منارة النضال في بلدنا تونس و رمز الشموخ و الوطنية  و  آية في التوحيد و الوحدة لا الفتنة كما يزعم ( طرزان تونس ) مختار اليحياوي . ثم إنهم لم يستولوا على جبهة 18 جانفي التي لا وجود لها أصلا و ربما يقصد اليحياوي هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات التي لم يستولوا عليها لتمرير أجندتهم مثلما يدّعي بيان اليحياوي حيث خرج من الهيئة لوحده وسيبقى وحده لأنه أراد أن يفرض أجندته .   ثم إن هيئة 18أكتوبر بقيت موحّدة فاعلة متناغمة متحاورة ومناضلة و بقي اليحياوي وحده خارج الصفّ . و قد حاول تجميد الجمعية الدولية لمساندة الدولية لمساندة المساجين السياسيين و التي أنا عضو فيها كما جمّد مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة و الذي هو على رأسه منذ سنوات ، كل هذا خدمة للاستبداد و تملّقا للسلطة . ثم إني أؤكد للرأي العام و نظرا لمعايشتي اللصيقة و اليومية و الفعلية للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أنّ السيد مختار اليحياوي لا يعلم عن الجمعية شيئا و لا تعرفه عائلات المساجين و لا المساجين المُسرحين أنفسهم إلا من خلال أفلام الجمعية لسبب بسيط هو أنّه لأنه لا يريد إلا الظهور . زهير مخلوف


إستجابة لطلب هيئة « تونيس نيوز » بتوضيح حقيقة ما يحدث داخل الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

 
 إستجابة للطلب الذي كانت تقدّمت به هيئة تحرير »تونيس نيوز » بتاريخ  30 أوت 2007 بتوضيح حقيقة ما يحدث داخل الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ، نلاحظ أنّنا و إن كنّا لا نرغب في الدخول في مُهاترات كلاميّة مع القاضي مختار يحياوي إيمانا منّا بأنّ مشاكل الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين يقع حلّها من طرف هياكلها التي لها وحدها أحقّية فرض الحلول المُلائمة لها و خاصة هيكلها الأساسي المتمثّل في الجلسة العامة .  فإنّنا نودّ تذكيرالرأي العام أنّنا قد بادرنا منذ البداية بالدعوة لإنعقاد جلسة عامة تمّت الإستدعاءات لحضورها في موفّى السنة القضائية المنصرمة لكنّ عضو الجمعية القاضي يحياوي الذي يُريد أن ينصّب نفسه رئيسا للجمعية عارض إنعقاد الجلسة العامة في إبانها و إقترح إنعقادها بعد العطلة الصيفية لفسح المجال أمامه للقيام بحملة إنتخابية مشترطا لإنعقادها حصول إتفاق مسبق حول قائمة أعضاء الهيئة المديرة القادمة يُشترط فيه أن يُؤدّي إلى ترشيحه لعضوية الهيئة المديرة أوّلا و لرئاسة الجمعية بعد ذلك ، و هو أمر غير قانوني و مُخالف لأخلاقيّات العمل الحقوقي الديمقراطي وتجاوز للشرعية التي تحصل عن طريق الإنتخابات .   و قد توهّم يحياوي أنّ خطّة رئيس الجمعية شاغرة بعد الإعلان الصادر عن الرئيس الحالي عن عزمه عدم الترشح من جديد لرئاستها إيمانا منه بسُنّة التداول .     و نظرا لعدم موافقة رئيس الجمعية على فرض هيئة جديدة على أعضاء الجمعية دون إنتخابهم لها و عدم موافقته على فرض وصاية على إرادتهم ، لجأ القاضي يحياوي إلى الحيلة فأشاع نبأ زائفا مفاده أن رئيس الجمعية قدّم إستقالته و هي إستقالة لم تحصل بالمرّة ، و شتّان  بين تعبير رئيس الجمعيّة عن نيّته عدم الترشّح و بين تقديمه لإستقالته التي لا مبرّر لها أصلا و قد تؤدّي في صورة حصولها إلى خلق حالة من الفوضى بالجمعية .   ثمّ و في مرحلة مُوالية ، و نتيجة للخبر الزائف أو الكذبة الكبرى التي روّجها و نتيجة لعدم تعبير أيّ عضو من الهيئة المديرة عن رغبته في ملء منصب الرئيس في صورة شغوره فعلا  و نظرا لعدم صدور دعوة لأعضاء الهيئة المديرة للإجتماع ، أعلن القاضي المذكور فجأة عن تعيينه مُنسّقا للجمعية مُلمّحا إلى أنّ ذلك التعيين تمّ عبر إجتماع لم يحصل أصلا و لم تتمّ الدعوة لإنعقاده و لم يقع سماع رئيس الجمعية عن موقفه من خبر الإستقالة الزائف .     و ما أن خرج الخبر للعموم حتّى توافدت الوفود إلى مقرّ الجمعية لإستفسار الأمر و من بينهم عدد كبير من المساجين السياسيين السابقين و عدد من أفراد عائلات المساجين و كانت من بين الوافدين السيدة فائزة السنوسي عضو الهيئة المديرة و شقيقة السجين السياسي لطفي السنوسي التي أبدت إمتعاضها من الطريقة الرعناء التي إتبعها القاضي المذكور .    هذا هو ملخّص الوقائع التي كانت تهدف إلى الإنقلاب على الشرعية عن طريق الكذب و الخداع ، ثمّ بفرض وصاية على الجمعية تُهيّئ لإيقاف نشاطها  بعد ذلك أو حلّها ممّا يُقدّم جليل الخدمة للسلطة التي لا ترغب في بقاء الجمعية .   و قد كان موقف رئيس الجمعية من كلّ هذا واضحا ، فقد فكّر بتمعّن في الأمر بعيدا عن أيّ إنفعال و ذلك حرصا منه على الإبقاء على الجمعية و توحيد صفوفها و لذلك رفض الدخول في المهاترات ، علما و انّه لم يقع إعلامه بالقرار الذي يتعلّق حسب زعم يحياوي ب « إزاحة » رئيس الجمعية  حسب تعبير يحياوي الذي يأتي بمثابة الإقرار منه بأنّ رئيس الجمعية لم يُقدّم إستقالته ،علما بأنّ قرار الرفت لا يصدر إلاّ عن الجلسة العامّة لسبب خطير ، مع التذكير بأنّ إنتخاب رئيس الجمعية  تمّ بإجماع أصوات الناخبين .     و تجدرالإشارة إلى أنّ الخلاف الوحيد الحاصل بين رئيس الجمعية و بعض أعضاء الهيئة المديرة يتعلّق بعدم قبوله تمويلات معروضة على الجمعية من طرف  الغير .      رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري
 


 

بسم الله الرّحمان الرحيم

 

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس

 

نعلم الرأي العام الوطني و العربي  أن الهجمة الشّرسة من طرف الأمن التونسي على المحجبات قد استأنفت. وأن العديد من الفتيات المحجبات يشتكين من شدة المضايقة التي تعرضن لها في مدينة سيدي بوزيد بحجة أن لباسهن غير قانوني ,كما  أن هذه الهر سلة قد تكررت عديد المرات وأنّهن أجبرن على إمضاء التزامات كما أفاد شهود عيان أنّ يوم السبت من كل أسبوع (يوم التّسوق) هو من أكثر الأيام الذي تشهد فيه الحملة توسعا وهو ما حدا بالعديد من المحجبات ملازمة بيوتهن وعدم الخروج منها من شدّة الخوف .

ونحن في اللجنة الوطنية للدفاع عن المحجبات نعتبر أنّ هذا الهجوم الصّارخ هو خرق لكل ما هو شرعي و لمنظومة الحقوق و الحريات المكرسة في الدستور و المواثيق الدولية,ونؤكد عزمنا رصد هذه الانتهاكات ومتابعتها كما نتوقع اشتدادها مع بداية السنة الدراسية كما تعود النظام على ذالك بهدف اجبار الطالبات على التخلي  عن معتقداتهن,

نذكر بأنّ الحجاب يدخل ضمن ما نصّ عليه آخر الفصل الخامس من الدستور التونسي من كون  » الجمهورية التي تضمن حرمة الفرد وحرية المعتقد وتحمي حرية القيام بالشعائر الدنية », لذا فنحن نطالب السلطة التونسية باحترام المسلمين و شعائرهم.

 نؤكد رفضنا المطلق لأي تمييز ضد المرأة على أساس ارتدائها الحجاب ونؤكد على مبدأ المساواة بين المواطنين في الحقوق و الواجبات.

 ننبّه إلى المخاطر التي يمكن أن تحصل جراء هذا السلوك القمعي من هجر للمدارس و أشياء أخرى قد تحدث.

 نحذر من استغلال العودة المدرسية والجامعية لممارسة مزيد من التجاوزات بحق المحجبات.

 نطالب كل الأصوات الحرة من أبناء هذا الشعب و الأمة العربية و الإسلامية وكافة أحرار العالم الوقوف إلى جانب المحجبات بتونس ولو من خلال التّعريف بما تعانيه المرأة التونسية.

 

البريد الإلكتروني: protecthijeb@yahoo.fr

 


 

 نفطة في: 31 أوت 2007

استنكار

 

نحن الممضين أسفله ، ممثلي الفعاليات الثقافيّة والنقابيّة والحقوقيّة بمدينة نفطة نستنكر بشدّة التهجّم الرخيص الموجّه ضدّ شخص وخصوصية الأخ الأخضر اللالة من طرف جلف موتور لا يملك الشجاعة الكافية ليكشف عن هويّته  فتخفّى وراء اسم مستعار في منتدى « الخضراء » على موقع « تونيزين » الإلكتروني.

وإنّنا من منطلق انتسابنا إلى مدينة نفطة المناضلة نحيي نضال الأخ  الأخضر اللالة من أجل تونس ديمقراطية حرّة وحديثة بغضّ النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا الفكري معه وذلك من منطلق إنصاف الرجل لما يتحلّى به من دماثة خلق وانفتاح وصدق في المواقف المبدئيّة…

كما نحمّل الموقع المذكور مسؤولية الأذى المعنوي البالغ الذي لحق بالأخ اللالة جرّاء ذلك التهجّم المسعور والمدان بكلّ المقاييس.

 

الإسم واللقب

الصفة

عمر قويدر

عضو فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

خالد العقبي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنفطة

شكري الذويبي

رئيس فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

منصف زمال

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بنفطة

منصف اللموشي

ناشط حقوقي

علي الحبيب

أستاذ ناشط حقوقي ونقابي

عماد حمدة

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي

نزار الضيف

ناشط حقوقي

لطفي حمدة

عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي

محمد بنخالد

نقابي

إبراهيم الأديب

نقابي

فوزي الحشاني

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي

 Gouider Amor Nefta 2240

 


 

دفاعا عن نشر ثقافة السلام و حرية التعبير

      

 
من حيث المبدأ نعبر عن دعمنا لأي عمل من أي كان يهدف نشر ثقافة السلام ومكافحة أيديولوجية الكراهية والدعاية للحرب والتمييز على أساس الدين أو العرق أو أي شكل آخر للتمييز. وبحيث أن القيام بالحروب والمقاومة المسلحة جلب الهزائم و الخسائر الفادحة في الأموال و الأرواح ودون أي إنجاز منذ عام 1948 غير احتلال أجزاء أخرى من الأرض. وبقاء الاحتلال و الأنظمة الإستبدادية. وبحيث أنه حتى في ظل إمتلاك الردع النووي – الأمر المستحيل إنجازه – لا خيار لنا إلا الاعتراف  بدولة إسرائيل و إرساء تعاون أمني و إقتصادي و ثقافي لإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض المحتلة بعد عام 1967 . وبحيث أن الدفاع عن حقوق الإنسان و حماية المواطن تكون أيضا بالوقاية من خلال التربية و الإعلام على قيم الحرية وثقافة السلام و مبادئ حقوق الإنسان الكونية لتفادى الإنزلاق في التطرف و الإرهاب و خاصة في ظل إرادة من كل الحكومات و دون أي إستثناء بأن لا تقوم الجيوش بالحرب لتدمير إسرائيل بحدود ما قبل 1967. وعليه نساند ما قامت به « الصباح » من المشاركة في النشاط الذي نظمه مركز بيريز للسلام. الإسم  و اللقب                                      الصفة                                         الإمضاء للإتصال عدنان الحسناوى كاتب و مدافع عن حقوق الإنسان E-mail :adnen_hasnaoui@yahoo.fr

 

 


الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج آف نوهال – تونس الهاتف: 71 332 194 بيــــــــا ن

 
تونس في 31 أوت 2007 على إثر الاعتداء الإجرامي بالحرق و الإتلاف لمحتويات مكتب المحامي و المعارض السياسي التونسي الأستاذ العياشي الهمامي الذي جد صبيحة هذا اليوم 31/8/2007 و ما يمثله من خطورة قصوى تؤشر لأسلوب غير مسبوق في التعامل السياسي في محاولة يائسة لإخماد صوت المعارضة والمجتمع المدني، فإن الحزب الديمقراطي التقدمي يؤكد: –  تضامنه الكامل و الفعال مع الأستاذ العياشي الهمامي وتجنده للعمل من أجل كشف الجناة و تتبعهم عدليا و إجلاء الحقيقة كاملة أمام  الرأي العام –  إدانته الشديدة لهذا الاعتداء و للأساليب الإجرامية في التعاطي مع رموز المجتمع المدني والسياسي – ينبه إلى أن هذا النهج الذي لم ينجح في أي مكان في إسكات أو ترهيب الخصوم السياسيين يمثل منزلقا خطيرا يدفع بالبلاد إلى طريق مسدود، و يؤكد أن ما تحتاجه تونس اليوم ليس الانتقال إلى الجريمة السياسية و إنما إطلاق مبادرة الإصلاح السياسي الشامل و إرساء دولة القانون و المؤسسات.     

الأمينة العامة مية الجريبي


نظام بن علي يواصل الاعتداء على المناضلين السياسيين والحقوقيين:

حرق مكتب الأستاذ عياشي الهمامي

 
تعرّض صباح اليوم الأستاذ عياشي الهمامي، عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات ورئيس فرع تونس المدينة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، إلى اعتداء تمثل في حرق مكتبه ممّا تسبب في إتلاف حاسوبه وملفاته وما يحتويه المكتب من أثاث. وقد عقد الأستاذ عياشي الهمامي ندوة صحفية بيّن فيها الطابع الإجرامي للحريق الذي استهدف مكتبه حيث عمد الجناة إلى نزع غطاء حاسوبه ووضع جرائد داخله قبل إضرام النار، واتهم السلطات التونسية بالوقوف وراء هذه الجريمة خصوصا وأنه بصدد إعداد تقرير حول استقلالية القضاء في بلادنا، إضافة إلى كون مكتبه يخضع إلى مراقبة مستمرّة من طرف البوليس السياسي. إن حزب العمال الشيوعي التونسي يدين هذه الجريمة البشعة ويؤكد أن إصبع الاتهام موجّه في هذه القضية إلى البوليس السياسي المعتاد على ارتكاب جرائم مماثلة في حق المناضلات والمناضلين السياسيين والحقوقيين قصد تخويفهم وترويعهم، كما يحمّل بن علي وحكومته مسؤولية هذا الاعتداء لأنّ البوليس السياسي يتصرّف وفقا لتعليماتهما. وهو إذ يعبّر عن مساندته للأستاذ عياشي الهمامي، فإنه يدعو كل القوى الديمقراطية إلى ردّ الفعل بشكل حازم أمام هذه الجريمة التي تشكل منعرجا خطيرا في الحياة السياسية بالبلاد. (المصدر: موقع « البديل » بتاريخ 31 أوت 2007)


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

تضامنا مع الأستاذ العياّشي الهمامي

 
يعرب حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ عن تنديده الشديد بالاعتداء الذي تعرّض له مكتب الأستاذ العياّشي الهمامي صبيحة الجمعة 31 أوت ويدعو السلطة لفتح تحقيق جدّي لكشف مرتكبي هذه الأفعال الشنيعة وإحالتهم على القضاء. كما يعرب الحزب للأستاذ العياّشي الهمامي ولأسرته عن تضامنه معهم ووقوفه لجانبهم في هذه المحنة التي يتعرّضون لها. تونس في 31 أوت 2007 موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: http://www.hezbelamal.org

 


جريمة حرق مكتب العياشي

أصابع الاتهام موجّهة لوزارة الداخلية

 
لطفي حيدوري أضرمت جهة إجرامية النار في مكتب المحامي العياشي الهمامي. ووجّه هذا المحامي الناشط اتهامه لجهاز وزارة الداخلية التي يوجد مقرّها على مرمى حجر من مكان الحادث. وهو ما يعدّ مؤشّرا على مرحلة جديدة من الاعتداء على النشطاء والمدافعين. وكان الهمامي أوّل من اكتشف الحريق عندما فتح مكتبه صباح اليوم على الساعة السابعة و45 دقيقة وفوجئ بالدخان الكثيف والنيران المندلعة في أثاثه. ولم يتمكن أعوان الحماية المدنية التي تدخلت بعد ذلك من إخماد الحريق في تدخل أوّل بسبب كثافة الدخان والهواء الخانق فعادوا لجلب الوسائل اللازمة. وتبيّن إثر ذلك أنّه وقع حرق أثاث الغرفة الخاصة بالعياشي كاملا في حين أتت النار جزئيا على أدوات سكرتيرته. وقال العياشي الهمامي أمام الصحافيين إنّ ما جرى ليس اعتباطيا ولا محاولة سرقة أو انتقام شخصي خاصة إذا عرفنا أنّ وزارة الداخلية هي الجهة الوحيدة التي تراقبه وتتابعه في تحركاته وتتنصت على اتصالاته. وأضاف أنّها جريمة منظّمة ومدبّرة، فقد استهدف منفذوها بصفة خاصة أجهزة الإعلامية بنزع هيكل الوحدة المركزية للحاسوب وإضرام النار داخلها بواسطة ورق الصحف وتم في نفس الوقت الاحتياط بقلب شاشات الحواسيب التي قد تنفجر بفعل الحرارة العالية. كما لم يبق أثر على منضدة المكتب لوثائق ومصادر وكتابات محررة يعدّها منذ مدة للمشاركة في ندوة تنظمها الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان في باريس يوم 8 سبتمبر القادم حول استقلالية القضاء في تونس. فمن الواضح بحسب المتحدث « أنّ من قام بالعملية سعى أن لا يتم هذا العمل ». وكان مكتب المحامي العياشي الهمامي مقرّا للإضراب السياسي الناجح الذي شنّه رفقة مجموعة من نشطاء المجتمع المدني خلال قمة مجتمع المعلومات سنة 2005، وانبثقت عنه فيما بعد هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات. ويحتضن هذا المكتب اجتماعات تلك الهيئة التي تقمعها السلطات الأمنية بشدّة وتمنع أنشطتها. وسبق أن تم سرقة مكتب العياشي وذلك بعد تنشيطه « للمبادرة الديمقراطية » في الانتخابات التشريعية والرئاسية في أكتوبر 2004. والعياشي الهمامي معارض سياسي مستقلّ وهو الكاتب العام لفرع تونس لرابطة حقوق الإنسان وترأس سابقا لجنة الدفاع عن سجين الرأي السابق المحامي محمد عبّو. ويُعرف بوقفاته الحازمة أمام القضاة في قضايا الرأي. و يعدّ هذا الحادث نقلة نوعية خطيرة في استهداف النشطاء بعد فشل عقوبة السجن في ردّ المعرضين عن التصدّي لاستبداد النظام. فمن الضرب والسرقة والجباية وغيرها، قد يتلو ذلك ما هو أخطر. وكان الصحافي رياض بن فضل قد تعرض لإطلاق نار في ضاحية قرطاج في ماي 2000، وسرعان ما تم الالتفاف رسميا على تلك الحادثة. وفي نهاية الأسبوع المنقضي شهدت وزارة الداخلية حركية تحويرات وترقيات رتّبت وضعا جديدا للمشرفين على البوليس السياسي. كما جاء الحادث الأخير أسابيع بعد الإفراج عن عدد من المساجين السياسيين من بينهم الأستاذ محمد عبّو، وهذا يبقي على الحالة السياسية دون علامات صحيحة نحو الحلّ باستثناء علامات استعراض القوّة من جانب الحكم. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية شهرية تونسية)، العدد 56 لشهر سبتمبر 2007) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=600

إستهداف رموز هيئة 18 أكتوبر

 
تشهد تونس في الأيّام والساعات الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق، اذ سُجّلت ممارسات خطيرة ذات طابع إجرامي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في حقّ شخصيات سياسية وطنية بارزة وذات رمزية في صفوف المعارضة. اذ جرى الإعتداء يوم الأربعاء الفارط 29 اوت 2007 على الأستاذ أحمد نجيب الشابي وتلاه إعتداء إجرامي صباح هذا اليوم 31 اوت 2007 على مكتب الأستاذ العيّاشي الهمّامي، حيث تمّ إحراقه بالكامل وإتلاف مافيه من معدّات وملفّات. ولا شكّ أن هذا الإستهداف يندرج في إطار تحضيرات السلطة لإحتفالات عشرينية السابع من نوفمبر التي يُراد منها تتويج حملة المبايعة والتزكية تمهيدًا لترشّح الرئيس الحالي لمدّة رئاسية رابعة خلافًا لما كان ينصّ عليه الدستور قبل تنقيحه في إستفتاء لا شرعي سنة2002. ويأتي هذا التصعيد الخطير ضدّ رموز « حركة 18 أكتوبر » بإعتبارها أبرز القوى السياسية التي تقف ضدّ هذا التوجّه لإحتكار السلطة والحياة السياسية والدوس على دستور وقوانين البلاد و تكريس الرئاسة مدى الحياة. المسؤول عن موقع pdpinfo.org (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 31 أوت 2007)

محام تونسي: السلطات خربت مكتبي وحاولت إحراقه

 
تونس – أ.ف.ب – اتهم المحامي التونسي والناشط الحقوقي العياشي الهمامي اطرافا رسمية تونسية بأنها وراء محاولة احراق مكتبه ليل الاربعاء (30 أوت) – الخميس (31 أوت) وإتلاف محتوياته، وهو ما نفته السلطات. وقال الهمامي خلال مؤتمر صحافي عقده داخل مكتبه، حيث بدت آثار التخريب وفي حضور نشطاء في مجال حقوق الانسان ‘أتهم اطرافا رسمية تونسية بينها البوليس السياسي بأنها وراء محاولة احراق المكتب واتلاف محتوياته وبينها جهاز كمبيوتر’. واشار الهمامي، الامين العام للرابطة التونسية لحقوق الانسان – فرع تونس، الى ان الاعتداء يأتي على خلفية تقرير حول القضاء في تونس يعتزم تقديمه في الثامن من سبتمبر في باريس بدعوة من الشبكة الاورو متوسطية لحقوق الانسان، مؤكدا ان ‘التقرير علمي واكاديمي بالاساس’. لكن السلطات التونسية نفت ان تكون لها علاقة بالامر، وقال مصدر رسمي ‘التصريحات المنسوبة للشاكي حول المسؤولية عن الحريق تدعو الى الاستغراب’، مشيرا الى ‘عدم وجود آثار خلع على باب المكتب’. وفي السياق نفسه، اعلن الناشط نجيب الشابي خلال المؤتمر عن تكوين لجنة ‘من اجل تقصي الحقائق والعدالة’ تضم ممثلين عن احزاب سياسية معارضة، بينها حزب العمال الشيوعي (غير معترف به) والرابطة التونسية لحقوق الانسان والجمعية التونسية لمساندة المساجين السياسيين. وقال ان الهدف ‘ملاحقة المسؤولين عن اعتداءات غير مسبوقة تطال النشطاء’. (المصدر: صحيفة « القبس » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 1 سبتمبر 2007)

تقريري له صبغة اكاديمية وعلمية وليس له طابع سياسي معارض تونسي يتهم السلطات بإحراق مكتبه

 
السلطات التونسية تنفي اتهامات العياشي الهمامي وتعتبرها ‘من باب المزاعم الباطلة وغير المسؤولة’. تونس – اتهم نشط تونسي في مجال حقوق الانسان الجمعة سلطات بلاده بإحراق مكتبه بقلب العاصمة التونسية بغرض ما سماه التشفي في اطار حملة تضييق على المعارضين، وهو الامر الذي نفته السلطات فورا. وقال العياشي الهمامي ان « وزارة الداخلية هي المسؤول الوحيد عن اشعال الحريق في مكتبي. » والهمامي محام كان من بين ثمانية حقوقيين من تيارات سياسية متباعدة خاضوا اضرابا شهيرا عن الطعام في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2005 قبل قمة للمعلوماتية للمطالبة باطلاق الحريات في البلاد. واضاف « ان كل الدلائل مثل بعثرة الاثاث والاوراق توحي ان الحريق بفعل فاعل ينوي التشفي ولا ينوي السرقة. » وكان المكتب الذي احرق احتضن اضرابا عن الطعام مثيرا للجدل عام 2005 وزاره عديد من النشطاء في العالم انذاك من بينهم الايرانية شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام. لكن مصدرا رسميا قال في تصريح ان « التصريحات المنسوبة للشاكي حول المسؤولية عن الحريق تدعو للاستغراب وتعتبر من باب المزاعم الباطلة وغير المسؤولة. » وقال الهمامي للصحفيين بمكتبه الذي كسا السواد سقفه وعثر على عديد من وثائقه محروقة ان الهدف من احراق المحل هو « عرقلة » تقرير يعده عن استقلالية القضاء في تونس ينتظر تقديمه في 8 و 9 من سبتمبر/ايلول المقبل بالعاصمة الفرنسية باريس. وقال ان التقرير له صبغة اكاديمية وعلمية وليس له طابع سياسي. واضاف « اتهم وزارة الداخلية لانها الوحيدة القادرة على فتح الابواب كي ترهب وتعتدي على المناضلين والنشطاء..وبالتالي لا يوجد اي طرف اخر للاتهام. » لكن المصدر الرسمي قال ان « الاثار الاولية تفيد بعدم وجود اثار خلع على باب المكتب والبحث جار لمعرفة اسباب الحريق. » وحضر الى المكتب عدد من النشطاء الحقوقيين لمساندة الهمامي من بينهم مية الجريبي الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض ومختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان وبعض المحامين. وقال حمة الهمامي -وهو ايضا من الحقوقيين الذين اضربوا عن الطعام في 2005 – « هذه رسالة للمناضلين بهدف الترويع والتخويف لكن نقول اننا مصرون على النضال. » وفي السياق نفسه، اعلن الناشط نجيب الشابي خلال المؤتمر الصحفي عن تكوين لجنة « من اجل تقصي الحقائق والعدالة » تضم ممثلين عن احزاب سياسية معارضة بينها حزب العمال الشيوعي (غير معترف به) والرابطة التونسية لحقوق الانسان والجمعية التونسية لمساندة المساجين السياسيين. وقال ان الهدف « ملاحقة المسؤولين عن اعتداءات غير مسبوقة تطال النشطاء في تونس »، حسبما اوضح الشابي، امين عام مساعد حزب الديمقراطي التقدمي الذي يعد من ابرز التنظيمات السياسية المعارضة في تونس. (المصدر: موقع ميدل ايست اونلاين (بريطانيا) بتاريخ 31 أوت 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)

تونس: إحراق مكتب حقوقي بارز

 
تونس – الحياة     أضرم مجهولون النيران في مكتب الناشط الحقوقي المحامي المستقل عياشي الهمامي في وسط العاصمة التونسية فجر أمس، ولم تتسن السيطرة على الحريق الذي التهم المكتب إلا بعد وصول الدفاع المدني. واتهم الهمامي وزارة الداخلية بحرق مكتبه «بغية تدمير أجهزة الكومبيوتر التي كانت تحتوي مواد دراسة عن استقلال القضاء» أعدها لتقديمها في ندوة دولية تستضيفها باريس الأسبوع المقبل. واعتبر أن «الدلائل كلها، مثل بعثرة الاثاث والأوراق، توحي بأن الحريق بفعل فاعل ينوي التشفي ولا ينوي السرقة». وقال: «اتهم وزارة الداخلية لأنها الوحيدة القادرة على فتح الأبواب كي ترهب وتعتدي على المناضلين والنشطاء، وبالتالي لا يوجد أي طرف آخر للاتهام». غير أن وكالة «رويترز» نقلت عن مصدر رسمي أن اتهامات الهمامي «تدعو إلى الاستغراب وتعتبر من باب المزاعم الباطلة وغير المسؤولة». وأضاف أن «الآثار الأولية تفيد بعدم وجود آثار خلع على باب المكتب والبحث جار لمعرفة أسباب الحريق». وقال الهمامي في مؤتمر صحافي عقده في ساحة خارج المكتب، إن الحريق هدفه «عرقلة» عمله في دراسة عن استقلال القضاء التونسي كان سيطرحها أمام الندوة التي تنظمها في باريس السبت المقبل «الشبكة المتوسطية لحقوق الإنسان» بمشاركة «الرابطة التونسية لحقوق الإنسان» التي يشغل منصب سكرتير فرعها في العاصمة تونس. وشكل ناشطون حضروا للتضامن معه لجنة تقصي حقائق في الحريق والمتابعة القضائية «للكشف عن الجناة ومنع تجدد اعتداءات كهذه»، فيما كانت عناصر من الشرطة القضائية تعاين المكتب. والهمامي كان بين ثمانية حقوقيين من تيارات سياسية متباعدة خاضوا إضراباً شهيراً عن الطعام في تشرين الثاني (نوفمبر) 2005، قبل قمة دولية للمعلوماتية استضافتها تونس للمطالبة بإطلاق الحريات في البلاد. واحتضن مكتبه الإضراب الذي زاره عشرات من الناشطين الحقوقيين في العالم، بينهم المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام. ورأى رئيس رابطة حقوق الإنسان المحامي مختار الطريفي أن حرق مكتب الهمامي «مؤشر إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحملة على الناشطين». وحض السلطات على كشف نتائج التحقيق القضائي الجاري «كي لا يكون مصير هذه القضية مثل سابقاتها». وكانت السلطات منعت المحامي المعارض محمد عبو الأسبوع الماضي من السفر إلى لندن للمشاركة في برنامج بثته لاحقاً قناة «الجزيرة»، مستندة إلى كونه حظي بعفو مشروط لدى مغادرته السجن في 24 تموز (يوليو) الماضي. كذلك، شكا طاهر بن حسين مدير قناة «الحوار التونسي» التي تبث من فرنسا من اعتداء قال إن الصحافي في القناة أيمن الرزقي كان ضحيته بعد حضوره مؤتمراً صحافياً عقده حزب معارض الأسبوع الماضي. وأكد أن رجال الشرطة صادروا كاميرا ولم يعيدوها إليه. ودانت منظمة «مراسلون بلا حدود» الاعتداء على الرزقي، وحضت السلطات في بيان أمس على «حماية الصحافيين والإفساح في المجال أمامهم للقيام بعملهم في ظروف طبيعية». (المصدر: صحيفة « الحياة  » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 سبتمبر 2007)


 

الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي محروم من تجديد جواز سفره

 
رفضت السلطات التونسية تمكين الرفيق حمه الهمامي، الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي، من تجديد جواز سفره، ولم تمكّنه من إيداع مطلب التجديد متعللة في ذلك بكونه لا يحتوي شهادة تثبت وضعه المهني. إن نظام بن علي الذي يحرم الرفيق حمه الهمامي منذ سنوات من حقه في الشغل ومن صفته كمدير لجريدة البديل الممنوعة، يرفض اليوم تمكينه حتى من شهادة بطالة قصد منعه من الحصول على جواز سفر. (المصدر: موقع « البديل » بتاريخ 31 أوت 2007)

اعتصام عمال وعاملات معمل « أوتريفا » بالمكنين بمقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بقصر هلال

 
نظّم عمال وعاملات معمل « أوتريفا » بالمكنين الذي أغلق أبوابه منذ أربعة سنوات اعتصاما بمقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بقصرهلال يومي 28 و29 أوت 2007 مطالبين بمستحقاتهم التي حكمت لهم بها المحكمة نهائيا كتعويض لهم عن طردهم من العمل وهو ما يتكفل به قانونيا الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في صورة عدم وجود ممتلكات للمعمل المغلق أو تعذر بيع هذه الممتلكات. وقد التأمت جلسة تفاوض بمقر ولاية المنستير في اليوم الثاني من الاعتصام حضرها ممثلون عن كل من العملة والصندوق وتفقدية الشغل والوالي وتمّ حلّ الاعتصام بعد أن تعهّد الوالي بإيجاد حل يرضي العاملات وطلب إمهاله يوما واحدا لذلك. إن دلّ كلّ هذا على شيء فإنما يدلّ على أن القانون عندما يكون في صالح الأعراف يطبق بسهولة وعندما يكون في صالح العمال لا يجد طريقه إلى التطبيق ولامناص أمام العمال إلاّ النضال وبكل الأشكال لافتكاك حقوقه. (المصدر: موقع « البديل » بتاريخ 31 أوت 2007)

أستاذ أمام مجلس التأديب

 
على إثر ندوة الإطارات التي دعا إليها الاتحاد الجهوي بالمنستير والنقابة الجهوية للتعليم الثانوي يوم 14 أوت 2007 تقرر إعلان يوم 29 أوت 2007 يوم احتجاج على قرار وزارة التربية والتكوين بإحالة الأستاذ بشر الصكلي على مجلس التأديب بتهم كيدية وملفّقة : التهكم على وزارة التربية والتكوين و ثلب الوزير والتطاول عليه. وتحول الأساتذة في ذلك اليوم إلى مقر الإدارة الجهوية للتعليم بالمنستير، إلا أنهم وكالعادة فوجؤا بأعداد كبيرة من البوليس حالت دونهم والمرور إلى مقر الإدارة الجهوية وبذلك اكتفى الأساتذة بالتجمع قرب الإدارة. كان من المقرر أن يقاطع عضوي اللجنة المتناصفة مجلس التأديب إلاّ أنه أمام إصرار أحد الأعضاء على الحضور التحق العضو الثاني والتأمت الجلسة. لقد أصرّ الأستاذ بشر الصكلي على أن التهم الموجهة إليه قد لُفِّقت له باطلا وليس لها أي شيء من الصحة بينما اقترحت الإدارة رفته من التعليم بينما تمسّكت اللجنة المتناصفة بحفظ القضية وأمام هذا الوضع تقرّر إحالة الملف إلى وزارة التربية. إنّ السلطة ترفض كل نفس نقدي وتتصدى له بكلّ الأساليب التعسفية بما في ذلك مجالس التأديب وهي تكمل بذلك ضربها لحرية العمل النقابي ورفضها للمطالب المشروعة للقاعدة الأستاذي (المصدر: موقع « البديل » بتاريخ 31 أوت 2007)


توسيم قادة الجهاز: هل هو علامة على تشديد المرحلة الأمنيّة؟

 
لطفي حيدوري برز من بين الموسّمين في عيد الجمهورية يوم 25 جويلية الماضي عدد من قادة الجهاز الأمنيّ أهمّهم مدير فرقة أمن الدولة لطفي الزواوي والمدير العام للمصالح المختصّة عبد الله حمّودة وعبد الرحمان الإمام آمر الحرس الوطني وطارق بنور المتفقد العام لقوات الأمن الداخلي والديوانة. كما شمل التكريم علي منصور الذي اشتغل سابقا بفرقة أمن الدولة ثم بمركز الحدود والأجانب ثم بإدارة الأمن العمومي. وهذا ما أضفى صبغة أمنيّة على الرموز المحتفى بها في خمسينية الجمهورية، خاصة العناصر التي تدير البوليس السياسي في البلاد والتي قادت في السنوات الأخيرة الحملات الأمنية بدعوى التصدّي للإرهاب. ويتعلق الأمر بالذات بلطفي الزواوي وعبد الله حمّودة ففي إدارتهما صنعت كل الملفات التي تقوم عليها الدعاية الرسمية بحفظ الأمن وتجنيب البلاد « غول الإرهاب ». لكنّ مسؤولية هؤلاء الأشخاص عن جرائم التعذيب التي تعرّض لها مئات الموقوفين في السنتين الأخيرتين عظيمة لا نعتقد أنّ وسام الجمهورية كفيل بمحوها. وقد برز اسم آخر وهو علي منصور الذي يتصدّر قائمة الجلاّدين في تقرير المجلس الوطني للحريات لسنة 2000. كما ورد اسمان آخران هما عادل التويري و شرف الدين الزيتوني. وخلال شهر واحد بعد ذلك تم ترقية عدد من الضباط الأمنيّين من بينهم أيضا لطفي الزواوي وعلي منصور وعادل التويري. فهل من دلالة للرسالة الأمنيّة الجديدة ؟ وهل ستكون هذه الوجوه هي المدبّرة للمرحلة القادمة ؟ الأكيد أنّ رئاسة الدولة قد جدّدت في هذه المناسبة ثقتها التامّة بجزء من جهازها الأمني وعن قناعة بنجاعته وجدواه. وأنّ ملفّات سياسية وحقوقية لن تراوح مكانها في الأيام القادمة وأنّ تطوّر الأوضاع لن يتقدّم وفق منظور موازين القوى المختلّ بفعل بقوّة الدولة. والذي سيجد نفسه منطلقا من حساب الخسارة. وهذا هو الطابع الأمني للجمهورية. (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية شهرية تونسية)، العدد 56 لشهر سبتمبر 2007) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=598

دهــاليز
 
لطفي حيدوري ترقيات أمنيّة تم نهاية الأسبوع الماضي إجراء تحويرات في وزارة الداخلية تعتبر في أغلبها ترقيات لضبّاط معروفين عرفوا بإشرافهم على القمع السياسي ميدانيا وإداريا. ومن أبرز الأسماء على منصور الذي تقلّد عدة وظائف بوزارة الداخلية لتقع ترقيته إلى منصب متفقد عام للأمن. وشملت الترقيات كلاّ من: – لطفي الزواوي مدير المصالح المختصة (مدير فرقة أمن الدولة سابقا) – رشيد عمارة مدير أمن الدولة (مدير إقليم تونس سابقا) – علي منصور متفقد عام للأمن (مدير الأمن العمومي سابقا) – معز العويني رئيس منطقة باب سويقة (مساعد رئيس المنطقة سابقا) – لطفي بن سعد رئيس منطقة باب بحر (رئيس منطقة العمران سابقا) خلفا لعماد العمري – عادل الدويري مدير الأمن العمومي – محمد علي الدويهش مدير الأمن السياحي – حاتم الشابي مدير إقليم تونس تدابير أمنيّة فلاحية منعت وزارة الفلاحة التونسية تداول سماد « الأمونيتر » نهائيا بداية من شهر سبتمبر الجاري وتعويضه بمواد أخرى جديدة. ويعتقد أنّ خلفية احترازية أمنية وراء هذا الإجراء خاصة وأنّ فرقة أمن الدولة تقول إنّها قد حجزت كميات من الأمونيتر لدى بعض الشبان الموقوفين في القضايا المتعلقة بقانون مكافحة الإرهاب أو ورد في تصريحاتهم أنّهم سعوا إلى اقتناء كميات من هذه المادة أو تدرّبوا على صنع متفجرات تقليدية يكون الأمونيتر مادة أساسية في تركيبتها. ومنذ مدة طويلة وقبل صدور هذا القرار أصبح بيع سماد الأمونيتر للفلاحين فقط ويتم بالإدلاء ببطاقة الهوية وبحسب مساحة الأرض الفلاحية. وفي سياق آخر لم يجد أهالي قفصة تفسيرا لما تم الإقدام عليه من قبل السلطات المحلية بقطع الأشجار في مدخلي طريق تونس وطريق قابس غير المبررات الأمنيّة، بحيث أصبح محيط المدينة مكشوفا. ومهما كانت الأسباب الحقيقية وراء ذلك فلا يوجد مبرر لنسف تلك الثروة الغابية التي كانت رئة تتنفّس بها المدينة وجمالا يلطّف من بشاعة التوسع العمراني. فأيّ عبقرية تمخّضت هذا القرار بعد عمر بعشرات السنين لتلك الأشجار؟ تونسيّون في باغرام تعتقل القوات الأمريكية في أفغانستان عددا من التونسييّن لا تعرف هوياتهم في قاعدة باغرام الأفغانية. وحسب منظمة ريبريف البريطانية فإنّ معتقلين من جنسيات متعددة يحتجزون في تلك القاعدة العسكرية ولم تقرر الولايات المتحدة مصيرهم بعد. وتدير الولايات المتحدة عدة معتقلات عبر العالم منها ما هو متنقّل على البوارج العسكرية ومنها سجون سرية في أوربا وبلدان عربية أو مشهورة كغوانتنامو وباغرام وفي كابل وأبو غريب. وكان عدد من التونسيين قد علقوا في أفغانستان إبّان الغزو الأمريكي وألقي القبض عليهم في أفغانستان أو على الحدود الباكستانية. كما أوقف عدد آخر في العراق. قضاء ماراطوني نظرت الدائرة الصيفية برئاسة محرز الهمامي يوم 16 أوت 2007 في 123 ملفا تشمل الجناحي والجنائي والأطفال والتلبّس في قضايا الموقوفين ومن في حالة سراح. وقس على ذلك سائر الأيام خلال الجلسات الصيفية. فمنذ التاسعة صباحا تنتصب الجلسة بدءا بالموقوفين ومن حين لآخر ترفع الجلسات لتغيير مستشارين بهيئة المحكمة حسب طبيعة القضية (جنائي أو جناحي)، فيما لا يقلّ عن 9 ساعات عمل متواصلة شهدناها مثلا يومي 16 و28 أوت إبّان قضيّة عمر المستيري مدير مجلة كلمة. ومن الغريب أنّ قضية كهذه ينوب فيها أكثر من 20 محاميا تترك لآخر الجلسة. مصادفة مع التكاري بعد مغادرتنا قصر العدالة بتونس بانتهاء محاكمة عمر المستيري يوم 28 أوت حوالي الساعة الخامسة وجدنا وزير العدل بشير التكاري يغادر وزارته ليقود سيارته بنفسه. وقد عجبنا لموافقة انتهاء أعمال الجلسات بالمحكمة انتهاء أعمال الوزارة. منظمة العفو الدولية صادق الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية يوم 5 أوت الماضي على عدد من اللوائح الدولية ومنها لائحة متعلقة بحق زواج المثليين. وقد شهدت الجلسة التي حضرها حوالي 35 عضوا جدلا حادا وانتهت بالمصادقة بأغلبية 30 صوتا. وكانت إدارة الفرع قد نبّهت عند افتتاح الجلسة إلى أنّ المصادقة على تلك اللائحة لا يعتبر من الأولويات، خاصّة وقد رفضتها فروع كبيرة مثل الفرع الفرنسي. وتنصّ تلك اللائحة على « اعتبار الزواج بين المثليين حقا أساسيا من حقوق الإنسان… وأن تعمل المنظمة بكل الوسائل الممكنة على دعم كل المبادرات القانونية الرامية لاحترام حق زواج المثليين… وأن تدين المنظمة وتناهض التشريعات التي تحول دون زواج المثليين أو تعرقل هذا الحق ». ولكن بعد تلك المصادقة قام الفرع المكسيكي مصدر اللائحة بسحبها بضغط من الأمانة الدولية نظرا لكونه لا توجد اتفاقية دولية بهذا الشأن. تصويب أوردنا في العدد السابق من كلمة خبرا عن الجلسة العامة لنادي الجاحظ مفاده أنّ « التصويت » تمّ داخل القاعة برفع الأيدي. والصحيح هو « الترشّح » وليس التصويت. (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية شهرية تونسية)، العدد 56 لشهر سبتمبر 2007) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=597

توضيح مضلّل
 
لطفي حيدوري نشر السيدان محمد القوماني وفتحي التوزري « بيانا توضيحيّا » يوم 3 أوت 2007 ينفيان فيه استقالتهما « من المكتب السياسي أو من الحزب ». وقالا إنّ ما تردّد هو « إشاعات أو معلومات ببعض وسائل الإعلام » ودعيا « إلى أن ينصرف المعنيّون والمتابعون إلى التفاعل مع الأفكار المعروضة بدل الانجرار إلى الحديث عن الخلافات داخل الهياكل الحزبية والاستقالات والانشقاقات ونحوها ». وكانت « كلمة » قد نشرت يوم 25 جويلية 2007 خبرا مؤكّدا يتعلق باستقالات في الحزب الديمقراطي التقدمي وفي هيئة 18 أكتوبر. وورد الخبر مجرّدا ودقيقا فذكر أنّ فتحي التوزري قد استقال من الهيئة التنفيذية للحزب وأنّ القوماني قد استقال من أمانة مال أسبوعية الموقف التي يصدرها حزبه. كما أوردت صحيفة مواطنون خبر استقالة القوماني في عددها الأخير. ولا أعلم أنّ جهة إعلامية أخرى قد خاضت في هذه المسألة قبل أن يصدر في يومية الصباح يوم 5 أوت تأكيد لاستقالة المعنيّين من المهامّ المذكورة. وعلى هذا الأساس يمكن أن نعتبر التوزري والقوماني قد مارسا في بيانهما التضليل من حيث أنّهما لم يقصدا إطلاع الرأي العام على الحقيقة وإنّما تعمّدا التغطية على جزء هام منها. كما تولّيا التشكيك في جهة إعلامية لم يسمّياها وإنّما لمّحا إليها فأساءا إليها وحشراها ضمن « ناشري الإشاعات والباحثين في الخلافات ». فلماذا لم يذكرا موقع استقالتيهما وعن أي إشاعات يتحدثان؟ فهل الحديث عن مستجدّات أحد الأحزاب العلنيّة تدخّل في ما لا يعني. ولماذا يريدان توجيهنا للحديث عن المبادرة التي طرحوها في الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية في حين أنّ الاستقالات التي نشرنا خبرها أكبر وزنا عندنا من تلك الأفكار المعروضة التي نرى أن لا قيمة لها إن لم يتلقفها حزب من أحزاب الوفاق. فكيف يسير حزب ما برأسين اشتدّ تناقضهما خلال مؤتمره الأخير في ديسمبر 2006، اتجاه القطيعة واتجاه التوافق. وقد بدا لنا أنّ المغالبة بينهما قد أدّت إلى بدايات التفكك. فكيف نفسّر استقالة القوماني من أمانة مال الجريدة التي تمثّل الخط الأمامي لحزبه، وهي مركز إداري غير سياسي. ولماذا هذه الدفعة الجماعية للاستقالات التي طالت مجموعة 18 أكتوبر، إن لم يكن ذلك منعرجا داخليا. نعتقد أنّه من حقّنا أن نتناول الخبر من الزاوية التي نراها مفيدة للحقيقة ومؤدية إلى فهمها حتى وإن أغضب ذلك- وقتيا- بعض الأصدقاء. (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية شهرية تونسية)، العدد 56 لشهر سبتمبر 2007) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=599

السلطة الفلسطينية تضع يدها على أرشيف مكتب عرفات في تونس

 

قال مصدر فلسطيني مسؤول إن السلطة الفلسطينية وضعت يدها على جميع الوثائق والمواد الأرشيفية التي كانت داخل مكتب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في تونس، منهية بذلك الجدل الذي أثير أخيرا حول مصير هذا الأرشيف. وقال المصدر، إن عملية نقل أرشيف الراحل ياسر عرفات، تمّت ليل الخميس ـ الجمعة تحت إشراف مدير عام مكتب الرئيس الفلسطيني رمزي خوري الموجود حالياً في تونس. وأوضح أنه « تمّ إخراج أكثر من 40 صندوقا مليئة بالوثائق والمواد الأرشيفية من مكتب عرفات، حيث نقلت إلى مكان آخر تمهيدا لنقلها إلى الأراضي الفلسطينية »، ما يعني قرب إغلاق هذا المكتب. وكانت تقارير أشارت في وقت سابق إلى ما وصفته بمحاولات « منهجية » تقوم بها أطراف عدة لوضع اليد على أرشيف عرفات، الذي يعتقد أنه يضم عدة مخطوطات بخط يده ورسائل تلقاها من زعماء ورؤساء دول، والكثير من الوثائق التي قد تكشف بعض الأسرار السياسية. ووفقا لهذه التقارير، فإن هذه المحاولات باءت كلها بالفشل، حيث تصدت السلطات التونسية لهذه المساعي من منطلق أن مكتب عرفات ومحتوياته هو ملك للشعب الفلسطيني وليس لأي جهة أخرى. (يو بي اي) (المصدر: صحيفة « المستقبل  » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 1 سبتمبر 2007)

جامعة الصحة: اضراب يومي 5 و 6 سبتمبر

 
وجهت الجامعة العامة للصحة برقية إنذار بإضراب الى السيد وزير الصحة العمومية جاء فيها: نظرا لعدم تقدم المفاوضات مع سلطة الاشراف حول مطالب اعوان الصحة رغم ما أيداه القطاع من مرونة في التعامل مع سلطة الاشراف، يؤسفنا اعلامكم أننا قررنا الدخول في اضراب قطاعي كامل يومي 5 و 6 سبتمبر 2007 في صورة عدم الوصول الى حلول لمطالب وشواغل الاعوان وذلك بمختلف المؤسسات والهياكل الصحية الراجعة بالنظر اداريا الى وزارة الصحة العمومية. كما وجهت نسخة من البرقية الى السيد وزير الشؤون الاجتماعية والى باقي السلط المعنية. (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية- تونس) الصادرة يوم 1 سبتمبر 2007)  

رسالة مفتوحة إلى وزير الداخليّة حول اختلاف مع عون مرور

 
خرجت بسيّارتي مساء الأربعاء 15 أوت، وكنت أسير بحذر، كما تعوّدت منذ أن حجزت منّي رخصة السياقة، لأنّي سقت بسرعة 70 كلم في الساعة في طريق حدّدت فيها السرعة ب50 وكنت وقتها أظنّ أنّ ذلك جائزا إذا كان الطريق واسعا وخاليا. وبعد أن تحملت العقوبة التي يعرف تبعاتها كل من تعوّد على استعمال السيّارة ثمّ حرم منها فجأة، عزمت على أن ألتزم بالقانون. وحين خرجت عشيّة الأربعاء كنت عازمة على أن لا أرتكب أيّ مخالفة. كنت أسير بسرعة منخفضة في الطريق الموازي لمنطقة الشرطة بالمنستير،وكانت أمامي علامة توقّف. وظهر في المرآة العاكسة شرطي شاب على درّاجة ناريّة (احتفظ برقمها) كان شابا أسمر وسيما، مرّ بجانبي ومضى دون أن يتوقّف وانعطف يمينا. أمّا أنا فتوقّفت، وكانت هناك سيّارتان قادمتان في الطريق الرئيسي انتظرتهما ثمّ انطلقت نحو اليسار. سرت حتّى المفترق الموالي، وفجأة ظهر الشرطي على درّاجته وأمرني بالوقوف، وأخذ الأوراق استفسرت فقال إنّني لم أتوقّف عند العلامة. وعند إلحاحي بأنّ هذا لم يحصل ساق درّاجته قائلا:»الحق عليّ توّ نقلّك وين توقّف».عدت قرب العلامة فلم أجده، ثمّ وجدته قرب منطقة الشرطة، ووجدت أنّه حرّر محضر. التمست منه أن يراجع نفسه ولا يرتكب هذا الخطأ في حقّي وأنّني لا يمكن أن أسكت على هذا الظلم فقال: »المحضر ماعادش يتنحّى وكان عندك اشكون برّه اتّصل ». وكان أمام المنطقة أحد رجال الشرطة أكبر منه سنّا على دراّجة نارية رأيته يكلّمه، فالتحقت به، وألححت عليه أن يستمع إليّ، رفض وقال لي: « شوف مع إلّي لداخل ».  دخلت المركز كان الوقت حوالي السادسة مساء وجدت رجل شرطة في المكتب استمع إليّ وقال» ميش مشكل إيجى في الصباح تو تلقى حل مع عرفو» وطبعا صدّقته ولكن عندما عدت قيل لي بكلّ صرامة رجال الشرطة :المحضر تعدى وإلي باش تقولو قولو في المحكمة .أسقط في يدي لأنّه في المحكمة لا يستوي كلامي مع كلام الشرطي فهو محلّف، ولا وزن لكلامي مهما قلت . كتبت مطلبا وقدّمته لرئيس المصلحة وطلبت منه أن ينصفني وقلت له لا بدّ أن في الشرطة من ينظر في مثل هذه التجاوزات، ولا أظنّ أنّ الشاب يقصد الإساءة إليّ ولكنه لم يتثبّت من الأمر. وإذا كان هو محلّف فإنّ لي من السنّ ومن المركز الاجتماعي والعلمي ما يمنعني أنا أيضا من الادّعاء أو الكذب. أخذ نسخة من المطلب وقال سأبلغ رؤسائي وقال لي عودي يوم الاثنين. وعدت يوم الاثنين، كانت قاعة الانتظار فسيحة حسنة الإضاءة، وكانت محلاة بأطر كتب في أحدها واجبات رجل الأمن كانت سبعة وكانت تعد بكل خير، وقد لفت نظري خاصة الواجب الرابع:حكّم العقل وتجنّب الظلم وتحاشى تجاوز السلطة. ملأ هذا نفسي تفاؤلا ،وقد زادني تفاؤلا إطار آخر كتب فيه: يعيش الأمن ليعمّ السلام     فيسعد الشعب والرئيس المقدام     ويضيء نجم تونس بعد الظلام كنت غارقة في تفاؤلي عندما أعلمني عون أنّ المحضر قد أحيل إلى المحكمة، وأنّ رئيس المصلحة مشغول وإن أردت مقابلته عليّ أن أرجع غد!؟ فهمت أن لا فائدة من الانتظار إلى الغد، فحملت مطلبي وذهبت إلي مدير الإقليم،استقبلني بكل لطف، وهاتف أعوانه ثم أعلمني أن لا إمكانية للتراجع لأنّني اتّصلت به بعد فوات الأوان.بدأت أعيد النظر في كلّ ما جرى، وكيف أضعت الوقت المناسب. سيادة الوزير: إن ثقتي في العدل ، هي التي أضاعت عليّ الوقت  المناسب ماذا أفعل؟ أنا متأكّدة من نفسي، وقد توقّفت المدّة الكافية لمرور سيّارتين وفي المكان المناسب. كما أنّ العون لم يوقفني على عين المكان، ولو فعل لأمكن لأصحاب السيّارة التي كانت خلفي أن يشهدوا معي. إنّني أطلب الإنصاف وأرجو أن تدلّوني علي الطريق الصحيح لحلّ مشكلتي ولكم جزيل الشكر. الاسم: رفيقة البحوري المهنة: أستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة رقم بطاقة التعريف:   1683358 (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية- تونس) الصادرة يوم 1 سبتمبر 2007)

الإرهاب الحارق
 
توفيق العياشي/تونس في أواخر سنة 2006 وبداية سنة 2007 أعلنت حالة الطوارئ في البلاد وسادت أجواء من الهلع العام بعد أن استمع سكان الضاحية الجنوبية للعاصمة وأهالي مدينة سليمان إلى بضع طلقات نارية متفرقة أعلنت على إثرها الحكومة أنها بصدد مطاردة « عصابة إجرامية خطيرة » ثم عدلت روايتها بشكل مفاجِِئ لتعلن أنها بصدد مقاومة مجموعة سلفية إرهابية..لأكثر من شهر وجبال الضاحية الجنوبية محاصرة بجميع تشكيلات الأمن والجيش الوطني و قد شوهدت الطائرات العسكرية وهي تمشط الجبال ليلا  ، كما انتصبت الحواجز الأمنية على جميع طرقات البلاد ،وأصبح الحديث عن المجموعة الإرهابية  يملأ الدنيا ويشغل الناس ، في تلك الأثناء كانت فرق أمن الدولة تخرج بسيارات متعددة الأشكال والأحجام والاختصاصات (سيارات البريد والاتصالات والكهرباء… ) لتعود إلى قواعدها محملة بالميئات من الشبان التي أعلنت الحكومة تورطهم في « العملية ».وساد الحديث في تلك الفترة عن مقاومة الإرهاب والحرب الاستباقية وحماية المنشئات والشخصيات الأجنبية …لكن رغم كل تلك الضوضاء لم تشهد البلاد أي عمل إجرامي كالتفجير أو القتل أو الحرق.. واليوم وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على أحداث الضاحية الجنوبية وتحديدا في قلب عاصمة « الأمن والأمان » نيران حقد غادرة تلتهم مكتب أحد المحامين ، وتبقيه رمادا . قد يكون  مجرد حادث عرضي لو لم يتعلق الأمر بمكتب الأستاذ العياشي الهمامي ،المحامي المعارض ، لكن وطالما أن الحريق استهدف أحد رموز المعارضة المغضوب عليها والمنكل بها وطالما خلف الجناة الذين أشعلوا الحريق مؤشرات تدل على أن الحريق مفتعل ويتعلق بتصفية رخيصة لحسابات سياسية، يكتسي الأمر هنا خطورة بالغة . فمن المؤكد أن هذه الجريمة هي سابقة خطرة في تاريخ تونس بعهديه القديم والجديد فهي تنم عن تطور نزعة الحقد ومنطق الإقصاء والرغبة المتخلفة في الانتقام ممن يحمل رأيا مخالفا ، كما تحمل هذه الجريمة مؤشرات واضحة تدل على إطلاق العنان لأجهزة معينة لتدوس القوانين وتعتمد أساليب » اجرامية « لكتم أنفاس الأصوات المطالبة بالحرية والكرامة… إن ما عرض له مكتب الأستاذ العياشي الهمامي هو عين »لارهاب » الذي يجب التصدي له وملاحقة منفذيه ومهندسيه ، فرغم خطورة هذه الحادثة لم نفاجئ بتغييبها اعلاميا على الصعيد الوطني ، فكيف يمكن أن نميز بين ما تقدم عليه مجموعة متطرفة من أفعال إجرامية وبين جريمة حرق مكتب الأستاذ الهمامي ، ومن يمكن أن يتولى التحقيق وملاحقة هؤلاء الإرهابيين بعد أن اختلط الحابل بالنابل، فاصبح من العسير التمييز بين من يحمي القانون وبين من يخترقه..


 
الثعلب أسدا
 
سامية حمّودة عبّو يحكى أنّ ثعلبا ماكرا ابتسمت له الأقدار يوما فعمل عند كبير حراس الملك الأسد ظنّا منه أنّه ثعلب طيّب فزوّجه ابنته، ونسي أنّ الثعالب لا تؤتمن. تملّق و »تسَكْبن » حتى صار وزير « الملك الأسد »، بيده اليمنى يمسك جهرا مفاتيح الغابة وبيده الأخرى يخيط سرّا ثوب أسد على قياسه، وعيناه مركّزتان على تاج الملك. وفي ليلة شديدة السواد بينما كان الملك الأسد نائما انقضّ عليه وزيره « الثعلب الماكر » فقتله وأمسك بالتاج ولبسه وفي الصباح استيقظ سكّان الغابة على صوت عال يقول: « الملك السد مات، أنا الملك، أنا الأسد، أنا من يحكم هذه الغابة الآن، الكلّ يطيع الكلّ يمتثل. باستغراب قالت النعاج: الملك الأسد مات ! (ثم سكتوا لحظة من الزمن ثم واصلوا الكلام) يعيش الملك الأسد يعيش. وهتفت بقية الثعالب: « بالروح بالدم نفديك يا ثعلب، عفوا، يا أسد ابن أسد. فرح « الملك الأسد » وقبل أن يبدأ، تخلّص من ابنة كبير الحراس وأجلس بجانبه ثعلوبة كان يعرفها. ثم شرع في العمل رافعا لافتة بيضاء بها صورة طائر بدون أجنحة وقضبان من الحديد وجلاد بيده عصا. وقال : « هذا دستور الغابة، لا نريد طيورا تطير ولا دببة تعطي الحكم ». فزع سكان الغابة من هول ما سمعوا. وعرفوا أنّ « الملك الأسد » عدوّ للحرية وعدوّ للكلمة. فانقسموا، بعضهم سافر وغادر الغابة وبعضهم دخل مغارته ولم يعد يخرج منها إلاّ للبحث عن الفُتات ليأكله. والبعض الآخر نافق فحظي برضى « الملك الأسد ». والقليل القليل وهم من فصيلة الطيور، رفضوا السفر والاختباء في المغارة والنفاق وقرّروا أن يواصلوا الطير. وبما أنّ الملك الأسد قطع أجنحة جميع الطيور بعد أن وضع في القفص من ظنّ أنّهم خطر على ملكه. فكان على الباقي منهم أن يستجمع قواه ويحاول الطير من جديد. فكانوا في كل قفزة ينبت بعض الريش ومعه يكبر الأمل من جديد، الأمل في أن تحلّق الطيور وتطوّق بسكان الغابة فتصحو العقول لتعلم أنّ وراء الملك الأسد لي سوى ثعلب ماكر سرق القماش والخيط وخاط ثوب ملك بنفسه وعلى قياسه. وأنّ بقاءه لن يحمل سوى الدمار. أحسّ الملك الأسد بالخطر فنادى على وزيره الذئب وقال له: « أنت أيّها الذئب اللعين كيف لم تنتبه إلى هذه الخفافيش وتركتها تحاول الطير، ألا تعلم أنّي لا أقبل ولا أرضى حتى بالمحاولة. تلعثم الذئب ثم أجاب قائلا: « سيدي… رضاك سيّدي رضاك، أنت تأمر، نحن كلّنا نعيش لراحتك وراحة زوجك المصون وعائلتها. واطمئنّ فكلّ شيء على ما يرام. – ولكن كيف على ما يرام والطير يحاول الطيران. – لقد سلّطت عليهم بعض الكلاب الجائعة سيّدي. – بعض الكلاب الجائعة… ما هذا الاستهتار، أريد كل كلاب الغابة. وإن لزم الأمر أضف إليهم الخنازير. تردد في الإجابة وقال: « لكن يا سيدي، مثل هذا الأمر يستلزم الكثير من الطعام ونحن… » سكت الذئب وابتلع صوته فقطع عليه الملك السد هذا الصمت وقال له: « نحن ؟ ماذا أيها الأحمق؟ غابتي غنيّة بالخيرات وخزائني تغصّ بالزاد. فماذا دهاك، تكلّم، هل أتى عليها الجراد ؟ فردّ الذئب بصوت خافت: « كلا يا سيّدي ولكنّ عائلة زوجك المصون لم يتركوا شيئا لقد أتوا على الأخضر واليابس فأفرغوا خزاناتنا وقطعوا أحلى ثمارنا وخزنوها في الغابة المجاورة، غابة شعارها السنّور. ضحك الملك وقال لنفسه: « ثعالب أبناء ثعالب »، ثم واصل الحديث مع وزيره الذئب وسأله: « قل لي يا وزير هل علم سكان الغابة بهذه الأمور؟ أجابه الوزير: « تقريبا كلهم يا سيدي وخاصة هؤلاء الطيور. ولكن اطمئن فلا أحد يجرؤ على الكلام. فدستورنا جلاّد وقضبان. ولكن ما الجلّ سيدي حتى كلّ نجنّد الكلاب والخنازير فنحن في أمسّ الحاجة إليهم. فمن أين سنأتي بالطعام ؟ الحلّ، قال الملك، الحلّ بسيط عليك بسكّان الغابة، ألزمهم بدفع جزء من زادهم وخاصة البهائم منهم والضباع. هيّا انطلق في الحال وابدأ تنفيذ هذا القرار. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية شهرية تونسية)، العدد 56 لشهر سبتمبر 2007) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=601
 

عندما تتحول السجون في تونس إلى محاضن لحفظ القرآن الكريم …

 
الهادي بريك ـ ألمانيا الحوار.نت : حضرة الأخ الكريم فخر الدين ـ هل يمكن لنا أن نتعرف منك بوصفك حافظا لكتاب الله سبحانه متخرجا من سجون تونس على الطريقة التي حفظت بها القرآن الكريم؟ فخر الدين شليق : نزعت عنا مصاحف القرآن الكريم في بداية السجن بطبيعة الحال بسبب أن عنوان الحملة هو تجفيف منابع التدين فكنا نعتمد عندها في الحفظ على بعضنا بعضا وذلك من خلال إلتقاء بعضنا ببعض لمدة لا تزيد عن عشر دقائق في الراحة اليومية التي يمكن منها كل سجين في العادة إلا من كان معاقبا. وكان ذلك في الفترة الفاصلة بين سنتي 1993 و1996 فكان كل من يحفظ منا سورة أو حزبا أو جزء أو أكثر من ذلك أو أقل يلقن صاحبه خلال تلك المدة يوميا بما يطيقه من حفظ فكان ولعنا بالقرآن الكريم يمكننا من إستيعاب الحفظ بشكل سريع إذ الأزمة تلد الهمة كما يقال. ولكن لم يكن ذلك الحال ليدوم بسبب النقل التعسفية التي تجريها الإدارة ضدنا من سجن لآخر ومن جناح لآخر في السجن نفسه تطبيقا لسياسة التشفي والتنكيل وعدم بناء علاقات وتكوين أفكار وحوارات حول وضعنا السابق. كنا في البداية نستعين على ترسيخ الحفظ بالصلاة وخاصة صلاة النافلة وقرآن الفجر والقيام وغير ذلك ولكن تنبهت إدارة السجن لذلك فمنعتنا من صلاة الجماعة ولو بإمام ومأموم واحد ومنعت الجمعة بطبيعة الحال فكان لا بد لنا من شن تحركات إحتجاجية طويلة مطالبين بإسترجاع المصاحف والترخيص لنا بصلاة الجماعة وقيام الليل وصلاة النافلة وغير ذلك. كان رد الإدارة عنيفا ضدنا وضد المصحف الشريف نفسه وهو ما قد نتطرق إليه في فرصة لاحقة إن شاء الله بسبب أن مادته غزيرة وقصته دامية وقد يتطلب منا ذلك تسويد صفحات طويلة. بعد سنة 1996 إستعاد بعضنا في بعض السجون مصحفه الشريف فتيسر لنا الحفظ من المصاحف مباشرة وتم ضم ما حفظناه قبل ذلك إلى الحفظ الجديد ولكن واجهتنا مشكلة جديدة تمثلت في تنوع مصادر حفظنا من قراءة لأخرى سيما بين ورش وقالون وحفص عليهم الرحمة جميعا وهو أمر لم يكن مساعدا على تراكم الحفظ وتسلسله ويسر مراجعته. كما حالت دوننا عقبات أخرى من مثل العقوبات التي يتعرض لنا أغلبنا بسبب مطالبتنا بتحسين أوضاعنا المعيشية في السجن من مثل توفير الحمية الطبية اللازمة وعيادة الطبيب والحصول على الدواء والقدرة على إستعماله في الأوقات المحددة من لدن الطبيب وغير ذلك من المطالب النقابية التي يعيشها كل سجين يتعرض لحملة قاسية من التشفي والتنكيل حتى أن إدارة السجن كانت تصنفنا تمييزا لنا عن المساجين الآخرين بكلمة  » مساجين الصبغة الخاصة  » أي مساجين الإنتماء إلى جمعية غير مرخص فيها وهي حركة النهضة في صورة الحال. فكان من عادة من يتعرض منا للعزل في الغرف الضيقة جدا والقذرة جدا المعدة للعقاب .. أن يعكف على مراجعة ما حفظه قبل ذلك إذ لم يكن يتسنى له حفظ جديد بسبب عدم وجود المصحف الشريف ولا وجود سجين آخر إلى جانبه يتبادل معه حفظه. الحوار.نت : كم دامت عملية الحفظ إذن بالنسبة لك أنت في مثل هذه الظروف الصعبة يا أخ فخر الدين؟ فخر الدين شليق : بالنسة لي أنا دامت عملية الحفظ الكامل لكتاب الله سبحانه من عام 1994 حتى 1999 علما أني مسجون منذ عام 1991 ولم يطلق سراحي إلا بعد قضاء عقوبتي كاملة أي إثني عشر عاما سجنا نافذا. في الفترة التي منعنا فيها من الصلاة جماعة ومن صلاة النافلة ومن قيام الليل بل حتى من الصلاة في الفترة الفاصلة بين الثامنة مساء والثامنة صبحا بما يعني عدم تمكننا من صلوات المغرب والعشاء والصبح في فصل الصيف مثلا .. في تلك الفترة التي مسحت ما لا يقل عن ثلاث سنوات متتاليات كنا نقيم الليل فرادى في وضع بين القعود وبين الرقاد حيث يكون كل واحد منا فوق فراشه مسجى بغطائه فلا ينتبه له الحارس ويمضي أكثر الليل وهو يراجع ما حفظه من قرآن كريم سرا في صدره وهو الأسلوب الذي إصطلحنا على تسميته يومها : أسلوب الحفظ أو المراجعة  » تحت الزاورة  » ( الزاورة باللهجة التونسية هي نوع من الأغطية التي يتسجى بها النائم على فراشه ليلا أو نهارا ). الحوار.نت : ألم يكن مناسبا لمراجعة الحفظ بمناسبة شهر رمضان وصلاة التراويح؟ فخر الدين شليق : أجل. كنا نفعل ذلك قبل منع صلاة الجماعة بكل صورها ولكن جد حادث عام 1996 تمثل في موت سجين من سجناء الحق العام في ظروف غامضة لا يبعد أن يكون الإهمال أو التعذيب أحد أسباب تلك الوفاة فبادرت إدارة السجون المركزية إلى إجراء أكبر حركة نقل عقابية في سلك المديرين والحراس وإتخذت إجراءات إدارية صارمة تمثلت في منع كل مظاهر صلاة الجماعة ومنها صلاة التراويح فحرمنا لمدة سنوات من إغتنام فرصة شهر القرآن الكريم بنفحات تراويحه الكريمة لمراجعة حفظنا وتبادله بيننا والتعاون مع بعضنا في ذلك تثبيتا وترسيخا. وكان من أقوى أسباب ذلك المنع فوق سياسات التنكيل والتشفي والموت البطيء أن إدارة التفقد المركزية للسجون إكتشفت عمليات سرقة واسعة وضخمة قام بها بعض مدراء السجون ضد الودائع التي تنزع من السجين قبل إيداعه غرفة سجنه وكذلك ضد الحوالات البريدية المالية التي كانت ترسل بها بعض العائلات إلى أبنائها المساجين لمساعدتهم على إقتناء بعض حاجياتهم اللازمة من المأكولات الجافة لتسديد النقص الحاد الذي يتعرض له المرضى خاصة بسبب رداءة الأكلة المعدة لعموم المساجين. الحوار.نت : هل تذكر لنا تضييقات أخرى كانت تعترض سبيل حفظكم لكتاب الله سبحانه أخ فخر الدين؟ فخر الدين شليق : التضييقات في الحقيقة لا تحصى ولكن أذكر منها هنا أن كل سجين يتعرض دوريا ـ مرة كل شهر تقريبا ـ إلى عملية إدارية معروفة في السجن تسمى  » التفتيش العام  » وهي عبارة على توقف الحياة لمدة ساعات طويلة في السجن كله حيث يتوزع الأعوان على غرف المساجين لتفتيشها تفتيشا دقيقا لرصد ما كانت تعد من قبيل التجاوزات من مثل توفر السجين على ملعقة ولو من عاج أو ورقة أو قلم أو طعام غير مأذون فيه أو غير ذلك. وكان من جملة الأشياء التي تتعرض لتفتيش دقيق هي المصاحف القرآنية التي يمسك بها العون فيقلبها صفحة صفحة لعله يجد فيها ورقة صغيرة تدل على أنه يخبئ سرا أو يزاول حفظا أو مراجعة فإذا ما وجد مثل ذلك فإنه يتولى تقطيع تلك الصفحة من المصحف الشريف كاملة ويلقي بها على الأرض ويدوسها برجله في إشارة تنبيهية إلى أن وجود مثل ذلك في المرة القادمة يعرض صاحبه إلى عقوبة أشد وأقسى فإذا إعترض السجين على ذلك محتجا على دوس كلام الله سبحانه بالأقدام والعدوان على المصحف الشريف نال جزاءه الأوفى ولن نتعرض لهذا الآن بسبب خروجه عن نطاق هذا التقرير وربما تتوفر لنا فرصة أخرى لشرح ذلك بشكل مفصل ومدقق مدعم بالأسماء. الحوار.نت : أخ فخر الدين هل يمكن أن تسمي لنا بعض حفظة القرآن الكريم المتخرجين من السجون في تونس؟ فخر الدين شليق : المؤكد بحسب علمي من موقع الحدث نفسه في تلك السنوات الكالحات من عشرية التسعينيات أن عدد الحفظة من المساجين السياسيين لكتاب الله سبحانه من أبناء حركة النهضة التونسية يعد بالمئات ولذلك لم يكن ميسورا لي الآن أن أستحضر كل الأسماء ولكن إليك هذه الدفعة مع التأكيد أنها لمجرد الذكر وليس الحصر وكذلك على أن طريقة الحفظ من لدن أولئك جميعا كانت واحدة تقريبا بحسب ما شرحت لك آنفا. 1 ــ الدكتور لمين الزيدي. 2 ــ العجمي الوريمي. 3 ــ الشيخ الصحبي عتيق. 4 ــ يوسف الربعاوي. 5 ــ ماهر الخلصي. 6 ــ رمزي الخلصي. وهما توأمان. 7 ــ عبد الستار بالنور. 8 ــ هشام جراية. 9 ــ كمال الحجام. 10 ــ الدكتور أحمد لبيض. 11 ــ أحمد المناعي. 12 ــ الدكتور الصادق شورو. 13 ــ هشام بكورة. 14 ــ بن دادة دادي. 15 ــ ظافر الزلازي. 16 ــ عبد الغني السنوسي. 17 ــ كمال بسباس. 18 ــ الصحبي الطرهوني. 19 ــ كمال سعيدات. 20 ــ الأسعد مجدوب. 21 ــ عمر القرايدي. 22 ــ أحمد الذهيبي. 23 ــ البشير جراد. 24 ــ الهادي الغالي. 25 ــ رياض الشعايبي. 26 ــ توفيق الزائري. 27 ــ أحمد سيالة. 28 ــ نور الدين العياط. 29 ــ جمال مامي. 30 ــ مسعود لشيهب. 31 ــ الطاهر الحراث. 32 ــ سامي السيفي. 33 ــ البشير خلفي. 34 ــ منصف عبد الدائم. 35 ــ إبراهيم بوريشة. 36 ــ جمال بلقاسم. ولا يسعنا في ختام هذا التقرير إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل إلى السيد فخر الدين شليق مهنئينه وكل إخوانه ممن تخرج من مدرسة يوسف عليه السلام حافظا لكتاب الله سبحانه على صبرهم وثباتهم وتعلقهم بأجر الآخرة شاكرين لهم فضل المولى الكريم المنان سبحانه الذي حول برحمته المحنة العاتية القاسية ـ محنة تجفيف منابع التدين في أرض الزيتونة ومثوى عقبة وأبي زمعة عليهما الرضوان ـ إلى منحة رحمانية أول غيثها الندي تزيين الصدر بكتاب الله سبحانه وآخرها إنارة ظلمات غياهب السجون وأقبية التعذيب بأنوار القرآن الكريم. إنها المعجزة حقا عندما تكمم أفواه معلمي القرآن الكريم في المساجد وفي القرى والأرياف في تونس فتنطق به ألسنة أخرى في غياهب تلك السجون المظلمة. فسبحان من يخرج الحي من الميت وسبحان من علم القرآن وخلق الإنسان وعلمه البيان. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 31 اوت 2007)
 

أخطاء فنية تكبد شركة الإسمنت بقابس خسائر تفوق خمسة مليارات من المليمات

 
عاشت شركة الإسمنت بقابس الأيام الماضية على وقع فاجعة تسببت في خسائر مادية فادحة فاقت خمسة مليارات من المليمات ،و ذلك نتيجة انفجار فرن بسبب خطأ فني تسبب فيه الفني  المسئول على إشعال هذا الفرن و هي المرة الأولي التي تسند له هذه المهمة ،بعد أن مسندة طيلة 30 سنة لفني طلب تسوية وضعيته المهنية للخروج إلي التقاعد المبكر و هو ما وافقت عليه إدارة  الشركة .ترجع أسباب الانفجار إلي ضخ الغاز داخل الفرن دون إشعال النار مما أدي إلي ضغط هوائي داخله نتج لانفجاره ، و من ألطاف الله أن الانفجار وقع الساعة الثانية و عشرة دقائق بعد الظهر و هي فترة تبادل مواقع الشغل بين عمال الفترة الصباحية مع عمال الفترة المسائية و لو وقع هذا الانفجار في وقت مغاير لتسبب في خسائر بشرية تتراوح بين 80 و 100 عامل يشتغلون قرب الفرن. الخسائر قدرت بأكثر من خمسة مليارات بسبب توقف إيقاف الإنتاج لعدة أيام ،و أشغال إصلاح و ترميم أسندت لشركات صناعية خاصة أتمت أشغالها الخميس 30 أوت 2007 و استعدت لمغادرة الشركة إلا أن خطأ فني أدي إلي إصابة إحدى الكوابل الرئيسية للكهرباء المرتبط بوحدة الإنتاج نتج عنه تعطب عديد الأجهزة بسسب انقطاع التيار الكهربائي و هكذا بقيت هذه الشركات لمواصلة أشغال الإصلاح. أخطاء و خسائر فادحة تعيشها شركة الإسمنت بقابس ،تعود أسبابها حسب ما أكد لنا مهندس بالشركة السيد (م.ع) إلي غياب الحضور  الميداني للمسئولين و عدم وقوفهم علي أشغال الإنتاج و الصيانة و اكتفائهم بإدارة الشركة من مكاتبهم .و هو ما جعل المستثمر الأجنبي صاحب الشركة يتخذ قرارات ستنفذ في الأيام القادمة أهمها إحداث تحوير علي مستوي رئاسة و أعضاء مجلس الإدارة .و هو ما ننفرد بنشره. قابس:معز الجماعي


بسم الله الرحمان الرحيم    والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                            الرسالة رقم 287  على موقع الأنترنات تونس نيوز                                         

كلمة شكر وتنويه عبر موقع نيوز للدكتور محمد الهاشمي الحامدي  مدير قناة المستقلة الحرة

 
بقلم محمد العروسي الهاني تونس في 2007/09/01 من أعماق الأعماق والوجدان والأحاسيس الخالصة لوجه الله وحده. يسعدني كمناضل وطني وعربي شهم ومسلم غيور على ديني وقيم الإسلام الخالدة أن أتقدم إلى الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير قناة الستقلة الحرة في التعبير بأسمى اَيات الشكر والتقدير والتنويه على المجهودات التي بذلها طيلة الشهر في خمسة حلقات متوالية من يوم الأحد       5 أوت 2007 إلى يوم 2007/09/01 حول موقع الزعيم الحبيب بورقيبة في الذاكرة الوطنية والشعبية بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية 25 جويلية 1957 وهذا العمل الإعلامي الهادف والشامل لا يقدر عليه وينجزه إلا مناضلا وطنيا صادقا وإعلاميا يؤمن بالحوار والتعددية الفكرية والتعبير الحرّ وقد نجح الدكتور الحامدي في هذه التجرية والإمتحان الإعلامي وهو يستحق الشكر والتنويه والتقدير والإكبار لا فقط لإبراز خصال ومناقب ومأثر الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة فحسب بل لأنه حطم الحواجز وأزاح الكبلات وحرك السواكن وشجع أصحاب الرأي والوفاء للمشاركة في الحوار الذي عنوانه الفضاء الديمقراطي وفعلا كان فضاء ديمقراطي بالمعنى الكاملة للكلمة فشكرا جزيلا للأخ الوفي الدكتور محمد الهاشمي الحامدي وإلى أسرة القناة والعاملين فيها ونرجوا مزيد الفرص لدعم الحوار الديمقراطي ولعل إن شاء الله يأتي يوم وتنسج تلفزتنا على منوال قناة المستقلة وقبلها قناة العربية ولا ننسا قناة الجزيرة أيضا التي فتحت أبوابها للشأن التونسية وعسى أن يكون يوم الاستفاقة من السبات قريبا إن شاء الله أليس الصبح بقريب. قال الله تعالى :  » إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني ملاحظة أبعث لكم بهذه الفقرات من محاضرة الزعيم بورقيبة يوم 1974/03/18 الاسلام : دين عمل واجتهاد :  زرع بذور الخير في النشئ : وعلى المسؤول أن يأخذ بعين الاعتبار واقع المجتمع الذي يعيش فيه وما ينطوي عليه من خصائص ونقائص ومزايا وخصال، وعليه أن يأخذ تلك النقائص بالمعالجة وأن يبذل الجهد الكافي من أجل رفع المستوى الأخلاقي في مجتمعه. وتجدر الإشارة هنا إلى قولة الرسول الخالدة، الداعية إلى الإشادة بمكارم الأخلاق إذ قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق…، ذلك أن أكبر خطر يهدد كيان المجتمعات والدول هو خطر انحدار الأخلاق فيها. وقد قال شوقي : « وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. وقد حرصت دوما على تبصير الحكام والقضاة بوجوب توخّي سبيل الردع عند الاقتضاء وخاصة ضد هؤلاء الناس الذين لا يرتدعون بالسجن فيعتبرونه ملجأ للعيش على نفقة الدولة وسرعان ما يعودون عند خروجهم منه إلى غيهم، فعلى الحاكم أن لا يتردد في اقصائهم بعيدا عن المجتمع وفي فرض رقابة مشددة عليهم باعتبارهم جراثيم تتعين مقاومتها حتى لا تسري عدواها إلى غيرها. إلا أن هناك وظيفة تربوية يجب أن تسبق كل لجوء إلى الردع وهي الوظيفة التي يتولاها الأستاذ واامدرسة والأسرة والوالدان والمتمثلة في زرع بذور الخير في النشئ الصاعد. محمد العروسي الهاني
 

أين صحيفة  » البلاد  » الألكترونية ؟

إفتتحت كوكبة مميزة من الإعلاميين التونسيين بالخارج منهم من يعمل بقناة الجزيرة الفضائية موقع إعلامي منذ بضعة أشهر أطلقوا عليه إسم  » البلاد  » , وقد كان من بين القائمين عليه محمد كريشان وليلى الشايب وآمال وناس ونور الدين العويديدي وبسام بونني ونبيل الريحاني ولطفي حجي والمكي هلال ونصر الدين اللواتي وآخرون , وقد إستبشر الكثيرون بهذا المولود الإعلامي الذى كان يبشر بميلاد تجربة إعلامية رائدة على يد إعلاميين تونسيين خارج الوطن محترفين ومقتدرين , ولعل الأسماء التى ضمها الموقع الألكتروني للصحيفة كانت كفيلة ومن دون مبالغة بعقد آمال عريضة على موقع  » البلاد  » والذى كان يمكن أن يكون تجربة مختلفة للصحافة في بلادنا . ومع أن الموقع شهد في بدايته مشكلة بطىء التصفح وبقاءه في بعض الأحيان دون تحديث فإن الأمر كان يبدو طبيعيا لأي عمل قد يشهد في البداية بعض العثرات خاصة وأن كتابه ومشرفيه غير متفرغين له , ولكن الصحيفة الألكترونية التى كانت تحمل شعار  » صحافة مستقلة لوطن حر  » إختفت من الشبكة ولم يعد لها أثر وهو ما يجعلنا نطرح السؤال حول مصير هذه التجربة والدواعي التى دفعت أصحابها إلى شطبها ؟ فمن يجيب عن السؤال حول إحتجاب صحيفة البلاد الألكترونية !!!؟؟؟ صــابر : سويســرا


 

مأساة الطالب التونسي في المهجر

السلام عليكم، لا يختلف اثنان حول فكرة أن التعليم بأغلب البلدان العربية قطاع متخلف و في بعض الأحيان مهمش حتى أن طالب العلم البسيط قد لا يجد بدا من مغادرة بلاده طلبا للعلم في البلاد الأوروبية لعدة أسباب لعل أهمها عدم تدريس الكثير من الاختصاصات علمية كانت أو أدبية أو غياب الاطار التدريسي الكافي فما بالك بالكفؤ و لسنا الآن بمعرض الحديث عن أسباب أخرى كالبيروقراطيات السخيفة التي يعامل بها الطالب بالبلاد العربية و في مواجه هذالضغوطات مجتمعة يجد الطالب مهرب الدراسة بالبلاد الأوروبية كالحل السحري لجميع هذه المشاكل و هكذا يندفع اليه برغم ما يكلفه ذلك من جهد مادي و في تونس أصبح الأمر لا يعدو كونه دخلا اضافيا للسفارات الأجنبية هناك أو سياحة من نوع فريد بالنسبة للبلدان المستقبلة للطلبة فصارت الشروط تتحول من مجحفة الى أكثر اجحافا و لكن بالنسبة للطالب التونسي تبقى الكفة راجحة لحساب الدراسة بالخارج الأمر الذي يبرز ما يبرزه من معاناة الطالب على أرض وطنه و هنا نستعرض بعض الشهادات من بعض الطلبة المقيمين بألمانيا حيث يقول س.ع. أنه لما وصل الى ألمانيا للدراسة كان يعلم يقينا أن دراسة اللغة الألمانية تمتد على فترة ستة أشهر ينتقل بعدها الى الجامعة لمواصلة تعليمه و طيلة هذه الفترة سوف يصله دوريا و بصفة شهرية مبلغ ألف دينار تونسي يقع تحويلها الى العملة الأوروبية ليستفيد منها الطالب و هذا سقف الحد المسموح به من طرف الادارة التونسية و لكن هذا المبلغ لا يكفي معيشة الطالب من سكن و دراسة فماذا عن حاجاته البيولوجية من مأكل و ملبس و مصاريف التنقل و الترسيم الجامعي الباهض و غيره أضف الى ذلك أنه انه علم متأخرا أن فترة دراسة اللغة تمتد على ما يربو عن السنة و بالتوازي مع ذلك يقول ر.ض. أنه ليس من حقه العمل لتحصيل تكاليف دراسته و اذا عمل بشكل غير قانوني يعاد قسرا الى تونس و تضيع كل مجهوداته سدى و هنا لنا أن نسأل الادارة الألمانية و النظام التونسي اللذان يقفان على مسافة واحدة من هذه المسؤولية هل من حلول لهذا الوضع الغريب الذي يجد عشرات الطلبة التونسيين أنفسهم فيه ؟ كتبه للحوار نت: (ابن آدم ) طالب تونسي


اعـتـرافـات… مـتـطـرّفـة الاعـتراف الأول: عجز البعض عن التصدي لـتنظيم مريض فذهب يبحث عن دواء لنفسه في صيدليات النظام…

 
عبد الحفيظ خميري Ajial123@yahoo.fr القـاضي: أنت لماذا لم تعد كما عاد غيرك وأنت الذي خرجت عن التنظيم منذ سنوات. فقد عادت زوجتك وأكرمنا وفادتها وسهلنا سبل الراحة لها ولأبنائك.. فوالداك بحاجة لك في شيخوختهما.. وبلادك محتاجة لك.. فربما أصلحت بين زوجين.. أو ساعدت معوزا.. أو دللت طالبا على الخروج لإتمام دراسته.. وقبل ذلك فزوجتك وابناك قد افتقدوك في عودتهم فقد خُتن ابنك الصغير فكان الفرح والسرور واجتماع الأهل والأحبة والغناء والطرب.. ولكنه حفل مبتور بدونك.. أنت يا من تغربت وجعت وقاسيت ولم تجد عون التنظيم الذي أعطيته سنواتك شبابك ؟ ألم يكن الأولى بك أن تكون أول العائدين إلى النظام كما كنت أول الخارجين عن التنظيم؟  ـ سيـدي القاضي إن للحرية طعم لا تحيط به صفة ولا يدركه إلا إحساس رجل كريم أبت نفسه الخنوع أو الانحناء لنظام أو تنظيم و »لقد غالى بنفسي عرفاني بقيمتها فصنتها عن رخيص القدر مبذول »..  ـ سيـدي القاضي هناك خلف هذا البحر كان لي وطن.. وكانت لي شجرة زيتون وبستان وحقول قمح وشعير وأهل وحبيبة وكتب وصور وذكريات وعصفور وسلحفاة وأرانب.. وطن من هنا كنت أراه وأبصره وأكتبه وأغنيه حتى لا يموت الحنين فتموت العودة وتنطفئ شموع الرجوع.. وإني لأنام وما بي غفوة لعل عينا مني في المنام تُكحل برؤاه.. وطن كلما اقتربت منه اغتربت عنه.. وسالت دموع وسال مداد.. والدوام ينقب الرخام.. ولكن دوام المحنة ما نقب لا النظام ولا التنظيم.. وكأن الاثنان قد اتفقا على ألا يتفقا لتظل الخضراء تعيش في القيد والحيف وحالها معلق بين العصا والسيف.. وتواصل الجرح الدامي.. ازدادت سنوات غربتنا يوما فشهرا ثم سنة فسنوات.. زاد الحب فازداد البلاء، وزاد الهوى فازداد النوى واستحال الخلاص.. إنها ضريبة الضرائب لحرية عشقناها، وتفانينا في هواها وما انثنينا.. وتسكعنا في شوارع المدن الباردة وما انحنينا.. إن للعشق ثمنا يجب أن يدفعه المحب العاشق.. كنا صعاليك ليل نبحث في مزابل باريس عن ثياب تقينا البرد ولسع الصقيع وما انحنينا.. نجمع الخردوات لنقتات من بيعها في الأسواق وما انحنينا.. ولسان حالنا يردد: ـ حرية على نفي أرحم من وطن تعيش فيه سجينا مهانا ذليلا مكبلا بالقهر والحديد.. منفى على أمل مرقوب في عودة كريمة خير من انحناء واستجداء لعودة مغمورة تحت جنح الظلام.. هكذا كان المنفى في حياتنا اضطرارا لا محالة منه لمن لا يملك طريقا ثالثا للاختيار.  سلكت دروب الصادقين ولم أزل     وفيا على العهد القديم إلى اللحد الروح إلى بلادها حنت وذابت في الوصل رغم الفصل.. وعشرية ثانية تكاد تنتهي وما ابتلت الجوانح شوقا إليها ولا انقطع الوصل.. تغربنا وابتعدنا وبكينا واكتوينا وتفتتنا والتفتنا نحو الضفة الأخرى.. ومضت سنوات العمر ومازلنا نلتفت لعل سحابة خير تحمل لنا البشرى ولكن.. وكلما زاد البعد ازداد القرب.. ومرت أعوام وما أزال أحمل الحزن بقلبي وتداخلت الدروب أمامي.. ونفس الشريد ظلت كأرض أرهقها الجفاف.. فلا رواء و لا زهر ولا فجر ولا ندى. سنوات مرت ونحن نطارد الأخبار في عودة كريمة تليق بسنوات غربتنا الطويلة.. ولا خبر يفرحنا أو يفرج كربة الداخل.. وكأن الفضائيات والإذاعات والصحف هي الأخرى تعاهدت مع الاستبداد.    واليوم أنا والسهاد وليل موغل في الرهبة، تتسلق فيه أشواقنا التائهة أسوار الذكرى، لتبحث عن صدر دافئ يتمزق حنينا ويزأر لوعة، لكي يمسح على جراح هائمة في قلبي منذ سنين. جراح راسية في ذاكرتي رغم صهد المنافي. وحنينا يًخِبّ على شواطئ قلب مدموغ بصقيع بارد وليل سرمدي رهيب. سنوات وأنا أردد: ـ كيف بدون عينيها أكون ؟ كيف بدون بسمتها يستقبلني الربيع ؟ وكيف لي أن أهجر المنفى عبر أجنحة من نور، يقودني في رحلتي عبير نخلة لا تعرف الركوع، وأنا أمسح عني دمعة سجينة ظل يحبسها حياء عمر قد تجاوز الأربعين.. فهل تعرف أيها الإنسان من أنا منذ لبست تمردي وتهت عن زمني وعن وطني وعن صدر يتدفق أمواجا ويلتهب حنينا، لما بانوا وبنا، فعادوا وما عدنا، وانتهيتم وما انتهينا ؟.. فهل منكم من يمنع عني هذا الصقيع الذي يتسكع في سويداء القلب ويقرع أسماعنا عبر بوابات الانترنات؟.. فلا زلت مأسور السقام بغربتي       ولا زلت مكسور الجناح من القيد أيها الإنسان في بلدي المجروح في فكرك، المطعون في عقلك، المثقل بالهموم اليومية،  ذبيح الفجائع المتكررة المسكون بالآهات المكتومة، هلا توقفت قليلا ونظرت إلى أين ستمضى وإلى أين سأمضي؟ وماذا ستكون وماذا سأكون؟ أين سنصبح وأين سنمسي ؟ أيها الإنسان أنا وأنت يوماً تحت الثرى سنرسو ونصبح ذكرى حزينة.. ونصبح حكاية مضت وانمحت ولم يبقى منها إلا أسطر وجمل… فانظر أيها الإنسان لنفسك وما ستقوله عندما تتنكر لجراحك، لحبك، لزفرات حارة طالما أكلت منك كما أكلت نار من حديد.. تتنكر لسنوات الخوف الذي عشته، وتنسى أحبابك خلف القضبان.. فإذا عدت فبماذا ستعود لهم وماذا ستحمل في يديك لأبنائهم ؟ أيها الإنسان لقد كنت كبيرا.. فلا تعد نكرة كشراع قاوم العواصف طويلا، ولكنه قبل الوصول مزّق نفسه بنفسه.. أيها الإنسان كيف لي ولك أن نتخلص من العجز ونبني المستحيل.. ونشعل النار فيما تبقى من الهشيم وما تبقى من التنظيم؟.. أيها الإنسان والله لا خير في نظام ولا تنظيم ولا شيخ ولا رئيس يأكل من زاد الناس ويمسكهم حتى يقال عنه عظيم الشأن مقصود..   ـ سيـدي القاضي أنا اليوم أنام وأصحو على وتيرة واحدة وجفاف مزمن.. وانتظر تباشير العودة لأكتب قصيدة العودة وأعزف لحن الرجوع.. ولكن طالت الأيام وتتالت السنوات وطال بنا التشرد..  طريد ولي مأوى مباح ولي حمى      وحيد ولي صحب غريب ولي أهل طريد ولكن أرفض أن أمد يدي لأتوسل عفوا أو أستجدي عودة في صمت مر رهيب.. إنني أرفض رغم خروجي عن سربي أن أتسول الصفح والغفران من جلادي، رغم أنني أعترف أنه لو استقبلت من عمري ما استدبرت لاخترت طريقا غير الطريق الذي اخترت.. إنني أعترف وبمحض إرادتي أننا عجلنا بقتلنا، وعجلنا بمسخ وجه المدينة التي كانت تسجد للرحمان.. وعجلنا بقدوم الليل، ومنعنا من حيث لا ندري الشموع عن البيوت التي اقتحمها الظلام مبكرا، وعجلنا بوأد أحلام الشباب حين أقحمهم قادتهم في معركة خاسرة، وساعدنا على سلخ الحُلي عن العذارى وعجلنا بموت الربيع في مروجنا، وعجلنا برحيلنا من بلاد لا يمكن العيش فيها ولا يمكن العيش بدونها.. وتعرّت البلاد يا رب العباد.. وكان ما كان مما ستظل ذاكرة الخضراء تذكره.. ـ سيـدي القاضي أبدا لن نطلب الدنية وقد اشتعل الرأس شيبا.. فالشيء الوحيد الذي مازلت أفتخر به رغم كفري بالتنظيمات، هو أنني لم أنحن إلا لله الواحد القهار، فكيف بعد هذا العطش الطويل أشرب من ماء آسن ينبع من نعل جلادي..؟  القاضي متسائلا: ـ وكيف تتعرى البلاد ؟ تتعرى البلاد حين يعم الخوف كل شوارعها ومغازاتها وإداراتها ومقاهيها ومستشفياتها، وتتعرى مساجدها ويحاصر آذانها، وتغلق أبوابها، وتقتحم الرطوبة حيطانها، ويتسلط عليها خفافيش الليل ومرتزقة عهد التغيير.. القاضي: وكيف تتعرى المساجد ودولتنا من أعادت إليها الاعتبار منذ مطلع التغيير؟ ـ سيـدي القاضي تتعرى المساجد عندما يختفي المصلون، وتؤخر صلاة الجمعة وتحلق اللحى، وينزع الحجاب، وتسحق الرجولة تحت حوافر البغال والحمير في زنازين رهيبة فرخت في كل مكان.. وتتعرى وجوه الرجال من كل مروءة ووفاء حين ننسف تاريخا، وننسى جراحا، ونطأطئ رؤوسا طالما سجدت لله ولم تسجد لغيره.. هنا تتعرى الرجولة وتموت النخوة ولا يأمن الأخ أخاه ولا الجار جاره ولا الصديق صديقه.. فيكثر الكذب والافتراء والنفاق والاستغلال والجشع، ويتوحش الإنسان وتغيب القيم والمبادئ.. تتعرى الرجولة حين تعم اللامبالاة ويكثر المتزلفون ويعجز الرجال الذين تحدوا ذات يوم نظاما مدججا بأسلحته وزبانيته، يعجزون عن تفجير تنظيم ذات يوم صنعناه بأيدينا، فتحول إلى صنم يُعبد كما كانت تعبد أصنام قريش.. ولما كفرنا به واعتزلناه.. ذهب البعض منا ليرتمي في أحضان ثعبان رهيب عرفناه وخبرناه لم يرحم البلاد ولا العباد.. عجز البعض عن التصدي لعلة التنظيم المزمنة فذهب يبحث عن دواء لنفسه في صيدليات النظام.. وتناسى هؤلاء الجراح والتعذيب وبكاء الحرائر وحرقة العجائز والشيوخ على فرقة الأكباد.. نسي هؤلاء أنه ليس أسوأ من التنظيم إلا النظام الذي بيده الداء والدواء. بيده كل شيء لو استرجل وأراد لتونس عهدا جديدا. إن العودة ولمّ الشمل حلم ننام ونصحو عليه.. عودة مشرفة.. ليس كمثلها شفاء لمن أحب البلاد وعشقها وهام بهواها برا وبحرا وجوا.. لأن النفس الأبية تأبى الشفقة والصدقة والإحسان المغشوش.. ولكن أي عودة هذه لبلد تحرم فيه حرائر تونس وبناتها من الحجاب وينتظرن الصيف ليتنفسن الصعداء لان الشرطة يتوقف شرها في الصيف بسبب السياح العرب والتونسيين العائدين من الخارج.. ـ سيـدي القـاضي تتعرى وجوه الحسان لما يموت فيها الحياء، وتتعرى الأشجار عندما تتساقط أوراقها، وتتكسر أغصانها لتتحول إلى عصي في يد الجلادين، تدك بها أعناق المعتقلين.. تتعرى الأماكن والمنتزهات عندما تصفر وجوه أطفالنا وأحبابنا رعبا، وهم يرون سيارات الشرطة تزرع هذه الأماكن تفتيشا وسبا وشتما ونهبا للمواطنين وتنزع الحجاب عن التونسيات في الأماكن العامة. وتتعرى العدالة عندما يصرخ مظلوم ولا يجد من ينصره.. تتعرى الأماكن حين تموت فيها الذكريات وتموت نخوة المعتصم.. وتتوالد الجرذان في كل شوارع المدينة.. تمنع عن أطفالنا اللهو والمرح والحبور.. هنا جلسنا مع أبينا ومن هذا المتجر اشترى لنا الحلوى، ومن ذاك اشترى لنا ألعابا وملابس، آخر عيد ضمنا.. هنا جلسنا في حديقة حيّنا نستمع لنكته وطرائفه، فنامت العين منا ملأى جفونها.. وهناك في ملعب المدينة لعبنا كرة القدم، وكان أبي يتولى حراسة المرمى.. واليوم أين أنت يا أبي؟.. أين أنت يا أبي؟ وأين العين التي ستسهر لترعانا من بعدك؟. وظل الأطفال حتى كبروا ممزقين بين متى..؟ وسين وسوف.. ولا جديد.. ويوم خرج هذا الأب من سجنه بعد سنوات.. وجد نفسه لم يخرج من السجن، فقط اتسعت المساحة التي كان يتحرك فيها..  وبكى الأطفال وتدحرجت العبارات وعم الخوف البيوت والشوارع.. وابتلع الحرمان أحلام الأبرياء. وضيقوا على العروس عرسها فقط لأن أباها معارض. وافتكوا معدات بعض الصحفيين وشتموهم وضربوهم، فقط من أجل أن تموت حقائق رهيبة في ستر الظلام. ـ سيـدي القـاضي نحن السبب فيما آل إليه مآلنا لأن قادة تنظيمنا أعطوكم السكين لذبحنا، ولم يتقوا الله في شباب مندفع للتعيير والتغيير.. فاستغلوا حماسه واندفاعه وقذفوا به في مواجهة حمقاء ضد سلطة رعناء لا تعترف إلا بالفتك والبطش وليس لها في كل ذلك خطوط حمراء..    ـ سيـدي القـاضي تعرت الطفولة وتعرى الحب، وتعرى الحنان وتعرت الكرامة، وتعرت الأعراض.. وكانت النهاية خيانة لرجال أمنوا بالتغيير، ولشباب تحدى العسكرة والطوارئ وحشود المرتزقة التي دُربت على التخويف والترويع والتعذيب.. تعرت الصداقة في ديار أحببناها، وتعرى الوفاء في ربوع ألفناها، وتعرى الكبرياء في نفوس الرجال، وتعرت اللغة من بلاغتها، وغاب عنها البيان.. فسادت لغات أخرى ولهجات أخرى.. وتعرت المواضيع عندما اختفت  » لا  » وتدجّنت الكلمات.. فاختفى الحق عن مدن سكناها، وغابت الردود في الزمن المُجَخي بعفن الرداءة التي تفشت في كل شيء وساد النظام وما يزال يسود.. وتجمّد التنظيم فتجمدت عيون وقست قلوب وطالت الآمال واستبد الحرص على الدنيا  وعلى المناصب والمواقع ومات الحلم الذي كان يوحدنا.. الكل يجري خلف غايته حتى ولو كان على حساب القيم والمبادئ.. وظن قوم أن العودة تكشف بلوى.. إنني لا أعـرف تماما متى أعـود؟.. ولكن ما أعرفه رغم ثورتي على التنظيم، هو أنني لن أعود كما يعود الآخرون ممن يرفعون راية المصالحة.. ويريدون أن يجردوننا من كبريائنا بعد كل هذه السنوات.. فأين المروءة التي تمنع عنا السقوط ؟.. والسؤال الكبير: إن من عجز عن إصلاح تنظيم فاسد مستبد كان واحدا من رجاله كيف يصلح نظاما طالما عجز عن مد يد العفو والتسامح لأنه لا يستطيع أن يحكم إلا في أجواء الاستبداد ؟ وإن لم يكن ذلك كذلك فلماذا لا تكون عودة كريمة مثلما وقع في الجزائر جارتنا أو في المغرب أو في موريتانيا ؟..

 

الهويّة

كتبه: عبدالحميد العدّاسي

أتوقّف للمرّة الثانية مع نصّ من النصوص المراجع، لأعبّر عن وافر تقديري لما ورد فيه ولأمدح (ولست من المدّاحين للسلطان) كلّ كلمة بل كلّ حرف ساهم في تشييده (النصّ)، مؤكّدا على أنّ جرم النّظام قد تعاظم بسبب أمرين ماثلين واضحين، أوّلهما قدرته الفائقة على الصياغة سواء كان ذلك من حيث الأدب والبلاغة أو من حيث الأخذ بكلّ أطراف ومكوّنات شخصيتنا التونسية الأصيلة، وثانيهما – وهو الأخطر – انحرافه البيّن عن جملة المبادئ التي قام هو نفسه بكتابتها وتجفيف صحفها.

وقد جاء هذا النصّ تحت عنوان « الهويّة »، هويّتنا نحن التونسيين، والنّظام التونسي (كما غيره من الأحزاب والمنظّمات المتبصّرة المستبصرة والمحترمة للمكوّن الرّئيس المتمثّل في « الشعب »)، لا يمكنه أبدا – وهو يؤسّس قواعد الكرسي – التغافل عن الحديث عن الهويّة: فتجدهم بالنصّ عربا مسلمين متميّزين ممتدّين في الجذور إلى ماض حافل يزخر بالأمجاد، متطلّعين إلى اكتساب القدرة على مجابهة تحدّيات العصر في حين تجدهم في واقع الحال والمقال يعافون انتماءهم ويكرهون جذورهم ويحتقرونها ويصنّفونها حجارة عثرة في وجه « التقدّم المفضي إلى رحابة الإنسانية » المتحرّرة من كلّ قيد أخلاقي (وليس ذلك من الإنسانية في شيء، فالحيوان هو المخلوق الوحيد الذي لا يعرف الحدود، بل إذا عُرّفها عَرَفَهَا)، وتراهم تبعا لذلك يقومون ببعض الإجراءات المعاضدة لحراكهم كإلغاء المصليات والمساجد المنشأة في الدوائر الخاصة والعموميّة مثل المصانع والشركات والمعاهد والجامعات، أو قانون المساجد المفضي إلى منع الدّروس فيها، إلاّ ما كان من توجيهات « علماء التغيير الميامين » الداعية إلى التمسّك بالدّين التونسي التقليدي « الأصيل » بعيدا عن الدين الإسلامي الأب، الذي وإن أعطاهم الصفة الإسلامية، التي استعملوها للغشّ والتدليس والتلبيس، فقد آذاهم في لباسهم وهيآتهم وأسماتهم (مفردُها: سَمت) وتفكيرهم المعاصر، ما جعلهم يصدرون المناشير المحدّدة للّباس (المنشور 108)، ويمنعون اللحيّ المسلمة (*) ويضربون حرّية التعبير والرأي المفضية إلى مجابهة تحدّيات العصر، إذ الكلّ يعلم ألاّ شيء إيجابي يبرز من فم طواحين القهر…

ترى النّظام في هذا النصّ حريصا على إبراز دور الشعب الحضاري، وهي لعمري حقيقة لا يُخطِئها إلاّ فاقد بصر وبصيرة، ومع ذلك فإنّ النّظام التونسي لا يدّخر جهدا في قهر هذا الشعب والتعدّي على مشاعره وعلى بنائه، فيتّهمه بشتّى أنواع القصور والقعود والجهل، ويكرّه إليه الحسن كما تجد ذلك في محاربة كلّ ما هو أبويّ وأموميّ (إن صحّ التعبير) حتّى فقد الأب وظيفته إلاّ ما كان من التبضيع والأمّ دورها إلاّ ما كان من الإنجاب، حتّى كثر الخبث في البلاد: ( وأشارت دراسة أجراها ديوان الأسرة والعمران إلى أنّ بنتا واحدة من بين كل عشرة في تونس لا تعارض إقامة علاقة جنسية قبل الزواج)، (أكثر من نصف شباب تونس يمارسون الجنس قبل الزواج)، (خطير: 88 % من الشباب يستخدمون الكلام البذيء، والقانون عــاجـز)، (تونس: جريمة بشعة نفذت على طريقة الواستارن وهزت الساحل)، (في أحد الأحياء الشعبية بمدينة قفصة: مسلّح يقتحم منزل عائلة ويختطف إحدى فتياتها بالقوّة ويغتصبها)، (تونسي من عبدة الشيطان غيّر اسمه من محمّد إلى عزرائيل، الأمن التونسي يقبض على مجموعة جديدة منهم: يتقرّبون للشيطان بذبح الكلاب والقطط وممارسة الشذوذ الجماعي)، (استئناف الحملة على المحجبات في تونس)، (سلطان الطرب يحتقر جمهوره التونسي)، (منعها والدها من السّهر خارج المنزل فاعتدت عليه بسلسلة حديدية)، (رفضت والدته تسليمـه النقـود لشـراء المخدّرات فشوّه لها يدها بشفرة حلاقة)، (عنّفت أمّها من أجل «الزطلة»)، (تعاطي المخدرات: شهادات على لسان فتيات وفتيان تورّطوا في قضايا مخدرات)…. إلى غير ذلك من العناوين التي لا تُصدِّّق – أخي أختي – بأنّها تقع في تونس المسلمة إلاّ إذا اقتنعت وصدّقت بأنّ المغيّرين وأذنابهم من التافهين قد أعملوا حقّا معاولهم بقسوة في هويّة البلاد!…

 

على كلّ حال، فالحديث في الموضوع طويل … طويل، فالنصّ يتناول التاريخ البعيد والقريب فيذكّر بأبطالنا السابقين وما أكثرهم، وبالفتوحات الحضارية التي انطلقت من ديارنا مع التأكيد على الانتماء إلى العالم العربي والإسلامي واللسان العربي مع الدعوة إلى الإجتهاد وتفعيل دور عقبة والزيتونة وتحفيز العلماء والمفكّرين على استعادة دورهم الرّائد وذلك باتّباعهم شموعنا من رجال النهضة والإصلاح ثمّ يختم النصّ بالتنويه بما جلبته الاجتهادات الواردة في مجلّة الأحوال الشخصية التي خدمت المرأة التونسية بتغييب ضُرّتها وتحجيم دور وليّها، إلى غير ذلك من الكلام النّافع الذي صيّره المغيّرون مجرّدَ نفاق قاطع للرّقاب… ولعلّ أصحاب « الدراسات العلمية » ينكبّون بجدّ هذه المرّة على النصّ يُشبِعونه دراسة ليفيدونا عِبرا وليرهقوا النّظام لوما وتقريعا ويملؤوه نصحا وترشيدا… وسوف أكتفي بعد هذا بإرفاق النصّ المتكلَّم عنه، وهو بعنوان « الهويّة »، سائلا الله أن يعافينا في هويتنا ودنيانا وديننا وأن يجنّبنا دسائس الحاقدين على الإسلام وأهله، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه…           

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(*): إذا لم تكن متمسّكا بدينك فيمكنك إطلاق اللحية حتّى تفوز بركن في كتب الأرقام القياسية، وليس ذلك إلاّ لغير المتمسّك بدينه…

الهويّة

إن هوية شعبنا عربية اسلامية متميزة تمتد جذورها في ماض بعيد حافل بالأمجاد وتتطلع إلى أن تكون قادرة على مجابهة تحديات العصر.

إن موقع بلادنا في منطقة كانت مهد حضارات انسانية كبرى قد أهّل شعبنا على مر العصور لأن يسهم في حضارة الانسان وأكسبه القدرة على التجديد والابتكار.

لقد كانت قرطاج إحدى أعظم قوتين في العالم القديم وشعبنا يعتزّ بعبقرية حنبعل اعتزازه ببطولة يوغرطا كما تعتزّ تونس، التي انطلقت منها فتوحات نشرت رسالة الحضارة العربية الاسلامية في ربوع المغرب العربي وشمال البحر الابيض المتوسط وافريقيا، بالعبقريات التي أنجبتها مثل الإمام سحنون والعلامة ابن خلدون والمصلح خير الدين.

لذلك تمسكت تونس بعروبتها واسلامها باعتبارها جزءا من الوطن العربي ومن الأمة الاسلامية. ولقد عمّت اللغة العربية أهلها فأصبحت منذ قرون لغة الخطاب والكتابة والثقافة وانتشر الاسلام بين سكانها دون أن تتنازعهم الملل والنحل.

إن المجموعة الوطنية مدعوة لدعم اللغة العربية حتى تكون لغة التعامل والادارة والتعليم، والضرورة تقتضي التفتح على الحضارات وعلى اللغات الأخرى وخاصة لغات العلم والتقنية. إلا أنه من الواضح أن لا تطوير للثقافة الوطنية بغير اللغة الوطنية ولا بد في هذا المجال أن نجتنب اغتراب النخبة عن الجماهير لما في ذلك من خطر على النخبة وعزلة الجماهير عن ا لمعا صرة.

إن التعريب مطلب حضاري متأكد وهو من أهم الضمانات لتحويل المعاصرة الى مكسب شعبي ولجعلها جزءا من الذهنية العامّة. ويتحتم السعي إلى تطوير اللغة الوطنية والارتقاء بها حتى تنهض بكفاءة واقتدار بقضايا العلم والتكنولوجيا والفكر المعاصر خلقا وابداعا وحتى تسهم عن جدارة في حضارة الانسان.

والدولة التونسية ترعى حرمة القيم الاسلامية السمحة وتعمل بهدي منها حتى يكون الاسلام مصدر إلهام واعتزاز متفتحا على مشاغل الانسانية وقضايا العصر والحداثة فتظل تونس مثلما كانت مركزا من مراكز الاشعاع الاسلامي ومنارة للعلم والاجتهاد تجديدا ومواصلة لما كان للقيروان والزيتونة من سبق وريادة.

وعلى مفكرينا أن يقتدوا برجال النهضة والاصلاح الذين كان لهم شرف احداث تحوّل نوعي خلق ظروف القطيعة مع عهد الذبول والانحطاط ومهّد للأجيال الحاضرة سبل مواكبة العصر والمعارف الحديثة وهيّأ قاعدة متينة للتقدم والرقي الاجتماعي ومجتمعا مدنيّا حيّا متطوّرا أسهم في ارسائه بالخصوص معهدا الصادقية والخلدونية وكان من أهم ثمار هذه الحركة الدعوة إلى النهوض بالمرأة.

إن مجلة الأحوال الشخصية والقوانين المتممة لها جاءت بعد الاستقلال لتقرّ جملة من الاصلاحات أهمها منع تعدد الزوجات ومنح المرأة حقها في التزوّج بدون وليّ متى بلغت سن الرشد والمساواة بينها وبين الرجل في حق طلب الطلاق واجراءاته. وهذه الاصلاحات تهدف إلى تحرير المرأة والنهوض بها، تجسيما لدعوة عريقة وأصيلة في بلادنا تستند إلى قاعدة متينة من الاجتهاد بناء على مقاصد الشريعة وتقوم شاهدا على حيويّة الاسلام وتفتحه لمقتضيات العصر والتطوّر.

وعلى الدولة التونسية أن ترعى هذا التوجه الاجتهادي العقلاني وأن تعمل على أن يكون للاجتهاد والعقلانية أثرهما البيّن في برامج التعليم ونشاط المؤسسات الدينية ووسائل الاعلام.

 

 


 

أجوبة و لفت نظر إلى السيدة أم أيمن

 

سلوى الشرفي

 

 أختي الكريمة لولا إلحاحك علي لكي أرد على تساؤلاتك لما فعلت، لأنه لا معنى للتبجح بالقيام بالواجب.

 

و يبدو أنك لا تقرئين سوى ما يزعجك. و إلا ما كنت طرحت علي مثل هذه الأسئلة.

 

سألتني :

. أنا أسأل السيدة الشرفي هذا السؤال الأول لماذا لم تتعرضي أبدا عن الإيجابي في هذا التراث، لماذا لم تدافعي في يوم من الأيام عن هذا التراث وعن هذا الدين وعن رسوله حين وقعت مهاجمته والسخرية منه؟؟ أنتظر إجابة

و هذا جوابي: يمكنك العودة إلى نشرة « تونس نيوز » لقراءة ثلاثة مقالات لي حول موضوع مهاجمة « البابا بنيديكت » للإسلام و إذا تكرمت بموافاتي بعنوانك الإلكتروني سأرسل لك محاضرة قدمتها خارج البلاد، و لم تنشر بعد، أقول فيها أن الرسوم الدانمركية لا تدخل في إطار حرية التعبير. هذا عدا محاضرات أخرى تتعلق بتقنيات رسم صورة سلبية للإنسان العربي و المسلم. كما أحيلك على كتابي « الإسلام و المرأة و العنف » الذي أأكد فيه بأن الدين الإسلامي بريء من تهمة اضطهاد المرأة و إنما هي التقاليد و العقليات المتخلفة.

 

أنا أسأل السيدة الشرفي هل أن العلمانية واليسار الذي تدافعين عنهم ليست لهم مناطق سوداء؟ فإذا كان ذلك صحيحا فلماذا لم تحدثيننا عنها؟ هذا سؤالي الثاتي.

بلى، إنه تاريخ يعج بالسّواد. و قد عبرت عديد المرات عن ذلك و آخرها مقالي المنشور على موقع الأوان « الخوف من الكلمة » و هذا رابطه

http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1269&Itemid=27

 

 

و ‘في الضحك و الشعر و الخوف » على الرابط التالي:

http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1195&Itemid=27

 

حتى أن بعض الماركسيين تهجموا علي، تماما كما فعلت أنت. و أسألك بدوري إن كنت تعلمين أن أصدقاءنا في أمريكا اللاتينية  الذين تصفقون لمواقفهم النبيلة، هم من اليسار الماركسي.

 

، لماذا لا تريدين الإجابة أم أن الوعي والتوعية تتوقف على عتبة قصر قرطاج وأن حب الأكل والشرب والسلامة أيسر وأسلم ولو كان على حساب المبادئ والقيم؟

 

لولا مواقفي، التي تنكرينها علي، لما حجزت كتاباتي و لما حجب موقعي و لما كانت قاعة محاضرتي تعج  بالطلبة من كل التيارات و من خارج الأقسام المبرمجة في حصتي. و لا تنسي أنني لا أختفي وراء أسماء أبنائي و أتقدم مكشوفة الهوية. و أنا، إن أبدي هذه الملاحظة، فإنني لا ألومك على اختياراتك في التوقيع فلكل إنسان أسبابه و حدوده.

 

هل تساءلتم لماذا لم تكتب السيدة الشرفي في يوم من الأيام على ما تتعرض له المواطنات التونسيات المحجبات من ظلم ومضايقات؟

أحيلك على نشرة « تونس نيوز » (جوان 2007) و موقع مغاربية الذي أسّسه الأستاذ عمر صحابو (سبتمبر 2006)

و ما أمارسه ضد هذا الاعتداء على الحرية الفردية.

 

هل تساءلتم معي لماذا لم تكتب السيدة الشرفي حول واقع الاستبداد في تونس؟

–       هل تساءلتم لماذا لم تكتب في يوم من الأيام حول مأساة المسجونين ولا عن آلاف الأسر ولا السيدات والأطفال الذين عاشوا سنين طويلة العذاب والفقر والظلم والقهر؟

 

و هل تساءلت، سيدتي، لماذا يتعرض اليسار و الحقوقيون دوريا للاضطهاد و لماذا كادت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن تغلق عديد المرات،  و إن كان من الممكن لها أن تأخذ مثل هذه المواقف بدون موافقة منخرطيها؟

 

 أما استشهادك بالأخ الهاشمي الحامدي  فلا محل له في نصك لأنني كنت  أول من ندّدت، من خارج الإسلاميين « بإقحامه لرئيس الدولة » في كل شاردة و واردة و هذا أيضا منشور في تونس نيوز (جوان 2007) و لذلك لا أرد على أسئلة الذين يعملون بمبدأ أفعلوا ما أقول و لا تفعلوا ما أفعل.

هل رأيت بأنه من السهل اتهام الناس بما ليس في لسبب بسيط هو أن البعض لا يقرؤون بتمعن أ و لا ينزعجون سوى مما يتعارض مع أفكارهم  أو يكتفون بالأخذ عمن سبقوهم في توجيه الاتهامات. لذلك  اسمحي لي بأن  أحيلك على المقالات الأربعة التي أثارت هذا الجدل و أن أسألك بدوري أين ترين مسّا بالعقيدة و بالإسلام و بالرسول أو حتى بالتراث كما قلت ؟ و لن أقول لك حاسبيني فقط على أقوالي و لا تنسبي إلي أقوال المستفتين مثل ما فعل الذين سبقوك، على شرط أن تراعي التوازن في هذه الأسئلة و لا تقتطعين منها ما يزعجك فقط و أن تجيبيني كما طلبت أنت مني ذلك.

و هذه روابط المقالات المذكورة مرتبة حسب تسلسلها الزمني:

 

http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1316&Itemid=10

 

http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1428&Itemid=7

 

 

http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1478&Itemid=7

 

 

http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1562&Itemid=7

 

 

و أخيرا أسألك إذا كان يجوز معايرة إنسان أصرّ على تعلم لغة بلده مساهمة منه في تعريب الجامعة و في التواصل الناجع مع طلبته ؟ و أقول أنني أعتز بما قمت به و نجحت فيه رغم ما تكبّدته من مشاق و هو ما شجعني على مواصلة التعلم حتى اللحد.

 


 

رجاء، توضيحات و أسئلة لسلوى الشرفي

 
إحسان العافي
الرجاء لتواصل الحوار، وإحتراما للقب الدكتورة و الباحثة، الرجاء الإبتعاد عن التسرع في الحكم (مثال:  » و من المؤكد أيضا أنه لم يرجع إلى نص البحث الأصل ») والتعميم (مثال: ، « فإنهم لا يحسنون حتى القيام بعمليات حسابية بسيطة » « عقلية معينة خاصة بهم »: إستعمال « هم » هنا، مع أن عنوان الرد موجه لشخص معين، يوحي بمحاولة لتصنيف القراء لصنفين فقط: مخالف (ذو توجه إسلامي) و مساند (ذو توجه علماني/يساري) وأعتقد أن هذا التصنيف بليد لأنه يركن عقل صاحبه لراحة فكرية مصطنعة: الصنف الثاني لا يستوجب الرد وللرد على على الأول لا مانع للتعدي (عبر التعميم وحتى الشتم).ء كذلك الرجاء الإبتعاد عن إستعمال ألفاض سقيمة (لاتؤدي دورا) مثل « السيد » و « سيدي » فهي بالإضافة إلى كونها تضيع مجهود ووقت في الكتابة هي لا تتماشى مع أسلوب كتاباتك ( تشير إلى إزدواجية في الخطاب: من جهة تستعملين عبارة « السيد » وهي عادة تستعمل للدلالة على الإحترام والمساواة [معجم المحيط]، ومن جهة أخرى تصنيف مخاطبك على أنه ممن لا يحسنون حتى القيام بعملية حسابية). يكفي أن تستعملي لقب الكاتب.ء   
أخيرا الرجاء [لكل قراء تونس نيوز] تحمل طريقة كتابتي، فأنا لا أتقن العربية، مثل الكثير من الذين درسنا في منظومة تعطي ضارب واحد لمادة العربية لتلاميذ شعب الرياضيات، وكذلك أنا أستعمل مفاتيح لاتينية للكتابة بالعربية. ء توضيحات إن نسبة 66% إستعملتها للتعليق على المصادر التي ذكرتها الشرفي للرد على الأسئلة التي كانت موضع نقاش، وليس كل الأسئلة التي تعرضت لها في مقالها (وفي كل الحالات لا يمكن لي أن آتي بنسبة لكل أسئلة المقال، لأنني لا أعرف كل مصادرها). وأعتقد أن نص كلامي كان واضحا كما أكدت الكاتبة بنفسها في ردها « حول مصادر السيد إحسان العافي ».ء بالنسبة لموقع http://www.ahl-alquran.com  أوردت خيارين للكاتبة: إما تجنبه، ليس لأنه لا يروق لبعض الناس، وإنما لأنه قد يشوه نتائج البحث (كالوقوع في التحيز الإحصائي)، أو إطلاع القراء على ماهيته. آلشرفي غضت الطرف على الخيار الثاني، وهي بذلك تقول ما لاتفعل عندما تطلب من قرائها القراءة والفهم قبل الرد.ء  أعترف أنه إلى هذه الساعة لم أقم بقراءة كاملة لمقال الكاتبة « خطاب الفتوى على الإنترنت: العالم في مرآة الاستفتاء والإفتاء »، لأنني بصراحة لم أستطع ذلك لتوقفي عند العديد من المسائل والثغرات في التحليل. وهاك بعضها.ء أسئلة هل أن  مليون وتسع مئة وستون ألف (1960000) صفحة التي تذكرها الكاتبة كلها حاملة لفتاوي؟ هل أن عبارة « صفحة » هنا تعني رابط، أو أنها صفحة من نتائج البحث وكل صفحة بها 10 روابط؟  
يبدو أن الإجابة عن السؤال الأول  بلا بما أنه عندما قامت الكاتبة بالتمعن أكثر في 100 موقع لم تجد إلا 26 موقعا صالحا لبحثها (نسبة 26%!). هنا أعتقد أنه وجب التعقيب على رقم (1960000) حتى لا  يسيىء إستعماله القارىء (و قد حصل هذا في نشرية تونس نيوز ليوم 25 أوت عندما ذكر  « تونسي » هذا الرقم).ء كذلك أعتقد أنه يجب تحديد أكثر تفاصيل حول نتائج هذا البحث: متى تم هذا البحث في المحرك (اليوم، الساعة و الدقيقة) وكذلك أي محرك إستعمل و هل أن كل الروابط باللغة العربية؟ هذا يعطي مصداقية  أكثرللعمل. كمثال، عندما قمت بوضع كلمة « فتوى » في محرك  (google.com)   يوم 1 سبتمبر على الساعة 10:43 بتوقيت غرينويتش وجدت 3,960,000 رابط (بعضها باللغة الأنغليزية). د  
طبعا لا يعقل أن نترقب أن تضع الكاتبة محتوى 477 سؤالا في مقالتها، لكن في المقابل هناك الكثير الذي يمكن فعله لإعانة القارئ، خاصة عندما تؤكد الكاتيبة على الطبيعة الأكاديمية لمقالها. مثلا ماهي المواقع 26 التي إختارتها، و كيف قررت إختيارها؟ كذلك يمكنها إعطاء نسبة الأسئلة التي أخذت من كل موقع (مثلا موقع http://www.ahl-alquran.com فيه ما يقارب 300 فتوى، فكم من سؤال أخذ ت منها؟)ء كذلك وجب تبيان مصدر كل 92 سؤال التي ذكرت في المقال (مثلا بعد ذكر 29 رابط يمكن ترقيمهم وعند ذكر كل فتوى يقع ذكر رقم رابطها)ء أخيرا، إنه من المؤسف أن أجد نفسي مرغما على التأكيد مرة أخرى على البديهي من الأمور، فهذا الكلام المكتوب في الأعلى سأقوله لكل من عرف بنفسه على أنه باحث أكاديمي بدون أي إعتبار لإسمه، جنسه، نسبه أو إنتمائه.
 

الهاشمي الحامدي خالد بن الوليد و السيدة عائشة (2)

بسام خلف

khlafbassem@yahoo.fr

 

هدفي من الجزء الأول الذي نشر البارحة لم يكن بالأساس قضية خالد بن الوليد و مالك بن نويرة. هدفي أهم بكثير من هذه الجزئية في تاريخنا.

هدفي هو محاولة متواضعة لإبراز مفارقة عجيبة في الفكر الإسلامي الحديث

بقدر ما يتقدم الإسلامي في الدراسة و البحث و في كل المجالات بقدر ما يفقد الحس النقدي.

سأواصل المحاولة في هذا الجزء.

يكتب الدكتور الحامدي :

«  وقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وهي في سن الزواج، بمعايير عصره وأعراف قومه، فلم يستغرب أحد في عهده هذا الزواج، ولم يثر الأمر سؤالا أو غبارا، حتى لدى الذين كانوا يسعون بالليل والنهار لتصفية خاتم النبييين وتشويه سمعته واستئصال دينه. لو كان للإعتراض وجه منطقي مقبول لصدر من أبي جهل وأبي وسفيان وأمية بن خلف وبقية الطغمة الظالمة المشركة في مكة المكرمة آنذاك. لكنه لم يصدر، لأن أسباب صدوره معدومة تماما، وفي هذا دمرس وعبرة لكل باحث منصف عن الحق. »

 

توقفنا في الجزء الأول عند نقطة وجوب الفصل بين الخبر/الرواية/الحدث و الحكم/التأويل/الرأي. ما نسميه تأويل هو تأويل لحادثة بعينها خاص بها.

أضرب مثل :

حادثة : عشيرة الرسول ساندوه و دافعوا عنه في دعوته

التأويل : لولا عشيرته لما نجحت دعوة الرسول

حادثة خاصة يقابلها تأويل خاص

نمر الآن إلى مفهوم جديد « التأويل العام » / »سنن الحياة »/ « علم العمران »

يستخلص ابن خلدون من الحادثة الخاصة المذكورة أعلاه أن الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم (من هذه الحادثة و العديد غيرها في تاريخ الديانات الأخرى)×××

 

نعود الآن إلى زواج الرسول من السيدة عائشة

 

الخبر :

1/ تزوج الرسول السيدة عائشة و هي صغيرة السن

2/ لم يعترض خصومه على هذا الزواج

 

التأويل :

 

بهذا الزواج لم يخرج الرسول عن معايير عصره و أعراف قومه

 

إلى هذا الحد لا أظنك تختلف معي دكتور

 

التأويل العام :

نقول :

لم تأتي الديانات لتعارض أو لتتحدى سنن الحياة. و حتى و إن أرادت فلن تستطيع

 

تقولون :

ما حجتك ؟ أ لم تأتي الرسل بالمعجزات ؟ أ ليس الله قادر على كل شيء؟

تنفون القدرة الالاهية صراحة بكل وقاحة ….. استفزاز سافر…. لا تتركون لنا سبيلا إلا تكفيركم….. نصبر و نتغاضى و نستغفر الله….تواصلون الاستفزاز….. و لما أحدنا يفقد صبره…. اللهم إن هذا لمنكر يا كفرة… يا حيوانات ( الإسلامي لا يتقبل أن الإنسان يمكن أن يكون كافرا لذلك يشبهون من يعتقدون أنهم كفار بالحيوانات. مثال على ذلك كتابات السيد الهادي بريك و السيد العداسي)….. بعد ذلك تستنكرون …. تستنكرون…تهددون…. لعبتكم مفضوحة يا كفرة

 

أجيب :

أن الديانات لا تعارض سنن الحياة هو ما تقولونه و ما يشهد عليه التاريخ….. لا إشكال

أن الديانات غير قادرة على تغيير سنن الحياة فذلك لأن كل تغيير سيصبح من سنن الحياة

بديهية

ليس بسام خلف الأمي الذي يزعم هذا بل

سخرية الجاحظ….. ثقافة أبو حيان التوحيدي….معاناة الشابي…..ثورة طه حسين…. عبقرية ابن خلدون ُ هشام جعيط و عبد الله العروي

 

لا حوار …. لا عقد…. إلا بعد التقيد بهذه البديهية

 

أعود الآن إلى موضوعنا الأصلي : السيدة عائشة

 

د. الحامدي

لست مختصا في التاريخ. اختصاصي بسيط و أكرهه….. تقنية الكسب…. مع ذلك لا يمر يوم دون أن أتصفح كتاب تاريخي.

هل هو حب فطري للعلوم التاريخية ؟

احتمال جائز و لكن مما لا شك فيه أن الواقعة التي سأقولها هي وراء ما أعتبره الحس النقدي

كنت تلميذا في السنة الثانية ثانوي في معهد ابن شرف.

المادة :  التاريخ

الدرس : غزوة أحد

الأستاذ : الأستاذ الشعبوني ( إن كان على قيد الحياة ربي يطول عمره)

السؤال: سبب الهزيمة

جوابي : درس الاهي لأن المسلمين لم يتقيدوا بتعاليم الرسول

الأستاذ : جوابك ذاتي لا عقلاني. ومادة التاريخ ليست مجال لهذا

كتبت الحادثة على هذه الشاكلة لأنني هكذا أعيشها اليوم

 

الأستاذ الشعبوني و غيره من أساتذتنا لقحونا و منذ الصغر الحس النقدي.

لم يكونوا بالقدر الكافي حتى نتخلص من التعصب

أعطوا كل المناصب للإسلاميين …. ما عدى التعليم الابتدائي و الثانوي.

نعود الى زوجة الرسول

السيدة عائشة و السيدة علية و شهرزاد أعظم النساء

 

لماذا السيدة علية :

لأن الإنسان يحب أمه و السيدة علية كانت أم الجميع

أراها الآن في السماء تقول : عيب…. ولادي قالوا نعبدوا الشيطان دخلتوهم للحبس…. ما فاماش شكون يجبدلهم وذنيهم… يا توانسة الصغار يلزمهم التربية موش الحبس

 

لماذا شهرزاد :

أحبها و أنقم عليها….

لماذا لم تأخذ مكان حواء…. يقول الله أنت وراء المعصية…. تجد الجواب المقنع….ننزل إلى الأرض و المرأة قوامة على الرجل…. يقول الله « يا أدم أنت الذي غررت شهرزاد فانك لا تحمل حملا إلا حملته كرها و إن علي أن أدميك في كل شهر مرة

تخيلوا الرجل يتبول مرة في الشهر الدم…. و يحمل

وبعد ذلك نقول الحجاب حرية

 

السيدة عائشة :

حكم عليها معهود العرب أن تتزوج طفلة….لم يغير الدين العرف… أيده فتتزوج نبي…. تثور و تتحدى الرسول فتقول « أرى ربك يسارع لك في هواك »….. تتهم بالزنا فتصمد و قلبها يقول يزنون شرعا و في وضح النهار و يجرؤون على اتهامي….يأمرها الدين أن لا تخرج من دارها تتزعم الرجال و تطالب بحقها في الحكم


بسم الله الرحمان الرحيم هذا نداء ورجاء إلى كل شاعر وأديب ومفكر ومثقف غيور على التراث الأدبي العربي قبل يكون تعريف بهذا العلم علم من أعلام الشعر

 
يقول « صموئيل كريمر » الباحث المتخصّص في الآثار والكتابات: (سيكتشف علماء عصرنا أنّنا مقصّرون عن فهم المقولات، مقولات أولئك الأقدمين، إنّهم كانت لديهم قناعة كاملة بأنّهم يعرفون كيف يعمل هذا الكون). هذه مقدمة ربما تعبر على ما سأحاول أن أطلبه بإلحاح وحرقة من كل باحث وأديب وشاعر عربي خاصة، وكل إنسان عنده غيرة على الأدب والتراث العربي. فواجبنا في أدنى الحدود هو الوقوف أمام هذا التراث العظيم، لمحاولة فهم وجمع كتب أولائك الذين سبقونا بمئات السنين، لنحاول إعادة اكتشاف كتبهم والإطلاع عليها وتفسيرها، مثل كتاب « قواعد الشعر » لصاحبه (ثعلب)، والذي لم أكن أعرف عن هذا الرجل شيئا، ولا حتى إن كان صاحب كتاب مثل هذا، إلا لحظة رأيتي لمخطوطته في الفاتيكان وصدفة، فدهشت أشد الإندهاش، والتي لم تأخذ حقها عند الباحث والقارئ العربي على السواء. وإنّنا إذ ندعو إلى إعادة اكتشاف هذه المخطوطة وهذا الكتاب النادر والذي غاب عنا حتى اليوم. لندعو كذلك إلى السعي نحو ربطه ومقارنته بالمدونة الموجودة في مصر حسب بعض الدراسات، والتي نفسها تأكد بأن الكتاب الموجود في الفاتيكان هو النسخة الأصلية والوحيدة الموجودة في عالم قواعد الشعر لثعلب، وكشف الحقيقة وأن لا نبقى نعاني من شح مثل هذه الكتب ونضوبها، ولكي نرد المعروف إلى أهله. وينقل إلينا وإلى الأجيال الأخرى بأمانة. وأتمنى أن يستطيع الأدباء والشعراء وأصحاب القرار والتأثير في العالم العربي أن يأثروا على الفاتيكان ليفتح لنا باب مصراع التعرف على وحدة تراثنا الحضاري، لأني حاولت الرجوع والتعرف على هذا العبقري عن كثب من خلال تلك المخطوطة فلم أتمكن لأسباب تتعداني. لقد ترجم له عدة نصوص إلى اللغة الإيطالية من كتابه (الفصيح)، هذا الكتاب منسوب إليه رغم أن كثير من الباحثين الغربيين  يأكدون أن ذلك الكتاب من تأليف (المبرد) وليس من تأليف (ثعلب)، ولم ينص على نسبته إليه أحد ممن هو منهج ثعلب. طبع الكتاب لأول مرة بعناية الإيطالي « سكيا باريللي »سنة 1890م، مع مقدمة باللغة الإيطالية، باعتماد نسخة الفاتيكان، وقد اشتملت هذه الطبعة على أخطاء، حسب الدراسات التي تتبعت والتي نشرها هو، فإن نسخة الفاتيكان هي النسخة الفريدة، ثم نشر بعض التفاصيل عليها الباحث الألماني « نولدك » بمقال له نشر في (مجلة جمعية المستشرقين الألمانية) لنفس السنة. وكان محمد عبد المنعم خفاجي قد أعاد نشرة سكيا باريللي للكتاب عام 1948م فوقع في سلسلة من الخلط والاضطراب، أوضحها د. عبد التواب في مقدمة طبعته للكتاب سنة 1966م. قال « نولندك » في كلامه على نشرة سكيا باريللي: (إن هذه الرسالة الصغيرة تقودنا تماماً إلى مجتمع اللغويين العرب في القرن الثالث الهجري، فإنها وإن كانت ربما لا تكون في شكلها هذا من إملاء ثعلب، أو أنها ربما كانت جزءاً صغيراً من عمل أكبر، إلا أنها ترجع إليه بلا شك مطلقاً، إذ يظهر فيها الطابع المدرسي الجاف الذي يتميز به ثعلب على خصمه المبرد البليغ، ذي الإحساس المرهف). ومن نوادره الفصل الأخير من كتابه، وفيه يقسم الشعر إلى: المعدل والمحجل والمرجل والموضح والأغر. قال: (فالمعدل: ما اعتدل شطراه، وتكافأت حاشيتاه، وتم بأيهما وقف عليه معناه…إلخ). أخيراهذا ماتوصلت إليه وأتمنى أن أكون قد أزحت بعضا من غطاء التاريخ، الذي غطى وجه هذا العلم إلى يوم الناس هذا، كما أتمنى من السادة الباحثين والدكاترة، البحث والتنقيب والتأثير على مصادر القرار حتى نتعرف عليه، ويفيدوننا أكثر بالنسبة لهذا الشاعر العظيم، ويعرفونا بمؤلفاته إن كانت عنده مؤلفات أخرى، والله من وراء القصد. فتحي العابد

 


 

تذكير ببيان وتوضيح أصدره عبد السلام بوشدّاخ  في باريس يوم 28 افريل 1992

 

بسم الله الرحمان الرحيم

 

انّي الممضى اسفله عبد السلام بوشدّاخ احد المنتسبين للحركة الاسلامية منذ بداية السبعينات والمحاكم سنة 1981 من اجل الانتماء الى حركة الاتجاه الااسلامى اعلن:

 

فى الوقت الذى تمّر به الحركة الاسلامية في تونس بمحنة التشريد و السجن و التعذيب حتّى الموت في بعض الاحيان بل تتعرّض الى إرادة الاستئصال بعد فشل الخطة الاستثنائية التي لم تنل موافقة جميع افراد الحركة اذ لم يقع استشارتهم في ذلك

 

في الوقت الذي فشلت فيه هذه الخطّة الاستثنائية التي كان من المفروض ان يقع الدعوة الى عقد مؤتمر استثنائي خصيصا للمصادقة عليها قبل البدء في تنفيذها وهي تعدّ سابقة خطيرة في حياة الحركة لا يمكن السكوت عنها

 

ايمانا منّا بانّ حركتنا تأسست من اجل الدعوة إلى الله و التعريف بالفكر الإسلامي الذي من شانه ان يساهم في نشر الخير بين أبناء البلد الواحد إلى جانب بقية الشرائح السياسية المتواجدة على الساحة التونسية قصد إيجاد مجتمع تسوده مبادئ الأخوة و المحبة و التعاون و التسامح المستمدّة من السيرة النبوية الشريفة و الحكمة ضالة المؤمن التقطها انّى وجدها وهو أحق بها

 

1- نجدّد العهد في المضي قدما في الدّفاع عن المبادئ الاسلامية السمحة في التغيير عن طريق الكلمة الطيّبة و الكتاب و المقال الصحفي و النصح الجميل و المسيرة السلمية و غيرها من الوسائل النضالية المسالمة المتنافية مع العنف الجسدي و المادي الذي نرفضه و نندّد به من حيث كان ماتاه

 

2- نؤكّد من موقع مسؤول ومبدئي على تمسّكنا بالوسائل السلمية في التغيير و استبعاد أي تصرّف ما من شانه ان يتنافى مع احترام الحرمة الجسدية للمواطن مهما كانت انتماءاته السياسية او العقائدية والتي لا تخدم البلاد و لا العباد

 

3- ندعو الجميع الى التسامح و التعاون وفضّ الخلافات و المشاكل على تنوّعها عن طريق الحوار بين الفرقاء و نشر مبادئ الأخوة و المحبة بين الجميع

 

4- ندعو الاخوة المنتمين و المتعاطفين مع الحركة الى تمسّكهم بحقّ المواطنة الغير المنقوصة بعيدا كلّ البعد عن أي عمل إقصائي من شانه ان يدفع البعض الى الأساليب المرفوضة الا وهي اساليب اليائس التي نعتقد انّها لا تخدم بل تضرّ بالقضية الأصلية ألا وهي خدمة الإسلام و البلاد

 

5- في هذا الظرف العصيب الذي تمرّ به الحركة نجدّد الدعوة للاخوة المنتسبين لهذه الحركة والمؤمنين بالمبادئ السالفة الذكر بعدم الانسحاب و مواصلة التضحية و النضال و الثبات على المبادئ التي تأسست عليها هذه الحركة المباركة و الحفاظ على وحدة الصفّ في مواجهة أولئك الذين أوصلوا الحركة الى ما وصلت اليه

 

6- الدعوة الى كلّ الأخوة بالمطالبة بعقد مؤتمر يحتوي على مضامين لخطة مستقبلية واضحة ومحاسبة المسؤولين عمّا آلت إليه الحركة و ندعو هؤلاء الى تحمّل مسؤوليتهم كاملة و أخذ الاستنتاجات التي تجب في مثل هذه الحالة

 

7- دعوة القيادة الحالية الى تقديم نقد ذاتي و تقييم للمرحلة السابقة على علّتها والرّجوع الى الخطّ الأصلي الذي تأسست عليه الحركة منذ بدايتها او إرجاع الأمانة الى أهلها في داخل البلاد لا خارجها

 

8- الدعوة الى من يختلف مع هذا التوجّه او المسار ان يتقي الله في هذه الحركة وكفاها ما دفعت نتيجة أخطاء بعض أفرادها من تشريد و سجن و تعذيب حتّى الموت في بعض الأحيان لمناضلين وقع التغرير بهم و دفعهم في طريق مسدود نتيجة خيار غير سليم لم يقع الإجماع حوله فكانت النتيجة التي يعلمها الجميع فشل ذريع و تشريد وسجن الآلاف من خيرة أبناء تونس العزيزة على الجميع ان ينسحب بسلام قبل فوات الأوان

 

« يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ‘‘ (الأحزاب 70-71) صدق الله العظيم

 

من بلاد الغربة، باريس في 28 افريل 1992

 

عبد السلام بو شدّاخ

 


الإسلاميون العرب و النموذج التركي و سرير بروكست

سليم الزواوي

 

أثارت نجاحات حزب العدالة و التنمية في تركيا موقف الابتهاج في أوساط واسعة من الإسلاميين العرب، فبدا و كان الأمر يتعلق بانتصار فكرتهم وخيارهم الإيديولوجي على ماعدا من الخيارات. غيران واقع الأمر يكشف عن تباين واضح بين حقيقة حزب العدالة و التنمية و ما يحيط به من ملابسات وظروف خاصة بالوضع التركي و بين ما يسقطه عليه الإسلاميون العرب من تمثلات وإسقاطات تتغذى من حقل التوظيف الإيديولوجي و الاستثمار السياسي وفقا لشبكة تأويلية تتعالى على خصوصية الحدث و فرادة الواقعة لحساب هلامية المشروع ومسبقات الفكرة الجاهزة ومطلقات الايدولوجيا المتجاوزة لنسبية الزمان وخصوصية المكان و اكراهات السياق.

 

لقد خضع حزب العدالة والتنمية لفحص جيني قصد التأكد من هويته الإيديولوجية حيث لم يصدق احد تصريحات قادته النافية بشدة لتهمة الانتماء الأصولي، و يأتي في مقدمة المكذبين لهذا النفي الإسلاميون العرب باعتبار أن ذلك يحرمهم من استثمار النجاح الباهر لحزب العدالة و التنمية وتوظيفه لإبراز مصداقيتهم الإيديولوجية و قدرتهم الانجازية قياسا بما حققه النموذج التركي.

 

لكي يقنعنا الإسلاميون بالمرجعية الأصولية لتجربة اردوغان و حزبه وضعوا هذا الحزب على سرير بروكست فبان التعسف واضحا و انكشفت مفارقات لا حصر لها، و الأسوأ من ذلك توضحت لدى الجميع ما تنطوي عليه رؤية الكثيرين من الإسلاميين من ضيق وتصلب و محدودية مقارنة بالانفتاح و المرونة و الديناميكية التي أظهرها حزب العدالة و التنمية الذي يزعمون انتماءه إلى إطارهم المرجعي العام.

 

حتى لا يكون كلامنا مجرد ادعاء لا يستند إلى براهين و حجج نسوق بعض الأمثلة الكاشفة لمصداقية هذه الدعوة، يقول الأستاذ راشد الغنوشي في بعض مداخلاته المتلفزة مدللا على إسلامية حزب العدالة و التنمية انه استمع إلى السيد الطيب اردوغان حين كان يضطلع برئاسة بلدية اسطنبول انه استطاع إنقاذ بعض الجهات التي تشكو من شح الموارد المائية بفضل دعوته لصلاة الاستسقاء و قد استجابت السماء لدعواته و انحلت المشكلة بهذا التدخل الإلهي؟

 

وفي سياق التدليل أيضا على إسلامية حزب العدالة و التنمية التركي يرى زعيم حركة النهضة المحظورة أن آية من لم يحكم بما انزل الله فهم الكافرون لا يمكن إلزام الإسلاميين الأتراك بها اليوم لأنهم خاضعين لضرورات و اكراهات تمنعهم من تطبيق الشريعة و يكفيهم الاقتناع الإيماني بها واستبطان النية الصادقة لإنفاذها في الظروف الملائمة التي يوفرها المستقبل؟

 

لا نريد الاسترسال في الأمثلة فما ذكرنا دال بذاته على نوع التمثل الضيق الذي يحمله الإسلاميون العرب إزاء النموذج التركي، وهو تمثل إيديولوجي بامتياز بما يقوم عليه من آليات الاختزال والإسقاط والطمس والاستبعاد:

 

– اختزال عناصر القوة و الفعالية التي ميزت أداء حزب العدالة و التنمية في البعد الديني و الخلفية الإيمانية.

 

– إسقاط رهانات الحركة الاخوانية في العالم العربي المتمثلة في أسلمة المجتمع و الدولة من خلال تطبيق الشريعة على تجربة تركية لا ترى في الإسلام مشروعا سياسيا بقدر ما تستثمره كخلفية ثقافية و عنوانا على الهوية الحضارية أو كمصدر للتوجيه الأخلاقي و التوازن الروحي.

 

– طمس للسياق العلماني الذي مثل إطارا عاما و مشتركا للفعل السياسي بتركيا، هذا الإطار العلماني ليس ضرورة يخضع لها الإسلاميون في تركيا من اجل إلغاءها في الظروف الملائمة على ما يتصور ذلك الإسلاميون العرب و إنما هي المجال السياسي المحرر من كل وصاية دينية أو إيديولوجية من شانها أن تصادر أو تحتكر الشأن العام عبر تسييجه بترسانة من المحرمات و الممنوعات و المقدسات.

 

– استبعاد إمكانية التفكير في تجربة العدالة والتنمية خارج إطار المزج المتعسف بن الديني و السياسي، أي التفكير ضمن رؤية تسعى لمصالحة العلمانية بالفضاء الثقافي المحلي، إذ لا غبار على الطابع العلماني لسياسات حزب العدالة و التنمية و هذا ما لا يريد أن يراه الإسلاميون العرب.

 

على النقيض من تلك الرؤية الإيديولوجية الضيقة كان أحرى بالإسلاميين العرب أن يعيدوا النظر في مسلماتهم ومسبقاتهم في ضوء النجاحات التي أحرزها حزب العدالة و التنمية، فهذا الأخير لم ينجح في إدارة الحكم و تسيير شؤون المجتمع و الاقتصاد على نحو ملحوظ من الفاعلية والنجاعة إلا بقدر ابتعاده عن خط الاستقامة الإيديولوجية و التشرنق العقائدي، فلم تقيد حركته السياسية مطلقات دينية ومحددات فقهية بقدر ما وجهته مصالح البلاد و قيم المجتمع الذي انخرط منذ عقود في حداثة سياسية كرست العلمانية كإطار للفعل السياسي و لم تتعلق بالهوية سوى كخلفية تاريخية للانتماء الثقافي وكأفق للتمايز الحضاري.

 

(المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس)، العدد 560 بتاريخ 1 سبتمبر 2007)

 


 

جذور العلمانية في الإسلام المبكر

خالد شوكات (*)

 

الدولة الدينية الثيوقراطية التي ينشد كثير من الإسلاميين إقامتها، لا تقوم على أي سند شرعي حقيقي في الإسلام، وبعبارة أخرى، فإنه لا دليل عليها في القرءان الكريم وصحيح السنة المشرفة، أما الدولة في التاريخ الإسلامي، فليست في واقع الأمر إلا بدعة ابتدعها  المسلمون الأوائل، وتحديدا بعض الصحابة (رض) بعد وفاة الرسول (ص) في سقيفة بني ساعدة، وقد كانت إلى حدود مقتل علي بن أبي طالب، بدعة حسنة قبل أن تسوء مع انقلابها إلى ملك عضوض على يدي معاوية بن أبي سفيان.

والإسلام كما أوضح الأستاذ جمال البنا محقا، هو دين وأمة، وليس دينا ودولة كما يؤمن الإسلاميون، وهو أمر بينه القرءان وزكاه، من خلال المذكور في آيات كمثل « اليوم أكملت لكم دينكم.. »، و » وإن هذه أمتكم.. »، أما الدولة فلا ذكر لها في النصين الأساسيين المؤسسين للإسلام، إلا من لي المؤولين لبعض الآيات التي أشير فيها إلى « الحكم »، والحكم القرءاني يحمل دلالات دينية أكثر منها سياسية.

وأمة المسلمين قد تقيم لها دولة أو دولا، كما جرى طيلة القرون الماضية، أما مقولة الدولة الإسلامية الواحدة الموحدة فليست إلا وهما يتردد، فقد كان الغالب تماما في التاريخ الإسلامي تأسيس المسلمين عدة دول وصلت اليوم إلى أكثر من خمسين، ناهيك عن انقسام المسلمين إلى عدة فرق وطوائف ومذاهب، فضلا عن انتسابهم إلى أعراق واثنيات ولغات وأجناس وقارات متعددة.

وأهم ما في هذا الرأي، أن طبيعة الدولة أو الدول في الإسلام ليست محددة تماما، وأن الذين قالوا بطبيعة دينية ليسوا أقوى حجة في السند الشرعي والتاريخي، من الذين يقولون بأنها علمانية أو مدنية، وكلا المصطلحين حديث أو معاصر، حيث لم يكن الفكر السياسي والتاريخ  البشري ساعة ظهور الإسلام بداية القرن السابع الميلادي، قد بلور صراعا حقيقيا بين الكهنوتيين والإنسانيين حول طبائع الدول، على الأقل على النحو المتداول حاليا.

والرأي إذا، أن الدولة في الإسلام المبكر، سواء التي أنشأها الرسول (ص)، أو تلك التي طورها الخلفاء الراشدون (رض) من بعده، كانت أقرب إلى أن تكون دولة علمانية، وهي لم تكن في كل الأحوال دولة دينية، فقد كان الرسول الكريم (ص) يؤكد على أنه « إبن إمراة من قريش تأكل القديد »، كما ذكر القرءان في أكثر من موطئ طبيعته البشرية، و حسم حديث تأبير النخل « أنتم أدرى بشؤون دنياكم » مسألة العلاقة البشرية التي تربط الحاكم بالمحكوم في دولة يثرب، كما أجاب الرسول عليه السلام أصحابه إلى أن أمور الحرب والسياسة إنما هي من عنده وليست وحيا منزلا، ولهذا أمكنت المراجعة وجاز في أمرها التعديل.

ولا يورد المؤرخون ما يشير إلى ملامح كهنوتية للدولة الإسلامية، إلا عندما يتطرقون إلى الفترتين الأموية والعباسية، حيث يفصح أحد الخلفاء الأمويين على أنه « إنما يحكم رعيته بأمر الله »، أما الخليفة أبو جعفر المنصور العباسي فقد قال « أنه ظل الله في الأرض »، وقد تطورت الأحكام والآداب السلطانية منذ الأمويين والعباسيين تدريجيا إلى صياغة ملامح ثيوقراطية للدولة في الإسلام، تقوم على مكانة إلهية للحاكم، وتطويع مستديم للآيات القرءانية والسيرة النبوية وتراث الصحابة من أجل إقناع الرعية وإخضاعها، حيث قدس التراث بدل فهم مقاصد النص.

بالعودة إلى دولة يثرب التي وضع الرسول محمد (ص) حجر أساسها، وأقام بناءها المؤسساتي والقانوني والتوسعي عمليا الخلفاء الراشدون (رض)، وخصوصا الخليفتان الأولان أبوبكر وعمر، فإن الوقوف على طبيعتها البشرية غير المقدسة، لم يعد عملية شاقة من الناحية الأكاديمية والعلمية، ففضلا عما كشفه الرسول عليه السلام من أن قراراته السياسية والحربية كانت جزءا من سيرته البشرية غير المعصومة، فإن بيانات الخلفاء الراشدين الرئاسية المتتالية قد صبت في مجملها في تكريس الطابع غير الكهنوتي للدولة التي أسسوها وقادوها.

لقد سمح الرسول (ص) لصحابته بأن يخالفوه في قراراته السياسية والعسكرية، و يناقشوه ويراجعوه ويوجهوه، بل إن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رض) لم يجد غضاضة في إبطال حكم يوحي به ظاهر الآية القرءانية، وهو المتعلق بحقوق المؤلفة قلوبهم، حيث قال أن المسلمين كانوا في حاجة إليه ساعة نزول الآية، فيما يرى أن عقدا من الزمان قد غير من حال المسلمين، حيث لم يعودوا في حاجة إليهم، فكم من حكم يستحق إعادة تأويل النص القرءاني بعد مضي قرابة الخمسة عشرة قرنا من نزول الوحي.

و يقول أبو بكر الصديق (رض) في خطبة التولي بعد اجتماع السقيفة، أنه ولي على الناس وليس بخيرهم، وقد دعاهم إلى إعانته إن أحسن، وإلى تقويمه إن أساء، ولا يعتقد أن حاكما ثيوقراطيا يسود الناس ممثلا لله، يعترف لمواطنيه بأنه يخطئ ويصيب، وبأنه يقبل التقويم والمراجعة، والثابت أنه قد أم الناس في الصلاة والرسول (ص) على فراش المرض، غير أن صهيبا الرومي (رض) قد صلى بالناس وعمر بن الخطاب (رض) طريح بسبب الطعنة، غير أنه لم يولى الخلافة.

و يعلم المسلمون أن الخلفاء الراشدين (رض) لم يكونوا أفقه الناس بالدين في زمنهم، وأن هناك من الصحابة (رض) من كان يتفوق عليهم في العلم الديني، غير أن الاختيار السياسي في دولة رسول (ص) أو دولة الخلفاء كان اختيارا زمنيا ولم يكن اختيارا أكليركيا، وإلا كيف جرى تولية معاوية على الشام وهو من الطلقاء الذين أسلموا بقوة السيف سنة فتح مكة.

إن باحث أكاديميا مرموقا كالأستاذ خليل عبد الكريم، يرى أن مشروع محمد بن عبد الله (ص) كان في الأصل مشروعا سياسيا استهدف تحقيق حلم أجداده قصي وهاشم وعبد المطلب في إقامة دولة مركزية لقريش (انظر كتابه القيم « قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية)، وقد جرى توظيف الدين لخدمة هذا المشروع، مما قد يفهم منه أن الأصل في حياة الرسول (ص) الدولة، والاشتقاق هو الدين، غير أنني أرى شخصيا خلاف ذلك تماما، فقد جاء محمد عليه السلام للناس بدين سماوي عظيم، وكانت الدولة في حياته عرضا زمنيا بشريا اضطرته قريش إلى تأسيسه، بعد أن منعته من حرية التعبير وحاصرته وعذبت أتباعه وطردته إلى يثرب.

وللباحث أن يتساءل، ما كانت ستنتهي إليه طبيعة الإسلام لو أن الرسول محمد (ص) لم يضطهد في مكة ويهجر إلى المدينة، وهل كان لدولة يثرب أن تتأسس لو خلي بين داعية التوحيد والقرشيين، فلم يحاصر الهاشميون في الشعاب، ويهرب المهاجرون إلى الحبشة، ويهدد صاحب الرسالة والدعوة بالتصفية الجسدية وذهاب دمه بين القبائل؟

ثم من حق الباحث أن يسأل أيضا، عما إذا كان المسلمون الأوائل سيؤسسون دولة، لو أن الدعوة المحمدية بعثت في مجال جغرافي لا يعيش حالة فراغ سياسي وغياب دولة، كما كان عليه أمر الحجاز في بداية القرن السابع الميلادي، فقد كانت توجهات المسيح عيسى بن مريم عليه السلام مختلفة لما بعث في فلسطين حيث يسود قيصر روماني، في حين أن جوهر الرسائل السماوية الثلاثة واحد، وهو التوحيد، فهل يعقل أن يكون الدين الإلهي في حالة دينا محضا، وفي حالة أخرى دينا ودولة؟

إن الإسلاميين المعاصرين يمارسون حالة توظيف للدين لإدراك أهداف سياسية، وقد يكون مقصدهم من ذلك خدمة الدين وتقوية شوكة الدولة، غير أن تجارب البشر عامة، والمسلمين على وجه التحديد، قد أثبتت لكل ذي نظر، أن أكثر أنواع الدول إساءة إلى الدين هي الدولة الدينية، وأن أكثر السياسيين فشلا وفسادا هم الإكليروس ورجال الدين، ولهذا كان لا بد من جهد يبذل من علماء الإسلام قبل غيرهم، يبين أن توظيف الدين لأغراض دنيوية مهما كانت النوايا التي تقف وراءه حرام، وجهد يبذل أيضا من كل المسلمين يدركون معه أن لا أحد يمكن أن ينطق بإسم الله، وأن ما يقدم على أنه شريعة ليس في واقع الأمر إلا آراء من صنع بشر، يخطئون ويصيبون.

إن الدين عند الله الإسلام، أما الدولة فشأن البشر، تصلح وتفسد بحسب النظام الذي يرتضونه لأنفسهم، فالله ليس في حاجة إلى دول وحكومات وأحزاب وعساكر تحمي كلمته، إنما يفرح بالمؤمن الصادق الذي أتاه فردا وسيحاسب فردا، لم يؤمن خوفا أو طمعا أو خشية إقامة حد الردة عليه.

 

(*) كاتب تونسي

 

(المصدر: موقع إيلاف (لندن) بتاريخ 1 سبتمبر 2007)

الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2007/8/260041.htm

           


الصبح القريب: أيّ تعليم إسلامي لمجتمع حديث؟
 
احميده النيفر (*) ليس من قبيل المبالغة القول بأن إحدى المعضلات الكبرى التي تطبع الفترة الراهنة في العالم العربي – الإسلامي تتمثّل في تكوين النخب التي تخرّجها المؤسسات التعليمية الجامعية عامة والإسلامية خاصة. تلك معضلة لا توضَع عادة في مصافّ التحديّات الجسام لَكَأنّها من القضايا الثانوية التي لا تستدعي إلاّ عناية اللجان الفنيّة ورجال الاختصاص الضيّق على رغم أنّها في العمق لا تقلّ خطورة عن مسائل الحكم وتوزيع الثروة والتحولات الاجتماعية والاختيارات الاستراتيجية. عند التأمّل يتبيّن أنّه على عاتق تلك النخبِ المتعلّمة تقع مسؤولية اتخاذ القرارات المهمة التي تصوغ المستقبل، ذلك أننا – على رغم كلّ ما يقال – لا نزال «مجتمعات نخب» ليس للجمهور الواسع فيها أثر يُذكر في ضبط التوجّهات ونحت الآفاق. لا أدلَّ على خطورة المؤسسات الجامعية عندنا ممّا يظهر من نشاز أو قطيعة إبانّ الأزمات الكبرى بين النخب التي تخرّجها وبين مجتمعاتها. مع التحديات الجسيمة يبرز التناقض المفضي إلى الاصطدام بين توجهات عموم المواطنين وطبيعة مطامحهم وبين رؤى النخب وما تؤدي إليه من سياسات يعتمدها الحكّام. إلى هذا يمكن أن نعزو جانباً من أزمة الحكم العربي المتمثّلة في التوجّس المتبادل بين من يمتلك السلطة (السياسية والمعرفيّة) وبين مجتمعات لا تُستشار ولا يُطمأَنُ إلى وعيها. يحصل هذا في ظلّ تراجع هائل لمكانة المثقف، ذلك العنصر الرئيس في إزالة الفجوة الهائلة بين أصحاب السلطة وبين من تُمارَس عليهم. ثم إنّ معضلة المؤسسات التعليميّة قديمةٌ قِدمَ تنافس شيوخ العلم وما أورثه من تمذهب ثم صراع بين أطراف الملّة الإسلاميّة. وراء جانب من ذلك السجال وتلك المناظرات تكمن تصوّرات متباينة للسبل المُحَقِّـقة للمشاركة في العلوم. تأكد ذلك مثلاً في ما بين المغاربة والأندلسيين من اختلاف في مناهج التعليم نبّه إليه ابن خلدون مرجّحاً ما اعتمده أهل الأندلس لتحقيق نسبة عالية من نباهة أبنائهم واقتدارهم على تحصيل المَلَكات. أما في المشرق فمن الشواهد على اختلاف النظر إلى المسألة ما نقله بعض المتقدمين في تقويمه لظاهرة «المدارس» التي أُنشئت على نمط المدرسة النظامية معتبراً أن ظهور «تلك المدارس أفسد العلم» إذ أبعده عن التخصّص الذي كان عند العلماء. في الفترة الحديثة تفاقمت أزمة التعليم لتبلغ حدّاً غير مسبوق، فبعد أن كان التعليم – كما قرره النظر الخلدوني – مجالاً موحّداً و «صنعة أساسية من صنائع العمران» تصاغ ضمنه الشخصية الحضارية للجماعات، انشطرت المؤسسة التعليمية إلى شقّين: شقّ مدنيّ يرمي إلى سعة الفكر في وجيز الوقت وغايته القصوى التنميّة، وشقّ دينيّ قاعدته تركيز قيم التراث ونظامه الاجتماعي ومقصده عقديّ وخُلقيّ. حاول التصدّي لهذا الفصام رجال الإصلاح في البلاد العربية منذ منتصف القرن التاسع عشر بدرجات متفاوتة من الاهتمام. لعلّ من أفضل ما دُوِّن في هذا الباب تأليف نادر المثال للعلاّمة التونسي محمد الطاهر ابن عاشور اختار له عنوان: «أليس الصبح بقريب؟». اهتم المؤلف بهذا الموضوع في مطلع حياته العلمية قبل أن تتجه عنايته إلى تفسير القرآن والأصول والمقاصد إدراكاً منه لمدى حساسية القضية وبالغ أثرها في حياة الناس ومستقبلهم. إذا كان الكتاب قد وُضع سنة 1910 إبّان اضطرابات طالبيّة شلّت التعليم لأشهر عدة في الزيتونة، أقدم جامعة عربية إسلامية، فإنّه لم يلمّح إلى تلك الأزمة إلاّ لماماً. حرص المؤلف على معالجة فلسفية وحضارية لمسألة التعليم مع استيعاب لتاريخ المؤسسة لدى المسلمين والفرس واليونان وأوروبا الحديثة. لكن السؤال الناظم لهذا الأثر بكل فصوله هو البحث عن أسباب فساد التعليم في بلاد المسلمين وكيف تتمّ معالجتها؟ إذا أردنا التركيز فإنّ هذا العمل الجليل الذي مرّ عليه اليوم ما يقارب القرن يظل معاصراً لأسباب عدّة: – اعتمادُ معالجة خلدونية لقضايا المؤسسة التعليمية الإسلامية في سياقها الحديث. لذلك جاءت الرؤية متكاملة وغير مقتصرة على الاعتبارات المحليّة بل منزّلة ضمن سُنّة حضارية تربط بين التعليم والعمران. – التوصّلُ من خلال هذه المعالجة إلى زوايا تحليل تتيح فهماً أعمق وحلولاً أكثر جرأة. أهميّةُ هذا التمشي تكمن في ما يُقدِر عليه من تمييز في مستويات النظر بين المتعلِّق بنظام التعليم وإدارته وبين أساليب التعليم وطرق التبليغ وبين الخاص بطرق التفكير والمناهج. – إقرار واضح بمركزية مسألة المؤسسة التعليمية ضمن التوجّه الإصلاحي العام المنطلق من مبدأ: «تكرار الأصل ليس أصالة بل نسخٌ وتشويهٌ». لذلك يثبت الشيخ ابن عاشور حداً للعلم فيقول: «هو ليس رموزاً تُحَلُّ ولا كلمات تُحفظ ولا انقباضاً وتكلُّفاً ولكنه نور العقل واعتداله وصلوحيته لاستعمال الأشياء في ما يحتاج منها، فهو استكمال النفس والتطهّر من الغفلة والتأهّل للاستفادة والإفادة». ظلّ هذا التأليف مخطوطاً عند مؤلِفه لم يُنشر على الناس إلا سنة 1968 بعد أن تغيّرت أحوال المؤسسة بصورة كاملة إذ ظهر تعليم مدنيّ عالٍ همّش المؤسسة العتيقة مُعرِضاً عنها وعن مناهجها ومرجعيتها وعمّا بذله الشيخ من جهود إصلاحية غايتها الارتقاء بالتعليم. اعتنت الكليات الجديدة ذات الاهتمام بـ «الإنسانيات» بـ «عبقرية المُحدَث» وحذق أفنان المعرفة الحديثة وبالاطلاع على إنتاج الفكر الكوني إطلاعاً مباشراً؛ في حين انزوت الدراسات الإسلامية في ما تبقّى من الزيتونة في معارف تقليدية تقتصر على نقل ما قاله المتقدّمون مع إضافة بعض الفنون الجديدة كالفلسفة والتاريخ ظنّاً بأنّ ذلك يوجد مَلَكة علميّة ويحصّن الهويّة الوطنيّة. ما تحقق فعلاً مع المؤسسة الناشئة هو استحكام أزمة النخب الجديدة التي تؤكّد مفارقة المؤسساتِ التعليميةَ الحديثة في عجزها عن تجاوز الفصام الثقافي الذي يطالَب معه الخريجون ببناء روح وطنية تتمثل التراثَ وتجاربَ الماضي لكنهم يكونون في ذات الوقت مندفعين إلى ولوج الحضارة العصرية في ظروف استثنائية تلزم استغناءهم عن جانب مهم من خصوصياتهم الثقافية. في الجانب الآخر لم يثمر حشد معارف جديدة إلى جانب أخرى تقليدية في توليد ملكة علمية وفكر معاصر، لم يظهر جدل بين الداخل والخارج المعرفيين والثقافيين ولم تظهر معرفة متسقة تتجاوز النسيج المعرفي السابق من حيث التمكّن والراهنية. بين هؤلاء وأولائك لم يعر أحد اهتماماً بمشروع «أليس الصبح بقريب؟»، على رغم النزعة التفاؤلية العالية التي حملها العنوان بخصوص إمكان التغلّب على علل المؤسسة التعليميّة الوطنيّة. لقد بقي هذا التوجّه مغموراً في الأدراج طوال حياة المؤلِف ثم صار مهملاً بعد وفاته. اليوم حين ترتفع أصوات مطالبة بإصلاح التعليم الإسلامي توقيّاً من التطرّف والتكفير لا نملك إلاّ أن نستحضر فذاذة هذا الرجل الذي بنى رؤيته الإصلاحية للمناهج التعليميّة منذ زهاء القرن على مفاهيم ثلاثة: الغاية الحضارية – الإبداع – الموضوعية. في المفهوم الأول يتـأكّد التـلازم بـيـن عـنصرين في كل تـعليم سليم: تـكوين المَلَكة العلمية ضمن منظومة ثقافية منفتحة على الأفق العمراني. في هذا يقول ابن عاشور: «بإهمال الآداب والأخلاق أعتقد الناس بأن العلم منحصر في ما تتضمنه القواعد العلمية كالنحو والفقه… فمالت طائفة من العلماء إلى الحفظ والاستكثار من فروع المسائل ومن عدد العلوم». يرتبط ثاني المفاهيم بالوعي بأحد أهمّ أسباب تأخّر التعليم في العالم الإسلامي: إنّه «غياب حرية النقد الصحيح في المرتبة العاليّة وما يقرب منها وهذا خلل بالمقصد من التعليم وهو إيصال العقول إلى درجة الابتكار ومعنى الابتكار أن يصير الفكر متهيئاً لأن يوسّع المعلومات ولا يكون ذلك إلاّ بإحداث قوّة حاكمة في الفكر». أما الموضوعية فهي لا تنبثق إلاّ عند التمييز بين ما هو من متطلبات الأهداف القريبة للتعليم وما هو من لوازمه الغائيّة. يقول صاحب الصبح القريب: واجب التعليم هو «التدريب على العمل وحبّ التناسب في المظاهر كلّها وإدراك الأشياء على ما هي عليه والتباعد عن الخفّة والطيش وعن الجمود والكسل وسوء الاعتقاد في الأمور الوهميّة بحيث يكون العدل في جميع الأشياء صفة ذاتيّة». من هذا المفهوم الثالث بالذات تبرز حقيقة التحدّي الذي يواجه النخب الجامعية اليوم في تعاملها مع ثقافتها وخصوصياتها في سياق عولمة متوحشة. أخطر ما في هذا الفصام التعليمي – الثقافي هو عدم الاتفاق على دلالتي الموضوعية العلمية والانتماء الثقافي. في هذا المستوى من البحث تُطرح جملة أسئلة منها قسم للنخب الحداثيّة: – لأيّ غاية نؤطر تعليم الدين أو الظاهرة الدينية بعلوم الحداثة في البلاد الإسلامية؟ – حين ننطلق من مقولة : النصّ المقدّس نصٌّ تاريخي أساساً معتبرين أنّه يحول بين عقول المسلمين وبين الانفتاح على العصر بمعارفه ومناهجه، حين نفعل هذا ألا نكون قد اعتمدنا موقفاً قبْلياً من الإسلام، وهل نكون عندئذ ملتزمين بشروط الموضوعية والحياد العلميّ؟ – هل كلّ ولاء ثقافي وكلّ انتماء عقدي مناهض للبحث العلميّ الجادّ؟ أليس من التعسّف القول بأنّ هناك مستوى واحداً من الموضوعيّة؟ أمّا النخب التراثيّة فينبغي توجيه ما يأتي إليها: – هل الحرص على الهويّة الثقافية يستلزم إنكار القول بأنها مكوَّنة من جملة عناصر مختلفة وبأنّها دوماً في حالة تشكّل وحراك؟ – أيجوز لنا علميّاً أن نعتبر أنّ التراث حاوٍ للتاريخ والواقع المستجدّ في آن؟ وكيف يتأتّى عندئذ تفسير حالة تعطّل المؤسسات الجامعيّة التقليديّة وعجزها عن الإبداع الفكري والعلمي؟ – أليس من الخلط اعتبار المطالبة بالتجرد لاكتشاف «تاريخية» فَهْمٍ ما لنصٍّ مقدّس اعتداءً على إيمان المؤمنين؟ أليس من جوهر الإيمان النظر إلى أنّ النص – لكونه مقدّساً – فإنّه يظلّ أوسع من فهم واحد؟ في كلمة، إنّ تحرّي الموضوعية المعرفية في التكوين الجامعي أمر أساسيّ لكنّ اشتراط التجرّد من كل أثر للمقدّس عند إنجاز أعمال جامعية وفكريّة حديثة تعسّفٌ باسم العلم. إنّه إقرار بأن الموضوعيّة لها وجهة واحدة وهو إصرار على الفصام النكد الذي لا يسعى إلى تقريب ساعة الصبح من مؤسساتنا الجامعيّة. (*) باحث تونسي (المصدر: ملحق « تراث » بصحيفة « الحياة  » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 أوت 2007)

موت الإيديولوجيات؟
 
عبد اللطيف الفراتي (*)                بعد أن استوزر ووضع في مناصب المسؤولية عددا من الزعماء الاشتراكيين الوافدين من حزب المعارضة الأول في فرنسا، هاهو اليميني ساركوزي الذي تعتبر شعبيته الأرفع بين كل رؤساء الجمهوريات الفرنسيين السابقين، ينجح في اقتناص واحد من أهم وأذكى الزعماء الاشتراكيين، ميشال روكار رئيس الوزراء الأسبق في عهد الرئيس فرانسوا ميتران، والذي اضطر للجوء إليه في فترة صعبة من فترات الحكم الاشتراكي بين1982 و1995، فقد قبل روكار ـ وما أدراك من روكار ـ أن يتولى تحت الإشراف اليميني رئاسة لجنة تعتبر اليوم مفصلية في المجتمع الفرنسي، وتهم رفع قيمة وقدر مهنة رجل التعليم، على أساس أن التعليم الفرنسي قد تدهور مستواه، وأنه لا يمكن رفعه إلا بالرفع من شأن رجل التعليم، فبعد توزير برنار كوشنار في الخارجية وإيريك بيسون الذي كان أقرب المقربين من المرشحة الاشتراكية للرئاسة سيغولين رويال، وهوبرت فدرين المفكر المعروف ووزير الخارجية الاشتراكي السابق، وبعد شتراوس كاهن الذي تم ترشيحه لموقع مهم في المؤسسات المالية الدولية، هاهو ميشال روكار الذي يعتبر المفكر الاشتراكي البارز والمشهور بنظافته الفكرية والمادية، يعرض عليه ويقبل رئاسة لجنة تفكير تعتبر مهمة، بعد أن سبق وتم عرض لجنة التفكير في تطوير النصوص والهياكل وتم القبول بذلك من قبل أحد كبار الزعماء الاشتراكيين. وإذ يعتبر الرئيس الفرنسي النشيط أن ذلك يمثل انفتاحا على التيارات والأحزاب الأخرى، فإن إخصائيي العلوم السياسية لا يرون ذلك، ويعتبرون أن الانفتاح الحقيقي هو ذلك الذي يتم بمقتضاه تشريك حزب بكامله في الحكم، فيتولى اختيار من يراهم لتوزيرهم، ولا يتم اختيارهم من طرف الخصم السياسي أي الحزب الحاكم. أما ما أقدم عليه ساركوزي من انفتاح فهو بمفهوم العلوم السياسية، عبارة عن استقطاب لشخصيات، لا يمثلون في الحكومة حزبهم ولا يأتمرون بأوامره ولا يستقيلون عندما يطلب منهم حزبهم الاستقالة، إذا لم ير في السياسة المتبعة ما يساير أهواءه. ولكن هذا « الانفتاح  » يعتبر سيطرة من حزب صاعد على حزب في انحدار، وفي هذه الحالة هو الحزب الإشتراكي الفرنسي. ولذلك فإن من قبل من الاشتراكيين عروض الرئيس ساركوزي المغرية، إنما انضموا بصفتهم الشخصية، بحيث لا يمثلون ثقلا سياسيا، إلا من حيث إنهم أضعفوا الحزب الاشتراكي الفرنسي، وأصابوه في الصميم وإلا من حيث قيمتهم الشخصية ووزنهم وثقلهم الفردي.. وقد يكون وراء ذلك عدة أسباب، أن هناك قناعة عامة لدى الاشتراكيين خصوصا ولكن لدى الفرنسيين عامة، أن الحزب الاشتراكي لن يكون حزب حكم على المدى المنظور، وأنه في النهاية لن يكون سوى حزب معارضة نشيط في أحسن الأحوال، وبالتالي فإن هؤلاء الزعماء وبعضهم بل والكثير منهم، من ذوي الثقافة العالية والمكانة البارزة فرنسيا وعالميا، لا يمكن أن ينتظروا إلى ما لا نهاية حتى يفوتهم قطار المسؤولية، ولذلك وإزاء تفتت حزبهم، وعدم قدرته على العودة إلى الحكم، فإنهم أو على الأقل بعضهم قبلوا من الناحية المبدئية التعاون مع يمين كانوا يتهمونه بقلة الكفاءة وضعف الشعور بعناء الطبقات الكادحة، كل ذلك حتى لا يبقوا على حافة الطريق بينما قطار العمر يفلت من بين أيديهم. وميشال روكار آخر من استقطبهم الرئيس ساركوزي عبر عن ذلك أحسن تعبير، عندما قال : إن الحزب الاشتراكي لم يعد لـ »باقة » من السنوات قادرا على الحكم أو في وضع حزب يحكم. وليس هذا هو رأي رجل مهما كانت مكانته قد التحق بالشق المقابل فقط، ولكنه أيضا رأي زعماء آخرين مثل السيدة إليزابيت قيقو وزيرة العدل الاشتراكية السابقة وإحدى حكيمات الحزب الاشتراكي، والتي ترفض الالتحاق باليمين الحاكم ومن أي موقع عندما تقول « إنها متألمة لوضع الحزب الاشتراكي حاليا »، جان بيار شوفنمان وزير الدفاع ووزير الداخلية الأسبق هو الآخر أكد أنه تنبغي إعادة بناء اليسار. ويبدو واضحا اليوم أن فرنسا الرئيس ساركوزي مقدمة على عهد بدون تداول للسلطة بعكس ما كان عليه أمر فرنسا، وذلك لأن الحزب لم يستطع أن يتفاعل مع المتغيرات الحاصلة في العالم منذ بدء العولمة قبل عقدين. وقد انتهت مجموعة كبيرة من سامي الموظفين في الدولة الفرنسية من ذوي الانتماء الاشتراكي بمناسبة الجامعة الصيفية لحزبهم إلى أن حزبهم الذي تأسس منذ 1905 عاش دوما على التذبذب بين توجهات اقتصاد السوق أي الليبرالية والاقتصاد الموجه القائم على الإيديولوجية الماركسية، وإذا كان ذلك مقبولا في فترة حوالي 75 سنة من تاريخه، فإنه لم يعد بإمكانه أن يعيش على قلة الوضوح، في زمن تراجعت فيه الإيديولوجيات ولم تعد قادرة على اجتذاب أحد. ومن هنا فإن الرئيس ساركوزي قد فهم جيدا طبيعة المرحلة واستعد لا فقط لإنهاء ولايته الحالية التي تمتد 5 سنوات في هدوء وسكينة، بل الإعداد من الآن لولاية ثانية تبدأ سنة 2012 ، وذلك عبر تفريغ الحزب الاشتراكي المنافس الوحيد من أفضل كوادره وضمهم بصورة من الصور إليه، وفي هذا الإطار يجري استقطاب زعامات اشتراكية، تلعب دور ذلك التفريغ، وتمكن من إثراء الحزب اليميني الديغولي بأفكار تقدمية وإن لم تكن ملزمة فهي تتميز بالسخاء، الذي ينقص رجال اليمين، والذين يسعى ساركوزي إلى تغيير عقليتهم، خدمة في نظره لحزبه وتوجهه وأيضا خدمة لفرنسا التي بقي الاشتراكيون وحتى الشيوعيون فيها الأكثر التزاما بالإيديولوجيات في وقت ماتت فيه الإيديولوجيات وانقرضت وخبا بريقها. ومن هنا فإن التجربة « اليمينية »الفرنسية الجديدة تبدو من هذه الناحية نموذجا يمكن أن يشع خاصة في البلدان الإفريقية التي ما زالت متشبثة بإيديولوجية يسارية يبدو واضحا أن عهدها قد ولى، وكانت تتخذ من الحزب الاشتراكي الفرنسي النموذج الذي لم يعد يستهوي بأفكاره أحدا. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 1 سبتمبر 2007)

انتخابات المغرب.. الخطاب الديني ينتقل لليسار!
 
فاطمة عاشور « مثلما تنزع نعليك، عليك أيضا أن تنزع أي قميص ترتديه عليه شعار انتخابي قبل دخولك المسجد ».. توصية يكررها دوما منظمو الحملات الانتخابية لحزب العدالة والتنمية على مسامع أنصاره من الشباب الذين يجوبون الدوائر الانتخابية وهم يرتدون قمصانا وقبعات عليها رموز وشعارات الحزب. وتعكس هذه التوصية حرص العدالة والتنمية الشديد على عدم إعطاء فرصة لخصومه السياسيين لاتهامه -مثلما جرت العادة- بتوظيف الدين في الدعاية الانتخابية بعد أن رجحت الاستطلاعات فوزه بالانتخابات التشريعية، حسبما يرى محمد ظريف المحلل السياسي المغربي الذي يلفت في المقابل إلى ظاهرة يشهدها المغرب لأول مرة وتتمثل في استخدام أحزاب ليست ذات مرجعيات إسلامية، خصوصا اليسارية منها، لشعارات دينية وخطابات ذات مسحة دينية، بل ودخولها ساحة المساجد للدعاية لنفسها. ويقول جامع المعتصم المدير المركزي للحملة الانتخابية للعدالة والتنمية: « إن الحزب حريص على تقديم برنامجه الذي يحمل شعار (جميعا نبني مغرب العدالة) ضمن نحو 40 شعارا آخر تتضمن كلها عبارات تحث المواطنين على المشاركة السياسية والمساهمة في التصدي للفساد ولا تستند لخطاب ديني ». ومن أبرز هذه الشعارات « ناضل يا مواطن ناضل ضد الفساد.. ناضل ضد الزبونية (المحسوبية) » إضافة إلى شعارات سياسية تنتقد أداء حكومة إدريس جطو. وعن الشعارات التي ينظر إليها أحيانا باعتبارها ذات مسحة دينية، يقول المعتصم: إنها شعارات لاستحضار القيم وليست للمطالبة بتطبيق الشريعة مثلا، من قبيل: « صوتك أمانة » و »صوتك شهادة » و »تحية إسلامية للمرأة المغربية » و »تحية إسلامية للشباب المغربي ». ويضيف المعتصم: « كما أن هناك توجيهات للمناضلين أثناء الحملة الانتخابية ألا تكون هناك دعاية للحزب لا داخل المسجد ولا أمامه ولا بقربه، وحتى أثناء تأدية الصلاة داخل المسجد نطلب منهم نزع القمصان والقبعات التي عليها رمز الحزب، كما يمنع استعمال عبارات القذف أو السب أو الشعارات المستفزة للآخر ». توظيف يساري للدين وبلهجة حازمة يقول: « لا نوظف الدين في حملاتنا ولا في خطابنا السياسي، بل بالعكس هناك عدة شكاوى تلقيناها من مناضلينا من بعض المناطق تؤكد استغلال الدين من بعض الأطراف، والغريب في الأمر أنها تنتمي للتيار اليساري ». ويضرب المعتصم على ذلك مثلا بما جرى من « عملية دعاية انتخابية ذات طابع ديني بأحد مساجد مدينة تمارة (محاذية للرباط) من طرف نبيل بن عبد الله مرشح حزب التقدم والاشتراكية (يسار) ووزير الاتصال، كما أن هناك استغلالا للمدارس العتيقة (الدينية) ودور القرآن وخاصة في الجنوب المغربي من طرف مرشحين آخرين ». ويشدد المعتصم على أن هذا الملمح الخاص بالدعاية الانتخابية للعدالة والتنمية قائم منذ انتخابات 2002 وليس خوفا من اتهامات خصوم الحزب له باستخدام خطاب ديني « فحزب العدالة يصر على أن الأماكن الدينية لا بد من احترامها والحفاظ على قداستها باعتبارها أمكنة لأداء الشعائر فقط ». وتؤكد مصادر قانونية لـ »إسلام أون لاين.نت » أن عشرات الشكاوى التي وجهت ضد مرشحين منذ انطلاق الحملة الانتخابية يوم 25-8-2007 باستغلال المساجد للدعاية الانتخابية لا تتعلق في مجملها بمرشحين للعدالة والتنمية. وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة « الأحداث » في عدد الخميس الماضي أن النيابة العامة بمدينة مراكش تحقق في ثلاث شكاوى من هذا النوع وجهت ضد مرشح لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية وآخر لحزب جبهة القوى الديمقراطية (يسار تقدمي) وإمام مسجد قريب مرشح العدالة والتنمية. « دعاية دينية مسبقة » من جهته، تمسك عبد الحكيم قرمان عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية بأن « الأحزاب التي تعرف نفسها وتدعي أنها تنتظم تحت المسمى الإسلامي تلتقي كلها في فكرة واحدة هي استثمار العاطفة الإسلامية للشعب المغربي ». ويرى أن العدالة والتنمية « يوظف الخطاب الديني في حملاته الانتخابية السابقة لأوانها من خلال الأعمال الخيرية وحضور الجنائز ». مضيفا: « من خلال القراءة لمضمون مداخلات قياديي الحزب في وسائل الإعلام، نلحظ أنهم يركزون في خطابهم وشعاراتهم الرنانة على أن المغرب به أزمة أخلاق أكثر من تركيزهم على المشاكل الحقيقية للمغرب، فمثلا عندما تظهر فضيحة جنسية يركبون على الحدث لبناء مشروعهم والتهويل من السياحة الجنسية ». أما عن اتهام حزب العدالة والتنمية لوزير الاتصال نبيل بن عبد الله باستغلال المسجد للدعاية لنفسه، فيرد عبد الحكيم: « هذه مسألة تافهة ومزايدة سياسية، فذهاب أي مسلم إلى المسجد ليس حكرا على هؤلاء فقط، فليس من حق هؤلاء الإقصاء والاحتكار والتعسف باسم الدين ». مستويان للخطاب الديني المحلل السياسي محمد ظريف يفرق من جهته بين مستويين عند الحديث عن الخطاب الديني للأحزاب السياسية المغربية: الأول يتعلق بحضور الخطاب الديني في برامج الأحزاب، وهو حضور ضعيف بوجه عام خصوصا لدى الإسلاميين ويرجع للضغوط التي وقعت عليهم منذ تفجيرات الدار البيضاء عام 2003 بجانب خطاب الملك محمد السادس نهاية يوليو الماضي الذي شدد فيه ضمنا على ضرورة فصل الخطاب الديني عن السياسي. ويحظر قانون الأحزاب الجديد الصادر عام 2006 في إحدى مواده تأسيس حزب سياسي على مرجعية دينية. أما المستوى الثاني للخطاب الديني، فيتعلق باستخدامه في الشعارات والحملات الانتخابية، ويرى ظريف أن « الخطاب الديني له حضور قوي على هذا الصعيد » لعدة أسباب منها أن مرشحي الأحزاب كافة بدءوا يدركون أنه يؤتي ثماره مع التيار الإسلامي ويستقطب مزيدا من المتعاطفين معه كما أنهم يعلمون جيدا أن المجتمع المغربي مسلم وهويته الإسلامية حاضرة، لذا فهم يسعون لتوظيف شعارات الدين برؤى متباينة. وينوه المحلل بأن اللافت للنظر في الحملة الانتخابية الجارية أن هناك مرشحين لأحزاب محسوبة على اليسار يتواصلون مع ناخبيهم باستخدام المعجم الديني، فيرددون في مهرجانات خطابية عبارات من قبيل « صوتك أمانة » و »7 سبتمبر يوم عظيم عند الله ». أما عن استخدام الشعارات الدينية من جانب العدالة والتنمية، فيؤكد الدكتور محمد ظريف أن حذر الحزب الشديد حيال استخدام هذه الشعارات ليس فقط بسبب ضغوط اتهامات خصومه بالسعي لأسلمة البلاد، وإنما لمشاركة أحزاب في هذه الانتخابات لديها نفس مرجعيته (النهضة والفضيلة والبديل الحضاري) وتلويحها في حملاتها بأن العدالة والتنمية: لا يقدم الصورة الحقيقية للإسلام ولا يحتكر مرجعيته. وتجسدت هذه الضغوط بقوة قبيل انطلاق الحملة الانتخابية حين تقدم المركز المغربي من أجل ديمقراطية الانتخابات بطلب –لم يلق صدى- لدى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان من أجل « منع استعمال الرموز الدينية في الحملات وكتابة البسملة في المنشورات الدعاية وترديد الشهادتين وعبارات التكبير والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في المهرجانات الانتخابية، كما كان يفعل حزب العدالة والتنمية في انتخابات 2002، وذلك لضمان ديمقراطية العملية الانتخابية » (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 1 سبتمبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.