الخميس، 9 فبراير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2089 du 09.02.2006

 archives : www.tunisnews.net


الهيئة الوطنية للمحامين: بيــان
بيان المثقفين العرب والغربيين حول قضية الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت في بعض صحف الدانمرك والنرويج
الرابطة القومية للدفاع عن العروبة و الإسلام – تونس: بيــان

عريضة مساندة إلى الإخوة المعلمين ونقابيي التعليم الأساسي بالقيروان برقية مساندة إلى الإخوة المعلمين ونقابيي التعليم الأساسي بالقيروان قدس برس: احتجاجا على الرسوم المسيئة للرسول الكريم .. المحامون التونسيون ينضمون إلى المحامين العرب في حملة الإضراب 
القدس العربي: تشديد الإجراءات الأمنية حول سفارتي الدنمارك والنرويج بتونس والجزائر
رويترز: البحرية التونسية تبحث عن 14 بحارا مفقودا الشروق: ارتفاع التضخم في تونس في يناير إلى 4.46 في المائة الشرق الأوسط: تأجيل الدعوى المقامة من «تنمية» السعودية ضد الحكومة التونسية رويترز: مسؤول امريكي يشدد على تبادل المعلومات مع دول المغرب العربي الحياة: العراق والإرهاب على رأس محادثات مولر ورامسفيلد في العواصم المغاربية القدس العربي: مدير اف بي آي يزور الجزائر وسط تكتم من حكومة بوتفليقة 
محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة للتاريخ إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي
جمال عبد الرحمان: هل من بيبرس لحماية البلاد ؟

خميس بن علي الماجري: متى نحكّم عقولنا ؟ { 1/ 3 }

خميس قشة: هل الديمقراطيات الغربية تكفل احترام الأديان و حرية المعتقد؟
عبدالحميد العدّاسي: » بوجادي  » في السياسة أم في محبّة المسلمين مرسل الكسيبي: العلمانية أم الديمقراطية ؟ أحلاهما مر
خميس الخياطي: هناك شيء ما عفن في مملكة العرب …


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
 

الهيئة الوطنية للمحامين        قصر العدالة                                الحمد لله،           تونس                           تونس في 8 فيفري 2006           
بيــــــان
إن مجلس الهيئة الوطنية للمحامين بتونس المجتمع بمقره بقصر العدالة بتونس بتاريخ 08/02/2006 وبعد استعراضه لما نشر في إحدى الصحف الدانماركية ثم بصحف أخرى بمختلف الدول الغربية من إساءة متعمدة ومتكررة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم : 1- يستنكر ويندد بشدة بالإساءة للرسول الكريم ويعتبرها اعتداءا على المقدسات والمعتقدات لا يجوز السكوت عنه كما يحتج على طريقة تعامل الحكومة الدانمركية مع هذه الإساءة. 2- يعتبر أن الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم ليس عملا معزولا وإنما يدخل في إطار الحملة الأمريكية الصهيونية ضد العرب والمسلمين. 3- يعتبر أن حرية الصحافة لا تعني في أي حال من الأحوال التعدي على المقدسات الدينية للشعوب أو الأفراد. 4- يدعو إلى إصدار تشريع دولي من شأنه حماية المعتقدات . 5- يقرر تفاعلا مع إقرار اتحاد المحامين العرب تنفيذ إضراب عن العمل لمدة ساعة وذلك يوم الخميس 9 فيفري 2006 بداية من الساعة التاسعة صباحا.   عن المجلس       العميد عبد الستار بن موسى ملاحظة هامة  : هذا البيان وقع إقراره بإجماع كافة أعضاء مجلس الهيئة عدا كل من الأستاذ محمد جمور رئيس حزب العمل الوطني الديمقراطي و الأستاذ المكي الجزيرة عضو الائتلاف الديمقراطي .

 

بيان المثقفين العرب والغربيين

 

في وضع عالمي  يتسم  بتصاعد المواجهة بين العالم العربي والإسلامي والغرب بشأن جملة من القضايا السياسية الساخنة، وفي جوّ مشحون بالريبة تغذيه مخاوف واتهامات متبادلة، جاءت قضية الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت  في بعض صحف الدانمرك والنرويج، وأعادت نشرها صحافة دول غربية أخرى، لتصب الزيت على النار.   أثار ذلك موجة عارمة من الاحتجاجات الرسمية والشعبية في العديد من الأقطار العربية والإسلامية عبرت عن الغضب والاستياء لما فيها من  مسّ بالمقدسات الإسلامية. بالمقابل، ساهمت ردود الفعل هذه في تنمية مشاعر الخوف والريبة من الإسلام والمسلمين داخل البلدان الغربية، خاصة وأنها قدمت كصراع بين قيم إسلامية ترفض تشخيص الرسول وبين قيم حرية الرأي التي تسمح بذلك. بحيث أصبح الموضوع مطروحا كدليل جديد للتناقض المطلق بين منظومتي قيم  وبين حضارتين.   هذه الحادثة كانت الحلقة الأخيرة في مسلسل نخشى أن يتواصل ليزيد في تعميق أزمة ثقة متبادلة وسوء تفاهم مزمن قد يدفع الكثير من الأبرياء ثمنا باهظا له.    انطلاقا من   اشتراكنا في نفس قيم حقوق الإنسان والديمقراطية والاحترام المتبادل بين الأمم و إيماننا  بأن قدر الحضارات هو أن تتعايش وتتبادل أحسن ما لديها لتعطي للسلام كل فرصة وللتقدم البشري كل حظوظه، نؤكد، كمثقفين عرب وغربيين من البلدان الاسكندنافية وغيرها، على ما يلي:   1-إدانتنا لأي تعدي على معتقدات أي شعب أو أي دين  وإيماننا أنه من الضروري حماية الأديان  والأعراق والأقليات من كل خطاب حقد أو ترهيب أو أذى. 2- رفضنا الخلط بين الإسلام وإرهاب كان دوما، و للأسف، جزءا من التاريخ القديم والحديث ولا يختص به دين أو شعب أو عصر. 3- رفضنا كذلك وضع مسؤولية عمل، أدانته حكومات البلدان التي وقع فيها، على شعب أو بلد أو حتى حضارة بأكملها. 4- تمسكنا بحرية الرأي كركيزة من أهم ركائز الديمقراطية وحق من حقوق الإنسان ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (البند التاسع عشر)، واعتقادنا أن عليه أن يدعم لا   أن يتناقض مع الحق في الكرامة (البند الأول) والحق في المعتقد (البند الثامن عشر) والحق في السلام، كما ورد في الديباجة. فلا وجود لحق أو حرية  في المطلق وإنما ضمن حدود احترام باقي الحقوق والحريات.   إننا نناشد وسائل الإعلام ورجال السياسة وكل المواطنين في الغرب والعالم العربي والإسلامي التنبه لخطورة التبسيط والخلط والتعميم والمزايدة. فالظرف جد حساس، وهو يفرض على الجميع التحلي بأقصى قدر من التعقل والمسؤولية، كي لا تزداد الهوة اتساعا بين الحضارتين  وحتى نستطيع تجسيرها، حفاظا على السلم والتعاون الدولي والصداقة بين الشعوب والتآ زر المثمر بين الحضارات.   باريس 9-2-2006

 

Martine Aubry (France)  – Mohamed al-Talibi (Tunisie) – Haytham Manna (Syrie) – Moncef Marzouki (Tunisie) – Abdelaziz Nouaydi (Maroc) – Mohamed Bechari (France) – Abdulhadi Khalaf (Bahrain) – Abbas Aroua (Algérie) – Adline Hazane (France) – Kamel Elabidi (Tunisie) – Violette Daguerre (Liban) – Abdullah Al Riyami (Oman) – Robert Menard (France) – Likaa Abo Ajeb (Syrie) – Rachid Mesli (Algérie) – Ammar Qurabi (Syrie) – Abel Salam Belaji (Maroc) – Jawad Ghanem (UK) – Abdallah Hermatalah (Mauritanie) – Abdelhamid Abdessadok (Canada) – Nowar Atfeh (Syrie) – Mariam Osman Sherifay (Suède)  –  Susanna Lundberg (Suède)  –  Haytham Maleh (Syrie) – Tasso Stafilidis (Suède) – Ayman Sorour (Egypte) – El Mostafa Soleih (Maroc) – Aberrahim Sabir (Maroc) – Hussam Abdallah (Egypte) – Salman Tamimi (Iceland) – Lina Larsen (Norway) – Mostafa Siric (Bosnia) – Adly Abuhajar (Sweden) – Bakhtiar Amin (Danmark) – Naser al-Ghazali (Suède) – Lakhdar Paddani (France) – Ramiz Zakaj (Albania) – Taysir Alony (Spain) – Anas Schakfa (Austria) – Mohammed Almastiri (France) – Fethi Belhaj (France) – Abdel Wahid Bedersson (Suède) – Mohamed Hamza (Suède) – Aied Fayoumi (Suède) – Samir Da’bas (Suède) – Asma Saleh (Suède) – Hanan Ali (Suède) – Abir Azami (Danmark) – Wisam Jalabi (Suède) – Gustaf Björck, (Sweden) – Ingrid Kvestad (Sweden) – Basel Shalhoub (Suisse) – Rawia Morra (France) – Luciano Astudillo (Suède) – _Carin Wedar (Suède) – Noureddine Chatti (Suède) – Daniel Maier (UK) – Torsten Jurell (Suède) – Fatimi Idrissi (Suède) – Johan Toresson (Suède) – Ingmar Lindberg (Suède) – Hedi Keshrida (Suède) – Arne Orun ( Norvège) – Ahmad Salloum (France) – Trude Falch (Norvège) – Lars Lonnbach( Suède) – Per Thorsdalen ( Suède) – Ake sander (Suède) – Ingerid Straume (Norvège) – Are Saastad (Norvège) – Ole Henning Sommerfelt (Norvège) – Tim Brenne (Norvège) – Ulla Kastrup (Suède) – Daniel Voguet (France) – Ulla Kastrup ( Suède) – Abdulrahman Mario (Malte) – Daw Miskine (France) – Abdelmajid Wakil (Portugal) – Tomasz Miskiewicz (Poland) – Anouar – Koutchoukali (Pays Bas) – Naha Gabriel (Suède) – Miquel Gabriel (Suède) – Merian Ahmad (Suède) – Lif Gelan (Suède) – Uthman Twalebeh (Suède) – Ammar Sabri (Suède) – Lina Wisam (Suède) – Mats Johanson (Suède) – Hamida Tahiri (Suède) – Mohamad Kadoura(Suède) – Fatima Yasin (Suède) – Utared Haidar (UK) – Falah Salha (Hongrie) – Ahmet Akgunduz (Holland) – Jean Nasta (Germany) – Brahim Taouti (Danmark) – Mohamed Salam (UK) – Hogan Larson (Suède) – Ann Sophie Rold (Suède) – Maamoun Homsi (Syrie) – Kian Reme )Norvege) – Anders Sundelin, (Suède) – Dan Israel, (Suède) – Ulla Wikander (Suède) – Håkan A Bengtsson(Suède) – Mattias Gardell, (Suède) – Anders Fänge; (Suède) – Abdelfattah Zgaia(Suède) – Anja Breien(Suède) – Anne Edelstam (Suède) – Hans Kristian Simensen (Suède) – Dagmar Forland, Trondheim( Norvège ) -Veronica Melander(Suède)  

 

   بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله و سلم على سيدنا محمد المرسل رحمة للعالمين
    الرابطة القومية للدفاع عن العروبة و الإسلام – تونس-  
 
تونس في 9/02/2006
 
 » إن أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا لتؤمنوا بالله و رسوله و تعزروه و توقروه و تسبحوه بكرة و أصيلا إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ، يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه و من أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه جزاءا عظيما »
جماهير امتنا المؤمنة…
لقد آن الأوان لكل حر شريف في هذه الأمة أن يحدد موقعه من معاركها، و دوره و واجبه تجاهها، فبعد اغتصاب الأرض و الإمكانيات و استباحة العرض و الحرمات هاهم اليوم الصليبيون الجدد يكشفون مرة أخرى عن وجههم القبيح، وجه الحقد والعنصرية، و اللاتسامح و التطاول على المقدس و عدم احترام الآخر، بدعوى الحرية، و حرية الرأي و التعبير. و تحت هذا العنوان يخوض غلاة الصهيونية العالمية ضد امتنا و رموزها العظام و على أكثر من صعيد، معاركهم اللاشرعية و اللاعادلة، و ما حملة التشويه التي قادتها و تقودها الآن بعض الدوائر الإعلامية في الغرب متطاولة من خلالها على سيد الخلق الرسول محمد عليه الصلاة و السلام إلا دليل آخر و ليس اخبرا على مدى الانحطاط و الإسفاف و العقم الذي وصل إليه العقل العنصري الحاقد و إن كنا نعرض على هذا التطاول الجاهل إقتداء بقول الإمام الشافعي.
اعرض عن الجاهل السفيه         فكل ما قاله فهو فيه ما ظر بحر الفرات يوما وان     خاض بعض الكلاب فيه
إلا أننا نؤكد أن أصحاب الصحف الذين نشروا تلك الرسوم و الصور هم في الحقيقة ليسوا أكثر من واجهة متقدمة و عاكسة لصناع القرار في بعض الدول و الدوائر العربية التي أصبح يسيطر عليها اللوبي الصهيوني الصليبي و إننا نتحدى أيا من تلك الصحف أو الدوائر- التي تتشدق بمبدأ الحرية و حرية الرأي و التعبير ، هذا المبدأ الذي يعرف الجميع انه يقف عند حدود المس منت حرية الآخر – أن تتعرض لما يعرف بالمحرقة أو » الهلوكست عند اليهود » أو تشكك فيها. انه من الإسفاف أن تسارع بعض المنضمات إلى محاكمة صحف تعرضت للمحرقة كرد فعل طبيعي عن الإساءة للرسول الكريم.
يا جماهير امتنا العربية و الإسلامية
إن البلدان التي سمحت لصحفها و إعلامييها بإعادة نشر تلك الرسوم بعد الدنمرك مثال ايطاليا و فرنسا و بريطانيا و اسبانيا…و الاتحاد الأوروبي الذي هدد برفع شكوى بالدول التي تشجع شعوبها على مقاطعة البضائع الدنمركية إلى منظمة التجارة العالمية؟؟؟
إننا مدعوون جميعا و فورا إلى تقديم اعتذارا رسمي إلى كل مسلم و مؤمن من أقصى الأرض إلى أدناها و ليس فقط للمسلمين في الأمتين العربية و الإسلامية.
و إننا إذ نقول هذا ليس من باب رد الفعل، و لكن من حقنا العقائدي و الأخلاقي و القانوني أن نطالب بذلك و نشدد عليه، و لنا فيما نفعل أشياء أخرى، ليس اقل منها مطالبة تلك الأنظمة التي يقال لها » عربية » و التي فقدت شرعيتها و مشروعيتها لدى جماهيرنا، أن تطرد سفراء تلك الدول و ان تسحب سفراءها منها اذا لم تقدم اعتذارا رسميا و شافيا ، و تقطع عنها عصب اقتصادها : النفط العربي الذي أصبح في ظل هذه الأنظمة مدادا يكتب به تاريخ الخيانة و العار » العربي الرسمي »
كما أننا في ذات الوقت ندعو جماهير امتنا العربية و الإسلامية قاطبة إلى تفعيل دورها في التصدي لمثل هذه الهجمات العنصرية و ذالك بمقاطعة بضائع الدول المساهمة في تلك الحملة الإعلامية المشبوهة، و بالتنظم و التحرك المسؤول في كل المدن و القرى لفرض حقها الطبيعي في التعبير عن رفضها لهذا الصمت و التخاذل الرسمي المقيت أمام ما يحدث لامتنا من اغتصاب و احتلال و تطاول على مقدساتها.
اما نبي الأمة فهو اكبر و أرقى من كل تلك الصغائر و لقد كفاه الله شر المستهزئين و هو القائل عز و جل » إن كفيناك شر المستهزئين » و اعد لهم عذابا أليما » و لقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون » صدق الله العظيم
                              الرابطة القومية للدفاع عن العروبة و الإسلام – تونس-
 

 

 

عريضة مساندة إلى الإخوة المعلمين ونقابيي التعليم الأساسي بالقيروان

 

نحن النقابيين الممضين أسفله, وبعد تسجيلنا الإعتداء الهمجي على المعلمين وممثليهم النقابيين المعتصمين بالإدارة الجهوية للتعليم بالقيروان يوم الخميس 2 فيفري 2006 وتعنيفهم وتفريقهم بالقوة من قبل قوات البوليس ,

وتبعا للنجاح الباهر للإضراب الجهوي الإحتجاجي الذي شنّه المعلمون بالقيروان يوم الإثنين 6 فيفري 2006 دفاعا عن الكرامة وعن الحق النقابي وتصدّيا لقوّات القمع البوليسية المعتدية:

أوّلا: نندّد بشدّة بتلك الإعتداءات الخطيرة المتكرّرة التي تستهدف الحريات النقابية وكرامة المربين والتي تأتي مواصلة للإعتداءات التي طالت بالخصوص المعلمين بسيدي بوزيد وقفصة في 5 أكتوبر 2005 وقبلهم أساتذة التعليم الثانوي في 3 جوان 2003 …

ثانيا: نعتبر ذلك حلقة جديدة ضمن الهجمة التي تمعن السلطة في مواصلة شنّها ضدّ الحركة النقابية المناضلة ومختلف فصائل الحركة الشعبية وكلّ المنظمات المهنية والحقوقية المستقلة ومن ضمنها منع نشاط رابطة حقوق الإنسان وتنصيب هيئة على رأس جمعية القضاة ومنع عديد القوى من حقها في النشاط السياسي والجمعياتي والتضييق على النشاط الشبابي الطلابي.

ثالثا: نكبر عاليا الإضراب الناجح الذي شنّه المعلمون بالقيروان يوم 6 فيفري 2006 كخطوة نضالية راقية للردّ على تلك الإنتهاكات المشينة.

رابعا: نعبّر عن مساندتنا المطلقة للمعلّمين وعن تضامننا معهم في نضالاتهم المشروعة من أجل حقوقهم ودفاعا عن كرامتهم.

خامسا: ننبّه من خطورة النهج الرامي لتكريس سياسة القمع وتعميمها ضدّ الحركة النقابية العماليّة والشعبية ومحاولات تدجينها.

عاش الإتحاد العام التونسي للشغل وطنيا مستقلا ديمقراطيا ومناضلا

 

1

زهير اللجمي

نقابي

2

عبد العزيز بوزيان

أستاذ تعليم ثانوي عضو نقابة أساسية

3

لطفي قوبعة

كاتب عام مساعد الفرع الجامعي للمعادن بصفاقس

4

محمد شعبان

كاتب عام النقابة الجهوية لعملة التربية بصفاقس

5

محمد الجربي

نقابي

6

محمد الحمزاوي

نقابي

7

محمود عاشور

اتحاد جهوي للشغل بتونس

8

فيصل عبيدي

نقابي

9

رشيد داود

كاتب عام الفرع الجامعي للبريد والإتصالات

10

محسن جراد

موظف نقابي

11

محمد القنوني

نقابي

12

يوسف العوادني

نقابي- عضو الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس

13

وهيبة الملولشي المصفار

موظفة

14

لطفي حريز

عضو النقابة الأساسية للتجهيز والإسكان بصفاقس

15

فتحي اللجمي

كاتب عام النقابة الأساسية للبنك الوطني الفلاحي بصفاقس

16

محمد القسيس

كاتب عام النيابة النقابية لموظفي المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بصفاقس

17

سلاف خليف بن يحيى

نقابية

18

آمال بن سليمان

موظفة

19

الحبيب اليانقي

كاتب عام مساعد النقابة الجهوية للمياه بصفاقس

20

شكري عمار

كاتب عام النقابة الأساسية للمياه بصفاقس الجنوبية

21

محمد اليانقي

كاتب عام النقابة الأساسية لأعوان وعملة بلدية ساقية الدائر يصفاقس

22

وجدي مامني

عضو النقابة الأساسية للبنك الوطني الفلاحي بصفاقس

23

صلاح الدين الطاهري

كاتب عام مساعد النقابة الأساسية للبنك الوطني الفلاحي بصفاقس

24

عبد الكريم جراد

كاتب عام الفرع الجامعي للكيمياء والنفط

25

رفيق حاجي

نقابي تعليم أساسي

26

عادل الزواغي

كاتب عام الفرع الجامعي للصحة بصفاقس

27

محمد الجموسي

كاتب عام النقابة الجهوية للأطباء وأطباء الأسنان وصيادلة الصحة العمومية بصفاقس

28

علي العمامي

نقابي تعليم أساسي

29

حمادي المصراطي

كاتب عام النقابة الأساسية مستشفى الهادي شاكر

30

عبد العزيز الغنودي

كاتب عام النقابة الأساسية للتأطير والإرشاد ببئر علي

31

منذر زعتور

كاتب عام مساعد النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجبنيانة

32

محمد الصيد

كاتب عام النقابة الأساسية لعملة كلية العلوم الإقتصادية والتصرف بصفاقس

33

لطفي غربال

كاتب عام النقابة الأساسية لعملة الحي الجامعي ابن شباط بصفاقس

34

منجي الغريبي

كاتب عام النقابة الأساسية لعملة المطعم الجامعي المنار بصفاقس

35

عز الدين الشعري

كاتب عام النقابة الأساسية لعملة كلية الطب بصفاقس

36

منصف فرحات

كاتب عام النقابة الأساسية لعملة التعليم العالي علي النوري بصفاقس

37

سليم الزواري

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي ساقية الزيت

 

 


 

صفاقس في 6 فيفري 2006

برقية مساندة

 

إلى الإخوة المعلمين ونقابيي التعليم الأساسي بالقيروان

 

إنّ المكاتب النقابية للنقابات والفروع الجامعية الممضية أسفله

وبعد تسجيلها الإعتداء الهمجي على المعلمين وممثليهم النقابيين المعتصمين بالإدارة الجهوية للتعليم بالقيروان يوم الخميس 2 فيفري 2006 وتعنيفهم وتفريقهم بالقوة من قبل قوات البوليس ,

وتبعا للنجاح الباهر للإضراب الجهوي الإحتجاجي الذي شنّه المعلمون بالقيروان اليوم الإثنين 6 فيفري 2006 دفاعا عن الكرامة وعن الحق النقابي وتصدّيا لقوّات القمع البوليسية المعتدية:

أوّلا: تندّد بشدّة بتلك الإعتداءات الخطيرة المتكرّرة التي تستهدف الحريات النقابية وكرامة المربين والتي تأتي مواصلة للإعتداءات التي طالت بالخصوص المعلمين بسيدي بوزيد وقفصة في 5 أكتوبر 2005 وقبلهم أساتذة التعليم الثانوي في 3 جوان 2003 …

ثانيا: تعتبر ذلك حلقة جديدة ضمن الهجمة التي تمعن السلطة في مواصلة شنّها ضدّ الحركة النقابية المناضلة ومختلف فصائل الحركة الشعبية وكلّ المنظمات المهنية والحقوقية المستقلة ومن ضمنها منع نشاط رابطة حقوق الإنسان وتنصيب هيئة على رأس جمعية القضاة ومنع عديد القوى من حقها في النشاط السياسي والجمعياتي والتضييق على النشاط الشبابي الطلابي.

ثالثا: تكبر عاليا الإضراب الناجح الذي شنّه المعلمون اليوم كخطوة نضالية راقية للردّ على تلك الإنتهاكات المشينة.

رابعا: تعبّر عن مساندتها المطلقة للمعلّمين وعن تضامنها معهم في نضالاتهم المشروعة من أجل حقوقهم ودفاعا عن كرامتهم.

خامسا: تنبّه من خطورة النهج الرامي لتكريس سياسة القمع وتعميمها ضدّ الحركة النقابية العماليّة والشعبية ومحاولات تدجينها.

 

عاش الإتحاد العام التونسي للشغل

وطنيا مستقلا ديمقراطيا ومناضلا

 

عن المكاتب النقابية التالية

1

فتحي اللجمي

النقابة الأساسية للبنك الوطني الفلاحي بصفاقس

الكاتب العام

2

منذر زعتور

النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجبنيانة

الكاتب العام المساعد

3

عبد العزيز الغنودي

النقابة الأساسية للتأطير والإرشاد ببئر علي

الكاتب العام

4

لطفي قوبعة

النقابة الأساسية لشركة سوكومينين يصفاقس

الكاتب العام

5

رشيد داود

الفرع الجامعي للبريد والإتصالات بصفاقس

الكاتب العام

6

محمد شعبان

النقابة الجهوية لعملة التربية بصفاقس

الكاتب العام

7

محمد قسيس

النيابة النقابية لموظفي المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بصفاقس

الكاتب العام

8

الحبيب اليانقي

النقابة الجهوية للمياه بصفاقس

الكاتب العام المساعد

9

شكري عمار

النقابة الأساسية للمياه بصفاقس الجنوبية

الكاتب العام

10

محمد اليانقي

النقابة الأساسية لأعوان وعملة بلدية ساقية الدائر بصفاقس

الكاتب العام

11

محمد الصيد

النقابة الأساسية لعملة كلية العلوم الإقتصادية والتصرف بصفاقس

الكاتب العام

12

لطفي غربال

النقابة الأساسية لعملة الحي الجامعي ابن شباط بصفاقس

الكاتب العام

13

منجي الغريبي

النقابة الأساسية لعملة المطعم الجامعي المنار بصفاقس

الكاتب العام

14

عز الدين الشعري

النقابة الأساسية لعملة كلية الطب بصفاقس

الكاتب العام

15

منصف فرحات

النقابة الأساسية لعملة التعليم العالي علي النوري يصفاقس

الكاتب العام

16

عادل الزواغي

الفرع الجامعي للصحة بصفاقس

الكاتب العام

17

محمد الجموسي

النقابة الجهوية للأطباء وأطباء الأسنان وصيادلة الصحة العمومية

الكاتب العام

18

حمادي المصراطي

النقابة الأساسية لأعوان الصحة للمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس

الكاتب العام

19

سليم الزواري

النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بساقية الزيت

الكاتب العام


احتجاجا على الرسوم المسيئة للرسول الكريم ..

المحامون التونسيون ينضمون إلى المحامين العرب في حملة الإضراب

تونس – خدمة قدس برس

انضم المحامون التونسيون اليوم الخميس (9/2)، إلى الإضراب العام الذي دعا إليه اتحاد المحامين العرب، احتجاجا على الرسومات التي نشرتها صحيفة دانمركية، واستفزت فيها مشاعر ملايين المسلمين، بإساءتها للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

وتجمع مئات المحامين في قصر العدالة بتونس العاصمة، رافعين شعارات منددة بالحملة على المقدسات الإسلامية، وداعين إلى تغليب منطق الحوار بين الأمم والأديان، ونبذ صراع الحضارات الذي تحرّض عليه القوى اليمينية والصهيونية في بعض الدول الغربية.

وقال نقيب المحامين التونسيين عبد الستار بن موسى، في تصريح لوكالة « قدس برس »: « إن المعتقدات والمقدسات لا يمكن المساس بها تحت أي ذريعة، ولو تحت غطاء حريّة التعبير، لأن حرية التعبير حسب قوله، ليست مطلقة، ولا يجب أن تؤدي إلى الإساءة إلى الرسل والمعتقدات ». 

وأضاف بن موسى: « إن إقدام بعض الصحف الغربية على نشر رسوم مسيئة تتضمن إساءة للدين الإسلامي، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يندرج في إطار مخطط صهيوني، لإشاعة التصادم بين الحضارات، ونحن في نطاق الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، سنطبق ما استقرّ عليه موقف اتحاد المحامين العرب، من رفض لتلك الحملة المغرضة، وسنقوم بالاحتجاجات الممكنة عليها ».

وكان اتحاد المحامين العرب، قد دعا إلى إضراب عام اليوم الخميس، في كامل الدول العربية، ولمدة ساعة، احتجاجا على الإساءات المتعمدة، والمتكررة، للدين الإسلامي والرسول صلى الله عليه وسلم.

وطالب اتحاد المحامين العرب في بيان حصلت « قدس برس » على نسخة منه، من المؤسسات الدينية، وفي مقدمتها الأزهر الشريف، والمجالس العليا للشؤون الإسلامية، وكذلك المؤسسات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، بالتصدي لهذه المهاترات، والسعي لدى الحكومات العربية لاتخاذ موقف شجاع، يتناسب وهذا الحدث الجلل.

من جهة أخرى شهدت بعض المدن التونسية، الأربعاء (8/2)، مسيرات طلابية، شارك فيها المئات، احتجاجا على الرسوم المسيئة للرسول الكريم، وردد الطلاب شعار: « بالروح بالدم نفديك يا رسول »، مطالبين بمقاطعة البضائع الدنمركية، لكن قوات الأمن التي انتشرت بكثافة، لم تسمح للمتظاهرين من وصول المسيرات إلى وسط العاصمة.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 9 فيفري 2006)


 

تشديد الإجراءات الأمنية حول سفارتي الدنمارك والنرويج بتونس والجزائر

 

تونس ـ الجزائر ـ رويترز ـ يو بي آي: شددت الحكومتان التونسية والجزائرية امس الاربعاء من اجراءاتها الامنية تحسبا لاحتمال مهاجمة مصالح دنماركية او رعايا دنمركيين ولمواجهة اي مظاهرات احتجاج علي رسوم مسيئة للنبي محمد نشرتها صحيفة دنماركية واعادت صحف غربية اخري نشرها.

وتونس التي تحتفظ بعلاقات سياسية واقتصادية جيدة مع البلدان الغربية احدي الدول الاسلامية القليلة التي لم تشهد اي تظاهرات مناوئة للدنمارك او احتجاجات شعبية علي الرسوم التي نشرتها صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية.

ويصور احد الرسوم النبي محمد يرتدي عمامة علي هيئة قنبلة. وانتشرت قوات الشرطة التونسية بكثافة غير معهودة في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة. وضربت طوقا امنيا حول عدد من الجامعات التونسية خوفا من اندلاع مظاهرات تصحبها اعمال شغب.

كما كثفت قوات الشرطة من تواجدها امام مقر القنصلية الدنماركية امس الاربعاء وطوقتها بالعشرات من افرادها بعد تلقي انباء عن وجود تهديدات ضد البعثة الديبلوماسية في تونس.

وتتزامن هذه التعزيزات الامنية مع دعوة الاوروبيين الدول العربية والاسلامية لضمان امن دبلوماسييها ورعاياها بعد حرق القنصليتين الدنماركية والنرويجية في سورية ولبنان وتحول الغضب الشعبي الواسع الي اعمال عنف في بعض البلدان.

وقال مصدر بالقنصلية الدنماركية لرويترز البعثة الدنماركية ليس لديها شعور بالخوف في تونس رغم هذه التعزيزات الامنية.. لكن من يدري قد يحصل حدث عرضي من شخص غير مسؤول او مجنون .

ولا يتجاوز عدد السياح الدنماركيين الذين يأتون الي تونس كل عام 20 الف سائح.

ولم تعلن الحكومة التونسية اي موقف رسمي علني تجاه الرسوم التي فجرت غضبا واسعا في ارجاء العالم الاسلامي. لكنها منعت توزيع العدد الاخير من صحيفة فرانس سوار الفرنسية التي اعادت نشر الرسوم. وفي الجزائر شددت السلطات الجزائرية الإجراءات الأمنية حول سفارتي الدنمارك والنروج خوفا من تكرار ما حدث في بعض البلدان الإسلامية.

وعمدت السلطات الجزائرية الي هذا الاجراء بعد تصريحات نارية أطلقها زعماء سياسيون بخصوص هذه القضية وعقب حرق العلمين الأمريكي والدنماركي من قبل مجموعة من الشباب في تجمع حضره الأمين العام لجبهة التحرير الوطني (حزب الأغلبية البرلمانية) عبد العزيز بلخادم وزعيم حركة مجتمع السلم (الإخوان المسلمين) أبو جرة سلطاني.

وفرضت السلطات الجزائرية طوقا أمنيا صارما وكثفت من مراقبتها للمنطقة التي تقع فيها سفارتي الدنمارك والنروج بالعاصمة الجزائرية، وهما يقعان في نفس المبني.

وتمركزت سيارات وشاحنات الشرطة في المكان عينه وهي علي أهبة الاستعداد تحسبا لأي طارئ.

وجاء الإجراء الجزائري بعد إصدار الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بيانا شديد اللهجة طالب فيه حكومات 19 دولة عربية وإسلامية من ضمنها الجزائر بالسيطرة علي موجة الاحتجاجات والغضب الجماهيري التي تعيشها كافة الأقطار العربية والإسلامية بسبب اساءة الصحف الدنماركية والنروجية للنبي محمد.

وقام الاتحاد الأوروبي بإعداد مذكرة للدول المعنية وطالبها بتكثيف اجراءات الأمن الضرورية لحماية الرعايا والمنشآت الأوروبية وقنصلياتها في هذه الدول المصنفة بالخطيرة.

وذكر بيان الاتحاد الأوروبي سلطات كل من الجزائر ومصر وإثيوبيا وإيران والأردن وإندونيسيا والكويت ولبنان وليبيا وماليزيا والمغرب وعمان وباكستان والسعودية وسورية وتونس وتركيا والإمارات العربية المتحدة والسلطة الفلسطينية بالتزاماتها بمعاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية فيما يتعلق بحماية البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 9 فيفري 2006)


البحرية التونسية تبحث عن 14 بحارا مفقودا

تونس (رويترز) – قال بحارة ومصادر امنية في تونس يوم الخميس ان قوات من البحرية والجيش بدأت عمليات بحث عن سفينة صيد تونسية على متنها 14 بحارا قبالة سواحل حلق الواد في ضواحي العاصمة بعد أن انقطع الاتصال بها منذ يوم الاربعاء وسط مخاوف من غرقها.

وقال مصدر أمني رفض نشر أسمه لرويترز « انقطعت كل الاتصالات بسفينة صيد تقل 14 بحارا غادرت ميناء حلق الواد باتجاه جزيرة زمبرة في المياه الاقليمية التونسية مما حتم بدء عمليات البحث بواسطة قوات من البحرية والجيش اضافة إلى طائرة ».

 

واضاف أن ربان السفينة أبلغ بقطع الرحلة والعودة للميناء يوم الاربعاء لسوء الاحوال الجوية قبل أن تنقطع به كل أشكال الاتصال.

 

ورجح بحارة يساعدون في عمليات البحث غرق السفينة التي يبلغ طولها 30 مترا نظرا لسوء الاحوال الجوية وعدم العثور على اثر لها حتى الآن.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 9 فيفري 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


بين حلق الوادي وجزيرة زمبرة: اختفاء سفينة صيد تونسية تحمل 14 بحارا؟!

 

* تونس ـ الشروق:

تواصل يوم أمس البحث عن 14 بحارا كانت أخبارهم وأخبار سفينتهم (بلانصي) انقطعت منذ فجر الثلاثاء تاريخ مغادرتهم ميناء حلق الوادي في اتجاه جزيرة زمبرة.

حسب ما نقلته «الشروق» عن مصادر مقربة من المفقودين فان سفينة الصيد المفتش عنها والبالغ طولها 27 مترا تقريبا غادرت حلق الوادي حوالي الثالثة من فجر الثلاثاء قاصدة جزيرة زمبرة على بعد 50 ميلا بحريا شمالا (تستغرق الرحلة عادة بين 5 ساعات و6 ساعات) لكن أخبارها وأخبار راكبيها (الرايس ورايس البحارة و12 بحارا) انقطعت.

وقد كان من المفترض عودة السفينة نهار الثلاثة (بنهاية رحلة الصيد) لكن تأخرها حتم البدء في عملية البحث التي استمرت دون جدوى حتى يوم أمس الاربعاء.

 

* عماد

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 9 فيفري 2006)


موقع جامعة الزيتونة يتعرّب

 

بعد نشر الموقف لمقال حول الإنترنات وانتشارها في التعليم العالي بالخصوص يحتج فيه صاحبه على محتوى موقع الإنترنات لجامعة الزيتونة الذي يمس من مكانة تعليمنا العالي ومن تاريخه ويجعل من جامعاتنا مسخرة للعالم أجمع، تبدّل الموقع وأصبح معرّبا وأزيلت منه الوصلة التي تؤدي إلى النكت ذات المستوى المتدني.

 

وأسرة الموقف إذ تشكر المسؤولين عن الموقع على إصلاحهم الأخطاء التي ارتكبوها تلفت انتباه وزارة الداخلية إلى أن سحب الجريدة من الأكشاك من حين إلى آخر يضر بالجريدة من دون شك ولكنه يضر البلاد أكثر إذ يمنع المسؤولين من أن يفتحوا أعينهم على واقع بلادنا المتردّي ومن أن يصلحوا ما أمكن إصلاحه.

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية العدد 346 بتاريخ 10 فيفري 2006)

 


 

ارتفاع التضخم في تونس في يناير إلى 4.46 في المائة

 

تونس ـ رويترز: قال المعهد الوطني للاحصاء امس، ان مؤشر اسعار المستهلكين التونسي زاد بنسبة محسوبة على اساس سنوي الى 4.46 في المائة في يناير (كانون الثاني) من 3.93 في المائة في ديسمبر (كانون الاول).

 

وتتوقع الحكومة ان يبلغ معدل التضخم في العام الجاري باكمله 2.7 في المائة، مقارنة بـ2.06 في المائة المسجلة في عام 2005 و3.8 في المائة في عام 2004.

 

وترجع زيادة يناير اساسا الى تكاليف النقل الاعلى، التي زادت بنسبة 6.97 في المائة مقارنة بـ3.33 في المائة في يناير من عام 2005 نتيجة زيادة اسعار الوقود.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 9 فيفري 2006)

 


مطالبة بتعويضات تبلغ 79 مليون دولار بسبب عدم الالتزام بعقد مشترك

تأجيل الدعوى المقامة من «تنمية» السعودية ضد الحكومة التونسية

 

القاهرة: دينا وادي

 

أجلت محكمة تسوية منازعات الاستثمار التابعة لجامعة الدول العربية الحكم في دعوى طلب الالتماس المقدمة من شركة «تنمية» السعودية للاستشارات الادارية والتسويقية ضد الحكومة التونسية والتي تطالب فيها بتعويض قدره 79 مليون دولار أميركي عن أضرار لحقت بالشركة جراء عدم التزام تونس حسبما تذكر بعقد رسمي مشترك حول حقوق البث الاذاعي والتلفزيوني والاعلامي لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في تونس 2001.

وقررت هيئة المحكمة المكونة من ثلاثة أعضاء برئاسة القاضي السوري «نائل محفوظ» تأجيل قرار رفض أو قبول الدعوى من حيث الشكل لحين دراسة القضية دراسة مستوفية لمدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، وذكرت المحكمة أنه إذا تم رفض الدعوى سيتم ابلاغ طرفي النزاع من دون عقد جلسة وإذا تم قبولها شكلاً فسيتم تحديد جلسة للمرافعة ثم صدور قرار الحكم الذي سيعد نهائياً طبقاً للائحة القانونية لمحكمة تسوية منازعات الاستثمار.

 

وقال رجل الأعمال السعودي عادل بن صالح المداح رئيس شركة «تنمية» السعودية إن قرار المحكمة جاء حكيماً، وقال إننا حاولنا قبل تقديم طلب الالتماس في اعادة النظر في القضية أن نتصالح ودياً مع الطرف الآخر لكنهم رفضوا الصلح إلا بعد اصدار المحكمة لحكمها النهائي.

 

وأضاف «المداح» أنه يجب أن تحاول المحكمة اعادة النظر في كيفية سير عملها بحيث لا تطول الفترة الزمنية التي تنظر فيها قضايا النزاع الاستثماري.

 

وحضرت الجلسة هيئة محامين بقيادة عبد الرحمن خالد السعد رئيس المجموعة القانونية في السعودية عن شركة تنمية للاستثمارات والاستشارات السعودية، وعن الجانب التونسي حضرت هيئة محامين بقيادة عبد المجيد تركي.

 

يذكر أن النزاع بدأ في أواخر أغسطس (آب) عام 1999 حين اكتشفت «تنمية» أن الحكومة التونسية تمثلها لجنة ألعاب البحر الأبيض المتوسط تعاقدت مع الخطوط الجوية التونسية لاستثمار حقوق بث دورة الألعاب الرياضية وتبين لها أن التعاقد مع «تنمية» جاء بعد 4 أشهر من ابرام التعاقد مع الخطوط الجوية التونسية، حيث حررت «تنمية» محضراً بين طرفي العقد في سبتمبر من نفس العام، وأقر فيه الجانب التونسي بالمخالفات وتعهد بتصحيح الوضع، لكنه لم يلتزم وبعد فشل حل النزاع بالطرق الودية أو في المحاكم التونسية لجأت الشركة السعودية لمحكمة تسوية منازعات الاستثمار التابعة لجامعة الدول العربية وطالبت بتعويض قدره 79.058 مليون دولار.

 

من جهة أخرى تنظر حالياً محكمة تسوية منازعات الاستثمار التابعة لجامعة الدول العربية دعوتي نزاع استثماري أخريين تم تقديمهما بعد أول قضية نزاع استثماري نظرتها المحكمة أولاهما مقدمة من المواطنة الكويتية (عايدة بركات) صاحبة إحدى الشركات الاستثمارية الكويتية ضد وزير المالية المصري بصفته وتطالب بتعويض مالي جراء اجراءات تعسفية قامت بها ادارة الجمارك ضدها.

 

أما الدعوى الثانية فمن المواطنة المصرية منيرة عبد الحافظ ضد دولة الامارات العربية المتحدة تطالبها بتعويض جراء حكم قضائي قضت به الدولة بحبس شركائها في نزاع استثماري بينهم وبين الحكومة الاماراتية نتيجة مخالفات مالية ارتكبوها.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 9 فيفري 2006)


 

مسؤول امريكي يشدد على تبادل المعلومات مع دول المغرب العربي

 

الرباط (رويترز) – شدد مسؤول امني امريكي رفيع على اهمية التنسيق الامني بين المغرب والجزائر وتونس وليبيا لتفادي الهجمات الارهابية المحتملة.

 

وقال روبرت ميلر رئيس مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي في حوار مع يومية الصحراء المغربية المقربة من الاوساط الرسمية نشرته يوم الخميس « نعلم جيدا ان المغرب والجزائر وتونس وليبيا تعمل معا لمواجهة الارهاب. »

 

واضاف « لهذا يجب أن نتابع ربط صداقات وخلق آليات تبادل المعلومات بطريقة أسرع مما سيمكننا من تفادي هجمات ارهابية جديدة. »

 

وكان ميلر قد وصل إلى المغرب يوم الاثنين الماضي كمحطة اولى في جولة تشمل ايضا زيارة الجزائر ومصر. والتقى بالعاهل المغربي محمد السادس يوم الثلاثاء وحضر الاجتماع مسؤولون من اجهزة الامن والمخابرات بالمغرب والولايات المتحدة.

 

وتأتي زيارة ميلر قبل زيارة يقوم بها وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد. ومن المتوقع ان يصل رامسفيلد الى المغرب يوم الاحد المقبل في اول زيارة له الى المنطقة.

 

وقال ميلر « ان الهدف من جولتي هو مناقشة التعاون الدولي في مجال مكافحة الارهاب. »

 

وعن التقارير التي تحدثت عن نقل الولايات المتحدة لمعتقلين في جوانتانامو الى دول من بينها المغرب لتعذيبهم قال « سأكرر ما قالته كونداليزا رايس في هذا الشأن.. فالولايات المتحدة تحترم القانون الدولي وتحترم سيادة كل الدول التي تتعامل معها. »

 

كما تطرق الى تقارير اشارت الى وجود جماعات مسلحة تنشط في الحدود بين المغرب وموريتانيا والجزائر لها صلة بتنظيم القاعدة وقال « هناك تقارير ومعلومات حول هذا الموضوع وأرى انه من الضروري أن نعمل مع دول المنطقة من اجل اجتثاث هذا التهديد. »

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 9 فيفري 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


 

العراق والإرهاب على رأس محادثات مولر ورامسفيلد في العواصم المغاربية

تونس – رشيد خشانة    

 

أفادت مصادر أميركية ان الجولة المغاربية التي بدأها رئيس مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) روبرت موللر من الرباط أول من أمس تندرج في إطار تعزيز التنسيق في مكافحة الشبكات الإرهابية. وتشمل الجولة إلى المغرب كلاً من الجزائر وتونس، وهي تسبق زيارة يقوم بها وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد للرباط والجزائر وتونس في ختام اجتماع لحلف الأطلسي في صقلية الأحد المقبل.

وأوضحت المصادر ان أربعة ملفات رئيسية سيدرسها المسؤولان الأميركيان في العواصم التي سيزورانها، أولها عرض نتائج الجهود الاستخباراتية للحؤول دون استمرار تطوع «استشهاديين مغاربيين» للمشاركة في أعمال المقاومة في العراق، وثانيها الإعداد لجولة جديدة من المناورات العسكرية المشتركة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى أواخر الربيع المقبل في إطار مكافحة جماعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة» اتخذت من البلدان المتاخمة لجنوب الصحراء «ملجأ آمنا بعد تشديد الخناق عليها في مناطق أخرى».

أما الملف الثالث فيتصل بالتصدي لتسلل «عناصر إرهابية» إلى أوروبا تحت ستار موجات الهجرة غير الشرعية، فيما يتعلق الرابع بتعزيز التعاون بين الحلف الأطلسي وتونس والجزائر والمغرب في المجالات العسكرية والاستخباراتية خلال المرحلة المقبلة.

ولوحظ أن زيارة رامسفيلد المرتقبة تتزامن مع مرور ثمانية شهور على أول مناورات واسعة بين قوات أميركية ووحدات تنتمي الى كل من المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا والنيجر ومالي والسينغال وتشاد ونيجيريا بقيادة الجنرال هولي سيلكمان قائد القوات الأميركية في أوروبا أواسط حزيران (يونيو) الماضي استمرت عشرة أيام. وأضافت المصادر أن رامسفيلد سيبحث في ترتيبات الدورة الجديدة من المناورات التي التزمت البلدان التسعة المشاركة فيها. وتندرج المناورات في إطار خطة تدريبات مشتركة أطلق عليها اسم «مبادرة مكافحة الإرهاب العابر للصحراء» والتي اعتمد لها الكونغرس 100 مليون دولار.

وفي المقابل، يُرجح أن يُركز رئيس مكتب التحقيقات الفيديرالي محادثاته في جولته المغاربية على تنسيق الجهود لقطع الطريق أمام وصول «استشهاديين مغاربيين» إلى العراق عبر أوروبا.

واستكمالا لهذا التنسيق سيبحث كل من مولر ورامسفيلد في تعزيز التعاون لإحكام الرقابة على السفن التي تعبر المتوسط بين مضيق جبل طارق وقناة السويس بالتنسيق مع الحلف الأطلسي بغية منع تنقل أعضاء الجماعات «الإرهابية» من منطقة إلى أخرى.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 9 فيفري 2006)

 


مدير اف بي آي يزور الجزائر وسط تكتم من حكومة بوتفليقة

 

الجزائر ـ يو بي أي: كشف مصدر جزائري مطلع أن رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي روبرت سوان ميلر بدأ زيارة للجزائر في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء لبحث تنمية التعاون الأمني بين واشنطن والجزائر.

وتتكتم السلطات الجزائرية حول هذه الزيارة وترفض الاعلان عنها حتي الآن.

وأوضح المصدر الذي طلب عدم التصريح باسمه لـ يونايتد برس أنترناشونال أن الزيارة تأتي مقدمة للزيارة التي سيقوم بها وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد للجزائر في 13 الجاري.

وأشار المصدر نفسه الي أن المسؤول الأمريكي سيبحث مع المسؤولين الأمنيين الجزائريين وعلي رأسهم المدير العام للأمن الوطني العقيد علي تونسي الذي زار واشنطن العام الماضي، تعميق التنسيق الأمني بين مصالح الأمن في البلدين حول مكافحة ما يسمي بالارهاب والجريمة المنظمة، بالاضافة الي تمكين الأجهزة الأمنية في الجزائر من الاستفادة من الخبرات التقنية والعلمية في مجال محاربة الجريمة المنظمة وشبكات الاتجار بالمخدرات.

وكانت أنباء تحدثت أن ميولر سيلتقي مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للتباحث معه حول قضايا أمنية بينها فتح فرع لمكتب التحقيقات الفدرالي بالجزائر علي غرار ما هو قائم في المغرب ومصر والأردن.

الا أن رئاسة الجمهورية نفت علمها بمثل هذه الزيارة وباللقاء المزعوم مع الرئيس بوتفليقة، وهو نفس ما ذهبت اليه سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر التي رفضت التعليق حول الموضوع من أصله.

وعلي الرغم من أن واشنطن لا تربطها بالجزائر اتفاقية تبادل الأشخاص، الا أن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أعلنت عن تسليمها الجزائري سمير عبدون، 38 سنة، الذي كان موقوفا في أميركا منذ 22 أيلول/سبتمبر 2001 بتهمة مقابلته بمدينة لوس أنجلس لاثنين من المجموعة التي نفذت الهجوم بالطائرة علي مبني البنتاغون في 11 أيلول/سبتمبر 2001، وهما نواف الحزمي وخليد المهدار.

ويوجد سمير عبدون حاليا بين يدي سلطات الأمن الجزائرية التي تحقق معه في مدي علاقته بما يوصف بالارهاب، خاصة وأنه دخل أميركا سنة 1998 بجواز سفر فرنسي مزيف، واعترافه بمقابلة الشخصين المتهمين خارج اطار ما كان يخططان له.

وكان سفير الجزائر السابق في واشنطن ادريس الجزائري أعلن سابقا أن الجزائر وواشنطن يدرسان امكانية توقيع اتفاقية قضائية تمس تبادل الأشخاص بين البلدين.

وفي وقت قريب، منع القضاء الجزائري تسليم الجزائري عبد المجيد دحومان الذي أوقفته سلطات الأمن بمنطقة القبائل شرقي الجزائر الي واشنطن بعد اتهامه بالانتماء الي شبكة وصفت بالارهابية عقب توقيف الجزائري أحمد رسام سنة 2000 علي الحدود الكندية ـ الأمريكية وهو يحاول ادخال متفجرات الي أمريكا لتنفيذ عملية تفجير مطار لوس أنجلس حسب تصريحات مكتب التحقيقات الفدرالي وقد أصدر القضاء الأمريكي حكما بحسبه 200 سنة. وفي المقابل، رفضت واشنطن منذ 1995 تسليم الجزائري أنور هدام رئيس البعثة الخارجية للجبهة الاسلامية للانقاذ الذي تبني عملية تفجير مركز مديرية الأمن بالعاصمة الجزائرية سنة 1995 والذي أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصا.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 9 فيفري 2006)

 


 

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين     
                                   تونس في 08/02/2006

                       بقلم محمد العروسي الهاني

 مناضل من الحزب الدستوري  حزب تحرير البلاد و بناء الدولة

                                                                          تونس

رسالة مفتوحة للتاريخ

إلى رمز الأمة و الضامن للحريات و الساهر على القانون سيادة الرئيس زين العابدين بن علي، رئيس الدولة التونسية.
 
في إطار توضيح بعض المشاغل في نطاق حرية الرأي الحر و التعبير الصادق و مصلحة الوطن العليا و الحفاظ على الثوابت و القيم التي ناضلنا من أجلها لتجسيم الحرية و الإستقلال و بناء الدولة العصرية.
 
و تجسيما لهذه المعاني السامية و النبيلة و المقدّسة.
و تكريسا لمبدأ الوفاء للوطن و الإنتماء إليه.
و حفاظا على مكاسب الإستقلال و خيارات الجمهورية 25 جويلية 1957 و بيان 7 نوفمبر.
يسرني و يسعدني للمرّة الثانية في ظرف شهرين و 10 أيام أن أبعث إلى سيادتكم بالرسالة المفتوحة الثانية عن طريق موقع الأنترنات -موقع تونس نيوز- نظرا لغياب دور الإعلام في تونس.
بعد مرور 6671 يوما بيوم على تاريخ السابع من نوفمبر 1987 و بالحساب الشهري 219 شهرا و يوم و 6 ساعات: من 7 نوفمبر 1987 إلى 8 فيفري 2006. و أخاطبكم سيادة الرئيس.

أخاطبكم يا سيادة الرئيس بعد مرور 18 سنة و 3 أشهر و يوم على توليكم الحكم و قد أشرفتم على عتبة السبعين من العمر، و قد رزقكم الله أبنا في 25/02/2005 و هو على عتبة اتمام السنة الواحدة. قال الله تعالى  » المال و البنون زينة الحياة الدنيا » صدق الله العظيم. 

 

و إعتبارا لهذه المعطيات في الزمان و المكان.
يسعدني أن أصارحكم صراحة المناضل الدستوري الأصيل المتشّبع بالروح النضالية الوطنية و المؤمن بالحوار و الديمقراطية و التعبير الهادف.
كما أسلفت في الرسالة الأولى المؤرخة في 29/12/2005 بواسطة موقع الأنترنات حول عدّة مواضيع تهم الحياة الحزبية و الحوار.
و اليوم إخترت أن أطرق إلى سيادتكم إثنتى عشرة نقطة من قضايا تهم و تشغل الرأي العام الوطني التونسي و كثر الحديث حولها في كل الأوساط بصفة فردية و في الزوايا و الجلسات الخاصة و اللقاءات العائلية…
و هي قضايا محل جدل و حوار خاص و حديث متواصل و همز ولمز و تلميح و حتى الجهر أحيانا في بعض الأماكن و الجلسات الخاصة و السهرات في الأفراح. أما الإعلان عنها في الصحافة و الإعلام فهي ممنوعة و خطوط حمراء و غيروارد طرقها بصراحة ووضوح بالطريقة الإعلامية الصريحة…
 
أولا:

الإعلام و الصحافة:

 

فالدور محدود للغاية و هامش الحرية لا يتجاوز 5% مع الحذر. و أن دور الإعلام تقلص على ما كان عليه سنوات 1975-1981 .

و كنا تابعنا الحوار التلفزي يوم 3 ماي 2000 في عيد الصحافة التي أشرفتم عليه بحضور رجال الصحافة المكتوبة و إنتظرنا النتائج و فتح مجال حرية الإعلام و التعبير لكن دون جدوى. 
فلم يتطور الإعلام بل العكس وقع في المدّة الأخيرة حجز صحف تونسية لمجرد أخبار هي حديث العام و الخاص.
و الحديث على الأعلام طويل و هام و يستحق رسالة خاصة. و خاصة دور التلفزة الذي أصبح روتيني و غير مفيد.
 
ثانيا:
موضوع الحوار الذي كان حتى داخل هياكل الحزب الحاكم  :
في السنوات من 1975 إلى 1981 كان الحوار مكثفا و النقاشات ديمقراطية و الأراء متباينة و إختلاف في الراي. وهو مؤشر إيجابي لقوة الحزب الحاكم و بين اعضائه و مناضليه.

تراجع هذا الحوار فضلا على الحوار العام سواء في الإجتماعات أو في وسائل الإعلام المرئية  المسموعة و المكتوبة. فالحوار هو حوار الصم أو حوار « الطير يغني و جناحه يرّد عليه » دون تمكين الرأي الأخر في موقع الحوار التلفزي و الإذاعي على غرار الفضائيات العربية. و هو ما أدى إلى هجرة تلفزتنا و إذاعاتنا المولعين بالرياضة و الغناء و الرقص و المسلسلات. قال تعالى » و أمرهم شورى بينهم » صدق الله العظيم.
 
ثالثا:
موضوع الديمقراطية:

 

مازلنا ننشد حياة ديمقراطية حتى داخل هياكل الحزب و المنظمات الوطنية و البلدية و الجمعيات. و قد أوصدت الأبواب حتى في وجه من يرغب في التكوين جمعية ثقافية أو تاريخية كجمعية المحافظة على تراث الزعيم الراحل الحيب بورقيبة رحمه الله، التي لها وجود ما في فرنسا بفضل دعم الحكومة الفرنسية.

 

رابعا:
موضوع الوطنية:

 

حدث و لا حرج.. أصبحت الوطنية تباع في الأسواق بالمزاد العلني، و أصبح المواطن غريب لأنه نظيف لا يعرف المساومة أو المادة التي نغلبت على كل شيء و أصبح التفكير مادي و مظاهر المادة مست كل شيء.
و الوطنية أصبحت تقاس بالولاء للأشخاص و الإنتماء إليهم و بعضهم يحمي نفسه بالأشخاص. كما و كثر الحديث عن التباهي ببناء المنازل الفخمة بالمليار و أكثر و كسب الضيعات و الشركات و السيارات الفخمة.
و حتى الأشخاص الذين لهم دخل محترم و أصبحوا يبحثون عن مناصب في المجالس النيابية لدعم مدخولهم و حماية مصالحهم و مزيد المادة و لو كانوا محامين أو غيرهم. الوطنية عندهم الولاء للأشخاص و شتم الآخرين.

و هناك أشخاص أساؤوا إلى زموز الحركة الوطنية و هذا ما حصل سنة 1996 بدار التجمع حيث نعت أحد المسؤولين غهد الزعيم بورقيبة بال « عهد البائد ». و قد تعرضت لهذا الموضوع في مقالات سابقة عن طريق موقع الأنترنات، قال تعالى  » إذا جائكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين » صدق الله العظيم.
 
خامسا:

موضوع الأخلاق:

 

و الله هذا الموضوع يستحق كتابا ينفرد به. فالأخلاق إنهارت و ضاعت و زادت سوءا. و الشباب إنحرف و كثر الكلام البذيئ و الفاحش في بلادنا و تضاعفت مظاهر الإنحراف و السرقات و النشل و الخطف و حتى القتل و السلوك السيء نتيجة تفشي ظاهرة التهور الأخلاقي.
و غابت ميزة و علامة بارزة كانت سائدة في مجتمعنا منذ زمان  هي « الامر بالمعروف و النهي عن المنكر » و « الكلمة المسموعة » و « الوقار » و « الإحترام لرأي كبير الحومة عم فلان ».
أما الفتيات فحدث و لا حرج.. لباس قصير و عراء و كلام بذيئ و الرقص و الغناء حتى في التلفزة في برامج مائعة و سخيفة للغاية. لست أدري لماذا هذه البرامج يا ترى؟ هل لإزالة الحياء و الحشمة و التمرّد على الأبوين و الأسرة و المجتمع أم ماذا… حتى أصبحت العائلة لا تجلس مع بعضعها لمشاهدة التلفزة.

و السبب يعود إلى الفراغ الروحي و الوطني قال رسول الله صلى الله عليه و سلم  » إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ». و قال الشاعر أحمد شوقي رحمه الله  » إنما الأمم الأخلاق ما بقيت و إن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا ».

 
سادسا:

موضوع التشغيل:
التشغيل وما أدراك ما التشغيل. هناك حوالي 55 ألف مجاز شاركوا في مناظرة « الكباس » الدورة الأخيرة سينجح منهم 3 ألاف فقط.. أي نسبة واحد على 19 …و في بقية المناظرات الأخرى كذلك..
و العدد مازال في إزدياد في الأعوام القادمة. و في عام 2009 سيكون عدد حاملي الشهائد العليا ضعف عدد اليوم. هذا مع الملاحظة أن المناظرات تكتسي عدّة إعتبارات غير شفافة… و فيها عدّة ملاحظات و مئاخذ.
 
أما في خصوص التشغيل في المجال الخاص و المؤسسات الخاصة فحدث و لا حرج.. إستغلال للوضع و إستثمار للطاقات.. أجور دون المتوسط،..
و في مجال التشجيع على الإنتصاب الخاص بالقروض فهو الأخر: على مائة مشروع ينجح 10 فقط نتيجة عدّة عوامل منها: عدم الترويج و كثرة الإنتصاب بينما الحلول موجودة…

و كنت تقدمت في شأنها بعدّة مقترحات سابقة…بواسطة الصحافة  » أخبار الجمهورية » سنة 1999. قال تعالى  » و ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين » صدق الله العظيم.
 
سابعا:
موضوع السكن:

 

السكن الذي أصبح لا يطاق. فقد إرتفعت الأسعار في مجال الأراضي التابعة للوكالة العقارية للسكن 15 مرّة من عام 1985 إلى 2005 : من 8 دنانير عام 1985 إلى 120 دينار عام 2005 .. أما عند بقية أصحاب الرخص العقارية فيتراوح بين 150 إلى 250 دينار للمتر الواحد.
و المساكن الشعبية الضحاوّية كان سعرها عام 1985 : 7 ألاف دينار و اليوم تتراوح بين: 37 و 40 ألف دينار. و الشقة كانت بـ: 9 ألاف دينار و اليوم بـجوالي: 65 ألف دينار.. أي تضاعفت جوالي 6 مرات ….
و الشباب لا يقدر على شراء قطعة أرض أو شراء مسكن متواضع خاصة أصحاب الدخل المتوسط -بين 350 و 450 دينار في الشهر- وخاصة أعوان الأمن و الديوانة و المعلمين و الموظفين الصغار.
 
ثامنا:

موضوع الأجور و الأسعار و الطاقة الشرائية:

 

فإن المقارنة بين عام 1985 و عام 2005 تعطي الصورة التالية: ففي عام 1985 كان الموظف الذي يتقاضى 400 دينار تعادل 500 دولار قبل تخفيض الدينار التونسي و ما يعادل 4 ألاف فرنك فرنسي أنذاك.
و كان ثمن الخبزة « 700 غرام » بـ 80 مليما و اليوم ثمن الخبزة « 400 غرام » 240 مليما -مع نقص 300 غرام- أي بفارق 180 م. و بالوزن الموازي تصبح الخبزة بـ 420 مليما.. أي مضاعف 5 مرات.. و لحم الخروف تضاعف 4 مرات و البقري 6 مرات و السميد و المقرونة 4 مرات..
و تسويغ السكن من 50 دينار إلى 250 دينار أي أن عون الأمن الذي يتقاضى 250 دينارا عام 1985 ليسكن محلا بـ 50 دينارا و اليوم يتقاضى 480 دينارا و يسكن بـ 250 ..فأين المقارنة.. و الطاقة الشرائية و الله تضررت.

و في مجال النور الكهربائي و الماء: كان الإستهلاك لا يتجاوز 5 % من مرتب المواطن و اليوم يفوق 10  % و بالإضافة إلى الأداء على القيمة المضافة..
هذا بالإضافة إلى تطور الجباية حتى على المتقاعدين الذين قضوا 40 سنة في العمل..
و حتى الأجور التي تطورت من 400 إلى 700 دينار حاليا تبقى بمعدل 550 دولار -أي 450 أورو- مقارنة ب:  500 دولار عام 1985 ..   
 
تاسعا:
الإصغاء و الإتصال المباشر في الجهات:
كادت الإتصالات المباشرة أن تتقلص و أصبحت الزيارات محدودة خاصة لمناطق الريف من طرف المسؤولين و الحوار ضغيف و محدود.
و هناك مناطق لم يزرها الوالي منذ 7 أعوام و قد توالى على الولاية 3 ولاة منذ 2000 لم يزر واحد منهم مناطق في ولاية صفاقس.
و أغطي مثالا منطقة الحجارة التي زارها في مارس 2000 السيد محمد لمين العابد -والي نابل حاليا-. و أتذكر أن سيادتكم حرصتم و أشرتم مرارا في في ندوات الساده الولاة إلى ضرورة الإتصال بالمواطنين و الإصغاء إليهم بصفة دورية و الحوار معهم في كل ما يهم جهاتهم و مشاغلهم..
أقول هذا حتى لا تبقى 85 أسرة  بمنطقة  الحجارة  معتمدية الحنشة بدون توفير الماء الذي تم إيصاله عام 2000 عن طريق برامج صندوق 26/26 و مشاريع أخرى و عن طريق البنك العالمي.
و في هذا الصدد وفي منطقة الظل « الحجارة » بالتحديد بمعتمدية الحنشة فإن المواطن الذي إستهلك كمية 83 متر مكعب من الماء دفع من المتر الأول إلى المتر الأخير قيمة 530 مليم على كل متر أي حوالي 57 دينار في الفاتورة الواحدة فيها أداء قار 3300 مليم و القيمة المضافة في الريف..

 

هذا يتم في مناظق الظل التي من المفروض أن تراعى فيها إمكانيات المواطنين و ظروف عيشهم. كما و أن المطلوب أن تعتمد شركة توزيع المياه طريقة تبويب الإستهلاك حسب مراحل: العشرين الأولى بثمن و البقية تصنف حسب الإستهلاك حتى لا نهضم حق المواطن في مناطق الظل…
 
عاشرا:
موضوع رخص البناء في الريف: 
موضوع يتحدث عنه أهل الريف وهو جديد و بإستغراب. حيث أن كل مواطن خارج المنطقة البلدية و في الريف و في مناطق الظل عندما يعمد إلى البناء لأضافة غرفة أو مطبخ أو مسكن جديد يطلب منه الإستظهار برخصة البناء و تطول الإجراءات عوضا أن تتم بسرعة.
و المشكل الآخر عندما يرغب المواطن في الريف إدخال النور الكهربائي و الماء و لو كان صاحب « مشروع الشباب » من صندوق 26/26 أو بنك التضامن عليه الإستظهار برخصة البناء.. أما شهادة العمدة التي كانت هي المطلوبة في الريف فاصبحت غير كافية..  كأنه تعجيز..
و هناك من بقي ينتظر إدخال النور الكهربائي حوالي سنة و هو شاب صاحب مشروع « حداده » بمنطقة ظل « الحجارة ».. فأين تذليل الصعوبات و تخفيف المسالك الإدارية و مساعدة المواطن خاصة في الريف.
 
إحدى عشر:
وضع العائلات المعوزة:

 

الوضع الإجتماعي لهذه العائلات يحتاج إلى مزيد الدعم و الرعاية. فالمنحة التي تستد لهذه الشريحة لن تفي بالحاجة الضرورية. حيث مقدار المنحة 150 دينارا في كل 3 أشهر.. لا تسمن و لا تغني من جوع ..خاصة مع إرتفاع الأسعار. 

 

فالمطلوب على الأقل مضاعفة المنحة لمجابهة هذا الظرف الصعب. قال تعالى « يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسؤلون الناس إلحافا  » صدق الله العظيم.
 
أثنى عشر:
العفو…:

 

إني أطلب كرم صفحكم و عفوكم على الشبان الذين قضوا أكثر من نصف العقوبة في السجن.

 

و هناك من حكم عليه بالسجن للإنتماء إلى جمعية غير مرخص فيها عام 1989 و منهم الشابين التوأمين دخلا السجن في سن السابعة غشر و اليوم بلغوا سن الخامسة و الثلاثون -35 – عاما.. أي أنهم قضوا نصف أعمارهم في السجن.. لا حول و لا قوة إلا بالله..  

 

فبمناسبة عيد ميلاد إبنكم محمد زين العابدين في عيده الأول.. 

 

و بمناسبة عيد الإستقلال المجيد 20 مارس 1956 الذكرى الخمسين التي تستعد الأمة للإحتفال بها..
 
نرجوا من سامي جنابكم أصدار عفو رئاسي عليهم بعد أن قضوا أكثر من نصف العقوبة. و « من عفا و أصلح فأجره على الله  » صدق الله العظيم. و في أية أخرى قال تعالى:  » اللذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين » صدق الله العظيم.
 
و في هذا المجال فقد سبق لسيادتكم إمضاء عفو على بعض المحكوم عليهم في مناسبات وطنية مثل عيد الإستقلال.

 

… ملاحظات سريعة:

 

هذا و لا يفوتني أن أشير إلى نقطة أخرى هامة على هامش هذه الرسالة التاريخية الجريئة. حيث أن هناك هدرا كبيرا للوقت في استخراج وثائق إدارية أو خلاص فاتورة أو إشتراك نقل مدرسي للطلبة. كان عوض ضياع الوقت و الوقوف في صف طويل يدوم ساعتين.. خسارة للإقتصاد الوطني.. قلت كان من المفروض رسالة حوالة مالية لشركة المترو الخفيف مثلا و أن يلتجأ المواطن لموقع الأنترنات لقضاء حاجته ربحا للوقت.
 
كما أشير في هذا السياق إلى وثيقة أخرى ليس بالهامة: « شهادة الإقامة » للإستظهار بها لدى مدير مدرسة إبتدائية لترسيم إبنه في التعليم الإبتدائي. كان من المنطق أن نكتفي ببطاقة التعريف الوطنية التي بها مقر سكنى ولي الطفل الصغير و حذف هذه الشهادة التي تسلم من مراكز الأمن. و المطلوب جعلها مستقبلا تسلم من البلدية أو العمدة بالمناطق الترابية لإزالة كل الإشكاليات التي تحصل أحيانا. هذا مع العلم إن التعليم حق وواجب. قال تعالى  » قل هل يستوي اللذين يعلمون و اللذين لا يعلمون «  صدق الله العظيم.

 

خاتمة و كلمة للتاريخ :
  
هذه بعض المشاغل و المعطيات و القضايا التي نعيشها و نطمح إلى تحسينها و التوق إلى الأفضل و التطلع إلى الأحسن و الأرقى نسوقها بأمانة لسيادتكم -بوصفكم الراعي لشؤون الأمة و الرمز الضامن للحريات و المسؤول الأعلى في هرم الدولة-
عسى أن تطلعوا عليها و ربما بعضها لا تعلمون به و لا علم لسيادتكم ببعض المشاغل الهامة.

 

و عسى أن تكون هذه الرسالة المفتوحة المنارة و المرآة التي تعطيكم صورة حيّة عن بعض المعطيات لتداركها و أعطاء تعليماتكم السامية في شأنها كما عودتمونا في مجالس وزارية سابقة و عالجتم عديد الملفات الهامة سواء بمتابعكم الشخصية أم من خلال كتابة الرسائل الخاصة لسيادتكم أو عن طريق الصحافة أحيانا عندما فتحت بعضها أعمدتها  في سنوات 1998 / 1999/ 2000 .
وقد حصل لي شرف نشر بعض المقالات في جريدتي « الصباح » و « أخبار الجمهورية » الغراء أثرت خلالها عدّة مواضيع نالت إهتمامكم و رعايتكم الفائقة.
و أتذكر رسالتاي اللاتي وجهتهما إلى سيادتكم الأولى بتاريخ 1992 و الثانية في سنة 1993 . و قد تحققت الرغبة و المقترحات التي وردت في الرسالتين نتيجة متابعتكم و متابعة مدير الديوان الرئاسي أنذاك الذي كان يحيطكم علما بكل ما يكتب و ينشر.
و هذا أقوله للتاريخ بإعتبار رسالتي للتاريخ.
ختاما تقبلوا فائق الإحترام و التقدير.
قال تعالى« و قل أعملو فسيرى الله أعمالكم و رسوله و المؤمنون «  صدق الله العظيم، و في آية أخرى قال عزّ من قال «  و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا » صدق الله العظيم.
 
                                                      و السلام

محمد العروسي الهاني / تونس

                                                        حمام الشط

                                                           وفاء لأرواح شهداء

                                                         غرة أكتوبر 1985

                                                          المشهورة

 

 

هل من بيبرس لحماية البلاد ؟

جمال عبد الرحمان*
تونس: 08/02/2006 انتهت قناة »M.B.C. » منذ حوالي أسبوع من عرض مسلسل تاريخي تمحور حول شخصية بارزة تركت آثارها في تاريخ الأمّة الإسلامية بتصديها لهجوم المغول على الشرق الإسلامي هي شخصية » الظاهر بيبرس ». ينبش المسلسل في التاريخ ليتناول مرحلة حرجة جدّا في تاريخ الأمة الإسلامية كان وجودها مهددا بالزوال أمام زحف المغول الكاسح. يحيلنا هذا على الحالة الراهنة للأمة الإسلامية الضعيفة والمهزوزة والمهدّدة في هويتها بل ربما في وجودها أمام الزحف الأمريكي- الصهيوني.
وحتّى تتضح الصورة نذكّر بأن المغول المنحدرين من وسط آسيا قد تمكنوا من إقامة دولة لهم في عصر جنكيز خان الذي أنتزع بعض أجزاء من إمبراطورية الصين و استولى على بعض البلاد الإسلامية المجاورة(الدولة الخوارزمية، إيران). ثمّ باشروا حملة توسع نحو الغرب بهدف إقامة إمبراطورية شاسعة. لقد تمّ توسّعهم خلال القرن السابع هجري(13م) الذي شهد أوج التقهقر الإسلامي فقد كانت بقايا الصليبيين تحتل عدّة مواقع على سواحل فلسطين، كما تمكن المغول القادمون من الشرق من شقّ طريقهم نحو الشام بعد تدميرهم لبغداد سنة 1258م وقضاءهم على الخلافة العباسية ولم تكن الدولة الأيوبية حينذاك قادرة على مواجهة هذه الأخطار بعدما أصابها الوهن إثر وفاة مؤسسها.
تميّز الجيش المغولي بالغارات السريعة والبطش والوحشية لإشاعة البلبلة والفوضى والرعب في نفوس السكان وقد اعتمد قائده هولاكو في هجوماته أبشع أساليب الفتك والتقتيل. فكان ذلك وراء سقوط المدن بين أيدي المغول بشكل سريع وإرهاب العديد من الأمراء الذين كانوا يحكمون البلاد مما اضطر بعضهم إلى إعلان الطاعة لهولاكو والولاء له حفاظا على رؤوسهم وسلطتهم دون أن يعنيهم أمر البلاد والعباد في شيء. كان ذلك شأن الملك الناصر صاحب حلب ودمشق الذي عمل في البداية على مراسلة هولاكو ليساعده في حربه ضد مصر المملوكية لكنه تخلى عن ذلك لاحقا. وكان ذلك أيضا شأن المغيث عمر أمير الكرك الذي راسل هولاكو ودخل في طاعته بل قدّم له العون في عملياته العسكرية ضد المسلمين.
لقد اقترن الغزو المغولي لبلاد الإسلام بعهد من التشرذم والانحطاط أضعف فيها طاقة المقاومة وجعلها سهلة المنال. وبعد المغول تتعدد المحطات الحالكة في تاريخ الأمة مثل طرد المسلمين من أسبانيا واحتلال المسيحيين من البرتغال والأسبان لعديد المدن الساحلية للمغرب العربي وكذلك الهجمة الاستعمارية على المنطقة العربية خلال الفترة المعاصرة.
 بل إننا إذا دققنا النظر في تاريخ دولنا المستقلة سنجد محطات عديدة للهزيمة والانكسار منها انتصاب إسرائيل في قلب العالم العربي منذ 1948 على صورة الإمارات الصليبية التي انتصبت بالشرق الأدنى في عهد مضى. ومنها أيضا هزيمة 1967 واتفاقية كامب ديفيد سنة 1979 ثم احتلال أفغانستان ومن بعدها العراق سنة 2003.  إن وجه الشبه بين الماضي والحاضر هو وجود قوة همجية غازية تدفعها رغبة نهب الثروات والسيطرة على مقدرات الأمّة وتسخيرها لفائدة شعوبها. كما يبدو وجه الشبه أيضا في تهاوي الحكام أمام هؤلاء الغزاة ودخول الكثير منهم في خدمتهم طائعين مرتعشين ومتوسلين لهم بشتى الطرق. فما فعله من قبل المغيث عمر أمير الكرك مع هولاكو يفعله اليوم جلّ الحكام العرب مع الولايات الأمريكية(المغرب، تونس، ليبيا، مصر، اليمن، إمارات الخليج).
لا شك أن الغزو المغولي في القرن الثالث عشر والاستعمار الغربي في القرن الماضي قد تسببا في حالة من الفزع والخوف التي بررت خضوع الحكام للغازي حينذاك. ولا شك أن حالة الفزع السائدة اليوم بسبب الغزو الأمريكي تفسّر إلى حدّ كبير خضوع الحكّام العرب للإملاءات الأمريكية.
 لكن رغم حالة الرعب والفوضى التي تأتي مع الغزاة المعتدين فإن الشعوب لم تخلوا من زعماء حقيقيين تولوا استنهاض الهمم وشحذ الطاقات وتجميع القوى لتحرير الأمة وحماية ثرواتها والدفاع عن شرفها. لقد رأينا ذلك في محطات كثيرة من تاريخنا الطويل. رأينا ذلك مع صلاح الدين الأيوبي لما حرّر بيت المقدس من الصليبيين ومع ركن الدين بيبرس والملك « قطس » حاكم مصر اللذان تمكنا من وضع حدّ للخطر المغولي في معركة عين جالوت ( 658هـ / 1260م) بعدما تركا خلافاتهما الشخصية جانبا. ورأينا ذلك مع العثمانيين الذين حرروا ليبيا وتونس والجزائر من سيطرة المسيحيين الأسبان والبرتغال خلال القرن السادس عشر. ورأينا ذلك أيضا مع زعماء حركات التحرر الوطني في الفترة المعاصرة من أمثال الأمير عبد القادر في الجزائر والشيخ عبد العزيز الثعالبي في تونس وعمر المختار في ليبيا وغيرهم كثير. فإستراتيجيات التنازلات والخيانات التي يعتمدها حكامنا اليوم(ما عدى بشار الأسد وأحمدي نجادي) لا تبدو مقنعة ومقبولة لدى الشعوب. فهذه الأخيرة تشعر بأنها مهدّدة وتعيش أزمات متعدّدة الأوجه. وهي دون شكّ غير راضية على حكامها ومدركة لمدى المهانة التي لحقتها بسبب تنازلاتهم المتتالية وعدم بذلهم الجهد للدفاع عن قضاياهم المركزية وحماية ثرواتهم من النهب وتوفير الحياة الكريمة لهم. وهي تتطلّع لزعماء حقيقيين ينهضون من بين الركام ليحموا الأوطان ويتصدوا للمحتل ويمنعوه من نهب الثروات التي تتم بمباركة من الحكام الخانعين في قصورهم والملوثة سمعتهم وسمعة أسرهم بسير فاسدة يتحدث بها الجميع.
 هذا ما نشعر به في تونس ويشعر به كل من تحدّثنا معه في مجالسنا الخاصة والعامة.
إننا نتطلّع إلى زعيم وطني شبيه بركن الدين بيبرس له من الشجاعة والحمية ما تمكنه من الانتصار لشعبه فيحمي البلاد التي أصبحت مرهونة للأجنبي ويساعد على وضع حدّ للأزمات المتفاقمة ويسهر على بناء دولة عصرية تقوم على خدمة مواطنيها وتحترم إرادتهم.
* كاتب من تونس
 

 

متى نحكّم عقولنا ؟  { 1/ 3 }

إنّني أرغب من خلال كلّ مقالاتي إثراء حوار علميّ جادّ ومسئول يستهدف رسم معالم طريق حلّ الاشتباك القائم في السّاحة التّونسيّة بين شراسة غلوّ السّلطة وإفراطها في محاولات استئصال الظّاهرة الإسلاميّة  وآنتقامها من الدّين ـ دين الدّولة والشّعب تاريخا وحاضرا ومستقبلا ـ وبين تفريط نهضة المهجر واستسلامها لشروط اللّعبة السّياسيّة بتطويع الإسلام دين ربّ العالمين للمساومات .

خميس بن علي الماجري

mejrikhemis@yahoo.fr

بسم الله الرّحمن الرّحيم

قال تعالى : «  حتّى إذا أخذت الأرض زخرفها وآزّيّنت وظنّ أهلها أنّهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس ، كذلك نفصّل الآيات لقوم يتفكّرون «  24  سورة يونس .

إنّ من المعلوم بالسّياسة بالضّرورة في تونس أنّ السّلطة بحكم طبيعتها الشّموليّة المنغلقة والمتطرّفة لا تتحمّل المنافسة السّياسيّة كما لا تقبل بتاتا المزايدة الدّينيّة ولذلك تعرّض التّديّن في تونس منذ أن تسلّمت تلك السّلطة البلد من فرنسا إلى عقوبة بشعة وإنتقام شرس تناقص مع الزّمن  حتّى بروز الصّفة السّياسيّة للصّحوة الإسلاميّة الأولى منذ 1981 حيث   » عادت حليمة إلى عادتها القديمة  » ،  بل عظم حجم كرب المتديّنين و بلغ أشدّه بعد إنتخابات 1989 حيث شاعت ثقافة الطّعن في الدّين من جهة ، كما شاعت ثقافة الهبوط من جهة أخرى. وإنّ من نافلة القول ، أن نقرّر أنّ حجم الإستهداف الّذي تعرّض له الإسلام في تونس لم تعرفه دولة في الأرض ، ولو آستعملت السّلطة الجهد كلّه ، أو قل ربعه لمحاربة التّخلّف وتحقيق التّنمية لتفوّقنا على ماليزيا وأندونيسيا ! ولكن أنّى لها ذلك وقد آستأصلت عبر ردم منهجيّ ومنظّم للينابيع المتنوّعة والّتي من أهمّها إستهداف أفضل رجال تونس خلقا وإدارة لكلّ معارك التّخلّف . إنّ العدوان الّذي لحق بالتّديّن في تونس خرق كلّ الشّرائع والقوانين والقيم والأعراف . وإنّ السّلطة الّتي يستفزّ فيها وزير الشّؤون الدّينيّة بتصريحاته الأخيرة ، ليجيّش كلّ مسلم في العالم ضدّها ، بل تجعل  بتهوّكها الموضوع الإسلاميّ في قلب المعركة السّياسيّة  ـ دون أن تدري ـ وهي  الحريصة على إبعاد الإسلام عن الصّراع السّياسي في البلد .

هذا وليعلم أنّ السّكوت عن العدوان الّذي تلقاه الصّحوة الجديدة في تونس يعدّ مشاركة فيه ، وعليه فعلى كلّ مسلم من أيّ موقع أن يسهم في ردّ العدوان وإلاّ فهو آثم لأنّ السّاكت عن الحقّ شيطان أخرس كما أنّ المتكلّم بالباطل شيطان ناطق .     

وإنّ المتابع العاقل  ليستغرب ـ في الحقيقة ـ أن يكون لسلطة تونس المتميّزة بتزويرها للإسلام و بتشنّجها وتوتّرها من  » الصّحوة  » أن يكون لها  وزارة شؤون دينيّة ، وهي في الحقيقة يريد أن يقدّمها حكّامها مدينة إباحيّة غربيّة في أرض إسلاميّة ، حيث ابتدعت في سابقة ليس لها مثيل في العالم ما أطلقت عليه  خطّة  » التّجفيف  » المريبة ، الّتي طالت كلّ ما أبقى بورقيبة  من تعاليم الإسلام . لقد أقبرت هذه الخطّة كلّ شيء حتّى ما يذكّر النّاس بالموت من مثل نزع كلمات « اللّه أكبر » و  » كلّ نفس ذائقة الموت  » و  » إنّا للّه وإنّا إليه راجعون  » الّتي كانت مكتوبة على سيّارات نقل الموتى ، فكيف تسمح سلطة  « الحداثة  » بتجوال سيّارة تقوم بعمل   » دعويّ «  » ثقافيّ   »  تذكّر النّاس بالآخرة ؟  أليس هذا دعوة إلى التّطرّف  والتّخلّف ؟ كما أزالت من الوجود برنامجا إذاعيّا يحمل إسم « بلاغات محلّيّة  » كان يقوم بدور أخلاقيّ وإجتماعيّ مهمّ ، وكان يذاع في ظهر كلّ يوم ينقل أخبار الموتى حيث كان النّاس شديدي الإهتمام به للقيام بواجب التّعزية وصلاة الجنائز فضلا عمّا يحدثه من صلة الرّحم وتلاحم التّونسيّين في المصائب … وغير ذلك ممّا لا يحصى ولا يعدّ … وإنّني هنا  لست في مقام حصر وبيان ماذا فعلت تلك الخطّة في هذه الأسطر القليلة …

   لقد آفتعلت السّلطة عداوات كانت في غنى عنها مع كلّ مسلمي العالم ، وجلبت لنفسها السّخط من منظّمات حقوق الإنسان الدّوليّة ، وأسّست لعنصريّات التّفريق بين النّاس  في أرض الخضراء حتّى لكأنّها جعلت من المسلم الملتزم في درجة متخلّفة أمام متساكنه الملحد أو اليهودي أو النّصرانيّ. وذهبت تقسو بكلّ وحشيّة على الصّحوة الإسلاميّة  وأعضائها والمتعاطفين معها ولم يسلم منهم أحد بمن فيهم الأطفال والنّساء والعجائز والشّيوخ ، بل ذهبت تخلط الأمور ، فتعدّى مكرها إلى الإسلام ذاته : عقائده ومناهجه وذهبت تتّهم الإسلام أنّه قرين التّطرّف والإرهاب بل هو الّذي يصنع ذلك .. وما ندوة محمّد الشّرفي يوم كان وزيرا للتّعليم إلاّ دليلا صارخا على ما أقول …

ولقد جعلت السّلطة   ـ وهي تنفّذ  ـ  خطّتها « الشّرّيرة المشبوهة  »   قطعا أمام طريق المنتقدين من الغرب على خرقاتها الصّارخة لحقوق التّونسيّين وأعظمها حقّ العبادة ، وأن جعلت أبناءها قربانا تتوسّل بهم للتّسوّل المالي ولتحريف الدّين شهادة رضا عالميّ على تقدّميّتها وحداثتها وتنوّرها وانفتاحها …

إنّ المرء ليتعجّب كيف يكون لسلطة  « التّجفيف والإباحيّة والتّطبيع  » في تونس وزارة شؤون دينيّة ، وما فتئت هذه السّلطة بكلّ وزاراتها تقدّم الفاحشة والتّطبيع مع الغزاة في ثوب ثقافيّ ، وآنظر إلى إصدرات وزارة الثّقافة الإعلاميّة منها والسّينمائيّة بعد 7 نوفمبر ، وآنظر إلى قناة 7 الفضائيّة ، أو قناة حنّبعل وآنظر إلى الحوار الأخير الّذي أجرته جريدة الصّباح الصادرة يوم 27 ديسمبر 2005  مع وزير الشّؤون الدّينيّة  ، أو من خلال متابعة  موقع الخضراء الإلكتروني المهتمّ بالنّشاط الدّيني لسلطة 7 نوفمبر أنّه ليس لهذه المؤسّسات  من مهمّة إلاّ التّجفيف عبر التّزوير وهرسلة المتديّنين  .

فكيف يستقيم هذا الوضع مع ذلك الخطاب الرّسمي لأعلى هرم السّلطة …  » لقد كان أوّل ما بادرنا به بعد 7 نوفمبر هو ردّ الاعتبار إلى الدين الإسلامي في هذه البلاد إيمانا منّا بأنّ ديننا الحنيف قوام حضارتنا وهو ركن أساسي في مجتمعنا. ونحن عاملون على رعايته ورفع منارته وإحياء شعائره، وإتباع تعاليمه، واتخذنا في سبيل ذلك جملة من الإجراءات العملية والقرارات الهامّة   »  .

كيف يكون ذلك والمرأة المتحجّبة في تونس تعاني من مكر وزير دين و ويلات شرطيّ رجيم ..

إنّ التّصريح الأخير الّذي أدلى به وزير الشّؤون الدّينيّة لجريدة الصّباح التّونسيّة ليكشف بكلّ جلاء السّقف المحدّد له في إطار خطّة التّجفيف القديمة للنّيل من الصّحوة الجديدة ..

فعلى أيّ أساس  تحارب وزارة دين في دولة دستورها الإسلام  الحجاب ؟ فهل يطعن الوزير في شرعيّة الحجاب ؟ وإن كان الحجاب خطابا شرعيّا لا بدّ أن تمتثل له المرأة المسلمة ، فلماذا يقتحم السّياسيّون على الصّحوة الجديدة ويفسدون عليها دينها ؟ أليس هؤلاء شباب تونسيّون يحتاجون إلى توجيه وترشيد ورحمة ؟  وإذا كان ثمّة صراع مرير بين السّلطة الحاكمة وبين تونسيّين إختاروا أن يعارضوها بالدّين قديما ، فلماذا الإعتداء  على حقوق الآخرين الّذين لم ينخرطوا في ذلك المنتظم ولا غيره ،؟ فلماذا هذا الخلط والتّلبيس ؟ ولماذا توسّع السّلطة دائرة الغضب عليها ؟

قال الوزير : إنّنا نرفض الحجاب الطاّئفي ولباس «الهركة البيضاء»ـ أي الثّوب الخليجي ـ  واللّحية غير العادية التي تنبّئ بانتماء معيّن
قلت : و يا عجبا  !  لقد فاقوا سيّدهم بورقيبة في الإستبداد و الإستئصال ،  حيث رضي الأخير أن يجلس بين يدي الأخت الدّكتورة هند شلبي سنة 1976 وهي في منصّة أعلى منه ، وقد تزيّنت بأبهى حلّة حيث كانت متحجّبة سحر نور سترها وحشمتها  فضلا عن علمها كلّ المشاهدين فضلا عن الحاضرين ، وآستمع إليها  بكلّ إنتباه ، وهي تحاضره وكلّ التّونسيّين ، وقد نقلت ذلك كلّ وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة مباشرة . ولم يقل أحد إنّ هندا إرتدت لباسا طائفيّا أو مستوردا من الشّرق !!!

ويا أسفا ! كيف يكلّف وزير الشّؤون الدّينيّة مثل  » المعقّد المغرور » علي الشّابّي وهو دكتور في الشّريعة  ، وقد زعم أنّه خلّص الكلّيّة الزّيتونيّة من عقدتها بإشرافه الشّخصيّ وإعطائه إشارة انطلاق  » طالبات الشّريعة  » أن يسبحن عاريات كما تسبح بنات الغرب تماما  ؟؟؟ فهل ثمّة صفاقة وحماقة أعظم من هذا ؟؟؟ فهل يكون وزراء الدّين في تونس توظّفهم السّلطة للتّجفيف  حتّى يكونوا بورقيبيّين أكثر من بورقيبة !!!

لماذا تتصدّى السّلطة بكلّ مؤسّساتها بما فيها وزارة الشّؤون الدّينيّة للحجاب واللّحية والثّوب الرّجالي الشّرقي ؟  فكيف يهتمّ وزير باللّحى ويصنّف بينها ؟ فهل يعقل أن يشتغل وزير دين بلحى البشر ؟ وهل الّذي يرسل لحيته وهو يتبع أمر النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفعله  ، يعدّه الوزير ماضويّا متخلّفا متطرّفا متشدّدا أو ربّما إرهابيّا !!!إذن فبماذا يصف هذا الوزير رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد علمت الأمّة أنّه أرسل لحيته وكانت عظيمة كثيرة الشّعر،  كادت تملأ نحره إذا تكلّم في نفسه عرف ذلك من خلفه بآضطرابها لعظمتها . !!!

ثمّ أليس المتديّنون من اليهود في تونس يرسلون لحاهم ، فهل يجرؤ على رفضها ؟ ومعلوم أنّ لحى اليهود لها شكلها الخاص ممّا تنبئ بآنتماء معيّن . وهل يجرؤ هذا الوزير أن يتعرّض من بعيد إلى شكل لباس الرّهبان والرّاهبات النّصارى؟ أليس شكل لباسهم ينبئ بآنتماء معيّن ! فهل قصدهم الوزير ؟ بالطّبع : لا ! فلماذا هذا الكيل بمكيالين ؟؟؟ وأنا لا أريد هنا إلاّ أن أبيّن ظلم السّلطة للمتديّنين من المسلمين ، ولأبيّن خطر هذه السّلطة على شعبها ، حيث أنّها تغرس النّبتة الخبيثة للعنصريّة الدّينيّة ، وأنّها تفرّق في تعاملها مع شعبها على أساس الدّين ، ذلك أنّها بمثل هذه الإجراءات تكون قد فرّقت بين الإنتماءات الدّينيّة للتّونسيّين  .  فهل يصل الأمر بمتديّني تونس من المسلمين أن يطالبوا مساواتهم بيهود تونس وبنصرانيهم ـ إن وجدوا ـ   نظرا لما يتمتّع به هؤلاء من حقوق وحرّيّات !!!

ولماذا لا تعدل الدّولة فتترك كلّ الأناسي أحرارا فمن شاء ، حقّ له أن يتديّن ـ تماما ـ كما هي ترسل المياه وترخي الحبال للعهر والفجور . فلماذا تعطي السّلطة لبعض النّاس الحقّ في التّمظهر بالأشكال الشّاذّة المقرفة والسّلوكيّات المنحرفة المنافية للأخلاق الكريمة ، وتمنع آخرين من الظّهور بلباس الحشمة والحياء والرّفعة ؟؟؟

إنّ حجر الحجاب أو اللّحية وما شابههما ما هو في الحقيقة  إلاّ إكراه لفتياتنا وفتياننا على التّبرّج والتّميّع  ، وما هو كذلك إلاّ إستنساخ جديد لتجربة سابقة فشلت في معالجة الصّحوة الإسلاميّة الأولى ، وتعبيرة واضحة على تواصل خطأ خلط سلطة الأمن والتّجفيف بين حقّ تديّن النّاس وآستحقاقهم السّياسي  ، فراحت  تنتقم على آنتشار مظاهر تديّن صحوة جديدة ليس من إهتماماتها السّياسة أبدا . وهذا هو بالأساس مشروع  دولة الأمن والتّجفيف والتّطبيع تقليب الأمور وتخليطها  إسكاتا لمنتقدي الغرب وابتزازا لثروة هائلة تأتيهم من كلّ مكان  …

إنّ الحقيقة أنّ السّلطة مسكونة بالخوف من التّديّن ومكبّلة بتسييس أمور الدّين ومتخصّصة في آختطافه وتزويره  وآحتكاره  ، ومتفوّقة بالتّحكّم في خصوصيّات النّاس ، ومتميّزة في تخليط الأمور … 

إنّني أتمنّى من هذه الدّولة :

ـ  أن تتوقّف عن خلطها بين الأمور ، وأن لا تكون مسكونة بالحرابة ضدّ شعبها الأعزل الهارب من جحيم الضّنك والفوضى والفساد  والإفلاس ، والفارّ إلى ربّه يرسم له طريق الخلاص ..

ـ  أن تتخلّص من الهوس الأمني ولا تقرأ التزام الشّباب بأنّه ثورة عليها أو خروجا عنها !!!

ـ  أن لا يخلط رجل الأمن بين الحقّ الشّرعيّ الشّخصيّ فتستر إنتهاكاتها لحقوق النّاس بالعزف على سنفونيّة مقاومة التّطرّف ومحاربة الإرهاب  .

 ـ  أن تعقل هذه الدّولة وتفيق من سكرة إستئصال التّديّن ، وتجفيف الفكر والقيم بهدف « حصر »  الإٌسلام  في مرحلة تاريخيّة إنتهت وآستنفذت أغراضها منذ قرون . ولتعلم سلطة التّجفيف أنّها لن تقدر على ذلك المبتغى ،  لأنّ ذلك وهم عظيم وطيش وعناد سبق وأن جرّب ذلك في بلاد الإسلام الأخرى ، وخاصّة في البلاد الشّيوعيّة فلم يجنوا إلاّ الخيبة والفشل والدّمار . إنّه قد تبيّن لكلّ ذي عينين أنّه لم تنفع جميع الأساليب الّتي إستقوت بها السّلطة في إيقاف تديّن النّاس والشّباب منهم خاصّة ، ولقد تبيّن لها أنّ خطّتها كلّها إنهارت على رأسها لأنّ الصّحوة الجديدة ستكون أقوى بإذن الله ،لأنّي أحسبها ستتأسّس على العلم والورع ، وبذلك ستكون السّلطة هي الخاسر الأكبر في حربها على ما تسمّيه  » التّطرّف  »  وصدق الله تعالى حيث يقول :  «   قد مكر الّذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السّقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون .  »  26  سورة النّحل .

لابدّ أن تلغي الدّولة هذا المنهج الجائر ، تعاقب النّاس لمجرّد تديّنهم تديّنا سنّيّا  ،  وعليها أن تصرف كلّ تلك الجهود الّتي تبذلها لمقاومة شبابها في تنمية البلد ، عبر مصالحة مع التّديّن الشّرعي ّ ورفع يد الدّولة عن التّحكّم في عقائد النّاس وأفكارهم ومظاهرهم وأزياءهم ومعيشتهم وأرزاقهم وغير ذلك من الحقوق الأساسيّة لكلّ تونسيّ ،  وأن يسلكوا منهج الإمام مالك رحمه الله تعالى ـ إن كانوا مالكيّين ـ  في رفضه أن تفرض السّلطة السّياسيّة نمطا إسلاميّا معيّنا على النّاس ، ولو كان موطّأ مالك . وإنّني على يقين أنّه لو ترفع السّلطة يدها عن تحكّمها في تديّن النّاس وتترك لهم حرّيّتهم في ممارسة تديّن أهليّ يستهدف حقوق الله تعالى  : تعلّما وعملا  ونشاطا دعويّا وثقافيّا …فلن ترى من شعبها إلاّ المكافأة بالحسنى . ولتعلم السّلطة  أنّ الكثير من أبناء الوطن الّذين خاصموها قديما لأنّهم رأوها  تعارك دينهم ، فستراهم أكثر خدمة للبلد ، إن تصالحت مع هذه الصّحوة الّتي أقدّر أنّها لا تريد إلاّ أن تلتزم بدينها وتتلمّس أبجديّات علوم الشّريعة .، فإن فعلت ذلك ،  فسترى أنّ جزءا مهمّا من الإشتباك الحاصل اليوم بين الشّعب وبينها سينحلّ بإذن الله تعالى !!!…

إنّ القيادة العاقلة هي الّتي تحرص دائما على أن لا تصادم شعبها ، خاصّة في مقدّساتها وثوابتها ، وهي الّتي لا تنسى أبدا أنّ التّحكّم في خصوصيّات الإنسان تزيد في إبعاد الشّقّة بينها وبين شعبها وتزيد في تعميق الرّفض لها ، هذا فضلا عن نفاذ الأمر القدري في كلّ ظالم . وهل هناك ظلم أعظم من منع دولة لآمرأة أحرمت للحجّ بلباس حرصت على التّمسّك به بعد تمام مناسكها ؟؟؟

إنّ وزارة الشّؤون الدّينيّة ـ مع الأسف ـ ليس لها  من مهمّة إلاّ محاصرة تديّن المسلمين والتّضييق عليهم وخنقهم والضّغط عليهم من أجل قبول دين سلطويّ رسميّ بشع مرعب لم يصل بسلطات المحتلّ في فلسطين ، أو بمثل دول نصرانيّة في أدغال إفريقيا أن حاربوه بمثل ما فعلت سلطة 7 نوفمبر من سوء  .

إنّ وزارة الدّين بآهتمامها المتخلّف لملاحقة تديّن الشّباب بل حتّى العجائز ليزرع بذور فتنة طائفيّة لا يعرفها شعب تونس المعتدل المتسامح !!!

وإنّ  وزير الشّؤون الدّينيّة ليكشف في ذلك اللّقاء الصّحافي بكلّ جلاء عن مهمّته المرسومة له من قبل دولة الأمن والتّجفيف .ومن هذه المهام الّتي كشف عنها بنفسه :

 ـ  القيام بعمليّة ترصّد يومي لمتابعة المتحجّبات ودليلي قوله : «  بالعكس ظاهرة الحجاب تراجعت وعندما نقول تراجعت، فإننا نعي ما نقول، ونستند إلى معطيات موضوعية. »

 ـ   التّحريض على إشاعة الفاحشة بدفع المرأة إلى التّعرّي ، وبنشر الدّيوثة في أوساط الشّعب . ومعلوم في ديننا العزيز أنّ الدّيوثة مجلبة للّعنة موجبة للنّار إذ (‏لا يدخل الجنة ديّوث‏)‏.

ـ  ذبح فضيلة العفّة والغيرة : لا يخفى أنّ  الله تعالى قد جعل فى نفوس الأسوياء من بنى آدم من الغيرة ما هو معروف، فيستعظم الرّجل السّويّ  أن يرى الرّجل امرأته أو إبنته أو أخته أو أحد محارمه عارية متبرّجة ، من أجل ذلك أمر ـ سبحانه ـ النّساء بإرخاء الجلابيب لئلاّ يعرفن ولا يؤذين .

 ـــ   حصر الدّين  في أكذوبة بناء المساجد ورفع الآذان على  مقام موسيقي تّونسيّ يسمّى  « رأست الذّيل » وآسمع إلى الوزير ما هي مهمّته :  توحيد الآذان بالتّونسي في كافة الولايات.. ومعلوم أنّ التّغنّي في الآذان لا يفعله إلاّ جاهل مبتدع ، أنكر ذلك السّلف منهم الإمام مالك رحمهم الله تعالى،  وإنّ من أعظم المنكرات إتّخاذ البدعة سنّة والتّرويج لها !!!

 

لعبة الخداع وسياسة التّعويض :

يلجأ الإستبداد ـ عادة ـ بما في ذلك الإستبداد الدّيني إلى اللّعب على خدعة الأسماء والمصطلحات وزخرفة المعاني  لترويج بضاعتهم المشبوهة الفاسدة الكاسدة . وشريعتنا الغرّاء العادلة ،  لا تحكم على الأسماء حتّى ينظر في حقائقها ومعانيها ، فما وافق الشّرع قبلته  ، و ما خالفه قذف به قذف النّواة .لأنّ القرآن الكريم أنبأنا أنّ أوّل من إبتدع هذه الزّخارف هو إبليس ليخادع البشر عبر أبيهم إذ سمّى شجرة الطّرد والحرمان بشجرة الخلد والملك الّذي لا يبلى ! وأنّ الإفساد في الأرض تزيينا «  لأزيّننّ لهم في الأرض  «  وجرى على ذلك المنافقون في كلّ زمان الّذين يظهرون الإصلاح : «  وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون «   وهو عينه ما فعله فرعون حيث إتّهم موسى وهارون وأصحابهما ب » إنّهم لشرذمة قليلون  » وهو نفسه القائل «  إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض  الفساد   » وهم الّذين إذا تحاكموا إلى الطّاغوت ، قالوا : إن نريد إلاّ إحسانا وتوفيقا .وكلّ ما ذكرت يصدق على هذه المخادعات . فآنظر أخي القارئ إلى مفردات الوزير كم هي مخادعة ، وكم هي مستندة في مرجعيّتها إلى قاموس التّنوير والحداثة   » تونس رائدة في المراجعة بحيث أصبحت المقرّرات المدرسيّة في مادة التّربية الإسلاميّة تدعو إلى الفكر النّيّر والى القيم السّمحاء، وفي مقابل ذلك تطرح قضايا تشجّع على النّظر والنّقد وهذا إعداد للجيل الجديد، بحيث ينقد ويحلّل ويعلّل وبالتّالي يرفض كلّ ما يجرّ إلى الوراء.« 

والدّين عنده يجب أن يكون خاضعا لنمط المجتمع الّذي صاغه الإستبداد   » لا بدّ للخطاب الدّيني من أن يتبع حركيّة المجتمع لذلك فالتّوجهات الجديدة تشمل رسكلة الأئمّة والمؤدّبين  »

قال الوزير يبيّن بوضوح تعاضد كلّ مؤسّسات الدّولة في  »  التّجفيف   » : ووزارة التّربية مشكورة نراها تتصدّى بنصوص إلى كل ما هو ماضويّ ويدعو إلى الانغلاق ….. نستهدف عقول الشّباب بتطوير الخطاب الدّيني وجعله عقلانيّـا…..
فالحجاب دخيل ونسمّيه بالزّيّ الطّائفيّ باعتبار أنّه يخرج من يرتديه عن الوتيرة، فهو نشاز وغير مألوف ولا نرضى بالطاّئفية عندنا، ثمّ إنّ تراجع هذه الظّاهرة واضح لأنّ الفكر المستنير الّذي نبثّ كفيل باجتثاثه تدريجيّا … إنّنا من الحداثيّين ونرفض كلّ إنغلاق، ومع الرّئيس بن علي تمكّنّا والحمد لله من إرساء المعادلة الصّعبة بين الأصالة والحداثة وبين  الموروث ونتاج التّفاعل مع الآخر.. المسألة الدّينيّة طيلة نصف القرن الماضي في تونس، قد شهدت عدّة إصلاحات وإجراءات؟ …..

 

خديعة بناء المساجد والمعالم الدّينيّة :
 قال موقع الخضراء : تضاعفت الاعتمادات المرصودة لتعهّد المعالم الدينية وصيانتها وترميمها في عهد التغيير بنسبة تفوق 300 بالمائة، فضلا عن أنّ عددها قد قفز في هذه الفترة نفسها بشكل لافت للانتباه حيث قارب عدد ما بُنيَ منها في أربع عشرة سنة ما تمّ بناؤه في أربعة عشر قرنا من الزمن.

 قلت : فهل يصدّق عاقل هذا الهراء ؟ والله لقد ذكر لي الأخ الدّكتور عمر القتيتي وقد همّ أن يقدّم رسالة بحث في الدّكتوراة تتعلّق بالمساجد في تونس فلم يستطع أن يتحصّل على وثيقة تاريخيّة واحدة تعينه على البحث ،لأنّ كلّ الجهات المعنيّة تحرّم البحث في مثل هذا الموضوع . والأسباب لا تخفى على كلّ عاقل ، لأنّ الحزب الحاكم بعدما تسلّم الحكم من فرنسا عبث بالمساجد بيوت الله تعالى ، فقد حوّلت بعضها إلى مخازن ومستودعات وأخرى إلى خمّارات وهدمت بعضها الآخر وفوّتت في أخرى.و، و ، و …….
 

خديعة التّعويض :

ولقد درجت سلطة 7 نوفمبر على تضخيم أسماء المؤسّسات الدّينيّة وقتل معانيها ومن ذلك أبدلت كتابة الدّولة للشّؤون الدّينيّة بوزارة الشّؤون الدّينيّة ، كما أبدلت جمعيّة المحافظة على القرآن الكريم برابطة القرآن الكريم، وأسّست المجلس الأعلى للشّؤون الإسلاميّة ولم يفعل شيئا ، وأعادت الإعتبار للتّعليم الزّيتوني لمدّة سنتين ثمّ أقبرته …

نعم لقد ضخّمت السّلطة  أسماء المؤسّسات وجعلتها قببا خاوية ، فما هي نشاطات المجلس الإسلاميّ الأعلى ؟ لقد ضخّموا الأسماء وفرّخوا المحتوى. والله لقد جمّدوا الشّيخ محمّد بن نصر من وزارة الشّؤون الدّينيّة لأنّه قبّل ذات يوم أمام الوزارة الشّيخ محمّد الأخوة رحمهما الله تعالى. ولقد اطردوا الشّيخ البشير العريبي لأنّه شارك منذ خمس وعشرين سنة في إحتفال كبير قامت به حركة الإتّجاه الإسلامي بمناسبة دخول القرن الهجري الجديد آنذاك ، والقائمة طويلة ، ولا أريد أن أكثر من هذه التّفاصيل رغم أهمّيّتها والتّي تبيّن بكلّ وضوح أنّ كلّ الدّولة ووزاراتها تقوم بمهمّة واحدة وهي تجفيف منابع التّديّن . فمن لم يتواطأ معها ويعمل لها وينهج شرعتها ويدين بخطّتها يجب أن يعاقب ولو بلغ سنّه السّبعين أو الثّمانين ، ولو كان يوما من الأيّام في مؤسّساتهم أو عضوا من أعضائهم ، وما مثال الشّيخ محمّد الشّاذلي النّيفر ببعيد ، حيث جاهد الإدارة المعنيّة بتسمية مكتبته وأجداده ـ وهي مكتبة كبيرة ونفيسة وقد أرادها أن تكون مكتبة عموميّة ، وقد حرص على تسميتها مكتبة آل النّيفر فرفضت السّلطة .
 

خديعة ردّ الإعتبار للزّيتونة :

بعد إبعاد  بورقيبة عن الحكم وفي خلال شهر مارس 1988 ، أبرق عدد مهمّ من مشائخ الزّيتونة منهم عمر العدّاسي ومحمّد الأخوة ومحمّد الشّاذلي النّيفر وعلي بلحاج وعبد العزيز الزّغلامي  إلى ساكن قرطاج يطالبونه فيها إصلاح ما أفسده سلفه .وأبدوا إستعدادهم للتّعاون مع القصر لردّ الإعتبار للتّعليم الزّيتوني فآستجابت السّلطة يوم 7 مارس 1989 وأذنت الرّئاسة بآفتتاح التّعليم الزّيتوني ومباشرته وكلّفت قاسم بوسنينة الّذي جلبته من السّعوديّة حيث كان سفيرا هناك ، وحمّلته كتابة الدّولة للشّؤون الدّينيّة للسّهر على إدارة التّعليم الزّيتوني . وكان يوم الإفتتاح يوما مشهودا ،  رغم أنّه كان في شهر أوت من سنة 1988. فقد أشرف على هذا الإفتتاح رجال من السّلطة ممثّلة في قاسم بوسنينة ووالي وشيخ مدينة تونس . فقد  غصّ جامع الزّيتونة بالحاضرين حتّى صرّحت جهات رسميّة بمفاجأتها وآنزعاجها لعدد الحاضرين …

وجعل المشائخ لهم مؤسّسة سمّوها « الهيئة العلميّة للتّدريس بجامع الزّيتونة وفروعه  » وتعاملت السّلطة مع المسألة بتحمّس وإيجابيّة ، فسلّم كاتب الدّولة للشّؤون الدّينيّة مقرّا لإدارة الهيئة، ومدّهم بمفاتيح مكتب الإدارة ، وفتح لهم حسابا جاريا ، وختما كتب فيه : الوزارة الأولى ـ إدارة الشّعائر الدّينيّة ـ الهيئة العلميّة للتّدريس بجامع الزّيتونة وفروعه .

وفتحت مبيتا للطّلبة في مبنى ملحق بجامع سيدي بن عروس . كما طبعت بطاقات مشائخ الزّيتومة وبطاقات طلبة . وأذنت لإدارة النّقل بالتّخفيض الخاصّ للطّلبة .. وغير ذلك من المسائل الّتي توضّح قبول الدّولة بشكل لا يدعو مجالا للشّكّ أنّها وراء كلّ ذلك ، وأنّ هذه العودة للتّعليم الزّيتوني ليست خارج القانون !!! كما إستقبل ساكن قرطاج الهيئة أكثر من مرّة وخاصّة مع رئيسها الثّاني الشّيخ محمّد الشّاذلي النّيفر وآفتتحت السّنة الدّراسيّة الأولى سنة 88/ 89  في شهر سبتمبر وآستمرّ الأمر على ذلك سنتين كاملتين حتّى تراجعت السّلطة في بداية سنة 1990 فأقالت بوسنينة وأبدلته برجل معقّد مغرور ليقبر المشروع كلّه في سنته الثّالثة بعدما لاقى المشروع قبولا عظيما من طرف كلّ الشّعب ، وإقبالا من طرف الشّباب من ذكور وإناث يعدّ بالآلاف ، بل بدأ التّعليم يشهد إقبالا وترسيما من كلّ جهات العالم  .

لقد رأيت حماسا  في مشائخ الزّيتونة وعزما على المضيّ في التّدريس منقطع النّظير ، فقد صرّح لي الشّيخ محمّد الشّاذلي النّيفر أنّنا لن نركع للسّلطة ولو أدخلونا إلى السّجن  ، و كما صرّح لي شيخنا الأخوة :  » سندرّس ولو على أبواب جامع الزّيتونة ومدارجه « ، ولقد مارست معهم السّلطة سياسة التّرغيب والتّرهيب فلم ينفعا بل أعلن المشائخ في بيان لهم أنّهم سيستأنفون الدّروس .  وشهد الجامع الأعظم وكلّ فروعه من بنزرت شمالا إلى مدنين جنوبا ، نشاطا وحركيّة أفرحت الجميع ، وصالحت الشّعب بسلطتها ، إلاّ نخبة فاسدة تقدّمها الوزير محمّد الشّرفي الّذي ذبح هذا الأمل تحت حجّة توحيد التّعليم التّونسيّ  . وحوّل الشّابّي بعض أموال الهيئة إلى وزارته كما أمر ميليشياته بآقتحام مقرّ إدارة التّعليم الزّيتوني يوم 29 /  7/ 1990  . ونصّبوا هيئة تدريس جديدة .وأغلقوا المسجد الأعظم إثر كلّ صلاة ..

أمّا الهيئة الشّرعيّة فقد واجهت هذه الإجراءات المتوحّشة المتخلّفة بوسائل مختلفة تماما ، فأبرقوا إلى كلّ الجهات المعنيّة : رئاسة ووزارة أولى ووالي تونس …وقاموا بندوة صحفيّة يوم 27 / 12 / 1990 . حاصرها البوليس والإعلام كذلك . وأذكر أنّي غطّيت  ـ تقريبا ـ كلّ  تلك الأحداث بتفاصيلها في جريدة  « الفجر  » الغرّاء أسبوعا بأسبوع من بداية إنطلاق الأزمة حتّى أحيط بي يوم 22 ديسمبر من تلك السّنة …وكان من بين تلك التّغطية هذا الحوار الّذي أجريته مع الشّيخ محمّد الشّاذلي النّيفر رئيس الهيئة العلميّة في العدد الثّالث عشر وممّا جاء فيه :

الفجر :  لقد طالبتم في ندوتكم الصّحافيّة بإرجاع التّعليم الأصلي للجامع الأعظم ، ألا يتضارب هذا المطلب مع توحيد التّعليم ؟

الشّيخ : سؤالكم الأوّل وقعت الإجابة عنه في النّدوة الصّحافيّة المنعقدة في شهر ربيع الأنور 1411 الموفق ل27 سبتمبر 1990 بأنّه لا حجّة للمدّعين بتوحيد التّعليم حين إلغائهم للتّعليم الأصلي الزّيتوني لأنّ التّعليم في العالم أجمع يقوم على تنويع التّعليم إلى تعليم متوسّع الدّائرة متنوّع في ذاته ، وإلى تعليم يقوم على العلوم الدّينيّة ، حفاظا عليها لتبقى الأمّة متمسّكة بدينها ،حتّى في الدّول اللاّئكيّة . وأزيد ذلك توضيحا بأنّ متطلّبات الحياة تدعو إلى هذا التّنويع إذ لا يمكن خلافه !

الفجر : لقد جاء في بيانكم الذي أصدرتموه يوم السّبت 6 / 10 / 1990 ، أنّكم أجّلتم موعد إفتتاح السّنة الدّراسيّة  « الثّالثة « لماذا حصل هذا  ؟ ومتى تنوون الإفتتاح ؟

الشّيخ : وقع تأجيل إفتتاح السّنة الدّراسيّة الموعود به في النّدوة الصّحافيّة،  بعد مقابلتين أولاهما مع السّيّد حمّادي الخويني الوالي رئيس مجلس إقليم تونس ، وثانيهما مع الدّكتور السّيّد علي الشّابّي كاتب الدّولة للشّؤون الدّينيّة بالوزارة الأولى ، وممّا دار الحديث فيه  : تأجيل الإفتتاح يوم الأحد السّابع من أكتوبر من أجل ما تؤدّي إليه المذاكرة فيما يخصّ إعادة التّعليم الأصلي ،وحفاظا على حرمة جامع الزّيتونة . وكان الرّأي إرجاء الإفتتاح إلى موعد لاحق حسبما يتوقّع …

الفجر : بلغنا أنّه ثمّة حوار بينكم وبين سلطة الإشراف . فما هو مضمون هذا الحوار ؟ وهل من حلّ يرضي الطّرفين ؟

الشّيخ : لا شكّ أنّ الإتّصال بسلطة الإشراف دار حول وجهة إعادة التّعليم الأصلي الّذي أعلنه سيادة رئيس الجمهوريّة التّونسيّة في إعادة الإعتبار لجامع الزّيتونة الّذي هو إجابة لرغبة وطنيّة ، ولكن لم تنحلّ العقدة بين الهيئة السّالفة وكتابة الدّولة للشّؤون الدّينيّة ، الّتي تعارض في إعادة التّعليم الأصلي الزّيتوني حسبما كان عليه سابقا ،  ممّا هو رغبة قوميّة تونسيّة ، وهو ضرورة ملحّة  لأن تحافظ تونس على علومها الدّينيّة حسبما تدعو إليه الحاجة للتّثقيف الدّيني على أسس متينة مع ثقافة عامّة .

ولنا الأمل في رئاسة الجمهوريّة المعنيّة بإعادة الإعتبار للدّين في تونس تعفيه لما قاسته في سنيّ محاربة الإسلام . والله وليّ التّوفيق …

قلت : هذه وثيقة وشهادة تاريخيّة صدرت في 23 ربيع الأوّل 1411 في جريدة الفجر، صفحة  6  ، أستند إليها  فيما أدّعيه حتّى يتبيّن للقارئ الكريم أباطيل إدّعاءات السّلطة .، والله المستعان !!!

لقد كان ردّ فعل السّلطة بشعا مع المشروع كلّه فعاقبوا الطّلبة والطّالبات وزجّوا بأكثرهم في السّجن لأنّهم لم يرضوا بهذا الحجم العظيم  من الظّلم . كما أعلن الشّابّي الحرب على المشائخ من خلال خطاب متلفز ليلة 21 ديسمبر 1990 ، وأهان مشائخه وهدّدهم بتطبيق ما سمّي ب »قانون المساجد  » الجائر وبرميهم في السّجن ،ولكنّ المشائخ لم يكترثوا بكلّ ذلك ، وأعلنوا عن عزمهم لمباشرة التّعليم ، فحاصرت  الشّرطة المشائخ في بيوتهم ، ومنعوهم من الخروج فجر يوم 24 / 12 / 1990 . كما أغلقت جامع الزّيتونة إثر كلّ صلاة وآنطلقت مواجهات عنيفة بين الطّلبة والطّالبات من جهة وقوّات القمع من جهة أخرى …وأصدر بعد ذلك مشائخ هيئة  التّدريس الشّرعيّة بيانا تحت عنوان  « جامع الزّيتونة بين الإقبار وردّ الإعتبار » وكان شديد اللّهجة حمّلوا السّلطة كلّ ما جرى وكشفوا للرّأي العام حقيقة الأمر …

هذه خلاصة قصّة ردّ الإعتبار إلى الزّيتونة بآختصار، والّتي تدّعيها السّلطة دائما ، وهذه هي الحقيقة كاملة . وهو ما يجعل السّلطة ترفع شعارات يكذّبها الواقع !!! ومن هذه الشّعارات الرّسميّة المرفوعة:

1  خطاب أعلى هرم السّلطة : « لقد كان أوّل ما بادرنا به بعد 7 نوفمبر هو ردّ الاعتبار إلى الدين الإسلامي في هذه البلاد إيمانا منّا بأنّ ديننا الحنيف قوام حضارتنا وهو ركن أساسي في مجتمعنا. ونحن عاملون على رعايته ورفع منارته وإحياء شعائره، وإتباع تعاليمه، واتخذنا في سبيل ذلك جملة من الإجراءات العملية والقرارات الهامّة« .

 2  ما جاء في تصريح وزير الشّؤون الدّينيّة  لجريدة الصّباح :  ثمّ إنّ الزّيتونة بعد أن ردّ إليها اعتبارها ..

ما جاء في موقع الخضراء يقول : إحياء الزّيتونة والمقاربة المعرفيّة للإسلام : وتجدر الإشارة إلى مبادرة رئاسية رائدة، غنمتها جامعة الزيتونة العريقة منذ الأسابيع الأولى لتحوّل السابع من نوفمبر 1987، حيث أعيد إليها اعتبارها وتمّ تمكينها من فرصة استعادة عزّها ومجدها، وأداء رسالتها الدينية والحضارية التي اضطلعت بها على امتداد أكثر من ثلاثة عشر قرنا من العطاء الزاخر والإنتاج الوافر، والإسهام في التراكم المعرفي الإنساني. وها هي اليوم تعود من جديد منارة من منارات الفكر الحرّ المستنير، تؤسس للإجتهاد والتسامح وتشيع روح الإعتدال والإنفتاح

 ـ   التّصدّي للماضويّة أو محاصرة الفكر والتّديّن المشرقيّين  أو«  تونسة » الإسلام لمقاومة السّنّة :

قال الوزير : ووزارة التربية مشكورة نراها تتصدى بنصوص إلى كل ما هو ماضوي ويدعو إلى الانغلاق . وقال  : إنّ الحجاب الشّرعيّ دخيـــل

أقول للوزير : من أين جاءت العقيدة الأشعريّة والمذهب المالكي و سبيل الجنيد الصّوفي و رواية قالون للقرآن الكريم ؟  أليست كلّها مشرقيّة ؟ بل ألم يأت الإسلام كلّه الّذي ندين به ربّنا من الشّرق؟ وهل كان تونسيّا يوما ما ؟ أليس النبيّ العربيّ القرشيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من جزيرة العرب ؟ وهل تنفتح تونس على كلّ العالم إلاّ على المشرق ؟ وأيّ مشرق ! إنّه المشرق السّنّي  . أمّا المشرق المالي فأهلا وسهلا ، وأمّا المشرق الرّقصي الهابط فمرحبا وأهلا !!! ، وأمّا التّعاون الأمني مع المشرق فهو حلال ، بل مرحبا بكلّ وافد ولو كان لاتينيّا برازيليّا ليرفع تونسنا ويقرطج  » كرتنا  » ـ  إشارة إلى تجنيس البرازيليّين الكرويّين ـ …!!! بل أقول لسلطة تونس المفتخرة بهويّتها لقرطاج ، ألم يؤسّس قرطاج مشارقة ؟؟؟ أقول لها هذا ،لأنّها يحلو لها أن تعظّم  » الوثنيّين  » بل إنّ هذا هو ما تدين به أمام العالم حتّى يرضى عنهم أسيادهم  !!!

فإذا تبيّن أنّ كلّ تديّن السّلطة الّذي تحرص على تسويقه للتّونسيّين  : عقيدة وفقها وتربية وقراءة للقرآن جاء من المشرق وأساسا من المدينة النّبويّة ! فلماذا هذه الحرب المشبوهة على الصّحوة الجديدة الّتي إتّخذت مرجعيّتها السّنّة الواسعة المجمّعة ، وفارقت الحزبيّة الضّيّقة المفرّقة ، أحسبها والله حسيبها …ثمّ لماذا هذا  » الإلتقاء المشبوه  » بين السّلطة و نهضة المهجر ومن في فلكهما حيث توافقوا جميعا على معاداة المشرق فكرا وتديّنا ، في الوقت أنّ كلّ تديّن التّونسيّين منذ أربعة عشر قرنا كان ولا يزال مشرقيّا . كما آشترك هذا الإلتقاء المشبوه في آتّهام الصّحوة الجديدة بالتّشدّد والتّطرّف وغير ذلك من التّهم السّياسيّة الممقوتة والقذرة .

 إنّ السلطة لا تعرف إلاّ دينا واحدا هو مصلحتها وأمّا آدّعاؤها له فهو لإضفاء شرعيّة زائفة ، ولمقاومة من يدين بدين الله الّذي لا تعترف به ، أمّا حماستها على وطنيّة الدّين فما هو إلاّ طرز لدين الملوك والحكّام ليس إلاّ .!!!

 إنّه ليس ثمّة في الإسلام ما يقرّ ب »وطنيّة  » الشّريعة و »خوصصة » الدّين وولاء الإسلام إلى أرض أو جنس أو لون أو شمال أو جنوب أو شرق أو غرب ؟ أليس هذا من التّحريف لسماحة الشّريعة وإنسانيّتها وعمومها وسعتها ؟..  

 فمتى كان للدّين وطن أو جهة أو طبقة أو ولاء جاهليّ . إنّ الدّين شرعة إلاهيّة جاء ليقطع كلّ رهبوط أرضي ويبطل كلّ كهنوت بشريّ ، ويكنس كلّ طاغوت أهوائيّ .

خديعة عناية الدّولة بالقرآن الكريم :

فآنظر يا صاحب العقل والفهم عظم إعتناء الدّولة بالقرآن الّذي أنزل ليكون لنا شرعة ومنهاجا :  يقول موقع الخضراء:  »  ولا يماثل هذه العناية بالتربية الروحية والدينية لأبناء تونس إلا العناية بالقرآن الكريم في بلاد جامع الزيتونة. ومن ذلك إذن الرئيس زين العابدين بن علي من أن تكون حلقات تلاوة القرآن الكريم مستمرّة على مدار الساعة برحاب هذا الجامع المعمور، دونما انقطاع  » .

قلت : ما شاء الله !!! فهل هناك دولة  » تستحمر » شعبها أكثر من هذه الدّولة ؟ وهل تجد في الدّنيا قلّة حياء أكثر من هذه النّخبة النّشاز في العالم ؟ فهل أنزل القرآن كي يتلى على مدار السّاعة  في جامع الزّيتونة ؟؟؟ فالله المستعان !!!

خديعة مصحف الجمهوريّة :

ومن دلائل عظم إعتناء الدّولة بالقرآن : إذن رئيس الدّولة بطبع المصحف : جاء في موقع الخضراء « … وبطبع مصحف الجمهورية من قبل الدّولة لأوّل مرّة في تاريخ تونس، وذلك وفق رواية قالون المعتمدة تونسيّا  « .

إنّ التّغنّي بمسألة مصحف الجمهوريّة لأوّل مرّة، ما هو في الحقيقة إلاّ من الفاضحات الّتي تردّدها السّلطة فهي تكشف أنّها لم تطبع المصحف الشّريف وفق رواية قالون إلاّ أخيرا ، في حين أنّ التّونسيّين قد سبقوا الدّولة في ذلك منذ سنوات فطبعوا المصحف منذ ثلاثين سنة في أواسط السّبعينات ، ثمّ طبع مرّة ثانية  سنة 1984 وإثر طلب تقدّمت به مؤسّسات  ابن عبد الكريم بن عبد الله للنّشر والتّوزيع إلى إدارة شؤون القرآن الكريم التّابعة لكتابة الدّولة للشّؤون الدّينيّة وقتها …..
نعم أشهد أنّ مصحف الجمهوريّة خرج في أبهى حلّة ، ولكن هل أنزل المصحف الشّريف للتّباهي برسمه أم للعمل بأوامره والإنتهاء عن نواهيه والإلتزام به حكما بين النّاس … قال تعالى :   » إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ لتحكم بين النّاس بما أراك الله «  105 النّساء . وقال : «  إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ فأعبد الله مخلصا له الدّين « . 2  الزّمر  «  وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم النّاس بالقسط   » 25 الحديد  . وقال : «  وهذا كتاب أنزلناه مبارك فآتّبعوه وآتّقوا لعلّكم ترحمون «  155 الأنعام . وقال :   » وكذلك أنزلناه حكما عربيّا ولئن آتّبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم مالك من الله من وليّ ولا واق . »   37  الرّعد .. وغيرها كثير جدّا …
 ثمّ إنّ هذا المصحف الشّريف والّذي تفتخر هذه السّلطة بطبعه لأوّل مرّة بعد أكثر من أربعين سنة ، كثيرا ما تمنعه عن الإسلاميّين داخل سجون البلاد كما تمنع شبابها أن يجتمعوا في بيوت الله يتدارسونه أو يتلونه أو يحفظونه ، وكم من داعية سجنته وجعلته بقوانينها الجائرة مجرما لأنّه علم القرآن وأراد أن يعلّمه … والله المستعان !!!
إنّ الكلام عن الحجاب واللّحية وغيرهما إنّما هي ظواهر الأشياء وسطحها،والجوهري الأساسي لهذه المسائل هو الدّافع الإيديولوجي والثّقافي الّذي أفرز هذه الخطّة والتّجاذب وأحكمها ، وغير جدير بالذّكر أنّ السّلطة التّونسيّة تستعمل الإسلام إستعمال تعمية وترفعه شعارا وتذبح به من خالفها في تصوّره والعمل به ودليلي على هذا القول هذا الخطاب الكاشف عن حقيقة هذه السّلطة :  »  ويمثّل إلغاء تعدّد الزّوجات بمقتضى قانون الأحوال الشّخصيّة وإقامة نظام الزّوجة الواحدة تعبيرا آخر عن مبدأ المساواة بين الرّجل والمرأة . وقد أصبح تعدّد الزّوجات ـ الّذي كان هو المظهر أكثر فجاجة وظلما لعدم المساواة بين الزّوجين ـ جنحة يعاقب عليها القانون الجنائيّ وفضلا عن ذلك فإنّ الزّواج  الجديد باطل   » . من تقرير الحكومة التّونسيّة المقدّم إلى الأمم المتّحدة والمتعلّق بالمعهد الدّولي الخاصّ بالحقوق المدنيّة والسّياسيّة بتاريخ 18 ماي 1993.

 فيا أيّها القارئ الفطن العاقل : ماذا يمكن أن تفهم من هذا النّصّ الواضح الدّلالة الصّارخ العبارة ؟ أفلا يكون في أحسن أحواله تعقيبا على حكم الله تعالى، ولا أقول إتّهام الله تعالى كما جاء بالحرف الواحد  » المظهر أكثر فجاجة وظلما لعدم المساواة بين الزّوجين  » ؟ وهل المؤمن الحقيقيّ يعقّب على ربّه ؟ ألم أقل لك إنّ خطّة  « التّجفيف  » كلّها لها باطن ولها ظاهر ، وإنّ ما صدر منها علنا إنّما هي ظواهر الأشياء وسطحها ، وقد بيّن هذا النّصّ بما لا يدعو مجالا للشّكّ الدّافع الإيديولوجي لهذه الخطّة ، بل لتعاملها مع كلّ الإسلام عقيدة تونس شعبا وأرضا … هذه الأرض الحبس على المسلمين وعلى عقيدة الإسلام فكيف تعطي هذه السّلطة أو غيرها  تزويره أو تلبيسه على النّاس !!!

لقد أخطأ العبقريّ الأمني في مواجهة عقائد النّاس ، وما أفلحت مشاريع سلخ الإسلام من البلد ، وقلع العقيدة من قلوب التّونسيّين ،  وطاشت كلّها  كفقاقيع الصّابون،  وذابت كالثّلج ، فما أفلحت أفلام الإباحة ولا التّشجيع على الفاحشة ولا مسك العصا الغليظة  . لقد أفشل الله عزّ وجلّ المشروع الأمني ورمى به في الجحيم .

إنّ الاٌعتداء على حقوق الله تعالى في أن يعبد كما رسم في كتابه وسنّة نبيّه والإعتداء على  محض حقوق النّاس في الشّكل والمظهر حجابا أو لحية أو لباسا ليعدّ من أعظم عدوان السّلطة  على الإسلام ، وهذا وحده كفيل بتوسيع دائرة الغضب الشّعبي التّونسيّ ومزيد إنتشار التّديّن من جديد . وسبحان الله الّذي  يغرس الحقّ بفعل المبطلين ، حيث جعل عزّ وجلّ  من أسبابه القدريّة أن ينصر هذا الدّين بمكر الفاجر …

إنّ خطّة تجفيف المنابع بان فشلها من خلال تضخّم ظواهر الإنحراف الأخلاقي البشع الّذي لامس كلّ طبقات الشّعب إلاّ ما رحم الله تعالى ، ومن خلال فساد السّلطة في كلّ ميادينها ،و إفلاس مشاريع التّنمية كلّها ،  فجاءت رياح صحوة جديدة تريد أن تصحّح المسيرة وتلفت النّاس إلى ربّهم حلاّ لكلّ مشاكلهم .

إنّ ما يسمّى بخطّة تجفيف ينابيع التّديّن لئن نجحت إلى حين في إبعاد خصم سياسيّ للسّلطة ، فإنّها كانت منطلق صحوة جديدة مطلوب منها أن تستوعب دروس من سبقها ..

وإنّ السّياسيّين الّذين  تحكّموا في دين الشّعب ردحا من الزّمن عليهم  أن يتخلّوا عن توظيف دين الله معارضة به ، أو آحتكارا له من سلطة إغتصبت كلّ شيء ، بما في ذلك نحتها نمطا دينيّا علمانيّا حصرته في آذان بدعيّ خاضع لنغم موسيقيّ ، وتزويق للمساجد على الفنّ المعماري التّونسيّ ، وشعارات فضفاضة كذّبها واقع النّاس ومعاشهم  …

فهل من عقلاء في السّلطة يستخلصون الدّروس فيتصالحون مع دينهم ويرفعون عنهم لثام النّفاق ويصحّحون مسيرتهم مع أعلى هرم دستور البلاد القاضي بإسلاميّة تونس ؟ أفليس دين الدّولة هو الإسلام ؟

وهلاّ من عقل في السّلطة يتعلّم من دروس الماضي فيتسامح مع حقّ التّونسيّين في تمثّل عبوديّة الله تعالى كما تشاء الشّريعة الغرّاء المتحرّرة من الأهواء من أيّ جهة كانت …

وهلاّ من تفهّم داخل السّلطة للسّنن الرّبّانيّة : أنّه مهما عظم المكر والإرهاب الّذي مارسه نظام الحكم في تونس فقد أتى الله عليه من أساسه فخرّت خطّة تجفيف المنابع الجهنّميّة على رؤوس من وضعها ، ورجعت خيبة ونكالا عليهم ، إذ قامت صحوة جديدة أكثر صلابة وأصلب عودا ، أتمنّى لهأ أن تؤسّس على علم و تقوى وتجرّد من أطماع الدّنيا …. ؟

 إنّ الدّولة  الّتي تصادم عقائد النّاس وتصنع واقعا متفجّرا وتضغط على عقول النّاشئة لا بدّ أن تتهيّأ لفشل ذريع على كلّ المستويات ، ولتعلم أنّها لا يمكن أن تشهد تنمية أو تقدّما وهي تحارب العبّاد . وما دمّرت دول وحضارات إلاّ بسبب خوائها الرّوحي وتخلّفها الدّيني .إذ كيف تشهد دولة تنمية وهي تخاصم شعبها ؟ بل هي تصنع لنفسها  » الهاوية «  ففي صحيح الحديث القدسي «   من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب   » وهذا في حقّ وليّ واحد ،  فكيف إذا كانوا أولياء كثر . قال تعالى  »    قد مكر الّذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السّقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون .  »  26  سورة النّحل .

خميس بن علي الماجري

 

 

هل الديمقراطيات الغربية تكفل احترام الأديان و حرية المعتقد؟

خميس قشة: روتردام- هولندا

 

 تعيش هولندا هذه الأيام حالة من  الخوف والترقب  بعدما تتالت الأحداث وتزايدت موجة الاستياء والغضب  عقب نشر صحيفة دنماركية صورا كاريكاتورية  بعنوان « صفات محمد » تسببت في إشعال نار فتنة يصعب إخمادها وسرت عدوى هذه الحملة  كالنار في الهشيم  في عديد من الصحف الأوروبية  تضامنا أو لتخفيف المقاطعة الاقتصادية، وضغط التنديد الرسمي والشعبي في العالم الإسلامي على الدنمارك  والنرويج ولامتصاص ردة فعل  المسلمين مقتدين في  ذلك بتآمر كفار قريش عندما  اتفقوا على قتل  رسول الله صلى الله عليه وسلم  واجمعوا رأيهم على أن يأخذوا  من كل قبيلة شخصا، ثم يضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل، فلا يدري المسلمون بعد ذلك ما يصنعون ولا يمكنهم معاداة القبائل كلها…

 

ويسود هولندا  جو من الاحتقان خاصة أن مشهد قتل المخرج الهولندي « ثيو فان خوخ » لم يغب عن  الأنظار بعد ، والتهديدات التي تعرضت لها النائبة الهولندية « أيان هيرسي علي » مازال يقرع صداها الآذان ، وأجواء الانتخابات البلدية التي تلقي بضلالها  على المجتمع وتشتد فيها المنافسة على أصوات المسلمين الذين يعتبرون أكثر من 11% من  عدد السكان تجعل كل الأطراف حذرين ومتربصين خوفا من صب الزيت على النار.

 

فقد اعتبرت الصحف وبعض السياسيين  ردود أفعال المسلمين تجاه هذه الصور غير طبيعية ومضخمة، واعتبروا هذه الاحتجاجات ليست ضد الرسوم  بل هي ضد حرية التعبير، كقيمة في ذاتها، مؤكدين  أن مطالبة المسلمين رئيس الوزراء الدنمركي بالاعتذار لهم هو خرق للدستور والديمقراطية الغربية مؤكدين انه  لا يستطيع أن يفعل ذلك ، لأن الدستور هو حجر أساس النظام الديمقراطي في البلاد، ويجب علية الالتزام به، والدفاع عنه حسب زعمهم، فيما اعتبر آخرون أن الاعتذار الرسمي يعتبر أسلوبا حضاريا يكرس  احترام الأديان و حرية المعتقد و يخدم التعايش السلمي بين الجميع.

 

إن  هذه الحملة  الإعلامية العدائية المنظمة يحركها  ويقودها  التيار اليميني المتشدد  الذي يدعم بعض  الحكومات  اليمينية الحالية  في عدد من  الدول الأوروبية والذي  سخر وجند  وسائل الإعلام منذ أحداث 11 سبتمبر للاستفزاز المسلمين، و ربطهم  بالإرهاب ، لتطال الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم والذي لن  تزيده هذه الهجمة المغرضة إلا شرفاً وكرامة،و مهما افترو وكذبوا ونافقوا لن  يتمكنون من تشويه مكانته وصورته الناصعة وسيرته العطرة المباركة، ويعتبر عدم  مراعاتهم، و احترامهم،  لمشاعر المسلمين في أوروبا والعالم هو دعوة  لنشر الفتنة و الكراهية وتحريضا على الفوضى بين النّاس و اعتداء على الحقوق الشخصية للمسلمين..

 

  فحالة الغليان والغضب لدى المسلمين في أوروبا والعالم الإسلامي الذين  عبروا عن رفضهم واستنكارهم  بشدة  من خلال التحركات الاحتجاجية تدل على أن مفهوم الجسد الواحد حقيقة و الأمة الواحدة  إحسااس معاش لدى أحفاد محمد صلى الله عليه وسلم , وارتفاع الأصوات المنددة  والمحتجة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك  أن هذه الأمة مازالت متمسكة بدينها وسنة نبيها الكريم.

 

وننوه بمواقف العقلاء والمنصفين من المسؤولين الغربيين ممن دافعوا على الحرية الشخصية و حرية المعتقد وسارعو بالاعتذار وإبداء الأسف للمسلمين، ونؤكد التزامنا بمبادئ الحوار الهادئ البناء الذي يكرس  التعايش السلمي  بين المجتمعات، والحضارات، وننبذ كل الدعوات والأفعال التي تؤدي إلى الفتنة  وتغذي مشاعر الاستعلاء والكراهية بين الامم وهو ما  يقوض السلم والاستقرار في عالمنا الذي غدى قرية تتشابك فيها العلاقات والمصالح.

 

(*) مدير المركز الثقافي الاجتماعي بهولندا

 

Sociaal Cultureel Centrum in Nederland

Grote Visserijstraat 71c, 3026 CD Rotterdam Nederland

Post bus 777,3100 AT Schiedam:E_mail:info@rahma.nl

Tel( 0031)10 4378754 Fax( 0031)10 4373075  Mobil( 0031) 616044772

 


 

 » بوجادي  » في السياسة أم في محبّة المسلمين

كتبه: عبدالحميد العدّاسي  يبدو أنّني لم أفلح في اختيار الألفاظ التي أخاطب بها البوجادي ولا حتّى في اختيار الطريقة البيداغوجية التي أتعامل بها معه، ما جعله يجد دائما الفرصة – أو هكذا يخيّل إليه – سانحة، لتعليق أفكاره الخَلِقة على أبواب كلماتي التي إنّما ناقشتْه للإنجاز وليس للإعجاز. ما يلفت النظر في شخصية البوجادي حقيقة، هو ثباته على الفكرة ( ذات الفكرة ) ومراوحته في ذات المكان، شأنه في ذلك شأن الماء الآسن الذي لا يتحرّك ولا يتنقّى. وقد مرّ بنا في السيرة مَن هو أشدّ منه ثباتا، كهذا الذي يخاطب الرسول صلّى الله عليه وسلّم بقوله:  » والله لو رأيتك تتّخذ سلّما إلى السماء، فتصعد، ثمّ تأتي بملائكة يشهدون أنّك رسول الله ما شهدتّ لك « .
على كلّ حال، هو حرّ في اختياره، وهو مأجور أو موزور على ثباته ذلك، ولكنّه غير حرّ ( وهنا تأتي حريّة التعبير ) في توجيه ما أكتب نحو غاياته الخادمة لثباته ذلك. فلئن اتّهمني في المقال السابق بأنّني قلت بكراهية الغرب المطلقة لنا، فهو اليوم في مقاله بتاريخ 8 فيفري 2006 يصف الغرب بكامله على لساني بالشرّير، دون أن يُخفي مفاجأته باكتشاف وجودي في الدانمارك، ممّا يدلّ – ربّما – على عدم اهتمام البوجادي بما يُكتب حول الشأن التونسي، ذلك أنّ هذه المعلومة معروفة عند الكثيرين من التونسيين المهتمّين المتابعين للأحداث ببلدنا، حيث العرائض والقوائم والإمضاءات، بل هي معروفة لدى شرطة حكومته وحرس حكومته وقوّادة حكومته… فهل يمكن إضافة خصلة عدم الضبط لخصلة الثّبات سالفة الذكر. وأمّا اتّهامك لي بتوجيه ما يُنفق عليّ من طرف الدانمارك إلى سبّ وشتم الغربيين ووصف تصرّفاتهم بالشيطانية، فهو اتّهام لا ينقصه الضبط فحسب بل هو الكذب البواح الذي لا يأتيه إلاّ فاقد معرفة بمدلول إتّهام الآخر. على أنّ الذي ألجأني إلى الدانمارك، يا بوجادي، ليس الرغبة في المنحة التي استكثرتها عليّ دون أن تعرف قيمتها ولا السلم التي لا تعرف منغّصاتها، وإنّما التجأت إليها – مكرها غير راغب – لأنّ حكّام بلدك ومثقّفي بلدك ممّن حارب الرأي الآخر ( ولعلّك منهم ) أبَوا علينا كلمة ناشدنا بها الحريّة، وكرهوا منّا تديّنا أردنا منه حفظ الأنساب وستر العورات وعفّة الألسنة وتحرير الإرادات ومنع الأنبياء الجدد من البروز( 1 ) . واعلم يا صديق القراصنة الطيّبين، أنّني هنا بالدانمارك لا أقاطع البضائع لأنّه ليس لدينا غيرها، ولا أوافق على الحرق والنهب والعنف الذي يشجّعه الفوضاويون، كما أنّني أرغب في مصلحة الدانمارك كما لو كانت بلدي، لأنّني أعيش على أرضها وبين أهلها، وأشجّع أولادي على ذلك وأدعوهم إلى التحصيل الجيّد للنّهوض بمستوياتهم والمشاركة الفاعلة في بناء بلد آوانا لمّا رمانا أهلنا الأجلاف الساقطون.
فلجوئي إلى بلاد الغرب يُخرصك – في الحقيقة – لأنّك ساهمت بوعي أوبدون وعي منك، مع آخرين، في نفيي و آخرين  نتيجة صمتك على الظلم المسلّط على التونسيين وبمشاركتك في تسويق مثال متخلّف عن الديمقراطيّة وعن حريّة تعبير لا تورد متّبعيها إلاّ ما أورد فِرعون قومه، وذلك بما تنشر من كتابات تستهزئ فيها بأهلك وتنتقص فيها دينك ونبيّك وربّما ربّك. هذا وأرى البوجادي دائما يؤكّد على استعمال العقل بدل العاطفة وهذا أمر طيّب، ولكن لا بدّ أن يكون هذا العقل نيّرا وأن يكون مُلئ أفكارا بنّاءة وليس أفكار وضِيعة رتّبتها الوضعيات المعيشية والتحالفات العسكرية. فالعقل النيّر والفكر الناضج العفيف هو الذي يدفع صاحبه إلى الشعور بالمسؤولية ويجعله يهتمّ بأمور المسلمين والنّاس أجمعين، منشدا الخير لهم، عاملا على تغيير ما بهم من سلبيات، وهو الذي يُخرج صاحبه من وضعية القاعد المتفرّغ إلى مراقبة ما يجري عن يمينه وشمائله والتغنّي بإنجازات الآخر دون خجل… وإذن، فما الذي يمنعك في تونس ( ودعك من السعوديّة )، وأنت المسلم حسب تصريحك، وخاصّة في غياب  » الببغاوات  » كما تصفهم، من المساهمة في تغيير ما بتونس والدفع به نحو الأفضل، فتمنع التردّي الأخلاقي والتضييق على الحرّيات؟!.( 2 ). ما الذي يمنعك من الدعوة إلى صياغة قانون يضمن حرّية التعبير السليم الأخلاقي كي تجتنب سقطات اللاّخر ممّن لا يحترم دينك ولا عُرفك ؟! ما الذي يمنعك وأنت المسلم مِن أن تتفكّر فيما يخطّه قلمك فتجتنب خيار الأسود والأبيض لتنتبه إلى الألوان الخلاّبة الواقعة بينهما( 3 ). أحسب أنّه يمكنك فعل الأحسن لو اتّخذت لك مثالا أحسن ولو حاولت التفاعل الإيجابي مع محيطك دون اللاكتفاء بالمراقبة السلبية. ولقد تمنّيتُ أن تكون تابعتَ برنامج بلا حدود ليلة أمس على شاشة الجزيرة واستمعت إلى السيّد كوهين، هذا المحامي الأمريكي اليهودي الفذّ، وهو يعبّر عن ابتهاجه بنجاح  » حماس  » في الانتجابات، ويبارك توجّهها النضالي ويصف قادتها بأنّهم إخوانه وأنّهم على حقّ وانّ الصهاينة على باطل وأنّه لا بدّ لهم من الانصياع لخيار الشعب الفلسطيني، إذن لدغدغك انتسابك للإسلام كي تكون عزيزا على الأقلّ كهذا اليهودي الشهم، ولدعتك بقيّة رجولة فيك كي تقلع عن تلميع سِيَر المجرمين من الغزاة و الشواذ!..( 4 ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ – ( 1 ): بغياب الحركة الإسلامية عن تونس، كثرت المفاسد وشاع الكلام البذيء وتكرّرت أعمال التعدّي على الحرمات حتّى لقد بَعثَ أناسٌ أنفُسَهم أنبياء في التونسيين، دون سابق علم لديهم بأنّ محمد بن عبدالله صلّى الله عليه وسلّم هو خاتم النبيئين.   – ( 2 ): لعلّك تنقضّ على هذه النقطة فتقول وأنت وغيرك من الإسلاميين؟ فأقول بأنّنا جرّبنا، ففشلنا، ربّما لأنّ وسائلنا كانت بدائية، أو ربّما لأنّنا كنا من دعاة العنف كما يتردّد لدى النظام وأزلامه، أوربّما لأنّ جزءا كبيرا من المثقّفين أراد التعرّف على مآلات الخيانة فخانوا، أو ربّما..الأسباب كثيرة… – ( 3 ): القول بأنّ حريّة التعبير كلّ أو لا تكون، كلمة حقّ أريد بها باطل كما أريد بها تسريب شذوذ الشاذ، وإلاّ فاليوم هناك من يعبد الشيطان أو الحجر أو الفروج ( معذرة )، باسم حريّة التعبير والحريّة عموما والديمقراطية، فهل يقبل البوجادي أو غيره من محاربي الماضوية بذلك؟!..لعلّهم إن فعلوا احتجّت عليهم الأنعام بربوعنا… – ( 4 ): المنصف يُلاحظ في كلّ كتاباتي أنّني لا أتناول الشعوب – هكذا بالتعميم – ولكنّي أتناول القادة أو الظاهرة. إلاّ ما كان من أمر الصهاينة الغزاة أو المستوطنين الصهاينة فإنّهم لم يتركوا مجالا لتحييدهم.  

حمـــــاس بعـيـون عربيــة*

قال صاحبي : هل تعلم فازت حماس!
قلت : اخفض صوتك حتى لا يعلم الناس!
قال : لا عليك فقد فازت بالأصوات،
قلت : أحياء أم أموات؟
قال : قد قبلت حماس بالديمقراطية، وهي تعِدُ الناس باحترام الحقوق وتكريم الرعيّة.
قلت : آمل أن لا تكون تقِـيَة!
قال مغاضبا : لقد وعدونا، ووعد الحرّ دَين، ولن نكون نَسِيّا!
قلت : وما شأن الحرية؟؟؟..
قال : لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا، وعشنا نبحث عن العتق ولن نرض بغيرها ندِيّا!
قلت : وما حال حكومة الضمير، أ نعزيها أم نهنئ البراغماتية؟
قال متندرا : لا عليك كأني أراك تنظر بعيون عربية!
قلت : هذا كلام جميل وأملي أن نربح القضية! … هذا يوم له ما بعده، إما نصر أو تواصل للسنفونية… هذا يومُ أمل لمن عشق الوطن ورفض الخنوع للدكتاتورية… هذا يومُ شؤم لمن استغفل الناس عقودا، وظل يحكم الناس من صناديق مثقوبة بعنف وعنجهية!
قال : هوّن عليك فليست حماس ملائكة السماء، ولا فلسطين جنان بابل، ولكل أمر قضية!
بقلم : مواطــن
* بعد حصول حماس الفلسطينية على الأغلبية في البرلمان.
المصدر: ركن خواطــر موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net  


بسم الله الرحمن الرحيم

العلمانية أم الديمقراطية ؟  أحلاهما مر
مرسل الكسيبي reporteur2005@yahoo.de 9-02-2006 العاشر من محرم1427 هجرية لئن شكلت نتائج الانتخابات في مصر فزاعة في وجه النظام المصري الذي يستعد على قدم وساق لتولية جمال مبارك مقاليد الحكم ,وذلكم بحكم ماستشكله نتائجها في وجهه من عمق ثقيل يحول دون تحقيق بعض أو كثير من طموحات مبارك الابن ,ولئن كانت نتائج هذه الانتخابات صفعة جديدة لمايسمى بأنظمة الحل الأمني في منطقة شمال افريقيا على وجه الخصوص وذلك بحكم فشلها الذريع في معالجة قضايا الحوار الداخلي وقضايا الهوية والاصلاح وارساء دولة الحق والقانون ,فان نتائجها شكلت بلا ريب عامل ارتياح لدى الادارة الأمريكية بعد أن استطاع الاخوان عبر تحكمهم في مجرى العملية الانتخابية والخطاب السياسي المصاحب لها ترويض مخاوف البيت الأبيض وادارة المحافظين الجدد
لقد شكلت نسبة التحصيل الاخواني سقفا داخليا مقبولا لدى أكثر من جهة وعلى رأسها الدوائر الغربية ,التي لم تعد ترى في نسب المشاركة السياسية النسبية عامل قلق أو فزع ولاسيما ان الاسلاميين قد اقتنعوا بعيد مالات تجربة الجزائر في بداية التسعينات بأن الغرب لن يرحب بهم كأغلبية متحكمة في شؤون الدولة والفضاء العام
مالات تجربة الانقاذ الجزائرية أقنعت الحركات الاسلامية بمدارسها الاخوانية أن نمط الخطاب التصعيدي الذي يريد الاستئثار بكل تكاليف الحكم واستحقاقاته من شأنه أن يباعد بينهم وبين مالات التحقيق الهادئ والمتدرج ,ولذلك اضطرت الكثير من هذه الحركات الى تعقيل الخطاب وترشبده على ضوء ماوقعت فيه هذه الأخيرة من اخفاقات ولئن شكلت تجربة العدالة والتنمية التركية استثناء لهذه القاعدة قبيل سنوات عبر حصولها على أغلب مقاعد البرلمان,فان البعض يعلل سكوت الغرب على مشروع رجب طيب أوردوغان وعبد الله غول بابتعاد هذين الأخيرين عن جوهر المشروع الذي طرحه أربكان في اطار حزب الرفاه التركي السابق وهو المشروع الذي اقترب فيه بتركيا من الشرق الاسلامي عبر مشروع أراد من خلاله التعويض عن مسألة الارتباط بعضوية الاتحاد الأوربي ضمن تصور طموح عن السوق الاسلامية المشتركة والعملة الاسلامية الموحدة ومايتبع ذلك من مخاوف أذعرت الطموح الغربي بأن تبقى تركيا حارسا على بوابة الشرق جاءت بعد ذلك حادثة خطيرة في نظر بعض المحللين الغربيين وهي حادثة الزلزال الانتخابي الفلسطيني الذي لم يكن بحسبان حماس ولافتح ولا الدولة العبرية ولا أجهزة الرصد الأمريكي والأوروبي,حيث شكل نجاح حماس في قنص أغلبية مريحة داخل المجلس التشريعي الفلسطيني عامل قلق أوربي وأمريكي وذلك بحكم عدم اعتراف هذه الأخيرة بدولة اسرائيل واصرارها المعلن على خيار المقاومة لقد وضعت هذه النتائج الادارة الأمريكية على وجه الخصوص والغرب على وجه العموم أمام احراجات واكراهات الديمقراطية في البلاد العربية والاسلامية ,اذ تعززت المخاوف النظرية بأخرى تطبيقية من خلال النسب المعلنة في انتخابات الأراضي الفلسطينية الفاقدة لأبرز معاني السيادة القانونية والدستورية  حرصت دوائر كثيرة في مراكز صناعة القرار الأوربي والأمريكي وعلى مدار عقود طويلة ومتتالية على جعل العلمانية العربية والاسلامية مقدمة على قضايا الاصلاح والانفتاح والديمقراطية وذلك مخافة أن يتسلل الاسلاميون ولو كانوا على درجة عالية من الاعتدال الى مراكز صناعة القرار والتأثير فيه ,غير أن أحداث أيلول الأسود في الألفية الثانية والتي استهدفت أمن واستقرار الولايات المتحدة كانت دافعا استراتيجيا الى اعادة النظر في أساليب التعاطي مع ملف الحركة الاسلامية لقد اندفع المحافظون الجدد مستعينين في ذلك بمراكز بحوث أكاديمية ومستقبلية الى اعلان مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي جاء ليبشر بحقبة تاريخية جديدة ,تتحدث عن دمقرطة العالم العربي وتحديث رجال السياسة فيه ,بناء على قناعة أن أصحاب المشاريع المتشددة والمنهج العنفي كانوا حصادا لأنظمة القهر والاستبداد فيه اختار المحافظون الجدد التعامل مع حركات الاعتدال الاسلامي كأمر واقع لامفر منه في مقابل تشديد الخناق على دعاة العمل المسلح ,وكايمان منهم بعمق الخلفية الثقافية والاجتماعية لهذه التيارات في مقابل ضعف تشكيلات المنتظم العلماني المدني وتراجع رصيدها الشعبي والبشري .غير أن الثابت في ماتقدمه الدراسات الأمريكية المختصة أن ارادة جامحة بقيت موجودة باتجاه الحفاظ على النمط المجتمعي السائد في اطار علماني وليبيرالي يكون الاسلاميون طرفا مروضا فيه وبالفعل جاء فوز حماس ليشوش الرؤية على مراكز صناعة القرار الغربي ,ومن هنا اضطرت بعض الدراسات الحديثة التي تسربت أخبارها الى وسائل الاعلام للحديث عن معاودة الشعور بالخوف تجاه قضايا الانفتاح والاصلاح السياسي بالمنطقة العربية والاسلامية لقد وضع الحدث السياسي الفلسطيني أكثر من دائرة غربية ولاسيما الطرف الأمريكي منها أمام الاختيار بين ماهو علماني حتى وان كان متسلطا وغير شرعي وبين ضرورات الاصلاح الديمقراطي وماتعنيه من امكانيات الاكتساح الاسلامي غير المرغوب فيه لاعتبارات ثقافية وتاريخية وربما حتى عقدية ومما نقطع به رأيا ومظنة واطلاعا على بعض هذه الدراسات والبحوث الأكاديمية المقدمة بين يدي صانع القرار الغربي ,هو أن ارادة الاصلاح السياسي بمنطقة الهلال الخصيب موجودة ومرغوب فيها وملحة من بابها الدولي النافذ والمؤثر وذلك رغبة في محاصرة ظواهر العنف والتشنج السياسي الذي يذهب بحاجات الاستقرار العالمي الملح ,غير أن ذلك لابد أن يكون مقرونا بجملة من الحسابات في الربح والخسارة التي تأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول الغربية الكبرى وتعطي شيئا من المساحة المعقولة لرغبة شعوب المنطقة في الاصلاح والتغيير ومقتضى ذلك أن أداء حماس فلسطين واخوان مصر وجبهة عمل الأردن وعدالة المغرب وغيرها من التيارات الاسلامية العربية القريبة من سدة ادارة شؤون الحكم سيرصد كمؤشر لدى الغرب في مدى قدرة هذه التيارات على عقلنة الممارسة في ضوء مصالح داخلية وخارجية متشابكة وذلك قصد الاجابة نهائيا على سؤال أيهما أجدر بالحرص والتحقيق والاتباع :العلمانية أو الديمقراطية ؟ واذا استطاعت الحركات الاسلامية طرح مشروع الدولة العقلانية التي تستجيب لطموحات الجميع بما في ذلك شباب الصحوة الاسلامية العريضة وذلكم كبديل عن الدولة العلمانية فان للدوائر الغربية عريض الاستعداد للتعاطي بجدية مع متطلبات الاصلاح السياسي والديمقراطي مرسل الكسيبي كاتب واعلامي تونسي reporteur2005@yahoo.de 09-02-2006 العاشر من محرم1427 هجرية
 

هناك شيء ما عفن في مملكة العرب

خميس الخياطي (*)

 

ان اختفاء صورة ما وراء صورة أخري قد يحدث من الهزات الأرضية مثل ما نعيشه هذه الأيام في البلاد العربية والاسلامية جراء الرسومات الدنماركية ، فذلك من أساليب التواصل في عصرنا الحديث حيث العولمة ومحو المسافات أديا من جهة الي تقليل الفوارق بين الناس والأمم واثراء المعارف بينها، الا أنهما أعطيا من جهة أخري تعدد القراءات وعودة للخصوصيات بما يفرق الناس في ما هو اساسي ومن ذلك المعتقدات الدينية… مع تعدد القراءات وبصفة غير متوقعة تخصصت المعرفة فعم نوع من الجهل وليس هو بالجهل اذ له سمات الاكتفاء بما هو كائن من المعرفة. وحينما تتركز الخصوصيات لتتعامل مع هذا الاكتفاء وعلي قاعدة التعميم بمعني أن كل المسلمين هم هكذا، تنشأ الأزمات كما هي الحال الآن. تعدد القراءات والتأكيد علي الخصوصيات لا يعني شرعيتها أو صوابها ولا يعني تعالي قراءة علي أخري. بالمقابل، عدم شرعيتها أو عدم صوابها لا يلغي حقيقة وجودها وحقها في الوجود. كل صورة لها الحق في الوجود ان في خلاف مع صورة أخري أو في مساندة لها. ذلك أن تشابك الصور وتشابك الخطابات هو السمة الركيزة لعصرنا. وما قوة بلد في أيامنا هذه الا قوته في امتلاك وسائل القراءة وتجميع القراءات مع تأمين كل المواصفات لانتاج باقة من الخطابات تفرض هيمنتها علي الساحة الاقليمية والدولية. مسألة الرسوم تتنزل في هذا الاطار.

 

الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها لأول مرة جريدة يولاندز بوستن الدنماركية المحافظة يوم الجمعة 30 أيلول (سبتمبر) من العام الفارط أصبحت قضية تضخمت لشهر شباط (فبراير) فأستشرت العدوي تضامنا ودفاعا عن حرية الصحافة عديد الصحف الأوروبية وطال الـ تسونامي صحفا عربية (مصرية وأردنية) أوقف طبعها أو سحبت قبل أن يراها القارئ ووصلت ذروتها مع قتل قس مسيحي بتركيا واحراق سفارتين بسورية وأخري بلبنان ومقاطعة البضائع الدنماركية في عديد الدول الاسلامية… هي مسألة، لجهة ردود الفعل، تجعلك حائرا من أمر العرب والمسلمين اليوم في علاقتهم بدينهم من جهة وبقضية الحرية من جهة أخري. لنؤكد من الأساس أن ليس من حق رئيس تحرير ولا من أي كائن كان أن يمس معتقدات قسم لا بأس به من شعوب الأرض يدينون بالاسلام وهم أحرار في دينهم.

 

زمنان متناقضان

 

الا أن المسألة ليست مسألة حقوقية بقدر ما هي مسألة أخلاقية لها علاقة وثيقة بقواعد المهنة الصحافية وبحرية الرأي في أي مكان من العالم يحترم هذه الحرية والفرد القائل بها ولمهنة الصحافة فيها قيمة. والمسألة الأخلاقية، ان اتفقنا علي وجودها، لا تنفي أبدا حرية التعبير لدي صاحب الكاريكاتور ولدي أصحاب الجريدة الدنماركية اليمينية لا لسبب الا لأن هذه الحرية مكفولة من طرف القوانين المحلية التي لا تخول للدولة الدنماركية أن تعتذر أو تؤيد ما جاء في احدي مطبوعاتها. وهو أمر لا تفهمه الدول العربية والاسلامية اذ هي في شكلها وجوهرها دول توتاليتارية ترعي آراء وأفكار رعاياها وتحمي صحافتها لتقتل حريتها وذلك باسم مصلحة وحرية المجموعة. ومن سوء حظ المقدس الديني أنه ينزل تحت مظلة هذه الحماية الموصولة. رئيس الوزراء الدنماركي وعلي قناة أورونيوز أوضح قائلا: نريد تعاونا وليس مواجهة مع العالم الاسلامي… نحن نريد حل القضية عبر الحوار لا العنف والحكومة الدنماركية ليس لها أية نية مسبقة أو رغبة اساءة للمسلمين . موقف مثل هذا الذي جاء ليحفظ ماء وجه دولنا ومن منا امتطي حصان الغزوات. فلا الدنمارك تعتذر عما لم تقترفه ولا العرب والمسلمون وهم في حالة حرجة أمسكوا أهوائهم التي تنحي بهم نحو آفاق مغلقة دوليا حتي أنهم اخترقوا الحصانات الديبلوماسية… وهو ما شرحه بصفة أنيقة وواضحة صديقي وزميلي صبحي حديدي في القدس العربي بتاريخ 6 شباط (فبراير) تحت عنوان الدنمارك أو النظام العربي وأؤيده في شرحه هذا خاصة ما جاء في الفقرة الخامسة منه (من ولأن النظام العربي يكره الصحافة الحرة…. حتي كلها أبقار سوداء في الليل الأسود ).

 

وما يثير الغرابة هو هذه الوحدة العدائية التي عمت أرجاء البلدان العربية والعديد من بلاد الاسلام وتناقلتها وسائل الاعلام بجميع أجناسها وأعطيت لها صبغة دفاعية وكأن الاسلام ورسوله يواجهان لأول مرة منذ أربعة عشرة قرنا مثل هذا الهجوم وكان هذا الدين ومن أتي به ودعا اليه ومن يؤمنون به هم من الهشاشة ما يسمح باثني عشر رسما كاريكاتوريا من بلاد الجليد من أن تطيح بهم… قال شكسبير في هاملت أن هناك شيئا عفنا في مملكة الدنمارك . والحقيقة اليوم هي ان العفن موجود في أروقة الحكام في بلاد العرب والمسلمين حتي تطلب قناة مثل المشكاة تحت عنوان نصرة رسول الله من وكلاء كافة منتجات الألبان (غير الدنماركية) الي الاعلان مجانا علي قناتنا وكذلك كل من يثبت أن لمنتجه منافس دنماركي… أن تبث اخبارية العالم حديثا مع الدكتور الشيخ عبد الرزاق المونس من دمشق ذكر غطي فيه عين الشمس بالغربال فذهب الي بروتوكالات صهيون وقال أن كل هذا محاك من طرف الصهيونية العالمية وأنها هجمة شرسة… وأضاف ببراءة البلهاء: المسلمون لم يطلبوا شيئا معجزا وانما أن يعتذروا ولكنهم اختاروا حرية التعبير . أما السورية وفي برنامج دائرة الحدث ، فانها تحدثت الي الشيخ محمد أبو القطع من بيروت وهو رئيس جمعية الدعاة الاسلامية فقال ما يقارب قول شيخ القناة الايرانية… وهكذا يبين الشيخان السوري واللبناني أن العرب والمسلمين ينتمون الي زمنين في نفس الوقت، زمن العولمة والمكاسب المدنية والاعلان العالمي لحقوق الانسان وزمن مصادرة فكر غير المسلمين وتسليط حكم الردة علي المسلمين كما كتبت الباحثة التونسية رجاء بن سلامة بعد أن تساءلت عن حالة المسلمين ان ساءت اثر نشر الآيات الشيطانية لسلمان رشدي او ما نظمه سابقا أبو نواس وعمر الخيام والمعري… (ردود الفعل الكاريكاتورية علي الرسوم الكاريكاتورية. موقع شفاف الشرق الأوسط).

 

حتي الجزيرة

 

حتي قناة الجزيرة التي قد يتوقع منها المرء بعض التريث في الأمر والعمل علي نقل الوقائع دون اطعام النار بقش العار المفتعل، فانها في عديد البرامج منها حديث مع رئيس جمعية اسلامية بلندن حيث أظهرت خديجة بن قنة (وهي مقدمة لنشرة الأخبار ومطلوب منها الحياد التام) تعاطفا ظاهرا مع جانب الاتهام. أن تستضيف الجزيرة فرنسيا اعتنق الاسلام ولا وظيفة له الا أنه اعتنق هذا الدين، لتحاوره بجدية، فان في الأمر استسهالا للأمور قد يؤثر علي المشاهدين مثل هؤلاء الذين طالبوا بفتوي لاراقة دماء الرسام الدنماركي ورئيس تحرير الجريدة وكذلك رؤساء تحرير الوسائط التي أعادت نشر الرسومات وحاولوا أمس منع ظهور مجلة شارلي هبدو (فرنسا) المعروفة منذ عددها الأول بالرسم بماء النار. ماذا يمثل السيد باتريس مارفيل خالد المدرس الفرنسي المسلم حتي يستجوب من باريس عبر الأقمار الاصطناعية وتعطي له الكلمة بتلك السهولة ليقول بديهيات لا تكون الحدث أبدا؟ هل فقدت الجزيرة رصانتها أم هي تؤكد بأنها هي كذلك تؤمن بالأسلوب الفرجوي للاخبار؟ قال مدير مركز ثقافي اسلامي بماليزيا علي قناة أورونيز : الرسم يبقي دائما رسما. وان أردنا اعطاء صورة أركائيكية (بالية) عن الاسلام، فلن نجد أفضل وسيلة مما نفعل الآن . وهي كلمة حق عروقها مضروبة في الجانب النير من الممارسة الاسلامية. الا أنها لم تتمكن من اعلاء صوتها في هذه الجوقة التخوينية التكفيرية الترهيبية. رحم من قال : يا أمة ضحكت من جهلها الأمم . ومن المسؤول عن هذا الجهل المستشري في الجسم العربي اليوم لحد العفن؟ أليسوا هؤلاء الذين يسمحون بالمظاهرات التنديدية الموشكة علي اعادة الحروب الطائفية ان لم يكونوا هم الذين نادوا اليها وشحنوها في حين تجمع حفنة من الناس مطالبة بحقهم في التجمع يقمع بيد من فولاذ؟ اليسوا هؤلاء الذين يغطون خيبات سياساتهم الاجتماعية والثقافية والتربوية وقمعهم الحريات العامة ولحقوق الفرد الاساسية فنبتت عندهم شعرة سيدنا علي دفاعا عن الاسلام الذي دجنوه؟ حقيقة، اللي اختشوا ماتوا

جملة مفيدة: بامكانك أن تفعل ما تريد في هذا البلد، شريطة ألا يراك أحد . من فيلم العالم الآخر للجزائري مرزاق علواش.

 

(*) ناقد واعلامي من تونس

khemaiskhayati@yahoo.fr

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 9 فيفري 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.