الخميس، 9 أغسطس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2634 du 09.08.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


دعوة لمساندة الصحافي سفيان الشورابي في حقه الإنساني والدستوري في مواصلة دراسته د. خــالد الطــراولي: الخلاص الفردي ومشاريع العودة… أين الخلل ؟  (1 من 3) الطاهر العبيدي :تكلم يا مواطن وقل هذي بلادي.. محمد النوري: في الذكري الـ 50 لاعلان الجمهورية التونسية – تأملات حول شروط الاقلاع والنهوض الاقتصادي صــابر:شارة الخزي .. نياشين على الأكتاف معز الجماعي: قابس: قابس: شرطة المرورتمنح حصاتة افتراضية لفئة معينة من الشعب د. محمد الهاشمي الحامدي: تحية تقدير للحاج محمد العروسي الهاني بلحسن عبد السلام: حول قضية الامر بغلق معهد باستور التابع لسيد بوعبدلي وشركاه أم أسيل: صرخة عزيز  د. أحمد القديدي  :حزب الدستور وبورقيبة والإسلام الهادي بريك: متى تستعيد أمة المعراج أرض الإسراء؟ الجزء الثاني  « الشروق » :بعد أن زحفت الأمواج على اليابسة بـ 3 أمتار في 9 أشهر: أهالي قرقنة يصرخون: « البحر يهدّد بابتلاعنا! »  « الشروق » :الندوة الوطنية للتونسيين بالخارج: مليون تونسي يقيمون بالخارج 84 % منهم في أوروبا « الشرق » :على إثر صراع طويل بين الحكومة ونقابات التعليم …تخوف النقابات التعليمية من التخلي عن التعليم العمومي والتراجع عن مجانيته  « الحياة »:نائب رئيس الإمارات ينهي زيارة مثمرة …25 بليون دولار استثمارات إماراتية لتونس تسهم في مد جسرٍ بين المشرق العربي ومغربه  « الشرق » :نفت أن تكون طلبت الجنسية المصرية…لطيفة العرفاوي تحيي اليوم أولى حفلاتها في مهرجان قرطاج مجلة « الجريدة »: أحمد الشريف: نعاني كبتاً فنّياً في تونس موقع الجزيرة.نت:اعتبر حقوق الإنسان في ليبيا الأفضل في العالم: نجل القذافي يقر بتعرض الممرضات البلغاريات للتعذيب   موقع سويس إنفو :ابن القذافي: الممرضات أجبرن على الاعتراف بحقن الاطفال بفيروس الايدز موقع الجزيرة.نت:167 حالة وفاة منذ العام 1993 :تقرير حقوقي يتحدث عن شيوع التعذيب بسجون مصر صحيفة « الحياة »:أنباء عن اتفاق العسكر مع وزير الخارجية على إبقاء زوجته «المحجبة» بعيداً من الأضواء …´ إسلام أونلاين.نت :إخوان الأردن: السلطة تتبع جدولا زمنيا لإقصائنا  « الشرق » : امستردام توفر حراسة شخصية لمرتد انتقد الإسلام :نائب هولندي يتطاول على «القرآن» ويطلب حظره إسلام أونلاين: مصر.. مرتد يصر على اعتراف رسمي بمسيحيته منير شفيق: الوضع الفلسطيني والوضع من حوله فهمي هويدي: كي تختفي سنوات الرصاص من العالم العربي


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 
 

 

دعوة لمساندة الصحافي سفيان الشورابي في حقه الإنساني والدستوري في مواصلة دراسته

 
الإشــــــكال: تمتنع إدارة كلية العلوم القانونية والسياسية و الاجتماعية بأريانة للسنة الثانية على التوالي من السماح لي بالترسيم بالكلية المذكورة من دون ذكر لسبب قانوني أو تستند على سند شرعي لعملية منعها هذه. و كنت قد اتصلت مباشرة في العديد من المرات بالسيد الكاتب العام للكلية، كما أرسلت بمطلبين متتاليين إلى السيد رئيس جامعة تونس/ قرطاج، المشرف إداريا عن هذه الكلية من دون أن أتلقى أي رد على مراسلاتي المثبتة في مكاتب الضبط بالجامعة. وهو ما حرمني من اجتياز امتحانات آخر السنة الفارطة. و إني إذ اربط هذا المنع و الحرمان من مواصلة الدراسة بنشاطاتي السياسية و المدنية، و كتاباتي الصحفية الناقدة، فاني أستغرب من أن تتحول المؤسسة التعليمية إلى جهاز بيد وزارة الداخلية. و إني لا أثق سوى في مساندتكم لي في هذه المعركة التي لا أنو من خلالها سوى السماح لي بالترسيم للسنة القادمة. خصوصا واني قد أفسحت المجال واسعا للحلول الإدارية و القانونية، ولكنها لم تكن ذات فائدة، وخسرت جرائها سنة بأكملها. إني أنتظر منكم التوقيع على هذه العريضة، و حث أصدقائكم على التوقيع عليها. فدعمكم وحده ربما يدفع وزارة التعليم العالي على السماح لي بمواصلة الدراسة. sofinos1@yahoo.fr 0021622930869 تونـس عريضة مساندة للصحفي التونسي سفيان الشورابي نحن الممضين أسفله، نعرب عن تضامننا المطلق مع الصحفي و الناشط التونسي سفيان الشورابي،  الممنوع من الدراسة منذ سنة من دون أي مبرر شرعي أو سند قانوني. و ندعو وزارة التعليم العالي التونسية إلى تمكين السيد سفيان الشورابي من حقه المقدس في الدراسة في أقرب الآجال، و نعرب عن مساندتنا لتحركاته في هذه السياق. قائمة الموقعين: البلـــد  

الاسم و اللقب كاملين

 

الصفة

الجمعية أو المنظمة أو الحزب

السياسي

 

 

 

 

 
Le problème

L’administration de la Faculté tunisienne des Sciences juridiques, politiques et sociale de Tunis II – Ariana, m’interdisait depuis un an déjà de faire inscrire dans la faculté sans aucun raison légal ni motif réglementaire. Et dès lors, j’ai suivis tout le démarche possible ; J’ai directement contacté à plusieurs reprises l’université, et le rectorat également sans recevoir n’importe quelle réponse à ma correspondance installée dans les bureaux d’ordre du rectorat. Ceci a donné un coup de pied l’année dernière et je n’ai pas pu passer mes examens de fin d’année. C’est à travers votre soutien en signant cette pétition et encourageant vos amis que je puisse presser sur l’administration pour qu’elle me permette de terminer mes études universitaires. sofinos1@yahoo.fr 0021622930869 Tunisie Pétition de solidarité avec le journaliste tunisien Sofiène CHOURABI Nous, les signataires de cette pétition, nous déclarons notre solidarité totale avec le journaliste et activiste tunisien Sofiène Chourabi, privé depuis un ans de son droit aux études universitaires sans aucun raison légal ni motif réglementaire. Nous demandons, alors, de la Ministère d’enseignement supérieur, de permettre à Mr Sofiène Chourabi de terminer ses études, et, nous nous soutenons son combat pour atteindre ce but.  

Les signataires  

Organisation ou Parti politique Pays

Statut

 

Nom et prénom complets

 

 

 

 


 

 

 

تسعدنا زيارتكم لموقع تونس اليوم و المساهمة فيه
مع أجمل التحيات
كارم الشريف

 


 

الخلاص الفردي ومشاريع العودة… أين الخلل ؟  (1 من 3)

 
د. خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr كل صغير سوف يكبر وكل مهاجر سوف يرجع، وكل غائب سوف سيعود، ألا ترى الشمس وهي تغادرنا ليلا وفي الفجر نلاقيها من جديد… وقد قيل لأعرابية أي أبنائك أحب إليك؟ قالت المريض حتى يشفى والصغير حتى يكبر، والغائب حتى يعود… ولقد مثلت الغيبة أو الغياب محطة هامة للهجرة في حياة أفراد وفرق وشعوب وحتى حضارات… وغلبت على مشاريع الهجرة والغيبة الإكراه والتشريد، ودخلت مواطن الحسابات والمواجهات والمقاومة واستبعاد الخصم عن مواطن الفعل المباشر والتخلص منه، فكانت غيبة أهل الكهف وهجرتهم ملاذا من الاستبداد الديني، وكانت غيبة المهدي لدى الشيعة ملاذا من الاستبداد السياسي لقد مثلت الهجرة ملاذا وإطارا لتواصل وجود فكرة ووجود حامليها، ولقد كان للمكان الآمن التي يجده أصحابها دفعا لعدم الموت وحتى للإبداع والتفوق، فكانت هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حالة فريدة ولا شك، ولكنها تندرج عبر طابعها الإنساني في هذه الإرادة على البقاء وعلى الحياة وعدم قبول الأمر الواقع وقوفا وتواصلا وإبداعا ونجاحا. النمـــوذج التونسي ورحلــة العـذاب وفي عصرنا هذا تواصلت محن المَهاجر بالنسبة لعديد الأقوام بعد أن لفظتهم مواطنهم ظلما وعدوانا، وكانت تونس ولا تزال إحدى هذه البقاع الصغيرة التي غادرها في ليلة عابسة قمطريرة مجموعة من الشباب بعد تدافع سياسي رهيب، لم يترك لهم من خيار سوى القضبان أو الحدود، فغادرت البلاد ونسيم الأوطان بمرارة ومغلوب على أمرها، دفعات متتالية من خيرة الشباب، مختفية عن صولة الجلاد، وعبرت الصحاري والوديان، حاملة معها أحزانها ومشروعها، حتى أرسى بها ترحالها في أكثر من 50 بلد لم تطأ بعض أرضه قدم تونسية من قبل… الحالة التونسية ليست فريدة عن مثيلاتها العربية، ولكنها كانت أكثر إيلاما وعنفا وعددا، وحملت سناريوات حزينة لهذه السفرة الطويلة نحو المجهول، هربا بفكرة ومشروع، قبل الهروب بالأجساد! عقدين من الزمن البعيد أو ما يقاربهما تتالت بسلبها وإيجابها، بأفراحها المقتضبة وأحزانها، بعيدا عن الأهل، بعيدا عن العشيرة، بعيدا عن زقاق المدينة ورفاق الدراسة وأتراب الحي، بعيدا عن الوطن… تداخلت خلالها أبعاد وتطورات، دخل الأبناء على الخط وحتى الأحفاد وبقيت السفينة رغم ثقل حملها تواصل طريقها في بحر الظلمات، جاء الاستقرار يترنح مستمدا وجوده من طول الرحلة وتقدم الأعمار وتوسع الأسر، وابتعد نسيم حي البلفيدير وصياح باعة سوق الحلفاوين والمدينة العتيقة… وبعدت القيروان بمقروضها الجميل، الطيب عرضا وذوقا..، وخرجت سوسة والمهدية والمنستير بأسوارهم العالية ورباطاتهم رويدا رويدا من ذاكرة تذوب…، و أخذت نابل والحمامات أشجارها وقوارصها بعيدا عن مد اليد والعين..، ورست قوارب قرقنة وجرجيس بعيدا عن مرمى الذاكرة وهي تحاول استيعادها من جديد..، وبقيت جربة الجميلة في المخيلة تبحث عن « عطار » يذكرنا بها ونحن نعبر أسواق بارباس في باريس، وظلت صفاقس وقابس وقفصة تدافع بقوة الحديد والفسفاط والكبريت المنبعث من أرجائه عن تاريخ عتيد ووجود في الذاكرة يضمحل… تلك تونس الجميلة التي حملها الجميع معه وهو يراها بعد حين من الزمن تضمر ولكنها ظلت صامدة تحاول البقاء والثبات رغم طول الرحلة وعناء السفر..، عقدين من الزمن يمران ويبقى الحنين نحو الوطن قائما صلبا لا تضاهيه غير صلابة الإسمنت، إرادة للبقاء وأمل في العودة راسخ رسوخ الجبال… ومرت الأيام…. وبدأ دافع العودة وحنين الوطن يتجدد من حين لآخر عند البعض… وبدأت رحلة أخرى مع الضمير حينا، ومع الواقع حينا آخر تحاول طرح سؤال لم يغب عن الذاكرة ولكنه ظل مختفيا حياء أو موضوعية أو كلاهما… متى نعود ولماذا لا نعود؟؟؟ النمــوذج التونسي وقــرار العـودة وبدأت قوافل العودة تطل بأنفها محتشمة في البداية، ممثلة في بعض الأفراد منذ أوائل هذه الألفية عبر المعالجات الشخصية التي فتحت لها القنصليات أبوابها شراعا لتطبيق ما اصطلح عليه بتصحيح الوضعيات، لتتسارع خطاها منذ ردهة من الزمن، وكانت هذه الصيفية مثالا حيا لتوسع هذه الظاهرة حيث طالت بعض الوجوه المعروفة على الساحة الإسلامية والمنتمية إلى حركة النهضة. وإذا كان التوجس والاعتراض والرفض هو الموقف الغالب من هذا المسعى، إلا أن تغيرا في المواقف قد بدأ يلوح عند بعض القيادات والتي يبدو أنها لم تعد ترى داعيا لهذا التحفظ بل سارعت إلى مباركته ولا ترى مانعا من هذا الخلاص، وهذا ما يستبان من حديث الدكتور النجار في مقاله الأخير في قوله :  » وأخيرا، فها هي بعض من أشعّة نور بدأت تبدّد الظلام: .. وعدد من المهجّرين يعودون إلى أرض الوطن، وقد علمنا أنّ أكثرهم قد تجاوزوا الحدود بكرامة محفوظة، وإن يكن بعض من رفاقهم لم يُمكّنوا بعد من جوازات سفرهم وقد قدّموا مطالبهم منذ مدد طويلة…  » [1] وقفة تأمل ونقطة نظام تفرض نفسها على هذه المنهجية الجديدة في التعامل مع ملف اللاجئين والمشردين. لقد ذكرت سابقا ومنذ مبادرة المصالحة المعروفة سنة 2003 أن من الأسباب التي دعتني لإطلاقها حينذاك هو تفشي ظاهرة الخلاص الفردي والحديث الذي طالها داخل الكهوف والدهاليز، فأردنا تعرية المستور خطأ حتى لا نبني في الظلام، وكان خوفي على ضمور المشروع الإصلاحي ذي المرجعية الإسلامية بضمور عدد حامليه وانسحابهم هو الدافع لتلك الوقفة، ولم أتخل منذ ذلك الحين عن التذكير بأهمية العنصر المهجري وتلازمه مع العنصر الداخلي، وأن خلاصه لا يكون إلا ضمن خطة جماعية تطال المساجين السياسيين وحالة البلد إجمالا…[2] هـــوامش : [1] د.عبد المجيد النجار « أما لهذه المأساة من نهـاية » نونس نيوز 04.08.2007 [2] انظر مثال ذلك خالد الطراولي « المصالحة الوطنية والنجاة الفردية خطان لا يلتقيان » رسالة اللقاء رقم 6 بتاريخ 15 أفريل 2006 موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.netأوت 2007

ـ يتبـــع ـ

(المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي  www.liqaa.net بتاريخ 8 أوت 2007)


تكلم يا مواطن وقل هذي بلادي..

 
الطاهر العبيدي / رئيس تحرير مجلة تواصل باريس taharlabidi@free.fr الأستاذ عمر المستيري (*) أيها الإعلامي المهدّد بالسجن ضريبة غياب حرية النشر والتعبير، والمنتظر لصبح قد ينتصر على شظايا الغروب… قرأت خبر إحالتك على التحقيق، ومحاولة إسكات قلمك، كما هي عادة كل الذين يخافون طلوع الشمس وانقشاع الغيوم، يودّون أن تتلحّف الصمت وأن لا تقول إلا ما يرضي السيد المسؤول، أن تكون متآمرا على وأد الحقائق وخنق الضمير، وإني أعبر عن تضامني معك وشدي على يديك، من أجل أن تواصل مسيرتك، صحبة كل فريق موقع كلمة، وكل الصاحين  » تونس نيوز – الحوار نت – الموقف – تونس أونلاين – نواة …وكل المنابر الحرّة، والواقفين في زمن تنكيس الأقلام، وهبوط أسهم العقول، ضد هبوب رياح السموم، ضدّ الرأي المأجور، ضدّ النص المأمور، من أجل المساهمة في تطعيم العقول، وحقن الأذهان وتنشيط الوعي المستور، الذي يأبى الفتات ويرفض الزحف على البطون، ويتمرّد ضدّ خسف الحقائق وتكفين الواقع المبتور… سوف لن احزن يا صديقي، سوف لن أتألم يا ابن أرضي  لسجنك أو إحالتك على قلم التحقيق، لأنك ببساطة لم تكن انقلابيا ولا  قاطع طريق، لم تكن تحمل رشاّشا ولا بندقية ولا منجنيق، ولا عصيّا ولا كرباجا تجلد به من كان يحلم بالتحول والتغيير، لم يكن معك أثناء استجوابك سوى قلما في شكل سكين، يشرّح ما كان خافيا عن الأذهان والعقول، لتزيح تجاعيد الظلام عن واقع الحال، وتنزع اللثام عن جمهورية لا زالت بعد خمسين سنة تسجن الوعي، تطعن الرأي الحرّ وتحاول تأميم العقول، جمهورية بعد خمسين سنة لا زالت تحاور الناس بالأقدام والأحذية وكل أنواع الاستنطاق المحظور، جمهورية بعد خمسين سنة لا زالت تعتبر  الصحافة الحرّة  مكانها السجن أو المنفى أو القبور، جمهورية بعد خمسين سنة لا زالت لا تعترف بان الرأي الحر، يساهم في نهضة الأمم والبلدان… قد تسجن يا ابن وطني، وقد يمارس عليك ما مورس على غيرك، من أشياء يندى له القلم والجبين، أو تحفظ القضية ولا تحفظ التتبعات والمضايقات والمساومات والمساءلات، كما هو حال كل الذين أبوا التورّط في نشر أقوال الزور، لتكون ذاك الذي يسير وكفنه على أكتاف قلمه، كذاك الذي يتجول كل يوم في الأسواق يسمع تألم الجماهير، ويقترب من هموم وأوجاع الناس، يقتنص مواجع وأخبار بلد يحلم أن لا يكون على مثل هذه الحال، يحلم أن يكون بلدا يحترم الرأي والإنسان، بلدا لا مجال فيه لرئاسة مدى الحياة، بلدا لا مجال فيه للظلم والحيف والاعتقال، بلدا لا يكون فيه القضاء سيفا يقطع رؤوس الأقلام، بلدا لا يكون فيه القانون فأسا يدمر الإنسان، بلدا لا يكون فيه الصحفي الملتزم عرضة للتعذيب والتهجير والتجويع والاعتقال، بلد نحيا فيه بشرف وكرامة بعيدا عن الدف والتزمير، تحلم أن لا تكون متهما قبل الشروع في كتابة مقال، تحلم أن لا توزّع التهم على كل الشرفاء بالتقسيط وبالمجان… ربما تكون يا ابن بلدي وأنت أمام قاضي التحقيق، الجالس وراء مكتب وثير، وعلى يمينه ويساره  مكتبات  تصطف فيها ملفات وتقارير، تتمنى أن تقول له سيدي القاضي، ماذا لو استيقظ فيك الحسّ والضمير، ونهضت من مكانك رمز الطهر والعفّة والقانون، وقلت لا يمكن أن أحقق في قضية عنوانها خنق حرية الرأي والتعبير، وأن دوري هو الاستنصار للعدل واسترجاع الحق المهدور، أن أقاوم الاستغلال وأن أتصدى لأقوال الزور، وأن دوري لا يمكن أن يكون التحقيق في النوايا والتفتيش في العقول، وأن مهمتي هو التحقيق في الجرائم التي ترتكب باسم الوطن وباسم القانون، مسئوليتي أن أردع الظالم وأنصف المظلوم، أن أقول كلمة الحق أمام سلطان جائر، دوري أن لا أكون سيفا يسلط على الأقلام، دوري أن لا أكون مقصّا يجزّر الأوراق والنص والمقال، دوري أن لا أقف صامتا، وأن انتفض من مكاني احتجاجا على عشرات المساجين، هناك في سجون الجمهورية، الذين يعانون كل صنوف القهر والتدمير، أولئك المساجين الذين ما عادت تضمّد جراحاتهم ولا مآسيهم أكداس التقارير، أولئك المساجين الذين ما عادت تكفكف همومهم أطنان الخطب والكلمات، أولئك المساجين الذين ما عادت تضمّد جراحاتهم أكداس التقارير والتحاليل والعرائض والمناشدات، أولئك المساجين الذين خسفت أجسادهم، ودمرّت أعمارهم، وتحطمت أحلامهم… فأي معنى للاحتفال بأعياد الجمهورية وأي معنى للأعياد الوطنية والأعياد الدينية وجزء من شعب الجمهورية، منذ عشرات السنوات ومئات الأعياد، لا زالوا هناك لا يعرفون لون الأعياد، لا يعرفون طعم الأفراح، وأطفال فطموا على رؤية آبائهم خلف القيود والأغلال، وزوجات مطلقات بالحياة، وشباب هناك ضاعت منهم أبهى اللحظات، وباتوا أحياء في شكل أموات، أكلت منهم الرطوبة والسنوات… سوف لن يضرّك يا ابن بلدي الاستجواب أو التحقيق، أو الاعتقال أو كل أنواع التضييق، فالكلمة الحرة لا تعترف بالحدود لا تخضع للحواجز، ولا تنظر تأشيرة عبور، والأقلام الواعية لا يمكن آن تقف يوما تستجدي الإذن من أصحاب القصور، والرأي الحر مهما حوصر فسوف لن يسكت عن الضيم والجور، وأن الظلم مهما عمّر لن يدوم، وأن الصحفي الذي يصطفّ إلى قضايا الناس، ويتحالف مع هموم الجماهير، سيكون عنوانا في جبين التاريخ ، الذي لا يعترف إلا بأصحاب الضمائر والعقول، ولا يحتضن من كانوا يكتبون باللسان والبطون… (*) عمر المستيري / مدير موقع مجلة كلمة التونسية، مثل يوم 2 آوت 2007 أمام المحكمة الابتدائية التونسية من أجل نشر مقال، وتكرّر استنطاقه، وهو مهدد بالسجن في قضية إعلامية، تشير كل الدلائل بأنها ذات صبغة سياسية، تحمل في مضمونها التضييق على منبر مجلة كلمة، التي باتت مزعجة للسلطة، من حيث الجرأة في التحاليل والأخبار..

 
 

في الذكري الـ 50 لاعلان الجمهورية التونسية

تأملات حول شروط الاقلاع والنهوض الاقتصادي

محمد النوري (*)

نعيش هذه الايام الذكري الخمسين للاعلان السياسي لميلاد الجمهورية. وهو حدث ولا شك يحمل دلالات هامة ويثير تساؤلات متعددة لكل ابناء تونس الحاملين لهمومها والمهتمين بمصيرها ومستقبلها.

ومما لا شك فيه ان مرور خمسين عاما كاملة يستدعي التوقف عند المنجزات والانتباه الي مواطن التعثر والاخفاق من اجل مصلحة البلاد اولا واخيرا.

واذا كان السؤال السياسي لا يزال هو الابرز والاكثر حضورا والحاحية في الساحة الوطنية اليوم، في علاقة بنواقص الحرية وغياب المشاركة السياسية، بعد كل هذه الحقبة الطويلة من الزمن، فان كثيرا من الغموض والالتباس عند الكثيرين، لا زال يشوب السؤال الاقتصادي من حيث ملامسة مستوي التطور الحاصل في هذا الجانب وحجم المكاسب والانجازات، وحقيقة المصاعب والمعضلات التي تلازم اقتصاد البلاد منذ الاستقلال.

ان التامل في مسار الاقتصاد السياسي للدولة التونسية وحصائل التجربة التنموية طيلة نصف قرن من الزمان، يحيل الي ما يشبه المفارقة واللغز، بين حجم الجهود والموارد المبذولة من جهة واستعصاء الاقلاع الاقتصادي الحقيقي علي الانجاز من جهة ثانية، علي عكس العديد من الدول الصاعدة الاخري التي حققت انطلاقة سريعة وتفوقا اقتصاديا مذهلا في فترة قياسية جدا مرتكزة بالاساس علي حيوية فائقة في الراسمال البشري وبراعة في التنظيم الاقتصادي برغم الظروف الطبيعية السلبية وضآلة الثروات .

صحيح ان تونس تمكنت، خلال هذه الفترة، من تسجيل العديد من الايجابيات وتحقيق جملة من المكاسب، لا يمكن اغفالها، سيما اذا ما قورنت بكثير من البلدان المجاورة والمماثلة في المنطقة العربية والافريقية خصوصا. ولكن مع ذلك، يظل سؤال الاقلاع الفعلي قائما ويعتريه لغز حقيقي وملابسات واقعية!

هل يجدر بمن دخل حلبة السباق النظر الي الامام وتسريع الخطوات وتحسين النتيجة؟ ام يجب الالتفات الي الوراء والاكتفاء او الاعتزاز باي موقع يتجاوز المتخلّفين؟

لماذا اقلعت اقطار عديدة لا تفوقنا في الثروة والامكانيات والفرص خلال عقدين او ثلاثة فقط، ولم نفلح نحن في ذلك بعد خمسة عقود كاملة، برغم الاصلاحات الهيكلية والاذعان الكامل لنصائح المؤسسات الدولية الداعمة كالبنك الدولي وصندوق النقد، وتوافر قدر هام من الثروة المالية عبر المعونات والديون الخارجية المتراكمة بالاضافة الي قوة بشرية هائلة انفقت من اجلها الاموال غير القليلة في مجالات التعليم والتربية والتاهيل؟

لماذا لا تزال معدلات النمو تشوبها الهشاشة والتقلبات ولا تسمح باحتواء المشكلات العضوية كالبطالة والمديونية، بشهادة هذه المؤسسات الدولية نفسها؟ لماذا تحولت تقارير هذه المؤسسات من اسداء شهادات التقدير والاستحسان الي ابداء اشارات التحفظ والتعبير عن القلق بل والدعوة المغلظة الي المزيد مــن الاصلاح وتبــني الشـفافية وتحسين مناخ الاعمال وبالتالي فان مسار التنمية ببلادنا، في نظرها، لا يزال يعاني من اختلالات هامة قد تعرّض الاقتصاد الي العديد من المخاطر والهزات؟

كيف يمكن مواجهة تحدي البطالة التي تتفاقم يوما بعد يوم وخاصة في شريحة اصحاب الشهادات وخريجي الجامعات بمجرد معدل سنوي للنمو لم يتجاوز اليوم 4,5% او المؤمل 6% في احسن الاحوال، بينما يتطلب الامر لمعالجة هذا الوضع الخطير نسبة لا تقل عن 10% خلال السنوات العشر القادمة وفق تقرير البنك الدولي؟

ماذا سنفعل بهذا العدد الضخم من العاطلين الجدد الذي سوف ينضاف سنويا الي سوق الشغل (30 الفا حسب التقديرات المتفائلة!)؟

هل ان البطالة قدر محتوم لا يمكن التخلص منه؟ ام انها حصيلة خيارات اقتصادية واجتماعية محددة يمكن اعادة التفكير فيها ومراجعتها للخروج من هذا النفق مثلما فعلت بعض البلدان الاخري وافلحت في تذليلها وتحقيق التشغيل الكامل Plein emploi لمواطنيها؟

وماذا عن المديونية التي اضحت بمثابة السيدا الاقتصادية التي تستنزف جهود التنمية وتنخر جسم الاقتصاد الوطني منذ عشرات السنين وادخلت البلاد في حلقة مفرغة، بين الاقتراض والمزيد من الاقتراض لتسديد الفوائد المتفاقمة (خدمة الديْن)، باعتبار ان اصل الديْن قد تم تسديده اضعافا مضاعفة منذ حوالي ثلاثة عقود خلت؟

كيف يمكن حماية المقدرة الشرائية للمواطن من التدهور في ظل تفاقم ظاهرة التداين الفردي والاسري التي لم يشهد لها المجتمع التونسي مثيلا منذ الاستقلال، وتحولت الي مشغل خطير ومصدر لتوتر العلاقات الاسرية (ارتفاع نسبة الطلاق بشكل ملفت) والاجتماعية (انتشار ظواهر الاجرام والاعتداء علي امن الناس)؟

هل يمكن تفادي المزيد من اضرار الشراكة التي انخرطت فيها البلاد منذ 12 سنة ولم تجن منها المامول كسائر الاقطار التي تسارعت الي ابرام الاتفاق دون ترو وتشاور داخلي وخارجي، حتي اوشك ان يتحول هذا المشروع الي عبء اضافي وجب الالتفات جيدا الي عواقبه واخطاره؟

ما هو السبيل المجدي لمعالجة انتشار ظاهرة الفساد المالي والاداري التي لم تعد خافية علي احد بدءا بالمواطن الي رجل الاعمال الي المستثمر الاجنبي الي المؤسسات المالية الدولية التي لم تتخلف عن التنبيه لخطورة الظاهرة التي بدات تستشري بشكل واضح في المجتمع والدولة؟

الا يجب ان تثير هذه التساؤلات وغيرها كثير، بعيدا عن كل تهويل او تهوين، حفيظة النخبة المثقفة في دوائر القرار وخارجها للخروج من حالة اللافعالية والعقم في الخطاب الاقتصادي والبحث في اعادة صياغة المعادلة الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد للخمسين سنة القادمة؟ وهو ما يقودنا للتساؤل عن الشروط العميقة للنهوض علي ضوء التجارب الناجحة في هذا المجال.

مصاعب الاقلاع:

هنالك اجابات متعددة ومتباينة لهذه التساؤلات المطروحة في الذكري الخمسين من عمر الجمهورية وهي مناسبة لا يكررها التاريخ وجب ان تكون محطة للمراجعة والتقويم وتصويب المسار والانصات لكل الآراء والافكار والنصائح المخلصة من ابناء هذا الوطن واحبائه.

قد يجيب البعض بكل يسر وسهولة ان تلك التساؤلات التي ذكرت او لم تذكر، انما هي حالة طبيعية تشهدها كل المجتمعات دون استثناء وهي مقدور علي ادارتها واحتواء تداعياتها وحتي الاقتصاديات المتقدمة نفسها لا تخلو من هذه المعضلات الهيكلية الملازمة للتطور والنمو. ويمكن ان يعدد، لمن ليس لهم باع في تفاصيل الاقتصاد ومتاهات التنمية، الامثال والبراهين الدالة علي صواب ما يقولون! فهذه امريكا وما ادراك! تشكو مما منه نشكو، من مديونية ليس لها مثيل وبطالة متفاقمة ومعدلات فقر لا تحسد عليها ومع ذلك ليس لديها اي اشكال في معالجة الامور!

ولكن ما يفوت هؤلاء، انصار الفكر التبسيطي، ان امريكا وما شاكلها من القوي الاقتصادية الكبري التي تعاني من بعض المشكلات المزمنة، تمتلك ترسانة ضخمة من الشركات والمؤسسات العملاقة التي تسيطر من خلالها علي العالم وتتحكم بواسطتها في مصادر الثروة ومنابع المال. وبالتالي اضحت تستخدم هذه المعضلات كآلية من آليات الهيمنة ومبررا اساسيا لامتصاص ثروات الآخرين وهكذا يصير هذا القياس فاسدا بالمفهوم العلمي!

كما قد يجيب البعض الآخر بان مثل هذه المصاعب الجوهرية لا يمكن التغلب عليها اطلاقا باعتبار انها وليدة نظام باكمله Systéme  وليست مجرد نتيجة سياسات او اخفاق في التطبيق. وبالتالي ليس مطلوبا اصلا التخلص منها كليا وانما يكفي التوصل الي حسن ادارتها والسيطرة علي آثارها! ونسي هؤلاء، اصحاب الفكر التبريري، ان استمرار هذه الآفات الاقتصادية من مديونية وبطالة وعجوزات مالية وتجارية وتبعية غذائية وفساد مالي، واستفحالها يؤديان بالضرورة في نهاية المطاف الي الكارثة لا قدر الله. ويكفي الالتفات الي ما حصل في العديد من البلدان في آسيا وامريكا الجنوبية وافريقيا لادراك حجم المهلكة التي اوصلت اليها مثل تلك المعضلات وقاد اليها مثل ذلك التفكير!

لا احد يدعي امتلاك العصا السحرية التي سوف تقضي علي هذه المصاعب الاقتصادية بين عشية وضحاها! ولا احد من حقه اقصاء الافكار الوطنية التي تستهدف تفكيك تلك المشكلات والبحث عن سبل حلها والتخفيف من غلوائها.

ان استمرار هذه المصاعب وتفاقمها انما هو تعبير في حد ذاته عن ازمة في التفكير وعقم في الخطاب واضمحلال للروح الوطنية لدي النخبة الاقتصادية والسياسية التي يبد وانه لم يعد مندرجا في سلم الاهتمامات لديها مثل هذه القضايا المصيرية!

هنالك مجتمعات عدة نجحت في تطويق البطالة والغاء المديونية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في حاجياتها الغذائية ومنع هجرة الكفاءات من استنزاف ثروتها البشرية واستقطاب الرساميل والاستثمار الاجنبي وتعبئة فائضها الاقتصادي لسد العجوزات المتراكمة وتدبير محكم للانفتاح علي الاسواق الخارجية وتوظيف القرب الجغرافي من القاطرات الاساسية للنمو في العالم ضمن استراتيجية وطنية ذكية للنهوض والاقلاع.

لماذا لا تتداعي الاحزاب السياسية والجماعات الوطنية، سواء كانت في السلطة او في المعارضة، في موضع المشاركة او حتي في مواطن الاقصاء، الي التنافس في التفكير في مواجهة هذه التحديات والتصدي لهذه العقبات؟ صحيح ان السؤال السياسي لا يزال الهاجس الاكبر والتحدي الاعظم الذي يعيق هذه الاولويات الوطنية الكبري. ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله كما يقال! ان المصلحة تقتضي ترتيبا محكما للاولويات ومعالجة الامور ولو بالتوازي، وعدم اهمال هذه القضايا المصيرية التي يرتبط بها مستقبل البلاد والاجيال اللاحقة.

 

تحديات العولمة:

علي الرغم من التقدم الملحوظ والاكتساح السريع للعولمة في جانبها الاقتصادي بصفة خاصة منذ بداية التسعينات، الا ان السنوات الاخيرة شهدت بعض التراجع والتعثر تجلي في الارتباك الحاصل في النظام المالي والاقتصادي العالمي بعد ما عرف بالازمة الآسيوية عام 1997 وازمة اقتصاديات المكسيك والبرازيل وروسيا عام 1998، مما جعل العديد من الدول النامية تتوقف قليلا لتراجع حساباتها في مسالة الاندماج في الاقتصاد العالمي ومزيد الانخراط في سياق العولمة.

فقد شهدت السنوات الاخيرة عودة ملحوظة للحمائية الاقتصادية الي الميدان بعد ان كاد مجرد التفكير فيها يوصم بالشذوذ والتخلف عن ركب العولمة الذي لا مردّ له!

وتعددت الامثلة التي ابدت مقاومة صارمة لرياح العولمة، من مـــاليزيا الــتي اتخــذت خـــطوات جـــريئة لحماية اقتصادها بــرغم تهديدات صندوق النقد الدولي لها. ثم تبعتها ما عرف بمجموعة الـ15 دولة نامية المطالبة بشروط افضل في التعاملات الاقتصادية الدولية. ثم جاء دور تجمع (ميركوسور) لدول امريكا اللاتينية الذين اعلنوا التمرد صراحة علي سياسات صندوق النقد الدولي بزعامة الرئيس الفينزويلي الذي شرع في تاسيس بنك الجنوب كبديل فعلي للبنك الدولي وصندوق النقد!

وبغض النظر عن مدي جدية هذه الخطوات وتشكيلها لنهج جديد يمكن الاستناد اليه لاضعاف الحاجة الفعلية الي المؤسسات الاقتصادية الدولية، الا انه لا يمكن بحال من الاحوال تجاهل هذه الارهاصات لفك الارتباط التدريجي بين امكانات الاستفادة من الفرص التي تتيحها العولمة وبين الانصهار والذوبان في اتونها دون ادني قراءة استشرافية موضوعية لمستقبلها!

ان هناك حاجة ملحة باعادة التفكير الجاد في مستقبل تونس الاقتصادي خلال العشريات القادمة في ظل هذه التحولات الاقليمية والدولية المتزايدة.

ومن غير المقبول الاستمرار في سياسة الهروب الي الامام وعدم الاهتمام بما يجري حولنا من تطورات متلاحقة لا يمكن بتاتا رميها بسهولة في نظرية البعد الواحد والمشهد الواحد والحليف الواحد!

لقد ابانت العشرية الماضية التي انتشرت فيها العولمة في ارجاء المعمورة انتشار النار في الهشيم، عن مخاطر جمّة وتحديات كبري لا يمكن تجاهلها البتة وخاصة بالنسبة للدول الصغيرة ـ مثل تونس ـ التي هي عرضة لها قبل غيرها .

فمن المعلوم ان العولمة تعتمد اساسا التجارة الحرة المطلقة لتمكين الشركات المتعولمة من ضمان اسواق عالمية مما يضعف الفرص بل ويهددها امام الشركات الوطنية ويضع الاقتصاد الوطني فريسة لهذه الشركات، وفي منافسة غير متكافئة معها. ان الاندماج يتطلب انتهاج تجارة حرة ونظام استثماري حر ومنافسة تجارية شرسة واداء اقتصادي فعال. فهلا استعدت تونس حق الاستعداد لمثل هذا الامتحان العسير وهي تعاني من اخلال مزمنة واستنزاف متواصل لأدمغتها وراسمالها البشري وتشابك سياسي لا طائل من ورائه؟

شروط الاقلاع:

ان المتأمل في تجربة الدول الصاعدة التي حققت الاقلاع واستعدت لمواجهة اخطار العولمة بروح وطنية عالية وطموح قوي يعانق المستقبل دون نسيان الماضي، يلْمح ارْبع عبَر رئيسية تشكل شروط التجاوز وعوامل الاقلاع. وتتلخص هذه الشروط الاربعة في العناصر التالية:

ـ الطموح او الفكرة الفعّالة :

وهو الشرط النفسي للنهوض ومواجهة التحديات ومعالجة المصاعب. فبدون طموح ورسم هدف اقصي لا يمكن استنهاض الهمم وتفعيل الطاقات واستنباط الفكرة الفعّالة التي تحرك الجميع في اتجاه الهدف. وهذا يستدعي احياء حاسة الوطنية الاقتصادية لدي النخبة اولا وتعميمها في المجتمع ثانيا، لتكون حافزا للعمل ودافعا للانتاج والسلوك الرشيد.

ـ التحديات:

بدون فهم التحديات في الحاضر وافتراض استمرارها في المستقبل، ينتفي الفعل الايجابي في الواقع وتستفحل المعضلات ويستسلم الجميع دولة ومجتمعا للمصير المفروض ويتحول الاقتصاد الي مفعول به تتقاذفه مصالح الآخرين وتتحكم فيه كما تشاء!

ـ التضحية:

وتهدف الي اضعاف مفعول التحديات باعتبار ان النهوض والاقلاع يجب ان ينطلقا من معادلة تقديم الواجبات علي الحقوق. وهنا يقوم العامل الثقافي بدور هام في الارتقاء بالحس الوطني تجاه التحديات من خلال جملة القيم الفاعلة في المجتمع ذات العلاقة بالهوية والثوابت الوطنية الجامعة. ومن شان هذه القيم ان تتصدي لكل السلوكيات المبنية علي منطق الامتيازات والاحتكار والنفوذ والزبونية وكل اشكال الريع الاجتماعي والحقوق المضمونة، مما يجعلها تساهم في تفجير الطاقات وتوفير مناخ نفسي عام ووعي جماعي يشجع علي المبادرة والابداع.

ولكن اية قوة تدفع المواطن للتضحية في سبيل وطنه ومجتمعه؟ وهل كل فرد يشعر بالانتماء الفعلي لوطنه وامته؟

ـ الانسان الفاعل:

ان اهمية دور الفاعل الانساني في تقوية الفاعل الاقتصادي امر لا جدال فيه بعدما فشلت تجارب التنمية المبنية علي الاستثمار المالي واغفال الاستثمار الاجتماعي اي الراسمال البشري. وبالفعل كشفت هذه التجارب عن فشل ذريع لدالّة الانتاج الراسمالية التي اغفلت العامل البشري في المعادلة الانتاجية. فحين نري بلادا فقيرة ترسم خطة اقلاعها الاقتصادي علي اساس المال وهي تفقده وتهمل عنصر العمل وهو مهدور عندها، لا يمكن التنبؤ لعملية التنمية الا بالتعثر والفشل، والاستسلام الي ارادة الراسمال الاجنبي كي يقدم لها القروض تلو القروض حسب شروطه!

ان الاستثمار المالي يولد من رحم الاستثمار الاجتماعي كما يقال! وبناء عليه فان منح الاولوية للاستثمار الاجتماعي من شانه ان يفرز الانسان الفاعل الذي هو العمود الفقري في عملية البناء الاقتصادي سيما اذا كان الامر في بلد يعاني من شح الثروات الطبيعية.

ان الانسان الفاعل هو انسان حر لا يمكن ان يحيا الا في وطن حر. فتعزيز الحرية هو مفتاح الاقلاع!

تلك هي بعض التأملات حول شروط الاقلاع والنهوض الاقتصادي، نحن بحاجة الي استحضارها والاستبصار بمعانيها، في الذكري الخمسين لميلاد الجمهورية!

(*) باحث اقتصادي تونسي يقيم في باريس

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 أوت 2007)


قابس: شرطة المرورتمنح حصاتة افتراضية لفئة معينة من الشعب

 

بعد تضاعف نسبة حوادث الطرقات بولاية قابس خلال شهري جوان و جويلية و للحد منها كثفت مصلحة شرطة المرور التابعة لادارة أمن إقليم قابس حملات أمنية بتركيز ردارات للكشف عن متجاوزي السرعة المحددة ،كما تقوم بحماة علي السياقة في حالة سكر . وككل عمل سلطوي تبقي هذه الحملات خطوة منقوصة إذ يكفي الإستظهار ببطاقة تثبت الإنتماء إلي سلك الأمن أو الجيش أو مسؤولية رفيعة بإحدي المؤسسات يتمكن هؤولاء من عدم الإقاف و المثول أمام العدالة. لإستكمال هذه الخطوة المنقوصة نطالب بأن يكون القانون سيد الجميع بدون فرز و إسقاط هذه الجصانة الإفتراضية لهؤولاء. قابس: معز الجماعي


شارة الخزي .. نياشين على الأكتاف

 

إبتدع مسؤولوا الشرطة في تايلندا فكرة طريفة لتحقيق الإنضباط بين أفراد الأمن في البلاد والمتمثلة في وضع  » شارة الخزي  » على الذراع اليمنى لكل مخالف منهم مهما كانت رتبهم داخل الأجهزة الأمنية , في إنتظار مزيد من الإجراءات التى يمكن أن تطال المخالفين من أفراد الشرطة لفرض الإنضباط بأساليب أكثر صرامة , وعلى بساطة الإجراء فإنه أصبح يشكل كابوس على رجال الأمن الذين أصبحوا يخشون من حمل شارة العار على أذرعهم في كل تنقلاتهم الفكرة قابلة للإستنساخ في كل بلاد العالم , ولعلنا في تونس بحاجة إلى مثل هذه الأفكار للحد من صولجان رجال البوليس وتحجيم حرياتهم المطلقة في التعاطي مع المواطنين , وإنفلاتهم الذى يأتى على الحقوق والأنفس ولكن قد تكون هذه الأفكار من الترف بمكان , فهي غير واردة أصلا في ذهن رجال البوليس ومسؤوليهم السياسيين والأمنيين على السواء , لأن حتى اللوائح الداخلية المكتوبة والتى تضبط سلوك رجال الأمن لا تعرف الطريق إلى التنفيذ , وبالتالى فإن إستنزاف قوانين الإنضباط تجاه المخالفين لم تقع أصلا ليقع إستدعاء أفكار مبتكرة لتحقيق الإنضباط أكثر من ذلك فإن إطلاق أيدى رجال البوليس في تونس يتصرفون وفق أهوائهم دون مراعاة القانون هى قاعدة سلوكهم وهو ما يعكس أن الإنفلات الأمني هو سياسة رسمية معتمدة من قبل النظام الذى يعول فقط على البوليس وأذرعه الغليضة للتعاطي مع أبسط القضايا ليست فقط السياسية بل حتى الإجتماعية والجنائية , وهي شارة الخزي الذي لا يريد النظام الإعتراف بها بالرغم من أنها مسجلة في الكثير من التقارير الحقوقية على مدار السنوات , وهي مرسومة على أجساد الضحايا , تلك الشارة التى تحصد النياشين على الأكتاف بدل شارات الخزي المستحقة صــابر : سويســرا


بسم الله الرحمن الرحيم

 

تحية تقدير للحاج محمد العروسي الهاني

 

د. محمد الهاشمي الحامدي

 

أرغب أن أسجل على الملأ تقديري للكاتب والمناضل الدستوري الحاج محمد العروسي واحترامي لأفكاره وقناعاته. كما أثمن نظرته لدور الإعلام الحر، وإيمانه بحق الإختلاف، ونبذه لمنهج الرأي الواحد والصوت الواحد، منهج من يغني وجناحه يرد عليه كما قال ذات مرة.

                      

ومن هذه المنطلقات كلها أطلب من الحاج العروسي الهاني تحمل آراء منتقدي الزعيم الحبيب بورقيبة في الندوات التلفزيونية التي تبثها قناة المستقلة أو غيرها من القنوات الفضائية.

 

الدكتور محمود الذوادي الذي شارك في حلقة الأحد الماضي من برنامج « فضاء ديمقراطي » على شاشة قناة المستقلة مع السفير أحمد ونيس، اعتبر أن رؤية بورقيبة للإستعمار كان ينقصها الوعي بأهمية أو بخطورة البعد اللغوي والثقافي. كما اعتبر أن علاقة بورقيبة بالعروبة والإسلام، وهما البعدان الأساسيان للهوية التونسية، شابها التوتر. وأضاف أن عهد بورقيبة شهد تمييزا ثقافيا ضد الزيتونيين، وتمييزا جهويا لفائدة أبناء منطقته في الساحل التونسي.

 

بالمقابل اعتبر السفير أحمد ونيس أن الرئيس بورقيبة حرر البلاد من الإستعمار، وبنى دولة عصرية، وجنب البلاد الحرب مع الجيران، وحرر المرأة، ونظم الاسرة، وألغى الأحباس (الأوقاف).

 

وبصفة عامة دافع السفير ونيس بحماسة عن رصيد الزعيم بورقيبة، لكنه أقر أيضا أن أول رئيس للجمهورية التونسية لم يكن ديمقراطيا، وآخذه على نرجسيته.

 

بورقيبة زعيم سياسي كبير ورقم لا يمكن تجاوزه في تاريخ تونس المعاصرة. هذا أمر يسلم به 99 بالمائة من التونسيين وغير التونسيين.

 

مع ذلك، فإنه عندما كان الرئيس بورقيبة رحمه الله في الحكم، كان من المستحيل الحوار بصراحة كاملة في التلفزيون أو في الإذاعة أو الصحف التونسية حول دوره في تاريخ تونس المعاصرة. لا أحد كان بوسعه الحديث عن صراعه مع الجناح اليوسفي في الحزب الدستوري، ولا حول موقفه من الإسلام والعروبة، ولا حول إدارته لمعارك بنزرت، ولا حول فكرة الرئاسة مدى الحياة، ولا حول موقفه من الديمقراطية. كان انتقاد بورقيبة خطا أحمر في الساحة السياسية والإعلامية التونسية، مع أن فترة الإنفتاح السياسي التي شهدتها البلاد في النصف الأول من الثمانينيات شهدت مساحة واسعة من الحريات الإعلامية والحزبية.

 

اليوم، يفترض أن نكون قادرين على إجراء مثل هذا الحوار، بحرية وجرأة وموضوعية، من دون أن تحركنا عواطف الحب أو البغض والكراهية. نحتاج أولا وثانيا وثالثا إلى أكبر قدر من الموضوعية. والموضوعية تتطلب وجوبا القبول بحق الإختلاف، لأنه من دون ذلك تقود التعددية في الآراء إلى العداوة والبغضاء بين المتحاورين.

 

أطلب من الحاج المحمد العروسي الهاني أن يتحمل آراء منتقدي بورقيبة من التونسيين ويرد عليهم بالحجة والدليل. كثير من اليساريين لديهم مؤاخذات كبيرة على بورقيبة. وكثير من القوميين لديهم مؤاخذات كبيرة على بورقيبة. وكثير من الإسلاميين لديهم مؤاخذات كبيرة على بورقيبة. وليس أمام أنصار الزعيم بورقيبة ومحبيه إلا خياران: إما الحوار الموضوعي حول مؤاخذات هؤلاء الناس والرد عليها بالحجة والدليل، أو الدخول في عداوة وقطيعة معهم. وأحسب أن الخيار الأول أفضل بكثير.

 

بالنسبة لي شخصيا، كمواطن تونسي يحترم الزعيم بورقيبة ويقدر دوره الكبير في تحرير تونس من الإستعمار وبناء دولة الإستقلال، لدي أكثر من سؤال مهم حول مسيرة الرئيس بورقيبة وتاريخه في الحكم. كمثال فقط، أطرح أهم هذه الأسئلة على رموز العهد البورقيبي وعلى الذين يعتبرون أنفسهم بورقيبيين:

 

لقد قرأنا تاريخ تونس من 1900 إلى 1956، ووجدنا فيه، رغم سوءات عهد الحماية الفرنسية ومآسيه، ورغم تفشي الجهل والأمية، حريات سياسية ونقابية وثقافية واسعة. كان في تونس أحزاب كثيرة، وصحف عديدة، وتيارات فكرية وسياسية من مختلف الإتجاهات. وهذه الحيوية الكبيرة أنجبت أشهر وألمع أسماء تونس في القرن العشرين: أبو القاسم الشابي، الشيخ الثعالبي، بورقيبة، محمد علي الحامي، الشيخ الطاهر بن عاشور، الطاهر الحداد، فرحات حشاد، صالح بن يوسف، والهادي شاكر وغيرهم؟.

 

هل كان من الضروري مصادرة كل تلك الحريات بعد الإستقلال، ومنع كل الأحزاب باستثناء الحزب الدستوري، ومصادرة حرية الصحافة، والتنكيل بالمعارضين من كل اتجاه؟

                                                                        

لست حاقدا. وليس لي ثارات مع عهد الزعيم بورقيبة. هدفي الوحيد أن أعرف وأفهم. ولست أطلب الفهم والمعرفة من دون سبب. أريد أن نتعلم اليوم من سيرة آبائنا وأجدادنا ليكون مستقبلنا أفضل، ولأننا شعب جدير بالحرية الكاملة، ولأننا كلما تعلمنا وخبرنا الدنيا، أدركنا أن الحياة من دون حرية نصف حياة في أفضل الأحوال، ومملة وموحشة.

 

سأطرح هذه الأسئلة وأسئلة مهمة أخرى على السيد محمد الصياح خلال الحلقات الثلاث المقبلة من برنامج « فضاء ديمقراطي »، ويسرني أن أقرأ إجابات الحاج محمد العروسي الهاني عليها في المنابر الإعلامية التونسية، كما يشرفني أن أستضيفه قريبا في ندوة حوارية في قناة المستقلة للحديث عن هذه المسائل وعن تراث الزعيم الحبيب بورقيبة وتاريخه.

 


 

تحياتي للمشرفين على نشرية « تونس نيوز الغراء تحياتي لسيد توفيق العياشي المدافع والداعي لتونس القانون والمؤسسات تحياتي لكل الاخوة قراء هاته النشرية المناضلة

 

قبل كل شيء اريد ان اذكر السيد العياشي بان النقاط الستة التي اثرتها في موضوعي المعنون رفع لبس والتباس والمنشور بعدد يوم  2007.8.5   بتونس نيوز حول قضية الامر بغلق معهد باستور التابع لسيد بوعبدلي وشركاه هي نقاط بديهية من صلب الاحداث  لاتحتاج الى مجلس نواب ولا لمجلس الشعب ولا لمجلس الشيوخ ولا لمجلس الاعيان اعني بان موافقتك او رفضك لها لايغير في الموضوع شيء الا الايحاء بمبدإ « معيز ولو طاروا » ولكي لا اطيل عليك وعلى السادة القراء وضعت بين يديكم حوار صحفي تجده مصاحبا لهذا يتكلم من خلاله السيد بوعبدلي على ما قدمه له سيادة رئيس الجمهورية من عون ومساعدة لكي يتمكن من بعث مشروعه ويذكر السيد بوعبدلي في حواره المنشور في جريدة « أخبار الجمهورية » يوم 4 مارس 2004 بانه في سنة 1980 وقع غلق معهد تكنولوجي اراد بعثه من اجل عدم تحصله على الترخيص القانوني فهل في سنة 80 كانت سهى عرفات وبنت العائلة ايضا …. طالع يا سيدي العياشي ماقاله السيد بوعبدلي بعظم لسانه وستجد بانه يكذب كل ما جاء على لسانك… فهل يصح في هذا المقام المثل العربي الاصيل شهد شاهد من اهلها او القائل باهل مكة ادرى بشعابها او وكاد المريب ان يقول خذوني ولكن ربما يكون مثلنا التونسي الهلالي اقرب لمواضيعك البوعبدلية اقصد جاء ايطبها أعماها عفانا وعفاكم الله… وابشر السيد العياشي وكل المحبين لدولة القانون والمؤسسات بما فيهم انا بانه سيقع قريبا الاعلان على تكوين جمعية الدفاع عن التلاميذ والطلبة الذين لحقتهم اضرار من مؤسسة البوعبدلي التعليمية وستنشر كل الوثائق المتعلقة بمئات القضايا التي في حوزتها.. والسلام وشكرنا الحار لفرسان الحقيقة المشرفين على تونس نيوز بلحسن عبد السلام (ملاحظة من التحرير: وافانا السيد بلحسن عبد السلام فعلا بنسخة لكامل المقال المنشور في صحيفة « أخبار الجمهورية » ونأسف لعدم نشرها لأسباب تقنية بحتة تتعلق بحجم الرسالة اليومية)

 


صرخة عزيز

 

بقلم: أم أسيل    ليس ما سأقوله  » نشر غسيل  » وإنما هو مساهمة متواضعة في تحقيق وفاق وطني.

 

 

وا أسفي على حر أصيل

 

زين الرجال غدا حصيدا

 

عاشرته حملا وديعا

 

و في البلاد هو الرشيد

 

لكن عجاف وحمل قيد

 

سنين يشيب لها الوليد

 

يعاني الحصار بغير ذنب

 

من القريب ومن البعيد

 

مل الحوار مع الصحون

 

وكَلَّ من طبخ الثريد

 

فأضحـــــــى صاحب زلات

 

وصـــــــــــاحب طبع شديد

 

ما لذا خلق الرجال

 

أيصير حر من العبيد ؟

 

يأبى المذلة والركون . .

 

من نصف حل هو الشريد

 

فصبر جميل على البلاء

 

ينجي الصبور من الوعيد

 

عساك ربــــــــــي تغفر ذنبا

 

أو تلهم الرأي السديد

 

 لغافل أو جاهل

 

فتصبح الأيام عيدا

 

يا تونس الخضراء عشقي

 

ولن أكل ولن أحيد

 

عن نهج سلم وحوار

 

يحقق العفو المديد .

  


حزب الدستور وبورقيبة والإسلام

 
د. أحمد القديدي (*)     يسألني عادة بعض الشباب مشكورا كيف أوفق بين اهتمامي الأكاديمي بشؤون الإسلام وبين انتمائي منذ 1962 الى حزب الزعيم بورقيبة التونسي ونشاطي في ذلك الحزب لسنوات طويلة؟ وأنا أتفهم تساؤل هؤلاء الشباب، لكن أرى من واجبي أداء شهادة عن عصر لم يعيشوه وعن مرحلة لم يعرفوها إلا بالسماع، عسى أنير في وجوههم قبسا من نور الحقيقة حول جيلي وحول التحولات الكبرى التي عاشتها بلادنا والعالم العربي والأمة الإسلامية قبل أن يولد أكثرية هذا الشباب. أنا ولدت في القيروان في نفس البيت الذي بناه جدودي القادمون من قبيلة قديد التي ما تزال الى اليوم بين مكة والمدينة في الحجاز، وجاء جدي الأول مع الفاتح موسى بن نصير في سنة 711م حسب ما كتبه المؤرخ المرحوم حسن حسني عبد الوهاب، وكان جدي الذي تلاه اسمه أحمد القديدي وكان وزيرا عند ابراهيم بن الأغلب الثاني الذي لقب بالسفاح، وثار عليه جدي هذا وقتله الحاكم الجائر شر قتلة كما ورد ذلك في صفحات 108 وما بعدها في الجزء الأول من كتاب اتحاف أهل الزمان للعلامة المؤرخ المصلح أحمد بن أبي الضياف. ثم جاء جدي الثالث وهو القائد العسكري سالم القديدي ومقامه يزار الى اليوم في القيروان وهو الذي توفاه الله شهيدا حين جهز جيشا قيروانيا للتصدي لملك فرنسا لويس التاسع في قرطاجة لأن هذا الملك الملقب بالقديس لويس كان قائد جيش الحملة الصليبية وكان سيمر الى بيت المقدس من تونس، واستشهد هذا الجد في معركة عام 1270م مع مجموعة شهداء هبوا لصد الصليبيين لأن الإسلام كان جنسيتهم والجهاد كان واجبهم. وعندما ولدت ونشأت في ظلال هذا التاريخ على بعد أمتار من جامع عقبة بن نافع كانت الصورتان اللتان فتحت عليهما عيني في غرفة المجلس في بيتنا نهاية الأربعينيات هما صورة الملك المجاهد الشهيد المنصف باشا باي وصورة الزعيم بورقيبة باللحية الكثة في منفاه بالمشرق العربي. لأن والدي رحمه الله كان كجل أبناء جيله وطنيا يحلم بالاستقلال ويساند الزعيم المجاهد من أجل ذلك الاستقلال. وتربى جيلي على تلك القيم في مدرسة الفتح القرآنية ثم في الفصول الأولى من التعليم الزيتوني، بل كان الاستقلال في تقديرنا قطعا مع الذوبان في الاستعمار اي في الواقع عشنا نحلم بالاستقلال كاستعادة الهوية الى جانب اكتساب الحداثة. ثم ان أحد أقاربي كان من المقاومين واسمه رحمه الله عثمان سعيد، الذي أصبح بعد الاستقلال ضابطا في الحرس الوطني كان كثيرا ما يختبئ في بيتنا على السطوح في بداية الخمسينيات وكنت ألامس بندقيته الرشاشة باإعجاب طفولي وكانت والدتي تخفيها خوفا من عصابة اليد الحمراء الإرهابية التي كانت تغتال الوطنيين. هذا هو نموذج المقاوم الدستوري الذي عرفته الى جانب المعلمين الذين كانوا يدرسون لنا في المدرسة القرآنية (الفتح) وهي مدرسة وقفية ، وكانوا من مؤسسي الحزب الدستوري بقصر هلال عام 1934 منهم رحمهم الله محمد بودخان والطاهر عطاء الله والشاذلي عطاء الله وهم ممن عرفناهم مسلمون ملتزمون معتدلون ودستوريون وطنيون صادقون. هذا هو المناخ الذي نشأنا فيه فلا فرق بين الدين واللغة العربية والعروبة والهوية والاستقلال. وبورقيبة نفسه كان بالنسبة لجيلي مثالا للمقاومة ويلقب بالمجاهد وحين كنا نزور جزيرة جالطة بعد الاستقلال والتي نفي فيها الزعيم كنا نقول كيف ظل هذا الرجل صامدا على هذه الصخرة في البحر لا يلين ولا يخضع، ونرى في ذلك الصبر موقف الزعيم المسلم الوطني. وكذلك كنا نقرأ في صحافة الاستعمار أنه متهم بالإرهاب الإسلامي، ففي عدد من مجلة (باري ماتش) الباريسية صادر في يناير 1952 كتب مدير المجلة (رايمون كارتييه) حرفيا يقول : انظروا الى عينيه الزرقاوين انهما يخفيان ارهابيا إسلاميا. هذا هو بورقيبة الذي أحببناه. ثم حين تحقق الاستقلال كنا نرى في بورقيبة زعيما مسلما مثيرا للجدل إلا أنه حقق كثيرا من مقاصد الشريعة ومنها أنه سوى بين المواطنين بإلغاء القبلية والاقطاع ثم أعطى الأولوية المطلقة للتربية والتعليم فنشأ في بلادنا رجال ونساء متعلمون وواعون قادرون على تحمل المسؤوليات. وظلت جمهورية الاستقلال الى اليوم مع الرئيس زين العابدين بن علي ترتكز على الإسلام مبدأ دستوريا ومصدر تشريع. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 9 أوت 2007)

 

متى تستعيد أمة المعراج أرض الإسراء؟

الجزء الثاني

 
المعنى الثاني : سورة الإسراء ترسم منهاج التغيير لضم جناح الأقصى إلى جناح مكة. لا مناص من وجود علاقة وطيدة بين إسم السورة ( وأسماء السور توقيفية لا إجتهادية ) وبين موضوعها من جهة وبين حادثة الإسراء والمعراج من جهة أخرى. إذا كان ذلك غير كذلك فإما أن نكون نحن تحت سقف الحد الأدنى لفقه رسالة القرآن الكريم أو أن يكون القرآن الكريم نفسه يفتقر إلى الإنسجام وهو ما لا يقول به مؤمن بالله واليوم الآخر. معالم منهاج التغيير الذي بشر به الرسول الأكرم عليه السلام وحققه الفاروق عمر هي : 1 ـ معلم سنني سمته السورة  » وإن عدتم عدنا « . 2 ـ معلم علمي سمته السورة  » لتعلموا عدد السنين والحساب « . 3 ـ معلم إجتماعي سمته السورة  » أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ». 4 ـ معلم عقدي سمته السورة  » لا تجعل مع الله إلها آخر « . 5 ـ معلم سلوكي سمته السورة  » وإخفض لهما جناح الذل من الرحمة « . 6 ـ معلم ثقافي سمته السورة  » ولا تقتلوا النفس  » و  »  ولا تقربوا مال اليتيم « . 7 ـ معلم عملي سمته السورة  » يبتغون إليه الوسيلة  » و  » كلا نمد هؤلاء وهؤلاء « . 8 ـ معلم حضاري سمته السورة  » ولقد كرمنا بني آدم « . 9 ـ معلم روحي سمته السورة  » ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا « . المعلم الأول : فقه السنن الإجتماعية شرط مشروط للإلتحاق بقافلة النهضة والإصلاح. إختلف العلماء في قوله سبحانه  » فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا  » .. هل تحقق ذلك أم ليس بعد. منهم من قال إن ذلك هو ما تحقق في عهد الفاروق عمر عليه الرضوان لما دخل فاتحا بيت المقدس في الحادثة الشهيرة صحبة واحد من رعيته وهما يتبادلان ركوب الدابة حتى إذا كانا على مشارف البيت على مرمى بصر من الناس كان عمر ماشيا ورفيقه راكبا وعلم الناس أن الرجل ليس ملكا ممن قال الحق فيهم  » إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة  » ولكنه عبد صنعه الإسلام على عينه فتحول من قهار ليس في قلبة مثقال حبة من خردل من رأفة ورحمة وهو يدفن فلذة كبده حية تحت التراب إلى رئيس أكبر دولة إسلامية تهابه إمبراطوريتا الرومان والفرس حتى قال سفيرهم لما حضر المشهد بأم عينه  » عدلت فأمنت فنمت يا عمر ». ومن العلماء من قال بأن وعد الآخرة ( معناه : العقاب الإلهي المسلط على بني إسرائيل بسبب ما كتب عليهم في الكتاب من علو وإستكبار  » لتعلن في الأرض مرتين  » أي عقاب العلو الثاني ) لم يتحقق بعد. الخلاف تاريخي في الحقيقة أي متعلق بتاريخ الوعدين أي العقابين وليس بصدق وعد حدوثهما ولكن ما يرأب الخلاف هو ما ورد بعد ذلك بقليل ضمن سنة إجتماعية ماضية وهي  » وإن عدتم عدنا « . أي أن كل عود من لدن بني إسرائيل إلى العلو في الأرض يقابل بعود لجزائهم على ذلك الإستكبار والظلم. اللطيف هنا هو أن العود نسبه الله سبحانه إليه فقال  » عدنا  » وهو منسجم مع قوله  » ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون  » ( لاحظ كلمة  » منهم  » أي من المستضعفين ) وكذلك مع قوله  » هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين  » ( لاحظ كلمة  » وبالمؤمنين  » ) إلى آخر ذلك مما ورد في الكتاب مبينا أن قضاء الفعل إلهي ولكن قدره بشري إمضاء لقانون التدافع بين الناس. الإنتقام الإلهي من العلو الإسرائيلي الحاضر في فلسطين إذن وعد صادق لا يكذب أبدا ولكن السؤال الإسلامي ليس هو متى يكون ذلك ولكنه : ماهو نصيب جيلنا عامة ونصيبي أنا فيه خاصة؟ هل أخوض مع الخائضين في قولهم  » قضية الشرق الأوسط  » أم أعتبر القضية قضيتي فأساهم فيها ولو بشطر كلمة أو شطر تمرة فإن عجزت أتصدق على نفسي بكف الأذى عنها ومن كف الأذى عنها مقاطعة بضاعة يغلب على ظني أنها تذهب ثمنا لسلاح يمزق جسد طفل أو أرملة أو يدمر بيتا أو يؤوي مستوطنا. ورب جرعة من مشروب غازي يجد مسلم أوروبا بردها في جوفه و يجد مسلم فلسطين لظاها يمزق أحشاءه بعد غارة إسرائيلية. السنة الإجتماعية التي تؤكدها السورة ( سورة الإسراء ) لتنبيه الأمة إلى سبيل إستعادة جناح الأقصى ينضم إلى جناح مكة حول قلب الإسلام الخفاق .. هي : أن العود من لدن المجاهدين في الأمة بكل سبل الجهاد التي ذكرها القرآن الكريم كلمة وقوة وعد صادق يقيض له سبحانه من شاء من عباده ( أطفال الحجارة بقيادة شهيد الأقصى أحمد يسن ). ذلك العود لئن كان قدرا مقدورا فإنه لا يتحقق في دنيا البشر حتى ينفر إليه الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة نفورا. هو عود قد يتأخر عقودا بعد عقود طويلة ولكنه عود لا يكتبه سبحانه سوى على أيدي من جمعوا بين شرطي النصر : الأمانة والقوة. هو عود قد يضيق عليه الخناق من كل صوب وحدب تجويعا وتجهيلا وعزلا وقتلا وتشريدا فإن صبر وصابر أدى أمانة العود إلى الجيل الذي يليه وإن ركن إلى الذين ظلموا إستبدل الله قوما غيرهم. هو عود بدأه المرحوم القسام عام 1936 ثم المرحوم عرفات عام 1965 ثم المرحوم أحمد يسن عام 1987 ثم توالت عليه الخيانات العربية والداخلية تنفذ فيه مراد عدوه منه ولكن يبدو أن الله سبحانه كتب له الحفظ من الزيغان والصون عن الركون وهو ما ييسر المهمة للأجيال القادمة إن شاء الله تعالى. هو عود لئن كان عسيرا مزروعا كروبا وألغاما تنفجر تحت أقدام المجاهدين والمرابطين في كل آن وأوان ولكنه عسر ممزوج أبدا باليسر. من يسره الذي ما ينبغي لأحد تناسيه أو تجاهله : أين شارون الذي وعد المجتمع الدولي بقتل الإنتفاضة الثانية في غضون مائة يوم حين إندلعت يوم 28 أيلول 2000؟ هو عود ينتدب المقاومين جيلا بعد جيل في كل التخصصات إلا من أبى أو حقر نفسه أو حقر من المعروف شيئا أو إستبد به اليأس وإلتهمه القنوط أو آثر العاجلة. دورات إنتداب للمقاومة الشاملة من شطر كلمة إلى شطر تمرة فهل من مترشح؟ هو عود يرعاه هو سبحانه بنفسه  » عدنا  » فكيف يتأخر المقاومون عن عود يرعاه ملك الملوك وقاهر الجبابرة والطغاة والمستكبرين. هل من حبة ريب في إنتصار عود ينسبه سبحانه إلى نفسه؟ وإلى جزء تال أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه. الهادي بريك ـ ألمانيا.


بعد أن زحفت الأمواج على اليابسة بـ 3 أمتار في 9 أشهر:

أهالي قرقنة يصرخون: « البحر يهدّد بابتلاعنا! »  

 
الشروق ـ مكتب صفاقس: كشف بعض الأهالي بجزيرة قرقة لـ «الشروق» أنهم لاحظوا في الفترة الأخيرة زحف مياه البحر على حساب اليابسة بشكل غير مألوف بالمرة. وأفاد أحد الناشطين في المجال الجمعياتي أنه بمنطقة «الرصام» بسيدي فرج تقدم البحر بـ3 أمتار و50 صم تقريبا في ظرف 9 أشهر فقط مما يعني ان الجزيرة مهددة بالكامل في ظرف سنوات قليلة فقط ان لم تتدخل الجهات المعنية بصفة عاجلة لوضع استراتيجية لايقاف زحف الماء على حساب اليابسة. أهالي جزيرة قرقنة يتحدثون فيما بينهم في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى عن الخطورة المنتظرة والتي قد تأتي على الجزيرة بالكامل ليغمرها البحر فتنقرض وتغيب عن الخريطة كليا. ويؤكد الاهالي استنادا الى بعض الدراسات العلمية انه لا مجال لحماية الجزيرة الا بوضع «سور» من الحجر على أطراف اليابسة، ويبدو أن أحد المواطنين من الجزيرة قد تبرع في الفترة القليلة الفارطة بما قيمته 100 ألف دينار في شكل حجارة ضخمة لفائدة شعبة سيدي فرج الدستورية بهدف حماية الشريط الساحلي بأولاد قاسم حسب ما أكده رئيس الشعبة السيد مسعود الزيدي مضيفا ان معتمد الجزيرة السيد بوصراية الحراثي منكب في هذه الفترة على الموضوع باهتمام شديد. الحجارة المقتناة هي عبارة عن «بلوك» تزن الواحدة منها أكثر من طن، وقد بلغ عددها الـ1080 قطعة تنتظر تدخل الجهات المعنية لترصيفها وتصفيفها بشكل علمي على أطراف البحر لحماية سواحل الجزيرة المهددة بالانقراض بفعل التغيرات المناخية الحاصلة اليوم في العالم. الأيام الثقافية سيدي فرج للتراث قرقنة وفي اطار دورتها الثانية التي تنطلق خلال الاسبوع المقبل سارعت ببرمجة ندوة علمية ضخمة حول موضوع «زحف الماء على اليابسة بقرقنة»، ومن المنتظر ان يحضر في اللقاء العديد من الخبراء في مجال البيئة من تونس وخارجها للادلاء برأيهم في الموضوع الذي بات يهدد جزيرة بأكملها في وقت تتواصل فيه عديد المشاريع الوطنية الضخمة في ردم البحر للاتساع على حسابه. راشد شعور (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 أوت 2007)


الندوة الوطنية للتونسيين بالخارج:

مليون تونسي يقيمون بالخارج 84 % منهم في أوروبا

 
تونس ـ الشروق يبلغ عدد التونسيين المهاجرين حوالي مليون نسمة وهو ما يقارب حوالي 10 من مجموع السكان الجملي ببلادنا. ويتوزع هؤلاء بنسب متفاوتة في بلدان الاستقبال حيث يتواجد حوالي 84 منهم في أوروبا و13 في الدول العربية و3 في أمريكا الشمالية. وقد تطورت هيكلة المهاجرين خلال السنوات الأخيرة فتزايد عدد النساء ونسبة الشباب من الجيل الثاني للهجرة وبالتوازي ارتفع عدد الأسر في المهجر. تماشيا مع هذا التطور ومع تزايد عدد المهاجرين تمحورت الندوة الوطنية للتونسيين بالخارج التي انعقدت أمس بالعاصمة تحت اشراف رئيس الدولة حول الاحاطة والرعاية الاجتماعية المقدمة للمهاجر وكذلك مختلف الأنشطة والبرامج الموجهة للأجيال الجديدة للهجرة وذلك موزعة على لجنتين ترأسهما كل من السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي والسيد الشاذلي العروسي وزير التشغيل والادماج المهني للشباب بحضور السيد علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية. «يمثل احداث «وظيفة» الملحقين الاجتماعين بالخارج أبرز حلقات الاحاطة والرعاية الاجتماعية بالجالية في المهجر. فهذه «الوظيفة» تتولى المتابعة الميدانية لتطور أوضاع المقيمين خارج أرض الوطن وتصغي الى مشاغلهم وتوليهم المساعدة على تخطي الصعوبات سواء في الشغل أو في الحياة الاجتماعية»… ويضيف وزير الشؤون الاجتماعية «أن احداث سلك المرشدات الاجتماعيات مهمة «أسرية» أخرى تعمل على دعم العمل الميداني والاقتراب من الأسر المهاجرة ومساعدتها على معالجة الخلافات العائلية محافظة على التوازن الأسري»… كما أبرز أنه تم احداث فضاءات للأسرة يبلغ عددها 16 موزعة في أوروبا ـ بفرنسا،  في ايطاليا و في ألمانيا ومركز وحيد في بلجيكا) وكندا (مركز واحد) مهمتها استقطاب المهاجرة ودعم دورها الاجتماعي والتربوي وكذلك برمجة أنشطة تثقيفية وتكوينية وترفيهية. وبين أيضا أن الدولة التونسية سعت الـى ابرام العديد من الاتفاقيات الثنائية مع عدد من بلدان الاقامة في مجال الضمان الاجتماعي وتحرص على مراجعتها وتطويرها منها الاتفاقية التونسية الفرنسية للضمان الاجتماعي الموقعة يوم 26 جوان 2003 (عوضت اتفاقية مبرمة سنة 1965) والتي دخلت حيز التطبيق أول أفريل الماضي. بالاضافة الى اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي أساسها تأمين البعد الاجتماعي وتوفير ظروف العمل والاقامة والضمان الاجتماعي وتنسيق الحقوق في مجال المنافع والجرايات للتونسيين تماما مثل مواطني الاتحاد الأوروبي… الفشل الدراسي والبطالة… رغم هذه الاجراءات ما زال التونسي يواجه عديد الصعوبات والمشاكل وفقا لما ذكره لنا البعض أمس خلال الندوة… يعد الفشل الدراسي (خاصة في الاعداديات) والبطالة أبرز الصعوبات التي يواجهها الشاب في المهجر وفقا لماذ ذكره المختص النفسي السيد طارق بن قيزة المقيم بليون الفرنسية لـ»الشروق»… ويضيف ردا عن سؤالنا حول سبب الفشل الدراسي «الذكور هم أكثر الفاشلين في المدارس الفرنسية والسبب عدم ارتياحهم بسبب صعوبة الاندماج… هذا الفشل يكون في الغالب وراء هروب بعض تلاميذ المعاهد الثانوية نحو السجائر و»الحرابش» وكل الممنوعات بغاية تجاوز فشله ما يتسبب ربما في ارباك الهدوء العائلي في المهجر… أما بالنسبة لأزمة التشغيل فإن الشباب يعاني من العنصرية في توفر فرص التشغيل وعدم توفر العلاقات الكافية للبحث عن الشغل وكذلك انخفاض عدد المختارين من المناظرات الفرنسية للعمل في القطاع الحكومي ما يعني «الغربلة» وتصفية الأسماء». ورجح محدثنا نسبة نجاح التونسيين في الاندماج مع الحياة الجديدة في المهجر بـ20 يقول «النسبة المتبقية موزعة بين الضياع والسير نحو الهلاك والبعض منهم انسدت الآفاق أمامه فلجأ للدين وربما التطرف في مرحلة أخرى». ثم أضاف مبتسما «المهاجر يجلس دوما على العتبة وينتقل بين بابين، باب تونس الوطن وباب بلد المهجر للعمل لذلك يكون مقتنعا في قرارة نفسه بأنه ليس هنا وليس هناك»… بدوره ذكر السيد صادق بالطيب المقيم في ايطاليا رئيس شعبة مهنية بروما، أن وصول المحافظين الجدد الى مراكز القرار في أوروبا وظهور الهجرة كاشكالية اجتماعية وفقرة من فقرات الخطاب السياسي لهؤلاء ساهم في توتر المهاجر ربما. يقول «لدي محل هاتف عمومي ومركز تحويل «الوستارن» ومركز عمومي للانترنات في توسكانا (150 كلم عن روما) أغلب حرفاءهم مهاجرين مغاربة ومن افريقيا وعدد  هام من المهاجرين وقد خضعت وفقا لقانون «برلسكوني» لمراقبة لصيقة من قبل البوليس الايطالي لمدة سنة (انطلقت في ماي 2005) اذ كان هؤلاء ينفذون زيارتين كل يوم للمحلات قصد تفتيش المهاجرين ومتابعة مكالماتهم وعلاقاتهم خارج ايطاليا مع من يتحدثون؟ وأي الصلات تجمعهم بالخارج؟!! ووصل بي الأمر حد اغلاق محلي ذات يوم وأن أردد حرفائي هربوا وأنا لدي أداءات يجب أن أدفعها فلماذا أعمل ما دام البوليس يقلقني بهذه الطريقة؟!!» ويضيف «ما بعد برودي، قلت الزيارات وأصبحت بمعدل مرة في الأسبوع تنفيذا لقانون الرقابة على الأنترنات والهواتف»… * وضعيات مُهينة « لا وجود لسند للمرأة التونسية في قطر » هكذا علقت السيدة سلوى الشامخي أستاذة تعليم ثانوي بقطر عن سؤالنا حول المصاعب الاجتماعية التي تواجهها المرأة في المهجر. تقول «تعرضت لضغوطات كبيرة في حياتي الشخصية ووجدت المساندة في البداية من قبل السفارة لكن بعد إغلاقها ضعت ولم أجد من يقف لجانبي سوى المدرسة التونسية ». وتضيف «لا وجود للجمعيات النسائية في قطر»… اما وحيد بن غربية  فهو بدوره يؤيد زميلته بقوله :»تواجه المدرسة مشاكل عديدة وصلت في شكل قضايا بين المدرسين أبناء البلد الواحد الى المحاكم القطرية». وردا عن سؤالنا حول تغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمهاجرين خاصة تدفق «الحراقة» ذكرت  السيدة سعاد حمزاوي، حلاقة وعضوة في الشعبة المهنية بأغريجانتو بجزيرة صقلية (مقيمة منذ  سنة)  أن غياب وثائق الاقامة والخوف من الطرد والعودة الى الوطن دفع بالكثيرين إلى القبول بوضعيات مهنية واجتماعية مهينة للغاية فيقبل بنصف الأجر والاستغلال وغيره على أن لا يعود مطرودا من قبل السلطات الايطالية…. وعن وضع المرأة المهاجرة أوضحت محدثتنا أن أغلب المشاكل العائلية هي سبب العقلية الذكورية التي تحوّل المرأة الى مشبوه ومتهم في بلاد الغربة بذريعة أن هامش الحرية أوسع هناك اشكاليات أخرى عديدة ذكرها البعض لـ»الشروق» ممن حدثونا لعل أبزرها البحث عن ملامح الهوية الدينية بعيدا عن مخاطر التطرف ولتحصين الشباب من مخاطر المستقطبين. عن سؤال البعض حول توضيح الصورة الدينية لدى الشباب في المهجر قال السيد الشاذلي العروسي وزير التشغيل والادماج المهني للشباب «تونس عريقة في هويتها الدينية وليست في حاجة لفتاوى الشرق أو الغرب»…. أسماء سحبون (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 أوت 2007)


على إثر صراع طويل بين الحكومة ونقابات التعليم …

تخوف النقابات التعليمية من التخلي عن التعليم العمومي والتراجع عن مجانيته

 
تونس- صالح عطية : حذرت نقابة التعليم الثانوي من إجراءات وزارة التربية والتكوين، التي ترمي إلى « التراجع عن التعليم العمومي » على حد قولها.. وأشارت النقابة في بيان تلقت « الشرق » نسخة منه، إلى جملة من الخطوات والإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتكوين، خلال السنة الدراسية المنقضية، خاصة فيما يتعلق بـ »التخفيض من التوقيت الأسبوعي المخصص لتدريس اللغة العربية والفلسفة، وحذف التاريخ والجغرافيا من برامج السنوات الرابعة لبعض الشعب، والحط من ضواربها في الأقسام النهائية، بما يعني تهميش اللغة القومية وضرب ملكة التفكير النقدي لدى الناشئة » وفق ما جاء في هذا البيان الذي وزع على نطاق واسع في البلاد.. وانتقدت نقابة التعليم الثانوي، إحدى أقوى النقابات في اتحاد العمال التونسي، الإجراءات التي وصفتها بـ »الارتجالية وأحادية الجانب »، ومنها استحداث مدارس إعدادية نموذجية تعمّق التفاوت الطبقي والاقليمي بين المتعلّمين، وتؤسس لضرب وحدة المنظومة التعليمية العمومية، إلى جانب تشجيع خصخصة قطاع التربية والتعليم، وعدم اشتراك المدرّسين والنقابيين في صنع القرار التربوي بالبلاد.. ونبهت النقابة إلى وجود « خلل في اختيار موضوعات الامتحانات الوطنية، بما أثر سلبا على نتائج المتعلّمين، وغذّى نزعة تحميل المدرّسين فشل السياسة التعليمية ».. وقال الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي في تصريح لـ « الشرق »، أن الإجراءات التي تم اتخاذها في غضون السنوات الماضية، تريد « خلق جيل غير واع بقضايا أمته »، واصفا هذه الإجراءات بـ »الخطرة ».. وكانت نقابة التعليم الثانوي وفروعها الاقليمية الممتدة عبر مختلف محافظات البلاد، اجتمعت في الآونة الأخيرة بالعاصمة نهاية الشهر الماضي، حيث انتقدت ما أسمته بـ »النهج التصعيدي » الذي تسلكه وزارة التربية إزاء قضايا المدرّسين والمتمثل في غلق باب الحوار مع الطرف النقابي.. وتأتي هذه التطورات على خلفية التناقضات بين النقابة والوزارة، والتي أدت إلى شن المدرسين عدة إضرابات خلال السنة الدراسية، احتجاجا على ما يعتبره النقابيون مساسا بمجانية التعليم وديمقراطيته، وسط اتهام من النقابة للحكومة، برضوخها لإملاءات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، الرامية إلى التخلي عن مجانية التعليم ولاتجاه جديد نحو خصخصته.. ويرى مراقبون، أن الصراع بين نقابات التعليم والحكومة، سيستمر خلال الفترة المقبلة، في ضوء اختلاف الأجندات بين الطرفين، وحرص الحكومة على ما تسميه تطوير التعليم وجعله مدخلا لتوفير العمل لأصحاب الشهادات الذين يتزايد عددهم عاما بعد آخر. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 8 أوت 2007)


نائب رئيس الإمارات ينهي زيارة مثمرة …

25 بليون دولار استثمارات إماراتية لتونس تسهم في مد جسرٍ بين المشرق العربي ومغربه

 
تونس – سميرة الصدفي     تشهد تونس طفرة استثمارية إماراتية تشمل مشاريع كبيرة في قطاعي المقاولات والاتصالات، كان آخرها إطلاق مشروع «باب المتوسط» الذي ستنفذه شركة «سما دبي» بتكلفة 14 بليون دولار واعتبره التونسيون «مدينة القرن»، الى مشاريع أخرى تزيد على سبعة بلايين دولار، إذ تملكت شركة «دبي للاستثمار» 35 في المئة من شركة «اتصالات تونس»، وتنجز شركة «إعمار» العقارية مشروع «القصور» السياحي في مدينة هرقلة. وأنهى نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمس زيارة لتونس استمرت يومين عكست رغبة الإماراتيين في تكثيف استثماراتهم في تونس. ووضع الرئيس زين العابدين بن علي والشيخ محمد بن راشد حجر الأساس لمشروع «باب المتوسط». وتعهدت المجموعة الإماراتية استصلاح ضفاف البحيرة الجنوبية للعاصمة تونس وتطهيرها تمهيداً لتحويلها من ميناء تجاري الى ميناء ترفيهي، وستمول الإماراتية أعمال التهيئة التي تشمل إنشاء مدينة جديدة مساحتها 837 هكتاراً. ويهدف المشروع الى إقامة مركز إقليمي للتجارة والخدمات في شمال أفريقيا. وستدخل الأبراج للمرة الأولى إلى تونس مع هذا المشروع. وأكد الشيخ محمد بن راشد قبل مغادرته تونس «تطلع الإمارات الى آفاق أرحب وأشمل لتعاون اقتصادي وتكنولوجي وسياحي بمفهوم عصري، يساهم في افتتاح جسور جديدة للتواصل بين مشرق الوطن العربي ومغربه». ورأى أن زيارته لتونس على رأس وفد رفيع «عكست رغبة أكيدة لدى الإمارات في تتويج العلاقات الثنائية بمشاريع استثمارية مشتركة تُحقق الجدوى الاقتصادية والاجتماعية، وتساهم في إيجاد فرص عمل وإبداع للشباب التونسي». أكبر استثمار خليجي وصادق مجلس النواب التونسي أخيراً بالأكثرية على قانون مُثير للجدل، ستمنح تونس بموجبه المستثمرين الإماراتيين حوافز وتسهيلات استثنائية بهدف إنجاز المشروع. وكانت مجموعة «دلة البركة» السعودية استكملت العمل في مشروع تطهير بحيرة تونس الشمالية الذي انطلق مطلع الثمانينات، تنفيذاً لاتفاق مع الحكومة التونسية، ما أتاح بناء مدينة حديثة على ضفاف البحيرة انتقلت إليها السفارات المعتمدة في البلد ومكاتب الشركات الأجنبية، وتتسع لـ450 ألف ساكن تقريباً. كما تعهدت مجموعة «إعمار» الإماراتية إنجاز محطة سياحية جديدة على الساحل المتوسطي في مدينة هرقلة (140 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس) باستثمارات قُدرت بـ 1.88 بليون دولار. والتزمت مجموعة «بوخاطر» الإماراتية تشييد مدينة للرياضة تضم 9 كليات رياضية و3 نواد للغولف والتنس والرياضات البحرية، إضافة الى منشآت إدارية وتجارية وسياحية. وتشمل المدينة التي تقدر كلفتها بـ 5 بلايين دولار إنشاء عشرة آلاف مسكن، وملعب يتسع لـ20 ألف متفرج، إضافة الى قاعة مغطاة متعددة الاستعمالات تتسع لخمسة آلاف متفرج، ما يعني إنشاء مدينة رياضية ثانية في شمال العاصمة تونس رديفة لمدينة رادس الرياضية التي بنيت في الضاحية الجنوبية، لمناسبة استضافة تونس الألعاب المتوسطية في 2004. ويُتوقع أن يستغرق إنجاز المدينة الجديدة التي ينطلق العمل فيها في الأشهر الأولى من السنة المقبلة بين خمسة وستة أعوام. وكان تحالف «تيكوم ديغ – مجموعة دبي للاستثمار»، العضوان في «دبي القابضة» استكمل تملك 35 في المئة من رأس مال مؤسسة «اتصالات تونس»، ما درّ على خزينة الدولة نحو 3 بلايين دينار (2.25 بليون دولار). وانعكست العملية نمواً في الاستثمارات الخارجية خلال العام الماضي، قُدر بـ 620 في المئة قياساً الى العام السابق. وأوضح المدير التنفيذي لمجموعة «تيكوم ديغ» أحمد بن بايات أن شراء قسم من رأس مال «اتصالات تونس» يندرج في إطار خطة وضعتها المجموعة لتملك أكثر من 50 في المئة من «الشركة التونسية»، هي جزء من إستراتيجيتها العامة لعقد صفقات في قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط. وفي سياق متصل باشرت شركة «طيران الإمارات» أخيراً تسيير خمس رحلات أسبوعية مباشرة بين تونس ودبي، سعياً الى تكثيف الاتصالات بين البلدين واستجابة طلبات رجال الأعمال. توسع في المغرب العربي وعكست زيارة الشيخ محمد بن راشد تونس الاهتمام الإماراتي المتزايد بالاستثمار في المغرب العربي، إذ تقدمت الإمارات إلى المرتبة الأولى بين المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ 25 بليون دولار للمرة الأولى، بحسب ما أفاد تقرير أصدرته أخيراً الوكالة الفرنسية للاستثمارات الخارجية. وتُنفذ مجموعات «القدرة» و «دبي القابضة» و «إعمار» مشاريع استثمارية في المغرب تفوق 20 بليون دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، منها «مشروع أمواج» لتهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، ومشروع كورنيش العاصمة «سفيرة»، ومنتجع «بوكيمدن» السياحي الجبلي في مراكش، ومارينا الدار البيضاء. وستتيح هذه المشاريع استقبال 10 ملايين سائح في 2010، خصوصاً من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وبلدان الخليج، وهو الرهان الذي يعول عليه المغرب لتحقيق إيرادات سياحية تزيد على 10 بلايين دولار. وتضاعفت الاستثمارات الخارجية نحو المغرب عشر مرات خلال عقد بفعل التدفقات المالية العربية، خصوصاً من الإمارات والكويت وقطر، مع عودة قوية للاستثمارات السعودية. إذ أعلنت مجموعة «المملكة القابضة» عن نيتها ضخ استثمارات جديدة بدأتها في مشروع «فور سيزنر» في مراكش بـ 120 مليون دولار. وأطلقت شركة «الديار» القطرية مشروع «هوارة» في طنجة على المحيط الأطلسي، بتكلفة 660 مليون دولار، لبناء 3 فنادق راقية وتجهيزات سياحية ومساكن فاخرة موجهة إلى السياحة العربية والأوروبية. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 أوت 2007)


في المعهد الأعلى للقضاء
لإعطاء دفع جديد للتكوين بالمعهد الأعلى للقضاء تم تكليف لجنة لمراجعة النصوص المتعلقة بالوحدات القيمية والمواد المتصلة بها. كما يجري الإعداد لبرنامج تكويني لفائدة الخبراء العدليين ينطلق خلال السنة الدراسية المقبلة 2008-2007 وستكون البداية بتكوين الخبراء المحاسبين بالتعاون مع الهيئة الوطنية للخبراء المحاسبين ومواكبة لبرنامج تحديث الإدارة القضائية سيتم قريبا إحداث مخبر لتعليم اللغات الأجنبية الأكثر تداولا في العالم. بوابة للتجارة الإلكترونية في إطار دفع التجارة الإلكترونية يجرى حاليا إعداد بوابة للتجارة الإلكترونية بالتعاون مع المدرسة العليا للتجارة الإلكترونية وتحتوي البوابة على دليل باعث مشروع التجارة الإلكترونية ودليل تشريعات التجارة الإلكترونية ودليلي البائع والمشتري الإلكتروني ودور التجارة الإلكترونية في النهوض بالتصدير ومختلف منظومات الدفع الإلكتروني… وتهدف البوابة إلى مزيد نشر الثقافة  الرقمية لتمثل مرجعا أساسيا لكل ما يتعلق بالتجارة الإلكترونية في تونس. حول الممارسات المخلّة بالمنافسة تم خلال المدّة الأخيرة القيام بيوم تحسيسي نظمته منظمة الدفاع عن المستهلك بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعات التقليدية خصص للنظر في مجالات الممارسات المخلة بالمنافسة وسبل تطويقها. ويندرج تنظيم هذا اليوم في إطار برنامج التوأمة مع الاتحاد الأوروبي الرامي إلى دعم قدرات الهياكل المكلفة بتغيير سياسة المنافسة، وقد تم وضع برنامج مشترك للتصدّي لهذه الظاهرة وإيجاد الآليات القادرة على مواجهة هذه الظاهرة. قضايا الشيك بدون رصيد والعفو الأخير علمنا أنه وعلى إثر صدور العفو الخاص بالشيك بدون رصيد والذي تم على إثره حل العديد من القضايا العالقة في هذا المجال منذ سنوات فإن هذا الإشكال وإن وقع فضّه عدليا فإن عديد الحالات مازالت عالقة لدى البنوك والمصارف التجارية لإنهاء الإشكالات الحاصلة، فلماذا هذا التأخير في إتمام الإجراءات وتنفيذ القرار الخاص بهذا العفو؟ آلية الصك السياحي إضافة إلى منظومة «أمادوس» للحجز المسبق في الوحدات السياحية تدعم القطاع المنظم للسياحة الداخلية والداعم لها مؤخرا بآلية جديدة هي الصك السياحي، وتتيح هذه الآلية الفرصة لمختلف الشرائح الاجتماعية لقضاء عطلهم في احد الفضاءات السياحية وذلك من خلال اعتماد أسعار تفاضلية، وخدمات خصوصية تراعي نفسية التونسي ورغباته حيث لن يكون المستهلك مفيدا بوجهة معينة، بل تتعدد الوجهات وتتنوع الفضاءات الترفيهية المعروضة عليه، وتتراوح مبالغ الصك السياحي ما بين 10 و100 دينار، مع إمكانية انتفاع المستفيد بقرض بنكي وتعريفات تفاضلية. حفظ الصحّة في الحمامات الشعبية جاء في مجلة «المستهلك التونسي» الصادرة عن منظمة الدفاع عن المستهلك أن العديد من الحمامات الشعبية على الرغم من دورها صارت تحتاج في غالبيتها إلى مزيد من العناية والاهتمام وذلك بتأهيل أصحابها والعاملين فيها وذلك بالنظر إلى عديد النقائص المسجلة على مستواها، وأبرزت المنظمة أن مشكل النظافة وحفظ الصحّة تمثل العائق الأول في هذه الفضاءات. في وزارة التعليم العالي علمنا أن وزارة التعليم العالي قد تخلت على عدد هام من المساعدين التكنولوجيين الحاصلين على شهادة الدراسات العليا المختصة وذلك بعد مدّة عمل في مجال التدريس تصل مع البعض إلى 4 سنوات فما فوق طبق عقد مبرم بينهم وبين الوزارة، وذلك على الرغم من أن هؤلاء قد أجروا امتحانات ترسيم في الغرض، فما هي الأسباب التي أدت إلى التخلي على هؤلاء المدرسين بعد تجربة السنوات في مجال التدريس بالمعاهد العليا للدراسات التكنولوجية؟ رخص البناء بانتظار قرار حاسم ما زالت بعض البلديات والدوائر البلدية تتولى النظر في مطالب رخص البناء التي تعدّ بالمئات في كل بلدية ودائرة… ومازال ملف الحصول على رخصة البناء ثقيلا ويتطلب وقتا طويلا للبت فيه… فمتى يتم التخلي عن هذه الرخصة وإبدالها بكراس شروط يمكن من خلالها تجاوز هذا الإشكال الكبير الذي يرهق الدوائر البلدية والمواطن في آن واحد؟ بعض المصادر اشارت إلى أن النية تتجه إلى تطبيق كراس الشروط الخاص بهذا المجال والذي كان قد مضى على إعداده واقتراحه أكثر من سنتين. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 أوت 2007)


 

نفت أن تكون طلبت الجنسية المصرية…

لطيفة العرفاوي تحيي اليوم أولى حفلاتها في مهرجان قرطاج ** سأعتمد لأول مرة على مجموعة موسيقية تونسية خالصة

 
تونس- صالح عطية تحيي الفنانة التونسية والعربية، لطيفة العرفاوي اليوم أولى حفلاتها على مسرح قرطاج الأثري، قبل أن تقوم بجولة في عدة مهرجانات تونسية بدءا ببنزرت شمال البلاد، والجم وسوسة في الساحل التونسي، مرورا بقابس وقفصة بأقصى جنوب البلاد.. وأعربت لطيفة العرفاوي عن سعادتها الكبيرة وحالة الفرح التي تعيشها وهي تستعد للقاء جمهورها على ركح المسرح الروماني بقرطاج.. وقالت الفنانة الأكثر استماعا في تونس بين الفنانين التونسيين، في تصريح لـ الشرق، « سأعود هذه الصائفة إلى بلدي الذي أذوب فيه عشقا وحبا وهياما »، في إشارة إلى تونس التي وصفتها بـ « الحضن الدافئ الذي احتضنني ومنحني الراحة النفسية دائما ».. وأعلنت « لطيفة » ـ كما يحلو للجمهور العربي مناداتها ـ عن مفاجآت كثيرة وأغنيات جديدة ستقدمها للجمهور التونسي الذي من المتوقع أن تزدحم به مدارج مسرح قرطاج التي تتسع لما يزيد على اثني عشر ألف متفرج.. وكانت الفنانة التونسية، كشفت في مؤتمر صحفي عقدته قبل بضعة أيام في العاصمة التونسية، أنها ستعتمد للمرة الأولى في حفلاتها، على مجموعة موسيقية تونسية بنسبة تفوق 90%.. وقالت في هذا السياق، « كنت في السابق أعوّل على موسيقيين عرب، لكن هذه المرة سأعتمد على عازفين تونسيين، لمست فيهم التوفر على كفاءة عالية بلغت درجة العالمية »، معلنة تأسيس فرقة، قالت أنها ستصاحبها في جميع حفلاتها سواء في تونس أو خارجها، بقيادة المايسترو، الدكتور خالد فؤاد. ومن المنتظر أن ترافق لطيفة العرفاوي في حفلها على ركح قرطاج، فرقة بالي للرقص سيرقص أفرادها على وقع النغمات القديمة والجديدة التي أعدتها الفنانة خصيصا لسهرة اليوم، ضمن توزيع موسيقي وصف بـ « المتميّز ».. وكشفت العرفاوي عن مكالمات هاتفية قالت أنها « بحساب النجوم » تلقتها من أصدقاء عديدين بالإضافة إلى شخصيات مرموقة ورفيعة المستوى في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، بخصوص الكليب الجديد الذي أصدرته مؤخرا بعنوان « الحومة العربي »، الذي تم تصويره على نفقتها الخاصة.. وأعلنت عن نيتها ترجمة العمل إلى اللغتين الفرنسية والأنجليزية خلال الأيام القليلة القادمة… وكانت لطيفة العرفاوي، نفت بشدة الأنباء التي تحدثت عن التماسها من السلطات المصرية الحصول على الجنسية المصرية، أو أن الأمر عرض عليها من الجهات المعنية في مصر.. وأكدت في هذا الإطار، أن الجنسية المصرية في قلبي، وهي لا تحتاج إلى وثيقة مكتوبة، على حد قولها، قبل أن تضيف « مصر في قلبي، فهو البلد الذي احتضنني طيلة أكثر من عشرين عاما وخضت فيه أحلى تجاربي الفنية.. ومن المقرر أن تشد الفنانة التونسية الرحال قريبا باتجاه الجزائر وسوريا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا، في إطار رحلة فنية في هذه العواصم العربية والغربية. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 8 أوت 2007)


أحمد الشريف: نعاني كبتاً فنّياً في تونس

 
بيروت – نينا أبو طانوس أثبت احمد الشريف انه النجم الأكثر تأثيراً لدى الشباب. يفكر جدياً في معالجة مشكلة «الكبت الفني» في تونس، بحسب تعبيره، إذ يرى المواهب التونسية تتميز دائماً خارج بلادها من كثرة الإحباط الفني الذي تعيشه. نتيجة استفتاء قام به مركز الثقافي البريطاني «British Council» اختير احمد الشريف وجهاً إعلانياً لحملة دعم اللغة الانكليزية في العالم العربي. كما أحيا حفلاً جماهيرياً في موريتانيا حضره نحو 20 الفاً رددوا معه كلمات أغانيه. عن زواجه المرتقب من ايمان ومشاركته في حفل تنصيب رئيس موريتانيا حادثته «الجريدة». ما جديدك؟ صورت سينغل «بدي طير» كلمات سمير نخلة، ألحان سمير صفير، إخراج اميل سليلاتي. تبث الاغنية على الشاشات وهي شبابية بامتياز. أحببت فيها المزج بين الموسيقى اللبنانية والراي. أحضر ألبوماً من 10 أغان منها التونسية واللبنانية والمصرية كما أتعامل مع شعراء وملحنين كبار أمثال فيصل المصري وسمير صفير ومحمد ماضي وإحسان المنذر. سأطلقه بعد شهر رمضان. أعد بمفاجآت كثيرة في الالبوم. غنيت اللبناني ببراعة، كيف أتقنت اللهجة؟ ثمة قول تونسي نردده «بتنام ليلة قرب الجمل تصبح تغرغر متلو». مضى على وجودي في لبنان سنتان ونصف السنة فسهل علي اتقان اللهجة. صحيح أنك ساهمت في إدخال زميلك التونسي عماد الى برنامج «ستار أكاديمي»؟ غير صحيح. أنا عضو في لجنة «ستار أكاديمي» وحين أقدم عماد على الاشتراك في البرنامج رأيته للمرة الاولى في حياتي، حتى أنني كنت أفسر لهم ما يقول إذ كان يتكلم اللهجة التونسية. لا أنفي أنه أعجبني وقدمت رأيي فيه بصراحة. دعمته على قدر صلاحياتي. ألم تخشَ المنافسة كونه شاباً جميلاً وموهوباً؟ على العكس، أي شخص يأخذ نصيبه في الحياة. تكلمت معه مراراً. لديه خط خاص به. أتمنى من كل قلبي النجاح لكل التونسيين.
جميع مشتركي «ستار أكاديمي» التونسيين يسكنون في المبنى نفسه، ألا تخشون ان تفرقكم المنافسة؟
أنا ووجدي فحسب، لا منافسة فنية بين شاب وفتاة. كلٌّ منا لديه معجبوه. أما بالنسبة إلي ووجدي فنحن الشابان التونسيان الوحيدان الموجودان في لبنان ويختلف أسلوبانا.
في لقاء سابق مع وجدي لكحل أخبرنا أنك أشدّ داعميه؟
إننا نتبادل النصح. لكني أعتبر وجدي أخاً صغيراً يسكن معي في المبنى نفسه في لبنان. هو ايضاً ينصحني ويساعدني.
كان مقرراً ضم اغنية محمد قماح الى ألبومك ولم يحصل، ماذا جرى؟
 
لم يحصل شيء بيننا. ضمّها ببساطة الى ألبومه.  
أليس لأنك اتفقت مع محمد قماح من دون الأخذ برأي رولا سعد في الموضوع؟  
كلا، كل ما في الأمر أنني انشغلت لفترة في تونس ولم أكلمهم عن الاغنية. لِمَ يصل النجوم التونسيون دوماً الى النهائيات ولا يفوزون؟ فاز مروان على التونسي في «سوبر ستار». نعاني في تونس كبتاً فنياً. لدينا الكثير من المواهب المدفونة بسبب عدم توافر شركات إنتاج وأشخاص يدعمون الفن والشباب الموهوبين. نلمع دائماً من كثرة الكبت والإحباط الفني. نستغل أي فرصة تأتينا ونفجر مواهبنا. أفكر جدياً في معالجة هذه المشكلة في تونس من خلال مساهمتي البسيطة ولعلها كلمة لشخص يستطيع المساعدة. إبن اختي مثلاً شاب جميل وموهوب في الثامنة عشرة ويحب الغناء. أبحث عن وسيلة لمساعدته في دخول مجال الفن وإكمال علمه في الوقت نفسه. هذه حال الكثير من الشباب. هل تفكر في الزواج قريباً؟ كلا، ما زال الوقت باكراً. عقدت خطوبتي على صديقتي إيمان فور خروجي من «ستار أكاديمي». انها جميلة جداً ومختلفة عن سائر الفتيات اللواتي عرفتهنّ ولا أحد يأخذ مكانها. تشبهني كثيراً. أعرفها مذ كنت في الخامسة عشرة وكانت في الثالثة عشرة. كان الناس يعتقدون أننا شقيقان. أي نجم في «ستار أكاديمي» فاز ولم يكن يستحق اللقب في رأيك؟ ثمة شخص، لكن ليس محمد عطية ولن أذكر اسمه. لم يكن يستحق اللقب بل كان يستحقه آخر أكثر منه. لِمَ تم اختيارك لإعلان بيبسي ولتمثيل المركز الثقافي البريطاني في العالم العربي؟ لا أعرف السبب. بعد استفتاءات أجراها المعنيون وسط الشباب العربي تم اختياري لتصوير إعلان بيبسي وتمثيل المركز الثقافي البريطاني في العالم العربي. أحييت من خلاله عدة حفلات في مصر وتونس وأتمنى انضمام لبنان قريباً الى المركز لنحيي حفلات فيه. ماذا عن مشاركتك في حفل انتخاب أول رئيس في موريتانيا؟ أحييت حفل انتخاب أول رئيس في موريتانيا ينتخب ديمقراطياً وكنت الفنان العربي الوحيد المشارك في الحفل الذي حضره اكثر من 20 ألفاً. كان استقبالهم جميلاً ومميزاً. فوجئت بتردادهم كلمات أغانيّ. ما سر نجاحك؟ نعمل جميعاً بجهد، لكن التوفيق من الله. هل ما زلت على تواصل مع ميريام؟ بالتأكيد. هل كانت مغرمة بك؟ كانت مغرمة بي وكنت مغرماً بها، إنما كصديقين. صرّحت ميريام اكثر من مرة بأنها تعتبرني صديقاً.إنها حنونة جداً. تعيش حالياً في سوريا وتخوض تجربة التمثيل. أي نجم من مواسم «ستار أكاديمي» يعجبك اكثر؟ محمد عطية وجوزف عطية. هل صحيح انك اصطحبت اصدقاءك التونسيين الى رولا سعد كي تدعمهم فنياً؟ لم يحصل الأمر على هذا النحو. قصدت السيدة رولا سعد لأمر معين. تطرقنا في الحديث الى موضوع دعم أصدقائي التونسيين وكانت متجاوبة. ماذا يعني لك لبنان؟ الفن، اكثر ما أحب في الحياة. (المصدر: مجلة « الجريدة » (أليكترونية – الكويت) بتاريخ 9 أوت 2007) الرابط: http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=18520  


اعتبر حقوق الإنسان في ليبيا الأفضل في العالم

نجل القذافي يقر بتعرض الممرضات البلغاريات للتعذيب  

 
أقر سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي بتعرض الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني للتعذيب أثناء اعتقالهم في بلاده، لكنه استبعد مقاضاة بلاده عن ذلك. وقال سيف الإسلام في مقابلة مع الجزيرة مساء الأربعاء 8 أوت 2007 « نعم لقد تعرضوا للتعذيب بالكهرباء والتهديد باستهداف أسرهم ». وقال إن كثيرا مما يرويه الطبيب الفلسطيني أكاذيب. وأكد أنه تم التلاعب بملف القضية منذ البداية من قبل عناصر الشرطة الليبية وأنه لم يتم التحقيق بأسلوب مهني وعلمي. لكنه قال أيضا إن الجماهيرية حققت انتصارا لم تكن تتوقعه في القضية، نافيا أن تكون بلاده هي التي بدأت الابتزاز في القضية. وأضاف أن الأوروبيين هم من بدؤوا الابتزاز، وأن ليبيا لها قضايا من الغرب أرادت أن تفيد بها. إدانة وتبرئة وبدا سيف الإسلام مدافعا عن الممرضات في بداية المقابلة لتبرئتهن من المسؤولية عن إصابة عدد من الأطفال الليبيين بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، لكنه عاد وقال إن هناك تضاربا في التقارير التي تم إعدادها بهذا الشأن وإن القضاء الليبي أخذ بتقرير الإدانة. وأوضح نجل القذافي أن تقرير البروفيسور لوك مونتيه مكتشف فيروس الإيدز عزا المسؤولية عن الإصابة للإهمال والتلوث الناتج، ونفى أي مسؤولية للممرضات، لكن صدرت تقارير أخرى تكذب ذلك وتقول إن ما ذكره مونتييه في تقريره غير صحيح وهذه التقارير هي التي أخذ بها القضاء الليبي. وأشاد سيف الإسلام بقضاء بلاده وقال إنه قضاء نزيه. ووجه الشكر إلى دولة قطر على دورها في تسوية الأزمة، وقال إنها قامت بدور للترتيب مع فرنسا. بشارة الإصلاح وفيما يتعلق بالشأن الداخلي في الجماهيرية تجنب سيف الإسلام الرد على الأسئلة الموجهة له بشأن التصريحات التي أطلقها العام الماضي حول ضرورة إحداث إصلاح شمل في بلاده والقضاء على « القطط السمان » وإجراء انتخابات وإصدار دستور ووقف التعذيب، مكتفيا بالقول إنه فخور بما عليه أوضاع حقوق الإنسان في بلاده. وقال إن أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا أفضل مما عليه أوضاع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة أو جميع الدول العربية. العائدون والرافضون وبسؤاله عن تعرض بعض المعارضين الذين عادوا للاعتقال وسحب جواز سفر أسرهم ما جعل كثيرين يرفضون العودة، قال « كل الشرفاء الوطنيين عادوا، ومن بقوا في الخارج مرتزقة لا يستحقون الرجوع وأتحدى أن يكون هناك من دخل واعتقل من دون مشكلة ». وقال إنه تدخل لعودة مواطن ليبي كان يعيش في أفغانستان وانتقل إلى باكستان لأسباب إنسانية، لكن هذا المواطن جهز بعد عودته شاحنة مليئة بالأسلحة والمتفجرات فتم اعتقاله. كما نفى سيف الإسلام وجود حرس قديم في ليبيا، أو أن يكون هناك سيناريو للتوريث يأتي به رئيسا. وكرر سيف الإسلام في المقابلة الحديث عن مشاريع وعقود اقتصادية ضخمة بقيمة 86 مليار دينار لتنمية البنية التحتية، وإقامة مشاريع تنموية مختلفة في ليبيا. وقال « عندما ننجز هذه المشاريع يكون لكل حدث حديث ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 9 أوت 2007)


ابن القذافي: الممرضات أجبرن على الاعتراف بحقن الاطفال بفيروس الايدز

دبي (رويترز) – قال سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي في تصريحات أذيعت مساء الاربعاء إن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين افرج عنهم من السجون الليبية تعرضوا للتعذيب للاعتراف بأنهم تعمدوا إصابة مئات الاطفال الليبيين بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز). وافرج عن الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني يوم 24 يوليو تموز بعد اتفاق بين طرابلس والاتحاد الاوروبي بعد ان امضوا ثماني سنوات في السجون الليبية. وقال محامي الطبيب الفلسطيني لرويترز يوم الثلاثاء (7 أوت 2007، التحرير) إن الطبيب تعرض للتعذيب حتى يعترف بأنه تعمد إصابة الاطفال وانه يزمع تقديم شكوى الى لجنة حقوق الانسان بالامم المتحدة. وأكد سيف الاسلام ابن القذافي مزاعم التعذيب في مقابلة أجرتها معه قناة تلفزيون الجزيرة التي يقع مقرها في قطر. وقال سيف الاسلام انه تعرضوا للتعذيب بالصدمات الكهربائية وكان هناك تهديد بمهاجمة اسرهم. وقال إن بعض الاطفال اصيبوا بالفيروس الذي يسبب الايدز قبل وصول الممرضات والطبيب الى ليبيا وانه تم الابلاغ عن حالة إصابة واحدة بعد إلقاء القبض عليهم. واضاف انه يوجد اهمال وهناك كارثة وقعت وهناك مأساة لكن لا يوجد تعمد. وبرأت محكمة ليبية تسعة من افراد الشرطة الليبية وطبيبا من اتهامات بتعذيب الممرضات والطبيب. وقال علماء دوليون انهم أظهروا ان نوع الفيروس بدأ يصيب الاطفال قبل وصول الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني. وأصر الستة الذين صدرت مرتين احكام بالاعدام عليهم دائما على انهم ابرياء وقالوا انهم أدلوا باعترافاتهم تحت وطأة التعذيب. وقالت بلغاريا وحكومات الاتحاد الاوروبي ان الممرضات والطبيب ابرياء ودعوا الى الافراج عنهم. وقال علماء غربيون إن نظام الرعاية الصحية الذي يفتقر للكفاءة في ليبيا هو السبب الحقيقي لاصابة الاطفال بفيروس الايدز. وخففت ليبيا احكام الاعدام ضد الممرضات الخمس والطبيب الى السجن المؤبد بعد دفع مبالغ مالية بلغت 460 مليون دولار بواقع مليون دولار لاسرة كل ضحية. ومهد ذلك الطريق امام الافراج عن الممرضات والطبيب بموجب القانون الليبي. من سمر سعيد  (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 9 أوت 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء) 


167 حالة وفاة منذ العام 1993 تقرير حقوقي يتحدث عن شيوع التعذيب بسجون مصر

  

 
اعتبرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن التعذيب بات أمرا شائعا داخل أقسام الشرطة والسجون في مصر, مشيرة إلى أن ثلاثة أشخاص ماتوا حتى الآن هذا العام جراء التعذيب. كما ذكرت المنظمة أنها وثقت 567 حالة تعذيب على أيدي الشرطة منذ العام 1993 انتهت 167 حالة منها بالوفاة. وقالت المنظمة في تقرير لها إن « التعذيب في مصر أصبح ظاهرة تقع على نطاق واسع داخل أقسام ومراكز الشرطة ومقار مباحث امن الدولة إضافة إلى السجون، كما تقع جرائم التعذيب أيضا في الشارع المصري في وضح النهار وأمام الكمائن وفي منازل المواطنين، في انتهاك واضح لكرامتهم وحريتهم المكفولة بمقتضى الدستور والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان ». وتضمن التقرير الذي أصدرته المنظمة رصدا وتوثيقا لمئات من حالات التعذيب وسوء المعاملة التي قامت بها السلطات من العام 1993 حتى 2007، وذلك استنادا إلى « الشهادات الحية لضحايا التعذيب وشكاوى وبلاغات أهالي الضحايا ومحاضر تحقيقات النيابة العامة واستنادا إلى تقارير الطب الشرعي والتقارير الطبية الأخرى ». ومن بين حالات التعذيب التي أوردها التقرير رجل قال إن الشرطة أشعلت النار في جسده داخل قسم شرطة سيوة، وتعرض مواطن للتعذيب حتى الموت « بعد أن تم سحله وضربه » على أيدي قوات تابعة لمركز شرطة المنصورة. مجرد عينة ووصف التقرير المئات من حالات التعذيب بأنها مجرد « عينة محدودة » تشير إلى مدى شيوع التعذيب في أقسام الشرطة. وعزا التقرير ظاهرة التعذيب إلى استمرار العمل بقانون الطوارئ الساري منذ اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981 إضافة إلى ما وصفه التقرير بالقصور التشريعي عن ردع مرتكبي جرائم التعذيب من ناحية وعدم السماح للمتضرر باللجوء إلى القضاء لجبر الضرر الناتج عن التعذيب من ناحية أخرى. يشار إلى أن اسم مصر ورد ضمن تقرير سنوي لوزارة الخارجية الأميركية نشر في مارس/ آذار الماضي بوصفها واحدة من عدة دول تدهورت بها معايير حقوق الإنسان عام 2006. وطبقا لمنظمة العفو الدولية التي مقرها لندن فإن « التعذيب أثناء الاحتجاز يمارس بشكل منهجي في مصر وفي معظم الحالات لا يقدم من يمارسونه إلى القضاء ». في المقابل تقول الحكومة المصرية إنها لا تتغاضى عن حالات التعذيب وإنها لا تقع إلا في أضيق الحدود. كما قالت وزارة الداخلية المصرية في السابق إن الحديث عن التعذيب المنهجي مبالغ فيها وإن الهدف منها هو تشويه صورة الشرطة في مصر. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 9 أوت 2007 نقلا عن وكالات) 

 
 


أنباء عن اتفاق العسكر مع وزير الخارجية على إبقاء زوجته «المحجبة» بعيداً من الأضواء …´

 أردوغان يُمهّد لإيصال غُل إلى القصر الرئاسي بترشيحه سياسياً غير إسلامي لرئاسة البرلمان
 
اسطنبول – الحياة     أعلن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا عن ترشيحه اليميني كوكسال توب تان لرئاسة البرلمان، في خطوة تزيد من احتمالات ترشح وزير الخارجية عبدالله غل لرئاسة الجمهورية الاسبوع المقبل، وفق المعادلة التي يحرص حزب العدالة والتنمية وزعيمه رجب طيب أردوغان على الالتزام بها، وتقضي بأن تكون واحدة من زوجات أهم ثلاث قيادات في تركيا غير محجبة (رؤساء الجمهورية والبرلمان والوزراء). وتوب تان بعيد من الجماعات الاسلامية وأحزابها، لكنه انضم الى صفوف الحزب الحاكم في الانتخابات الاخيرة، بعد انشقاقه عن حزب الوطن الام اليميني، كما ان زوجته غير محجبة. واعتبرت اوساط حزب العدالة والتنمية ان اختياره لرئاسة البرلمان سيفسح المجال امام غل للوصول الى القصر الجمهوري. كذلك ترددت انباء عن اتفاق سري بين غل والعسكر يقضي بإبعاد زوجته عن أي احتفال رسمي يحضره الجيش، في حال توليه منصب رئاسة الجمهورية، لتجنيب العسكريين اداء التحية لمحجبة، في مقابل عدم اعتراضهم على ترشح غل للرئاسة. في غضون ذلك، بدأت حملة اعلامية يقودها كبار الكتّاب العلمانيين، تطالب غل بالتراجع عن ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية، بحجة ضمان الاستقرار في البرلمان والحفاظ على جوّ الود الذي ظهر فيه خلال جلسة اداء القسم الدستوري، خصوصاً أن حزب الشعب الجمهوري، وهو اكبر حزب معارض في البرلمان، هدد مجدداً بمقاطعة الانتخابات الرئاسية، كما فعل سابقاً، في حال طرح غل نفسه مرشحاً. كما طالب الحزب أردوغان بطرح اسم مرشح تكون زوجته غير محجبة لرئاسة الجمهورية. لكن رئيس الوزراء الذي يدرك ان مقاطعة حزب الشعب الجمهوري لن تؤثر هذه المرة في سير الانتخابات، بفضل تعهد النواب القوميين والاكراد الحضور وعدم المقاطعة، ترك الخيار لرفيق دربه ليحدد بنفسه ماذا يريد. وتشير الأدلة إلى ان اردوغان يفضل عدم ترشح غل، لكسب ود المعارضة الاتاتوركية – العلمانية من اجل صياغة دستور جديد للبلاد. ويفكر أردوغان في الحصول على غطاء المعارضة لسحب مواد تبجل اتاتورك وتجعل تركيا حبيسة افكاره، وكذلك مواد تسمح للجيش بالتدخل في السياسة، وهي امور معقدة وخطرة يدرك رئيس الوزراء جيداً أنها ستجعله مكشوفاً امام العسكر، خلال السعي الى تعديلها، اذا لم يحصل على دعم المعارضة القومية والعلمانية معاً، تحت شعار توسيع الحريات والديموقراطية في تركيا. ويبدو غل مصراً على الترشح للرئاسة، خصوصاً بعد الفوز الكبير الذي حصده حزبه خلال الانتخابات البرلمانية الاخيرة، معتبراً أن حرمانه من الوصول الى القصر الجمهوري كان له الاثر الأكبر في زيادة اصوات الحزب، وكذلك بعد توفر العدد اللازم من نواب المعارضة الكردية والقومية الذين سيؤمنون له، على الاقل، نصاب جلسة الانتخابات إذا لم يصوتوا أيضاً لمصلحته. لكن مقربين من غل يشعرون بثقل الحمل عليه، خصوصاً أنه سيتحمل وحده امام حزبه مسؤولية قراره في الانسحاب او الترشح، مما دفع بعضهم الى القول إنه يفكر في ان يرشح نفسه فترة قصيرة كرئيس، وأن يتعهد بالاستقالة من الرئاسة في حال صوّت الشعب في استفتاء تشرين الأول (اكتوبر) المقبل على تعديل قانون انتخاب رئيس الجمهورية ليصبح الاقتراع مباشرة من الشعب. وحينها، يدخل غل منافسة جديدة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ليزول بذلك الحرج عن حزبه امام المعارضة العلمانية التي تتهم اردوغان بفرض مرشحه على البرلمان، مستفيداً من الغالبية العددية لنوابه من دون مشاورتهم او الاتفاق معهم. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 أوت 2007)

إخوان الأردن: السلطة تتبع جدولا زمنيا لإقصائنا

 
عمان- اتهم زكي بني أرشيد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي -الذراع السياسي للإخوان المسلمين- الحكومة الأردنية بالسعي لإقصاء الحزب من الساحة السياسية والحد من نفوذه قبيل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في نوفمبر المقبل وفق جدول زمني، محذرا من أن ذلك سيفسح المجال للقوى المتشددة والتكفيرية. وقال بني أرشيد لرويترز اليوم الأربعاء (8 أوت 2007، التحرير): « نحن بدأنا نلمس برنامج استهداف حقيقي مبرمج زمنيا ضد الحركة الإسلامية، وأعتقد أن هذا الاستهداف ليس فقط من أجل أننا إسلاميون، ولكن الحكومة تستهدفنا لأننا نطالب بالإصلاح والمشاركة الحقيقية، ونطالب بوضع حد للاستبداد والقمع والدكتاتورية ». وأضاف أن لإصلاحات السياسية التي تطالب بها الحركة دفعت الحكومة إلى خطوات تصعيدية لتحجيمهم ومنعهم من تحقيق مكاسب انتخابية في الانتخابات النيابية القادمة. واعتبر الأمين العام لحزب جبهة العمل أن السعي لإقصاء حزبه من الساحة السياسية برز من خلال « قيام الحكومة بتزوير الأصوات بشكل واسع لمنع الجبهة من حصد المقاعد في الانتخابات البلدية في المدن الكبرى التي جرت فيها نهاية الشهر الماضي ». وأعلن الحزب -أبرز حزب معارض ويشغل 17 مقعدا في البرلمان من أصل 110- انسحابه من تلك الانتخابات  الثلاثاء 31-7-2007 بسبب ما وصفه بـ »التزوير » و »التلاعب » من خلال إرسال عشرات الآلاف من العسكريين في حافلات إلى مراكز الاقتراع، للتصويت لمرشحين آخرين تدعمهم الحكومة، غير أن الحكومة من جهتها نفت أنها أرسلت عشرات الآلاف من أفراد الجيش للتصويت ضد المرشحين الإسلاميين في المدن التي تعتبر معاقل للإسلاميين، وقالت السلطات إن الإسلاميين انسحبوا بعد تدني شعبيتهم. وشدد بني أرشيد على أن « الأردن بحاجة إلى ضمانات لعقد انتخابات نزيهة وعادلة يتأكد من نزاهتها مراقبون دوليون »، وأضاف قائلا: « هل هذه الحكومة أو القادمة مؤهلة لأن تقوم بعملية انتخابية نزيهة؟ المواطن الأردني وليست الحركة الإسلامية هو الذي بحاجة إلى ضمانات ». نحو صدام وفيما يتعلق باتهامات رئيس الوزراء معروف البخيت لزعماء جبهة العمل بالسعي لقلب الوضع السياسي في البلاد من خلال وسائل سلمية لتحويل الأردن إلى بلد مشجع لنمو التنظيمات المتطرفة مثل القاعدة -على حد قوله- رد بني أرشيد قائلا: « لا أحد يطرح نفسه بديلا عن النظام ولا عن هذه الدولة… ولو وصلت الحركة الإسلامية أو أي حركة معارضة أخرى إلى السلطة التنفيذية فما الذي سيضر الأردن »، وتابع مضيفا: « سيقدم الأردن نموذجا كبيرا في الديمقراطية ». غير أنه استدرك محذرا من أن أي محاولات لمنع الإسلاميين المعتدلين الذين يؤمنون بالعملية السياسية ستؤدي إلى تزايد نفوذ التطرف وظهور إسلاميين متطرفين على غرار القاعدة. وقال: « إن أقصيت الحركة الإسلامية المعتدلة التي هي تعد صمام الأمان للمجتمع الأردني فسيكون البديل ليس حركة أكثر اعتدالا إنما حركة أكثر تطرفا »، وتابع: « البديل باختصار وبعنوان محدد هو مزيد من أجواء التطرف والإرهاب والعنف »، وأضاف: « الفكر التكفيري هو الذي سيغتنم هذا الفراغ، لن يملأ باعتدال آخر وإنما سيملأ بتطرف ». ومن جهتهم رأى محللون سياسيون أردنيون أن « الحكومة والإسلاميين يتجهون نحو صدام قد يؤدي إلى منع نشاطاتهم مع اقتراب الانتخابات النيابية التي ستشترك فيها الأحزاب الأخرى لاحقا هذا العام ». واعتبروا في تصريحات نقلتها رويترز أن السلطات الأردنية تخشى من أن يحقق الإسلاميون مكاسب أكبر في الانتخابات القادمة كالنصر الذي حققته حليفتهم الفكرية والعقائدية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأراضي الفلسطينية والإخوان المسلمون في مصر. ويتفق المراقبون السياسيون في الأردن على أن الانتخابات البلدية ونتائجها ستكون بمثابة « بروفة » استعدادًا للانتخابات البرلمانية التي لم تحدد الحكومة حتى اليوم موعدًا لها على الرغم من تأكيدها أنها ستجرى العام الجاري. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 8 أوت 2007)


امستردام توفر حراسة شخصية لمرتد انتقد الإسلام

نائب هولندي يتطاول على «القرآن» ويطلب حظره

 
لاهاي- وكالات : فى تطاول جديد على القرآن الكريم والدين الاسلامى دعا رئيس حزب هولندي ونائب في البرلمان الى حظر القرآن في هولندا معتبرا انه لا مكان لهذا « الكتاب الفاشي » على حد تعبيره في « دولة قانون »، وذلك في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة « فولكسكرانت ». وفي الرسالة المفتوحة بعنوان « كفى: امنعوا القرآن »، قارن النائب غيرت فيلدرز رئيس حزب الحرية المصحف بكتاب « ماين كامف » (كفاحي) الذي يتضمن الطروحات القومية الاشتراكية للزعيم النازي ادولف هتلر. وطالب النائب بحظر القران داخل المساجد ايضا. واستشهد بالصحافية الايطالية اوريانا فالاتشي التي توفيت عام 2006 وكانت تعتبر ان « ابناء الله يستمدون من القرآن كل الاذى الذي يلحقونه بنا وبانفسهم ». ونفى فيلدرز وجود اي اعتدال في الاسلام مشيرا الى ان بعض السور القرآنية « تدعو المسلمين الى ارضاخ غير المسلمين من يهود ومسيحيين وملاحقتهم وقتلهم واغتصاب النساء وفرض دولة اسلامية ». وكتب متوجها الى زملائه « سئمت الاسلام في هولندا: كفانا مهاجرين جددا مسلمين. سئمت الصلوات الى الله ومحمد في هولندا: كفانا مساجد جديدة. سئمت القرآن في هولندا: احظروا هذا الكتاب الفاشي ». ووجه فيلدرز هذه الرسالة الى الصحيفة اثر اعتداء تعرض له احسان جامعي عضو مجلس بلدية فوربورغ بضاحية لاهاي السبت. ونجا الشاب الذي اسس لجنة لدعم المسلمين المرتدين من الاعتداء غير انه يخضع منذ الاثنين لحماية الشرطة. وقد شرعت سلطات العدالة ومكافحة الارهاب في هولندا في تامين سلامة جامعى الايراني المولد بعد أن صار عرضة للعنف نتيجة انتقاده للاسلام. وكان احسان قد فر مع والديه وشقيقته إلى هولندا عام 1994. ووصف جامعي النبي محمد بأوصاف غير مناسبة وذلك في عدة مقابلات وقال انه يريد أن يفتح حوارا حول العنف الاسري وحقوق الانسان في الاسلام. وتعرض جامعي يوم السبت الماضي للضرب في ثالث حادث من نوعه. حيث قام ثلاثة شبان – مغربيان اثنان وصومالي- بالاعتداء عليه وسبه مشيرين إلى انتقاده للاسلام. وكان جامعي قد رفض بعد حادث الضرب الثاني وكان ذلك في أواخر يونيو الماضي أن يبلغ الشرطة مشيرا إلى أن تأمينه  » مسئولية شخصية ». لكن بعد الحادث الاخير ابلغ الشرطة. ومن ثم قرر المنسق القومي الهولندي لمكافحة الارهاب ووزارة العدل توفير الحماية لجامعي وتأمينه حتى يستطيع أن يعبر عن آرائه بحرية. وفي مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) أمس الثلاثاء صرح ويم كوك المتحدث باسم منسق مكافحة الارهاب بان القرار اتخذ بعد مشاورات مكثفة مع كافة الاطراف المعنية. وأوضح المتحدث الامر قائلا إن  » الامن الشخصي هو عادة امر خاص لكن هناك حالات معينة ذات ملابسات خاصة تصبح عندها حماية المواطن الفرد مسئولية قومية. وهذا ما حدث مع جامعي ». وذكرت تقارير غير مؤكدة أمس الثلاثاء إن جامعي يقيم الآن في منزل امن في مكان لم يفصح عنه. وقال كوك ليس حادث العنف في حد ذاته لكن أيضا التغطية الاعلامية الواسعة هي التي قادت لقرار المنسق القومي لكنه استطرد قائلا « إن هذا لا يعني أننا نلوم وسائل الاعلام ». على العكس. فان وسائل الاعلام إنما تؤدي دورها بتغطية موضوع جامعي. ولكن تظل الحقيقة انه كلما ازدادت شهرة جامعي زادت المخاطر المحدقة به ». وقال كوك للوكالة الالمانية إن المنسق القومي لن يوصي مع ذلك بان يتوقف جامعي عن التعبير عن رأيه علانية أو الظهور في وسائل الاعلام. وأوضح الامر قائلا  » إن آخر شيء نريده هو أن نكون العوبة في أيدي هؤلاء الذين يريدون إسكات جامعي ». كانت هولندا حتى سنوات قلائل تشتهر بالتسامح والحرية الهائلة. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 9 أوت 2007)

 

مصر.. مرتد يصر على اعتراف رسمي بمسيحيته

 
القاهرة- أصر محمد حجازي صحفي وناشط سياسي مصري مرتد عن الإسلام على مواصلة سعيه للحصول على اعتراف رسمي من الدولة يثبت تحوله للمسيحية، وذلك على الرغم من انسحاب محاميه من القضية التي رفعها أمام القضاء لهذا الغرض. وكان ممدوح نخلة المحامي القبطي لحجازي أعلن أمس الثلاثاء (7 أوت 2007، التحرير) عن تراجعه عن الاستمرار في قضية موكله بهدف عدم إثارة الرأي العام متهما حجازي باستغلال هذه القضية للسعي إلى الشهرة. وقال حجازي في تصريحات لرويترز اليوم الأربعاء: إنه يبحث حاليا عن محام آخر بعد أن أعلن محاميه انسحابه، وقال: « طبعا سأكمل القضية. الأمل في الله.. هذا حقي.. كيف أعيش بدين أنا غير مقتنع به؟ يريدون أن أعيش منافقا في المجتمع؟ ». ويقول حجازي -وهو صحفي وعضو بحركة كفاية المعارضة- في دعوى قدمت لمحكمة إدارية الأسبوع الماضي إن المسئولين بوزارة الداخلية رفضوا طلبه بتسجيل تغيير ديانته إلى المسيحية التي اعتنقها قبل أربعة أعوام، ولفت حجازي إلى أنه تلقى تهديدات بالقتل وصلته بعد أن أعلن دعواه؛ مما دفعه إلى قضاء كل ليلة في مكان مختلف، وتابع: « الوضع سيكون سيئا للغاية، لا أستطيع الاستقرار في مكان ». يسعى « للشهرة » وفي مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء بمركز الكلمة لحقوق الإنسان أعلن المحامي ممدوح نخلة عن أسباب تراجعه عن الاستمرار في قضية حجازي، وقال إن سبب تراجعه هو تأكده من أن حجازي يسعى إلى الشهرة والإعلام، وأن الأمر وصل إلى حد أن حجازي أعطاه عنوانا خاطئا لسكنه، بعكس ما فعل مع وسائل الإعلام التي قامت بتصويره في الشقة التي يقيم بها. ونفى نخلة أن تكون لديه أي نية في القضية للهجوم على الإسلام، مؤكدا في الوقت نفسه أن الكنيسة الأرثوذكسية أبلغته أنها لا تقف مع أمثال حجازي، لأنها تهتم برعاياها أكثر من الداخلين عليها، وأن عليه الانسحاب من هذه القضية. جاء ذلك فيما نقلت رويترز عن المحامي القبطي رمسيس النجار قوله إنه ما زال يفكر فيما إذا كان سيتولى قضية حجازي، وأضاف أنه مثل بنجاح الـ29 فردا الذين تحولوا من المسيحية إلى الإسلام ثم عادوا ثانية إلى المسيحية، وقال إن هذه هي « أول قضية لشخص ولد مسلما ». جدل واسع وأثارت قضية حجازي جدلا واسعا في مصر، ففي حين تشككت عائلته في تحوله إلى المسيحية، وقع 300 مثقف بمدينة بورسعيد (مسقط رأسه) بيانا يقولون فيه إنه مجرد شخص يسعى إلى الشهرة، فيما أعلن الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سابقا أنه سيـرفع « دعوى حسبة بسبب الارتداد عن الإسلام » ضد حجازي، موضحا أنه سيطالب بتسليمه للأزهر الشريف لاستتابته ». وينتمي حجازي (25 عاما) إلى أسرة بسيطة تعيش في مدينة بورسعيد (شمال مصر)، وكان يعمل منسقا لحركة كفاية المعارضة في بورسعيد، وقبلها كان يتحرك ضمن صفوف مجموعة من الشباب تطلق على نفسها اسم « الاشتراكيين الثوريين »، وله ديوان شعر أصدره عام 2003 صَدَّرَهُ بعنوان « وضحكت شيرين »، واتهمته أجهزة الأمن حينها بازدراء الأديان في بعض قصائده، وتم اعتقاله على ذمة هذه القضية 45 يوما. ويقول والده إنه تلقى اتصالا هاتفيا من ابنه أخبره فيه بأنه « تعرض لضغوط وتهديدات من قبل بعض المبشرين المسيحيين من أجل ترك دينه »، بحسب ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط. عقوبة المرتد وعقوبة الردة هي القتل، غير أن بعض الفقهاء يرون أن تحديد قتل المرتد يتوقف على ما يمثله من خطر على الدين والأمن القومي، فإذا كان خطرا على هذا النظام قتل، وإلا فلا. ويقول الفقيه يوسف القرضاوي في هذا الشأن: « إن العلماء فرقوا في أمر البدعة بين المغلظة والمخففة، كما فرقوا في المبتدعين بين الداعية وغير الداعية، وكذلك يجب أن نفرق في أمر الردة بين الردة الغليظة والخفيفة، وفي أمر المرتدين بين الداعية وغير الداعية ». وأضاف القرضاوي أن ما كان من الردة مغلظا -كردَّة سلمان رشدي- وكان المرتد داعية إلى بدعته بلسانه أو بقلمه، فالأولى في مثله التغليظ في العقوبة، والأخذ بقول جمهور الأمة وظاهر الأحاديث بقتله؛ استئصالاً للشر، وسدًا لباب الفتنة، ويرى أنه إذا كان المرتد غير داعية فيمكن الأخذ بقول النخعي والثوري، وهو ما روي عن الفاروق عمر بعدم قتل المرتد واستتابته. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 8 أوت 2007)


كي تختفي سنوات الرصاص من العالم العربي

 
فهمي هويدي (*) لأن الأخبار الباعثة على التفاؤل في العالم العربي أصبحت نادرة في هذا الزمان، فإن إعلان المغرب عن طي صفحة سجل التعذيب بدا لي خبرا مبهجاً، بدد بعض الكآبة التي أصبحت من التداعيات اليومية لقراءة صحف الصباح. لا أنكر أنني فرحت مرتين لما تحقق في مسابقات كأس آسيا لكرة القدم، مرة لأن العرب فازوا بالكأس، ومرة ثانية لأن العراق كان الفريق الفائز، لكن هذه كانت لحظة فرح، نسيتها حين قلبت صفحة الجريدة ووقعت على بقية أخبار العراق الذي أرجو ألا يدرج في أدبياتنا باعتباره بلد المليون قتيل. استأذن في تلخيص التقرير الإخباري الذي نشرته «الشرق الأوسط» على صدر صفحتها الأولى يوم الأحد الماضي (5/7) علكم تشاركونني جرعة التفاؤل والأمل. فقد احتوى التقرير على النقاط التالية: * عقد رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، السيد احمد الحرزني، مؤتمرا صحفيا في الرباط أعلن فيه انه اكتمل ـ تقريبا ـ دفع التعويضات الفردية للمتضررين من انتهاكات حقوق الإنسان خلال الفترة ما بين عام 1960 و 1999، التي أصبحت توصف في الأدبيات المغربية بأنها «سنوات الرصاص». * قدر عدد الذين استفادوا من التعويضات بـ 23 ألفا و676 شخصاً، وزع عليهم نحو 1.56 مليار درهم مغربي (140 مليون يورو). وقد سلمت تلك التعويضات للضحايا وأهاليهم. وتم في المؤتمر الصحفي تسليم خمسة منهم درهما واحدا، اكتفوا بالمطالبة به كتعويض رمزي. * هناك 12 ألف عائلة لضحايا سابقين سوف يستفيدون من التأمين الصحي، بناء على اتفاق أبرمته الحكومة مع تعاونية التأمين المغربية. * قال الحرزني، وهو معتقل سياسي سابق، إن الأهم من التعويض النقدي الذي سلم للضحايا وأسرهم، هو اعتراف السلطة بالتجاوزات الخطيرة التي ارتكبت بحق الأفراد والمجموعات في تلك الفترة، واعتذارها عن تلك التجاوزات. لست في موقف يسمح لي بالتثبت من مدى دقة المعلومات، ولا اعرف إن كانت صفحة سجل التعذيب قد طويت تماما أم أن طي الصفحة مقصور فقط على «سنوات الرصاص»، وهي المرحلة التي توحشت فيها أجهزة الأمن المغربية، وصار يضرب بها المثل في القسوة والبطش بالمعارضين السياسيين بوجه أخص. لكن مع كل ذلك لا أخفي حفاوة بالشجاعة الكامنة في الفكرة؛ وهي حفاوة عبرت عنها في أكثر من مناسبة. ليس فقط لأن إطلاق الفكرة وتنفيذها ولو بنسبة 50% أمر جدير بالتقدير والاحترام بحد ذاته، ولكن أيضا لأن سمعة العالم العربي في مجال انتهاكات حقوق الإنسان في الحضيض. وبالتالي فأي درجة من احترام تلك الحقوق تغدو خبرا سارا وباعثا على التفاؤل. قبل أيام قرأنا في الصحف حديث الطبيب الفلسطيني الذي اتهم في قضية الممرضات البلغاريات وأطلق سراحه مؤخراً، عن صور التعذيب البشعة التي تعرض لها خلال سنوات السجن. وفي يوم نشر خبر طي صفحة سجل التعذيب في المغرب، كانت بعض الصحف المصرية تتحدث عن الإبلاغ عن 16 واقعة تعذيب في أقسام الشرطة خلال شهر يوليو/تموز، بمعدل حالة كل يومين. وهو ما رصدته منظمات حقوق الإنسان، بعدما تعددت في الآونة الأخيرة حوادث التعذيب التي أفاضت الصحف المستقلة والمعارضة في تفاصيلها. وكان من بينها إقدام احد ضباط الشرطة «في واحة سيوه» على إشعال النار في جسد شاب اتهم في حادث سرقة، مستهدفا بذلك إجباره على الاعتراف. وبعده بأيام قليلة اعتدى احد الضباط على شاب آخر في إحدى محافظات الدلتا (الدقهلية)، مما أدى إلى وفاته من جراء التعذيب والضرب. وفي الحالتين أدى ذلك إلى إثارة الأهالي واشتباكهم مع الشرطة، مما صدم الرأي العام واستدعى في الوعي العام ملف «سنوات الرصاص» التي لم يطو سجلها بعد. ومما لاحظته منظمات حقوق الإنسان أن عمليات التعذيب وقعت في أقسام الشرطة، الأمر الذي أثار قلق الكثيرين على المحتجزين في السجون والمعتقلات. ذلك ان تلك الأقسام واقعة في قلب المدن والأحياء. وما يجري فيها يظل في متناول اطلاع الرأي العام (وهو ما حدث بالفعل) في حين أن السجون والمعتقلات بعيدة عن الأعين، بحكم وجودها في أطراف المدن أو المناطق النائية. لكن الذي لا يقل عن ذلك أهمية أن ضحايا التعذيب في الحوادث التي تم رصدها كانوا من المواطنين العاديين، ولم يكونوا من المعارضين السياسيين. وخطورة هذه الملاحظة تكمن في أنها تعني اتساع الدائرة وتحول مثل هذه الانتهاكات من ممارسات استثنائية بحق المعارضين السياسيين، إلى قاعدة للتعامل مع عموم المشتبهين والمتهمين، وأسلوب مستقر في استنطاقهم. وهو ما يسوغ لنا أن نقول إن تعذيب البشر أصبح جزءا من ثقافة أجهزة الأمن. قبل أن استطرد في تحليل الظاهرة، ألفت الانتباه إلى أن ما يحدث في مصر ليس استثناء في العالم العربي، ولكن تقارير منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية حافلة بالشهادات التي تسجل انتهاكات حقوق الإنسان في أغلب دول المنطقة، وإذا كانت هناك تفصيلات منشورة في الصحف المصرية حول الموضوع، فذلك راجع إلى أن ثمة هامشا لحرية الكلام والنقد في مصر، يحتمل نشر هذه الأخبار أولا بأول، والتفصيل في وقائعها من خلال استطلاع آراء الضحايا واستعراض تقارير المنظمات الأهلية، واستطلاع آراء الخبراء والمحللين في صددها. في هذا السياق ينبغي أن نقر بأن انتهاكات حقوق الإنسان والتوسع في عمليات التعذيب بوجه أخص جرى غض الطرف عنها واحتمالها في أعقاب أحداث سبتمبر(أيلول) 2001. ولم يعد سرا أن الولايات المتحدة رعت هذا التحول وشجعته بدعوى شن الحرب العالمية ضد الإرهاب؛ فمن جانبها مارست أنواعا ودرجات من التعذيب، كما أنها استعانت بخبرات العالم العربي وكفاءاته المشهورة في الاستنطاق، فأرسلت أعدادا غير معروفة العدد إلى أربع عواصم عربية ـ كما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ـ للقيام بما يلزم في هذا الصدد، خصوصا الممارسات والانتهاكات التي لا ترغب الولايات المتحدة في أن تمارسها على أرضها وبواسطة أجهزتها، مفضلة أن يتحمل الآخر أية مسؤولية قانونية أو جزائية عن ذلك في المستقبل. ينبغي أن نقر أيضا بأن بعض البلدان العربية استخدمت لافتة «الحرب ضد الإرهاب» في تصفية معارضيها وتأديبهم، الأمر الذي كان له دوره في توسيع نطاق الانتهاكات، وإسكات الأصوات الناقدة لممارساتها. لأنه طالما أن تلك الإجراءات ظلت تمارس باسم الحرب على الإرهاب، فقد تردد كثيرون في انتقادها حتى لا يتم تصنيفهم ضمن المدافعين عن الإرهاب أو الراعين للإرهابيين. ثمة اعتبار خاص بالساحة المصرية، يتمثل في فرض العمل بقوانين الطوارئ لفترة تجاوزت ربع قرن. وهي القوانين التي أطلقت يد أجهزة الأمن في الضبط والاعتقال وسمحت بإجراء المحاكمات العسكرية والاستثنائية. الأمر الذي أشاع بين العاملين في تلك الأجهزة ما أصبح يوصف في مصر بإدمان الطوارئ، الذي حول الانتهاكات إلى ممارسات عادية، يغض الطرف عنها دائماً. وفي الحالات الصارخة التي تتحدث عنها الصحف فان بعض إجراءات المحاسبة والتحقيق تتم، وتنتهي إما بالبراءة أو بإجراءات لا تتجاوز «شد الأذن». هذه الأجواء تدفع واحدا مثلي إلى الحفاوة بأي معالجة نزيهة لذلك الملف البائس. الذي يسيء إلى الأنظمة بقدر إساءته إلى المجتمعات العربية. وحين تذهب تلك المعالجة إلى حد الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه وتعويض ضحاياه، فإننا نصبح إزاء سلوك متحضر، ونهج فريد لا نعرف له مثيلا في العالم العربي. وقد كانت جنوب أفريقيا رائدة في طرح فكرة الحقيقة والمصالحة، في أعقاب سقوط نظامها العنصري. حيث كانت تلك الصيغة سبيلا إلى معالجة جراح الماضي ومراراته، الأمر الذي كان له دوره في إنجاح الانتقال إلى السلطة وفي توفير أسباب الاستقرار للمجتمع. إن الباحث لا يستطيع أن يفصل بين ذلك التطور الذي شهدته المملكة المغربية، وبين الحيوية التي يتمتع بها المجتمع المدني، وبين الانفراج الديمقراطي النسبي الحاصل هناك. ولا بد أن يسجل للمغرب في هذا السياق انه من الدول العربية القليلة التي سمحت بتعددية سياسية حقيقية، خلت من مساعي الإقصاء والاستئصال خصوصا للتيار الإسلامي. وهو ما وفر فرصة جيدة لمشاركة الأحزاب ذات التوجه الإسلامي، وفي مقدمتها حزب العدالة والتنمية، الذي يتوقع له المتابعون حظوظا جيدة في الانتخابات النيابية التي تجري هناك في الشهر القادم. بطبيعة الحال، لم يخل الأمر من مضايقات وضغوط وتحالفات وربما أيضا مؤامرات لإضعاف فرص الحزب في النجاح، إلا أن ذلك يمكن احتماله إذا ما ظل في إطار التنافس السياسي السلمي، ناهيك عن أن هذا الوضع بكل ما فيه يظل أفضل من أوضاع أخرى في عدة أقطار عربية مغربية وشرقية. ليس مصادفة ذلك التزامن بين الانفراج الديمقراطي في المغرب وبين مسعى طي صفحة التعذيب وتجاوز أحزان سنوات الرصاص، ولعلي لا أبالغ أن ثمة علاقة وثيقة بين الحالتين، هي اقرب ما تكون إلى علاقة السبب بالنتيجة ـ بمعنى الحالة الديمقراطية النسبية التي يعيش في ظلها المغرب كانت العنصر الضاغط الذي أدى إلى إطلاق فكرة الإنصاف والمصالحة، والوصول إلى طي صفحة سجل التعذيب. وإذا صح ذلك، فربما كان حافزا لنا لكي نشدد على أن ظاهرة التعذيب في العالم العربي لن يحسم أمرها ولن يتم تجاوزها إلا إذا استطعنا أن نحل المشكل الديمقراطي ونخرج من أزمته. وهذا الحل لن يوهب إلى مجتمعاتنا أو يهدى إليها في إحدى المناسبات السعيدة، ولكن يستخلص بقوة المجتمع المدني وضغوط أبنائه من خلال نضالهم السلمي، الذي لا يحيد عن الهدف ولا يلين بمضي الوقت. وعندئذ فقط نتفاءل بيوم تختفي فيه سنوات الرصاص في كل العالم العربي. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة « الشرق الاوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 أوت 2007)


الوضع الفلسطيني والوضع من حوله

 

 
منير شفيق (*) لعل أخطر أو أسوأ ما يمكن أن يواجه الوضع الفلسطيني الراهن هو تكريس الانقسام القائم على مستوى السلطة والقيادة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بالرغم من أن القيادتين والسلطتين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة تؤكدان الوحدة وعدم تكريس هذا الانقسام السياسي والواقعي مع ما يكتنفه من تدافع وصراع واتهامات عدائية متبادلة. هذا يعني أن ثمة مسافة واسعة بين ما يعلن من موقف وحدوي وما يمارس على الأرض، بقصد أو من دون قصد، من تكريس للانقسام القائم. وقد أغلق من جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس باب الحوار واضعا شروطا مسبقة ترفضها حماس، قبل الدخول في أي حوار. وهذا ما لم توافقه عليه الأطراف العربية، وأساسا مصر والسعودية، الداعية إلى الحوار، وكذلك روسيا التي عرضت وساطتها في أثناء زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لها مؤخرا. لم يسبق في أغلب التجارب، ولاسيما في كل التجارب الفلسطينية، أن حدث انقسام داخلي، ثم بدأ حوار بعد أن رضخ أحد الطرفين للشروط الكاملة المسبقة التي وضعها الطرف الآخر حتى يقبل بمحاورته. فكل حوار يبدأ بلا شروط مسبقة، وإنما بتفاهم مبدئي مسبق -يتم عبر حوار مباشر أو غير مباشر أو من خلال وسطاء- يمهد للحوار. أما أن يطلب من الطرف الآخر الرضوخ لشروط مسبقة رضوخا كاملا ومعلنا، فهذا يعني أن يأتي إلى طاولة الحوار مستسلما رافعا يديه ومن ثم ما الحاجة إلى الحوار؟ إذ الأمر يعني أن لا حوار مطلقا وليواصل كل طريقته في المواجهة. وترجمة ذلك في الواقع الفلسطيني الراهن هو تكريس الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، وما سيترتب على ذلك من مكاسرة وتداعيات ونتائج تتناقض مع ما يُبدى من حرص على الوحدة وعدم الاعتراف بحالة الانقسام. ومن هنا فإن الضغوط الفلسطينية والعربية والإسلامية، على المستويين الشعبي والرسمي يجب أن تتصاعد وتتضاعف من أجل الحوار غير المشروط الذي يؤمّن الندية وكرامة كل طرف, وهذان هما اللذان يسمحان بالمساومة والتنازل والتفاهم والتسويات من أجل تحقيق الوحدة والخروج من الانقسام. إن من يراجع ما يقوله الطرفان المتواجهان في السياسة والممارسة راهنا، وفي تفاصيل ما حدث في قطاع غزة، يجد أن الانقسام الراهن قابل للتفاقم، ولأمد طويل ولا مجال للحسم. ومن ثم لا جدوى من الدخول في التفاصيل التي لا يمكن ضبطها أو التحقق منها بدقة، فضلا عن أن الخلاف السياسي مع الانقسام الراهن آخذ في الاتساع خصوصا مع السياسات الأميركية الإسرائيلية التي عبرت عنها مبادرة بوش لعقد مؤتمر دولي يتناول الموضوع الفلسطيني، أو التي تكشّفت عنها زيارة وزير الدفاع ووزيرة الخارجية الأميركيين لكل من مصر والسعودية، وزيارة كوندوليزا رايس للكيان الصهيوني لإعادة إطلاق المفاوضات بين أولمرت وعباس. هذه السياسات الأميركية الإسرائيلية جاءت من جهة لإنقاذ موقفي إدارة بوش وحكومة أولمرت بعد فشل إستراتيجية السنوات الست الماضية لاسيما في فلسطين ولبنان والعراق. وجاءت من جهة أخرى لتصب الزيت على نار الانقسام الفلسطيني من خلال إعطاء محمود عباس وحكومة سلام فياض ما يشجعهما على إدارة الظهر للمطلب العربي الذي دعا إلى الحوار (مصر والسعودية أساسا) كما يدفعهما إلى الحرب ضد حماس حتى النهاية. إنه الطريق الانتحاري الذي سوف يفرض على عباس التراجع عن إدارة الظهر للعرب والحرب على حماس مهما عاند في رفض الحوار. وبهذا لم تعد المشكلة معالجة ذيول ما حدث في قطاع غزة، وإنما أصبحت الموقف من السياسات الأميركية الإسرائيلية « الجديدة » المشار إليها. وهذه تتعدى الموضوع الفلسطيني (وإن راحت تستخدمه طعما) إلى لبنان والعراق والصومال والسودان وإلى العلاقات الأميركية العربية والإسرائيلية العربية، وصولا إلى التحضير للحرب ضد إيران إذا لم تسلم برنامجها النووي بالكامل حتى لو تأكد يقينا أنه للأغراض السلمية حصرا. الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية التي صاغها المحافظون الجدد بعد 11/9/2001 جعلت أولويتها تغيير ما أسمته الشرق الأوسط الكبير وفقا للمشروع الإسرائيلي، واعتمدت في ذلك على استخدام القوة العسكرية المباشرة فشنت عدوانا على أفغانستان واحتلتها، وأتبعته بعدوان شارون في فلسطين، ثم عدوان احتلال العراق، فحرب العدوان الإسرائيلية الأميركية على لبنان يوليو/تموز 2006 وعلى قطاع غزة من قبل ومن بعد. وذلك إلى جانب ابتزاز الدول العربية بشعار « الإصلاح والديمقراطية » لانتزاع التنازلات منها في مجالي التطبيع مع الدولة العبرية، وطعن المقاومات الفلسطينية واللبنانية والعراقية في الظهر. هذه الإستراتيجية -فرض الوقائع من خلال العضلات العسكرية المباشرة- فشلت فشلا ذريعا، ولم ينته عام 2006 حتى كانت كل من حكومتي بوش وأولمرت تعانيان سكرات الموت المعنوي أو السقوط، لاسيما أولمرت وحكومته بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي ميدانيا أمام المقاومة بقيادة حزب الله في حرب يوليو/تموز 2006 على لبنان. كان يراد من الحروب التي شنت تحت هذه الإستراتيجية، إلى جانب الضغوط الابتزازية حول « الإصلاح والديمقراطية » أن تصفي قوى المقاومة والممانعة في الأمة وتفتت بعض دولها تحقيقا لإستراتيجية شرق أوسط الدويلات الإثنية والطائفية والجهوية. وكانت إيران هدفا في هذا المشروع وحتى تركيا وباكستان كذلك. أما نزع البرنامج النووي الإيراني فقد كان على رأس الأجندة بانتظار إنجاز الحروب على أفغانستان وفلسطين والعراق ولبنان وما سمي بـ »تغيير سلوك سوريا » حصارا وضغطا. ولكن فشل تلك الحروب (العدوانات) لم ينزع البرنامج النووي الإيراني من رأس الأجندة في الإستراتيجية الأميركية الجديدة التي عبرت عنها دعوة بوش إلى المؤتمر الدولي وزيارة روبرت غيتس وكوندوليزا رايس الأخيرة وعروض صفقات الأسلحة وإحياء مسار التسوية. السمات الأولية التي ظهرت من هذه الإستراتيجية التي جاءت إثر فشل إستراتيجية 2001-2006 هي: 1- الإعداد العسكري والسياسي للحرب على إيران إن لم تقبل بنزع برنامجها النووي بالكامل. 2- تأجيج الانقسامات الداخلية في فلسطين ولبنان والعراق والسودان والصومال والانقسامات العربية العربية، والعربية الإيرانية. هذا التأجيج يراد من ورائه الوصول إلى اعتبار أن عدو الدول العربية « المعتدلة » هو إيران ودمشق وحزب الله وحماس والمقاومة العراقية وقوى الممانعة الشعبية العربية. وتكون النتيجة من ثم إسقاط اعتبار أن من يغتصب فلسطين ويهوِّدها هو العدو، بل إنه يصبح الحليف بصورة مباشرة أو غير مباشرة. أما ما يعرض من صفقات أسلحة لدول « الاعتدال العربية » والدولة العبرية فهدفه خليجيا نهب عشرين مليار دولار عاجلا من جهة وتعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية من جهة أخرى، بما يوازي 60 مليار دولار (هبات ومساعدات) تسهم في رفع معنويات الجيش الإسرائيلي بعد هزيمته في حرب لبنان، كما تزيد من تفوقه العسكري على جيوش المنطقة مجتمعة. هذه الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية الجديدة مصيرها الفشل لأسباب عدة: أولها طبيعة هذه الإستراتيجية وأهدافها، حيث تتراوح بين الخداع فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، وإلحاق أشد الأضرار بالأطراف الفلسطينية واللبنانية والعراقية والعربية التي تقبل بها لأنها تدفع البلاد العربية عموما إلى الحرائق الداخلية والانقسامات المدمرة التي ترتد على القابلين بها قبل غيرهم. هذا بالإضافة إلى أن حكومتي بوش وأولمرت في أضعف حالاتهما، فهما في وضع المحتاج إلى من يجيره وليس الذي يمكنه أن ينصر سواه. أما السبب الثاني فهو أن المنازلة التي تدفع إليها الإستراتيجية الأميركية تتم في ظروف خرجت فيها المقاومات والممانعات الفلسطينية واللبنانية والعراقية أقوى في ميزان القوى مما كانت عليه من قبل إضافة إلى سوريا وإيران. ثم أضف سببا ثالثا وهو الخلل الذي أخذ يضرب الهيمنة الأميركية عالميا، وأبرزه ما راحت روسيا تعبر عنه سياسيا والصين والهند والبرازيل اقتصاديا. وبالمناسبة حتى الممانعة في السودان والصومال أصبحت في ظروف أفضل اليوم مما كانت عليه بالأمس، الأمر الذي يعني أن مسار تأجيج الانقسامات الداخلية والعربية العربية والعربية الإيرانية لن يحقق ما ترجوه أميركا والدولة العبرية. يساهم في ذلك أن إمكانات تلافي التدهور في المواجهات الداخلية وفقا للإستراتيجية الأميركية الجديدة يشكل احتمالا قويا إن لم يكن الأقوى بسبب إدراك القوى المحلية والعربية المدعوة إلى التورط في الصراعات الحامية الجانبية بأن مصلحتها العليا هي عدم الانجرار إلى هذا المسار، فضلا عن التجربة المريرة السابقة في الرهان على الحصان الخاسر في حرب يوليو/تموز على لبنان أو في احتلال العراق. هذه المعادلة العامة تنطبق على الحالات الخاصة فلسطينيا ولبنانيا وعراقيا، ويجب أن نضيف صوماليا وسودانيا وكذلك عربيا، بما فيه حالة شن حرب عدوان أميركية إسرائيلية على إيران. صحيح أن لكل حالة خصوصياتها وتعقيداتها، ولكنها جميعا مزنرة بسمات المعادلة العامة المذكورة بشكل أو بآخر، فلكم أثبت التاريخ أنه ما من خصوصية حالة من تلك الحالات إلا وهي متأثرة، لا محالة بالمعادلة العامة، لأنه ما من حالة تتصارع قواها المحلية كأنها في جزيرة منعزلة، أو يتحكم فيها القانون الذي يتحكم في ملاكمين على حلبة محصورة، فهي دائما جزء من كل ومعادلتها الداخلية تتأثر وتؤثر في ما حولها إقليميا وعالميا. ولهذا فإن الحكمة وبعد النظر يقضيان باستبعاد التدخلات الأميركية في الصراعات الداخلية، أو في الإطارين العربي أو الإسلامي. ثم إنه ما ينبغي لأحد أن يتغافل عن الحقيقة التي سطعت، خصوصا خلال السنوات الست الماضية، وهي أن السياسات الأميركية مسمومة وفاشلة، وتكفي نظرة سريعة إلى ما حل بالعراق وما أكده وضع الاحتلال للتأكد من هذه الحقيقة. وقد وصل الأمر بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى أن حددت للسياسة الأميركية « الفوضى الخلاقة » والفوضى في التعريف: « لا سيطرة لأحد عليها »، ومن ثم إذا ضربت أطنابها كان الخراب والدمار وعشرات أو مئات الآلاف من الضحايا وكانت الحروب الأهلية وسقوط الأنظمة. ثم هيهات هيهات الخروج منها. من هنا فإن الحكمة وبعد النظر يقضيان بعودة الأطراف المعنية فلسطينيا ولبنانيا وعراقيا وعربيا إلى الحوار والتفاهم، لأن نار الانقسامات إذا اشتعلت واستفحلت فلن ينجو منها أحد أبدا. وعندئذ يكون الندم ولات ساعة مندم. (*) كاتب فلسطيني  (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 9 أوت 2007)

 

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.