الخميس، 6 يناير 2011

 

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3880 du 0

6

.01.2011  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:أم العرائس: اعتصامات ونصب خيام على السكة الحديدية:إعــلام

كلمة:تصاعد عدد محاولات الإنتحار في تونس

كلمةمواطنان يعتصمان بمقر معتمديّة السواسي

قدس برس:

 تونس: المحامون يضربون في كامل البلاد بسبب اعتداءات ضد زملائهم

الهدهد الدولية:تونس تهين محامييها…. المحامون التونسيون يدافعون عن كرامة المهنة بالإضراب

خميس بن بريك:تشويش على إضراب محامي تونس

فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان:مســــــــــــــــــــــــــــــــــــــاندة

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع  المنستير بيان  تضامني مع إضراب المحامين و التحركات الطلابية

كلمة:تواصل التحركات الاحتجاجية التلمذية

رياض الحوار:أحداث كلية الأداب بسوسة

كلمة:اعتقال مغني الراب صاحب أغنية رئيس لبلاد ومدوّن

تونسيون مقيمين في ليبيا يهددون بحرق انفسهم بشكل جماعي

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الحزب الديمقراطي التقدمي:بــــيـــــــان

كلمة:اتحاد الشغل يتضامن مع المحتجين ويدعو إلى الإصلاح السياسي

اللجنة الجهوية لمساندة أهالي سيدي بوزيد ببنزرت:نموذجي بنزرت يساند أهالي سيدي بوزيد و تالة

رسائل د. منصف المرزوقي الى الشعب التونسي: ما هي أهداف المقاومة المدنية؟

جمعية التـــــواصل/هـــــولندا:دعـــــــــــــــــوة

فرنس 24:التوتر ينتقل من الشارع إلى ساحة الأنترنت و »فيس بوك »

فرنس 24:استمرار التوتر في تونس يجبر النظام على استخلاص الدروس

سمير النفزي:الشعب المسلح في مواجهة النظام الاعزل

نجمة سعيد:سخط الشارع التونسي على دولة البوليس

حمادي الغربي:الانتفاضة  مشتعلة ميدانيا و دبلوماسيا (3

) محمد نجيب وهيبي :حول احداث سيدي بوزيد

صلاح الدين الجورشي:كلمات خفيفة لوزير الاتصال الجديد

عبد اللطيف الفراتي: أمس.. اليوم.. وغدا

الحبيب بوعجيلة:محمد المحروق بين خيبتين ..أو في رثاء الجمرة

البديل عاجل:سيدي بوزيد: عزلة النص عن قرائه

عفاف بالناصر:ناموا أيّها السجناء، فالعرس قد ابتدأ من رنين أصفادكم

أبوجعفرالعويني:الزين والشين

راكان المجالي:اعصار الطبيعة الهادئة للتونسيين

مـحـمد الطاهر القـنـطاسي:شباب يقتل نفسه ولا منقذ ولا منبه أين مفتي الديار التونسية وخطباء تونس أين الحركة الإسلامية التونسية

الشروق:الجزائر:شباب غاضب يجتاح الأحياء والمدن احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الأساسية

السيد عبد الباسط بدوي السنوسي سفير جمهورية السودان بتونس لـ « مواطنون »:انفصال مع سلم أفضل من وحدة مع حرب… 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm  


 

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي

6 جانفي 2011

أم العرائس: اعتصامات ونصب خيام على السكة الحديدية

إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام


 

أفادنا مواطنون من أم العرائس إن المدينة شهدت اليوم حركة احتجاجية أخذت شكل اعتصامات ونصب خيام على السكة الحديدية وعلى الطريق المؤدي لمصادر إنتاج فسفاط قفصة ، وذلك احتجاجا على البطالة المرتفعة  وغياب التنمية ، كما اندلعت مواجهات بين المعتصمين ( أصحاب شهائد، معطلون ، نشطاء..) وبين قوات الأمن . و علمنا كذلك  أن تعزيزات أمنية من مدن مجاورة هي في طريقها إلى المدينة مساء اليوم.

 

إلى ذلك يتواصل اعتصام النقابيين المسرحين لليوم الرابع بالاتحاد المحلي بالرديف ، مطالبين بحقهم في العودة إلى سالف عملهم وإطلاق سراح كل مساجين الحركة الاحتجاجية والحق في التنمية الجهوية.

 

اللجنة الوطنية تعبر عن تضامنها مع أهالي أم العرائس ومع المعتصمين بالرديف وتقدّر كل النقابيين والحقوقيين والنشطاء الذين ساندوهم وتجدد مطالبتها للسلطة بالكف عن التعامل الأمني والقضائي  مع الحركات الاحتجاجية بالمنطقة وحل كل قضايا التنمية والبطالة بالحوار وبالطرق السلمية.

 

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي                                                                                


 

تصاعد عدد محاولات الإنتحار في تونس


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 05. جانفي 2011 اقدم الشاب مصباح الجوهري، عاطل عن العمل وعمره ثلاثين سنة يوم أمس الإربعاء 5 جانفي على اشعال النار في جسده أمام مقر معتمدية المتلوي احتجاجا على وضعيته الاجتماعية، وقد علمنا من مصادر طبية بالمستشفى الجهوي بقفصة أن حروقه تترواج بين الدرجة الثانية و الثالثة وقد تم نقله إلى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس.
وذكر شهود عيان أن شابا يدعى زكرياء بن ماضي في الثلاثينات من العمر أقدم على حرق نفسه يوم الثلاثاء 4 جانفي بالقرب من محطة الحافلات بولاية قبلي.

وكان الشاب يقيم بفرنسا قبل ان يستقر في تونس، مما جعله يعيش ظروفا نفسية صعبة إضافة إلى عامل البطالة.
وأفادت مصادر نقابية أن التلميذ أيوب الحامّي الذي يزاول دراسته بالسنة الأولى ثانوي بمعهد الوفاء بحي الغزالة بأريانة أشعل النار في جسده، وسط المعهد احتجاجا على طرده لمدة خمسة عشر يوما، ووصفت حالته بالخطيرة رغم سرعة تدخل الحماية المدنية.
وعلمنا أن المرأة بسمة البوعزيزي تسلقت رفقة أربعة من أبناءها عمود الكهرباء المقابل لمعتمدية سيدي بوزيد وهددت بالإنتحار مع أبنائها، في حالة لم تستجب السلطات الجهوية لمطلبها في تحسين وضعيتها الإجتماعية التي وعدت سابقا بتحسينها.
وقد تجمعت قوات كبيرة من البوليس و عدد من الأهالي لثني المرأة عن تهديدها. وكنا في نشرة يوم أمس أذعنا خبرانتحار الكهل محمّد سليمان شنقا في مدينة الشابة، بسبب مرضه وانقطاعه عن العمل وعجزه عن توفير ثمن الدواء إضافة إلى بطالة أبنائه، وإثر انتشار نبأ الانتحار اتصل معتمد المدينة صحبة عدد من التجمعيّين بأفراد عائلته وقدّموا لهم اعانة ماليّة قدرها (300دينارا) ووعدوا بتشغيل أحد أبنائه تفاديا لاندلاع احتجاجات.
ودفن محمّد سليمان عشيّة يوم أمس الاربعاء 5 جانفي 2011 تحت مراقبة أمنيّة وبحضور عدد من التجمعيّين ولم يتم الاعلان عن وفاته من قبل بلديّة المدينة باستعمال الدّعاية الصّوتيّة كما جرت العادة في مدينة الشابة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 جانفي 2011)

 


مواطنان يعتصمان بمقر معتمديّة السواسي


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 05. جانفي 2011 حاصر عدد كبير من أعوان البوليس بالزي المدني مقر معتمديّة السواسي حيث يعتصم المواطن عبد اللطيف عمارة وزوجته تفاحة زروق يوم الاربعاء 5جانفي، وحاول معتمد السواسي عبد الكريم بالازرق اقناع عبد اللطيف بوقف الاعتصام واعدا إياه باستدعائه في موعد قريب لتسوية مطلبه ولكنّه رفض الخروج من مقر المعتمديّة، وحوالي الساعة الرابعة مساءا انعقدت جلسة جمعت المتظلّمان بمعتمد المدينة ورئيس البلديّة والمسؤول القانوني بالوحدة الصناعيّة ووعدا عبد اللطيف تمكينه من منزل آخر بعيد عن المصنع بمقتضى عقد كراء لمدّة سنة يتكفّل صاحب المصنع بخلاصه، ولم يمكّن عبد اللّطيف من أيّ وثيقة في الاتفاق رغم مطالبته، وطلب منه الخروج أمام المعتمديّة وأغلق الموظّفون الأبواب وتركوه خارجا.
وعلمنا في اتّصال هاتفيّ مع عبد اللطيف عمارة أنّه عازم على الرّجوع اليوم والاعتصام ثانية إلى حين حصوله على تسوية فعليّة وموثّقة.
ويأتي احتجاج المواطن المذكور كما ذكرنا في نشرة سابقة، إثر تظلّمه من وحدة صناعيّة تركّزت قرب منزله الّذي يقطن به منذ 32 سنة، وهي وحدة مخلّة بالمواصفات الفنيّة المعمول بها عالميّـا وذات مستوى قياسي في تلويث البيئة واحداث الضّجيج. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 جانفي 2011)

 تونس: المحامون يضربون في كامل البلاد بسبب اعتداءات ضد زملائهم


تونس – خدمة قدس برس نفّذ المحامون التونسيون اليوم الخميس (6/1) إضرابا احتجاجيا عن العمل في كافة محاكم البلاد بقرار من نقابتهم ردّا على اعتداءات أمنية ضدّ المحامين الأسبوع الماضي.

وذكرت سعيدة العكرمي عضوة الهيئة الوطنية للمحامين في تصريح لوكالة « قدس برس » إنّ الإضراب سجّل نجاحا بنسبة 95 بالمائة تقريبا. وأضافت العكرمي قولها « إنّ المحامين نفّذوا قرار الهيئة بانضباط لافت وفي كنف الهدوء ».

وكانت المحاكم التونسية قد شهدت يوم الثلاثاء 28 (ديسمبر) كانون الأوّل حضورا أمنيا كبيرا  وتعرّض محامون للضرب والاحتجاز لمنعهم من حمل الشارة الحمراء وتنفيذ وقفة تضامنية مع أهالي محافظة سيدي بوزيد في تحركاتهم الاحتجاجية.

وكان بيان الهيئة الوطنية للمحامين قد دعا إلى أن يكون الإضراب بعدم دخول قاعات الجلسات وعدم مغادرة مقرات المحاكم وعدم ترديد الهتافات على أن يتم اختتام التحرك على الساعة الواحدة ظهرا.

وفي محكمة الكاف غرب العاصمة قال المحامي طارق العبيدي في تصريح لوكالة « قدس برس » إنّ جميع المحامين هناك شاركوا اليوم في الإضراب وأنّهم اختتموا تحركهم بتلاوة الفاتحة على روح الشاب محمد البوعزيزي مفجر الاحتجاجات الاجتماعية في البلاد، والذي دفن يوم أمس الأربعاء (5/1) بسيدي بوزيد بعد أزيد من أسبوعين من إقامته بالمستشفى إثر إقدامه على إضرام النار في جسده احتجاجا على منعه من العمل.  

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 6 جانفي 2010)


تونس تهين محامييها…. المحامون التونسيون يدافعون عن كرامة المهنة بالإضراب


تونس – صوفية الهمامي – لو علم لويس الثاني عشر أن عجلة الزمن ستدور ويهان المحامي ويقطع ثوبه الرمز فوق جسده لما قال « لو لم أكن ملكا لفرنسا لوددت أن أكون محاميا »، لكنه لو شهد اليوم الوقفة التضامنية للمحامين التونسيين بقصر العدالة بشارع باب البنات بالعاصمة تونس لكرر جملته وهو في قبره تحية لكل من يثأر للكرامة.

فبالرغم من القرار الإداري الصادر عن وزارة العدل وحقوق الإنسان، القاضي بضرورة فصل الملفات والقضايا المنشورة لهدا اليوم الخميس 6 يناير 2011 دون تأجيلها وتمكين المحامين من تقديم مؤيدات في جلسة قادمة، فان بهو قصر العدالة ضم أكبر تجمع « تضامني » في تاريخ المحاماة التونسية . 

 وفي لقاء صحيفة « الهدهد » الدولية مع الأستاذ شكري بلعيد الذي تم توقيفه يوم 28 ديسمبر الماضي إثر مشاركته في التحرك الاحتجاجي الأول لمساندة سيدي بوزيد أفادنا بقوله : « إلى جانب قرار وزارة العدل فقد اجتمع الحزب الحاكم ودعا المحامين المنخرطين في صفوفه إلى إفساد الإضراب، لكن مع دلك فأغلب المنخرطين شاركونا اليوم إضرابنا العام لأجل الدفاع عن هيبة المحاماة وكرامة المحامي، أما الدين جلسوا اليوم فعدة أنفار من المنخرطين في الحزب الحاكم طبعا ». ويضيف الأستاذ بلعيد : « ما حدث في تونس من اهانة للمحامين لم يسبق له مثيل إلا في الباكستان وقد أدى دلك إلى الإطاحة بالنظام، نحن اليوم لدينا رسالة قوية للسلطة نريد أن نوجهها لها، مفادها أن المحاماة متضامنة، تدافع عن كرامتها وتدافع عن دورها وهي ركن ركين في الدفاع عن الحريات والدفاع عن المظلومين.

لدينا رسالة قوية أيضا للمجتمع، وهي تأكيدنا أن المحاماة جزء لا يتجزأ من هدا الشعب ومعنية بكل قضاياه، ولايمكن أن تقف على الحياد.

رسالتنا الثالثة نوجهها للرأي العام العالمي، ومفادها أن المحاماة التونسية جزء أصيل من شعب تونس، كانت ولازالت منحازة لقيم الحرية والعدل واحترام حقوق الإنسان ».

أما الأستاذ مختار الطريفي فيقول حول « إضراب الخميس » : « ليعلم الجميع أن لا أحد يستطيع أن يعتدي على المحاماة، لان هده المهنة في مقدمة القطاعات التي تدافع الكرامة الإنسانية والحريات لغيرها لن تقبل أن يتم الاعتداء عليها مباشرة، وهي ترد الفعل بكل حزم وتدافع عن كرامة المحامي لان كرامة المحامي من كرامة الشعب الذي يدافع عنه ».

ويمضي الأستاذ مختار الطريفي في حديثه معنا : »مهنة المحاماة التي تدافع عن الإنسان المظلوم تم الاعتداء عليها عندما كانت تدافع عن ضحايا سيدي بوزيد وعن حق المواطنين جميعا في تنمية عادلة ومتوازنة، وبشكل خاص حق الشباب الجامعي في العمل، فالجميع يعلم أن المواطن التونسي يضحي بالغالي والنفيس لأجل تعليم أبناءه، ويتمنى عند نجاحهم في دراستهم أن ينخرطوا في الحياة المهنية لان الدراسة مازالت إلى حد الآن السلم الوحيد الذي يرتقي فيه المواطن البسيط داخل المجتمع ».

هدا وقد جاء إضراب اليوم، اثر جلسة طارئة لمجلس الهيئة الوطنية للمحامين يوم 3 يناير استعرضت ما جد بمختلف المحاكم بمناسبة الوقفة الاحتجاجية التضامنية للمحامين مع أهالي سيدي بوزيد من محاصرة أمنية كثيفة واعتداءات على المحامين.

وفي البيان الصادر عن الجلسة نددت الهيئة بشدة جميع الاعتداءات التي تعرض لها المحامون في مختلف أنحاء البلاد والتي طالت حرمة الأشخاص والمقرات وهياكل المهنة معتبرة دلك تصعيدا غير مبرر تجاه ممارسة حق نقابي مشروع في الاحتجاج السلمي والمدني.

وقد كانت دعوة الهيئة إلى المحامين إلى إضراب الخميس مشروطا بالتالي : ـ الحضور ببهو المحاكم مع ارتداء الزي الرسمي.

ـ عدم دخول قاعات الجلسات. ـ عدم مغادرة المحاكم . ـ عدم ترديد الهتافات.

وبالتزام المحامين بهده الشروط أنهى العميد الأستاذ عبد الرزاق كيلاني الإضراب في الساعة الواحدة ظهرا بكلمة حيا فيها زملائه في كل تراب الجمهورية على إنجاح هدا الإضراب وأكد على دور المحامي في الدفاع على الحق والعدل، وقبل الانسحاب اختتم المحامون تجمعهم الاحتجاجي بالنشيد الوطني …

ملاحظة : يتواجد في الجمهورية التونسية حوالي 8 آلاف محام  

(المصدر صحيفة الهدهد الدولية بتاريخ 06 جانفي 2011)  


تشويش على إضراب محامي تونس


خميس بن بريك-تونس أضرب المحامون التونسيون الخميس بجميع المحاكم ليوم واحد تنديدا بالاعتداءات التي تعرضوا لها من قبل الشرطة بسبب تضامنهم مع التحركات التي اشتعلت بسيدي بوزيد ومحافظات أخرى بالبلاد.
واجتمع مئات المحامين في بهو المحاكم، وحمل بعضهم شارات حمراء ورفعوا شعارات كتب عليها « الإضراب دفاعا عن مهنة المحاماة » لكنهم لم يتظاهروا في الشوارع، حيث تجمّعت حشود كبيرة من الشرطة.
وبينما اعتبر محامون أنّ الإضراب حقق نسبة نجاح « عالية »، إلا أنّ البعض الآخر اعتبر أنّه كان « فاشلا » بسبب عدم التزام بعض المحامين « المنسوبين للحزب الحاكم » بالإضراب.
ورصدت الجزيرة نت خلال تجولها بقاعات جلسات محكمة تونس العاصمة وجود بعض المحامين تابعوا نشاطهم غير عابئين بالإضراب الذي قرره مجلس الهيئة الوطنية للمحامين الاثنين الماضي.
وقال عميد المحامين السابق بشير الصيد للجزيرة نت إن ما شاهده لم يرتق إلى مستوى الإضراب. وأضاف « للأسف الجلسات داخل محكمة تونس بدت وكأنها تسير بشكلها الطبيعي ». التشويش على الإضراب  وأرجع الصيد ذلك إلى التشويش على الإضراب بقوله إن عميد المحامين الحالي لم يطلب من المحامين الخروج من القاعات، ولم يضع الاحتياطات اللازمة لإلزام المحامين بعدم دخول الجلسات.
لكن عميد المحامين الحالي عبد الرزاق الكيلاني قال للجزيرة نت إن الإضراب كان ناجحا، معتبرا أنّ قيام بعض المحامين بممارسة نشاطهم يندرج في سياق قضاء مصلحة المواطنين العاجلة.
من جهته، قال المحامي عبد الرؤوف العيادي، الذي تعرض لاعتداء من قبل الشرطة، إن المحامين الذين لم يلتزموا بالإضراب منسوبون للحزب الحاكم، حسب قوله.
وأضاف للجزيرة نت قائلا « إنهم يحاولون ضرب وحدة المحامين بالتصدي لكل عمل نضالي. نحن نلقبهم بأصحاب الامتيازات لما تمنحه لهم السلطة من قضايا مؤسسات وشركات عمومية ».
ووافقه في الرأي المحامي نزار صويلحي الذي تعرّض هو الآخر للاعتداء من قبل الشرطة، إذ قال للجزيرة نت « هذا هتك لمهنة المحاماة. هناك بعض الأطراف المنسوبة للحزب الحاكم تلقوا تعليمات من السلطة وتعمدوا كسر هذا الإضراب ولم يتضامنوا مع زملائهم ». الإضراب ناجح من جهة أخرى، اعتبر الكثير من المحامين أنّ الإضراب كان ناجحا بجميع المحاكم التونسية، إذ قال المحامي العياشي الهماي للجزيرة نت « حسب الأخبار التي تأتينا من داخل المحاكم فإنّ الإضراب حقق نجاحا كبيرا ».
وأضاف أن المحامين لم يضربوا بعدم الحضور في الجلسات، ولكنهم أضربوا بالحضور في المحاكم للتعبير عن تضامنهم مع أهالي سيدي بوزيد والاعتداءات التي وقعت ضد المحامين.
وقمعت الشرطة، يوم الجمعة الماضي، تحركا سلميا قام به المحامون من خلال وضع شارات حمراء على بدلاتهم احتجاجا على الأوضاع بسيدي بوزيد والمناطق المشتعلة داخل البلاد، واعتدت الشرطة على الكثيرين منهم مما استوجب نقل بعضهم إلى المستشفيات.
وأضاف العياشي أن هناك أقلية رفضت الإضراب وهم تابعون للسلطة، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن جسد المحاماة موحد وليس هناك صراع داخله. وقال « نحن في صراع مع السلطة التي داست على كرامة المواطن والمحامي ».
من جهته، قال المحامي نجيب الشابي وهو زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض « أعتقد أنّ هيئة المحامين نجحت في تنظيم هذا الإضراب. الأغلبية القصوى للمحامين أضربوا وتحاوروا فيما بينهم في هدوء تام، وهي رسالة واضحة للسلطة بأن المحامين جسم واحد يدافع عن الحقوق الأساسية للمواطن ».
وأضاف أن هناك جزءا قليلا من المحامين لم يتقيدوا بالإضراب لأنهم ينتمون للحزب الحاكم، إذ غلبوا التزامهم السياسي على المهني خلافا لجمهرة المحامين، معتبرا ذلك أمرا شائنا.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 جانفي 2011)


6 جانفي 2011 مســــــــــــــــــــــــــــــــــــــاندة السيد العميد السادة أعضاء الهيئة الوطنية للمحامين  


نودّ أن نعبّر لكم عن تقديرنا لوقفة المحامين الباسلة خلال الفترة الأخيرة وتضامننا الكامل معكم في إضرابكم الاحتجاجي اليوم. وإذ نشجب كل اعتداء يمسّ قطاعكم  فإننا نعتبر ما تعرّض له عديد المحامين   في العاصمة والجهات في الأيام الماضية تجاوزا للقانون ومسّا من كرامة المحامي واعتداء على هيبة القضاء. مساندتنا التامة لكم وتقبلوا فائق تقديرنا.  

عن هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان الرئيس مسعود الرمضاني


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع  المنستير  بيان  تضامني مع إضراب المحامين و التحركات الطلابية


تعيش تونس على وقع حركة احتجاجية تكاد تكون تكون شاملة لكل الجهات ولكل شرائح المجتمع بما في ذلك سلك المحامين الذي شن إضرابا دفاعا عن كرامة المحامي وحريته واستقلاليته وكذلك الاتحاد العام لطلبة تونس الذي كان دوما مع قضايا المجتمع.

 ومتابعة لهذه التحركات  حضر  فرع الرابطة بالمنستير إلى المحكمة لإبلاغ مساندته لقطاع المحامين الذين كانوا دوما صوت الحق والحرية إلى جانب ضحايا الظلم.

وبالرغم من أن الفرع  منع من الاتصال  بالمحامين فقد تمكن من إبلاغ رسالته إلى الأساتذة في كل من المنستير وسوسة. وعلى المستوى الطلابي فقد علمنا أن طلبة المهدية الذين وقعت محاكمتهم لدى المحكمة  الابتدائية بالمهدية إثر أحداث طلابية  بسيطة،  قد أحيلوا مرة أخرى على محكمة الاستئناف بالمنستير التي أجلت بدورها الجلسة إلى يوم 21 من هذا الشهر . وهكذا يتحول القضاء  إلى سيف مسلط على رقاب الطلبة  وهاجس للخوف يمنعهم  من الإحساس بالاستقرار  والاطمئنان على مستقبلهم.

وفي مدينة سوسة سجلت الساحة الجامعية تحركا طلابيا محدودا ومع ذلك قمع بكل عنف وقد أفضى إلى إيقاف  العديد من الطلاب  منهم الطالب وائل نوار الذي أعلمتنا عائلته أنه وقع تعنيفه وأن مصيره مازال مجهولا، ومن المتوقع أن يكون قد نقل لتونس. ورغم محاولتها الاستفسار عن وضعية ابنها والاطمئنان عليه فإن محاولتها ذهبت عبثا. لكل هذه الاعتبارات فإن فرع الرابطة يسجل ما يلي:

1ـ يعلن تضامنه مع سلك المحامين الذين كانوا دوما نصيرا للتحركات الجماهيرية وقد سجلوا حضورهم في عدة محطات مثل أزمة 26 جانفي 1978 النقابية وانتفاضة الخبز الشعبية سنة 1984 2 ـ يعبر عن تعاطفه مع الطلبة الذين كانوا دوما أمل الشعب وضميره الحي، ويطالب برفع التضييقات عن الاتحاد العام لطلبة تونس حتى يتمكن من النهوض بدوره كمنظمة مستقلة في خدمة الحركة الطلابية 3 ـ يدعو إلى إطلاق سراح الموقوفين في أحداث سوسة  وإلى إيقاف التتبعات العدلية  ضد طلبة المهدية وسوسة حتى يتمكنوا من مواصلة دراستهم في مناخ سليم وآمن.

                                      سالم الحداد  رئيس فرع الرابطة بالمنستير  


تواصل التحركات الاحتجاجية التلمذية


حرر من قبل التحرير في الخميس, 06. جانفي 2011 تواصلت التحرّكات الاحتجاجية لتلاميذ المعاهد التونسية، ففي صفاقس أضرب من جديد تلاميذ معهد الهادي شاكر كما أضرب لليوم الثاني على التوالي تلاميذ معهد 15 نوفمبر ومعهد المنجي سليم إضافة إلى معاهد العامرة وجبنيانة، وقد جدّت في هذه الأخيرة مواجهات بين الأمن والتلاميذ على إثر خروج تلاميذ معهد 18 جانفي وأبو إسحاق الجبنياني إلى االشارع في مسيرة، حيث وقع الاعتداء عليهم من قبل قوات مكافحة الشغب وذكرت مصادرنا أن إصابات عدّة سجّلت بين صفوف التلاميذ.
وفي ولاية القيروان خرجت مسيرات في كل من معتمدية بوحجلة و نصرالله نجح الامن في تفريقهما. وفي مدينة اريانة دخل تلامذة معهد الفارابي بحي الغزالة في اعتصام امام المعهد تضامنا مع زميلهم ايوب الحامي الذي اضرم النار في جسده احتجاجا على طرده من طرف الادارة لمدة خمسة عشر يوما على خلفية وقفة احتجاجية تضامنية مع اهالي سيدي بوزيد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 جانفي 2011)


أحداث كلية الأداب بسوسة


رغم ضغط الإمتحانات أبى طلبة كلية الأداب بسوسة إلا أن ينسجموا مع اللحظة الموضوعية التي تعيشها البلاد و أن تكون لهم كلمة و موقف مما يدور في ربوع الوطن . و باعتبار موجهةالقمع المتزايدة و الغير مبررة التي واجهت بها السلطة الحراك الاجتماعي الجاري في بعض مناطق الجمهورية و دعما لهذا الحراك ذاته تنادى طلبة كلية الأداب بسوسة إلى وقفة احتجاجية في مركز ما يسمى الأمن الجامعي بالكلية فاقتحمت أعداد هامة من الشرطة بالزي المدني و النظامي الكلية و اعتدت بالضرب المبرح على كل الطلبة الموجودين في ساحة الحرم الجامعي مستعملة الهروات و القنابل المسيلة للدموع مما تسبب في حالات إغماء و إصابات متعددة في صفوف الطلبة و الطالبات . و قد تواصلت المواجهات بين الطلبة و البوليس زهاء الساعة و النصف .

و لم تثني الإصابات التي أصيب بها الطلبة من مواصلة احتجاجهم و مساندتهم لمناطق الحراك الاجتماعي و ضحايا القمع المسلط على المحتجين و المساندين فقد نظم الطلبة وقفة احتجاجية بالمبيت الجامعي الغزالي حضرها أكثر من أربعة مائة طالب و طالبة حاولت مجموعة كبيرة من الشرطة بالزي المدني وضع حد لهذه الوقفة فاقتحموا المبيت و اعتدوا على الطلبة بالضرب فرد الطلبة الفعل و دافعوا باستماتة كبيرة على حقهم في التعبير و واجهوا قوات الشرطة هذه بكل قوة و أجبروها على التراجع . و ماهي إلا دقائق حتى اقتحمت عليهم المبيت القوات النظامية مستعملة الهراوات و الغاز المسيلة للدموع و الرصاص المطاطي فتحول المبيت و الحي المحيط به إلى ساحة مواجهات دامية ميزتها الأبرز التعاطف الذي لاقاه الطلبة من المواطنين حيث انخرط عددغير قليل من متساكني الحي المجاور للمبيت في المواجهات مساندة للطلبة . هذا وقد عمدت قوات الشرطة إلى اقتحام عدد من المحال التجارية المجاورة بحثا عن الطلبة و نذكر أن الشرطة اقتحمت قاعات حلاقة نسائية و اعتدت بالضرب على الطلبات الموجودات داخل هذه القاعات . و قد أسفرت هذه المواجهات عن كسر الساق اليمنى للطالب وائل نوار و أصيب كل من الطالب رضا سليماني و شاكر السياري و الطالبة سناء المحيدلي و كريمة بوستة اصابات متفاوتة .

و قد علمت اللجنة الجهوية لمساندة طلبة سوسة و المهدية و هي مجتمعة بمقر جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي بهذه الأحداث فتحول بعض أعضائها إلى المبيت الجامعي الغزالي للإطمئنان على الطلبة فوجدوا أن الهدوء  قد عم المبيت و علموا أن عددا هاما من الطلبة تحول إلى المستشفى الجامعي سهلول لتلقي العلاج فتحول الوفد إلى المستشفى أين وجدوا عشرات من الشرطة بالزي المدني تقتفي آثار الطلبة هنالك و قد انتشر هؤولاء الأعوان في كل أرجاء القسم الاستعجالي مما أعطى انطباعا للطلبة و وفد المجتمع المدني أنهم قد يعتقلوا من أصيب من الطلبة .

 

و في قسم الاستعجالي أكد لنا الطلبة المصابون أن الشرطة تعمدت ضرب المحتجين و خاصة العناصر المعروفة منهم على الساقين و كأنهم يطبقون أوامر دقيقة في ذلك و أكدوا أن ضرب الطلبة على هذا الجزء من الجزم ليس عفويا بالمرة و المراد منه جبر الطلبة من خلال الكسور على عدم التنفل لا للكليات و لا للمبيتات . و قد تواصل وجود الطلبة بالمستشفى حتى الساعة التاسعة و النصف ليلا و الذي غادروه تحت مراقبة و بمرافقة البعض من أعضاء اللجنة .  

رياض الحوار  سوسة   


اعتقال مغني الراب صاحب أغنية رئيس لبلاد ومدوّن


حرر من قبل redaction في الخميس, 06. جانفي 2011 علمت كلمة من مصادر موثوقة أن مغني الراب حمادة بن عون  المعروف بإسم الجنرال  قد إقتيد صباح اليوم الخميس 6 جانفي  من قبل عناصر الإرشاد السياسي من منزله بصفاقس إلي وجهة مجهولة.

وقالت مصادر مقربة أنه قد وقع خلع مقر عمل أحد أفراد عائلته والإطلاع علي محتوي الحاسوب الموجود علي عين المكان.

وقالت مصادر مقربة أنه قد وقع خلع مقر عمل أحد أفراد عائلته والإطلاع علي محتوي الحاسوب الموجود علي عين المكان.

وقد علمت كلمة أن « بن عون » كان طوال الفترة الأخيرة  محل مراقبة أمنية خصوصا بعد إصداره لأغان متضامنة مع سيدي بوزيد ومنتقدة للتعاطي الأمني مع الأحداث.

والشاب  حمادة بن عون هو مغني راب ذاع صيته بعد أغنيته التي توجه فيها  برسالة لرئيس البلاد عبر  فيها عن استيائه من إستفحال البطالة والرشوة والمحسوبية، وطالبه فيها بالبحث عن حلول وكانت قناة الجزيرة الفضائية وجهات إعلامية أخري مستقلة  قد سلطت في وقت سابق الأضواء علي هذه الأغنية المعروفة ب « رئيس لبلاد ».

من جهة أخرى، أكّدت مصادر مطّلعة لراديو كلمة أن المدوّن المعروف حمّادي كالوتشا قد وقع ايقافه صبيحة اليوم كذلك بالعاصمة تونس، حيث وقع اقتياده من منزله إلى وجهة مجهولة من قبل عناصر أمن بالزي المدني.

 

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 جانفي 2011)


تونسيون مقيمين في ليبيا يهددون بحرق انفسهم بشكل جماعي


هدد اليوم تونسيون مقيمون في ليبيا  و يبلغ عددهم 14لم يحصلوا على جوازات سفرهم بحرق انفسهم بشكل جماعي امام القنصاية التونسية  في منطقة النوفليين في ضواحي طرابلس ان لم يتسلموا جوازاتهم خلال هذا الشهر يذكر ان ما يفوق ال3000 تونسي موجودون في ليبيا من غير جواز سفر او ان القنصلية تمنع عنهم جوازاتهم و سنوافيكم باكثر تفاصيل بعد لقاء احدهم.

 

تونسيون مقيمون في ليبيا

 


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 28 محرم 1432 الموافق ل 06 جانفي 2011

أخبار الحريات في تونس


1) تواصل حركة الاحتجاج والتضامن واستمرار المواجهات بين التلامذة وقوات الشرطة: تتواصل الحركة الاحتجاجية التي اندلعت منذ 17 ديسمبر 2011 لتشمل عددا متزايدا من المدن، ورغم الاستنفار الأمني الكبير لقمع أي تحرك خاصة في الشارع، وفي الوقت الذي يستمر فيه الحصار الأمني المضروب على سيدي بوزيد، وفي الوقت الذي لم يطلق سراح المعتقلين، تتواصل المواجهات في مدينة تالةلليوم الثالث على التوالي وقد تم استهداف مقرات السلطة والحزب الحاكم. كما شهدت مدينة صفاقس نهار اليوم مواجهات بين تلامذة المعاهد وقوات الشرطة بحي الحبيب، أما بحي الرياض بمدينة سوسة فقد سجلنا حصول مواجهات بين الطلبة وقوات الشرطة التي حاصرت الكلية واعتقلت عددا من الطلبة. كما شهدت مدينة سليانة مساء اليوم مواجهات بين المواطنين وقوات الشرطة التي استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وفي مدينة القصرين انتظمت مسيرة شعبية حاشدة رفعت خلالها الشعارات، أما في مدينة تاجروين فقد وقعت مواجهات بين تلامذة المعاهد وقوات الشرطة، بينما شملت مدينة الرقاب بسيدي بوزيد تعطيل الدروس كامل اليوم. 2)إضراب عام للمحامين: استجابة لقرار الهيئة الوطنية للمحامين بتونس شن المحامون اليوم الخميس 06 جانفي 2011 في مختلف محاكم البلاد دفاعا عن كرامة المحامي واحتجاجا على الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها المحامون وخاصة يوم الجمعة 31 ديسمبر 2010. وقد أعلن عميد المحامين الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني عن نجاح الإضراب بنسبة عالية. 3) مضايقة الطالب حامد الفقيه وحجز ذاكرة هاتفه الجوال: قام أعوان البوليس السياسي المحاصرين لكلية الآداب 9 أفريل بتونس العاصمة اليوم الخميس 06 جانفي 2011 بمضايقة الطالب حامد الفقيه، ابن الناشط الحقوقي والنقابي الأستاذ حاتم الفقيه عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف، وحجزوا عنه ذاكرة هاتفه الجوال دون تمكينه من استرجاعها. 4) اعتقال فنان الراب حمادة بن عون المعروف باسم  »الجنرال »: علمت المنظمة أنه تم اليوم الخميس 06 جانفي 2011 اعتقال فنان  »الراب » حمادة بن عون بمدينة صفاقس على خلفية بعض الأغاني التي عبر فيها عن تضامنه مع أهالي سيدي بوزيد. وحرية وإنصاف تطالب بإطلاق سراحه فورا واحترام حقه في حرية التعبير.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


الحزب الديمقراطي التقدمي
بــــيـــــــان


دخل منذ الثالث من جانفي الجاري ستة من  مساجين الحوض المنجمي المسرحين في اعتصام مفتوح بدار الاتحاد المحلي بالرديف للمطالبة بحقهم في العودة إلى سالف عملهم وبإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة وبإيقاف التتبع ضد عدد من الشباب والمناضلين وبتنفيذ الوعود التي قطعت من أجل النهوض بالجهة .

والحزب الديمقراطي التقدمي الذي كان دائما إلى جانب المطالب المشروعة لأبناء الجهة والذي تحرك عبر كل الأشكال السياسية والإعلامية المتاحة وطنيا وجهويا لدعم السجناء والمطالبة بإطلاق سراحهم ثم لتمكينهم من جميع حقوقهم فإنه – يعبر مجددا عن كامل تضامنه مع المعتصمين وهم كل من عدنان الحاجي وحفناوي بن عثمان وعبيد الخليفي والطيب بن عثمان وطارق حلايمي وعادل الجيار ومع حركتهم النضالية العالية ويكبر فيهم صمودهم ومثابرتهم على الحق رغم كل الضغوط ترهيبا وترغيبا.

– يعلن تعبئة كافة هياكله من أجل تفعيل كل أشكال الدعم والمناصرة لهذه القضية العادلة وللمعتصمين وللمناضلة غزالة محمدي المعتصمة من جهتها من أجل حقها في الشغل وإطلاق حملة سياسية وإعلامية لا تتوقف إلا بتحقيق مطالبهم. – يحمل الحكومة كامل المسؤولية في الأوضاع التي آلت إليها البلاد ويدعوها إلى مراجعة سياساتها الأمنية والإقرار بأن أسلوب التشفي وإقحام القضاء في القضايا السياسية هو أسلوب عقيم لا يزيد الأزمة إلا تفاقما ومناضلي الحرية إلا إصرارا على النهج النضالي الذي اختاروه. تونس في 6 جانفي 2011 الأمينة العامة مية الجريبي  


اتحاد الشغل يتضامن مع المحتجين ويدعو إلى الإصلاح السياسي


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 05. جانفي 2011 عقد الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الأربعاء 5 جانفي اجتماع الهيئة الادارية برئاسة الأمين العام للاتحاد عبد السلام جراد. وأكد المكتب التنفيذي على ما جاء في البيانات النقابية الصادرة عنه وعن بقية المكاتب المحلية والجهوية والقطاعية. وعبر عن تضامنه الكامل مع أهالي سيدي بوزيد وبقية الجهات. وطالب بضرورة تمكين ممثلي الاتحاد من عضوية قارة في مجالس التشغيل الجهوية واللجان المحلية للتشغيل وبصندوق البطالة.
وسجل المكتب استياءه من محاصرة دور الاتحاد الجهوية والمحلية ومن العنف الذي مورس ضد النقابيين وبقية من من تم الاعتداء عليهم.
ودعا في بيان حصلت كلمة على نسخة منه إلى إطلاق سراح بقية الموقوفين وإيقاف التتبع ورفع الحصار الأمني عن أهالي ضحايا الاحتجاجات في مختلف الجهات وتتبع من تثبت إدانتهم.
 كما عبر عن تمسكه بمساندته للمحامين ولكل مؤسسات المجتمع المدني، مسجلا في الوقت ذاته باستياء غياب الإعلام الوطني عن الأحداث الأخيرة وتعمده عدم التغطية الجادة وداعيا إلى مراجعة جذرية لواقع الإعلام وإلى اعتماد الجرأة والشفافية والوضوح في الكشف عن بعض مظاهر سوء التصرف وعن الممارسات التي تتضارب مع قيم العدل والحرية والمساواة كما دعا المكتب الى إصلاحات سياسية قوامها تعميق الديمقراطية ودعم الحريات وتفعيل دور الرابطة وتمكينها من عقد مؤتمرها.
وعبر المكتب في اخر بيانه على أن التفاوض حق مشروع دوليا ومحليا وأن الاضراب يعد جوهر الحقوق والحريات النقابية ودعا سلطة الإشراف إلى التفاوض الجادّ والبنّاء مع النقابات وكافة القطاعات مجددا المطالبة بارجاع المطرودين من مساجين الحوض المنجمي وطي صفحة الماضي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 جانفي 2011)


بنزرت نموذجي بنزرت يساند أهالي سيدي بوزيد و تالة  

أنجز تلاميذ المعهد النموذجي ببنزرت وقفة احتجاجية بربع ساعة اليوم الخميس 06 جانفي 2011 من العاشرة صباحا الى العاشرة و الربع بساحة المعهد لمساندة الحركة الاحتجاجية في سيدي بوزيد و تالة و احتجاجا على قمع المتظاهرين و ضرب حق التعبير و التظاهر السلمي.. أصر المحتجون على انجاز الوقفة الاحتجاجية رغم تدخل إدارة المعهد لتفريق المتجمعين.. تحية إكبار لمناضلي المعهد النموذجي تسوقها لهم اللجنة الجهوية لمساندة أهالي سيدي بوزيد ببنزرت.   . اللجنة الجهوية لمساندة أهالي سيدي بوزيد ببنزرت المنسّق        

 
 


رسائل د. منصف المرزوقي الى الشعب التونسي:
ما هي أهداف المقاومة المدنية؟


http://www.youtube.com/watch?v=mRcG9me-mY4 السلسلة الثالثة : من أجل توسع المقاومة المدنية الحلقة الخامسة : ما هي أهداف المقاومة المدنية؟ إن هدف المقاومة المدنية الأسمى هو رحيل الدكتاتورية .. وبناء الجمهورية على حساب الجملكية التي نعيش .. وتأسيس الدولة الوطنية على حساب دولة الاجهزة المافيوزية .. تونس اليوم أصبحت بحاجة ملحة لقيام جمهورية حقيقية فيها مؤسسات شرعية وفصل بين السلط .. نحن بحاجة لكي تكون لدينا دولة .. تعمل من أجل المواطن وتحترم الحريات ويسودها القانون … نحن بحاجة أيضا لرئيس دولة أو مجلس رئاسة يعيد لهذه المهمة نبلها وهيبتها ورفعتها الأخلاقية


جمعية التواصل
دعوة  

ندعو الجميع للتظاهر تضامنا مع الاحتجاجات التي عمت كامل البلاد التونسية على الفساد والظلم والحيف الاجتماعي. التاريخ: يوم السبت 8 يناير الجاري الوقت: من الساعة 11:00 إلى الساعة 13:00. المكان: أمام البرلمان الهولندي  بدنهاخ – جمعية التواصل –  


التوتر ينتقل من الشارع إلى ساحة الأنترنت و »فيس بوك »

التوتر الذي يخيم على المدن التونسية يواكبه توتر آخر على صفحات الانترنت التي تحولت لما يشبه ساحات الحرب بين الشباب الداعم للحركات الاحتجاجية والنظام الحاكم. فرانس 24 (نص).

 بدأ الوضع في بعض المدن التونسية يخرج عن سيطرة السلطات في ظل تواصل الحركات الاحتجاجية وانضمام الطلبة إلى التحركات النقابية والشعبية العفوية .ولم تفلح قوات الشرطة في إخماد هذه التحركات شبه اليومية التي بدأت عدواها تنتقل إلى مدن جديدة حتى وصلت إلى مشارف العاصمة التونسية،حيث شهدت أمس مدينة بن عروس مظاهرات أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل كما شهدت مدينة تالة مواجهات عنيفة لليوم الثالث على التوالي رغم التعزيزات الأمنية الضخمة في هذه المدينة وتعليق النشاط الدراسي فيها واستخدام المدارس والمعاهد الثانوية كمراكز لقوات الشرطة والأمن التي دفعت بها وزارة الداخلية التونسية إلى المدينة من مختلف الولايات المجاورة.

التوتر الذي يخيم على المدن التونسية يواكبه توتر آخر على صفحات الانترنت التي تحولت لما يشبه ساحات الحرب بين الشباب الداعم للحركات الاحتجاجية والنظام.

أصبحت الانترنت اليوم العدو الافتراضي الأكبر لنظام زين العابدين بن علي وذلك لصعوبة السيطرة على مئات الصفحات التي ترى النور يوميا. معظمها للكشف عن مجريات الأحداث في تونس في ظل تعتيم إعلامي قاتل وخطاب شبه رسمي في وسائل الإعلام التونسية أضجر المتتبعين.

ولم تفلح محاولات مدير الاتصال الجديد سمير العبيدي في كبح جماح هذه الصفحات التي تستوعب يوميا مئات الآلاف من الرواد الجدد..

وقد تمكن الرقيب الالكتروني المكنى  » بعمار 404  » من حجب صفحات زادت شعبيتها عن » اللزوم » بالنسبة للحكومة التونسية كصفحات » تونس –تونيزي- تونيزيا  » التي تعرضت للقرصنة لعدة أيام أواخر السنة المنصرمة، وتبنت عملية القرصنة مجموعة قالت إنها من شباب الحزب الحاكم : التجمع الدستوري الديمقراطي والتي قامت بقرصنة الصفحة ردا على « الأكاذيب » التي تضمنتها على حد تعبيرهم ووضعوا صورة للرئيس بن على وزوجته ليلى وشحوها بشعارات تمجد الرئيس وانجازاته للوطن.

ويقول أمين وهو طالب تونسي في كلية السوربون بباريس إن محاولات استعمال النظام لصفحات مضادة على الانترنت وفايس بوك فشلت تماما . و محاولات الرقيب زرع فيروسات من خلال روابط في صفحات الفايس بوك للإيقاع بالمشرفين عن الصفحات الناجحة ،وقرصنة صفحات بعض رموز المعارضة ، دليل على فشل النظام في بعث قاعدة الكترونية مناهضة للحركات الاحتجاجات …ولا يمكن وصف الصفحات المساندة للرئيس بن على وزوجته على الفايس بوك إلا بالمثيرة للسخرية والاشمئزاز خاصة أن الجميع في تونس وخارجها أصبح يدرك حقيقة الأمور وتجاهل القناة التلفزيونية الرسمية  » تونس 7  » للإطلاع عما يجري في البلاد…

(المصدر موقع فرنس 24  بتاريخ 06 جانفي 2011)  


استمرار التوتر في تونس يجبر النظام على استخلاص الدروس


خبر وتحليل إعداد عبد الوهاب بدرخان  

قبل يوم من انتهاء الأسبوع الثالث لانتفاضة « العيش الكريم » في تونس، توفي محمد البوعزيزي الشاب الذي احرق نفسه احتجاجا على منعه من تحصيل رزقه بائعا على عربة متنقلة. 

 بعده انطلقت حركة احتجاجات عمّت مختلف المناطق رغم القبضة الحديد التي أشهرتها السلطة في وجهها. ومن الواضح أنها كانت ولا تزال حركة مدنية سلمية تريد إسماع صوتها ومطالبها، لكن السلطة ردت باعتقالات واسعة وباحتلال قوات مكافحة الشغب معظم مدن الوسط والغرب وبحملة ترهيب لمؤسسات المجتمع المدني باعتبارها القنوات الوحيدة المتفهمة لمغزى هذه الانتفاضة في غياب أي تعويل شعبي على الحكومة أو البرلمان أو الإعلام المحلي.

ورغم أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أعلن بعد عشرة أيام على بدء الاحتجاجات انه يتفهم دوافعها ويعتزم تركيز اهتمام حكومته على معالجتها، إلا أن الإجراءات العملية الأولى التي أعلن عنها بقيت في إطار معاقبة مسؤولين مثل محافظ سيدي بوزيد لأنه لم يحسن استباق الأحداث أو مثل وزير الاتصال الذي اخفق في طمس ما حصل وأدى إلى تشويه صورة البلد في الخارج.

صحيح أن هذه أزمة لا حلول سريعة لها، لكن الأصح أن الحكم لم يفهم تماما أن إقدام أربعة شبان على الانتحار العلني يعبر عن منتهى اليأس والنقمة وان هذا الغضب العارم أراد كسر حواجز الخوف والصمت ليكشف حقيقة الأزمة الاقتصادية والمعيشية في تونس من دون أن تكون لدى الحكومة خطط قيد الانجاز لتخفيف معاناة المواطنين.

 لكن الأخطر هو ما لا يرغب الحكم في فهمه والاعتراف به وهو أن لهذه الأزمة بعدا سياسيا لا شك فيه. فللمرة الأولى منذ انقلاب 7 نوفمبر 1987 يخطئ الحكم في حساباته إذ أن اجتماع الضغوط الأمنية مع الضغوط الاقتصادية كان لا بد من يوّلد انفجارا.  

لذلك يفترض التفكير في مبادرات بل تنازلات سياسية لتعزيز الحريات التي يعرفها التونسيون ويفقدونها منذ زمن.   (المصدر موقع فرنس 24  بتاريخ 06 جانفي 2011)


الشعب المسلح في مواجهة النظام الاعزل

ماجد من احداث مؤخرا في تونس أثبت للمرة الالف افلاس النظام التونسي و انتهاء مدة صلاحيته – هذا ان كان صالحا في يوم ما – حتى باتت رائحته المقرفة تزكم كل التونسيين في الداخل و الخارج كما اثبت و بالكاشف ان هذا النظام اعزل من : -الشجاعة حيث انه لا يعترف بفنائه رغم انه جثة هامدة و ليس ادل على جبنه من مواجهة الاحتجاجات المدنية و السلمية بالقمع الهمجي و الوحشي و التفنن في رسم الخطط الامنية التي يظن واهما انها ناجحة.

وهو اعزل من روح المسؤولية حيث انه حاول ان يجعل من الشهيد محمد البوعزيزي شخصا ذو نفسية هشة و يائس و يلقي بالمسؤولية على المغتربين في الخارج و يصفهم بالمحرضين بل و مضى اكثر من ذلك بان مسح كل الاحداث في رقاب الوزراء و الولاة و اسفف في القول الاجوف حينما اتهم قناة الجزيرة بتضخيم الاحداث و التحريض ضد تونس.

كما انه اعزل من الشرف فحينما يقول بانه يراهن على الشباب نقول له ان الشباب الذي تراهنون عليه هو نفس الشباب الذي تطاردونه في حملات التجنيد العشوائية و تطاردونه حينما يلتحي و تطاردونه حينما يسكر و تطاردونه حينما يكون طالبا و تطاردونه حينما يطالب بالشغل و تطاردونه حينما يصرخ من الجوع و الظلم فعن اي شباب تتحدثون و انتم تقمعونه اناء اليل اطراف النهار.

و هو اعزل من الكرامة حينما يجعل المهم في بلدنا هو السائح الاجنبي الذي لا بد ان يجد تونس هادئة برغم الام اصحابها و مطلوب منهم ان يكتموا ضيمهم حتى لا يقلق صراخ الجوع اذنه. 

وهو اعزل من كل اصناف الوطنية حينما يطلق الرصاص الحي على ابنائه و يقتلهم ككلاب الشوارع و يحولهم في بياناته الى مجرد دعاة عنف و خارجين عن القانون

نعم طيلة السنوات التي مرت استتطعتم ان تلجموا الشارع و تكدسوا كل المظاهر و الصور التي تريدونها ان تدوم لكن تلك كانت استراحة قصيرة في عمر هذا الشعب الابي.

شعبنا لم يعد لديه ما يخسره فطيلة السنوات التي مضت كان يدفع اما الان فقد حان وقت الحساب لان الشعب فعلا هو المسلح ب: القهر المسلط على كل مواطن في نظام يحترف وضع الاتاوات من غير علم مسلح بالظلم الذي يعانيه من البوليس و الاعراف المتنفذين مسلح بالغيظ من المواعيد الادارية الكاذبة و الوعود الرئاسية الزائفة مسلح بالتوق للحرية في التجوال دون وثائق يطلبها منه العسس المتناثرون هنا وهناك مسلح بالتخلص من الوشاة و لجان اليقظة المتربصة به مسلح بارادة الحياة بكل عزه و كرامة و شرف مسلح بحبه لوطن يوفر له حياة كريمة هذه هي الاسلحة الاخطر على وجود ذلك البؤس النوفمبري الذي كل في كل ازمة تواجهه لا يبحث لها عن حل بل يبحث عن من يحمله المسؤولية و عدم الانتباه السياسي هذا هو الذي سيعجل في زوال هذا النظام فهل تستطيع في تونس اليوم و تونس العهد الجديد ان تحصي عدد الطلبة المطرودين لنشاطهم السياسي و النقابي و عدد الطلبة المحاكمين و المطاردين هل يمكن ان نحصي عدد الممنوعين من السفر و من جواز السفر هل تركت اوامر اللجان الاستثنائية في وزارة الداخلية شريحة اجتماعية دون هدر كرامتهمفاصدروا تعليمات و اعتدواعلى المعلمين و الاساتذة و التلاميذو الطلبة و المحامين و القضاةو العمال و العاطلين و المشردين و المتسولين فالكل في تونس في مرمى النار و الكل نال عصا البوليس و مرارة الوشاية من حزب الغدر و النهب هل يمكن ان نحصي عدد المغتربين الممنوعين من العودة لوطنهم و الذين في كل مرةينهال عليهم احد كلاب الحراسة بنباحه في الجرائد الصفراء التي تخصص صفحاتها لسب و شتم شخصيات وطنية عرفت بحبها لوطنها و الدفاع عن شعبها كالسيد كمال الجندوبي و السيد محي الدين شربيب و طارق بن هبة و الدكتور منصف المرزوقي و غيرهم كثير هؤلاء خارج الوطن و الذين داخل الوطن لن يتركوا الوطن لعصابات المافيا كي تنهبه هذا الوطن الذي سقاه اجدادنا بدمائهم كي ننعم نحن بخيراته لن نفرط فيه ، ذدا الوطن العظيم الذي مر منه حنبعل و يوغرطة و صلامبو و عظماء التاريخ الانساني لن نسلمه لعصابات اليخوت و المزارع و الاثار.

فيما مضى و منذ 12 سنة احرق مواطن نفسه امام معتمدية ماطر حينما مل التسويف و المماطلة وهو رب عائلة و اتهم وهو ميت بانه مصاب بالصرع و اتهم قبل عامين الشاب الذي تسلق ساعة 7 نوفمبر في قلب العاصمة بانه مصاب باضطرابات نفسية و اليوم محمد البوعزيزي ذو نفسية هشة طيب جاء الوقت الذي عليكم فيه ان تبتدعوا 12 مليون مرض نفسي لكل تونسي فكلهم سيقدم على فعل شيء ما بطريقته.

نحن نبدع ضد العنف مقولة فلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني و في تونس حينما لم يجد المظلمون لديهم سوى اجسادهم كسلاح مقاومة بدؤوا باضرابات عن الطعام طيلة السنوات الفارطة و هاهم اليوم يمرون الى حرق انفسهم في مواجهة الاحتلال النوفمبري.

بقي ان نقول ان المراة في تونس ليست معنية بالتمثيل في مجلس النواب لان اولئك الدواب – الذي لا يمثلون شعبهم الذي يزعمون انه انتخبهم و الدليل انهم لم يحركوا ساكنا فيمن يمثلونه -و ليست معنية بالمجالس اي كان نوعها بل بصفة اولىمعنية بكرامة عائلتها و ابنائها و صيانة شرفهم و عرضهم حينما يكبرون و يشتغلون و يتزوجون و يشتغلون فهي الجائزة الكبرى للمهات الحقيقيات و ان صارت الامهات على درب النضال فهي على خطى السيدة الفاضلة ام زياد و سهام بن سدرين و سناء بن عاشور و غيرهن من الاحرار و ليس في طريق المحترفات المحترفات في العمل اليدوي و وسيطات البغاء في العهد البورقيبي و الائي صارت وزيرات في زماننا هذا.

سمير النفزي حاصل على جواز سفر تونسي بشق الانفس  


سخط الشارع التونسي على دولة البوليس


« يا أيها الجلاد كلاّ وألف كلاّ لن توقف زحفي فساعدي ما كلّ » سجّل الشارع التونسي موقفا متميّزا وشجاعا إزاء سياسات بن علي وخياراته الاقتصادية الفاشلة. منذ إقدام الشاب محمد بوعزيزي في ولاية سيدي بوزيد على إحراق جسده بإضرام النار فيه أمام مقر الولاية إثر انسداد الأبواب في وجهه وعدم تركه يمارس مهنة بيع الغلال على عربة يجول بها المدينة..

وعند اندلاع هذه الانتفاضة التي عمت كافة معتمديات سيدي بوزيد. بادر العديد من النقابيين الشرفاء والمحامين والوجوه السياسية والحقوقية وجملة النقابات التي رفضت الانصياع للمركزية النقابية الخائنة لقضايا شعبها في كل أرجاء تونس الحبيبة إلى الخروج للتظاهر في الشارع مساندة ومؤازرة للآهالي العزل في محنتهم من جهة ومندّدة وفاضحة لنظام بن علي وزمرته، ومعبّرة عن رفضها لكل مخططات النظام التي تستهدف خبز وحرية هذا الشعب. فشهدت العديد من الولايات والمعتمديات والقرى مسيرات شعبية ومظاهرات جماهيرية، عبّرت بوضوح تام عن موقف الشارع التونسي في ( توÙ �س العاصمة/القصرين/ قفصة/ قابس/ مدنين/ فريانة/ الكاف/ سليانة/ صفاقس/ سوسة/ الرديف/ أم العرائس/ القيروان/ نابل/ بنزرت…) الذي شكّل حسب اعتقادنا عامل ضغط جبّار على أركان الحكم الفاسد عن عدم الرضوخ – بصورة كلّية – لسياساته. لا بل هذا الضغط تبلور جليا من خلال حالة الارتباك والاهتزاز والتناقض أحيانا التي شقت الخطاب الرسمي. حيث اختار الأخيار في مجتمعنا المدني الاصطفاف مع قضايا شعبهم في الحرية والعيش الكريم وعمدوا عمليا وميدانيا إلى رصّ الصفوف والتشنيع بسياسة القتل بأعصاب باردة التي انتهجها بن علي كأسلوب استمرار منذ ما يزيد عن 23 سنة، في حين سار المطبّل ون والولائميون من أحزاب الموالاة (حزب الاشتراكيون الديموقراطيون- الوحدة الشعبية- الحزب الاجتماعي التحرري- الاتحاد الوحدوي الديمقراطي- الخضر..) وحتى قيادة المركزية النقابية الممثلة في شخص المستكرش عبد السلام جراد وبعض الوجوه التي تتدّعي الاستقلالية زورا وبهتانا والبرلمان المدجّن. ساروا جميعهم في ركب جلاد الشعب بن علي وأمطروا شعبنا وقناة الجزيرة الفضائية بأبشع النعوت والأوصاف. وفرضت هذه المشهدية الثائرة من التحركات الشعبية في شمال البلاد وجنوبها سلسلة من الحقائق التي أفزعت نظام الحكم. لأن هذا الأخير كان رهانه دوما كعادته وعادة المجرمين والطغاة مرتبطا أساسا بالمعالجة الأمنية، ولكن المفاجأة كانت بحجم السماء. حيث سقطت ورقة التوت التي كان هذا النظام يغطي بها سوءته، وافتضحت سياساته أمام القاصي والداني من أبناء شعبنا في الداخل والشتات، وأمام العالم بأسره. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن النظام سعى جاهدا عبر أبواقه المعلومة والمعتادة إلى الحديث عن هذا الحراك المتأجج في البلاد بكونه وراءه (غايات سياسية غير شريفة). بهدف ممارسة سياسة التخويف لجماهير شعبنا ودفعها إلى التراجع عما أقدمت عليه. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فتواصلت الاحتجاجات ومرشّحة إلى أن تتوسّع أكثر من أي وقت مضى غير آبهة بإرهاب الدولة ودولة الإرهاب، ديدنها الحرية والعيش الكريم..  لا لا للطرابلسية اللي نهبوا الميزانية  يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب نجمة سعيد (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 جانفي 2010)  


الانتفاضة  مشتعلة ميدانيا و دبلوماسيا (3)

يبدو أن رجال الانتفاضة حسموا أمرهم وعقدوا العزم على الكرامة أو دونها و يبدوا أن الامور استفحلت و أصبحت لا تطاق … الشعب التونسي من أكثر شعوب العالم رقة و حضارة و حبا للسلام …غير أن حكومتهم من أسوأ الحكومات التي عرفتها المنطقة برمتها و بشهادة الأمريكان حلفاء العائلة الحاكمة …شهدت على رداءة أخلاقهم و قباحة تصرفاتهم فهي لا ترقى لأخلاقية مجتمعها المنضبط في سلوكه ، و الراقي في معاملاته ، فهي مافيا من الدرجة الدنيا، ولا تساوي حتى عصابات أحياء  القصديرية بسوويتو بجنوب افريقيا … و أن هذه العائلة الحاكمة لا تشبه التونسيين في أي شئ ، غير أنهم يحملون هويات تونسية في جيب ، و جوازات سفر لدول أخرى هم يعرفونها  بالجيب الاخر يستظهرون بها على حسب مقتضيات المهمة و حجم الصفقة و نوع الكاش ، الا أن الشعب التونسي على بكرة أبيه صرخ بالفم الملآن و على صوت رجل واحد :

تونس حرة حرة      بن علي على برة لا لا للطرابلسية     الي نهبو الميزانية  جرائم ميدانية :  

انهم لا يعرفون لمعاقل التعليم حرمة و لا لمعنى الحياة قدسية التي وهبها الله لعباده …و للمرة الثانية على التوالي ، يقتلون خيرة أبنائنا رميا بالرصاص الحي ، الذي يخترق صدورهم العارية ، و يمزق  بطونهم الخاوية ، و يهد أجسامهم الطرية ، أنهم يقتلون فلذات أكبادنا في عمر الزهور بأمر من وزير الداخلية …هذا ما أنبأتنا بها صحف اليوم السيارة … أقرأ الأخبار و أتساءل : أنحن في قطاع غزة ام في تونس المعجزة ..؟ هل البوليس الذي يطلق الرصاص على  أبنائنا ، هل هو بوليس تونسي الجنسية أو جندي اسرائيلي مختفي في بدلة عسكرية وطنية  ؟

هل أبناؤنا الذين في أعمار الزهور ليس لهم الحق في الحياة في ظل حكومة  المافيا …؟ هل الشعب التونسي قطيع من الأغنام بمزرعة الطرابلسية …؟    هل العشرة مليون نسمة خلقوا ليكونوا عبيدا في مناجم الفحم بالجنوب …؟ هل الشاب التونسي يلتحق بالجامعة ليكون مشروع انتحار ينتظر الاذن من الوالي أو وزير الاشغال ليضرم النار في جسمه و يحترق غبنا و قهرا …؟  

بالأمس بمدينة تالة قتل بوليس حكومة الارهاب شابين و جرح العشرات و حاصر معاهد العلم التي أصبحت شبيهة بالثكنات العسكرية و صارت رائحة الرعب و الموت ممزوجة بغاز المسيل للدموع و دخان الرصاص الأسود كلون جريمة الحرب و قتل العمد .

اما في في مدينة منزل بوزيان ، وسيدي بوزيد ، و أم العرائس ، و القصرين و سوسة… كلها بدون استثناء شهدت انتفاضة أكثر ابداعا و أكبر عزما واصرارا على استحقاق حياة كريمة تليق بانسانيتهم ، لقد كسروا جدار الخوف و أعلنوا عن حبهم للحياة و أن تكون أرواحهم فداء لذلك و كله يهون من أجل الحرية و الكرامة .  وزير الداخلية على قائمة الاقالات :                         بعد جريمة القتل العمد المتكررة و التي كانت ضحيتها أربعة شهداء قتلوا بالرصاص و هم بمظاهرة سلمية يطالبون فيها بحقوقهم القانونية كالوظيفة و الحياة الكريمة و تحقيق العدالة في تقسيم الثروة و فرص العمل و كما أن التظاهر حق مشروع تكفله القوانين الوضعية و الشرائع السماوية الا أن مجرمي النظام الفاشي بدلا من  أن يستمعوا لابنائنا و تكون أذانهم صاغية لهم …. رموهم بالرصاص و أردوهم قتلى …؟

و عليه ان اقالة وزير الداخلية من منصبه و احالته للتحقيق تعتبر أدنى خطوة لتحقيق العدالة قبل احالته للمحكمة و قبل أن تلتهم نار الغاضبين الأخضرو اليابس و قبل أن تنفلت الامور من يد الجميع و تصبح تونس على حافة حمام من دم .  

المجتمع الدولي …خط رجعة :     تونس اليوم في عيون القوى الدولية تختلف كثيرا عن نظرتهم اليها قبل انتفاضة سيدي بوزيد و ان المجتمع الدولي يعي تماما حجم التجاوزات التي يرتكبها نظام المافيا في حق شعبه على جميع المستويات و لكن ليس بيد الغرب حيلة و الساحة السياسية بتونس خالية من بدائل جادة أو معارضة قوية يمكن الاعتماد عليها أو استعمالها كورقة ضغط على حكومة الاستبداد خاصة و أن نظام الاكاذيب المصطنعة الذي يفتخر بانجازها على مستوى الاقتصاد و التنمية و التي أثبت فيما بعد الانتفاضة المباركة مدى زيفها و زيف شعارات كثيرة كان يتغنى بها النظام طيلة السنين الماضية و من ضمن هذه الاكاذيب ، أكذوبة خطر الارهاب الذي يعتبر التحدي الأكبر للغرب و للعالم المسيحي و الذي عرف نظام المافيا كيف يسوق هذه النظرية مستغلا نقطة ضعف المجتمع الدولي من الارهاب الاسلامي و كلما طالبت أمريكا من الرئيس التونسي فك الحصار على الحريات و الديمقراطية كانت دائما اجابته بالرفض مستدلا بالتجربة المصرية و حتمية استيلاء الاخوان على السلطة طال الزمن أم قصر و يؤكد سلامة سياسته المعتمدة على القمع و العصا الغليظة . و لكن أحداث سيدي بوزيد أثبتت غير ذلك و أسقطت القناع عن مسلمات كثيرة و مفاهيم مغلوطة كان يؤمن بها الكثير و دفعت أمريكا لاعادة النظر في التركيبة التونسية برمتها و البحث عن أسماء جديدة لتكون بديلا عن الرجل العجوز المريض بمرض الشيخوخة و أمراض عضوية أخرى .

 ليس أمريكا لوحدها التي أعادت النظر في سياستها تجاه تونس انما فرنسا ذلك الحليف القوي لبن علي و التي صدمتها هي بدورها انتفاضة سيدي بوزيد  وأزاحت الستار عن أوهام كثيرة كانت بمثابة نجاحات في عقلية الحكومة الفرنسية ، و على الفور استدعت الخارجية الفرنسية نظيرها التونسي كمال مرجان ليستمع للتوصيات الجديدة و التوجيهات التي يجب العمل بها  و انقاذ ما يمكن انقاذه قبل استفحال الأمور و خروجها عن السيطرة ، و بالتأكيد هذه المقابلة على مستوى وزراء الخارجية هي بمثابة تهدئة الامور و الحفاظ عن النسق العام و لكن من المؤكد أن بن علي أصبح غير مرغوب فيه لدى الفرنسيين و على الاستخبارات الفرنسية ترشيح شخصية ذات قبول دوليا و محليا و صاحب كاريزما على خلاف سابقه الذي كان يفتقر للحد الأدنى من التعايش و الاعتراف بالاخر  ، اذا ، فالأمر محسوم ، و المسألة أصبحت مسألة وقت لا غير ، و بن علي  يكون – برة – و يتحقق حلم المتظاهرين باذن الله .

تأتي أيضا زيارة أحمد أبو الغيظ وزير الخارجية المصرية لتونس في هذا السياق ذاته بعد استجابته مسرعا لدعوة الرئيس التونسي و مساعدته للخروج من الأزمة خاصة و أن مصر سجلها حافل بالاضطرابات الشعبية و حافل ايضا بالانتهاكات الحقوقية ، فضلا عن و جود اتفاقات موقعة بين الطرفين في مجال الامن و مكافحة الارهاب .

 لا يخفى على أحد العلاقة الحميمية التي تجمع بين الكيان الصهيوني و نظام المافيا التونسي و التي تزداد يوميا توطدا عبر الرحلات الدينية من تل أبيب الى جربة أو التبادل التجاري و الثقافي بينهما و امتدت هذه العلاقة الى نقل الخبرات الاسرائيلية في مجال التجسس الالكتروني و أدوات التعذيب للمساجين و وسائل قمع المظاهرات . و بما أن نظام بن علي حليف استراتيجي لاسرائيل داخل المنظومة العربية و هو يمثل مهمة محام دفاع عن المصالح الاسرائيلية داخل اجتماعات الجامعة العربية  فان سقوطه يعتبر خسارة كبيرة لها و عليه تعمل ما بوسعها للحفاظ على بقائه خاصة وأن الشعب التونسي لديه حساسية مفرطة تجاه اسرائيل و يمكن للقارئ أن يفهم التعتيم الالكتروني الأخير على شبكة الانترنت و حجب المواقع الحساسة على شاشة الكمبيوتر التي كانت ورائه اسرائيل بالتأكيد و حضور اسرائيل في هذه اللحظة الحرجة للنظام لن يتوقف عن المسائل الفنية أنما تتبعها اتصالات دبلوماسية لاقناع المجتمع الدولي بدعم بن علي و الحفاظ على استمراريته لأنه قدم خدمات كثيرة لها دون غيره من رؤساء المنطقة .        حمادي الغربي يتبع الحلقة القادمة رقم 4 باذن الله


حول احداث سيدي بوزيد

ما حدث في بوزيد


لقد وضعت الحركة  » الاحتجاجية » في سيدي بوزيد أساسا وحركة المساندة في باقي تراب الجمهورية أوزارها أو تكاد وهدات العاصفة ، مما يضع على عاتق الجميع في تونس مسؤولية وواجب التفكر فيها بعمق أسبابها ،وتنظيمها وتوجهها ، ومختلف التكتيكات التي أحفت بها ..الخ وربطها بكل الأحداث السياسية والاجتماعية السابقة لها بعيدا عن العاطفة والتشنج ، من اجل استخلاص الدروس والعبر ورسم ملامح البرامج السياسية والاجتماعية المستقبلية خدمة لمصالح جماهير الشعب .

هل هي انتفاضة تم اجهاضها ؟

ارتأيت ان أنطلق من هذا التساؤل حول ماهية التحرك نظرا للحيز الاعلامي الذي اخذته الاحداث ، وحدة الشعارات التي انطلقت معها وصاحبتها وتتالي التحليلات من هنا وهناك حول ضعف النظام التونسي واهترائه والتبشير بسقوطه ، كما كثرت دعاوي باقالته وتغييره جذريا والاستعداد الى اقامة  » جمهورية ثانية »  » ومؤسسات حكم جماهيرية » .. الخ . حتى ذهب الحديث بالبعض من الحالمين الى التباحث حول البديل لقيادة تونس ، مع العلم ان الكثير من هذه الآراء صدرت عن اناس يعتبرون من العالمين بالاوضاع في تونس وممن لا يمكن رميهم بالجهل بحقائق من قبيل : أن الحركة في انطلاقتها في سيدي بوزيد لم تتعدى حالة الغضب الشعبي للحظة مأساوية قام فيها اخد شبان الجهة باحراق نفسه علنا وامام مقر سيادة ، وهو عمل صادم للذهنية العامة ( فالانتحار ليس شائعا في عاداتنا وهو امر غير مقبول عندنا ثقافيا) شكل رجة لدى المحيطين به مع ما حمله من رمزية (أمام الولاية ) الاحتجاج على الدولة ، مما يوحي بأن الحكة كانت ردة فعل ظرفية مردها الحزن والالم أكثر من الاحتجاج والرفض ، كما ان حركات المساندة في اغلبها ( في أغلب المناطق الاخرى) والتي قادها او دعى اليها نقابيون وناشطون بالأساس ظلت مقتصرة على التعاطف والمساندة ولم تشهد انخراطا شاملا لقوى الشعب بمختلف شرائحه وفئاته ، فرغم حدة الشعارات والمواجهات العنيفة مع البوليس والحملة الاعلامية الشرسة ، والتبشير بالانتفاضة والتغيير الشامل على صفحات » الفايس بوك » لم تتجاوز هذه المسيرات والتجمعات مثيلاتها التي يدعو اليها نقابيون في كل الأحداث العالمية ولم يتعدى رد فعل المواطن تجاهها المساندة السلبية أو الموافقة « الفرجوية « ، وفي أحيان قليلة انخرط فيها دفاعا عن مصلحة مباشرة نظرا لكونه « فردا او مجموعة  » معنيا بالمسألة  » صيادو قرقنة » ، « صغار التجار ببن قردان » ، »بعض أصحاب الشهائد المعطلين  » ..الخ.

ان هذه الوقائع حسب رايي ، واذا ما أضفنا اليها حقيقة ان الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بتونس متشابهة ومتقاربة بين كل الجهات ( وهذا لا يلغي التفاوت بين المدن الرئيسية والداخلية ) مما يعني أن القضايا المطروحة هي نفسها واهمها قضية البطالة والفساد ، يدفعنا للتساؤل حول عدم المشركة النشيطة في التحرك من قبل مواطني مختلف ولايات الجمهورية في هذا التحرك خاصة المدن الرئيسية حيث الحراك النقابي والسياسي متقدم نسبيا والتجمعات البشرية والعمالية اكبر ؟ وفي تقديري لم يحدث هذا لأربع أسباب أساسية تلغي كلها فرضية  » الانتفاضة الشعبية  » أو  » الثورة الجماهيرية « :

أولا : لا وجود لازمة سياسية ،واقتصادية شاملة في تونس اليوم ، فالنظام الاقتصادي التونسي بتوجهه الاجتماعي الحالي مستقر نسبيا رغم الهزات التي تحف به .

ثانيا : المعارضة المنتظمة وغير المنتظمة بتونس لا تزال عاجزة عن الاتصال العريض بجماهير الشعب حتى تمكنهم من التنظم في حركة رفض أو احتجاج سياسية او اجتماعية واعية وموجهة ، وهي لم تخرج بعد من مرحلة التعاطي السلبي مع الاحداث  » ردود فعل  » وليس لها عقل أو » عقول » سياسية مستقلة تضع برامج وتكتيكات تعكس حالة الواقع وتسعى الى تغييره ، فهي تتاثر بوسائل الإعلام والدعاية والتحريض مثلها مثل المواطن العادي ولم تخرج عن طور اصدار الجمل والشعارات الثورية والحالمة .

ثالثا : تمكنت السلطة في تونس خلال السنوات الماضية من فرض وجود أديولوجيتها ونشرها بين مختلف شرائح وفئات الشعب لتخلق ثقة بينها وبينه مفادها  » الاستقرار مقابل الخبز » ، وقد نجحت سياستها تلك الى حد بعيد كما فعلت البرجوازية الغربية في أكثر الدول تقدما و »ديمقراطية » ( مع ملاحظة غياب الديمقراطية الفعلية هنا) ، فالتونسي ورغم كل شيء يضع ثقته بشكل رتيب في مؤسسات السلطة القائمة وسياساتها ،وينضبط لخياراتها وينخرط في برامجها بشكل سلبي ( أي انها لا يرفض ولا يوافق = موافق على ما يوجد عموما) .

رابعا : اتخذت السلطة تدابير سياسية وأمنية ذات رؤية بعيدة المدى قامت على عنصرين ثلاث عناصر اساسية : أولها وحدة جهاز الامن وسطوته واعلاء رمزية شخوصه ومسؤوليه ساعده في ذلك انخراطها في منظومة الحرب على الارهاب ، وثانيها وجود جو حزبي تعددي في ظاهره ونقابات وجمعيات محدودة الوجود والحركة تعاني من أنقسامات وأزمات ليها وثالثها ضرب الثقة بين المواطن وأحزاب المعارضة والنخب ساعدها في ذلك انحسار هذه الاخيرة وتشتتها وعلاقات بعضها المشوهة بالدوائر الامبريالية …الخ .

اذا فان ما حدث في ديسمبر 2010 بتونس لم يكن يأي حال من الاحوال عملية لتقويض نظام الحكم أو ثورة شعبية  » الا في اذهان بعض الحالمين  » ولم يتعدى كونه حالة غضب وجب التعاطي معها على ذلك الأساس حتى لا تحمل ما لا طاقة لها به وتنتهي الى عملية انتحار جماعي التكتيكات السياسية التي أحفت بالحدث

لئن اتفق الجميع أول الأمر على أن الأحداث كانت عفوية ، ولئن بان على الجميع الارتباك تجاهها بداية وعدم قدرة أي كان على التحكم فيها وقيادتها أو توجيهها ولكن هذا لم يمنعهم من التحرك واصدار الخطب والبيانات ومحاولة الالتصاق بالحدث والظهور معه ، وللانتباه انا لا أدعو هنا الى الاكتفاء بالفرجة ولا أجرم محاولة الفاعلين السياسيين الاحاطة بالأحداث وتأطير تحركات الجماهير أو ما يدعوه البعض  » بالتوظيف » فذلك هو واجبهم الأساسي ، ولكني سأبحث هنا في طرق ومآلات هذا التوظيف .

لقد انقسم الفاعلون الأساسيون الى ثلاث معسكرات لكل منها تكتيك سياسي تجاه الأحداث يسعى الى توجيهها وفق قراءاته للأوضاع ومصالحه أو وفق تصوره لمصالح الشعب والوطن .

تكتيكات السلطة : لقد فاجئت الأحداث بسرعتها وتفردها السلطة السياسية بتونس من حيث التوقيت والحدة وسرعة تناقل الخبر ، حيث شهدت تونس استقرارا أو هدوءا شبه عادي وروتيني منذ احداث الحوض المنجمي والانتخابات الأخيرة واتخذت مؤسساتها ومؤسسات الحزب الحاكم اجرائات للاستعداد للاستحقاقات السياسية القادمة وأهمها التمديد لرئيس الجمهورية فترة نيابية اخرى (وما يفرضه ذلك من ترتيب للأوضاع الداخلية والخارجية إعدادا لاستفتاء شعبي) وانطلقت حملة المناشدات لتهيئة اجماع شعبي ، ووضعت اللبنات الأولى في تسوية ملف الرابطة ..الخ كما لا ننسى ما احدثته تقارير ويكيليكس من رجة وما صاحبها من تاويلات حول مؤامرة تحاك ضد النظام التونسي ، ولكنها سرعان ما تداركت الأمر وتحركت الآلة الأمنية بقوة لفرض النظام في منطقة الحدث الرئيسي أولا دون تحركات المساندة في مرحلة أولى وفي الخطوة الثانية وامام فشل تحركات المساندة في جذب زخم شعبي قامت بضربها بقوة أيضا، كما تحركت الآلة الحزبية لاستنفار هياكل التجمع في كامل تراب الجمهورية ، وفي نفس المستوى تعاملت وسائل الاعلام الرسمية مع الأحداث كأنها غير موجودة وكان ما يحدث لا علاقة له بتونس ، ثم الحقت ذلك بتحركات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي ارتكزت فيه على دعم حلفائها من الخارج من ناحية وعلى اسناد رأسالمال المحلي من جهة اخرى . وقد نجحت في ذلك الى حد بعيد وبخرت شبح الثورة المزعومة .

تكتيكات المعارضة :

تعاملت المعارضة ( وهنا اقصد المنتظمة وغير المنتظمة ، الحزبية وغير الحزبية : باختصار كل الناشطين والفاعلين السياسيين خارج فلك السلطة ) بتكتيكين مختلفين مع الاحداث :  

سعى الفريق الاول بعد ان استفاق من دهشته الى محاولة ركوب الأحداث وإسقاط شعاراته ورهاناته عليها ، فحبرت البيانات والنداءات كما صورت المقاطع والكلمات التحريضية التي تنادي باسقاط النظام والإعداد إلى التغيير الشامل وتسابق الزعماء الظهور لدعوة الشعب الى الالتحاق بالثورة ، كل هذا دون ان يلتفتوا لحظة الى قرائة الاحداث قرائة موضوعية ودون تقييم لحالة موازين القوى الحقيقية و لمآلات الحركة ونتائج الخطاب التحريضي ومدى التماسك السياسي لجهاز الحكم وما يقابله لغياب وحدة الصف بين الجماهير والقوى السياسية أو باختصار دون ايلاء أي اهتمام للمقدمات الموضوعية التي يقوم عليها تكتيك ما ، لقد اكتفوا بترديد العبارات الثورية الكلاسيكية المنمقة والجذابة بغض النظر عن ما تفرضه الأحداث ، فكان خطابهم متحجرا ومثل دعوة صريحة الى الانتحار الجماعي بالنسبة للغاضبين وتعبيرا عن عجزهم اما تصفية باكورة الصحوة الجماهيرية لم يقدمو للحركة ولتونس غير محاولة يائسة لتجميل انفسهم وفرض أطروحاتهم البالية عليها والتكسب من آلام أبنائها . فذهب الأمر ببعضهم الى تزييف الحقائق بشكل قذر وادعاء قيادته للحركة وتحكمه فيها ولكن تعرت تكتيكاتهم لما لم يقابله التونسي الا كما يفع عادة ومنذ سنين بالتأييد الايجابي لا لشيء الا لأنها براقة ولكن ليت حقيقية والواقع أصدق .ويمكن ان نطلق على هذا التمشي « بالانتهازية اليسارية « أو « الثورجية » أو » اليسراوية » وكفى كما وصفها فلاديمير لينين.

أما الفريق الثاني وأغلبه من النقابيين و اليساريين عموما وبعد الارتباك الذي شهده فقد سارع الى لملمة مواقفه وانخرط في التحركات الاحتجاجية مثله مثل الاول ، على قاعدة عقلنة الشعارات والتكتيكات و »تسقيف » كما يحلو للبعض تسميتها ، مطالب الحركة وحدودها وفق قواها الحقيقية ، من اجل فك الحصار عن منطقة الاحداث ومحاولة حماية نشطائها والدفاع على حق الاحتجاج والتظاهر ، ودعوة الجميع الى تشكيل جبهة للعمل الديمقراطي تؤصل مكاسب الحركة الجماهيرية منذ أحداث الحوض المنجمي الى أحداث سيدي بوزيد مرورا بكل ما شهدته تونس من حراك نقابي وطالبي ..الخ بعيدا عن الانتهازية وركوب الاحداث وقد توجهت للناس وللسلطة ولمختلف الناشطين على حد السواء بخطاب خال من الأوهام حول  » الثورة الشعبية  » و »الانتفاضة » يدعو الى مراجعة الخيارات السياسية و الاقتصادية وتوجيهها وجهة الانفتاح والتعدد الفعلي وبناء اقتصاد تضامني قائم مراجعة حصص وآليات توزيع الثروة بين الوطنية بين الجهات والافراد ،من ناحية ، ومن ناحية اخرى الى ضرورة توحيد المعارضة الديمقراطية بصفة عامة وقوى اليسار خصوصا على ارضية برنامج سياسي شامل وواضح ذو آليات عملية للانتقال الديمقراطي يضع هدف اساسيا يتمثل في اكتساب ثقة الجماهير وتدريبها على ممارسة مواطنتها والمشاركة في إدارة الشأن العام .

الاستخلاصات :

ان « التاريخ لا يعيد نفسه الا في شكل مهزلة » ،هذا ما وجب علينا ان نتعلمه عوض التهليل والتبشير بتكرار أحداث جانفي 84 وكأني بالقائلين بهذا لا يريدون للتاريخ ان يسير قدما ، او انهم يريدون تبرير جملهن الثورية الجاهزة عبر استحضار الماضي بوقائعه كما هو ، أن تاريخ تجارب الشعوب وذاكرتهم وجدت لنتعلم منها لا لنجترها ونعيدها كما هي . ان التحرك الشعبي والاحتجاج والرفض أو ما يمكن ان ندعوه « بعنف الجماهير » أمر مشروع وهو حق يجب الدفاع عنه والتمسك به ولا مصلحة للوطن في التصدي له وقمعه بشكل شرس ، كما أنه على السلطة ان تعي ان حالات العنف المفرط ( الاعتداء على ممتلكات عامة وخاصة ) وانفلات الجماهير نتيجة حتمية لحالة الانغلاق السياسي وعدم تمكن الاحزاب السياسية من الاتصال بها وتأطيرها لتدربها على الممارسة المدنية والاحتجاج السلمي ولا يمكنها بالمرة المحاججة بها لضرب المحتجين بشدة ، كما عليها أن تعلم ان الاعلام الوطني يمثل عنصرا مهما في رفع الحس المدني لدى المواطنين وفي الدفاع عن مكاسب النظام الجمهوري وتطويرها لذا عليه ان يخرج عن رتابته المعهودة ويواكب التطورات التقنية والاتصالية ويكف عن ترويج ثقافة الاستهلاك واللامبلات وبث الاوهام وان يلتفت الى حقيقة اوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فسياسة التجهيل والتصحير الحضاري لم يعد لها مكان امام الانفتاح الاعلامي والاتصالي الذي يشهده العالم اليوم والنتيجة لا تزال ماثلة امامنا اليوم .

ان المجتمع المدني والسياسي بتونس لم يتجاوز بعد في أغلب مكوناته مرحلة المراهقة السياسية ( وهذا ليس شتما) فهو لم يخرج من دائرة الرفض وردود الفعل العفوية والعاطفية ، وفي أفضل الحالات من مرحلة التفكير والمطارحات النظرية بعيدا عن متطلبات الواقع والمصالح الحقيقية والمباشرة لشعبنا ، فضلت نضالاته وتحركاته معزولة غلب عليها طابع الفردانية والزعاماتية والبطولات الشخصية اليائسة وثقافة الانتحار والنضال الجسدي واضرابات الجوع ، التي وان كانت تحقق مكاسب محدودة لأفراد أو لمجموعات فانها عموما تهدد وحدة الحركة ووحدة مصالحها ، بينما المطلوب منه القيام بواجب تاطير جماهير الشعب والتعلم منهم وتعليمهم وباختصار أن يكون معهم وحدة سياسية واعية برهاناتها ووواقعها ومصالحها المشتركة وبمهماتها التاريخية بعيدا عن النمطية والأدلجة السلبية . وفي هذه المرحلة عليه التعلم من الاحداث والتجارب والتحلي بالجرأة اللازمة للتقدم خطوة في اتجاه تصحيح علاقته بواقعه والجماهير وتصحيح أدواة تفكيره ومرجعياته النظرية للاستجابة الى التطورات الفلسفية والفكرية والتغييرات السياسية والاجتماعية التي شهده العالم منذ تسعينات القرن الماضي ، فادراك العالم وحده لايكفي ولكن محاولة تغييره دون ادراك تؤدي الى كارثة.

ان تونس أخرى ممكنة

يمكن لنا ان نصدق الارقام التي تقدمها السلطة والدوائر العالمي حول نسب النمو والاستثمار والبطالة ، كما يمكن ان تكون هي صحيحة في حد ذاتها ، ومسألة الأرقام والمؤشرات لا تاتي في المرتبة الاولى من الاهمية حسب رأيي بقدر ما لطرق تحليلها والدعاية المرتبطة بذلك ، لذا وجب ان أوضح ان هناك اختلافا جوهريا بين مسألتي النمو والتنمية ، لان الاول يعني فقط تطورا في مستوى الثروات المنتجة والكفائة الانتاجية دون ان يدخل في تفاصيل هذا التطور ودون ان يلقي الضوء على طرق توزيعها بين مختلف القطاعات المنتجة وشرائح الشعب وفئاته فعناصر النمو متعددة ويمكن لاي منها تحقيقه على حساب الاخريات (الاستهلاك النهائي للناس والدولة والمؤسسات ، التكون الصافي للراسمال الثابت ،ميزان التجارة الخارجية) ومن هنا يصبح لمصدر النمو  وطبيعته أهمية تضاهي اهميته نفسها أو تفوق  ، بينما التنمية هي فعل ارادي وواعي ناتج عن سياسة واضحة توجه الاقتصاد ومختلف الفاعلين الاجتماعيين ليس لتطوير الثروات الناتجة فحسب بل الى احداث تغييرات جذرية في الهيكلة الاقتصادية وهيكلة الناتج وتوزيعه بين مختلف الفئات والقطاعات وحتى في العادات الاقتصادية والاجتماعية ، بهدف البحث عن عدالة اكثر تحقق الاستقرار وتضع في اعتبارها اختلاف احتياجات الافراد والجهات جنبا الى جنب مع مصالح المجموعة او التجمعات ، وهذا في رأي ما نحن بحاجة اليه . ولتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة تستجيب لطموحات التونسيين أر أن لزاما على الدولة أن تقرن سياستها الاقتصادية بانفتاح سياسي و »تنمية ديمقراطية  » لتحقيق التكامل بين مختلف مكونات المجتمع التونسي ،وذلك عبر اجراءات عاجلة و جوهرية تبدأ ب :

إشاعة حرية التعبير والتنظم والصحافة لبناء مؤسسات رقابة مدنية .

احترام استقلالية مؤسسات المجتمع المدني ورفع القيود المفروضة على نشاطها واعتبارها شريكا للسلطة في ادارة الشان العام .

اشراك المواطن في تحمل مسؤوليتي  بناء برنامج تنموية جهوية متكافئة والتصدي لظاهرتي المحسوبية والرشوة ، عبر انتخاب مجالس تنمية وتشغيل جهوية  .

اصلاح المجلات الجبائية ومجلة التشجيع على الاستثمار بما يخفف الضغط الجبائي وشبه الجبائي  (الضريبة على الدخل والمساهمات في الصناديق الاجتماعية ) على الاجراء ويعطي للمجموعة الوطنية قدرة اكبر على مراقبة جدوى الامتيازات الجبائية المقدمة لرأسالمال .

تغيير مقاييس اجتياز المناضرات الوطنية للتشغيل عبر اعطاء أولوية لذوي البطالة المزمنة او الطويلة (تفضيلهم بنقاط حسب سنوات البطالة مثلا ).

وفي ما يخص تشجيع المبادرة الخاصة وبعث المشاريع أعتقد ان سياسة تقديم القروض من بنك 26-26 وحدها لا تكفي اذ على الدولة أن تسعى لحماية هذه الاستثمارات الصغرى عبر في مرحلة أولى لتجاوز واقع المنافسة اللامتكافئة والموارد المالية المحدودة (فرض اشراك الباعثين الجدد جزئيا في كل المناقصات العمومية مثلا ) ويلي هذا العديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية لتعزيز النظام الجمهوري وتقوية ركائزه .

كلمة أخيرة ان الشعب التونسي بكل فئاته وشرائحه يتعلم كل يوم ومنذ احداث الحوض المنجمي وفي شكل دروس مكثفة كيف يحتج وكيف يتجاوز أسوار الحجب والحجز ، ويبتدع كل يوم أساليب تنظم أكثر فأكثر وحدته في الدفاع عن مصالحه ، والسلطة في كل يوم لا تريد ان تتعلم انها لن تستطيع بعد الآن لجم الأفواه وان لا مصلحة لتونس في محاولتها تلك ، وفلول المعارضة وأشباه الزعماء لم يتعلمو بعد ان النواح لم يعد يجدي وان الدفع بالشعب الى الانتحار لن يبوئهم أية مناصب قريبا وان الاوهام تبخرت منذ أمد وأن الغرب لن يكون لنا اي سند ….  

ان الشعب ليس جبانا ولكنه مسالم فحسب فاحترمو صمته عندما يكون واحذروا غضبته لما تقوم والاهم لا تهينوا ذكاؤه.فليس أمام الجميع اليوم سوى الاستجابة الى متطلباته وحالة وعيه . من اجل الجمهورية الديمقراطية .

نعم للحق في الاحتجاج لا للانتحار والحلول الفردية. الكاتب : محمد نجيب وهيبي :طالب مرحلة ثالثة علوم محاسبة عضو  بالهيئة الادارية للاتحاد العام لطلبة تونس ناشط بالحزب الاشتراكي اليساري التونسي http://uget.tk  

 


كلمات خفيفة لوزير الاتصال الجديد


صلاح الدين الجورشي   أريد في البداية أن أهنئكم بثقة رئيس الدولة فيكم وقراره بتوليتكم وزارة الاتصال. خاصة أنكم من جيل تربى على المطالبة بالحرية، كما أنكم تقرون بلا شك بأفضال الإعلام عليكم شخصيا، خلال الجهود التي بذلتموها مع رفاقكم من أجل إنجاز المؤتمر 18 الخارق للعادة للاتحاد العام لطلبة تونس. وهو الحدث الذي غطته مختلف وسائل الإعلام  وبالأخص المستقلة منها – وجعل منكم شخصية عامة يمكن الثقة في قدراتها القيادية.   بالتأكيد الحقيبة الوزارية الجديدة ليست هينة. فوزارات الاتصال أو الإعلام هي في كثير من المجتمعات لا تقل حساسية وأهمية عن وزارات السيادة مثل وزارتي الداخلية والخارجية، بل لعلها وثيقة الاتصال بهما من حيث اشتراك جميعها في حماية صورة البلد في الخارج. وأذكر أنه عندما كنا بمكتب جمعية الصحافيين التونسيين برئاسة الأخ عبد اللطيف الفراتي عام 1986، أدينا زيارة إلى وزير الخارجية يومها المرحوم الهادي مبروك، ومما ذكره في تلك الجلسة أنه شبه مهمة الدبلوماسي بذلك الشخص المكلف بالحرص الدائم على تنظيف واجهة الفترينة وتلميعها لإظهار البضاعة المعروضة بداخلها. ثم  أضاف، أن الدبلوماسي ليس مسؤولا عن نوعية البضاعة من حيث مستوى الجودة، وإنما تقف مسؤوليته عند بذل الجهد لترويجها ومحاولة إقناع الآخرين بها. وفي ذلك إشارة ذكية منه إلى الترابط الوثيق بين السياسات الداخلية والخارجية. بناء عليه فإن أول مهمة مطروحة عليكم بعد توليكم مباشرة هذه المهمة هو العمل على تنقية صورة تونس بالخارج. هذه الصورة التي تضررت نتيجة سوء إدارة الملف الإعلامي، والتي سيكون الوزير الجديد مطالبا باستبدالها بأخرى  تظهر  تونس بلدا منفتحا ومحترما لحرية التعبير. لا شك في أن من بين دلالات التحوير الوزاري الأخير أن رئيس الدولة لم يكن راضيا عن أداء الإعلام خلال الأزمة الأخيرة، ولهذا سيكون من البديهي أن يستحضر الوزير الجديد أخطاء ودروس المرحلة السابقة، حتى لا يعيد إنتاج نفس السياسة، التي بالضرورة ستؤدي إلى نفس النتيجة أو أشد خطورة لا قدر الله.   هناك ملفات وإجراءات عاجلة ستكون مطروحة قريبا على مكتب الوزير الجديد، وسيعتبرها الإعلاميون والمراقبون والرأي العام مؤشرات لمعرفة اتجاه الريح.   أول هذه الملفات مؤتمر نقابة الصحافيين، الذي سيعقد بعد أيام قليلة. وهو من بين موروثات المرحلة السابقة التي ساهمت في إلحاق الضرر بسمعة البلاد. المهم اليوم ألا يتكرر ما حصل خلال الصيف قبل الماضي، وأن يعقد مؤتمر وفاقي، يعيد ثقة الصحافيين في استقلالية نقابتهم، وأن تدور فعالياته في كنف الحرية والاحترام المتبادل، بعيدا عن أجواء التجييش والضغوط. إن تمكين هذه النقابة من القيام بدورها في الدفاع عن الصحافة والصحافيين سيؤكد بأنه قد تمت بالفعل الاستفادة من دروس الماضي.   الملف الثاني هو ملف الإعلام المرئي. إن إعادة الحيوية للصحافة المكتوبة مسألة هامة وأساسية، لكن التلفزيون أصبح هو الأساس في أي إصلاح إعلامي جاد، وذلك بحكم اتساع دائرة تأثيره، وهو ما يطلق عليه بالإعلام الجماهيري. لقد أصبحت هناك ضرورة قصوى في أن تنفتح القنوات التلفزيونية التونسية على جميع التونسيين، وفي مقدمتهم النخب المتنوعة في أفكارها واتجاهاتها. وتأكد سيدي الوزير من أن انفتاحا من هذا القبيل لن يكون إلا في صلاح البلاد وفي صالح نظام الحكم. ويكفي الإشارة في هذا السياق إلى البرنامج الحواري الذي فاجأت به قناة نسمة الجمهور وخصصته لمحاولة فهم أحداث سيدي بوزيد، وشركت فيه إعلاميين ونشطاء ونشيطات من المجتمع المدني. ولم يتردد هؤلاء في أن يقولوا ما هم مقتنعون به. صحيح شكل ذلك « صدمة « لمن كانوا يصولون يجولون لوحدهم في غياب أي مخالف جدي لهم، لكن في مقابل ذلك أحس الجمهور العريض بأنه أخيرا يشاهد برنامجا يحترمه، ولا يستغفله. لقد أصبح التونسيون يميزون بين الغث والسمين، كما أنهم فقدوا الاستعداد لمتابعة بدون روح، روح الصدق والتنوع. المهم أن البرنامج انتهى ولم يترتب عنه أن شيء يمكن أن يمس من الأمن العام. وتلك هي الثمرة الطبيعية لأي إعلام يحترم عقول المواطنين، لأنه ينمي فيهم الشعور بالمسؤولية ويعمق لديهم قيم المواطنة الفعلية.   الجانب الأخير من هذه الكلمات التي أتمنى أن يتقبلها وزير الاتصال بصدر رحب كما عهدته في مناسبات سابقة، يتعلق باقتراح بسيط. بما أن الاستشارات الوطنية قد أصبحت تقليدا صحيا متواصلا في بلادنا، لماذا لا يفكر السيد الوزير في أن يجمع عددا من الصحافيين والإعلاميين بمختلف تلويناتهم، ويحاورهم حول تقييمهم للحالة الإعلامية، ويستمع لمقترحاتهم الخاصة بكيفية النهوض بالإعلام الوطني. إن مثل هذا اللقاء سيساعد على خلق مناخ جديد وبناء علاقة ثقة بين القطاع وسلطة الإشراف، وسيدلل على أن باب الوزير ليس مغلقا.   (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 6 جانفي 2011)  


أمس.. اليوم.. وغدا

عبد اللطيف الفراتي   بين يدي  وثيقة  الميزان الاقتصادي للعام 2011، تبدو الصورة وردية، والمستقبل مزهرا، والأرقام باعثة على الأمل، نسبة نمو متوقعة للعام الجديد الذي دخل علينا حياتنا في حدود 5.4 في المائة، ومعدل للدخل الفردي في آخر العام في حدود 6600 دينار تقريبا فوق 4500 دولار، ومؤشرات كثيرة إيجابية…

طبعا تونس ليست في مستوى نسبة النمو من رقمين المحققة في قطر (20 في المائة) فنحن لا نجلس على مخدة لا من بترول ولا غاز، ولا نسبة النمو المحققة في لبنان رغم كل مشاكله (7.5 في المائة)، ولكن الطموح هو الوصول إلى نسبة 7 في المائة في سنة 2014 آخر سنوات المخطط الحالي، تلك النسبة التي وباستثمارات كثيفة يمكنها أن تستوعب اليد العاملة الوافدة وتشرع في امتصاص ما يسمى بالعمالة العاطلة الهيكلية، وخاصة منها بطالة الخريجين من التعليم العالي ربما بالكامل.

أين موقع الخلل إذن الذي أفرز غضبا ؟، هل إن بطالة الخريجين هي مظهره الوحيد، الذي فجره أم إن مجموعة عوامل اجتماعية، مضافة إلى عوامل أخرى قليلة أو كثيرة، كانت وراء ما حدث ، وهل إن حرق شاب لنفسه، في مدينة داخلية كاف في ظروف عادية ليكون حدثا خارقا للعادة؟

واقع اقتصادي من المفروض أنه يدافع بنفسه عن نفسه، أرقام إيجابية ليست في حاجة في الأحوال العادية لأي محاولة إقناع، فأين موقع الخلل، الذي انتهي إلى ما حدث والذي لا ينبغي تهويله ولا التهوين منه  بل وضعه موضع الدراسة والتمحيص واستغلال العبر منه، لا فقط لئلا يتكرر، بل خاصة لوضعه موضع المعالجة بإيجاد الحلول الملائمة، سياسية كانت أو اجتماعية، فالبلاد ليست في حاجة لهزات توقف مسيرتها، أو تعطلها على الأقل، ولكنها  ـ أي البلاد ـ ينبغي أن تلائم تلك المسيرة مع واقع اجتماعي أصبح معقدا، نتيجة لعوامل تطور، لم يقع التنبه لأعراضها الجانبية وما يمكن أن ينتج عنها.

نحن في بلد حقق التمدرس الكامل للشريحة العمرية في سن الدراسة، قد نتساءل عن مستويات ذلك التمدرس النوعية، وما تحتاجه من إصلاحات لإعادة المستوى إلى ما كان عليه.   نحن في بلد كاد أن يبلغ عدد طلابه عدديا المستويات العالية للدول المتقدمة بعدة عشرات ألوف الخريجين كل سنة، ومع السؤال المشروع، عما إذا كانت جامعاتنا تخرج أم لا ما تحتاج له العملية الاقتصادية أي سوق الشغل من اختصاصات، وخاصة من مستويات عملية، ما يفترض حرصا شديدا على الملاءمة بين احتياجات سوق الشغل التي تشكو ندرة في بعض المجالات المطلوبة، وتخمة في اختصاصات أخرى ليس عليها طلب.

هذا خلل أول وبديهي ونكاد نقول فني، ولكن مجالات الخلل الأخرى تبقى في نظرنا أشد أهمية وأكبر أثرا وأوقع في النفس طرحا.

مواقع طرح الخلل الأخرى يمكن أن نلخصها في أمرين اثنين رئيسيين:

أولهما، ولنقلها بصراحة غياب الذي  يشمل جهات نستطيع أن نصفها بأنها «محترفة» تجدها في كل المناسبات، مستعدة للسماع بتثاؤب أحيانا،  لخطاب في اتجاه واحد ، يكرر نفسه ، دون أن يتجرأ على قبول النقد والرأي الآخر، مكتفيا بذاته، عاجزا عن استشفاف مواقع الخلل لأنه خطاب ليست له مراجعة.

وثانيهما إعلام متكلس سنتوقف طويلا عنده، لا يلعب دوره المتوقع لا في الإعلام ولا في التنبيه، ولا في النقد، إعلام ترك مساحات من الفراغ كبيرة، قابلة للملء بأي صوت آخر بقطع النظر عن حرفيته ومدى تقيده بالأخلاق المهنية ، هذا الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة من وجهة نظرنا في ما جرى بسبب انقطاعه عن الدور الحقيقي الذي ينبغي له أن يلعبه.

وأود التنبيه، إلى أننا صنعنا في سنوات السبعين وخاصة في أواخرها وطيلة الثمانينيات قبل التحول وبعده، وبدايات التسعينيات صحافة متفاعلة مع شرائح المجتمع، عبرت بصدق وحرفية عن المشاغل، وقامت بالإحاطة اللازمة، رغم أن الزمن ليس الزمن ، ورغم أن أطباق الأقمار الصناعية لم تقتحم علينا حياتنا   ايامها، ورغم أن الإنترنت لم يدخل بعد كل بيوتنا.

وكما كانت لنا قدرة  على ذلك في ذلك الزمن، فلنا من الطاقات البشرية الخلاقة، ولنا من الوسائل الفنية المتقدمة، ما يجعل قدراتنا على ابتكار إعلام جريء وفي نفس الوقت مسؤول ، وثالثا شاعر بما يعتمل في المجتمع والاستجابة له  بالسرعة المطلوبة، والمضمون المتقدم الناقد ، متاحة وكبيرة، ولنقلها صراحة أن المسألة مسألة  إرادة سياسية، نرى أنها متوفرة في أعلى هرم السلطة لدى رئيس الدولة، وقد عبر عن ذلك عديد المرات، (وبدت  ودعني أقولها بأنه كان يشعر بالمرارة  كما لاحظت عندما تشرفت بقبول دعوته في سنة 1996 ضمن فريق من مسؤولي الصحف ولم أعد آنذاك مسؤولا)، ولأن وسائل وأدوات تكريس الإرادة  العليا كانت غائبة فقد بقيت صحافتنا غير قائمة بدورها، وجاء الوقت اليوم لتحضر بقوة بعد غياب ، ولتتحقق رغبة رئيس الدولة في رؤية تونس تسترجع أمجادها الصحفية، كما كانت دوما سباقة لإنجاز صحافة وطنية منذ 1860 والبعض يقول منذ 1838، ولتنتج صحافة حية قادرة على التفاعل مع المجتمع بما يجنب الهزات ، كما الحال في البلدان المتقدمة.

في هذه الحال لن يكون هناك فراغ  إعلامي، ولن يبحث التونسي على ما لا يجده في بلاده  ولن يكون محتاجا  لصوت غير صوت العقل، وحتى في هذه الحالة يكون محصنا  وقادرا على فرز لم يتح له في الفترة الأخيرة ، أمام صوت آحادي، ، لنقل بصراحة لمن لا يعلمون  أن الولايات المتحدة هي التي تحركه مهما كان منطلقه.

كاتب صحفي رئيس التحرير الأسبق (المصدر جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 06 جانفي 2011)


محمد المحروق بين خيبتين ..أو في رثاء الجمرة


الحبيب بوعجيلة  

تعجلت الرحيل يا محمد ..غادرت سريعا يا  » قدحة  » أرواحنا الهامد جمرها في رماد الكهف سنينا عددا …كان يجب أن تنتظر أكثر يا محمد …كان يجب أن تنتظر ..حتى يصهد سعير لهبك المقدس وجوه  » قتلتك  » الممتقعة …كان يجب أن تنتظر أكثر حتى نطهر بشهابك  جراح  » اقفيتنا  » الصاغرة من زمان على مذابح ذلنا و صغارنا ..حتى نكوي جلودا ما عادت تحس بلظى نارك المشرعة في شتاء  » العربان  » المسبية أغنامهم عند  » بايات الامحال  » وجباة الضرائب بعد أن باعهم سيدهم بهناشير الروحية و تعاويذ دراويش الزوايا …ذهبت سريعا يا  » صليب  » صمتنا ..ذهبت سريعا و حملت عنا كل ذنوبنا.. وحيدا في درب الأوجاع .. و فديتنا قبل أن نحج إلى واديك المقدس ..هناك …حيث نخلع نعالنا ..و نقتبس لأهلنا من حريقك شعلة ..رحلت سريعا يا ابن العزيز ..و تركتنا للعجاف و لا حب ينام في سنابله ..رحلت سريعا ولم تترك قميصك عليه دم حقيقي كي نقول كما قال شاعرنا …نشهد أن هذا دم تفرق بين المدن الكالحة المكللة بالبرد والجوع و المسغبة …

يا أيقونة الغضب الصاعد من تخوم بلاد اتخمها خطاب الرضا …يا أيها الشرر المتطاير على أكاذيب  » نجاح  » لم يبصر اهلك فيئه …يا جمرة القابعين على هوامش القرى التي أفسدها الملوك ..يا حرقة  » الموال  » المتردد بين سباسب الحزن إلى جبال منهوبة أحشاؤها …يا تغريبة  » الهلالي  » الموءود في مواقد أعراسه المقلوبة أحزانا …يا محمد ..الهاتفون حول تابوتك والهاتفات ..المكبرون على طول طريق أجدادك والنائحات …الرافعون لقبضاتهم و المزغردات …هم من نار خلقك يا محمد ينسلون …هم حواريوك الحقيقيون يا محمد ….أما نحن يا  » طريح الجب  » ..أما نحن …فمجوس نرقص حول سامورك حتى ينفض لنعود إلى  » بلادة  » غفلتنا القديمة ندبج  » دساتير  » مدننا الفاضلة على الأرائك متكؤون …أولئك هم نسلك يا محمد …يغرسونك  » جمرة حرى  » في  » اسودة  » ثرى أجدادك كي تبيض الحقول وتزهر …هناك يا محمد …كنت أنا ذات يوم في  » اسودة  » جدك …هناك ..كنت ألقن بعض أقرانك  » أكاذيب الدولة والمجتمع المدني وحقوق الإنسان  » و هناك يا محمد كنت ألقنهم فضائل  » العمل  » الذي  » خلق الإنسان  » و ابعد عن الإنسان  » القلق  » و  » الرذيلة  » و  » الاحتياج  » …ثم تركتهم …هناك …لأراهم بعد عقود يعودون بك جمرة يدسونها في ارض هجروها من زمان ….أولئك هم ورثتك الشرعيون يا محمد …أما نحن …أما أنا …فنغمس في صحفتك ثم ننساك و نسلمك …وكم من  » يهوذا  » اسلم مسيحه بعد أن أكل من طعامه واقتبس من ناره …

ذهبت سريعا يا ابن العزيز قبل أن يقطعوا أيديهم من  » سقر  » جهنمك المفتوحة على كيدهم ..سريعا ذهبت قبل أن تلقي بقميصك على وجوهنا فنرتد مبصرين بضوء قناديلك أشعلتها من دمك المتقدم في الأرض .. تعجلت الرحيل قبل أن نقف على باب حرقتك معتذرين ..هناك يا محمد حيث يضمك ثرى أجدادك بردا وسلاما ..هناك سيعود لوجهك زهوه و لعينيك ماء الحياة في أحداقها ..هناك ستنبت سنابل خضر يقطفها اهلك و يذرون الحب في سنبله حتى لا تأتي العجاف …أما نحن فسينحبس الاعتذار في حلوقنا حتى نكون …أو ..لا نكون  


سيدي بوزيد: عزلة النص عن قرائه


فوجئت النخبة التونسية في ديسمبر 2010 بانتفاضة شعبية اندلعت شرارتها إثر إقدام الشاب محمد بوعزيزي على حرق نفسه احتجاجا على الظلم الذي لحقه من أعوان بلدية سيدي بوزيد. لقد ودّعنا هذا الشاب اليوم الأربعاء 5 جانفي 2011 بعد أن ظلّ أياما طويلة يصارع الموت جرّاء الحروق البليغة التي عانى منها جسده المنهك.

قلت في البداية إنّ هذه « النخبة التونسية » فوجئت بهذه الحركة الرافضة للقمع والظلم لأنها تتعلّق بالخبز اليومي وبالرّغيف وبالحياة الكريمة التي ظلّ ينشدها مثل غيره من آلاف البطّالين.

لقد فكّرت أوّل مرّة إثر الإعلان عن الخبر في الانترنيت والقنوات التلفزيّة الأجنبية، فكّرت في شكل هذا الاحتجاج والرّفض، لماذا لم يحاول الشباب التونسي الموت مثل محمد بوعزيزي؟ لماذا لم يتم تجريم نظام الحكم في تونس ولماذا لم تطرح هذه القضيّة في المحاكم باعتبار أن النظام التونسي هو المتسبب الأوّل في جريمة القتل هذه؟ لماذا لم يقع إحصاء عدد الموتى « الحرّاقين » منذ سنوات واعتبار موتهم منذ عشرين عاما تقريبا جريمة في حق الإنسانية لمحاسبة هذا النظام باعتباره المسؤول عن كل الموتى في البرّ والبحر؟؟

منذ عشرين عاما والشباب التونسي الذي انسدّت أمامه الأبواب جميعها ينتحر بأشكال مختلفة (دخول عالم المخدرات و »البركاجات » والسّرقة والتحيّل و »الحرقة » واحتراف المقاهي والشوارع والملاعب الرياضية…).

لا أعتبر موت بوعزيزي موتا عابرا مطلقا. فهو ليس حطبا لنار قادمة كما يقول البعض وهو ليس شرارة، فموته العلنيّ في العراء بشكل احتفالي خاصّ، هو صرخة أخيرة في واد غير ذي زرع. ولنتذكّر معا تاريخ الصرخات.

إنّ موته بذلك الشكل الخاصّ هو جزء من معركة تونسييّن من أجل الكرامة. من أجل العيش بكرامة ومن أجل الحياة. فالحقوق بمقاييسها العالمية والإنسانية كثيرة ومعروفة مثل: الحق في التعليم، والحق في الأكل واللباس، والحق في « العمل » لأن الحق في العمل هو بوابة الحقوق الأخرى في (السياسة والثقافة…).

وما جمهرة البطّالين (أولئك الذين يبحثون عن حق العمل) إلاّ دليل على خلل ما في الأجهزة والمؤسسات وفي نظام الحكم ودليل على عدم التوزيع العادل في للتنمية والثروات. إنّ موت بوعزيزي هو دلالة على إفلاس النظام الحاكم في سياسته الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى إفلاسه الأخلاقي أمام الرّأي العام التونسي والدّولي. وإن جملة الإفلاسات هي جديرة بالدّرس والنّظر والمراجعة هذا اليوم دون غيره.

إنّ المظاهرات والاحتجاجات التي عمّت البلاد التونسية في المدن والقرى والأرياف هي فورية وطبيعية وضروريّة. وعلى هذه الحركات الاحتجاجيّة أن تتواصل لأنها أنجع من الاعتصام وإضراب الجوع الفرديّين.

فالتظاهر والاحتجاج وحرق العجلات شكل حرّ ومعاصر وحداثيّ، وعلى « النخبة التونسية » أن تنخرط في هذه الأشكال لتلتحم بالجماهير، مع ضرورة الابتعاد عن الاحتجاجات الفردية ووهم البطولة.

إنّ التظاهر الجماعي المتواصل في عموم البلاد التونسية انطلاقا من سيدي بوزيد هي علامة مضيئة في تاريخ الحركات النضالية في تونس. وهي أحداث كشفت أنّ الجماهير ليست متخلّفة كما يريد البعض (الذين هم في أبراجهم العاجية) و »النخبة التونسية » ليست متخلّفة كما يردد البعض، ولكن المشكلة الحقيقية هي في عزلة « النخبة » وعزلة « الجماهير » عن بعضها بعضا. فلا أحد ينكر عمل « النخبة » منذ سنوات في دفاعها عن حريّة التعبير وحقّ تكوين الأحزاب وإصدار الصحف، وتلك النضالات المتواصلة ستعطي أكلها وتنتصر رغم أنواع القمع والتعذيب والقتل والتهميش والإقصاء والهرسلة والتع تيم والمصادرة والمنع… من الأساليب الغاشمة التي أتخذها النظام الحاكم نهجا وسبيلا.

إنّ ما حدث هو وليد حركة نضالية قادتها الأحزاب المعارضة والحركة الطلابية التي قدّمت خيرة أبنائها للسّجون والتعذيب. وعلى الحركة الطلابية أن تلتحم بالجماهير. وهذا رأيي كاتبا وإعلاميا تونسيا، مؤمنا بالنضال اليومي من أجل الكرامة والعمل والتشغيل وحرية التعبير وحق التظاهر والاحتجاج…

بقلم: فراشة الضوء يتبع (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 جانفي  2010)


عفاف بالناصر
ناموا أيّها السجناء، فالعرس قد ابتدأ من رنين أصفادكم


وأنا ساهرة أحرس ليل قلعتكم من الريح والأوجاع والأعداء.. ساهرة حتّى رحيل الليل أحبك من رموش العين أغنية تهدهدكم، ناموا وحطّوا الحلم على الحلم.. واتّقدوا عناقيد في أحلامي واستريحوا من عناء الرحيل الطويل المضني ومن منازلة الرياح والأشواق.

زرّوق أو قلعة المنفى، أو صعود الفجر رويدا، يكبر العشق في زرّوق.. يتّحد بصرير السلاسل والأقفال. زرّوق/المنفى.. ترتفع هاماتكم من هناك وتناطح الغيوم، ومن هناك تبدو الكلمات طالعة.. حارّة.. حارّة، مُوجعة في طلوعها ومُرعدة في التعرّي أمام الصمت والفراغ. استريحوا فلا يمكن لخطاكم أن تتسع لأكثر من زرّوق، هناك الحلم مُكتمل.. وأنا في البدء أستميت لأحرس فجركم ومواقيت ضحكاتكم ودمعاتكم وصعود آهاتكم وأنّاتكم وانتصاراتكم الصغيرة والكبيرة.. سأحرس كلّ المعابر المؤدية إليكم وحتّى لامبالاتكم وتغيّر أمزجتكم، وفي الختم أناديكم كما لو كنتم هنا.. وأزداد التصاقا بالتراب لعلّ الجذوع تضرب في هذه الأرض وتعطي غصونا وغصونا، تكبر.. وتكبر وتفيء على ساحاتك م بظلّها. زرّوق/المنفى، حيث لا حدود للانتظار وشُحّ الذاكرة، الذاكرة التي تهبنا الحياة وتقتلنا في نفس اللحظة ولا تدلّنا على لغزها الساحر أبدا حتّى لو جلدناها طويلا، ماذا تفعلون بذاكرتكم؟ ألقوها بعيدا واستريحوا.. كسّروا مفعولها الآسر على قلوبكم أو استنسخوا ذاكرة للجدران والحكايات التي لا تنتهي.. ذاكرة للنوافذ المُشرعة على اللامكان.. وإذا ناديناكم فلا تسمعونا واتركونا للمدن المجروحة نلعق جراحاتها لعلّ للدم في غيابكم طعم أحلى. عفاف بالناصر (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 جانفي  2010)  


الزين والشين  


 
يا سامع القول نوصّيك   احفظ  بعض الخصايل ما كلّ من اسمه الزين يكون زين سمح الفعايل أول زين بن الحسين   علي بن إمام جدّه الهايل علي حيدرة بوالحسنين   سمّوه كرّار فحل صايل محال تلقى مثيله اثنين   يسمِّي عليه كلّ متفايل سميت ولدي محمد الزين يا رب يكون م الاوايل ولا يكون شبيه لغراب  البين شتّت شمل القبايل كذاب و الكذب لا وين    حكمه على الحقّ مايل ثماش من يكره الزين   حلو الأفعال و الصمايل إلاّ إذا كان فعله الشين   و الشين عنده  خصايل ياناس ربي بلانا بالزين  احني زينّا امثاله قلايل ها الاسم فيه نَصّين نَص  لا ترغب عليه البدايل و نَصّ يستاهل كفيّـن   على القفا صكّ هايـل تونس غدت بين نارين  احرّ مِ اللّضى و القوايل مِ الخوف و الفقر لثنين   الشعب دموعه همايل سترك يالله في الدارين  ريّحنا من شين الفعايل
 
أبوجعفرالعويني/06/01/2011
 
 


اعصار الطبيعة الهادئة للتونسيين


راكان المجالي في مطلع العام 1984 كنت في تونس ومن محاسن الصدف يومها أن سائق سيارة الاجرة نصحني ان اسكن في فندق « الهلتون » في ضواحي العاصمة بدل فندق « أفريقيا » في وسط البلد مؤكدا ان الفندق يوفر كل نصف ساعة رحلة الى وسط البلد ، وهكذا حطيت الرحال في « الهلتون » واذكر انه صباح يوم الرابع من كانون الثاني 1984 نظرت من شرفة غرفتي فلاحظت وجود حريق على امتداد خط بطول كيلومتر على الاقل واستنتجت انه ربما يكون حريقا لقطار لكن لا يمكن ان يكون هناك قطار بكل هذا الامتداد ، وعندها جاء عامل خدمة الغرف دعوته ليفسر لي هذا الحريق الطولي فقال لي الا تعرف ماذا حدث؟ فسألته: خير ان شاء الله؟ فقال لي ان وسط العاصمة تعرض منذ الصباح الى تظاهرات عنف عارمة ودمار وحرائق وان المتظاهرين استولوا على قلب العاصمة وان اعصار التظاهر الكاسح في كل الانحاء والحمد لله اننا بعيدون نسبيا. يومها كان لدي موعد مع الصديق المرحوم صلاح خلف « ابو اياد » عند الساعة 12 ظهرا فاتصلت به وقلت له ان الدنيا « قايمة قاعدة » في تونس وان ادارة الفندق نصحتنا بعدم الخروج فأكد لي ان الاحوال هادئة من فندقي باتجاه منطقة قرطاج على بعد كيلو مترات وارسل لي سيارة مجهزة مع سائق ومرافقين وذهبنا بأمان الى منزله ولم يكن هنالك اية مظاهرات او تجمعات في طريق الذهاب الى قرطاج ، وتناولت الغداء عنده وامضينا ساعات واستأذنته بعد الغروب حيث يحل الليل مبكرا في فصل الشتاء ان اعود للفندق خاصة وان الاخبار تتوالى عن توسع التظاهرات وامتدادها لضواحي العاصمة والعنف يزداد ، وبعد اقل من نصف كيلو في طريق العودة من قرطاج كانت هنالك مجموعة شبان تقف على مفترق طرق يوقفون السيارات ويرشقونها بالحجارة وتضطر هذه السيارات ان تعود خاصة بعد ان تأكد انه كلما توغلت كانت التجمعات اكبر واعنف. عدنا القهقرى وبحث السائق الماهر الخبير في تونس عن طريق خارجي يعيدنا الى اقاصي قرطاج وصولا الى فندق « ابو نواس » الذي امضيت فيه ليلتي تلك وقد بدأت الاخبار تصل اولا بأول ان التظاهرات خفت وبدأت بالتلاشي بعد ان ظهر المرحوم الرئيس بورقيبة على التلفزيون بخبرته وحنكته ومعرفته بالتونسيين واعلن الغاء قرار رفع اسعار الخبز الذي كان السبب في اشتعال ما سمي « ثورة الخبز ». اوردت هذه القصة لأقول: إن الشعب التونسي الذي هو اكثر شعوب الارض اتزانا واعتدالا وخاصية وطبيعة هادئة ورضا .عندما انفجر الاعصار كان انفجاره بلا حدود وذلك ذكرني بالاحداث الاخيرة التي عصفت بتونس مؤخرا وهي تختلف عما حدث في العام 1984 والتي كانت احتجاجا على قرار بعينه وكان الخطاب الجماهيري مركزا على الغاء هذا القرار وبالغائه انتهى كل ما ترتب عليه ، لكن في الحالة الراهنة اليوم فان ما يصدر من الشارع التونسي والقوى السياسية هو احتجاج على مجمل السياسات الاقتصادية والاجتماعية وقد تكون هنالك مبالغات وتطرف لفظي يصيب الرئيس بن علي وعائلته بما في ذلك فتح ملفات ونبش اوضاع بتشفي وشماتة والى حد ما فان ما يقوله العرب صحيح وهو ان البقرة عندما تقع يكثر السلاخون . التاريخ : 06-01-2011 (المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 5 جولية  2009)


بسم الله الرحمان الرحيم

شباب يقتل نفسه ولا منقذ ولا منبه أين مفتي الديار التونسية وخطباء تونس أين الحركة الإسلامية التونسية التي ما فتئت تذكرنا بالذود عن الإسلام والمسلمين


اعترف الكل أن هناك  شباب انتحر والدوافع كثيرة لم يختلف التونسيون  حكام ومحكومين في تقييم الأحداث و لعل المعارضة بكل أطيافها عبرت عن رغبتها في  تنامي الأحداث  وتصاعدها  والحكومة  محاولة أن تنهي وأن تجعل حدا   للتحركات أو الشغب كما تسميه  بحلول كتغيير الولات وبعض الوزارات واستقبال العائلات المتضررة  بفقــدان أبنائها  والوعـــــود  في تدارك عدم التوازن الجهــــوي في التنمية    لكن العجيب لا في تونس ولا في خارجها من رفع صوته عاليا منبها شباب تونس ومحــذرا من منطق الإنتحـــار وقـــتل النفــــس التي حرم الله قتلها تحت أي ذريعة  فقر أو ظلم أو غيره  وترقبت أن تتكاثر الأصوات من كل جهة منبهة شباب تونس  من مغبة هذه الطريقة في البحث عن حل  في العمل والرزق الكريم ألا وهو  الإنتحار في مواجهة تحديـــات الحياة نعم هو انتحار و جعل نهاية للحياة’ نــــفـــزع عندما رصاصة شرطي تجعل نهاية لحياة إنسان ونسكت ولا نعير الموضوع اهتمام  لمن ينتحر جاعلا نهاية لحياته بقارورة بنزيــــــن لعلنا لا تخـــــتلف في الوضع السياســــي العــــام  بالـــــــبلاد والحالة الإ قتــــــصا دية تحــــــليــــــــلا وخـــــــــلاصة   لكن  نسكت عن شباب ينتحر وينهي حياته بطريقة يشمئز منها الشعور  البشري وهو الحرق بالبنزين أو رمي الشاب نفسه في بئر أو بصعقة كهربائية  أرفع صوتي مناديا مفتي البـــــلاد التونسية و أئمة البــــلاد ومشا ئخها  ومعلميها وأساتــــذتها وكل المؤسسات المدنية بدون استثناء  والإعلام التونسي  لتحذير الشباب من هذا المسلك   والبدائل كثيرة إن كانت هناك رغبة  صادقة في تغيير الأحوال فالتظاهر والإعتصام وإضراب الجوع المراقب بطبيب   والكتابة  والبحث عن طرق جادة في تنبيه المجتمع والدولة عن أثار البطالة  والمشاكل الإجتماعية إن النفس البشرية كما هي ليست ملكا لشرطي كي ينهيها برصاصة طا ئشة ولا لصاحبها حتى ينهيها متى أحس بالضعف كما أراد ومتى شاء إنما هي ملك لبارئها وخالقها   خلقت لتحي  وتكـــــــدح إلى أن  تلقى مـــــــــولاها  لعل بتنبيهنا وتحذيرنا لشبابنا  ننجح في إيقاف كل من تحدثه نفسه أمام عراقيل الحياة أن يجعل حدا لحياته  في لحظة  ضعف ينسى يوم الحساب والأهم من ذلك أن يعلم شبابنا وكل شعبنا أن بعد العسر يسر وأن النفس البشرية أعظم من أن نجعل لها حدا متى شئنا .   وهذا لا يمنعني أن أترحم على من مات واطلب من الله أن يلهم العائلات الصبر والسلوان والأمل أن العقلاء في بلادي  يحذروا شبابنا لا بالتحريم فقط بل بفتح الأمل لأبنائنا والبحث عن  حل ينهي  حالة اليأس والإحباط  وأن العسر لا يدوم  والسلام      مــــحـــمـــد الطاهر القـــنـــــطاسي باريس في06.01.2011     


شباب غاضب يجتاح الأحياء والمدن احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الأساسية شغب ومواجهات عنيفة في العاصمة و البليدة وهران والجلفة وتيبازة  


 ر . أحمد /لخضر . ر/ ب . إسلام / م.رفيق/ محمد حمادي   

شهد عدد من المدن الجزائرية على غرار العاصمة، البليدة، تيبازة، وهران احتجاجات، قال المشاركون فيها انها رد فعل على الزيادة في أسعار المواد الغذائية التي شهدتها السوق مع بداية العام، حيث عبرت هتافات الناس عن ضيق شديد وعدم استعداد لتحمل هذه الزيادات التي وعدت الحكومة على لسان وزير التجارة أنها ستتخذ بشأنها إجراءات تحمي من خلالها المواطنين ومصالحهم .

احتجاجات في باب الواد وساحة الشهداء وبلكور

عاشت  مساء الاربعاء احياء باب الواد وساحة الشهداء وبلكور    في العاصمة أجواء احتجاجية واسعة بعد إقدام مجموعة من شباب الاحياء  في حدود الساعة الثامنة وأربعون دقيقة  على قطع الطريق وحرق إطارات السيارات ومحاصرة مقر محافظة الأمن الخامسة  في باب الواد ،وحسب شهود عيان فلقد تدخلت الشرطة  التي استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريق جموع المحتجين الذين رفعوا شعارات ضد غلاء اسعار المواد الاساسية التي ارتفعت بشكل جنوني مع بداية السنة الجديدة

المحتجون قاموا بأعمال شغب واعتدوا على حافلة نقل الطلبة 8 جرحى في احتجاجات بني تامو ضد غلاء المعيشة

 نظم مساء أمس مواطني حوش »لوفي« التابع  لبلدية بني تامو بولاية البليدة حركة احتجاجية ترجع أسبابها حسب المحتجين إلى التهاب أسعار مختلف المواد الغذائية وعلى رأسها مادتي الزيت والسكر التي شهدت مؤخرا ارتفاعا اعتبره هؤلاء جنونيا، حيث قام الشباب المحتج بغلق الطريق المؤدي إلى بلدية وادي العلايق باستعمال المتاريس وجذوع الأشجار بالإضافة إلى الصخور الكبيرة على طول المسلك وأقدموا على الاعتداء على السيارات المارة من هناك عن طريق تحطيم زجاجها وكذا الاعتداء على حافلة نقل الطلبة التي كان على متنها مجموعة من طلبة جامعة سعد دحلب، حيث تعرضت هاته الأخيرة إلى وابل من الحجارة تسببت في تحطيم زجاجها الجانبي والأمامي، كما أصابت حجارة المحتجين 08 طلبة تسببت لهم في جروح متفاوتة الخطورة، وقد استدعى ذلك الاستنجاد بمصالح الدرك الوطني ببني تامو والتي تم تدعيمها بقوات الدرك التابعة للكتيبة الإقليمية بالعفرون، حيث تدخلت على جناح السرعة من أجل انقاذ سيارات المواطنين وحافلات نقل الطلبة من أعمال الشغب والتي باشرها سكان الحوش المذكور، وخشية تصاعد الاحتجاجات إلى أعمال عنف، إذ تمكنت عناصر الدرك من تفريق المحتجين بعد مطاردتهم من قبل قوات الكتيبة وأفراد مكافحة الشغب وفتح الطريق الرئيسي، كما تدخلت عناصر الحماية المدنية من أجل إسعاف الجرحى ونقل أصحاب الحالات الاستعجالية إلى المستشفى لتلقي العلاج.

مواطنو بوشاوي يخرجون للشارع

السكر والزيت….. أين أنت يا اويحي »؟ هو الشعار الذي أطلقه مئات المواطنين بمن فيهم الأطفال والنساء، في ساعة متأخرة من مساء أمس، في شوارع مدينة بوشاوي وسط بالجزائر العاصمة، تنديدا بغلاء المعيشة وارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية، وقام المتظاهرون بغلق جميع الطرق المؤدية من وإلى الجزائر العاصمة، باستخدام المتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية، مؤكدين على أن الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية وتراكم المشاكل الاجتماعية فجرت غضبهم، وقد تدخلت مصالح الدرك الوطني لتفريق جموع المحتجين خوفا من الانزلاقات التي قد تحدث جراء هذا الغضب الشعبي.

تواصل الإحتجاجات لليوم الثاني توقيف 17 شابا في إحتجاجات رفع أسعار المواد الغذائية بتيبازة

تواصلت الإحتجاجات على مستوى ولاية تيبازة ليومها الثاني على التوالي، حيث قام ليلة الثلاثاء سكان حي كركوبة ببلدية القليعة بقطع الطريق الرابط بين الحي والمدينة، كما أقدم سكان بلدية فوكة على غلق الطريق الرابط بين مدينتهم وبلدية القليعة، فيما قطع العشرات من سكان بلدية الدواودة الطريق الولائي رقم 57 الرابط بين بلدية الدواودة ومدينة القليعة المؤدي إلى الجزائر العاصمة، وهذا بالحجارة والمتاريس وإضرام النار بالعجلات المطاطية إحتجاجا على رفع أسعار المواد الغذائية وندرة مادة الحليب، الوضع الذي أستدعى تدخل مصالح الأمن  لتفريق المتظاهرين وتسريح الطرقات التي شلت بها حركة المرور لساعات، حيث أكدت مصادر موثوقة « للشروق » أنه تم من خلال ذلك إيقاف ما مجموعه بالبلديات الثلاث 17 شابا لضلوعهم في عمليات شغب وتخريب ممتلكات عمومية وخاصة، إذ أوقف 2 على مستوى الشعيبة ينحدرون من دوار الحلاوجة كانا بصدد التجهيز لقطع الطريق مع شلة من رفقائهم بعد أن ضبط بحوزتهم عجلات مطاطية ومواد سريعة الإلتهاب، وشاب واحد من مدينة فوكة و14 شابا من بلدية الدواودة، وبدورها قامت مصالح الأمن بتحرير محاضر ضدهم ليقدموا أمس أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة. مصالح الشرطة القضائية تحقق مع 8 موقوفين بسبب احتجاجات الجلفة

واصلت أمس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالجلفة تحقيقاتها مع 08 موقوفين في أحداث الشغب التي رافقت عملية تهديم 30 بناء فوضويا بحي بن سعيد، والتي خلفت إصابة سائق جرافة و11 شرطيا بجروح، أحدهم في حالة خطيرة، نقل مساء على أول أمس على جناح السرعة إلى المستشفى المركزي، وتلقى العلاج اللازم بعد دخوله في غيبوبة، وحسب المعلومات التي تحصلت عليها « الشروق اليومي » فقد تماثل الشرطي المصاب يوم أمس للشفاء. واستمر استماع مصالح الشرطة القضائية للموقوفين تحت إشراف وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بالجلفة إلى غاية مساء أمس، قبل تقديمهم للمثول أمامه والتحقيق معهم، بتهمة مقاومة قوة عمومية أثناء أداء المهام والجرح والضرب العمدي.

احتجاجا على التهاب أسعار المواد الغذائية الأساسية شغب واسع في وهران وشباب يجتاحون وسط المدينة وعدة أحياء العشرات من الغاضبين شلّوا حركة المرور واحتجزوا شرطيا

أقدم أمس، العشرات من الشباب بحي تيريقو الشعبي في وهران على شل حركة المرور؛ حيث أغلقوا الطريق المؤدي إلى ملعب أحمد زبانة بواسطة الحجارة والعجلات المطاطية التي أشعلوا فيها النيران؛ احتجاجا منهم على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، منددين في الوقت ذاته بما وصفوه بالحقرة والتهميش وانعدام فرص العمل.

عاش أمس، حي تيريقو بوهران، أجواء مشحونة أعادت إلى الأذهان أعمال الشغب التي اندلعت منذ عامين بالمدينة بعد سقوط فريق المولودية إلى القسم الثاني؛ حيث أعاد العشرات من الشباب الذين جاءوا من أحياء متفرقة بالمدينة سيناريو الشغب من جديد، ولكن هذه المرة انطلقت شرارة الغضب بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، ناهيك عن أزمة السكن والبطالة. أكوام من الحجارة متناثرة عبر الطرق، عجلات مطاطية تتصاعد منها ألسنة اللهب… هي المشاهد التي استفاق عليها سكان حي تريقو الشعبي بوهران؛ حيث قام العشرات من الشباب الغاضبين بقطع الطريق المؤدي إلى ملعب أحمد زبانة، بواسطة الحجارة والعجلات المطاطية، لتتدخل قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، الذين رفضوا إخلاء المكان وهاجموا رجال الأمن؛ ما أدى إلى نشوب مواجهات بين الطرفين، في حين راجت معلومات عن إقدام الجموع الغاضبة على احتجاز شرطي، الأمر الذي دفع بمصالح الأمن إلى التدخل وتحريره، هذا وتمكنت عناصر من تفريق المحتجين وفتح الطريق أمام المركبات، مرفوقة بعناصر الحماية المدنية التي أخمدت ألسنة اللهب.

 

« الشروق اليومي » وقفت على تعزيزات أمنية مكثفة لعناصر الأمن، الذين تدفقوا على المكان بالزي الرسمي والمدني، وراحوا يطاردون المتظاهرين إلى داخل بعض الأحياء على غرار البحيرة الصغيرة، ولم تكد عناصر الأمن تفرق المحتجين بحي تريقو حتى اندلعت  شرارة غضب أخرى بأحياء الحمري وبلاطو وامتدت إلى وسط المدينة، ما استدعى استنفارا أمنيا لتجنب انزلاق الأوضاع، خاصة بعد أن حاول بعض المحتجين تخريب بعض المحلات، التي سارع أصحابها إلى غلقها، أما شارع واجهة البحر فقد عرفت المقرات الإدارية وكذا المحلات به هجوما من طرف المتظاهرين، الذين صبوا عليها وابلا من الحجارة، وينبغي الإشارة، إلى أن العشرات من الشباب الذين احتجوا في أحياء متفرقة من عاصمة غرب البلاد، صدحوا بشعارات نددوا من خلالها بالأوضاع الاجتماعية المزرية التي يتخبطون فيها وفي مقدمتها البطالة وأزمة السكن، وفي هذا السياق كان سكان الحي القصديري بلانتير، قد دخلوا منذ يومين في مواجهات مع عناصر الأمن، احتجاجا على هدم أكواخهم القصديرية، علما أن حي دالمونت كان أيضا على موعد مع تجمع لمجموعة من الشباب الذين عبروا عن غضبهم إزاء ارتفاع الأسعار، في حين شهدت المدينة البترولية حركة احتجاجية أخرى، قام بها العشرات من الشباب، الذين استغلوا الفرصة للتنديد بعدم توظيفهم في هياكل سوناطراك التي لا تبعد عن مقر سكناهم سوى بضعة أمتار، وعلى الرغم من أن الحركة الاحتجاجية التي اندلعت بالأحياء والبلديات التابعة إلى وهران، لم تسفر عن خسائر مادية أو بشرية، إلا أن الأجهزة الأمنية استنفرت جميع قواتها، من أجل احتواء الوضع وتجنب إنزلاق آخر على غرار مع حدث منذ عامين.

(المصدر: الشروق الجزائرية بتاريخ 06 جانفي 2011 )  


السيد عبد الباسط بدوي السنوسي سفير جمهورية السودان بتونس لـ « مواطنون » حول استفتاء 9 جانفي 2011 لتحديد مصير جنوب السودان: انفصال مع سلم أفضل من وحدة مع حرب…

 


حاوره عادل الثابتي     yaminafree@gmail.com         يقف السودان اليوم على أبواب التقسيم ، كل التوقعات تشير إلى أن الاستفتاء حول حقّ تقرير في جنوب السودان بين الوحدة والانفصال الذي سينظم يوم 9 جانفي الحالي سيؤدي إلى انفصال الجنوب . كما تؤكد جلّ التقارير الواردة من المنطقة أن مستقبل السودان لن يكون شبيها بماضيه. إنها ضربة أخرى تُوجَّه إلى دولة عربية وإنه جزء آخر من الوطن العربي سيرشح للانفصال في الوقت الذي تتوحد فيها كيانات أخرى في أوروبا وغيرها.حسرة وألم يحس بها كل غيور على وحدة هذا الوطن العربي الكبير ولكن أيضا أسئلة تخامر ذهن الجميع : لماذا وصلنا إلى هذا « الحل « ؟ ما المستقبل؟ كيف سيواجه شمال السودان هذا الوضع الجديد؟ كلّ هذه الأسئلة حملناها إلى سعادة سفير جمهورية بتونس السيد عبد الباسط بدوي السنوسي الذي استقبلني أنا و مدير تحرير الجريدة الدكتور عبد اللطيف عبيد في مقر السفارة السودانية بحفاوة السودانيين البالغة وتفضل مشكورا بالإجابة عن أسئلتنا فكان لنا معه الحوار التالي :  1/  سعادة السفير، إن الحدث الأكبر الذي ينتظر السودان هو استفتاء 9 جانفي المتعلق بتحديد مصير الجنوب، وهو محل اهتمام ومتابعة التونسيين الذين يودّون معرفة الكثير عن هذا الحدث. فهل من توضيح حول هذه المسألة؟

-إن موضوع الاستفتاء حول مصير جنوب السودان هو في نهاية المطاف استحقاق دستوري تراضت عليه القوى السياسية السودانية . و كان قبول ما يسمى حق تقرير المصير لجنوب السودان هو الثمن اللازم لإيقاف الحرب والعنف. ونحن نردد دائما أن انفصالا مع سلام أفضل من وحدة مع حرب، لأن هذه الحرب استمرت طويلا، ومختلف القوى السياسية قد تراضت على إعطاء هذا الحقّ لأبناء جنوب السودان. ولكن حين وُقِّعت اتفاقية السلام الشامل بنيفاشا في كينيا سنة 2005 بيننا وبين الحركة الشعبية بجنوب السودان بزعامة الراحل جون قرنق، كان المفهوم أنّ التنصيص على موضوع حق تقرير المصير الغرض منه هو ترسيخ الوحدة على أسس طوعية وأسس جديدة:  هناك فترة انتقالية تدوم 6 سنوات من 2005 إلى 2011 تترك فيها الفرصة لترسيخ هذا المفهوم. لكن يبدو أن أعضاء الحركة الشعبية كان لهم مفهوم آخر انحرف عن المفهوم الأصلي، وهذا المفهوم بدأ يتكشف يوما بعد يوم إلى أن تأكد بصورة قاطعة مؤخرا. وعلينا أن نهيئ أنفسنا شيئا فشيئا للانفصال. نقول ببساطة إن الحكومة السودانية ستقبل بنتيجة الاستفتاء إذا ما جرى على أسس من الشفافية والنزاهة.

2/ يعني هذا أن الحكومة الحالية، وهي التي وقعت اتفاقية نيفاشا، ليست بنادمة عن هذا الخيار الذي تعهدت فيه بإجراء استفتاء 9 جانفي 2011؟

  نعم. كما ذكرت لك كان الخيار الأساسي وقتها هو إيقاف الحرب بأي ثمن حتى ولو كان الثمن هو الموافقة على حق تقرير المصير .ولم يكن هذا بدعا من المواقف للحكومة الحالية، لأن  ما يسمى مؤتمر القضايا المصيرية الذي انعقد بأسمرة في أريتريا سنة 1995 بين قوى المعارضة السودانية نصّ على هذا الحقّ. فالموضوع طرح من قبل المعارضة في البداية، والحكومة وافقت بعد 10سنوات أي سنة 2005.بالتالي نستطيع أن نقول إن هذا المفهوم وهذا الحق أصبح مُجْمَعا عليه من كل القوى السودانية حكومة ومعارضة.

3/هناك من يقول من صلب المعارضة السودانية ،أعني حزب الاتحاد الديمقراطي ، إن الحكومة السابقة لحكومة الإنقاذ التي مَسَكَتْ السلطة في السودان في 30 جوان 1989 كانت على وشك عقد اتفاق مع الحركة الشعبية يضمن الوحدة والتعايش،  ولكن قدوم حكومة الإنقاذ هو الذي جعل هذه الأهداف تحيد عن مسارها. فما رأيكم؟

– الوقائع تكذب ذلك، لأن أول نشاط قامت به حكومة الإنقاذ هو عقد مؤتمر المائدة المستديرة في شهر أكتوبر 1989 أي بعد ثلاثة أو أربعة أشهر من قيام ثورة الإنقاذ الوطني. وهذا المؤتمر دُعيت إليه كل القوى السياسية  وحتى الشخصيات السودانية في الشمال والجنوب للالتقاء على حلّ مشكل الجنوب وطُرِح كتوصية للمؤتمرين آنذاك ما يسمى بالنظام الفدرالي، وهذا كان خيار كل هذه القوى السياسية المختلفة الاتجاهات. وبالفعل عملت الحكومة على تطبيق هذا النظام الفدرالي في 26 ولاية من خلال المفاوضات.

4/ كل القوى السياسية بما في ذلك حزب الأمة والاتحاد الديمقراطي ؟

كل القوى السياسية شاركت وحتى الشخصيات، كلها دعيت إلا من أبى. والتوصية الأساسية كانت تطبيق النظام الفدرالي في السودان. والحكومة بعد فترة قصيرة تولت العمل بهذه التوصية و طبقت النظام الفدرالي بإعطاء درجة من الحكم الذاتي لمختلف الولايات خاصة الولايات الجنوبية أي في 26 ولاية و9 ولايات في الجنوب، واستمرت المفاوضات في أبوجا وفي أديس أبابا وفي نيروبي …الحكومة كان طرحها إيجاد حلّ جذري.

5/ مع الحركة الشعبية قبل أن يتوفى جون قرنق ؟

نعم.و كادت المفاوضات أن تفضي إلى اتفاق في أبوجا ولكن حال دون ذلك حجم الضغوط الدولية وحجم الأجندة العالمية وحجم المؤامرات التي يبدو أن لها هدفا واضحا منذ البداية.

6/ إلى أي حد يمكن أن نلقي بمسؤولية تقسيم السودان على المخططات الإسرائيلية والأمريكية، علما أن البعض يلقي بالمسؤولية كاملة على حكومة المؤتمر الوطني، خاصة إثر انقسام الجبهة القومية للإنقاذ إلى مؤتمر وطني ومؤتمر شعبي، ويتهمها بسوء إدارة الأزمة ؟

لو لم يكن هناك حسن إدارة للأزمة لما توصلنا إلى اتفاق السلام التاريخي أصلا. الذي توصل إلى اتفاق سلام تاريخي بهذا الحجم هو الحكومة الحالية سنة 2005. الفترة الانتقالية هي التي برزت فيها بعض المفاجآت من 2005 الى2011 ، والتي أوضحت كما ذكرت في البداية إلى أي مدى أصبح موضوع فصل جنوب السودان من أولويات وأجندة بعض القوى الخارجية، فأي متابع بسيط للتصريحات والسياسات يدرك إلى أي مدى هذه القوى حريصة على فصل جنوب السودان. أشير إلى  أمور تلفت الانتباه: حينما حضر مندوبو مجلس الأمن إلى السودان  والتقت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية  مع رئيس مفوضية الاستفتاء وذكر لها موضوع العراقيل والصعوبات التي تعترض إنجاز الاستفتاء في الوقت المحدد له قالت له: انس الجوانب القانونية والشرعية وأنجز الاستفتاء في تاريخه. فالضغوط وصلت إلى هذا الحدّ: فالقصد ليس معرفة آراء أهل جنوب السودان بل القصد هو إنجاز هذا الفصل بأي ثمن.

7/ كمال الهلباوي القيادي في تيار الإخوان المسلمين في مصر قال إن حكم  بعض الوطنيين للسودان كان أكثر عدلا  من حكم الإسلاميين الذي يعتبره قد أدى بنا إلى كارثة التقسيم. إلى أي حد يُعتبر هذا القول صحيحا ؟

نرد على هذا السيد بسؤال: ماذا فعلت الحكومات السودانية المتعاقبة لحلّ مشكلة جنوب السودان؟ حكومة الإنقاذ أوقفت الحرب في جنوب السودان. هناك عوامل إقليمية ودولية  تظافرت في اتجاه الانفصال رغم رغبة الحكومة في المحافظة على السلام والوحدة. فإذا كان من أخطاء للحكومات أدت إلى هذا الأمر، وحتى نكون موضوعيين شيئا ما، أقول إنّها أخطاء تراكمية لا يُسأل عنها نظام واحد ولا تسأل عنها حكومة واحدة. المسؤولية جماعية. فمبدأ تقرير المصير تقرر من قِبَلِ قوى المعارضة منذ 1995، وحكومة الإنقاذ لم تأت بجديد بل وافقت عليه لأنه أصبح من أدبيات السياسة و أصبح حقا مكتسبا للجنوبيين. موضوعيا لا أبرّئ أي حكومة منذ الاستقلال من هذا التقصير، و لولا ذلك لما وصلنا إلى هذه المرحلة.

8/ البعض يعتبر أن عدم حسن إدارة التنوع الديني والعرقي والثقافي في السودان هو الذي أدى إلى هذا التنافر والرغبة في الانفصال، وخاصة مسألة تطبيق الشريعة المفروضة بشيء من القوة والتي أدت إلى رغبة المسيحيين والإحيائيين أصحاب الديانات المحلية إلى تفضيل انفصال مع حفظ الحقوق الثقافية والعرقية على وحدة اندماجية قسرية؟

  هذا الكلام سابق لاتفاقية نيفاشا، ولكن اتفاقية نيفاشا بما فيها من تفاصيل واتفاقيات فرعية وجزئية حسمت هذه القضايا تماما، لذلك كان موضوع  إعطاء مساحة كبيرة وحتى حق تقرير مصير لأبناء الجنوب. والجنوب له وضع متميز وأنشئت مفوضية خاصة بالتعايش الديني والسلمي وفيها حفظ حقوق غير المسلمين. ولا أذكر أن السياسيين الجنوبيين قد طرحوا هذا الأمر مؤخرا كسبب للانفصال. واتفاق نيفاشا هو اتفاق شامل حدد تقسيم السلطة والثروة  وحدد وضعية الجنوب من الناحية السياسية ومن الناحية السيادية وحدد توزيع السلطة ومستقبل الجنوب.  اتفاق نيفاشا جبّ ما قبله من أوضاع .الأمر الآخر هو موضوع وحدة الأعراق في الجنوب: نحن نرجو هذه الوحدة ونتمناها سواء انفصل الجنوب أم بقي، لأنها في مصلحة الجميع ولأن التناحرات القبلية في الجنوب تؤثر على الجنوب وعلى الشمال معًا.

9 / ماذا لو بقي جون قرنق حيا، هل كان سيوافق على الانفصال؟ وماذا تتوقعون حول وضعية الجنوب في صورة الانفصال؟

  السؤال حول جون قرنق هو سؤال افتراضي لا أحد يستطيع الإجابة عنه. ولكن أقول إن جون قرنق كانت له توجهات وحدوية وكان يصرّ على وحدة السودان على أسس جديدة وهو ما كان يسميه بالسودان الجديد، وهذا ما نعرفه على الأقل ظاهريا. أما بالنسبة إلى مستقبل الجنوب فكل ما أقول إننا  نتمنى في كل الحالات ، في حالة الوحدة أوفي حالة الانفصال وهو الأرجح، الازدهار والاستقرار، ونرجو أن يكون دولة شقيقة صديقة للشمال لأنّ ما يجمع بين الشمال والجنوب كبير جدا رغم ما قيل عمّا يفرق. ركز البعض على ما يفرق، ولكن نقول إن ما يجمع كبير وكبير جدا سواء من الناحية الاقتصادية أو من الناحية الاجتماعية، وهناك تداخل سكاني وتزاوج. ونحن نتمنى علاقة أرقى بين الشمال والجنوب.

10/ يبدو أن شمال السودان سيكون أكبر متضرر من التقسيم خاصة فيما يخص موارده المتأتية من النفط الذي سيكون في معظمه تحت سيطرة الجنوبيين. كيف ترون المسألة؟ وما هي المصادر التي ستعوِّض بها حكومة دولة شمال السودان المداخيل المتأتية من النفط الجنوبي؟

أولا: الاحتياطي النفطي موجود في الجنوب وفي الشمال. صحيح أن النفط المستغل الآن يوجد في الجنوب، ولكن من ناحية الاحتياطات وإمكانية الاستغلال فإنها أوفر وأكبر في الشمال. 

 ثانيا: ليس النفط وحده هو الذي ينتجه الشمال. هناك مصادر كثيرة للاقتصاد السوداني آن الأوان للاهتمام بها. فإذا تحدثنا عن الموارد المعدنية ، هناك الذهب  وهناك كميات كبيرة منه وتقدر مداخليه  بملياري دولار. ومنذ أشهر تمّت اكتشافات جديدة ومثيرة في هذا الميدان في مختلف جهات السودان، وهذا يغني الميزانية.

ثالثا: الزارعة التي يجب أن تكون، في رأيي، أول مصدر من مصادر الثروات الرئيسية  في السودان. وينبغي استغلال هذا المصدر بصورة أمثل، وهذا يتم الآن في مشروع النهضة الزراعية.       

     11/ خلال الأيام القليلة الماضية أعلنت خمس دول من دول المنبع أنها ستناقش الحقوق التاريخية للمياه في نهر النيل وهو ما سيضع نصيب السودان ومصر من هذه المياه في دائرة الخطر. ما هو رأيكم؟ وكيف استعددتم للأمر؟

  أولا: الثمانية عشر مليار متر مكعب المخصّصة للسودان نسبة عالية ليست مستغلة. وهي حصة تمثل حقوقا وليست استهلاكا فعليا. 

ثانيا: ما يمر بجنوب السودان هو النيل الأبيض الذي ينبع من بحيرة فيكتوريا بأوغندا ، وذلك مقابل النيل الأزرق الذي يأتي من أثيوبيا وهذا ليس له علاقة بجنوب السودان. ومسائل المياه بالنسبة للسودان والدول المجاورة هذه مسائل خاضعة لاتفاقيات دولية والمفاوضات مستمرة منذ 10 سنوات ونأمل أن توجد حلول تضمن حقوق كل الأطراف، لأنه ليس من حق أي دولة أو جهة أن تغمط الدولة الأخرى حقها. والشيء الأخر الذي أود أن أقوله إن مصادر المياه في السودان متنوعة، فهنالك النيل بشقيه: النيل الأبيض والنيل الأزرق، وهنالك  مياه جوفية  في السودان، وهناك زراعة مطرية أيضا في السودان. والحديث عن نقص للمياه سابق لأوانه لأنه يجب الآن الحديث عن استغلال ما هو موجود ومخصص ومعترف به قانونيا بصورة أمثل حتى نفيد المجال الزراعي.

12/ يتساءل البعض بعد مقابلة الحركة الشعبية لكل أحزاب الجنوب للتشاور حول مستقبل الجنوب لماذا تصر حكومة المؤتمر الوطني على مواصلة الاستفراد بالسلطة والرأي؟ ويقول هؤلاء: لماذا لا يعقد المؤتمر الوطني ندوة لمختلف أحزاب الشمال للتحاور بشأن مستقبل السودان بعد التقسيم؟

   الاتصالات مستمرة مع مختلف القوى السياسية. ولا بد أن نفرق بين شيئين: موضوع حكم السودان    و القضايا الكبرى. الحكم حصل بالانتخابات وربما يأتي الوقت للاتفاق حول مستقبل شمال السودان من ناحية دستورية، ولكن ينبغي التفريق بين التفكير في المصلحة القومية ومستقبل السودان وأجندة البعض في السعي إلى الحكم بأي ثمن، بينما الانتخابات أوضحت الأوزان الطبيعية لكل حزب سياسي في البلاد.

13/ الإصرار على الانفراد بالسلطة، وهو ميزة عربية مع الأسف، قد يتصادم مع الحاجة إلى الائتلاف برغم أنك قد تكون الأقوى والأكثر شعبية، خاصّة و أن الانتخابات السودانية الأخيرة وقع التشكيك فيها؟

   الانتخابات تم الاعتراف بها من قبل عديد المراقبين وليست هناك انتخابات نزيهة مائة بالمائة ولو في الولايات المتحدة وأوروبا. ونتجاوز هذه النقطة ونقول:  الآن الجهات الحكومية منشغلة بالاستفتاء وهذه قضية كبيرة جدا، وربما يأتي الوقت الذي تطرح فيه الحكومة رؤى حول المستقبل.

14/ ماذا يقصد الرئيس عمر حسن البشير بالتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية في صورة حصول الانفصال، هل هو تهديد؟ إن كان كذلك فمن يهدد ؟ وإن لم يكن كذلك فكيف نفهم هذا التصريح؟

– هذا التصريح أتى في سياق معين وقضية معينة، لكن لا أظن أنّ هناك تغييرا محددا في القوانين وفي النظام المطبق في السودان حتى الآن.

15/ هل لكم سعادة السفير من كلمة أخيرة إلى قرّاء « مواطنون »؟

     – لا بد من أن أشكر اهتمام المواطن التونسي و المواطن العربي عامة بقضايا السودان. وأقول إن قضيتنا واحدة ، فإن كان هناك استهداف للسودان فهو ليس استهدافا للسودان لوحده بل لوضعه الجيواستراتيجي وللكل وللجيواستراتيجيا العربية والإسلامية، وليس الأمر بمعزل عن استرايتجية دولية تستهدف المنطقة برمّتها، والسودان ما هو إلا دولة من دول المنطقة. نرجو أن تحدث صحوة ونتلافى ما يمكن تلافيه من خسائر في منطقتنا هذه التي  عانت كثيرا من التشرذم والتمزق، ولا حلّ إلا في توحّد الكلمة.

مواطنون عدد 140- جانفي 2011  

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.