TUNISNEWS
8 ème année, N° 3180 du 05.02.2009
حــرية و إنـصاف:قرصنة صهيونية في المياه الدولية قبالة غزة
السبيل أونلاين:انتهاكات ضد مساجين سابقين..الحرزي في بغداد والزائري مضرب
كلمة:العميد بن موسى محاصر من قبل أعوان البوليس السياسي
كلمة:قفصة: أحكام قاسية ضد قيادات الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي
كلمة:رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوربي تدين إنتهاك حقوق الإنسان في تونس
الرابطــة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان :بيـــان استمرار القسوة ضد قيادات الحوض المنجمي
الرابطــة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان :بيـــان
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس:محاكمة غير عادلة وأحكام قاسية
حركة النهضة : مسلسل توظيف القضاء وانتهاكات حرية التعبير يتواصل
الحـــــــــزب الديمقراطـــــــــــي التقدمــــــــــــــي : بيــــــان
الحــــــــزب الديمقراطــــــــــــي التقدمـــــــــــــي : بــــــلاغ
الإتحـــــــــاد الديمقراطــــــــــــــي الوحـــــــــــدوي: بـيــــــان
الصباح:أحداث الحوض المنجمي: محكمة الاستئناف بقفصة تصدر أحكاما ضدّ المتّهمين الـ38
الحزب الديمقراطي التقدمي : لا للإفــــــــــلات من العقـــــــــــــاب
عبدالسلام الككلي: تفاعل الأزمة بين المركزية النقابية ونقابة الجامعيين
جمعيـة النهـوض بالطـالـب الشـابـي: محاضرة للأستاذ لمين البوعزيزي: مستقبـل المقاومـة الفلسطينيـة وآفاقها بعد ملحمة غزة
جمعيـة النهـوض بالطـالـب الشـابـي: محاضرة للأستـاذ البشيـر التركـي:الخلق : نشأة الكون وتطوّره
تقرير: محمد أمزيان- إذاعة هولندا العالمية:تونس: نمو الاقتصاد وتراجع الحريات
عبد السّلام بو شدّاخ :هل يمكن تحقيق المصالحة بدون الحوارالوطني
خالد شوكات:بين بورقيبة .. وارسلان
رويترز:تونس تعد برنامجا احتفاليا « للقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية »
الصباح:حفل فنّي ضخم يروي تاريخ القيروان يوم 8 مارس
آمال موسى:مشاكل الكتاب في تونس
الروائية آمال مختار تتحدث لـ«الصباح»:** من يتحدّث عن الجسـد كإغـراء… فإنه يعانـي من الجهـل..!
محمد العروسي الهاني : التاكيد على شفافية قضية التشغيل و المطالبة بتكوين لجنة وطنية عليا لمتابعة التشغيل وطنيا
الاسلام اليوم:النرويج تسمح لمجنداتها المسلمات في الشرطة بارتداء الحجاب
الاسلام اليوم:رشق سفير إسرائيل في السويد بالحذاء تضامنا مع غزة
محمد شمام:كلمة الجمهور بمناسبة انتصار غزة
الأخضر الوسلاتي: يا واهمـــــــــــــــــــــــــــــــون
ناصر صلاح الدين الشاذلي : شعر :غــــــــــــــزة
أنور الحاج عمر:المرجعية الفلسطينة…. الشرعية
توفيق المديني: فرنسا تدفع الاتحاد الأوروبي لفك العزلة عن حماس
منير شفيق:معبر رفح ومسؤولية محمود عباس
الراية:عزمي بشارة: يحق لأي حركة توسيع مرجعيتها السياسية بما يتناسب مع دورها وشعبيتها
المصطفى صوليح :أربعة دول عربية مدعومة من إسرائيل تحاول اغتيال اللجنة العربية لحقوق الإنسان !!
رويترز:إسرائيل لا تتوقع ضغوطا بشأن سياسة الغموض النووي
إسلام أون لاين تحاور مدير مركز دراسة الإسلام والديمقراطية رضوان المصمودي: إقامة المشروع الديمقراطي مسئولية الإسلاميين
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 10 صفر 1430 الموافق ل 05 فيفري 2009
قرصنة صهيونية في المياه الدولية قبالة غزة
اختطفت القوات الصهيونية صباح اليوم الخميس 05/02/2009 سفينة » الأخوة اللبنانية » التي كانت تحمل 30 طنا من المساعدات الإنسانية في طريقها من ميناء لارنكا لكسر الحصار المفروض على غزة، و اقتحم جنود البحرية الصهيونية السفينة بعد تطويقها بواسطة 18 زورقا و اعتدوا على ركابها و حطموا أجهزة الاتصال ثم اقتادوها إلى ميناء أسدود و اعتقلوا طاقمها المتكون من صحفيين و رجال دين و حقوقيين و اعتدوا عليهم بالضرب ، و قد اعترفت حكومة الكيان الصهيوني أن السفينة لا تحمل أسلحة.
و حرية و إنصاف
تعتبر أن ما أقدمت عليه القوات الصهيونية من اختطاف للسفينة و تحطيم لمعداتها و اعتداء على طاقمها هو جريمة قرصنة و اعتداء على قانون الملاحة الدولية و احتجاز غير قانوني و تدين هذه القرصنة و تطالب أحرار العالم للتدخل لوضع حد للحصار المفروض على غزة و محاكمة قادة الكيان الصهيوني لارتكابهم جرائم حرب و قرصنة دولية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
انتهاكات ضد مساجين سابقين..الحرزي في بغداد والزائري مضرب
السبيل أونلاين – خاص – تونس منع الدولاتي والوريمي من زيارة المحامي نور الدين البحيري منع البوليس السياسي بعد ظهر اليوم الخميس 05 فيفري 2009 ، السجينين السياسيين السابقين زياد الدولاتي والعجمي الوريمي من زيارة المحامي نور الدين البحيري ، حيث اعترضتهم مجموعة كبيرة من أعوان البوليس ومنعتهم من اتمام الزيارة . وقد انفرد احد أعوان البوليس السياسي بالعجمي الوريمي ليسأله عن علاقته بالناشط الحقوقي ومراسل السبيل أونلاين زهير مخلوف ، وطلب منه انهاء العلاقة به ، الأمر الذى رفضه الوريمي مؤكدا أنه وحده من يحدد علاقاته الإجتماعية وزيارة من يريد . اعادة معتقل تونسي الى سجن « كروبر » ببغداد اتصل اليوم الخميس 05 فيفري 2009 ، الملاكم التونسي السابق المعتقل بالعراق طارق الحرزي ، بوالده ليعلمه أنه نقل من جديد من سجن « بوكا » بالبصرة الى سجن « كروبر » بالمنطقة الخضراء ببغداد وذلك منذ يوم الجمعة الماضي ، وقد عبّر الحرزي عن امتعاضه من تأخر سلطات الإحتلال الأمريكية في نقله الى تونس كما وعدت في وقت سابق . اضراب عاطف الزايري من أجل حق التقاضي دخل المناضل السياسي عاطف الزائري منذ البارحة (05.02.2009) عند الساعة منتصف الليل في اضراب مفتوح عن الطعام ، احتجاجا على منعه من حق مقاضاة أحد أعضاء الحزب الحاكم ، وتعود القضية الى يوم 02 جوان 2008 ، تاريخ الإعتداء عليه بالعنف الشديد من طرف الكاتب العام لجامعة القصرين « للتجمع الدستوري الديمقراطي » (الحزب الحاكم) فوزي شعبان . وخلف الإعتداء جرح عميق بالرأس نتج عنه كسر بالجمجمة ونزيف داخلي ، وقد منحه الطبيب سنة كاملة للراحة . و راسل عاطف الزائري كل من رئيس الدولة ووزير العدل وحقوق الإنسان وحاكم الناحية بالقصرين من أجل تسجيل شكوى وتتبع المعتدين عدليا ، وأحال وكيل الجمهورية بالقصرين يوم 13 جوان 2008 ملف القضية الى شرطة فريانة ولكنها ادعت انها لم تتلقى الملف رغم تأكيدات المحكمة أنها أرسلته ، وقد تسلّم الزائري رقما لملف القضية ، وقد اضطر الى اعادة تجهيز ملف جديد أودعه لدى وكيل الجمهورية مجددا ولكن الأخير لم ياذن لشرطة فريانة بالتحقيق في القضية بدعوى أنه ينتظر أمر الوكيل العام للجمهورية . ونظرا لإنكار تسلم الملف في مرّة أولى والتلكأ والتباطىء في المرة الثانية ، قرر عاطف الزائرى الدخول في اضراب عن الطعام ، للمطالبة بحق التقاضي والنظر في شكايته في أسرع الآجال وبجدية . من زهير مخلوف – تونس (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 05 فيفري 2009)
العميد بن موسى محاصر من قبل أعوان البوليس السياسي
أفادت مصادر قريبة من العميد السابق للمحامين التونسيين الأستاذ عبد الستار بن موسى الذي تولى تنسيق الدفاع في محاكمة قادة انتفاضة الرديف أنّ منزله تمت محاصرته من قبل أعوان البوليس السياسي الذين فرضوا عليه عدم مغادرة المنزل الكائن بالضاحية الجنوبية للعاصمة تونس يوم السبت 31 جانفي المنصرم متعللين بالتعليمات. تم ذلك على خلفية إلغاء اجتماع بالاتحاد الجهوي بالقيروان كان الأستاذ بن موسى مقبل على المشاركة فيه. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 5 فيفري 2009)
قفصة: أحكام قاسية ضد قيادات الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي
نظرت محكمة الاستئناف بقفصة يوم الثلاثاء 3 فيفري في القضية التي يحال فيها مجموعة من 38 شخصا جلهم من قيادات الحركة الاحتجاجية بمنطقة الحوض المنجمي و أغلبهم في حالة ايقاف منذ سبعة أشهر و وجّهت لهم تهم جنائية تتعلق بتكوين عصابة قصد الاعتداء على الأملاك العامة ومنع الجولان والاعتداء على أعوان الأمن وجمع أموال من مصادر خارجية ورمي مواد حارقة. وقد أصرت المحكمة على أن تتم مرافعات لسان الدفاع في نفس اليوم، فقد رفضت الطلب الذي تقدم به المحامون النائبين في القضية والذين فاق عددهم المائة (حضر منهم لجلسة 03 فيفري أكثر من سبعين محاميا) لتأخير القضية ولو لأجل قصير، وقد أكد العميد نيابة عنهم أن المحامين في حاجة إلى مزيد الوقت للإطلاع على الإستنطاقات التي انتهت للتو لاعتمادها في مرافعاتهم وإعداد تقارير كتابية على ضوئها تتضمن دفاعهم، خاصة وأن لا شيء يبرر التمادي في جلسة ماروطونية ترهق هيئة المحكمة ولسان الدفاع والمتهمين معا. و قد ترافع المحامون كامل الليل ليبينوا الخروقات الفادحة لأبسط قواعد الإجراءات، وما تعرض إليه المتهمون من تعذيب عاينه قاضي التحقيق ودوّن معايناته صلب محاضر استنطاقه للمتهمين، وتدليس المحاضر باعتماد تواريخ غير حقيقية للإيقاف، وغير ذلك من الخروقات الإجرائية إضافة إلى خلو الملف من أي دليل على ارتكاب المتهمين لما نسب إليهم من أفعال. ولم تستجب المحكمة لأي من طلبات المتهمين والمحامين وخاصة سماع « شهود براءة » قدمت أسماؤهم وهوياتهم للمحكمة، وعرض المتهمين على الفحص الطبي، واستجلاب دفاتر الإيقاف لمعرفة التواريخ الحقيقية لإيقاف المتهمين. وعند منتصف نهار يوم الإربعاء اصدرت المحكمة حكمها و قضت بسجن كل من عدنان الحاجي وبشير العبيدي مدة ثماني سنوات (بعد أن كان محكوم عليهما ابتدائيا بالسجن لمدة عشر سنوات وشهر واحد) فيما قضت بالسجن لمدة ست سنوات على كل من الطيب بن عثمان وعادل جيار وطارق حليمي (وكان محكوم عليهم ابتدائيا بالسجن لمدة عشر سنوات وشهر واحد ايضا) وقضت بسجن رشيد عبداوي اربع سنوات( ست سنوات ابتدائيا) وبسجن مظفرالعبيدي وعبيد الخلايفي لمدة ثلاث سنوات ( ست سنوات ابتدائيا ايضا) كما حكم بسنتين لكل من فيصل بن عمر وهارون حليمي و غانم الشرايطي ورضا عزالديني و عبد السلام هلالي وسامي عمايدي( بعد ست سنوات ابتدائيا) وسنتين لكل من بوبكر بن بوبكر وحفناوي بن عثمان ومحمود الردادي و الهادي بوصلاحي ( بعد اربع سنوات ابتدائيا) واللافت للنظر أن المحكمة نقضت الحكم الابتدائي القاضي بالبراءة في حق كل من حبيب خذير والأزهر عبد الملك وبوجمعة شريطي وعلي الجديدي وإسماعيل الجوهري وقضت في حق كل واحد بالسجن مدة عامين اثنين مع تأجيل التنفيذ. وقد بيّن جملة المتهمين عند استنطاقهم مدى حجم المظلمة التي تعرضوا إليها فبعد أن كانوا عنصر التهدئة والاتزان طيلة الأحداث التي اندلعت يوم 05 جانفي 2008 يتمّ إلقاء القبض عليهم وتعريضهم لأبشع أنواع التعذيب وهضم حقوقهم ودوس كرامتهم، وتنكّر الذين تفاوضوا معهم وأمضوا معهم الاتفاقات ليحالوا على المحكمة بتهم جنائية خطيرة وتصدر ضدهم أحكام بالغة القسوة من طرف الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة دون أن يتمّ استنطاقهم ودون تلاوة قرار دائرة الإتهام عليهم ودون دفاع ،في حين أن « العصــابات » ( حسب تعبير عدد من المتهمين)التي تسببت فيما تعانيه المنطقة من حيف والتي أجهضت بتصرفاتها الاستفزازية كل الحلول التي تم التوصل إليها بالتفاوض مع السلط المحلية والجهوية والوطنية حافظت على حريتها ونفوذها ومصالحها. و يشار الى انه تقدم اكثر من100 محام « باعلام نيابة » وحضر من تونس ملاحظين عن المجتمع المدني من بينهم الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و جمعية النساء الدمقراطيات و المجلس الوطني للحريات و جمعية المساندة للمساجين السياسيين و حرية و انصاف. كما حضر مراقبين مغاربة و اجانب من فرنسا. و استنكرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان هذه الاحكام معتبرة انه قد » شابت المحاكمة عدة إخلالات جوهرية أفقدتها صفة المحاكمة العادلة، برغم اختلافها الجوهري عما شهدته محاكمة الدرجة الأولى » وطالبت بإطلاق سراح جميع المتهمين فورا. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 5 فيفري 2009) الرابط:http://www.kalimatunisie.com/ar/14/80/241/
رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوربي تدين إنتهاك حقوق الإنسان في تونس
النشرة الاخبارية ادانت السيدة « هيلان فلوتر » ـ رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوربي ـ يوم الثلثاء 3 فيفري في مداخلتها الإنتهاكات المتتالية لحقوق الإنسان في تونس، وذكرت في الجلسة العامة للبرلمان أن الصحافة التونسية تشن حملة تشويه منذ الحادي عشر من ديسمر على الحقوقية ورئيسة تحرير كلمة السيدة سهام بن سدرين وقالت بأن أساليب تلك الحملة غير مقبولة ومتنافية مع دولة القانون. كما ذكرت تعرض السيد عبد الحميد أمين منسق التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان إلى المنع من دخول التراب التونسي دون ذكر الأسباب. ثم تحدثت عن تطويق راديو كلمة بعدد كبير من أعوان الشرطة يوم 28 جانفي المنصرم وتعريض الصحفيين العاملين بالراديو إلى الإيقاف. كما ذكرت بأن الحصار متواصل وأن ذلك يشكل خرقا واضحا لحرية الإعلام والتعبير. وعرجت في مداخلتها على المحكمة التي تنعقد الثلثاء 3 فيفري الجاري لقيادات الحوض المنجمي الذين تظاهروا ضد الفساد فنالوا أحكاما إبتدائية قاسية جدا في محاكمة لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العدالة. ونوهت بأن البعثات الديبلوماسية في تونس قلقة من تدهور أوضاع حقوق الإنسان في تونس وقد اجتمعت للنظر في المسألة واتخاذ المواقف اللازمة. ثم ختمت مداخلتها بمطالبة رئيس البرلمان الأوربي بأخذ مبادرة سياسية فعالة من أجل وضع حد للخروقات المستمرة لحقوق الإنسان في تونس.
(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 5 فيفري 2009)
الرابطــة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان La Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme
تونس في 03 فيفري 2009
بيـــان استمرار القسوة ضد قيادات الحوض المنجمي
انخرطت محكمة الاستئناف بقفصة في نهج القسوة ضد قيادات الحركة الاحتجاجية بمنطقة الحوض المنجمي، وهو النهج الذي ميّز التعامل الرسمي مع هذا الملف الاجتماعي الخطير منذ بداية الأحداث في المنطقة منذ أكثر من عام. فبعد يوم كامل من الاستنطاق للمتهمين بدأ صباح الثلاثاء 03 فيفري، وليلة كاملة من مرافعات المحامين التي لم تنته إلا في حدود السادسة من صباح اليوم الأربعاء 04 فيفري، اختلت هيئة المحكمة لتعود بعد منتصف نهار هذا اليوم لتلاوة حكمها، فقضت بسجن كل من عدنان الحاجي وبشير العبيدي مدة ثماني سنوات (بعد أن كان محكوم عليهما ابتدائيا بالسجن لمدة عشر سنوات وشهر واحد) فيما قضت بالسجن لمدة ست سنوات على كل من الطيب بن عثمان وعادل جيار وطارق حليمي (وكان محكوم عليهم ابتدائيا بالسجن لمدة عشر سنوات وشهر واحد ايضا) وقضت بسجن رشيد عبداوي اربع سنوات( ست سنوات ابتدائيا) وبسجن مظفرالعبيدي وعبيد الخلايفي لمدة ثلاث سنوات( ست سنوات ابتدائيا ايضا) سنتين لكل من فيصل بن عمر وهارون حليمي و غانم الشرايطي ورضا عزالديني و عبد السلام هلالي وسامي عمايدي( بعد ست سنوات ابتدائيا) وسنتين الضا لكل من بوبكر بن بوبكر وحفناوي بن عثمان ومحمود الردادي و الهادي بوصلاحي ( بعد اربع سنوات ابتدائيا) واللافت للنظر أن المحكمة نقضت الحكم الابتدائي القاضي بالبراءة في حق كل من حبيب خذير والأزهر عبد الملك وبوجمعة شريطي وعلي الجديدي وإسماعيل الجوهري وقضت في حق كل واحد بالسجن مدة عامين اثنين مع تأجيل التنفيذ. وقد بيّن جملة المتهمين عند استنطاقهم مدى حجم المظلمة التي تعرضوا إليها فبعد أن كانوا عنصر التهدئة والاتزان طيلة الأحداث التي اندلعت يوم 05 جانفي 2008 يتمّ إلقاء القبض عليهم وتعريضهم لأبشع أنواع التعذيب وتهضم حقوقهم وتداس كرامتهم، ويتنكّر الذين تفاوضوا معهم وأمضوا معهم الاتفاقات ليحالوا على المحكمة بتهم جنائية خطيرة وتصدر ضدهم أحكام بالغة القسوة من طرف الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة دون أن يتمّ استنطاقهم ودون تلاوة قرار دائرة الإتهام عليهم ودون دفاع ،في حين أن « العصــابات » ( حسب تعبير عدد من المتهمين)التي تسببت فيما تعانيه المنطقة من حيف والتي أجهضت بتصرفاتها الاستفزازية كل الحلول التي تم التوصل إليها بالتفاوض مع السلط المحلية والجهوية والوطنية حافظت على حريتها ونفوذها ومصالحها.. وقد تمّت الاستنطاقات في ظروف عادية إجمالا، وسمحت المحكمة للمتهمين بالإجابة بإطناب على أسئلتها، ثمّ على الأسئلة التي توجه بها إليهم لسان الدفاع عن طريق المحكمة. غير أن المحكمة ولأسباب غير واضحة أصرت على أن تتم مرافعات لسان الدفاع في نفس اليوم، فقد رفضت الطلب الذي تقدم به المحامون النائبين في القضية والذين فاق عددهم المائة (حضر منهم لجلسة 03 فيفري أكثر من سبعين محاميا) لتأخير القضية ولو لأجل قصير، وقد أكد العميد نيابة عنهم أن المحامين في حاجة إلى مزيد الوقت للإطلاع على الإستنطاقات التي انتهت للتو لاعتمادها في مرافعاتهم وإعداد تقارير كتابية على ضوئها تتضمن دفوعاتهم، خاصة وأن لا شيء يبرر التمادي في جلسة ماروطونية ترهق هيئة المحكمة ولسان الدفاع والمتهمين معا. قد ترافع المحامون كامل الليل ليبينوا الخروقات الفادحة لأبسط قواعد الإجراءات، وما تعرض إليه المتهمون من تعذيب عاينه قاضي التحقيق ودوّن معايناته صلب محاضر استنطاقه للمتهمين، وتدليس المحاضر باعتماد تواريخ غير حقيقية للإيقاف، وغير ذلك من الخروقات الإجرائية إضافة إلى خلو الملف من أي دليل على ارتكاب المتهمين لما نسب إليهم من أفعال. ولم تستجب المحكمة لأي من طلبات المتهمين والمحامين وخاصة سماع شهود براءة قدمت أسماؤهم وهوياتهم للمحكمة، وعرض المتهمين على الفحص الطبي، واستجلاب دفاتر الإيقاف لمعرفة التواريخ الحقيقية لإيقاف المتهمين … والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعبر من جديد عن تضامنها مع المتهمين وعائلاتهم وتشجب قسوة التعامل معهم ،وهي القسوة التي ظهرت مرة أخرى في الأحكام الصادرة عن محكمة الاستئناف رغم تخفيفها نسبيا، خاصة وقد شابت المحاكمة عدة إخلالات جوهرية أفقدتها صفة المحاكمة العادلة، برغم اختلافها الجوهري عما شهدته محاكمة الدرجة الأولى، وتطالب الهيئة المديرة بإطلاق سراح جميع المتهمين فورا، والتحقيق بجدية فيما نسبوه إلى السلطات الأمنية من تعذيب، ومحاكمة كل من يثبت ضلوعه في ذلك وتسليط العقاب الرادع عليه. عن الهيئــة المديــرة الرئيـــس المختـار الطريفـي
الرابطــة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان La Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 02 فيفري 2009 بيـــان
أقدمت السلطات في الأيام الأخيرة على إجراءات تعسفية صارخة تمسّ بحرية الإعلام والصحافة، فقد عمدت إلى حجز العدد 113 من صحيفة « الطريق الجديد » المؤرخ في 31 جانفي 2009 دون إعلام مدير الجريدة والساهرين عليها بذلك، واكتفت وكالة تونس إفريقيا للأنباء بالإشارة إلى أنّ مصدرا مسؤولا أكد أنّ الحجز تمّ بناء على أحكام الفصل 63 من مجلة الصحافة الذي يحجر نشر قرارات الإتهام وغيرها من الأعمال المتعلقة بالإجراءات الجزائية قبل تلاوتها في جلسة عمومية. ويعتقد أن قرار الحجز استند إلى نشر الجريدة بالعدد المحجوز لاستنطاق السيد بشير العبيدي أحد قادة الحركة الإحتجاجية بالحوض المنجمي، أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائبة بقفصة. واللافت للنظر أن قرار الحجز جاء مخالفا للقانون بشكل واضح ذلك أن جميع أوراق ملف قضية الحوض المنجمي تم تداولها أمام المحكمة بدرجتيها الإبتدائية والإستئنافية، وصدر بشأنها حكم ابتدائي بتاريخ 11 ديسمبر 2008 تم استئنافه وتعهدت به محكمة الاستئناف بقفصة وتداولته بجلسة أولى يوم 13 جانفي الماضي، ونتجه لذلك فإن كل أوراق الملف بما فيها الإستنطاقات أصبحت عمومية بحكم تداولها في جلسة مفتوحة للعموم. هذا إضافة إلى أن عمل المحاكم جرى على تلاوة قرار دائرة الإتهام وليس استنطاقات المتهمين. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعبر عن تضامنها مع أسرة « الطريق الجديد » وتدين بشدة قرار الحجز لخرقه الصارخ للقانون وللحق في الإعلام وتدعو السلطات التي اتخذته إلى الرجوع فيه والتعويض للجريدة عن الخسائر التي سببها ذلك القرار اللاقانوني. وفي مبادرة أخرى ليست أقل خطورة على الحق في الإعلام قامت السلطات بغلق مقر مجلة وراديو » كلمة » وحجزت المعدات الموجودة به، وتم الإعلان عن إحالة السيدة سهام بن سدرين مديرة المجلة والراديو على حاكم التحقيق بتونس بدعوى البثّ الإذاعي بدون رخصة، وكانت قوات الأمن حاصرت المقر لعدّة أيام ومنعت الدخول إليه واعتدت بالعنف على عدد من العاملين والزائرين. والهيئة المديرة للرابطة تعبر عن تضامنها مع السيدة سهام بن سدرين وأسرة مجلة وراديو « كلمة » وتشجب القرارات الجائرة التي اتخذت في حق هذا الجهاز الإعلامي وتطالب بالعدول عنها وإرجاع المعدات إلى أصحابها وحفظ التهمة الموجهة إلى السيدة سهام بن سدرين وتطالب من جديد باحترام الحق في الإعلام والنشر والصحافة ورفع القيود المفروضة على هذا الحق. عن الهيئــة المديــرة الرئيـــس المختـار الطريفـي
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس
International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 2084233070- 7903274826 محاكمة غير عادلة وأحكام قاسية
أصدرت محكمة الإستئناف بقفصة أحكاما بالسجن في حق 38 من قيادات الحركة الإحتجاجية في منطقة الحوض المنجمي، تراوحت بين 10 سنوات وسنة، في ظل حصار امني مشدد منع أهالي المتهمين من حضور الجلسة، بالإضافة الى الإعتداء بالعنف على السيدة غزالة المحمدي مما استوجب نقلها الى المستشفى. وان الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس، اذ تعبر عن مساندتها لقيادات الحركة الإحتجاجية التي اجتهدت في تأطير التحركات والإحتجاجات الشعبية حتى تحافظ على طابعها السلمي، فإنها تؤكد للرأي العام الوطني والدولي غياب الشروط الدنيا للمحاكمة العادلة في هذه القضية، اذ أكد المتهمون خلال الجلسة تعرضهم للتعذيب لإنتزاع الإعترافات منهم، وهو ما شهد على آثاره الجسدية المتابعون لهذه المحاكمة، وقد رفض القاضي عرض المتهمين على الفحص الطبي، فيما تجاهلت النيابة العمومية أمر التعذيب ورفضت فتح تحقيق في شأنه. كما رفض القاضي طلب الدفاع احضار الشهود وتأجيل النظر في القضية لإعداد وسائل الدفاع.. وأمام هذه الخروقات القانونية المخلة بشروط المحاكمة العادلة، فإن الأحكام الصادرة عن هذه المحكمة تعد أحكاما ظالمة وقاسية، ونجدد الدعوة الى وقف المحاكمات السياسية، ومتابعة المتورطين في التعذيب، وإطلاق سراح جميع المعتقلين. الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس المنسق علي بن عرفة
بسم الله الرحمن الرحيم مسلسل توظيف القضاء وانتهاكات حرية التعبير يتواصل
إن ما تنتهجه السلطة من قمع لحرية التعبير ، سواء أكان كلمة مقروءة(الطريق الجديد) أو مسموعة(راديو كلمة) أم كان احتجاجا في الشارع(قضية المناجم)، هو تواصل مع ما عبرت عنه من توتر شديد وما فرضته من حصار على حركة الشارع خلال أسابيع العدوان على غزة، ومسعى في الآن نفسه لمنع تحول الحركة الاحتجاجية نهجا متبعا ومكسبا شعبيا ثابتا . بالأمس انتهت الجلسة الطويلة الشاقة للدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بقفصة ( يومي الثلاثاء والأربعاء 3 و 4 فيفري 2009 ) بتثبيت جل الأحكام القاسية الصادرة بتاريخ 11/12/2008 ضد 38 من المناضلين والنقابيين ورموز انتفاضة الحوض المنجمي من طرف المحكمة الابتدائية بقفصة في القضية عدد 3357. وبالرغم من حضور عدد كبير من المحامين (أكثر من 80 محاميا) في الجلسة الأخيرة مقابل غياب لسان الدفاع والمتهمين في جلسة ديسمبر المغلقة، فإن ملابسات النظر إلى القضية والأحكام الصادرة متشابهة، وشابتها خروقات قانونية فاضحة لأبسط قواعد المحاكمة العادلة. حيث رفضت المحكمة الأخيرة مطالب المحامين بتأجيل القضية إلى وقت متسع لتحضير وسائل الدفاع كما رفضت مطالب السراح. إضافة إلى أن انعقاد هذه المحاكمة تم كسابقتها في أجواء مشحونة بالتوتر والاحتقان و الحصار الكامل و الغلق الشامل لكل المنافذ المؤدية إلى المحكمة من قبل قوات الشرطة التي حضرت بأعداد كبيرة و منعت عائلات المتهمين و الناشطين الحقوقيين و المناضلين السياسيين من الوصول إلى المحكمة. وهذه الإجراءات الأمنية المشددة أبرزت مجددا الطبيعة البوليسية للسلطة. وتزامنت المحاكمات المهزلة في قضية احتجاجات الحوض المنجمي مع التضييقات المسلطة على حرية التعبير وحرية الصحافة، حيث قامت السلطات بمصادرة العدد الأخير من صحيفة « الطريق الجديد » الصادرة عن حزب التجديد، بعد نشر نصّ استنطاق بشير عبيدي المتهم في قضية الحوض المنجمي والذي تم تداوله أمام العموم في جلسات سابقة بمحكمة قفصة الابتدائية التي أصدرت أحكامها في القضية يوم 11 ديسمبر الماضي. كما عمدت السلطات إلى مصادرة معدات إذاعة « كلمة » التي يديرها السيد عمر المستيري واعتقال الصحفي و التقني حاتم بوكسرة وتفتيش مقر المجلس الوطني للحريات بتونس وضرب حصار أمني مكثف على مقرّي الإذاعة والمنظمة الحقوقية. إن حركة النهضة: ـ تدين مرة أخرى وبشدة توظيف القضاء من طرف السلطة لقمع معارضيها السياسيين وكل صوت حر وتطالب: – باحترام حرية التعبير والكف عن سياسة تكميم الأفواه والإعلام المعلب – بإطلاق سراح كل المساجين في كل قضايا الرأي التي عرفتها البلاد وآخرها قضية الحوض المنجمي تدعو كل الأحزاب والمنظمات الحقوقية لتكثيف الجهود المشتركة لتحقيق المطالب الوطنية المشروعة وعلى رأسها سن العفو التشريعي العام وحق الشغل والتنظم والتعبير. الأستاذ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة 5/2/2009
الحزب الديمقراطي التقدمي بيــــــان
أصدرت محكمة الاستئناف بقفصة بعد جلسة ماراطونية أحكاما قاسية ضد قادة و رموز حركة الاحتجاج الاجتماعي بمدن الحوض المنجمي. و شكلت هذه الأحكام صدمة جديدة للرأي العام الدي كان يتطلع إلى إنصاف المتهمين بعد ما شهدته المحاكمة الأولى من تجاوزات و هضم لحقوق المتهمين و الدفاع و أجمع الملاحظون على افتقادها لشروط المحاكمة العادلة و الحزب الديمقراطي التقدمي الذي كان ساند التحركات و المطالب الشرعية لأبناء الحوض المنجمي و طالب الجكومة بتسليط كل الأضواء على هذه الأحداث و التحقيق في وفاة مواطنين إثر إطلاق النار عليهم: – يعبر عن سخطه على هذه الأحكام القاسية التي لا يمكن إلا أن تزيد الوضع توترا و احتقانا – يؤكد أن هذه الأحكام لا يمكن أن تحجب مسؤولية الحكومة عن فشل سياستها التنموية و اختلال التوازن بين الجهات و لا يعفيها من المساءلة عن آدائها في مواجهة هذه الأزمة – يطالب الحكومة بالإسراع بإطلاق سراح المعتقلين و وضع حد للتعاطي الأمني/القضائي مع قضية الحوض المنجمي و فتح حوار وطني حقيقي حول ملفات التشغيل و التنمية و التوازن الجهوي – يجدد مساندته للمحكوم عليهم و عائلاتهم و يعلن إطلاق حملة تضامنية معهم لن تتوقف إلا باستعادتهم لحريتهم تونس في 4 فيفري 2009 مية الجريبي الأمينة العامة
الحزب الديمقراطي التقدمي
بلاغ
أصدرت محكمة الاستئناف بقفصة أحكامها القاسية بحق قادة و رموز الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي التي شملت المناضل رشيد العبداوي عضو هيئة جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي المكلف بالإعلام و مراسل جريدة الموقف بالجهة الذي طاله حكم جائر بأربع سنوات سجن نافذة و الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يكبر في الأخ رشيد عبداوي روحه النضالية العالية و تفانيه في خدمة القضايا العادلة فإنه يعلن عن التزامه المطلق بالدفاع عنه و بقية رفاقه المعتقلين إلى غاية الإفراج عنهم و إعادة الاعتبار لهم و إطلاق حملة وطنية لحمل الحكومة على غلق هذا الملف و الإقلاع عن التعاطي الأمني مع القضايا الاجتماعية العادلة تونس في 4 فيفري 2009 مية الجريبي الأمينة العامة
الإتحاد الديمقراطي الوحدوي 80 شارع الهادي شاكر، تونس الهاتف: 71841840-71842045 الفاكس: 71842559 التاريخ:13/01/2009 E-mail: udu_udu1@yahoo.fr بـيــــان
على إثر العدوان الصهيوني على سفينة الأخوة اللبنانية وحجزها يصدر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي البيان التالي: بعد الصمود البطولي للشعب العربي الفلسطيني في غزة وحمايته لمشروع المقاومة التاريخية على أرض الأقصى المبارك يسعى التحالف الصهيوني الاستعماري الرجعي العربي إلى خنق هذا الصمود وتضييق الحصار على قطاع غزة برًّا وبحرًا وجوًا عبر آليات ووسائل لم يشهد التاريخ مثيلا لها في الاستهتار بحياة الشعوب وكرامة الإنسان في أبسط حقوق العيش التي تكفلها له كل القيم الدينية والمواثيق الدولية. وأمام هذا الوضع تتنادى قوى الخير والحرية والسلام لنصرة أهلنا في فلسطين عبر قوافل الدعم والإغاثة متحدية حصار العدو وتآمر شركائه الاستعماريين والرجعيين العرب من ذلك مبادرة سفينة الأخوة اللبنانية التي أقدم العدو الصهيوني على إطلاق النار باتجاهها واقتحامها والاعتداء على الركاب المتواجدين فيها وتحطيم أجهزة الاتصال والإبحار فيها وتحويل وجهتها من غزة إلى ميناء أشدود. وإننا في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي تونس: 1 – ندين هذه العملية الإرهابية ونؤكد أن ذلك ليس غريبا على كيان عنصري مغتصب لأرض فلسطين. ونحمل الأطراف المتحالفة معه من إدارة أمريكية وغربية ورسمية عربية مسؤولية تواصل هذا العدوان. 2 – ندين الحصار الظالم وغلق المعابر على أهلنا في غزة الصامدة وندعو إلى رفع هذه الاعتداءات. 3 – ندعو جماهير شعبنا وأمتنا العربية وأحرار العالم إلى العمل على كسر الحصار بكل الأساليب المتاحة. النصر للمقاومة في فلسطين والهزيمة للعدوان وقوى الاستسلام الأمين العام احمد الاينوبلي
أحداث الحوض المنجمي: محكمة الاستئناف بقفصة تصدر أحكاما ضدّ المتّهمين الـ38
نظرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بقفصة يومي الثلاثاء والأربعاء في قضية المتهمين في أحداث الحوض المنجمي بالرديف التي اندلعت منذ سنة، وقد مثل المتهمون البالغ عددهم 38 وفي رصيدهم حكم ابتدائي صدر في 11-12-2008 تراوحت أحكامه بين عدم سماع الدعوى و10 سنوات سجنا. وفي جلسة مطوّلة دامت يومين وليلة (29 ساعة كاملة) حضر المتهمون الموقوفون والذين هم بحالة سراح. كما حضر عدد غفير من المحامين ما يناهز المائة محام وعلى رأسهم عميد المحامين وحضر عدد من المراقبين المنتمين لأحزاب ومنظمات حقوقية أجنبية من فرنسا والجزائر والولايات المتحدة. وبعد استعراض التهم الموجهة لهم تم استنطاق المتهمين تباعا من طرف المحكمة ثم فسح المجال لمرافعات المحامين التي استمرت إلى حدود الساعة السادسة و20 دقيقة من صباح اليوم الموالي (الأربعاء). وتركّزت جملة المرافعات على الطعن في إجراءات التتبّع من انطلاق القضية حتى الحكم الابتدائي، وطلبوا إبطال محاضر البحث والتحقيق. وركّز قسم كبير من المحامين على ضرورة حل المشاكل الاجتماعية للحوض المنجمي خارج أسوار المحكمة، وطلب بعض المحامين استدعاء الشهود الذين طلبهم موكّلوهم، وبعد المرافعات اختلت هيئة المحكمة للمفاوضة والتصريح بالحكم في حدود الساعة الثانية والنصف أمس وقضت بنقض الأحكام الابتدائية لينخفض أقصى الأحكام إلى 8 سنوات و6 سنوات سجنا في حين أن أدنى الأحكام تمثلت في سنتين سجنا مع تأجيل التنفيذ. رياض بدري (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 فيفري 2009)
الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج آف نوهال
لا للإفــــــــــلات من العقـــــــــــــاب
دخل اليوم المناضل و المربي عاطف الزايري عضو اللجنة المركزية و عضو جامعة الحزب الديمقراطي بولاية القصرين في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بإنصافه قضائيا و تعقب الجاني الذي كان اعتدى عليه بالعنف الشديد على مرأى و مسمع أهالي مدينة فريانة من ولاية القصرين و كان الأخ عاطف الزايري قد تعرض إلى اعتداء آثم إثر تحركات اجتماعية عاشتها مدينة فريانة يوم 2 جوان 2008 من قبل مجموعة معروفة بانتمائها إلى الحزب الحاكم يقودها المدعو فوزي الشعباني نقل على إثرها إلى المستشفى في حالة صحية متدهورة نتيجة ما أصابه من ضرر في أماكن مختلفة من بدنه و خاصة إصابته بارتجاج في المخ و كسر في الكتف منحه بسببها طبيب الصحة العمومية راحة بواحد و خمسين يوما و تقدم الأخ الزايري بشكوى ضد المعتدي لدى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين مدعومة بالوثائق الطبية و بشهادة كتابية من قبل خمسة و عشرين مواطنا عاينوا الاعتداء ورغم كل المساعي التي بذلها الأخ الزايري لتأخذ القضية مجراها الطبيعي فإنه و بعد أكثر من ستة أشهر لا زال المعتدي ينعم بحريته دون أية مساءلة أو محاسبة في حين كانت نفس هذه المدة كافية لإصدار أحكام ثقيلة في حق قادة الحوض المنجمي في الطورين الابتدائي و الاستئنافي و إزاء هذه التطورات الخطرة فإن المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي ·يؤكد على مساندته المطلقة و يعلن تبنيه للحركة النضالية التي بادر بها الأخ عاطف الزايري احتجاجا على هضم حقوقه و للمطالبة بإنصافه قضائيا ·يشدد على أن إفلات المعتدين من العقاب و ما يحضون به من حماية سياسية بات يشكل ظاهرة متفاقمة لا تزيد الوضع السياسي إلا احتقانا و توترا ·يطالب بأن تأخذ العدالة في هذه القضية مجراها الطبيعي في أسرع وقت بما يردع المعتدين و ينصف الأخ الزايري و يعيد له حقوقه و يحفظ له كرامته تونس في 5 فيفري 2009 مية الجريبي الأمينة العامة
تفاعل الأزمة بين المركزية النقابية ونقابة الجامعيين
على هامش التجمع الذي دعت اليه الجامعة العامة يوم 31 جانفي بساحة محمد علي للتعبير عن رفض الجامعيين للاتفاق الذي أمضته المركزية النقابية مع الحكومة حول الزيادات الخصوصية لقطاع التعليم العالي التقى الكتاب العامون للنقابات الأساسية بالمؤسسات الجامعية وأصدروا عريضة جاء فيها أنهم بعد إطلاعهم على إمضاء وفد من المكتب التنفيذي على الاتفاق المذكور دون علم الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي « فانهم يعبرون عن استيائهم الشديد للطريقة التي تعامل بها المكتب التنفيذي مع هذا الملف الذي يعود بالأساس إلى هياكل القطاع وإنهم يرفضون رفضا قطعيا تفاصيل الاتفاق ويطالبون المكتب التنفيذي للاتحاد بعدم توقيعه نهائيا و بإعادة صياغته كليا على ضوء مطالب القطاع ممثلا في جامعته العامة » وعبر الكتاب العامون في الأخير « عن استعداهم الكامل لمواصلة النضال بكافة الأساليب ومنها الإضراب القطاعي » . كما قرئت في ختام الاجتماع الاحتجاجي ليوم 31 جانفي الماضي الخطوط العريضة لنص بيان ستصدره الجامعة في الغرض . وقالت مصادر من داخل الاجتماع أن بعض الأعضاء أعلنوا انسحابهم منه في الوقت الذي أكد فيه سامي العوادي كاتب عام جامعة التعليم العالي على وحدة القطاع وتمسكه بخوض كل الأشكال النضالية وبحقه في زيادة خصوصية محترمة تتماشى مع جهود الجامعيين.ولم تمكن القيادة النقابية جامعة التعليم العالي من عقد مجلس قطاعي وهو ما أثار حفيظة العديد من الأساتذة. ويلتقي المدرسون الجامعيون مع الأطباء بمختلف أصنافهم في رفض الزيادة الخصوصية التي قدمت لهم بعد تفاوض طويل بين الحكومة والمركزية النقابية.وفي سياق متصل وفي رد فعل على الاتفاقية المذكورة علمنا أن المناضل النقابي الجامعي أحمد الكحلاوي العضو باللجنة القطاعية للمراقبة المالية قد قدّم استقالته من هذه اللجنة كما بعث برسالة الى الأمين العام للاتحاد حصلنا على نسخة منها يطلب فيها إلغاء انخراطه في الاتحاد العام التونسي للشغل طالبا القيام بالإجراءات اللازمة لدى من يهمه الأمر لوقف الاقتطاع الشهري لمعلوم الانخراط . و قد علل السيد الكحلاوي استقالته وانسلاخه من الاتحاد » بإمضاء المكتب التنفيذي للاتحاد لاتفاقية زيادات خصوصية غير مجزية لا تستجيب لمطالب القطاع و لا تتوافق مع المجهود الإضافي الذي يؤديه الجامعيون.وبعدم تشريك الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي فيها و مصادرة حقّ القطاع في التفاوض و أخذ القرار في ما يتعلق بالشؤون الخصوصية وكذلك بتجاهل ما تضمّنته العريضة التي أمضاها الجامعيون مؤخرا والتي رفضوا فيها مبلغ الزيادات الخصوصية الذي اقترحته الوزارة على الجامعة و وقع تبليغها إلى قيادة الاتحاد.ويخشى كثير من الجامعيين ألا تستجيب المركزية إلى طلب التراجع عن الاتفاق الذي كانت أمضته بالاحرف الاولى يوم 23 جانفي المنصرم وأن تمضي قدما في المصادقة النهائية على الاتفاق الحاصل بينها وبين الحكومة في جلسة بروتوكولية يجري الإعداد لها . نذر أزمة لا احد يعلم بمآلها وقد يكون لها تأثيرات سيئة سواء على مستقبل نقابة الجامعيين أو الاتحاد لعام التونسي للشغل ككل . عبدالسلام الككلي
جمعية النهوض بالطالب الشابي من أجـل ثقافة وطنيـة ملتزمة نهج محمد علي بالشـابة 932 644 73 Email : essor.chebba@yahoo.fr
محـاضـــرة مستقبـل المقاومـة الفلسطينيـة وآفاقها بعد ملحمة غزة
الحمد لله وحده، يقدّم الأستاذ لمين البوعزيزي محاضرة بعنوان : « مستقبـل المقاومـة الفلسطيـنية وآفاقها بعد ملحمة غزة » وذلـك يوم الجمعـة 06 فيفـري 2009 على الساعة 15 و30 دق بمقر جمعية النهوض بالطالب الشابي. عـن الهيئـة المديـرة
جمعيـة النهـوض بالطـالـب الشـابـي من أجل ثقافة وطنية ملتزمة
نهج محمد علي (قرب محكمة الناحية) الشابة 5170 / 932 644 73 Email : essor.chebba@yahoo.fr
محاضرة
الخلق : نشأة الكون وتطوّره
يقدّم الدكتور في الفيزياء النووية والرئيس الأسبق (1969) للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأستـاذ البشيـر التركـي محاضرة حول : « الخلق : نشأة الكون وتطوّره » وذلك يوم السبت 07 فيفري 2009 على الساعة 15 بمقر جمعية النهوض بالطالب الشابي الكائن بنهج محمد علي (قرب محكمة الناحية) بالشابة.
عن الهيئة المديرة
رئيس الجمعية
|
من هو الدكتور البشير التركي ؟
ولد في 21 مارس 1931 في مدينة المهدية وتابع دراسته الثانوية في المدرسة الصادقية ودراساته العليا بفرنسا حيث أحرز على شهادة مهندس سنة 1956 وشهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية بالكولاج دي فرانس سنة 1959. عضو مؤسس لجامعة تونس وأوّل أستاذ فيها ودرّس في جامعات عديدة (تونس والجزائر وليبيا ومصر…). أنجز عدّة مشاريع علمية ومراكز للبحث العلمي نووية وشمسية وغيرها في بلدان مختلفة. تبوّأ مسؤوليات علمية عديدة إذ كان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيانا سنة 1969.
شارك في عدّة مؤتمرات علمية وإسلامية ونشر 80 كتابا ودراسة علمية و100 عددا من مجلة العلم والإيمان.
كتـب المؤلـف :
- Utilisations pacifiques des explosifs nucléaires : la Dessaharation nucléaire (1968)
- لله العلم (1979)
- L’Islam Religion de la Science (1979)
- آدم (1985)
- الحرف العربي (1985)
- أصل الأصول في تاريخ الأجداد وكشف المجهول (1992)
- قوام الوجود (2000)
- جرائم الصهاينة (2000)
- الآفاق (2001)
- الجهاد (2001)
|
تونس: نمو الاقتصاد وتراجع الحريات
تقرير: محمد أمزيان- إذاعة هولندا العالمية 04-02-2009
تُستأنف هذه الأيام في تونس، محاكمة المتهمين في الحركة الاحتجاجية بحوض قفصة المنجمي، بالتزامن مع مصادرة السلطات التونسية لصحيفة « الطريق الجديد » الأسبوعية. وكانت السلطات التونسية قد أقدمت أواخر الأسبوع الماضي على إغلاق مقر إذاعة « كلمة » ووضع اليد على معداتها وتجهيزاتها، كونها إذاعة غير مرخص لها، حسب المصادر الرسمية. حملة متواصلة وقالت مصادر حكومية إن أسبوعية « الطريق الجديد » خالفت قانون الصحافة، وخاصة البندين 63 و 73 اللذين يحظران نشر ما له صلة بالملفات القضائية الجارية، إلا بترخيص قضائي. ويعاقب المخالف لهما بعقوبة قد تصل حد السجن مدى الحياة. وكان نشر أسبوعية « الطريق الجديد » لمحاضر استنطاق بشير العبيدي، أحد قياديي الحركة الاحتجاجية في الحوض المنجمي بقفصة (جنوب)، السبب المباشر لمصادرتها، لأن من شأن ذلك التأثير على المحاكمة، حسب رأي السلطات. وكان بشير العبيدي قد حوكم بعشر سنوات سجنا في شهر ديسمبر من السنة الماضية، بتهمة المشاركة، مع 30 آخرين، في الحركة الاحتجاجية التي عرفها حوض قفصة المنجمي أواخر السنة الماضية. ومما يلفت النظر، أن حجز العدد الأخير من أسبوعية « الطريق الجديد » يأتي مباشرة بعد فتح تحقيق قضائي من قبل الضابطة القضائية، بخصوص إطلاق إذاعة « كلمة » عبر الأقمار الصناعية، وهي إذاعة محسوبة على الإعلامية المعارضة سهام بن سدرين. ويقول النقابي محمد العيادي، منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية، في حديث لإذاعة هولندا العالمية، إن هذه الحملة « منسقة ومتواصلة، لكن هذه المرة كانت بحدة أكثر ». خطوة غريبة قبل أن تتحول إلى صحيفة أسبوعية منذ بضعة أشهر، كانت « الطريق الجديد » شهرية، ويصدرها حزب حركة التجديد؛ الحزب الشيوعي التونسي سابقا. ويعد حزب التجديد من المقربين للسلطة وله نواب في البرلمان. غير أنه يحتفظ لنفسه بجانب من الاستقلالية. ويؤكد النقابي محمد العيادي في تصريح لإذاعتنا أن ما تعرضت له الصحيفة يعد « سابقة ». ذلك أن حزب التجديد لم يتعرض في السابق لأي نوع من المضايقات. وباستثناء الصحف المصنفة في خانة التبعية للحكومة أو تقع « تحت تصرفها »، فإن الصحافة الحرة مثل جريدة « الموقف » تتعرض على العكس لتضييق مستمر. بل إن « الصحافيين المستقلين الذين يعملون بشكل حر مع وكالات أجنبية أو مواقع إلكترونية يتعرضون هم أيضا لمضايقات » تصل حد السجن، مثلما حصل لمراسل موقع العربية نت سليم بوخضير، ولو أن السيد العبيدي يشدد على أن حالات سجن الصحافيين في تونس نادرة الحدوث. حصار تتوفر تونس على قانون للصحافة، إلا أنه كثيرا ما يتحول إلى رادع لحرية الصحافة في سعيها إلى استقاء مصادر الخبر من خارج القنوات الرسمية. كما إن غياب نقابة خاصة بالصحافيين تدافع عن مصالحهم وتتصدى لمواجهة شطط السلطة، جعل الصحفيين التونسيين على الدوام عرضة للتضييق والملاحقة. وقبل بضعة أشهر، تحرك بعض الصحافيين المستقلين لتأسيس نقابة عوض الاكتفاء بالإطار الجمعوي السابق. إلا أن هذه النقابة بعد تأسيسها كإطار حر ومستقل، « وقع الالتفاف عليها ومضايقتها حتى من قبل بعض الصحافيين التابعين للحكومة »، حسبما أفادنا به النقابي محمد العيادي. لكن، وعلى الرغم من الالتفاف الرسمي عليها، إلا أنه يمكن اعتبارها أفضل من جمعية الصحافيين السابقة. إذ تجرؤ بين الفينة والأخرى على إدانة أساليب التضييق الرسمية وتستنكرها. مزاج يقر العيادي أن الدولة التونسية لا تنهج سياسة عامة تجاه المعارضة، وبالأخص الحركات النقابية منها. ما يفتح المجال واسعا أمام المزاجية؛ مزاجية رجل السلطة. ففي بعض المناطق تتشدد القبضة، وفي مناطق أخرى ترتخي. ويبدو أن هذا الغموض سياسة في حد ذاتها، تروض بها الدولة معارضيها من جهة، ومن جهة أخرى تسوقها في الخارج كهامش مقبول تتنفس فيه المعارضة. وفي سؤال حول « أولويات » المعارضة التونسية في الوقت الحالي وما هي « الحقول » التي تود تغييرها وتعمل على تحسينها، أكد السيد العيادي أن المطالب الحالية للمعارضة في الداخل، تكاد تجمع على ضرورة « فتح المجال الإعلامي أمام الجميع »، وهذا من شأنه أن يعود بالنفع العام. أما المشاركة السياسية، فالقوانين تضمن التعددية، لكن العقبات العملية أكبر من أن تتجاوزها المعارضة. المصدر : إذاعة هولندا العالمية (المصدر : موقع إذاعة هولندا الدولية بتاريخ 4 فيفري 2009 ). الرابط : http://www.rnw.nl/hunaamsterdam/mideastafrica/04020903
بسم الله الرحمان الرّحيم من أجل إطلاق سراح الدكتورالصّادق شورو صدق من قال : الطريق ليس صعبا ولكن الصعب هو الطريق لابد أن يأتي اليوم الذي يتحقق لدى الجميع بضرورة الحوار بلا استثناء او اقصاء ألمن يحين بعد الأوان للعودة كما كنّا أكثر اتحادا وأكثر إلتحاما و أخوة. كيف نحقق الانفراج و الوئام والعيش المشترك؟ توقفت القافلة لتعود المسير من جديد
هل يمكن تحقيق المصالحة بدون الحوارالوطني
«التضحية أساس النجاح» و تجفيف منابع الإقصاء و عنف الدولة في تونس كيف تغيير موازين القوى في الواقع الدكتور الصادق شورو :
« أقول لمن يريد توجيه رسالة ترهيب من خلال إيقافي إنه أخطأ العنوان ». ان معركتنا الحقيقية هي ضد الاستبداد ومن اجل استرجاع حقوق المواطنة دون استثناء او اقصاء إنّ إعادة الدكتورالصّادق شورو للسّجن.. هو رسالة إقصاء و استعلاء مضمونة الوصول ترفض الحوارمع المخالف للرأي و طي صفحة الماضي شعار ابن تونس البار فرحات حشاد : «التضحية أساس النجاح» « قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله »(سورة يوسف 108)
(الجزء 6/7 )
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس باريس في 5 فيفري 2009 الحوارمن أجل المصالحة : لا بد أن يأتي اليوم الذي يتيقن فيه الجميع أنه لا حل لمشكلات البلاد إلا بحوار لا يقصي أحدا ولا يستثني فكرا ولا مرجعية ، ولا بد من تغيير طريقة التعامل مع ملف حركة النهضة وقيادتها بتمكين المغتربين من العودة إلى وطنهم والمسرحين من استرجاع حقوقهم ووقف المضايقات المسلطة عليهم. إن النظام أدى خدمة لقيادة الحركة بالمهجر باعتقال الدكتور الصادق شورو و لا سيما بعدما رفض الصمت والإستكانة و التنازل عن حقه في التعبير . إلى ان يحين إقتناع النظام بالتحاور مع الممثل الشرعي المتكسك بالحقوق الشرعية للحركة الاسلامية في ارض الواقع. أزمة البلاد ليست أزمة نصوص بل هي أزمة ممارسة وقد سارع العديد من الاحواب السياسية والمنطمات الحقوقية بالمطالبة بإطلاق سراحه فالمطلوب من جميع قوى الحية في البلاد و محبي السلام المسارعة بالامضاء على هذه العريضة ([1]). اعتقال رئيس حركة النهضة : اعتقل يوم الجمعة 21 نوفمبر 2008 السجين السياسي السابق وعندما اعتقل في بداية التسعينيات كان الدكتور الصادق شورورئيسا لحركة النهضة استجوب من قبل فريق من أعوان إدارة أمن الدولة حول التصريحات التي أدلى بها لموقع » اسلام أون لاين » فإن اعتقال د. شورو جاء على خلفية إدلائه بتصريحات لم تلق قبولا من السلطات التونسية، عقب الإفراج عنه مؤخرا، وخاصة تصريحاته لشبكة « إسلام أون لاين. نت » وقناة « الحوار » اللندنية، قال فيها إن حركته لم تتصدع تنظيميا، وإنها بصدد العودة إلى العمل السياسي العام.( القضية عدد 39848 ) هل من ينجد المعذبون في الارض؟ : حتّى لا ننسى اخواننا المسرّحين الممنوعين من العمل و من السفر‘ ولا ننسى المشردين في جميع اصقاع العالم‘ نسال الله تعالى ان يجمعنا و اياهم على ارض الخضراء الحبيبة‘.فبعد خروج المساجين ليس ما يبررالمواجهة العدائية مع النظام بل من رجاحة العقل البحث عن سبل لتطبيع العلاقة ومد جسورصدق النية في طي صفحة الماضي والاعتراف بالأخطاء. هذا الوضع الذي وصلنا اليه في تونس الحبيبة هو نتيجة اخطاء ارتكبها بعض الفاعلين في الساحة السياسية التونسية وبعض الاطراف من الوسط الاسلامي غرورا منهم من جهة. وبعض الاطراف من داخل السلطة الذين دفعوا نحوتحويل مقاليد الدولة الى ادارة القمع البوليسي الذي لا يعتمد على الحوارو لا الوفاق بين الفرقاء والشركاء في الوطن. في تاريخ تونس أصبح أي مواطن ومهما كان موقعه ومكانته ومحل سكناه ومهنته وحتى الصبي في أقصى الجنوب ..هناك في الصحراء ، الكل يتململ ..فحذار حذار فتحت الرماد اللهيب لأن في الأصل ، أن القانون والأخلاق تمنح الفرد الحرية وتعطية حق الممارسة في المجتمع ..وهي منطلق النهضة والتنمية والتقدم لدى الفرد وكذلك المجتمع ، فالإنسان الذي لايملك الحرية لايستطيع أن يصنع الحياة أما الشعور بالإضطهاد وسحق الإرادة والشخصية ينتج عنه مع الوقت مواطن غير مسؤول..لايتفاعل ولا يستجيب للسلطة وسياساتها ولكن يستطيع أن يكون في لحظة بركانا يحرق الأخضر واليابس. إنه الخطر الذي يواجه تونس اليوم وهو الإرهاب السياسي الذي يمارسه النظام .. لأن هو لايحترم مصالح البلاد ولا العباد وكل يوم تضيع خيرات تونس وطاقاتها المبدعة لأنه جعل منا شعبا مهمشا تتلاعب به قوى الإستعمار والصهيونية بمصيره ومصالحه وثرواته وإمكانياته. حتّى لا ننسى لابدّ من التذكير لاصحاب الذاكرة الضعيفة ان تصرّف النظام الجديد في نوفمبر1987 كان قد تصرّف بشكل جيّد مع الاسلاميين وهو ما دفع الاستاذ راشد الغنوشي للإطناب في مدحه آنذاك اذ سرّح النظام حوالي 2000 من المساجين السياسيين من بينهم الاستاذ راشد الغنوشي المحكوم عليه بالمؤبّد، و حفظ ما يسمى بقضية « المجموعة الأمنية » او « مجموعة الانقاض الوطني » مثلما يحلو للبعض تسميتها. ثم أعلن عفوًا عامًا، ظهر فيما بعد أنه انتقائي، و أعاد المساجين المسرحين إلى وظائفهم و أعمالهم السابقة . و عوّض للمحكومين بالبراءة منهم، ثم منح رخصة قانونية للإتحاد العام التونسي للطلبة و سمي الاستاذ عبد الفتاح مورو، الرجل الثاني في النهضة آنذاك في المجلس الإسلامي الأعلى، و أشرك الاستاذ نورالدين البحيري، في صياغة و التوقيع على الميثاق الوطني الى جانب الأحزاب السياسية القانونية و سمح بالمشاركة بقوائم مستقلة في الانتخابات التشريعية لسنة 1989، و رخص للسيّد حمادي الجبالي لإصدار صحيفة أسبوعية « الفجر » القريبة من الحركة الاسلامية. كل هذه الخطوات كانت ايجابية من الواجب عدم تغافلها او نسيانها. وللحقيقة لانّ الحقّ مرّ كما قيل و » قل الحقّ ولو على نفسك » و الاعتراف بالحقّ فضيلة و بصراحة و للتاريخ على قيادة النهضة آنذاك،أن لا تنسى مسؤوليتها السياسية و الاخلاقية في مبادرتها بمواجهة النظام ، وضمنيّا في مأساة المساجين السياسيين السابقين و المشردين و لاسيما بعد تهجير قرار الحركة الى ما وراء البحار. و صدق الله العظيم اذ قال في سورة فصلت » من عمل صالحا فلنفسه و من أساء فعليها و ما ربّك بضلاّم للعبيد » (فصلت 46) و قال تعالى في سورة الانعام » .. ولا تكسب كلّ نفس الا عليها و لا تزر وازرة وزر أخرى ثمّ الى ربّكم مرجعكم فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون » (الانعام 164) . و للحقيقة التاريخية ايضا ان النظام لم ينجح فقط في دوام حكمه طيلة عشرين عاما فحسب بل نجح ان يحقّق الاستقرار الاجتماعي. في الوقت الذي فشل خصومه ان يزيحوه او ان يشكّلوا قوّة ضغط ذات بال تجبره على اخذ مطالبهم بعين الاعتبار. وهذا ينطبق على من كانت في الثمانينات القوّة الثانية في البلاد. ان قيادة هذا التنظيم الذي فقد ما كان له عزّ و ريادة و ما بقي له الا تعداد المصابين والمرضى و المعاقين و العاطلين عن العمل. » ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولّون الادبار و كان عهد الله مسئولا قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتّعون الا قليلا » (سورة الاحزاب 15- 16). اننا نرى وجوب الدعوة لمؤتمر خارق للعادة للحركة بالدّاخل و حتى ذلك الحين فلا يحقّ للقيادة في المهجر الحسم في أي موضوع او عقد أي حلف مع أي جهة سياسية ايا كانت و ليس ثمة أكثر إلحاحا من الملف التربوي الذي لابد من البحث الجاد والسريع في ما يلزم من استعداد وإعداد له . فلا بد من اعداد العناصر المناسبة في التربية والتكوين، وفي تشييد صرح المجتمع المسلم المنشود وكذلك لابد من الإسراع في ضبط الآليات والوسائل والإمكانيات والعناصر اللازمة للإهتمام بالملف التربوي أولا، وهو الذي من خلاله يطرح الملف الإجتماعي . وفي الأثناء يجب أن نحافظ على مستوى منخفض من العناية بالملف السياسي والإعلامي ونبتعد عن الإستفزازات بخطاب متوازن مسؤول على قاعدة نحن قوم نقول: »للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت » مع التمسك بكل الثوابت التي اقرتها مؤسسات الحركة في داخل القطر و هي من ثوابت ديننا، ومع ملازمة الحذر عن أن نفتن عن بعض ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .ّ أن الحركة الإسلامية التى وقع إستهدافها منذ ظهورها، قد تاثرت بالضربات الأمنية المتلاحقة التى تلقتها ، كما مثلت جماهريتها وانتشارها الواسع والسريع تحديا لم تفلح في رفعه بالكيفية المطلوبة ، وإعترى برامجها غبش في الرؤية ، وتفاوت في التربية والتكوين، كما إفتقدت لبعض الخبرة في تمثل تصور للتأثير في الواقع ، كما ساهمت الإكراهات الموضوعية في إحراج تجربتها وحمّلتها ما لم تحتمل . كان من تلك العوامل تغول الدولة ، المستفيدة في المقام الأول من الدعم الغربي وضعف المعارضة وخوف الجماهير وإقصاء الحركة الإسلامية ، فقدت على إثرها الدولة مقوماتها ، فلا إنتخابات نزيهة ، ولا برلمان حرّ ، ولا قضاء مستقل ، و لا إدارة شفافة ، ولا علوية للقانون ، كما أن الفساد بكل اشكاله نخر عظم المؤسسات ، وقد إحتكرقصر قرطاج الرئاسي كل الصلاحيات . ولعل من مدلولات اعتقال الدكتور الصادق شورو ، وضوح العقلية الإستئصالية التي لا تزال تتحكم في ذهنية السلطة تجاه الحركة الإسلامية ، وقد تصور بعض الساسة في تونس أن الإفراج عن المساجين السياسيين هو خطوة نحو الإنفراج ومصالحة وطنية تطوي صفحة الماضي ، ولكن النظام أراد أن يقول عكس ما ذهب إليه البعض ، فالسلطة بطبعها لا تقبل بـ »الغول الإسلامي » الذى خبرته في معركة ديمقراطية انتخابية سابقة أكدت الجماهيرية التى يحظى بها ، وجربته في إستهداف أمنى شامل تأكد معه صبر هذا الكيان وثباته ووحدة صفه وعدم إندثاره ، وفشل خطة استئصاله بعد 18 سنة من محاولات الإجهاز الكامل عليه. ومن مدلولاتها رسالة النظام المتجددة إلى الحركة الاسلامية هي كسر إرادة رئيسها السابق والنيل من رمزيته « إذا سقط الرمز سقطت الفكرة »، كما أراد أن يرسل رسالة أخرى مضمونها أن الإهتمام بالقضايا الجماهيرية والسياسية والبدائل الإقصادية وكل ما يهم البلد بشكل عام هو محرّم عليهم مباح لغيرهم فهم مواطنون من درجة ثانية سزاء كانوا في السجن او المجتمع. وما بقي لهم الا الاهتمام بالجسم الداخلي ولملمة جراحهم والقضايا الحقوقية الاجتماعية الفردية الذاتية ، وهو شكل من اشكال التلهية وتحريف المسار وربح الوقت ، كما أن بهذه الرسالة تريد السلطة تخويف الصف الإسلامي وتكريس هاجس الخوف في صفوف منتسبيه ، وعرقلة أي محاولة لإعادة البناء وإرباك العناصر القيادية في إعادة الهيكلة ، كما اراد أن يتحكم في موقف الحركة الاسلامية في الداخل والخارج من الإنتخابات القادمة . أما رسالة النظام للمعارضة التى تقبلت بالحركة الإسلامية كضرورة ورقم في المعادلة الوطنية ، ، فمضمونها أنه أمل بعيد المنال ، وقد أراد النظام أن يغرسّ نفس الشعور بين مختلف مكونات المعارضة والإسلاميين لتلهيتهم عن الواجب الوطني وينفرد بهم تباعا مثلما حدث في بداية التسعينات . أن النظام اخطأ في رسالته تجاه المجتمع ككل إذ ان مفادها أن إطلاق سراح أعضاء النهضة وقياداتها لا يعنى بالضرورة أنه سمح بالعمل اوحتّى مجرد التفكير من طرف المجتمع التونسي في الإنتساب إليهم مآله المحاكمة والسجن قصد إحداث قطيعة نهائية بين الحركة الإسلامية والشارع التونسي وهذا أكبر خطإ ارتكبه النظام في حق الشعب التونسي. ولربّ ضارة نافعة : لقد اخطأ النظام بإعتقال وسجن الدكتور الصادق شورو إذ إنقلب مضمون رسالته عليه ليخالف ما سعى الى تحقيقه ، وذلك لأن هذه الحادثة أعادت ملف الإسلاميين إلى الصدارة وحولت « ملف الإسلاميين في تونس » من ملف حقوقي إلى ملف سياسي بإمتياز و الأهم من هذه الحادثة أنها أعادت للصف الإسلامي الذى كان يشهد صراعات وتمزقات وانقسامات وحدته وانسجامه داخليا وخارجيا ، والذى أصبح يقيّم الوضع تقييما واقعيا موضوعيا ، بعد أن تأكد للجميع بأن الذى لا يرغب في المصالحة وطي صفحة الماضي هو النظام ولا أحد غيره. وكذلك رسالة الإعتقال وسجن الدكتور الصادق شورو وحّدت صف المعارضة حول مظلمة حقوقية وسياسية وإعلامية وهي الخروقات التى مست كل أطيافها (مجموعة 18 اكتوبر) ، وتوجت بالتضامن في حادثة اعتقال وسجن الدكتور الصاق شورو ، وبذلك تكون رسالة اعتقال الدكتور ابلصادق إرتدت على النظام برسائل أكثر قوة وبلاغة من قبل المعارضة الوطنية لتقول للحكم أنك تمكّنت في بداية التسعينات إلى دفع كل الأطياف للوقوف معك ضد الحركة الإسلامية وهاهي اليوم تتوحد ضد مسعاك هذا بعد ان إنكشفت منظومة الإستبداد التى طالت الجميع . أن المعركة الدولية للإرهاب قد أخفقت ولم تعد تقنع أحد و »الغول » الذى كنت تخوف منه المجتمع ثبتت وسطيته وسلمية نهجه وإعتدال أفراده والعالم اصبح قرية صغيرة ولم يعد بالإمكان محاصرة المعلومة ومغالطة الرأي العام ، وإن أمام السلطة إنتخابات 2009 ومن مصلحتها أن تتم في ظل توافق وطني وإنفراج سياسي نسبي. أن بعض الاتجاهات العلمانية واليسارية، التي تعترض على الإسلاميين ولا ترى فيها أي قيمة، لا يعرفون شيئا حقيقيا عن أفكارهم وكيفية تنشئتهم والمظالم والأهوال التي تعرضوا لها في سجنهم، ناهيك عن تأثير الواقع على ظهور أفكارهم، ومن ثم فتلك الاتجاهات تتحدث عن الإسلاميين ولسان حالها ينطق بعدم المعرفة من جانب، وبرغبتهم في إبقاء الحالة الإسلامية التي تتمدد في المجتمعات العربية في مربع لا تفارقه وهو مربع الإرهاب والعنف لأن ذلك يعطي شرعية للأنظمة المستبدة في قمعها وفي مواجهة الإسلاميين بشتى تنوعاتهم. على الحركة الإسلامية ممثلة في قيادتها في الداخل و الخارج أن تفوت الفرصة على المتربصين بها و عليها أن تتحرك إعلاميا لحث السلطة على فتح آليات المصالحة مع الحركة بالإعلان عن طاقم جديد علني في الداخل يحول هذا التوجه الى واقع متسك بالخيارات الوطنية و الالتزام بالعمل السلمي قولا و عملا باعتباره شريك وطني في التنمية واعتبار أن ما حدث جزء من الماضي فلا ظالم و لا مظلوم و لا غالب و لا مغلوب. اعتبار أن تونس في حاجة لجهد الجميع بدون استثناء و للحركة من الكفاءات و الطاقات الفاعلة ما يعز البلاد و العباد. ودعوة الجميع سلطة و حركة و قوى فاعلة أن لا يفوتوا هذه الفرصة فتونس أمانه بين أيدي الجميع . فلتتوحد سواعد أبنائها من أجل مستقبل أفضل و ما هذا على التونسيين بعزيز. قضية الحوض المنجمي : انعقدت يوم الثلاثاء 03 فيفري 2009 بمحكمة الإستئناف بقفصة جلسة الدائرة الجنائية للنظر في قضية المتهمين الـ 38 فيما يعرف بـ « الوفاق » ،و أغلبهم موقوفون منذ الصائفة الماضية على إثر الإحتجاجات الشعبية التي شهدتها منطقة الحوض المنجمي بجنوب البلاد التونسية. وقد وجهت إليهم تهم من بينها: تكوين عصابة قصد الإعتداء على الأملاك العامة، تعطيل الجولان، الإعتداء على أعوان الأمن، جمع أموال من مصادر خارجية، رمي مواد حارقة. وقد أصدرت المحكمة الإبتدائية في القضية عدد3357 في جوان 2008 أحكاماً قاسية : (7)عشرة سنوات وشهر مع النفاذ و(10) ستة سنوات و شهر مع النفاذ و (4) أربعة سنوات وشهر مع النفاذ و(12) سنتان مع تأجيل التنفيذ و(5) عدم سماع الدعوى. حظرهذه الجلسة قرابة الخمسين محاميا للترافع عن المتهمين كما حضر نقابيون من الجزائر ومن فرنسا وممثلون عن مفوضية الإتحاد الأوروبي وعن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية. و قد تواصلت الجلسة ، من الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء 03 فيفري إلى غاية السادسة من صبيحة يوم الإربعاء 04 فيفري. و شهد الفضاء الخارجي للمحكمة حشدا كبيرا لرجال الأمن منعت خلالها السيدة غزالة المحمدي من الدخول إلى حرم المحكمة و تعرضت للتعنيف . وقد حرص القاضي في حضور الوجوه الأجنبية ،على عكس « العرف الجاري » في المحاكم التونسية، على تسجيل شهادات المحالين حول ما تعرضوا له من تعذيب وترك المجال للمحامين للترافع، غير أنه رفض الإستجابة لطلب المتهمين عرضهم على الفحص الطبي لتبين آثار التعذيب، كما قرر رفع الجلسة للتفاوض بشأن طلب المحامين التأجيل ليقرر لاحقا رفض المطلب، كما رفض طلب المحامين إستدعاء الشهود من الموظفين والموظفين السامين ممن كانوا يتفاوضون مع المحالين من القياديين النقابيين الذين تولوا تأطير الحركة الإحتجاجية . ونحن ليست لدينا أوهامًا نعلم ونعي أن ميزان القوى اليوم هو في صالح السلطة، وسنعمل ما استطعنا إلى تحلويله و تغيير ذلك ما استطعناً، لدفعها إلى لحظة تفاوض جدي ومسئول حول الحد الأدنى المقبول من المواطنين لضمان الحياة الآمنة والكريمة في بلادهم التي ليست لهم بلد غيره. اذ ان لهم حقوق وعليهم واجبات مثل غيرهم لا اكثر ولا أقل. ونعبر عن رفضنا للقوانين الجائرة التي تخنق الحياة السياسية ومنها قانون الأحزاب والجمعيات والصحافة وندعو الجميع إلى النضال من أجل إلغائها، و نعتبر أن محاكمة الدكتور الصادق شورو هي بكل المقاييس فضيحة سياسية ودلالة سافرة على استمرار السلطة في نهج الإقصاء والانغلاق،وانقطاعها عن حركة الزمن. إننا نعتبر أن هذه المحاكمة لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة إذ تواصلت طيلة الليل و حرمت المواطنين من متابعة سيرها في قاعة المحكمة و الاطلاع على تفاصيلها و متابعة مرافعات لسان الدفاع و نندد بمواصلة هذا النهج التعتيمي في القضايا السياسية. كما نسجّل قساوة الأحكام التي صدرت ضد مواطنين لا ذنب لهم إلا أنهم حاولوا تهدئة جو من الاحتقان و التوسط بين السلطة و المحتجين من بين شباب منطقة الحوض المنجمي. اننا نطالب بإطلاق سراح جميع المساجين وفي مقدمتهم الدكتور الصادق شورو و وضع حد للمحاكمات غير العادلة و عدم إقحام القضاء في القضايا السياسية. بعد خروج المساجين ليس ما يبررالمواجهة العدائية مع النظام بل من رجاحة العقل البحث عن سبل لتطبيع العلاقة ومد جسور النية الصادقة في طي صفحة الماضي والاعتراف بالأخطاء وندعو السلطة إلى إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو وكل مساجين الحوض المنجمي وشباب الصحوة وتهيب بأبناء حركة النهضة وبكل أنصار الحرية أن يكثفوا الضغوط من أجل ذلك. » و انّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل… » (الانعام 153) و للحديث بقية ان شاء الله باريس في 5 فيفري 2009
بين بورقيبة .. وارسلان
خالد شوكات فترة اقامة بورقيبة في المشرق العربي كانت سلبية وخلفت في نفسه مرارة
يجهل كثير من التونسيين, والعرب لا يختلفون كثيرا عنهم, صلات الصداقة الوثيقة التي شدت الزعيم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله), بالعديد من المفكرين والسياسيين والإعلاميين المشارقة, والتي تكونت سواء في فترة إقامة المجاهد الأكبر في القاهرة, التي قدم إليها عبر ليبيا عام 1945, فارا من اتهامات فرنسية بالتعامل مع المحور, أو من خلال مؤسسات الكفاح الوطني ضد الاستعمار, التي أقامها الوطنيون المغاربة والعرب في عدد من الدول الأوروبية. وقد حرص الزعيم بورقيبة على الوفاء لهذه العلاقات, حتى بعد توليه مهام رئاسة الدولة وتكاثر التزاماته وانشغالاته, إذ حرص على تكريم كثير من أصدقاء الأمس وشركاء الجهاد الأصغر, ممن بقوا على قيد الحياة, كما فعل على سبيل المثال مع الصحافي الفلسطيني المصري محمد على الطاهر, وكنيته أبو الحسن الطاهر (1896-1974), الذي كان أول من استقبل المجاهد الأكبر في المحروسة وبذل معه جهودا في التعريف به لدى قادتها ونخبها و سائر الوافدين إليها طلبا للعون والنصرة, وكان رد الجميل بتقليده أرفع الأوسمة التونسية, واستغلال كل فرصة متاحة لاستقباله في القصر الجمهوري أو زيارته في بيته المتواضع, وتسمية أحد شوارع العاصمة التونسية باسمه. ولمحمد علي الطاهر, الذي كان يقال في وصفه أن الشمس لا تغرب عن شيئين, الإمبراطورية البريطانية والجريدة التي يصدرها أبو الحسن, كتاب نادر لم يعد طبعه إلى الآن مرة ثانية, ضمنه رسائل الزعيم بورقيبة إليه خلال فترة الكفاح الوطني, رسائل تفيض بالمشاعر الإنسانية النبيلة, فضلا عما تحتويه من توضيحات للمرجعية الفكرية والسياسية التي يستند إليها المجاهد الأكبر في حركته, وهي مرجعية مشتقة بلا ريب من أدبيات حركة الإصلاح العربية الإسلامية التي نهضت على أيدي الطهطاوي ومحمد عبده وخير الدين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وخلافا لما يعتقد البعض في تونس وخارجها, من أن فترة إقامة بورقيبة المشرقية, كانت في خلاصتها سلبية, وأنها خلفت في نفسه مرارة و موقفا معاديا للمشرق, فإن دراسة متأنية لوثائق ومصادر تلك الحقبة التاريخية, تثبت خلاف ذلك تماما, بل لعل العتب والتشويش الذي حصل في علاقة المجاهد الأكبر بالبلدان المشرقية, مرجعه الأزمة الناشبة بين الرؤيتين البورقيبية والناصرية خلال الستينات من القرن الماضي, بعد خطاب أريحا الصريح, ولربما كانت لبعض المؤامرات الداخلية التي استهدفت الزعامة البورقيبية بتشجيع لبعض ساسة المشرق دور في توسيع الفجوة. لقد كانت زعامة بورقيبة في القاهرة بينة, وقد ادى العديد من المهمات الناجحة في التعريف بالقضية التونسية, وساهم في تأسيس مكتب المغرب العربي بمشاركة عدد من زعماء الحركة الوطنية المغربية والجزائرية, وعلى رأسهم الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي, كما كان أيضا محل إعجاب وتقدير لدى كثير ممن عرفه عن قرب كما هو شأن محمد علي الطاهر الذي قال أنه من أوائل من لحظ شخصية بورقيبة الفريدة ونظرته الثاقبة, فقد كان المجاهد الأكبر موسوعي الثقافة, نقدي الرؤية, لماحا وواثقا من نفسه وقضيته, متقنا للغتين العربية والفرنسية على حد سواء, ومستوعبا لنقاط القوة والضعف في الحضارتين الإسلامية والغربية. غير أن أكثر الشخصيات المشرقية حظوة وتأثيرا لدى الزعيم الرئيس بورقيبة, كان المفكر والسياسي اللبناني الدرزي الكبير الأمير شكيب أرسلان, الذي كان أول من أولى عناية استثنائية للقضايا المغاربية, و قيل انه ادى دورا رئيسيا من خلال علاقاته الوطيدة بقادة العمل الوطني المغاربي, في حسم إشكالية الهوية التي أثارها المرسوم الاستعماري المكنى « الظهير البربري » (1930), والذي اعتبر الشمال الأفريقي مغربا للأمة العربية الإسلامية. و يعود أول لقاء للزعيم بورقيبة بالأمير شكيب أرسلان الى العام 1937, وكان ذلك على هامش مؤتمر لجمعية الطلبة المسلمين لشمال أفريقيا, التي كانت بمثابة الجناح الطلابي للحركة الوطنية المغاربية. وقد انعقد اللقاء بعد ثلاث سنوات فقط من تأسيس المجاهد الأكبر للحزب الحر الدستوري ( الذي سيحتفل البورقيبيون بالذكرى الخامسة والسبعين له في الثاني من مارس المقبل), وجاء بمثابة اعتراف من أمير البيان وداعية العروبة والإسلام, بالحزب الجديد ممثلا أساسيا للحركة الوطنية التونسية. ووفقاً للمؤرخ الاوروبي « وليام كليفلند » صاحب كتاب » إسلام ضد الغرب..شكيب أرسلان ودعوته للقومية الإسلامية », فإن إعجاب الزعيم بورقيبة بأفكار الأمير الإصلاحية كان كبيرا, كما أن الصلة التي قامت بينهما, و تخصيص المجاهد الأكبر عددا كاملا من صحيفة « العمل » لسان حال الحزب الحر الدستوري, الصادر شهرا بعد لقاء باريس الآنف, كانت خير سند للدستوريين الجدد في مواجهتهم السياسية والفكرية الحاسمة مع الدستوريين القدامى, وقد عاد زعيمهم الشيخ الثعالبي في حينها إلى البلاد بعد نحو اربعة عقود من المنفى. ويشير المؤرخون إلى أن الأمير شكيب أرسلان, الذي اشتهر بعلاقات متميزة مع قادة « الرايخ » الألماني و حلفائه الإيطاليين, قد تدخل لدى قيادة « المحور » من أجل إطلاق قادة الحزب الحر الدستوري الجديد, وقد تحقق له ذلك أواخر لعام 1943, تماما كما طلب منه الزعيم بورقيبة من أجل إقناع « المحور » باستصدار وعد لمنح تونس الاستقلال بعد انتهاء الحرب, من أجل كسب ثقة التونسيين, ونجح الأمير مرة أخرى في تحقيق الطلب, الا أن نهاية الحرب العالمية ثانية جاءت خلافا لما ظهر في بدايتها, ولم يكن من بديل إلا الصبر عقدا آخر من الكفاح حتى تتحقق الرؤية. إلا أن أبلغ ملمح لتأثير الأمير شكيب أرسلان في شخصية الزعيم بورقيبة, كمن بلا شك في النظرة الى الاسلام وتأويل نصوصه بما يتفق مع مصالح المسلمين ومتطلبات الحداثة, فقد التزم المجاهد الأكبر بعد نيل تونس الاستقلال وتسلمه مقاليد الحكم, سياسة متميزة, آمنت بدور داعم يلعبه الدين لصالح العملية التنموية, وهي سياسة جعلت « البورقيبية » مختلفة عن « الأتاتوركية » التي عملت على إلغاء أي دور للدين, رغم التقائهما في الإيمان بضرورة التحديث, كما جعلها مختلفة عن السلفية, رغم انطلاق كليهما من النص المقدس. و قد نقل عن الزعيم بورقيبة قوله » أنه نجح في تشريع كل ما تقتضيه الحداثة, إلا مسألة المساواة في الإرث, لأنه لم يجد مخرجا لتأويل النص الخاص به ». وما يجدر ذكره هو أن المجاهد الأكبر لم يخطو خطوة تحديثية واحدة دون سند من الشريعة وتأويل للنص, بما في ذلك توصيفه لمرحلتي الكفاح ضد المستعمر والاستقلال بالجهادين الأصغر والأكبر, وإفطاره جهرا في رمضان عندما استشار العلماء فأجازوا له ذلك أسوة بالرسول (ص) الذي ثبت أنه أفطر جهرا سنة الفتح وأمر أصحابه بأن يفعلوا. والبين أن شكيب أرسلان, ولم يكن في هذا الأمر شاذا عن بقية رواد الإصلاح, قد غذى النزعة التأويلية وعمقها في نفس الزعيم الشاب آنذاك, فقد كان الأمير المنحدر من بيئة درزية يرى غالبية المسلمين أنها خارجة عن المألوف والملة, رمزا للفهم العميق لجوهر الدين, ومثالا لقدرة مجدد ديني ومفكر إصلاحي على تجاوز كل دوائر الحصار الفكري والعقدي المضروبة منذ قرون على بني قومه, باعتبارهم هراطقة وباطنية ورافضة ومارقين. إن هذا التوجه الواقعي والعملي الملتزم بالنتائج, لا المتعصب للشعارات, في التعامل مع الإسلام, هو الجامع بين الأمير شكيب أرسلان والزعيم الحبيب بورقيبة, لكن وفاة الأول دون ممارسة للسلطة وتصدي الثاني لمهمات الحكم, جعل صورة كل منهما لدى العامة وبعض الخاصة, تبدو وكأنها متباعدة أو متناقضة, بل لعل حركات الإسلام السياسي المهيمنة على الشارع حاليا, قد سعت جاهدة إلى أن تضم تراث الأمير إلى أعمالها, أو تجعل من نفسها امتدادا له, في حين ناصبت المجاهد الأكبر أشد العداء واشتغلت آلتها الإعلامية جاهدة لتشويه صورته الناصعة. والحاجة اليوم أكيدة, لاستئناف معركة التأويل, تلك التي آمن بها أرسلان وبورقيبة وبذلا عمرا في إدارتها والعمل على الظفر بها وآمنا بضرورة خوضها حتى لا يترك الدين الحنيف ونصوصه لأولئك الذين يريدون أن يشتروا به ثمنا قليلا أو يعملون على أن يكون وسيلة لتعميق مشاعر الكراهية وأفكار الانغلاق والرفض والظلام ونشر الرعب والموت والدمار والأزمات في كل مكان حلوا به..فلنقرأ من جديد إذن السيرة البورقيبية والأرسلانية ولنأخذ منهما عبقرية التأويل. كاتب تونسي kh_chouket@hotmail.com
(المصدر: صحيفة « السياسة » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 6 فيفري 2009)
تونس تعد برنامجا احتفاليا « للقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية »
تونس (رويترز) – قال مسؤولون في تونس يوم الخميس ان تونس جهزت برنامجا احتفاليا ضخما يحتوي على نحو 100 مهرجان بمشاركة عدة بلدان ضمن تظاهرة « القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية » التي تفتتح في العاشر من مارس اذار المقبل. واختارت المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم والثقافة (الايسيسكو) القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009 لتخلف بذلك مدينة الاسكندرية التي اختيرت عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2008. وقالت وسائل اعلام حكومية ان الحكومة التونسية خصصت قرابة مليون دولار لتزيين ابرز معالم مدينة القيروان التونسية التي ستكون وجهة للزوار ومحط انظار العالم الاسلامي. وقالت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ان افتتاح هذه التظاهرة « المهمة » سيكون بعرض فني ضخم سيركز على الابهار من خلال الصوت والصورة بعنوان « القيروان الخالدة ». واضافت انه حفاظا على رمزية الاحتفال ستفتتح التظاهرة بعرض « القيروان الخالدة » الذي يروي تاريخ القيروان منذ تأسيسها وحتى الان في 10 مارس اذار المقبل المتزامن مع ليلة المولد النبوي الشريف الذي تشهد خلاله القيروان احتفالات متميزة عن باقي مدن البلاد. وقال عبد الرؤوف الباسطي وزيرالثقافة التونسي ان « تونس الحداثة تسعى من خلال هذا الحدث الى استعادة ماضيها الخالد وابراز ما تزخر به من ارث حضاري ساهم ولايزال في تغذية الفكر الاسلامي » واضاف ان عطاء القيروان لم ينضب الى اليوم وهي لاتزال مركزا للإبداع وعاصمة للإشعاع الثقافي. ويشتمل برنامج « القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية » على نحو 100 مهرجان متنوع بين الموسيقى والشعر والندوات والمسرح والسينما وعرض الاصدرات وعروض للازياء والفولكور الاسلامي اضافة الى معارض لترويج التراث المعماري وفنون الزخرفة الاسلامية. وقال المنظمون ان عدة بلدان ستشارك بعروض فنية من بينها المغرب وليبيا ومصر وسوريا وتركيا واسبانيا والجزائر. يعود تاريخ القيروان التي تعرف باسم عاصمة الاغالبة الى عام 50 هجري (670 ميلادي) عندما قام بانشائها عقبة بن نافع وكان هدفه ان يستقر بها المسلمون اذ كان يخشى ان رجع المسلمون عن أهل افريقية ان يعودوا الى دينهم. والقيروان -وهي احد اقدم المدن الاسلامية- هي في الاصل كلمة فارسية دخلت الى العربية وتعني مكان السلاح ومحط الجيش وموضع اجتماع الناس عند الحرب. ويعتبر انشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الاسلامية في المغرب العربي حيث كانت تلعب القيروان دورين هامين هما الجهاد والدعوة فبينما كانت الجيوش تخرج منها للغزو والفتح كان الفقهاء يخرجون منها ليعلموا العربية وينشروا الاسلام. تشتهر القيروان الواقعة وسط البلاد وتبعد 160 كيلومترا من العاصمة بمعالمها التاريخية الضاربة في القدم منذ العهد الاسلامي على غرار جامع عقبة بن نافع اضافة الى بيت الحكمة الذي أنشأه ابراهيم الثاني الاغلبي في عام 289 هجري (902 ميلادي). كما تعرف القيروان بصناعة حلويات « المقروض القيرواني » وبصناعة المفروشات منذ القدم والتي تواراثها الجيل الجديد عن ابائه. ومن المقرر اقامة مهرجان للزرابي نهاية الشهر المقبل ضمن برنامج الاحتفالات. وسترصد الايسيسكو جائزة لاحسن منتج في الصناعات التقليدية بالقيروان. كما سيتم اقامة ندوات فكرية وعلمية حول (القيروان واشعاعها عبر العصور) و(الطب والاطباء في القيروان). من طارق عمارة (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 5 فيفري 2009)
حفل فنّي ضخم يروي تاريخ القيروان يوم 8 مارس
تعيش مدينة القيروان انطلاقا من يوم 8 مارس المقبل على وقع الاحتفاء بها كعاصمة للثقافة الاسلامية هذه الاحتفالات ستكون متزامنة مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. * المسجد الجامع جامع عقبة بن نافع اول بناء اقامه عقبة بن نافع سنة50 هـ ولازم المدينة في كل مراحلها كما شهد انطلاقتها لتصبح عاصمة الاسلام والثقافة الاولى في افريقيا سيعود اليه وبعد ستمائة سنة شرف انطلاق الاحتفالات بها كعاصمة للثقافة الاسلامية. * حفل الافتتاح سيكون يوم 8 مارس في جزئين الاول بصحن جامع عقبة بن نافع حيث يواكب الحاضرون الموكب الرسمي أما الجزء الثاني فسيكون خارج الجامع ولكن بجانبه وتحديدا في الساحة المحاذية لصومعة الجامع الشهيرة وسط خيمة عملاقة ستشهد عرضا تاريخيا يحكي ملحمة المدينة عبر مراحلها التاريخية وإسهاماتها من خلال عمل أعده الأستاذ علي اللواتي واثثه موسيقيا الأستاذ مراد الصقلي برؤية معاصرة تبعث تاريخ المدينة حيا ليشهد حاضرها ويكونان معا رؤية استشرافية استباقية لابناء الجيل الحاضر والمستقبل. * تنوير المدينة عُهد الى شركة فرنسية كانت لها تجارب في مدينة ليل والجزائر العاصمة وتأمل أن تكون القيروان المحطة الأبرز في تاريخها ستعمل على إخراج المدينة العتيقة وأهم مزارات المدينة كأفضل ما يكون. * العاصمة الخامسة ستكون مدينة القيروان خلال هذه التظاهرة خامس مدينة في العالم الاسلامي تحظى بصفة عاصمة للثقافة الإسلامية بعد مكة المكرمة 2005، حلب 2006 طرابلس 2007 الاسكندرية 2008 علما وان فكرة عاصمة الثقافة الإسلامية انطلقت خلال اجتماعات المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ايسيسكو سنة 2001. 9 معـارض تشهد التظاهرة على مدار السنة اقامة 9 معارض موزعة على: مارس (4) افريل (2) ماي (2) جوان (1) يضاف إليها معرضا للرسم. 7 مهرجانات منها الجديد ومنها ما هو قديم: ـ الإنشاد الصوفي «جديد» وسيتواصل ويتزامن مع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وحدد هذا الموسم بيوم 4-7 مارس. ـ المهرجان الوطني للزربية (قديم) في دورته 13 من 26 إلى 31 مارس. ـ مهرجان المسرح الحديث (قديم) من 23 إلى 29 مارس. ـ مهرجان ربيع الفنون الدورة 14 (قديم) من 13 الى 19 أفريل. ـ مهرجان المونولوج (قديم) من 1 إلى 7 ماي ـ المهرجان الصيفي ليالي القيروان (قديم) من 6 إلى 20 أوت. ـ مهرجان المدينة من 4-17 جوان. يضاف إلى هذه المهرجانات المهرجان الوطني للإبداع ومهرجانات موجهة إلى الطفولة في المسرح والموسيقى الجهوية ونشاط الجمعيات والمندوبيات. * الندوات وقع برمجة 16 ندوة موزعة كما يلي حسب الأشهر: ـ ندوات مفتوحة من قبل الايسيسكو ـ ندوة كبيرة لبيت الحكمة ـ ثلاث ندوات لمدينة العلوم ـ الندوة المولودية في مارس ـ ندوة حول القيروان ودورها في الحركة الوطنية مصحوبة بمعرض وثائقي هام. ـ اربع ندوات خلال شهر افريل. ـ انتروبولوجيا الثقافة الاسلامية للاسيسكو ـ القيروان وإشعاعها عبر العصور لبيت الحكمة ـ موقع القيروان في الثقافة الاسلامية لمركز الدراسات الإسلامية بالقيروان * الموائد المستديرة ـ الخاصيات المعمارية بالقيروان ـ السياسة المالية بالقيروان في المعهد الاغلبي ـ الطب والأطباء في القيروان ـ الإشعاع العلمي للقيروان في حوض المتوسط ـ مدرسة القيروان في علم الفلك. * دورات تدريبية تقوم بها الايسيسكو ـ المتاحف ـ دور العاملين في مجال التعليم ـ حقوق التأليف. * مؤتمرات دولية: ستكون في تونس العاصمة ـ المؤتمر العاشر للايسيسكو * العروض الفنية سيقع تفعيل التوأمات الموجودة في القيروان وعديد المدن في العالم الاسلامي او أوروبا وستكون العروض اما في اطار التعاون الفني او بصيغة التعاقد مع الفرق وقد تمت الاستجابة من قبل العديد بعد مراسلة المغرب ـ ليبيا ـ مصر ـ سوريا ـ تركيا ـ اسبانيا ـ الجزائر. وقد تحمس الاسبان للأمر وهناك مؤسسة بغرناطة ستقدم مؤلفا حول القيروان وهناك امكانية لجلب فرق الفلامنقو واقامة يوم القيروان في الاندلس ويوم آخر بمعهد العالم العربي بباريس. * عروض موسيقية ستكون نصف شهرية لفرق من تونس والخارج وذلك على مدار السنة عروض مسرحية تكون شهرية عروض سينمائية سيخصص بها أسبوعا (القيروان في السينما) تعرض فيه أشرطة عن القيروان أو التي صورت فيها. * الاصدارات ستصدر بالمناسبة كمية كبيرة من الكتب: ـ كتاب الأجوبة: للقاضي عظوم في 11 جزء. ـ سياسة الصبيان: لابن الجزار ـ ديوان الحصري: في تحقيق ثان ـ ديوان الشيخ الفايز ـ ديوان الشاذلي عطاء الله ـ طب الفقراء والمساكين بالقيروان ـ طب المشايخ وصحتهم: لابن الجزار ـ الطب المفرد: لابن الجزار ـ انتولوجيا الشعر: جعفر ماجد ـ القيروان في قلوب الشعراء: جعفر ماجد ـ القيروان كما رآها الرحالة ـ ثبت المخطوطات: مراد الرماح ـ الأعمال الكاملة لمحمد الحليوي (تحقيق) – مختارات من شعر بوشربية – البساط العقيق: لابن رشيق – حدث في القيروان: احمد الطوبي – كتاب العمدة: لابن رشيق ـ أدب المعلمين: لمحمد بن سحنون – موسوعة القيروان: لدار الكتاب كما ينتظر أن تصدر وكالة إحياء التراث كتابا عن القيروان كما توجد 4 مشاريع كتب بالعربية والفرنسية القيروان في الشعر ـ امسية شعرية لشعراء القيروان ـ امسية: ما قيل من شعر في القيروان الجوائز رصدت منظمة الايسيسكو جائزتين كبيرتين ـ لاحسن منتج في الصناعات التقليدية بالقيروان ـ للمبدعين حول القيروان شعار ومجسم سيكون للقيروان شعار ومجسم يخلد هذه الذكرى الأول جاهز عبارة عن اسم القيروان بخط ثلثي مذهب في أرضية بنفسجية والثاني فتحت حوله مسابقة وطنية وسيتم تركيزه لاحقا في احد شوارع المدينة ولم لا يكون في مدخل ساحة الثقافة أو بساحة الشهداء أو ساحة أولاد فرحان المطلة على السور وصومعة الجامع. ـ معرض للصحافة القيروانية ـ نشرية اعلامية ـ موقع واب ـ التعامل مع شركات تقوم بالإشهار والاستشهار. رضا النهاري (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 فيفري 2009)
مشاكل الكتاب في تونس
بقلم: آمال موسى منذ سنوات طويلة والكتاب في بلادنا يحظى باهتمام خاص على مستوى الخطاب الرسمي وغيره. ويظهر ذلك من خلال مجموعة القرارات والإجراءات المتخذة لفائدة مجال الكتابة سواء من حيث الفاعل ونقصد بذلك الكاتب أو من حيث الفاعلين نشرا وتوزيعا. ومن مظاهر الاهتمام بمسألة الكتاب ومختلف المجالات ذات الصلة بها، إعلان عديد المرات من أعلى هرم في السلطة عن سنة وطنية للكتاب إضافة إلى قرار بعث المركز الوطني للترجمة وإحداث رخصة مبدع وإنشاء الإذاعة الثقافية.. فكل هذه الإجراءات وغيرها لا تخلو من تشجيع كبير للكتاب وللثقافة بشكل عام. ولكن من المهم أن نتوخى مع ذلك الصراحة في مقاربة وضعية الكتاب في بلادنا، ذلك أنه رغم كل هذه المكاسب المتحققة، فإن بعض مشاكل لا تزال تشكل عائقا أمام تطور حال الكتاب نشرا وتوزيعا ومطالعة. من هذا المنطلق، فإن الاستشارة الوطنية للكتاب، التي ستنطلق خلال العام الجاري لا بد من أن تلقى الترشيد المطلوب كي لا تتناول هذه الإشكاليات المواضيع الفضفاضة التي يصعب التحكم فيها واستخلاص التوصيات العملية منها. وإذا ما أردنا تحديد أهم مشاكل الكتاب في بلادنا وذات الاولوية في طلب المعالجة، فإننا لا نستطيع أن نغفل عن وضعية قطاع النشر التي لم تتطور بالشكل المطلوب الشيء الذي عطل إمكانية خلق سوق للكتاب بما يعنيه ذلك من آليات وتراكم ومنافسة وهو ما يستدعي تعميق النظر والتقويم في مجال النشر واتخاذ إجراءات مغرية تشجع الشباب من أصحاب الشهائد العليا على خوض غمار هذا المجال وشحنه بروح الشباب وحماسته وطموحاته. وفي هذا السياق لا بد من الاشارة إلى ظاهرة النشر على النفقة الخاصة التي تعكس نوعا من الاستقالة لدى دور النشر، باعتبار أن مهمة الكتاب هي الكتابة والابداع وليس النشر والتوزيع. ولعل وجود هذه الظاهرة بالشكل الكبير كاف للإقرار بغياب توزيع واضح للأدوار بين الأطراف المنتجة للكتاب. وكلّما تمت معالجة مشاكل قطاع النشر وتحسينه (هناك دار نشر مهمة تفكر اليوم في بيع كتبها بأبخس الأثمان في فضاءات غير لائقة فقط للتخلص من عبء التخزين وما يتبعه من دفوعات) وتوفير ما يساعد العاملين فيه على الإقلاع بشكل يليق بتاريخ الثقافة في بلادنا وعراقتها،كلّما ساهم ذلك في ظهور الحاجة الملحة إلى شبكة توزيع هائلة، تُؤمن عمليات توزيع الكتاب التونسي داخل وطنه وفي الخارج خصوصا أن حجم سوق الكتاب هو الذي يحدد جغرافية التوزيع ويضبط مداها. ونعتقد أن الايمان بأهمية المنافسة بين الناشرين ودورها في مضاعفة إنتاج الكتاب كما ونوعا وأيضا تشجيع الكتاب والمفكرين على بلوغ مساحات متقدمة في آفاق التعبير والجرأة والمسكوت عنه..كل هذا سيغير من حال الكتاب وسيرفع أرقام المبيعات ونسبة المطالعة. إن مجال الكتاب في تونس في حاجة ماسة إلى هذه الاستشارة التي لن نتحسس أهميتها وجدواها إلا إذا ذهبنا مباشرة إلى مواطن الداء وخرجنا بوصفة عملية ونافعة ترسي تقاليد تؤسس لقطاع نشر محترف. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 فيفري 2009)
الروائية آمال مختار تتحدث لـ«الصباح»:
** من يتحدّث عن الجسـد كإغـراء… فإنه يعانـي من الجهـل..! ** أغلب زملائي الصحفيين ضربوا حصار صمت حول تجربتي الروائية… ** جديد روايتي القادمة اقترابها من واقع أكثر سخونة
تونس/الصباح: قلم آمال مختار الروائي نهم… لا يهدأ له بال ولا يستقر في مكان.. يستفز القارئ ويثير بداخله الأسئلة الحارقة.. الموغلة في الذات.. متعة هذا القلم في إثارة الأسئلة التي تظلّ تبحث لها عن جواب يشفي الغليل ويحمي من الأعاصير.. … متعة هذا القلم في هذا الغوص العميق داخل أغوار النفس.. يتلمّسها.. يعرّيها… يكشف حقيقتها… يسير أغوارها… يزيح عنها الزيف المقيت. ** قلم آمال مختار الروائي… لحظات من البوح الصادق… الشفّاف… اعترافات… وتمرّد… جرأة نحبّها… نعشقها في لحظات الانفراد بالذات… لأنها من ذاتنا من داخلنا… ** قلم آمال مختار الروائي يكتب آلامك وأحاسيسك… يصوّرها… ينسجها من وحي اللحظة في لحظات الانكسار… يصوّر آمالك وتفاؤلك في لحظات الفرح… والانعتاق… والانتصار… ** قلم آمال مختار الروائي يثير التساؤلات… يبعث على الحيرة… فلا غرابة أن تتعدّد المواقف وتتنوّع الآراء. ** تقرأ «نخب الحياة» وتطالع… الكرسي الهزّاز… فتنتابك الدهشة… دهشة مشوبة بحيرة… هذه التفاصيل الدقيقة… وهذه الشفافية… وهذه الجرأة الحارقة… المدمّرة… وهذه الشجاعة… شجاعة وجرأة وصمود قلم أمام أعاصير… وحصار… وقيل وقال… ** نجح قلم آمال مختار الروائي في نحت خطّ إبداعي خاص به… خطّ ينتصر لكل معاني الجمال في الوجود… خطّ يباهي بالإنسان الصامد في وجه الأعاصير ** أسئلة عديدة عملت على تبويبها لأضع آمال مختار الروائية المتمرّدة على السائد والمتنصرة لكل تفرّد وخصوصية في الإبداع… وكان حرصها شديد على أن تكون الأجوبة بخطّ يدها… ألم أقل إن قلمها حريص على أدق التفاصيل. * آمال مختار والكتابة علاقة وجدانية، كيف كان المنطلق؟ – علاقة وجدانية وفكرية أيضا، لكنها في منطلقها كانت وجدانية بحتة… لحظة المنطلق لحظة عابرة في الزمن، تقدح صدفة وتتلاشى، لكن كل ما سيأتي بعدها سيدين لها بالرغم عن غيابها. لعل لحظة المنطلق في مشروع الكتابة بالنسبة لي كانت لحظة ألم، لحظة اختنقت فيها الروح ولم تعثر على متنفس إلاّ في الإمكانيات التي كانت متوفرة لديّ في تلك السنوات التي تبدو لي الآن قريبة بعيدة، سنوات المراهقة التي ما يزال فيها الإنسان يبحث بلا وعي عن ركائز يستند عليها في المشوار الذي ينتظره لعل وجود ورقة وقلم أمامي هو الذي جعلني أكتب ربّما لو توفّرت لديّ أدوات أخرى لعبرت بها عن لحظة الألم تلك التي لا أذكر أسبابها طبعا. غير أنّ ما احتفظت به في أعماقي حتى أصبح عادة هو اللجوء في الكتابة، إلى الورقة البيضاء للبوح إليها بألم ما عصر قلبي وحاصر روحي. كذلك هي الكتابة عندي الآن وجدانية لأنّها أرض بل وطن للحب والحنان والحريّة… وهي أيضا فكرية عندما وعيت لاحقا مدى خطورة هذه العملية التي تصبح إذا ما نشرت تعبّر عن موقف ورأي، كما أنّها تتحوّل إلى سلاح قادر على مقارعة الجهل والتخلّف والتأثير في العقلية. الكتابة سلاح خطير ما أن تأسّس بين القارئ والكتاب لحظة حميمية تستطيع أن تكون معبرا إلى عقل المتلقي فيتأثر بما يقرأ، والأهم من كل ذلك أنّه يسأل وتلك لحظة المنطلق نحو الوعي. * توجهك إلى كتابة الرواية، هل كان لملء فراغ أم تمرّد على السائد؟ – لا هذا ولا ذاك، بالنسبة لي الأمر لم يكن كذلك قط، أنا لم يكن لدي اختيار حتى أتوجه إلى الكتابة، لقد انتهيت بأن وجدت نفسي أكتب، لما زُرعت في أعماقي بذرة الكتابة لم أكن قد تفطنت إلى الأمر أصلا، كانت الكتابة بالنسبة لي غير ما هي عليه الان، كانت الصديق الذي ألوذ به من غربة كنت أعيشه وأنا بين عائلتي دون أن أعي أنها غربة، تلك هي عزلة الكائن في هشاشته والتي يخجل عادة من البوح بها إن كان يعي أو على الأقل يحدس أنها هشاشة طبيعية، لابد لها أن تكون بأعماقنا حتى نحسّ بمدى هشاشة الحياة وقوّتها في آن. الكتابة لم تكن قط لملء فراغ ولا يمكن لها أن تكون كذلك، أنا شخصيا ليس لدي أبدا وقت فراغ، أعتقد أن من يحسّ بوقت الفراغ هو الإنسان الذي لا يفكّر، هو الإنسان الذي يعيش ميتا في جسد متحرّك. هو الإنسان الآلي المبرمج لآداء أفعال محدّدة، أما الإنسان الطبيعي الذي يحمل عقلا في رأسه وعقله حيّ دائم الحركة فإنه لن يكون لديه وقت فراغ، سيكون لديه دائما أفعالا في انتظار الإنجاز. أما التمرّد على السائد فأعتقد أنّه لم يأت بقرار منّي، بعد أن اكتشفت أنّي أخوض من خلال شخصياتي الروائية في ما يسمّى المسكوت عنه أدركت أن ذلك هو ما يمكن أن يضيفه الكاتب إلى الإبداع الإنساني. ذلك أنه لا يمكن لمشروع إبداعي أن يكون وأن يحقّق الفرادة والتميّز والخلود إذا ما لم يقدم إضافة ما. وإلاّ لماذا يكتب الكاتب أصلا. وبأكثر دقة لم ينشر الكاتب إذا ما كان يكتب لنفسه فقط وليس في ذهنه أن النشر هو مشاركة في المنجز الإبداعي الإنساني. * الرواية كتعبير أدبي هل نقدر من خلالها صياغة عالم جديد؟ – صياغة عالم جديد تماما كذلك الذي نحلم به لا يمكن له أن يكون إلاّ من خلال الرواية والرواية فقط. إنّها الأرض الوحيدة القادرة على احتضان أحلامنا حتى تلك منها التي توغل في الجنون أو الهوس. إنّها الوطن الوحيد الذي يتحمّل أخطأنا وقبحنا وأكثر عيوبنا بشاعة دون أن نتعرّض إلى عقاب القانون الوضعي. طبعا هنا لا علامات لا يمكن التغاضي عنها أثناء تشيد هذا العالم الجديد الذي تبنيه الكلمات والأفكار التي ينتجها وعي الروائي الذي لن يستطيع بطبعه التخلي عن تلك العلامات التي نُبِتَتْ في لا وعيه. لكن ذلك لن يمنع الكلمات والأفكار من التنامي في أرض الحرية لتخلق عالما جديدا نستطيع أن نكون فيه من نشاء وكما نشاء أليست تلك نعمة حقيقية في واقع ضيق إلى حدود العزلة والموت في ركن مهجور بأصابع الاختناق. * هل هناك قيود تلتزم بها آمال مختار في كتابة رواية ما؟ – بالتأكيد، أنا ملتزمة أوّلا وأخيرا بإضافة شيئا ما إلى مدونة الرواية التونسية، هذا ما أطمح إليه على الأقل؟ هذا التزام ذاتي بيني وبين نفسي، ولأنّي تأكدت من خلال حدسي ومن خلال بعض التجربة أنّ الإنسان بروحه الهشة والغامضة والقويّة والمتقلّبة، والقائمة على الأضداد، هو الأكثر خلودا عبر تاريخ الإنسانية، وأن كل ما يحيط به هو دائما مجرّد سيناريوهات تتغيّر أحيانا وتتكرّر أحيانا أخرى، أما الجديد فيأتيه الإنسان وحده من خلال فعله ورد فعله، من خلال نتاج أفكاره وتشعبات أعماقه النفسية، هذا الاعتقاد الذي ترسخ لديّ على أنّه وجه من وجوه حقيقة الإنسان هو الذي منحني الشهيّة الخصبة للخوض فيه من خلال الكتابة طمعا في العثور عمّا يمكن أن أكتشفه من خلال «جنون» الكتابة الذي أعيشه لحظة الكتابة نفسها. كذلك أحاول من موقعي الذي انتبهت إلى جسامة مكانته باعتبار مكانة الكتابة ومسؤوليتها الخطيرة، أحاول أن أكتب… * الغموض الذي تتّسم به الذات البشرية بكل آلامها وأحزانها وهشاشتها هو أيضا ما تتّسم به روايات آمال مختار، هل توافقني على ذلك؟ – نعم، لقد قلت وكررت ذلك دائما ولن أكف على ترديد هذا الرأي المتمثل في أن النفس البشرية التي كانت ولا تزال وستظل – رغم تطوّر العلوم وتقدّمها – العلم الوحيد غير الصّحيح بل لعلني أسمح لنفسي بأن أسمّيه علم الغموض الإنساني هذه النفس الغامضة شكلت وستشكّل دائما النبع الوافر للإبداع الفنّي لأنّ هذا النبع لن ينضب وإلاّ لكانت كل الفنون قد أُنجزت وأغلقت كلّ مدوناتها. البحث في غموض الذات البشريّة ومحاولة تعرية هذه الذات بكل قبحها وجمالها، بكل هشاشتها وشراستها وهو تماما الطريق التي اخترتها للمشي فيها من خلال كتابة الرواية، هي طريق وعرة ومرعبة وغامضة غير أنّ المشي في عتمتها مغر ومشوّق. * يرى الكثير من النقاد أن آمال مختار تكتب رواياتها بجسدها؟ – عن أيّ نقّاد تتحدّث؟! أنا شخصيا مازلت أعتقد جازمة أنّ مشروعي الروائي لم يأخذ إلى حدّ الآن مأخذ الجدّ من حيث النقد. هناك بعض المحاولات كقراءات فردية لكل رواية على حدة، أما دراسة جادة وعلمية لكل ما كتبت فإنّني لم أقرأ بعد. هي التأكيد على أنّني أعتبر تجربتي الروائية في خطواتها الأولى مما يدفعني إلى عدم لوم النّاقد الذي لا يستطيع دراسة تجربة إبداعية لم تكتمل بعد. أما من يتحدث عن الجسد كإغراء فإنّني أتجاوز هذا الهراء الذي يتعلّق به البعض الذي يعاني من الجهل حقيقة. الجسد جزء هام من كياننا ووجودنا وبدونه أو بأكثر دقة بدون تحقيق المصالحة بينه وبين الروح باعتباره حاو لها لا يمكن لكياننا كإنسان إلاّ أن يكون مهزوزا ومريضا، الجسد نصفنا الآخر الذي كتب عليه بحكم قانون الاعراف الجائر والمستبدات يظل معاقا لنظل نجرجره وراءنا فيزيد روحنا ثقلا بدلا من أن يمنحها تلك الخفة التي تمنح السعادة. * كيف نفرّق بين الادعاء والبوح الصادق عند الكتابة؟ – لكأنّك تسألني ما الفرق بين بريق الماسة والماسة المزيفة. قد ينخدع الغرّ أمام تلألأ الماستان تحت الأضواء. أما العين الخبيرة فإنها لن تخطئ اللمعة الحقيقية. كذلك هو الإبداع في الكتابة، إنه تماما تلك اللمعة الحقيقية لماسة حقيقية، أما المزيف فإنه سريع الانطفاء، قصير العمر، إذ سرعان ما ينتهي دوره فيتلاشى ويسقط في اللامبالاة ثمّ النسيان. * يعتقد الكثير أن عملك كصحفية ساهم أو منحك فرصة البروز كروائية، ما مدى صحّة هذا الاعتقاد حسب رأيك؟ – أرى أنّ هذا البعض قد أخطأ في هذا الاعتقاد. إذ على العكس من ذلك، لقد وقف عملي كصحفيّة في وجه نجاحي كروائية، وأؤكّد من خلال تجربتي «المريرة» أنني لو كنت أعمل «حارزة في حمام» وأكتب نفس هذه الروايات لكان لي شأن مختلف كروائية في تونس وخارجها. أما وأنا صحفية وزميلة فإن ذلك دفع البعض لضرب حصار من الصمت حول تجربتي خاصة وأن روايتي الأولى «نخب الحياة» أحدثت نوعا من الصدمة وأثارت جدلا. مما دفع أغلب الصحفيين إلى الصمت إلاّ البعض ممّن امتلكوا من صفات الصحفي الجرأة والشجاعة. وضع إسمي كروائية في قائمة حمراء أو في قائمة الممنوعات جعل الأغلبية من الصحفيين سواء كانوا أصدقاء أو مجرّد زملاء يتحاشون التعرّض إلى روايتي أو لى ككاتبة، إلى أن كان الافراج عن روايتي الثانية «الكرسي الهزاز» بفضل قرار رئاسي رائد بعد أن صودرت ظلما لمدة ست سنوات. غير أن ذلك لم يزدني إلاّ تشبّثا بحلمي الجميل، وبقلمي وريشته التي أطير بها إلى الأعالي حيث الصفاء والحريّة. * كيف تتحدّثين كذلك عن الصحفي الذي يكتب الإبداع الأدبي سواء كان نثرا أو شعرا وهناك من نجح حقيقة وتألق وأصبح أشهر من نار على علم لا لشيء إلاّ لأنّه صحفيّ، والأسماء عديدة ولا داعي لذكرها؟ – ربّما يصحّ ما تقوله بشأن البعض ممن يجمعون بين الإبداع الأدبي والعمل الصحفي ولا يصح بالنسبة للبعض الآخر الذي أعتبر نفسي منه، بل لعلني وحدي أمثل هذا البعض الآخر. الحقيقة أنّ أولئك الذين حقّقوا النجاح الإبداعي لأنهم يشتغلون في الصحافة ينقسمون إلى صنفين صنف امتلك القدرة على الإبداع الأدبي وخدمته ظروف عمله كزميل صحفي لمساعدته بمقدار على الانتشار، وصنف آخر لا علاقة له أصلا بالإبداع لكن بحكم عمله كصحفي وتعامله مع المبدعين أغراه ذلك بأن يتحوّل إلى مبدع من خلال تجنيد قلمه وكل علاقاته الصحفية الى النجاح في تحقيق هذا التحوّل. وأعتقد أنّ هناك من أبدع حقيقة في فن العلاقات العامة ونجح في تكريس إسمه كمبدع أكثر مما هو صحفي، وأنا لا أملك إلاّ أن أقول له هنيئا. * هل ننتظر من آمال مختار الجديد؟ – لعلني أقدّم عملا روائيا جديدا خلال الأشهر القادمة، أنا الآن بصدده. وهو غالبا بنفس المواصفات العامة التي عرف بها أسلوبي. ربّما يكمن الجديد في مدى اقتراب هذه الرواية من واقع أكثر سخونة. من خلال شخصيتها الرئيسية التي سنرى العالم من خلال رؤيتها. أجرى الحوار: محسن بن أحمد (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 فيفري 2009)
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني
الرسالة عــــ547دد على موقع تونس نيوز
التاكيد على شفافية قضية التشغيل و المطالبة بتكوين لجنة وطنية عليا لمتابعة التشغيل وطنيا
تونس في2009 فيفري 4 منذ سنة 2006 تطرقت في هذا المنبر الإعلامي الهام على موضوع التشغيل و كتبت أكثر من 27 مقالا خلال السنوات 2006-2007 -2008 بكل جلاء و وضوح و شجاعة و جرأة و وجهت عبر هذا الموقع الممتاز حوالي 17 رسالة مفتوحة إلى سيادة رئيس الجمهورية ملتمسا من سيادته مزيد الدعم لموضوع التشغيل الذي أولاه عناية رئاسية فائقة و خصص له في برنامجه الرئاسي أثناء الحملة لسنة 1999 و جدد عزمه في برنامج 2004-2009 و أعطى تعليماته لدعم قضية التشغيل و ما أدراك ما التشغيل و شجع أصحاب المؤسسات و المشاريع الكبرى و مكنهم من حوافز و تشجيعات و إعفاءات و منافع مادية قصد العمل على مساعدة الدولة في مجال التشغيل . الحوافز التي منحتها الدولة هامة وكبيرة و تستحق العناية و العرفان بالفضل و الجميل و أن تعطي أكلها لدى أصحاب المشاريع الكبرى و تساعد على النهوض في مجال التشغيل بالشفافية المطلوبة و النية الصادقة و الحرص التام على جعل قضية التشغيل قضية وطنية ينبغي تضافر كل الجهود للمساهمة فيها بروح وطنية عالية نظيفة . و أحرص على : كلمة نظيفة نعم نظيفة لأن بدون نظافة و نية صادقة و روح وطنية لا شئ يتقدم في تونس و من أقدس الواجبات الوطنية الدعم لموضوع التشغيل القضية الطاغية على الساحة الوطنية و المعضلة الكبرى التي تمس كل العائلات و الأسر الغنية و الفقيرة و المتواضعة و المعوزة و مناطق الظل . و هي قضية من اكبر و أخطر القضايا الكبرى التي مازالت حادة و مستعصية و هامة و تشغل كل المواطنين و مما زادها تعقيدا و زادها تشعبا في الأعوام الأخيرة قضية المعارف و أشياء أخرى. أقولها بصراحة المناضل الوطني و وضوح الدستوري الأصيل و شجاعة المؤمن بالله و جرأة المواطن الغيور الذي يقول الحق و لو كان مرا و قد تطرقت في مقالاتي السابقة لهذا الأمر و أعطيت أمثلة هذا في خصوص التدخلات حتى في مجال الوظيفة العمومية و سلك التعليم هذا السلك الذي يستوعب أكبر عددا هاما من الأساتذة و المعلمين و رغم وجود امتحان الكاباس سنويا و لو فيه بعض الثغرات و نقاط الضعف حيث في الواقع شهادة الأستاذية كافية للتدريس دون الكاباس , و الطريقة القديمة كانت أسلم الأقدمية في الإحراز على الشهادة و عام 2003 قبل عام 2004 و هكذا دوليك حتى جاءت شهادة الكاباس و معها أشياء و تعاليق و اجتهادات و معارف . وأحيانا ابن الغني يعمل قبل ابن الفقير و إبن صاحب التدخل و المعارف قبل غيره و مناطق أفضل من مناطق الذل و قد حصل إنتداب أبناء المدينة من الوطن القبلي و قليبية و لم يقع تشغيل أبناء منطقة الظل المحرومة و الضعيفة و أبنائها عاطلون عن العمل و لهم الإجازة و هذا ما حصل في مناطق الظل و الحجارة معتمدية الحنشة إحدى هذه المناطق كمثال حي لست أدري لماذا إبن المدينة و صاحب المعارف يعمل حالا و لو كان في رصيده إلا شهادة البكالوريا ؟؟؟ و إبن الريف و منطقة الظل عاطل عن العمل و المدرسة الإبتدائية التي بجانبه يعمل بها إبن المدينة لا حول و لا قوة إلا بالله . المعلم الذي عمل 3 أعوام نيابات مازال على تلك الحالة و الآخر أو الفتاة لم تعمل نيابة واحدة يقع تعيينها حالا و تأخذ مكان صاحب الأعوام الثلاثة في مدرسة يعلم ويدرس بصفة وقتية و كل 3 أشهر يقع توقيفه حتى لا يطالب بالترسيم هذه هي السياسة المعتمدة و لنا عينات و أحدهم منذ عام 2006 معلم نيابات و أخيرا وقع تعيين معلمة بصفة رسمية و حلت مكانه و لها شهادة البكالوريا و المعلم الأول بالنيابة له شهادة الأستاذية هذا ما حصل و مازال يحصل في بلادنا وطنيا بكل جلاء فهل هذا من باب العدالة الاجتماعية ؟ أم ماذا ؟؟؟ قلنا سابقا هذا تصرف وقتي و تبديل السروج فيه راحة و لكن لحد الآن دار لقمان على عادتها… وفي التربية البدنية نفس الشئ المتخرج من عام 2007-2008 وجد مكانه و وقع انتدابه و المتحصل على الإجازة عام 2006 مازال ينتظر في دوره و هو من منطقة الظل « الحجارة » معتمدية الحنشة و إسمه سامي عيسى رقمه 13 في القائمة و الأرقام الأخرى وقع تشغيلها . المقترح الشجاع تكوين لجنة عليا من رئاسة الجمهورية و الوزارة الأولى للإشراف على عملية التشغيل و دعم قضية العدل الاجتماعي المطلوب بكل وضوح و شفافية و لنا الثقة في رئاسة الجمهورية و الوزارة الأولى و قد أكدت مرارا على هذا المقترح. المقالات لها تأثيرها عند الأمم و الشعوب الحية و المسئولين الذين يشعرون بثقل المسؤولية و معنى الأمانة ان المقالات في الصحف و الاعلام الالكتروني العصري لها تأثيرها و جدواها و مفعولها في العقول و القلوب و الوجدان و الأحاسيس و الإعلام له دوره الحاسم في المجتمعات الحية و لدى المسئولين الفاعلين المدركين لدور الإعلام و ما أدراك ما الإعلام و في إحترامهم لدور الإعلام إحترامهم لشعوبهم و صدق المناضل مصطفى بدر الدين الوالي السابق الذي قال لي ذات يوم زار بلادنا وفد أجنبي من بلجيكيا رفيع المستوى و عندما شاهد رئيس الوفد 3 سواح بلجيكيين في تونس العاصمة أسرع و قدم لهم التحية الحارة و صافحهم ثم عاد و قال لنا بهذا السلوك الحضاري ربحت و كسبت 3 أصوات جدد ما أعظم و أعمق هذا الإحترام الذي جلب لهم في الغرب كل التقدير أما نحن فحتى الرسالة البليغة لم يقع الرد عنها و بدون تعليق قال الله تعالى : » و ما ربك بغافل عما تعملون « صدق الله العظيم و الــــســــــــلام محمد العروسي الهاني الهاتف: 22022354
النرويج تسمح لمجنداتها المسلمات في الشرطة بارتداء الحجاب
سمحت الحكومة النرويجية اليوم الخميس لموظفاتها المسلمات في جهاز الشرطة بارتداء الحجاب، مؤكدة أنه من الأهمية بمكان أن يكون لدينا شرطة تعكس كل فئات المجتمع. وأصدرت وزارة العدل النرويجية بيانا جاء فيه إنه » بعد الاطلاع على رأي رئاسة الشرطة في هذا الشأن، تقرّر إجراء تعديل على زِيّ الشرطة بشكل يمكن الموظفات المسلمات من ارتداء الحجاب ». وأضافت « أن قيادة الشرطة أبدت تأييدها في وقت سابق للسماح بارتداء الحجاب بهدف الزيادة من إمكانية أخذ مجندات من داخل الجالية الإسلامية بالنرويج ». وقالت آنجلين كليننجرين (رئيسة الشرطة) : إننا نرى أنه من الضروري أن يكون في استطاعتنا تجنيد قاعدة أوسع وتشكيل شرطة تعكس كل فئات المجتمع بغض النظر عن معتقداتهم أو عرقياتهم، وأنه من الواجب تغليب هذا الأمر على شرط الحيادية الذي يتّسم به الزِّيّ الرسمي. جدير بالذكر أنه يوجد العديد من الدول الأوروبية مثل السويد وبريطانيا قد سمحوا فعليًّا للشرطيات بارتداء الحجاب الإسلامي. (المصدر: موقع الاسلام اليوم الإلكتروني بتاريخ 5 فيفري 2009 )
رشق سفير إسرائيل في السويد بالحذاء تضامنا مع غزة
على غرار حادثة الرئيس الأمريكي جورج بوش في العراق، تعرّض السفير الإسرائيلي لدى السويد بيني داجان للرشق بالحذاء والكتب خلال محاضرة في جامعة ستوكهولم بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة. وكان داجان يلقي محاضرة عن الانتخابات القادمة في إسرائيل مساء أمس الأربعاء عندما ألقيت تلك الأشياء عليه من قبل الحاضرين البالغ عددهم نحو 50 شخصًا، فيما ألقت الشرطة القبض على شخصين. وهذه المرة الثالثة التي يرشق فيها مسئول سياسي بارز بالحذاء بعد حادثة الصحفي منتصر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في ديسمبر الماضي. وهذا الأسبوع رشق مناهضون للصين بينهم مناصرون للتبت رئيسَ الوزراء الصيني خلال زيارته للندن أثناء إلقائه محاضرة في جامعة كامبريدج البريطانية.
(المصدر: موقع الاسلام اليوم الإلكتروني بتاريخ 5 فيفري 2009 )
كلمة الجمهور بمناسبة انتصار غزة
الحلقة التمهيـدية
السبيل أونلاين – آراء وتحليلات
كلمة الجمهور بمناسبة انتصار غزة – كما سنرى فيما يلي – سنقدمها في حلقات ، وهذه هي الحلقة التمهيـدية لها، وذلك في الفقرتين المواليتين: 1 – إعلان هنية الانتصار في أحداث غزة : في الخطاب الذي استمع إليه العالم ونشرته وكالات الأنباء وكتبت عنه العديد من الأقلام، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية « أننا أمام انتصار تاريخي وإستراتيجي وإلهي رباني »، مشدِّدًا على أنه ليس انتصارًا لفصيل أو حزب أو منطقة، بل هو انتصارٌ شعبيٌّ؛ شارك فيه كافة أبناء الشعب الفلسطيني، وانتصارٌ أمميٌّ حيث احتضنه أبناء الأمة على مدار أيام العدوان، وانتصارٌ إنسانيٌّ وقف معه كل الأحرار في العالم. وشدَّد في كلمة متلفزة مساء اليوم على أن هذا الانتصار يُمهِّد الطريق أمام حتمية الانتصار الأكبر، والمُتمثِّل في التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وتحرير كامل أراضيه، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال الصهيوني، وعودة اللاجئين. وأكد أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه، بينما توصلت المقاومة إلى الانتصار وصون الكرامة بشكل لم يسبق له مثيل. وقال إن الحكومة استمرت بعملها في « قلب الأجواء العاصفة » وإن الفوضى والفلتان لم يظهرا بغزة وبرز الإيثار والتعاون بأبهى صوره. ووعد هنية بتقديم معونات عاجلة لكل الأسر الفلسطينية المتضرِّرة، والعمل على إعادة إعمار ما دمَّره الاحتلال، مطالبًا الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية بتحمُّل مسئوليتها عن هذا التصعيد. وأشار إلى أن هذا النصر يتطلَّب الحوار الداخلي والمصالحة الوطنية من أجل طيِّ صفحة الخلاف الداخلي، وشدَّد على أهمية الانسحاب الكامل للجيش الصهيوني من غزة، وفتح المعابر، ورفع الحصار، وعدم السماح مجدَّدًا بعودة الشعب الفلسطيني- الذي قدَّم مثل هذه التضحيات العظيمة- إلى مآسي الحصار البغيض. قال إن حكومته تابعت باهتمام التحركات السياسية القطرية والتركية والمصرية، وطالب بإرسال لجان تحقيق دولية للتحقيق « بجرائم الحرب » التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي وتقديم قادته إلى محكمة الجنايات الدولية ، وأكد على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي انسحابا تاما وفتح المعابر ورفع الحصار عن قطاع غزة. وحيَّا كافة وسائل الإعلام التي نقلت العدوان وإنجازات المقاومة، وجهد الأطباء العرب والأنروا والصليب الأحمر والتحركات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان. 2 – تعليقات القراء : إنه بعد إعلان الحرب على غزة، وبعد انكشاف التواطئ المفضوح المُطْبق عليها من كل جانب، وبعد أن بدأت تصبّ الحمم الاستئصالية من كل صوب، ما كان أحد ينتظر أن يشهد شيئا اسمه مشهد النصر ، ولا أن يسمع شيئا اسمه خطاب النصر ، إلا أن تحصل آية من عند الله سبحانه. وقد حصلت بالفعل والحمد لله . لقد تحقق النصر وخطب زعيم الأمة – حسب تعبير بعض إخواننا – خطاب النصر. وتبع ذلك كلمات المشاركين في هذا النصر من هيئات وحركات وأفراد ، فأين كلمة الجمهور العربي والإسلامي الذي هب هبة غير معهودة وشارك مشاركة لم يسبق مثيلها؟ وهل من المعقول أن يَغِيب أو يُغيّب عن هذه المناسبة؟ إنه عندما يتحقق النصر في وضع كوضع غزة ، لا يصح أن يتقدم أحد في الكلام عن الذين حقق الله النصر على أيديهم، وهم ولا شك هم أهل غزة ، ثم جمهور الأمة الذي ناصرهم. وكانت على هذا الخطاب تعليقات كثيرة ، سواء من طرف الصحفيين والمحللين ، أو خاصة من الجمهور القارئ والمستمع كما يمكن أن نراه في موقع الجزيرة نت وموقع إسلام أونلاين .. وبقراءتي للكثير من هذه التعليقات ، رأيت أن كلمة هذا الجمهور ، هي في جماع تلك التعليقات. فعكفت على قدر منها (175) مما ورد في موقع الجزيرة نت لاستخلاص هذه الكلمة . ومن المناسب أن ألاحظ أن ليس في كلمة الجمهور هذه تنميق الهيئات والحركات والنخب، ولا حساباتهم وتعقيداتهم، بل تغلب عليها البراءة والتلقائية والفطرة . ولذلك فعلى بساطة لغتها وتعبيراتها فهي أصدق تعبيرا عن الحقيقة وأكثرها مباشرة وأقربها تعبيرا على الرأي العام الشعبي الذي من المفروض أن تعبر عليه الجهات التي تمثله وتتكلم باسمه. هذه الكلمة المستخلصة من تعليقات الجمهور كانت بعد تصنيفها (التعليقات) وفق مضمونها تصنيفا مدمجا ومركبا، متصرفا بما يقتضيه هذا التصنيف والإدماج والتركيب في جانب الصياغة والترتيب . وقد ذهبت في هذا كله مع مقصد الفكرة التي قد يعبر عليها صاحبها تعبيرا غير مناسب، أو تعبيرا غير سليم بالمعنى الإسلامي. وقد كان هذا التصنيف إلى عناصر ستة. وهو تصنيف غير دقيق ولا نهائي بالنظر للتداخل الطبيعي بين هذه العناصر ، ولكن هو تصنيف يمكن أن نفهم من خلاله – بشكل عام – أهم اهتمامات هذه العينة التي تقرب لنا أهم اهتمامات الجمهور. وهذه العناصر هي التالية: 1 – التهنئة بالنصر المشحون بالدعاء وآمال وآفاق المستقبل 2 – ماذا بعد أحداث غزة؟ 3 – حماس وأهل غزة النموذج في الإسلام والإيمان والبطولة 4 – الفرز والتمحيص والمتواطؤون في أحداث غزة 5 – الدروس والعبر والمكاسب في أحداث غزة 6 – معارضون لحماس والردود عليهم وبالنظر لطول كلمة الجمهور هذه فسوف نقدمها على حلقات ، وستكون الحلقة الأولى منها بعنوان « تهنئة جمهور الأمة » ، وذلك في المرة القادمة إن شاء الله. وما توفيقي إلا بالله. كتبه : محمد شمام
: يا واهمون
إنّهم ظنّوه قد ساوى حماس يا لهم من أغبياء فحماسٌ فكرة روح تهادى في سما أرض الفداء إنّه فرد بسيط من رجال صامدين فاقتلوه إنّه إن شاء رحمان السّماء في رياض الشّهداء فحماس ليس فردا إنّها نخل تسامى في العلاء إنّها الزّيتون في أعـماق أرض الأنبياء أنّها شعب أبيّ صامد رغم الحصار رغم هدم للدّيار رغم أشلاء الصّغار رغم أمطار القنابلْ رغم تهديم المنازل فاقتلوا ما شئتمُو من قادة أو نشطاء من صغار وكبار ونساء دمّروا كلّ المساجد واحرقوا كلّ الكنائس لن تموت إنّها في كلّ قلب من قلوب الأوفياء في دموع الأمّهات في تراب الأرض في نجم السّماء في دماء الشّهداء في تهاليل الشّيوخ الرّاكعين في براءات الصّغار الصّابرين إنّها نبض القلوب بين حبّات السّنابل وسْط عمدان المنازل في المجاري والمزارع بين أحضان الصّوامع خلف جدران الكنائس يا قرودا واهمين مافعلتم من دسائس وبعثتم من عيون وكسبتم من عميل وتجسّستم عليهم بعيون الخائنين ما أردتم لن يكون غزّة للصّامدين للرّجال المخلصين فاستفيقوا من منام الحالمين يا واهمين الأخضر الوسلاتي باريس فيفري 2009
السبيل أونلاين – شعر غــــــــــــــزة غزة … غزة … هي غزة غزة … غزة … رمز العزة غزة و الله رجال صحا ح في النضال وفي الكفاح غزة كانت هي الكل موشي عربي طل و فل غزة تبكي و الله وحيدة دمعة و صرخة مع تنهيدة أولاد صغار ماتوا بزايد موشي مشكل هذا عائد بأذن الله هو الرائد يمشوا عشرة تحيا دشرة غزة كانت صف وحيد فن وحنكة في التسديد ربك راد وهو يريد تهزم جيش الكفر عنيد \ غزة موش كلام بزايد كيف العربي ديما محايد و الله عار عليكم سايد إنتم هوما و المكايد قالو فيها برشة كلام من العرب و من الحكام لكن هذا موش جديد طبع الخائن مهما يكيد صحوة أمة هي هدفها موش لحوم سمين كتفها شعب الهمة و الله صاحي فائق برشة موشي راخي لكن ما يقدرشي يقول خائف ياسر من المجهول حاكم ظالم موش مقبول جايه يوم باش يزول بـإذن الله رب الكون نصره كان و باش يكون غزة تبقى درس كبير صدق و همة في التدبير نخوة و عزة في الضمير موش كلام جناح الطير غزة … غزة …. هي غزة غزة … غزة … رمز العزة كتبها : ناصر صلاح الدين الشاذلي صحفي تونسي مقيم بألمانيا (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 05 فيفري 2009 )
المرجعية الفلسطينة…. الشرعية
تعالت صيحات الاستنكار والرفض والشجب إثر دعوة حماس تأسيس مرجعية جديدة تضم جميع الفصائل الفلسطينية وتكون المتحدّث الشرعي باسم الفلسطينيين جميعا. طبعا أصحاب الرفض والاستنكار هم رجال خبرنا مواقفهم ورأينا نضالاتهم وخبرنا تاريخهم.. فإن كان تاريخهم أسودا فذلك شأنهم وتلك مشكلتهم وإن كانت مواقفهم مخزية فالخزي لهم وحدهم.. نهضوا مرعوبين ملتاعين.. ليعبروا عن رفضهم الشديد واستنكارهم المطلق لإيجاد بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية. طبعا هم فهموا أن المرجعية التي يراد لها أن تكون ستقوض منظمة التحرير ذلك أنها الجهة الوحيدة المعترف بها دوليا وعربيا والناطقة باسم الشعب الفلسطيني. رغم أنها تعاني من مشاكل عديدة كفيلة بتقويض شرعيتها من الأساس. أول مشاكلها أنها لا تضم كل من حركة حماس والجهاد اللذان أثبتا أنهما يمثلان غالبية الشعب الفلسطيني وثانيها أن آخر مؤتمر لمنظمة التحرير كان منذ عقود فلم يتم تجديد القيادات التي توفي أغلبها أو سجن أو اعتزل المنظمة. ثانيا أنها لم تحقق للشعب الفلسطيني الذي من المفترض أنها تدافع عنه أية مكاسب حقيقية بل أغرقته في اتفاقيات مخزية ومهينة تكرس التبعية والخضوع للعدو الصهيوني. وثالث هذه المشاكل أنها تخلت عن خيار المقاومة بعد أن كان خيارها الاستراتيجي عند التأسيس. ورابعها الكشف جليا عن كم الفساد المالي الهائل الذي ينخرها والذي جعل بعض قياداتها يتحولون من الإفلاس ليصبحوا من أصحاب الملايين مما يعمق اليقين بأنهم باعوا الوطن وقبضوا الثمن.. هذا فضلا عن المشاكل التقليدية في كل منظمة داخل الوطن العربي. فهل بعد كل هذا لا زالت تحتفظ بشرعيتها هل مازالت تمتلك من المصداقية ما يخولها التحدّث باسم الشعب الفلسطيني ؟؟ التطورات المفاجئة للعدو الصهيوني ومن خلفه الأنظمة الحليفة التي حدثت في السنوات الأخيرة قلبت جميع الموازين وأخلت بالاستقرار السياسي الإقليمي التي كانت تنعم فيه إسرائيل طوال عقود. ووضعت على الساحة موازين ومعايير جديدة كان يجب على إسرائيل احتواءها كي تحافظ على الوضع القديم. لكنها أثبتت في ذلك فشلا ذريعا بدأ بالفلتة التي أوصلت حماس للسلطة معتقدة أنها تستطيع إقناع الشعب الفلسطيني من خلال تجويعه بأن يكرهها وينقم عليها لأنها السبب في بؤسه. ثم تلا ذلك الحرب مع حزب الله والهزيمة النكراء التي منيت بها وفشلها في تحجيمه بل بالعكس زادت من قوته ومكانته وطنيا وإقليميا وزادت من تعاطف عامة الشعوب العربية معه. وانتهاء بحرب غزة الأخيرة التي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بأن فترة البطش الإسرائيلية والقوة الرادعة المهيمنة التي لا يمكن صدها أو حتى الضغط عليها قد ولت بلا رجعة و أنّ موازين القوى قد بدأت تميلا شيئا فشيئا نحو جبهة المقاومة. فالعنجهية الإسرائيلية والطمع العربي اللامحدود وضياع القضية في سوق النخاسة صنعوا غشاوة على أعين المجتمع الدولي فمنعته من رؤية المستقبل القريب بوضوح. فما يحدث الآن من جدل سياسي هو صراع بين تيار جديد فرض نفسه بقوة وبين تيار قديم تآكل بفعل الفساد والعجز وفقد شعبيته ومصداقيته وعما قريب سيفقد شرعيته الدولية بعد أن فقد شرعيته الشعبية. وفرض التيار الجديد بقيادة حماس نسقا جديدا للتعامل مع إسرائيل ومع الأنظمة العربية خصوصا بعد الترحيب الكبير الذي حضيت به حتى من تيارات كانت إلى وقت قريب معادية لها. ومع التطمينات المتلاحقة من حماس للأنظمة العربية التي أخشى ما تخشاه هو تنامي الحركات الإسلامية لدى شعوبها واقتداؤها بمنهج حماس لفرض المشروع الإسلامي. خصوصا وأنه ارتفعت في مصر بعض الأصوات المستفزة لحركة الإخوان المسلمين لتسير في نفس الخط في تعاملها مع السلطة المصرية. حرّكت الأحداث الأخيرة جميع الفصائل الفلسطينية لتنتج لنا رغبة قوية من جميع القواعد لانتهاج خط المقاومة. والقطع مع تيار الخضوع والحلول الانهزامية وهذا يعني بالنسبة لعدة فصائل القطع مع قياداتها السياسية. مما سيؤدي إلى شرخ كبير في الموازنات السياسية مع إسرائيل لصالح حماس. ولئن انعكست رغبة الشعب الفلسطيني ولو نسبيا على قيادات مختلف الفصائل فإنه ولتضارب المصالح وتعدد الولاءات وتعقيدات الحسابات الخاصة فإن رغبة الشعوب العربية لم تؤثر كثيرا على قادة التيارات السياسية فيها. رغم عنف الأحداث وعنف ردة الفعل الشعبي. واليوم في فلسطين نتحدث عن بديل شرعي عن منظمة التحرير وإن ألبس هذا البديل بلباس آخر. وإن قيل أنه يعوض منظمة التحرير فإنه وبالنظر لتسارع الأحداث ستشهد الساحة الفلسطينية ولادة مرجعية جديدة شاء ذلك من شاء وكرهه من كره. سواء أكان البديل متمثلا في حماس نفسها أو في ائتلاف لعدة فصائل. الشيء الأكيد أن هذه المرجعية ستعكس مشاعر وعقائد الشعب الفلسطيني الذي يميل بشدة لنزعة الممانعة والمقاومة المسلحة.. ولئن مثل صراع المرجعية السياسية في فلسطين خلافا سياسيا فقط فإنه وفي باقي الدول العربية سيسيل الكثير من الحبر والصراعات وأكثر ما يخشى أن تسيل انهار من دماء مع تصاعد الخط الشبابي المتطرف في ظل توفر مجالات للعمل والدعوة والتعبير على الأنترنات والفضائيات بشكل غير مسبوق. وفي كل يوم تتجسد لنا ملامح النظام العالمي الجديد لكنه حتما سيكون نظاما مختلفا تماما عما تريده الصهيونية وحلفاؤها. أنور الحاج عمر تونس
فرنسا تدفع الاتحاد الأوروبي لفك العزلة عن حماس
توفيق المديني تقديرا منها أن الحرب الإسرائيلية على غزة قد فرضت أولويات جديدة، وأن الإدارة الأميركية الجديدة بزعامة الرئيس باراك أوباما يمكن أن تقطع خط الدعم غير المشروط لإسرائيل، تحاول الديبلوماسية الفرنسية أن تحدث تغييراً على المستوى الأوروبي تجاه حركة «حماس». فالحركة لاتزال تتبوأ رأس لائحة المنظمات الإرهابية التي يحرم الاتحاد الأوروبي التعامل معها. قبل انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الإثنين 26 يناير الماضي، الذي كان مخصصاً لبحث التحرك الأوروبي على الساحة الشرق أوسطية، قامت باريس بالدفاع عن شكل من الانفتاح على الحركة الإسلامية «حماس»، ولكن مع أخذ بعين الاعتبار أن هذا الانفتاح لا يقود إلى إضعاف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وكان مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فريدريك ديزانيو لم ينف ما ذكره رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل عن أن لقاء حصل في دمشق بين مشعل وعضوي مجلس الشيوخ الفرنسي جان فرانسوا بونسيه ومونيك بنغيغ، بل إنه وصف ذلك اللقاء بأنه جرى بمبادرة مستقلة عن أي تكليف رسمي من الخارجية الفرنسية، ويعتبر بونسيه وزير خارجية أسبق، ويحتل منصب نائب لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، وقد رافق بونسيه وبنغيغ إلى دمشق عضو آخر في مجلس الشيوخ، هو فيليب ماريني، الذي يوصف بالمكلف من جانب الرئيس نيكولا ساركوزي بمهمة استطلاعية في الشرق الأوسط من دون أن يشكل جزءا من فريق المستشارين الدبلوماسيين في قصر الإليزيه. ويؤدي ماريني، مع ذلك، دوراً أساسياً في القناة المفتوحة بين الرئيسين بشار الأسد وساركوزي، ويقوم بنقل رسائل بينهما، إلا أنه لم يلتق مشعل خلال زيارته وزميليه إلى دمشق. ثمة عواصم أوروبية عدة لا تريد اليوم أن تكرر سياسة عزل حركة «حماس» التي طبقتها الدول الأوروبية عقب فوزها في الانتخابات التشريعية في 26 يناير 2006، لأنها باتت تعتقد أن تلك السياسية لم تكن منتجة، وكانت اللجنة الرباعية قد حددت شروط الاعتراف بحركة «حماس» منذ سنتين، والمتمثلة باعتراف «حماس» بإسرائيل، والاعتراف بالاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية (اتفاقيات أوسلو)، ونبذ العنف. يقول خالد مشعل في مسألة الاعتراف المسبق بإسرائيل، إن سابقة الاعتراف غير المشروط بإسرائيل، التي أقدمت عليها منظمة التحرير الفلسطينية، لا تلزم منظمة «حماس» باتباع النهج عينه. ففي أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ضاعفت الولايات المتحدة الأميركية من ضغوطاتها على منظمة التحرير الفلسطينية لكي تعترف رسميا بدولة إسرائيل (ومن دون أن يتم أبدا تحديد ضمن أية حدود)، وفي ديسمبر (كانون الأول) العام 1988 استجاب عرفات. وبعد عشرين عاما، لم تبصر الدولة الفلسطينية النور. ولذلك يتساءل مشعل، ومعه العديد من الفلسطينيين، عن الفائدة من تنازلات جديدة. ففي النهاية قدّم محمود عباس كل التنازلات المطلوبة وحتى الآن لم تتقدم المفاوضات التي يخوضها منذ سنوات.. (من مقابلة أجراها آلان غريش، رئيس لوموند ديبلوماتيك مع خالد مشعل يناير 2009). هناك بداية تحول في الموقف الفرنسي الرسمي من حركة «حماس»، الذي بدأ يصنفها من الآن فصاعدا بـ«المحاور»، حسب المصطلح الذي استخدمه وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير. ويركز «الكي دورسيه»، وهي التسمية التي تطلق عادة على وزارة الخارجية، منذ أيام عدة على واحد من الشروط الثلاثة المحددة لبدء حوار مع «حماس»، ألا وهو نبذ العنف، باعتباره «العنصر الأساس».. وبهذا الموقف تكون الخارجية الفرنسية قد سددت ضربة إضافية إلى جدار شروط اللجنة الرباعية، التي تستبق أي لقاء بـ«حماس» اعترافها بإسرائيل. الدبلوماسية الفرنسية باختيارها لغة مرنة تجاه «حماس»، تثير انزعاجاً مضاعفاً من الجانب الإسرائيلي. فالرئيس الفرنسي ساركوزي الذي يقدم نفسه كـ«صديق إسرائيل»، أشار مرات عدة إلى أن «فرنسا لن تتساهل أبدا مع أمن الدولة اليهودية». غير أنه من خلال إفساحه في المجال للخارجية الفرنسية لكي تقوم بعملية انفتاح على الحركة الإسلامية، إنما يضع العلاقات مع إسرائيل في وضعية حرجة. وكان الرئيس الفرنسي منذ استلامه السلطة قبل سنتين، حسب أنه مع إعطائه ضمانات لإسرائيل، ومن خلال إقامة الثقة، فإنه سيتمتع بهامش من المناورة، لكي يعيد تموضع فرنسا في منطقة الشرق الأوسط، وممارسة سياسة حضورها، تحسباً لنتائج استئناف النشاط الديبلوماسي الأميركي في الشرق الأوسط من خلال جولة مبعوث الرئيس الأميركي جورج ميتشل الذي زار مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان. فرنسا لا تتكلم رسميا مع «حماس»، لكنها ترسل برسائل إليها عن طريق الوسطاء. ويعتمد الرئيس ساركوزي في دبلوماسيته الشرق أوسطية على جهود الوساطة التي تبذلها بلدان مثل قطر وتركيا، اللتين تتحاوران مباشرة مع «حماس»، أو من خلال دمشق، التي تقيم علاقات جيدة مع «حماس»، وحيث يعيش فيها رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، لاحتلال موقع أساسي في قلب المبادرات التي يجري التحضير لها في المنطقة. ويعتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن الحرب على غزة يجب أن تشكل مناسبة لاستيلاد دولة فلسطينية، خلال سنة 2009، لكن ذلك يتطلب أولا إجراء مصالحة وطنية فلسطينية بين السلطة و«حماس»، تشكل مدخلاً لتسهيل التعاطي مع «حماس» عبر الحكومة، وليس كحركة. والحال هذه، لايزال احتمال التقارب مع «حماس» موضوعا متفجراً بين بلدان الاتحاد الأوروبي. فبلدان أوروبا الشمالية وأوروبا الوسطى، يعارضون مثل هذا الانفتاح، ولاسيما دولة تشيكيا، رئيسة الاتحاد الأوروبي حاليا، التي حاولت مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، جرّ الاتحاد الأوروبي لتأييد إسرائيل، باعتبارها تمارس«الدفاع المشروع عن النفس»، حيث كاد الاتحاد الأوروبي يفقد ما تبقى له من هامش المناورة الضروري للتوسط بين مختلف الأطراف المتصارعة، لولا مسارعة فرنسا إلى إدانة العملية الإسرائيلية. أوروبا جاهزة لإرسال مندوبين بصفة مراقبين إلى سائر معابر الدخول إلى غزة، وليس إلى معبر رفح كما نص عليه اتفاق 2005. غير أن الإسرائيليين لا يزالون متحفظين على هذا التوسع. كاتب من المغرب (صحيفة أوان (يومية كويتية) رأي،الخميس, 5 فبراير 2009)
معبر رفح ومسؤولية محمود عباس
منير شفيق ليس ثمة ما هو أشد وضوحاً وأكثر عدالة وبساطة من الشروط التي تضعها حماس ومعها حركة الجهاد للتوقيع على تهدئة لمدة سنة أو سنة ونصف والدخول فوراً في عملية الإعمار وإعادة البناء في قطاع غزة. وبالطبع قبل هذا وذاك تقديم المساعدات الفورية، واتخاذ كل التسهيلات الممكنة لمعاجلة حالات الجرحى الذين مازالوا بحاجة ماسة إلى نقلهم إلى الخارج وتقديم العلاج الفوري الناجع لهم، كما لحل مشكلة الآلاف من العائلات التي مازالت في العراء بلا مأوى وكساء وطعام وماء. بداية فتح معبر رفح بلا أية قيود لحل هذه الأولويات: لعلاج المرضى والجرحى وهنالك طائرات تركية وعربية تنتظر الأذن بنقل عدد من الحالات الخطرة. ولتقديم الحلول السريعة لتأمين المأوى والكساء والطعام والماء والتدفئة للآلاف وربما عشرات الآلاف ممن سويت بيوتهم مع الأرض. إن فتح معبر رفح وكل المعابر الأخرى، وبلا أية شروط، مسألة لا يجوز أن تؤجل أو يساوم عليها إذ من غير الممكن أن تكون تهدئة مع استمرار الحصار الكلي أو الجزئي. فالحصار يجب أن ينظر إليه باعتباره استمراراً للعدوان العسكري. لأنه عمل عسكري بامتياز ولا جدال في ذلك.. تقديم المساعدات الفورية وفتح المعابر ولاسيما معبر رفح لا يجوز اعتبارهما شروطاً لأنهما بدهيات وأولويات لمن يريد الوصول إلى التهدئة. أما موضوع ما يسمى بتهريب السلاح فأمره لا يجوز أن يناقش به الشعب الفلسطيني أو فصائل المقاومة. لأن امتلاك السلاح ووصوله ليد المقاومة مسألتان مشروعتان أصلاً ما دام هناك احتلال ومن ثم هنالك حق في المقاومة. ولهذا فإن ما يسمى بمنع »التهريب » فلا يمكن أن توقع عليه، أو تتعهده قوى ومقاومة. وإذا كان هنالك من يشترط سد الطرق أمامه فليفعلها بعيداً عن القطاع على أرضه أو في المياه الدولية. ومن ثم ما ينبغي لرابطة أن تقوم بين الأمرين في موضوع السلاح. فالكل يعلم أن الحصول على السلاح من جانب المقاومة، كل مقاومة في العالم قديماً وحديثاً، والسعي بكل الوسائل من جانب قوة الاحتلال للحيلولة دون ذلك يشكل القانون الدائم لكل صراع بين مقاومة واحتلال. ولهذا فإن الذي عقد الوصول إلى تهدئة هو من يريد أن يفرض شروطاً على فتح المعابر؛ أي يضع التهدئة جنباً إلى جنب مع استمرار الحصار كلياً أو جزئياً، أو يجعل استمرارها لا رجعة عنه حتى لو أطبق الحصار مرة أخرى على القطاع. وباختصار، من لا يريد أن يرفع الحصار الذي هو عمل عسكري ولا إنساني وبمثابة الموت البطيء للأطفال والجرحى والمرضى لا يريد التهدئة. وهو المسؤول عن استمرار خرق وقف إطلاق النار، واحتمال العودة إلى العدوان. من هنا يجب ألا تتوقف الضغوط الشعبية عربياً وإسلامياً وعالمياً مناصرة لقطاع غزة ومقاومته وصموده ضد العدوان الوحشي الذي أوغل في دماء الأطفال والمدنيين وتدمير البيوت والمدارس والجوامع وحتى المستشفيات. فاستمرار الحصار يعني استمراراً للعدوان. وكذلك محاولة ابتزاز الذين أفشلوا العدوان العسكري (بصمودهم وتضحياتهم ومقاومتهم) من خلال استمرار غلق المعابر جزئياً أو كلياً، أو من خلال تأجيل الإعمار والمساعدات لبينما تنجز »الوحدة الوطنية »، يعني استمراراً للعدوان، أو الانتقال منه إلى مرحلة العدوان المتقطع والحصار المتقطع. وهذا الأخير أسوأ من العدوان المتواصل حين لا يقابل بالضغوط الشعبية على كل المستويات نصرة لقطاع غزة وشجباً للابتزاز والعدوان المتقطع في ظل الحصار عملياً ولو فتح جزئياً. تقوم حجة الحكومة المصرية في إبقاء معبر رفح على الحالة التي كان عليها قبل العدوان إذ في أثنائه، وبعده، حتى الآن يعود إلى التقيد بما يسمى الاتفاق الدولي حول معبر رفح وذلك باشتراط فتحه من خلال وجود سلطة محمود عباس عليه في الجانب الفلسطيني، فيما يتهيأ الرئيس محمود عباس بالاستمساك بهذا الشرط ومن خلاله، أو من أجل تنفيذه، للعودة بسيطرته على القطاع وإلغاء كل نتائج الانتخابات التشريعية وما حدث من تداعيات، أدت إلى الوضع الراهن. يعني أن الرئيس محمود عباس هو المسؤول عن إغلاق المعبر سابقاً وفي أثناء العدوان وحتى الآن. وذلك حين لا يسلم أمر المعبر إلى الأمن التابع لحكومة إسماعيل هنية التي قامت على أساس شرعية من المجلس التشريعي وأقيلت من دون تشكيل حكومة تنال شرعية المجلس التشريعي. مما يعني أنها مازالت تمتلك الشرعية في إدارة معبر رفح. ولكن حتى لو وضعنا جانباً إشكال »الشرعية »، فهل هنالك شرعية أكثر من رفع الحصار عن مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني يقطن قطاع غزة. فأية »شرعية » هذه التي توضع مقابل الموت البطيء تحت الحصار أو وضع القطاع كله في معتقل لا يدخله الغذاء والدواء والوقود؟ ثم أية شرعية هذه وأية رئاسة تعتبر نفسها لكل الشعب الفلسطيني تستخدم استمرار الحصار القاتل، وما يترتب عليه من عدوان وحشي لابتزاز حماس سياسياً. باختصار، الكرة في ملعب الرئيس محمود عباس في موضوع إغلاق معبر رفح وما ترتب عليه، وما يترتب عليه من تداعيات ونتائج.
( المصدر: موقع المستقبل العربي الإلكتروني بتاريخ 5 فيفري 2005)
بشارة: يحق لأي حركة توسيع مرجعيتها السياسية بما يتناسب مع دورها وشعبيتها
مقابلة مع الدكتور عزمي بشارة أجرتها ايمان نصار من صحيفة الراية • جرى تفريغ منظمة التحرير من المضمون وتهميشها وإضعافها من قبل القيمين عليها . • جرى التعامل مع المنظمة كأنها انهت دورها التاريخي، وكأنها قابلة أنجبت اتفاق أوسلو وعليها أن تذهب. • تم تهميش دور الشتات، اي اللاجئين، في الحركة الوطنية الفلسطينية، وإهملت عملية تنظيمه وتمثيله وإشراكه بالقرار وجرى أيضا إهمال حق العودة. • بقدرة قادر يجري التشديد على دور المنظمة فقط لغرض تهميش المقاومة، بعد أن كانت هي إطار المقاومة. • لا يمكن لقيادة السلطة ان تمنع إعادة بناء المنظمة وان تمنع في الوقت ذاته غيرها ممن لا تشمله المنظمة، من توسيع مرجعيته السياسية. • يحق لأي حركة ان تقيم تحالفات سياسية أوسع بحيث يتناسب ذلك مع مستوى دورها وشعبيتها. • إذا كانت قيادة المنظمة الحالية حريصة على الوحدة فلتسارع لبحث شروط إعادة بنائها. • إن إعادة بناء المنظمة يجب ان يسبق تشكيل حكومة الوحدة وبذلك تكون تحصيل حاصل. • لو كان عرفات حيا ما كان ليترك الأمور تصل الى درجة المواجهة الحادة الى هذه الدرجة بحيث تبدو السلطة كأنها مع إسرائيل ضد حماس والجهاد. • إسرائيل فهمت أنه لم يعد بإمكانها العودة الى غزة في عملية إعادة انتشار كما خرجت . نص الحوار: المحور الأول · ما مدى امكانية استبدال منظمة لتحرير باطار جديد كما دعت حماس؟ ألا تفقد القضية الفلسطينية مكانتها الدولية وعلاقاتها في حال استبدلت منظمة التحرير الفلسطينية بمرجعية أخرى؟ ليست المسألة استبدال المنظمة. بل تفريغها من المضمون وتهميشها وإضعفاها من قبل القيمين عليها ومن قبل السلطة الفلسطينية منذ اتفاقيات أوسلو. طيلة سنوات، جرى التعامل مع المنظمة كأنها انهت دورها التاريخي، وكأنها قابلة أنجبت اتفاق أوسلو وعليها أن تذهب. هكذا تم ايضا تهميش دور الشتات، اي اللاجئين، في الحركة الوطنية الفلسطينية، وإهملت عملية تنظيمه وتمثيله وإشراكه بالقرار، وبالمعية جرى أيضا إهمال حق العودة. صارت السلطة في الضفة والقطاع وأجهزته الأمنية تحديدا هي الأساس. أما بالنسبة للعلاقات الدولية فنذكر جميعا كيف تم إخراج ممثليات الخارج من سلطة الدائرة السياسية في المنظمة ووضعها تحت سلطة وتصرف ما سمي فجأة بوزير خارجية السلطة، وهو منصب لم يكن قائما. فبحجة توسيع صلاحيات السلطة كي يتم التعامل معها كدولة في الغرب تم التنازل عن صيغة المنظمة وعن صيغة ومضامين حركة التحرر، وعن علاقات المنظمة وحركة التحرر بالدول والحركات الوطنية والديمقراطية. وتركزت العلاقات مع الغرب وبشكل اساسي مع الولايات المتحدة، وحتى هناك اقتصرت العلاقة مع النظام الرسمي دون الحركات الديمقراطية والرأي العام. وكان الوجه الآخر لهذا التطور هو التعامل مع التزامات السلطة الأمنية تجاه إسرائيل والولايات المتحدة كأنها دولة. وقد عادت رئاسة السلطة الى صيغة منظمة التحرير، وجرى إحياؤها بعد ان فازت حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي لطرح مرجعية فوق المجلس التشريعي تسيطر عليها الرئاسة. وفي كافة الحالات لم نشهد هنا عملية إحياء أصيلة لمنظمة التحرير ولعلاقاتها العربية والدولية والعالم ثالثية مع القوى الديمقراطية في العالم. وما زالت اللعبة الوحيدة هي المفاوضات بين السلطة وإسرائيل برعاية أميركية. وما زال إعادة بناء المنظمة وإحياؤها مطلبا لا تتم الاستجابة إليه. وبقدرة قادر يجري التشديد على دورها فقط لغرض تهميش المقاومة، بعد أن كانت هي إطار المقاومة. · هل تعتقد ان هذا الطرح من قبيل الضغط لتوسيع حجم المشاركة في منظمة التحرير؟ تم التوصل الى تفاهمات القاهرة بشأت إعادة بناء المنظمة منذ خمس سنوات. ولم ينفذ شيء منها، وبالعكس تم تسليم مناصب تمثيلية لأشخاص يعارضون تويسع المنظمة قطعا ولهجتهم تجاه حماس والجهاد هجومية وعدائية. ممكن أن تكون الفكرة للضغط فلا يمكن لقيادة السلطة ان تمنع إعادة البناء وان تمنع في الوقت ذاته غيرها ممن لا تشمله المنظمة، من توسيع مرجعيته السياسية. فمن حق أي حركة أن تقيم تحالفات سياسية… وماذا تفعل إذا ابقيت حركة خارج إطار المنظمة وهي بهذا الوزن وهذه الشعبية؟ الا يحق لها ان تقيم تحالفات سياسية أوسع بحيث يتناسب ذلك مع مستوى دورها وشعبيتها؟ طبعا يحق لها. وإذا كانت قيادة المنظمة الحالية حريصة على الوحدة فلتسارع لبحث شروط إعادة بنائها. · هل تعتقد ان اعادة ترتيب منظمة التحرير يشكل مخرجاً للخلاف الفلسطيني الفلسطيني ريثما تجرى الانتخابات؟ كان رأيي منذ البداية، منذ الخلاف بعد الانتخابات، أن عملية إعادة بناء المنظمة أسهل وأسلم ويجب ان تسبق عملية حكومة الوحدة. وذلك لأنه ليس فيها صراع على سلطة، ولأن ذلك يشرك الشتات الذي جرى تهميشه، ويشرك فصائل أخرى في عملية البناء بحيث لا يقتصر على فتح وحماس. والأهم من ذلك كله انه في تلك الحالة يجري الحوار في السياق الصحيح لحركة تحرر، وتصبح الوحدة الوطنية في السلطة تحصيل حاصل للوحدة الوطنية ولوجود استراتيجية حركة تحرر. حتى بدون انتخابات. فشرعية حركة التحرر تأتي من مواقفها وممارستها ومن الوحدة الوطنية وليس بالضرورة من أية انتخابات. * هل ترى أن جوهر الازمة يكمن في غياب القيادة التاريخية؟ هل تقصدين القيادة التاريخية ل م ت ف؟ إذا كان هذا هو المقصود فقد غيبت إسرائيل هذه القيادة بالاغتيال، والاستشهاد. ولهذه القيادة دور تاريخي عظيم في بناء الكيانية الفلسطينية في الخارج وفي منظمة التحرير. جزء من هذه القيادة جرى اغتياله من قبل إسرائيل في مراحل مبكرة، وقسم منها بقي الى ما بعد اوسلو. وبالتوقيع على أوسلو ساهم هذا الجزء من القيادة التاريخية في ضرب ما ساهم في بنائه، اي في ضرب م ت ف. وعلى كل حال كان قسم منهم مسؤولا عن غياب المعايير المؤسسية في العمل وفي انتشار الشخصنة والمعايير غير المهنية. ولكن لا شك ان التيار الرئيسي في القيادة التاريخية كان مقاوما يعرف كيف يحدد موقعه ضد الصهيونية دائما. لا اعتقد ان ياسر عرفات رحمة الله عليه مثلا كان سيتردد لحظة واحدة، لو كان حيا، بين دعم المقاومة وبين الالتزامات الأمنية تجاه إسرائيل، وما كان ليترك الأمور تصل الى درجة المواجهة الحادة الى هذه الدرجة بحيث تبدو السلطة كأنها مع إسرائيل ضد حماس والجهاد. نعم، هنالك اهمية نسبية لدور الشخصية في التاريخ. · كيف تنظر الى مرحلة ما بعد غزة؟ مرحلة خطيرة، ولكنها تحمل بشائر. يتوقف على زاوية النظر وعلى مواقف القوى وطموحاتها. لقد فهمت إسرائيل انه لم يعد بإمكانها العودة الى غزة في عملية إعادة انتشار كما خرجت. بل عليها ان تشن حربا حقيقية لتعود، منذ هذه اللحظة لم يعد الانسحاب من غزة خطوة من طرف واحد، بل اصبح انسحابا اضطراريا. وهذا هو إنجاز المقاومة. إضافة الى تغييب المقاومة من الضفة مؤقتا بسيطرة قوى الأمن، تبيَّن أن مشكلة المقاومة الرئيسية هو انقطاعها عن العالم العربي ونوع السلاح شبه البدائي، وكلها ناجمة عن الحصار. وهو ما ميز المقاومة اللبنانية، ومنحها بعض الأفضلية: اقصد التواصل مع دول الإمداد ونوع السلاح. هذه امور تعرفها إسرائيل ولذلك فإن المعركة الحالية بالنسبة لها هي الحصار وعدم فتح المعابر الا في حالة تحول حماس الى حزب سياسي يدخل عملية التفاوض مع إسرائيل بشروط أوسلو اي بشروط الرباعية. اوروبا الآن جاهزة للاعتراف بحماس اذا تخلت الاخيرة عن الكفاح المسلح، وإذا اعترفت بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة. ولكنها لا تريد ان تعترف، ومعها الشعوب العربيى كلها. وبرأيي ثبت أن مرحلة التسوية مع إسرائيل وإرث كامب ديفيد انتهى على مستوى المجتمعات العربية والشارع العربي، أما على مستوى الأنظمة فإن قوى التسوية تخوض بعد غزة معركة ضارية تستخدم فيها كافة الوسائل، ويبدو أنها ربطت مصيرها بالتسوية، مع أن الحرب على غزة منحتها فرصة وسببا للانسجام مع رأيها العام، بعضها استغلها والبعض رفض ذلك. وبالمجمل فإن إسرائيل وقوى التسوية معها تخوض الآن معركة ضد المقاومة أدواتها الرئيسية هي الحصار والمعابر وإعادة الإعمار… والترويج لفكر وثقافة معادية للمقاومة وتعتبرها هي المشكلة وليس الاحتلال. محور ثانٍ · اعتدنا بعد كل حرب اسرائيلية ان يرتد الصراع الى صراع داخلي هل تخشى من تفجر الصراع الفلسطيني الفلسطيني والعربي العربي؟ هذا الصراع قائم على شكل خلافات استراتيجية متعلقة بإسرائيل ونوع العلاقة مع الولايات المتحدة ومدى الانسجام مع الرأي العام العربي. ولكن بعد كل حدث كبير مثل حرب إسرائيلية فإن النتائجح تستثمر. الهزيمة تستثمر للترويج لفكر الاستسلام والتسوية من جهة، أو للمقاومة من جهة أخرى، وكذلك تجري محاولات متوازية شبيهة في حالة تحقيق انجازات عسكرية، منذ ان استثمر السادات الإنجاز العسكري في التسوية، في حين رأت به أنظمة أخرى فرصة للتوجه نحو تحقيق توزان مع إسرائيل. حاليا لا صراع حقيقي على مستوى الأنظمة خلافا لما يعتقد. فمقاومة إسرائيل عسكريا وسياسيا أصبح لها طابع شعبي مجتمعي، وهذا ما يساعد بعض الأنظمة على الاستمرار في رفض التسوية. عندما اطلق السادات مبادرته للسلام المنفرد مع إسرائيل تم عزله عربيا. منذ ذلك الحين عادت مصر الى العرب دون ان تلغي كامب ديفيد، وانضم النظام العربي للأسف الى فكرة التسويات المنفردة. ومن بدأ بذلك هو منظمة التحرير لشدة الأسف في اتفاقية اوسلو المنفردة. وبالعكس يحاول هذا المحور الذي تشكَّل في هذه الأثناء فرض طريق التسوية على من يرفضه من الفلسطينيين، ومنذ العام 2001 وخاصة بعد احتلال العراق تجري أيضا محاولة لعزل ذلك النظام الرسمي العربي المتقاطع مع المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق. وفي كل مرة تسجل المقاومة عنادا وتصميما ضد إسرائيل يدخل محور التسويات المنفردة، محور الانصياع غير المشروط للاملاءات الاميركية، في طور الأزمة…وقد لاحظنا ذلك إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان وعلى غزة. · في القراءة الاسترتيجية لملف المنطقة هل نحن على اعتاب سايكس بيكو جديد وبالتالي توزيع دول المنطقة الى مناطق نفوذ بين تركيا وطهران واسرائيل؟ ما زالت المصيبة الكبرى والتحدي الأكبر هو سايكس بيكو القديم. في التوازن القائم اليوم بين الوضع الدولي وأنظمة المماليك القائمة يمنع أية دولة عربية من التصرف على الساحتين الإقليمية والدولية كدولة ذات سيادة. وحين تحاول دولة عربية ان تتصرف كدولة لا تقبل بالاملاء الاميركي حرفيا، بل تطرح مصالحها وأمنها القومي في مقابله، فإنها تحاصر من قبل أنظمة المماليك هذا، وتسخر الأقلام للسخرية منها ومن المصالح الإقليمية، ثم تنقلب الى تحريض عدواني. ومن هنا تستهجن مثل هذه المحاولات لاتباع سياسة مستقلة حين تقوم بها دولة صغيرة مثل قطر ناهيك بسوريا او الجزائر… لا اعرف عن منطقة أخرى في العالم ينطلق فيها هذا الكم من التحريض ضد السيادة الوطنية والأمن القومي، وتُطالِبُ فيها الدول ومثقفي الأنظمة دولا أخرى أن تنصاع للأوامر الأميركية دون قيد او شرط. هكذا بقينا بثلاث دول يسمح لها ان تتصرف كدول ذات سيادة، ويعتبر سلوكها هذا طبيعي، وكلها دول غير عربية كما تفضلتِ، وأقصد إسرائيل وتركيا وإيران. ما ينقص هو دولة او مجموعة دول عربية تتصرف على هذا النحو باسم الهوية العربية، وباسم أمن قومي عربي افتراضي. · كيف تفسر موقف اردوغان في دافوس وهل يندرج ضمن السعي التركي للحصول على نفوذ في المنطقة؟ السعي للحصول على نفوذ هو دأب الدول الكبيرة خاصة إذا كان لها ماضي دولة عظمى وطموحات لإحياء هذا الماضي، ولو كان الطموح لأسباب داخلية أو لأسباب اقتصادية. المهم ان هذا السعي التركي صار في مرحلة حزب العدالة والتنمية يمر عبر الاقتراب من العرب وأخذ مسافة من إسرائيل. ما زالت تركيا دولة تجمعها بإسرائيل علاقات وثيقة سياسية واقتصادية وحتى عسكرية. ولم تحصل فيها ثورة تطيح بهذه العلاقات كما جرى في إيران. ولكن لدينا تطور تدريجي عبر انتخابات ديمقراطية. ويتخذ التطور منحى نقديا تجاه إسرائيل ومحاولةً للتقرب من العرب عبر الهوية الإسلامية والتضامن مع قضية فلسطين. وحتى الآن لم تتجاوز الخطوات الأهمية المعنوية. ومع ذلك تبقى هذه خطوات مهمة يجب أن تحظى بتقديرنا، خاصة بمقارنتها بالدول العربية التي تسمى معتدلة. ولكن لا يجوز الانجراف كثيرا في التهليل لان تركيا تبقى دولة لها مصالح، وقد تتطلب هذه المصالح يوما ان تضغط على حماس مثلا لقبول مقترحات دولية أو اوروبية، عندها سوف يستثمر كل هذا التهليل والتقدير للضغط على من هللوا. ولذلك اقول أردوجان يستحق كل تقدير، ولكن كنموذج مقابل للدول العربية « المعتدلة » التي تقبل بالاملاء الأميركي كما هو، والتحول الذي يقوم به يقيم إيجابيا. علينا أن نرى أيضا أن الشعوب العربية تعيش ما يشبه الفراغ القيادي. وأن التصفيق لأردوغان يعبر أحيانا أن الحاجة لقيادات تتصرف بكرامة في الغرب ومقابل إسرائيل. هنالك من العرب من يتكلم افضل من اردوغان، ولكن الرجل يتصرف بكرامة في وجه الغرب، وفي دافوس في وجه هؤلاء العنصريين من رجال أعمال وسياسيين عصارة الثقافة البيضاء المترفعة على الشرق والعرب والمسلمين. هذا أمر يثير إعجاب المواطن العربي، لأنه يرى عادة زعماءه وهم يحاولون إثارة إعجاب هؤلاء العنصريين ومراءاتهم لنيل استحسانهم. حسنا فعل أردوغان حين انتقد الجمهور الجالس هناك وليس بيرس فقط، لانهم مجموعة من العنصريين المنافقين المتشدقين بالتنور. برافو. محور ثالث · برأيك ما هي الآلية المثلى لتوزيع مساعدات اعادة الاعمار في غزة؟ هيئة وطنية موحدة في غزة تشاركها التخطيط والإشراف على التنفيذ كل دولة عربية متبرعة على حدة في طاقم خاص. وبرأيي يجب أن يسمح للدول العربية اذا اصرت ان تنفذ مشاريعها مباشرة بعد استطلاع الحاجات من المسؤولين في غزة، لغرض تحديد سلم الاولويات، ولكي لا يحصل تناقض مع خطط محلية ومشاريع أخرى. اما الدول الغربية فيجب أن تجبر أن تمرر مساعداتها عبر وكالة الغوث أو مؤسسات الجامعة العربية أو بواسطة هذه الهيئة الوطنية، ولا يجوز لها برأيي أن تنفذ اي مشروع مباشرة لان نواياها عموما ليس بريئة. وحبذا لو جرى الاستغناء عن تبرعاتها كدول استعمارية، ورفع التبرع العربي أكثر. محور رابع · قمة الدوحة باتت على الابواب هل سينعقد الشمل العربي في هذه القمة العادية ام تتوقع استمرار التجاذبات بين الدول العربية؟ ليس لدي اي شك في أنها سوف تكون موحدة كدورة عادية. لن تذلل الخلافات طبعا، ولكن سوف يحافَظ على الإطار. وسوف يتم تجاوز المقاطعة التي حصلت في دمشق في حينه بواسطة تخفيض مستوى التمثيل. سوف يكون بإذن الله مؤتمرا ناجحا بتمثيل عال. أما الخلافات فلا بأس أن تدار بشكل عقلاني. محور خامس * كيف ستكون نتائج الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة على مبادرة السلام العربية التي يجرى الاستعداد لها لمرحلة ما بعد الانتخابات الاسرائيلية؟ يجب سحب هذه المبادرة. هذا رأيي. ولكن نتنياهو المرجح ان يشكل الحكومة يرفضها علنا على كل حال. * هل تتوقع تغيراً جذريا لمسار المفاوضات العربية الاسرائيلية؟ أم أن الوضع سيبقى على وتيرة العقد الماضي؟ سوف ينتخب نتنياهو رئيسا للحكومة كما يبدو. وهذا بحد ذاته سوف يخرج الهواء من أشرعة جورج ميتشل في البداية. ولكن يصعب التكهن. وعلى كل حال لن يكون تغييرا جذريا في الموقف الإسرائيلي. فهل يقبل العرب بتسوية على اساس هذا الموقف الإسرائيلي بدون القدس وحق العودة وبدون إزالة المستوطنات؟ اذا كان الجواب بالنفي، فهذا يعني تأجيل وتسويف جديدين. وهل يجوز ان نستمر منذ ثلاثة عقود بانتظار الموفد الاميركي الجديد؟ يجب ان يوضع حد لكل مسعى التسوية القائم على التحالف الاميركي الاسرائيلي لفرض إملاءات إسرائيل، ويجب الانتقال الى فحص الحالة العربية والتشديد على عناصر القوة بما في ذلك دعم المقاومة. * ما هو مستقبل حركات المقاومة فيما لو اختارت الادارة الامريكية السير في طريق الحوار والمفاوضات حتى النهاية؟ الإدارة الاميركية اختارت منذ زمن بعيد نهج مواجهة حركات المقاومة، بغض النظر عن التقدم في المفاوضات. ولم تنجح. المشكلة الكبرى هي أدوات اميركا العربية في مواجهة المقاومة. هذه هي المشكلة الكبرى. * كيف سيكون وضع اللائحة العربية في الانتخابات الاسرائيلية القادمة؟ هنالك ثلاث لوائح عربية وليس واحدة. الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والقائمة العربية الموحدة، والتجمع الوطني الديمقراطي وتتعامل السلطة الاسرائيلية مع الحزب الاخير، أي مع التجمع، كأنه في محور التطرف وتركز هجومها عليه… المشكلة الرئيسية التي تواجهها هذه الأحزاب هي ارتفاع نسبة التصويت في المجتمع اليهودي وانخفاضها عن العرب… المشكلة تتفاقم في حالة القوى الوطنية المحبطة مما جرى ويجري في غزة والقدرة على التأثير من خلال البرلمان. غالبية من لا يشاركون في التصويت يفعلون ذلك بسبب التقاعس وعدم الاهتمام بالسياسة ولكن الوطنيين من بينهم لا يصوتون للأسباب أعلاه، هذا يفسح المجال ان يكون التمثيل السياسي عن عرب الداخل إما من قبل من تعتبرهم إسرائيل معتدلين من ضمن القوائم العربية أو لعرب الأحزاب الصهيونية… ولذلك سيكون تحدي القوى الوطنية هو رفع نسبة التصويت. · ارتفاع شعبية ايهود باراك هل هو مؤشر على انحياز الرأي العام الاسرائيلي للقيادات المتطرفة؟ هو تعبير عن تأييد إسرائيلي للحرب على غزة. الحرب الجبانة غير المكلفة من ناحية حياة الجنود تحظى بتأييد عارم. هذا يثير الف علامة سؤال على مجتمع يرغب بالحرب والتقل الى هذه الدرجة بشرط وحيد الا تكلفه في حياة الجنود، بغض النظر عن حجم المجزرة التي ترتكب. محور سادس · ما هو موقع الملف النووي الايراني في ازمة الشرق الاوسط ، هل تعتقد أننا سنشهد في العام الجاري انتهاءاً للمحور السوري الايراني بحيث يتم انسحاب سوريا من هذا الحلف بفعل مغريات المفاوضات؟ لا يوجد شيء اسمه أزمة الشرق الأوسط، بل هنالك سياسة استعمارية وهيمنة أميركية ترغب بتفصيل المنطقة على مقاس إسرائيل. الطاقة النووية الإيرانية تواجه تحالفا غربيا مع إسرائيل. يصعب حاليا التكهن بنتائج هذه المواجهة. ولكن من مصلحة العرب ان يكسر الاحتكار الإسرائيلي، ومن مصلحتهم ان تترتبت علاقات استراتيجة عربية مع تركيا وإيران، وهذا طبعا ينطبق على سوريا. إن أي تفاهم يمكن التوصل اليه بهذا الاتجاه هو أمر عظيم سوف يغير مستقبل المنطقة، وسوف يساهم في تحفيز العرب للبحث عن مشترك يجعل منهم كتلة يصح معها التنسيق. هذا واضح وضوح الشمس، ولكن هنالك أنظمة طوائف ومماليك تريد من المنطقة أن تبقى مجرد حظيرة لأميركا وإسرائيل وأن تبقى دولها ولاة على الحظيرة… هذه هو الامر غير الطبيعي الذي يجب ان يتغير.
( المصدر: صحيفة الراية ( يومية – قطر ) بتاريخ 4 فيفري 2009 )
أربعة دول عربية مدعومة من إسرائيل تحاول اغتيال اللجنة العربية لحقوق الإنسان !!
المصطفى صوليح (*) في سياق مفاجئ و يبعث على الكثير من الاستغراب ، صدر عن لجنة المنظمات غير الحكومية المكونة من 19 وفد حكومي يوم الأربعاء 28 يناير 2008 قرارا يطلب نزع الصفة الاستشارية، لمدة سنة ، عن اللجنة العربية لحقوق الإنسان التي يوجد مقرها بمالاكوف بالعاصمة الفرنسية باريس حيث تراسها الدكتورة فيوليت داغر وينطق باسمها الدكتور هيثم مناع وفي قيادتها نخبة من المناضلين الديمقراطيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي. أما مبعث المفاجأة فيتمثل في أن توقيت هذا الإجراء قد جاء متزامنا مع الحملة التعبوية للمجتمع المدني الدولي وغيره، والتي أضحت إلى حد الآن ، وفي فترة قياسية و تجربة فريدة من نوعها ، تشمل ما يناهز 400 جمعية و منظمة و مؤسسة حقوقية أوروبية وعربية تتفرع عن شبكة من التحالفات منها تحالف أوقفوا الحرب وتحالف الدعوة لمحاكمة مجرمي الحرب و تحالف محاكمة إسرائيل ومؤسسة محكمة راسل فيما يشمل قرابة خمسة ملايين عضو منتسب لهذا التحالف الأكبر منذ العدوان على العراق.. تشارك اللجنة إياها، رغم محدودية عضويتها وقدراتها المالية، في قيادتها و تحضير لوازمها و أجندتها و برامجها، وذلك في سبيل رفع قضايا جنائية أمام عدة هيئات بعضها قضائية دولية وبعضها الآخر وطنية تدخل في إطار الاختصاص القضائي العالمي ضد مسؤولي العدوان العسكري الإسرائيلي الصهيوني على مدنيي غزة و في مقدمتهم الأطفال باعتبارهم كانوا الضحية الأولى والأكثر افتقار إلى أية وسيلة حمائية إبان هذا العدوان كما في ظل الحصار المضروب على القطاع وما يزال منذ ما يزيد على 19 شهر،،، و قد كان من بين الإجراءات التمهيدية التي أنجزتها اللجنة العربية لحقوق الإنسان في هذا الصدد هو أنها قدمت بواسطة المتحدث باسمها يوم 26 يناير الماضي إلى المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أول ملف دولي يتضمن المواد القانونية مشفوعة بالصور وغيرها من الوثائق لمحاكمة مجرمي الحرب العسكريين والسياسيين الإسرائيليين في غزة مع رسالتين من رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ووزير العدل الفلسطيني تقبل بها السلطات الفلسطينية باختصاص المحكمة الجنائية الدولية لتصبح فلسطين رابع دولة عربية تعترف باعلان روما، وذلك بموازاة مع مساعي حثيثة من أجل كسب تأييد 108دولة مصادقة على اتفاق روما من أجل مباشرة التحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة في مقدمتها فنزويلا وجنوب إفريقيا وبوليفيا والبرازيل. وأما مبعث الاستغراب فهو أن طلب نزع الصفة الاستشارية عن اللجنة العربية لحقوق الإنسان قد تقدمت به الحكومة الجزائرية مدعومة من مصر وقطر والسودان. وأن القضية التي تذرعت بها الدول الشاكية في وضع طلبها المعني فهي اتهامها لممثل اللجنة العربية في دورة جنيف الأخيرة بكونه كان إرهابيا خطيرا والواقع أنه محام ومناضل جزائري لحقوق الإنسان حاصل على حق اللجوء السياسي في سويسرا، ويتعرض باستمرار لتحرشات من قبل مندوبية الجزائر في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة. ويزيد من حدة الاستغراب أنه فيما رفضت الولايات المتحدة الأمريكية هذا المنطق وطلب الاتحاد الأوروبي تفسيرات إضافية للتصويت على ذاك الطلب، تفضلت دولة إسرائيل بدعم الدول الأربعة إياها في إجازة القرار المترتب عنه . لكن ما الذي يفسر هكذا تغول للدول العربية العضو في اللجنة الأممية، مدعوم من قبل إسرائيل بالذات على اللجنة العربية لحقوق الإنسان، تغول من مترتباته إمكانية حرمان اللجنة من التحدث باسمها في مجلس حقوق الإنسان ؟ الواقع أن هناك ثلاثة أنواع من الدواعي : أ ـ دواعي عامة، وهي الأخطر بالنظر إلى أنها تسعى إلى تهديد الوجود المحلي، لهياكل حقوق الإنسان غير الحكومية و خاصة منها تلك التي تتمسك بعدم المساومة أو اقتناص الفرص لأغراض شخصية فلا تعتمد سوى المعايير الدولية للقانون الدولي الإنساني و القانون الدولي لحقوق الإنسان في رصدها و توثيقها و تشهيرها بانتهاكات هذه المعايير و كذا الحال في اقتراحها لمشاريع نصوص وآليات حقوقية جديدة ذات صلة.. وتجد هذه الدواعي تعبيرها الأوضح في ما قد يكون أدلى به مندوب مصر في المجلس إياه بتزامن مع التصويت على قرار نزع الصفة حيث جمع فيه بين صيغة استقوائية و أخرى تحريضية لأشقائه من الحكام العرب قائلا : « يجب أن نؤدب المنظمات الحقوقية التي توحشت ضد نظمنا ». . ب ـ دواعي تتعلق بإسرائيل والسودان اللتين تسعيان معا إلى كسر شوكة اللجنة العربية لحقوق الإنسان، التي لعبت دور المحرك لولادة منظمة « عدالة واحدة » وتطرح قضية الخروج من منطق عدالة الغالب لمنطق العدالة للجميع وتناهض الحالة الاستثنائية على حساب دولة القانون سواء حدثت باسم حالة الطوارئ أو الحرب على الإرهاب. أم أن البعض يذهب إلى منطق غياب محاسبة السلطات، ويعتبر أنه حيث أمكن النجاح في تقديم مرتكبين إسرائيليين لجرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية في حق أطفال غزة العزل إلى محاكم ذات صلة ، تتسع فرص عدم إفلات المسؤولين السودانيين من المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بل وفرص محاكمة المسؤولين المصريين عن إغلاق معبر رفح حيث تذكر اللجنة العربية بأن إغلاق سويسرا لحدودها في وجه الهاربين من القمع النازي والمساعدات للمقاومين الألمان للنازية تكلف الفدرالية السويسرية تعويضات للضحايا تدفعها حتى اليوم . ج ـ أما الدواعي الأخرى فهي خاصة تعود إلى مرجعية انتقامية تتمثل بخصوص مصر، في تفاحش نسبة العداء لديها تجاه اللجنة وخاصة إثر تتبعاتها القضائية للمحاكمات العسكرية الجائرة ضد الإخوان المسلمين فيها و ما استلزمته خطورة ذلك من تغطيات ونشر. وتتمثل بالنسبة لقطر ، في غضبها الشديد على اللجنة جراء الحملة التي خاضتها هذه الأخيرة إلى جانب البدون من آل مرة من أجل استرجاع جنسيتهم التي تم تجريدهم منها على غير وجه حق، خاصة وأن هذه الحملة قد تكللت بالنجاح لفائدة معظم الضحايا. و تتمثل بشأن الجزائر ، في تبرمها من أجندة اللجنة والذي تحول إلى عداء على إثر إصدار هذه الأخيرة لتقرير حول التعذيب الممارس داخل المخافر الأمنية والأماكن السجنية وغيرها المنتشرة في هذا البلد المغاربي موثق بالأسماء والحالات. فهل يكون غرض الدول الأربعة المدعومة من قبل إسرائيل هو، من جهة ، لجم حركية اللجنة العربية لحقوق الإنسان بتجميد فاعليتها المتميزة في المجلس الاقتصادي و الاجتماعي، ومن جهة ثانية، الحد من دورها القيادي النشيط في إعمال وتفعيل » الإعلان المتعلق بحق ومسؤولية الأفراد والجماعات وهيئات المجتمع في تعزيز و حماية حقوق الإنسان و الحريات الأساسية المعترف بها عالميا » الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 1998، أي ذات السنة التي تأسست فيها اللجنة العربية لحقوق الإنسان، كذلك تقديمها مشروع مشابه لحماية العاملين في الحقل الإنساني والخيري؟. ومن جهة ثالثة، هدر قدرات شبكة تحالفاتها التي تم رصها بشكل لا نظير له من أجل هدف واحد ووحيد هو عدم إفلات المسؤولين العسكريين و السياسيين الإسرائيليين من المساءلة و المحاسبة القضائية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي باشروها ضد أطفال غزة (والمقال قيد الكتابة تمنع السلطات المصرية لليوم الثالث بعثة التحقيق التي أرسلتها اللجنة العربية لغزة والمكونة من محامين نرويجيين وفرنسيين من عبور معبر رفح)، وذلك بتوزيع هذه القدرات بين جهود توجه نحو الطعن في قرار نزع الصفة الاستشارية عنها وجهود توجه نحو مواصلة إنجاز الأجندة الأصلية لكن بتشرذم وفي ظروف أصعب، ومن جهة أخرى، تهديد باقي المنظمات العربية المشابهة بما هو أقذر ؟ إنها تساؤلات تستمد مشروعيتها من كون أن الحكم الذي صدر ضد اللجنة العربية لحقوق الإنسان كان، ولا شك ، قد تقرر قبل التصويت عليه و ذلك في دواليب المهادنة بين أمير قطر ورئيس مصر خلال الفترة القصيرة بين قمة الدوحة وقمة هرم الشيخ . لكن أليس من دواعي الفخر أن يرفض مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان التنفيذ الفوري لهذا القرار ويستمر مندوب اللجنة يقوم بعمله حتى التصويت النهائي في يوليو 2009 في المجلس الاقتصادي والاجتماعي وأن تقول مسؤولة في المفوضية: لا نريد أن نحرم أنفسنا من علاقة بلجنة تقدم لنا 80% من معلوماتنا الحقوقية عن العالم العربي؟؟ (*) كاتب وباحث من المملكة المغربية، قيادي في اللجنة العربية لحقوق الإنسان (المصدر: موقع اللجنة العربية لحقوق الإنسان بتاريخ 3 فيفري 2009) الرابط: http://www.achr.nu/art573.htm
إسرائيل لا تتوقع ضغوطا بشأن سياسة الغموض النووي
هرتزليا (اسرائيل) (رويترز) – قال مسؤول اسرائيلي يوم الاربعاء ان اسرائيل لا تتوقع مواجهة ضغوط لرفع السرية عن قدراتها النووية بينما تراجع الولايات المتحدة استراتيجيات بخصوص طموحات ايران النووية. ويعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل تملك الترسانة الذرية الوحيدة في الشرق الأوسط لكنها لا تنفي هذا ولا تؤكده بموجب سياسة « للغموض » تهدف الى ردع الخصوم مع تفادي أي استفزازات علنية قد تثير سباقات تسلح. لكن قلق الغرب حيال نشاط تخصيب اليورانيوم الايراني يدفع بعض المحللين الى القول بأن الولايات المتحدة قد تطلب من حليفتها اسرائيل فتح منشآتها النووية للتفتيش في إطار مبادرة لضمان خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشاملة. وقال ديفيد دانييلي نائب المدير العام للجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية « انتهجت اسرائيل على الدوام سياسة نووية حصيفة وحكيمة وهو ما أقرت به أطراف أخرى في المجتمع الدولي ولا يوجد ما يدعو للشك في استمرارها على ذلك النحو في المستقبل. » وكان يرد على سؤال خلال مؤتمر أمني بشأن ما اذا كان يتوقع مثل هذا الاقتراح لفتح المنشآت النووية من جانب ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي أبدى استعدادا لإجراء حوار مباشر مع ايران. وأضاف أنه يتطلع الى « حوار جيد مع الادارة الامريكية الجديدة بشأن كل قضايا السيطرة على التسلح والأمن القومي. » وبدأ أوباما الذي تولى منصبه في يناير كانون الثاني مراجعة عامة للسياسة الخارجية التي سعت في ظل سلفه جورج بوش الى عزل ايران بدلا من الانخراط معها في حوار دون شروط مسبقة. وكانت مجلة نشرة علماء الذرة نقلت عن وثائق أمريكية رفعت عنها السرية أن الولايات المتحدة علمت في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون أن اسرائيل طورت أسلحة نووية لكنها أحجمت عن الإصرار على أن تكشف حليفتها قدراتها النووية وأن تقبل رقابة دولية. ويضيق العرب وايران ذرعا بهذا التكتم اذ يرون ازدواجية معايير في السياسة الامريكية في المنطقة. وبعدم إعلان نفسها قوة نووية تتفادى اسرائيل أيضا حظرا أمريكيا على تمويل الدول التي تنشر أسلحة الدمار الشامل. ومن ثم تستطيع التمتع بنحو ثلاثة مليارات دولار سنويا من المساعدات العسكرية من واشنطن. وتتعهد اسرائيل شأنها شأن الولايات المتحدة بمنع ايران – التي تنفي وجود أي نوايا عدوانية لديها – من الحصول على القنبلة. لكن بعض الخبراء الاسرائيليين يعتقدون أن منع إيران غير ممكن وأن الدولة اليهودية قد تضطر الى اللجوء الى سياسة ردع مدعمة عن طريق إزالة بعض السرية وتوضيح أنها لاتزال تستطيع التفوق على خصمها اللدود في أي حرب نووية. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 5 فيفري 2009)
إسلام أون لاين تحاور مدير مركز دراسة الإسلام والديمقراطية رضوان المصمودي: إقامة المشروع الديمقراطي مسئولية الإسلاميين
دعا الدكتور رضوان المصمودي مدير مركز دراسة الإسلام والديمقراطية إلى أن تتبنى الحركات الإسلامية المشروع الديمقراطي بدلا من مشروع (التربية الدينية)، على اعتبار أن التحديات المفروضة التي يواجهها العالم العربي في الوقت الراهن مثل: الاستبداد، والفساد، والفقر، والبطالة… إلخ، تتطلب بلورة اجتهادات تجمع بين تعاليم الدين الحنيف، وبين حكمة وتجارب الحضارات الأخرى. وأكد أن كل الأيديولوجيات طبقت وفشلت في العالم العربي، والأمل الآن في الحركات الإسلامية من أجل تحقيق النهضة ومواجهة التحديات المفروضة على شعوبنا، وهو ما يتطلب منها تطوير فكرها، وتبني الديمقراطية كمشروع مستقبلي. وقال إن أمريكا مجتمع متدين ومتنوع جدا يضم نحو 300 مليون شخص من كل أنحاء العالم، مما يعني وجود تعددية في الرؤية تجاه الحركات الإسلامية، وقبولا عاما لها، لكن المشكلة تكمن في أن تلك الحركات ليس لديها برنامج ديمقراطي مقنع للعلمانيين ولشعوبها أولا، ثم الشعوب الغربية والمجتمع الأمريكي ثانيا. وحول مركز دراسة الإسلام والديمقراطية، وأهدافه وأنشطته، وشبكة الديمقراطيين في العالم العربي، والتي تضم علمانيين وإسلاميين في عضويتها، وكذلك الرؤية الأمريكية تجاه الحركات الإسلامية، ودور الحركات الإسلامية في إقامة النموذج الديمقراطي، كان لموقع الحركات الإسلامية معه هذا الحوار: تدريب على الإسلام والديمقراطية ** نود في البداية تعريفا بكم وبمركز دراسة الإسلام والديمقراطية في واشنطن؟ – رضوان المصمودي، حاصل على دكتوراه في الهندسة الإلكترونية من معهد ماساتشوستس، وناشط مدني من أصل تونسي، وأقيم بالولايات المتحدة الأمريكية منذ حوالي 27 عاما، ترأست مركز دراسة الإسلام والديمقراطية منذ تأسيسه في مارس عام 1999م، على يد مجموعة متنوعة من الأكاديميين، والمهنيين، والنشطاء –من المسلمين وغير المسلمين- الذين اتفقوا على أهمية الحاجة لدراسة ونشر المعلومات الموثقة عن هذه القضية. والمركز لا يتبنى أي اختيار أيديولوجي، وليس له أجندة خاصة غير السعي لإنتاج ونشر المعرفة حول الإسلام والديمقراطية، وأعضاؤه متفقون على أن هذا الموضوع أُسيء فهمه على نحو واسع في الغرب وفي العالم الإسلامي، وأن هذه الحقيقة قد سببت فتنة وخلافات بين المسلمين، ولا تزال تتسبب في إعاقة المحاولات في الحوار الثقافي اليوم. كما يسعى لتحسين الصورة السائدة في المجتمع الأمريكي، وفهم المنظور الإسلامي نحو الحرية الفردية والحقوق المدنية، والتعددية، بإنتاج الأبحاث والدراسات التي تتصدى للصور السلبية عن الإسلام. ** نظمتم في البحرين ورشة حول الإسلام والديمقراطية (21 – 24 يناير 2009) وقد تدرب فيها ناشطون سعوديون وبحرينيون.. نود إلقاء الضوء عليها، خصوصا أنها تمثل واحدة من أهم أنشطتكم؟ – تتناول ورشة الإسلام والديمقراطية أفكارا وتدريبات واردة في كتاب « الإسلام والديمقراطية » الذي يجمع بين الإسلام والديمقراطية بأسلوب سهل، بعيدا عن أسلوب المحاضرات، وإنما تدريبات تساعد على الحوار والمشاركة والإنصات والقبول للرأي الآخر. وقد شارك في تأليف الكتاب ثمانية باحثين ومفكرين عرب من المغرب والجزائر ومصر والأردن، ويحتوي على فصول مخصصة للتعريف بالديمقراطية، وأسلوب إدارة الدولة، والفساد وإساءة استخدام السلطة، والانتخابات، والمشاركة السياسية للمواطنين، وقد لاقى كتاب التدريب قبولا جيدا في كل الدول العربية؛ حيث تم تدريب أكثر من 3000 شخص ومدرب، في جميع الدول العربية ماعدا سوريا وليبيا. شبكة للعلمانيين والإسلاميين ** أطلق المركز منذ بضعة أعوام شبكة الديمقراطيين التي تضم إسلاميين وعلمانيين.. نود إلقاء الضوء على هذا المشروع؟ – تأسست شبكة الديمقراطيين عام 2005 كأحد مشروعات المركز ولكنها تحولت الآن لمنظمة مستقلة، وهدفنا من تأسيسها تحقيق هدفين: الأول: جمع النشطاء الديمقراطيين –الإسلاميين والعلمانيين– للالتقاء والتآزر والتضامن في حال التعرض لمضايقات أمنية. الثاني: التقريب بين الطرفين، على اعتبار أن أحد أسباب تأخر الديمقراطية في العالم العربي يتمثل في الصراع والخصومة الحادة بينهما. ** هل يعني تحول الشبكة إلى منظمة مستقلة أنها نجحت في تحقيق تلك الأهداف؟ – لا شك أنها نجحت بطريقة لافتة في بداياتها؛ نظرا لأنها مثلت فرصة لتبادل وجهات النظر حول رؤى كل طرف للطرف الآخر حول الديمقراطية، وتجاوزهما الخوف المبني على الجهل برؤية هذا الآخر، لكن هناك عامل هام أدى إلى إضعاف هذا التواصل والتفاهم بينهما، وهو أن هناك أطرافا معينة تلعب على تعميق الخصومة، وإفساد العلاقة؛ لكي يبقى الاستبداد. ** ولكن ألا تتفقون معي أن هناك عاملا آخر لا يقل أهمية فيما يتعلق بإجهاض أهداف شبكة الديمقراطيين، وهو عدم التحمس الأمريكي لنموذج ديمقراطي يشمل الحركات الإسلامية؟ – لا أعتقد ذلك، برغم تراجع الدعم الأمريكي للمشروع؛ لأن النجاح مرتبط في الأساس بتحمس طرفي العلاقة داخل الشبكة؛ لإيجاد طرق للدفع بالديمقراطية وترسيخها في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية، وإطلاق فروع وأنشطة دورية، وهذا كله بحاجة إلى دعم مالي لا نجده في ظل الأزمة المالية العالمية؛ مما يفرض على الطرفين -خصوصا الحركات الإسلامية- الاستثمار في العمل الديمقراطي. ** نعود إلى الحديث عن مركز دراسة الإسلام والديمقراطية: هل يركز على دراسة مواقف ورؤى الإسلاميين، أم يهتم أكثر بالرؤى الأمريكية تجاه الحركات الإسلامية؟ – إننا نفتح المجال لكل وجهات النظر حول الحركات الإسلامية ورؤاها ومواقفها، وكذلك حول الرؤى والاتجاهات الأمريكية من الحركات الإسلامية، ونهدف من ذلك إلى إقناع الأمريكيين بأن من مصلحة الجميع تحقيق الديمقراطية في العالم العربي ليس عن طريق الفرض وإنما بنشر ثقافتها داخل المجتمع المدني، كما نسعى إلى التأكيد على حقيقة أنه من المستحيل إقامة نموذج ديمقراطي بدون الإسلاميين، وأن الحركات الإسلامية تثبت دائما أنها تتطور فكريا وديمقراطيا. الرؤية الأمريكية للظاهرة الإسلامية ** ننتقل الآن للحديث عن الرؤية الأمريكية فيما يتعلق بالحركات الإسلامية.. هل هذه الرؤية نمطية أم نجد بداخلها فروقات فيما يتعلق بالنظر للظاهرة الإسلامية؟ – أمريكا مجتمع متنوع جدا فهي نحو 300 مليون شخص من كل أنحاء العالم، مما يعني أن لهم خلفيات متنوعة، وفيما يخص الرؤية تجاه الظاهرة الإسلامية نجد أن هناك اتجاهات ثلاثة: الأول: الواقعيون: وهم فريق لا يريد الديمقراطية أو تعزيز حقوق الإنسان في العالم العربي، وإنما يهمه بالأساس المصالح الأمريكية. الثاني: يدافع عن الديمقراطية بشراسة وقناعة، معتبرا أن تحقيق المصالح الديمقراطية يرتبط بالدفاع عن القيم الديمقراطية، ويسعى إلى تحقيق الديمقراطية حتى لو أسفرت الانتخابات عن وصول الإسلاميين للسلطة. الثالث: وهم تيار من الفريق الثاني قام بمراجعة نفسه بعد فوز الإخوان المسلمين في مصر وفلسطين عامي 2005 و2006، ويرفض مشاركة الإسلاميين في العملية الديمقراطية، متعللا بأنه متخوف من أن وصولهم السلطة سيعود بنا إلى الاستبداد. ** إذن من الواضح أن هناك تخوفات كبيرة تؤدي إلى عدم الحسم فيما يتعلق بالديمقراطية وموقع الإسلاميين في عملية الدمقرطة؟ – هناك قناعة لدى الرأي العام الأمريكي بأن غياب الديمقراطية في العالم العربي يسبب مشكلات عالمية كالتطرف والإرهاب، وأن الاستبداد يؤدي بدوره إلى الفساد والبطالة وانتهاك حقوق الإنسان، وهي بدورها بيئة صالحة لظواهر مثل الإرهاب والهجرة. ويدعم الرأي العام دمقرطة العالم العربي، لكنه يجد نفسه في حيرة من أمره عندما يفاجأ بموقف واحد من الأنظمة والحركات الإسلامية والنخب المثقفة برفض النموذج الديمقراطي من الخارج، ثم جاء غزو العراق وتداعياته الكارثية لتعطي له حجة جديدة بأن الدكتاتورية ربما تكون أفضل في تحقيق الاستقرار والمصالح الأمريكية!. مهام مطلوبة من الإسلاميين ** هل يمكننا الادعاء بأن الاتجاه الفكري والشعبي السائد مقتنع باستبعاد الإسلاميين من العمل الديمقراطي؟ ربما!. لكن ينبغي أن نلتفت إلى حقيقة مهمة وهي أن المجتمع الأمريكي -وعلى عكس المجتمع الأوروبي- هو مجتمع متدين بطبعه، مما يعني أنه يتفهم دور الدين وتأثيره على القيم المجتمعية وعلى السياسة أيضا، وبالتالي فإنه يتقبل وجود حركات دينية. لكن المشكلة –بنظري– أن تجارب الحركات الإسلامية في إيران والسودان وأفغانستان ليست مطمئنة بالنسبة إلى الشعب الأمريكي، وتزيد هواجسه تجاه مواقفها من الديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي المقابل نجد أنه يدعم التجربة التركية، ويؤيد دمج تركيا في الاتحاد الأوربي؛ نظرا لأن الإسلاميين الأتراك قدموا نموذجا متطورا للإسلام الديمقراطي. ما أود أن أقوله في هذا السياق، إن الحركات الإسلامية ليس لديها برنامج مقنع للعلمانيين وشعوبهم أولا، ثم الشعوب الغربية والمجتمع الأمريكي ثانيا، فهؤلاء غير متأكدين ماذا سيفعل الإخوان المسلمين مثلا في اليوم التالي في حال وصولهم الحكم. ** هذا يقودنا إلى دور المواطنين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة: هل يمكن القول بأن هناك نطاقا إسلاميا ديمقراطيا يتشكل في القارة الأمريكية الشمالية؟ – هناك عاملان يمثلان فرصة كبيرة للإسلام والمسلمين في المجتمع الأمريكي: أولهما: أن المسلمين الأمريكيين من مناطق مختلفة من العالم، وهو ما يتيح الاستفادة من خبرات متنوعة، ويجذر في الوقت نفسه لفكرة التعددية والتسامح. وثانيهما: أن أغلبهم على درجة عالية من التعليم والثقافة، بعكس المسلمين الأوروبيين، وهو ما يعني وجود إمكانية كبيرة لتطوير نموذج إسلامي جديد يحقق لهم التأثير المطلوب، ويخدم قضايا أمتهم. ** السؤال التالي عن أيهما أولى بالدمقرطة: الأنظمة السياسية أم الحركات الإسلامية؟ – نحن من جهتنا نعمل على دمقرطة المجتمعات؛ لأنه بدون قيم ديمقراطية في الفضاء الفكري والمدني لن تتعزز عملية الدمقرطة، أما بخصوص الحركات الإسلامية فإنها تعد القوة الصاعدة المؤثرة، ولكي تساعد شعوبها على إقامة نموذج ديمقراطي لا بد أن يكون موقفها واضحا حتى يمكنها حشد أعضائها وشعبها من أجل تحقيقه. الحاجة لمشروع ديمقراطي **هل هذا يعني أنكم تعلقون مسئولية إقامة النموذج الديمقراطي في رقبة الإسلاميين؟ -بكل تأكيد.. إن كل الأيديولوجيات الأخرى طُبقت وفشلت في العالم العربي، والأمل الآن في الحركات الإسلامية من أجل تحقيق النهضة، وهو ما يتطلب منها مواجهة تحدٍّ كبير جدا يتمثل في تطوير فكرها، ضمن الإطار القمعي الذي تعيش فيه. إن المطلوب من تلك الحركات أن تجمع بين تعاليم الدين الحنيف وبين تجارب الحضارات الأخرى؛ بهدف بلورة اجتهادات تجمع بين الإسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا الأمر يستدعي أن تنتقل من مشروع الحفاظ على الهوية الثقافية الإسلامية إلى تبني المشروع الديمقراطي، إلى جانب بلورة اجتهادات في قضايا حيوية مثل الفقر والفساد. أقول ذلك لأن مشروع التربية الدينية كان يناسب الستينيات والسبعينيات، حينما كانت الهوية الإسلامية في خطر، وكانت المساجد فارغة إلا من الشيوخ، أما الآن فالوضع مختلف تماما، وهناك تحديات أخرى واجتهادات جديدة مطلوبة لمواجهتها. ** نأتي للسؤال الأخير الذي يتعلق بنظرة الحركات الإسلامية إلى الولايات المتحدة، وهل يمكن تغييرها مع وصول باراك حسين أوباما للحكم؟ – أعتقد أن الخطأ الإستراتيجي للحركات الإسلامية التي تسعى لإقامة الديمقراطية أن تعادي الولايات المتحدة، صحيح أن لنا خلافات كبيرة مع السياسة الأمريكية، ولكن لا تعالج الأمور بالعداء، وإنما بالحوار والبحث عن طرق ذكية لفهم المسببات، وتغيير السياسات الأمريكية، ولعله من الممكن أن يكون وصول رئيس أمريكي جديد تجري فيه دماء مسلمة للحكم بمثابة دافع لتغيير النظرة والسياسة من جانب الحركات الإسلامية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وإيجاد قنوات حوار بدلا من القطيعة والتعصب الذي يضر بمصلحة الطرفين. حمدي عبد العزيز