الخميس، 4 يونيو 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3299 du 04.06 .2009

 archives : www.tunisnews.net


عريضة وطنية من أجل الإصلاح السياسي و إطلاق سراح المساجين ( تحيين )

جمعيات حقوقية تونسية:أمسية تضامنية:الحرية لسجين الراى الدكتور الصادق شورو

حركة النهضة فـي ذكــــــــــــرى تأسيسها

السبيل أونلاين:فيديو:شهادات العائلات حول الإعتقالات في صفوف حزب التحرير:إعتقالات واسعة تحضيرا لمحاكمات سياسية كبيرة

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:تعقيب القضية المرفوعة طعنا في الؤتمر الخامس للرابطة يعين لجلسة 11جوان 2009

حــرية و إنـصاف:تواصل حرمان السيد حمدي الزواري من جواز السفر

حــرية و إنـصاف:مرة أخرى تعمد المحكمة إلى هضم حق الدفاع وإسكات صوته

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:جميعا من اجل إطلاق سراح جميع معتقلي الحوض المنجمي

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :حجب كلي لمدونات المرصد مرة أخرى

اتحاد الشباب الشيوعي التونسي :بيان

الصباح:مبادرة حل أزمة رابطة حقوق الانسان

بسام بونني:على صفحات الموقف التونسية الطاهـــــــــــر بـــــــــــــــــوصفة:بيـــــــــــان طلبة تـــــــــــــــونس :أخبـــــــــــــار الجامعة

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ :نشرة الكترونيّة عدد 103 – 04 جوان 2009

ظاهـر المسعـدي:فــــــــــوبيــا التسييـس

حسان  يونس :ردا على الصباح كرة ثلج الحزب الديمقراطي التقدمي المتعاظمة في طريقها إلى الحرية و الديمقراطية عبر سوسة

محسن الشاوش:نزع النعال وإلى بلاد  » العم سام  » حافيا شدّ الرّحال

البديـل عاجل:الندوة العالمية لأحزاب ومنظمات ماركسية-لينينية تقدم تعازيها لحزب العمال إثر رحيل الطاهر الهمامي

الصباح:تتزامن مع عطلة عيد الفطر تأجيل العودة المدرسية بصفة استثنائية

آمال موسى:تونس عاصمة إسلامية لحوار الحضارات: الإستحقاق والتكريم

الصباح:الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي في المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات بالقيروان

بحري العرفاوي: »الخطابُ الحداثوي » في تونس من الخيبة إلى « التكفير »!!

أحميدة النيفر:الاستشراق المحلّي الرثّ.. الذهاب إلى الحج فيما الناس راجعون (1-2)

محمـد العروسي الهانـي :نريد إعلام يواكب التطور ويصارح الشعب ولا يستبلهه

د.خــالد الطـراولي:هل فوّت الاقتصاد الإسلامي  « فرصة » الأزمة 

صبحي غندور:فخ إسرائيلي للعرب.. وأوباما

تقرير من : زهير العمادي ـ واشنطن أوباما  يأتي العرب : هذا ليس وقت التعـــب!

ماهر خليل:الجزيرة للدراسات يبحث حوار الغرب للإسلاميين

 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

     جانفي2009:https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm   فيفري 2009:https://www.tunisnews.net/15Mars09a.htm  مارس 2009:https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm أفريل 2009:https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


عريضة وطنية من أجل الإصلاح السياسي و إطلاق سراح المساجين


مرة أخرى تعاد محاكمة الرمز الوطني و الإسلامي عميد سجناء الحرية في تونس الدكتور الصادق شورو بتهمة خيالية « كما شرحها الدكتور أمام المحكمة عجبت من  إدانتي بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها و سبب عجبي أن هذه التهمة لا أصل لها عقلا و لا واقعا و لا قانونا فهي لا تستقيم عقلا لأن حركة النهضة حركة كان لها رئيس معلوم للقاسي و الداني و قد فكك تنظيمها بالقوة الغاشمة و لم يعد لتنظيمها وجود في الداخل منذ بدايات التسعينات، و هي تهمة لا تستقيم واقعا لأني لم ألبث خارج السجن، بعد مغادرته في 05 نوفمبر 2008، إلا 27 يوما فكيف يعقل أن أعيد تنظيما فضلا عن أني كنت مشغولا باستقبال المهنئين و تحسس محيطي العائلي و الإجتماعي. و هي تهمة لا تستقيم قانونا لأن الجمعية لا تقوم إلا بفردين على الأقل و ها أن ذا أحال بمفردي » لم يتوفر فيها الحد الأدنى من أركانها القانونية فضلا عن كل ما شاب القضية من خر وقات فاضحة في الإجراءات و في التكييف القانوني للوقائع التي بموجبها وقعت الإحالة على القضاء في طوريه الابتدائي و الإستئنافي حيث أجمع لسان الدفاع على كيدية التهمة و على الطابع السياسي للمحاكمة الأمر الذي اظهر التوظيف السياسي للقضاء رغم أن الأزمة  » كما شرحها الدكتور أمام المحكمة فقد سئلت عن الوضع العام في البلاد فقلت أن العالم يمر بأزمة و أن بلادنا ليست في مأمن منها و أن تزامن محاكمتي  السياسية مع محاكمات الحوض ألمنجمي الاجتماعية دليل على عمق الأزمة الاقتصادية –السياسية –الاجتماعية  التي تعيشها البلاد و ما على السلطة إلا أن تفتح الباب لحوار وطني لا يقصي أحدا على أساس فكري أو سياسي و أن تعلم أنه لا بديل عن حريات مدنية و سياسية فعلية و حقيقية و عن عدالة اجتماعية لا يميز فيها بين الفئات و لا بين الجهات و لا مناص من إرجاع الحقوق لأصحابها و تيسير عودة جميع المهجرين و تعويض المتضررين المسرحين من السجون و الاعتراف بحق حركة النهضة في الوجود القانوني و التنظيم السياسي. وعمدت السلطة إلى إنهاء الاحتجاجات الاجتماعية في الحوض ألمنجمي بمحاكمات ظالمة لرموز هذه الحركات وهذه المحاكمات هي دليل على عمق الأزمة الاقتصادية –السياسية –الاجتماعية  التي تعيشها البلاد. والبلاد اليوم تعيش حالة تدجين للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين و خنق الحريات ومحاصرة الإعلاميين امنيا وسياسيا …والسلطة تحاصر وتضيق على النقابة العامة منذ العام الماضي بسبب تقريرها حول الحريات الصحفية. إن أي إصلاح سياسي في تونس لن يكون له أي نجاح إلا إذا وقع إنجاز حوار وطني لا يقصي أحدا على أساس فكري أو سياسي و أن تحترم الحريات المدنية والسياسية احتراما فعليا و حقيقيا وان تطبق العدالة الاجتماعية التي لا يميز فيها بين الفئات و لا بين الجهات و لا مناص من إرجاع الحقوق لأصحابها و تيسير عودة جميع المهجرين و تعويض المتضررين المسرحين من السجون و الاعتراف بحق التنظيمات الوطنية والإسلامية في الوجود القانوني و التنظيم السياسي. ومن مقدمات هذا الإصلاح السياسي سن العفو التشريعي العام بإطلاق سراح المساجين السياسيين وأصحاب الراى وسجناء الحوض ألمنجمي وعودة المغتربين. للتوقيع الرجاء إرسال الاسم واللقب واسم الجمعية, و البلد  للعنوان الإلكتروني التالي:   aridha_wathania@yahoo.fr

قائمة الإمضاءات : :

الاسم البلد
1-جمعية التضامن التونسي

2-جمعية الزيتونة

 3Association des droits de la personne au Maghreb ADPM

 

4-Mouvement de la libération de la Tunisie

 

5-جمعية ضحايا التعذيب بتونس

فرنسا

سويسرا   

كندا   

 

كندا

 

سويسرا 

1- علي النجار

2- رياض بالطيب

3- رياض حجلاوي

4- حسين الجزيري

5- سمير الدريدي

6- بكار الصغير

7- طاهر بوبحري

8- كمال العيفي

9- لخضر الوسلاتي

10- محمد بن سالم

11- فتحي فرخ

12- هشام بشير

13- بشير هلال

14- عامر لعريض

15- عبد الوهاب الرياحي

16- لزهر التومي

17- محمد الجموعي

18- محسن ذيبي

19- عبد الرؤوف الماجري

20- عبد الرؤوف نجار

21- محمد الهادي الكافي

22- رضا ادريس

23- زيتوني لسعد

24- السيد المبروك    

25- محمد ملك

26- منذر عمار 

27- معز الجماعي

28- عبدالسلام بوشداخ

29- نور الدين ختروشي

30- مالك الشارني

31- وليد بناني

32- ناصر غمراسي

33- الهادي بريك

34- البشير بوشيبة

35- عماد الدايمي

36- سامي حاج دحمان

37- صالح الحمراوي

38- محمد الصادقالشطي

39- هاشمي بن حمد

40- سليم بن حميدان 

41- غفران بن سالم

42 – قادري زروقي

43- بلقاسم همامي

44- عبدالله النوري

45- محمد النوري

46- بلقاسم نقاز

47- شكري مجولي

48- خالد الجماعي

49- محمد زريق

50- رضا رجيبي

51- المنجي المدب

52- سالم الجديدي

53- اسماعيل الكوتي

54- محمد طرابلسي

55- عبد القادر الجبالي

56- نجيب العاشوري

57- طاهر حسني

58- عثمان كعباوي

59- محمد الغمقي

60- الهاشمــــي بم حامد

61- رفيق الشابي

62- رضا المازني

63- عبد الحميد البناني

64- الهادي لطيف

65- وحيد شريف 

66- محمد بن محمد

67- محمد الهادي غابي

68-كريم مسعودي

69- طاهر العبيدي

70- جيلاني العبدلي

71- مراد راشد

72- عبد الناصر نايت ليمان

73- نجاة العبيدي

74- عبد المجيد سبوعي

75- كريمالماجري

76-  صالح المحضاوي

77- عبدالحميد العدّاسي

78- رضا القدري

79- عمور غيلوافي

80- انور غربي

81- تمام الأصبعي

82- فتحي العابد

83- علي سعيد 

 84-محسن الجندوبي

85- عبدالعزيز عقوبي   

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا  فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

تونس

فرنسا

ألمانيا

تونس

فرنسا

فرنسا

سويسرا

بلجيكا

سويسرا

ألمانيا

سويسرا   

فرنسا

فرنسا

سويسرا

النمسا

ألمانيا

فرنسا

فرنسا

ألمانيا

سويسرا

ألمانيا

فرنسا

ألمانيا

بريطانيا

النرويج

كندا

فرنسا

تونس

النرويج

سويسر 

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا  فرنسا

المانيا

فرنسا

فرنسا

بلجيكا

سويسرا

النرويج

إيطاليا

فرنسا

المانيا

فرنسا

فرنسا

سويسرا

سويسرا

تونس

سويسرا

البوسنة

المانيا

الدّانمارك

تونس

سويسرا

سويسرا

سويسرا

السويد

إيطاليا

النرويج     المانيا

فرنسا

 


 
أمسية تضامنية

الحرية لسجين الراى الدكتور الصادق شورو الرئيس الاسبق لحركة النهضة

 


دفاعا عن سجين الرأى الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة و تضامنا مع سجناء الحوض المنجمي  والمئات من الشباب ضحايا قانون 10  ديسمبر 2003 لما يسمى « مكافحة الإرهاب » اللادستوري و تفاعلا مع كل التحركات السياسية و الحقوقية في تونس، ندعو إلى  أمسية تضامنية بحضور مختلف التعبيرات و القوى الوطنية و الصديقة وذلك يوم الجمعة 5 جوان 2009  بقاعة :  AGECA 177  rue de Charonne 75011 paris Métro Alexandre Dumas على الساعة  19:00             وهي مناسبة نريدها أن تكون فرصة للتأكيد على أن قضية المساجين ( الدكتور الصادق شورو و سجناء الحوض ألمنجمي و ضحايا قانون 10 ديسمبر 2003 لما يسمى « مكافحة الإرهاب » اللادستوري) والمضايقات التي يتعرض لها المسرحون و النشطاء الحقوقيون والسياسيون والإنغلاق السياسي والإعلامي و حالة الاحتقان التي تشهدها البلاد وهي مقبلة على انتخابات لا تتوفر فيها شروط المنافسة الحقيقية، هي فرصة للتأكيد على أن قضية الحرية واحدة إما أن تكون للجميع أو لا تكون لأحد. برنامج الأمسية التنشيط الثقافي:  إحياء فرقة الزيتونة كلمات: ممثلي الجمعيات و الأحزاب والحركات السياسية  الجمعيات المنظمة: 
جمعية التضامن التونسي
جمعية الزيتونة
منظمة صوت حر
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
 اللجنة العربية لحقوق الإنسان 


بسم الله الرحمان الرحيم حركة النهضة في ذكرى تأسيسها

تمر هذه الأيام الذكرى الثامنة والعشرون لتأسيس حركة النهضة (الاتجاه الإسلامي سابقا) سنة 1981التي كان مولدها استجابة لحاجة الشعب التونسي للدفاع عن هويته العربية الإسلامية وحماية حقوقه السياسية والاجتماعية المهدرة، كما مثل امتداد متطورا للتراث الإصلاحي الإسلامي الحديث بشقية المشرقي والمغربي والذي كان لنخبة من علماء تونس ومفكريها وقادتها فضل المشاركة فيه وإثرائه أمثال  الوزير خير الدين والشيخ سالم بوحاجب والشيخ الطاهر بن عاشور   وغيرهم   وفي هذه الذكرى المباركة لا تملك حركة النهضة إلا أن تترحم على أرواح شهدائها الأبرار ممن لقوا ربهم تحت سياط التعذيب وفي جحيم الاعتقال، وفي مقدمتهم الشهداء عبد الرؤوف العريبي وسحنون الجوهري ومبروك الزرن،…… وتشد على أيدي رجالها ونسائها الصامدين في الداخل وسائر المهاجر ، المعتصمين بحبل دينهم  والمستمسكين بأسَس مشروعهم دون أن تثنيهم كثرة التضحيات عن مواصلة مسيرتهم على دروب معركة الحرية والكرامة لشعبهم وأمتهم، وهي تضحيات سيسجلها تاريخ تونس وتحفظها الأجيال القادمة بإذن الله صفحة ناصعة مشعة. لقد مثل ميلاد حركة النهضة التونسية إضافة فكرية وسياسية نوعية في ساحة العمل الوطني والإسلامي العام، وذلك  بحكم جهودها الرائدة في الاجتهاد والتجديد  وتأصيل قيم الحرية والديمقراطية والعدالة والسماحة والاعتدال والتعدد وحقوق الإنسان داخل أرضية الإسلام وثقافته العامة، والتوليف المبدع بين دواعي الهوية الحضارية ومتطلبات العصر، حتى غدت المعركة من أجل الإسلام لا تنفصل عن معركة الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وحمل هموم الفئات المستضعفة ومشاغل الإنسانية، وقد أضحت هذه الأفكار اليوم وبفضل الله موضع قبول وشيوع في الوسط الإسلامي العام بعد أن كانت أفكارا غريبة وربما منكرة ومستهجنة يوم أعلنتها حركة الاتجاه الإسلامي بداية الثمانينات من القرن الماضي.   تشخيص الوضع العام    تأتي هذه الذكرى في ظل ظروف سياسية بالغة التردي تمر بها تونس، وهي ظروف تتسم في عمومها بانسداد الآفاق واستفحال الأزمة نتيجة إصرار السلطة على الاستمرار في نهجها الأمني في معالجة المشكلات الوطنية، والتضييق على سائر الهيئات والأحزاب السياسية المعارضة وخنق الحريات العامة والفردية ومحاصرة المجتمع المدني ومصادرة كل مظاهر التعبير والانتماء المستقل.  ورغم خروج العدد الأكبر من مساجين حركة النهضة من السجون  على دفعات متتالية وبعد محنة اعتقال دامت ما يزيد عن 18 سنة لبعضهم، إلا أنهم مع ذلك مازالوا يعيشون إلى يومنا هذا  أجواء الحصار والحرمان من أبسط الحقوق المدنية والإنسانية كحق العلاج والشغل والتنقل فضلا عن المشاركة في الشؤون العامة،، وقد قضى الكثير منهم نحبه بعد أن أنهكه المرض العضال سنوات السجن الطوال، والإهمال المتعمد، بل أكثر  من ذلك لم تتردد السلطات في إعادة اعتقال الدكتور صادق شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة واستخدام سلاح المحاكمات الجائرة ضده لمجرد مجاهرته بحق حركته في الوجود السياسي وإصراره على استعادة بعض نشاطه المشروع في التعبير السياسي دون أن تفل في عضده ومضاء عزمه قسوة السجون وأهوال التنكيل الطويلة.   لا يخفى على كل ذي  بصيرة ما باتت تتخبط فيه تونس من أزمة خانقة  تطحن المواطنين في أرزاقهم ومعاشهم وتنكد حياتهم نتيجة ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية واستفحال البطالة خصوصا بين الشباب وفئات الخريجين ، فضلا عن تفشي الفساد المالي على نطاق واسع من نهب للثروات العامة ورشوة ومحسوبية واستخدام النفوذ والتلاعب بالمؤسسات والثروات العامة. وقد كان من  نتائج السياسات الاقتصادية القاصرة التي انتهجتها السلطة على امتداد العقدين المنصرمين تزايد التفاوت الاجتماعي بصورة غير مسبوقة واتساع دائرة الفقر والحرمان وانتشار الجريمة المنظمة، والتفكك الأسري والعزوف عن الزواج وتكوين الأسرة الصالحة، إلى جانب اتجاه الشباب المحروم من أبسط مقومات الحياة إلى الإقدام على مغامرة الهجرة وركوب مخاطر البحار للانتقال إلى الضفة الأخرى من المتوسط بعد أن ضاقت بهم أرض تونس بما رحبت. أما على الصعيد الثقافي والشعبي فليس بخاف اليوم ما تعرفه تونس خلال السنوات الأخيرة من حالة صحوة إسلامية ويقظة دينية غطت مختلف الفئات الاجتماعية والمستويات العمرية وخصوصا بين الشباب والشابات،  ومن سماتها الإقبال على بيوت الله وتزايد ارتداء الحجاب والالتزام بالآداب الإسلامية العامة، وهي ظاهرة تعبر من جهة أولى عن حفظ الله سبحانه لدينه من العابثين والكائدين، وعن عمق أصالة الشعب التونسي ورسوخ أقدامه في منابع هويته العربية الإسلامية التي قامت الحركة الإسلامية على إحيائها، ومن جهة ثانية تعبر عن فشل خيارات السلطة في تجفيف المنابع الإسلامية واستهداف كل مظاهر التدين والالتزام الإسلامي بحجة محاربة الإرهاب والتطرف التي انخرطت فيها منذ بداية التسعينات . إن ما تشهده تونس اليوم من صحوة إسلامية مباركة جاءت تمردا على سياسات رسمية قاصرة ومعادية لهوية شعب تونس وميراثه الثقافي المديد بما اضطر السلطة للشروع في التحول من مواجهة الدين واستئصاله إلى محاولة توظيفه واستخدامه.   تشهد الساحة الإقليمية والدولية من حولنا تطورات كبيرة لابد من أن تكون لها ارتساماتها وتداعياتها على الساحة الوطنية، ومن ذلك مراجعة منهج التعاطي مع الحركة الإسلامية بعدما بات من المسلم به بالنسبة للجميع بأنها قد غدت جزءا مكينا من الواقع السياسي والثقافي في المنطقة، وأنه لا يمكن شطبها أو إلغاؤها عن طريق الأساليب الأمنية القاصرة، بل إن كل المؤشرات تبين اليوم أن هنالك ميلا متزايدا نحو القبول بواقع التيارات الإسلامية وفتح فنوات الحوار والتواصل معها لترسيخ عرى الاستقرار المدني ودرء أسباب التوتر والفتنة، هذا في الوقت الذي ظلت تونس إلى جانب عدد قليل من الدول العربية تمثل استثناء من هذا التوجه العام. الأهداف والأولويات لا يسع حركة النهضة في هذه المناسبة إلا أن تؤكد عن تمسكها بثوابتها الفكرية والسياسية، وفي مقدمتها: ·تأكيدها على قضية فلسطين باعتبارها قضية الأمة المركزية، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في دحر الاحتلال واستعادة أرضه المغتصبة، ورفع الحصار الجائر المفروض على أهلنا في غزة وتفكيك الجدار العازل والتمدد الاستيطاني وإيقاف كل مظاهر تهويد القدس ، ودعوة سائر الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى الدفاع عن القضية ومناصرة أهلها وشعبها، كما تعبر عن تبنيها لسائر قضايا العدل والتحرر في أمتنا والعالم. ·تبني وحدة المغرب العربي الكبير، سبيلا لوحدة العرب وللتضامن الإسلامي والدفاع عن تحرير إرادة أمتنا واستقلالها السياسي والاقتصادي من الهيمنة الدولية. فلا سبيل إلى تحقيق تطلعات أمتنا في النهضة والعزة والسيادة من دون تجاوز واقع الانقسام والتجزئة باتجاه الوحدة والتكامل والتضامن، استجابة لنداء المولى سبحانه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) آل عمران   ·تشبثها بخيارها السلمي المدني في الإصلاح والتغيير السياسي ورفضها استخدام العنف سبيلا لانتزاع السلطة أو للبقاء فيها ،رغم كل محاولات استدراجها إلى هذه المهلكة عبر إمعان السلطة في استخدام وسائل التعذيب والملاحقات والتنكيل، ولم تزدها التجارب العنيفة في جوارنا ومنطقتنا، وما جلبته من آثار مدمرة على الاستقرار الأهلي وتوازن مجتمعاتنا إلا مزيدا من الاقتناع بجدوى منهجها السلمي الذي ظلت معتصمة به منذ تأسيسها. ·تمسكها  بمشروعها السياسي المناضل من أجل تحقيق الديمقراطية والعدل القائم على المشاركة السياسية وحرية الإعلام والصحافة، واستقلالية القضاء وعلوية القوانين وضمان التداول السلمي على السلطة بعيدا عن كل وجوه الاحتكار والتسلط، وعلى استعادة المساواة في الحقوق والواجبات وفق مبدا المواطنة من دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس. ·تأكيد طابعها المدني باعتبارها حركة تهدف إلى الإصلاح العام وفق منهاجها الإسلامي الوسطي ، وأنها لا تحتكر النطق باسم الدين ·سعيها إلى نشر الفضائل الدينية والأخلاق المدنية بما يرتقي بالأفراد والجماعات ويهذب الحس العام إن على صعيد الفكر والثقافة أو على صعيد السلوك والعمل الفردي والجماعي. ·تؤكد تمسكها بمبدأ الحوار الوطني وروح التعايش بين مختلف الفرقاء السياسيين على قاعدة الاحترام المتبادل والتعاون على ما فيه خير أوطاننا وأمتنا، وتمتين جبهة المعارضة السياسية في مواجهة الاستبداد من أجل إقامة حياة ديمقراطية تعددية تسع الجميع من غير إلغاء أو استثناء. المطالب السياسية   وبهذه المناسبة لا يسع حركة النهضة إلا أن تدعو إلى  تحقيق المطالب التالية: ·ضرورة التغيير الديمقراطي بالانخراط في عملية إصلاح حقيقي وشامل يطال مختلف المجالات وسائر المؤسسات الوطنية وذلك بالتخلي عن الأساليب الأمنية العقيمة والجنوح بدلا من ذلك إلى الحلول السياسية والحوار الوطني البناء، بما يعيد للسياسة معانيها وللمؤسسات العامة وظائفها المعطلة. ·رفع القيود المفروضة على حرية التنظم والاجتماع واستقلالية الصحافة وحرية المجتمع المدني بما من شأنه أن يخرج البلاد من أزمتها السياسية الخانقة ويفسح المجال أمام الدخول في الإصلاح الجاد والشامل الذي أصبح ضرورة لا غنى عنه لدرء  مخاطر العنف الذي بات يتهدد بلادنا ويدفع شبابها نحو الخيارات اليائسة.  ·إطلاق سراح المساجين السياسيين وفي مقدمتهم الشيخ صادق شورو، وكذا مئات من شباب الصحوة المعتقلين بعد محاكمات جائرة  لم يتوفر لها الحد الأدنى من شروط المحاكمة العادلة ،وكذا إطلاق سراح ضحايا القمع الاجتماعي من أبناء منطقة المناجم ،  وسن العفو التشريعي العام وإغلاق ملف المحاكمات السياسية سيئة الصيت إلى غير رجعة، والتعويض للسجناء عما حاق بهم من أضرار مادية ومعنوية. ·فتح أبواب حوار وطني شامل حول مختلف القضايا الوطنية الكبرى كمقدمة لإدخال إصلاحات جوهرية تطال بنية الحكم  وأساليب إدارة الشأن العام والابتعاد عن منطق الإرغام وفرض الأمر الواقع، الذي لم يزد الأزمة إلا استفحالا واتساعا. ·تنقية المناخات العامة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تشارك فيها سائر القوى الفكرية والسياسية من دون إقصاء ولا استثناء، حتى تكون المؤسسات السياسية معبرة فعلا عن إرادة الشعب التونسي ومستجيبة لمصالحه ومطامحه العامة بدل أن تكون حكرا على البطانة والمقربين. ·رفع القيود التي تكبل مؤسسات المجتمع المدني وترهب الصحافة  والصحفيين وتميّع الثقافة  وتهمش المثقفين  ·تدعو شركاءها في المعارضة إلى مزيد التضامن والعمل المشترك ودعم روح الثقة والتعاون من أجل ترسيخ الحريات وضمان انتقال ديمقراطي جاد في بلادنا وتدارك ما فاتها من تحولات تعم العالم من حولها، بما جعل تونس من أكثر دول المنطقة انغلاقا وتخلفا سياسيا. نحن نناضل مع غيرنا من أجل تونس حرة ومنفتحة على كل أبنائها وبناتها دون استثناء أو إقصاء. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل   لندن في 5 جوان 2009 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة  

فيديو:شهادات العائلات حول الإعتقالات في صفوف حزب التحرير

إعتقالات واسعة تحضيرا لمحاكمات سياسية كبيرة


السبيل أونلاين – تونس – خاص   الرابط على اليوتوب :   http://www.youtube.com/watch?v=TzyoG7F4gQU   على إثر ندوة انعقدت بمعهد حي الرفاه بالمنيهلة ، تحت إطار « كرسي بن علي لحوار الحضارات » ، والتى أشرف عليها الأستاذ محمد حسين فنطر ، قامت فرقة العوينة للحرس الوطني بالإستعانة بحرس حي التضامن وحي الإنطلاقة بداية من يوم 23 -05-2009 وعلى إمتداد أسبوع كامل بإعتقالات واسعة في صفوف المتدخلين وبعض الحاضرين .   وتأتي الإعتقالات بسبب مشاركة مجموعة من شباب حي  التضامن والمنيهلة بمداخلات في الندوة المفتوحة ، والتى  لم ترق لقوات البوليس ولا الحاضرين من رموز الحزب الحاكم ، الذين إنزعجوا من تلك المداخلات فلم يجدوا حجة للردّ عليها إلا بالقمع والمداهمات الهمجية والإعتقالات .      وقد طالت تلك الإعتقالات أكثر من عشرين شخصا ، منهم السادة : علي ساسي ، خير الدين بن الطيب ، عبد الرحمان ، والذين سبق أن حوكموا سنة 2006 ، من أجل الإنتماء إلى « حزب التحرير الإسلامي » ، كما شمل الإعتقال أيضا كل من : جلال روايسية ، ماهر الورغي ، رياض الفرشيشي ، سمير الغربي ، زياد بوذينة ، محرز ، وسعيد فريد . وعمدت قوات البوليس إلى مداهمة منازل بعض الشبان ، من بينهم منزل أحمد بن حسين وأيمن النصري وخالد القاسي وعلى بن الحسين ، والذين لم يكونوا متواجدين بمنازلهم  ، فقد تحصنوا بالفرار .    ومن الملفت للإنتباه قيام أعوان الحرس بإعتقال الطفل الحدث أحمد القاسمي وإرغامه على مرافقتهم عند مداهمة منازل أصدقاء شقيقه خالد القاسمي ، الذى توارى بدوره عن أنظار البوليس .   وقد لامس مراسلنا حالة الرعب التى يعيشها الكثير من المواطنين سكان منطقة حي التضامن والمنيهلة ، حيث أصبح حديث الجميع يتركز حول تلك الإعتقالات والمداهمات البوليسية الوحشية ، أما أهالي المعتقلين  ، المتهمين بإنتمائهم لحزب التحرير والذى إلتقى مراسل السبيل أونلاين بعضهم ،  فهم يعيشون حالة من الرعب  والقلق على حياة أبنائهم خاصة أن كل الجهات الأمنية في البلاد أنكرت إعتقالهم .    وقد عاشت زوجتي علي ساسي وهي حامل في شهرها التاسع ،  وزوجة جلال روايسية وهي حامل في شهرها الثامن ،  إثر إعتقال أزواجهن حالة من الهلع الشديد ألزمهما الفراش ، وقد أوشكت إبنة روايسية التى تبلغ من العمر سنة واحدة أن تلقى حتفها جراء هذه الإحداث فقد نقلت أثناء المداهمات الى المستشفى بين الحياة والموت .   أما والدة علي ساسي وهي سيّدة فيتنامية الأصل ، فقد عبّرت عن بالغ أسفها لوجودها بتونس وتعرضها لمثل هذه الإنتهاكات ، وقد تمنّت أنها بقيت في بلادها رفقة زوجها (الذى شارك في حرب تحرير الفتنام ) ، و أكدت والدة سعيد فريد (وهي سيّدة مغربية الأصل) براءة إبنها من أي تهمة ، وعدم ممارسته أي نشاط  سياسي  .   وقد إتصلت عائلات المعتقلين بالمحامية إيمان الطريقي ، لتمكينها من إنابة في قضية أبنائهم ، و قامت الطريقي بالإجراءات القانونية لمعرفة مكان وظروف إحتجازهم ، وإلى حدّ الآن لم تتمكن من الإلتقاء بمنوبيها ومعرفة أماكن إعتقالهم ، وأكدت أن السلطات تجاوزت المدد القانونية للإحتفاظ .   جدير بالإشارة أن والد زياد بوذينة السيد عمارة بوذينة تعرّض إلى التهديد من طرف العون أحمد العوني بتلفيق تهم ضده ، و ذلك خلال الأيام الأولى من الإعتقالات ، وعلمنا أن منزله تعرض ليلة البارحة الإربعاء 03 جوان 2009 ، للمداهمة من قبل أعوان الحرس بحثا عنه ، كما قام أعوان البوليس بالسؤال عنه في مقاهي الجهة ،  وذلك بسبب التصريحات التى أدلى بها لبعض المنظمات الحقوقية حول أساليب الإعتقال الوحشية الذى تعرض لها إبنه وذكره  بعض أسماء أعوان البوليس ممن شارك في المداهة والإعتقال ، وخاصة بسبب الإدلاء بشهادته أمام عدسة السبيل أونلاين حول التهديدات التى تعرض لها وحول ظروف إعتقال إبنه والتى ننشرها مرفوقة بنص التقرير  . تونس – من مراسلنا زهير مخلوف    (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 04 جوان 2009)

 


الرابطـــــــة التونسيــــــــة للدفــــــــاع عن حقـــــــــــوق الإنســـــــــان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 04 جوان 2009

بلاغ اعلامي تعقيب القضية المرفوعة طعنا في الؤتمر الخامس للرابطة يعين لجلسة 11جوان 2009


تلقى محامو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إعلاما من رئيس كتابة محكمة التعقيب  بان القضية عدد2001/11692 قد عينت لجلسة 11 جوان 2009 أمام الدائرة الثالثة بتلك المحكمة. وتتعلق هذه القضية بالتعقيب المرفوع من طرف الرابطة طعنا في الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف بتونس في القضية عدد 81188 بتاريخ 21 جوان 2001 والذي كان صدر بعد قيام أربعة من المنخرطين المقربين من السلطة  الذين شاركوا في المؤتمر الوطني الخامس للرابطة في موفى شهر أكتوبر 2000 ولم يتم انتخابهم في الهيئة المديرة ، بالطعن في ذلك المؤتمر بدعوى عقده  دون احترام مقتضيات القانون الأساسي والنظام الداخلي،وكانت المحكمة المذكورة قضت بإبطال أعمال المؤتمر وجميع القرارات والهيئات التي صدرت عنه وتكليف الهيئة المديرة بعقد مؤتمر في ظرف عام … وكانت الهيئة المديرة أكدت في بياناتها منذ ذلك التاريخ أن ذلك الحكم ليس إلا قرارا سياسيا مغلف قضائيا. وقد تم تعقيب ذلك الحكم في جويلية 2001 . رئيــس الرابطة المختــار الطريفــي


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 10 جمادى الثانية 1430 الموافق ل 04 جوان 2009

تواصل حرمان السيد حمدي الزواري من جواز السفر


لا يزال السجين السياسي السابق السيد حمدي بن عمارة بن مصطفى الزواري محروما من حقه في الحصول على جواز السفر علما بأنه تقدم بطلب إلى مركز شرطة الحفصية بتاريخ 27 جانفي 2007 ورسّم لديهم تحت عدد 24، ومنذ ذلك التاريخ وهو يتردد على المركز المذكور للاستفسار عن سبب التأخير دون أن يحصل على جواب. يذكر أن السيد حمدي الزواري  قضى بمختلف السجون التونسية مدة 10 سنوات وشهرين من أجل الانتماء إلى جمعية غير مرخص فيها وأطلق سراحه بتاريخ 9 سبتمبر 2001 بموجب انتهاء العقاب ثم خضع لعقوبة تكميلية مدتها خمس سنوات مراقبة إدارية. وحرية وإنصاف 1)    تندد بمماطلة السلطة في تمكين السيد حمدي الزواري من حقه في الحصول على جواز سفر طبقا لمقتضيات الدستور والقانون وتعتبر ذلك تعسفا من قبل الإدارة وتمييزا بين المواطنين ومخالفة صريحة للقانون. 2)    تدعو إلى تمكين المسرحين من المساجين السياسيين من حقوقهم المدنية والسياسية وفي مقدمتها وثائق الهوية كجواز السفر وبطاقة التعريف الوطنية التي ما يزال عدد من المسرحين محرومين منها. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 10 جمادى الثانية 1430 الموافق ل 04 جوان 2009

مرة أخرى تعمد المحكمة إلى هضم حق الدفاع وإسكات صوته


انعقدت اليوم الخميس 04 جوان 2009 الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس للنظر في الاعتراض المقدم من قبل الشاب زياد بن مفتاح الذي كان صدر ضده حكم غيابي يقضي بإدانته من أجل الانضمام إلى تنظيم إرهابي وعقد اجتماعات وذلك على أساس سفره على سوريا بطريقة شرعية وبجواز سفر قانوني ثم دخل العراق قبل احتلاله من قبل القوات الأجنبية ، وقد استقر به المقام بالبلاد الإيطالية حيث وقع تسليمه مؤخرا إلى السلطات التونسية بطلب منها ، وقد فوجئ بتونس بصدور حكم غيابي ضده يقضي بسجنه مدة سبع سنوات فاعترض عليه وعند مثوله أمام المحكمة المنعقدة برئاسة القاضي عبد الرزاق بن منى وجه إليه أسئلة استغربتها محامية المعترض الأستاذة غيمان الطريقي التي بدأت مرافعتها بالتعليق على سؤال وجهته المحكمة لمنوبها لماذا لم يتصل بالسفارة التونسية بسوريا للحصول على إذن قبل التوجه إلى العراق فتساءلت الأستاذة الطريقي هل يجب الاتصال بالسفارة التونسية قبل التوجه على العراق في حين أن جواز السفر يمكن منوبها من الذهاب إلى حيث يريد وآنذاك أرادت المحكمة سحب الكلمة من الأستاذة الطريقي و منعها من الترافع فقررت الأستاذة الطريقي الإعلان عن التخلي عن الدفاع عن منوبها لعدم توفر ظروف المحاكمة العادلة ولكن المحكمة تمادت في النظر في القضية في غياب لسان الدفاع الذي وضعت أمامه العراقيل للقيام بالمهمة المسندة إليه أحسن قيام. وحرية وإنصاف تستنكر موقف الدائرة الجنائية الثانية التي أرادت أن تتدخل في مرافعة لسان الدفاع وتحدد له العناصر التي ينبغي الترافع فيها وتعتبر أن محاكمة زياد بن مفتاح لم تجر في ظروف عادية وأن حرمان المتهم من الدفاع عن نفسه وإسكات صوت محاميته يجعل المحاكمة صورية إذ لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com تونس في 04 / 06 / 2009

جميعا من اجل إطلاق سراح جميع معتقلي الحوض المنجمي


مرت قرابة سنة كاملة على اعتقال عدد من النقابيين وبعض من أهالي الحوض المنجمي وفي مقدمتهم النقابيان عدنان الحاجي وبشير العبيدي على خلفية التحركات الاجتماعية التي عرفتها منطقة الحوض المنجمي منذ جانفي 2008 . إن المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية يضم صوته إلى كل مكونات المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين والنقابيين ويطالب بإطلاق سراح جميع الموقوفين من نقابيين وغيرهم فورا ودون قيد او شرط وإغلاق ملف المحاكمة ويأمل المرصد ان تتوسع  مجهودات وحركات المساندة لهذا المطلب العادل وان تشمل جميع الهيئات والمنظمات الحقوقية والنقابية لفرض هذا الخيار على السلطة . وفي هذا الإطار يأمل المرصد من السلطة أن تحكم صوت العقل والمنطق وأسلوب الحوار الهادئ في معالجة قضايا الحوض المنجمي عبر الاستجابة إلى مطلب الافراج عن الموقوفين أولا  ثم فتح حوار مسؤول وجدي  مع مختلف مكونات المجتمع المدني  ثانيا للوصول إلى حلول دائمة لمشاكل هذه المنطقة . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين. المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح أمام جميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العنوان الالكتروني التالي : http://nakabi.unblog.fr                             عن المرصد المنسق محمد العيادي  


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 04 / 06 / 2009

حجب كلي لمدونات المرصد مرة أخرى

 


عمدت السلطة مرة أخرى إلى حجب مدوناتنا وموقعنا على شبكة الانترنت ابتدءا من يوم 02 / 06 / 2009 وهي المرة الثالثة في اقل من سنة  التي تتعرض فيها مدوناتنا إلى حملة استهداف شاملة  مما يرفع عدد مدوناتنا ومواقعنا المحجوبة إلى أكثر من سبعة وهو ما يطرح أسئلة عديدة حول دوافع هذا الحجب وأهدافه خاصة وان مدوناتنا نقابية بالأساس وليست لها أية علاقة بالسياسة من بعيد أو قريب . إن هذا الحجب لن يزيدنا إلا  إصرارا على مواصلة طريقنا ونضالنا خدمة لمصالح عمال تونس ونقابييها ومن هذا المنطلق نعتزم فتح عديد الفضاءات الالكترونية الجديدة سنعلن عنها في الإبان كما تعتزم التوسع في أنشطتنا النقابية من خلال بعث مركز دراسات تابع للمرصد مختص في الشؤون النقابية اخترنا له اسم  مركز أفاق نقابية وهو ما سيعزز حضورنا في المشهد النقابي التونسي . كما نعلم أصدقاءنا وكل المهتمين بالشأن النقابي والوطني أننا سنقدم طلب ترخيص رسمي إلى السلط المختصة في الأيام القليلة القادمة وان كنا نعلم مسبقا أن الإجابة على طلبنا ستكون بالرفض إلا أن هذه العراقيل والصعاب لن تمنعنا من تقديم إضافة أملنا أن تكون  ايجابية إلى كل عمال  تونس ونقابييها. إن أهدافنا النبيلة تستحق منا كل التضحيات كما نأمل أن نجد كل إشكال الدعم والمساندة من كافة التشكيلات النقابية وكل نشطاء المجتمع المدني ومكوناته وهيئاته وبالمقابل لن يدخر المرصد ومناضلوه جهدا في دعم قضايا الحريات وحقوق الإنسان في مفهومها الشامل  .
عن المرصد  المنسق محمد العيادي


اتحاد الشباب الشيوعي التونسي : بيان

عمدت الطغمة النوفمبرية إلى منع المناضل السجين محمود ذويب من حضور موكب دفن والده الذي توفي يوم أمس الإربعاء 1 جوان 2009 بمحل سكناه بولاية المهدية على إثر مرض مزمن ألمّ به. فبالرغم من موافقة إدارة السجن رسميا على مطلب محامي المتهم محمود ذويب المتمثل في تمكينه من حقه في حضور موكب دفن والده فإن السلطة سارعت إلى وقف تنفيذ هذا القرار لتحرمه من حقه القانوني في ذلك موغلة بهذا القرار في سياسة التشفي التي تعتمدها إزاء مناضلي الاتحاد وضرب حرية العمل النقابي بالجامعة. وكان محمود قد حوكم بثمانية أشهر سجنا مع النفاذ على خلفية نشاطه النقابي صلب الاتحاد العام لطلبة تونس. وهو يقضي حاليا مدة عقوبة باطلة بالسجن المدني « بطينة » من ولاية صفاقس، صادرة عن قضية ملفقة في حقه وحق رفيقيه بالاتحاد العام لطلبة تونس ناجح الصغروني كاتب عام كلية الاقتصاد والتصرف وأيوب عمارة عضو اللجنة المفوضة بالمدرسة العليا للدراسات التكنولوجية بصفاقس الذين صدر في حق كل منهما حكم بشهرين سجنا. ولقد حضر موكب الدفن عدد هام من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس تعبيرا منهم على مدى مساندتهم ومؤازرتهم لرفيقهم محمود ولعائلته. إن اتحاد الشباب الشيوعي التونسي إذ يقدم تعازيه الحارة للمناضل محمود ذويب وكافة عائلته، وهو لا يستغرب مثل هذا السلوك الهمجي والنابع من صلب غطرسة وعنجهية نظام 7-11 عدوّ الشعب والديمقراطية، فإنه يندّد بهذا القرار القمعي واللاإنساني ويطالب بإطلاق سراحه دون قيد أو شرط وإيقاف كافة التتبعات ضده وضد نشطاء المنظمة الطلابية. كما يدعو الرأي العام الطلابي والوطني إلى الوقوف والتصدي لسياسات النظام المناهضة لأبسط الحقوق المدنية والسياسية ولإمعانه في تجريم ومعاقبة كل نفس ديمقراطي مخالف له وتعاطيه الأمني مع قضايا الجامعة والبلاد عموما. كما يهيب بمكونات ونشطاء المجتمع المدني الديمقراطية لتجنيد طاقاتها لإنهاء معاناة سجناء الرأي وعائلاتهم. ويدعو اتحاد الشباب الشيوعي التونسي كافة المحامين إلى القيام بحملة زيارة للمناضل السجين محمود ذويب. كما يتوجه بنداء إلى كافة الديمقراطيين للحضور في جلسة استئناف قضية مناضلي الاتحاد المقررة ليوم 9 جوان 2009.  جميعا من أجل إطلاق سراح مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس.  عاشت المنظمة الطلابية حرة ومناضلة وديمقراطية ومستقلة. تونس في 2 جوان 2009 اتحاد الشباب الشيوعي التونسي
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ  4 جوان 2009)  


مبادرة حل أزمة رابطة حقوق الانسان

بعد ما شهدت المبادرة الاخيرة التي طرحها بعض الرابطيين لحل الازمة العالقة داخل الرابطة منذ سنوات، أفولا وبرودا في التعامل معها خلال الاسابيع الفارطة، أفادتنا بعض الوجوه داخل فروع الرابطة أنها عادت لتكون محل اهتمام أكبر، وحركية أوسع، وذلك لما حققته من تقارب في وجهات نظر عديد الرابطيين. فهل تحقق هذه المبادرة المصالحة، وتحدث نقلة في وضع الرابطة التونسية لحقوق الانسان؟ المشغّل الثالث علمت «الصباح» أن فتح العروض الخاصة بصفقة المشغل الثالث للاتصالات سيتم يوم 20 جوان الجاري، وبالتالي من المنتظر أن يعلن عن اسم الطرف الفائز بالصفقة يوم الأحد 21 جوان أو يوم الاثنين 22 جوان. بنك إيطالي افتتح بتونس مؤخرا البنك الايطالي «أغري للايجار المالي» الذي يعتبر من بين أهم مؤسسات الايجار المالي في ايطاليا. وعهد الى السيدة مارييلا ليفراني بإدارة فرع البنك بتونس. الصناديق الاجتماعية.. والقروض الجامعية يبدو حسب مصادر مطلعة من الصناديق الاجتماعية أن القروض الدراسية الخاصة بالطلبة والممنوحة منذ سنوات لم تجد طريقها للاستخلاص من طرف عدد هام ممن تمتعوا بها، وهذا ما دعا إلى توجيه تنبيهات إلى أصحابها. فهل ينعكس هذا البعد على طالبى القروض خلال السنة الجامعية القادمة باعتبار أن القسط الذي تخصصه الصناديق لهذا النوع من القروض لم يحافظ على توازناته المالية؟ (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 جوان 2009)


على صفحات الموقف التونسية

بسام بونني – صحفي تونسي مقيم بالدوحة  


لم يكن إسلاميا ولا شيوعيا. لم يكن مسلحا ولا متطرفا. لم ينضمّ في يوم من الأيام إلى تنظيم القاعدة ولم يزر مواقع سلفية على شبكة الإنترنت. كلّ ما كان يطمح إليه هو العيش الكريم من خلال عمل شريف. لكنّ الرصاصة التي أصابته في الظهر قضت عليه وعلى طموحه. منذ عام، لقي الشاب حفناوي المغزاوي مصرعه خلال إحدى المظاهرات التي هزّت أركان مدن الحوض المنجمي. أعربت الحكومة حينها عن أسفها لمقتل حفناوي دون أن تعترف صراحة بالتقصير. لكنّ الكمّ الهائل من الصور التي نشرت على الإنترنت كانت كافية لتؤكد أن السلطات لجأت للاستعمال المفرط للقوة، حسب توصيف منظمة العفو الدولية. وكانت تلك الصور موجعة لأنها كسرت لدى البعض – وأنا من بينهم – إطار صورة التونسي الجميلة الذي عُرف بقدراته الخيالية في حلحلة مشاكله مع الداخل والخارج دون اللجوء إلى العنف، من خلال تحكيم العقل وتغليب قوة القانون. أمّا وقد سيطر قانون القوة على معالجة قضية الحوض المنجمي فقد تحّولت المنطقة برمّتها إلى قنبلة موقوتة. بعد عام من الأحداث الملتهبة، مازال المشكل قائما بل وزادت في الطين بلّة المحكمة التي نصّبت للمتظاهرين. فالنقابي عدنان الحاجي وبعض من زملائه يقضون حكما قاسيا بعشر سنوات كما يقبع الزميل رشيد العبداوي في السجن رغم صفته الصحفية. أما الزميل الفاهم بوقدوس فمازال فارّا بعد صدور حكم غيابي ضدّه بالسجن ستّ سنوات. وكان من غير المنطقي توجيه التهمة للمئات بتكوين عصابة إجرامية ومحاولة الاستيلاء على الممتلكات العمومية، في وقت سُُلبت فيه حقوقهم الشرعية في العمل. كان من الواضح أن البعض من المتظاهرين حمله الحماس والشعور بالغبن إلى التعبير بطريقة مفرطة عن احتجاجه لكن ليس إلى حدّ أن توجّه له مثل هذه الاتهامات الخطيرة. كما أنّ الحكومة وعدت بالتحقيق في تعاملها الأمني مع الأزمة. لكن ما من نتائج إلى حدّ كتابة هذه الأسطر. وقد كان من الأجدى والأنفع للجميع الجلوس على الطاولة وتشخيص المشكلة لإيجاد الحلول. أليس أوّل الطريق لحلّ أيّ مشكل هو الاعتراف بوجوده ؟ إلاّ أنّ بعض الأطراف الحكومية والنقابية أصرّت على أنه ليس هناك أيّ مشكل في الحوض المنجمي وأنّ ما كان يدفع بالمئات إلى الشارع لم يكن سوى الرغبة « المجانية » في التشويش والتخريب. مرّ عام الآن على الأحداث التي أعتبر أنّ أخطر ما كان فيها إلى جانب وفاة مواطن على يد مواطن آخر هو عدم التوقّف عند الحدث وقفة التأمّل الموضوعية. من الضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نحلّ هذه المشكلة والتي تتلخص في عنوانين أساسيين هما المحسوبية وعدم إيفاء التنمية الجهوية بالغرض. أقول من الضروري لأن تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية آتية لا محالة. حتى أن أكثر من تقرير دولي من هيئات معروف عنها الجدية والصرامة يتكهن بسيناريوهات كابوسية لأكثر من مائة دولة، من بينها تونس. وتكمن أهمية حلحلة أزمة الحوض المنجمي وغيرها من الجهات، التي تفتقر إلى تنويع الأنشطة الاقتصادية أو تستند إلى قطاعات هشة كالوطن القبلي الذي بدأ يتأثر بتراجع مردود قطاع النسيج الاستراتيجي، في التصدي معنويا لتبعات الأزمة. فالشعور بالغبن من شأنه أن يؤجج الشعور بالانتقام بسبب وطأة الخصاصة وأمام مظاهر الثراء الفاحش السريع الذي أضحى واضحا للجميع. بعبارة أخرى، يجب أن يشعر كلّ مواطن تونسي بأنّ الحكومة تأخذ مخاوفه ومطالبه مأخذ الجدّ وأنها تعي فعلا حتمية أن تخلق له حلولا وأن المال العام ليس حكرا فقط على رجال الأعمال وأصحاب الحظوة. وقد يفاجأ البعض حين يسمع الآن أني أطالب الحكومة من هذا المنبر أن توقف سلسلة من البرامج التي تبث على قناة تونس 7 أعتبرها ككثير من التونسيين موجهة لشريحة بعينها من المواطنين وهم ميسورو الحال. طبعا ليس من العيب أن يكون المرء ميسور الحال – إذا كانت طرق التكسب شريفة طبعا -. لكن، من العيب أن تقدّم لنا قناتنا الغرّاء شريحة بعينها في وقت يقبع فيه آلاف التونسيين تحت خط الفقر ويهدِدُّ آلاف الآخرين شبحُ الحرمان. وسأذكر هنا على سبيل المثال برنامج « سفيان شو » الذي لم يحرم أطفالنا براءتهم فحسب لكن أيضا أحلامهم أو بالأحرى قدرتهم على الحلم. فرجاء لا تحاولوا إقناعنا أن كل طفل تونسي أصبح باستطاعته اليوم شراء آلة موسيقية أوالالتحاق بالكونسرفاتوار. أي بمختصر العبارة، ما شعور الطفل التونسي الذي يغوص والداه في الديون – إن وجدا دائنا – حين يرى أنّ أنداده يعيشون في تونس أخرى ؟ أسيشعرون حقاّ بالانتماء إلى نفس الوطن ؟ هذا هو لبّ الموضوع. لا نهرب من الحقيقة. إنّ حلّ مشاكل الحوض المنجمي والمناطق المنكوبة اجتماعيا واقتصاديا مسألة حياة أو موت. فبحلها سيشعر كلّ تونسي أنه ينتمي فعلا إلى هذا الوطن وباستفحالها ستبقى حوادث النزوح إلى الجزائر وركوب قوارب الموت باتجاه إيطاليا عناوين أخبارنا الرئيسية – في وسائل الإعلام الأجنبية طبعا -. رحم الله حفناوي المغزاوي وجعله الله آخر أحزاننا.


بيان

بسم الله الرحمان الرحيم  أنا المسمى الطاهر بوصفة سبقى لي ان وقعت على وثيقة حق العودة والتي اتخذت من كلمة المنفيون عنوان لها   الا ان بعد التفكير والتمحيص وجدت هذا العنوان اي المنفيون  لا يشملني نظرا لكون  خروجي من  تونس كان اختياري  ولم يكن اجباري من اي طرف  ولهذا قررت الانسحاب من القائمة المذكورة سلفا والسلام


طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET أخبار الجامعة

 


الثلاثاء 3 جوان 2009  العدد الخامس عشر تونس : حملة مداهمات و اعتقالات شرسة في صفوف التلاميذ و الطلبة في أحياء المنيهلة و الإنطلاقة و التضامن و غيرها …. في وقت يتركز فيه اهتمام التلاميذ و الطلبة على الإمتحانات شنت أعداد كبيرة من قوات الحرس أيام السبت 23 و الأحد 24 و الإثنين 25 ماي 2009 حملة شرسة من المداهمات و الإعتقالات في صفوف المواطنين و من ضمنهم عدد كبير من التلاميذ و الطلبة في أحياء التضامن و الإنطلاقة و المنيهلة و أحياء أخرى بأريانة و منوبة محدثة أجواء من الرعب في صفوف الأهالي الذين لم يبلّغوا بأماكن اعتقال أبنائهم في خرق فاضح لقوانين البلاد و يخشى أن يكون المعتقلون قد تعرضوا و لا زالوا لتعذيب شديد مثلما جرت عليه العادة في مراكز الإعتقال و نذكر من بين الطلبة المعتقلين أحمد بن حسين في حين لازال عدد كبير من التلاميذ و الطلبة مطاردين …. و نحن في نهاية العام الدراسي نذكّر بأن هذه السنة عرفت رقما قياسيا في عدد التلاميذ و الطلبة الموقوفين و المعتقلين و المحاكمين حيث يقبع الآلاف منهم في مراكز التوقيف و السجون و لم يتجاوز رقم السنة الحالية سوى حصيلة الحملة الشرسة التي طالت أبناء حركة النهضة سنة 1991 و التي تجاوز فيها عدد المطاردين و المعتقلين و المساجين و الشهداء من التلاميذ و الطلبة العشرة آلاف …  باكالوريا 2009 : 139 ألف و 147 مترشح توجه تلاميذ الأقسام النهائية يوم الإربعاء 3 جوان 2009 إلى قاعات الإمتحان لاجتياز مناظرة الباكالوريا التي تتواصل إلى يوم الإربعاء 10 جوان مع العلم أن الإعلان عن النتائج سيتم يوم الأحد 21 جوان إلا أنه جرت العادة خلال السنتين الأخيرتين أن يبدأ التعرف على النتائج 48 ساعة قبل الإعلان عنها بصفة رسمية أي أنه منذ مساء الجمعة 19 جوان و في أقصى الحالات يوم السبت 20 جوان سيكون بإمكان المترشحين التعرف على نتائجهم و قد بلغ المترشحون خلال الدورة الحالية 147 139 مترشحا ينقسمون إلى : – 342 80   تلميذة – 805  58    تلميذ و يتوزع هؤلاء على مختلف الشعب حسب الآتي : 1 – الآداب :                         905 51 2 – العلوم التجريبية :              470 23 3 – الإقتصاد و التصرف :        064 23 4 – الرياضيات :                    088 15 5 – علوم الإعلامية :               668 12 6 – العلوم التقنية :                  634 12 7 – الرياضة :                        318 و تجدر الملاحظة إلى أن المترشحين للدورة الرئيسية ينقسمون إلى ثلاثة أصناف : – التعليم العمومي :                 411 115 – المعاهد الخاصة :                 875 20 – الترشح الفردي :                  861 2 الإمتحانات في المؤسسات الجامعية : نتائج هزيلة في الدورة الأولى …. مثلما كان متوقعا ، و بعد أن بدأت تظهر النتائج الأولى في بعض المؤسسات الجامعية اتضح أن نسبة النجاح كانت منخفضة ولم تتجاوز الــ 20 في المائة وهو ما سيدفع بعدد كبير من الطلبة إلى اجتياز الدورة الثانية لتدارك الوضع و السعي إلى تحقيق النجاح …. و كمثال على ذلك فلم تتجاوز نسبة النجاح العامة في المعهد الأعلى للغات بحي الخضراء بتونس الــ 14 في المائة مما أصاب الطلبة بإحباط شديد ممنين النفس بتدارك الوضع و تحسين النتائج في دورة المراقبة الرجيش – المهدية : مواجهات بين مجموعات من الطلبة و الأهالي …. على إثر صدور تشكيات من الطالبات المقيمات في المبيت الجامعي  » الوئام  » في مدينة الرجيش من تحرشات  و معاكسات يقوم بها بعض شباب الجهة تجاههم و مداومتهم و إصرارهم على ذلك منذ انطلاق السنة الجامعية عمد عشرات الطلبة يقيمون بمبيت  » أبو سيف الله  » – و الذين يقولون بأنهم تعرضوا كذلك للعديد من الإستفزازات من قبل بعض الشبان في الجهة – عمدوا إلى مهاجمة بعض المنازل القريبة من المبيت و رشقها بالحجارة و  » ترويع أصحابها  » حسبما ذكره متساكنوها و في الليلة الفاصلة بين يومي الأحد 24 و الإثنين 25 ماي 2009 و بالضبط في حدود الساعة الثامنة و النصف أخذ المئات من متساكني الأحياء المجاورة لمبيت الطالبات برشق المبيت بوابل من الحجارة محاولين اقتحامه فما كان من زملائهن الطلبة في المبيت المجاور إلا أن هبوا لحمايتهن فاندلعت مواجهات عنيفة بين عشرات الطلبة و مجموعات من شباب الجهة استعملت فيها الحجارة و العصيّ و أدت إلى حصول العديد من الإغماءات بين الطالبات و إصابات عديدة في صفوف الطلبة و بسبب خطورة المواجهات و ما نتج عنها من إصابات فقد تم الإستنجاد بحوالي عشر سيارات إسعاف و حماية مدنية لنقل المصابين إلى المستشفيات و للتذكير فإنه يوجد بمدينة الرجيش التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن مدينة المهدية مؤسستان جامعيتان هما المعهد العالي للإعلامية و المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات صفاقس : منع طالب من حضور جنازة والده …. لم يتمكن الطالب السجين محمود ذويب – نائب الكاتب العام للمكتب الفيدرالي للإتحاد العام لطلبة تونس بالمدرسة العليا للتجارة بصفاقس – من إلقاء النظرة الأخيرة على والده الذي وافته المنية بعد أن رفضت إدارة سجن صفاقس  السماح له بالتنقل إلى مسقط رأسه و حضور جنازة والده هكذا و في أشد الظروف حساسية بالنسبة للإنسان وهي وفاة أحد والديه يتصرف مسؤولو سجن صفاقس بقساوة  و لا إنسانية و كأنهم خلقوا من طينة أخرى غير طينة البشر تعازينا الحارّة للزميل الطالب محمود و رحم الله الفقيد و إنا للّه و إنا إليه راجعون خطير : زوجة رئيس مركز شرطة تقتحم قاعة الإمتحان و تعتدي بالضرب على تلميذة … في أحد الأيام الأخيرة من الأسبوع المفتوح ( الأسبوع الثالث من شهر ماي 2009 ) اقتحمت امرأة قاعة الإمتحان في معهد المروج الرابع و قامت بدفع الأستاذة التي تشرف على الإمتحان ثم قصدت إحدى التلميذات و انهالت عليها بالضرب أمام دهشة الجميع و لم تكتف المرأة المعتدية – وهي زوجة رئيس مركز شرطة – بما قامت به بل عمدت – عند اصطحابها إلى مقر إدارة المعهد – إلى دفع القيّمة العامة و معاودة ضرب التلميذة ثانية و على إثر هذا الحادث الخطير الذي انتهكت فيه حرمة المؤسسة التربوية و السلامة الجسدية للإطارالتربوي و الإداري تم التوقيع على عريضة من قبل كافة الأساتذة و الموظفين الإداريين للإحتجاج على انتهاك حرمة المؤسسة التربوية التي أصبحت أبوابها مشرعة لكل من هب و دبّ و للمطالبة باتخاذ إجراءات ردعية قصد حماية الأساتذة الذين أصبحوا عرضة لكل الأخطار … المروج : وفاة تلميذ الباكالوريا ….. قبل يومين فقط من إجراء الإختبار الأول في مناظرة الباكالوريا توفي بالمروج يوم الإثنين 1 جوان 2009 تلميذ كان يستعد ّ لاجتياز امتحان الباكالوريا و قد سقط الفقيد فجأة بالطريق العام و أغمي عليه فتم نقله بسرعة إلى المستشفى لإسعافه و لكنّ الأجل سبق و توفي رحمه اللّه            » و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأيّ أرض تموت  » صدق اللّه العظيم بنزرت : انتحار تلميذة …. صباح يوم السبت 30 ماي 2009 – أي في اليوم الأخير من الأسبوع المغلق – أقدمت تلميذة تدرس بالسنة الثانية ثانوي ( الخامسة ) بأحد معاهد مدينة بنزرت على الإنتحار بإلقاء نفسها من الطابق الثاني … و قبل إقدامها على الإنتحار كانت التلميذة المذكورة – و تبلغ من العمر 18 سنة – تتجاذب أطراف الحديث مع زميلاتها و زملائها إثر خروجهم من قاعة الإمتحان و لم يشعر زملاؤها بأي مقدّمات لفعلتها حيث صعدت المدرج ثم ألقت بنفسها من الطابق الثاني … و قد تم نقلها إلى المستشفى الجهوي ببنزرت إلا أنه تبين أنها فارقت الحياة و للأسف فإن عددا كبيرا من التلاميذ يتعرض خلال فترة الإمتحانات إلى ضغوطات نفسية مرهقة من قبل أوليائهم الذين تصدر منهم أقوال و تصرفات ليست من البيداغوجيا في شيء ظنا منهم أن ذلك يسهم في تحقيق نجاح أبنائهم و يتم كل  ذلك بشكل مبالغ فيه يصل في بعض الأحيان إلى درجة التعسف …. و في الختام : أدعيــــــة عنـــد الإمتحــــــــان اللّهمّ إني أستودعك ما قرأت و ما حفظت و ما تعلمت ، فردّه لي عند حاجتي إليه إنّك على كل شيء قدير ، و حسبنا اللّه و نعم الوكيل  اللهمّ إنّي توكّلت عليك ، و سلّمت أمري إليك ، لا ملجأ و لا منجى منك إلاّ إليك ربّ أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق و اجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ربّ اشرح لي صدري ، و يسّر لي أمري ، و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي باسم اللّه الفتّاح اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا فإنّك إن شئت تجعل الصعب سهلا يا أرحم الراحمين


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

نشرة الكترونيّة عدد 103 – 04 جوان 2009


05 جوان 1967: هاجم الكيان الصهيوني، مدعوما من كافة القوى الإمبريالية، البلدان العربية المحيطة بفلسطين، فانهزمت الجيوش النظامية العربية في مصر وسوريا والأردن خلال بضع ساعات واحتلت أراضيها، كما احتل الصهاينة ما بقي من فلسطين. 07 جوان 1981: الطيران الصهيوني يشنّ غارة على مفاعل « تموز » الواقع على بعد 17 كلم من بغداد. استعملت في الغارة ثماني أن طائرات « أف 16 » أميركية الصنع. تونس، مؤتمر التكتل: بدعوى من التكتّل الديمقراطي من اجل العمل والحريات حضر، يوم الجمعة 29 ماي، وفد عن حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأوّل. وألقى الرفيق عبد الرزاق الهمامي كلمة الحزب اكّد فيها على تشبّث الحزب في حقّه في العمل القانوني ودعا السلطة للاستجابة لمطالب الكادحين المتعلّقة بالأجور والمرافق الاجتماعية، ولتنقية الأوضاع السياسية بدء بالافراج عن سجناء الحوض المنجمي، ولرفع التضييقات عن الاحزاب والجمعيات المدنية حتى تدور الاستحقاقات المقبلة في مناخ تسوده الحرية والشفافية، وتكون تعبيرا عن ارادة التونسيات والتونسيين بعيدا عن الاملاءات الأجنبية. تونس، المبادرة الوطنية: انعقد يوم الأحد 31 ماي بمقرّ حركة التجديد بمدينة الحمّامات اجتماع جهوي للمبادرة الوطنيّة من أجل الديمقراطيّة والتقدّم حضره عدد من المناضلين التقدميين من ولاية نابل. تونس-الحوض المنجمي، ندوة: تدعو الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات إلى اجتماع تضامني مع نساء الحوض المنجمي وذلك يوم السبت 6 جوان على الساعة الثالثة بمقرّ الجمعية بتونس. تونس الحوض المنجمي، أحكام: أصدرت المحكمة الابتدائية بقفصة يوم الخميس 28 ماي أحكاما بالسجن في حق سبعة شبان تراوحت بين سنة و6 أشهر. وكان الشبان قد شاركوا في مسيرة تطالب بإطلاق سراح معتقلي الحركة الاحتجاجية بمنطقة الحوض ألمنجمي تونس، اضراب في التجهيز: قال السيد لطفي الحمروني كاتب عام جامعة التجهيز والإسكان في تصريح لـ«الصّباح» ان الإضراب المقرر في ديوان التطهير يأتي احتجاجا على تعثر المفاوضات الاجتماعية في جانبها المالي ولكن أيضا بسبب مواصلة الادارة التفويت في العديد من أنشطة الديوان للخواص على غرار ما تم في إقليمي أريانة والمنازه. ويبدو انّ عوان الديوان الوطني للتطهير قد قرّروا الاضراب عن العمل يوم 16 جوان الجاري. واضاف الحمروني أنّ نقابة الوكالة العقارية للسكنى قررت الإضراب عن العمل بسبب تعثر المفاوضات خاصة في جانبها المالي، غير أنه أشار إلى وجود لقاء مرتقب بينه وبين الإدارة لتفادي الإضراب. فلسطين، سعدات من عزل سجن عسقلان: وصف الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين النائب احمد سعدات في رسالة له من داخل سجن عسقلان وجهها اللجنة التحضيرية لليوم الوطني الفلسطيني في السويد أطروحة دولتين لشعبين التي يجري ترديدها كـ »أصنام » للعبادة بأنها فتحت الباب أمام المطالبة بالاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة يهودية الأمر الذي لا يهدد فقط حقنا بالعودة بل وأيضاً بوجود جماهير شعبنا في الجزء المحتل من فلسطين عام 1948. وأكد سعدات أن إنهاء الصراع التاريخي والموضوعي مع الاحتلال لا يمكن أن يكون إلا بإنهاء الكيان « الصهيوني » وإقامة فلسطين الديمقراطية وإنجاز حق العودة. عن موقع الجبهة الشعبية مصر، « أهل العقول في راحة »: أصدر علي جمعة مفتي الديار المصرية فتوى تقول إنه لا يجوز للجماعات المسلحة أو الأفراد استخدام أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية ضد الدول غير المسلمة. وقال المفتي في نص فتواه الذي بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط ونشر على الموقع الإلكتروني لدار الإفتاء المصرية إن قول بعض الطوائف والفرق والجماعات بأنه يجوز لهم استخدام أسحلة الدمار الشامل ضد غير المسلمين يخالف تعاليم الشريعة الإسلامية. عن الب.ب.س 31 ماي 2009. تقريرمؤشر السلام: نشرت نتائج المؤشر التي صدرت عن معهد الاقتصاد والسلام الأميركي وأُعلنت في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن. وحسب المؤشر الذي يعرّف السلام باعتباره « غياب العنف » ويعتمد على 23 مؤشرا لقياس حالة السلم داخليا وخارجيا، فقد جاءت قطر في المرتبة 16 عالميا تليها عُمان (21)، ثم الإمارات العربية المتحدة في (40 عالميا). وجاءت تونس في المرتبة الخامسة عربيا (44 عالميا) تبعتها ليبيا (46 عالميا). أما مصر فجاءت في المرتبة (54 عالميا)، تلتها المغرب (63) فالأردن (64) فالبحرين (69) ثم سوريا (92)، والسعودية (104). وجاء السودان والصومال والعراق في ذيل القائمة الدولية التي شملت 144 دولة. وتصدرت نيوزيلندا والدانمارك والنرويج القائمة على الترتيب عالميا. عن الجزيرة 03 جوان 2009 أمريكا اللاتينية: بعد أن انسحبت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الثلاثاء من اجتماع منظمة الدول الأمريكية في هندوراس، قائلة إن أعضاء المنظمة لم يتوصلوا إلى إجماع بشأن الخطوات الكفيلة بالسماح إلى كوبا بمعاودة الانضمام إلى المنظمة، قرّرت المنظمة مساء أمس الاربعاء اعادة قبول عضوية كوبا دون شروط. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت تعليق عضوية كوبا سنة 1962. عالم، مزيد من الجوعى: قالت منظمة الامم المتحدة المعنية برعاية الاطفال « اليونيسف » ان عدد الجوعى في القارة الاسيوية ارتفع بشكل غير مسبوق ووصل الى اعلى مستوى له منذ اكثر من 40 عاما بسبب ارتفاع كلفة المواد الغذائية والوقود والازمة الاقتصادية العالمية. وقالت المنظمة في تقرير لها ان عدد الجياع زاد بحوالي مائة مليون خلال العامين الماضيين فقط في القارة الاسيوية. ومن بين التوصيات الواردة في التقرير لجوء دول القارة الى استخدام الحوافز المالية والمساعدات الخارجية لتأمين الخدمات الاجتماعية الاساسية مثل الصحة والتعليم وتمويل برامج التدريب وخاصة لفئة الشباب. عن الب.ب.س 31 ماي 2009 الأزمة الاقتصادية، منظمة العمل الدوليّة: يشارك في مؤتمر منظمة العمل الدولية الذي بدأ أمس الاربعاء في جنيف ممثلون عن اتحادات للعمال ولأرباب العمل في 183 دولة في العالم. وذكرت المنظمة في آخر تقديراتها الأسبوع الماضي إن معدل البطالة في العالم قد يصل إلى 6.8% أو إلى 7.4%.. وكان معدل البطالة وصل إلى 6.5% في 2003 وهو الأعلى منذ 1991 عندما بدأت المنظمة في تسجيل معدل البطالة في العالم. كما أشارت المنظمة إلى أن عدد العاطلين في العالم سيصل إلى ما بين 210 ملايين و239 مليونا في نهاية العام الحالي، ما يمثل زيادة بمقدار 39 مليونا و59 مليونا إضافيا في عامين، منذ بدء الأزمة الاقتصادية. وكالات
 
قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ


فـوبيــا التسييـس

تكاد فوبيا التسييس تصبح داء مستفحلا في بلادنا أصاب البعض بحالة من الهستيريا والهذيان ، مع أن التسييس بوجهه الايجابي والمتحضر يعد مؤشر حراك مجتمعي للخروج من نفق الركود والتوافق الظاهري النابع عن المجاملات والنفاق والتزلف أكثر منه توافق مبني على تفهم الآخر وتقدير المصلحة المشتركة لجميع الأطراف في الحد الأدنى منها على الأقل . وقد بلغت فوبيا التسييس ليس فقط التحذير منه في العمل النقابي والحقوقي والثقافي والاقتصادي والرياضي والاجتماعي بل أن البعض يحذر من تسييس السياسة ! لذلك نرى جل الأحزاب السياسية المحسوبة على المعارضة في بلادنا لا تنبس ببنت شفة إزاء الأحداث المحلية وتجنح لإصدار البيانات المتعلقة بخارج الحدود ، تندد بشدة بهمجية الامبريالية الصهيونية وتنعتها بأوصاف لم يقلها الإمام مالك في الخمرة ولكنها سرعان ما تكتم أنفاسها حين يحل على بلادنا وفدا صهيونيا مدنسا لأرضنا التي اختلط فيها الدم التونسي بالدم الفلسطيني ببرج السدرية عام 1985، أما الأحزاب المستقلة والتي تدلي بدلوها في الشؤون الوطنية فهي متهمة دائما بتسييس الجو والبر والبحر. على صعيد المنظمات الوطنية هناك صنفين منها ، الصنف الأول يضم المنظمات التي تدور في فلك السلطة وهي تمثل أبواق دعاية لبرامجها ، ويعيش الأفراد صلب هذه المنظمات تناغم ملائكي لا نظير له على وجه البسيطة ، تناغم لا يستساغ معه الحديث عن تسييس هذه المنظمات لأنها ببساطة ولدت من رحم السلطة / الحزب الحاكم ، وهي في الواقع تمثل فروع للحزب الحاكم ولكنها في ثوب منظمات مدنية . أما الصنف الثاني من المنظمات فهو يضم تلك القلّة التي لازالت تحظى باستقلالية خطابها وقرارها عن كل المنابر السياسية – حكما ومعارضة – وعادة ما تحوي بداخلها فسيفساء فكرية وأيديولوجية متنوعة ، لكن تفاجئنا بعض الأصوات منها تهتف مطالبة بعدم تسييس منظمتهم ! والمقصود هنا بعدم تسييس المنظمة هو في الواقع احتجاج على استقلاليتها ودعوة إلى تسييسها والتحاقها بالصنف الأول آنف الذكر، هذا ما خبرناه في السنوات الأخيرة من مسلسلات التسييس ومن دعوات فطاحل الاستقلالية لمنظمات مستقلة بطبيعتها . ولو سلّمنا بصدق نوايا هؤلاء المنظّرين لعدم تسييس المنظمات المدنية سواء كانوا بداخلها أو خارجها ، وافترضنا أنهم يرون ما لا نرى ويفهمون ما لا نفهم ، فإننا نسألهم لماذا يتوارون على الأنظار وتخمد أصواتهم وتجف أقلامهم حين تسيّس كل الفضاءات الوطنية بدون استثناء ، من الذي يسيّس الدين ؟ من الذي يسيّس التعليم ؟ من الذي يسيّس الملاعب الرياضية ؟ من الذي سيّّس جمعية القضاة الشرعية وانقلب عليها ؟ من الذي سيّس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وأجهز عليها ؟ من الذي سيّس الاتحاد العام لطلبة تونس وأوقف مؤتمره ؟ من الذي يسّيس نقابة الصحافيين ويستعد لخنقها ووأدها ؟ ومن ومن …..ومن ؟ ولو سلّمنا أيضا بوجود فرد ما في منظمة ما سعى إلى خدمة أجندة تياره السياسي ، فهذا الشخص يفترض أن يُحترم لا أن يُهان ويُحاور لا أن يُحارب طالما ما يقوم به في حدود اللعبة الراقية بعيدا عن الأساليب المبتذلة والغير مشروعة ، وأكثر من ذلك فالسياسي الذي يبحث عن مصلحة تياره بالطرق السلمية والمشروعة يمكن التحاور والتفاهم معه ، تعطيه أشياء ويتنازل عن أخرى ، لكن كيف نستطيع التعامل مع من لا يؤمن بالتسييس بل لا يؤمن إلا بالذاتية المطلقة التي تسمو لديه على المصلحة الجماعية ؟ هؤلاء الذين تحركهم مآربهم الأنانية الضيقة في منظمات المجتمع المدني هم الأخطر من أعتى المسيّسين .
 بقلـم  ظاهـر المسعـدي 


ردا على الصباح كرة ثلج الحزب الديمقراطي التقدمي المتعاظمة

في طريقها إلى الحرية و الديمقراطية عبر سوسة

أوردت صحيفة الصباح في عددها الصادر بتاريخ 3 جوان مقالا للمدعو صالح عطية بعنوان  » كرة الثلج في طريقها إلى سوسة ومدنين- جامعة قفصه تتهم قيادة التقدمي بإضاعة البوصلة و بث الفوضى  » وان لا يستحق الأمر الوقوف على مضمون ما نشر أو بذل محاولة  لتقيمه لافتقاده إلى أدنى معايير العمل الصحفي من حيث الموضوعية و الحياد و عرض الرأي و الرأي الأخر أو من حيث النزعة المهيمنة إلى ترويج أخبار زائفة.  إلا أن البحث في دواعي عملية النشر يقودنا إلى استنتاج مؤشرات التحول النوعي في السياسة الإعلامية لدار الصباح من مؤسسة إعلامية ذات درجة من الموضوعية الصحفية و الأخلاقيات المهنية ( طبعا في إطار مقارنة محلية بصحف مثل الحدث و الإعلان  و لا يمكن مقارنتها بغير ذالك) إلى مؤسسة تسويق سياسي تهدف إلى التأثير في الرأي العام و تضليله و من ثم تشكيله في إطار مشروع واضح المعالم قائم على الترويج و التشهير. المهم في هذا المشروع بالنسبة لنا في الحزب الديمقراطي التقدمي أننا سنكون بلا أدنى شك محل و هدف التشهير و التهجم بامتياز لأننا نمثل القوة الرئيسية في المشروع المضاد أي مشروع الديمقراطية و الحرية و الرخاء الاجتماعي و الاقتصادي لوطننا العزيز. و المراد من وراء حملات الشتم هذه هو قطعا إزاحتنا بعد أن استحال تحييدنا لأننا لا يمكن أن نكون محايدين أمام المصلحة العليا للوطن. من هنا ليعلم الجميع وخصوصا أمثال صالح عطية و من وراء وراءه انه لن تكون هناك أي كرة ثلج تتعاظم في تونس غير كرة الحرية و الديمقراطية و إن لم تكن بفعلنا نحن ستكون حتمية بفعل التطور الطبيعي للأمم و المجتمع و تطور الوعي لدى نخبنا و مواطنينا بأهمية نظام الحكم الديمقراطي العادل المستند للقانون و الشفافية في حماية مصالحهم و حقوقهم . إن الاستناد إلى بعض المخربين (ليس لهم من فعل غير تخريب مؤسسة سياسية وطنية و تدمير أخر قلاع الحرية)  من أعضاء الحزب السابقين في اتهام الحزب أمر يفتقر إلى الحجية اللازمة بفعل افتقار هؤلاء للمصداقية المفترض وجودها لأنه لا يعتد بالمخربين في السياسة لان السياسة بناء و تأسيس. ثم أن الاستناد إلى أراء المستقلين في استنتاج شتائم للحزب الديمقراطي التقدمي أمر إنما يبرهن على أن فكر من يشتم و يتجنى مقلوب بمثل المنطق المقلوب للمستقلين الذين يطالبون الحزب بالحوار مع السلطة من اجل أن يتفهم و يتقبل نهج التسلط في 2009 و كأننا سوف نعود إلى الستينات بدل أن يطالبوا السلطة بالحوار مع المجتمع المدني من اجل انجاز التحول الديمقراطي  المطلوب . إن من يبث الفوضى في مصالح و حقوق المواطنين و يضيع البوصلة لنظامنا الجمهوري هو كل من يدافع و يتمسك بنظام حكم  تسلطي و نسق سياسي مغلق بدئت أثاره السلبية المدمرة على الوضع الاقتصادي و الاجتماعي تطفو بشدة و تؤثر على قطاعات واسعة من المجتمع و خصوصا الشباب. علينا جميع أن نتحلى بروح المسؤولية و الوطنية تجاه بلادنا مهما كان موقعنا بمثل تلك المسؤولية و الوطنية التي يتحلى بها أعضاء و قادة الحزب الديمقراطي التقدمي فنحن ليس لنا أي رهان سوى المصلحة العليا للوطن التي تعود خيرا على كل المواطنين .  

 
حسان  يونس – عضو جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي
 


نزع النعال وإلى بلاد  » العم سام  » حافيا شدّ الرّحال

 


بُعيْد الإعلان عن نتائج الإنتخابات الرئاسية الجزائرية في شهر أفريل الماضي ، تفضّلت المناضلة العمّالية  » لويزة حنون  » التي كانت من بين المترشحين بتصريح لبعض القنوات الفضائية لتقييم النتائج الحاصلة وكشف الشوائب التي صاحبت الجوانب الإجرائية للرئاسيات الجزائرية ، ورغم عدم رضاها عن التجاوزات التي حدثت خلال الإقتراع فإنها في المقابل رفضت رفضا قاطعا التدخل الخارجي في شؤون الجزائر الداخلية ، ونادت بتجريم كل المنادين بفرض وصاية أجنبية و بكل المحاولين الإستقواء بالخارج مهما كانت الأسباب والتعلات … ما أروعك ايتها المناضلة العمّالية الفذّة وما أنبلك يآبنة العمال والشغالين ! وكم تمنيت أيتها الأخت أن يستوعب مواقفك المبدئية ودفاعك المستميت عن حرمة وطن المليون ونصف المليون شهيد من يدّعون زعامة المعارضة في  » تونس الخضراء  » فتراهم يلتحفون القومية مرّات والإسلام مرّة متوسّلين أمام عتبات السفارات الأجنبية طالبين الدعم والمساندة من أعداء الأمة لتحقيق مآرب شخصية . تذكرتك أيتها الأخت وأنا أطالع أخبار  » زعيم المعارضة  » ومرشح الحزب الديمقراطي التقدمي لرئاسية 2009 الأستاذ  » أحمد نجيب الشابي  » والتي مفادها أن الأمين العام السابق يقوم بزيارات لأوروبا وأمريكا بينما تمرّ الذكرى السادسة لبداية الغزو الأمريكي لبلاد الرافدين ، هذه البداية التي تتواصل بجرائمها المروّعة والتي لا تريد أن تنتهي دون تحقيق كامل أهدافها القريبة والبعيدة رغم ما لحق و يلحق بالغزاة من خسائر مادية و بشرية ومعنوية بسبب مقاومة الشعب العراقي ورفضه الخضوع  ! فقلت لا بدّ أن السيد  » الشابي  » قد إختار الوقت المناسب فشدّ الرحال إلى بلاد  » العمّ   سام  » متسلّحا بعروبته التي طالما تلحّف بها لفضح أعداء الإنسانية ولنشر غسيلهم أمام الرأي العام العالمي والتشهير بمرتكبي المجازر في كل من العراق وفلسطين . لكنّني تساءلت مثل غيري بعد أن تعطّل العقل لدى البعض إلى متى نسلّم عن قصد أو غير قصد للغريب أن ينتصب حكما بيننا؟ لم يبق من  » أمل  » إذن إلا أن ننتظر حلا أمريكيا أو أوروبيا قد يأتينا به السيد الزعيم لإعتبارات وحسابات أجنبية لم تعد خافية على من يتبصّر بالأمور ! منذ متى أيها المرشح لرئاسية 2009 تدخلت أمريكا في أزمة وكتب لها الحلّ ؟ ثم اللافت في الأمر والمحزن في نفس الوقت أن نجد السيد  » الشابي  » بعد أن كان بالأمس القريب مدافعا شرسا عن العروبة ينقلب بين عشية وضحاها وبدون سابق إنذار مناصرا للمشروع الأمريكي الذي يستهدف الوعي العربي ويهدّد مستقبل الأمة بطلائعها وأجيالها القادمة . يالها من مفارقات عجيبة و مواقف مريبة جعلت الزعيم يفقد ما تبقى من شعبيته ويحكم على حزبه بالتفكّك والتصدّع ويتسبّب في تعطل التواصل بين مكوناته الأمر الذي أجبر 27 عضوا من قيادي الحزب على الإستقالة دون ذكر المنسحبين والمنسلخين والهاربين بجلودهم . وحتى يكتمل المشهد وتتضح الصورة وينال السيد الزعيم رضا أصدقائه الجدد فما على المتتبع للشأن السياسي إلا أن يلاحظ بدون عناد التقصير الغير بريء لجريدة  » الموقف  » التي تقاعست عن مواجهة الأفعال الشنيعة للصهاينة وحلفائها الأمريكان ، وكمّمت فمها أمام ما يقوم به الطغاة من إنتهاك للمبادئ الأخلاقية  وحقوق الإنسان وصمتت على الجريمة حتى أصبحت أحبت أم كرهت شريكة أساسية فيها ، وإنضمت إلى دهاقنة السياسة الذين يغمضون أعينهم عن مآسي الثكالى والجوعى والجرحى والشهداء حتى مات صوت العروبة في حلقها ! وإذا كانت هناك إستحالة بأن يتشجع السيد  » الشابي  » ويقول لمضيفيه أن الذي إعتدى على حرمة أرض بالعراق وفلسطين بغير حقّ وهدم بيوتها وحرق معابدها وإغتصب رجالها ونساءها وأحاط بالفقر والحرمان من بقي على قيد الحياة سوف تدور عليه الدوائر وتعود الحبال لتلتفّ حول عنقه فهل يمكن له أن يستمع إلى نداءنا التالي << رجاءنا أن لا تجلب لنا ديمقراطيتهم التي صنعوا منها دبابات مدمّرة وطائرات مغيرة وقنابل فسفورية لغزو أوطاننا وتأجيج الصراعات الطائفية والعرقية ناهيك عن تحطيم الدول ومؤسساتها ، وألاّ ترهق نفسك في البحث عن أولائك الذين نصبوا أنفسهم مراقبين ومدافعين عن حقوق الإنسان والبشرية كلها منهم براء قصد الزج بهم في شؤوننا الداخلية لأن الشعب التونسي له من الكفاءات في كل الميادين ما تجعله في غنى عن كل دخيل و عميل ولأنه إن نسي فلن ينسى ما قاله الزعيم الخالد جمال عبد الناصر  » أمريكا لا تريد أصدقاء وإنما تبحث عن عملاء لتعاملهم معاملة العبيد  » >> رحم الله زعماء الأمة وشهدائها وحماها من شرّ العملاء والمأجورين . إنه سميع مجيب .  سوسة في :  01 ـ 06 ـ 2009  محسن الشاوش                              عضو جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة      


    

الندوة العالمية لأحزاب ومنظمات ماركسية-لينينية تقدم
تعازيها لحزب العمال إثر رحيل الطاهر الهمامي

إثر وفاة الرفيق الطاهر الهمامي توجهت هيئة تنسيق الندوة العالمية لأحزاب ومنظمات ماركسية-لينينية إلى حزب العمال الشيوعي التونسي ببرقية تعزية بتاريخ 22 ماي 2009، هذا نصها: إلى حزب العمال الشيوعي التونسي، الرفاق الأعزاء، لقد علمنا ببالغ الحزن نبأ وفاة الطاهر الهمامي، أحد مؤسسي وقياديي حزب العمال الشيوعي التونسي. إننا نتقدم بتعازينا إلى رفاقه في النضال وإلى عائلته. إنّ رحيل الطاهر الهمامي، الرجل السياسي والشاعر والجامعي، هو بلا شك خسارة كبيرة للشعب التونسي ولحزبكم. ذلك الرجل النزيه، الوفيّ لمبادئه حتى النهاية والذي يحظى باحترام بالغ من محيطه، ترك فجأة فراغا كبيرا. إننا كلّنا ثقة في قدرتكم وفي قدرة كافة الشيوعيين التونسيين على ملء الفراغ ورفع الراية والتقدم في الصراع ضد الرأسمالية. إنّ الأثر الذي تركه الطاهر سيرشدكم على طريق التقدّم والحرية والنضال ضد الدكتاتورية من أجل الديمقراطية. نحن، الشيوعيون من مختلف أنحاء العالم، نقول عاليا وبقوّة: إنّ ذاكرة الطاهر ومثله ستبقى حية على الدوام يحيا حزبه! مع تحياتنا الودية هيئة تنسيق الندوة العالمية لأحزاب ومنظمات ماركسية-لينينية (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ  4 جوان 2009)


تتزامن مع عطلة عيد الفطر  تأجيل العودة المدرسية بصفة استثنائية


تونس – الصباح: تتزامن العودة المدرسية القادمة (2009-2010) مع حلول عطلة عيد الفطر وذلك بفارق زمني بسيط قد لا يتجاوز اليومين في انتظار ما ستمليه رؤية هلال العيد.. واعتبارا للوضعية الاستثنائية التي يطرحها هذا التقارب الزمني الذي سيحكم على مختلف اطراف الاسرة التربوية الموسعة من مربين وتلاميذ واداريين تكبد عناء التنقل والترحال بعد فترة وجيزة من الاستقرار حتى يتسنى لهم الاحتفال بالعيد بمسقط رأسهم مع الاهل والاقارب وبالتالي توقف الدروس بعد استئنافها بفاصل قد لا يتجاوز 48 ساعة طرحنا هذه الوضعية صبيحة امس على وزير التربية والتكوين مستفسرين عن صحة التوجه الى تأخير موعد افتتاح السنة الدراسية القادمة الى ما بعد رمضان والعيد مباشرة. وقد اقر السيد حاتم بن سالم بالطابع الاستثنائي للعودة المدرسية للاسباب التي ذكرناها سابقا معلنا ان امكانية ارجاء العودة واردة وانه يجري تدارس حلول ترضي الجميع وتراعي استثنائية الوضع الا انه شدد على ان الدراسة خلال الموسم الجديد ستكون اكثر وأطول بحساب عدد اسابيع الدراسة مقارنة بالسنوات الماضية لما يتخلل العام الدراسي عادة من ثغرات وفجوات وجب العمل على تداركها وتلافيها حتى يتسنى استكمال البرنامج في متسع من الوقت بعيدا عن اي ضغط زمني. فهل يعني هذا ان مقررات البرنامج الرسمي للدراسة لم تستنفذ كلها هذا العام؟ رد الوزير كان صريحا حيث انه وان اقرّ باستكمالها قبل الدخول في الامتحانات فانه لاحظ ان ذلك تم في وقت ضاغط.. ولهذا السبب سيتم الحرص على تثمين كل اسبوع دراسي مستقبلا. منية اليوسفي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 جوان 2009)

تونس عاصمة إسلامية لحوار الحضارات: الإستحقاق والتكريم


بقلم: آمال موسى إن قطف الثمار اليانعة وطيبة المذاق، يعد نتيجة طبيعية ومنتظرة يعرف لذتها أصحاب الجهود المثابرة والمستندة إلى قناعات ضاربة في القيم والمبادئ. هكذا يمكن وصف قرار مجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ،الذي عقد في دمشق تأييد ترشيح تونس عاصمة إسلامية لحوار الحضارات. ذلك أن هذا الخبر البهيج الذي أعلنه الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام لمنظمة الايسيسكو أول أمس في حفل افتتاح المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات والتنوع، يشكل استحقاقا تونسيا ، كل المؤشرات تدل على أن بلادنا ستكون في مستوى الاضطلاع بمضامين هذه المسؤولية. فلا يخفى أن الحوار مفهوم أساسي كثيف التواتر في خطابنا السياسي الرسمي، بل إنه قناعة راسخة ما فتئ رئيس الدولة بن علي يحرص على تفعيلها في أرض الواقع بشكل عملي وملموس. وفي الحقيقة تاريخ تونس الثقافي والحضاري، يشهد بأن الانفتاح على الآخر حضارة ولغة سمة من سمات الثقافة التونسية وقانون من قوانينها الجوهرية. ويكفي في هذا السياق الإشارة إلى مساعي الأمراء الأغالبة في ربط علاقات بين الشرق والغرب من خلال تأسيس « بيت الحكمة » التونسي. دون أن ننسى أيضا الدور البارز الذي قام به بتفان روّاد حركة الإصلاح في النصف الثاني من القرن التاسع عشر من أمثال ابن أبي ضياف وبيرم الخامس والشيخ محمد السنوسي والوزير خير الدين واتفاقهم المبدئي على ضرورة التعاطي مع الآخر ثقافة وحضارة ولغة والتواصل معه عطاء وأخذا وتأثرا وتأثيرا على نحو يؤسس لحوار بين الحضارات يقوم على المثاقفة. وإلى جانب هذه الأسباب التاريخية، التي تحظى بها تونس في مسألة حوار الحضارات والإيمان الراسخ بحقيقة التنوع الثقافي، فإن بلادنا لم تكتف بالاتكاء على الرصيد التاريخي ومقومات الثقافة التونسية المنفتحة، بل شهدت مسألة حوار الحضارات مبادرات تأسيسية وإستراتيجية، أكدت جدية الرهان والتوجه نحو ما يعزز قيم الحوار والتسامح والانفتاح والوسطية والاعتدال ونبذ الانغلاق والتطرف. وفي مجال التأسيس الفعلي لحوار الحضارات، تزخر الخمس عشرة سنة الأخيرة بالمكاسب ذات البعد الدولي الواسع ويمكن رصد هذه المكاسب على النحو التالي : 1 ـ  عهد قرطاج للتسامح في البحر الأبيض المتوسط الذي أعلن عنه يوم 21 أفريل 1995 وفيه دعت تونس إلى اعتبار التسامح مبدأ كونيا ومثلا أعلى على الصعيدين الأخلاقي والسياسي .وقد ورد في المبدأ الرابع من مبادئ عهد قرطاج أن التجربة الإنسانية الطويلة تبيّن بوضوح أن لا سبيل إلى إحلال السلام بين البشر دون سلام بين القناعات السياسية أو الدينية. 2 ـ  صدور « بيان زيتونة الاجتهاد » يوم 29 نوفمبر 1996 وذلك بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 1300 سنة على انبعاث جامع الزيتونة. 3 ــ  إحداث « كرسي بن علي لحوار الحضارات » والأديان في 7 نوفمبر 2001 ومن مهامه فتح قنوات الاتصال والتواصل بين الحضارات والأديان. 4 ــ إحداث جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية في 3 ديسمبر 2002. 5 ــ  بعث مركز البحوث والدراسات في حوار الحضارات والأديان المقارنة بمدينة سوسة في 27 جوان 2005. كما أن قبول تونس كرسي اليونسكو للدراسات المقارنة للأديان في الجامعة التونسية، مبادرة ذات دلالات هامة وعالية خصوصا إذا ما علمنا أن تونس هي البلد العربي المسلم الوحيد الذي رحب بإنشاء كرسي للدراسات المقارنة للأديان (لبنان الذي أرسى هذا الكرسي في جامعة سان جوزاف). وبالنظر إلى مجموع هذا الرصيد المميز من المبادرات والمكاسب، فإن قرار تأييد ترشيح تونس عاصمة إسلامية لحوار الحضارات يصبح تكريما للجهود التي تبذلها بلادنا في هذا المجال، مما منحها صفة الريادة العربية والإسلامية في مجال حوار الحضارات. لذلك فإن المنتظر من النخبة الفكرية التونسية أن تستثمر هذا الاختيار بشكل جيد وأن تظهر للعالم ككل أن الإسلام بالفعل دين الحوار والتسامح والمحبة، فهي فرصة لتقديم دفاع عقلاني ومقنع يفند بقوة الحجة المعرفية ما يروج في وسائل الإعلام الغربية من افتراء ضد قيم الإسلام ورموزه لا يمكن التصدي له سوى بالمعرفة. كما لابد من التنويه بذكاء الربط بين تونس عاصمة إسلامية وتونس عاصمة لحوار الحضارات، باعتبار أنه- أي الربط- يعبر عن تونس ببلاغة موفقة وعالية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 جوان 2009)
 

الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي في المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات بالقيروان:  الوصفة المثالية «لخلاص البشرية»


نبه الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الموجود بتونس للمشاركة في الملتقى الدولي حول حوار الحضارات والتنوع الثقافي إلى أن الإرهاب نتيجة المجتمع الحداثي نافيا أن يكون للدين الإسلامي أية علاقة بالإرهاب. وأعرب عن تفاؤله بما أسماه بلوغ الوجدان البشري قمة الوعي  بضرورة بناء المستقبل بعيدا عن العنف والحروب. العالم حسب تأكيده طامح اليوم للتخلص من العنف والإرهاب. كان ذلك خلال تصريحاته للصحافة صباح أمس بالقيروان حيث تدور أشغال المؤتمر الدولي. وشدد المتحدث الإيراني الذي  ارتبطت  فترة حكمه للدولة الإسلامية الإيرانية بمجموعة من الإصلاحات السياسية والإجتماعية على أن كل الشعوب تنشد الرفاهية والتقدم معلنا رفضه لأية اعتبارات تصنف الدول والشعوب درجات. «الإسلاموفوبيا» أو الخوف من الإسلام الذي يتفشى في الغرب والتزّمت الديني وقتل الأرواح باسم الأديان خطان مرفوضان حسب الرئيس الإيراني السابق الذي توقف مطولا عند خصال الدين الإسلامي قائلا أنه دين المنطق والخلاص . وفي حديثه عن الحرية والديمقراطية في المنطقة العربية والإسلامية أكد السيد خاتمي أنه لا سبيل لهذه الأمة غير الحرية والديمقراطية وشدد على إيمانه بضرورة حكم الشعب للشعب. التمييز بين الحوار والمباحثات وجدد محمد خاتمي الذي يشارك باستمرار في الملتقيات والمؤتمرات التي تهتم بحوار الحضارات وهو كان من بين المنادين الأوائل بالحوار بين الحضارات الدعوة إلى التمييز بين الحوار والمناقشات من جهة والمفاوضات  والمباحثات من جهة ثانية. ويوضح الأمر وهو الذي وإن كان يشارك اليوم  في المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات بالقيروان بصفته مفكرا ومهتما بالفلسفة فإنه يبقى من الناشطين باستمرار سياسيا وهو من العارفين بالحقل السياسي عن قرب، يوضح أن الحوار هو من اختصاص أهل الثقافة والفكر في حين تبقى المفاوضات والمباحثات من اختصاص أهل السياسة. الحوار بالنسبة له غايته الوصول إلى التفاهم ومن شروطه الأساسية التكافؤ . ونفى السيد خاتمي من ناحية أخرى أن يكون ما نسميه بصدام الحضارات ناتج عن نظرية بل هو استراتيجية مبرزا أن الصراعات التي عرفتها البشرية على مر التاريخ لها جذور سياسية واضحة. أما صلة الأديان بهذه الصراعات ودورها في ذلك فهو ناتج عن  قيام السياسيين عمدا بتوظيف الدين لأغراض سياسية ومصالح اقتصادية حسب تأكيده. وكان الرئيس الإيراني السابق الذي يشارك في المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات والتنوع الثقافي الذي ينتظم في إطار الإحتفالات بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الجاري وذلك إلى جانب عشرات الشخصيات السياسية السامية من المنطقة العربية والإسلامية ومن مختلف مناطق العالم  وعدد كبير من الخبراء والمنظمات الدولية قد ألقى كلمة مساء أول أمس خلال افتتاح المؤتمر الدولي الذي يتواصل إلى غاية اليوم. وقد حيا الرئيس الإيراني السابق مدينة القيروان بكلمات مؤثرة  أشاد فيها بمجد المدينة التي قال عنها أنها من الينابيع الفياضة للحضارة الإسلامية المجيدة.  ونادى السيد خاتمي في هذه الكلمة بنظام عالمي جديد يجعل حسب وصفه الحياة الإجتماعية بين الحكام والشعوب والتعامل الإنساني بينهم أمرا ممكنا. ولاحظ أن العلاقة بين الحرية والعدالة تفهم خطأ في الغرب. وأنهى الرئيس خاتمي مداخلته بتقديم وصفة يتم من خلالها كما فهمنا الخلاص المنشود للبشرية . الخطوة الأولى تتمثل حسب رأيه في فهم حقيقة الأديان فهما صحيحا أما الخطوة الثانية فتتمثل في الحوار البعيد عن العصبية و الأحكام المسبقة. تهافت إعلامي دولي ومحلي على الضيف الإيراني مع العلم أن الرئيس الإيراني السابق كان محل تهافت من مختلف وسائل الإتصال والإعلام المحلية والدولية الموجودة بكثافة بمدينة القيروان مما جعل الضيف الإيراني غير مستعد للإجابة عن كل الأسئلة واضعا حدا بإشارة منه أو بتدخل أحيانا عنيف من حراسه الشخصيين الذين يحيطونه من كل الزوايا لمنع محاولات الإقتراب أو الظفر بإجابة يتطلب الأمر أحيانا المبالغة في الإلحاح  قبل التوصل إليها أو توجيه أسئلة إضافية. الرئيس الإيراني السابق وكما شاهدنا يفهم جيدا اللغة العربية ولا يطلب تدخلا من المترجم عند طرح الأسئلة لكنه يفضل كما رأينا ذلك الحديث باللغة الفارسية لغته الأم ويقتصر في استعماله للغة العربية  على التحية على طريقة المسلمين كما أنه يرفض بوضوح الإجابة على الأسئلة التي تتعلق بجوانب خارج مسألة الحوار بين الحضـارات. وينبغي التذكير أن الرئيس الأسبق محمد خاتمي كان قد تراجع عن ترشيح نفسه في الإنتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة المنتظرة يوم 12 جوان الجاري لكنه أعلن تأييده لأحد المرشحين المنافسين للرئيس الحالي أحمدي نجاد الذي يتقدم باسم الإصلاحيين  المعارضين لسياسة الرئيس الحالي التي يصفونها بالراديكالية. ويجدر التذكير كذلك أن برنامج زيارة السيد محمد خاتمي إلى تونس لا تقتصر على المشاركة في الملتقى الدولي حول حور الحضارات الذي ينتظر أن ينهي أشغاله صباح اليوم بإعلان القيروان وإنه في برنامجه عدد من المحاضرات من بينها واحدة ببيت الحكمة بتونس إلى جانب زيارة أبرز المعالم الدينية ببلادنا. حياة السايب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 جوان 2009)

« الخطابُ الحداثوي » في تونس من الخيبة إلى « التكفير »!!


بقلم : بحري العرفاوي   1: خيبة خطاب الحداثويين    يُخشى أن يكون « الحداثيون » قد انتهوا إلى خيبة مسعى بعد عقدين كاملين من الإشتغال على مفردات بارقة من مشتقات العقل والتقدم والنور… بعد مدة زمنية كافية لبناء دولة وتخريج أجيال عاقلة ومتمدنة ومستنيرة ومعتدلة ، انتهى الخطاب الحداثوي إلى « الصراخ » في ظلمة يقول أحاطت به … خطاب حداثوي  يعوي مستجمعا أهلهُ على خطة جديدة لمواجهة خطر عودة « الظاهرة الدينية »!! نحن أمام أسئلة حقيقية لا يمكن تجاهلها ولا يمكن اختزال أجوبتها في صرخات فزع ولا في بيانات إدانة ولا حتى في تقارير أمنية: ـ ما الذي أنجزه خطابٌ يقولُ حداثي بعد عقدين كاملين من النشاط مستقويا بذراع الدولة وغارفا من الخزينة العمومية ومتكلما بلسان طويل وبصوت جهوري وبنبرة ساخرة ومستعلية ؟ ـ كيف كانت محصلة الخطاب الحداثوي حالة من التشوه الحضاري واستفحال الجريمة والعنف وتفكك الأسرة والتمرد على المشترك من القيم وانتشار »عيادات » الروحانيين والفلكيين والراجمين بالغيب ومظاهر سلوكية لا علاقة لها بالعقل ولا بالتمدن ؟! ـ كيف عادت الظاهرة الدينية من بين أنقاض حملات التجريف والتجفيف خاضها شركاء المصالح السياسية مذ عقدين كاملين؟ ـ كيف انتهى الخطاب الحداثوي من حالة العُجب والوثوق والإستعلاء إلى حالة توجس وتحصن « بالحيل الفقهية » وبالجهاز القضائي؟! هل يمكن القول بأن الخطاب الحداثوي لم يفلح في إنتاج حداثة طالما بشر بها واكتسب منها مشروعية « التسلط » معرفيا وماديا على المجتمع طيلة عقدين ؟   2: الذهاب إلى الظلمة!  يردد العاقلون دائما الحكمة القائلة : »أن تضيء شمعة واحدة أفضلُ من لعن الظلمة ألف مرة » ولكن يُخشى أن يكون  حداثويون عديدون قد أعيتهم المواجهة بأدواتها المعروفة مع الظاهرة الدينية ـ في مختلف أبعادها السياسية والعقدية والثقافية ـ فقرروا اعتماد أساليب جديدة يظنونها أنجع وأسرع حسمًا لل »معركة »! ومن بين تلك الأساليب: ـ الذهابُ مباشرة إلى الظلمة وإقامة طقوس الرثاء للحداثة والعقلانية والتنوير!! بحيث يستعيض المعنيون أولائك عن الخوض في الفكر الحداثي التنويري بالحديث عن الظلامية والرجعية بنبرات يمتزج فيها الخوف والتخويف والحقد  والتشنيع ـ مع إن مثقفين كثيرين ويساريين هم أكثر هدوءا وعقلانية ـ ـ تجميع حطب المواقد وإقامة طقوس النار ودعوة الأصدقاء إلى الإسهام في التحريض والتحذير والتهويل . ـ تحميل السلطة مسؤولية « الردة  » وعودة « التهديد الديني » إذ فسحت المجال السمعي البصري والمكتوب لخطاب يرونهُ غير حداثي!! ـ وأخطرُ ما يستسهلُ هؤلاء اعتمادهُ هو : « تصنيع التكفير »!!… وهنا ننبهُ إلى أن مثل هذا السلوك يخرج عن الصراعات الإيديولوجية وعن التدافع الفكري الى استتباعات أمنية قد لا تكون هينة!! « فتاوى التكفير » ليست تقاليد تونسية وليس ثمة منابت عقدية أو مذهبية أو عشائرية أو ثقافية  قد تسمحُ بإنتاجها… رُبّما نُعت بعض الناس بما نعتوا به أنفسهم من إلحاد أو لا أدرية أو لائكية .. ليس في الأمر « تكفيرٌ » حين يُدعى الفردُ بما أقرّه لنفسه فالقرآن ينادي الذين كفروا بصفتهم تلك معترفا لهم بهويتهم واستقلالية ذاتهم « يا أيّها الكافرون »… وأما اتهامُ الشخص بالكفر ولم يعلنهُ بسبب فكرة أو تأويل أو سلوك فليس ذاك من حق أحدٍ…. وإذا حصل على لسان أفراد ليس لهم سلطان مادي أو روحي أو شرعيّ فلا يكون من داع للفزع والتهويل إذ لا يخرج مثل ذاك القول عن كونه إقصاءً نظريا لشخص من حقل مُقدّس مشترك وهو لا يختلف في ذلك عن مفردات إقصائية من جنس الظلامية والرجعية والتخلف إذ تقصي ـ نظرياـ المستهدفَ من حقل التنوير والتقدمية  والحداثة. وأما أن يكون هذا « التكفيرُ » صادرا عن مجموعة أو أفرادٍ ومتبوعا بتهديد بالتصفية المادية فهو ما لا يُقبل عقلا ولا شرعا ولا قانونا، مع إنهُ ـ وفي مثل هذه الحالات ـ يكون من اللازم التثبت من صدقية ما يُشاعُ وما ينشرُ .. وإذا كان للإشاعات أساليبها الحداثية جدا ، فللأمن أيضا أدواته الحساسة لا تنطلي عليه البيانات غير المُبينة! كما على من يحترمُ عقلهُ ألا يستعجل تأكيد سذاجة غير ضرورية حين يُصدق ما لا يُعقلُ وحين يشاركُ أسماءً نكراتٍ وهمها بأنها في دائرة التهديد التكفيري!   3: الظاهرة والأسباب    ليس ثمة من ظاهرة بدون سبب ، ولعل من أوكد مهام العقل رصدُ أسباب الظواهر بحيث لا يربطها بنوايا تآمرية أو بمجرد رغبات عابرة أو حتى قرارات سياسية ـ وهنا يُعول على دور المثقفين وعلماء الإجتماع وعلماء النفس ودارسي الظواهر التاريخية والإجتماعية ـ لماذا فشل الخطابُ الحداثوي في تحقيق الحدّ الأدنى من الحداثة؟ ـ نأملُ ألا يُزايد أحدٌ في الوهم وفي لوْك شعارات تستعمل كالزبيبة لتحْلية خطاب حداثوي!! لماذا لا يجدُ أنصارُ الحداثة من التأييد والإقتداء والثقة والتقدير ما يجدهُ إمامٌ خطيبٌ أو داعيةٌ أو مُفتٍ؟ لماذا كلما اصطدم مفكر أو كاتب بمعتقدات الناس عادُوهُ ونفروهُ وسدّوا آذانهم عن كلامه؟ لماذا فشل أنصارُ العقلانية في نصرة عقولهم؟ ولماذا فشل العلمانيون في تحشيد الناس حولهم؟ لماذا عجز « عسكر التجديد » عن اختراق المنظومة الفقهية والمسلمات في أصول الدين والتفاسير؟ رغم ما يتوفر عليه فكر اليسار من عمق فلسفي واجتماعي ومن قوة تحليلية. أيّ عقلانية أو تقدمية أو حداثية يدّعيها من يُروّجُ خطابا استعلائيا ساخرا أو تحريضيا حاقدا تجاه أبناء شعبه من المتدينين إذ يعتقدون أنهم على صوابٍ وإذ يجدون سكينة واستقرارًا وراحة ضميرٍ في ما هم عليه من تمثل طقوسي وسلوكي لتصور دينيّ متوارث أو مكتسبٍ ؟!. لماذا يتعاطى بعضٌ من النخبة الحداثية مع الظاهرة الدينية تعاطيا « حربيا »؟! كما لو أنهم في مواجهة أعداء وافدين من خارج الحدود؟ـ( ولمن سيقول إن العداوة كامنة في الفكرة أقولُ: إن الأفكار لا تعالجُ بغير الأفكار ولا يُستفتى في أمرها القضاة ولا الجهات الأمنية!!تلك أساليب غير منسجمة مع مهابة المعرفة وهيبة العارفين )ـ. العقلانيون أولائك يشككون في قدرة العقل حين يلجأون إلى أجهزة الدولة لمعالجة الأفكار أو حين يتصارخون منذرين بالويل والثبور متحشدين كما العسكر حول مدرسة بأسماء شتى ولكن…من غير بابٍ!   4:مبروك عليك التكفير( أو سُيّاح اليمن )  العنوان يبدو كما لو أنهُ مزحة…ولكنهُ سيكون حقيقة إذا انطلت « الحيلة الفقهية » على البلاد. وإذا تهافت أناسٌ يناصرون المكفّرين أولائك ويلعنون التكفيريين كما لو أن تونس امتدادٌ لتورا بورا أو لوادي سوات أو الصومال!! قد يكون مُجديا افتراضُ وجود من يسعى إلى إشاعة « صناعة التكفير » في البلاد لأهداف ذاتية لا علاقة لها بالتدافع الفكري أو بالصراع الإيديولوجي. بعض النكرات من المستعجلين على الشهرة يودّون صدور أسمائهم في قائمة المتهمين بالكفر والمُهددين ـ افتراضياـ بالتصفية… يغضبُ بعض المغمورين ممن لم يذكر مع هؤلاء … يُباركُ بعضٌ لبعضٍ « شرف التكفير » ويتمنى لغيره من الأصدقاء شرف ما نال: « العاقبة لك » يقولُ من كُفِّرَ لمن لم يُكقرْ بعدُ!! تلك لعبة ٌ ساذجة ولكن مُؤذية معرفيا وأمنيا وعقديا واجتماعيا… ومؤذية للذين يغامرون بعرض أنفسهم للتجريب العبثي. سألني صديق رأيي في المسألة فأجبتهُ بالكثير مما في النص ثم ذكرت لهُ حوادث السياح الغربيين في اليمن يختطفهم قطاع الطريق ،يغتصبون منهم من شاءوا ثم يطلبون الفدية من أهلهم لإطلاق سراحهم … بعض السياح الغربيين اشتهوا التعرض لما تعرض له غيرهم فتعمدوا الذهاب إلى الأماكن الخطرة مُتظاهرين بإضاعة الوجهة…فحصل اغتصابهم كما اشتهوا ودفع أهلهم الفدية!! ونالوا شهرة في الإعلام ووجدوا تعاطفا في « محنتهم » تلك !!   5: الضعف والخوف والعنف    يقول البعض لماذا تضيق صدور المسلمين اليوم بوجهات نظر أو بتأويلات أو بمواقف وسلوكات، وقد شهدت الحضارة الإسلامية سابقا من الأقوال والأفعال ما لا يتسعُ لهُ صدرٌ اليوم؟ ماذا لو كتب شاعر اليوم ما كتب بشار بن برد أو المعري أو أبو نواس؟! أعتقد أن الأقوياء هم المتسامحون إذ يستمدون من قوتهم الأمان والثقة بالنفس فلا يخشون من مختلف ولا يرتابون من بدعٍ ولا يخافون مَن خرج عن إجماعهم وانجذب لسواهم… الضعفاء يخافون،والخائف يضربُ في كل اتجاه ويحرص على أن يراهُ الآخرون عنيفا وقادرًا على الإيذاء!! ربما يقتنعُ بعض الشباب بأن المسلمين اليوم هم في أشدّ مراتب الضعف ولذلك يحرصون بحسن مقصد على حماية ما بقي من مكونات الأمة ،يخافون أن تفقد مقوماتها الأخيرة أمام مشاريع يعتقدون أنها خطرة ومهددة، ذاك الخوف وذاك الحرصُ وذاك الحبّ كلها عواملٌ نفسية لا يمكن إلا أن تنتج ردود فعل ليست من جنس الحوار ولا من إنتاجات العقل ولا حتى من طبيعة الإسلام نفسه. على خطاب الحداثة أن يكون مسؤولا وأن يبدي التضحية النضالية وأن يكف عن لعب دور الضحية دائما!وبين « التضحية » و »الضحية » هُوّة ليست سطحية إنما عميقة وتاريخية وحضارية. الأنبياء والمصلحون والفلاسفة كانوا مُضحّين ومصطبرين ومتسامحين ومغالبين لغرائزهم الإنتقامية وللرغبات العقابية..لذلك انتصروا ولذلك حققوا تغييرات عميقة في الوعي وفي العواطف وفي التاريخ. كيف يمكن لنخبة متعالية ومتجبرة وحاقدة أن تجتذب إليها الناسَ أو أن تكون قدوة معرفية وعملية ؟! كيف يمكن أن يُسلمها الناسُ مصائرهم وتاريخهم ومدخراتهم من الثروة ومن التراث؟! من أوكد مهام العقل ليس فقط البحث عن الأجوبة وإنما وأساسا طرحُ الأسئلة. على المثقفين عامة وعلى مثقفي خطاب الحداثة تحديدا أن يستلوا الأسئلة من مفاصل « الجمل البارك »!! أيها الأصدقاء غشِيَنا نُعاسٌ ونحن جميعا في الظلمة! أيها الرفاق والإخوة والأصدقاءُ.. لقد « برك الجملُ » وكلّ مؤونتنا ووثائق هويتنا عليه… فتعالوا نتكلم في الطرائق والطريق.


الاستشراق المحلّي الرثّ.. الذهاب إلى الحج فيما الناس راجعون (1-2)


 أحميدة النيفر*     تحت عنوان «حتى يأتيك اليقين» كتب الأستاذ عبدالسلام المسدي في «العرب» منذ أسابيع مقالا متميّزا عن اندحار الأوضاع الفكرية على أيدي بعض الجامعيين التونسيين الذين يسعون إلى «تجفيف منابع الهوية» بالحلول الاستئصالية. لم يذكر الكاتب في مقاله اسما واحدا من أسماء هؤلاء الذين أعرضوا عن إقامة معيار «ضبط حرية الفكر بين خطاب العلم وخطاب الانتماء» لأنه ما كان يرمي فيما كتب إلى التشهير بأحدٍ بقدر ما كان هدفه إيضاح موقفه من توجه يعمل أصحابه من أجل التألق عن طريق ادعاء القدرة على فصل الجامعة عن الهوية باسم «ثورية حرية الإنسان الفرد». الأمر يتجاوز أشخاصا بأعيانهم إلى نوع من التكوين الفكري القائم على الانغلاق على معارف ومقولات لا يمكن إعادة النظر فيها، أي أنّ صميم المسألة يتطلب فهم الظاهرة ودرسها وتشريح دوافعها أكثر من الحاجة إلى اتهام أشخاص أو شتمهم فضلا عن تكفيرهم. نحن فعلا أمام حالة نادرة لا نكاد نجد لها نظيرا في أي قطر عربي آخر. هي حالة تجعل بعض مثقفي تونس إزاء ما يجري من أحداث وتحولات قطرية وعربية ودولية، فكرية واجتماعية- سياسية، أشبه بـ «الأطرش في الزفّة»: إصرار على أن لا جديد تحت شمس المعرفة وفي عالم الناس وأنه لا حاجة لوقفة تأمل ومراجعة المقولة التي بنت كل مواقفها على جملة ادعاءات ترجع في صميمها إلى أن القرآن الكريم هو، في أفضل الحالات، «مجرّد نصّ تاريخي». معنى ذلك أنه يظل مرتبطا بظروف زمانية ومكانية وفكرية محددة لا يتجاوزها وأنّه قائم على «بنية أسطورية» مما يجعله في نظر هؤلاء أحد «عوائق الحداثة والمعاصرة في الثقافة العربية». هو توجه ينزع عن النص القرآني المؤسس كل أصالة، فضلا عن القدسية، فلا يرى فيه من معنى إنما هي شراذم متناثرة وقطع متباعدة في زمن التأليف وفي الدلالة. لذا فهو غير حاوٍ لحقائق ولا يتضمن صورة عن الحقيقة. ما يزهو به أصحاب هذا القول هو أنهم يسيرون على خطى الاستشراق الذي يعتبرونه قام بدراسة النصوص المؤسسة (القرآن والسنة) بـ «موضوعية» واشتغل على التراث بـ «تجرد علمي» لا مناص من تحققه في كل دراسة أكاديمية قطعاً مع الجمود والتخلف. هو إذن ضرب من الاستشراق المحلّي الذي يدّعي أن التقدم فكريا يقتضي، كما يحلو للبعض أن يردد، نزعَ إيماننا وخصوصياتنا العقدية والثقافية وتعليقها على المشجب قبل الدخول إلى قاعة الدرس. عندئذ، وعندئذ فقط، يمكن، حسب هذا التفكير، أن تنجز مؤسستنا الجامعية دراسات مبدعة تمكّن بلداننا العربية الإسلامية من الخروج من وهدة الركود! إشكال هذا النوع من التكوين مركب لأنه: – لا يريد أن يدرك أن الموضوعية العلمية في دراسة التراث والتاريخ تتطلب مسافة تجاه الذات وأنّ ذلك مختلف جوهريا عن التخلي عن الذات والضيق بها. – يتجاهل أن الاستشراق متعدد المدارس والتوجهات وأن أهمية الدرس الاستشراقي تكمن في ثلاثة مرتكزات هي الجهد في تحقيق التراث والمنهج الواضح المعتمد والخطاب الفكري الشامل. ذلك ما أتاح للمقالة الاستشراقية أن تغدو «شبكة معقدة من المعرفة والقوّة» يمكن بها إعادة تكوين الشرق كموضوع يتمّ وصفه وتنظيمه قصد امتلاكه والسيطرة عليه. – لا تتاح المقارنة بين من يتميّز بهذه المرتكزات، يمارس بها إنتاجه الفكري والحضاري بصفته غربيا يريد معرفة الشرق وامتلاكه وبين استشراق محليّ عاجز عن بناء منهج لأنه لا ينظر في التراث بل يشكك فيه ولأنه يصرّ على اعتبار أن الحضارة الإسلامية حضارة بائدة وفاقدة لمقومات النهوض. في كلمة، كيف يمكن لهذا الاستشراق المحلي الذي لم يستطع أن يبني منهجا بيّنا مكتفيا بتلفيق من هنا وترميق من هناك أن يحقق التقدم في زمن العولمة الثقافية؟ كيف يمكن له أن يزعم أن نزع الأصالة عن النصوص المؤسسة للحضارة العربية الإسلامية والإطاحة بأهم الرموز الثقافية للعرب والمسلمين هو من قبيل حرية الفكر في وقت يسارع هو للمحاكم يريد إنزال القصاص بمن يخالفه الرأي لأنه لا حقّ له في حرية الفكر؟ كيف يمكن لهذا الفكر أن يتواصل مع مجتمعه ليجدد ثقافة شعبه وأمته في حين أنه يزدريه ويضيق بها؟ وهل يتاح لهذا الفكر في هذا الزمن، زمن العولمة التي لا منجاة فيها لنا إلا بالتثاقف بين الأنا والآخر، أن يصنع تقدّما في وقت يتنكر فيه إلى الشعب الذي يعني نظاما أخلاقيا وثقافيا وقانونيا ويتجاهل أن مهمة النخب في إرساء أواصر مع الشعب بتقوية الوعي الوطني إفرازا لإرادة واحدة. ما انتبه إليه هشام جعيط، تلك القامة العربية الأخرى الباسقة من تونس، في دراسته لجذور هذه الحالة اللافتة للنظر في «الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي» جدير بالتذكير. كتب بحصافة يقول: «إن مستقبلنا سيندرج في جدلية ذات الشيء وخلافه. لسنا بمتغربين ولا مغتربين ولذا علينا أن نفصّل حداثتنا في نسيج كياننا إذ نحن مجبرون على ذلك لا محالة». مثل هذا الكلام الذي كتب قبل عقدين من الزمن يدل على موقف مناهض للاستشراق المحلي لكونه لا يقوى على مواجهة تحديات اللحظة الحضارية الحالية ولأنه يحمل وعياً مضى زمانه وفات أوانه. لقد وقفتُ على هذا بصورة حيّة منذ أسابيع حين أقيمت ندوة علمية لتكريم المفكر محمد أركون في إحدى كليات الجامعة التونسية. استمعت إلى مقالات للاستشراق المحلّي أجابتها أصوات مختلفة بوضوح وجرأة مؤكدة أن الوعي العربي الإسلامي في هذا القُطر قادر على النقاش والحوار. ما لفت النظر إلى جانب ذلك هو أنه لما وقع التعسف برفض السماح بالكلام لبعض من طلب الرد على الخطاب الرثّ، عندئذ أدرك العديد من الحاضرين من مختلف الأعمار أن لا فائدة من الحضور فخرجوا من القاعة احتجاجا ومللا. قبل هذه الحادثة بسنوات شاركتُ في بيروت في ندوة تحديث الفكر العربي حيث ذكر عزيز العظمة أن من بين موانع قيام حداثة عربية: «الاستناد إلى أساطير القرآن، بدلاً من الإصغاء لأمثال أدورنو وهوركهايمر ومدرسة فرانكفورت!». قام عندئذ محمد أركون، وهو من هو، وقد ضاق ذرعاً بالاستشراق المحلي الرث فعلق على صديقه قائلاً: «وكيف تفعل إذا كان مليار مسلم لا يشاطرونك الرأي في خصوص القرآن»؟! بعد كل هذا هل تستغرب إن قال أحدهم إن هذا الاستشراق المحلي، فضلا عن أنه يقدّم صورة عن تونس لا علاقة لها بحقيقة الأوضاع ولا بالجهود والإمكانات المتوافرة فيها، هو من أسباب ظهور تطرّف وعنف مأتاهما احتكاره للقول الفصل رغم رثاثة فكره وعقم خطابه؟   * كاتب تونسي   ( المصدر: جريدة العرب ( يومية –قطر ) بتاريخ 4 جوان 2009)   تعليقات  القراء على مقال حميدة النيفر: هدهد   سوسة   مقال أكثر من رائع، يأتي في وقت ترتفع فيه أصوات هذا « الاستشراق الرثّ » بالصياح والعويل، ربما قبل الرحيل نهائيا عن أرضنا…ولكن لي سؤال لحميدة النيفر: لماذا لزمت الصمت أنت والكثير من الجامعيين طيلة هذه السنوات على هذه النخبة التي شوهتنا، وقتلت فينا حب الإبداع والبحث الموضوعي ؟ وهل ان الكلام بهذا الوضوح يعني استشعاركم بانها ضعفت وفي طريقها الى الاندحار؟   …………………………………………………………………………….     موسـى   المانيا   شكرا للأستاذ حميدة، هذا توصيف للحراك الفكري في تونس وهو صحيح وسؤالي هنا للأستاذ:لماذا هذا الركود ؟؟ ما سببه؟؟من هم المستفيدون من هذا؟ أليس الجدير بكم يا استاذ ان تصف الحالة المرضية هذه واسبابها للوصول الى تجاوزها؟؟؟ الخوف من أن الكثير من مفكري تونس الذين ساهموا في الوصول الى هذا التخلف والخلبطة الفكرية يبقوا رهيني الوصف فقط ولا يطرحون حلولا… أم أن عدم الشجاعة وغياب الحرية ستبقى تلاحق الكثير لكي لا يقولوا الحقيقة؟؟؟ وشكرا مرة أخرى   …………………………………………………………………………….     أيمن بوغدير   تونس   هناك مشكلة في الجامعة التونسية، سوف تظهر نتائجها الخطيرة تباعا، فسيطرة زمرة من الشلل المصابة « بتشوه الحداثة »على الجامعة ومراكزها البحثيةأحبط إرادة البحث العلمي، وموضوعيته لدى الطلاب، وأنزل المستوى العلمي والثقافي والفكري للنخبة الجامعية إلى أدنى مستوياته، وأشاع الصراعات الجهوية والشللية، ورفع من شان الأهداف السياسوية والتخريبية، ففقدت الجامعة والبلاد الكثير من الفرص، التي ضيعها هؤلاء في السفسطة ومحاولة تدمير التراث والمقدس، لا نقده والاستفادة منه…   …………………………………………………………………………….     عقبة   المستغربون   شكرا للأستاذ احميدة النيفر ؛ وقد أيقضه هؤلاء الذين أسماهم بالمستشرقين المحليين بعد أن تجرأوا على مالم يكن الاستاذ احميدة يعتقد أنه يتجرؤ عليه وهو الذي يعد نفسه حداثيا غسلاميا …أو قل يساريا إسلاميا !!! إن هؤلاء يا أستاذ حميدة هم حماة المستعمر في فكرنا ووعينا هم أدواته هم عملاؤه غير المأجورين … وللعلم إن الغربي يحتقرهم أشد الإحتقار لأنهم يعدون أنفسهم بدون هوية ولا شخصية …إنهم يجلدون ذواتهم وحضارتهم إرضاء للغربي … إن الغرب إذا فكر أن يتحاور فسيتحاور مع أناس معتزين بقيمهم وتراثهم وقيمهم وحضارتهم .. إن هؤلاء النكرات الذين علا صوتهم في الآونة الأخيرة .. لم يعلو صوتهم لأنهم يحملون الحقيقة كما يعتقون وكما هم مغترون بمقولات أسيادهم … وإنما سبب التمكين لهم غياب رجالات الفكر الإسلامي من الجامعة التونسية في استئصال واضح ساهمت فيه السلطة بقدر لا بأس به في برنامجها المعروف تجفيف منابع التدين … وأريد ان أطمئنك يا استاذ احميدة ..أن العاقبة للمتقين وأن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..   …………………………………………………………………………….     مروى عبد التواب   بنزرت   أقول لبعض هؤلاء ممن يدعون « الفكر التنويري » ان محمد صلى الله عليه وسلم الذي يسخرون منه، ومن قرآنه الذي اعتبروه « نصا تاريخيا » بنى حضارة ل14 قرنا وستظل الى يوم الدين..ولكنهم لم يستطيعوا بناء كوخ واحد..فهم بارعون فقط في الهدم..   …………………………………………………………………………….     محمد فوارتي   آراء حاسمة ومعركة فكرية   مقال الأستاذ النيفر يحمل لغة الحسم، وتحميل مسؤولية التردي الفكري لتيار سماه « الاستشراق المحلي الرث » أي البالي، وهي نفس اللغة المستنكرة لمنهج وأسلوب هذا التيار التي اعتمدهاالأستاذ المسدي في مقال سابق. وهذا يجعلني أسأل أولا: هل نحن أمام معركة فكرية جديدة بين تيارين ؟ وهل أن بروز هذه الأصوات الآن يوحي ببداية ضعف وتراجع لمجموعة الباحثين والجامعيين التي يتزعمها الأستاذ عبد المجيد الشرفي، ثم من اختار توقيت هذا الجدل الذي اختفى من الساحة التونسية لأكثر من عشر سنوات على الأقل؟ وثانياأعتقد أن تونس في حاجة الى جدل فكري حقيقي وهادئ، في مختلف القضايابما ينفع الناس والبلاد…   …………………………………………………………………………….     مقرونة حارة   باب سويقة   أعجبني العنوان « الاستشراق المحلّي الرثّ.. الذهاب إلى الحج فيما الناس راجعون » إذا فهم نسخة مشوهة عن الاستشراق الحقيقي، ووصفهم بالرث يدعونا إلى الشفقة عليهم لان نهايتهم الفشل. ثم هم يحجون اليوم الى مناهج فشلت أمس، من علمانية واستشراق وتشكيك وتفكيك وغيرها..يعني جاوو موخر. كما عجبني وصفهم « بالأطرش في الزفة » بالحق فهذه المجموعة لا علاقة لها بقضايانا اليومية وقضايا الامة، فلاهّمّّ لهم ولا شغل إلا التشكيك في القرآن، ويأخذون راتبا على ذلك من أموال الشعب..صح ليهم   ( المصدر: جريدة العرب ( يومية –قطر ) بتاريخ 4 جوان 2009)


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 626 على موقع تونس نيوز
بقلـم : محمـد العروسي الهانـي مناضل دستوري – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي
نريد إعلام يواكب التطور ويصارح الشعب ولا يستبلهه

إن الحوار التلفزي الذي شاهدناه مساء الاثنين غرة جوان 2009 على شاشة التلفزة الوطنية مازال دون المطلوب ونعتبره حوار مبتورا ومثله مقل الطير يغني وجناحه يرد عليه وهو المثال الحي ينطبق على حواراتنا منذ أعوام وقد قلت وأكدت مرارا أن شعبنا التونسي بلغ من النضج والوعي ما يجعله قادرا على التحليل والفهم والاستنتاج بسرعة بفضل تعميم التعليم والمستوى الفكري الذي أصبح عليه شعبنا وقد أبرز بيان السابع من نوفمبر 1987 بأن الشعب التونسي بلغ درجة من النضج والوعي ما يؤهله إلى ممارسة حقوقه بكل اقتدار وأقول في هذا المضمار أن الشعب التونسي شعب أصيل ووفي وحساس ويمتاز بالذكاء ولا تنطلي عليه اي شاردة ولا واردة ومن الأفضل والأجدر احترام هذا الشعب ومصارحته وافساح المجال له بإبداء رأيه في كل القضايا المصيرية وأن دعوة المواطن للحوار واجب خاصة مشاركته في الحوار المباشر الذي يتعلق بالدستور والانتخابات ومنذ 6 أيام كتبت مقالا بموقع تونس نيوز تحدثت فيه على أهمية الدستور وقرار سيادة الرئيس بإحياء الذكرى الخمسين لإصدار أول دستوري تونسي في دولة مستقلة ذات سيادة وكرامة واستقلال تام. وقدمت بعض المقترحات العملية وكنت انتظر المفاجئة السارة. وقلت عسى أن يكون يوم غرة جوان 2009 الذكرى الخمسين لإصدار الدستور مناسبة لإبراز أهمية هذا الحدث التاريخي الذي أعاد السيادة والكرامة والحرية للشعب التونسي وعندما علمت مساء غرة جوان 2009 بتنظيم حوار تلفزي حول الذكرى قلت إن شاء الله هذه المرة يأتي صحفي قدير يدير ملف الحوار بأسلوب ديمقراطي على غرار المنابر في قنوات عربية مثل « الجزيرة ». لكن كالعادة والله ما يقطع علينا عادة جاء الوجه المعروف كعادته وقدم إلينا الضيوف وبدأ الحوار حول إصدار الدستور ومراحل انتخابات المجلس التأسيسي ومخاض ميلاد الدستور وأبدع الأخ بوقرة وسانده البعض ودار الحوار ليبرز الدستور ثم انتقل الجزء الأوفر 75% من الحوار دار ليبرز الحاضر ومحاسنه إما الماضي رحمه الله كان نصيبه النقد ومن عام 1975 بدون انتخابات وكلام من هذا القبيل وأصبح التاريخ في قفص الاتهام والذين صنعوا الدستور وسهروا على وضعه وساهموا في تحقيقه وناضلوا من أجل وضعه وإبرازه والعمل به وكانوا في مستوى الأمانة والرسالة رحم الله الأموات منهم وحفظ الله الأحياء هؤلاء ذهبوا في خبر الماضي… كنت أعتقد أن الحوار التلفزي سيخصص للرموز نصف ساعة لذكر خصالهم ومناقبهم وتضحياتهم وذكر مواقفهم وصمودهم مثل الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وجلول فارس والباهي الأدغم والطيب المهيري والهادي نويرة وغيرهم. ومن الأحياء السادة محمد المصمودي وأحمد المنستيري ورشيد إدريس وغيرهم وهذا من باب الوفاء والأمانة التاريخية لكن لم نسمع أي شخص من الحاضرين ذكر اسم الزعيم صانع معجزة الاستقلال ورفاقه الرجال البررة وكأن الدستور جاء وحده هبة أو هدية سهلة. وعلى مدار الساعة والنصف لم ينطق أحد من المشاركين بكلمة الزعيم رحمه الله بل أن أحدهم بطريقة غير مباشرة انتقد بورقيبة وتحدث على ميلاد الدستور العصير حسبما ورد في كتابه وأعطاه مدير الحوار الضوء للحديث على كتابه « الميلاد العصير » أشار إلى الدستور الذي بقي الحوار والنقاش حوله 3 أعوام والأخ بوقرة يعلم أن مخاض الدساتير يبقى أعوام ومخاض الدستور التونسي لمدة 3 أعوام يدل على الديمقراطية وحرية التعبير والتعلق بالحوار الحر النزيه الفاعل. وهذا مؤشر إيجابي وقوة الإيمان بحرية الرأي والاعتزاز بالشخصية التونسية وأن الحوار الذي جرى في المجلس التأسيسي بحرية مطلقة وكان على غاية من الحرية والديمقراطية والشفافية من مختلف الشرائح المشاركة في وضع الدستور ومما يذكر أن السيد محمد المصمودي النائب بالمجلس التأسيسي اقترح في توطئة الدستور ذكر خصال ومناقب الزعيم مؤسس الجمهورية وصانع الدستور ومحرر البلاد ومحرر المرأة لكن الرئيس بورقيبة رفض هذا المقترح وقال الكلمة المشهورة الدساتير فوق الأشخاص رغم إلحاح بعض النواب على هذا المقترح. أما في خصوص اقتراح مجلس الأمة عام 1975 ومصادقة النواب بالإجماع على انتخاب ومبايعة الرئيس الحبيب بورقيبة رئيسا مدى الحياة تقديرا لتضحياته الجسام وتكريما لدوره في بناء الدولة العصرية واعترافا له بالجميل ووفاء لدوره الفاعل ونضاله الطويل وقد صادق المجلس بالإجماع على مبايعة الرئيس مدى الحياة كحالة استثنائية واحدة لصانع الاستقلال وأب الشعب التونسي وتم ذلك بالإجماع ونص عليه التنقيح الذي أدخل على الدستور على هذا الفصل بوضوح. وبقيت الانتخاب التشريعية  تجري كل خمسة أعوام والعمل بالدستور الذي صادق عليه المجلس التأسيسي في غرة جوان 1959 سائر المفعول. وفي عام 1987 جاء التغيير وأضاف الرئيس بن علي بعض الفصول لدعم روح الدستور ومزيد تطويره لكن المؤسس هو بورقيبة ورفاقه هذا هو الصحيح وكان بودنا أن نسمع الرأي والرأي الآخر لو كان الملف متنوع  واجتهدنا لدعوة ثلاث عناصر من القدامى من الذين عاشوا فترة ميلاد الدستور أمثال الأستاذ محمد المصمودي والأستاذ أحمد المستيري والأستاذ الباجي قائد السبسي هؤلاء لهم دراية وإضافة وقول وصراحة مع ثلاث عناصر جدد وبذلك يكتمل الحوار الديمقراطي وتتلاقح الأفكار ويأخذ الماضي حقه والحاضر حقه بأخلاق عالية وتواصل واستمرارية وفي إطار ترابط الأجيال دون قطيعة. لكن حوار يوم غرة جوان 2009 اعتقد أنه حير المواجع وأساء إلى الماضي بطرق ملتوية سامح الله صاحب الملف و شتان بين خطاب الرئيس زين العابدين بن علي الذي ألقاه نيابة عنه السيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب الذي كان واضحا و أعطى حق الزعيم بورقيبة و رواد الدستور و بين الحوار التلفزي الذي جرى يوم غرة جوان 2009 و يا ليت إستمع الأخ قطاطة و الأخ بوقرة إلى الخطاب قبل بث الملف التلفزي وللحديث بقية. ملاحظة : مثل هذه الملفات لا تخدم الحقيقة كما يجب وتبعث الحيرة في النفوس وتجعل المواطن لا يثق في الحوار. قال الله تعالى:  » وما ربك بغافل عما تعملون «  {صدق الله العظيم}. محمـد العـروسـي الهانـي مناضل معتمد متقاعد، الهاتف: 22.022.354


هل فوّت الاقتصاد الإسلامي  « فرصة » الأزمة

 


د.خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr تمر الأيام والأشهر وبدأت بعض الأصوات من هنا وهناك تعلن ولو بكثير من الحياء ولكن بكثير من الجرأة أن بوادر انتهاء الأزمة قد بدأ يلوح في الأفق، رغم أن مايرون سكولاس الحائز على جائزة نوبل هذا العام لازال يؤكد أن المريض لم يغادر المستشفى بعد…في الحقيقة بعض المؤشرات توحي بذلك ولو من بعيد نسبيا، خاصة في باب الاستهلاك ونسب القروض وحتى نسب البطالة وكأن نسب التصاعد قد قلت. هذه الصور التي بدأت تلقي بظلالها الجميلة على مشهد متفائل أخذ في التمكن داخل المشهد الاقتصادي وفي مخيلة الفرد ويتمثل في سلوكياته. هذا الإطار الجديد الذي يطفح بالآمال والتمني ولو على حسابات مازالت متوترة يملي التوقف حوله من زاوية معينة، فالأزمة كانت بالمستوى الهائل الذي زعزع كثيرا من البديهيات ورج مواقف ومقاربات ودفع بالكثير إلى البحث عن البديل في خارج النموذج الرأسمالي نفسه، حتى أن البعض فكر في رجوع الماركسية على ساحة الفعل من جديد، وطمع في إمكانية مساهمتها في الخروج من الأزمة. من هذا الباب دخلت محاولات محتشمة تستند إلى المرجعية الإسلامية وكانت الزاوية المصرفية مفتاح هذا الحل وتكررت بعض المحاولات النظرية في هذا الباب معلنة تفوق الحل الإسلامي وإمكانية أن يكون البديل المرتقب وقد ساهم صاحب هذا المقال ببعض الورقات في هذا الِشأن [الحل الإسلامي الاستعجالي، الأزمة المالية ومعالم البديل الإسلامي، أزمة البورصة والمقاربة الإسلامية ] في البحث عن البديل المرتقب تساؤلات كثيرة صاحبت هذه الأزمة ولا تزال ولن يكون ما بعد الأزمة مثل ما كان قبلها في كل مستويات الظاهرة الاقتصادية، ولعل العديد من مراكز البحث وأصحاب القرار السياسي والاقتصادي واللوبيات ورؤوس الأموال والثروات وصناديق الاستثمار، قد دخلوا منذ البداية في محاولة الفهم والتمحيص والتجاوز، حيث بدا للجميع البعد الاستراتيجي الذي أظل هذه الأزمة ودفع بها إلى مناطق الخطر والانهيار لكل البناء. تتعدد الزوايا إذن في فهم الأزمة وطرح التجاوز، ومن بين نوافذ هذا الكم المطروح في النقد والمراجعة والبناء، برز من بين الكواليس ولو على مضض الطرح الإسلامي الاقتصادي وخاصة في بابه المصرفي، غير أن المفاجئة تظهر في مستويين، في خفوت وحياء أصحاب الطرح الإسلامي في مقاربتهم، وبقائها شبه مهمشة أو محصورة في بابها الصيرفي الضيق، وفي المستوى الثاني تظهر المفاجئة في بروز أصوات غربية من هنا وهناك تدعو إلى الاقتراب أكثر من فهم الفلسفة الإسلامية للصيرفة وتثمين دورها وكان آخرها ما دعت اليه صحيفة الفاتيكان في هذا المجال من فهم هذه الظاهرة وتبني مبادئها الأخلاقية. لقد ولّدت أزمة الثلاثينات من القرن الماضي والتي اصطلح على تسميتها بالأزمة الكبرى تغييرات جوهرية في الباب النظري والتطبيقي، عجّلت ببروز مدارس فكرية وتمكن إيديولوجيات وظهور قوى عظمى على السطح…فكان الطرح الكينزي طوق نجاة للنموذج الرأسمالي بإدخال الدولة وتعظيم دورها واعتبارها منفذ الإصلاح والصلاح، وكان التفعيل المباشر لهذا المنحى النظري بروز سياسات النيوديل التي شكلت بوابة لحالة استقرار ودولة الرفاه المستقبلي التي حملتها الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن تشيع وتهيمن على كل العالم المتقدم.. وكان خروج المعسكر السوفياتي ومسنده الإيديولوجي الماركسي إحدى النتائج غير المباشرة لهذه الأزمة العاتية. اختلطت الأوراق إذن وتبلور عالم جديد بفاعلين جدد وفلسفة حياة جديدة، تواصل لأكثر من أربعة عقود، ولعله لا يزال ولكن بكثير من الارتياب… من هنا مرت الأزمة الحالية واقتربت من سابقتها في بعدها العالمي أولا ومن هيكلتها وزعزعتها لكل البناء. كانت الأنظار تتجه شمالا وجنوبا بحثا عن رسالة، عن جواب وعن حل، رغم الحصار أو التهميش أو الاستبعاد… سقطت عند البعض الأبعاد الأيديولوجية وحتى الدينية، وسعى البعض إلى البحث عن النجاة حتى من عدو الأمس أو منافس البارحة، ورأى البعض من باب مصلحي خالص إلى الخروج من هذه الورطة ولو على ناقة يسوقها بدوي بسيط من أعماق الصحراء! لن نزعم أن الإجابة كانت مفقودة وأن الصحراء والعدم كانا شاملين، ولكن الاستجابة لم تكن في الموعد والرد لم يكن في مستوى ضخامة الحدث، وإنا نزعم أن أسبابا هامة وخطيرة ولها ما بعدها، شكلت هذا الحاجز الذي لم يمكن الطرح الإسلامي للاقتصاد أن يتبلور إلى حل عالمي، وأن يتمكن في مستوى النظرية أولا كمدرسة فكرية اقتصادية فريدة وبديلة، تدخل بنوك الأدبيات الاقتصادية وتتمكن في مراكزها وجامعاتها، وثانيا كممارسة ملموسة تشكل أداة إنقاذ ووسيلة خلاص للمجتمع الدولي حيث يقترب الحل الإسلامي من هموم المأزومين ويخرجهم من مأساتهم. الاقتصاد الإسلامي موجود 1 / لعل السؤال المنهجي الأول الذي يمكن طرحه والذي يشكل حسب ظني ضربة البداية نحو فتح الملف أو غلقه وهو هل وجد المشروع الاقتصادي الاسلامي أصلا أم بقي مجرد شعارات وجعجعات واستعراض عضلات مغشوشة وأقوال مرمية في غابة الأدبيات الخجولة أو المعدومة؟ ورغم أن الورقة لا تسمح بذلك لكننا وعلى رؤوس أقلام نؤكد أن الاقتصاد الإسلامي موجود ومحدد، وأدبياته لا تزال تكبر وتستفحل منذ عقود ويحمل بذوره الأولى في أحشاء الحضارة الإسلامية نفسها منذ قرون، وإحدى تحديداته أنه حسب عمر شبرا ذلك الفرع من المعرفة الذي يساعد على تحقيق رفاهة الإنسان من خلال تخصيص وتوزيع الموارد النادرة بما ينسجم مع التعاليم الإسلامية، وهو حسب ظني أنه فقه المعاملات القديم محيَّن ومستحدَث، و هو الإجابة الإسلامية للمشكل الاقتصادي والتي تستند إلى الأخلاق ومنظومة قيم حازمة من عدالة وحرية ومبادرة، والتي تجعل محورها وهدفها السامي الإنسان المكرّم. ولكن وجود التحديد لا يفسر ولا يلغي غياب المشروع، ولكنه يدفع بالبحث عن أسباب أخرى… ورغم الكثير من النقد الذي أحمله فإني لازلت مقتنعا بوجود هذا الهيكل النظري للاقتصاد الإسلامي وإن كان يحمل الكثير من مناطق الضعف ويتطلب مزيدا من العمل والتجربة.  2 / انحصر الجواب الإسلامي في هذه الأزمة على البعد المصرفي ولم تتوسع مادة البديل إلى الإطار الاقتصادي العام وهو نتاج أن الأزمة كانت مصرفية وسعى الاقتصاديون الغربيون والساسة على السواء على حصرها في هذا الباب حتى لا يسقط كل البناء وينهار النموذج الذي يحمل مصالح ومواقع تتجاوز الحلقة المصرفية الضيقة ليلامس النموذج الحضاري وفلسفة الحياة إجمالا، وقد وقع الإسلاميون في هذا الفخ بوعي أو بغير وعي نتيجة تهافت مقاربتهم أولا وعجزهم عن بلورة البديل الذي يتطلب أكثر من عمل تكتيكي أو رد لحظي ويقع في مستوى البحث الاستراتيجي الذي يتطلب تخطيطا ومراكز ومؤسسات. 3 / غياب الجرأة والثقة في النفس، فقد رأينا بعض الندوات تعقد وبعض المقالات تنشر ولكن بقيت محتشمة في تصورها للأزمة وفي طرح البديل وهذا يعود أساسا إلى استعظام النموذج الرأسمالي وعدم التيقن من إمكانية ترهله وحتى سقوطه وهو يعود أيضا إلى عدم جاهزية الاقتصاد الإسلامي نفسه حيث كثيرا ما غلبت الكتابات العامة والمداخل والخطوط العريضة والرئيسية على التفاصيل التي تشكل مرحلة هامة في تمكن البناء واستجابته لكل التحديات. كما غابت نسبيا في بعض الاجتهادات والممارسات أن تنعكس روح التعاليم الإسلامية على مضامينها، فظل النظري في بعض الأحوال يبحث عن الحيلة الفقهية أو التركيبة والتلفيق والتوفيق المغشوش، وبرز التطبيقي ضعيفا ومشتتا أو محجَّما في بعض أطره التي حملتها دول محددة. رفض دعم التجربة ؟ 4 / عدم تحمل الدول الإسلامية على تنوع مرجعياتها الأيديولوجية همّ دعم التجربة ولعل تداخل السياسي الحركي والاقتصادي على خلفية التدافع بين السلطات والحركات الإسلامية، ساهم في استبعاد هذا الدعم. ولكن هذا الغياب نجده مع بعض الاستغراب من قبل دول تحمل مصطلح الإسلامية في كينونتها وبرنامجها، ولعله  يعود إلى فشلها النسبي داخل أوطانها في تطبيقه، فكيف تطلب من الناس تطبيق مالا تحمله أو تقدر على تنزيله، أو تعرض بضاعة لست مالكها! ولن أعود تفصيلا لأسباب هذا الفشل النسبي لأنه ليس هم هذه الورقة ولكني أزعم في رؤوس أقلام على التقاء عديد الأسباب ومنها تضافر أبعاد الداخل والخارج وتشابك المصالح ولا شك، ولكني أعيد هذا الفشل خاصة إلى عدم تبني الاقتصاد الإسلامي استراتيجيا كميا وكيفيا، وبقي حلا تكتيكيا لحظيا يرقع أكثر مما يبني ويرد الفعل أكثر من أن يصنعه. الإسلاميون الحركيون والإقتصاد : طلاق أم غياب 5 / لعل ما يسترعي الانتباه أيضا هو غياب الحركة الإسلامية عبر كفاءاتها الاقتصادية في معالجة الأزمة وطرح البديل، وهذا ينبئ عن حالة خطيرة تمر بها هذه الحركات وهو هيمنة البعد السياسي في حراكها وتنظيراتها وغياب أو تهميش البعد الاقتصادي. ولقد كان الأزمة فرصة للاقتصاديين الإسلاميين الحركيين للتواجد في المشهد السياسي الداخلي والخارجي وكسب بعض المصداقية لأطروحاتهم التي كثيرا ما نُعتت يشعارياتها وجعجعتها. « فالإسلام هو الحل » ليس كتابة على الجدران ولا حلما جميلا ولا سرابا في صحراء الفعل، ولكنه صناعة الحدث والاستجابة بكل كفاءة وجرأة وحزم وجدية لتحديات الواقع ومستجداته، والاقتصاد اقتراب من هموم الناس ومشاغلهم واستجابة عينية ومباشرة لمطالبهم. ولقد راجعت بعض المواقع لهذه الحركات ولاحظت هذا الغياب المقلق والمحزن للتفاعل الايجابي مع الأزمة وكأنها تعيش في كوكب غير كوكبنا. فمشروع الحركة الإسلامية الإصلاحية كان ولا يزال مشروع بناء وتغيير تحت الأضواء الكاشفة وليس تمتمات في الكهوف والسراديب ولا آهات وآلام وقضبان. وقد كان الأولى أن تكون هذه الحركات حراس المعبد وأصحاب الشأن الأول في هذا الميدان، خاصة وأن المرجعية الإسلامية التي يستندون إليها لا تخل من ثراء اقتصادي تاريخي، شكله ولا يزال فقه المعاملات. ختاما، لن نستبعد من بحثنا عن هذه الأسباب البيئة المحيطة والواقع العالمي إجمالا والذي لا يسمح ببروز البديل نتيجة مصالح وأجندات معلنة ومخفية، ولكننا أردنا أن نقف عند بوابتنا التي نملك البعض من مفاتيحها والتي نرى أنها لم تكن في مستوى الحدث. لقد عرّف أحمد خورشيد الاقتصاد الإسلامي بأنه ذلك الجهد المنظم الذي يبذل في محاولة فهم المشكلة الاقتصادية وسلوك الإنسان نحوها من منظور إسلامي، ونظن أن واقع الأزمة اليوم يؤكد الأهمية القصوى لإجابة إسلامية جدية منظمة ومؤسسة ، يجمعه فقه للمرحلة وفقه للأولويات وفقه للتحضر وفقه للتدين، في إطار من الكفاءة والعلم والوعي والحزم.. لم يكن الاقتصاد الإسلامي وسيلة لجمع المال والربح ولو كان تحت يافطة دينية، ولكنه جانب من مشروع حضاري يستسقي ركائز بنائه من مرجعية دينية مقدسة تسعى إلى إسعاد الناس مادة وروحا… لم نرد من هذه الأزمة أن تتبلور إلى بروز العالم الإسلامي كقطب اقتصادي وسياسي، فهذا حلمنا وحلم الأجداد، وهو لا يزال يشكو ضعفا في مراكمته الأدبية وضحالة في ثقله الاقتصادي الفعلي في الاقتصاد العالمي، ولكننا أردنا أن نوحي ولو للحظات لدى الأخر أننا نملك مفاتيح وأدوات، وأننا قوم ايجابيون يعنيهم ما يعني العالم من أفراح وأحزان ولنا الملكة والكفاءة والمرجعية في المساهمة في بناء نظام عالمي عادل للجميع، شرقت أو غربت ضفافه.
(المصدر: موقع الجزيرة نت ركن المعرفة بتاريخ 30 ماي 2009 )

فخ إسرائيلي للعرب.. وأوباما

صبحي غندور*   اختيار الرئيس الأميركي باراك أوباما للقاهرة من أجل مخاطبة العرب والمسلمين كان مبنيّاً حتماً على أهمّية مكانة مصر في العالمين العربي والإسلامي، وعلى ما تريد واشنطن دعمه من سياسة خارجية تتّبعها الحكومة المصرية خاصّةً تجاه الصراع العربي/الإسرائيلي. لكن اختيار الزمان أيضاً له اعتبارات هامّة. فزيارة أوباما و »رسالته » مؤقّتة زمنياً مع ذكرى حرب 1967، وما تعنيه هذه الذكرى لعموم المنطقة كلّها. ربّما أراد أوباما في اختيار هذا الزمان أن يذكّر العرب من جهة بهزيمتهم العسكرية، ويذكّر الإسرائيليين من جهة أخرى بأنّ احتلالهم للأرض وانتصارهم العسكري لم يحقّق لهم رغم مرور أكثر من أربعة عقود أمناً ولا سلاماً. أيضاً، فإنّ مخاطبة العرب والمسلمين، من أوّل عاصمة عربية وقّعت معاهدة صلح مع إسرائيل، له مغزاه الذي تحرص عليه الآن إدارة أوباما في سعيها لتسوية شاملة بالمنطقة. لكن الرئيس أوباما يدرك أنّ ما يأمله العرب والمسلمون من تغيير في سياسة الولايات المتحدة سيكون محكّه الصراع العربي/الإسرائيلي، والقضية الفلسطينية تحديداً. لذلك فإنّ اختيار القاهرة كمكان، وعشيّة ذكرى حرب 1967 كزمان، لا يكفيان وحدهما لصنع نظرة جديدة للسياسة الأميركية. تتحدّث إدارة أوباما الآن عن ضرورة وقف بناء أو توسيع المستوطنات الإسرائيلية، وعن التمسّك بصيغة حلّ الدولتين. وهذا الأمر هو مدخل مهمٌّ طبعاً، لكن ماذا لو تكرّر ما حدث في العام 1991 من خلاف أميركي إسرائيلي حول القضية نفسها (تجميد المستوطنات) ومن صيغة مؤتمر مدريد الذي شهد تجاوز فكرة ما حدث مع مصر السادات من مفاوضات ثنائية مباشرة؟! فإسرائيل (يدعمها الموقف الأميركي) حرصت منذ حرب العام 1967 على التمسّك بأسلوب المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وأي طرف عربي، وعلى الدعوة إلى حلول منفردة مع الأطراف العربية؛ ممّا يشرذم الموقف العربي أولاً (كما حدث بعد المعاهدة مع مصر)، وممّا يؤدّي أيضاً إلى تقزيم القضية الفلسطينية وجعلها في النهاية مسألة خلاف محصورة فقط بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني؟! ألم ينتهِ مؤتمر كامب ديفيد في مطلع التسعينات إلى هذه النتيجة العملية بعدما كانت الفكرة الأساسية منه هي إعداد تسوية شاملة على كلّ الجبهات، واعتماد رعاية دولية لهذه التسوية وعدم حصرها بالمفاوضات الثنائية؟؟ ألم يتحوّل مؤتمر مدريد إلى عذر من أجل الضغط على العرب للتطبيع مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي المحتلّة؟ فما الذي نتج عملياً عن مؤتمر مدريد غير التطبيع حتى مع دول عربية وإسلامية غير معنيّة مباشرةً بالصراع مع إسرائيل؟! أمّا القضية الفلسطينية فقد جعلها اتفاق أوسلو (الثنائي) مسألة خاضعة للتفاوض فقط بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي هي أقلّ من حكم ذاتي على الأراضي الفلسطينية المحتلّة. وقد أخذت إسرائيل من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف بها وبالتعهّد بعدم استخدام أي شكل من أشكال المقاومة، مقابل الاعتراف فقط بقيادة المنظمة وليس بأي حقّ من حقوق الشعب الفلسطيني! الآن تتجمّع قطع مبعثرة لتشكّل لوحة شبيهة بما حدث في مطلع عقد التسعينات، من حيث « أوجه الخلاف » بين واشنطن وتل أبيب أو من حيث مشاريع صيغ التسوية الشاملة. هناك اختلاف كبير طبعاً بين ظروف الحاضر والماضي وبين إدارتيْ جورج بوش الأب (وبعده كلينتون) وبين إدارة أوباما، لكنْ هناك تشابه كبير بين واقع الحال العربي الآن وبين ما كان عليه منذ عقدين من الزمن. الأمر نفسه ينطبق على الطرف الإسرائيلي أيضاً. فأسلوب التصلّب الإسرائيلي  يتكرّر مقابل أسلوب التنازلات العربية!! وهاهي الآن حكومة نتياهو ترفض تجميد بناء المستوطنات وتوسيعها حتى يصبح هذا الأمر هو القضية، وحتى يكون التنازل الإسرائيلي عنه مقابل ثمن باهظ تدفعه واشنطن مساعداتٍ عسكرية ومالية، ويدفعه العرب والفلسطينيون بمزيدٍ من التنازلات السياسية. ما أسخف الحديث الأميركي والدولي الآن عن ضرورة وقف بناء المستوطنات « غير القانونية » و »غير الشرعية »، فكل المستوطنات هي أصلاً غير شرعية وغير قانونية لأنّها تحصل على أراضٍ محتلّة حسب الوصف « القانوني » و »الشرعي » الدولي. فالمستوطنات هي إفراز لحالة احتلال وهذا ما يجب الحديث عنه. القضية الأساس هي قضية الاحتلال وليس المستوطنات، ومن يرفض المستوطنات عليه رفض الاحتلال أولاً، ومعاقبة المحتل إذا لم يُنهِ احتلاله، كما عليه دعم من يقاوم هذا الاحتلال. هذه هي الشرعية الدولية، وهذا هو قانون وسيرة الاحتلال في أيّ زمان ومكان. فهل ستتعامل إدارة أوباما مع قضية المستوطنات على أنّها جزء من حالة احتلال؟ إنّ ما يحصل الآن من تركيز على موضوع المستوطنات فيه شيء من التبرير لما قد يحدث من ضغوطات أميركية ودولية على الأطراف العربية لكي تباشر خطوات التطبيع مع إسرائيل ربّما لمجرّد إعلان حكومة نتياهو عن تجميد المستوطنات وعن استعدادها لدراسة فكرة حل الدولتين من خلال استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، بحيث يتزامن ذلك مع انعقاد مؤتمر دولي يسعى لتسويات على الجبهتين السورية واللبنانية، ويؤدّي إلى التطبيع العربي والإسلامي الشامل مع إسرائيل. ولا أعلم كيف سيكون مصير الدولة الفلسطينية المنشودة أو القدس أو حقّ العودة أو حتى مصير حدود الدولة الفلسطينية ومدى سيادتها على أرضها، إذا تحقّقت فعلاً تسويات شاملة على كل الجبهات المحيطة بإسرائيل، وإذا حصل التطبيع مع كل الحكومات العربية، وفي ظل سلطة فلسطينية ملزمة بمنع أي ظاهرة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي؟! ما يملكه العرب والفلسطينيون من وسائل ضغط على الاحتلال الإسرائيلي ومؤيّديه يكمن في عدم الاعتراف بإسرائيل أو التطبيع معها، إضافةً إلى أسلوب المقاومة. وهاهي مسيرة التسويات مع إسرائيل، منذ معاهدة كامب ديفيد، مروراً باتفاقية أوسلو ووصولاً إلى المؤتمر الدولي القادم، تنزع من الفلسطينيين والعرب كلّ « أسلحتهم » بما فيها بالحدّ الأدنى « سلاح » وحدتهم الوطنية. مشكلة الفلسطينيين والعرب ليست فقط مع « الخصم والحكم » بل هي أصلاً مع أنفسهم، فالطرف الفلسطيني أو العربي الذي يقبل بالتنازلات بلا مقابل، هو الذي يشجّع الآخرين على طلب المزيد ثمّ المزيد. وحينما تضغط واشنطن الآن، وقد فعلت ذلك في إدارات سابقة، من أجل التطبيع مع إسرائيل ووقف ظاهرة المقاومة قبل التسويات النهائية، فما الذي يبقى للفلسطينيين والعرب كي يضغطوا فيه على إسرائيل؟! إنّ الرئيس أوباما يشير دائماً إلى مزيج القيم والمصالح الأميركية كمرجعية له، فعسى أن يدرك الآن حجم التناقض الكبير بين دعم إسرائيل وبين قيم الحرّية والعدالة، كما مسؤولية هذا الدعم عن الأضرار الكبيرة الحاصلة في المصالح الأميركية.   *مدير « مركز الحوار العربي » في واشنطن.  alhewar@alhewar.com (المصدر:مركز الحوار العربيبتاريخ 4 جوان 2009)

تقرير من : زهير العمادي ـ واشنطن

أوباما  يأتي العرب : هذا ليس وقت التعـــب! رحلة باراك أوباما الأولى باتجاه الوطن العربي..


من بين التحديات التي تواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما  خلال جولته الخارجية الحالية التي تشمل كلا من السعودية ومصر وألمانيا وفرنسا ، ذاك العديد من سلبيات آثار ما خلفته سياسات سلفه جورج بوش  في العالم عامة والشرق الأوسط خاصة،  وما يمكنه  الفوز به في المنطقة من تصورات جديدة عن الولايات المتحدة ومسيرة سياساتها القادمة بما تصبح معه أكثر انسجاما مع تطلعات شعوب العالمين العربي والإسلامي، ذلك في حين تحاصر أوباما  أزمات محلية وعالمية عاتية من كل اتجاه ندر أن اجتمع مثيل لها ولآفاق خطورتها على كاهل رئيس أمريكي في زمن واحد   ، الأمر الذي يساعده على التصدي لها بهذه المرحلة شعبية أوباما العالية في الداخل والخارج،  والمعهود فيه من الصلابة والتوازن الطبيعي لشخصيته.   فمن أزمة الإفلاسات المتلاحقة لكبرى شركات المال والأعمال وصناعة السيارات وتصاعد أرقام البطالة وآثار أزمة الرهن العقاري وتأرجح ميزانيات عشرات الولايات الأمريكية على حافة الإفلاس  في الداخل ، إلى ما أشار إليه ليلة توجهه بهذه الجولة من مشكلات خارجية هائلة الخطورة التي قال أنها تمتد من باكستان إلى كوريا الشمالية وهموم حربي أمريكا المستمرتين في كل من العراق وأفغانستان، وكذلك ما ينتظره من لائحة مشكلات أمنية خطيرة تنتظر حلولا وتفاهما أمريكي ـ روسي حولها خلال قمته التي يعقدها والرئيس مدفيديف في موسكو في شهر تموز القادم.    ما يحمله الرئيس الأمريكي باراك أوباما من ملفات إلى محادثات محطته الأولى مع العاهل السعودي الملك عبد الله في الرياض هما ملفي العلاقات الثنائية ودور النفط فيها ، و النزاع العربي الإسرائيلي ، هذا مع تطلعات أوباما للتفاؤل بما يمكن أن ينتج عن محادثاته في الرياض حيال ما تتضمنه الحنايا السياسية لملف الصداقة والعلاقات  الأمريكية ـ السعودية عامة وما تعلق منها بسلام الشرق الأوسط والآفاق الأمنية في منطقة الخليج مع تطورات النزاع الغربي مع إيران حيال برنامج طاقتها النووي.   في وقفته الثانية في القاهرة التي لم تخل من انتقادات لاختياره إياها لتوجيه خطابه إلى العرب والمسلمين وذلك من قبل بعض المناوئين لطبيعة النظام المصري وبعض منظمات المجتمع المدني المهتمة بما يوصف بالديموقراطية وحقوق الإنسان ، تأتي إطلالة أوباما الجديدة علىشعوب المنطقة  بمشهد تأكيد الرئيس الأمريكي حرصه على متابعة الأهمية المركزية لمساعي إحلال سلام في منطقة الشرق الأوسط بما بخدم مصلحة كل من شعوبها والولايات المتحدة وإسرائيل، هذا إلى جانب توقعات تركيزه على الإشادة بدور المنجزات التاريخية لشعوب المنطقة والإسلام في  مختلف العلوم والإنجازات الإنسانية على مر العصور.    في تأكيده عزمه على ما وصفه باستعداده لتوجيه انتقادات لإسرائيل تتجاوز ما كان عليه الأمر مع الرؤساء الأمريكيين السابقين، استبق أوباما جولته هذه بدغدغة لمشاعر شعوب المنطقة وربما بمسعى إضافي لتهييء أجواء ثقة أكبر برئاسته لدى حكومات وشعوب المنطقة ، بتأكيد استمرار الخلاف الأمريكي الحالي مع حكومة بنيامين نتنياهو حيال سبل التعامل مع آفاق   مسيرة السلام للمنطقة،  وجدد في مقابلات إذاعية وتلفزيونية تمسك إدارته بالوفاء بتعهدات قيام دولة فلسطينية مستقلة وأهمية العمل على وقف إسرائيل لبناء وتوسيع المستوطنات على مزيد من الأراضي الفلسطينية ولأهمية الحفاظ على الإيمان بامكان  أن تؤدي المفاوضات إلى قيام سلام ، مضيفا إعادة تأكيد موقفه الخلافي مع الحكومة الإسرائيلية وأنه يؤكد على أن تجميد بناء المستوطنات هو جزء من هذا الإعتقاد وأن إسرائيل بحاجة أن تستمع لهذه الحقيقة « . وكان من المفاجئ أن أعلنت الخارجية الأمريكية  قبيل ساعات من مغادرة الرئيس أوباما واشنطن عن تغيير توجهات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تصب اهتماما خاصا على تعامل وزارتها مع مناسبات بارزة تتعلق بالعلاقات مع دول أمريكا اللاتينية ، لتجري الإشارة عبر بيان وزعته الخارجية عن عزم الوزيرة (  كلينتون ) مرافقة أوباما خلال زيارته إلى القاهرة .   من ناحية أخرى ، و فيما بدا على أنه مقاومة من أوباما للضغوطات الكبيرة التي تمارس عليه من اللوبي الإسرائيلي وأغلبية أعضاء الكونغرس للتعامل مع مسألة سلام الشرق الأوسط بما لا يوظف ضغوطا أمريكية على إسرائيل، ، فقد لجأ أوباما إلى التصريح علانية في مقابلة إذاعية أن المسؤولين الأمريكيين السابقين  » ما كانوا يمارسون القيام بوصف  الأمور بمسمياتها التي تستحقها  » مضيفا تأكيده  » إلا أنني سأقوم أنا بالتشجيع على فعل ذلك عبر الحوار الجاري في المنطقة »  مضيفا إشارته إلى أزمان قال أنها  » لم تكن  تتصف سابقا بالأمانة الكافية المتوجبة علينا حيال السلبية الكبيرة للتوجهات الحالية في الشرق الأوسط ».   جرى الحديث بقوة في واشنطن عشية لقاء الرئيس أوباما مع العاهل السعودي الملك عبد الله ، عن مجموعة مطالب أمريكية ـ إسرائيلية يحملها أوباما من أجل تحقيق الحصول على تنازلات عربية إضافية تستبق التوصل لأي  آفاق حقيقة لاتفاق سلام عربي إسرائيلي، وذلك بمنطق تجاوز حقيقة تعنت ومناورات سياسات الحكومات الإسرائيلية المتلاحقة ورفضها الإلتزامات التي  كان قد اتفق عليها في خطوات سلام   سابقة، الأمر الذي لا يبرر مطالبات أمريكا للجانب العربي بإبداء حسن نوايا عربية إضافية تجاه إسرائيل، يسعى  بنيامين نتنياهو لحصدها عبر مناورات حكومته ومراوغاتها المكشوفة لسد الطريق على أية خطوات تقدم حقيقي نحو سلام للمنطقة.   في هذا السياق ، قال الرئيس أوباما قبل توجهه إلى المنطقة أنه لم يشهد « من جانب العرب أو الفلسطينيين بعد ، ما يمكن له أن يشعر إسرائيل بالتعامل – العربي ـ  مع الأمور التي تثير قلقها »، وأكد في مقابلة إذاعية أيضا على عدم استعداده لممارسة ضغط على إسرائيل بحجة قصر الزمن الذي انقضى على صعود حكومة نتنياهو للسلطة ، رغام إتباعه ذلك بالقول أنه سيكون على إدارته « متابعة القضايا التي تقول أنها سوف تعمل عليها » .   مطالبة أوباما الصريحة للعرب عشية الزيارة ، بتقديم تنازلات اضافية عربية تطبيعية على طبق من فضة إلى إسرائيل،  تعود من جديد إلى محاولة وضع العربة أمام الحصان، فالمطالبة بخطوات تصالحية عربية تجاه إسرائيل لا بد لها أن تنتج عن اتفاق وتوافق على المسائل الأساسية للتوصل إلى  سلام ، وليس في ظروف توجد فيها حكومة إسرائيلية ليست أقل تطرفا من سابقاتها وتصر على رفض مبدأ قيام دولة فلسطينية ومبدأ الإنسحاب من الجولان وأراض لبنانية ، بل وحتى تقوم بسن قوانين تفرض عقوبات السجن على من يحاول إحياء ذكرى نكبته من الفلسطينيين!   حبذا لو كان لأوباما أن يتحدث بعدالة أكبر عن ربط مثل هكذا خطوات تصالحية يريدها أن تتخذ عربيا تجاه دولة الإرهاب والعنصرية الصهيونية، بالتوصل إلى اتفاق مستقبلي معها، تلتزم إسرائيل بموجبه بتنفيذ بقرارات أمم متحدة ومؤتمر مدريد وخارطة طريق أو حتى بمقررات واتفاقات اجتماع أنابولس. إن مطالبات أوباما التصالحية السابقة لأوانها مع إسرائيل، بينما سجن غزة ما يزال موصد الأجواء والموانئ والمعابر ، وبينما عقول الإسرائيليين ما تزال موصدة في زنزانات التعنّت ومسعى الهيمنة والقوة العسكرية، لا عقلية اللجوء إلى ما يحقق السلام والتعايش السلمي والاعتراف بحقوق الشعوب الأخرى، إن مطالبات أوباما هذه إنما تفرض العديد من التساؤلات حولها فيما الحاجة قوية للقناعة الحقيقية بأن سياسات أوباما ستأتي مختلفة عن سياسات سلفه جورج بوش الإبن حيال ما تقتضيه متطلبات إحلال سلام شرق أوسطي، ومن أننا نعيش اليوم حقا حقبة الرئيس أوباما، السياسي المثالي والواقعي والفولاذي المخضرم ذو الفكر والمعرفة والثقافة الأكثر اتساعا حيال قوانين الشرعية الدولية و هذا العالم برغم نفوذ أصدقاء إسرائيل الأشداء في العاصمة الأمريكية والعديد من مراكز القرار فيها،  ناهيك عما ينقل عن قناعة لدى أوباما  بتوفر مقدرات خاصة لديه للتعامل مع المسائل المتعلقة بالعالم العربي والإسلامي تؤهله عليها  خلفيته المتعلقة بالإسلام والمسلمين.  ليس في هذا مبالغة في التوقعات من رئيس أمريكي يأتي المنطقة لإحياء الآمال بغد أفضل لشعوبها ولمصالح بلاده والعالم، خاصة و إن توقعات أوباما لمزيد من خطوات المصالحة العربية تجاه إسرائيل تنطلق  إثر فشله هو حتى في أن يسحب من ببنيامين نتنياهو خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض ، ولا كلمة واحدة تشير لإعتراف بإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة،  بما يجعل مطالبات أوباما من تنازلات عربية عبر جهود يوظفها مع العاهل السعودي أوغيره، بمستوى قد  لا يقل عن السعي إلى وضع العربة أمام الحصان دون إلزام المجتمع الدولي الجانب الآخر في النزاع باتفاقات سابقة مع سلسلة من جكومات إسرائيل، والحيلولة دون تمكين الإسرائيليين استخدام آلية ما يدّعونه من ديموقراطية، كأداة لتغيير حكوماتهم كلما اقترب موعد استحقاقات سلام، ولتقوم هذه بالتالي بالتخلي عن التزامات الحكومات السابقة وما تبرمه من اتفاقات يمكن أن تحمل آفاق اقتراب المنطقة من أي سراب آمال للسلام.   من بين النصائح التي قدمها كبار المراقبين لأوباما عشية توجهه في رحلته إلى الشرق الأوسط ما ورد في النيويورك تايمز وغيرها عن ضرورة تخليه عن أسلوب الناشط الاجتماعي السابق الذي كان يعمل بموجبه على حل مشكلات مجتمعات شيكاغو، وأهمية أن يلجأ الرئيس أوباما بدل ذلك لوضع استراتيجة واضحة لخارطة  عمل على حل لنزاع الشرق الأوسط .   في تساؤل لمجلة نيويزويك عشية الزيارة عن مقدرة  الإعتراف  بالخطأ على تحويل ذلك الإعتراف الخطأ إلى صواب ، نصحت الرئيس أوباما الإمعان في ماضي الشرق الأوسط إن شاء لنفسه النجاح  في التعامل مع  ما تعلق بمستقبل المنطقة. ورأى آخرون أن  سياسات بوش السابقة تؤدي اليوم إلى تخفيض عميق لتوقعات  الشعوب العربية والإسلامية من زيارة أوباما وخطابه، الأمر الذي يسهّل عليه مهمة مخاطبة فعالة إلى العرب والمسلمين.   على رغم هذا ، لا  تخلو توقعات في واشنطن من الخشية من خيبة أمل عربية إذا ما خلا خطاب أوباما إلى العرب والمسلمين من القاهرة من طرح خطة مفصلة عن كيفية حل مشكلات المنطقة، وينظر البعض إلى  أن خيبة أمل كهذه سيمكن في حال حدوثها أن تخبو إذا ما عاد أوباما لاحقا لإِنجاز خطوات عملية تجاه عملية سلمية خلال الأشهر القليلة التي تلي زيارته الحالية. وجري تنبيه أوباما قبيل عبوره المحيط أن يكون شديد الحذر فيما يقدمه إلى الجمهور العربي والإسلامي من طروحات وكلمات وتوقعات في خطابه الذي يقوم بالتقديم إليه للجمهور شيخ الأزهر.  هذا الخطاب الذي قيل لأوباما أنه سيلقيه  » في بازار مزدحم ليس الكلام فيه بالرخيص ، وحيث أن الخطورة تكمن في طرح الكلام المعسّل المشكوك فيه، الذي كلما أدى إلى رفع أكبر للتوقعات إلى الأعلى ، كلما  جاءت نتائج انهيار تلك التوقعات والآمال على أرض الواقع أكثر  تحطيما ». يقول بروفسور علوم المجتمعات في جامعة جورجتاون ( سكوت أتران) عن شعوب المنطقة العربية والإٍسلامية أنها  » شعوب  تؤمن بعمق بمنطق الأخلاق القائم على القيم المقدسة » ، وإن هذه الشعوب  » هي اليوم في حاجة ماسة للشعور بالكرامة والإحترام لحقوقها التي ترى في اعتراف الآخرين بها  أهم المسائل المركزية في هذا النزاع الدائر في المنطقة ».  يؤكد مراقبون كبار دعوتهم للرئيس أوباما أن يقوم بدراسة معمقة لتاريخ شعوب الشرق الأوسط ليتبين له بوضوح أكبر كيفية التعامل مع مستقبلها، الأمر الذي يستدعي كذلك في ظل جولة أوباما الحالية، وتأكيداته المتعلقة بحرصه على متانة علاقته الأبدية بإسرائيل من جهة وقيام دولة فلسطينية من جهة أخرى، و تأكيدات بنيامين نتنياهو الإستمرار بتحدي إرادة المجتمع الدولي ، حتمية طرح منطقي للسؤال عن مدى إنجاز الزعماء العرب الذين يتعاملون اليوم مع سياسات الرئيس الأمريكي الجديد ، دراستهم المعمقة لدروس الماضي وتفاعلات تأثير ضغوطات اللوبي الإسرائيلي على القرار والسياسات الأمريكية حيال المنطقة وبخاصة كلما تعلق الأمر بالسلم والسلام ..  وعن التوقعات الموثقة لما تحمله جعبة استراتيجيات الصهاينة وبعض الآخرين من مرام؟.   زهير العمادي ـ واشنطن

الجزيرة للدراسات يبحث حوار الغرب للإسلاميين


ماهر خليل-الدوحة أجمع مشاركون بندوة مركز الجزيرة للدراسات عن حوار الغرب مع الحركات الإسلامية عقد مساء الأربعاء على أن الغرب هو الذي يضع العراقيل أمام التوصل إلى حوار فاعل وبناء بين الطرفين. جاء ذلك في الندوة الشهرية الثلاثين لمركز الجزيرة للدراسات بعنوان « حوار الغرب مع الحركات الإسلامية: مناورة سياسية أم تحول إستراتيجي؟ » التي أدارها مدير المركز الدكتور مصطفى المرابط. وفي مداخلته قال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله اللبناني إبراهيم الموسوي إن الحركات الإسلامية منفتحة ومستعدة للحوار، لكن الغرب هو الذي لا يبدي أي استعداد لاستغلال ذلك ووضع نفسه دائما في موقع العدو. واعتبر الموسوي أن الغرب يمارس ازدوجية ونفاقا واضحا في تعامله مع الحركات الإسلامية، « فهو يلقي الدروس ويملي الاشتراطات ولا يريد الحوار إلا مع أطراف محددة تخدم مصالحه ». وتساءل المسؤول بحزب الله « لماذا لم يعترفوا بنتائج الانتخابات في الجزائر التي فاز بها الإسلاميون، ولماذا لم يؤيدوا الانتخابات الديمقراطية في فلسطين التي فازت بها (حركة المقاومة الإسلامية) حماس ». وأضاف الموسوي أنه ليس هناك حوار حقيقي مع الغرب، لأن ما يحرك هذا الغرب هو المصالح فقط وليس الأخلاقيات والقيم الإنسانية، وأشار إلى أنه « يزور الحقائق ويستغل وسائل إعلامه لتعمية شعوبه عن حقيقة حركات المقاومة الإسلامية التي تدافع عن أرضها وكرامتها ». وقال القيادي بحزب الله إن الغرب شن حربا على حماس وحزب الله لأنهما يحاكيان نبض الشعوب، لكنه فشل في إبادتهما وعندما اقتنع باستحالة الحل العسكري التجأ إلى الحوار. وتساءل في هذا السياق « ما معنى أن أحاورك بعد أن استنفدت كل السبل للقضاء عليك؟ ». فرض الواقع بدوره أيد ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان ما ذهب إليه الموسوي قائلا إن قوة الحركات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وفرضها واقعها على الميدان، أكد أن المستقبل في المنطقة هو للإسلاميين لذلك سعى الغرب لاستباق محاورتها. واعتبر حمدان أن الغرب يحاور بمبدأ إملاء الاشتراطات المسبقة وعلى قاعدة نفيك وإنكار وجودك، مستشهدا بمقولة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش « من ليس معنا فهو ضدنا ». وقال القيادي بحماس « نحن لا نستجدي الحوار.. نحن الواقع على الأرض ونحن من أفشلنا بدمنا ومقاومتنا من أراد تغيير خريطة الشرق الأوسط.. نحن نعرف مصلحة هذه المنطقة لأننا أبناؤها ». بيد أن حمدان أكد أن الحركات الإسلامية متمسكة بالتفتح على الجميع « ما عدا الكيان الصهيوني الذي حاز على تأييد كبير من الغرب باعتباره نموذجا للحضارة الغربية وذلك خطأ كبير لأنه مثال بائس للحضارة »، حسب قوله. ازدواجية المعايير من جهته اتفق مدير ومؤسس « منتدى الصراعات » أليستر كروك مع ما ذهب إليه حمدان والموسوي قائلا إن الغرب يمارس « ازدواجية المعايير » في حواره مع الحركات الإسلامية، وحذر من أنه (الغرب) إذا استمر في « نفاقه وخداعه » فإن هذا الحوار لن ينجح. وندد كروك بـ »وعود الغرب الفارغة والأساليب الملتوية التي يمارسها مع الحركات الإسلامية »، ودعا إلى « مبادرات تؤتي ثمارا وتحقق نتائج للطرفين على أرض الواقع ». من جانبه قال الباحث بمعهد كارنيغي للسلام عمرو حمزاوي إن العالم العربي يعيش لحظة مد إسلامي، باعتبار أن الحركات الإسلامية التي تغيب عنها الشرعية في غالب الأحيان حاضرة بقوة من خلال نشاطها الاجتماعي وقربها من الشعوب. وأضاف الأكاديمي أنه يمكن تصنيف هذه الحركات في سياقات ثلاث أولاها الحالة المغربية التي ينافس فيها حزب العداالة والتنمية في إطار المؤسسة الملكية وليس ضدها. وثاني هذه السياقات الحالة المصرية والأردنية التي يتردد الغرب في دعم الحركات الإسلامية فيها، باعتبار أنهما دولتان حليفتان. وعن السياق الثالث وهو الحالة اللبنانية الفلسطينية قال حمزاوي إنها تدور حول فلك الصراع التاريخي العربي الإسرائيلي. (المصدر: موقع الجزيرة نت( الدوحة- قطر ) بتاريخ 4 جوان 2009)

 

 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.