التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: القيروان:المعطلون يؤكدون تمسكهم بحقهم في العمل التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: بلاغ إعلامي الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان: بيـــان موقع الحزب الديمقراطي التقدمي: الإفراج عن مناضلي إتّحاد الطلبة بترا: فقدان مضيف في الخطوط الجوية الملكية الأردنية وإصابة آخر اثر حريق مطعم بتونس الصباح: حادثـة غريبـة في قمــرت اقتحموا ملهى ليليا وعبثوا بتجهيزاته واعتدوا على حرفائه ثم أضرموا النار فيه الوطن السعودية: في ختام فعاليات الأيام التونسية في المملكة العربية السعودية3 أشخاص (!!!) يشاهدون العرض السينمائي والتشكيليون يغيبون (!!!) علي رمزي بالطيبي: ردود على مغالطات جيلاني العبدلي: أضـغـاث أحـــلام الهادي بريك: فرعون تونس يحشر رهبانه لقضية الحجاب الحوار.نت: منجية سوايحي تهاجم الحجاب…ومحمد جمال يصف السيدة عائشة ب BLONDA عبدالباقي خليفة: حول الحجاب والختان واللباس الاسود الصباح: وزير الشؤون الدينية: مصطلح الحجاب لا وجود له في النصوص الدينية ورفض الزي الطائفي في اطار قراءة واجتهاد منضبط الدكتور محمد بوزغيبة: موقف شيوخ الزيتونة من الحجاب فتحي بيداني: مدخل قبل المحاورة مع صالح السعداوي نور الدين المباركي: أزمة أحزاب المعارضة التونسية: – غياب التداول على المواقع القيادية أصل القضية الطاهر بن حسين: سوء التفاهم مع السيد الحبيب أبو وليد المكني أبو الوليد الحبيب المكني: الحرّية والمواطنة أولا مرسل الكسيبي: انها تونس أيها السادة: بعدا لساحات الوغى وحلبات الملاكمة ! الاستــاذ فيصــل الزمنــى:: اذا التقى ساكنـان ….. حسين المحمدي: ميزانية2006…تطلب الرحمة من ميزانية2007..ومن كل الميزانيات التي سبقت
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
تحية إلى الشيخ البطل محمد المنصف الورغي الذي اعتقل ظلما وعدوانا لمدة تفوق 15 عاما في سجون النظام التونسي الكريهة!
هذا رابط اهديه لأحباء و تلامذة الشيخ المنصف الورغي راجيا من الله الدعاء له بالتوفيق والرجوع إلى سالف عطائه و نشاطه الرياضي:
http://aljassiracademy.com/silatar/result.php?table=master&no=1
سلام للجميع من محب للشيخ الورغي و لإخوانه
بيان مساندة القيروان:المعطلون يؤكدون تمسكهم بحقهم في العمل
الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان بيـــــان
الحزب الديمقراطي التقدمي
الإفراج عن مناضلي إتّحاد الطلبة
قضت محكمة الناحية بقفصة يوم الثلاثاء 28 نوفمبر بإطلاق سراح المناضلين الطلابيّين النقابيّين الذين تمّ إعتقالهم يوم 21 من الشهر نفسه على إثر مساندتهم لرفيقهم سامي عمروسيّة المضرب عن الطعام منذ حوالي شهر.
وقد ترافق الإفراج مع خطايا ماليّة وأحكام بالسجن مع تأجيل التنفيذ لتهم: عقد إجتماع عامّ غير مرخّص، إلقاء مواد صلبة على ممتلكات عموميّة والإعتداء على الأخلاق الحميدة.
وتراوحت مدد السجن المُؤجَّل بين 5 أشهر لطه ساسي وبلقاسم بن عبد الله ونفس المدّة غيابيّا لبوعلي الطبّابي (موظّف بكليّة العلوم بقفصة)، وشهرين لكلّ من كمال عمروسيّة، أنيس بن فرج، طايع بوشقرة، محمّد عزّ الديني وغانم الشرايطي، بينما قضت المحكمة بعدم سماع الدعوى لمحمّد الخامس عمروسيّة. وقد ترافع عن المتَّهَمين عدد من المحامين من وجوه المجتمع المدني، كالأساتذة العيّاشي الهمّامي، محمّد النوري، عبد الرؤوف العيّادي، شكري بلعيد، وبعض المحامين الشباب كعبد الناصر العويني والأستاذة يسرى فراوس.
وقد ركّز المحامون على الطابع السياسي لهذه القضيّة وعلى خطورة إقحام القضاء في ذلك. وفي إتصّال هاتفي مع طه ساسي (عضو مكتب تنفيذي للإتّحاد العام لطلبة تونس-مؤتمر التصحيح) أكدّ هذا الأخير انّ « المحاكمات والسجن لم ولن تنال من عزيمتة ورفاقه وانّهم مصرّون على مواصلة دعهمهم لسامي عمروسيّة ولباقي الطلبة المطرودين حتّى تُرفََع عنهم القرارات الظالمة التّي اتّخذت في حقّهم ».
(المصدر: مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي نشرت يوم 29 نوفمبر 2006)
فقدان مضيف في الخطوط الجوية الملكية الأردنية وإصابة آخر اثر حريق مطعم بتونس
عمان -30 تشرين الثاني – بترا- شب حريق في أحد مطاعم العاصمة التونسية تزامن مع وجود ثلاثة مضيفين جويين يعملون في الملكية الأردنية ما أدى إلى إصابة احدهم بجروح متوسطة وفقدان آخر ما زال البحث جارياً عنه فيما لم يصب الثالث بأي أذى.
وقال مصدر في الملكية الأردنية أن مكتب الشركة في تونس يواصل البحث عن المضيف المفقود بالتعاون مع السفارة الأردنية في تونس والسلطات التونسية.
(المصدر: وكالة بترت الأردنية بتاريخ 30 نوفمبر 2006)
حادثــــــة غريبـــــــة في قمـــــــرت
اقتحموا ملهى ليليا وعبثوا بتجهيزاته واعتدوا على حرفائه ثم أضرموا النار فيه
قتيل وعدة جرحى وعدد من الموقوفين وخسائر مادية فادحة
تونس ـ الصباح
شهدت المنطقة السياحية بقمرت بالضاحية الشمالية للعاصمة في الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والاربعاء حادثة غريبة تمثلت في اقدام مجموعة من المنحرفين الذين كانوا في حالة سكر على اقتحام ملهى ليلي واحداث الفوضى بداخله وبعثرة تجهيزاته والاعتداء على الحرفاء والعاملين الذين كانوا بداخله قبل ان يضرموا النار في المكان وهو ما تسبب في وفاة شخص حرقا واصابة عدد غير محدد ممن كانوا متواجدين بموقع الحادثة الى جانب الخسائر المادية الفادحة.
انتقام
وحسب ما توفر من معلومات فان بعض المخمورين ارادوا الدخول الى الملهى الليلي ولكن الحراس منعوهم خشية تشويشهم على الحرفاء وهو ما حزّ في نفوسهم فقرروا الانتقام بطريقة عشوائية وغير مسؤولة.
ويرجح انهم استعانوا ببعض من معارفهم واقتحموا الملهى في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء بينما كان الحرفاء بصدد متابعة فقرات السهرة واشهروا انواعا مختلفة من الاسلحة البيضاء من عصي وسكاكين وقاموا باعتداءات على الحرفاء المتواجدين بالملهى وألحقوا بهم اضرارا وجروحا مختلفة.
وعلمنا ايضا ان المظنون فيهم هشموا تجهيزات مختلفة بالنادي الليلي وسط صرخات وصيحات اطلقها المتضررون الذين لاذوا بالفرار وقد عمد المنحرفون الى اضرام النار بالمكان فتصاعدت ألسنة اللهب وانتشرت بسرعة.
تدخل حازم
تصاعدت حينها سحب من الدخان الكثيف من المكان وغطت سماء المنطقة وهو ما استرعى انتباه عدد من المارة قبل ان يبلغ الخبر الى مسامع اعوان الامن الوطني بقمرت ومختلف وحدات المنطقة الجهوية للأمن الوطني بقرطاج الذين هبوا على جناح السرعة الى موقع الحادثة كما حلّ اعوان الحماية المدنية في وقت وجيز وقاموا بالتدخل اللازم لفترة تتراوح بين الستين دقيقة والتسعين دقيقة بذلوا اثناءها مجهودات كبيرة للسيطرة على الحريق واخماد النيران ولكن المفاجأة حصلت لاحقا عندما عثر بعد اطفاء النار على جثة آدمية متفحمة لشخص ظل مجهول الهوية الى حد الساعة.
تحقيق في الغرض
بعد المعاينة الموطنية اصدر حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس انابة عدلية تعهد بمقتضاها محققو الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالقرجاني بالبحث في ملابسات واطوار هذه الحادثة الاولى من نوعها التي تشهدها المنطقة لتحديد الظروف التي حامت حول وقوعها. وفي هذا الاطار علمنا انهم القوا القبض على مجموعة من المظنون فيهم ومازالت التحريات متواصلة معهم الى حد الساعة والتي ترجح ان يكون الدافع الرئيسي للعملية انتقامي باعتبار ان بعض المعلومات المتوفرة تفيد ان من بين من اقترفوا الحادثة شخصا كان يعمل بالملهى وفصل منذ فترة واكيد ان التحريات ستكشف عن المزيد من التفاصيل.
صابر المكشر
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 30 نوفمبر 2006)
ردود على مغالطات
بقلم: سجين الإنترنت علي رمزي بالطيبي، سجن بنزرت المدينة
أعلن باسم السجناء السياسيين في سجون الجنرال بن علي في تونس تضامني مع قناة الجزيرة ضدّ الحملة المغرضة التي تشنّها عليها وسائل الإعلام التونسية وبعض المتزلفين للنظام من الإعلاميين الذين يدّعون الاستقلالية فالجزيرة قناة موضوعية، مستقلة وملتزمة بالحياد، تفتح أبوابها للجميع سواء كانوا معارضين أو رسميين وقد أرسلت الجزيرة سابقا دعوات عديدة للنظام بن علي للمشاركة في برامجها الحواريّة و الردّ على كلام وأطروحات المعارضين لكن من الطبيعي أن يرفض النظام تلك الدعوات نظرا لانعدام الحجّة و البيّنة لديه، و ليس صحيحا بالمرّة أنّ قناة الجزيرة أداة للنظام القطري فقد انتقد النظام القطري عدّة مرّات على منابر الجزيرة.
في موضوع آخر، من المغالطات التّي طرحتها الصحافة الرسميّة التونسية و روّجت لها هو أنّ نظام السابع من نوفمبر يدعم القضيّة الفلسطينية و هذا الأمر غير صحيح فنظام بن علي يدعم فقط إخوانه و زملائه الفاسدين داخل حركة فتح وقد رأينا على ق7 تعليقا على العمليّة الاستشهادية التّي نفذتها إحدى البطلات وهي فتاة متحجّبة منتمية لحركة الجهاد الإسلامي وصفا للعمليّة بأنها « عمليّة انتحارية » ووراء هذا المصطلح دلالات كثيرة.
وفي نفس السياق و ردّا على التصريحات الأخيرة لليلى بن علي فإنّ المرأة الفلسطينية ليست بحاجة لتحيّة زوجة الجنرال بن علي فأغلب نساء فلسطين محجبّات، فكيف تسمح ليلى بن علي لنفسها بأن تحيّي متطرفّات؟ و كذلك فإنّ المرأة العربيّة لا تحتاج لنصائح زوجة بن علي أي أنّ المرأة العربيّة لا تحتاج للخروج عن ثوابت الإسلام و لإنكار المعلوم من الدين بالضرورة لتصلح حالها بل إنّ ضمان حقوق المرأة العربيّة والإصلاح المنشود لها لا يتحقق إلاّ بعودة المجتمع للالتزام الإسلامي الصحيح.
وعودة لموضوع الحجاب الإسلامي فإنّ موقف نظام الجنرال بن علي من الحجاب هو امتداد لموقف بورقيبة وقد شاهدنا منذ مدّة على ق7 مشهد فيديو يظهر بورقيبة وهو يجبر إمرأة تونسيّة ترتدي « السفساري » على كشف رأسها –وبالمناسبة فمقطع الفيديو موجود على الإنترنت و مشهور- حاليّا، إنّ مناداة بعض سندة النظام بتعويض الحجاب الإسلامي باللباس التقليدي إنما هو ضحك على الذقون ومحاولة لحصر الالتزام الإسلامي في فئة عمريّة واجتماعية منقرضة، إضافة إلى أن ارتداء « السفساري » أو »المَليه » لا يناسب عمليّا واجتماعيّا الحياة العصريّة للمرأة، فالدعوى إذا للبّاس التقليدي كبديل للحجاب ذرّ للرماد في العيون و يسّاوي منع فريضة الحجاب الإسلامي بالنسبة للمرأة، إضافة إلى ذلك فإننّا نرى في الصحافة الرسميّة و في الصحافة المنبطحة بعض بيادق النظام ممّن يدّعون رفع لواء التنوير و الحداثة يطعنون في وجوب ستر المرأة نفسها ما عدا الوجه والكفين في الإسلام وينكرون بذلك معلوما من الدين بالضرورة، إضافة إلى هذا فإنه ممّا يلفت نظر المتابع المتجّدد هو غياب الحوار و النقاش في الموضوع على القناة التلفزيّة التونسية التّي من المفترض أن تكون عموميّة و التى ابتلعها النظام و حولها إلى بوق دعاية له و هذا أمر مضحك نظرا لصدوره ممّن يزعم الدعوة لحوار الحضارات و الأديان وهو في نفس الوقت يرفض الحوار مع بني جلده.
فبهذا الأسلوب يمضي الجنرال بن علي نحو الرئاسة مدى الحياة وهو ابن الـ70 سنة بدعوى الحداثة و التنوير وعلى الدّنيا السّلام.
في ختام فعاليات الأيام التونسية في المملكة العربية السعودية
3 أشخاص (!!!) يشاهدون العرض السينمائي والتشكيليون يغيبون (!!!)
الرياض: هاني حجي
شهدت الأيام التونسية الثقافية في السعودية خلال فعالياتها الختامية مساء أول من أمس إقبالاً ضعيفاً، حتى إن الفيلم السينمائي التونسي (من قرطاج إلى القيروان) لم يتجاوز عدد حضوره ثلاثة أشخاص.
وذكر البعض أن قلة الحضور يرجع إلى صعوبة فهم اللهجة التونسية، وذكروا أنهم تفاجأوا بإنزال اللوحات والترتيبات النهائية لإنهاء المعرض منذ الساعة الخامسة والنصف وهي ساعة مبكرة – كما يروون.
وذكرت مصورة القنا ة الأولى في التلفزيون السعودي رحاب رأفت أنها تفاجأت بإنزال اللوحات التشكيلية في وقت مبكر مما اضطر المنظمين في وزارة الثقافة السعودية لإعادة تركيب اللوحات لأخذ صور.
كما أن الحضور تفاجأوا بعدم وجود المنظمين في اللجنة التونسية أو في المعرض لإرشادهم.
من جانبهم اعتبر الإخوة التونسيون أن ضعف الإقبال يعود لعدم وجود تغطية إعلامية كافية وأن الاستعداد للسفر من أسباب إغلاق المعرض في فترة مبكرة.
ورأى مسؤول الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة والإعلام الدكتور صالح خطاب أن الحضور الإعلامي والجماهيري كان كثيفاً في يوم الافتتاح إلاّ أن تزامن أمسيات ثقافية وضيق الوقت ومحدودية الأيام ربما كانت من أسباب قلة الحضور، وقدم العذر للإخوة التونسيين بسبب انشغالهم وربما رغبتهم في الاطلاع على معالم المملكة، وأضاف: من المفترض أن يكون هناك تواجد للجنة المنظمة وأن يتأخر المعرض، كما أشار إلى غياب الفنانين التشكيليين.
وقال خطاب إن السعودية ستستضيف خلال الأسابيع القليلة المقبلة أياماً ثقافية عمانية.
وذكر الأديب التونسي عبدالقادر بن الحاج أن الحضور لم يكن كما هو متوقع ومأمول، لكنه لم يخف تفاؤله باعتبار هذه الأيام التونسية خطوة أولى.
ومن جانب آخر، تحدث السيد المنجي الزيدي في محاضرة بعنوان (النهضة الثقافية في تونس العهد الجديد) وأدارها الدكتور عبدالله الرشيد، تحدث عن التغيير والتحول في بيئة المجتمع التونسي الجديد، وتطرق لفكرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية السياسية، وتناول التنمية الثقافية في تونس عبر تاريخها، مشيراً إلى أهم القرارات التاريخية الثقافية وإعطاء المثقفين دورهم في هذه المرحلة والاهتمام بهم وبدورهم من خلال تخصيص يوم وطني للثقافة التونسية ووضعهم كمستشارين ووجود صندوق لدعم المثقفين والمبدعين.
وبعد ذلك تحدث عن أهمية التراث في جانبيه المادي والفكري في تونس. ونفى في رد على سؤال لأحد الحاضرين أن يكون هناك تعالٍ من قبل المثقف من المغرب العربي على المثقف من المشرق العربي، معتبراً هذا التقسيم استعمارياً.
وأشار إلى تمسك الثقافة التونسية بأصالتها العربية والإسلامية ومشيداً بقرار وضع الكتابة العربية قبل الفرنسية على لوحات المحلات التجارية.
(المصدر: صحيفة الوطن السعودية الصادرة يوم 30 نوفمبر 2006)
الرابط: http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-11-30/culture/culture04.html
رسالة من طالبة بجامعة صفاقس
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
وبعد,
أكتب هذه السطور القليلة و دموعي تبلل أوراقي, و أنا في غاية الأسى واللوعة على بلدي الحبيب تونس, كيف حوله دعاة الجهل والظلام من بلد الاستقرار و الالتزام إلى بلد العنف و التفسخ والانحلال.
هذا لم يعد بالجديد على سفاحي هذا النظام الذين تخلوا عن مكافحة المخدرات والتهريب والمتاجرات الممنوعة ليتحولوا إلى فرق محاربة الملتزمات و المحتشمات في الأحياء والطريق و أينما نكون.
الفاجعة التي عشتها صباح اليوم في طريقي إلى أسواق المدينة العتيقة بصفاقس تمثلت في إيقافي في الطريق من قبل سيارة بوليس قطعت طريقي فجأة و بعنف ثم نزل منها عملاق يلبس الزي النظامي طلب مني هويتي ثم قام بشتمي وإهانتي ونعتني بكل الأوصاف الدنيئة التي لم أرها تجتمع في شخص سواه. ولما لم أبالي بجهله ثار ومد يده القذرة لينزع عني حجابي عنوة ثم رماه على الأرض وانصرف.
أيهتك عرضي من أجـــل الحـــجـــاب
أهذا هو الـــعدل بحـــــــق الأربـــــاب
أم أنــها وصـــية مـــسـيلم الكـــــــذاب
أهـــو غــزو في العــالم وكل الأقــطاب
أم أنــــــــت فــقــــط فـي هــذا الـبـــلاد
فأيــــــن أنـــــــا مــن هـــذا الــعــــذاب
لقد غلقت في وجهي جميـــع الأبــــواب
و لولا الإيـــمـــان و حــب الاحتســــاب
لـــــدفن الإســــلام و ســــاد الـخــــراب
لا تخف أيها الكافر سـيأتــيـك العــــقـاب
لقد آمنت بيوم الحشر و هو يوم الحساب
فذق بجهـلـــك أرقى أنــــــواع العــــذاب
أكثر من عذابي يوم نزع مني الحـــجـاب.
أختكم في الله نورة
(المصدر: موقع « طلبة تونس » بتاريخ 29 نوفمبر 2006)
الرابط: www.tunisie/talaba.net
أضـغـاث أحـــلام
جيلاني العبدلي
تقدمت سيدة محجبة من سكرتير تحرير صحيفة « الموقف » فسلمت راستأذنت في الجلوس وقالت : « نشد على صحيفتكم ونشكر سعيكم ونقد ر جهدكم في إنارة العقول وكشف المظالم والذود عن الحق المغصوب والكرامة المهدورة ثم صمتت قليلا و تنهدت عميقا وأردفت قائلة أنها كثيرا ما تعرضت لمضايقة إدارية وهرسلة أمنية بدعوى حملها زيا طائفيا معبرة عن امتعاضها الكبير وسخطها الكثير من نهج السلطات في انتهاك الحريات الشخصية والإخلال بالمواثيق الإنسانية مناشدة مخاطبها أن ينقل صرختها وتظلمها على أعمدة صحيفتها المفضلة ويطرح ما يدور بخاطرها من أسئلة محيرة حول أندر المراسيم وأشهر المناشير في عالمنا الاسلامي هو المنشور رقم 108 المخالف للدستور التونسي والقابل لكثيرمن التأويل والتقديرلسكوته عن المعنى المقصود من « اللباس الدخيل » و « الزي الطائفي » ولسكوته عن طبيعة الطائفة المشمولة بالمنع وعن سبل التمييز بين غطاء الرأس طائفي وآخر غير طائفي، فالمسألة على غرابتها وفجاجتها تحتاج الى التوضيح والتدقيق والإفصاح حول تعيين الطائفة أوالطوائف المقصودة وشكل لحافها ونوع تصميمه ولونه المميز وقماشه المعتمد وطريقة لفهّ وشدّه وكذلك العقوبة المترتبة عنه حتى تكون التونسيات على بيّنة من الأمر وحتى نحمي نساءنا من طائفة ممنوعة قد توسوس سيدة تونسية فتزل بها القدم وتصيرالى العدم .
تسكتت هذه المحدثة المكلومة وحكّت أنفها بسبابتها وأضافت بحسرة ومرارة أن مسؤولين حكوميين رفيعين زجوا بأنفسهم في مسألة اللباس وأدلوا بدلوهم في معركة الحجاب الدخيل وما يمثله من خطرعلى الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعية واستماتوا في ممارسة الدعاية والضغط والتخويف وتناسوا أن ملبسنا و مأكلنا ودواءنا ومركبنا ومصنعنا وأمثلة مسكننا في غالبها جميعا من فئة الدخيل بل أدعي أن الريح الوافدة من إيطاليا و الجزائر و ليبيا حاملة إلينا في طياتها أكسجينا دخيلا نافذا من خياشمينا الى رئتي كل واحدا منا. ثم سألت مخاطبها وقد تفطر قلبا لحديثها ان كان بإمكان هؤلاء المتحفزين المتوثبين لتونسة غطاء الرأس وأردية الناس أن يحرصوا بنفس الشكيمة والعزيمة على تونسة معالم حياتنا في المعرفة والعلم والصناعة والعمارة والفكر والسلوك ونمط العيش وكذا حاجتنا من الأكسيجين أم أن في المسألة حكمة أخرى لايفقهها غيرأولى الأمر و ماكان لنا مفيدا أن نسأل نحن عن أشياء إن تبدلنا تسؤنا ».
في هذه اللحظة تدخل منبه ساعتي على الجدار وأفاقني بغيرلطفه المعتآد من نومي العميق وأزاح عني كابوس الأحلام فاندفعت من فراشي وهيأت نفسي للعمل لكن من حظي العاثر أن أربكني في طريقي مشهدآن أعاداني الى واقع أحلامي: مشهد أول لسيارة أمن مدنية تستوقف على قارعة الطريق سيدتين متعجبتين وتسحب منهما بعد الهرسلة وثائق إثبات الهوية وتدعوهما في الحال الى مقر الفرقة العدلية ومشهد ثان لمديرمعهد ثانوي يتصدر الباب الخارجي للمؤسسة التربوية ينهر كل تلميذة متحجبة ويصدها بالتقريع عن اللحاف بقاعة الدرس مالم تضع حدا لعلاقتها المشبوهة بغطاء الرأس .
واصلت بكثير من الأسى سيري وأنا أردد في نفسي: نعم الحرية في بلدي! ونعم الديمقراطية في وطني! سنة حسنة سنها فينا أولو الأمر منا فلهم أجرها وأجرمن عمل بها إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها.
(المصدر: موقع الحزب الديموقراطي التقدمي التونسي نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 382 بتاريخ 24 نوفمبر 2007)
فرعون تونس يحشر رهبانه لقضية الحجاب
خصصت القناة التونسية » تونس 7 » برنامجها الأسبوعي » ملفات » لموضوع » اللباس والهوية » وحشرت يوم 28 نوفمبر الجاري 06 مجموعة من الأساتذة الجامعيين هم :
1 ــ الدكتور محمد بوزغيبة ـ أستاذ الفقه وعلومه بالجامعة الزيتونية.
2 ــ الدكتور عفيف الصبابطي ـ أستاذ الحديث وعلومه بذات الجامعة.
3 ــ السيد محمد جمال ـ أستاذ الفقه بذات الجامعة.
4 ــ الدكتورة منجية السوايحي ـ أستاذ علوم القرآن بذات الجامعة.
5 ــ الدكتور عبد الوهاب محجوب ـ أستاذ علم النفس الإجتماعي. وتولت تنشيط البرنامج السيدة ألفة الشرفي. تابعت البث المباشر وكذا إعادته مسجلا في اليوم الموالي وسجلت ما يلي من ملاحظات :
1 ــ حذف الجزء غير المرغوب فيه من حديث الدكتور بوزغيبة :
سبق للدكتور محمد بوزغيبة أن حبر مقالا مطولا في جريدة الصباح التونسية بتاريخ 12 نوفمبر الجاري 06 ( نقلته تونس نيوز كاملا بذات التاريخ ). وذلك ردا على مقال مطول سابق للدكتور الصادق كرشيد الذي أنكر فيه وجوب تغطية المرأة لشعر رأسها. عكف الدكتور بوزغيبة على جمع عدد كبير من الشواهد لذلك الحكم الشرعي القطعي إستنادا إلى فتاوى فقهية علمية محررة بعناية من لدن علماء الزيتونة منهم الشيخ الحطاب بوشناق والشيخ محمد العزيز جعيط والشيخ محمد الطاهر بن عاشور والشيخ بلحسن النجار والشيخ أحمد بيرم والشيخ عثمان بلخوجه وذلك في معرض ردهم على سؤال تقدم به عام 1930 المرحوم الطاهر الحداد في سؤاله عدد 12 ويمكن مراجعة ذلك في كتابه الشهير : » إمرأتنا بين الشريعة والمجتمع « . ولم يغفل الدكتور بوزغيبة عن ذكر مستندات تلك الفتاوى من مثل موطإ مالك وما أثر عن إبن عباس عليه الرضوان. جاء مقال الدكتور بوزغيبة في مكانه وزمانه من رجل جمع بين الوفاء لتخصصه العلمي ـ كما سيذكر هو نفسه في هذا البث الفضائي ـ وبين شجاعة إسلامية أهلته لقول كلمة الحق. تلك الكلمة التي خرست عنها ألسنة علمية عتيدة في تونس وغمطتها أقلام أخرى آثرت السلامة غافلة عن ساعة الندامة.
تابعت البث الأصلي للبرنامج وفي الربع الأخير من عمر ما سمي زورا حوارا قال الدكتور بوزغيبة : » وفاء لتخصصي العلمي يجب علي التذكير بإجماع علماء الزيتونة على وجوب ستر المرأة لسائر بدنها ما عدا الوجه والكفين « . ولما تابعت إعادة البث المسجل في اليوم الموالي على ذات القناة على الساعة الثانية عشر وخمس وثلاثين دقيقة زوالا ( توقيت أروبا الشتوي ) ألفيت أن كلام الدكتور بوزغيبة وقع فسخه فجاء حديثه كما يلي : » وفاء لتخصصي العلمي يجب التذكير بإجماع علماء الزيتونة « . شعرت بالإنقطاع المفاجئ للحديث وبطريقة تحول » الكاميرا » بسبب متابعتي للبث الحي المباشر.
2 ــ دعي الدكتور بوزغيبة على أساس تمثيل الرأي الآخر :
لم يغفل الحاضرون عن التنويه بحيوية الموضوع وإجرائه على صورة حوار بين رأيين ورغم أن المنشطة لم تشر إلى ذلك من قريب ولا من بعيد فإن المشاهد لا يحتاج لذكاء وقاد ليعلم أن الدكتور بوزغيبة جيء به ليمثل الرأي الآخر وذلك إستصحابا لمقاله العلمي الموثق المشار إليه آنفا سيما أنه يستند إلى » الفتوى التونسية » القحة من أهلها في مسألة لباس المرأة. لم يشفع للدكتور بوزغيبة كونه أثنى بما فيه الكفاية في مقاله العلمي الموثق ذاك على رئيس الدولة بل على مستشاره الخاص ووزير الدين لديه.
أجل. لئن إحتملت جريدة الصباح التحقيق العلمي الذي جمعه الدكتور بوزغيبة فإن القناة الفضائية التونسية لم تقو على ذلك فإضطرت إلى فسخ تأكيد الدكتور على إجماع مشايخ الزيتونة على وجوب تغطية المرأة لشعر رأسها. لم تحتمل ذلك حتى لو كان موثقا في الكتاب الذي ظل يعتبره بورقيبه ومن بعده عصابة تجفيف منابع التدين في تونس إنجيلا تصدقه مجلة الأحوال الشخصية. لم تقو القناة على ذلك رغم أن مشاهديها بالكاد يناهزون عدد أصابع اليد الواحدة بسبب معطيات الثورة الإعلامية بفضائياتها المزدحمة ومواقعها المكتظة.
3 ــ توضيحات أخرى ذات علاقة بموضوع : العدوان على الحريات الدينية والشخصية للناس:
ـــ وصف حكام تونس بعصابة الفساد والتصهين ليس من باب التجني إذ أجمع كثير من أهل الحكمة والرأي على أن أولئك لم يعودوا يمثلون دولة أو حكومة بقطع النظر عن ظلمها أو عدلها. من أولئك الدكتور هيثم مناع الناطق بإسم الهيئة العربية لحقوق الإنسان. إستمعت إليه بأذني هاتين قبل أسابيع قليلة في قناة » الحوار » اللندنية يؤكد بأن حكام تونس لم يعد ينطبق عليهم سوى كونهم عصابة فساد على طريقة عصابات » المافيا « . لا يختلف حكام تونس عن غيرهم كثيرا في كميات الظلم المسلط على الناس ولكن يختلفون عنهم جميعا بإستخدام أساليب العصابات المفسدة في الأرض من قطعان الهمج المعربدة بسلطانها.
ـــ بعد تسعة عشر عاما على إغتصاب تلك العصابة للحكم في تونس بددت كل الأكاذيب التي وعدت بها الشعب فلم يبق من ذلك شيء سوى الشعار. ذلك هو ما كتبه الإعلامي رشيد خشانة يوم 16 نوفمبر الجاري 06 . ( إنظر المقال منقولا بالكامل على تونس نيوز لذات اليوم).
ـــ لم تكتف تلك العصابة بسحب الترخيص لقناة الجزيرة ممثلة في الإعلامي التونسي خالد نجاح ولا برفض الترخيص للاعلامي لطفي الحجي مراسلا جديدا ولا بإفتعال المشاكل الدبلوماسية مع دولة قطر إحتجاجا على » جريمة » إنشاء وتمويل الجزيرة وهي الدولة الوحيدة فوق أرضنا التي تقدم على قطع علاقاتها مع دولة عربية بسبب برنامج فضائي. بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حين منعت الصوت الإعلامي التونسي من المشاركة في المكتب الإقليمي للقناة المستحدث أخيرا في الرباط .( أنظر التقرير بالتفصيل في جريدة الموقف التونسية عدد 382 بتاريخ 24 نوفمبر الجاري ـ نقلته تونس نيوز كاملا ).
ـــ في محاولة لتبييض وجهها الأسود الكالح تعمد العصابة من حين لآخر إلى إخراج دفعة من المساجين السياسيين المدفونين تحت الأرض منذ عقد ونصف كامل بعد ما قضى منهم ما يناهز الخمسين. بعد إخراجهم من السجون تفتح لهم أبواب السجن الأكبر : المهندس حمادي الجبالي يحاصر منزله بأربع فرق بوليسية مختلفة على مدار الساعة تنتصب بعض تلك الفرق من حين لآخر فوق سطح بيته لتهتك ستره من الداخل ثم تتدخل لتفسد حفل زفاف إبنته. الدكتور المرزوقي تسلط عليه العصابة كلابها المسعورة تنهشه بعصيها وتقذفه بالحجارة فيضطر إلى الإختفاء في بيته. الشيخ محمد العكروت الذي سرح أخيرا من السجن بعد قضاء عقد ونصف كامل فيه بسبب قيادته لحركة النهضة يمنع نجله من مواصلة تعليمه الجامعي نكاية في والده.
وإلى حلقة تالية أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه.
الهادي بريك ــ ألمانيا
منجية سوايحي تهاجم الحجاب…ومحمد جمال يصف السيدة عائشة ب BLONDA
مازالت قضية الحجاب في تونس تتفاعل وتفرض نفسها على ساحة الأحداث بقوة، وكان آخر فصولها الملف الذي بثته الاذاعة والتلفزة التونسية مساء الثلاثاء (28 نوفمبر 2006، التحرير) وكعادة المشرفين على مثل هذه الأنواع من البرامج الحوارية الحساسة حاول الحضور مجانبة لبّ القضية وذهبوا بعيدا وبرزت التفاصيل على حساب الاصل وجوهره مما يحدو بالمشاهد التحلي بطاقة هائلة من الصبر و مثلها من الفطنة كي يتسنى له متابعة تدخلات الحضور وربط ما يقال بجوهر الموضوع.
بدا واضحا كذلك أن الكل لا يريد تحمل مسؤولية المعالجة المباشرة وينتظر المبادرة من الآخر لمعرفتهم بأن الامر اذا طرق جوهره انتهى في ثوان فالنصوص واضحة والسياق جلي والحجاب ليس محدثا إنما استصحبته الأمة على مدى تاريخ رسالتها .
الدكتور محمد جمال والذي سبق وقدّم برامج دينية للقناة التونسية كعلم من أعلام الزيتونة لم يوفقه الحظ لا من قريب ولا من بعيد فكان أداؤه مشوشا مرتبكا، واستجمع شجاعته في مرحلة من مراحل البرنامج وحاول أن يقدم (اضعف الايمان) غير أن منجية السوايحي كانت فطنة فقطعت عليه الطريق مرهبة إياه ببعض الجمل التي لا يعرف سرها إلاّ الدكتورة عندها أفل نجم الشيخ وأنهى البرنامج باهتا لا لون له ولا طعم اللهم إلاّ من بعض المداخلات المنتكسة أهمها ما وصف به السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأنها » blonda » وعلى خلاف الدكتور جمال كانت الدكتورة منجية السوايحي الوصية الأولى على الحوار الدائر وأمينة سره وصمام أمانه فتراها تميّع متى تشاء وتقطع الحوار اذا اقترب من الجدية وترمي به بين أحضان التفاصيل المفتعلة كما أنها تعود على بدء في عداوتها الظاهرة لعمر بن الخطاب فاقتطعت تفاصيل تاريخية من سياقها وساقتها بشكل مشوّه حتى تهتز صورة الفاروق في أعين الناس الذين لا يعرفون مشاربها والذين لم يتسنّ لهم النهل من التاريخ النقي لعملاق الاسلام.
نقطة أخرى حيرت المشاهدين وما كان لهم أن يحتاروا وهم في رحاب قناة 7 دكتور الحديث هذا الذي لم يتحدث عن الحديث العام بله عن شريفه بدا هائما بالجمال والنساء والألوان من أصفره إلى أحمره إلى الفاقع لونه الذي يسرّ الناظرين فصار أقرب إلى « كثير عزة » و »قيس ليلى » منه إلى أستاذ الحديث.
وللأمانة لا يجب أن نغفل عمّا قام به الاستاذ محمد بوزغيبة حين حاول أن يؤطر الحوار ويدفع به في الإتجاه الصحيح ويمرّر ما أمكن تمريره غير أنه كان محفوفا بزمرة احترفت ليّ عنق الحقيقة وآثرت مافي يد بن علي على ما في يد الله.
« فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون »
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 29 نوفمبر 2006)
حول الحجاب والختان واللباس الاسود و ما ورد في القرآن حول آل ابراهيم عليهم السلام
الحقائق يا دكتورة لا تبنى على مجرد الاعتقاد ، بل على وجودها من عدمه
عبدالباقي خليفة (*)
توقعت الرد على ما كتبته حول اسرائيليات كاتبة من النوع الذي يمارس الببغائية الفكرية دون أن يكلف نفسه عناء البحث و التدقيق . لكني لم أكن أتوقع أن يكون هزيلا ، وأن تموء القطة ، رغم احتفاظها بانتفاخها المعهود عند شعورها بضعفها . فبعد أن كانت تكتب بكل غرور ووثوق من معلوماتها المهلهلة ، عادت لتقول بأن الموضوع يتسم بالدقة والغموض ( السطر الاول ) و بعد أن كانت تتحدث عن البدايات المؤصلة و الغارقة في القدم ، أضحت تتحدث عن » الظاهرتين » و مفهوم الظاهرة معلوم ( السطر الثاني ) وعوض أن تراجع نفسها و تصحح معلوماتها ، رمتني بدائها و انسلت ، عندما كتبت » آليّات ( آليات الدفاع ) تنبني في كثير من الأحيان على إنكار الواقع، أو على المبادرة إلى اتّهام الآخرين لتجنّب مساءلة الذّات، أو على تداخل المرجعيّات وعدم وضوحها » و إذا كانت المرجعيات غير واضحة بالنسبة لها ، فهي كالمحجة البيضاء بالنسبة لنا . و دعوني أعلق على ما جاء في ردها…
1 ) لم ترد على النقاط التي أثرتها في الموضوع ، و ذهبت تتبع خطى أخرى ، تتحدث عن المحلي و الانساني ، ونحن مع البعد الانساني في الحياة البشرية ، خلاف ما يذهب إليه الليبراليون عندما يعملون على حصرنا في واقعنا المحلي ،ويؤاخذوننا لاننا نهتم بالمآسي الانسانية في كشمير والشيشان وآسيا الوسطى والبوسنة وكوسوفو وغيرها ، ومن ذلك مناقشة دارت بين الشيخ راشد الغنوشي حفظه الله ومحمد أركون على قناة الجزيرة في برنامج » خير جليس » .حيث كان أركون ضد اهتمام الدولة المسلمة أو المسلمين بشئون غيرهم من المسلمين تحت ذرائع واهية ، مثل الدولة المعاصرة و الوطن و المواطنة و ما إلى ذلك . و بالتالي لا أحد يمكنه أن يزايد على انسانية الاسلام أو الاسلاميين ، (وليس هذا موضوعنا ) وعندما سئل الشيخ راشد الغنوشي قبل بضعة سنوات عن موقفه ، وما إذا كان يتعاطف مع شعب مسلم يتعرض للاضطهاد قال فيما معناه » نحن نتعاطف مع نيكاراغوا و شعوب آسيا وافريقيا والقضايا الانسانية ولكننا لا نتعاطف مع الشعب …. » وقد تحير الحاضرون ، ولكن الرجل واصل فيما معناه قائلا » قضية هذا الشعب هي قضيتنا ، فكلمة التعاطف قليلة في حقه « …لقد ذهبت المسكينة بعيدا وهي تحاول عبثا الهروب أو إخفاء هزيمتها في النقاش ، كما يلاحظ من قرأ مقالها الاول و ردها الثاني ، حيث تاهت رميا في عماية . وتلقي الكلام جزافا و الاسهاب والاطناب في الحديث عن « عصر فلسفة حقوق الإنسان، وعصر تضامن المجتمعات المدنيّة من أجل دعم حقوق الإنسان في كلّ مكان » وهو كلام تنقصه الدقة ، حيث أن حقوق الانسان لا تتجزأ ، ولا يمكن اعتبار أمر ما حقا ، والآخر ليس كذلك كارتداء الحجاب مثلا . بل أنها تركت أكادميتها لتلقي المواعظ » فليترك كلّ منّا شيطان عصبيّته في جيبه، إذا أردنا أن نتحاور ونتجادل دون مصادرة للنّوايا ودون أفكار مسبقة عن المجتمعات » ولكنها دون أن تترك هي عصبيتها ، وأفكارها المسبقة عن المجتمعات حيث عممت في وقت سابق ظاهرة الختان على المجتمعات الاسلامية .
2 ) استمرت في تجنيها على البلدان العربية في موضوع ختان البنات ، و يبدو أنها استقت معلوماتها من برنامج في قناة للأطفال ، وكأن القضية عامة ، وفي كل الاحوال العادة في طريقها للانقراض تماما ،ولكن البائسة تحاول أن تنفخ فيها الروح ،وهي تحتضر ، لادانة مجتمعها » بالمفهوم الانساني « . وإذا نظرنا إلى خارطة العالم العربي والاسلامي لا نجد هذه الظاهرة في تونس والجزائروالمغرب وليبيا ودول الخليج قاطبة وايران و باكستان ودول آسيا والقوقاز المسلمة ودول البلقان و أوربا الشرقية ذات الاغلبية المسلمة أو بين الاقليات فيها .. وإنما تنحصر المشكلة في بعض قرى مصر والسودان و الصومال و بعض الدول الافريقية الاخرى ، وهي كما قلت في طريقها للانقراض وليست بنسبة 90 في المائة التي اخترعتها ( الاكاديمية ) بدون مراجع موثوقة ، وانحصار الظاهرة جاءت استجابة لدعوة العلماء والخطباء لوقف تلك العمليات المعروفة بالختام الفرعوني . ولا شك فإن تحسين الواقع أفضل من تحسين الصورة ، ولكن هذه ،تعطي صورة قاتمة لا تنطبق تماما مع الواقع الموضوعي .
3 ) اعترفت ضمنا بأن الختان عادة فرعونية انتقلت إلينا ، وبالتالي فهي » ليست لعنة البدايات » كما ورد في مقالها الاول ، وإن حاولت التقليل من ذلك بالقول » ليس فرعونيا وكفى » ونحن نقول إن بداياته كانت فرعونية و انتشرت في حوض النيل و ظلت إلى اليوم .
4 ) بالنسبة لموقف بعض العلماء من الختان ، فهو أمر يتعلق بما رسخ في أذهان الناس ، وهناك قاعدة فقهية يجهلها الكثير ومن بينهم صاحبة المقال تقول » الحكم على الشئ فرع من تصوره » وبما أن ما كان رائجا يعتبر ضروريا فقد ذهب البعض لاعتباره كذلك . ولكن الاسلام دين علم و معرفة و بحث و استقراء و تجربة ، فإذا ثبت أن أمرا ثبت ضرره بالانسان و بشخصيته و صحته و ماله و عقله ، فالاسلام يحرمه تحريما مطلقا . و لذلك حرم بعض العلماء التدخين رغم عدم ورود نصوص في القرآن والحديث تحرمه ، بناءا على القياس .. و إذا رأى شخص ما رأيا فهو رأيه بقطع النظر عن صفته و شخصه ، و لا يلزم أحدا سواه ومن اتبعه في رايه . وهكذا نشأ المجتمع الاسلامي ،وهكذا كان عبر التاريخ ،إذا استثنينا بعض مراحل الجبرية والقهرية و التوتاليتارية المعاصرة . .
5 ) للاسف الشديد فإن الكاتبة لم تذكر لنا مراجعها لنتأكد من صحة ما أوردته و نسبته للبعض ، و حتى وإن كان ذلك صحيحا فما أوردناه في النقطة الرابعة هو الجواب الشافي .
6 ) لم يذكر القرآن الكريم الذي هو المصدر الاول للمسلمين أن هاجرا تم تطليقها و طردها كما ذكرت صحابة المقال ، وإذا كانت الاخبار التاريخية و لا سيما ما يتعلق بالدين ، لا تخضع للتدقيق و المراجعة و التحقيق ، وفقا لتصورات عجيبة ، فإن الاسلام يأمرنا بأن نعلم قبل أن نؤمن » فاعلم أنه لا إله إلا الله » وبناءا على هذا النص الواضح بنى المسلمون معارفهم الدينية على اليقينيات ، و تتبعوا كل أثر منسوب للدين لتمحيصه ، و بنوا علم الجرح والتعديل .و هو ما نجد له شبيها في الدراسات الاكاديمية الاستغراقية . و لا يوجد دين أو ثقافة اهتمت بالتثيت من الرويات و الاخبار كما الحال في الاسلام و تاريخ المسلمين . و لا شك أن هناك أقوام ضاع منهم الدليل و أصول دياناتهم و تحديدا النصارى ، يحاولون تعميم التعمية والتقليل من عظمة علم الجرح و التعديل . والحقائق يا دكتورة لا تبنى على مجرد الاعتقاد ، بل على وجودها من عدمه . وإني لأتساءل كيف يسمح شخص ما لنفسه بأن يستخف و يستهين بالبحث والتدقيق ،و يعتبره محاولة يائسة لتطهير المرويات .
7 ) عوض أن تذكر لنا ما يؤيد رايها راحت تلقي كلاما أجوفا بعيدا كل البعد عن الدليل و البحث الأكاديمي » افتحوا كتب السّيرة النّبويّة وكتب التّفسير وكتب التّاريخ الإسلاميّ وكتب الأدب، قبل أن تبادر المؤسّسة الدّينيّة المشار إليها آنفا إلى « تطهيرها » اليائس ممّا تعدّه إسرائيليّات، فستجدون حديثا عن قصّة هاجر وغيرة سارّة منها وخروجها إلى الصّحراء صحبة طفلها إسماعيل. قد تكون هذه الأقاصيص من الإسرائيليّات، ولكن ألم يذكر القرآن نفسه قصّة سارّة وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق » لقد كشفت عن جهل مطبق ، أو تجاهل غير شريف بأسس البحث العلمي و الوصول إلى المعلومة ، وجهل خاص بعلم الجرح و التعديل .
8 ) لقد أكدت أنها لم تقرأ القرآن في حياتها ، أو قرأته بدون حضور ذهني ، فالقرآن يروي لنا القصة بطريقة مختلفة تماما على لسان ابراهيم عليه و على نبينا السلام ( ربي إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ليقيموا الصلاة ، فاجعل افئدة من الناس تأوي إليهم ) فابراهيم هو الذي أسكن ذريته ، و ليقيموا الصلاة . و ظهور علم الجرح و التعديل نشأ بعد انتشار وضع الاحاديث و التقول على الرسول صلى الله عليه وسلم ، و ليس لتطهيرها مما يوصف بالاسرائليات . فرحم الله امرئا عرف قدر نفسه ، فلماذا اقحمت نفسك في ميدان تجهلينه ، وبحر لا تحسنين السباحة فيه ، فغرقت و أغرقت .
9 ) لا أدري كيف تبادر إلى ذهنها وجود تناقض بين القول بفرضية الحجاب و كونه حقا من حقوق الانسان ، أليست الحريات الدينية حقا من حقوق الانسان نصت عليه مواثيق حقوق الانسان الدولية بما فيها الميثاق العالمي للحقوق الانسان ؟!!!
و القول بأنه واجب لا يعني التخلي عن القاعدة الاسلامية العظيمة » لا إكراه في الدين » فمن تلبس الحجاب يجب أن يكون عن قناعة شخصية .
10 ) أستغرب من دفاعها عن فرض نمط معين من الملابس ، » مثل اشتراط المؤسّسات لبعض المعايير لدى مستخدميها كفرض ربطة العنق، أو فرض لباس الحفلات في بعض الملاهي، أو فرض لباس معيّن للتّلاميذ » و دعوتها لجعل ذلك حجة لمنع المسلمين من لعب دور الضحية حسب تعبيرها ، و فتواها بمنع الحجاب « ويمكن لأيّ دولة أن تمنعه في مؤسّساتها التّعليميّة والعموميّة، من باب الحرص على حياد الإدارة وهيبتها، أو من باب اشتراط » فماذا لو فرض الحجاب لنفس الاسباب و بنفس المنطق .
نحن أمام حالة هلع و هستيريا عجيبة ، و ارتعاش بتعبيرها ، لا يمكن ايجاد تبرير له في عصر حقوق الانسان و المجتمعات المدنية ، وبلوغ الانسان مرحلة الرشد الانساني .
11 ) لا يعني القول بفرضية الحجاب ، تكفير لغير القائلين بذلك ، و لكن من المؤكد و ما هو سائد و معروف أن القائلين بفرضية الحجاب يتعرضون للاضطهاد و كل أنواع العدوان البوليسي و الاعلامي و اللفظي من قبل من يقولون بعدم فرضيته ، بل من قبل من ينكرون الاسلام كدين سماوي مثل الكاتبة.
12 ) تسأل هذه ، عن حكم ابطال الفرائض و جوابي هو كل من أنكر معلوم من الدين بالضرورة يناقش من قبل هيئة علمية فإذا أصر على موقفه يعتبر كافرا ، أي خارجا عن الدين بعدم الالتزام به . و الالتزام يكون بالايمان أي الاعتقاد بفرضية الامر ، والالتزام بأدائه كالعبادات . وهما أمران مختلفان ،وهناك اجتهادات قديمة و معاصرة حول كيفية التعاطي مع الكافر المرتد ( من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ) .
13 ) تساءلت كيف تكون الفرائض لباسا أو شارة و الجواب لقد كانت و لا تزال ..
14 ) قالت » إذا كانوا ينعتون أنفسهم بالديمقراطية ، فهل يحقّ لهم التّهجّم على من لا يقول بأنّه ليس فريضة، وأن يتملّصوا من التّعدّديّة التي هي جوهر الدّيمقراطيّة » ؟
و نحن نسأل نفس السؤال إذا كنتم تنعتون أنفسكم بالديمقراطية ، فهل يحق لكم التهجم على من يقول بفرضية الحجاب ، و أن تتملصوا من التعددية التي هي جوهر الديمقراطية » ألم تستفيدي يا دكتورة من سقراط ؟!!!
لقد دعونا و لا نزال ونكررها تعالوا إلى كلمة سواء أن نتعايش مع الاختلاف .ولكن إذا استمريتم في في مواقفكم العدوانية تجاهنا فقد نتخلى عن تسامحنا و نلجأ لنفس أساليبكم دفاع عن النفس و ردا للصائل …
15 ) قالت » أليس من باب النّزاهة أن يتنصّلوا من الدّيمقراطيّة التي يدّعونها وأن يكشفوا لنا بوضوح طبيعة مشروعهم المجتمعيّ » ؟ و نحن نسألكم نفس السؤال و ندعوكم مجددا لما دعوناكم إليه من قبل …
16) أما كون الدفاع عن الحجاب حجبا للقضايا السياسية ، فهو تحليل نتقاسمه و نسأل بدورنا أو نقرر كما قررتم بأن إثارة موضوع الحجاب و الحرب عليه من قبلكم و من قبل الانظمة القمعية حجبا للقضايا السياسية .
17 ) أما من يتجر بأجساد النساء ، فهم اصحاب الملاهي التي أشدتي بهم و بلباسهم و دور الدعارة التي لم تلق ضحاياها أي عناية من قبلكم أو مقال من مقالاتكم لتحريرهن من العبودية الحقيقية ، وتحرير المرأة من المزيدات الكاذبة للانظمة المتعفنة و مناضلي اليورو و الدولار ممن يزعمون الدفاع عن حقوق المرأة .
18 ) موقفك من الحجاب ليس مبنيا على أسس الحرية و حقوق الانسان ، و إنما على موقف فكري و تصور مرضي ، وربما ديني ، فهل يمكن لمحامية أو عضوة في البرلمان أو طبيبة أو استاذة أو طالبة دراسات عليا في دولة مثل تونس أو تركيا أو مصر أو غيرها أن تكون ضحية إجبار ، هل استخدمت آليات البحث الاكاديمي أو حتى الصحافي المحترم ، وسألت المحجبات بمن فيهن الغربيات اللاتي أسلمن من فرض عليكن الحجاب ؟
هل سمعت منهن نظرتهن للحجاب وكيف يشعرن بأنه حررهن من عبوديات كثيرة ؟. لماذا لا تحاولين الاقتراب من الاسلاميين و السماع منهم بدل السماع عنهم لتعرفي حقيقة ما يفكرون فيه ؟. هل فكرت يوما بأن تزوري عائلة مسلمة لتتعرفي على نمط حياتها ؟ ، هل سألت زوجة محجبة كيف يعاملها زوجهاو قارنت ذلك مع آخريات ؟ ، هل سألت فتاة محجبة كيف تعامل في بيتها ؟. لا يمكن الحكم على الاسلام من خلال أعمال مسلمين يجهلون دينهم أو يخالفون تعاليمه ولا يلتزمون بأوامره ولا يؤدون فرائضه ، وتسيطر على على تصرفاتهم العادات و التقاليد التي لا يتفق الاسلام مع غالبيتها و خاصة التي تتعلق بمعاملة المرأة أما وأختا و زوجة و بنتا . هل قرأت كتابا عن الجرح و التعديل و الاجتهاد و السيرة النبوية ، هل جلست مع مفتي تونس أو أي عالم من العلماء المعتبرين لتستقي منهم مباشرة التصور الاسلامي عن الكون و الحياة و الانسان ؟. هل فكرت يوما أن تكوني مصلحة من داخل الاسلام لا قرنا من قرون الوعول التي تحاول هد جبله الشامخ ؟ .
أدعو لك بالهداية …
( * ) كاتب و صحافي تونسي
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 29 نوفمبر 2006)
المصادقة على ميزانيتي وزارتي الشؤون الدينية والشؤون العقارية
وزير الشؤون الدينية: مصطلح الحجاب لا وجود له في النصوص الدينية ورفض الزي الطائفي في اطار قراءة واجتهاد منضبط
** يوجد حاليا حوالي 910 كتاتيب ونسعى لتكوين مؤدبين من حاملي شهادات الشريعة وأصول الدين
باردو – الصباح:
استهل السيد ابوبكر الاخزوري وزير الشؤون الدينية اول امس اجاباته على استفسارات النواب بموضوع الزي الطائفي وأشار في هذا الاطار إلى ان رفض الزي الطائفي في بلادنا ياتي في اطار رفض كل ما لا يتجانس مع المنهج القويم الذي انتهجته تونس منذ القدم وهو رفض كذلك لكل مظاهر النشاز داخل المجتمع…
وأكد ان هذا التوجه يأتي في اطار قراءة تلاءم مع واقعنا وتستند الى قرائن تاريخية وحضارية.. و«هي قراءة واجتهاد منضبط.. لم نخرج فيها عن عاداتنا وتقاليدنا… القصد منها التصدي لمن يريد ان يجعل من الدين مطية لبلوغ مطالب سياسية»..
وأشار وزير الشؤون الدينية الى ان مصطلح الحجاب الذي يتداول لا وجود له في النصوص الدينية كما ان الاسلام دعا الى الحشمة ولم يذكر لباسا بعينه للمراة او للرجل… وبين ان الزي الطائفي يهدد وحدة المجتمع ويغذي مظاهر الحقد، «وباعتبارنا امة وسطية فكما نقول لا للزي الطائفي نقول لا لكل مظاهر التسيب»..
العناية بالقرآن
حول تساؤل احد النواب عن عناية الوزارة بالقرآن الكريم ذكر وزير الشؤون الدينية انه ستصدر قريبا طبعة المصحف الجديدة اما عن تجزئة المصحف فذكر ان ذلك سيكون في مرحلة لاحقة وسيكون في جزئين.
في الجانب المتعلق بالعناية بالكتاتيب ذكر الوزير ان عددها بلغ حاليا 910 في كامل الجمهورية وقد تم تطويرها وهي تخضع لبرنامج يجمع بين تنمية المدارك الحركية واللغوية الى جانب حفظ القرآن وهناك سعي للرفع من اداء المؤدبين في الكتاتيب عبر اعداد مؤدبين من حاملي شهادات الشريعة واصول الدين.
تطوير الخطاب الديني
وبخصوص الخطاب الديني والحاجة الى تطويره ذكر السيد ابوبكر الاخزوري ان الوزارة تسعى ان يواكب الخطاب الديني تطور المجتمع وأشار الى انه تم وضع دليل يحتوي على اكثر من 60 خطبة ليستأنس بها الامام في خطبة الجمعة الى جانب ذلك يتم توزيع اقراص على الجهات تحتوي على احاديث ونصوص حول فقه الدين لاعتمادها في تكوين الأيمة. ولسد الشغورات في مجال الأيمة الخطباء ذكر الوزير انه تم تكوين بنك من الاطارات الدينية وهناك سعي لتكوين «الامام النائب».
وحول الاعلام الديني اكد الوزير ان الوزارة واعية بضرورة النهوض به لمزيد توعية المواطنين وهناك سعي متواصل لتطوير وتكثيف الحصص التلفزية الدينية واختيار من لهم القدرة على التبليغ لتقديمها في المقابل دعا الى تخصيص مساحة زمنية اكبر لهذه الحصص وبرمجتها في اوقات تتزامن مع ذروة المشاهدة.
من جهة اخرى وحول مقاييس اختيار المرشدين الدينيين لمرافقة الحجيج اكد وزير الشؤون الدينية تعقيبا على تساؤل احد النواب، ان ذلك يتم وفق مقاييس اختيار موضوعية بالأساس.
وفي مجال العناية بالمعالم الدينية اشار الوزير الى ان ذلك يتم بصفة متواصلة وذكر انه تم ضبط الخارطة المسجدية الى حدود 2010.
منى اليحياوي
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 30 نوفمبر 2007)
ملاحظة من التحرير: نظرا لأهمية هذا المقال الذي حرره الدكتور محمد بوزغيبة، أستاذ الفقه الإسلامي وعلومه في جامعة الزيتونة بتونس، في الجدل الوطني الدائر حول مسألة الحجاب والمرأة عموما نُعيد نشره مجددا في عدد اليوم:
موقف شيوخ الزيتونة من الحجاب
بقلم: الدكتور محمد بوزغيبة
أستاذ الفقه الإسلامي وعلومه ـ جامعة الزيتونة
الآن، وبعد ان تجاوز الامر حده، واصبحنا نسمع كلاما يجانب الصواب وينال من هيبة دولة مسلمة، كان لها شرف نشر الدين الاسلامي عموما والمذهب المالكي خصوصا في كامل القارة الافريقية وفي غرب أوروبا وجنوبها. وكان لها السبق في عدة علوم شرعية، وهذا افراط من بعض الاصوات والاقلام التي تهجمت على تونس دون موضوعية.
وبعد قراءة أطروحات بعض الباحثين التونسيين غير المتخصصين في الفقه الاسلامي، الذين استغلوا طرح السلطة المعتدل في مسألة الحجاب، الذي نادى بستر المرأة بناء على ماقالته شريعتنا الاسلامية الغراء، وهو معلوم من الدين بالضرورة، وذلك باستعمال اللباس التونسي التقليدي الذي استعملته امهاتنا وجداتنا منذ عدة قرون، وتهجموا على الحجاب عموما وعلى الستر والحياء والحشمة خصوصا.
أقول لهؤلاء وأولئك اقرؤوا آراء وفتاوى شيوخ الزيتونة القدامى والمتأخرين في موضوع الحجاب، وترفعوا عن السباب ولا تنسوا ان تونس متمسكة بالدين الاسلامي كهوية ومعتقد لا يقبل اي تونسي النيل منها، واتركوا الاختصاص لاهله وذويه.
* قيمة التخصص:
لماذا لا يتكلم عن الجراحة الا الطبيب المختص، ولماذا لا يتكلم عن التكنولوجيا الا المهندس والخبير والتقني المختص فيها، في حين يتكلم الجميع في التشريع الاسلامي، ويفسر الجميع كلام العزيز الرحمان على هواه، او ينتقي بعض الشوارد ويجمع الشتات ويلفق اراء الاقدمين على مزاجه لاطماع ثمنها بخس ولحسابات ضيقة الافق.
لقد تدخل المتفيقهون والوصوليون فحادوا عن الموضوعية وتفرقت بهم السبل، فتفاوتت اسهاماتهم بين ناقد للنص الشرعي عن جهل، وبين متبرم من النص الشرعي ومستخف به، لكنه متقنع بلباس الايمان والله يعلم ما تخفيه الصدور. أصبحنا باسم الحداثة نقرأ لمن يتهجم على عمر الفاروق وعلى عائشة ام المؤمنين اول فقيهة في الاسلام، ومن يتشدق بنكران القبور والبعث والنشور، ومن يستهزئ من الصحابة ويتهمهم بجمع السبايا والاسيرات عند الغزوات لمآرب شهوانية خاصة، وقد وصل الامر الى النيل من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثم من كتاب الله العزيز دستور المسلمين..
وفي قضية الساعة، أصبحنا نقرأ لمن يدعي ان الحجاب خاص بالمومسات لكي لا يعرفن عند مغادرتهن دور الخناء والدعارة، ونقرأ لمن يعتبر ان الحجاب لا يخص الا الحرائر قديما أما الاماء فلم يطالبن بذلك، وهب أن الحجاب خاص بالحرائر في صدر الاسلام، أنرضى بأن تكون نساؤنا وبناتنا وامهاتنا اماء وجواري وعبيد او حرائر يرتدين لباس الحشمة والوقار، ونقرأ لمن لم يرض بموقف السلطة المتمسك بالحشمة والستر والرافض للعراء وللباس الخليع بدعوى ان زمن غض البصر وزمن الشهوات قد ولى، وان التبرج واللباس الخليع وكثرة المساحيق هو رمز التقدم، متغاض عن الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها ولا تبديل لخلق الله.
وهناك من اعتبر ان الايات 31 من سورة النور و59 من سورة الاحزاب الخاصة بالحجاب، لم ترتق الى الوجوب الشرعي..
مقالات نشرتها الصحف التونسية باللغتين العربية والفرنسية وأقاويل بثتها بعض الهوائيات ان الدولة التونسية تتمسك بالحجاب كستر وتطالب بالبديل التونسي لتكريس ذلكم الستر، والدليل على ذلك هو اليوم الوطني للباس التقليدي الذي يقصد من خلاله المحافظة على لباس المرأة التونسية المحتشم.
لتوضيح هذه الاشكاليات سأبدأ بتقديم نبذة موجزة عن السبق التونسي في العلوم الشرعية، ثم الوقوف عند مصطلح الحجاب وتعريفه وتوضيح الكلمات المرادفة له، ثم توضيح قضية الحجاب وتقديم اراء شيوخ الزيتونة..
* السبق التونسي: المسألة المجمع عليها والواضحة في رابعة النهار، والتي لا يختلف فيها اثنان ولا يتناطح حولها عنزان ان تونس افريقية اقتنعت بالاسلام دينا منذ زمن الخلفاء الراشدين وتحملت عبء نشر رسالته شرقا وغربا.
فتونس سميت بذلك لانها تؤنس من يأتيها ضيفا، لقد وهبت اسمها الاصلي «افريقية» الى القارة التي هي جزء منها فمن الاراضي التونسية أسلم المغرب العربي والاندلس وصقلية وجنوب الصحراء الافريقية.
ومن الجامعات الاسلامية التونسية الاولى «عقبة القيروان» و«جامع الزيتونة المعمور» اخذ ضيوف تونس العلوم الشرعية من ابنائها.
ومن تونس انتشر المذهب المالكي في الغرب الاسلامي، وان مصادر المذهب المالكي تونسية الاصل.
ـ المدونة للامام سحنون وتهذيبها للبراذعي
ـ الرسالة لعبد الله بن أبي زيد القيرواني
ـ مختصر خليل المصري الذي ألفه باعتماده على ثلاثة علماء من تونس ذكرهم في مقدمة المختصر وهم: أبو الحسن اللخمي والامام محمد المازري وعبد الحق الصقلي.
ان المعول عند المالكية على هذه المصادر التونسية فتونس أنجبت احمد بن الجزار مؤسس الصيدلة، وعبد الرحمان بن خلدون مؤسس علم الاجتماع، وان افضل كتاب في علم اللغة هو «لسان العرب» لجمال الدين بن منظور القفصي..
وتواصل السبق التونسي الى الفترة الاصلاحية، حيث نجد ان اول تقنين للفقه الاسلامي في العالم هو «قانون الجنايات والاحكام العرفية» الصادر سنة 1861 الذي جاء قبل «مجلة الاحكام العدلية» التي طبقت احكامها في الدول الاسلامية بـ15 سنة لان المجلة ظهرت سنة 1876.
وفي علوم القرآن مثلا فان اقدم تفسير في العالم هو تفسير يحيى بن سلام (200هـ) وان افضل تفسير متكامل في هذه الازمان هو «التحرير والتنوير» للامام العلامة مبتكر علم مقاصد الشريعة محمد الطاهر ابن عاشور..
ذكرت نماذج من السبق التونسي في العلوم الشرعية لاثبت بدليل ساطع وبرهان قاطع مدى تجذر هذه الارض المضيافة في الشريعة الاسلامية، اقول ذلك بهدوء واتزان لمن يبحث عن النيل منها من الخارج، ولمن يصطاد في الماء العكر ويبحث عن تمفصلها عن جذورها الشرعية من الداخل بدعوى حرية الفكر والتأويل..
* مصطلح الحجاب:
وردت كلمة الحجاب في القرآن الكريم في ثمانية مواضع وهي (الاعراف: 46 ـ الاسراء: 45 ـ مريم: 17 ـ الأحزاب: 53 ـ ص: 32 ـ فصّلت: 5 ـ الشورى: 51 ـ المطففين: 15). ولقد ورد جميعها بمعنى الستر والمنع.
كما استعمل الحجاب في علم المواريث، والقصد منه منع بعض الورثة من الميراث عند وجود من هم اولى واقرب من الميت.
فالحجاب لغة الستر والحاجز والحيلولة، ولقد استعمله علماء اللغة في عدة معان، فقيل العجز حجاب بين الانسان وربه، والمعصية حجاب بين العبد وربه..
ومن الالفاظ ذات الصلة بالحجاب: الخمار ـ النقاب.. القناع ـ البرقع..
* الخمار: اصله الستر، فكل ما يستر شيئا فهو خماره، قال صلى الله عليه وسلم: «خمرّوا آنيتكم» (أخرجه الشيخان). وغلب في التعارف ان الخمار اسم لما تغطي به المرأة رأسها(1) ويعرّف الفقهاء الخمار بأنه ما يستر الرأس والصدغين او العنق(2) وعندهم ان الحجاب ساتر عام لجسم المرأة، اما الخمار فهو في الجملة ما تستر به المرأة رأسها.
* القناع: هو ما تتقنع به المرأة من ثوب تغطي رأسها ومحاسنها، ويطلق بعض الفقهاء القناع على الثوب الذي يلقيه الرجل على كتفه ويغطي به رأسه، ويرد طرفه على كتفه الآخر(3) فالقناع أعم واشمل من الستر في الخمار، او هو يخالفه عند بعض الفقهاء.
* النقاب: جاء في لسان العرب بأن النقاب هو القناع على مارن الانف. ثم يقول ابن منظور: النقاب على وجوه
قال الفراء: اذا أدنت المرأة النقاب الى عينيها فتلك الوصوصة، فان انزلته دون ذلك الى المحجر فهو النقاب، فان كان على طرف الانف فهو اللفام (اي اللثام).
قال ابن منظور: الوصواص البرقع الصغير(4)
قال الفقهاء كل من الخمار والنقاب يغطى به جزء من الجسم: الخمار يغطى به الرأس والنقاب يغطى به الوجه. والفرق بين الحجاب والنقاب ان الحجاب ساتر عام، اما النقاب فساتر لوجه المرأة فقط.
* البرقع: ما تستر به المرأة وجهها(5)
ولقد وردت مسألة الحجاب والخمار الخاص بالمرأة في الآية 31 من سورة النور والآية 59 من سورة الاحزاب، ولقد اجمع الفقهاء والمفسرون على ان المرأة مطالبة بستر ماعدا الوجه والكفين.
* اجماع الفقهاء: جاء في مختصر كتاب «النظر في احكام النظر في المسألة رقم 27: ان الوجه والكفين والقدمين هل يجوز للمرأة ابداؤها او لا يجوز اعني للاجانب؟ وهو موضوع الخلاف، فنقل عن ابن مسعود رضي الله عنه ان المرأة لا تبدي وجهها ولا غيره، وللشافعية قولان في جواز النظر الى الاجنبية احدهما المنع وهو الاشهر، والآخر الاجازة ما لم يخف الفتنة وقول ثان انه يجوز ابداء وجهها دون كفيها، يروى عن ابن جبير والحسن البصري.
وقول ثالث انه يجوز لها ابداء وجهها وكفيها، يروى عن ابن عباس وابن عمر وانس بن مالك وعائشة وابي هريرة وبه قال مالك والاوزاعي والشافعي وابوثور، وكلهم يقولون: تغطي في الصلاة جسدها الا الوجه والكفين(7).
وجاء في موسوعة الاجماع في الفقه الاسلامي ما يلي:
ـ المسألة عدد 2971: حدّ عورة المرأة: اتفقوا على ان شعر الحرة وجسمها وحاشا وجهها وكفيها عورة.
ـ المسألة عدد 2972: على من فرض حجاب الوجه والكفين: لا خلاف في ان فرض الحجاب في الوجه والكفين ما اختصت به نساء النبي صلى الله عليه وسلم وان كن مستترات الا مادعت اليه ضرورة.
ـ المسألة عدد 2252: وجه المرأة وشعرها في الصلاة: اجمعوا ان على المرأة ان تكشف وجهها في الصلاة ولو رآه الغرباء، وقد اجمع اهل العلم على ان المرأة الحرة تخمر رأسها اذا صلت.
ـ المسألة عدد 94: ما تلبسه المرأة المحرمة في الحج: اجمعوا على ان المرأة تلبس المخيط كله، وان لها ان تغطي رأسها وتستر شعرها الا وجهها، وقد اجمع الكل على ان لها ان تغطي اذنيها ظاهرهما وباطنهما ولا تلبس القفازين..(8)
* المقاربة التونسية: لم تشذ البلاد التونسية عما قاله الفقهاء، فما تقدم به رئيس الجمهورية ووضحه الناطق الرسمي باسمه وحلله وزير الشؤون الدينية هو الحفاظ على احتشام المرأة وستر وعدم ابداء مفاتنها بلباس خليع، فقط يتم ذلك بلباس تونسي لان الفقهاء تحدثوا عن الستر ولم ينظروا البتة الى نوعية اللباس لان عرف البلاد هو الفيصل بناء على القاعدة الاصولية: «العادة محكمة».
اذا هناك لباس تقليدي تونسي، اصرت السلطة على الذود عنه والتمسك به، لانه يكرس الهوية والمواطنة. جاء في كلمة وزير الشؤون الدينية لجريدة «الصباح: «نعم لأزيائنا التونسية المحتشمة الريفية والحضرية مثل «المحرمة» (الفولارة التونسية) «والتقريطة» و«البخنوق» و«الملية» و«البشكير» والسفساري» وما الى ذلك، نعم للجبة التونسية والبلوزة والكدرون»(9)
لكن نجد من لم يرض بتمسك الدولة بقيم دينها الحنيف، حيث قال احدهم وهو يعلن رفضه للسفساري: «اعتقد ان التراجع امام خطاب الحجاب بما فيه عبر الدعوة الى بديل «السفساري» كجزء من تراثنا التقليدي، لكن مع قناعتنا انه لا ينسجم مع مقتضيات الحياة العصرية لامرأة تطمح للمشاركة في الحياة العامة عملا وتعليما يمثل انتكاسة في حق مكاسب التحديث»..(10)
* شيوخ الزيتونة والحجاب:
سأكتفي بنقل أجوبة المشائح الذين استفتاهم الطاهر الحداد قبل تأليف كتابه امرأتنا في الشريعة والمجتمع سنة 1930.
* رأي شيوخ الزيتونة في الحجاب من خلال كتاب «امرأتنا في الشريعة» للحداد
السؤال رقم 12: ما الذي يجب ستره من بدنها عن الانظار صونا للاخلاق؟(11)
ـ جواب الشيخ الحطاب بوشناق (12): «أما ما يتعلق بالنظر اليها وسماع صوتها، فالمحرر ان الوجه ليس بعورة يحل النظر اليه لمن لا يخشى الافتتان، وقال القهستاني تمنع الشابة في عصرنا من كشف وجهها لانتشار الفساد. والحجاب ادعى الى العفة وآمن عليها ان تنظر اليها العين الفاجرة. واما صوتها قيل عورة وهو ضعيف، وانما العورة تمطيط الصوت وترقيقه بكيفية تستهوي الرجل.
ـ جواب الشيخ محمد العزيز جعيط (13): يجب بالنسبة للاجانب غير المحارم ستر جميع بدنها ماعدا الوجه والكفين، ويجب عليها ستر الوجه ايضا اذا خشي منها الفتنة.
ـ جواب الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور (14): «ان الذي يجب ستره من المرأة الحرة هو ما بين السرة والركبة عن عين الزوج، وماعدا الوجه والاطراف عن المحارم، والمراد بالاطراف الذراع والشعر وما فوق النحر، ويجوز لها ان تظهر لابيها ما لا تظهره لغيره ماعدا العورة المغلظة، وكذلك لابنها، ولا يجب عليها ستر وجهها ولا كفيها عن احد من الناس.
ففي الموطأ قال مالك: لا بأس أن تأكل المرأة مع غير ذي محرم على الوجه الذي يعرف للمرأة ان تأكل به، وهذا يقضتي ابداء وجهها ويديها للاجنبي، فوجه المرأة عند مالك وغيره من العلماء ليس بعورة، واستدلوا على هذا بقوله تعالى:
«قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم. وقوله: وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن».
وانما يستحب للمرأة ستر وجهها كما قال ابن عباس، ويحرم على الرجل النظر لوجه المرأة لريبة او قصد فاسد، واختلف في ستر قدميها على قولين.
وقد تفاوتت عصور المسلمين واقطارهم في كيفية ما ابيح لهم من احتجاب المرأة تفاوتا له مزيد مناسبة لاحوال الاداب والمعارف الغالبة في عامتهم وفي نسائهم. وله مزيد تأثر بالحوادث الحادثة من اعتداء اهل الدعارة والوقاحة على المحرمات، فيجب ان يكون حال الاداب والتربية في بلاد الاسلام هو مقياس هذه الاحكام.
وقال الشيخ الامام في الفتوى رقم: 76 من كتاب الفتاوى حول لبس الجلابيب
قال تعالى: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله عفوا رحيما»
جاء في التحرير والتنوير:
والجلابيب جمع جلباب، وهو ثوب اصغر من الرداء واكبر من الخمار والقناع، تضعه المرأة على رأسها فيتدلى جانباه على ذراعيها وينسدل سائره على كتفها وظهرها، تلبسه عند الخروج والسفر، وهيئات لبس الجلابيب مختلفة باختلاف احوال النساء تبينها العادات، والمقصود هو ما دل عليه قوله تعالى: «ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين».
والادناء: التقريب، وهو كناية عن اللبس والوضع، اي يضعن عليهن جلابيبهن، وكان لبس الجلباب على شعار الحرائر، فكانت الاماء لا يلبسن الجلابيب، وكانت الحرائر يلبسن الجلابيب عند الخروج الى الزيارات ونحوها، فكن لا يلبسنها في الليل عند الخروج الى المناصع، وما كن يخرجن اليها الا ليلا، فأمرن بلبس الجلابيب في كل خروج، ليعرف انهن حرائر، فلا يتعرض اليهن شباب الدعار يحسبهن اماء، او يتعرض اليهن المنافقون استخفافا بهن بالاقوال التي تخجلهن فيتأذين من ذلك، وربما يسببن الذين يؤذونهن فيحصل أذى من الجانبين، فهذا من سد الذريعة.
والاشارة بـ«ذلك» الى الادناء المفهوم من «يدنين» أي ذلك اللباس اقرب الى تعرف انهن حرائر بشعار الحرائر، فيتجنب الرجال ايذاءهن فيسلموا ويسلمن، وكان عمر بن الخطاب مدة خلافته يمنع الاماء من التقنع كي لا يلتبسن بالحرائر، ويضرب من تتقنع منهن بالذرة ثم زال ذلك بعد.
«فتاوى الشيخ الامام محمد الطاهر ابن عاشور جمع وتحقيق د.محمد ابن ابراهيم بوزغيبة، ط: مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث دبي 2004، ص350 ـ 351»
ـ جواب الشيخ بلحسن النجار (15): يجب على المرأة ستر وجهها وسائر بدنها عن الاجانب منها بحيث لا تظهر منها الا عيناها.
قال تعالى: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين، يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما».
والجلباب هو ثوب اوسع من الخمار، وقيل هو الرداء، وادناؤه هو ان تلويه على وجهها حتى لا تظهر الا عين واحدة تبصر منها، وقيل لا تظهر الا عيناها.
وقوله تعالى: «وأدنى أن يعرفن فلا يؤذين» أي حتى يميزن بين الاماء اللاتي يمشين حاسرات.
ـ جواب الشيخ أحمد بيرم (16): يجب سترها كلها في وقت انتشر فيه الفساد، حتى الوجه والكفين، وتحديد العورة للحرة بكذا والامة بكذا منظور فيه لصحة الصلاة وبطلانها حال الانكشاف.
ـ جواب الشيخ عثمان ابن الخوجة (17):
الجواب عن السؤال (12) إن الذي نص عليه الفقهاء في فصل النظر واللمس من كتاب الكرهة والاستحسان هو ان الرجل لا ينظر الى غير وجه الحرة وكفيها، ومن خاف الفتنة فما عليه الا ان يغض بصره. قال تعالى:
«قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم» الاية
هذا حكم المسألة من الوجهة الفقية واما تحليلها من حيث الاخلاق والآداب العامة وبيان المعاني التي اشارت اليها النصوص الواردة في هذا الغرض فان الافهام اضطربت في ذلك فمن ثم رأيت ان اجيب عن هذا السؤال من هذه الجهة ايضا بما فيه نوع تفصيل.
لا شك ان المرأة كالرجل لا فرق بينهما من حيث ان كلا منهما مضطر الى مد البصر واستنشاق الهواء، والتنقل من مكان الى اخر، والسفر لقضاء المآرب، او الاطلاع على صفات الكون وتنزيه النفس بشرط امن التعدي على كرامتها، وهذا القدر متفق عليه بين جميع العقلاء لا فرق بين من يدين بدين الاسلام وغيره وليس لنا دين من الاديان يجعل المرأة دون الرجل في شيء من ذلك.
لكن بما ان الدين الاسلامي جاء مؤيدا ومقررا لما اتفق عليه جميع العقلاء من اهل المدنيات وهو المحافظة على الآداب العامة والتباعد من هتك ستار الحياء اوجب على المرأة حال بروزها بين العموم ان تستر من جسدها ما يستلفت انظار الرجال اليها بوجه خاص ولا ضرورة تدعو الى كشفه، وذلك كالصدر والمعصم والساق وبالجملة ماعدا الوجه والكفين والقدمين، حيث لا ضرورة تدعو الى كشف غير ما ذكر وقد اتفق العقلاء من اهل المدنيات على ان كشف غير ما استثني مخل بالمحافظة على الاداب العامة ومن لم يكن من اهل الدين الاسلامي يعترف بأن ما يفعله المتبرجات من نسائهم انما هو من انواع التهتك وصنوف الخلاعة.
ثم لما كانت مبادئ الدين الاسلامي ما علم آنفا منع المرأة ايضا من ان تظهر بين العموم بادية الزينة متجملة بما تستميل به القلوب مثل تكحيل العينين وتزجيج الحواجب، واستعمال الطيب وما اشبه ذلك من مثيرات الشهوة الطبيعية. ولا يخفى ان ظهور المرأة بين الرجال بهذا المظهر لا يرتضيه اهل العقول السليمة لا فرق في ذلك بين المسلمين وغيرهم فمن ثم كانت تعاليم الدين في هذا الغرض مؤيدة لما اتفق عليه العقلاء من اهل المدنيات.
ان تأييد الدين لما ذكر نزداد به يقينا بأنه ليس مقتصرا على التوحيد والعبادات، بل هو ملتفت نحو النظام الدنيوي الاجتماعي حاث على المحافظة على الاداب العامة بوجه خاص سالك مسلك التوسط، والاعتدال في جميع اجراءاته، فالمرأة مثلا لم يعطها حرية تبلغ بها حدّ التهتك والتبرج بين العموم ولم يسلب عنها حقوقها الحيوية بحيث يذرها موؤودة وهي بقيد الحياة. ولاشك ان هذا القدر يقبله جميع العقلاء بسعة صدر وكل اطمئنان.
ان ما ينسبونه الى الدين الاسلامي من ارهاق المرأة بستر وجها بين العموم تقول عليه وشرع لما لم يأذن به الله منشؤه اندفاع بعض من المفسرين والفقهاء وراء تأثير القوميات والاوساط التي ينشؤون بها حتى اعتقدوا ان ستر المرأة وجهها بين العموم من الواجبات الدينية، واخترعوا لهذه العادة المحضة اسما مفخما سموه بالحجاب ونسبوا بعض آي الكتاب اليه اذ يقولون كان كذا قبل نزول اية الحجاب، بحيث ان الواقف على هذه الكلمات ينتقش في نفسه ان ارهاق المرأة بستر وجهها مما نص عليه القرآن بالصراحة ولشدة ما انطبعت نفوسهم بتأثير العادات القومية اقتحموا تفسير آي الكتاب العزيز بوجوه طبق ما يزعمون فحرفوا الكلام عن مواضعه وارهقوا فصيح الآيات بما ارهقوا به وجوه الغانيات، فمن مقدر لمضاف لا يقتضيه نظم الكلام الى مخرج اللفظ عن مدلوله اللغوي وهكذا. فخبطوا خبط عشواء وركبوا متن عمياء والانكى من هذا ان سموا قتلهم للروح القرآني دينا ولكن سبق الوعد بحفظه وما قتلوه يقينا.
ثم لما كان من الامر ما علم وجب التعرض لبيان معاني الآيات التي ارهقت بما لا تطيقه قال تعالى:
«وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن».
الخمار لغة ثوب تضعه المرأة على رأسها كالعمامة بالنسبة للرجل، والجيب شق في اعلى القميص ينفتح على النحر، فمعنى الآية حينئذ امرهن وقت البروز بين العموم بستر نحورهن واعلى صدورهن لان كشف ما ذكر بين عموم الناس، زيادة على كونه لا تدعو اليه الضرورة، مخل بصون الاداب العامة ومستلفت انظار الرجال اليهن اوجه خاص. فمن فهم ان الخمار اسم لما يغطى به الوجه فقد اخطأ لان غطاء الوجه يسمى برقعا فلو اريد ستر الوجه لقيل وليضربن ببراقعهن على وجوههن.
«ولا يبدين زينتهن».
الزينة اجلى من ان تعرف والمرأة منهية عن ان تظهر بها بين العموم الا ما كان ظاهرا لا يستلفت النظر بوجه خاص مثل نعل جديد ورداء حرير، فان الشرع ارقى من ان يلزم المرأة عند البروز بلبس نعلن مرقوع ورداء رث، بل منعها من ابداء الزينة الخفية المستميلة للقلوب واستثنى من كان التزين عادة من اجله وهو البعل ومن في اخفاء الزينة عنه تحرير للمرأة بسبب ضرورة المساكنة او ارتباط المصالح وهو من عداه من المذكور في الآية فمن قدر مضافا في نظم الكلام وصير المعنى ولا يبدين محل زينتهن وهو الوجه وما شاكله فقد ابعد لان تقدير المضاف لا يلتجأ اليه الا عند الاضطرار لتصحيح المعنى او قيام قرينة تدل عليه. ولا يخفى انتفاء الامرين هنا ويا ليت شعري كيف يفعل في الزينة المذكورة في آخر الآية عند قوله تعالى ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن فهل يقدر المضاف مرة اخرى ويقتحم التحريف وافساد المعنى او يبقيها على معناها ويمزق الاية حسبما يهواه.
«يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن».
الجلباب القميص وثوب واسع للمرأة دون الملحفة او ما تغطي به ثيابها من فوق كالملحفة او هو الخمار وايا ما كان فهو ليس اسما لما يغطى به الوجه خاصة وهو في الآية صالح لان يراد منه كل معانيه اذ سوق الاية للاعلام بأن المرأة مأمورة بادناء ثيابها من بدنها بحيث لا تنكشف اعطافها، وظاهر ان رخاء الثياب وتركها متباعدة عن البدن بحيث تبدو من خلالها اعطاف البدن ضربا من التبرج الممقوت عند كل العقلاء. فليس في الآية دلالة على اكثر من الحث على مراعاة الآداب واظهار العفاف وهو امر محمود عند العقلاء.
ومن المعلوم ان المرأة اذا تظاهرت بالعفة قل طمع اهل الفساد في اقتفاء اثرها وقصروا من اذايتها بفحش الكلام وهذا صريح بقية الآية:
«ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين».
«وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب».
سوق الآية للاعلام بأن من اراد سؤال شيء من ازواج النبي ليس له ان يلج عليهن في بيوتهن، اذ لا يخفى ان المرأة في بيتها قد تكون كاشفة عن شيء من بدنها او مشتغلة بتزيين وجهها او ما اشبه ذلك مما تفعله المرأة في خلوتها فيقبح بالرجل ان يلج عليها في حالة لا ترضى ان يراها الاجنبي ملتبسة بها، فامر الرجل اذا اراد سؤال متاع بأن يقف خلف الباب او الحائط او ما اشبه ذلك مما يكون حاجبا لها عنه حتى لا يخجلها. فالامر وان ورد في ازواج النبي غير مختص بهن لاطراد العامة كما لا يخفى فمن اراد ان يأخذ ستر الوجه بين العموم من هذه الاية فقد تكلف شططا، فقد ظهر مما تقدم بسطه ان ما هو جار بين بعض الناس من حمل المرأة على ستر وجهها بين العموم امر عادي محض وقومي صرف لا علاقة له بالدين اصلا ولا نقصد بهذا ان نحرض الناس على ترك عادتهم وتبديل قوميتهم كلا وانما الذي نقصده ان نحط عن كاهل الدين ما اثقلوه به غلطا واشتباها بسبب الاندفاع وراء التأثيرات القومية. ومن اغرب ما يسمع ان بعض الفقهاء بلغ به التطرف في هذا المقام حتى منع المرأة من الكلام بين العموم وادعى ان صوتها عورة يجب عليها ستره بين الناس ولو نظر في قوله تعالى:
«فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا».
لقصر من غلوائه وعلم ان النهي عن التليين والخضوع لان ذلك يستميل القلب اليها فنهيت عن ذلك وامرت بأن تسلك المسلك المتعارف بين الناس بحيث تكون بعيدة عن مظان الشبهات. قال تعالى: «وقلن قولا معروفا». وظاهر ان الامر هنا للاباحة، فالقرآن مصرح باباحة القول المعروف لهن، فالنص وان ورد في ازواج النبي، فالحكم بتناول غيرهن لاطراد العلة كما لا يخفى(18).
فالمجمع عليه عند الشيوخ الذين استفتاهم الطاهر الحداد هو ضرورة الستر، وان اعتمد البعض منهم على امكانية تغطية الوجه فان الارجح في هذه الازمان مثلما ألمع لذلك الشيخ ابن عاشور عدم الالتجاء لذلك والاكتفاء بتغطية الشعر دون الوجه والكفين.
* وفي سنة 1941 طرح السؤال على الشيخ محمد البشير النيفر(19) ضمن مجموع، وهذا نص السؤال:
«هل يجوز للمرأة المفاهمة مع رجل أجنبي عنها في أمر من الامور مكشوفة»؟
وكان جوابه كالتالي: يتلخص الكلام في الجواب عن هذا السؤال في نقطتين:
1 ـ كشف المرأة وجهها لأجنبي غير محرم
2 ـ وحديثها معه
اما كشف المرأة وجهها ومثله كفاها فحرام عليها مع خوف الفتنة او قصد اللذة، ويجب عليها والحالة ما ذكر ستر وجهها وكفيها، وما ذكرنا من الوجوب هو الذي لابن مرزوق القائل: انه مشهور المذهب. ونقل الحطاب عن القاضي عبد الوهاب الوجوب ايضا، ومقابله ان ذلك لا يجب عليها، ولكن على الرجل غض بصره، نقل هذا كله الشيخ البناتي في حواشيه على الزرقاني في بحث ستر العورة.
والمراد من الاجنبي، الاجنبي المسلم واما غيره فعورة المسلمة معه جميع بدنها، فيجب عليها ستره كله ولو مع عدم خوف الفتنة او قصد اللذة.. ثم تحدث الشيخ البشير النيفر عن صوت المرأة فبين ان حديثها للتعليم والبيع والشراء ونحوهما جائز..(20)
وبعد اربع سنوات اي في سنة 1945 طلب من الشيخ محمد القروي(21) أن يلقي محاضرة بعنوان:
* السفور والحجاب» ونظرا لطولها وغزارة علمها والمقارنة بين اراء المفسرين والفقهاء فيها، نشرتها المجلة الزيتونية في عدة حلقات (22)، جاء في مقدمة المحاضرة قول الشيخ محمد القروي:
«.. لقد انتدبني رئيس جمعيتكم صديقي الحقوقي الاستاذ الطيب غشام للقيام بمسامرة يكون موضوعها الحجاب والسفور، فترددت في اجابته وبقيت اقدم رجلا وأؤخر أخرى، لان موضوعا كهذا ليس بسهل التناول، اذ ترتبط به كثير من الشؤون الدينية الخلقية، وله اثر بيّن في الهيئة الاجتماعية، فهو امر هام قد تداولته الافكار قديما وحديثا، ومسألة خطيرة قد بسطت ووضعت تحت محك الانظار منذ زمن طويل، بل قد أفردت بالتأليف، واهتم بها المتأخرون اهتماما لم يحظ به غيرها من المسائل التالد منها والطريف.
والحق يقال انها اعظم واهم من ان تكون موضوع مسامرة، وذلك لتشعبها وكثرة فروعها وغزارة مادتها وصعوبة مرامها وخطورة شأنها، وتحرج موقف المتكلم فيها، واي موقف احرج واخطر من موقف رجل يقرر حقائق ويبدي اراء امام فريقين، اتجه احدهما الى التغالي المفرط في امر الحجاب، وسلك الى ذلك سبيلا لا يوافق عليه حديث صحيح ولا يرشد اليه نص صريح من أي كتاب.
والآخر أباح السفور بدون قيد ورغب فيه، وقام حاثا عليه بكيفية تؤدي الى الفساد العاجل والعقاب الآجل، وتؤذن باضمحلال مكارم الاخلاق وتقوض صروح الفضيلة والانحطاط بها الى الدرك الاسفل من انواع الرذيلة، ولم يكن بين هذين الفريقين من تحلى بحلة التوسط والاعتدال، الا نفر قليل، فهؤلاء في رأيي هم الذين تحروا رشدا وسلكوا الى الغاية المطلوبة طريق الهدى..
* (أقول فحلة التوسط التي نادى بها الشيخ محمد القروي طيب الله ثراه منذ الاربعينات، هي التي دأبت عليها بلادنا وأمرت بالتوسط في اللباس والتمسك بالاصالة التونسية دون افراط ووضع البرقع مع الخمار والنقاب مع الحجاب، ودون تفريط والتفسخ والانحلال).
ثم قدم الشيخ القروي تعريف الحجاب، وافاض القول في مسألة النظر وفي قضية غض البصر، ونقل شروح بعض المفسرين المتأخرين كالالوسي والغلاييني وقارن بينها، واهتدى الى جواز ابداء الوجه والكفين وستر كامل البدن..
* الحجاب من نواميس العمران: في نفس السنة ـ اي في سنة 1945 ـ ينشر الشيخ محمد الناصر الصدام(23) بحثا مطولا في المجلة الزيتونية، عنوانه: «الحجاب من نواميس العمران واسباب التناسل(24) ومما ورد في دراسته قوله: «.. ان السبب في تفاضل الامم الاسلامية في التمسك بالحجاب تابع لتفاضلهم في التخلق بخلق الحياء، فان الامة اذا لقنت ذلك في تربيتها الاولى وارتكزت عليه اصول تعاليمها بالغت في التحفظ بالحجاب والوصاية به، فلن يضرها دعاة السفور على وفرتهم وتزيينهم سوء عملهم».. الى ان قال ـ.. «ذلك ان علماء الشريعة مجمعون على ان وجه المرأة وكفيها ليس بعورة، كما انهم مجمعون على وجوب ستر الوجه عند خوف الفتنة وتوقعها..
ثم قام الشيخ الصدام بشرح آية الحجاب شرحا مستفيضا شفعه بأبيات شعرية كثيرة..
* فتوى الشيخ محمد المهيري الصفاقسي (25): سئل الشيخ المهيري حول حكم كشف المرأة لصدرها وعضديها امام اقاربها، فأجاب: اعلم ان المرأة لا يجوز لها ان يرى منها الاجنبي غير الوجه والكفين، وهذا مثل اخي زوجها، ومثل المرأة مع خال زوجها، ومثلها مع عمه وابن عمه وبقية اقاربه عدا والده، ولا يخلون بها وذلك الموت الاحمر. ويرى منها محارمها الوجه والاطراف، فيحرم النظر الى صدرها، وانما يرون منها ما فوق المنحر والقدمين والذراعين.
اذا علمنا هذا الخلق الجميل الذي دعت اليه الشريعة، فكيف يحل للانسان ان يترك زوجته ينكشف منها ما امره الله بستره، والحال انها زوجة له لا لغيره، فماذا يقصد بابداء زينة زوجه لسواه؟ أفلا توجد فيه غيرة دينية، وعلى الاقل حتى حمية؟ ان الحيوان يغار على انثاه ان يدنو منها سواه، والنظر هو نوع من التلذذ..
وللتوضيح فان الشيخ المهيري من الشيوخ الذين اوجدوا سندا فقهيا للفصول الواردة في مجلة الاحوال الشخصية، والتي اوقعت جدلا علميا بين الفقهاء عند صدورها.
* فتوى الشيخ محمد الهادي ابن القاضي: من الفتاوى الصادرة بعد استقلال البلاد فتوى مفتي الجمهورية في السبعينات الشيخ محمد الهادي ابن القاضي(26) الذي ورد عليه السؤال التالي: «أنا فتاة كثيرة التساؤل اعرف اشياء عامة عن ديني.. ولكني مع الاسف أرى من واقع مجتمعي اشياء مخالفة لواقع ديني، ثم نقلت آية النور، واضافت هل هذا امر ونص ثابت بتحريم ابداء زينة المرأة او وجهها او جسمها لأولي الاربة؟ نرى في المجتمعات العربية بصفة عامة ان النساء يخرجن مكشوفات، فهل هذا حرام؟ ارجو ان تجيبوني بأكثر دقة ممكنة، وتنبئوني كيف يمكن التوفيق بين الدين والعصر (سوسة).
قال الشيخ ابن القاضي: «لا يجوز للمرأة ان تكشف عما سوى الوجه والكفين خوف الفتنة الا لضرورة، كالكشف عن موضع المرض للطبيب المعالج، الذي يتوقف العلاج منه على مشاهدة العضو المصاب بالمرض او غيره من جسم المريض، لتوقف العلاج عليه، وما جاز للضرورة يقدر بقدرها، وانما جاز الكشف والنظر الى الوجه والكفين من المرأة دون ما سواهما، لقوله تعالى: «ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها». قال علي وابن عباس رضي الله عنهما: والمراد بما ظهر منها في الآية موضعهما، وهو الوجه واليدان لانهما يبدوان منها عند الخروج لقضاء حاجتها في السوق، ومنعها من الخروج للسوق لقضاء ضرورياتها فيه حرج عليها، والحرج مدفوع بالنص.
فالآية المذكورة نص على وجوب ستر المرأة ماعدا الوجه والكفين، وألحق بهما أبوحنيفة القدمين. واما ما سوى ذلك من اعضائها كالصدر والذراعين، فلا يجوز لها كشفه للاجانب الا لضرورة كما بيناه سابقا، وكون ذلك مخالفا لم يقتضيه حال العصر فهذا لا تأثير له على الحكم الشرعي، الذي ينبغي ان يكون المرجع فيه الى الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وما كان عليه سلف هذه الامة، لمن كان يرجو الله واليوم الاخر(27).
* فتويان للشيخ الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة: ورد للشيخ ابن الخوجة السؤال التالي: «هل السروال محرم ام جائز لباسه للمرأة في الصلاة وفي لباسها العادي؟ فأجاب: «ان كلمة السروال ويقال له لغة «السراويل» تطلق على نوعين: نوع واسع لا يحصر البدن وهو جائز بلا كراهة في الصلاة وغيرها. ونوع يحصر البعض من اجزاء البدن ولكنه يستر البدن سترا كافيا شرعا، وهذا النوع تصح به الصلاة مع قول بعضهم بكراهة ذلك. أما لباسه عادة فينكره بعضهم بدعوى انه من التبرج المغري، ولكن لا نعلم نصا شرعيا يحرمه مادام البدن مستورا، وتحريم امر بمجرد اجتهاد بعضهم لا يفتى به الا بدليل شرعي(28).
ـ وسئل الشيخ محمد الحبيب بلخوجة مفتي الجمهورية في سنة 1984 قيل له: من المعلوم من الدين ان جسد المرأة كله عورة ماعدا وجهها وكفيها، هذا في الصلاة ولكن هل يجوز لها ان تعمل وتنشط وتمشي في الاسواق مستورة البدن باستثناء وجهها وكفيها ام لا؟
ـ الجواب: يجوز للمرأة ان تعمل وتنشط وتمشي في الاسواق مستورة البدن غير الوجه والكفين، ومها لا يدل على تبرج ممنوع روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قد أذن الله لكنّ أن تخرجن لحوائجكن»(29).
* الخاتمة: الآن وقد تحصحص الحق، فان فتاوى وآراء شيوخ الزيتونة طيلة كامل القرن العشرين تطالب بستر المرأة ماعدا الوجه والكفين وبتنقلها للشغل والتجارة وغيرها دون ان تحدد الكيفية، والسلطة الحالية لم تخالف ذلك، ولكنها فضلت ارتداء الكيفية التونسية التقليدية المحتشمة فلا تناقض ولا تنافر والله الهادي الى سواء السبيل.
***
الهوامش
1) راجع كتب اللغة: مادة خمر
2) مثلا: النووي الشافعي: المجموع: 171/1 ـ حاشية الصعيدي المالكي: 137/1
3) الموّاق: جواهر الاكليل على مختصر خليل: 52/1
4) ابن منظور: لسان العرب: مادة نقب + مادة وصوص
5) ألفيّومي: المصباح المنير: مادة برقع
6) راجع من التفاسير المالكية مثلا: تفسير يحيى بن سلام: 440/1 وما بعدها ـ أحكام القرآن لابن العربي: 1366/3 وما بعدها. و1573 وما بعدها ـ اضواء البيان في ايضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي: 126/6 وما بعدها و383 وما بعدها
7) أبوالعباس القباب: مختصر كتاب النظر في احكام النظر بحاسة البصر: تحقيق الدكتور محمد أبو الاجفان: 131 ـ 134: مكتبة التوبة
8) أبوجيب: سعدي: موسوعة الاجماع في الفقه الاسلامي: دار الفكر
9) جريدة الصباح 2006/10/14
10) جريدة الصباح: 2006/10/19 دون تعليق
11) الحداد: الطاهر: كتاب امرأتنا في الشريعة والمجتمع: 92 وما بعدها: الدار التونسية للنشر 1977
12) الشيخ محمد الحطاب بوشناق من فقهاء الحنفية المتأخرين (1984) له بعض الفتاوى والدراسات المنشورة بالمجلة الزيتونية: راجع مجلة الهداية: س11 ع6: 1984
13) الشيخ محمد العزيز جعيط: شيخ الاسلام المالكي ووزير العدل التونسي ومفتي الديار التونسية (1970) لقد تخصصت في شخصيته: راجع كتابي: فتاوى شيخ الاسلام في تونس محمد العزيز جعيط واجتهاداته وترجيحاته: دار بن حزم بيروت: 2005
14) الشيخ الامام محمد الطاهر ابن عاشور شيخ الجامع الاعظم وفروعه (1973) له تآليف علمية كثيرة وهو مفخرة العالم الاسلامي في القرن العشرين: راجع فتاوى الشيخ الامام محمد الطاهر ابن عاشور: جمع وتحقيق صاحب هذه الورقة: طبع دبي 2004
15) أبومحمد بلحسن بن محمد النجار من كبار فقهاء المالكية بتونس (1953): مخلوف: محمد: شجرة النور الزكية في طبقات المالكية: 429 رقم 1691
16) الشيخ أحمد بيرم شيخ الاسلام الحنفي وابن العلامة محمد بيرم الخامس (1935): الجحوي: محمد الثعالبي: الفكر السامي في تاريخ الفقه الاسلامي: 202/2
17) الفقيه المربي الحنفي عثمان ابن الخوجة (1933) راجع جريدة الزهرة عدد 8279: 1934
18) امرأتنا في الشريعة والمجتمع: 92 ـ 100
19) الفقيه المالكي محمد البشير النيفر له بعض الكتب المطبوعة (1974): مقدمة كتابه نبراس المرشدين: 5
20) المجلة الزيتونية ج7م4: 1941
21) العلامة الشيخ محمد القروي قاضي سوسة في الاربعينات والخمسينات ومن الشيوخ الذين قننوا مجلة الاحوال الشخصية عند استقلال البلاد.
22) راجع المجلة الزيتونية: المجلدان 6 ـ 7: 1945
23) الشيخ محمد الناصر الصدام شاعر وفقيه حنفي (1956): راجع مجلة الندوة س4 ع3: 1956
24) المجلة الزيتونية م6 ج1: 1945
25) الشيخ محمد المهيري باش مفتي صفاقس في الاربعينات (1973) راجع كتاب: فتاوى الشيخ محمد المهيري الصفاقسي: جمع وتحقيق الاستاذ حامد المهيري والدكتور محمد بوزغيبة س2002 ص199
26) الشيخ محمد الهادي ابن القاضي (1979) مفتي الجمهورية التونسية الثالث بعد الاستقلال، ومن مؤسسي المجلة الزيتونية، راجع الهداية س7 ع1: 1979
27) مجلة الهداية س2 عدد 3: 1975
28) مجلة الهداية س10 عدد 1: 1982
29) مجلة الهداية س11 عدد 3: 1984
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 18نوفمبر 2006)
مدخل قبل المحاورة مع صالح السعداوي
فتحي بيداني – سويسرا
ورد في مقال السعداوي تقريبا اكثر من 10 عناصر وقف عندها بشيئ من التحليل وابداء رايه والذي مفاده ان جملة هذه التحركات والأعمال التي قام بها اصحابها سلبية .
1- ذكر لنا الدكتور المرزوقي وقدّمه بصورة سلبية في حين المطلوب المساندة والتنسيق معه.
2- قال ان حمادي الجبالي مرّ على خطابه 16 سنة , في حين المطلوب الوقوف الى جانبه في زمن قل فيه من يعلن صوته ضد الإستبداد.
3- ذكر اجتماع الجبالي مع بعض قيادات النهضة سابقا , والسعداوي غير راض على ذلك في حين اذا حدث ذلك فهي بادرة حسنة .
4- ذكر الشيخ مورو والإخوة الذين معه بعين الرضا .
5- ذكر الشيخ الزمزمي انه الآن تذكر الدفاع عن المحجبات, هذا غير صحيح و الزمزمي قام بما يراه واجبا عليه
6- ذكر محمد بن سالم وتصريحاته , اقول ان بن سالم وغيره وان كانوا من قيادات النهضة ,الا ان النهضة لا تحاسب الا على بياناتها خاصة البيانات التي تصدر بعد المؤتمرات العامة ووثائقها الرسمية.
7- النهضة في الخارج .الحديث في هذا العنصر والتعليق القصير يخل به .
8- ذكر ان هناك من دعا الى اسقاط النظام مستغلا موضوع الحجاب – لا اظن ان عاقلا يعتمد هذه الوسيلة لتغيير السلطة في تونس .
9- ذكر تجمع امام السفارة التونسية في سويسرا وقال ان عدده لا يتجاوز 50 فردا , هذا غير صحيح العدد تجاوز ذلك بكثير, وان بعض الشعارات التي جعل منها « ذو العينين » قضية التمكين من عدمه , ماذا لو قرات في صلح الحديبية قول ابي يكر الصديق لرسول قريش : « اذهب وامصص بضر اللاتي » والذي يريد ان ينصح هناك طرق كثيرة للنصح .
10- ذكر ان الوقوف مع المحجبات هو اعطاء ذريعة للسلطة لزيادة تصعيد حملتها عليهن .
11- » قال من باب اولى دعوة بعض العلماء للمكانة في قلوب الناس مثل القرضاوي », كان يمكن يا سعداوي ان ترشد بمقال في هذا الشان .
هذه اغلب العناصر التي ذكرها السعداوي في مقاله وهي تستدعي محاورة عريضة وشاملة لأن هناك الكلام الكثير الذي يستوجب لتوضيح الصورة كاملة . لأني قد ارى عكس ما ذهب اليه السعداوي في اكثر العناصر التي ذكرها .
والحكم في الأول والأخير متروك للقراء لكني اردت قبل ان ادخل في الحوار ان اعرف من السيد محمد صالح السعدواي هل هذا اسمه الصحيح ام هي كنية ؟؟؟ , لأني وبصراحة شديدة لا اريد ان اعطي لأصحاب الأسماء النكرة غير المعروفة فرصة للتشويش على الصف الإسلامي , كما كتب احدهم فسوّى في مقاله بين الشيخ الطاهر بن عاشور ورجل آخر وصفه « بصاحب القدر العظيم » ربما لا يعرفه الا هو او المتساكنين في جهته .
ايضا حتى اعرف من هذا الشخص , لأن صفته الحقيقية تعطي مصدقية لمقاله وييسّر علينا محاورته من المنطلقات التي التي يعتقد فيها. مثلا – وليس السيد السعداوي -المقصود اذا كان صاحب المقال علمانيا او يساريا فكيف تريدني ان احاججه بالآية والحديث وقول الفقهاء . لأني أريد ان تكون لحواراتنا مصدقية وان تعم الفائدة الجميع.
كما لي رجاء لأسرة تونس نيوز الا تنشر المقالات الا بإمضاء اصحابها الحقيقيين لأن في بعض الأحيان يكتب الشخص باسم مستعار وهذا لا يليق . المهم ان نكون صرحاء فيما بيننا ونلتزم اداب الحوار واحترام الراي المخالف.
ولو كان الشخص الذي يكتب باسم مستعار او كنية من داخل السجن فهو مقبول حتى لا يحاصر ويحاط به . وانا شخصيا لا اتهم السعداوي لأني لا اعرفه حقيقة . وللحديث بقية .
والسلام
أزمة أحزاب المعارضة التونسية:
غياب التداول على المواقع القيادية أصل القضية
نور الدين المباركي (*)
ثمة شبه قناعة بين المهتمين بالشأن السياسي في تونس ، مضمونها أن أحزاب المعارضة التونسية تعيش أزمة حقيقية لم يعد من الممكن التغافل عنها أو تجاهلها، لأنها بلغت مرحلة متقدمة أصبحت تهدد دورها و وظيفتها.
و يشمل الوعي بهذه الأزمة(أيضا) نشطاء الأحزاب و قياداتها الذين ما عادوا يخفون ضعف أداء أحزابهم و محدودية إنتشارها و عدم قدرتها على التجديد و »ضخ دماء جديدة »في هياكلها. حتى أن هناك من بدأ يشكك في جدوى النشاط الحزبي أصلا.
و يختلف تفسير هذه الأزمة من طرف الى آخر. فهناك من يضع العوامل الموضوعية في المقام الأول (عزوف الشباب عن العمل السياسي …تراجع دور الأحزاب أمام الجمعيات و المنظمات غير الحكومية….الخ).
و هناك من يعطي الأولوية للعوامل الذاتية(عدم قدرة الأحزاب على تقديم بدائل ملموسة …البنية النخبوية لهياكل هذه الأحزاب …تحرك الأحزاب في مربعات ضيقة و محدودة…تعدد الخلافات الداخلية…الخ).
كما ان هناك من يعتبر ان العوامل الموضوعية و العوامل الذاتية تلتقي كلها لتفسر هذه الأزمة.
* * * * * *
و الحقيقة أن دراسة أزمة أحزاب المعارضة التونسية ، تفترض دراسة عدة جوانب أخرى تتعلق بنشأة هذه الأحزاب و صيرورتها و علاقاتها مع محيطها و بنيتها الداخلية و مرجعياتها النظرية. وهو ما لا يسمح به المجال هنا.
سنكتفي بالتعرض الى نقطة واحدة ، تعد من وجهة نظر عديد المهتمين بالشأن السياسي في تونس مظهرا بارزا من مظاهر أزمة هذه الأحزاب، لأنها فضلا عن كونها تمس من مصداقيتها فإن آثارها تمتد الى عموم نشاط هذه الأحزاب و أدائها.
و تهم هذه النقطة « التداول على المواقع القيادية »وخاصة المسؤولية الأولى داخل هذه الأحزاب ، أي مسؤولية « الأمانة العامة » أو « الرئاسة ». و تمس هذه المسألة كافة أحزاب المعارضة، القانونية منها و المحظورة.
* * * * *
ترفع كافة أحزاب المعارضة في تونس مطلب « التداول على السلطة »و تعتبره مطلبا حيويا لأنه يجسد الممارسة الديمقراطية . وتعتبر أن احتكار السلطة من طرف واحد من شأنه أن يفتح الأبواب أمام الإستبداد و الأزمات السياسية و الإجتماعية.
و تستشهد في هذا الصدد بما آلت اليه تجارب الحكم التي هيمن عليها حزب واحد و شخص واحد(تجارب بلدان المعسكر الاشتراكي سابقا)، و لما آلت اليه تجربة الحزب الاشتراكي الدستوري الذي هيمن على الحياة السياسية في تونس أكثر من ثلاثين سنة ، و تجربة الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة.
و تعتقد أيضا أن « التداول على السلطة »يبقى صمام الأمان في مواجهة الانفراد بالسلطة و كافة أشكال الإستبداد. لذلك فإنها تعتبره مدخلا أساسيا للإصلاح السياسي و تبوأه مكانة هامة بين مطالبها و شعاراتها.
* * * * *
لكن في المقابل إذا كان مطلب « التداول على السلطة » على هذه الدرجة من الأهمية و الحيوية ، فإن »المنطق » يفترض من هذه الأحزاب أن تعمل على تجسيده داخلها ، لتقيم الدليل على قوة المتانة بين خطابها و أفعالها، بين ما ترفعه من شعارات و ما تمارسه على أرض الواقع. بمعنى أن هذه الأحزاب وهي تطالب ب »التداول على السلطة » يفترض منها أن تجسد داخلها « التداول على المواقع القيادية »، وأن تجد الآليات الكفيلة لذلك(الأنظمة الداخلية و القوانيين الأساسية).
و اللافت للانتباه من خلال متابعة أداء هذه الأحزاب منذ تأسيسها أن أغلبها « لاتعترف بالتداول على المواقع القيادية » و خاصة المسؤولية الأولى (الأمانة العامة أو الرئاسة). إذ هناك من يتحمل هذه المسؤولية منذ ثلاثين سنة . وحتى من تخلوا عنها ، لم يكن الأمر نتيجة الإيمان بالتداول ن بل كان نتيجة « عوامل خارجية »:
_ الحزب الديمقراطي التقدمي: يتزعمه السيد احمد نجيب الشابي منذ تأسيس التجمع الاشتراكي التقدمي سنة 1983، أي منذ أربع و عشرين سنة.
_ حركة التجديد : يتزعمها السيد محمد حرمل منذ سنة 1981 ، أي منذ ست و عشرين سنة.
_ حزب الوحدة الشعبية:تزعمه السيد محمد بلحاج عمر طيلة واحد وعشرين سنة(من 1981 الى200). ولم يتخلى عن موقعه في ظروف عادية.
_ الحزب الاجتماعي التحرري: تزعمه السيد منير الباجي طيلة سبع عشرة سنة( من 1988 الى2006)و لم يتخلى عن موقعه الا بعد أن »بقي وحيدا » في قيادة حزبه.
_ الاتحاد الديمقراطي الوحدوي : تزعمه السيد عبد الرحمان التليلي طيلة خمس عشرة سنة( من1988 الى 2003) ولم يتخلى عن موقعه الا بعد ايداعه السجن في قضية تهم وظيفته كرئيس مدير عام لاحدى الشركات.
_ التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات: يتزعمه السيد مصطفى بن جعفر منذ تأسيس الحزب سنة 1994، أي منذ ثلاث عشرة سنة.
_حركة النهضة(محظورة): يتزعمها السيد راشد الغنوشي منذ نحو ثلاثين سنة.
_ حزب العمال الشيوعي التونسي(محظور): يتزعمه السيد حمة الهمامي منذ تأسيس الحزب سنة 1985 أي منذ نحو اثنين و عشرين سنة.
_ حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: تشكل استثناء نسبيا ، فقد انسحب مؤسسها السيد احمد المستيري بمحض ارادته بعد نحو عشر سنوات من تحمل المسؤولية الأولى. لكن لا بد من الاشارة الى أن السيد محمد مواعدة الذي تحمل المسؤولية بعده لم يتخلى عن موقعه (من 1989الى1995) الا بعد دخوله السجن . كما ان السيد اسماعيل بولحية الأمين العام الحالي للحركة يتحمل هذه المسؤولية منذ اثني عشر سنة.
و بسبب « التمسك بالمواقع القيادية » ، عانت هذه الأحزاب من أزمات حادة و عانت من الخلافات داخلها، التي تمحورت أغلبها حول « المنصب الأول في الحزب ».
و تبقى حالة الحزب الاجتماعي التحرري الأكثر شهرة و اثارة. فقد بلغ الأمر بالسيد منير الباجي (رئيس الحزب الأسبق) الى طرد أغلب قيادة الحزب من أجل الحفاظ على موقعه مما حول هذا الحزب الى مجرد هيكل فارغ بشهاد منخرطيه و أعضائه.
كما ان هذا الأمر كان سببا في حدوث انشقاقات عنيفة داخل هذه الأحزاب ، انتهت اما بتشكيل احزاب أخرى أو برفع قضايا أمام المحاكم للطعن في شرعية « الأمين العام » أو « الرئيس ».
فالسيد مصطفى بن جعفرالأمين العام الحالي للتكتل من أجل العمل و الحريات، كان من مؤسسي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين و عضوا قياديا فيها.اختلف في بداية التسعينات مع السيد محمد مواعدة(الأمين العام الأسبق للحركة) و بلغ هذا الخلاف ذروته في مؤتمر مدينة صفاقس(جنوب البلاد) سنة 1993. و كانت نتيجته أن انشق السيد مصطفى بن جعفر عن حركته و أسس بعد سنة واحدة حزبا جديدا.
و السيد المنجي الخماسي الأمين العام الحالي لحزب الخضر للتقدم( تأسس قبل أشهر) كان قياديا في الحزب الاجتماعي التحرري، وتم طرده من طرف السيد منير الباجي ، فأسس بعد أشهر قليلة حزبا جديدا هو الحزب الخضر للتقدم الذي يعد أحدث الاحزاب القانونية في تونس.
و شهد حزب الوحدة الشعبية في أواخر الثمانينات انشقاقا داخله بعد ان احتد الخلاف بين الأمين العام الأسبق السيد محمد بلحاج عمر و السيد جلول عزونة أحد قياديي الحزب . وانتهى الخلاف بتكوين حزب جديد يحمل اسم « حركة الوحدة الشعبية » تزعمه السيد جلول عزونة ( هذا الحزب اندثر بعد سنوات قليلة من تأسيسه).
كما عرفت المحاكم التونسية عدة قضايا رفعها منخرطون ضد قيادات أحزابهم ضمنوها اتهاماتهم ب »التفرد بالقرار » و »سوء التصرف المالي » وخرق القوانين الداخلية للحزب ».
من ذلك قضايا ضد السيد منير الباجي وقضية ضد السيد مصطفى بن جعفر و أخرى ضد قيادة حزب الوحدة الشعبية و قضية ضد قيادة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي.
* * * * *
و لا يقف الأمر عند المسؤولية الأولى داخل هذه الأحزاب ، بل يمس أيضا القيادات التنفيذية و بقية الهياكل القيادية.
فالمتمعن في تشكيلة المكاتب السياسية لأغلب أحزاب المعارضة في تونس ، يلاحظ أن أغلب عناصرها متحصنة بهذه المواقع منذ عقود و لم تغادرها.
و على سبيل المثال فإن السادة رشيد خشانة و عصام الشابي و المولدي الفاهم و مية الجريبي لم يغادروا المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي منذ اكثر من عقد و نصف.
و السيدان المنصف الشابي و عمار الزغلامي لم يغادرا المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي منذ تأسيسه. و السادة الطيب المحسني و السحبي بودربالة واحمد زغدان…يوجدون بالمكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين منذ نحو عقدين . وكذلك الشان في حركة التجديد (الحزب الشيوعي التونسي سابقا) .
غير انه لا بد من الاشارة الى أن حزب الوحدة الشعبية يشكل استثناء نسبيا في هذا المجال اذ قام بتجديد أغلب أعضاء مكتبه السياسي منذ تولي السيد محمد بوشيحة مسؤولية الأمانة العامة سنة 2002.
ان غياب التداول على المواقع القيادية داخل أحزاب المعارضة التونسية و غياب الآليات الكفيلة بحمايتها ، مثلت خلفية قوية لأزمة هذه الأحزاب . فمن ناحية جعلت خطابها معزولا عن ممارستها ، و من ناحية أخرى شكلت هذه المسالة العمود الفقري للخلافات الداخلية التي نخرت هذه الأحزاب و جعلتها تصرف كثيرا من الوقت و الجهدعلى حساب دورها و وظيفتها.
(*) صحافي تونسي
(المصدر: مقال نشر بصحيفة « دنيا الوطن » الالكترونية الصادرة بغزة يوم 28 نوفمبر 2006)
سوء التفاهم مع السيد الحبيب أبو وليد المكني
(المصدر: موقع قناة الحوار التونسي بتاريخ 26 نوفمبر 2006 )
الحرّية والمواطنة أولا
أبو الوليد الحبيب المكني
أعود مرة أخرى للتحاور مع السيد الطاهر بن حسين بعد أن طالعت رده على بعض ما جاء في مقالتين سابقتين ناقشت فيهما جانبا من آرائه التي كتبها أو صرح بها ضمن فقرات قناة الحوار التونسي.
لقد اختار السيد الفاضل » سو ء تفاهم … »كعنوان لمقاله الذي نشره على صفحة الحوار التونسي الإلكترونية وصحيفة الوسط التونسية و إني أقبل منه هذا التعبير عن اختلافنا في وجهات النظر و أرجو أن يكون فعلا سوء تفاهم بين رجلين يعملان سويا من أجل قضية الحرية في بلادهم على الأقل من خلال مساندتهما لهيئة 18 أكتوبر ،،ثم بعد ذلك تأتي الخصومة الإيديولوجية و الاستعداد لمقابلة الملاكمة التي ستدور يوما ما على إثر إعداد الحلبة التي لم نعثر بعد على المكان المناسب لها في بلادنا .
وأضيف ، لقد حسمت أيها السيد الكريم موضوع الخلاف الأيديولوجي و السياسي عندما ذكرت أنك ستقاوم « الحركة الإخوانية التونسية » و لن تتحالف معها حتى لو بلغت في تطورها المستوى الذي عليه رجب أردوغان وصحبه ، ولأنني أعتقد أن أقصى ما يمكن أن تبلغه حركة سياسية ذات مرجعية إسلامية هو ما عليه تجربة حزب العدالة و التنمية التركي ، فإني أعبر عن تقديري لصراحتك البالغة التي سوف لن تترك لك مجالا للمناورة في مستقبل الأيام لو قدر أن نجحت المعارضة الديمقراطية التونسية في إعداد حلبة الصراع الديمقراطي على النحو الذي ترضى عنه ، فعندها قد تختلف الظروف و تتطور الأفكار و تتغير الأساليب و تختلط الأوراق ، وبالتالي فليس من الحنكة السياسية ـ على ما أعتقد ـ أن يخسر السياسي أوراقا تبدو له خاسرة الآن و لا يدري لعلها تكون رابحة غدا ،
و لا أخفيك القول بأنني بعد أن طالعت عدة مقالات لك و سمعت كل مداخلاتك في قناة الحوار التونسي أعنى ما يتعلق منها بالحركة الإخوانية زدت قناعة بأن معرفتك بالإسلاميين ليست بالقدر الذي يجعل السياسي يحسم في الأمر بهذه الدرجة إلا أن تكون مشكلتك الحقيقية هي مع الإسلام كدين وليس مع حركات الإسلام السياسي على حد تعبير الكثير من الدارسين ، أو أنك تريد أن تتفرغ لنصرة الفكرة التقدمية و معاداة المرجعية الدينية و لا شأن لك بالاستحقاقات السياسية التي لابد أن تكون لها طبيعتها الخاصة التي غالبا ما لا تتوافق مع المقولات العقائدية الصلبة فيكون على المنظرين أن يجدوا لها ما يبررها أيديولوجيا وهم غالبا ما يضرون بذلك أكثر مما ينفعون …
و لا أريد أن أطيل عليك سيدي الكريم في تحليل ما يطرأ على أطروحات الإسلاميين من تحول وتطور بحكم متابعتهم المكثفة لتسارع الأحداث من حولهم و حرصهم على أن يكون لهم دورا فاعلا فيها، زيادة عن التجارب في الحكم و المعارضة التي اجتمعت لهم وجعلتهم يؤمنون بأن عليهم أن يتعلموا من جميع الأطراف مهما كانت درجة الاختلاف معها سياسيا و أيديولوجيا وعقائديا ، ولا يضرهم أن لا يستفيد خصومهم من تجاربهم الخاصة بل لا شك أن ذلك يصب في مصلحتهم ، والسياسة في جوهرها هي فن التعامل مع الممكن لتجميع مصادر القوة المادية والمعنوية التي من شأنها أن تغير موازين القوى و التحكم في النهاية في عملية اتخاذ القرار …
ما أريد أن أؤكد عليه في هذه السطور هو أن عملية الخلط بين تراث الاستبداد الذي هو تراثنا جميعا كتونسيين و الحركات السياسية ذات المرجعيات الإسلامية هكذا بإطلاق ليس في مصلحة أي حوار. و أن علينا جميعا أن ننهض بوعينا الديمقراطي و التخلص التدريجي من إرثنا الاستبدادي ،و أظن أن التجربة التونسية في الحكم التي استمرت نصف قرن باسم الحداثة والتقدمية و العصرية لم تتقدم بنا خطوة للأمام على طريق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان و الحريات العامة والفردية ، وأنا معكم إذا قلتم أنه ليس باعتماد المرجعية الإسلامية في السياسة يمكن أن ننجح فيما فشلنا فيها طيلة العقود السابقة بل يمكن أن ينتصب في بلادنا باسم هذه المرجعية نظاما شموليا أكثر استبدادا وطغيانا و التاريخ قد علمنا أن الاستبداد باسم الدين هم من أسوء أنواع الاستبداد ، لكن لا أظن أننا سنتقدم خطوة واحدة نحو ما نصبو إليه من إرساء دولة القانون والمؤسسات و الحرية والديمقراطية إذا استمر كل منا يمدح مرجعيته فيصفها بالتقدمية و الديمقراطية و يهجو المرجعيات الأخرى و يصفها بالرجعية والظلامية لسبب بسيط وهو أن المطلوب هو أن يحتفظ كل منا بما يؤمن به من أفكار ومعتقدات ثم نعمل معا من أجل إرساء مجتمع تونسي جديد على أساس فيم نتعاقد عليها على ضوء « نتائج حلبة الملاكمة على حد تعبير السيد الطاهر بن حسين . وحتى لا يعود بنا الحديث إلى أغلبية هتلر أو موسوليني سيئة الذكر و الذي به يتم إفراغ نتائج صندوق الاقتراع من كل معنى ديمقراطي علينا قبل فتح باب التدافع و المنافسة أن نتوافق على إطار الحلبة المناسب، والذي يجب أن يستفيد من التجارب الديمقراطية العالمية ويقوم على أساس احترام حقوق الأقلية و الحريات الفردية و العامة و حرية التعبير و المعتقد وما إليها …و لا أظن بعد ذلك أن أحدا سيرفض الحوار الفكري و منتديات الحوار السياسي بشرط أن يكون واضحا للجميع أن الهدف في هذه المرحلة هو العمل المشترك من أجل الارتقاء ببلادنا إلى المستوى الذي يؤهلها لفتح المجال حتى يكون التنافس ديمقراطيا و لو بدرجة مقبول .. ليس أكثر .
و في الختام لا يسعني إلا التعبير عن تقديري لما تقوم به قناة الحوار التونسي من جهد لفك الحصار الإعلامي عن المناضلين التونسيين بمختلف اتجاهاتهم و تمنياتي لها بالنجاح و التوفيق .
(المصدر: مجلة « الوسط التونسية » الالكترونية بتاريخ 29 نوفمبر 2006)
انها تونس أيها السادة: بعدا لساحات الوغى وحلبات الملاكمة !
مرسل الكسيبي (*)
يبدو أن مرارة السنوات العجاف التي تزامنت مع محصلات الحصاد السياسي والحقوقي والاعلامي في تونس ,لم تكن كافية لتغير من طبيعة خطابنا الفكري و »الاعلامي » وممارستنا السياسية,فقبل أسابيع كنت في حوار مفتوح وحي ومباشر على شاشة الديمقراطية حول جملة من القضايا التي لامست الوضع التونسي مع الزميل الاعلامي الأستاذ برهان بسيس,وبالقدر الذي لامست فيه من محاوري الهادئ والفصيح مرونة وانسيابية وأدبا حواريا لايمكن لي على وجه الانصاف التنكر لحقيقته الموضوعية ,فانني لازلت أتذكر تبريرا سياسيا لما وقع على بداية التسعينات في تونس من ماس لازالت تصاحبنا ممشى وهرولة وركضا وظلا الى اليوم ,حيث وصف محاوري ماوقع من مواجهة أمنية وسياسية بين السلطة والنهضة بالحرب الحقيقية التي لابد أن تؤول فيها الأمور بحسب قوانين الحروب الى انتصار وهزيمة.
كان منطوق محدثي يومها متشبعا باكراهات الواقع السياسي التونسي ومالات ضغط أمني غير معلن,حيث تفهمت يومها معاني بعض ماأدلى به الزميل بسيس في اطار مقتضيات التكليف الرسمي ممزوجا باستحكامات ورواسب الانتماء الايديولوجي,غير أن كل ذلك لم يكن لدي كافيا لاستيعاب فكرة الاحتراب والاقتتال الذي يصل بالسلطة الى ممارسة ألوان من القهر والتعذيب والاخصاء الفكري والسياسي والسجن والنفي على عشرات الالاف من خيرة شباب تونس وشاباتها.
لم يكن محاوري بلاشك ساديا أو مازوخيا كما حن له أن يعبر عن ذلك لفظا صريحا في ثنايا هذا الحوار,ولكن لم أكن أنا كاتب هذا المقال يومها غارقا في طوباوية ماهو أخلاقي الى حد الهيام,حيث أنني أعرف أن المعارك السياسية قد تفسد أحيانا حتى صلة الرحم بين أبناء الأسرة الفكرية والسياسية الواحدة,فمابالكم بالعلاقة بين حزبين متنافسين يراهنان على مقولة البقاء للأقوى أو الأصلح !
استنتاجات من عمق البنية اللسانية :
خطورة الاستنتاجات الأولية المترتبة عن هذا الحوار كانت تؤكد لي وللمرة الألف بأن عمق الانقسام السياسي والايديولوجي في تونس هو أكبر من أن تصفه الأقلام,فلم ينفع يومها حديثي عن الوطن ومتطلباته,وعن المواطنة ومقتضياتها وعن الخصومة التي ان أوان انطواء سجلها ,وعن الضرورات الأخلاقية والانسانية والسياسية لاطلاق سراح كل السجناء السياسيين ومن ثمة تسوية أوضاعهم القانونية والاجتماعية الى جانب تسوية أوضاع المنفيين على أرضية أن مالايدرك كله لايترك جله في انتظار تهيئ الظروف الأنضج والأنسب سياسيا لسن العفو التشريعي العام.
ولاملامة حينئذ على زميلنا الأستاذ بسيس ,فالرجل ليس له سلطان على مايبدو على أصحاب السلطان,الى الدرجة التي يتم فيها حلحلة الملف ولو من زاويته الانسانية,بحيث يتم اخلاء المعتقلات نهائيا من ضحايا حقبة سنوات الجمر أو « الرصاص » التونسية,اذ أن الأمر بدى عمليا في اطار تجاذب مستحكم بين رؤية انسانية يقودها اعلاميا الأستاذ بسيس ورؤية أمنية يسوق لها اعلاميا وسياسيا وبشكل فاشل ومهزوز وبدون اضواء الأستاذ بوبكر الصغير …
وبين نخبة وضعت حساباتها السياسية في شكل بيضات غير فاقسات في جيوب الراديكالية والتعنت السلطوي لفائدة جناح المغالبة الأمنية والسياسية, عبر ممارسة أساليب المراوغة والهروب الى الأمام بالتنكر الى حقيقة وجود أزمة سياسية تونسية تلقي بظلالها على الرصيد الأخلاقي والمعنوي والروحي والنفسي للمجتمع بأسره ,فان المجتمع السياسي لازال يعيش تحت سطوة معارضة ايديولوجية مترددة بين أن تنتصر مبدئيا وكليا لفائدة قيم الحق والعدل والحرية والمواطنة الكاملة والديمقراطية ,وبين شبه معارضة,قلبها مع علي وسيفها مع معاوية !
واجمالا وتفصيلا ,فانه يمكن اعتبار المنتصرين الى طروحات هيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات وماعلاها من سقف نضالي هم من يقودون تيار دولة الحق والقانون والمؤسسات ,أما من تردد وأخلف لاعتبارات ايديولوجية محضة بناء على تفضيل ماهو موجود على ماهو قادم ومجهول في اطار تغليب سيف معاوية على قلب علي,يمكن اعتباره هو ذاك الايديولوجي البئيس الذي لايؤمن بالحرية الا لمن تماهى معه على أرضية يسارية ذات جذور ماركسية ولينينية ومغالية في اعتناقها لللائكية.
تونس أمام عتبة مرحلة تاريخية :
تقف تونس اليوم على عتبة مرحلة تاريخية فاصلة, فاما كرامة وطنية وسيادة شعبية حقيقية وتمثيل سياسي عادل ضمن دائرة التوافقات والتوازنات وترسيخ دولة القانون والمؤسسات,واما استغراق في وحل الظلم والتسلط والفساد وعبادة الفرد وتأليه الايديولوجيا المعادية لهوية وموروث الشعب الحضاري . وحينئذ فان عدم القطع مع أساليب التردد والمراوغة والتحالفات المزدوجة التي تضع رجلا في السلطة وأخرى في المعارضة ,وعدم الحسم مع التسلط البوليسي على رقاب العباد وأرزاق المواطنين البسطاء ,وكذلكم عدم الانتهاء عن الافتاء الفكري والسياسي والايديولوجى للنخبة التجمعية الحاكمة,كمثل ماهو حاصل في قضايا الحجاب وتجفيف المنابع واشاعة الثقافة التبريرية التي تتلبس بابداعية الصورة وجماليتها في « اخر فيلم » و « عصفور سطح » وماشاكلهما من انتاج سينمائي يطرح تمويله كبرى الشبهات…كل ذلك يعد مؤشرا على عدم صدق النوايا وصفاء السريرة فيما يراد من قبل بعض الأطراف للمجتمع والبلاد,انها وبصراحة الاعلاميين الرغبة في استمرار الموجود مخافة ذهاب الوهم المفقود وهو الحرية والتعددية والاصلاح…
ماهية هذا المنعرج الفاصل في تاريخ تونس والتونسيين :
تقف تونس اليوم على حافة منعرج سياسي مصيري,فاما انحياز واضح الى القيم الانسانية والوطنية الجميلة التي تعيد الأمل لشعب بأكمله وتاريخ وحاضر ومستقبل جامع ومشترك ,واما الضياع والتيه وراء سياسة فرق تسد وأوهام الايديولوجيا الجامدة والمتحجرة التي لاتنظر للدنيا الا بأعين الجامعة التونسية في حقبة الستينات والسبعينات ,حين كان الحلم جميلا تحت معزوفة حجرة سقراط والنشيد الرسمي لقادة الكرملين.
انها مسؤولية وطنية جماعية يتحملها الاسلاميون أيضا عبر ضرورة تمايزهم الواضح غير الرجعي عن الخطاب السلفي الغارق في أحلام دولة المدينة الفاضلة على أهداب ملمح رؤية الدم والسيف,وهو مايعني أن المرحلة هي أخطر من الاستغراق في القضايا الخلافية التي تقوض الحد الأدنى من الاجماع الوطني في موضوعات الحرية والمأسسة والدمقرطة…,وهو مايعني أن العقل الاستراتيجي لابد أن يفكر في مرحلة مابعد اطلاق سراح المساجين السياسيين ,الذين أرى محنتهم على وشك الاغلاق وطموحاتهم على مسافات كبرى ومسافات.
خطورة الخطاب السياسي لدى بعض وجوه « الحداثوية » :
وعودة الى الخطاب السياسي والفكري الملغوم والذي يفتقد أحيانا الى الدقة في اللفظ وأحيانا أخرى الى « الاخلاص » فيماهو معلن, لتجدني-بكسر اللام- « مأزوما » حين سماع حديث تهيئة حلبة الصراع بين الملاكمين في المستقبل ,وهو مااختاره في منطوق لساني ومضمون كتابي صديقنا الطاهر بن حسين في معرض حديثه عما تطمح له نضالات بعض المعارضين أو المناضلين ذوي التوجهات اليسارية من خلال انضوائهم في اطار هيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات.
ان مضمون كلمات الأستاذ بن حسين تعبر في تقديري مع احترامي الكبير لشجاعة صاحبها وأدبه الجم مع مخالفيه في الرأي,عن روح قتالية يراد لها الاستمرار من أجل اسقاط هذا الطرف أو ذاك اما بالضربة القاضية أو برمي المنديل ,ولاأظنه هنا كشأن أي ملاكم يطمح الى التعادل !
ما لا يتحمله الوطن والمواطن :
اسمحا لي صديقي العزيزين الأستاذ بن حسين وأستاذي الكريم برهان بسيس أن أخاطب ملأكما الكريمين رافعا صوتي ومهدجا حنجرتي بأن الوطن والمواطن لم يعد يحتمل عمق هذا الصراع الايديولوجي الخطير الذي يشق النخبة التونسية وكبار فاعليها عبر مزيد من نفخ الأبواق في يوم داحس والغبراء أو عبر التمادي في املاء رؤية ايديولوجية على ماهو ديني ومقدس بدعوى تحديث الرؤية الاسلامية واخضاعها لأدوات الاخصاء الفكري الممعن في اللائكية.
اسمحا لي صديقي الكريمين بأن أقول لكما بأن الوطن والمواطن في حاجة الى اندمال الجراح ,بعيدا عن مسارب المحاكمات للأفكار والعقائد أو محاولة سلخ الناس عن رؤاهم الدينية أو أعرافهم أو تقاليدهم أو ماسارت عليه قوانين العمران والاجتماع في بلدانهم.
ان تونس بلد ضارب في حضارته وعراقته وعمق عروبته واسلامه مع احتضان مرن لتوافد الثقافات والحضارات وتعايش سلمي ومتسامح مع الوافد من علوم وتقنيات واليات التسيير والحكم والادارة لشؤون المجتمع والدولة.
ان للتونسيين خصوصية ثقافية ودينية مالم تراعياها أنتم ومن تمثلون من نخب يسارية وعلمانية ولائكية ,فانكم ستجدون أنفسكم أمام تصادم مع ديناميات المجتمع ومكوناته النفسية والروحية الماثلة في جينات أمة وشعب لن يقبلا بأي حال من الأحوال التخلي عنها حتى وان توهمتما أمام منتجات صناعة القمع والبوليس أن التونسيين قد تخلوا عنهما.
انني اليوم احترم فيكما تمايزكما ولو بأقدار مختلفة عن جوقة القمع عبر دعوتكما الى اعمال أساليب المواجهة الفكرية والاعلامية والثقافية عبر التمايز عن الطروحات الأمنية المتشنجة والتي لم نجني من ورائها كتونسيين الا مزيدا من تعميق الأزمة.
دعوة العقلاني والوطني إلى إعمال العقل:
انها دعوة للعقل كي يعمل فيما وراء مرحلة استعادة الحرية والديمقراطية والياتهما ,دعوة للابتعاد نهائيا عن خطوط الحرب والملاكمة والضربات القاضية في الانتصار على المشروع الاخواني أو المشروع الذي تصفانه في غير دقة لفظية بالسلفية.
انها دعوة لبني وطني من أجل التعايش السلمي المشترك بعيدا عن الضربات التي تلقاها التليلي على وجهه في ساحة الملاكمة الأمنية ,وبعيدا عن سياسة المطاردة المستمرة التي تتعرض لها النهضة منذ عقد ونصف,انها دعوة للسلم والوئام الوطني بعيدا عن الحرب والملاكمة واليات الضرب والاعتداء وتمزيق الحجب في الشوارع ,وقبل ذلك التحريض فكريا على الحجاب والتصدر للفتوى في موضوع ديني يمكن أن نترك الكلمة الفصل فيه لكبريات المؤسسات الدينية في العالم العربي والاسلامي وللزيتونة المعمورة بعد رفع وصاية الدولة عنها ونذر أهلها وطلبتها وأساتذتها حياتهم للعلم والعبادة والعمل الجاد والبحث.
(*) كاتب وإعلامي تونسي ومدير صحيفة الوسط التونسية
(المصدر: مجلة « الوسط التونسية » الالكترونية بتاريخ 30 نوفمبر 2006)
الاستــاذ فيصــل الزمنــى : اذا التقى ساكنـان …..
الاستــاذ فيصــل الزمنــى :
طـالعتنـا الجرائد اليومية أخيرا بخبر يفيد أن التشاور…. و التقارب … و التعـاون … القـائم بين كل من السيدين الامنـاء العـامين للوحدوى الديمقراطى و الوحدة الشعبية قد خرج الـى النور … و صـار التنسيق ظـاهرا … و نحن لا يسعنـا بهذه المناسبة العزيزة علينـا كوحدويين أحرارا , الا أن نحيي قيادة الحزبين بهـذا الوفـاق القديم .. الجديــد … الذى يرد فى اطـار دعم صلات الرحم و مد الجسور بين ذوى القربى … و على كل حـال فان هـذا التقارب لن يغير من مواقف مجموعة الوحدويين الاحرار شيئـاا … اذ أنهـا لم تهـاجمه عندمـا كـان مخفيا …. فكيف الان و قد اختـار الشفافية … فطوبــــى للحزبيــــن بهـذا الجمع و طوبى للتجربـــة الديمقراطية التونسية بهمـا و كمـا يقـــال باللغة العـامية : » انشــــاء الله ربي يبارك و يزين » . فهنيئـا للسيد محمد بوشيحة بقربه من السيد الانوبلي .
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في 30/11/2006
الرسالة رقم 178 على موقع الانترنات تونس نيوز
رسالة مفتوحة إلى عناية السيد وزير التجهيز و الإسكان بمناسبة مداولات مجلس النواب لميزانية عام 2007 إن شاء الله
على غرار الرسائل التي وجهتها لكل من السادة الوزراء الآتي ذكرهم : وزير الشؤون الدينية و الوزير المكلف بالإتصال و العلاقات مع مجلسي النواب و المستشارين ووزير الشؤون الإجتماعية و الأمين العام للتجمع ووزير الفلاحة ووزير المالية و رئيس مجلس النواب ووزير الصحة العمومية يأتي اليوم الحديث مع السيدة وزير التجهيز و السكن و أدخل مباشرة المحاور التي تشغل بال الرأي العام التونسي
المحور الأول : قضية إرتفاع ثمن الأراضي المعدة للسكن التابعة للوكالة العقارية للسكنى التي بعثتها الحكومة عام 1973 قصد القضاء على الإحتكار و التضارب في أسعار الأراضي المخصصة للسكن وقد إدخرت الحكومة مساحات هامة من الأراضي …..باثمان بخسة للغاية بـ100 مليم للمتر الواحد إلى حدود 500 مليم و حتى عام 1984 كان ثمن المتر الواحد بعد التهيئة الكاملة يتراوح بين 7 دنانير و 7500 مليم و اليوم و بعد عقدين أصبح المتر الواحد بـ70 دينار حتى 110 دنانير و بعض الأراضي من المساحات المدخرة عام 1985.
المحور الثاني : هناك إرتفاع متواصل في الأراضي و أصبحت الوكالة التي كانت تسمى الوكالة العقارية للسكن أصبحت اليوم الوكالة التجارية للسكن وقد أشرنا في اجتماع حزبي بلجنة التنسيق بتونس عام 1977 بإشراف السيد لسعد بن عصمان وزير التجهيز و الإسكان آنذاك عندما إرتفعت الاسعار من 3 دنانير إلى 5500 للمتر الواحد دقت صفارة الإنذار و قلنا بصوت صريح عالي قف إنتبه لخطر الأسعار و كان حوارا حارا صريحا ديمقراطيا نزيها أصغى إليه الوزير و أعضاده و تمّ إستقرار الاسعار و الإرتفاع كان تدريجي من 5500 إلى 7 دنانير من 77 إلى 1984.
المحور الثالث : إرتفاع ثمن السكن الضحوي المساكن الشعبية من 4 آلاف دينار عام 1978 إلى 1983 و الشقة من 6500 إلى 7500 دينار حتى عام 1983 ثم وقع عام 1983 إرتفاع الاسعار من 4 إلى 7 آلاف دينار للمساكن الضحوية و من 6500 الشقة ذات غرفتين و قاعة جلوس و من 7500 دينار شقة ذات 3 غرف و قاعة جلوس و إرتفعت الاثمان إلى 10 آلاف دينار و اليوم عام 2006 إرتفعت أثمان المساكن الضحوية من 7 ألاف دينار إلى 37 ألف دينار أي حوالي 7 مرات على عام 1985 و الشقق من 10 آلاف إلى 60 ألف عام 1985
فهل الأجور إرتفعت 7 مرات من عام 1986 إلى 10 مرات هذا مع الملاحظ أنّ الدينار كان يعادل دولار و نصف و اليوم العكس الدولار يعادل دينار و نصف و بدون تعليق
المحور الرابع : أسعار مواد البناء إرتفعت و تضاعفت4 مرات و اصبح المواطن ذو الدخل المتواضع و الذي يتقاضى الأجر المضمون مرتين 480 دينار غير قادر على شراء مسكن ضحوي بـ37 ألف دينار مساحته 70 متر مربع على أقصى تقدير الذي كان ثمنه 4 ألف دينار في عهد حكومة المناضل الزعيم الهادي نويرة الوزير الأول رحمه الله نتساءل إلى اين نحن ذاهبون بهذا الإرتفاع الذي ما زال يشهد قفزات مهولة و المثل يقول العجوزة هزها الوادي و هي تقول العام عام صابة و للحديث بقية.
قال الله تعالى : و لنصبرنا على ما أذيتمونا و على الله فليتوكل المتوكلون صدق الله العظيم
ملاحظة : لا شك أنّ البناية الشاهقة للوكالة بالرخام الممتازة أنجزت بأموال ضعاف الحال و من عرق جبينهم.
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
ميزانية2006…تطلب الرحمة من ميزانية2007..ومن كل الميزانيات التي سبقت..
حسين المحمدي تونس
.جاء بالصفحةالأولى للشروق التونسيةصورةللسيدعبدالعزيز بن ضياء أخذت له منذ كان وزيرا للتعليم العالي.أي منذ1977.انظر صحيفة العمل لسنة1977.هكذاإخراج إعلامي مليء بالقراءات النفسيةوالذهنيةوالسلوكيةللناشرولمن موجّهةإليه الخدمة.
.هذاالرجل البارك على رقاب تونس منذ1977؟قال سنوات..2000 و2001 و2002 و2003 و2004 و2005 و2006 وهذه السنة ذات الكلام.يرجى الرجوع إلى ما تفضّل به غداة ما يقال عنهامناقشةلمايقال عنهاميزانيةفي مايقال عنه مجلس نواب؟ينسى الرجل ما يقول.وإن لم ينسى
لا احد يذكّره لان يدالبطش عنده ومعهاصحافةالسباب المقرف والكذب والتحريض على الحقد
.الرجل قال السنةالماضية..رئاسةالجمهوريةتعتبرالمثال للتصرف الرشيد في النفقات.إذ رغم؟
ارتفاع اعتمادات التجهيز؟في ميزانيةالدولةعموما؟عرفتم مامعنى التجهيز؟فان نفقات هذاالبابفي رئاسة الجمهورية تراجعت من0.24في المائة من مجموع الميزانية خلال السنة الفارطة الى0.23في المائةهذه السنة.انظرواهذه الحكمة؟وفي ماذالخّص الرجل عبقرية رئيسه وتوجّهه؟
يعني تضحيةرهيبةجداتكبدتهاالرئاسةهذه السنةنعدم تجديدهاأسطول السيارات؟آومكيفات الهواء؟أو الكراسي؟أو الموكات؟…ذهن يعمل ل2014مبدئيا وليس2009؟وهناك من بمرد تحته؟وسكتالرجل….هذا الذهن سيضمن لبنعلي2009؟لنرى ذلك.
.هنااذكّرالسيدبنضياء ونواب مايقال عنه مجلس…كيف دبّرت مسيرة يوم الاثنين 2نوفمبر1987 إلى قصرقرطاج(زمنهاالقروي مديرالحزب.الوفاء لرجل الوفاء) وكيف طلب القروي من الذين توجّهوا إلى بورقيبة للقول بصوت واحد…الصحة هي هي وتعيش فوق الميّة..
ويوم السبت7نوفمبر1987 خلع الزعيم بسهولةومن رجال الوفاء والأخلاق وحماية تونس
من النهب والفسادوالمحسوبية.أقول هذالبنضياء ولمن يتصرفون بغطرسةمن جهةوهودليل انهياروليس قوة.كماأقول لأحزاب الحاج منشةولرجال القروض والنهب من جهة أخرى تذكروا هذا كل لحظة..
.قال بنضياء أيضاأن السيدزكرياء بن مصطفى مكلف بإيصال إلى رئيس الجمهورية كل شكاية
ومقترح؟وان مجالات تدخلاته الحقوقية وغيرها توسّعت واتى عليها؟وهو يضحك على ذاكرة التونسيين والتونسيات.
.التونسيون والتونسيات ورجال العالم من الأحرار يتذكرون جيدا ما قاله الرئيس بورقيبة يوم6
جانفي1984..عندماذهب إليه حشدمن المواطنين…متاع الزبالةقال لي الخبز يلقى مع الفضلات..كماندرك أن بن مصطفى وبن سلامة و…كانوا من رجال مزالي…وبالتالي جريمة4جانفي1984لم تكن بعيدة عن الرجل وعن نوايا ولي نعمته يومها في الحكم.
.هذا الرجل له اليوم من العمر ما يجاور الثمانين؟ومع ذلك فهو يؤدي مهمة قذرة والى ابعد الحدود…السجون..حقوق الانسان..الحريات..تغطية منع المشاركة الحقيقية في أي حزب أو جمعية أو هيئة أو انتخابات…ما حدث ويحدث داخل السجون الصغيرة والكبيرة معرة وهي معلومة الضحية ونوعية الاعتداء والحكم ومكان العقوبة وكيفية قضائها…وزكرياء يغطي
ويلعب دور الطامس؟يعني لعبة قذرة ووسخة يؤديها الرجل وهو في الثمانين؟نحن نعلم أن
الانسان ومنذ الأربعينات يتجه نحو الخير وليس الشر.لماذا بن مصطفى تحديدا يلعب هذا الدور؟
ولماذا المبزع تحديدا في مجلس النواب؟ما يجري داخل مجلس النواب وبالوثائق من اخطر ما يكون؟وممن؟ممن يقال عنهم نوابا ومشرعين؟
.بن مصطفى هو صورة في هيكل مهمته تجريم الحرية وقتل الحياة السياسية وزوال النهب.وهودليل على ان بنعلي عزل تماما عن الواقع والحياة الوطنية…قالها بن ضياء(زلة كلامية؟)…
الهيئة العليا للحريات الاساسية وحقوق الانسان ورئيسها طبعا بن مصطفى(من هنا اصنع الارهاب ومن هنا اخلق هيكلا.ومن هنا اضع على راسه من تهدده الحرية اصلا.ومن هنا يذهب المشتكي ليشتكي امام رئيس هيكل مشارك سياسيا في صناعة الارهاب.هذا هو بنضياء والقروي وطرف اخر ساتناوله …)…يمكنها ان تقبل عرائض وشكايات من المواطنين؟ونحن لنا وزارة عدل؟ولنا وزارة داخلية؟ولنا مكاتب علاقات مع المواطنين في كل وزارة وولاية؟ولنا الموفق الإداري في كل مكان؟ولنا عمدة في كل شبر ومعتمد ووالي ورئيس مركز ورئيس منطقة ومدير إقليم وأعضاء لجنة مركزية وأعضاء مجلس نواب ورؤساء بلديات ومدير سجن…وكل هؤلاء
جاؤوا بفضل المواطن ويتقاضون دم المواطن وباسمه يبررون الوجود والنهب والثراء الفاحش والسريع والرهيب…
.بن مصطفى هذا ببساطة هو بالذات وهيكله خلقا بالمقاس لشرعنة الإجرام من جهة وحيلة جهنمية من الفريق الحاكم الموغل في الكذب والشر والإجرام على محاصرة بنعلي نفسه وتوريطه في كل أنواع الإجرام وجعله يبتعد عن الواقع..من جهة أخرى.مهمة بن مصطفى تغطية الشر ورجاله وقول ما يريده بن ضياء ومن جاء ببنضياء إلى القصر وبالمثل القروي
إلى حد ما.ويتضح هذا عمليا بتنظيف وزارة الداخلية(مع خلق هذا الهيكل)من أي عنصر مهني
ومن أي مسئول يمكن أن يقول الحقيقة لبنعلي.وبالمثل وزارة العدل.وهكذا السجون.يعني حلقة مغلقة.رئيسها بنضياء ومن يسيره.من هنا تاه بن علي.وعكس ما تظن ليلى بن علي..إنها بفضل بن ضياء أمسكت وتمسك بكل الخيوط…الخيوط تعرت وتتعرى…ونصيحة لبن مصطفى أن يفر بجلده وهو في مرحلة متقدمة من العمر…لعبة التستر على الإجرام والبشاعة خرجت من يديه ومن يدي بنضياء.ونمنحه الفرصة ليكفر عن ذنوبه…
سلطة الكذب وبالأرقام
..وتونس تستعدكماجرت العادةمنذديسمبر1987تحديداعلى أن يلقي الوزيرالأول بيان الحكومة أمام مجلس نواب؟كناأعلناعن نجاحه قبل انتخاباته بزمن.وشهدالعالم على ذلك.وهناك من ضحك.وهناك من حزن.وهناك من احتضن الباطل…العالم اتجاهات وأفكارورؤى وأذواق..
هناقبل حديثناعن2007نضع أمام التونسيين والتونسيات ورجال الغرب المدافعين عن سلطةتونس وعن نجاحاتها..نضع أمامهم أرقام السلطةونطلب منهم زيارةأماكن الإنجاز..وإن أرادواحملناهم دون تعب..
الزوّارمن الغربيين سيقفون عندحقائق مذهلةومخجلة…كذب وكذب وأرقام مضخّمة..طبعا نحنلانملك فنادق ولاهداياولاعطاياولامالانعطيه لهم إذاقرّرواالقدوم إلى تونس لمعاينة الواقع..
حاكمنايدرك هذا.وهناك من تكفّل منذمدةوعبرهذاالفضاء وذاك بكتابات إلى كل الوزراءللحديث عن أمورما.القصدمنهاتهميش مايطرح بجدية.وتتويه المواطن وتغييب الحقيقة..إن لم نقل تمييع مضامين الكتابات أصلا..الدنيا أذواق ومصالح ..
تركناالمجال الفسيح لهؤلاء ليكتبون ويكتبون..بلغتناتخرج الأرنب..وما تخرجه الأرنب هو ما نبني عليه لان لناكل الثقة في أرقام الأرانب ورجالهم وكتاباتهم.وهناأجيب مرة أخرى الكثير من الإخوةالذين نصحوني بعدم تنبيه الأرنب إلى ماسأكتب…تنيه الأرنب فيه حكمة..الذكي والمتخلق عندماتنبهه إلى أمرمايرتدع ويفكرويحترم الخصم..والغبي والمتغطرس ومن خرج من مدرسة الفطاحلةيرى ذلك ضعفاوخوفا..
هناالأرنب يزدادغروراوتيها..وهنايكذب ونحن من يمسك بالكذب العلني والموثق..وهنانعرف حقائق من يمسك من الغربيين وجديةالحركات السياسيةلان الكتابات والبيانات والمواقف أرشيف .وهذه منهجيتنافي التعامل مع السلطةالمغلقةوأحزاب الكتاكيت..وهذاقول بنوعيةواعدادالاحزاب الأحزاب وماهيتهاوحكايةالواحدوغيرالواحد..وحكايات المبادرةالديمقراطيةوالأحزاب الديمقراطية ..ولماذاالمحمدي خرج في نهاية2003؟المعارضات العربية لم تدرك بعدأنّ ماجرى ويجري في أفغانستان والعراق…قام ويقوم بتعريتهاحالهاحال رجال السلطة؟
.رجال الكذب والعجزالعربيةهي من صنعت الأحزاب المعارضة(باستثناء في تونس حزب المرزوقي)والدول الأوروبية التي فرّ إليها هذا المعارض وذاك هي من يمسك برجال الفساد؟
يعني مسرحيات لاغير حتى وان لم تشارك فيهاعناصر قليلةجدا من المعارضة.شيراك وبرودي وزاباتيرويمسكون سلطةتونس ومصرواليمن…ومن جهةأخرى سيساعدون المعارضةعلى التغيير؟أوسيسمحون لهابذلك؟وبنعلي في تونس حاله حال كل زملائه يعلمون المسرحية في كل تفاصيلهاولهذالايعيرون أي وزن إلالضغط من البيت الأبيض أوالخارجيةالأمريكية.المعارضة
ليست من اجل التغيير بل من اجل حزب بعشرةأنفارومنحةوجوازسفردبلوماسي وكلفة هذا بيانا أو برقية مساندة وإكبار من خطاب لآخرأوكلمادعت حاجةالكذب إلى ذلك.
.ومقابل هذاالإخلاص(التذلّل وبيع الذات والوطن والأخلاق والقيم)شريطة أن تتواصل على الأقل لمدةخمس سنوات..يمنح إثرهاالحزب عضويةاوعضويتين او20 بمجلس النواب المحترم ومجلس الشورى الموقر…من هنا برز ويبرز التطرف.من هنا صارت التيارات الراديكالية قوة.
.هذه المسائل السياسيةوالحزبيةقلت في بياني بتاريخ7نوفمبر2006 أنني سأعوداليهاباطناب مع
بداية2007.وسنرى حكايةالديمقراطية من حفنةتغنّي على بعضهاهنامنذالستينات وهناك منذبداية الثمانينات وهناك منذأواسط الثمانينات…حفنةلا تعرف حواراولاحراكاولاانتخابات ولا حيوية حالهاحال الحزب الحاكم(سنرى كيف)وتتحدث عن احتكارهاالديمقراطيةوالنضال؟اليوم موضوعنا
الميزانيات عنوان سياسات وخيارات واختيارات
الميزانيةمرآةعاكسةلذهنيةمن يحكم ومن يعارض.ومن يحمي.الميزانيةفي تونس يعدّهااليوم
سنة2006 من اعدّميزانيةسنوات بدايةالثمانينات وتحديدا1987واكثرمخطط87/91.وهم ذاتهم من يتحدث عن المخطط الحادي عشر؟
الميزانيةتبني عليهاالهيئات المالية.وتبرزالنجاح من عدمه في تطبيق البرامج والخيارات المعلنةمنذ1987اعتباراوانّ الإسلام يجب ماقبله؟وعلى وجه الخصوص برنامجي بنعلي 99/2004و2004/2009.والبرنامج القادم2009/2014اعتبارا وان النادر تحركت.
الميزانيةتدليل على طبيعةونوعيةالنظام ورجالاته المدلّلين والمختارين بالتنصيص والتخصيص والذّهن وعلى نوعيةالقوانين والساهرين على تنفيذها.
الهيئات الدوليةعلى غرارالبنك الدولي وصندوق النقدالدولي(الذي زارنااحدرجاله منذايام فقط) ومنتدى دافوس والجامعات التي تمنح شهادات الدكتوراه الفخريةوالرئيس الفرنسي عندحديثه عن المعجزة.فهورئيس دولةلا ينطق من فراغ وسفارته بتونس قدتكون مدته بذلك؟وغيرهامن الهيئات الأمميةوالإقليميةوالدوليةفي المجالات السياسيةوالأمنيةوالاقتصاديةوالتضامنية…
تقريباكلهامنحت وتمنح صكوك الغفران والتميّزوالامتياز..وآخرمااستشهدبه في هذاالمجال الصحفي عبدالرؤوف المقدمي عبرركن بالمناسبةالصفحة13من الشروق التونسيةليوم6 ديسمبر 2005 حيث كتب بعنوان..تونس..تاريخ إنسان..نوّه فيه وذكّرنانحن الحفنةبماقاله منتدى دافوس حول حلول تونس في المرتبةالرابعةمن ضمن117دولةبخصوص الدول الأكثرنجاحا؟في تخفيض نسبةالفقر؟..(الشروق التونسيةكتبت صحبةالصريح عن اغتيال بييرالجميل بكونه مؤامرةمن جهة ومن تنفيذجعجع من جهةأخرى..بمامعناه أمريكاوإسرائيل؟التاريخ 25نوفمبر2006.واستشهدتبهذه العبقريةالصحف السوريةوالفضائية السورية…من هنا صحف التدمير تدمّر ومن هناك سلطةالعجزعبرمسئوليهاتمدّالجسور..لناحريةصحافة..نعم.لكن بمال الدولةوعين الرقيب وقلم الرقيب وحماية الرقيب من كل عقاب.محرّم على أي وسيلةإعلاميةعربيةأوغيرذلك أن تنشر مقالاواحداحول الكذب أوأن تعرّف بأيةشخصيةكانت.تونس بهافريق يكذب ويقتل.وكفى.)
منتدى دافوس هذاكغيره من المنتديات والمراكزيعمل بأرقام ومؤشرات ومعطيات ووثائق تصله بمليون طريقةووسيلة..وهي كلهامن إنتاج رجال النظام وتصريفهم وتوزيعهم..وفي أفضل الحالات من إنتاج معارض من هناومن هناك ولكن بتسريب من النظام.
نقول اليوم لهؤلاء جميعااخطاتم في حق تونس.وغيرهامن الدول.ومعارضتناأتعس معارضة في العالم.فهي خلقت لتكون ضدبعضهاوضدالحريةوالشفافية.وضدشيء وليس من اجل شيء.
أرقام ميزانية2006
-رئاسةالجمهورية162091مليون دينارا(وعلى الأقل مائةاخرى من التبرعات الشهريةومن العموم)
-مجلس النواب والمستشارين 19932مليون دينارا
-الخارجية91109مليون دينارا
-التعاون الدولي124035مليون دينارا
-الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب38150مليون دينارا؟
-الاتصالات 75925مليون دينارا؟
-وزارة العدل174005مليوندينارا
-وزارة الشؤون الدينية38244مليون دينارا
وزارات التنمية الاقتصادية
–الفلاحة705216مليون دينارا
-الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة636263 مليون دينارا.
-التجهيز492649مليون دينار
-النقل244242مليون دينارا
-السياحة11565مليون دينارا
-البيئة142207مليون دينارا
-الصناعات التقليدية والتجارة312477مليون دينارا
الجملة2644619مليون دينارا
التنمية الاجتماعية
-التربية والتعليم والتكوين22311574مليون دينارا
-التعليم العالي714757مليون دينارا
-الصحة713783مليون دينارا
-الرياضة198567مليون دينارا
-شؤون اجتماعية171781مليون دينارا
-ثقافة115926مليوندينارا–بحث علمي102507مليوندينارا
-تكوين وتشغيل58040مليون دينارا
-المراة41214مليوندينار
تفصيلات صغيرةجدالهذه الميزانية
رئاسةالجمهورية
162091مليون دينارا.وتقريبامثلهم من التبرعات سنويالى الأقل.لنقل أن لها10مستشارين
يتقاضى كل واحدمنهم10الاف ديناراشهريا؟(مرتب مع كل مايلزم..تكاليف مقر..هاتف.. ماء..كهرباء..سيارات وتكاليف إصلاحها وصيانتها وسائقين…)
يكون في السنة10ضارب10ضارب12=مليون و200الف دينارا.وهناك 1500موظفا؟معدل الرتب الواحد700دينارا؟يكون المجموع12مليون و600الف دينارا.ولرئيس الدولةمليار؟ و5مليون دينارللصيانةوالتنقلات؟و30ل2626 و80ل2121دون مساهمةالخواص والتبرعات والوزارات والهيئات؟تكون المصاريف في حدود132مليون دينارا؟بقي30مليون دينار..هبات ومساعدات وسيارات لمعاقين وغيرهم..
وزارة الداخلية
817805.إذاكان منها70في المائةللتصرف فقط يكون المبلغ572463مليون دينارا.
إذاكان للوزارة5الاف ضابطاساميايتقاضى كل واحد900دينارا؟يكون المجموع54مليارا. ولهابالمثل أطارامشتركامعدل الاجر600دينارايكون المجموع 36مليارا.وإذاكان للوزارة
أعواناوموظفين عاديين لهم معدل اجر400دينارايكون المجموع72مليارا.والولاة والمعتمدين والمعتمدين الأول والكتاب العامين وديوان الوزيروكاتبي الدولة5مليارات؟(غادرواحدمنذمدة)نجد167ملياراومعهم 250ملياراللسيارات والنقل؟يبقى الكثير؟والوزارةخرجت منهاالسجون حوالي الثلث مماكان يكبلها.وعندماقدمت الأرقام وعددالإطارات والأعوان تعامل جنابي معهاوكأنّ السجون لا تزال ملحقةبها؟اترك ما تبقى لغيري..ونضيف على هذا ما يتقاضاه رجال الوزارة في السفارات…
وزارة التعاون الدولي
124ملياراللتصرف فقط.وهي عملهاتنسيقي بحت وخرجت من تحت وزارة الخارجية وصارت تفوقهاحجما؟والحال أن عملهاتؤديه كل الوزارات الأخرى ووكالة الاتصال الخارجي.وهي في أفضل الوجوه لاتكون أكثرمن مصلحة صلب وزارة الخارجية.
وهكذاالحال عمومافي خصوص التنميةالصناعيةالتي رصدت لهاالميزانية2650مليون دينارا والحال أن رجال الصناعةمكبلين بمايفوق هذاالرقم ثلاث مرات على الأقل؟وتقريباالمستثمر في الصناعةهوعينه في الفلاحةوالسياحةوالتجارةوالمقاولات؟من أين تنموالميزانيات سنويا؟
العلاقات مع مجلس النواب لها38ملياراولهاالوزارةالوليد؟وإعلامناأتعس إعلام في الكون؟ وتشارك كل الوزارات والمؤسسات في مجهودهذه الوزارة…
وزارة البيئة
142مليارا؟وعلى رأسهاشخصاأزاحه الرئيس قبيل حملته الانتخابيةلمارس1994 من شركة النهوض بالمساكن الاجتماعيةاثر تفقده بعض بناياتها؟يرجى الرجوع إلى قرار تنحيته قبيل مارس2004وما كتبت الصحف التونسية..
السياحةحدث ولاحرج وبالمثل الثقافةلوحدها115مليارا؟ونتحدث عن المجتمع المدني والمهرجانات؟أماكن التدخل معلومة وليذهب هذا للزيارة…
وزارةتكنولوجياالاتصالات
76مليارا؟لماذا؟ولماذاأصلاوزارة؟والمراةوالتشغيل وأملاك الدولةوالبيئة و..عناوين لمصالح ضمن وزارات لاغير؟ليذهب أي كان إلى هذه الميزانيات ويحاول التعرف على المنجزات مكاناوأشخاصاونوعيةوذلك على الميدان…شخصيااعرف هذا..
وزارة العدل…
ميزانيةالوزارة174005مليون دينارا.ولها1600قاضيا؟.و3000بين عامل وموظف.يتقاضى
القاضي مرتباشهريايساوي 5000ديناراوليس 1500دينار.والموظف والعامل معدلاعاما600 دينارا.نجد 1500ضارب5000د=7500000ضارب12=90ملياراوالقاضي كأنه في سويسرا.وبالمثل الموظف داخل العدلية؟
الموظفون والعمال 3000ضارب600ضارب12=21مليارا والوزير وديوانه 100الف دينارا. علما وان جل أعضاء الديوان من القضاة.
تنجزالوزارة سنوياثلاثة محاكم جديدة مقابل 12مليون دينارا.أي المحكمةالواحدة 4مليون دينار؟
يعني من ارفع ما يكون نوعية بناء وتجهيزات مكتبيةوإداريةوأمنيةللقضاة والمتقاضين والأمنيين
وصيانة3مليون ديناراوقروضا ومساعدات مليارا.والمعهدالأعلى للقضاء 3مليارات؟والحال أنناقلنا أن هناك1500قاضياويتقاضى كل واحد5000ديناراوليس 1500 .كماهوالحال بعد18سنةمن العمل؟
.يكون مجموع مصاريف وتنمية(احداثات وصيانة وتعصير)132مليون وملياراولنقل مليارين مقابل اكرية؟135مليون دينار وكل ما له علاقة بالوزارة في بحبوحة والمتقاضي فرحا مسرورا.
وهناك فائضاب41مليارامنها30مليارا للسجون.هناك فائضا ب11مليارا….وهناالأمر يستحق الدرس والعناية…السجون لهاأملاك رهيبةومداخيل..وعلى فكرةمنذإلحاق إدارةالسجون بوزارة العدل..فان سيارات السجون الموضوعةعلى ذمةالضباط لا زالت دون سلسلةأرقام وزارة العدل(3) والحال أن سامي القضاة صلب الوزارة والديوان وسامي إطارات الوزارة كل سياراتهم تحمل أرقاما خاصة بالوزارة؟
إلى ماذا يؤشرهذا؟ضابط سجون أقوى من رئيس ديون وزيرالعدل؟من المتفقدالعام لوزارة العدل؟ من المديرالعام للمصالح العدلية؟من الرئيس الأول لمحكمةالتعقيب والرئيس الأول لمحكمة الاستئناف؟هناوهناك؟..
وزارة الفلاحة….ماأدراك ماالفلاحةومارصدلهذاوذاك من منافع ومنح وامتيازات؟
على فكرة هذه الوزارة تطوّع وزيرها بشاحنة لرجال المصالح المختصة في بنعروس لملاحقتي يمكن الرجوع إلى تونس نيوز بتواريخ16و17و18و19جانفي2006.وميزانية الوزارة بلغت هذه المرة؟
705216مليون دينارا.البحيرات الجبليةمعلومةمنذبدايةالعمل بها.وبالمثل السدودفهي ثابتةلا تتنقّل
ولا تتنقّل ولا تضيع.الدولة تخلت عن أداء دورالفلاح.وعن جل الأراضي الدولية وضيعاتها.
إذاأخذناالميزانيةووزعناهاعلى الولايات نجد نصيب كل ولاية30ملياراوتكررهذامنذسنوات.لنقل منذ18سنةفقط.نحن جنةعلى وجه الأرض.والحال أن ثمن الحليب يتجاوزثمن اللترفي سويسرا؟ واللحم بالمثل؟وزيت الزيتون؟وتقريباباقي الخضروالغلال؟مليارات تصرف عندتوزيع الميزانية وأسعار من نارعندالإنتاج؟السمك نارعلى نار؟البيض والدجاج؟بل جل المنتفعين بالقروض لا يرجعونها.بل من خطاب لآخر يسقط الرئيس بنعلي ديونا رهيبة عن الفلاحين؟ونعيد الكرة؟
أموال كبيرة ترصد وأرقام مفزعة والخدمات بعيدة عن أن ترضي المواطن خدمة وحاجة ومرتبا؟
وعندما كنت معتمدا بالفحص.وهنا كان يوجد الكثير من المنتفعين بالاراضي الدولية وبالقروض
الرهيبة أي بمنح بعشرات المليارات.منح فقط..وحاولت متابعةالموضوع عن قرب وطلبت الإطلاع
على كراسات الشروط التي منحت على أساسها الأرض والقروض وما تم الاتفاق على إنجازه بشرياوتنمويا…هاجت الدنيا…وغادرت الفحص…(عائدإلى هذاوغيره)..نفس الأمرحصل عندما حاولت الاضطلاع على كراس الشروط التي على أساسهاتنجزالبناءات وتمنح الإعفاءات والامتيازات..وهي رهيبة لمن لا يعلم…المقاول عالميا وبالمواصفات الجيدة يربح 30في المائة من ثمن شقة؟…كراس الشروط لمن ينجزالطرقات…هذه محرّمة…نوعيةالإسفلت وسمكه والحواشي..
هناصرت مجرما…في بنعروس ذات الأمر عندما تحدثت عن التلوث وعن المناطق الصناعية
والمساكن القصديرية ومساكن الأكواخ…وهذه سنراها بالوثائق…وكم من مرة دفعت المجموعة
الوطنية من اجلها المال؟ومن هم المنتفعون؟..وهناك من المعارضة من يقول لماذا خرج اليوم؟
وهناك من داخل النظام من كان همه التسلق في المسئولية وجمع المال واليوم يطرح نفسه من الرؤساء؟
التنمية الاقتصادية
مارصدلهابلغ 2650 مليون دينارا.كل تونسي ينتفع على 265دينارا.وهذاغيرمتوفرعندالنظرإلى الأعدادالهائلة من العاطلين عن العمل والأرقام الهائلة من العاملين والذين لا يتحصلون على هذا المبلغ؟بل عقودالمناولة صارت طاغية جدا.الأغرب أكثرزيادة في حجم الوزارات الاقتصادية من سنة لأخرى وهو ما يعني منحا كبيرة لرجال مال وأعمال ولكن كل هؤلاء مكبلين بالديون؟وحديث عن مؤسسات جديدة وتشغيل؟وادخار؟ وإعادة توظيف الادخار؟رجال يبتلعون المال المرصود ضمن الميزانيات مقابل ماذا؟
وشهادات من دافوس؟والبنك الدولي؟وغيرها من الهيئات المالية؟بل الرئيس الفرنسي وصف هذا بالمعجزة؟
العلاقات مع مجلس النواب؟الحرية والإعلام؟والخبر الصحيح رصد لها 38150مليون دينارالماذا؟لصحافة هي الاتعس والأشنع عربيا.الرقم يشير إلى حجم الهدايا والعطايا وليس الدعم للفكر والقلم الحر.وزارة بذات منذ اشهر وانطلقت بميزانية ضخمة جدا ولا يمكن أن تكون الوزارة عينها أكثر من مصلحة ضمن الوزارة الأولى؟وهذه الميزانية زهيدة لان كل الوزارات تشترك هنا في إسكات هذا وذاك.المسئولية تضامنية.
ربما الميزانيات الأكثر غرابة التربية والتعليم العالي والصحة.
التربية والتكوين2231مليارا؟
منذسنوات بفضل التنظيم العائلي اتجه البناء الهرمي للسكان في تونس صعودا.ارتفع عددالتلاميذبالجامعات وقل بالمدارس والمعاهد.وهذا غير صحيح وهو ما يطرح تساؤلات وتساؤلات…معدل التلاميذ بالقسم الواحد لا يقل عن 36؟وجداول
الأوقات مكتظة إلى ابعد مجال..ودون علم كبير هنا…الاحداثات غير موجودة كما يتم الحديث عنها؟أو التنظيم العائلي أرقامه غير صحيحة؟أو انتدابات الأساتذة غير صحيحة؟ترفيع في الأجور نعم مقابل جداول مكتضة؟وتلميذ تائه.وحديث عن مدرسة الغد مثلما هو حال جمهورية الغد.الصيانةوالتعهدوتطويرالمخابر.أمورها متواضعة جدا.وهذا كله العين المجردة تراه.
عفوافي مفتتح السنةالدراسيةالحاليةاخذواالرئيس بنعلي إلى معهد من معاهد ولاية أريانة ورأينا الإعلامية و….
اسألوا أساتذة تونس عن ظروف تدريسهم؟عن الكراسي؟الطاولات؟الصبورة؟الطباشير؟أوراق الطباعة للامتحانات؟…
لنافي تونس 24ولاية ولنقل أن نصيب كل ولاية من الصيانة في المعدل 5مليون ديناريكون لولايات تونس واريانة وبنعروس ونابل وبنزرت والقيروان وصفاقس والقصرين وسوسة تحديدا6مرات مايخصص لغيرهامن الولايات.45مليارا لكل ولاية من هؤلاء سنويا صيانة واحداثات فقط وهومايعني منذ18سنة آلاف المليارات ومدارس ومعاهد لمائة و60مليونا ساكنا؟
9ولايات ضارب 45مليارا=405 من المليارات؟و15ولاية ضارب5مليارات=75ملياراليصبح هذاالرقم ضارب
ثلاثة=225+78ضارب3=1449مليارا.هذايعني سنويا600معهداثانوياكلفةالواحد2مليارا؟وهذه الكلفة مرتفعة.ثم لنقارن بين المعاهد التي تم تشييدها منذ 1988وما سبقها؟ومع ما أنجز في الستينات؟معهد منزل تميم مثلا..فارق كبير=1200 ملياراو ألف مدرسةابتدائيةعلى الأقل كلفة الواحدة100الف دينارا(10قاعات بكل مدرسة مع تجهيزات حديثة). اي100مليارايبقى149ملياراتجهيزات إضافية سنويةخلال 18 سنة=600 ضارب18= 10800معهدا؟450 معهداعلى اقل تقديرفي كل ولاية؟ ودون حساب ماهوموجودمنذخلقت تونس؟ومدارس ابتدائية1000ضارب 18=18الفا؟
لنتصورهذامنذ18سنة؟ولنقل للوزارةكمعلمين 80الفا ويتقاضى الواحد600دينارا يكون المجموع 576 مليارا
والمعلم في بحبوحة؟ولها من الموظفين 20الفا معدل رواتبهم 600دينارا؟=144ملياراولها للتكوين نصف هذاالعددوهو دون هذابكثير.72ملياراوالوزيروديوانه200الف ديناراوالمركزالبيداغوجي(هويبيع الكتب ولنقل دعما له)20مليارا؟.
يكون المجموع مع هذه الانجازات الضخمةالسنوية؟2189مليارا ونحن نتجاوزأحسن دولة في العالم في مجالات التربية والتكوين؟والحال أن معاهدناومدارسنافي اغلب الحالات تتطلب الصيانةولهذاأحدثت لجان صيانة المؤسسات؟وأموال تجمع سنويا؟ومن التربية والأسرة؟لقدفصّلناالميزانيةإلى أرقام حقيقيةومن المفروض أن تكون مؤسساتناالتربويةوالتعليمية على نحومارأينا.أو أن هذه الأرقام غير صحيحة بالمرة.وهو تضخيم لا غير لأهداف سياساوية؟
وهكذاباقي الوزارات وهنااقترح على التونسيين والتونسيات إحصاء المدارس والمعاهدالتي شيدت حديثاأوتمت صيانتها (ولا تسال عن 2626) عبرالمعتمديات والولايات معهدامعهداوبالمثل مدارس وجامعات ومعاهدعليا
ومحاضن ومقارنتها مع ما ذهبت إليه. ونفس الأمر في خصوص السدود والبحيرات الجبلية والمسالك الفلاحية والطرقات.
هذا قراءة في الأرقام وهذه ردود الوزارء حول هذا خلال ميزانية2006واترك المجال للهيئات الدولية التعمق والدراسة وللتونسيين والتونسيات والأجيال القادمة ما به يقفون عند نوعية فريق حاكم كلمانطق إلاوكذب.وعلى أشياء يمكن لمسها تحسسها والوقوف عند تكاليفها وعمرها ونوعية بنائها.ضخامة الميزانية هدفها إبراز حركية تنموية؟وتقدم؟
تضخيم الميزانية من جهة ورداءة الخدمات من جهة أخرى.يعني احد الأمرين عالميا.سوء تصريف أي بيروقراطية.أوفسادا كبيرا.وشخصياأميل إلى الرأي القائل بأرقام مبالغ فيها.مثل رجل الأعمال الذي يكلف خبير حساباته بإعداد ميزانيتين…
واحدة صحيحة..وأخرى غالطة ومغلوطة تصلح لإسكات إدارات الجباية والضرائب.وهذا مثلما قلت كل تونسي ومعلم وأستاذ ورجل تكوين يعلمه جيدا.بل كل ولي.ومثلما قلت نراه بالعين المجردة.وهذا موضوع أطروحة لمن يريد وكتابا جديدا لمن يريد أيضا.وفي كتابي القادم –بحول اللّه-نرى المهم والاهم هنا وفي غيرها من المجالات ومن رؤية جديدة.وان شاءالله كتابي الجديد لا يسقط في يد معارض أو رجل من رجال حقوق الإنسان ليجعله وليدا ميتا كسابقه.
رجال العجزيفتضحون…وبنعلي أخرجوه من الواقع..ماوقع لبورقيبةيقع له …لهذا الثلاثي التعيس
خلق بن مصطفى وقتل الداخلية وكل محاولة لكشف الإجرام…هناك ما لا يستطيع أي لئيم ستره..
.لقد جمعت خطب مجموعة من المسئولين.اذكر منهم اليوم السيد عبدالعزيز بن ضياء.منذ دخل وزارة التعليم العالي.وبالخصوص منذ دخوله القصر…وسيرى القارئ العجب…وسيكون هناك جدلا كبيرا على المستويات كلها…ما يقوله هذا الدكتور خطير إلى ابعد مجال على الإنسان الفرد..فرنسا
هنا…سنرى.جمعت خطبا وكلمات ل29مسئولا.السياسة ثوابت وتكتيك.والتكتيك هو المحدد لنوعية
وذهنية وسلوك الرجال..هو خيط رفيع جدا…لنرى ذلك لدى أقوى شخصية اليوم في تونس؟وهل معها يشعر بنعلي بأنه في أمان؟قلت مزارالنااستراتيجية في المكان والزمان والعلاقات والأهداف والتحرك…واحدعناصرها..المعرفةالموضوعية والدقيقة بمن يكذب حتى تجّره إلى كذب أكثر..
ونجحنافي مهمتناإلى ابعد مجال.بل منبهر بضعف الخصم.ومن مؤشرات النجاح البسيطة..كذب
اكبروردود من تحت تنوعت وتعددت.وتململ هنا وهناك واسع ويتّسع..نصحت بنعلي وزوجته ورفضا.بل زوجته تظن بنضياء قاهرا للرجال…مبروك سعد على سعدية..وأقول لها بخصوص
هذا الرجل والودرني ومن تظن أن بامكانهم حمايتها وضمان 2009 بما يلي…
.بنعلي بهدف ضمان نجاح عملية7 نوفمبر1987 طلب من احدالمسئولين قبيلهاالعودةالى مكان خلفه فيه بنضياء ..وبنضياء هذا معروف في أي مكان يدخله يتحدث عن الديمقراطية؟وهو يقصد كشف كل مسئول ديقراطي فعلا وكل من هو نظيف.قال الرجل لبنعلي…بنضياء منذ دخل وهو يغني بالديمقراطية؟(وهو جاء معه إلى حيث يذهب بأنتن عباد الله علاقاتيا وماليا وكذبا…والقائمة طويلة جدا..) إذاعدت بماذاسأغني ونحن ننتمي إلى نفس الحزب؟فجاء محجوب بنعلي؟من أتكلم عنهم أحياء.هذاهو بنضياء.وهذه أدواره.ولهذا قلت لليلى انتهى دور الرجل ومن استنجب داخل وخارج تونس.انتهت لعبة الفريق الحاكم.الإجرام لن يغطيه أي هيكل أو تافه.وهناك ماهواكبر من إجرام التعذيب…إجرام تدميرماهواكبرمنا….والى العطش المالي والأخلاقي…
8ديسمبر..يومنا كان لموت النهب ويومهم جاء للنهب.(نملك ما جمع وما صرف وأين..)
ولا ننسى أن يوم 8ديسمبرجاء لتتحول معه المعاهد والمدارس والمؤسسات الى اماكن نهب وتعرية لمن هو عاريا أصلا.وهنا مع 2007 لنا عمل جديد على كل المجالات.كما اذكر التونسيين والتونسيات بان جنابي كان قرر يوم 8ديمبر1992 توجيه مجموعةمن250 مسئولامن بينهم اليوم على سبيل الذكر
محمد عويني رئيس لجنة التشريع بمايقال عنه مجلس نواب وعضواللجنة المركزيةوالوزير المستقبلي وكذلك الأستاذ صلاح الدين المستاوي عضواللجنةالمركزيةوعضو مجلس النواب يومها وغيره من معتمدين اليوم ورؤساء بلديات..بشير التايب رئيس بلدية مقرين..مختار عجيلي رئيس بلدية الخليدية…والكثير….
.يوم 8ديسمبر1992ذهبنا لنقول كفى للفساد بصوت واحد ويومها كان الشماري وغيره يفكرون في نيابة في مارس2004.وفعلا حصل ذلك.يومنا كان يوما وطنيا للمشاركة وقتل المليشيات والفساد.
وكل أنواع الاغتيالات.ويومهم هو يوم النهب الوطني وتوريط الكل في الفساد وجمع المال.
ولا ننسى أن اليوم جاء في 9ديسمبر1993اي سنة واحدة بعد يومنا نحن.اترك المقارنة لكل حر.
.المصادر
.خطب السيد زين العابدين بن علي من 1987ولغاية خطاب 7نوفمبر2006.
.مناقشات الميزانيةالعامةللدولةاعتمادافقط على صحيفةالحرية لسان حال السلطة الحاكمة في تونس.
.كلمات وزراء التربيةعندإشرافهم على اجتماعات سياسية.ومايعلنونه عبرندواتهم الصحفية المنشورة للعموم عند مفتتح كل سنة دراسية.
.كلمات وزراء ومسئولين خلال الاحتفال بيوم العلم كل سنة.
.الرائد الرسمي للجمهورية التونسية.
.أرقام تنشرهامجالس للتنميةمع انعقاددوراتهاالعاديةحول احداثات تربويةجديدةاوصيانة وتعهد.أو إعلان هذامع مفتتح كل سنة دراسية.وذلك عبر الصحف التونسية.
.مجالس وزارية بإشراف السيد زين العابدين بنعلي أو مجالس وزراء قبل افتتاح السنة الدراسية
وخلالها وبعدها..وبمناسبة الاحتفال ب7نوفمبر تخرج ملاحق صحفية خاصة.
.المشاريع الفلاحية والصناعية والخدماتية المعلنة عبر الجهات والمنشورة بالصحف التونسية.
.أرقام التشغيل المتولّدة عن هذه المشاريع ومن غيرها عبر الولايات والواردة مع انعقاد دورات هذا المجلس الجهوي وذاك..
…اعتمدنا فقط على ما هو منشور من الدولة ومسئوليها وبصفة علنية ورسمية وللعموم…
حسين المحمدي تونس
غرة ديسمبر2006.