الخميس، 28 سبتمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2320 du 28.09.2006

 archives : www.tunisnews.net


 الرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية تطالب السلطات التونسية برفع الحصار على موقعيها على شبكة الواب من نشاط الاتحاد العام لطلبة تونس القدس العربي: تونس الأولي عربيا وافريقيا علي مستوي القدرة التنافسية في الاقتصا

د

 برهان بسيــّس: شهـادة لتونـس الحبيب أبو وليد المكني: هل تنجح قناة الديمقراطية في فك الحصار عن النخبة التونسية ؟ الموقف: جحافل الصعاليك تجتاح وسط العاصمة محمد الصالح فليس: المهمشون …من الاعتداء الى القتل عارف المعالج: متى تضع معركة الحجاب أوزارها ؟ ابراهيم: في اخلاقيات الكتابة وفي ادب الحوار محمد العروسي الهاني: من وحي الذكرى 36 لوفاة الراحل الكبير الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله جمال العرفاوي: حكم البابا أم أسيل: « أبـونا  » وأبُـوهُـم رشيد خشانة: هموم أوروبا … شمالية اسامة غريب: علي ُخطي الحبيب.. بورقيبة! الحوار.نت : حـوار رمضاني مع فضيلة الشيخ أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم بالجزائر د. بشير موسي نافع: العدالة والتنمية يخرج تركيا من العزلة الأتاتوركية إلي العثمانية الجديدة حلمى النمنم: مغلق للصلاة! وليد نويهض : «الخطر» الإسلامي بين الواقع والمتخيل الصباح: الاندلسيون على تلفزيون «الجزيرة»:دعوة صريحة الى الحوار الحضاري العادل

الحياة: صلة محتملة بين عزل مسؤول مغربي وقضية «السجون السرية» الأميركية


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


 
 

الرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية

 

بلاغ

 

الرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية تطالب

السلطات التونسية برفع الحصار على موقعيها على شبكة الواب

 

سجَّل المكتب التنفيذي للرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية بكل دهشة مصادرة موقعيها على شبكة الانترنت من قبل السلطات التونسية و يعبر عن شجبه لهذا القرار الذي لا يشرف لا تونس و لا الكيان المغاربي الذي نصبو إليه.

 

بتميزه عن بقية الأنظمة المغاريبة بهذا الإجراء العبثي يدعم النظام التونسي الصورة الرديئة التي بات يعكسها على كافة أرجاء المعمورة.

تدعو الرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية السلطات التونسية إلى رفع الحصار الذي تمارسه والذي لا مبرر له على كافة مواقع المنضمات الحقوقية والجمعوية أو التابعة للمعارضة التونسية إذ تعتبر أن هذه السياسة الزجرية المبهمة تكبل الرأي العام التونسي الشقيق الذي برهن منذ عقود من خلال نضال نخبه عن جدارته ومؤهلاته لينعم بنظام ديمقراطي كامل متكامل.

 

عن المكتب التنفيذي

الرئيس : عمر صحابو

نائب الرئيس للجزائر : أحمد بوشيبة

نائب الرئيس لموريطانيا : جمال ولد محمد

نائب الرئيس للمغرب : عبد اللطيف اوعمو

نائب الرئيس لتونس : شوقي الطبيب

 

من نشاط الاتحاد العام لطلبة تونس

 
تتكاثر مشاكل الطلبة في مفتتح السنة الجامعية وتتعدد مجالات التدخل لفظ مشاكل السكن خصوصا بالنسبة للطالبات .

وهذا المشكل يؤرق الاولياء في كل سنة جامعية ويطرح امام النقابة الطالبية مسؤوليات  كبيرة.
غير انه منذ سنوات  تفاقمت مشاكل اسكان الطالبات في المبيتات الجامعية مما جعل المسؤولين النقابيين في المكاتب الفيدرالية يدخلون في سجالات ومشادات مع ادارات المبيتات التي لا تريد التفاوض مع الهياكل الشرعية لاتحاد الطلبة.وتتطور الاوضاع دائما نحو التصعيد  خصوصا في غياب ارادة صادقة لحل الاشكالات القائمة.ونزوع ادارة الشؤون الجامعية للتعامل مع جماعة مؤتمر 24 دون غيرهم رغم عزلتهم عن الطلبة ومشاكلهم وغيابهم المطلق عن الساحة الطلابية.
اليوم وبالتحديد في مبيت الفتيات بمنوبة نفذ ما يزيد عن 200 طالبة اعتصاما في بهو الادارة مطالبات بحقهن في السكن.وقد ابتدا الاعتصام منذ الصباح وتم بقيادة وتاطير هياكل اتحاد الطلبة-مؤتمر التصحيح ممثلا في المكاتب الفيدرالية لكلية الاداب منوبة-خالد القفصاوي والمكتب الفيدرالي لمعهد الصحافة وعلوم الاخبار-صبري الزغيدي-. وامام التعبئة الكبيرة وضخامة الاعتصام يبدو ان الوزارة اعطت تعليماتها لادارة المبيت للبدء في تفاوض جدي مع ممثلي الطلبة من اجل ايجاد الحلول المناسبة.وقد وقع فك الاعتصام بعد الالتزام باسكان اكثر من 255 طالبة محرومة من السكن ابتداءا من الاسبوع المقبل مع الاتفاق على حل بعض الاشكالات المتعلقة بظروف المبيت.
 
 تونس 27.سبتمبر 2006
 

مراسلة خاصة بتاريخ 28 سبتمبر 2006

 
بورصة تونس تحقّق أعلي نسبة ارتفاع في أسعار الأسهم

تونس الأولي عربيا وافريقيا علي مستوي القدرة التنافسية في الاقتصاد

تونس ـ يو بي أي: صنّف المنتدي الاقتصادي العالمي في تقريره السنوي الذي يستند الي خبرة 11 ألف رئيس مؤسسة اقتصادية عالمية، تونس في المرتبة الأولي عربيا وإفريقيا علي مستوي القدرة التنافسية لأداء اقتصادها.
ووفقا للتقرير الذي نشر امس الأربعاء، فان تونس جاءت في المرتبة الـ 30 عالميا من بين 125 دولة في العالم، محقّقة بذلك تقدّما بسبع نقاط بالمقارنة مع التّرتيب الذي كانت عليه خلال العام الماضي.
وأشار الي ان تونس تتقدّم بذلك علي دولة الإمارات العربية المتحدة التي جاءت في المرتبة 32، تليها قطر في المرتبة، 38، ثم الكويت في المرتبة 44 والبحرين في المرتبة 49.
كما تتقدّم تونس أيضا علي الصين التي جاءت في المرتبة 54 وروسيا في المرتبة 52 والهند في المرتبة 43 والبرازيل في المرتبة 66 وايطاليا في المرتبة 42 واليونان في المرتبة 47.
ويفسر الخبراء هذا التّقدم بنجاح الإصلاحات الهيكلية التي أدخلتها تونس علي مؤسساتها خلال السنوات الأخيرة، وتوفقها في بنيتها الأساسية ومواردها البشرية، الي جانب تحقيقها نسبة نمو اقتصادي في حدود 6 بالمئة سنويا.
من جهة أخري، لاحظ التّقرير تراجع الولايات المتحدة الأمريكية الي المرتبة السادسة، لتحتل سويسرا المرتبة الأولي، بينما جاءت فنلندا في المرتبة الثانية، تليها السويد والدنمارك وسنغافورة.
ومن جهة اخري قال صندوق النّقد العربي ان بورصة تونس تمكّنت خلال الربع الثاني من العام الجاري من تحقيق أعلي نسبة ارتفاع في أسعار الأسهم بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وأوضح في أحدث تقرير له حول أداء البورصات العربية نشر امس الأربعاء، ان مؤشر الأسعار الذي يحتسبه لبورصة تونس ارتفع بنسبة 2.21 بالمئة خلال الفترة المذكورة، مقابل اٍنخفاض عام بنسبة 3.13 بالمائة لمؤشر المعدّل العام لنسق أسعار البورصات العربية.
وعزا ذلك الي ما وصفه بالحركات التّصحيحية التي عرفتها بورصات الخليج بالأساس بعد الاٍرتفاع الكبير الذي شهدته العام الماضي.
وأشار الي انه باستثناء بورصة الكويت التي ارتفعت أسعار أسهمها بنسبة 74.10 بالمئة، فإن الأداء الأفضل علي مستوي نسق الأسعار عرفته بورصة تونس التي لا تزال أسعار أسهمها في المتناول ولم تشهد ما عرفته أسعار بورصات الخليج والأردن.
وقد عرف أداء المعاملات ببورصة تونس من بيع وشراء الأسهم نسقا تصاعديا بنسبة 1.401 بالمئة لتستقرّ في حدود 180مليون دولار في الربع الثاني من هذا العام مقارنة بنفس الفترة مـــن العام الماضي.
ويشمل أداء بورصة تونس حاليا 48 شركة ومؤسسة مدرجة ضمن 1620 شركة موزّعة علي 13 بورصة عربية فقط( مقابل 21 دولة عربية).
ووفقا لتقرير صندوق النّقد العربي، فان بورصتي القاهرة والإسكندرية تستأثران بنسبة 41 بالمئة من إجمالي عدد الشركات، بينما احتكرت السعودية نحو 82 بالمئة من اجمالي قيمة الأسهم المتداولة بأسواق الأسهم العربية.
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 سبتمبر 2006)
 

شهــــادة لتونـــــــس
 
بقلم: برهـــان بسيــــّس
 
صدر هذا الاسبوع تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس) حول ترتيب اقتصاديات العالم في مستوى التنافسية، ويعتبر هذا التقرير السنوي مرجعا علميا للمصداقية والشفافية في مستوى تقييم اداء اقتصاديات بلدان العالم في موضوع التنافسية الذي يتجاوز مجرد البعد التقني لاداء ونشاط المؤسسات الاقتصادية ليشمل مجمل اوجه التقييم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المتصل بشكل او بآخر بقياس مسألة التنافسية مثل النظام التعليمي والنظام الصحي وشفافية المعاملات المالية وصحة النظام البنكي واستقلالية القضاء وسلامة المنظومة القانونية المحيطة بالنشاط الاقتصادي وشفافية سوق الاستثمار والتشغيل ومناخ الاستقرار السياسي القائم على شروط دولة القانون.
 
ما يبعث على الاعتزاز فعلا هو ان بلادنا تحصلت على المرتبة الاولى عربيا وافريقيا والمرتبة الثلاثين عالميا متجاوزة ضمن هذا الترتيب بلدانا مثل ايطاليا والبرتغال واليونان واندونيسيا وبولونيا وهو ما يمثل شهادة دولية ذات مصداقية عالية صادرة من جهة عالمية مرجعية تؤكد قيمة المكاسب التي تحققت لتونس البلد الصاعد بطموحات كبيرة نحو تحقيق نماءه وتقدمه وتنميته رغم شح الموارد وقلة الامكانات التي تم مغالبتها برهان استراتيجي على الانسان وذكاءه.
 
لا أحد بامكانه ان يشكك في قيمة هذه الشهادة العالمية خاصة اولئك الذي تعوّدوا على انكار المكاسب واطلاق عويل الخراب والانسداد كلما تحدّثوا عن الوضع التونسي في وصف تشكيكي عدمي يشوّه اصحابه قبل ان يشوّه صورة البلد، فتونس التي منحها المنتدى الاقتصادي العالمي هذه الشهادة لم تكن لتظهر امام العالم ومؤسساته المتخصصة بهذه الصورة المشرقة لو لا مجهود ابناءها في مراكمة ارث اصلاحي تدريجي في مجال التأسيس لدولة القانون والشفافية  الاقتصادية والرهان على الذكاء والمعرفة والكفاح من اجل توفير الاستقرار والحيوية اللازمة لفائدة اقتصاد ومجتمع طامحين للتقدم.
 
لا تأتي مثل هذه الشهادات صدفة او مِنّة او مجاملة او رشوة لبلد يقوده رئيس يشتغل ويقدم النموذج في العطاء والجدية والانصراف للعمل والجهد من اجل التقدم والنماء.
 
زين العابدين بن علي لا يقود بلده من منتجعات اوروبا او قصورها الشتوية ولا يجتمع بحكومته في اقامته الصيفية في ماربيا اونيس ولا يدير شؤون البلد بالهاتف متجولا من عاصمة الى اخرى، انه يشتغل مع التونسيين ووسطهم بروح البذل والعطاء القياسي في متابعة المشاريع والبحث عن اجابات لكل الاشكالات الطارئة التي تهم التونسيين وفي صدارتها قضيتنا الوطنية الاولى من اجل التشغيل والقضاء على الفقر وتوفير فرص الحياة الكريمة لكل ابناء البلد في كل مناطق الوطن والارتقاء بمجمل أوجه الحياة تعليما وصحة ومسكنا وعمرانا وبيئة وغير ذلك من التحديات  المطروحة.
 
بكل نخوة واعتزاز نتلقى مثل هذه الشهادات التي لا ينبغي ان تدفعنا الى دائرة الرضا عن الذات او تغطية ما يزال امامنا من اشكالات وتحديات في مجال التطوير والاصلاح بقدرما تمنحنا  حافزا اكبر في ان نخوض هذه التحديات بثقة في النفس تجعلنا اكثر حيوية في تنشيط الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي دون خوف او تردد او عُقد في الاعتراف بالنقائص والبحث عن حلول تدعم متى توفرت الارادة الوطنية الصادقة جهد الخير ومسيرة التقدم في البلد.
 
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 28 سبتمبر 2006)


هل تنجح قناة الديمقراطية في فك الحصار عن النخبة التونسية ؟

 

الحبيب أبو وليد المكني تعلن قناة الديمقراطية هذه الأيام عن عزمها القيام بمجموعة من الندوات تتناول مختلف الملفات الحيوية المطروحة على التونسيين سلطة ومعارضة خلال السنة السياسية الجديدة: الملف السياسي و ما يتعلق بهيئة 18 أكتوبر و حركة اليسار الشيوعي الملف الحقوقي وخاصة ما يتعلق بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الملف النقابي و ما يتعلق بالمؤتمر العام الذي يجري الإعداد لانعقاده في الشتاء المقبل ملف الإسلاميين و آفاق حل مشكلة ما تبقى من المساجين و المحاصرين و المغتربين و لا ندري بالضبط الأسباب التي جعلت القائمين على هذه القناة يقتحمون هذه المرة كل الحواجز التي كانت موضوعة في طريقهم عندما يتعلق الأمر بتونس و يعلنون عن عزمهم التطرق لجملة هذه الملفات ، و لكن لا بأس من كتابة شئ ما عن الموضوع لأنه إن أخذ طريقه إلى التنزيل فسيكون حدثا جديدا لا يقل أهمية عن الأحداث الكبيرة الأخرى التي نأمل أن نعيشها على أرض بلادنا العزيزة في الأشهر القادمة 1 ــ لا نشك في استمرار الضغوط نظرا لحساسية الملفات التي أعلن قرب فتحها على هذه القناة التي تتخصص في بث الندوات الفكرية و الحوارات السياسية و المواعظ الدينية و المحاضرات التاريخية ، ونظرا لخصوصية موضوع الإعلام عن تونس وحساسية أطراف متنفذة في السلطة لكل حديث عنه لا يقع تحت سيطرتها ، نتوقع أن تمارس ضغوطا كبيرة على صاحب القناة الدكتور محمد الهاشمي الحامدي لإثنائه عن عزمه لأن هذه الأطراف تمارس سياسة الانغلاق في زمن الانفتاح و العولمة و تنسى أنها بذلك تضر بمصلحة البلاد و سمعتها على كثير من الأصعدة ، لأنها تعطي انطباعا سلبيا عن بلادها لدى الأوساط الإعلامية في الخارج و تحمل النخب المختلفة على الاعتقاد أن في تونس مشكلة كبيرة لعلها من نوع الفضيحة التي لا يتشرف المرء بالحديث عنها و قد لمسنا ذلك بوضوح تام في كل الندوات التي تعقد في عواصم الدنيا ويتطرق على هامشها البعض للملف السياسي التونسي ، وقد أضر ذلك كثيرا بالنخبة التونسية بمختلف أطرافها بما فيها تلك التي تتواجد في السلطة وعلى مختلف المستويات ، والدليل على ذلك ضعف المساهمة التونسية في صنع الرأي العام العربي وقلة مشاركاتها في الحوارات المكثفة الجارية على الفضائيات العربية ,رغم أن هذه النخبة ، وهي ثمرة السياسية التربوية الصائبة كبرى مكاسب الدولة الحديثة ، قادرة على الإسهام في هذه الحوارات بما يرفع رؤوسنا عالية ، من خلال مواقفها المشرفة من قضايا الأمة و موضوعية رؤاها العقلانية و الموثقة . 2 ــ لا جدوى من حوار يقول بالمصارحة قبل المصالحة لا نعتقد بالمرة أن في تونس فضيحة نخشى أن يتناولها الآخرون بالحديث بل أن الأمر يتعلق بأزمة متعددة الأبعاد يمكن مواجهتها بجملة من القرارات الجريئة تلغي القيود التي تعيق التدافع الحقيقي بين قوى المجتمع ، نظن أنه يحتاج إلى تأطير تشريعي مناسب لينتهي إلى إرساء توازن سياسي جديد قائم على الوفاق و احترام قيم الإسلام و الديمقراطية و مستفيدا من الطبيعة المسالمة للتونسيين و عراقة الحس المدني لديهم .. لا يعنى هذا أبدا أننا نقلل من شأن هذه الأزمات أو نرفع المسؤولية عن الأطراف المتسببة فيها بل نؤسس موقفنا على ما نحن مطمئنين إله من استعداد أهم قوى المعارضة لطي صفحة الماضي دون محاسبة إذا كان المقابل هو انفتاح ديمقراطي حقيقي يتيح للجميع المساهمة في التمتع بخيرات بلادهم و المشاركة في صنع مستقبلها و لا نريد أن يكون هذا الحوار المحتمل سلسلة من » الاتجاهات المعاكسة  » التي يقول فيها كل طرف ما في جعبته بنية إفحام الخصم و ليس لمد جسور التواصل معه و البحث عن نقاط الالتقاء لبلورة رأي جديد يمكن أن يدفع إلى الأمام على طريق إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة ، بل نريد أن يكون هذا الحوار فرصة تبرهن عن حيوية النخب التونسية وتعرف حقيقة نضالها الذي لا يكلّ من أجل إرساء مجتمع الكرامة والحرية و العدل و من أجل مواجهة اتجاه الدولة نحو التغول و الاستبداد . ولعل الأزمة الجزاثرية التي تأخذ اليوم طريقها للانفراج لا يمكن مقارنتها بما عندنا في تونس و مع ذلك فلم تتضرر الجزائر أبدا من طرح ملفات هذه الأزمة على الفضائيات بل الأكيد أن ذلك قد ساهم في تقريب وجهات النظار و إرساء مناخ سليم أدى فيما أدى إليه إلى ما نشاهده اليوم من مصالحة وطنية نأمل أن تتواصل حلقاتها ، وإن كنا في الموقع الذي يسمح لنا بتقديم النصح و » الدين النصيحة » فنضيف أن المشاهد العربي عموما و التونسي خصوصا ليس في حاجة اليوم إلى تخمة في الملفات لن يتسنى مطلقا تناولها بموضوعية و لكنه يطالب بحوارات هادئة يكون لها أثرا مباشرا على الواقع . في بلدنا تونس هناك حالة من الانسداد السياسي يمكن أن تنفتح بتحقيق مطالب حركة 18 أكتوبر و التي تتلخص في إطلاق الحريات بأنواعها . وهناك حالة من فوضى القيم يمكن لدعاة الإسلام أن يعملوا على التخفيف منها . وهناك مشاكل اقتصادية و اجتماعية تحتاج إلى مناخ جديد لتوحيد الجهود من أجل مواجهتها ، و ليس بعزيز على التونسيين أن ينجحوا فيما نجح فيه الآخرون أو على الأقل يتفقون على أحسن طريق النجاح . و في النهاية لا يسعنا إلا الدعاء لكل العاملين المخلصين بالتوفيق
 
(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » الألكترونية بتاريخ 28 سبتمبر 2006)


جحافل الصعاليك تجتاح وسط العاصمة

الموقف

 

 عاشت تونس العاصمة يوم السبت قبل الماضي حالة غير مسبوقة من الفوضى والفلتان الأمني سببتها مجموعات من الشبان زحفت من مختلف الأحياء الشعبية القريبة والبعيدة عن العاصمة. فبعد انتهاء حفل موسيقى شبابي راقص، أقامته الجهات المسؤولة بهدف تحسين « الذائقة الفنية لدى شباب الأحياء الشعبية! « … بعد انتهاء الحفل انتشر المئات من الشبان في شوارع العاصمة ولم يتركوا حرمة إلا انتهكوها ولا فتاة إلا عاكسوها ولا بضاعة معروضة إلاّ وعبثوا بها ، كتعبير عن فعل الموسيقى في أرواحهم وتأثيرها في ذائقتهم !. فهذا يعترض سبيل فتاة ويمنعها من مواصلة طريقها، وذاك يمرر يده إلى كل ما يعترضه من محافظ وجيوب، وإذا تفطن إليه احدهم يهجم عليه ويسبه ويشتمه فترى المعتدى عليه خائفا مرتعبا يقدم الاعتذار تلو الآخر عساه ينجو بجلده. وكنت تسمع تلك الجحافل من الشباب يتخيرون من الكلمات أكثرها بذاءة وأشدها قبحا وأكثرها إثارة للاشمئزاز لدى عموم الناس. بل انك تراهم مسرورين فرحين إذا ما عبّر احد المارة عن تقززه من ذاك الكلام، فيكثرون من تلك « الموشحات » ويرفعون عقيرتهم أكثر « بنغاماتها » ويصبح الشخص لمجرد انه عبر عن اشمئزازه، عرضة للتحرش والمضايقة عقابا له على رفضه لتلك الطريقة في الكلام والتعبير.

 

أما من كان مرفوقا يومها بأمه أو أخته أو زوجته فحدث ولا حرج. كنت يومها متجها من « لافيات » إلى ساحة برشلونة وشاهدت مجموعة من الشباب يعاكسون امرأة أمام زوجها وحينما احتجّ الرجل أشبعوه كلاما بذيئا وسبّا وشتما من نوع « حتّى إنت راجل — هذا راجل تاخذوا …ما لقيت كان ها الطّ…— وغيرها وغيرها »… لم يستطع الرجل أن يواجه صعاليك يتعدى عددهم الخمسة فقرر أن يستقل أول سيارة أجرة ويفر من المكان.

 

والغريب أنّي لم أشاهد يومها سيارة امن واحدة بل ولا رجل أمن واحد… صورة غير معهودة ومناقضة تماما لصور أخرى علقت بالذاكرة عن العاصمة وعن حافلات الأمن الزرقاء والصفراء و عن الأعداد الكبيرة من الشرطة بالزي المدني والرسمي وهي تحاصر مقار الأحزاب و تراقب كل نفس فيها، أو تلك التي نراها تحاصر ساحة محمد عليّ وتحصي على العمال والنقابيون الهمسات.

 

لا ادري ما المفهوم الذي تعتمده إدارتنا للأمن، وكيف تسمح أن تستباح العاصمة في المناسبات الرياضية وغيرها، ولماذا لا تفكر في الأمن الحقيقي للمواطن: الأمن من الجريمة التي تغزو مجتمعنا والأمن من السرقة وانحراف صغار السن. الأمن من الإدمان على مختلف أنواع المخدرات، والأمن من الكلام البذيء الذي ملأ الشوارع والمقاهي (وكل الفضاءات أصبحت مقاهي) .. لماذا لا تتعامل قوات الأمن بنفس « الحزم » الذي تعتمده مع الرابطة والأحزاب والنشطاء من تونس وخارجها، مع مثيري الشغب وقطاع الطرق والمعتدين على الناس؟ أم هل أن هؤلاء اخطر على الأمن العام من أولائك؟

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف »، العدد 382 بتاريخ 22 سبتمبر 2006)


متى تضع معركة الحجاب أوزارها ؟

عارف المعالج – نقابي جامعي

 

لقد شهدت الإدارة الجهوية للتعليم بصفاقس تجمعا تلقائيا لمئات الأولياء للاحتجاج على المنع من التسجيل الدراسي الذي تعرض له أبناؤهم في المعاهد بسبب التزامهم بالحجاب الاسلامي حتى ولو كان في شكل الفولارة التقليدية التونسية، وقد قوبل الجمع بمواجهة وتفريق قوى الأمن لهم وطردهم بعد أن رفض المدير الجهوي مقابلتهم. وقد التحق وفد من الأولياء بمقر الاتحاد الجهوي للشغل لمقابلة الكاتب العام للاتحاد الجهوي ولعرض المظلمة على المنظمة النقابية ولطلب النصرة.

 

إن من يتابع طريقة تعامل السلطة مع مسألة الحجاب بعد ربع قرن من استمرار المعركة بدون كلل أو ملل ليعجب من الإصرار المريب على استئصال الظاهرة بالرغم من الاستعصاء على تحقيق الهدف باستئصالها، فالمسألة أصبحت القضية القديمة الجديدة التي تبرز بقوة عند كل عودة مدرسية وجامعية ويذهب ضحيتها أبناؤنا وأخواتنا من التلميذات والطالبات الملتزمات بالزي الشرعي حيث يبدأن سنتهن الدراسية في جو من التخويف والترهيب. إذ يتم في منطلق كل سنة دراسية إرسال مناشير تذكيرية لمديري المؤسسات التربوية كالمنشور الغير الممضى الذي أصدرته سابقا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وعنوانه « النظام الداخلي » ويوصي بتوصيات غريبة من قبيل ما ورد بالحرف الواحد من (ذقن محلوق ورأس مكشوف) وهو يشمل بالتالي على توصيات لا تنسجم أصلا وتتجاوز حتى ما ورد في المنشور 108 وقد يتطور الأمر في ظل لامبالاة المربين ومن يهمهم الأمر إلى فرض الرأس المقطوع –القطع المعنوي – من كل فكر لا ينسجم مع ما ترتئيه الوزارة من فكر آحادي.

 

إن الإصرار على خلق هذه الأجواء من التعسف والترهيب لا يساعد على توفير الظروف الملائمة لأداء المؤسسات التربوية لدورها التربوي والتكويني ويعيق الإطار الإداري والتربوي من أداء مهامهم في ظروف طبيعية ملائمة حتى أصبح المربي يفاجأ بمن يداهم قاعة الامتحان للتشفي ومنع التلميذة أو الطالبة من الاستمرار في الامتحان إلا بعد تعرية رأسها؟؟؟ فهل أصبح الدور الأمني من الملاحقة والتضييق على الملتزمات بالحجاب الإسلامي في الساحات وقاعات الامتحان وفرض الإمضاءات على الالتزامات وترهيب الفتيات من المهام التكميلية لهؤلاء؟ وهل يعقل أن يرتضي أحد لنفسه أداء هذا الدور الذي لا يستصيغه المنطق ولا الشرع ولا الضمير؟ وهل أن هذا الأمر لا يهم غير أبنائنا التلاميذ والطلبة الذين يفتقدون لمن يمثلهم ويدافع عن حقوقهم أم هو أمر للمربين رأي فيه وخاصة النقابيين والحقوقيين؟ أليس فرض احترام الحريات والمعتقدات من صميم الرسالة النقابية ويصب في خلق الأجواء الملائمة والطبيعية لأداء المهمة التربوية بعيدا عن الصراعات الإيديولوجية والحسابات السياسية، فكل الفتيات المستهدفات لا تفهم في السياسة، ولكنها تفهم أن لها حقا تاريخيا في ممارسة عقيدتها، بالشكل الذي ترتضيه لنفسها، وبدون تدخل الإدارة لفرض رؤيتها الآحادية للتوجه الأخلاقي والتربوي للمجتمع وخاصة عندما يصطدم هذا التوجه مع الموروث التاريخي وهوية المجتمع.

 

ولمصلحة من تستمر هذه المأساة والممارسات الخاطئة، ولماذا هذه اللامبالاة من قبل البعض من الأطر التربوية؟ وما هو سر الإصرار عليها؟ فهل روى لنا التاريخ على امتداد قرون الاسلام الممتدة أي تجرؤ على التدخل لفرض الرأس المكشوف أو حتى أي شكل محدد من الحجاب؟ ولماذا الإصرار والتوتر في مقاومة بعض مظاهر التدين في المجتمع، وكأنها ظواهر دخيلة عنه، لم ترسخ في وجدانه منذ قرون خلت بعد أن تمت تسميتها بسلوكيات طائفية، وملاحقة ومنع كل من يلتزم بها من حقوقه المدنية كحق استخراج بطاقة الهوية الوطنية، أو جواز سفر، إلا بعد التخلي عن تلك الهيئة.

 

فهل حصل في التاريخ الإسلامي – حتى في أوج العهد الأتاتوركي- أن تمت مقاومة هذه الظواهر بالطرق التي نشاهدها اليوم والتي تنم على إصرار على ردع واستئصال الظاهرة حتى أصبحت المرأة الملتزمة تعيش جوا يفتقد للأمن والراحة النفسية إلا إذا حبست نفسها في بيتها وينزع حجابها عنوة في الشوارع والأسواق والمؤسسات وتجلب كالمجرمات إلى مراكز الأمن وتجبر على توقيع التزامات بعدم العودة إلى مثل هذا الصنيع الشنيع، إن هذه الممارسات لا يمكن إلا أن تخلق جوا من الاحتقان الاجتماعي وتعمق القطيعة بين المتسببين فيه والمجتمع. وإن هذه الممارسات الخاطئة نقوم بالتنبيه إليها حرصا عن السلم المدني وحتى لا تدفع الشباب دفعا إلى القنوط واليأس وإلى التطرف والبحث عن مسالك العنف والإرهاب وربما هنالك من يراهن على هذا المسار لأسباب يدركها كل لبيب. فأين العقلاء؟

 

 (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف »، العدد 382 بتاريخ 22 سبتمبر 2006)


 

المهمشون …من الاعتداء الى القتل

محمد الصالح فليس

 

أن لا يتورع شاب في هذا الوطن في مقتبل العمر من تسديد طعنات بموسى إلى فتاة شابة من هذا الوطن لم يمض على حصولها على شهادة الباكالوريا إلا بضعة أسابيع فيرديها قتيلة من اجل جهاز هاتف نقال حقير، ويضيف اليها اعتداءا شنيعا ثانيا بنفس الموسى و في نفس الحادثة على أم لخمسة أطفال جاءت لنصرة الشابة المرحومة إيمان بوهلال فيفرض عليها اجراء عملية جراحية ثقيلة و يضيف إليهما شابا جاء لنصرتهما بطعنة ثالثة لم تؤد الى عواقب وخيمة. فلا يمكن للعاقل إلا أن يقرّ بأن حلقة ما انفرطت في العقد فعرت نقصا ما، وكشفت غولا ادميا لم يعد في قلبه رحمة و لا في فكره بذرة احترام لحياة غيره رغم صغر سنه.

 

و أن لا تتورع امرأة تسوق سيارتها في قلب طرقات مدينة بنزرت على دهس المواطن حمودة سفار وهو راكب دراجته النارية فتسقطه أرضا وتقفل هاربة فتحيطه الاسعافات لمعالجة آثار سقوطه فلا تفلح ويموت هذا الشهم الذي ابلى البلاء الحسن في مظاهرة 18 أوت 1961 الخالدة البلاء الحسن، فمعنى ذلك أن ثوابت قد انهارت و أن قيما قد ولدت و أن مبادئ قد انتكهت. وان لا يتورع مواطن في منزل بورقيبة من قطع رجلي زوجته بكل برودة أعصاب بوسط آلة حادة ثم يعمد إلى قتل نفسه فذلك عنوان ضياع و علامة انهيار.

 

هذه الأحداث الثلاثة العينات جرت في ولاية بنزرت خلال الأيام الأخيرة من شهر اوت الماضي وقد اخترت الوقوف عندها لأنها بالغة التعبير على ما بلغته حركية مجتمعنا من استهتار وفظاعة و لأنها لا يمكن أن تعالج معالجة تسطيحية باهتة لان في طياتها معاني محاكمة للثقافة القيمية التي أرستها الاختيارات السائدة. فمن يقتل ويجرح بكل خسة من أجل السطو على نقال تافه، فان ذلك معناه أن المدرسة فشلت في أداء وظائفها و أن العائلة تجاوزتها الأحداث فلم تعد ماسكة بزمام الأمور ، و لم تعد قادرة على تقويم الاخطاء و تعديل النقائص . ومن خلال المدرسة و العائلة فان منظومة قيمية كاملة تفتتت.

 

إن الشاب القاتل و المرأة الهاربة المتسببة في الموت و الرجل الذي اعتدى على زوجته و قتل نفسه هي وجهنا الآخر ، و مرآة لصور اختياراتنا التي أصبحت تقدس المال والمتاع مهما كانت حقارته ، وأصبحت تستسهل الاعتداء بكل صيغه ، والقتل لشحنة عنف وعداء ترسبت في العقول و القلوب و لنقمة حادة على تركيبة فئوية همشت جانبا غير يسير من ابناء تونس و ألقت بهم في دائرة الحرمان والخصاصة، فاصبحت تنحاز للأنانية و حب الذات بشكل إطلاقي فلا تأبه لحقوق الآخرين في الحياة والحرمة الجسدية و في الحماية من كل صيغ الاعتداء.

 

و إزاء هذه الأمثلة الثلاثة فان الاختيارات السائدة تعيد إنتاج مكونات فشلها عندما نراها تكتفي بمجرد الاختفاء وراء إجراءات الاعتقال والمحاكمة وحدها دون البحث عن مكونات الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار المتدني . حتى لا تتكرر نفس الاعتداءات على أيدي معتدين فثمة من عناصر محاكمة الاختيارات السائدة ما يلزم حتما القيام به دون عقد ولا ندم و لا حسابات بل بكل همة و جرأة. و ثمة من العادات السيئة ما يتعين القبول بوضع حد له لأنه جرب فدمر الذكاء و قتل روح المبادرة وأعاق الاجتهاد.

 

فالإعلام الرديء الذي تتغطى به سلطة الحكم لتجميل تمشيه، والمحتكر للمداحين الطامعين لم يعد إعلاما ملائما لبلد في حجم و توق بلادنا لان مدحيته لم تعد تنطلي على احد، وإجهاضه للحقيقة لم يعد مقبولا . و المدرسة التي هي بصدد تضخيم التفقير الفكري و الثقافي و إنتاج التهميش و المهمشين هي مدرسة في حاجة إلى مراجعة مقومات عملها و إعادة صياغة أهدافها وأساليبها و روحها.

 

والاقتصاد الخفيف التي تعجز مكوناته على ضمان الشغل الكريم لهذا الشباب الطامح هو في حاجة إلى رؤية نقدية لإخراجه من دائرة العجز و التردد والهشاشة و هو ما أدى إلى تردي الطاقة الشرائية للغالبية وفقر و تزال فئات جديدة من التونسيين دافعا بهم إلى دوائر التهميش و الفاقة ، و اثرت في ظله فئة قليلة مثلتها شرائح حديثة المنشأ غريبة المنهج و الأسلوب،محدودة الأهداف ، أنانية الاحتكار.

 

و يبقى اختلاء السلطة باحتكار الحكم هو طامة تونس الكبرى بما هو دافع للبلاد إلى الجنوح إلى كل علامات الاستقالة و الانكفاء على الذات، و مولد لدى الشباب لأفكار القنوط و النقمة على موطنه لان سلطة الحكم فيه تستأثر بالكبيرة و الصغيرة و تبعد الجموع و الشباب بالتحديد من دائرة القرار وترفض عليه حقه في الشغل و الحكم و النقد و المعارضة و التنظم بالترهيب و القمع، و بالتبليد والتهميش.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف »، العدد 382 بتاريخ 22 سبتمبر 2006)

 


في اخلاقيات الكتابة وفي ادب الحوار

 
تلتقي احيانا على صفحات الجرائد او على شبكة الانترنيت مع نوعية من الكتابة تخال اصحابها من المبتدئين في فك الخط العربي ومن المهووسين بالسب والشتيمة من دون قول شيء مفيد وكانهم في سوق الرحبة بين العامة في شجار بدائي من اجل الماء وعشب الحيوانات.وهذا التصرف الارعن ناتج طبعا عن ثقافة رعوية وصحراوية شبه جافة تركت بصماتها حتى على الذين يتهمون انفسهم بالثقافة.
 
في الفترة الاخيرة نتجت خصومات من هذا القبيل على صفحات جريدة الشروق بين اناس ينتمون لحقل حقوق الانسان..كل واحد من الاخوة العرب استل سيفه اللغوي وشرعه ليضرب عنق الثاني في حين ان الاثنين من منخرطي الرابطة التونسية لحقوق الانسان..وكل واحد منهما يبحث جديا في حل لازمة الرابطة مع السلطة السياسية والامنية..ولكن الخلاف بينهما وصل حد ضرب الاعناق تماثلا مع  حروب القبائل في اليمن او حروب الشيعة والسنة المتوالية منذ حرمان على ابن ابي طالب من خلافة الرسول…
احدهم عميل للسلطة والثاني عميل  للغرب وكان السلطة والغرب متحاربان..الاول يتهم الثاني بانه يريد السيطرة على الرابطة عن طريق التمويل الاجنبي-وهي تهمة خيانة عظمى-والثاني يتهم صديقه بانه يريد رهن الرابطة  للسلطة-وهي خيانة ايظا… وطبعا كان للشروق ما ارادت..فهي مسكونة بهاجس نشر الغسيل الوسخ لدعاة حقوق الانسان وكان لجريدة الموقف شرف فتح صفحاتها للرد على الشروق فزادت في صب الزيت على النار..
هل يستوي وضع الرابطة بهذا النعيق والصراخ والعرا ك الطفولي ومن نلوم حين يصبح كبار القوم يقتاتون من لحم بعضهم رغم تجربتهم السياسية والحقوقية  الكبيرة.. ادعو بصدق الصديقين خميس الشماري والمكي الجزيري الى نسيان رابطة حقوق الانسان والالتفات الى مشاغل اخرى قد تفيدهما وتفيد البلاد…
 
اما الصنف الثاني من الكتابة المهووسة فهي صادرة في تونس نيوز عن صديق كنت اخاله اكثر برودة دم و رصانة واقل اوهاما سياسية. صديقي الطاهر الهمامي الذي يعرف عنه انه اديب وشاعر رقيق انتابته لوثة السياسة فجاة فراح ينظر للسلفية الجهادية ويتحدث عن حرب  اسرائيل مع حزب الله وكانه في  عمود الراس او في الطيبة او بنت جبيل تحت القصف الاسرائيلي المباشر..
حتى اللبنانيون  اخذوا مسافة في التحليل السياسي لمفردات الحرب التي دارت على ارضهم وفوق رؤوسهم..ولا يمكن ان يكون هؤلاء خونة لقضيتهم الوطنية.. لا يمكن ان يكون الاف اللبنانيون خونة ونكون نحن من الاف الكليمترات وفي راحة البال الكاملة نصنع لهم التنظير السليم ونرسله للاستهلاك في بيروت ان تكون مغرما بحزب الله فهذا حقك المطلق ولا نقاش في ذلك..اما ان يكون المختلفون معك في تحليل حدث سياسي صباغ احذية الغزاة والعوبة في ايدي الصهاينة وبائعو دم وضمير
 وعديمو البوصلة وخونة وعملاء فهذا دليل على فقر في التحليل وضعف فادح في تركيب الجمل…فكل هذه النعوت القذرة لا تمت بصلة للادب والشعر ولا للسياسة..فهي جمل مركبة صنعت في مخافر المخابرات البعثية لتلصق بالشيوعيين في سوريا والعراق ايام العذاب وتناوب على استعمالها القوميون بكل تصنيفاتهم والسلفيون بكل تفريعاتهم…
ان الحرب التي تتحدث عنها لم تكن حربا اطلاقا..فهي عدوان اسرائيلي  عنصري على بلد  اسمه لبنان ..وهذا العدوان له اسبابه في الزمان والمكان واللبنانيون اقدر منا على التعامل مع واقع بلدهم وكيفية التواصل فيما بينهم ونقد تصرفاتهم امام العدوان الصهيوني القذر..ونحن هنا من الاف الكلمترات لا نملك حق التصنيف والترصيف والتصفيف والرشمان-يا عم الطاهر-
وفي كل الحالات لم نسمع ولم نقرا اطلاقا من يقف ضد لبنان ومع اسرائيل في الحرب الاخيرة.فالجميع  ساند الشعب اللبناني في محنته وتفاعل ايجابيا وفي حدود الامكان مع اللبنانيين تحت القصف..فلا نزايد في هذا ارجوك بصدق…
اما الخلاف حول قصة حزب الله ونزعته  السلفية وبرنامجه السياسي في لبنان وفي كل الارض الاسلامية كما يسميها فلا مجال ابدا ان  نركبها تركيبا على قضية لبنان ودماره…
حروب التحرير يا عم الطاهر يشارك فيها الشعب بكل فئاته وطبقاته ومثقفيه   وعماله و احزابه ونقاباته وجمعياته وجيشه الوطني…وهذا لم يحصل في لبنان..
اما الانتصار والهزيمة فذلك محصلة ونتيجة واقعية وليست رغبة…واذا كان المنتصر في الحرب الاخيرة حزب الله فليس ذلك دليل على وطنيتك…واذا كان المتتصر هي اسرائيل فليس ذلك دليل على عمالة غيرك…وعلى كل فلبنان اليوم وبعد الحرب تناقش هذا الملف  وينتقد اللبنانيون   بعضهم ويحملون حزب الله مسؤولية الدمار الحاصل ونصر الله  ذاته يقول علنا انه  لو كان يتصور حجم رد الفعل الصهيوني لكان تردد قليلا في خطف الاسيرين..لبنان كله يغلي كالمرجل تحاليلا ونصوصا نقدية وحتى تجريحية تجاه  حزب الله وسياسته ومشروعه السياسي وتدخل اطراف اجنبية في الصراع واستعمال ارض لبنان لتصفية حسابات المخابرات الايرانية والسورية والاسرائيلية….
اللبنانيون يقبلون الحديث في ماساتهم ويفككون  رمانتهم وصديقي الطاهر هنا من الاف الكلمترات من مكان هادئ جدا لا قصف فيه ولا جثث ولا رائحة بارود يوزع التهم بالخيانة والعمالة على من خالفه الراي حول سلفية حزب الله  ودور ايران الاستعماري في الهيمنة على الشرق وتدخل المخابرات البعثية في مفاصل حياة اللبنانيين ومحاربة  اسرائيل بالوكالة…
 
لن اعود لهذا الموضوع  لانه يذكرني بحرب الجمل.. وتهم عائشة  لابن ابي طالب  بالمجون وتهم علي ابن ابي طالب لعائشة زوجة الرسول بتهم  لا اريد تعدادها علنا حتى لا تستعملها المخابرات الاسرائيلية وحزب الاستعمار ضد حزب الله و ضد صديقي الطاهر الهمامي كرم الله وجهه وهداه السراط القويم..
 
النوعية الثالثة من اللغو السياسي سمعته من رئيس دولة عربية عضوة في المنتظم الاممي وكان له شرف الجلوس في مجلس الامن ايظا…انه رئيس قبائل اليمن الذي  قرر التنحي عن الرئاسة ثم تمسك به اليمنيون فتراجع..وحاله في ذلك كحال الرؤساء العرب بدون استثناء.. اذا اعاد علي صالح ترشحه ودخل في منافسة مع  بعض اليمنيين المعارضين..وجيء به  في قناة عربية مشبوهة للحديث عن تجربة اليمن في الديمقراطية وعن حضوظ المنافسين له..
هنا بالضبط انتفضت النعرة القبلية الخبيثة وراح علي صالح يكيل التهم جزافا لمعارضيه وخصوصا  لزعماء الحزب الاشتراكي متهما اياهم بالفساد والرشوة وافساد الامن العام ونشر الفوضى…هل نسي علي صالح نفسه..وهل يمكن ان يقبل نادي الرؤساء شخصا لا يملك أي مقومات الفكر السياسي ولا حتى اخلاق رئيس دولة مستقلة تحترم نفسها..
الفساد اسس له    علي صالح..والرشوة متفشية في اليمن مثل زراعة القات.اما افساد الامن وفوضى السلاح القبلي فلا بد من تذكير الرئيس بالحرب التي دارت بين قبيلتين يمنيتين على الارض الملاصقة للقصر الرئاسي..واستعملت الدبابات ومات من مات ورئيس الدولة لم يجرا على الخروج من بيت النوم مخافة القناصين…ان كانت هذه دولة..فانا لن اعود للكتابة…
ابراهيم.


بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

  تونس في 28 سبتمبر 2006

بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري

المقال عدد 132 على موقع الأنترنات

من وحي الذكرى 36 لوفاة الراحل الكبير الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله.

في مثل هذا اليوم 28 سبتمبر 1970 إنتقل الزعيم الكبير جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر العربية من دار الفناء إلى الدار الباقية و بمناسبة وفاته و نبأ رحيله تأثر العالم العربي و الإسلامي و اهتزت مشاعر الألم و الحسرة من المحيط إلى الخليج و تابع الشعب العربي المسلم نبأ الوفاة و البلاغ الصادر و النعي بكل اسى و حسرة و تأثر على فقدان الراحل العزيز الزعيم جمال عبد الناصر

رجل العروبة و القومية و الشهامة و الفحولة صانع و مهندس ثورة 23 جويلية 1952 مع رفاقه الضباط و صانع نصر قناة السويس سنة 1956 و باني مجد مصر العربية و محقق أحلام الملايين من المصريين في العيش الكريم و مهندس العدالة الاجتماعية و تأمين الاراضي لفائدة الفئاة الضعيفة من الشعب و صاحب الكرامة و الشهامة العربية ضد العدو الصهيوني مات الزعيم الذي دعا للقومية و دعا للإنظمام لدول عدم الإنحياز مع مجموعة من الرؤساء العظام في عصره. و مات في سنّ 56 سنة بعد ان حكم مصر 18 سنة كاملة حقق فيها أشياء كثيرة لفائدة بلاده و شعبه و يبقى الرمز الخالد في مصر العربية ( عاش و مات فقيرا)

لم يترك ثروات لأنجاله و لا رصيد في البنوك و لا ضيعات ولا شركات و الكل يعلم أنّ نجله خالد يقطن في شقة و نجلته هي أيضا لا تملك مسكنا هذا هو الرمز الخالد ( بين قوسين الفرق بين خالد و خالد) رحم الله جمال عبد الناصر الزعيم العربي الشهم الذي خرجت مصر على بكرة أبيها يوم توديعه

الوداع الأخيرلم نشاهد قط عبر التاريخ جنازة عظيمة مثل جنازة الراحل العزيز كانت جنازة يوم 30/09/1970 أعظم جنازة في التاريخ العربي ملايين جاؤوا من كل فجّ عميق لتوديع الراحل العظيم.

و من كثرة تأثرنا و نحن في تونس نتابع على أمواج الأثير و عبر التلفزة الوطنية تشييع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخيرة قلت من شدة التأثر إنهارت الدموع و أدمعت العيون و بكت القلوب لفراق عظيم مثل الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله.

و من الصدف و شاءت الاقدار الإلاهية أن رزقني الله و لدا يوم غرة أكتوبر 1970 فسميته جمال الدين حفظه الله و هاهو الآن طالب في باريس يتابع أطروحة الدكتوراء في علم النفس … و كانت التسمية حافزا كبيرا لمواصلة الدراسة هذه ربما نادرة طريفة و اليوم بمناسبة ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر إستعرضت الملوك و الرؤساء الذين إلتحقوا بالرفيق الأعلى في مدّة 46 سنة الماضية فوجدت القائمة فاقت 10 ملوك و هم على التوالي الملك محمد الخامس و نجله الحسن الثاني في المغرب و الملك حسين في الأردن و الملوك فيصل و خالد و فهد في المملكة العربية السعودية و امير الكويت جابر الصباح و ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي و محمد الأمين باي في تونس و الأمير زايد آل نهيان أمير الإمارات العربية و عدد 8 رؤساء دول و هم على التوالي

الزعيم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة 6/04/2000

الرئيس هواري بومدين الجزائر

الرئيس المختار و لد دادة موريتانيا

الرئيس حافظ الاسد سوريا

الرئيس أنور السادات مصر

بالإضافة إلى الزعيم جمال عبد الناصر  مصر العربية

و الرئيس ياسر عرفات فلسطين

و الرئيس أحمد البكر العراق

و لا أتحدث على غيرهم الذين وقع تغيرهم بطرق أخرى و بعضهم رحل و غادر الدنيا و البعض الآخر مازال على قيد الحياة مثل الرئيس أحمد بن بلّة و الرئيس و لد الطايع و كان أنظفهم على الإطلاق الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة تونس و الرئيس جمال عبد الناصر من مصر و هواري بومدين من الجزائر و أطول مدة قضاها في الحكم الملك حسين عاهل الأردن 49 سنة و يليه الملك الحسن الثاني ملك المغرب 38 لسنة و الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة 31 سنة رحم الله الملوك و الرؤساء العرب و الموت حق على الجميع و على البقية ذكر الموت و إستحضارها ليلا نهارا كما فعل الزعيم بورقيبة حيث فكر في الموت من عام 1975 و شرع في شراء قطعة أرض من ماله الخاص لبناء قبره و فكر في وضع الخليفة ضمن الدستور حسب الفصل 57 الذي ينص على تولي الوزير الأول رئاسة البلاد  في حالة الشغور قال الله تعالى كل نفس ذائقة الموت صدق الله العظيم و قال كل من عليها فإنّ و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام صدق الله العظيم.

 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري


حكم البابا
جمال العرفاوي
 
ما كادت قضية الرسوم الساخرة التي ظهرت علينا في السنة الماضية  تدخل رفوف الماضي حتى اطل علينا البابا بخطاب اعتبره العديد من رجال الدين والسياسة في العالمين العربي والاسلامي انتهاكا صارخا وتجنيا على الديانة الاسلامية وعلى الرسول محمد .
وادركت القيادة الدينية في روما متاخرة ابعاد وتفاعلات قراءاتها لتاريخ المسلمين الذي مازال يثير هو الاخر جدلا منذ بداية نشرالرسالة المحمدية والى هذا اليوم بين المسلمين انفسهم .
لقد تراجع البابا عن الكلام الذي اطلقه مؤكدا انه لم يكن يقصد ايذاء اي كان .
وكان البابا ومن خلال محاضرة القاها في جامعة ريكنسبورغ بالمانيا مطلع الاسبوع المنقضي قد كرر انتقادات للنبي محمد ص جاءت على لسان الاميراطور البيزنطي مانويل الثاني باليولوجوس في القرن الرابع عشر الذي كتب في حوار مع رجل فارسي ان كل ما جلبه النبي محمد كان شرا وغير انساني مثل « امره بنشر الدين الذي يدعو اليه بحد السيف  » .ولكن بعد اسبوع من ردود الافعال السلبية على ما صدر على لسان البابا قال المتحدث باسم الفاتيكان ان البابا لم يقصد الاساءة للاسلام وقال لراديو الفاتيكان » حتما لم تكن نية الحبر الاعضم القيام بدراسة متعمقة عن الجهاد ورؤية المسلمين في هذا الصدد ناهيك عن الاساءة لمشاعر المسلمين المؤمنين  » .
ومها يكن امر ما يقصده البابا ان كان عن حسن ام سوء نية فان ما حدث من قبله ومن بعده يؤكد ان صورة الاسلام في ازمة وان الاصوات المتطرفة التي تصرفه بين شعوب العالم على مختلف اديانها ما زالت هي الاعلى في افغانستان والعراق والسودان ودولا عربية اخرى التي مازالت لم تدرك السنوات الاولى لانطلاق الرسالة المحمدية فما زالت المراة تتعرض للسبي وللرجم ومازالت الايادي تقطع ومازال التكفيريون عندنا يمارسون « قصاصهم  » في حق المسلمين وما تفعله فرق الموت في العراق وتصل صوره واخباره لكل الناس في اصقاع الدنيا هو السائد وبذلك لايشوهون وجه المقاومة الحقيقة فحسب وانما الدين الاسلامي والمسلمين جميعا.
الذين صفقوا من عندنا لتلك المشاهد وتغاضوا عن هذه الافكارولم يعلنوا عليهاالجهاد بحجة ان الدين الاسلامي –كما يرددون الان نفاقا – دين حوار وتسامح ومحبة هم المسؤولون عن ما وصلت اليه حالة المسلمين من هوان وفتور..
لقد اثبتت ردود الافعال التي وصلت حد الحرق والقتل على  احداث الرسوم الدنماركية وما سبقها قبل نحو عشر سنوات مع ايات سلمان رشدي وتصريحات برلسكوني ان اصوات العقل مازالت مخنوقة في العالم الاسلامي واننا امة تعيش على ردات الفعل ثم تعود الى سباتها العميق .
ماذا فعل رجال الدين المتنورين والمؤمنين بحق الاخر في التعبير والاجتهاد .لقد طالب اكثرهم اجتهادا بان يعتذر البابا وتحدث الاخر عن وجود مؤامرة ضد الاسلام والمسلمين « لان هذه المرة الثانية التي التي توجه فيها اساءة للرسول مع مطلع شهر رمضان  » في اشارة لرسوم الصحيفة الدنماركية التي صدرت السنة الماضية .
لقد اعتذر البابا واعتثرت الصحيفة الدنماركية واعتذر برلسكوني وقد تعتذر لوفيغارو ولكن هل ستتغير الصورة لا اعتقد ذلك ومن يشك في هذا الامر عليه ان يشجع منظمة المؤتمر الاسلامي او واحدة من المنظمات الاسلامية الاخرى وهي كثيرةان تقوم بعملية سبر لاراء غير المسلمين حول رايهم في الاسلام والمسلمين  شرط ان تكون علمية وواسعة النطاق وسنرى النتيجة .
لقد عاد الحديث عن ضرورة الدفع قدما بالحوار بين الاديان لمنع صدام الحضارات ولكن اعتقد شخصيا ان الضرورة تقتضي وبعد كل ما نراه ونسمع به في بلاد المسلمين من احداث دامية وفتاوى تلغي العقل فاءننا في حاجة الى حوار حضارات بين المسلمين انفسهم بين الشيعة والسنة وقبل ذلك بين السنة انفسهم والشيعة انفسهم ففي كل بلد في العالم العربي فهمه الخاص وتفسيره الخاص لما اتى به الدين الاسلامي من احكام وتشريعات .
فما علاقة اسلام مصر باسلام السعودية وما علاقة اسلام ايران باسلام المغرب وما علاقة اسلام تونس باسلام السودان .
المطلوب ان ننتهي من خلافاتنا الداخلية ونجيب على الاسئلة الصعبة التي تتطلب الاجتهاد والاجتهاد والاجتهاد مثل قضية المراة التي مازالت في العديد من البلاد العربية والاسلامية في مرحلة الجاهلية وما راي المطالبين براس البابا  في ختان البنات فهناك دول مازالت تطبق فيها وما راي هؤلاء في قطع الايادي والبطالة في البلاد العربية  والاسلامية تجاوزت كل التوقعات .وما راي هؤلاء في نظام السخرة الذي تقوم به بعض  الانظمة العربية المسلمة التي حباها الله بنفطه مع رعايا دول اسلامية هاجروا اليها .بحثا عن لقمة العيش .
 لقد قلتم ان الاسلام حرر المراة وحافظ على حقوق الانسان وكرم الانسان فلماذا لاتخرجون على هؤلاء مثلما خرجتم على البابا واتهمتموهم بالاساءة للاسلام حتى لا اقول بالردة .فظلم ذوي القربى….
 
المطلوب ولانهاء تجاوزات الاخرين واحكامهم التي تثير الكثير من الزوابع في كل مرة ان نعترف باخطائنا ونحاكم تجوازات من يتحدثوا باسم المسلمين ممن يعتدون كل يوم وعن معرفة وقصد على الرسول محمد ص .
 


« أبـونا  » وأبُـوهُـم

أم أسيل
 
يا  » أبانا  » لا تكن مثل أبيهم كن أبيــــــــــــــــــــا
 
وتذكر كم أخا للعرب والإسلام قد سب النبـــــــــــــــــي
 
باغيا شق الصفوف بالحروف خالعا ثوب التقيـــــــــــــــــــــة
 
كن حكيما كن حليما وتذكر أن عيسى كان في المهد نبيــــــــــــــا
 
كن نجاشيا ولا تكن بوشا فالحواري نصروا الإسلام واستجابوا والرسول عربيـــــــا
 
وحدوا الصفين واستجيبوا لنداء الحق دون كبر بل سلاما عالميــــــــــــــــا

 


هموم أوروبا … شمالية

 

تونس- رشيد خشانة
 
على جزيرة كاتاجانوكا الواقعة قبالة العاصمة الفنلندية هلسنكي يقوم قصر فخم يضم مكاتب وزارة الخارجية الفنلندية التي تنسق السياسة الخارجية الأوروبية، وهي ستستمر في هذا الدور حتى أواخر العام أي الى نهاية رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي. وأسوة بسكان الجزر الباردة المقطوعة عن القارة يبدو سكان كاتاجانوكا مشغولين بهموم محيطهم الشمالي أكثر من اهتمامهم بملفات المناطق البعيدة التي ألقت بها أوروبا العجوز على مكاتبهم. وتجلت هذه المسافة أثناء الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان والتي وضعت الفنلنديين أمام اختبار عسير ومعقد بعد أقل من أسبوعين على استلامهم رئاسة الإتحاد.
 
ويتفق المحللون الأوروبيون على أن قضايا الشرق الأوسط، خصوصاً الصراع العربي – الإسرائيلي والملف النووي الإيراني لا تحتل موقعاً ذا أولوية في سياسة فنلندا الخارجية. وتدل عناوين الديبلوماسية الفنلندية في هذه المرحلة على أن السعي الى تنشيط الإطار غير الرسمي المعروف بـ «ديمس» Dimse والذي يضم روسيا والنروج وأيسلاندا وأعضاء الاتحاد الأوروبي، يأتي في مقدم أولويات هلسنكي. ويعترف خبراء فنلنديون بأن هذا الترتيب لا يمكن أن يكون مماثلاً للترتيب الذي تضعه الرئاسة الايطالية أو اليونانية أو الفرنسية أو حتى الألمانية للأولويات. وهم يعتبرون أن الهدف الأول لسياسة هلسنكي حالياً يتمثل بايجاد تناسق بين روسيا وجيرانها المشاطئين لبحري الشمال والبلطيق، بغية الخروج من منطق القوة الذي طالما استخدمته موسكو في إدارة ثلاثة ملفات رئيسية هي الطاقة والأسلحة النووية وحماية البيئة من الإشعاعات الذرية، للوصول الى صيغة توافقية لحلول على الصعيد الاقليمي.
 
أكثر من ذلك تسعى هلسنكي الى جر أوروبا الى الإهتمام أكثر فأكثر بملفات البلدان الشمالية، وخصوصاً العلاقات مع روسيا، واستطراداً التقليل من التوغل في حرائق الشرق الأوسط. وفي هذا السياق تعمل الخارجية الفنلندية على إعداد المرحلة الثالثة من مسار «ديمس» الذي انطلق في السنة 1997، لكنه تعثر بسبب غضب روسيا من انضمام البلدان البلطيقية الثلاثة (مولدوفيا وروسيا البيضاء وليتوانيا) التي سبق أن انفصلت عنها، للحلف الأطلسي ثم للاتحاد الأوروبي. ويأمل الفنلنديون الذين حاولوا التزام الحياد بين المعسكرين أيام الحرب الباردة، بإحياء هذا المسار الإقليمي في مطلع العام المقبل. وهم يسعون الى إدماج كل من أوكرانيا وروسيا البيضاء في هذا المسار، ويخططون لتوحيد تعاطي البلدان الموجودة شمال ألمانيا وشرقها في الملفات الحيوية الثلاثة، مخافة لجوئها الى اتفاقات ثنائية مع الروس من دون التنسيق مع الآخرين، أسوة بالإتفاق بين موسكو وبرلين والخاص بأنبوب الغاز العابر للبلطيق.
 
ويمكن القول ان الفنلنديين يعتبرون النجاح في هذا الموضوع أهم من نجاحهم في قيادة الاتحاد الأوروبي، فالمتأمل في لائحة الندوات التي أعدها وزير الخارجية الفنلندي أركي توميوجا لفترة رئاسة بلده الاتحاد يلحظ سيطرة لافتة للمواضيع المتصلة بمشاريع التعاون بين البلديات الروسية ونظيراتها الفنلندية والنروجية في مجال حماية البيئة، في مقابل غياب يكاد يكون كاملاً للملفات الدولية مثل الوضع اللبناني ومجريات الصراع العربي – الاسرائيلي ومسار برشلونة الأورومتوسطي والعلاقات الأوروبية – الأميركية.
 
مع ذلك كان يمكن للديبلوماسية العربية استقطاب اهتمام هلسنكي، ومن ورائها البلدان الشمالية الأخرى، الى قضايا المنطقة وجرها الى لعب دور أكثر فعالية لو كانت لدى العرب رؤية وخطة واضحتين للتعاطي مع البلدان البعيدة عن مركز أوروبا مثل الدول الشمالية والبلدان الشرقية الأعضاء في المعسكر الشيوعي السابق.
 
لكن، كم من وزير عربي زار هلسنكي منذ تسلمت رئاسة الاتحاد؟
 
وهل نعتقد أصلاً بأن لدى البلدان الأطراف القدرة على التأثير ايجاباً في القرار الأوروبي على رغم بعدها عن المركز؟
 
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 28 سبتمبر 2006)


علي ُخطي الحبيب.. بورقيبة!

 

 
بقلم  اسامة غريب

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي نبأ اتصالات سرية تمت بين اسرائيل والسعودية، كما نشرت نص مقابلة صحفية مع إيهود أولمرت أعرب فيها عن إعجابه الشديد بالعاهل السعودي وباَرائه وحنكته السياسية، وقال إنه متأثر جدا من التصريحات السعودية الأخيرة العلنية منها والسرية! «خاصة المتعلق منها بإدانة حزب الله وتبرير العدوان علي لبنان»  وشدد علي انبهاره بالمسؤولية التي يتحلي بها حكام المملكة، وفي نفس السياق نشرت الصحيفة الصهيونية عن ولي عهد البحرين أنه قال خلال اجتماعه في نيويورك مع نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز قاتل الأطفال في مجزة قانا ٩٦: إن تسخين العلاقات بين الدولتين سيكون أسرع مما كان متوقعا، ودعا الإسرائيليين إلي صنع شرق أوسط متطور ومنتعش في جميع المجالات، وأضاف أن البحرين بصدد اتخاذ قرار يسمح للإسرائيليين بالقيام بزيارات علنية إلي المملكة، كما وجه دعوة لبيريز لزيارة البحرين.. وقد أثني بيريز علي ملك البحرين وأشاد بحكمته وحنكته السياسية!. لم تعد هذه اللقاءات بين حكام عرب تبعد بلادهم عن إسرائيل مئات الأميال تثير دهشة أحد، ولم يعد الغزل العلني المتبادل بين مجرمي الحرب الإسرائيليين وبين حبايبنا الحلوين الزعماء العرب يمثل خبرا يستحق الاهتمام، غاية الأمر أننا كنا حتي وقت قريب نظن أن القاهرة وحدها تحتكر توكيل الحكمة في الشرق الأوسط وأنها المورّد الرئيسي للحنكة بكل صورها (كبسولات وحبوب وأيضا لبوس) فإذا بملوك الخليج طبقا لتصريحات زعماء إسرائيل يسحبون التوكيل أو يشاركوننا فيه، الأمر الذي يشكل خطرا ماحقا علي الشعوب الخليجية التي ألفت رغد العيش والحياة السهلة خشية أن تصل بهم الحكمة المفرطة إلي حدود المجاعة كما وصلت بنا!. عادت بي الذاكرة اللعينة إلي أيام كان مجرد التفكير في الاتصال بالإسرائيليين يعتبر جريمة ما دامت تصر علي احتلال الأرض واغتصاب الحقوق ، وتذكرت كيف كان الموقف حادا لدرجة التطرف إزاء حكام مثل الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي السابق الذي قاد تحولات في بلاده كان فيها سبّاقا بأكثر من ثلاثين سنة لما يحدث الآن بالمنطقة العربية، ولا شك أن أنصاره يحق لهم أن يفاخروا بما يعتبرونه رؤيته العميقة وبصيرته النافذة عندما قرر عن طيب خاطر وبدون أي ضغوط أن يحلق لنفسه ويحلق لشعبه ( علي رأي الأخ علي عبد الله صالح فيما بعد) رغم أن مقصات الغرب وأمواسه لم تكن مشرعة في ذلك الوقت، الأمر الذي يؤكد أن الحنكة والحكمة قد طالت الشمال الأفريقي مبكرا وأنها لو دامت لغيرنا ما وصلت إلينا.. وهكذا الدنيا!. كان الحبيب بورقيبة مفتونا بالغرب إلي حد كبير، وكان أول حاكم عربي يدعو للاعتراف بإسرائيل، ومن تصرفاته المتطرفة في التغريب أنه أصدر قانونا عام ١٩٥٦ يمنع تعدد الزوجات، وفي مرحلة لاحقة دعا الي تحريم الصوم علي الشعب التونسي بدعوي أنه يقلل الإنتاج ويعوق التقدم وظهر علي التليفزيون يتناول الطعام في نهار رمضان حتي يحذو التونسيون حذوه! كما لم يتردد في منع ارتداء الحجاب، وقيل أنه أجبر طالبات كلية الشريعة بجامعة الزيتونة الإسلامية علي المشاركة في مسابقة للسباحة بالمايوه البكيني، أما مناهج التعليم فقد فعل بها ما يقومون بإملائه علينا في مصر وفي كل البلاد العربية من تخفيف الدين بالتدريج حتي يتلاشي.. كل هذا فعله الرجل طواعية وعن اقتناع. ولقد كانت الجماهير العربية في ذلك الوقت تستنكر هذا النهج البورقيبي الصادم، وكان التعبير عن الرفض يأخذ أحيانا أشكالا غير لائقة أذكر منها الحفل الذي قدمه التليفزيون عام ٦٦ وقامت فيه الفنانة لبلبة بالسخرية من الزعماء العرب وغنت قائلة: قل لي ولا تخبيش يا زين إيش مصير فيصل وحسين!، كما خصّت الرئيس بورقيبة بفقرة كاملة استهلتها بالقول: بورقيبة الخيبة الخيبة..و طبعا ليس مقبولا تحول الخلاف السياسي إلي شتيمة وبذاءات، ولكن هذا شأن العرب جميعا في خلافاتهم عندما يحشدون كتابهم وصحفييهم وفنانيهم للنيل من الاَخر وتجريحه. لكن نستنتج من هذا أن ما كان يمثله الحبيب بورقيبة في ذلك الوقت من ممالأة الغرب ومعاداة الدين وسعي لمصادقة إسرائيل كان محل استنكار واستهجان بقية العرب أو أغلبهم. لكن تمر الأيام ونجد ما كنا نعتبره من الكبائر الوطنية وقد صار سلوكا عاديا ونجد الزعماء العرب يغازلون إسرائيل ويطلبون رضاها وينفذون في داخل بلادهم كل ما يسلخهم عن هويتهم العربية الإسلامية ويصطفون في طابور يسير بانتظام علي خطي الحبيب.. بورقيبة!.

 
(المصدر: جريدة المصريون الصادرة يوم 28 سبتمبر 2006)

حـوار رمضاني مع فضيلة الشيخ أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم بالجزائر

الحوار.نت ـ خاص .
بركات رمضان أكثر من أن تحصى وكفاه فخرا ـ حتى لو لم يكن من الاشهر الحرم الاربعة ـ أنه هو الشهر الوحيد المذكور في القرآن الكريم بل كفاه شرفا أنه إحتضن نزول كلمة الله الاخيرة إلى عباده أجمعين : القرآن الكريم . عرف رمضان منذ السنة التي فرض فيها ـ 2 هـ ـ حتى عقود قليلة خلت بأنه شهر الانتصارات وليس ذلك ـ كما يتوهم بعض الناس ـ بسبب مظاهر التأييد الاعجازي الربانية فحسب ولكن كذلك بسبب ما يبثه الصيام في النفوس المؤمنة من قوة روحية ومضاء نفسي يصنعان إرادة جديدة في الانسان وبذلك يغدو الصيام دافعا كبيرا نحو تعمير الارض بالخير.
وبهذه المناسبة الكريمة أجرت الحوار.نت مقابلة خاصة مع الاستاذ أبي جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم بالجزائر ـ حمس ـ فتفضل مشكورا بالاجابة على أسئلتنا . والمؤكد أن الرجال الذين يخوضون غمار التغيير وحياة الاصلاح مثقلة بالعقبات يتميزون شعوريا عن غيرهم في الاحساس بحلاوة طعم الصيام .
حاوره : نصر الدين .
بسم الله  الرحمن الرحيم
1.الحوار.نت: هلا تفضلتم ببسط إطلالة على طفولة الشيخ أبو جرة سلطاني؟
* الشيخ أبو جرة: ولدت في أتون ثورة التحرير المباركة سنة 1954 من أسرة محافظة لها صلة متسلسلة بمدارس القرآن الكريم والفقه المالكي، الشيخ بوقطاية كان مرجع الإفتاء للعائلة والشيخان سليمان وبلقاسم كانا يحفظان الأطفال كتاب الله تعالى.
حفظت أربعة أجزاء من كتاب الله قبل أن ألتحق بالمدرسة النظامية سنة 1962 (فجر الاستقلال)، لكن بين الميلاد والالتحاق بالمدرسة حدثت تداعيات خطيرة كان لها أبلغ الأثر في حياة طفل فتح عينيه على النار والبارود وأخبار الجهاد والثورة ضد الاستعمار، ونحن أطفال في الكُتََّاب كنا نسمع الأخبار ونرى تحركات المجاهدين. كنت في ذلك الوقت قد انتسبت للمدرسة القرآنية (وهي مدرسة من قسم واحد يستوعب بين 35 إلى 50 تلميذا)، ونظامها بسيط ولكنه شديد الضبط والفعالية ويتمثل في التالي:
–       الدراسة: تبدأ من الساعة الخامسة صباحا وتنتهي مع أذان الظهر وليس فيها إلا دوام واحد (المساء راحة). –       المنهاج: حفظ كتاب الله تعالى فقط. –       سن القبول: ثلاث سنوات إلى 10 سنوات فقط. –       طرق التعليم: التلقين (الحفظ عن ظهر قلب).
حفظت ثمانية أحزاب (أربعة أجزاء) من كتاب الله تعالى قبل بلوغي سن الثامنة، أي في سنتي1959-1962، ثم تنقلت -مع فجر الاستقلال- سنة 1962 إلى المدرسة النظامية.
والدي كان يشتغل مؤذنا -فقط- خلال شهر رمضان المعظم، لضبط مواعيد الإمساك والإفطار، قد كانت القبيلة أوكلت أمر ضبط مواقيت الإفطار والسحور لوالدي كوننا كنا نسكن ريفا بعيدا عن الحواضر، وليس لنا من الوسائل التكنولوجية ما يضمن سلامة الصيام والإمساك والإفطار، فكنت أرصد مع والدي من فوق جدار مستشرف -بني خصيصا لهذا الغرض- غروب الشمس ومطالع النجوم، فتعلمت الشيء الكثير، وترسخت في ذاكرة الطفل ذكريات طيبة عن المشاعر والمناسك.
مراسيم عيد الأضحى المبارك كانت تقام عندنا بشكل مبدع، فالقبائل المجاورة كانت تشد رحالها إلينا فجر يوم العاشر من ذي الحجة فترتب قبيلتنا مكانا واسعا خارج مضارب القبيلة ليصلي فيها الراغبون، وبعد الصلاة والخطبتين تتصافح الأيدي وتتسامح القلوب والنفوس، وتطوي الأحقاد التي تكون قد حصلت بفعل الصراع بين القبائل على الماء والكلأ والمصاهرات..
سنة 1954 اندلعت الثورة في الأوراس، ولأننا ننتمي عرقيا لنمامشة الأوراس، فقد كنا مستهدفين مباشرة، لذلك زحفت علينا نيران الثورة بعد أقل من شهر واحد من اندلاعها، فاضطر بعض رجال القبيلة إلى « الهجرة » إلى تونس..
وقد هاجرت عائلة عمي كلها وتركت المسؤولية الثقيلة على عاتق والدي ليواجه بعد ذلك السجن والتعذيب على أيدي القوات الغازية.
اتهمت قبيلتنا من قبل قوات الاحتلال بأنها قواعد وخلفيات دعم وإسناد للمجاهدين مع قبائل أخرى مجاورة، فقتل رجال كثيرون بالرصاص أو تحت التعذيب، وفرّ آخرون إلى المدن المجاورة.
تم ترحيل العشرات وحرق بيوتهم ومصادرة أموالهم، وتم كذلك اعتقال عشرات الرجال، وبعض النساء على مشهد من الأطفال -مثلي- الذين كانوا يتساءلون عن هذه الجرائم الوحشية: من وراءها وما الهدف منها؟
وأخيرا، في غضون سنة 1958 تم تكليف والدي (رحمه الله) من طرف قيادة الثورة برصد حركة وتحرك قوافل وإمدادات الاستعمار، مع خمسة من أعيان قبائل مجاورة، وقد تم انكشاف ذلك السر لأجهزة التجسس الاستعمارية، الأمر الذي أدى إلى وقوع والدي (رحمه الله) في أيديهم والزج به في مراكز التعذيب.
في المدرسة، وجدت نفسي مسجلا ضمن مجموعة مزدوجي اللغة، دراستنا كانت كلها تقريبا فرنسية خلافا لأطفال القبائل الذين تم تسجيلهم بالمدرسة المعربة التي كانت تدرس100% بالعربية، هذا التوجيه الذي لا أدري حتى الآن كيف تم كان له ما بعده، فقد تحولنا إلى « فأر تجارب »، يتم تعريبنا عاما و « فرنستنا » عاما، والمقررات المدرسية التي نستوعبها لا نمتحن فيها، والتي لم ندرسها تتم بها وفيها أسئلة الاختبارات لنهاية كل عام..!! النتيجة: اضطراب بيداغوجي يشبه الفوضى العارمة، فلا نحن درسنا العربية وآدابها، ولا نحن تخصصنا في الفرنسية وآدابها.. ولم تنته هذه « اللخبطة » إلا بدخولنا المرحلة المتوسطة (الإعدادية).
في المرحلة الإعدادية (المتوسطة) دخلت بنفسية جديدة، انتقلت من القرية إلى المدينة وكان انتقالي مكلفا للغاية، فقد كنا قبيلة غنية وذات وزن اجتماعي ثقيل.. وخلال سبع سنوات من الحرب صار والدي يكافح من أجل ضمان لقمة العيش، خاصة أن عودة أعمامي من منفاهم الاختياري بتونس صار على الوالد عبئا جديدا
2.الحوار.نت: طيب هلا حدثتمونا عن المحضن الدعوي الأول للشيخ أبو جرة سلطاني؟
* الشيخ أبو جرة: التحقت بالمتوسطة عام 1969 وقد خلفت ورائي حزمة من المشكلات، وقد صادف الدخول المدرسي شهر رمضان المعظم، وقد كان الإخوة المصريون قد توافدوا إلى الجزائر بكثرة إلى جانب إخوانهم من أقطار عربية وأخرى أجنبية في ظل التعاون الثقافي والبيداغوجي، ومع الإخوة المصريين تحديدا كانت لي حكاية عجيبة يذكرها زملائي الطلبة الذين صاروا اليوم من كبار الشخصيات الوطنية والعالمية إلا من لم يسعفه الحظ!؟
في الأسبوع الأول من بداية الدراسة، اتصل أستاذ اللغة العربية الأستاذ أنور عبد المقصود بالسيد مدير المتوسطة واقترح عليه فتح مصلى للتلاميذ، بهدف تأديبهم وتثقيفهم وتوعيتهم خلال الشهر الكريم.. فأعطى المدير موافقته المبدئية، فاستغلها الأستاذ أنور فرصة ليؤسس لمسار كان بعيدا عن اهتماماتنا.
دعاني الأستاذ أنور عبد المقصود (أستاذ اللغة العربية) وكلّفني بإمامة التلاميذ لصلاة الجمعة.. أي نعم صلاة الجمعة وعمري وقتذاك 15 سنة، وكتب لي الخطبتين.. ! ! وانطلقنا على بركة الله، ونجحت التجربة.. وصرت أعرف بين أصدقائي بالـ »الشيخ »..  وقد دفعتني هذه المشاعر إلى البحث في الكتب الشرعية طمعا في أن أصبح شيخا ذات يوم.. بدأت أقرأ كل ما يقع بين يدي..
القصة طويلة لكن خلاصتها، أنني اكتشفت « منهاجا » جديدا للتفكير، للحياة.. ورسالة ربانية نحن مأمورون شرعا بأن نبلغها للناس، ونقدمها « بديلا » أو تكميلا لكل هذا الواقع الآسن وهذا الانحطاط المزري والدَرَك الهابط الذي « تتخبط » فيه البشرية في قاراتها الخمس.
لقد وقع بين يدي مجموعة كبيرة من الكتب، ذلك أن مكتبة المتوسطة قد فتحت أبوابها لكل طالبي العلم والمعرفة.. وكان الكتاب الذي فجّر مكنونات العقل والقلب والنفس لطفل يدرج إلى عتبة السادسة عشر من عمره هو كتاب « معركة التقاليد » لمحمد قطب، ثم توالت بعد ذلك سلسلة نوابغ الفكر، وهلم جرا..
لا أنكر أنه في هذه المرحلة « المنظمة » من حياتي كانت هناك مرحلة « فوضوية » قد سبقتها، حيث قرأت فيها كل ما هبّ ودبّ، ومن أبرز ما قرأت وما تزال بعض أثارها في نفسي وفكري: كل ما كتبه جورجي زيدان من مسمى روايات الإسلام!!؟ وكل ما كتب إحسان عبد القدوس، وكل ما كتب المنفلوطي وجبران خليل جبران، والروايات والقصص الشعبية مثل: سيرة بني هلال، سيرة عنتر بن شداد وسيرة سيف بن ذي يزن، وقصص ألف ليلة وليلة…الخ
الخلاصة: تشكلت عندي تراكمات متناقضة كانت بحاجة إلى تخلية وتحلية، بل إلى « تصفية »، وبالفعل لعبت الجامعة دور التخلية والتحلية، وكرّست فترة وجودي بالجيش -في إطار الخدمة الوطنية-مرحلة « التصفية » وتكفّل الزمان بالعلاج.. والزمن -دائما- جزء من العلاج.
3.الحوار.نت: أنتم طرف في مسار الصحوة فما هو تقييمكم لمسمي الحركة الإسلامية في الجزائر بين الأمس واليوم؟
* الشيخ أبو جرة: بكلمة وجيزة أقول: كانت بالأمس حركة عاطفية مسرفة في المثاليات، فصارت اليوم -بعد سلسلة التجارب والابتلاءات- حركة تعرف كيف تلجم نزوات العواطف بنظرات العقول، لقد كنا نريد دولة بلا دعوة، ونريد « خلافة إسلامية » تشطب 14 قرنا من التراكمات وتقف تحت ظلال الخلفاء الراشدين، فلما عركتنا التجارب أدركنا أن الفساد طبقات بعضها فوق بعض، وقد تحتاج حركات الإصلاح الهادئة إلى « مسح » آثارها وعلاج جذورها بالمرحلية والتدرج، لأن حمل الناس على الدين جملة مدعاة لتركه جملة، وأدركنا كذلك أن اختلاف المسلمين حول كيفيات وطرائق التغيير فيها رحمة للناس، وهي تماما كاقتصاد السوق يجد فيها كل ضال حاجته من أقصى التطرف الداعي إلى « تكفير » كل من ليس على دين المتطرفين إلى أقصى المتساهلين القائلين بأن المسلم هو من نطق بالشهادتين فقط حتى لو لم يعمل بمقتضاه وبين هؤلاء وهؤلاء تمتد تيارات الوسطية والاعتدال.
4.الحوار.نت: لو نستنهض ذاكرة الشيخ فيمدنا بأول لقاء له مع الراحل الشيخ محفوظ نحناح؟
* الشيخ أبو جرة: كان ذلك سنة 82 إثر خروجه من السجن ببضعة أشهر، وقد كان اللقاء عارضا بمناسبة زفاف أحد الإخوة الدعاة حيث تم ترتيب لقاء عملي في قسنطينة، وبعدها بدأ المسار الطويل الذي تعزز وصار « عقيدة » راسخة تم بموجبها تسخير كل الجهود الدعوية وصبّها في قالب الوسطية والاعتدال حيث تم التنظيم ووضعت الترتيبات الهيكلية التي حمل لواءها الشيخان بوسليماني ونحناح وصارت تعرف اليوم المشاركة الواقعة وسطا بين المطالبين والمغالبين.
5.الحوار.نت: من الملاحظين من يقول بأنكم عرفتم في السبعينات بالداعية أبو جرة سلطاني وفي نهاية التسعينات بالسياسي أبو جرة سلطاني -هل يعود ذلك إلى تطور في الرؤية الشخصية للشيخ أم هي استجابة لظروف موضوعية؟
* الشيخ أبو جرة: الألقاب لا قيمة لها إلا للتعريف بالشخص في ما غلب عليه من ممارسات، فقد كنت إماما خطيبا بمسجد الفتح (قسنطينة) خلال 16 عاما فغلب علي وصف الداعية، فلما حولتنا الظروف من الإمامة المسجدية إلى الخطاب السياسي ضمن نضالاتنا اليومية غلب الوصف السياسي على اللقب الدعوي، ولم يكن ذلك تطورا في الرؤية الشخصية ولا استجابة لظروف موضوعية، وإنما التحولات المتسارعة في محيط التعاطي مع شروط الدعوة ومع مقتضيات الدولة جعلت الهوة يتقارب طرفاها  فتصبح الدولة بحاجة إلى أدوار دعوية تتجاوز عتبات التربية الروحية المحصورة بين أربعة جدران والإفتاء والوعظ إلى آفاق التربية السياسية والمفاهيم الاقتصادية والاستيعاب العالمي (أو العولمي) لمواجهة تحديات جديـدة وعقبات لم تكن مطروحة على الدعاة قبل أحداث 11 سبتمبر 2001 على سبيل المثال.
6.الحوار.نت: التحالف الذي جمع حمس، التجمع الديموقراطي، جبهة التحرير الوطني أية قواسم مشتركة؟
* الشيخ أبو جرة: الجزائر هي القاسم المشترك الأعظم لنا جميعا، ثم الثوابت الكبرى (الإسلام، العربية، التاريخ المشترك، الانتماء للعالم الإسلامي..) وهي المقاصد الكبرى التي وقّعنا –من أجل التعاون على إنجازها وحمايتها وتثمينها- ميثاق التحالف يوم 16 فبراير 2004 والبقية نشاطات سياسية خارج هذه المقاصد الكبرى والأهداف المشتركة كونها مجالات تنافس بين الجميع، ونحن في التحالف لسنا حزبا جديدا وإنما نحن ثلاثة أحزاب متفقة على قواسم مشتركة كبرى تعمل على ردم الهوة بين ما كان يسمى حزبا إسلاميا، ووطنيا وديموقراطيا، فأردنا نحن في حركة مجتمع السلم أن نثبت بالدليل العملي أن التيارات إسلامية وديموقراطية ووطنية لها استعداد كامل لتحقيق التعايش مع الجميع إذا احترمت خياراتها الكبرى.
7.الحوار.نت: ما هو حصاد التحالف؟
*الشيخ أبو جرة: المزيد من الاستقرار على مستوى القوانين والمؤسسات، غلق الطريق أمام المغامرين والمقامرين من التيارات العلمانية، وإنضاج التجربة الديموقراطية على نار هادئة فيها شيء من « الاحتكار » المؤقت الذي سوف نعمل على كسره حالما تتعافى الجزائر وتستقر أوضاعها نهائيا وترفع حالة الطوارئ.. الخ\
8.الحوار.نت: هل لكم أن تذكرونا بما تسمونه المحطات الكبرى للمصالحة الوطنية؟
*الشيخ أبو جرة: في حركة مجتمع السلم كنا من دعاة المصالحة الوطنية ومن أنصارها منذ بداية الأحداث المؤلمة سنة 1992، وكنا كذلك من دعاة الحوار مع الجميع، والحمد لله صارت مبادراتنا -لتي لم يكن يسمع لها بين 92-97 محل اهتمام وتقدير، وصار الشيخ نحناح رحمه الله، مرجعا لكل متحدث عن المصالحة الوطنية التي عرفت ثلاث محطات كبرى:
– 1995 قانون الرحمة الذي جاء بالهدنة الشهيرة. – 1999 قانون الوئام المدني الذي فتح الباب لوضع السلاح والعودة إلى الحياة الطبيعية. – 2005 ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي فتح بابا كان مغلقا، وهو إسقاط المتابعة وغلق الملفات العالقة بعد معالجتها اجتماعيا.. والبقية تأتي إن شاء الله.
ونحن دعمنا كل هذا ومازلنا ننتظر خطوة رابعة يكون فيها الإجراء سياسيا يرد كل الحقوق لجميع من يقبل باحترام قواعد اللعبة السياسية.
9.الحوار.نت: نلتمس منكم ردودا عفوية في إجابة موجزة على ما يلي:
 – الشوراقراطية؟
 * اجتهاد سياسي موفق
 – بوتفليقة؟
 * جزائري لا تنقصه شجاعة
 – الصداقة؟
 * احترام مشاعر قبل كل شي
– صدام الحضارات؟
* سادية جديدة
– راشد الغنوشي؟
* شعرة بيضاء في جنب ثور أسود!
– الحب؟
* فيزا لقضاء المآرب
– الشرق الأوسط الجديد؟
* أحلام كوندي
– شافاز؟
* فحل في زمن المخنثين
– الحلم؟
* عملة نادرة
– الصحافة الجزائرية؟
* مفخرة للجزائر
10.الحوار. نت :كلمة أخيرة لقراء « الحوار.نت » ؟
*الشيخ أبو جرة: نحن في حركة مجتمع السلم مقصّرون في حقكم لأننا لم نبذل جهودا إعلامية لنعرّفكم بحركة مجتمع السلم وإنجازاتها، وأنتم تبخلون علينا بواجب السؤال عن الإسلام في الجزائر ولا ترغبون في تصحيح الصورة النمطية التي ارتسمت في أذهان بعض الناس.. وكلانا مخطئ في حق صاحبه.
 والله أعلم والسلام عليكم رحمة الله تعالى وبركاته.
————————————————————- نبذة تعريفية بفضيلة الشيخ أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية
 
هو أبو قرة (أبو جرة) بن عبد الله السلطاني، من مواليد دائرة الشريعة ولاية تبسة (أقصى الشرق). ولد عام ثورة التحرير الجزائرية سنة 1954. درس بمسقط رأسه بالكتاب ثم بالمدارس الابتدائية والمتوسطة بمدينة تبسة، ثم انتقل إلى عاصمة الشرق الجزائري (قسنطينة) ليستكمل دراسته الجامعية والعالية ويحتك بالتيارات الثقافية ويقترب من بؤر التوتر الإيديولوجية والسياسية داخل الجامعة وخارجها حيث استكمل بناء شخصيته الثقافية. حاصل على شهادة ماجستير في الأدب العربي (العصر الجاهلي)، ودراسات عليا في الدعوة الإسلامية (كلية الدعوة والإعلام- قسم الدعوة)، ودراسات عليا في الإعلام، كما يعد رسالة دكتوراه دولة حول (أدب الصحوة)، ودكتوراه دولة ثانية في الاقتصاد حول (سوق الشغل)، عمل أستاذا بجامعة قسنطينة في كلية الآداب منذ عام 1980 إلى عام 1994، وأستاذا مساعدا في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية (1990-1994م) قسم الدعوة والإعلام.
 
صلته بالحركة الإسلامية
 
يعتبر الشيخ أبو جرة سلطاني من رجالات الحركة الإسلامية في الجزائر منذ نهاية الستينيات وبداية السبعينيات (1973)، خطب أول جمعة سنة 1970 بمتوسطة بن باديس بتوجيه من الأستاذ أنور عبد المقصود، ثم صار إماما متطوعا وداعية متجولا في كل مساجد الجزائر منذ عام 1974، وقد كان له حضور مميز في الشرق الجزائري بشكل خاص منذ عام 1976، وقد عرفته المنابر إماما خطيبا مفوّها، صدّاعًا بالحق ممّا جلب له أنصارا ومحبين من جهة، وعداوات وتربصات ومضايقات الجهات المناوئة من جهة أخرى، وقد التقى برجالات الدعوة وعلماء الأمة داخل الوطن وخارجه، والتقى بالمرحوم الشيخ محفوظ نحناح في مارس 1982 وتوطدت العلاقة بينهما، وحدث نوع من التناغم في الأفكار، يحمل فكر الوسطية والاعتدال، وكانت له إسهامات كبيرة في رد غلواء بعض المتعجلين، من خلال خطبه المسجدية وعمله بالجامعة. تصدر الإفتاء للطلبة والطالبات بين سنوات 78-1994.
أنجاه الله من محاولة اغتيال –من طرف متطرفين- يوم الجمعة 16 سبتمبر 1994 قرب بيته (في قسنطينة)، وبعد خروجه من المستشفى استأنف الدعوة بإصرار رغم النصائح التي كان يقدمها له إخوانه الخائفون على حياته، ومع ذلك عاد إلى الخطابة في المساجد والكتابة في الصحافة،..إلخ.
صلته بعالم الكتابة والنشر
تعود صلته بعالم الكتابة والتأليف إلى سنة 1971 حيث نشرت له أول قصة بعنوان (بقرة اليتامى)، ليتوالى العطاء بسلسلة من الكتب كان أولها كتاب بعنوان (الطريق إلى الله) ضمن سلسلة من الكتب سمّاها « أوراق إسلامية » رفقة الأستاذ نذير مصمودي، صدر منها 18 كتيبا بين سنة 1979-1989 منها (البرهان الديني والمكذبون)، (قل للمؤمنات)، (هذا يوم الحساب)، (إيمان إبليس)، (عالم الغيب 03 أجزاء)…إلخ، وفي مرحلة التسعينيات صدرت له مجموعة من الكتب الجديدة تشرح الأزمة الجزائرية منها (قشور الصراع في الجزائر)، (جذور الصراع في الجزائر)، (الجزائر الجديدة – الزحف نحو الديمقراطية- جزء أول وثاني) ثم ديوان شعر بعنوان « سيف الحجاج » ونظرات في علاقة الخير بالشر « ورود وأشواك ». امتازت كتابته في سنوات الأزمة بالرصد الدقيق لمجريات الأحداث السياسية في الساحة الجزائرية، وخلفياتها التاريخية وتداعياتها الإقليمية والدولية، من منطلقات الوسطية والاعتدال.
– كاتب صحفي بين سنوات 76 إلـى اليــوم 2005.   وظائف ومناصب شغلها
– إمام متدرب من 1971 إلى 1976. – إمام خطيب (متطوع) وداعية ومرشد بين سنوات 1977- 1994. – رئيس تحرير مجلة التضامـن 90-1994. – أستاذ جامعي منذ 1980إلى 1996. – رئيس مجلس الشورى الوطني لحركة المجتمع الإسلامي بين 92-1993. – كاتب دولة مكلف بالصيد البحري. 1996 – 1998، ثم نائبا بالبرلمان عن ولاية (محافظة) تبسّة. – وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة 1998 – 2000. – وزير العمل والحماية الاجتماعية 2000 – 2001. – نائب بالبرلمان لعهدة ثانية في انتخابات مايو 2002 عن ولاية (محافظة) تبـسّة. أثبت كفاءة عالية وانضباطا شديدا في تسيير الوزارات الثلاث، شهد له بذلك الخصوم قبل الأصدقاء. – شارك في عدة ملتقيات إقليمية ودولية بين سنوات 1987- 2005. – انتخب رئيسا لحركة مجتمع السلم (حمس) خلفا لفضيلة الشيخ الراحل محفوظ نحناح (رحمه الله) في المؤتمر العام الثالث للحركة يوم 8 أغسطس 2003. – متزوج وأب لخمسة أطفال.
 
حركة مجتمع السلم، 63 شارع علي حداد، المرادية -16000، الجزائر. الهاتف: 53 26 27 21 213+، الفاكس: 32 26 27 21 213+.   الموقع الإلكتروني للحركة: www.hmsalgeria.net البريد الإلكتروني للحركة:  hms@hmsalgeria.net البريد الإلكتروني للشيـخ:  aboujara@hmsalgeria.net
 
المعلومات الخاصة بفضيلة الشيخ  مأخوذة حرفيا من موقع  حركة مجتمع  السلم
 
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 27 سبتمبر 2006)

 


العدالة والتنمية يخرج تركيا من العزلة الأتاتوركية إلي العثمانية الجديدة

 
د. بشير موسي نافع (*)
 
كنت أجلس وسط عشرات من المدعوين في الحديقة الساحرة لقصر دلما بهجة الذي أمر ببنائه السلطان عبد المجيد علي حافة البوسفور في منتصف القرن التاسع عشر. عهد عبد المجيد هو بالطبع بداية حقبة التحديث العثماني، الحقبة المعروفة بالتنظيمات التي قادها رجال دولة عثمانيون متأوربون. ولأن العصر كان عصر التوجه نحو أوروبا فقد قرر السلطان التخلي عن طوبقابو سراي، المقر التقليدي لإدارة السلطنة طوال قرون، وبناء قصر أوروبي الطابع (علي طراز الباروك الفرنسي) كمقر جديد. وبالرغم من العبء الهائل الذي ألقته تكاليف بناء القصر الجديد علي الخزينة العثمانية، ومعمار القصر المختلف عن الطراز العثماني الذي رسم ملامحه سنان باشا في القرن السادس عشر، فإن القصر (وحديقته) يعتبر واحداً من معالم مدينة اسطنبول الحديثة. كانت المناسبة هي احتفال منظمة المؤتمر الإسلامي بتأسيس منتدي خاص للشباب، ولكن ما دفعني حقيقة للحضور كانت الرغبة في مشاهدة وسماع رئيس الوزراء التركي الطيب رجب أردوغان عن قرب. وعندما وقف زعيم حزب العدالة والتنمية لإلقاء كلمته لم يكن هناك شك ان الرجل يتمتع بكاريزما هائلة، وانه يملك قدرة بالغة علي إيصال ما يريد بلغة واضحة ومؤثرة.
 
كانت البلاد تعيش جدلاً واسعاً حول قرار حكومة أردوغان إرسال الجيش التركي للمشاركة في القوة الدولية التي قرر مجلس الأمن نشرها في جنوب لبنان. ولأن هذه هي تركيا، بكل تاريخها المثقل بالتناقضات، فقد كان الجدل حاداً وصاخباً. وربما كانت تركيا هي الدولة الوحيدة التي رافق قرارها المشاركة في القوة الدولية مظاهرات وتجمعات شعبية معارضة، نددت بالحكومة ووجهت كل أصناف الاتهامات لرئيس الوزراء وسياسته. ولدت المعارضة من دائرتين رئيسيتين: الدائرة الإسلامية التي يقودها الزعيم التاريخي نجم الدين إربكان، والدائرة العلمانية. من وجهة نظر إربكان وحزبه، حزب السعادة، نظر إلي قرار أردوغان إرسال الجيش إلي لبنان باعتباره خضوعاً آخر للإرادة الأمريكية ومشاركة تركية مبطنة في المخطط الغربي لحماية الدولة العبرية والعمل علي تجريد حزب الله من سلاحه. أردوغان وأغلب رفاقه في العدالة والتنمية هم أعضاء سابقون في حزب اربكان، ولا يخلو موقف الأخير من حكومة أردوغان من مرارة الانشقاق والخروج علي الحزب الأم وقائده. ولكن موقف اربكان وجد صدي لا يمكن تجاهله في الشارع التركي الإسلامي، وكان من الواضح ان قطاعاً ملموساً من الأتراك يشك بالفعل في حقيقة الدوافع وراء المشاركة في القوة الدولية. وربما عزز من هذا الشك تسرب أنباء حول مطالبة حلف الناتو بأن تشارك الوحدات التركية في أفغانستان في القتال الدائر ضد قوات طالبان. كانت الوحدات التركية أرسلت لأفغانستان كقوة حفظ سلام، وليس كقوة مقاتلة، ولكن تصاعد نشاطات طالبان العسكرية وعجز قوات الناتو عن مواجهة صعود طالبان الحثيث، استدعيا مطالبة الأتراك المشاركة في القتال. والأرجح ان الحكومة التركية رفضت طلب الناتو؛ ولكن مجرد وجود مثل هذا المطلب ترك ظلالاً ثقيلة علي مستقبل الدور الذي قد تلعبه القوات التركية في لبنان.
 
الاسلاميون الأتراك، وأغلب الشعب التركي، يرفضون رفضاً قاطعاً مشاركة جيشهم في حماية المصالح الغربية في أفغانستان أو غيرها. ويصبح الأمر أكثر حدة واستقطاباً عندما يتعلق بالدولة العبرية. أما الدوائر العلمانية، فتري قرار حكومة أردوغان من زاوية مختلفة تماماً. من وجهة النظر العلمانية تعتبر حكومة العدالة والتنمية حكومة إسلامية ـ إصولية مقنعة، بالرغم من ان أردوغان ورفاقه بذلوا كل جهد ممكن واستخدموا كل طريقة تعبير ممكنة لتوكيد عدم اسلاميتهم، بالمعني السياسي للإسلامية. وتري الدوائر العلمانية التركية، بخلافات بين قواها المتعددة، ان حكومة أردوغان تسعي إلي الانقلاب علي الميراث الأتاتوركي، وإلي إعادة تركيا بالتالي إلي العالم الإسلامي. هذه سياسة عثمانية رجعية، يقول هؤلاء، تدفع تركيا شيئاً فشيئاً إلي التورط في محيط إسلامي مضطرب وممزق ومتخلف، وهي سياسة لن تجر علي تركيا إلا الكوارث والأعباء، سياسة ستعزز من نفوذ القوي الأصولية في البلاد وتحرف تركيا عن طريق التقدم.
 
من جهته، لم يخف أردوعان حنقه من الهجوم المستعر ضد حكومته وضد قرار يراه في صميم المصلحة الوطنية التركية ودور تركيا وموقعها في عالم القرن الحادي والعشرين. كعادته، أحياناً، في فقدان السيطرة علي ردود أفعاله، اتهم أردوغان خصومه، علي الأقل في مناسبة واحدة، بخيانة تركيا ومصالحها. لم تغير حقيقة ان المعارضة لقرار المشاركة في القوة الدولية جاءت من جهتين مختلفتين تماماً شيئاً في الموقف، وحتي اليوم الذي صوت فيه البرلمان التركي (حيث تتمتع الحكومة بأكثرية مريحة) لم يكن من المؤكد ان حكومة أردوغان ستنجح في تمرير قرارها. وهو ما يثير أسئلة كبري حول حقيقة دوافع أردوغان وحكومته، وحقيقة السياسة الخارجية التي يسعي إلي تكريسها.
 
حكومة العدالة والتنمية ليست حكومة إسلامية، ولكنها حكومة يقودها سياسيون متدينون يحملون احتراماً عميقاً لميراث تركيا الإسلامي والعلماني. أية محاولة توصيف اخري، وأية محاولة لزج العدالة والتنمية في هذه الخانة أو تلك، هي مضيعة للوقت. تخلي أردوغان ورفاقه عن السياسة الإسلامية، وهم الذي نشأوا في أحضان حزب الرفاه الإسلامي، هو قرار نبع من تقدير لموازين القوي التركية الداخلية وأزمة الاستقطاب التاريخي بين التوجه الإسلامي المتنامي في البلاد والأسس العلمانية للجمهورية كما وضعها أتاتورك. ولكن سياسة حكومة العدالة والتنمية الخارجية هي نتاج معادلة أخري، معادلة موازين القوي العالمية، والعلاقات التاريخية بالولايات المتحدة، من جهة، والسعي التركي إلي الانضمام للوحدة الأوروبية، من جهة أخري. وربما يقول البعض ان السعي إلي أوروبا هو أيضاً ورقة قوة داخلية، ساعدت وتساعد أردوغان علي كبح جماح المؤسسة العسكرية ومنعها من التدخل في الشأن السياسي من جديد. مهما كان الأمر، فقد شهدت سياسة أردوغان الخارجية خلال السنوات القليلة الماضية متغيرات جوهرية، من الدور النشط في شمال العراق وانتقاد السياسة الأمريكية في الأنبار إلي ما يكاد يشبه الانسحاب الكامل من الساحة العراقية، ومن الاحتجاج علي السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين (ولفلسطين مكانة كبري لدي الشعب التركي)، إلي زيارة الدولة العبرية والاجتماع بأرييل شارون، ثم لعب دور المضيف لأول اتصال باكستاني ـ إسرائيلي علني.
 
القرار بإرسال وحدات عسكرية تركية للمشاركة في القوة الدولية في جنوب لبنان ليس القرار الأول من نوعه؛ فالجيش التركي يشارك في قوة حفظ السلام الدولية في البلقان وأفغانستان. وهذه مناطق إسلامية، وجد الجيش التركي فيها ترحيباً ملموساً من السكان المسلمين. ولكن لبنان مختلف قليلاً. فلسبب أو لآخر، ثمة معني أعمق للتواجد التركي العسكري، حتي تحت راية الأمم المتحدة، في منطقة عربية. كما ان الانتشار الدولي في لبنان يرتبط ارتباطاً مباشراً بوجود الدولة العبرية والصراع علي فلسطين. السياسة الموجهة لهذه الخطوة يمكن بالفعل وصفها بالسياسة العثمانية، سياسة يقودها رئيس وزراء لا يتوقف عن استدعاء ميراث المجد والتفاني العثماني. وحتي في توجهه إلي الشبان المسلمين في حديقة دلما بهجة لم يستطع أردوغان منع نفسه من الإشارة إلي أمثلة العمل والالتزام التي أسست لإمبراطورية القرون الستة، التي امتدت يوماً من وسط أوروبا إلي شمالي أفريقيا ومن شبه جزيرة القرم إلي القرن الإفريقي. ولكني لم أتمالك نفسي وأنا استمع لخطاب أردوغان في حديقة دلما بهجة من رؤية المشترك الرمزي بين سياسة العدالة والتنمية الخارجية والقصر البديع علي شاطئ البوسفور الغربي.
 
هذا قصر عثماني بني لسلطان عثماني، ولا يزال يقف شاهداً علي ميراث السلطنة الإمبراطوري في قلب المدينة التي كانت حاضرة السلطنة ورمز اجتماعها. ولكنه قصر لم يستلهم المعمار العثماني، بل المعمار الأوروبي، بني في حقبة كانت السلطنة تلهث فيها لإعادة تقديم نفسها في صورة أوروبية حديثة. دلمة بهجة ليس السليمانية ولا مسجد السلطان أحمد، ولا يرقي إلي عظمتهما ولا أصالتهما بأي حال من الأحوال. دلمة بهجة هو في الحقيقة شاهد العثمانية الجديدة، عثمانية القرن التاسع عشر، عندما بدت السلطنة وشعوبها وكأنهما قد علقا في نهاية خيط رقيق من الاحتمالات. ولا تخرج سياسة أردوغان الخارجية من دائرة التناقضات ذاتها التي أقيم دلما بهجة علي أساسها. فمن ناحية، لا يمكن لسياسة تركية نشطة تجاه الجوارين الأوروبي والأسيوي (بما في ذلك الجوار العربي) إلا ان تكون سياسة عثمانية. بدون توجه عثماني، علي تركيا ان تركن إلي عزلة قاهرة لا تعكس طموحات الشعب ولا الحجم ولا الموقع ولا التاريخ. ولكن سياسة عثمانية أصيلة هي سياسة باهظة التكاليف، داخلياً وخارجياً. تركيا الداخل، مهما بلغت نسبة الأصوات التي حصل عليها العدالة والتنمية، هي تركيا منقسمة علي ذاتها، ستحتاج ربما لعقود طوال قبل ان تعيد بناء إجماعها الوطني. وفي الخارج، لا تجرؤ الطبقة السياسية التركية، مهما كانت حقيقة عواطف هذا القطاع من رجالاتها، علي مواجهة السياسات الغربية. فالارتباطات التركية بالمعسكر الأطلسي ليست وليدة الأمس، ولا هي بالارتباطات التي يسهل قطعها أو التخلي عنها. الحل إذن هو في سياسة عثمانية جديدة، سياسة تستجيب لمتطلبات الحلفاء الغربيين وتحمل الصبغة العثمانية في الآن نفسه.
 
إن أحداً لا يمكن ان يغفل دوافع أردوغان في دفع الجيش التركي إلي مزيد من الاحتكاك بالشعوب الإسلامية التي طال انقطاعه عنها، ولا حتي في لعب دور نشط في الجوار الإسلامي. وكان من الملفت ان رئيس الوزراء قد تعهد للبرلمان بسحب الجيش من لبنان في حال تغيرت مهمة القوة الدولية من حفظ السلام إلي نزع سلاح حزب الله. ولكن أحداً، في المقابل، لا يمكن ان يغفل الرغبة الأورو ـ أمريكية في مساهمة تركيا في القوة الدولية؛ فأمام تزايد النزعة الغربية للتدخل في الشأن العالمي أصبح توفير الأعداد الضرورية لمهمات التدخل أمراً بالغ الصعوبة، في حين ان الجيش التركي يعتبر واحداً من أكبر جيوش حلف الناتو. من ناحية أخري، وفي ضوء الزيارة الأولي التي يقوم بها ملك سعودي للعاصمة التركية، قبل فترة قصيرة من اندلاع الحرب الإسرائيلية علي لبنان، يبدو واضحاً ان هناك رغبة عربية متزايدة لأن تقوم تركيا بدور المعادل الاستراتيجي لإيران. ثمة قلق عربي متفاقم من النفوذ الإيراني في العراق ولبنان وفلسطين، وما يواكب هذا النفوذ من تصاعد التوجه التسليحي الاستراتيجي في إيران، وتبدو تركيا طرفاً مناسباً لتعزيز معسكر من يرون إيران من زاوية الخطر والتهديد.
 
سياسة أنقرة العدالة والتنمية سياسة عثمانية، نعم، ولكنها عثمانية جديدة؛ وقادة حكومة العدالــــة والتنمية عثمانيو الهوي، نعم، ولكنهم عثمانيون جدد. إلي أين ستنتهي هذه السياسة، وأي أثر ستتركه علي مستقبل تركيا؟ ليس ثمة من إجابة ممكنة في الوقت الحاضر.
 
(*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 سبتمبر 2006)


مغلق للصلاة!
بقلم  حلمى النمنم
حين يؤذن المؤذن لصلاة الظهر يتوقف العمل بصورة شبه تامة في الجهات الحكومية، إلي حين اتمام الصلاة، بل صار في كل مبني حكومي مؤذن خاص، ولكل دور مؤذن، رغم أن مكبرات الصوت بالمساجد يرتفع منها الصوت واضحاً نقياً،
 
 وإذا اتيح لك دخول أي مبني حكومي في تلك اللحظة فسوف تجد أن الطرقات به تحولت إلي مصلي ويخرج الموظفون لأداء الصلاة، ولا يبقي سوي غير المسلم أو المسلم الذي ينظر إليه في تلك الحالة علي أنه من العصاة والضالين، وتنطلق الدعوات له من بعضهم بالهداية والرشاد، يحدث ذلك أيضاً في القطاع الخاص، حيث تجد لافتة «مغلق للصلاة» في الكثير من مواقع العمل..
 
وما يعنيني هنا هو الجهات الحكومية التي يمكن أن تتعطل فيها مصالح المواطنين من جراء هرولة الموظفين والعاملين خارج مكاتبهم، تأمل منافذ بيع التذاكر بمحطات مترو الأنفاق، وقد أغلق معظمها ولا يبقي إلا منفذ وحيد يتكدس أمامه المواطنون وتتعطل أشغالهم، والمفروض أن الموظف الحكومي ينهي عمله قبل أذان العصر بأكثر من ساعة، أي أنه يمكنه أن يؤدي صلاة الظهر في موعدها «حاضر» بعد انتهاء ميعاد العمل الرسمي.
 
ولم يؤمر المسلم بأن يدع عمله إلا حين صلاة الجمعة فقط، وما عداها ففي الفقه جميع الأمور ميسرة بالنسبة للصلاة، ولا تلزم الموظف بأن يترك عمله ويعطل مصالح الآخرين، فضلاً عن أن الأمر لا يخلو من قدر من الأنانية، فلكي يحصل المصلي علي ثواب الصلاة لا يتردد في أن يؤذي الآخرين بتعطيلهم وإكراههم علي انتظاره، ولا يمكن للإيذاء أن يستقيم مع روح الصلاة، وروح الدين ذاته،
 
 وحدث أن تناقشت مع أحدهم فرد بصوت جهير: الصلاة عبادة يا أستاذ، فقلت له والعمل أيضاً عبادة، فكان رده الجهولي: عبادة للشيطان، وأردف أن أي عمل يلهي عن الصلاة عبادة للشيطان!، والعمل لا يلهي عن الصلاة وإذا لم تعمل الشعوب الإسلامية وبقيت ليل نهار تصلي فسوف تكون في ذيل دول العالم ويسبقها الآخرون من الشعوب والبلدان غير الإسلامية، وهو ما نراه اليوم.
 
وما يحير في هذه الظاهرة أن الجهات الحكومية يزداد بها المصلون في أوقات العمل، ويتفاخر كثير من الموظفين بأن يضع كل منهم بمكتبه في مكان بارز سجادة للصلاة ومسبحة وشبشباً للوضوء، وكأنها من مقومات العمل الوظيفي، وفي المقابل تزداد بهذه الجهات معدلات الفساد من رشاوي وتعطيل لمصالح الناس وإهدار للوقت علي طريقة «فوت علينا بكرة» وغيرها من الشعارات الحكومية،
 
 ولنكن صرحاء مع أنفسنا، يندر اليوم أن ينهي مواطن أوراقاً أو عملاً له لدي جهة حكومية دون أن يضطر إلي دفع رشوة أو أن يبحث عن واسطة، وهو ما يطلق عليه علماء الإدارة ورجال الاقتصاد «الفساد الصغير»، وقد ازدادت معدلاته وأساليبه ومستوياته في السنوات الأخيرة،
 
 وباتت الرشوة تطلب علناً وتدفع كذلك، ولا يمتعض منها أحد، تطلب توقيعاً أو خاتماً علي ورقة فيقال لك هناك نقطة غابت عن أحد الحروف وعليك أن تعود لتعد ورقة من جديد إلا إذا.. وتفهم أنت الباقي، فيقال لك «لم نشرب الشاي بعد»، والمعني أن تدفع ثمن الشاي الذي يبدأ من خمسة جنيهات، وكلما ازداد ثمن الكوب تم إنجاز الورقة لك بسرعة، في تواطؤ عام، وتحت سمع وبصر الجميع كباراً وصغاراً، الموظف يتعلل بضعف الراتب والمواطن يتذرع بأنه يقضي مصلحته، والأمور تحب الخفية!
 
والثابت في الثقافة الإسلامية والعربية قول الرسول «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر. فلا صلاة له»، وأظن أن تعطيل مصالح الناس والضغط عليهم إلي حد الابتزاز والتهديد لدفع الرشوة، هو المنكر بعينه، وقد يرقي إلي مستوي الفحش، الذي لا يستقيم بأي حال من الأحوال مع روح الدين والإسلام ومن ثم الصلاة!
 
ويبدو أننا بإزاء حالة من التدين الكاذب أو تدين الضعفاء والمأزومين الذين كلما ازدادت انحرافاتهم واشتد فسادهم وتعاظمت أزماتهم النفسية والروحية، أغرقوا أنفسهم في مظاهر التدين وأمسكوا بالدين من باب الشعائر والطقوس، وتجاهلوا القيم والفضائل التي ما جاء الدين إلا من أجل إعلاء شأنها، ويطالبنا بالتمسك بها، ويمتليء تراثنا الإسلامي بمواقف عظيمة تؤكد أن الله لا يريد من الدين مظاهره أو التظاهر به فقط، وأولئك يمكن أن يدخلوا في باب «النفاق والمنافقين»، ورفض الإسلام أن ينقطع الناس للعبادة ويتركوا العمل والسعي في الحياة، وفي الآيات القرآنية ما يقطع بأن الله يحب من المسلم والمؤمن أن يحرص علي جوهر الإيمان والدين – في المقام الأول – أي قيمه الرفيعة وسلوكياته الراقية، وليس فقط أداء العبادات بصورة طقوسية، وفي بعض المواضع يسخر القرآن من الذين يتعاملون مع الدين بهذا المنطق، ولا يأخذون منه غير القشور.
 
في الجهاز الإداري والمباني الحكومية يزداد المؤذنون ويكثر المصلون وكذلك يكثر المرتشون والفاسدون، ويتواري الجميع خلف المظاهر والطقوس، ونحن بحاجة إلي بذل جهد شديد ودؤوب، لنرد الاعتبار إلي قيم إنسانية ودينية رفيعة أندرست بيننا، مثل قيم العمل واتقان العمل والصدق والإخلاص والحرص علي المنفعة العامة، وليتنا نعيد التنبيه إلي مقولات من أحاديث نبوية وكلمات للصالحين مثل «من غشنا فليس منا» ومثل «إماطة الأذي عن الطريق صدقة»، ومثل «الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».
 
أياً كان الأمر فإن الجهاز الإداري والوظيفي يعاني خللاً حقيقياً بين مظهر بالغ التدين وجوهر بالغ الفساد، وليتنا نأخذ الأمر بجدية، بلا أي ابتزاز أو تخويف أو إرهاب يتخذ من التدين والدين عنواناً له أو استخفافاً بالمسألة كلها.
 
(المصدر: صحيفة المصري اليوم بتاريخ 28 سبتمبر 2006)
 

 


«الخطر» الإسلامي بين الواقع والمتخيل

وليد نويهض (*)
 
إشارات متعارضة تخيم على المنطقة العربية ­ الإسلامية. وكلها يمكن رصدها من خلال قراءة تلك التصريحات المتضاربة التي تصدر تباعاً من جهات دولية مختلفة. فالعالم فعلاً يمر في حالات سياسية تتنازعها أجواء مشحونة بالسلبيات والإيجابيات، ولكنها غير متفقة على مسألة هطول المطر. فالكل يسأل هل تمطر أم لا؟
 
كل المؤشرات تقول إن المنطقة ملبدة بغيوم تهدد بعاصفة من الأمطار. ولكن هناك من يتوقع حصول رياح مفاجئة تدفع بالغيوم باتجاه مناطق أخرى بعيدة عن دائرة «الشرق الأوسط».
 
هذا التذبذب في المواقف يؤكد أن شحنة التعارضات وصلت إلى درجة خطرة وبات من الصعب دفعها درجة إلى الأعلى من دون توقع حصول انهيار عام يقلب كل التحليلات والحسابات. فالكل ينتظر وليس هناك من جواب نهائي يفيد بالنبأ اليقين: هل تهطل أم لا؟
 
هذا الضياع في تحديد درجة حرارة الطقس يعود سببه إلي الميزان الذي تعتمده إدارة أميركا في قياس توقعاتها. وبسبب ميزان القياس هذا تصبح الملفات المتباعدة جغرافياً متداخلة سياسياً في رؤية الإدارة الأميركية. فهذه الإدارة تنظر إلى المنطقة كرقعة شطرنج وان الأحجار تساند بعضها ولا يمكن الإقدام على خطوة من دون ملاحظة الرقع والأحجار الأخرى. وبسبب هذه الرؤية الاستراتيجية تقرأ واشنطن سلوك المنطقة وفق تصورات لا تميز بين الجديد والقديم وبين أزمات مضى عليها الزمن الطويل وبين أزمات مستحدثة أو مفتعلة. ونتيجة هذا الربط العشوائي اختلطت على واشنطن الأمور وتداخلت القضايا. فواشنطن لا تميز بين «القاعدة» و«حماس» وبين «الإرهاب» و«المقاومة» وبين «الاحتلال» و«التحرير». فكل هذه الاختلافات تنظر إليها إدارة جورج بوش كجزئيات ضمن مفهوم شمولي تتطلع من خلاله إلى المنطقة وما تعانيه من مشكلات.
 
هذه القراءة الأميركية التي تجمع كل القضايا في دائرة واحدة من دون تمييز بين موضوع وآخر أو من دون تحديد لخصوصية كل مشكلة واختلافها عن غيرها وضعت واشنطن في دائرة مغلقة لا تستطيع التحرك خارج حدودها. ولهذا الاعتبار انزلقت إدارة «البيت الأبيض» في سياسات متخبطة حين وضعت موضوع «طالبان» في أفغانستان على سوية واحدة وفي مكان واحد مع موضوع إقليم دارفور في السودان. وعلى السوية نفسها وضعت قضية فلسطين التي مضى على نكبتها أكثر من نصف قرن مع مسألة «طالبان» وتحالفها مع تنظيم «القاعدة». وبسبب هذا الخلط بين الموضوعات اتجهت الإدارة الشريرة في «البيت الأبيض» إلى وضع سيناريو واحد لحل كل المشكلات من دون قراءة حيثيات كل موضوع واختلاف عناصره وأسبابه ومسبباته عن الموضوع الآخر.
 
أوهـام ووقائع
 
برأي الإدارة الشريرة أن كل الموضوعات متشابهة ومستنسخة وتقع في معظمها تحت سقف واحد ومشروع واحد وهو إقامة «خلافة إسلامية جديدة من إندونيسيا إلى إسبانيا». وهذا الحديث عن مشروع إسلامي امبراطوري كرره مراراً الرئيس جورج بوش في سلسلة تصريحات وكلمات ألقاها في مناسبات مختلفة. وحين يكون رئيس دولة عظمى مسكوناً بهواجس الخوف من مشروع وهمي وخيالي ولا يقول به كل العارفين بأوضاع المسلمين والعرب تصبح هناك مشكلة في اقناع هذا الرئيس أنه يقاتل «طواحين هواء» ويحارب أعداء غير موجودين فعلاً.
 
المشكلة في هكذا نوع من الرؤساء تسكنه الهواجس وتركبه المخاوف ويبحث عن دور في معركة وهمية أنه يقع في مكان مضطرب نفسياً ولا يستطيع إدراك الكثير من الحقائق الميدانية. فالرئيس بوش يرى أن المسلمين من إندونيسيا إلى حدود إسبانيا مستعدون لمعركة واحدة. وان الدول المسلمة الممتدة من الشرق إلى الغرب هي على سوية واحدة وقناعة مشتركة وفي حال من الاستنفار للانقضاض على العالم والاستيلاء عليه.
 
هذا ضرب من الجنون. وخصوصاً إذا وضعت تلك الأفكار المهووسة على أرض الواقع. المسلمون للأسف يعانون الكثير من المشكلات المتعلقة بالأمية والجهل والمرض والقمع والخوف والجوع والتشرد والقلق والتعطل. والدول المسلمة فيها ما يكفي من مشكلات تتصل بالتخلف والقصور والتوتر والارتخاء والانقسام والتشرذم والضياع وقلة الوعي وعدم وضوح الرؤية والتخبط والضعف في التخطيط والتنظيم والدفاع والتنمية والتربية… وغيرها من نقاط تتشكل منها سلبيات وثغرات كافية لابتلاع ثروات واحتياطات ومواد خام طبيعية وبشرية.
 
هذا الوصف لما يعانيه المسلمون وتعانيه الدول المسلمة ليس توصيفاً لواقع غير موجود. بل إن الواقع المزري يمكن أن يقدم الكثير من الصور السيئة والأمثلة السلبية ما يكفي لتطمين بوش وزمرته الشريرة أن العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى إسبانيا في حال يرثى لها ولا يستطيع الوقوف للتحدي أو التصدي لمخاطر تهدده من كل الجهات. ومن يكون في هذه الحال فهو بالتأكيد لا يملك الإمكانات والقدرات ولا التصورات لإنشاء أو لإعادة تأسيس خلافة إسلامية تمتد من جاكرتا إلى غرناطة. هذا وهم. ولكن بوش لايزال يصر يومياً في تصريحاته على وجود مؤامرة إسلامية تهدد الحضارة الغربية (المسيحية).
 
هنا بالضبط تكمن مشكلة «الخطر» الإسلامي بين الواقع والمتخيل. كيف يمكن اقناع المخبول بأن المسلمين في وضع صعب يعطل عليهم إمكانات التفكير في الحاضر، وان الدول المسلمة في حال لا يسمح لها بالتفكير في المستقبل؟ وبالتالي كيف يمكن اقناع المخبول بأن الخطر ليس من الإسلام على الولايات المتحدة بل من أميركا على العالم الإسلامي؟ هذا يبدو من الأمور المستحيلة. وبسبب هذه الاستحالة تظهر القضايا مختلطة على إدارة بوش إلى درجة أنها لا تستطيع أن تميز بين مشكلة الباشتون في جبال «تورابورا» ومشكلة «الجنجويد» في سهوب دارفور. فالكل في رأي هذه الإدارة ينتمون إلى سلالة واحدة وتربطهم عقيدة واحدة وتشدهم إلى بعض مجموعة أهداف مشتركة لا تنفصل ولا تنعزل على رغم بعد المسافات الجغرافية واختلاف الثقافات.
 
وبسبب هذا الاختلاف في المفاهيم تداخلت التصورات وبات من الصعب تحليل الإشارات المتعارضة التي تصدر تباعاً من تلك التصريحات المتضاربة بشأن هطول المطر في المنطقة العربية/ الإسلامية. هناك مشكلة. والمشكلة ليس في التخلف الذي ينتشر من إندونيسيا إلى إسبانيا وإنما في الجنون الذي يسيطر على «البيت الأبيض».
 
(المصدر: صحيفة الوسط البحرينية الصادرة يوم 28 سبتمبر 2006)
 

الاندلسيون على تلفزيون «الجزيرة»:

دعوة صريحة الى الحوار الحضاري العادل

اذا كنت لا تعرف ان جامعة أكسفورد البريطانية قد تأسست في القرن الخامس عشر على المعارف العربية التي نقلها مواطن انقليزي سافر الى الاندلس للتعلم في طليطلة وغرناطة ثم عاد بنشر المعرفة في قريته الصغيرة التي كبرت بما نشره فيها من علم، فما عليك الا ان تحرص على مشاهدة برنامج وثائقي عن الاندلسيين على فضائية «الجزيرة» الاخبارية، اعدته صحفية اسبانية تميزت بالموضوعية والدقة في التعامل مع المعلومة التاريخية.
 
وهذا البرنامج الوثائقي التاريخي يؤكد على ان اوروبا عرفت كيف تصهر المعارف العربية وتؤسس لمعرفتها، وعرفت كيف تفتح ذراعيها للعلوم العربية الاسلامية وتثري بها معارفها، وتؤسس لحضارتها.
 
ويقول البرنامج بوضوح.
 
ـ كان من المفروض ان يكون اللقاء رائعا بين اصحاب اعظم دينين في العالم وفي التاريخ هما المسيحية والاسلام، لكن اوروبا ابتعدت عن حدوث هذا اللقاء.. بل دخلت في صراع مع الاخر الذي افادها طويلا وكثيرا.. ولم تكن لها الشجاعة حتى على الاعتراف العلني والصريح بما اخذته من العرب.. ومن الاندلسيين بالذات.
 
وتقول الصحفية الاسبانية صاحبة البرنامج بأن الكتب المدرسية وحتى الموسوعات تحاول دوما انتزاع صفحات الحضارة العربية من ذاكرة الاجيال، وهي جريمة موصوفة لا تقل خطورة عن جريمة محاكم التفتيش التي بعد انتصار الاسبان على العرب في الاندلس قامت بعمليات ابادة للمسلمين، وانتهت بطرد البقية الباقية منهم من التراب الاندلسي الذي اصبح ترابا اسبانيا بعد 700 سنة من الاشعاع العربي..
 
تابعت هذا البرنامج باهتمام كبير ولاحظت انه مفيد جدا لموضوعيته، واني اعتبر انه قادر على اثراء الحوار الحضاري والديني بين اوروبا والعرب.. بل بين المسيحيين والمسلمين، هذا الحوار المهدد بالانقطاع ليحل محله الحقد وتنشيط العداوة بالمواقف السياسية المتطرفة للادارة الامريكية التي استغلت عملا ارهابيا يمكن ان لا يهدد الغرب. ولا ان يهدد الولايات المتحدة الامريكية لتجعل الخوف مسيطرا على الجميع وفي نطاق اجواء الخوف هذه شنت «حربها الصليبية» على الاسلام. ومازالت تفعل.. وها ان «البابا» الذي من المفروض ان يكون بعيدا عن اجواء العنف والكراهية ويسعى الى نشر السلام والمحبة والتضامن، يدخل «اللعبة» ويسيء الى الاسلام، والى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
 
ثم يعبر عن حزنه العميق لان المسلمين ثاروا عليه واخرجوا بعض الآراء التي اقتبسها من امبراطور بيزنطي عن السياق العام لنصه. وكأنه بذلك يزيد الطين بلة، ويضع الكبريت في غابة هي مهيأة للاشتعال في كل حين، فهو بصريح العبارة من خلال حزنه يتهم المسلمين بعدم الفهم، ومن جديد لا يحترم المسلمين الذين دعاهم الى الفاتيكان.. وللاسف استجابوا له قبل ان يعتذر وقبل ان يوضح للعالم كله ان «البابا» ليس من حقه ان يخطئ بهذه البساطة وليس من حقه ان يكون اليوم في عصر التقدم والعلم.. والحوار بين الحضارات ان يكون كسلفه القديم في القرن الخامس عشر لما ساند محاكم التفتيش ودعا الى مطاردة المسلمين في الاندلس فاما ان يعلنوا انضمامهم الى المسيحية او يقتلون، او يهجرون عن بيوتهم!!
 
البرنامج الذي بثته 3 مرات فضائية «الجزيرة» خلال الاسبوعين الماضيين قادر على تهدئة الخواطر وقادر على اذكاء الحوار الرصين والمفيد فما احوج الانسانية اليوم الى ثقافة تنشر المحبة وتضع السلام نصب اعين الناس.
 
محمد بن رجب
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 28 سبتمبر 2006)

صلة محتملة بين عزل مسؤول مغربي وقضية «السجون السرية» الأميركية

الرباط – محمد الأشهب    
في سابقة يعتقد أن لها علاقة بعزل مدير الشرطة الجنرال حميدو لعنيكري، طرحت اوساط في الاتحاد الاشتراكي تساؤلات عن مسؤولية الداخلية وأجهزة الاستخبارات المدنية التي كان يرأسها الجنرال لعنيكري في تقديم تسهيلات للأميركيين لإقامة سجون سرية على أراضٍ غير أميركية ورد ضمنها اسم المغرب، بخاصة أن وزير العدل المغربي محمد بوزوبع، العضو القيادي في الاتحاد الاشتراكي، سبق له أن صرح بأن لا علم له بوجود معتقلات تابعة للاستخبارات الأميركية في المغرب، في حين نفت أوساط عسكرية ان تكون طائرات أميركية حطت في قواعد مغربية وعلى متنها معتقلون في إطار «الحرب على الإرهاب».
 
لكن صحيفة الاتحاد الاشتراكي التي اهتمت أمس بإثارة الموضوع استندت الى مراقبين رأوا أن المسؤولية المباشرة في ذلك «تقع على عاتق وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني، ما يحتم مساءلة المسؤولين أمام البرلمان لتقديم معلومات دقيقة في شأن هذه الاتهامات». ونقلت عن رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عبدالحميد أمين قوله «أمام اعترافات الرئيس (جورج) بوش برعاية الاستخبارات الأميركية معتقلات سرية، كنا نددنا بوجودها، نطالب الدولة المغربية بإعطاء توضيحات».
 
ودعت رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان الناشطة أمينة بوعياش السلطات الى «اتخاذ موقف حاسم وجريء بالنفي أو الاثبات، لأن من شأن الحسم في مثل هذه القضية أن يجنب البلاد الدخول في تعقيدات».
 
ورجحت المصادر تفاعل الجدل حول القضية، خصوصاً في ضوء عزل لعنيكري الذي كان ينظر إليه بوصفه واحداً من اشد مناصري الحرب الأميركية على الإرهاب.
 
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 28 سبتمبر 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.