الخميس، 23 ديسمبر 2010

 

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

 

TUNISNEWS

10ème année, N°3866 du 23.12.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


المرصد التونسي: اخر المستجدات اليوم الخميس 23 ديسمبر 2010 في سيدي بوزيد :مسيرة في المكناسي واعتصام للمعطلين في المزونة
البديل عاجل:انتفاضة الفقراء في سيدي بوزيد – اليوم السابع :الاحتجاجات تتواصل وتتوسّع

قدس برس:تونس: حرق مقر حكومي بعد انتحار شاب بصعق كهربائي

رويترز:مصادر: انتحار شاب في بلدة تونسية تشهد احتجاجات اجتماعية

ا ف ب:نتحار شاب تونسي بلا عمل في سيدي بوزيد

 العنكبوت:واجهات بين الشرطة ومتظاهرين إثر انتحار شاب عاطل في تونس

فيصل البعطوط:من وحي سيدي بوزيد:آفة الأخبار… والحادثة الملتبسة

الحزب الديمقراطي التقدمي :بلاغ صحفي

رياض حجلاوي:قرير عن الاجتماع التضامني مع نضالات أهالي سيدي بوزيد بباريس

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة سوسة:دعوة

محمد المرواني:الشباب و البنزين

كلمة:النيابة العمومية بجندوبة تستأنف الحكم الصادر ضد الصحفي المولدي الزوابي

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية مساندة المساجين السياسيين:محاكمة  القيادي في حركة النهضة:صالح بن عبد الله ..

كلمة:تواصل محاكمات نشطاء اتّحاد الطلبة، ومنع بعضهم من المثول أمام المحكمة

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة سوسة:يبقى يوم 22 ديسمبر يوما مشهودا لدى العموم و وصمة عار في جبين السلطة

زياد الهاني:في تقرير جوابي للمحكمة الإدارية ردّا على وزير الداخلية: التغيير الديمقراطي آت لا ريب فيه، وإنّ غدا لناظره قريب

المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين:المرحوم عز الدين القفصي نصف قرن من التهجير .. ولايزال محروما من العودة بعد وفاته

محمد العيادي:نداء  من اجل عودة  جثمان  نورالدين القفصي  الى ارض الوطن

القدس العربي:تونس.. الافراج عن شورو واعمال الشغب ودعوة بن علي للبقاء في الحكم ولاية سادسة أبرز أحداث 2010

محيط:اعمال الشغب ودعوة بن علي للبقاء في الحكم أبرز أحداث تونس في 2010

الصباح:بعد تأسيس نقابة لمتفقدي الشغل:توتر بين اتحادي الأعراف والعمال

صلاح الداودي:حالة مواطنة:من تونس الاسم المجرّد إلى تونس الاسم المشترك.

الجزيرة نت:الإعدام لمتهم بمحاولة اغتيال بوتفليقة

الجزيرة نت:إخوان مصر يهددون بالنزول للشارع

القدس العربي:تقييم ‘رويترز’ لمخاطر 2011: خليفة مبارك سيتحدد ‘وراء ابواب مغلقة’ وليس بالانتخابات

أحمد أبو المعاطي:مصر في مواجهة 3 سيناريوهات

حمدي عبد الرحمن:الانتخابات وشرعنة الاستبداد  

د. يوسف نور عوض:أسباب القصور في مفهوم الديموقراطية في العالم العربي

الحق للقوة أم للحق الذي يمتلك القوة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm


اخر المستجدات اليوم الخميس 23 ديسمبر 2010 في سيدي بوزيد :مسيرة في المكناسي واعتصام للمعطلين في المزونة


بعد ليلة دامية من المواجهات بين شباب سيدي بوزيد الغاضب وقوات الامن خاصة في منزل بوزيان وسيدي علي بن عون وذلك على اثر سماع خبر اقدام شاب ثاني على الانتحار حرقا بالكهرباء تميز صباح اليوم الخميس 23 /12 / 2010 بتوتر نسبي وبارتفاع اعداد قوات الامن في مدينة سيدي بوزيد خاصة في محيط مقر الولاية التي كانت تحتضن اجتماعا لوزير التمنية الاقتصادية حول سبل دفع مشاريع التنمية بالجهة . وحسب قسم الاعلام بالاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد فقد انطلقت في حدود منتصف النهار اليوم مسيرة سلمية في المكناسي بتاطير نقابي وجابت مختلف انهج المدينة رافعة شعارات مطالبة بحق الشغل للجميع اما في معتمدية المزونة فهناك اعتصام للمعطلين عن العمل وهذا الاعتصام تم ايضا بحضور وتاطير نقابي  

مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


انتفاضة الفقراء في سيدي بوزيد – اليوم السابع : الاحتجاجات تتواصل وتتوسّع توسّع الاحتجاجات في سيدي بوزيد


منزل بوزيّان:
وقعت البارحة ليلة 23 ديسمبر اشتباكات عنيفة بين الشباب المُنتفض في أرجاء المدينة وقوات البوليس، حيث داهمت القوى الأمنيّة العديد من منازل الأهالي وبادرت بقطع النور الكهربائي على القرية، وعمدت التشويش على الانترنت.

المكناسي:
مواجهات عنيفة بين الشباب الثائر وقوات البوليس في ليلة 23 ديسمبر على مستوى حيّ « الوحدة » وهناك أنباء عن إصابات في صفوف الشباب المُحتجّ. وقد جابت اليوم عند منتصف النهار مسيرة سلميّة شوارع المدينة وأنهجها بحضور وتأطير نقابيّ، رافعة شعارات مطالبة لحقّ الشغل للجميع والإفراج عن المُعتقلين. المزّونة: مسيرة بحضور وتأطير نقابيّ تجوب شوارع المدينة مناصرة ومآزرة لأهالي سيدي بوزيد. كما سجّل اعتصام لمجموعة من المُعطّلين عن العمل. الآن… 23 ديسمبر ليلا في المكناسي: تمّ إحراق سيّارة شرطة في مدخل حيّ الوحدة من قبل الشباب الغاضب ومقرّ جامعة الحزب الحاكم والبلديّة والمعتمديّة تتعرّض لوابل من الحجارة من قبل الشباب، وقنابل الغاز المسيلة للدموع تُغطّي المكان. وكانت زغاريد النسوة تعلو في كلّ أرجاء المدينة.
 
الآن… 23 ديسمبر ليلا في المزّونة: مواجهات عنيفة بين المواطنين من جهة وقوات البوليس والميليشيات من جهة أخرى.  
رجال مطافئ
كما كنّا أشرنا إلى ذلك في خبر سابق دون ذكر المعنيين بالأمر، علمنا من مصادر موثوقة أنّ « نوفل الزيادي » تحوّل صحبة « الطيّب المنّاعي » في الأيّام القليلة الماضية إلى مدينة سيدي بوزيد لإجراء بعض الاتّصالات بهدف إيجاد مداخل للمساعدة في إخماد الحركة الاحتجاجيّة. ذات المصادر أكّدت اتصالهم بالبعض من أعضاء « فرع الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان » وخصوصا رؤوف النصيري التجمّعي المعروف. نتمنّى أن يكون الثمن مجزيا…  
اعتصام ومحاولة انتحار جديدة
تعرف قرية « زانوش » التابعة لولاية قفصة تململا في صفوف الأهالي يتزايد من يوم لآخر وقد أقدم شابّان من أصحاب الشهائد العليا وهما معطّلان باعتصام أمام مقرّ المجلس القروي صبيحة 23 ديسمبر، أعقب ذلك في المساء إقدام أحد المعطّلين « الهاشمي علياني » على محاولة حرق نفسه. وقد علمنا أنّ بعض التعزيزات البوليسيّة تحوّلت على عين المكان.
تأجيل محاكمة
بطلب من لسان الدفاع أجّلت المحكمة الابتدائية بقفصة النظر بالقضيّة المُتّصلة بإحالة أربعة من نشطاء الإتحاد العام لطلبة تونس وهم: فارس عليبي ومحمّد سليماني وفاروق عمروسيّة وحسام عمروسيّة، تمّ التأجيل إلى 24 مارس 2011.
باريس: تجمّع تضامني بساحة كورون
رغم تساقط الثلوج ورداءة الأحوال الجوية تجمّع عشرات التونسيين على الساعة السادسة مساء بساحة كورون تلبية لدعوة « لجنة التضامن مع نضالات أهالي سيدي بوزيد » التي تشكلت في بداية الأسبوع. رفع المتظاهرون عديد الشعارات المساندة لاحتجاجات أهالي سيدي بوزيد والمنددة بالدكتاتورية والفساد الذي عمّ البلاد، وقد ردّدوا « التشغيل استحقاق، يا عصابة السراق » و »تحيا نضالات أهالي سيدي بوزيد » و »تسقط الدكتاتورية في تونس » و »فلوس الشعب مسروقين، أبناء الشعب مسجونين » وغيرها من الشعارات.
وقد حضر إلى جانب التونسيين عدد من الأصدقاء الفرنسيين ومناضلي الهجرة المغاربية (جمعية العمال المغاربيين بفرنسا وجمعية المغربيين بفرنسا)
 
 
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 23 ديسمبر 2010)


الخميس 23 (ديسمبر) كانون الأول 2010

تونس: حرق مقر حكومي بعد انتحار شاب بصعق كهربائي


تونس – خدمة قدس برس
أقدم متظاهرون في مدينة منزل بوزيان من محافظة سيدي بوزيد شمال تونس، على حرق مقر معتمدية المكان (فرع المحافظة) مساء أمس الأربعاء (12/22).
وجاء التصعيد الأخير بعد تلقي أنباء عن حادثة انتحار ثانية وسط مدينة سيدي بوزيد توفي على إثرها الشاب حسين ناجي وهو من حاملي الشهادات الجامعية العاطلين عن العمل بعد صعوده عمودا كهربائيا.
وكانت مصادر قد تحدثت عن عودة الهدوء تدريجيا إلى المدينة التي تشهد اضطرابات منذ نهاية الأسبوع الماضي، بعد إقدام عاطل عن العمل على حرق نفسه أمام مقر المحافظة.
وذكر مصدر نقابي لوكالة « قدس برس » أنّ شبّانا أضرموا النار في مقر معتمدية منزل بوزيان ثم استمرت المصادمات ليلا مع قوات مكافحة الشغب دون حصول اعتقالات.
وأضاف المصدر أنّ مدينتي المكناسي ومنزل بوزيان تشهد منذ ثلاثة أيام مظاهرات ليلية ومصادمات بين شبان غاضبين وقوات الأمن ثم يعود الهدوء خلال النهار.
كما نظم نقابيّون مسيرات في مدن الرقاب وبن عون وجلمة ومنزل بوزيان يوم أمس الأربعاء.
 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 23 ديسمبر 2010)  
 


مصادر: انتحار شاب في بلدة تونسية تشهد احتجاجات اجتماعية


تونس (رويترز) – قالت وكالة الانباء الحكومية في تونس ان شابا في مدينة سيدي بوزيد قتل صعقا بالكهرباء لكن شهودا ومصادر نقابية قالوا انه انتحر لعجزه عن العثور على فرصة عمل.   وأبلغت مصادر نقابية رويترز ان الشاب ويدعى حسين ناجي صعد الى قمة عمود كهربائي وانتحر بلمس الاسلاك رغم توسلات المواطنين اليه للتراجع.   واضافت المصادر ان القتيل البالغ من العمر 25 عاما عاطل عن العمل وحاول الانتحار في مرات سابقة.   وقالت وكالة الانباء الحكومية في بيان ليل الاربعاء « الشاب توفي على عين المكان بعد الصعقة الكهربائية رغم محاولات انقاذه ».   وتشهد مدينة سيدي بوزيد مواجهات عنيفة بدأت قبل اسبوع احتجاجا على اقدام شاب اخر على حرق نفسه احتجاجا على مصادرة الشرطة لعربة للخضروات والغلال كان يتكسب منها. ويرقد الشاب في المستشفى في حالة حرجة.   وقال نقابيون ان مدينتي المكناسي وبوزيان الواقعتين ايضا في ولاية سيدي بوزيد تشهدان حاليا مواجهات عنيفة وان الشرطة اعتقلت العشرات هناك.   ويعتبر تشغيل حاملي الشهادات العليا من أكبر التحديات التي تؤرق الحكومة التونسية التي تسعى لتوفير المزيد من فرص العمل في بلد تصل فيه معدلات البطالة الي 14 بالمئة وفقا للارقام الرسمية.   وقللت تونس في وقت سابق هذا الاسبوع من شأن اشتباكات سيدي بوزيد واتهمت خصومها السياسيين باستغلال الحادث لاغراض سياسية والاثارة.   واعمال الشغب نادرة الحدوث في تونس التي يحكمها الرئيس زين العابدين بن علي منذ 23 عاما والتي تعمل بشكل وثيق مع حكومات غربية لمحاربة متشددي القاعدة.   (المصدر: وكالة رويترزللأنباء  بتاريخ 23 ديسمبر 2010)  


انتحار شاب تونسي بلا عمل في سيدي بوزيد


تونس (ا ف ب) – افادت مصادر نقابية ان شابا تونسيا اقدم على الانتحار مساء الاربعاء في مدينة سيدي بوزيد في وسط غرب تونس والتي تشهد منذ 19 كانون الاول/ديسمبر تحركات احتجاجية ومواجهات بين قوات الامن ومواطنين بسبب ارتفاع نسبة البطالة.   واكد مصدر حكومي وفاة الشاب من دون تاكيد فرضية الانتحار. ونقلت وكالة الانباء التونسية انه « ووفق المعلومات المتوفرة، اصيب الشاب بصدمة كهربائية بعد ان لمس اسلاكا كهربائية بقوة 30 الف فولت »، عندما تسلق الى اعلى عمود الكهرباء.   واكد بيان حكومي فتح تحقيق قضائي لمعرفة ظروف الحادث، من دون تحديد اسباب تسلق الشاب لعمود الكهرباء.   وقال المسؤول النقابي في الاتحاد العام التونسي للشغل علي زارعي ان الشاب حسين ناجي (24 عاما) تسلق عمود كهرباء وهو يصرخ « لا للبؤس، لا للبطالة »، قبل ان يصاب بصدمة كهربائية بسبب لمس الاسلاك العالية التوتر.   وسقط الشاب جثة هامدة امام جمع من الناس تحلقوا حوله وهم يناشدونه العودة عن فعلته اليائسة، كما قال عطية عثموني المعارض الذي يتولى لجنة مساندة سكان سيدي بوزيد التي تقع على بعد 265 كلم من العاصمة.   وانتحر الشاب امام مقر البلدية، كما افاد شهود لفرانس برس.   وعاد الهدوء الاثنين الى سيدي بوزيد بعد ان شهدت يومي السبت والاحد مواجهات بين رجال الامن ومواطنين اثر اقدام شاب يحمل مؤهلا جامعيا ويعمل تاجرا متجولا على اضرام النار في جسمه احتجاجا على مصادرة عربته التي يستخدمها لبيع الخضر والفواكه.   واصيب محمد البوعزيزي (26 عاما) بحروق من الدرجة الثالثة وحالته حرجة، وهو يعالج في مستشفى القرب من تونس. ولم تكن لدى عائلته اي انباء عن حالته الاربعاء.   وذكرت مصادر الاربعاء ان التوتر تراجع في سيدي بوزيد بعد الافراج عن عدد كبير من المتظاهرين الذين احتجزتهم اجهزة الامن السبت والاحد.   واكدت السلطات ان الصدامات لم تكن سوى »حادث معزول ».  
(المصدر: وكالة أنباء فرنس برس  بتاريخ 23 ديسمبر 2010)  


مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين إثر انتحار شاب عاطل في تونس


المواجهات التي تشهدها مدينة سيدي بوزيد جنوب تونستونس – وكالات: استمرت أعمال شغب ومواجهات بين الشرطة ومئات المتظاهرين الغاضبين طيلة ليلة الأربعاء 22-12-2010، في عدد من مدن محافظة سيدي بوزيد جنوبي تونس، إثر الإعلان عن انتحار شاب عاطل عن العمل مساء أمس بسبب البطالة، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوع. وقال النقابي محمد فاضل في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مئات المتظاهرين الغاضبين أحرقوا مبنى معتمدية « منزل بوزيان » التابعة للمحافظة بالكامل، مضيفاً أنهم « يحاصرون مركز الحرس الوطني بالمدينة ويحاولون اقتحامه، ما اضطر قوات الأمن إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء لمنعهم من ذلك ». يذكر أن هذه هي أول مرة تلجأ فيها الشرطة التونسية إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين منذ بدء الاحتجاجات يوم السبت الماضي بالمحافظة، بعد أن اقتصر الأمر على إطلاق القنابل المسيلة للدموع في أقصى الحالات. وأكد شهود عيان تجدد المصادمات العنيفة واندلاع أعمال شغب ليلة الأربعاء بمدن أولاد حفوز وسيدي علي بن عون والرقاب والمكناسي، بعد أن شهدت هدوءا نسبياً ليلة أمس الأول الثلاثاء، مضيفين أن الشرطة أطلقت الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين في بعض هذه المدن. وكان شاب عاطل عن العمل، يدعى حسين ناجي « 24 عاما » انتحر مساء الأربعاء في مدينة سيدي بوزيد « 265 كم جنوب تونس العاصمة »،احتجاجا على وضعية البطالة التي يعيشها.  وذكرت وكالة الأنباء التونسية في بيان نشرته ليلة الأربعاء أن الشاب لقي حتفه « بعد سقوطه من أعلى عمود كهربائي » وأنه « تعرض إلى صاعقة كهربائية بعد ملامسته الأسلاك الكهربائية بقوة 30 ألف فولت عند بلوغه أعلى العمود الكهربائي. وأشارت الوكالة إلى أنه « توفي في عين المكان رغم محاولات إسعافه »، وأن « النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق في الحادث ».   (المصدر: موقع العنكبوت الإلكتروني  بتاريخ 23 ديسمبر 2010)  


من وحي سيدي بوزيد آفة الأخبار… والحادثة الملتبسة


بقلم فيصل البعطوط ـ
 
 آفة الأخبار، رواتها.. والآفة أيضا عندما يصوم الرواة عن الإخبار أحيانا وآخرها عندما صمنا عما بات يعرف بحادثة سيدي بوزيد، ـ التي أثارها أحد النواب في وجه وزير الداخلية ـ مما ترك السبيل مفتوحة أمام التوظيف والمزايدة… بداية، دعنا نرجو من العلي الكريم ان يشفي هذا الشاب الذي دفعه الاحباط إلى محاولة حرق نفسه امام الملا… ندعو له باستعادة موفور صحته، لأن البلاد تحتاجه، كما تحتاج لسائر أبنائها..
وفي بداية ثانية… اعترف في ما يهمنا كأسرة تحرير اننا اخترنا عدم نشر وقائع الحادثة التي بلغتنا في الإبان لأننا ارتأينا بأن مساوئ النشر أكثر من منافعها ثم لعدد من الأسباب الأخرى اعتقدنا بأنها وجيهة… وفي مقدمة تلك الأسباب ذلك التلاطم العنيف، بين ما يمكن اعتباره حادثة محاولة انتحار فردية.. وبين ما يمكن قراءته وراءها من التباسات خصوصا عندما ترتبط بشاب اضطره هاجس البحث عن شغل، لمخالفة التراتيب والقوانين البلدية.. فإذا بالقضية تصبح ذات وجهين.. واحد مشروع وثان غير مشروع !
كانت الخشية من أن ينحرف الإخبار عن مساره ، فيصبح نشرها كضرب من تقديم الأمثلة السيئة والملتبسة في مجتمع يحتاج إلى من يساعده على الفهم، أكثر من حاجته لمن يصب الزيت على النّار…
هكذا هي الأمور.. في بعض الأحيان، يجد رواة الأخبار أنفسهم بين المطرقة والسندان، مضطرين إلى اتخاذ القرارات العسيرة، وعارفين مسبقا بأن هناك من سوف لن يرضى.. ليس فقط لأن القرار كان غير صائب.. بل أيضا لأن هناك دائما من يصطاد في المياه النظيفة والعكرة !.
أعود الى مفارقة الاحتكاك بين ما هو حق، وما هو واجب أو حق الآخر.. ذلك الحق الإنساني المقدس في الشغل.. وواجب عون التراتيب البلدية في منع الفوضى بقوة القانون، أي صيانة حق الآخر.. والواقع أن الصورة كما نراها، لا ينقصها التعقيد… يتداخل فيها الإنساني مع القانوني.. وتتشابك فيها الخيوط الرفيعة.. فتتعسر مهمة التمييز بين ما هو منطقي، وبين ما هو هتك للمنطق.. تماما مثل السؤال: هل يجوز التغافل عن تطبيق قانون المرور على شخص بحجة ان شدة الإحباط التي ألمت به ساعتها، اضطرته الى حرق الإشارة؟!
لنتخيل قليلا من الأمثلة في هذا السياق وسنرى أنها ستصل بنا في منتهاها إلى أن كل شيء سيصبح قابلا للتفاوض وللنقاش.. حتى إذا وصل الأمر لأن تمتنع عن دفع مبلغ الزيادة في سعر الوقود، بحجة اننا لسنا مقتنعين بتلك الزيادة!!
أريد أن انتهي للقول هنا، بأنه إن كان العدل أساس العمران… فإن احترام القانون.. أساس المدنية، كما امان الناس وأمنهم رهن بقوة القانون… حادثة سيدي بوزيد الأليمة، لا تكشف فقط هذا الضيق الذي يحاصرنا جميعا… فيها وجه آخر ربما هو التقصير في التواصل مع الشباب.. ذلك أن هذا الشاب الذي وصل به الأمر إلى أن يهلك نفسه، لابد أنه اصطدم قبل ذلك بحالة من الاهمال والإحباط، مردها أنه لم يجد من يمد له يد المساعدة الفورية… ليس المطلوب من الإدارة ومن القائمين عليها أن يكونوا مالكين لعصا موسى… لكن المطلوب وبقوة، مراجعة أدوات التواصل بينهم وبين شباب فائر، يريد عن حق وعن غير حق تلبية مطالبه على الفور وبدون تأخير.. لست أملك وصفة لأدوات التواصل المطلوب.. لكنني أدعو لإعمال العقل، وللاستنجاد بذكاء إداري آخر.. يحسن التعاطي مع طلبات الشباب ولا يركن إلى الدّعة، لمجرد الاعتقاد بأنه كان قد أحسن التعامل في السابق مع طلبات أولياء هؤلاء الشباب !
أما أبشع الوجوه التي ظهرت من وراء حادثة سيدي بوزيد… فهي البدائية السياسية التي رانت على ردود أفعال أحزاب وشخصيات..قفزت على الحادثة، وركبت مأساة شاب بريء من أجل ان تقبض الهواء !
يا لسوء التقدير المذهل، ويا لذلك التعاطي العاقر الذي لا يمكن إلا أن يصيبنا بالجزع، نجزع إذا كانت البعض من نخبنا تعتقد فعلا ان محاولة انتحار ملتبسة في الشارع، يمكن ان تصبح حصان طروادة لاختراق حصون المنافسين !
فالحديث عن «انتفاضة» مثلا خطأ فادح في التوصيف يتبعه الغاوون.. ثم خطأ أفدح في التوظيف.. ولأن ما يتأسس على باطل فهو باطل فقد كان على الخطـّائين التحلي بالصبر والتزين بالعقل وبضبط النفس، وليس الانقضاض الساذج على ما شبـّه لهم بأنها فرصة.. فإذا بهم في وضعية تسلل فاضح، لا تخطئها عين.. ولا داعي هنا لمزيد رشّ الملح في الجرح… فقد كان ومازال نازفا، طالما أن بعض النخب تستسهل التربص بالأحداث من فوق الربوة.. فتهرع للتوظيف الإعلامي في الخارج.. في حين سيتعصي عليها البحث في ما ينفع الناس… او تقديم البدائل المفيدة…
ومهما كان وجرى، فإن حادثة سيدي بوزيد أشعلت الأضواء الصفراء أمام الجميع كي يعدّلوا ساعاتهم.. وكي يستوعبوا الدروس، دون تهويل ولا تهوين.  
مشرف عام التحرير (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 ديسمبر 2010)


الحزب الديمقراطي التقدمي
بلاغ صحفي


لم ينقض أسبوع على إقدام شاب على إضرام النار في نفسه وفي ظل تواصل الاحتجاجات الشعبية في مدينة سيدي بوزيد ومختلف القرى المحيطة بها حتى أقدم شاب ثان هو حسين الفالحي على الانتحار بتسلق عمود كهربائي في حركة يأس بالغة الدلالة والخطورة.
و حسين الفالحي هو شاب معدم تفيد المعطيات بأنه كان تقدم عديد المرات  إلى السلط الجهوية بمطالب لإعانته وتمكينه من شغل يقيه الحاجة والخصاصة. ولما لم يجد الإحاطة والآذان الصاغية، وفي ظل الأحداث التي تعيشها سيدي بوزيد لم يجد أمامه من حل سوى أن يضع حدا لحياته بهذه الطريقة المؤلمة.
يحدث هذا والإعلام الرسمي وشبه الرسمي منصرفان تماما عن هذه الأحداث بالغة الخطورة، كما يأتي هذا ووزير الداخلية يصرح – بعد صمت حكومي قارب الأسبوع – أن ما حدث هو حالة « عادية »  و »معزولة » إن  انتهاج الحكومة سبيل الهروب إلى الأمام وتجاهل المطالب الشعبية المشروعة في الشغل والكرامة والتعاطي مع قضايا الشباب والعاطلين عموما، بالقمع والإيقافات والبحث عن شماعات تعلق عليها إخفاقاتها في توفير التنمية العادلة وإشاعة الأمان، لهو تفص من المسؤولية وتأجيج للاضطرابات من شأنهما أن يفتحا الباب أمام كل المخاطر ويهددا استقرار البلاد  بصفة جدية. والحزب الديمقراطي التقدمي إذ يتوجه بكامل عبارات المواساة والمؤازرة لعائلة الشاب الفالحي فإنه يطالب الحكومة من باب المسؤولية الوطنية، بأن تتحلى بشجاعة الإقرار بإخفاق خياراتها الاقتصادية و الاجتماعية وأن تبادر إلى وضع الملفات الحارقة على بساط الحوار الوطني الواسع، وتتخلى عن سياسة الدعاية الديماغوجية التي لن تزيد الهوة بينها وبين المواطنين إلا اتساعا.

ويهيب الحزب بكافة المناضلين السياسيين والديمقراطيين والمناضلين من أجل الحرية مهما كانت مواقعهم اتخاذ كل المبادرات لحمل الحكم على التخلي عن سياسة الهروب إلى الأمام والإقرار بحق التونسيين في حياة متطورة قوامها الحرية و العيش الكريم. تونس في 23 ديسمبر 2010 الأمينة العامة مية الجريبي


باسم الله الرحمان الرحيم

تقرير عن الاجتماع التضامني مع نضالات أهالي سيدي بوزيد بباريس


رياض حجلاوي نظمت لجنة التضامن مع نضالات أهالي سيدي بوزيد تجمعا امام مترو كورون و ذلك يوم الخميس 23 ديسمبر 2010 على الساعة 18   وقد حضره ممثلوا الجمعيات  والاحزاب الذين كونوا لجنة المساندة وكذالك المناضلين والمتضامنين مع التحركات الاحتجاجية التي تتواصل في مدينة سيدي بوزيد والمكناسي والرقاب والمزونة وبن عون وجلمة وقد رفعت في هذا الاجتماع العديد من الشعارات المتضامنة مع المتظاهرين في هذه المدن ومن هذه الشعارات التشغيل استحقاق يا عصابة السراق ابناء الشعب محرومين اموال الشعب مسروقين جادين جادين في سراح المساجين ابناء الشعب في السجون اموال الشعب في القصور Abas la dictature en tunisie So, So, So solidarité avec la lutte sociale a sidi-bouzid   هذا الاجتماع التضامني مع أهالي سيدي بوزيد عبر عن تحول حقيقي من نضال حقوقي إلى نضال إجتماعي من خلال الشعارات المرفوعة خاصة ان التحركات الاجتماعية قد شملت العديد من مدن ولاية سيدي بوزيد ورفعت شعارات مماثلة إنها رسالة قوية أن التنمية التي حرمت منها العديد من مدن القطر خلال السنوات الماضية أفرزت البطالة والفقر مما دفع العديد من الجهات أن تنتفض فكانت انتفاضة أهل إرديف وتلتها بن قردان واليوم سيدي بوزيد والبقية ستلتحق لأن فشل النظام في تنمية البلاد وتفشي الفساد في العائلة المالكة جعل هذه الشعارات خير تعبير اكد المجتمعون على مواصلة النضال والتضامن مع أهالي سيدي بوزيد من أجل تحقيق هذه المطالب الاجتماعية العادلة


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة سوسة سوسة في 23 ديسمبر 2010 دعــــــــــــــــــوة  

تتشرّف جامعة سوسة للحزب الدّيمقراطي التقدّمي بدعوتكم لحضور أمسية تضامنية مع أهالي سيدي بوزيد وذلك على الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة 24 ديسمبر بمقر الجامعة الكائن ب نهج الأخوات جوزفين تروكاديرو سوسة. الدعوة إلى الحضور مفتوحة للجميع جامعة سوسة المكلف بالإعلام سالم خليفة   Mobil   +216 22 869 785 <mailto:salem.ben-khelifa@leoni.com>  


 

الشباب و البنزين


بقلم محمد المرواني   جرت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن و مئات الشبان الغاضبين بولاية سيدي بوزيد ودلك على خلفية اقدام بائع متجول للخضروات و الغلال على إحراق نفسه بالبنزين أمام مقر الولاية و دلك احتجاجا على قيام أعوان التراتيب البلدية بمنعه من العمل بداعي عدم الاستظهار برخصة للبيع و الغريب في الأمر إن هدا البائع المتجول هو من أصحاب الشهائد العليا مثله مثل الوزراء الموجودون في الحكومة التونسية فلا الحكومة أوجدت له عملا و لا أعوان التراتيب البلدية تركوه يكسب قوت يومه . ولسائل أن يسال الهذا الحد وصل بشبابنا أن يحرق نفسه بمادة البنزين تعبيرا منه على وضعه المزري فلا يمكن ان تمر هده الحادثة الأليمة مرور الكرام . يجب على السلطات عندنا ان تفتح ملف البطالة و بسرعة للنقاش مع منظمات المجتمع المدني و بعض الخبراء الاقتصاديين المستقلين لا أن تنفرد هي بالحلول التي لم تجدي نفعا و الدليل على ذلك ارتفاع نسبة البطالة إلى حدود 14 بالمائة حسب قولها هي و رغم دلك فالنسبة مرتفعة جدا و تستحق الحلول الفعالة و السريعة  


النيابة العمومية بجندوبة تستأنف الحكم الصادر ضد الصحفي المولدي الزوابي


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 22. ديسمبر 2010 استأنفت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة حكم المحكمة الصادر بتاريخ 8 ديسمبر 2010 والقاضي بإدانة الصحفي المولدي الزوابي مراسل راديو كلمة بجندوبة طالبة النقض والترفيع. وكان الزوابي قد حوكم من أجل الاعتداء بالعنف في القضيّة التي كنّا تعرضنا لها في نشرات سابقة، والتي تحوّل فيها المعتدي الحقيقي إلى ضحيّة، وأكّد المراقبون أنها خلت من كلّ شروط المحاكمة العادلة. ويرى مراقبون أن النيابة العمومية غير راضية على الحكم الصادر ضد الزوابي رغم إدانته بخطية مالية قيمتها 900 د وتغريمه بالدينار الرمزي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 ديسمبر 2010)

 


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 محرم 1432 الموافق ل 23 ديسمبر 2010

أخبار الحريات في تونس


1) نقل سجين الرأي رمزي الرمضاني إلى سجن المسعدين ومنع عائلته من الزيارة: قامت الإدارة العامة للسجون بنقل سجين الرأي رمزي الرمضاني بتاريخ 25 نوفمبر 2010 من سجن المرناقية إلى سجن المسعدين ، وذكرت عائلته أنها ممنوعة من زيارته منذ ذلك التاريخ بدعوى أنه يخضع للعقوبة بالسجن المضيق (السيلون) رغم أن قانون السجون لا يسمح بأن تتجاوز مدة العقوبة العشرة أيام (10).

وقد تعرض سجين الرأي رمزي الرمضاني، الذي بلغت جملة أحكامه 29 عاما تحت طائلة قانون  »مكافحة الإرهاب » اللادستوري، للتعذيب والاعتداء بالعنف والمعاملة السيئة والعقوبات المتتالية داخل السجن.  
كما أصبح سجن المسعدين ومديره المدعو عماد العجمي مثلا في سوء المعاملة والظروف القاسية، مما يدعو إلى ضرورة الإسراع بإصلاح المنظومة السجنية في تونس حتى تتلاءم مع المواصفات الدولية التي تحفظ كرامة الإنسان.
2) إعلام السيد سامي بن صالح برفض مطلبه المتعلق بجواز السفر:

تم رسميا إعلام السجين السياسي السابق السيد سامي بن صالح برفض مطلبه في الحصول على جواز السفر، وذلك من خلال استدعائه إلى مقر مركز الشرطة وإمضائه على محضر في الغرض.
علما بأن السيد سامي بن صالح (إطار بنكي سابق) قدم مطلبا للحصول على جواز سفر سنة 2005 ، ومنذ ذلك التاريخ وهو يراسل الجهات المعنية ولكن دون جدوى. فمتى تفهم السلطة بأن جواز السفر حق دستوري يجب أن يتمتع به كل مواطن تونسي وليس منة تعطيها الإدارة لمن تشاء وتحرم منها من تشاء؟   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس  e-mail: aispp.free@gmail.com تونس في 23 ديسمبر 2010 

محاكمة  القيادي في حركة النهضة :  صالح بن عبد الله ..


نظرت صباح اليوم الخميس  23 ديسمبر 2010  الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية في القضية عدد 15660التي يحال فيها السجين السياسي السابق  و القيادي بحركة النهضة صالح بن عبد الله بتهمة هضم جانب موظف عمومي بالقول حال مباشرته لوظيفته طبق الفصل 125 من القانون الجنائي ( و هي جريمة عقوبتها السجن مدة عام واحد و خطية بـ 120 دينارا ) على خلفية اتهامه بـ »الإعتداء ّ  على أعوان التراتيب البلدية ، و قد مثل المتهم بحالة سراح  و تولى الدفاع عنه الأستاذان المختار العيدودي و شكري السنوسي مبينين بالخصوص أن التهمة كيدية و أن زاعمي الضرر هم المعتدون الحقيقيون  الذين كان من الأجدر اعتقالهم و محاكمتهم ، كما طالب الأستاذ العيدودي بعرض ملف القضية على النيابة العمومية للنظر في إحالة أعوان التراتيب الذين اعتدوا بالعنف على منوبه بناء على شكاية قدمها الأستاذ  مراد العبيدي نيابة عن صالح بن عبد الله و شهادة طبية تشخص الأضرار البدنية التي خلفها الإعتداء عليه .

و إذ تعبر الجمعية مجددا عن رفضها لإقحام القضاء في حملات تصفية حساب البوليس السياسي مع المعارضين فإنها تعتبر أي حكم بإدانة صالح بن عبد الله دليلا إضافيا على استمرار سياسة اضطهاد المساجين السياسيين السابقين و التنكيل بهم.
عن لجنة متابعة المحاكمات نائب رئيس الجمعية الأستاذ عبد الوهاب معطر  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 محرم  1432 الموافق ل 23 ديسمبر  2010

تأجيل التصريح بالحكم في قضية القاضي السابق صالح بن عبد الله

وقعت المناداة صباح اليوم الخميس 23 ديسمبر 2010 بالدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس على القضية عدد 15660 التي أحيل فيها السيد صالح بن عبد الله المنصوري (البوغانمي) لمقاضاته من أجل الانتصاب الفوضوي والاعتداء على موظف أثناء أدائه لوظيفه، وقد أنكر السيد صالح المنصوري ما نسب إليه باعتبار أنه المتضرر من الاعتداء، وقد طالب لسان الدفاع بإرجاع الملف للنيابة العمومية للنظر في الشكاية التي تقدم بها السيد صالح المنصوري ضد أعوان التراتيب البلدية الذين اعتدوا عليه بالعنف حسبما يستفاد من الشهادة الطبية المقدمة من طرف محاميه. وقد تم تأجيل النظر في القضية إثر الجلسة للبت في الطلب الشكلي الذي تقدم به لسان الدفاع والتصريح بالحكم.
علما بأن السيد صالح المنصوري كان تعرض يوم الجمعة 26 نوفمبر 2010 للاعتداء بالعنف من قبل عدد من أعوان التراتيب البلدية بمنطقة المروج الخامس، وتم اعتقاله بتهمة الانتصاب الفوضوي والاعتداء على موظف أثناء قيامه بوظيفه، وقررت المحكمة تركه بحالة سراح على ذمة القضية. وحرية وإنصاف: 1)تدين محاكمة السيد صالح المنصوري (البوغانمي) وتدعو إلى حفظ القضية في حقه ومحاكمة عوني التراتيب اللذين قاما بالاعتداء عليه بالعنف الشديد. 2)تطالب السلطة السياسية بضرورة إيجاد حل لمشكلة المسرحين من خلال تمكينهم من حقوقهم الكاملة وغير المنقوصة وتسهيل اندماجهم في المجتمع وإعادة الاعتبار إليهم.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


تواصل محاكمات نشطاء اتّحاد الطلبة، ومنع بعضهم من المثول أمام المحكمة

حرر من قبل قصي في الإربعاء, 22. ديسمبر 2010 شهدت الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بسوسة يوم الإربعاء 22 ديسمبر محاكمة مجموعة من ناشطي إتحاد الطلبة بسوسة بموجب تهم تتعلق بتعطيل حرية الشغل وافتكاك ملك عقاري بالقوة العلنية من يد صاحبه ونهب مواد صالحة للأكل بالقوّة، وهوما كنا قد تناولناه في نشرات سابقة. وذكر شهود عيان لراديو كلمة أنه قد وقع منع الطلبة الأربعة عشر المحالين من مجرد الإقتراب من قاعة المحكمة في نفس الوقت الذي كان فيه القاضي ينص في محضر الجلسة علي تعذر حضور المتهمين رافضا طلب محامي الدفاع معاينة منع موكليهم من دخول قاعة المحكمة ومؤجّلا الجلسة إلي يوم 19 جانفي 2011. وتعد هذه المرة الثانية التي يمنع فيها المتهمون في قضية طلبة سوسة من دخول قاعة المحكمة بعد أن تم منعهم يوم غرة ديسمبر الجاري بنفس الأسلوب من مباشرة قضيتهم كما أشرنا لذلك في نشرة سابقة. هذا وقد قاطع المحامون الجلسة محتجين علي ما اعتبروه تزويرا لمحضر الجلسة، ليدخلوا في حركة إحتجاجية داخل ساحة المحكمة المطوقة بعناصر الأمن التي أحكمت غلق باب المحكمة لتمنع الطلبة المحتجين خارجا من الإلتحاق.وفي خطوة تضامنية أصدر الإتحاد الجهوي لشغل بسوسة بيان إستنكر فيه إعادة تحريك قضية طلبة سوسة علي خلفية ما أسماه بالتحركات النقابية المشروعة. وفي سياق متصل أحيل اليوم الناشط الطلابي محمد السوداني في ما بات يعرف بقضية طلبة المهدية أمام المحكمة الإبتدائية بالمهدية التي أجلت التصريح بالحكم ليوم 5 جاتفي 2011 وقد صرح السوداني لراديو كلمة أن المحاكمة قد مرة دون خروقات تذكر. تجدر الإشارة لأن مجموعة من ناشطي الإتحاد العام لطلبة تونس بجهة قفصة يحالون غدا علي القضاء علي خلفية تحرك نقابي يعود للسنة الجامعية الفارطة (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 ديسمبر 2010)
 


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة سوسة
سيبقى يوم 22 ديسمبر يوما مشهودا لدى العموم و وصمة عار في جبين السلطة

 
إنه يوم محاكمة طلبة سوسة, فقد تم غلق كافة المنافذ المؤدية إلى « قصر العدالة » بالانتشار الكثيف والرهيب للأمن من كافة الفرق و كافة الرتب وسد الطريق الرئيسي بمعدات ثقيلة جارفات و شاحنات وتم افتعال أشغال و التظاهر بالحفر. رغم المنع والتعسف على الطلبة المطلوبين والمساندين لزملائهم و كافة مكونات المجتمع المدني من حقوقيين و سياسيين فقد تم كسر الطوق و الوصول إلى أمام المحكمة و اعتصم الكل أمام المدخل أين تم تعنيف العديد من الطلبة. و بعد وقت خرج المحامون المكلفون بالقضية لإعلام العموم بالمهازل التي وقعت داخل قاعة الجلسات فقد تم منعهم من الترافع و إبلاغ القاضي بمنع »المتهمين » من الحضور. حدث كل هذا من وراء سور المحكمة فالأبواب موصدة. من ثم قام كافة المحامين المتواجدين باعتصام خارج بهو المحكمة و تداول الكلمة المحامون المكلفون بالقضية و أعضاء من عمادة المحامين نددوا بتصرفات القضاء و بالتواجد المكثف للبوليس الذي انتهك حرمة المحكمة وتم الإعلام بتأجيل الجلسة إلى يوم 19 جانفي المقبل مع وعد من القاضي « بالسماح » للطلبة والعموم بالحضور. و نحن كجامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي نجدد مساندتنا للطلبة و كافة مطالبهم. ندين التواجد البوليسي لمنع الحضور و تصرفاتهم و عنفهم.
نؤكد أننا لن نحيد عن مطلبنا بطي ملف القضية. سالم خليفة  مكلف بالإعلام  


في تقرير جوابي للمحكمة الإدارية ردّا على وزير الداخلية: التغيير الديمقراطي آت لا ريب فيه، وإنّ غدا لناظره قريب


الحمد للّه وحده تونس في 13 ديسمبر 2010 جناب السيد رئيس الدائرة الابتدائية الثانية بالمحكمة الإدارية بتونس المحترم دام حفظه الموضوع: ردّ على تقرير السيد وزير الداخلية بخصوص القضية عدد 121187 العـارض: زياد الهاني، صحفي ومدوّن، 12 شارع الهادي شاكر، قرطاج 2016. المرجـع: مراسلة السيد كاتب عام المحكمة الإدارية عدد 13164 بتاريخ 14/10/2010

سيدي الرئيس
بيّـنت لجنابكم في عريضة الدعوى كيف أني اتصلت بمقر وزارة الداخلية لإيداع الإعلام بالمظاهرة حسب مقتضيات القانون عدد 4 لسنة 1969 المتعلق بالاجتماعات العامة والمواكب والاستعراضات والمظاهرات والتجمهر، وكيف رفض مسؤولو الوزارة قبوله وأصروا على أن يتم إرساله بالبريد مضمون الوصول مع الإعلام بالبلوغ رغم مخالفة ذلك للقانون. مع الملاحظة بأني لم أتسلم لغاية اليوم جذر علامة البلوغ، فضلا عن كل المضايقات التي تعرضت لها بمناسبة السعي للقيام بالمظاهرة السلمية يوم 3 ماي َ2010.
لذلك ألتمس من جنابكم بما لكم من صلاحيات قانونية القيام بالأبحاث اللازمة للتأكد مما أوردته لكم، خاصة وأني قدمت لكم بيانات عوني وزارة الداخلية الذين تعاملا معي ورفضا تسلم الملف وطلبا إرساله بالبريد.
أما زعم السيد وزير الداخلية بأن الإعلام بالمظاهرة تم يوم 12 أفريل 2010 خارج الأجل القانوني فمردود عليه. حيث يتبين من المراسلة المؤرخة في 20 أفريل 2010 والموجهة للسيد وزير الداخلية في نفس اليوم بواسطة البريد مضمون الوصول، أن الإعلام تم صباح اليوم السابق أي الإثنين 19 أفريل 2010، وليس حسب التاريخ المدون في عريضة الإعلام. سيدي الرئيس
إن الطريقة التي يتعامل بها بعض أصحاب القرار في وزارة الداخلية مع الملفات ذات الصلة بالحريات العامة واستغلال سلطتهم القانونية لمصادرة هذه الحقوق، سواء تعلق الأمر بالحق في التنظم كبعث الجمعيات والأحزاب السياسية، أو الحق في حرية التعبير والإعلام من خلال بعث الجرائد والمجلات، أو الحق في التظاهر السلمي، مثلما هو ثابت وموثق ومعلوم من التونسيين وخاصة منهم نشطاء المجتمع المدني، يعتبر من قبيل الخيانة العظمى التي توجب إحالتهم على المحكمة العليا.. ولو بعد حين. فالتغيير الديمقراطي آت لا ريب فيه، وإنّ غدا لناظره قريب.  
سيدي الرئيس
نريد لوزارة الداخلية ولكل مؤسسات الدولة أن تكون مؤسسات جمهورية في خدمة قيم الجمهورية ومبادئها تحت مظلة القانون. والأمل معقود على عدالتكم لفرض سلطة القانون وإعادة الحقوق لأصحابها.
وتفضّلوا ختاما، سيدي الرئيس وسادتي قضاة الدائرة الثانية الموقرة، بقبول فائق التحية والتقدير. زياد الهاني ملاحظة: بين أيديكم النسخة الأولى بعد المئة من مدونة « صحفي تونسي »، بعد أن قام الرقيب الالكتروني بحجب النسخة الـ100 السابقة، بصورة غير قانونية في تونس إثر نشر تدوينة بعنوان: سيدي بوزيد في البرلمان: قد أسمعت لو ناديت حيّا.. لكن لا حياة لمن تنادي؟ http://journaliste-tunisien-101.blogspot.com/2010/12/blog-post_23.html  


المرحوم عز الدين القفصي نصف قرن من التهجير .. ولايزال محروما من العودة بعد وفاته


لا يزال جثمان السيد عز الدين القفصي يقبع في مشرحة المسجد المركزي بجينيف منذ وفاته يوم الأحد 19 ديسمبر، في انتظار وصول اذن من الحكومة التونسية لنقله ليدفن في البلاد تلبية لوصيته، رغم اتصالات أسرته وأصدقائه المتكررة بالمصالح القنصلية التونسية، في انتهاك لحرمته وعدم مراعاة لمشاعر أهله و أقاربه خارج تونس وداخلها.

وقد توفي السيد عز الدين القفصي قيدوم المهجرين التونسيين عن عمر يفوق ال75 سنة بعد صراع طويل مع المرض، وبعد أن قضى 48 سنة محروما من العودة لتونس.
وكان السيد عز الدين القفصي مجاهدا في شبابه ضد الاستعمار الفرنسي. ومباشرة بعد الاستقلال، كان من أول الطيارين الحربيين التونسيين. كما درس القانون، وأتقن لغات أجنبية عديدة.
وقد فر السيد القفصي من تونس سنة 1962 على اثر محاولة الانقلاب الفاشلة التي خططت للقيام بها  ما عرف آنذاك بمجموعة »العكرمي والشرايطي ». وحكم عليه بالاعدام، كما نفذ حكم الاعدام في شقيقه الهادي .وقد استقر السيد القفصي في سويسرا بعد رحلة طويلة مر فيها بالجزائر وليبيا وفرنسا وهولندا والسويد.
وظلت شعلة حب الوطن والدفاع عن قضايا التونسيين العادلة تسكنه طيلة حياته. كما عرف بدفاعه المستميت عن قضايا الامة، عبر كتاباته الجريئة في الصحف السويسرية، وخاصة عبر البيان الاسبوعي الذي كان يوزعه على اثر كل صلاة جمعة أمام المسجد المركزي بجينيف.
ويشهد العديد من أعضاء منظمتنا أن الرجل كان سندا للمهجرين الذين لجأوا الى سويسرا في أول التسعينات ودعم العديد منهم بكرم وتفان كبيرين. وقد رفض الفقيد القبول بأي نوع من أنواع المساومة والإغراء من أجل عودة مشروطة للبلاد، حتى في أواخر مراحل مرضه.
والمنظمة الدولية للمهجرين التونسيين، إذ تعبر لعائلة الفقيد عز الدين القفصي وكل أقاربه وأصدقائه عن خالص التعازي وأسمى عبارات المساندة والمواساة، فإنها:
ـ تدعو السلطات التونسية للوقف الفوري لهذا الفصل الجديد من فصول التنكيل بالمهجّر عز الدين القفصي حيا وميتا، فصل التلكؤ في نقل جثمانه للبلاد، في خرق واضح، غير معهود، للسنة الحميدة التي سنتها الدولة التونسية منذ السبعينات، والتي تتمثل في التكفل بإعادة جثامين التونسيين المتوفين بالخارج والتكفل بكل الاجراءات الإدارية والمصاريف المترتبة. ـ تدعو السلطات التونسية إلى التخلي نهائيا عن نهج المساومة والابتزاز تجاه المهجرين الراغبين في العودة لبلادهم، والى تيسير عودة الآلاف من أبناء الوطن المنتشرين في مشارق الأرض ومغاربها دون قيد أو شرط. ـ تحث جميع المهجرين التونسيين في مختلف الأقطار على عدم قبول أي نوع من أنواع الابتزاز السياسي أو الأمني أو المالي من قبل المصالح القنصلية أو الأمنية في سبيل استرداد حقهم الدستوري في العودة لبلادهم، وللجميع العبرة في قصة فقيدنا عز الدين القفصي رحمه الله وطيب ثراه.  
عن المكتب التنفيذي المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين المهجر في 23 ديسمبر 201  


نداء  من اجل عودة  جثمان  نورالدين القفصي  الى ارض الوطن


قضى  المواطن التونسي  نورالدين القفصي  48 سنة من حياته  في المنفى هربا من حكم  إعدام  ظل يلاحقه على خلفية مشاركته  في محاولة قفصة الانقلابية سنة 1962 علما أن الفقيد   عرف بمشاركته في الحركة الوطنية  ضد الاستعمار الفرنسي  وعمل في الجيش التونسي بعد الاستقلال  برتبة طيار, ورغم  وفاته  ظلت لعنة المنفى تلاحقه  حيث يرابط جثمانه الطاهر منذ يوم الأحد 19 ديسمبر 2010 تاريخ وفاته في مشرحة  المسجد المركزي  بجنيف  سويسرا بسبب وجود تعطيلات من السلط التونسية .
إن الضمير الإنساني  وكل الشرائع السماوية  والمواثيق  الدولية والوطنية  تفرض احترام الموتى وجثامينهم  وباسم  كل هذه المواثيق والشرائع  والقيم  أوجه نداء  إلى مصالح   وزارة الخارجية التونسية  وكل من له سلطة قرار في هذا الموضوع بالإسراع   في معالجة هذه الوضعية والسماح لجثمان الفقيد نورالدين القفصي بالعودة إلى ارض الوطن  معززا  مكرما ليرقد فيها  نومته الابدية هانئا  ما دام  لم يحظى فيها بهذه العودة   حيا . محمد العيادي


تونس.. الافراج عن شورو واعمال الشغب ودعوة بن علي للبقاء في الحكم ولاية سادسة أبرز أحداث 2010

تونس ـ د ب أ: كانت ‘حملة المناشدات’ التي أطلقها الحزب الحاكم في تونس لدعوة الرئيس زين العابدين بن علي للبقاء في الحكم لولاية سادسة وفوز هذا الحزب بالأغلبية في الانتخابات البلدية وسجن الصحافي فاهم بوكدوس أربع سنوات نافذة، وإطلاق سراح زعيم سابق لتنظيم إسلامي محظور بعد مضي نحو 20 عاما على اعتقاله أبرز الأحداث السياسية التي ميزت سنة 2010 في تونس.

ناشد حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم (في 17 تموز/يوليو 2010) الرئيس زين العابدين بن علي (74 عاما) الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2014 رغم أن الدستور التونسي لا يجيز له ذلك لأنه سيكون تجاوز آنذاك سن الترشح القانونية المحددة بـ75 عاما.
وجاءت هذه المناشدة التي انخرطت فيها لاحقا هيئات ووسائل إعلام موالية للحكومة بعد انقضاء أقل من سنة على فوز بن علي بولاية رئاسية خامسة وأخيرة تنتهي سنة 2014.
وشجبت أحزاب سياسية تونسية معارضة (شرعية ومحظورة) بشدة هذه الدعوات واعتبرت أنها غير عفوية ومنظمة من قبل السلطة وتمهد لإدخال تعديلات دستورية جديدة تتيح لبن علي الاستمرار في الحكم لولاية سادسة تنتهي عام 2019.   ‘التلاعب مجددا’   وحذرت هذه الأحزاب من ‘التلاعب مجددا ‘ بدستور البلاد ومن عودة ‘الرئاسة مدى الحياة’ ومن ‘نسف قيم الجمهورية’ في صورة إقرار تعديلات دستورية جديدة تتيح ‘التمديد’ لبن علي في الحكم.
كما حذرت من مخاطر ‘ارتهان مستقبل تونس وربط مصيرها بفرد واحد أوحد’ (بن علي) ودعت الرئيس التونسي إلى وضع البلاد على طريق التداول السلمي على الحكم وحثت المواطنين على ‘التصدي’ لأي تعديلات دستورية.
وتعهد بن علي في خطاب ألقاه يوم 25 تموز/يوليو الماضي بمناسبة احتفال بلاده بالذكرى الـ53 لإعلان الجمهورية بـ’صيانة النظام الجمهوري، وتكريس إرادة الشعب’ دون أن يعلن موقفه من حملة ‘المناشدات’ التي استمرت حتى نهاية العام.
  وفاز حزب ‘التجمع الدستوري الديمقراطي’ الحاكم بنسبة 90.67 بالمئة من المقاعد في الانتخابات البلدية التي أجريت يوم 9 أيار/مايو. وتجرى الانتخابات البلدية في تونس مرة كل خمس سنوات.
وأفرجت السلطات في 30 تشرين الأول/أكتوبر عن صادق شورو (63 عاما) الرئيس السابق لـ’حركة النهضة’ الإسلامية التونسية المحظورة بعد أن قضى نحو 20 عاما في السجن. حركة النهضة أشادت بالإفراج عن زعيمها السابق وطالبت السلطات برفع المراقبة الأمنية اللصيقة عنه.
  وفي الفترة من 9 إلى 19 آب/أغسطس شهدت مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا (500 كلم جنوب العاصمة تونس) والتي يعيش سكانها بشكل رئيسي على التجارة مع ليبيا، أعمال شغب ومصادمات عنيفة وغير مسبوقة بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين طالبوا بإعادة فتح منفذ ‘رأس الجدير’ التجاري الحدودي مع ليبيا.
ولم يعد الهدوء إلى المنطقة إلا بعد إعادة فتح المعبر الذي قالت السلطات الليبية إنها أغلقته ‘بناء على طلب من الأشقاء في تونس’ من أجل ‘تنظيم حركة المترجلين الذين يعجّ بهم المعبر’.
كما اندلعت في الأيام الأخيرة من الشهر الحالي كانون الأول/ديسمبر أعمال شغب في محافظة سيدي بوزيد بين مئات من العاطلين عن العمل وقوات الأمن احتجاجا على اعتداء شرطي بالضرب على شاب عاطل وخريج جامعه ومنعه من بيع الخضر والغلال بدون ترخيص في المدينة. وقد انطلقت أعمال الشغب بعد أن أضرم الشاب النار في نفسه أمام مقر محافظة سيدي بوزيد احتجاجا على منعه من مقابلة المحافظ لرفع شكوى ضد الشرطي. وتواصلت عام 2010 الانتقادات الدولية لسجل تونس في مجال حرية التعبير.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان أصدرته في 9 تموز/يوليو إن واشنطن ‘قلقة للغاية حيال تراجع الحريات السياسية، وخصوصا القيود الشديدة على حرية التعبير في تونس’ إثر إصدار محكمة تونسية في 6 تموز/ يوليو حكما بسجن الصحافي فاهم بوكدوس (40 عاما) مراسل قناة ‘الحوار التونسي’ الفضائية المعارضة (تبث من خارج تونس) لمدة 4 سنوات نافذة.
وردت السلطات التونسية بأن سجن الصحافي لا علاقة له بحرية التعبير وقالت إن تتبعه جاء بناء على ‘مشاركته في وفاق إجرامي’ و’نشره معلومات من شأنها تعكير صفو النظام العام’ وهي تهم نفاها بوكدوس الذي دفع بأن سجنه هو ‘انتقام’ على قيامه بتغطية حصرية لتلفزيون الحوار لاضطرابات اجتماعية شهدتها عام 2008 مناطق بمحافظة قفصة وأسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين.
ودعت منظمات حقوقية دولية السلطات التونسية إلى إلغاء تعديلات أدخلتها السلطات في تموز/ يوليو الماضي على ‘الفصل 61 مكرر’ من قانون العقوبات التونسي الذي أصبح يجرم ‘الأشخاص الذين يتعمدون، بشكل مباشر أو غير مباشر، الاتصال بوكلاء لدولة أجنبية أو مؤسسة أو منظمة أجنبية للتحريض على الإضرار بالمصالح الحيوية لتونس وبأمنها الاقتصادي’.
واعتبرت هذه المنظمات أن القانون يعرقل ‘النشاطات التي يقوم بها المدافعون عن حقوق الإنسان التونسيون بغية حماية حقوق الإنسان وتعزيزها’ لأنه ‘يسمح بملاحقة ومحاكمة وسجن المدافعين عن حقوق الإنسان المتعاونين مع المنظمات الأجنبية والمتعددة الأطراف شأن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة…وأنه قد يستهدف شهوداً وضحايا لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان إذا ما قاموا بالاتصال بـهيئات أجنبية’ فيما طمأنت الحكومة بأن القانون لا يستهدف الحد من حرية التعبير.

وصنف تقرير نشرته منظمة ‘مراسلون بلا حدود’ في آذار/مارس تونس من بين 10 دول هي الأكثر رقابة على الانترنت في العالم. وناشد مدونون الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، في رسالة توجهوا بها إليه في 3 أيار/مايو (بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة) التدخل ‘لرفع الحجب غير القانوني عن العديد من المواقع’ ومطالبة ‘المسؤولين عن إدارة الانترنت بالكف عن هذه القرارات (الحجب) التي تبقى في جل الأحيان غير مفهومة واعتباطية لدى نسبة كبيرة من التونسيين’. كما رجوه ‘اتخاذ الإجراءات اللازمة بحيث لا يحجب أي موقع بصفة غير قانونية دون استناد إلى قرار قضائي’. ومنعت تونس في 22 أيار/مايو خروج مظاهرة وسط العاصمة تونس دعا إلى تنظيمها مدونون إلكترونيون قالوا إنهم لا ينتمون إلى أي تنظيم سياسي احتجاجا على ما أسموه ‘قصفا عشوائيا’ من قبل الوكالة التونسية للانترنت (حكومية) للمواقع والمدونات الإلكترونية التونسية والأجنبية. وفي الرياضة أحرز منتخب كرة اليد التونسي بطولة إفريقيا (للمرة الثامنة في تاريخه) وضمن التأهل إلى مونديال السويد 2011 إثر فوزه في 20 شباط/ فبراير الماضي على الفراعنة بنتيجة 24/21 في نهائي المسابقة التي أقيمت بمصر.
وأهدى السباح أسامة الملولي في 19 كانون الأول/ديسمبر بلاده الميدالية الذهبية لسباق 1500 متر سباحة حرة ضمن بطولة العالم للسباحة في الأحواض القصيرة بإمارة دبي الإماراتية محققا أفضل توقيت عالمي لعام 2010 بعد أن قطع مسافة السباق في 14 دقيقة و24 ثانية و16 جزءا من الثانية.
وأحرز النجم الساحلي الكأس الإفريقية للأندية الفائزة بالكؤوس في كرة اليد فيما فاز منتخبا تونس للشباب والناشئين في الكرة الطائرة ببطولة إفريقيا. وفجرت لاعبة كرة المضرب التونسية أنس جابر (16 عاما) مفاجأة من العيار الثقيل عندما تأهلت إلى نهائي فئة الناشئات في بطولة رولان غاروس الفرنسية (ثاني البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب) لكنها انهزمت في المباراة النهائية أمام الأوكرانية يلينا سفيتولينا.
واقتصاديا حققت تونس هذا العام نموا اقتصاديا بنسبة 3.7 بالمئة استقطبت استثمارات أجنبية بحجم 2.4 مليار دينار تونسي (حوالي 1.2 مليار يورو) ما مكن من توفير وظائف جديدة لحوالي 78 ألفا و500 شخص.
وأعلنت الحكومة وضع برنامج لرفع نسبة النمو الاقتصادي إلى 5.4 وحجم الاستثمارات الأجنبية إلى 3.1 مليار دينار (حوالي 1.55 مليار يورو) خلال عام 2011 من أجل توفير وظائف جديدة لنحو 81 ألف شخص يكون 58 بالمئة منها لخريجي الجامعات ومؤسسات التعليم العالي التونسية. وتقول الحكومة إن معدل البطالة في تونس التي يقطنها أكثر من 10 ملايين نسمة انخفض إلى 13 بالمئة هذا العام وإن البلاد تعدّ حوالي نصف مليون عاطل عن العمل منهم 22 بالمئة من خريجي الجامعات ومؤسسات التعليم العالي.
وخلال 2010 ارتفعت إيرادات صادرات الصناعة التونسية الموجهة نحو الاتحاد الأوروبي بشكل غير مسبوق لتبلغ 18 مليار دينار (حوالي 10 مليارات يورو) أي بزيادة بنسبة 20 بالمئة مقارنة بعام 2009.
وقال عفيف شلبي وزير الصناعة والتكنولوجيا التونسي ان بلاده أصبحت أول ‘مزود لأوروبا بالمنتجات الصناعية من الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط و’أول’ وجهة في هذه الضفة للاستثمارات الصناعية الأوروبية’.
ولفت إلى أن نحو 2200 من جملة 3000 مؤسسة أجنبية تستثمر في تونس هي أوروبية موضحا أن هذه المؤسسات تنشط في صناعات الكهرباء والإلكترونيات والنسيج ومكونات السيارات والطائرات والأدوية والطاقة وغيرها.
وتوفي في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الناقد والكاتب السينمائي التونسي الشهير ‘الطاهر شريعة’ مؤسس مهرجان ‘أيام قرطاج السينمائية’ (أعرق مهرجان سينمائي في إفريقيا والعالم العربي) عن عمر ناهز 83 عاما.
وساهم هذا المهرجان الذي يعقد مرة كل سنتين بالتناوب مع مهرجان ‘أيام قرطاج المسرحية’ في بروز أجيال من المخرجين والسينمائيين العرب والأفارقة. وساهم شريعة عام 1971 في بعث مهرجان ‘واغادوغو’ (بوركينا فاسو) للسينما الإفريقية ومهرجان مقديشو بالصومال. وقد نعت وزارة الثقافة التونسية الراحل الذي وصفته بأنه ‘أب السينما التونسية’.   (المصدر: صحيفة القدس العربي  بتاريخ 23 ديسمبر 2010)  


اعمال الشغب ودعوة بن علي للبقاء في الحكم أبرز أحداث تونس في 2010


تونس: كانت « حملة المناشدات » التي أطلقها الحزب الحاكم في تونس لدعوة الرئيس زين العابدين بن علي للبقاء في الحكم لولاية سادسة وفوز هذا الحزب بالأغلبية في الانتخابات البلدية وسجن الصحفي فاهم بوكدوس أربع سنوات نافذة، وإطلاق سراح زعيم سابق لتنظيم إسلامي محظور بعد مضي نحو 20 عاما على اعتقاله، أبرز الأحداث السياسية التي ميزت سنة 2010 في تونس.   وناشد حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في 17 تموز / يوليو 2010 الرئيس زين العابدين بن علي 74 عاما الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2014 رغم أن الدستور التونسي لا يجيز له ذلك لأنه سيكون تجاوز آنذاك سن الترشح القانونية المحددة بـ75 عاما.   وجاءت هذه المناشدة التي انخرطت فيها لاحقا هيئات ووسائل إعلام موالية للحكومة بعد انقضاء أقل من سنة على فوز بن علي بولاية رئاسية خامسة وأخيرة تنتهي سنة 2014.   وشجبت أحزاب سياسية تونسية معارضة شرعية ومحظورة بشدة هذه الدعوات واعتبرت أنها غير عفوية ومنظمة من قبل السلطة وتمهد لإدخال تعديلات دستورية جديدة تتيح لبن علي الاستمرار في الحكم لولاية سادسة تنتهي عام 2019.   وحذرت هذه الأحزاب من « التلاعب مجددا » بدستور البلاد ومن عودة « الرئاسة مدى الحياة » ومن نسف قيم الجمهورية في صورة إقرار تعديلات دستورية جديدة تتيح التمديد لبن علي في الحكم.   كما حذرت من مخاطر ارتهان مستقبل تونس وربط مصيرها بفرد واحد أوحد بن علي ودعت الرئيس التونسي إلى وضع البلاد على طريق التداول السلمي على الحكم وحثت المواطنين على التصدي لأي تعديلات دستورية.   وتعهد بن علي في خطاب ألقاه يوم 25 تموز/يوليو الماضي بمناسبة احتفال بلاده بالذكرى الـ53 لإعلان الجمهورية بـ »صيانة النظام الجمهوري، وتكريس إرادة الشعب » دون أن يعلن موقفه من حملة « المناشدات » التي استمرت حتى نهاية العام.   وفاز حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم بنسبة 90.67 بالمائة من المقاعد في الانتخابات البلدية التي أجريت يوم 9 أيار/مايو ، وتجرى الانتخابات البلدية في تونس مرة كل خمس سنوات.   وأفرجت السلطات في 30 تشرين الأول/أكتوبر عن صادق شورو « 63 عاما » الرئيس السابق لـ »حركة النهضة » الإسلامية التونسية المحظورة بعد أن قضى نحو 20 عاما في السجن.   وفي الفترة من 9 إلى 19 آب/أغسطس شهدت مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا (500 كلم جنوب العاصمة تونس) والتي يعيش سكانها بشكل رئيسي على التجارة مع ليبيا، أعمال شغب ومصادمات عنيفة وغير مسبوقة بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين طالبوا بإعادة فتح منفذ « رأس الجدير » التجاري الحدودي مع ليبيا.   ولم يعد الهدوء إلى المنطقة إلا بعد إعادة فتح المعبر الذي قالت السلطات الليبية إنها أغلقته « بناء على طلب من الأشقاء في تونس « من أجل تنظيم حركة المترجلين الذين يعجّ بهم المعبر ».   كما اندلعت في الأيام الأخيرة من الشهر الحالي كانون الأول / ديسمبر أعمال شغب في محافظة سيدي بوزيد بين مئات من العاطلين عن العمل وقوات الأمن احتجاجا على اعتداء شرطي بالضرب على شاب عاطل وخريج جامعه ومنعه من بيع الخضر والغلال بدون ترخيص في المدينة. وقد انطلقت أعمال الشغب بعد أن أضرم الشاب النار في نفسه أمام مقر محافظة سيدي بوزيد احتجاجا على منعه من مقابلة المحافظ لرفع شكوى ضد الشرطي.   وتواصلت عام 2010 الانتقادات الدولية لسجل تونس في مجال حرية التعبير.   وقالت الخارجية الأمريكية في بيان أصدرته في 9 تموز/يوليو إن واشنطن قلقة للغاية حيال تراجع الحريات السياسية، وخصوصا القيود الشديدة على حرية التعبير في تونس إثر إصدار محكمة تونسية في 6 تموز/ يوليو حكما بسجن الصحفي فاهم بوكدوس 40 عاما مراسل قناة « الحوار التونسي » الفضائية المعارضة (تبث من خارج تونس) لمدة 4 سنوات نافذة.   وردت السلطات التونسية بأن سجن الصحفي لا علاقة له بحرية التعبير وقالت : »إن تتبعه جاء بناء على مشاركته في وفاق إجرامي ونشره معلومات من شأنها تعكير صفو النظام العام وهي تهم نفاها بوكدوس الذي دفع بأن سجنه هو انتقام على قيامه بتغطية حصرية لتلفزيون الحوار لاضطرابات اجتماعية شهدتها عام 2008 مناطق بمحافظة قفصة وأسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين ».   (المصدر: شبكة محيط – وكالة الأنباء الألمانية   بتاريخ 23 ديسمبر 2010)

بعد تأسيس نقابة لمتفقدي الشغل توتر بين اتحادي الأعراف والعمال


اتخذ المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة أمس موقفا « متحفظا »من تأسيس نقابة لمتفقدي الشغل تابعة للاتحاد العام التونسي للشغل. وأورد السيد محمد الصحراوي نائب رئيس اتحاد الصناعة والتجارة في تصريح هاتفي لـ » الصباح » بعد ظهر أمس أن المكتب التنفيذي لمنظمة رجال الاعمال اجتمع أمس واستغرب من تأسيس  » نقابة تابعة لأحد الاطراف الاجتماعية من بين مهمات منخرطيها حسم الخلافات التي قد تطرأ بين كل الاطراف الاجتماعية في سياق الحياد التام ودون الانحياز إلى أي طرف منها « . واعتبر المكتب التنفيذي لمنظمة رجال الأعمال أن  » بعض القطاعات ينبغي ان تلتزم الحياد التام ـ وبينها قطاعات متفقدي الشغل والقضاة ـ ولايبدو من المعقول في نظرنا أن نتفاوض مع قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل مثلا ومتفقدي الشغل الذين يؤطرون جانبا من المفاوضات وجلسات المصالحة يمثلون الطرف الذي نتفاوض معه وقد نختلف معه حول بعض القضايا والملفات .. وبعبارة أخرى لا يمكن لمتفقد الشغل أن يكون في نفس الوقت خصما وحكما في المفاوضات الاجتماعيـة وخلال جلسات المصالحة « . القانون هو الفصل لكن ما هو رأي قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل من التحفظ الذي ابداه ممثلو مكتب منظمة رجال الاعمال أمس والذي سبق أن عبرعنه السيدان حمادي بن سدرين ومحمد الصحرواي في مجلس المستشارين نيابة عن رفاقهم في المكتب التنفيذي لاتحاد الصناعة والتجارة ؟ اتصلنا بالسيد علي رمضان الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل فرد بهدوئه المعتاد: » بعيدا عن التأويلات لنسأل الجميع أولا ماذا يقول القانون ؟ » ومضى مخاطبنا في تساؤلاته قائلا : » ماذا تقول مجلة الشغل ؟ وماذا تقول قوانين الشغل العالمية التي وقعت عليها تونس والدول المجاورة لها المنخرطة مثلها في آليات المكتب الدولي للشغل والمنظمة العالمية للشغل ؟ » ثم علق السيد علي رمضان مباشرة على سؤالنا معبرا عن تأييد القيادة النقابية لتأسيس نقابة خاصة بمتفقدي الشغل  » الذين ارتفع عددهم وناهز ال470 لهم صفة موظف تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية ومن حقهم قانونيا أن يؤسسوا نقابة تدافع عن مصالحهم المهنية وعن حقوقهم المادية « .واعتبر رمضان أن « وجود النقابة لا يؤثرعلى الدور الذي قد يقوم به بعض متفقدي الشغل في جلسات « المصالحة الشغلية » التي لا مجال فيها بالنسبة لهم غير دعوة الجميع إلى تطبيق فصل من مجلة الشغل أو أكثر بعيدا عن كل الاعتبارات ». رأي النقابة في ظل هذا التباين الواضح في مواقف قيادتي اتحاد الشغل والصناعة والتجارة , وأمام التوتر التي أثاره هذا الملف سألنا السيد فتحي بن رمضان الكاتب العام للنقابة الجديدة عن وجهة نظره ورفاقه في الاعتراضات على خطوة تأسيس نقابة لقطاع تدعو عدة أطراف إلى أن « يبقى محايدا ». السيد فتحي بن رمضان استغرب من  » الزوبعة  » واعتبر ان « مؤتمر 5 ديسمبر الذي أسس النقابة يتماشى مع فحوى الدستور والقانون في تونس لأن متفقدي الشغل من بين الموظفين العاديين ويحق لهم تأسيس نقابة تدافع عن حقوقهم ومصالحهم على غرار مئات الالاف من زملائهم في الوظيفة العمومية في كامل البلاد ،ومثل نظرائهم في جل الدول العربية والاوربية الذين لهم نقابات تمثلهم « . ونفى السيد فتحي بن رمضان وزميله في مكتب النقابة السيد شكري والي فرضية  » الانحياز الى اتحاد الشغل أو إلى اي طرف إجتماعي خلال المفاوضات الاجتماعية وجلسات المصالحة أو أثناء مراقبتهم العادية لتطبيق كل الاطراف لفصول مجلة الشغل « . وتساءل مخاطبانا قائلين :  » لماذا لم يثر أحد زوبعة مماثلة في بلدان فيها نقابات عريقة لمتفقدي الشغل في بلدان أوربية وعربية ؟ ولماذا لم يحرم متفقدو الضرائب والاداءات التابعين للصناديق الاجتماعية من مثل هذا الحق رغم  » حساسية  » مهماتهم ؟ الا يعلم المعترضون على تأسيس نقابتنا أن نقابتي الضمان الاجتماعي وموظفي المالية تضمان موظفين مهمين جدا في البلاد لهم مسؤولية مراقبة عمليات مالية والتزامات رجال الاعمال لدى الصناديق الاجتماعية ؟ » نقابة أو جمعية مستقلة طرحنا هذه التساؤلات على السيد محمد الصحراوي نائب رئيس اتحاد الصناعة والتجارة فأورد أن منظمته « لا تعترض على تأسيس متفقدي الشغل جمعية مهنية تمثلهم أونقابة خاصة بهم على أن لا تكون منخرطة لأحد الاطراف الاجتماعية وتحديدا إلى الاتحاد العام التونسي للشغل « . الاقتراح يبدو  » وسطيا  » .لكن كاتب عام نقابة متفقدي الشغل أورد أن  » الجمعية المهنية الحالية لا يمكنها أن تدافع عن مصالح القطاع لأن قانون الجمعيات التونسي صنفها ضمن  » الوداديات  » التي لايمكن أن تلعب دورا نقابيا . كما لا ينص قانون الجمعيات على تصنيف « جمعيات مهنية ». أما السيد علي رمضان الامين العام المساعد لاتحاد الشغل فتمسك بنفس الموقف وأورد في تصريحه للصباح : » نحن حريصون على حياد متفقدي الشغل ، وقضية انحيازهم غير واردة لأن دورهم مقنن بوضوح وهو يقتصر على مجرد مراقبة تطبيق كل الاطراف لفصول مجلة الشغل . ونحن في الاتحاد لم نطلب أبدا من أي طرف أن ينحاز إلينا ونعتقد أن مصلحة الجميع احترام قوانين البلاد والقوانين والاتفاقيات الاجتماعية الدولية التي سبق ان صادقت عليها تونس ومن بينها حق تاسيس العمال بالفكر والساعد والموظفين لنقابات تمثلهم ». يذكر أن متفقدي الشغل بادروا بـتأسيس نقابة تابعة لاتحاد الشغل قبل أكثر من عشرين عاما لماكان عددهم في حدود ال70 . لكن تلك النقابة سرعان ما  » اندثرت » . فكيف سيكون مصير النقابة الجديدة بعد أن أصبح عدد العاملين في القطاع في حدود ال470؟ في كل الحالات قد يكون التوصل إلى  » حل توفيقي « واردا، خاصة أن الامر يهم نخبة من سامي إطارات الدولة لها دور وطني واجتماعي مميز. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 ديسمبر 2010)


حالة مواطنة: من تونس الاسم المجرّد إلى تونس الاسم المشترك.


أوّلا وقبلا، إنّ ما يجري في ولاية سيدي بوزيد هذه الأيام هو مجرّد فاصلة موجزة أو عارض أحداث غير منفصل عمّا حدث ويحدث في أماكن عديدة مرئية وغير مرئية من التراب الوطني الحر. وما هذه الوقائع بخوارق فوق الطبيعة وإنما هي حقا مروّعات بشرية جدا بل تحت بشرية أصلا. هي طبيعية جدا لأن تونس دولة مستقلة وحديثة وذات نظام جمهوري تسمح به وحدة شعبها دما وروحا ووحدة إقليمها ومشترك مصيرها. وعليه، فما من جدوى من الإفلات من المسؤولية حيال العمق الاجتماعي والسطح السياسي والتناقض الحيوي والبعد القيمي لآفات عامّة الناس الذين يبتكرون ألف طريقة وطريقة في حياة كلّ يوم لمجرد الحفاظ ليلا نهارا على شكل من أشكال البقاء الذي يكاد يكون لا- حيويّا إطلاقا. ولا فائدة تذكر وتستحق هذا المعنى، ولو بعد الأزلية، من تجنب المنظار السياسي العيني والمباشر والحقيقي في واقع هذا الأمر. كما لا شيء يفيد عبث الاستعاضة عن الخيارات الاقتصادية والسياسية العامة بالآلة البوليسية التي لا توفر الأمن بقدر ما تخرق الحد الأدنى لنظام الكائن الحي والحد الأدنى للكرامة البشرية المنهوبة والمنكوبة أصلا في ظروف الحياة الراهنة. إذ ليس على الشعب أن يكون موسى وعصاه في نفس الوقت وليس عليه أن يكون أيّوب نفسه ونوق نفسه ولا أن يكون صديقا للحكومة حتى يكون شعبا ولا صديقا للمعارضة حتى يكون صديقا أو عدوّا لهذا أو لذاك وهو الهمّ الوحيد والأهم الأوحد من كل هذا قبل كلّ حساب وبعد كلّ « يمين ». إذ لا سبيل أيضا لحكم الناس خارج المصلحة الوطنية الدّنيا والعامة. وبالأحرى والأولى، خارج الحدّ الأدنى المعيشي لعموم المعنيين بالبقاء الذين لهم اسم ولقب وتاريخ ولادة ومسقط رأس وأهل وبيت وجسم وروح وبطاقة هوية… وميل طبيعيّ إلى الحياة… واستعداد دائم للتنفس تحت الأنقاض والقفز في الهواء لمجرد رائحة ليمونة أو برتقالة… وإخلاص لقدرة النار على إزالة أيّ كمد عن النفس بمجرد قطرة سائلة… لا يحدث أبدا حكم الناس، وهو لَعزاءي فنّ عظيم، خارج قوّة الصواب واقتدار الحق. ولا يحدث أبدا مثل هذا وذاك بتحويل الجمجمة إلى خلية ميتة مقتطعة من قبر متجول دون قامة تثقله وتحويل البطن إلى بقعة خز والحلم إلى قطعة فحم  واللحم الحي الأحمر إلى  قطعة عهن رمادية… وتحويل فكرة الأمة إلى فرن ذرّي وصراخها العام والعلني إلى خدعة صوتية زائدة عن الخيال وحديثها الخاص معصية كبرى لكلام الله… وإعلان الشارع ثكنة والبيت زنزانة ومجرد الاتصال سؤالا عن الحال تآمرا دفينا أو تخابرا عاجلا أو شهادة زور غير مرخص لها وتخطيطا لمجهول اسمه الغد بمجرد إعادة التركيب أو التأليف. إنّ إعادة التنظيم البنيوي لا تحجب عمّن يكتفي باستعمال حاسة وحيدة من حواسه  خطر الفوضى المقننة بل خطر الجريمة المنظمة التي تعصف أكثر ما تعصف بضحايا السوق أفرادا وجماعات وفئات وجهات وعقولا…كما أن التنمية.
بكلّ أساطيرها وأوهامها لا تسحب  مصيرية الانعتاق وتحديد المصير بالنسبة للأكثرية الآملة في العيش الواحد والتضامني بالحد القوي والايجابي للكلمة. وعلى كلّ ذلك ومن أجل ذلك كله فان أيّ جهد كيفما كانت بساطته.
وكانت ما كانت جهته، لا بدّ من أن ينصبّ في اتجاه أفق اجتماعي- سياسي منظور ويحقق القدرة الفعلية على البقاء البشري الحر والكريم. ولا بدّ لهذا الأفق من عمق تتجسد فيه قدرة الأمل الجماعي والمشترك والعام على البقاء والصمود والتقدم. يستطيع الشعب التونسي مثله مثل سائر شعوب كرة الأرض أن يحكم نفسه بشكل من الأشكال التي تلائمه ولسبب بسيط ووحيد: هو أن لا شيء يعقل ويقبل ويمكن فعلا خارج المشترك الديموقراطي لكلّ المواطنين سوية وسواء. يستطيع هذا الشعب، بعد إذنه، في هذه الدولة، بعد إذنه، أن ينظر إلى نفسه من خلال نفسه أي أن ينظر في الأمر أمره.  أن ينظر إلى الإنسانية التي تعيش على هذه الأرض على أنها مجموعة بشرية من المواطنين المدنيين السياسيين الذين يتمتعون بالأحقية المتساوية والقدرة المتساوية على الحياة المشتركة والسلمية. ويستمتعون، إذا أحبوا، بياسمين تونس الأبيض السماوي.  

هؤلاء المواطنون جميعا ومهما كانت الخيارات العامة للبلاد ومهما كان الحاكم والمحكوم وكيفما كانوا يتداولون الأيام بينهُمُ، لهم أن يتمتعوا بمجرد كونهم أحياء وبمجرد كونهم مواطنين بوسائل العيش. أن يكون لهم أجر أو نصيب أو عائد وجود أو منحة مواطنة… بجرة قلم جافة. إن الأمر هكذا على بساطة قاتلة. يصبح مجرد التعقيد في البداهة جنونا والتهاون انتحارا. ليس حكرا على الجيوش الخائبة في كل أصقاع العالم ولا الشعراء ولا الفلاسفة… إلى جسد المواطن محمد بوعزيزي، من أجل جمهورية المواطنين من  أجل جمهورية الجماهير
لا لحاكميّة المال والسلاح والإعلام البقاء للناس في مدن الناس
المواطن المتربّص: صلاح الداودي
 

الإعدام لمتهم بمحاولة اغتيال بوتفليقة


قضت محكمة جزائرية في مدينة باتنة شرقي البلاد بإعدام ولي زغينا -المتهم الرئيس في قضية ما يعرف بكتيبة الموت- التي خططت لاغتيال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في عملية انتحارية في السادس من سبتمبر/أيلول عام 2007. وكانت تلك العملية الانتحارية قد أسفرت عن مقتل 25 شخصا وجرح نحو مائتين أغلبهم مدنيون. وصدر حكم الإعدام حضوريا بحق زغينا (28 عاما) الذي نقل الانتحاري من مكان نزوله من الجبل إلى مدينة باتنة، وأدين بجريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة القتل العمد وحيازة واستعمال المتفجرات في أماكن عمومية والانخراط في جماعة إرهابية. وبحسب وكالة يونايتد برس إنترناشيونال أصدرت المحكمة أحكاما غيابية بإعدام 44 متهما، بينهم زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد الملك دروكدال الذي كان قد تبنى العملية. ووفقا لنفس الوكالة راوحت أحكام السجن لعشرة متهمين آخرين بين 18 شهرا و15 عاما. في حين برأت المحكمة متهما في القضية، وأجلت النطق بالأحكام في حق سبعة متهمين سلموا أنفسهم في وقت سابق. وأقرت المحكمة تعويضات مادية لنحو مائتي متضرر من العملية الانتحارية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 ديسمبر 2010)

إخوان مصر يهددون بالنزول للشارع


قال مرشد جماعة الإخوان المسلمين بمصر محمد بديع إن حركته قررت النزول إلى الشوارع بعد الانتخابات التي « تلوعب بها » لإخراج ممثلي الحركة من البرلمان، وهددت بأنها قد تلجأ إلى « أنشطة تصعيدية ». ووفقا لبديع فإن الإخوان سيستخدمون كل الوسائل السلمية المتاحة لإسقاط البرلمان الجديد الذي قال إنه « لا يعكس قوة المعارضة المصرية الحقيقية أو إرادة الناخبين ». وأضاف المرشد في مقابلة مع رويترز أن الحركة ستنسق مع جماعات المعارضة الأخرى في احتجاجات ستكون « بكل الطرق القانونية والدستورية والشعبية »، مشيرا إلى أن « البرلمان سيشوه صورة مصر وسيمرر قوانين ستضر بمصلحة مصر ». ولدى سؤاله هل العصيان المدني على جدول أعمال الجماعة؟ قال بديع إن الجماعة لم تدرس هذا الخيار بعد وأضاف « ستظل هناك أنشطة تصعيدية ». وفاز الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بـ420 مقعدا من جملة 508 في انتخابات 28 نوفمبر/تشرين الثاني والخامس من ديسمبر/ كانون الأول، وهي انتخابات قاطع الإخوان جولتها الثانية بعد أن أخفقوا في الحصول على أي مقعد في جولتها الأولى وسط اتهامات واسعة بحصول تزوير وتلاعب. يذكر أن المظاهرات تخضع لرقابة صارمة في مصر منذ إقرار قانون الطوارئ الساري منذ عام 1981 الذي مدد العمل به في مايو/ أيار لعامين آخرين. المصدر:رويترز  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 ديسمبر 2010)
 

 

 
تحدثت عن احتمال ‘هزة في السعودية’ بعد الملك عبد الله

تقييم ‘رويترز’ لمخاطر 2011: خليفة مبارك سيتحدد ‘وراء ابواب مغلقة’ وليس بالانتخابات


2010-12-22 لندن ـ ‘القدس العربي’: قال تقييم لوكالة رويترز للمخاطر الرئيسية التي ينبغي مراقبتها في العام 2011 إن استحقاق الخلافة في مصر والسعودية وما يشوبه من عدم استقرار وصراعات محتملة قد يكون مصدرا للتوتر في المنطقة، بسبب كبر سن الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. ولم يستبعد التقييم الذي شمل دولا اخرى كايران والعراق واليمن، ان يحاول الرئيس مبارك فرض نجله جمال كخليفة له، الا انه اشار الى افتقاره للخلفية العسكرية كعائق محتمل. وبينما لاحظ ان مبارك ترك المصريين يخمنون حول خليفته، خلص التقييم الى القول ‘طبقا للقواعد الحالية أصبح من شبه المستحيل على أحد الترشح في الانتخابات دون مساندة من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. لذلك فمن المرجح أن يجري اختيار أي زعيم جديد خلف الأبواب المغلقة وليس من خلال الانتخابات’. واعتبر ان اهم المخاطر المحتملة في مصر هي: – صحة مبارك قبل انتخابات الرئاسة في 2011. – أي اضطرابات شعبية بسبب تكلفة المعيشة. – أي مؤشر على وحدة الصف بين الإخوان والأحزاب المعارضة الأخرى. وبالنسبة للسعودية اشار تقييم رويترز الى مسارعة ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز، وهو الثمانيني المريض للعودة الى البلاد بعد المرض الاخير للعاهل السعودي. واشار الى ان الامير نايف الذي يلي الامير سلطان في ترتيب الخلافة رجل محافظ قد يعمل على ابطاء الاصلاحات التي قدمها الملك، وان امراء الصف الثاني يتنافسون على شغل القيادة، معتبرا انه من شأن حدوث أي هزة في القيادة السعودية اثارة مخاوف من حدوث أي أثر على إمدادات النفط العالمية أو على السياسات بمنطقة الخليج والشرق الأوسط بصفة عامة. واعتبرت ان اهم المخاطر هي: – صحة كبار أفراد العائلة الحاكمة وقدراتهم. – أي ترقية لأحفاد الملك عبد العزيز آل سعود. – مصير الإصلاحات التي تم إدخالها على التعليم والنظم القضائية. واعتبر مراقبون ان تقييم وكالة رويترز يعكس حالة من الترقب الدولي للتغيرات المحتملة في قيادة اهم حليفين للغرب في المنطقة، خاصة مع استمرار الانتقادات لانتهاكات حقوق الانسان وبطء الاصلاحات، او غيابها، في البلدين. واعلن بالامس عن مغادرة العاهل السعودي لمستشفى في نيويورك اثر تعافيه من (انزلاق غضروفي)، الا انه لم يظهر بعض علنا منذ الوعكة التي المت به اكثر من شهر. وبينما يشير نشاط الرئيس المصري مؤخرا الى تحسن ملحوظ في صحته، الا انه لم يصدر اي بيان طبي منذ عودته لمصر بعد جراحة خضع لها في المانيا وتم خلالها ‘استئصال ورم حميد من الاثني عشر’ حسب طبيبه. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 ديسمبر 2010)

 


مصر في مواجهة 3 سيناريوهات


القاهرة – أحمد أبو المعاطي: 1/1 تصاعدت في مصر خلال الفترة المنصرمة مظاهر تفتيت واضحة في البنية الرئيسة لنظامها السياسي والاجتماعي القائم، الأمر الذي دفع بكثير من المراقبين إلى التحذير من استمرار مثل هذه المظاهر، ووصول هذا المخطط الذي يستهدف  منذ عقود وبخطى حثيثة  البلد الأم في المنطقة العربية إلى نهايته . وتعكس العديد من الأحداث التي شهدتها البلاد على مدى الشهور القليلة الماضية، الملامح الرئيسة لمثل هذا المخطط، الذي لا يرتكز على خلق العديد من بؤر التوتر فحسب، عرقية وطائفية وفئوية، وإنما امتد ليطال ما يمكن وصفه ب “الكتلة الحية” المتمثلة في النخبة المصرية، سواء تلك التي تمارس أدوارها في الأحزاب الشرعية القائمة، أو تلك المنتشرة في العديد من منظمات المجتمع المدني . يلفت العديد من المراقبين إلى العديد من التطورات التي شهدتها مصر خلال الشهور المنصرمة، سواء على مستوى البناء الاجتماعي أو السياسي للدولة، وما يمكن أن تعكسه تلك التطورات من دلالات سياسية، مشيرين إلى أن المحصلة النهائية لاستمرار مثل هذه المظاهر “قد يفضي في نهاية المطاف إلى حالة من الاضطراب والفوضى”، يتخوف الجميع من أن تعصف بما تبقى من استقرار المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن مثل هذه التطورات التي تعيشها البلاد خلال الشهور الأخيرة، تشبه إلى حد كبير جبل الثلج الطافي على سطح البحر، لا تمثل قمته حقيقة حجمه الهائل القابع في الأعماق . الملف الطائفي ويعد الملف الطائفي أحد أبرز الملفات الدالة على نشاط مخطط التفتيت الذي تتعرض له مصر خلال الفترة الأخيرة، فأجواء الاحتقان الطائفي التي ظلت حاضرة على مدى العشرين عاماً الأخيرة، تجلت في غضون العامين الماضيين في العديد من الاشتباكات والتظاهرات التي شهدتها العديد من المناطق سواء في القاهرة الكبرى أو الإسكندرية، حتى مدن الصعيد التي شهدت خلال العام المنصرم واحدة من أخطر أحداث العنف الطائفي، عندما قتل ستة من الأقباط وأصيب تسعة آخرون في مدينة نجع حمادي التابعة لمحافظة قنا، على بوابة الكنيسة الرئيسة بالمدينة في ليلة عيد الميلاد . ورغم جهود أمنية مكثفة بذلت من أجل توقيف الفاعلين، إلا أن الأمر لم يخل من دلالات سياسية واجتماعية عدة، كانت جميعها تشي بفشل التوصل إلى معالجة سياسية حقيقية لملف الاحتقان الطائفي، ولعل أولى هذه الدلالات هي أن الحكومة تعاملت مع الحدث على خطورته، باعتباره حادثاً جنائياً فردياً، لتغض البصر على كونه دليلاً على تنامي الاحتقان الطائفي في مصر منذ سبعينيات القرن المنصرم، على ما ينطوي عليه ذلك من أبعاد سياسية واجتماعية بالغة العمق والخطورة في آن . ويرى كثير من المراقبين أن خطورة هذا الملف، تكمن في فشل الوصول إلى الأهداف الكامنة التي تقف خلف تعدد الأحداث الطائفية خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن العجز في التعاطي مع الأسباب التي تؤدي لتلك الحال من التوتر الطائفي، وفي مقدمتها هيمنة الثقافة العرفية في الذهنية المصرية كبديل عن اللجوء إلى القانون، باعتباره الوسيلة الأمثل لتأطير العلاقات وحل النزاعات بين المواطنين، وهو أحد أخطر الأسباب التي تستهدف، وعلى نحو مباشر، تقويض الطابع المدني للدولة المصرية، القائم على مبدأي الحرية وسيادة القانون . ربما تكون المسكنات التي لجأت إليها الدولة في التعاطي مع هذه الأزمات، قد نجحت في أن تحل المعضلة شكلاً، لكنها في حقيقة الأمر لعبت دوراً كبيراً في تعميقها من الناحية الموضوعية، خاصة أن علاقة المسلمين بالأقباط ظلت في حاجة دائمة إلى دفعة، باتجاه تكريس الطابع المدني والحقوقي للدولة، من دون تهميش للهوية الدينية لعنصري الأمة، وقد كان ذلك يتطلب توجهاً رسمياً يغلّب المطلب الديمقراطي والحقوقي، على لعبة التوازنات التي تمارسها الدولة مع التيارات السياسية في البلاد، وهي اللعبة التي أفرزت جملة من المفاهيم الرديئة، مثل “ديمقراطية الهامش” وشيوع ثقافة “العطايا السياسية”، وكلها أمور لا يمكنها حسم إشكالية الطائفية . الملف العرقي الثابت إن أجواء الاحتقان الداخلي في مصر لم تتوقف عند حد التوترات الطائفية بين المسلمين والأقباط، وإنما امتدت لتطال سكان المناطق الحدودية في النوبة جنوباً وأبناء البادية في شرق وغرب البلاد على حد سواء، فعلى مدى السنوات العشر الأخيرة انطلقت بعض الدعوات من الجنوب تكرس لوجود النوبيين كعرقية مستقلة لها تراثها وثقافتها ولغتها الخاصة، غير أن مثل هذه الدعوات سرعان ما خبت وإن ظلت تراوح مكانها في العديد من الأوقات، بينما بلغت أجواء الاحتقان مداها في الشرق ممثلة في العديد من الصدامات التي جرت خلال العامين الماضيين بين قوات الشرطة ممثلة للدولة المصرية من جانب، وأبناء قبائل البادية في سيناء على الجانب الآخر .
التوتر في العلاقات بين الشرطة وأبناء البادية في سيناء بدأ منذ العام 2004 في أعقاب اعتقال آلاف من السكان المحليين، بناء على شكوك حول احتمال وجود صلات بينهم وبين جماعات عنف اتهمت بتنفيذ عمليات تفجير لمنتجعات سياحية في سيناء . والغريب أنه على الرغم من قيام العديد من أبناء البادية بدور ملحوظ في مساعدة أجهزة الأمن المصرية للقضاء على أعضاء هذا التنظيم غير الشرعي الذين لجأوا للاختباء في “جبل الحلال” وسط سيناء، إلا أن حدة التوتر زادت بين الجانبين، مع استمرار قوات الشرطة في عمليات مداهمة المنازل، وتنفيذ العديد من حملات الاعتقال ضد أبرياء من أبناء البادية . ويقول تقرير التنمية البشرية الصادر في العام 2005 إن أكثر من 21% من بدو شمال سيناء يعيشون بلا مياه نقية أو صرف صحي، وهو وضع يشي بتمييز واضح، إذا ما قورنت الأوضاع في جنوب سيناء، حيث المنتجعات السياحية الشهيرة في شرم الشيخ ودهب والغردقة، ويقول التقرير إن نسبة الوحدات الصحية إلى عدد السكان في الجنوب تصل إلى 21 وحدة صحية لكل 100 ألف مواطن، بينما لا يتجاوز عدد الوحدات لنفس العدد في الشمال 5 .4 وحدة صحية . كان أول تبنٍ للدولة لمشروع تنموي في سيناء في العام ،1994 أي بعد مرور 12 عاما كاملة على تحريرها، وبحسب ما أعلنته الحكومة في ذلك الوقت، فقد كان من المفترض أن يوفر هذا المشروع الضخم عائداً يقدر بنحو 69 مليار جنيه، وأن يساعد على توطين 3 .2 مليون سيناوي في الشمال، كما كان يتعين على القطاع الخاص أن يتولى مهمة إعمار سيناء وإنعاشها اقتصادياً بتقديم 36 مليار جنيه، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، حيث جرى ضخ مليارات الجنيهات في استثمارات بالجنوب فقط لإقامة مشاريع سياحية، لم يستفد أبناء البادية منها سوى بالعمل كخدم لنزلاء هذه المنتجعات ورعاة للخيل والجمال التي يمتطيها السائحون، بعد تجريد الآلاف منهم من أراضيهم ومصادرتها بهدف بيعها للمستثمرين . النخبة الضائعة على مدى السنوات الأخيرة لم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة للنخبة المصرية، فقد عانت هي الأخرى من مظاهر تفكيك، تجلت في العديد من الأزمات التي تعرضت لها الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني الأخرى، فالأولى تعاني من حالة من الجمود الفكري تتوازى مع سلسلة من الإجراءات الحكومية التي تعيق تواجدها في الشارع وسط الجماهير، ناهيك عن صراعاتها الداخلية التي تنفجر بين حين وآخر، فيما تعاني الثانية ممثلة في العديد من المنظمات المجتمعية والحقوقية من اتهامات تتعلق بالتمويل الخارجي وتنفيذ أجندات أجنبية تتعلق بمنابع تمويلها، وهو الأمر الذي جعل من العلاقة بين الطرفين، علاقة مبنية على الريبة والشك، أكثر منها علاقة متكاملة بين شركاء في تغيير المجتمع إلى الأفضل . والمؤكد أن أوضاع الأحزاب السياسية القائمة في مصر، والاتهامات التي ظلت تلاحق منظمات المجتمع المدني، لعبت دوراً كبيراً في ظهور العديد من الحركات الاحتجاجية في البلاد، واللافت أن قادة هذه الحركات خلال مرحلتها الأولى التي بدأت في العام 2005 كانوا في حقيقة الأمر عناصر من داخل الأحزاب الرسمية القائمة، لكنها لم تركن إلى حالة الجمود الفكري والحركي الذي تعاني منه أحزابها، فخرجت إلى الشارع تطالب بالإصلاح السياسي، مستفيدة في ذلك الخروج المثير من ظرف دولي بدا ضاغطاً حينذاك لنشر الديمقراطية في العديد من دول العالم الثالث . ودشن إعلان “الحركة المصرية للتغيير  كفاية”، التي شهد الشارع المصري أولى مظاهراتها في الثاني عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام ،2004 بداية عصر الاحتجاج الجماهيري واسع النطاق، الذي كان يمثل حينذاك ظاهرة جديدة على المجتمع المصري . يقول القيادي القومي البارز أحمد بهاء شعبان: لم تكن حركة “كفاية” وليدة العدم أو الفراغ، وإنما ظهرت كوريثة لكل النضالات الجماهيرية السابقة، فقد شارك كوادرها بدور أساسي، في قيادة الحركات الطلابية الديمقراطية التي عمّت البلاد في أعقاب هزيمة العام 1967 العسكرية، كما ساهموا بدور مرموق في جميع أشكال العمل الوطني والقومي لمواجهة “التطبيع” بعد توقيع اتفاقية “كامب ديفيد”، وفي تأسيس وقيادة لجان دعم الانتفاضات الفلسطينية، وفي كافة التحركات الواسعة التي تفجرت احتجاجاً على العدوان على العراق، كما تمرس أغلب كوادرها رغم اختلاف مشاربهم السياسية، في جميع أشكال العمل المدني التي جرت على امتداد العقود الأخيرة . ويتفق كثير من المراقبين على أن “حركة كفاية” لعبت دوراً تاريخياً في تلك المرحلة، وربما يكفيها في ذلك أنها فتحت الطريق أمام حركات أخرى، اتفقت معها في الأهداف واختلفت في الوسائل، سرعان ما بدأت تلحق بها أو تظهر إلى جانبها، في أوساط أساتذة الجامعة والقضاة والصحافيين والمحامين . انتقلت الحركات الاحتجاجية بسرعة كبيرة من تبني العديد من المطالب السياسية والمجتمعية العامة، إلى مطالب اقتصادية واجتماعية لفئات ومهن بعينها، مستغلة في ذلك ما أصاب الأحزاب الرسمية من شلل، وقد تركزت مطالب هذه الحركات مؤخراً في رفع الأجور وتحسين مستوى الأداء والخدمات خاصة الصحية والتعليمية منها، ومكافحة الغلاء والفساد . جرت أغلب الحركات والتحركات الاحتجاجية التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة في سياق سعي فئات اجتماعية، تنتمي في الأغلب إلى ما يطلق عليها “الطبقة الوسطى”، إلى الاحتجاج على التدهور الكبير في أوضاعها الاقتصادية، وتراجع دورها الاجتماعي والسياسي التقليدي، وما استتبع ذلك من تهميش لوجودها المادي والمعنوي، وقد فتحت هذه الحركات الطريق أيضاً أمام فئات أخرى في المجتمع إلى الانتفاض، مثل سكان العشوائيات على حدود القاهرة، مثلما كان لها أثر كبير أيضاً في خروج تجمعات أخرى في التخوم الحدودية للتظاهر، مثل تحركات مواطني النوبة في الجنوب، احتجاجاً على ما يعتبرونه إجحافاً تاريخياً وقع عليهم، منذ تهجيرهم في الستينيات من أراضيهم التي غمرها المسار المعدل لمجرى نهر النيل، غداة تنفيذ مشروع بناء السد العالي، فضلاً عن تحركات مواطني سيناء من البدو شرقاً، ضد العسف الأمني وتحركات مواطني “السلوم” غرباً، احتجاجاً على الممارسات الأمنية العنيفة، وقد اتسمت هذه التحركات بقدر كبير من العنف والصدامية، الأمر الذي أدى إلى سقوط العديد من الضحايا، وخلف المئات من الجرحى والمعتقلين .  
سيناريوهات المستقبل كثير من المراقبين يؤكدون أن مستقبل مصر السياسي يتوقف على مدى حيوية تلك الحركات الاحتجاجية، لكنهم يؤكدون في الوقت ذاته صعوبة التنبؤ بما قد تؤول إليه هذه الحركات، ويقول كثيرون إن المشهد السياسي المصري سوف يكون أمام ثلاثة خيارات خلال الفترة المقبلة، الأول هو انخراط الأحزاب الرسمية والتيارات والجماعات الفكرية والسياسية المختلفة في جبهة موحدة، تضطلع بمهمة تشكيل الغطاء السياسي المطلوب لمثل هذه الحركة الاحتجاجية الشعبية، على نحو يسهم في مد الجسور بين مطالب القوى الاجتماعية المختلفة، وبناء إطار تنظيمي لها، قادر على إحداث التغيير السياسي المنشود، أما الخيار الثاني فهو استمرار وضع الأحزاب والقوى السياسية الرسمية على ما هو عليه، وعزوفها عن الانخراط في الحركة الاحتجاجية، وبالتالي ترك هذه الحركات تتحرك وفق منطقها وقدراتها الخاصة، بينما يظل الخيار الثالث، وهو الأسوأ، بمثابة التتويج لهذا المخطط الشرير، لإشاعة “الفوضى” في مصر، متمثلاً في ما قد ينجم عن تفاقم الأزمة الاقتصادية، في ظل غياب الغطاء السياسي والقيادة التنظيمية لهذه الحركات، وما قد يصحب هذا الأمر من تطورات.
(المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الإمارات) الصادرة يوم 23 ديسمبر2010)  


الانتخابات وشرعنة الاستبداد


حمدي عبد الرحمن الانتخابات السيئة مصر وساحل العاج نموذجا انتخابات بلا اختيار على سبيل الختام ارتبطت الانتخابات التنافسية دائما بمفهوم الحكومات النيابية في الفكر السياسي الغربي الحديث، إذ تشير كتابات كبار الساسة والمفكرين أمثال جيمس مادسون وتوماس جيفرسون وجون ستيوارت مل إلى أن المسألة الانتخابية تقع في منطقة القلب من النظام السياسي الديمقراطي، بيد أن الانتخابات تسهم كذلك في إضفاء الطابع المؤسسي على جوهر الديمقراطية، وهو حكم الشعب لنفسه. ورغم ذلك كله فإن إجراء الانتخابات بحد ذاته لا يكفي مسوغا للقول بوجود نظام ديمقراطي حقيقي. وقد اتسم الجدل حول دور ووظيفة الانتخابات في إطار عمليات التحول والانتقال إلى الديمقراطية في النظم غير الغربية بعد نهاية الحرب الباردة بسيادة النزعة التشاؤمية التي ترى في الانتخابات مجرد وسيلة لإضفاء الشرعية على النظم الأوتوقراطية والمستبدة. إن مؤشر الانتخابات العامة يمثل دليلا محدودا للغاية على حالة الديمقراطية واحترام الحقوق المدنية للمواطنين في معظم البلدان الأفريقية، فالمعيار الكمي الذي يعتمد على عدد مرات توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع في السياق الأفريقي يعد مضللا. إذ شهدت السنوات الأخيرة قيام العديد من الحكومات الأفريقية بسرقه إرادة الناخبين من خلال أعمال التزوير وتغيير النتائج العامة. وسوف نحاول في هذا المقال إبراز التجربة الأفريقية، على ضوء حالتي مصر وساحل العاج، حيث أضحت العملية الانتخابية بلا اختيار حقيقي، وهو ما أفقدها جانب التنافس الحر من حيث المبنى والمعنى. الانتخابات السيئة يمكن التمييز بين نمطين أساسيين من الانتخابات في الواقع الأفريقي: النمط الأول ويمثل نمط الانتخابات التنافسية السلمية التي يطلق عليها عادة الانتخابات « الجيدة ». فقد شهدت بعض الدول الأفريقية في العقد الأخير توجهات عامة نحو زيادة معدلات التنافسية الانتخابية، وهو ما يعني تعزيزا للتوجه نحو الديمقراطية، فقد أضحت أحزاب المعارضة تمتلك قاعدة صلبة في الممارسات السياسية بما يمكنها من طرح البديل المناسب لأحزاب ظلت تمسك بتلابيب السلطة منذ الاستقلال الوطني. وتعطي انتخابات غانا عام 2008 نموذجا مثاليا لهذه الانتخابات الجيدة، فقد التزم الرئيس جون كوفور بالدستور وتخلى عن السلطة بعد إكماله دورتين رئاسيتين، وفي انتخابات حرة ونزيهة تمكن مرشح المعارضة جون عطا ميلز من الفوز بمقعد الرئاسة في غانا. أما النمط الثاني فهو يمثل الانتخابات « السيئة » غير التنافسية، التي هي أبعد ما تكون عن معايير الشفافية والنزاهة. إن الانتخابات في هذه الحالة يستخدمها غطاء حكام مستبدون لاكتساب الشرعية. ولنضرب على ذلك بعض الأمثلة، ففي أغسطس/آب الماضي حصل الرئيس الرواندي بول كاغامي على نسبة 93% من إجمالي الأصوات في الانتخابات الرئاسية ليحتفظ بمقعد الرئاسة فترة أخرى. وفي بوروندي المجاورة لم يجد الرئيس بيير نيكورونزيزا من ينافسه في ظل مقاطعة أحزاب المعارضة لانتخابات الرئاسة. وفي الانتخابات الإثيوبية لم تتمكن أحزاب المعارضة من الفوز إلا بمقعدين فقط من إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغة 547 مقعدا، وهو ما يعني هيمنة حزب رئيس الوزراء ميليس زيناوي على مقاليد الحكم بلا منازع. مصر وساحل العاج نموذجا يبدو أن ثمة نوعا من المشابهة بين الحالتين المصرية والعاجية من حيث بنية نظام الاستبداد والمطالب الشعبية المنادية بالتغيير، ففي مصر علقت الجماهير آمالها على شخص « المخلص » أو المنقذ، وهو الدكتور محمد البرادعي، الذي عاش سنوات طويلة خارج مصر، فأصبح بمنزلة المرشح الافتراضي على ضوء حالة الضعف والانقسام التي تعاني منها الأحزاب والمنظمات السياسية الشرعية في مصر، وذلك في مواجهة تغول واستبداد الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وربما يطرح زعيم المعارضة العاجية الحسن وتارا نموذجا مشابها إلى حد ما لتجربة البرادعي المصرية، فقد شغل وتارا عدة مناصب في البنك الدولي، وعاد إلى بلاده لتبوء منصب رئيس الوزراء في آخر حكومة للرئيس الراحل هوفيه بوانيه، ولكنه حينما تطلع إلى منصب رئيس الدولة واجهته عقبات جمة، حيث استبعد من حلبة المنافسة الرئاسية عام 2000، بحجة أن أحد أبويه ينحدر من بوركينافاسو. وقد أسهم ذلك في الزج بالبلاد في آتون الحرب الأهلية في العام 2002. ومع أن الحرب الأهلية في ساحل العاج قد وضعت أوزارها في العام 2004 لم يوقع اتفاق السلام بين طرفي الصراع إلا في العام 2007، وقد تأجلت الانتخابات منذ ذلك الحين أكثر من ست مرات. ويبدو أن الرئيس لوران غباغبو لم يقدر طبيعة وحجم المعارضة الشعبية له، إذ إنه بعد إعلان نتائج جولة الإعادة بينه وبين الحسن وتارا في 2/12/2010 لم يقبل بهذه النتائج ورفض تسليم السلطة للرئيس المنتخب الذي حظي بدعم المجتمع الدولي. ولعل هذا الموقف من غباغبو يكرس تقسيم الدولة إلى شمال وجنوب. ولم تقتصر سرقة إرادة الناخبين على الحالة العاجية، إذ عكست الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة خطة محكمة من النظام الحاكم لاستبعاد جماعة الإخوان المسلمين وتيارات المعارضة الحقيقية، وذلك بغية التمهيد للانتخابات الرئاسية القادمة عام 2010. إن تجربة كل من مصر وساحل العاج، بغض النظر عن اختلاف السياق المجتمعي، تفصح عن ثقافة الاستبداد ورفض التغيير الديمقراطي، بحجة أن البدائل التي تطرحها المعارضة غير شرعية وتهدد الاستقرار وأمن البلاد، فالإخوان المسلمون في مصر يمثلون من منظور السلطة جماعة محظورة خارجة عن الشرعية وتهدد استقرار وأمن البلاد، وقد خضع محمد البرادعي لعملية تشويه مهينة من مؤيدي الحزب الوطني الحاكم. وفي السياق العاجي نظر إلى الحسن وتارا بأنه أجنبي ودخيل على البلاد. انتخابات بلا اختيار ربما تلجأ كثير من النظم الحاكمة إلى آلية الانتخابات لتحقيق بعض المقاصد العامة، لعل من أبرزها أولا إضفاء قدر من الليبرالية على نظام الاستبداد دون تغيير جوهر الوضع القائم، فأفريقيا تشهد نحو عشرة رؤساء في السلطة منذ أكثر من عشرين عاما. وقد أجرى هؤلاء انتخابات تعددية (صورية) مكنتهم من الاستمرار في السلطة. وعادة يعتمد هؤلاء الرؤساء على أساليب متعددة، منها قمع أو حظر أحزاب المعارضة، أو الدفع بأحزاب المعارضة القائمة لمقاطعة الانتخابات، وكذلك السيطرة على وسائل الإعلام وموارد الدولة وتسخيرها لخدمة النظام الحاكم. وثمة من يذهب إلى ترويع وترهيب الناخبين واللجوء إلى عمليات تزوير واسعة النطاق. أما المقصد الثاني فيتمثل في إضفاء الشرعية على نظم جاءت إلى السلطة بشكل غير شرعي، فقد شهدت أفريقيا منذ العام 2008 انقلابات عسكرية ناجحة في كل من موريتانيا وغينيا ومدغشقر والنيجر. وعادة يقوم العسكر بإطلاق الوعود من أجل إجراء الانتخابات والعودة للحكم المدني.
ويشير المقصد الثالث إلي تأسيس نمط من العائلية السياسية المهيمنة التي يخلف الابن من خلالها أباه في رئاسة الدولة. ويمكن أن نشير هنا إلى أمثلة جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث جاء جوزيف كابيلا إلى الحكم خلفا لوالده لوران كابيلا، وتوغو التي شهدت انقلابا عسكريا عام 2005 في أعقاب وفاة الرئيس أياديما حيث جاء الجيش بابنه فوري أياديما ليتقلد زمام الأمور في البلاد خلفا لوالده، وحينما ازدادت المعارضة في الداخل والخارج لهذا الإجراء غير الدستوري ما كان من النظام الحاكم إلا أن يجري الانتخابات ويكتسب شرعية الوجود. أما المثال الثالث فهو الغابون حيث إن وفاة الرئيس عمر بونغو بعد نحو (42) عاما في السلطة قد أفضت إلى انتخاب ابنه علي بونغو في انتخابات شابتها أعمال تزوير وعنف واسعة النطاق. على سبيل الختام إذا كانت أفريقيا قد شهدت في السنوات العشر الأخيرة وجود نماذج ناجحة لانتخابات تنافسية وسليمة ودون مساعدة من المجتمع الدولي مثل حالات جنوب أفريقيا وبتسوانا وغانا فإنها شهدت مع ذلك حالات متعددة للانتخابات السيئة التي شهدت أعمال عنف واسعة النطاق، كما هو الحال في كل من زيمبابوي وكينيا، أو اتسمت بالتزوير وإعادة إنتاج نظام الاستبداد مثل حالات إثبوبيا وبوروندي ورواندا ومصر.
لقد رأى توماس جيفرسون أنه دون الاعتراف بقيمة وأهمية حقوق الإنسان، يصبح من اليسير على الحكومات أن تنكر الحقوق الأخرى أيضا، وهو ما يفضي إلى تدمير آمال وتطلعات الشعوب في كل مكان.
إننا ونحن نناقش من خلال هذا المنبر ما إذا كانت بعض الدول مستعدة للديمقراطية، يجب علينا أن نعترف بدءا بمركزية ومحورية الديمقراطية والانتخابات الحرة في الحفاظ على حقوق الإنسان. وكما لا يزال الملايين يحرمون من حقهم في التعبير والتنقل أو التجمع بحرية أو الحصول على محاكمة عادلة فإن هناك الملايين أيضا يحرمون من الحق في المشاركة في اختيار حكومات بلدانهم.  

إن الانتخابات الراهنة في أفريقيا لا تؤدي وظيفتها المرجوة نظرا لطبيعتها الرمزية وكيفية إجرائها. إنها ليست حرة ولا نزيهة كما لا يتم الكشف أبدا عن نتائجها الحقيقية.
والقضية الأساسية هي أنه تفرض فكرة الانتخابات في كثير من الأحيان على الحكومات من الأمم المتحدة والدول المانحة، ولذلك فإن النخب الحاكمة تجري هذه الانتخابات ليس من منطلق الإيمان بأهميتها ولكن لأن عليهم القيام بها.
وعندما تبدأ الحملات والدعايات الانتخابية نشاهد الوجه القبيح للتخويف والقمع والمضايقات التي تتعرض لها أحزاب المعارضة ومؤيدوهم، وهو ما يؤدي غالبا إلى سفك الدماء.
ورغم ذلك كله ليس أمام الشعوب المستضعفة من خيار آخر سوى التمسك بالانتخابات وإن كانت معيبة. وأعتقد اعتقادا قويا أنه بمرور الوقت ودورية إجراء الانتخابات ومع تطور المجتمعات، تصبح ديمقراطية العملية الانتخابية نتيجة حتمية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  22 ديسمبر 2010)  


أسباب القصور في مفهوم الديموقراطية في العالم العربي

د. يوسف نور عوض 2010-12-22  
 
ظل العالم العربي يتابع خلال الأسابيع الماضية وعبر وسائل الإعلام المختلفة الانتخابات المصرية، ومن قبلها الانتخابات الأردنية والعراقية. وكان المشهد في جميع حالاته واحدا، وهو اتهامات بالتزوير واستغلال النفوذ والمقاطعة وغير تلك من الأمور المألوفة في السياسة العربية، والغريب أن كل ما اهتم به مراقبو الانتخابات هو الجوانب الإجرائية دون أن يطرحوا التساؤل الأساسي، هل من الممكن أن تكون هناك انتخابات ديمقراطية في بلدان غير ديمقراطية؟
هنا تبدو أهمية التساؤل الأساسي حول مفهوم الديمقراطية، ولا نقصد بذلك بالطبع البعد الأكاديمي لهذا المدلول بل نقصد جوهر العملية بحسب ما هو متعارف عليه في البلدان التي لا يشك أحد في رسوخ الديمقراطية فيها، كما هو الشأن في بريطانياعلى سبيل المثال، ونقول بصفة عامة، لأن الكثيرين في العالم العربي حين يتحدثون عن الديمقراطية، فإنهم يركزون بصفة خاصة على مفهوم الحكومة كما هي معروفة لديهم، بكون مفهوم الديمقراطية في نظرهم ينحصر في كيفية انتخاب حكومة جديدة، وتلك هي المعضلة التي نواجهها في العراق في الوقت الحاضر، ويبدو واضحا في إطار ما ذكرناه حين نحصر العملية الديمقراطية في كيفية التوصل إلى حكومة، أننا لا نبتعد كثيرا عن مفهوم الحكومة الدكتاتورية، ذلك أن الحكومة حين يتم انتخابها بسلطة حزب قادر على التحكم في الجيش وقوات الأمن والقضاء لا تمثل وجها ديموقراطيا، بل تمثل سلطة قابضة تشرعن وجودها باستعارة الشكل الديموقراطي دون أن تكون هي في حقيقتها حكومة ديمقراطية.
والمسألة هنا ليست مسألة تطور كما يعتقد الكثيرون بل هي مسألة رؤية صحيحة ومعايشة حقيقية للواقع الديموقراطي، وهذه من الأمور الغائبة في العالم العربي بكون معظم دول هذا العالم كانت خاضعة للنفوذ الاستعماري قبل مرحلة الاستقلال، وخلال تلك المرحلة لم يكن العرب يعرفون سوى مفهوم الحكومة، وبالتالي حين استغلت معظم الدول العربية كان المفهوم السائد هو أن تنشىء القوى الوطنية التي حققت الاستغلال حكومات تقبض على السلطة على النحو نفسه الذي كانت تفعله القوى الاستعمارية الأجنبية، وبالتالي لم يفكر القادة السياسيون في بناء المجتمع الديموقراطي الذي يتأسس عليه نظام الدولة، بحيث أصبحت معظم الدول العربية نظم حكومات وليست نظم دولة، ويبدو ذلك واضحا من خلال الندوات والمؤتمرات أو ما يكتب عن الديمقراطية أو مستقبلها في العالم العربي.
ولعل وقفة قصيرة مع ندوة مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي التي نظمت في الدارالبيضاء تعكس هذا المفهوم المحدود لمدلول الديمقراطية السائد في هذا العالم، فقد تركزت حوارات المشاركين في أربعة محاور رئيسية لم تستطع في مجملها أن تخترق المفاهيم التقليدية السائدة في العالم العربي.
وقد تركز المحور الأول حول إمكانات ومعوقات الاصلاح الديمقراطي وحقوق الإنسان في العالم العربي، وتركز معظم النقاش في هذا المحور حول رأي هو أن القوى الكبرى لا تمارس ضغطا على الدول العربية من أجل التحول الديمقراطي، بكونها تركز في الأساس على مصالحها الذاتية، كما أن كثيرا من الدول الغربية تعتقد أن المستفيد الوحيد من التحول الديمقراطي في العالم العربي سيكون القوى الدينية التي تلقى دعما كبيرا في الشارع السياسي، كما ركزت المناقشات على مفهوم التوريث الذي بدأ يسود في العالم العربي والذي يقف حائلا ضد أي حركة للتقدم بسبب حجره على حرية الرأي وإتاحة الفرصة للآخرين كي يعبروا عن أنفسهم بحرية، ونلاحظ بصورة عامة أن الحوار تركز في هذا المحور حول سلبية المجتمعات العربية وعدم قدرتها على انتزاع حريتها من نظم لا تريد لها الحرية، كما ركز المحور بصورة خاصة على الدور الأجنبي وخاصة الغربي في استمرار الواقع السياسي العربي الحالي، ويقدم المحور صورة لمجتمعات مسلوبة الإرادة وغير قادرة على تحرير نفسها.
أما المحور الثاني فقد تركز على ما تم إنجازه في العالم العربي خلال العشرية الماضية، ومن الغريب أن نجد أن الحوار تركز على نقطة ليس هناك دليل على صحتها وهي الافتراض بأن العشرية التي سبقت العشرية الماضية كانت أحسن حالا لأنها شهدت انتخابات في المغرب عام ألفين واثنين كما شهدت انتخابات في مصر عام ألفين وخمسة، وكذلك في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية عام ألفين وستة، ولكن انتكاسة حدثت في العالم العربي وسبب هذه الانتكاسة انعدام حسن النية من قبل الأنظمة السياسية وتردد الدول الكبرى في الدعوة إلى الديمقراطية في العالم العربي بسبب تصاعد العمليات الإرهابية بالإضافة إلى نقص التجربة في التوجه الديمقراطي بصفة عامة. وتركز الحديث في هذا المحور على ما أطلق عليه نداء الدار البيضاء الذي يعطي المسؤولية لمسألة حقوق الإنسان وسيادة الشعب وتبني نظم سياسية تتيح المجال للتداول السلمي للسلطة. وكذلك منح مزيد من الحرية للنظام القضائي وتمكينه من مراقبة السلطة التنفيذية في حرية تامة. وركز المجتمعون على ضرورة إجراء مصالحة وطنية وإطلاق سراح الناشطين وتحريم التعذيب في مراكز الاعتقال والاعتراف بحق التعبير والمبادرة للأحزاب السياسية. وأما المحور الثالث فقد كان محور التحاور بين الإسلاميين والعلمانيين، وتركز الحوار حول مفاهيم الديمقراطية والشورى والخلافة وحقوق النساء، وبالطبع لم يتوصل المشاركون إلى اتفاقات في كثير من هذه القضايا ولكنهم قالوا إنه لا خلاف بينهم إذ هم لا يختلفون حول سيادة الشعب ومشروعية الحكومة المنتخبة بالاقتراع. أما المحور الرابع والأخير فتركز حول ضرورة الإصلاح الديمقراطي في العشرية المقبلة عن طريق ظهور مجتمع مدني مؤثر وهو مجتمع يواجه الافتقار إلى الثقافة الديمقراطية والعناصر القادرة على التغيير وضعف الموارد المالية وغياب البيئة القانونية. وإذا نظرنا إلى كل ما تناولته هذه الندوة وما تمخضت عنه وجدنا أنها لم تخرج عن حزمة من الأماني لا تعدو أن تكون ضربا من الأحلام، ذلك أن المطلوب هو تحقيق هذه الأماني بواسطة حكام غير معنيين بها ولا يفكرون في تغيير أسلوبهم في الحكم، لأنهم لا يعرفون ثقافة التغيير، كما لا يعرفون كيف تتحقق مصالح الشعوب، ولا يعني ذلك أن الأمر سيكون صراعا بين المطالبين والرافضين لأن واقع العالم العربي هو في حقيقته انعكاس لواقع ثقافي قائم، وكما قلت سابقا فإنه من التزيد أن يطالب الناس بمجتمعات ديمقراطية في نظم غير ديمقراطية، وما أعنيه هنا ليس نظما تأتي عن طريق الانتخاب، ذلك أن الانتخاب في العالم العربي قد يأتي بنظم أكثر سطوة، ونستطيع أن نقرأ ذلك في محاولات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر، فهو في الواقع ليس حزبا لأنه مجرد تنظيم سياسي للسلطة كما أنه غير ديمقراطي لأنه لا يعمل في إطار مجتمع ديمقراطي وكل هدفه كما قلت سابقا أن يشرعن وجوده في الحكم، ذلك أن الديمقراطية ليست نظام انتخاب كما يعتقد الكثير في العالم العربي، بل هي نظام سياسي يخدم مصالح الأغلبية من السكان الذين يملكون سائر الصلاحيات الانتخابية في تغيير المشرعين والمنفذين عن طريق صناديق الاقتراع وعن طريق مؤسسات حزبية حقيقية تمثل أطياف المجتمع، وفي الحقيقة كما هو الشأن في بريطانيا والولايات المتحدة لا تحتاج البلاد لأكثر من حزبين أحدهما في السلطة والآخر في المعارضة، وأما الأحزاب القبلية والأيديولوجية والعقدية فهذه لا تستطيع أن تقود نظما ديمقراطية، ولا يفهم من ذلك أن النظم الديمقراطية تتطلب تغييرا في أشكال الحكم لأننا نرى في العالم نظما ذات أشكال مختلفة وتمارس الديمقراطية بدرجة عالية من الكفاءة. ‘ كاتب من السودان (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 ديسمبر 2010)


 
هل الحق للقوة أم للحق الذي يمتلك القوة

منير شفيق  
من لا يرى ولا يدرك خصوصية القضية الفلسطينية النابعة من خصوصية الحق الفلسطيني، ومن خصوصية المشروع الصهيوني المؤسس على الاستيلاء بالقوة على فلسطين، وطرد شعبها من بيوته وأراضيه إلى خارجها، وإحلال « شعب » آخر مكانه، فإنه يخطئ خطأ كبيرا. لو أريد تبسيط الصورة فإنه يمكن تشبيه المعادلة بمتخاصمين أحدهما صاحب الحق في بيته والآخر استولى على البيت وطرده منه بقوة السلاح. وهذا الثاني يقول للأول ما معناه أن « الحق للقوة » فلا حق لك في بيتك، أو في عودتك إليه، أو في إخراجي منه. وذلك بناءً على قانون « الحق للقوة ». ومن ثم لا قيمة لأي صك ملكية. أو حق تاريخي أو قانون (دولي)، أو عرف تعارفت عليه الدنيا في تقرير حق الإنسان في بيته. وإذا شئت أن تحل المشكلة فلنحتكم إلى قانون « الحق للقوة »، وإلا فتعال لنتفاوض على أساس إسقاط كل ما تدعيه من حق في بيتك. ومن ثم تعترف بأن الحق في البيت لي، وعليك أن تبحث عن مكان آخر (بلد آخر خارج حدود البيت/البلد موضوع النزاع). قد لا يقال كل هذا بكل هذا الوضوح، وإنما سيبدأ التدرج في طرح الموضوع على أساس أن تكون واقعيا، وتتكيف مع كل ما حولك من قوى مسيطرة تؤيدني عمليا في امتلاك الحق في البيت، وإلا فأمامك القوة ونتائجها الوخيمة عليك. فكن عاقلا وتعال لنتفاوض على أن لا حق لك في هذا البيت… بل الحق فيه لي. وذلك لنصل إلى اتفاق سلمي على هذا الأساس. وليس هنالك ما هو أكثر حضارية من « السلم ». في مثل هذه الحالة في الحالات العادية الخاصة بالاستيلاء بالقوة على بيت يملكه آخر، لا طريق إلا المحكمة لإنصافك وإعادة حقك الذي لا ينازع عليه لك، ومن ثم تقرير إخلاء البيت من مغتصبيه أو مدعي ملكيته وعودتك إليه. أما التفاوض فضرب من العبث في هذه الحالة. الأمر هنا مختلف عن الحالات التبسيطية مثل فك شراكة بين مالكي شركة، أو إجراء إدماج بين شركتين، أو شراء حقوق في شركة، وما شابه ذلك. هنا يمكن أن يحل الإشكال بالتفاوض أو بالتحكيم من خلال وسطاء، أو باللجوء إلى المحاكم غير المنحازة لأي من المتخاصمين. وفي الحالة الفلسطينية صاحب الحق في فلسطين هو الشعب الفلسطيني. ولا حاجة الآن -في هذه المرحلة من الجدال- إلى إدخال الحق العربي والإسلامي. وهو يملك كل شروط الملكية وصكوكها، فضلا عن أن القانون الدولي قاطع في إعطائه وحده -وبصورة حصرية- الحق في تقرير مصير فلسطين ومصيره عليها، ضمن حدودها التي قامت في لحظة احتلالها من قبل الاستعمار البريطاني. أما « الطرف » الآخر المغتصب لفلسطين فقد تمكن من السيطرة على فلسطين وطرد شعبها، من خلال إستراتيجية بريطانية راسخة الأركان، وقد دعمت بعد الحرب العالمية الثانية -لا سيما مع قرار التقسيم رقم 181 لعام 1947- بشبه إجماع من قبل الدول الكبرى المسيطرة على ميزان القوى العالمي والنظام الدولي السائد في حينه، وما زالت لها امتدادات حتى يومنا هذا تتزعمها الولايات المتحدة الأميركية. فالقانون الذي حكم وما زال يحكم المشكل الفلسطيني هو « قانون الغاب »، الذي يسميه البعض « قانون الحق للقوة »، وليس لأي اعتبار آخر. فلدينا هنا عملية استيلاء بالقوة والبطش، والمجازر على فلسطين تمت بداية تحت حراب الاستعمار البريطاني، ثم من خلال القوات المسلحة التي تشكلت من مجموعات « المهاجرين » اليهود الذين حولوا أنفسهم إلى مجتمع وشعب، لتستكمل القوة الباطشة مهمتها من خلال طرد ثلثي الشعب الفلسطيني، بداية، من بيوتهم وأراضيهم وقراهم ومدنهم، وإحلال المستوطنين ودولتهم في 78% من فلسطين. أما كيف استطاع قانون الغاب أن يفرض نفسه، فقد كانت قواته مدعومة تسليحا وتأييدا سياسيا من قبل الدول الكبرى في حينه، فيما فرض على الفلسطينيين حرمانهم من السلاح، وفرضت على العرب التجزئة والهيمنة الاستعمارية، مما تركهم في حالة شلل وضعف إزاء معادلة الصراع القائمة. وكانت الدول الإسلامية الأخرى تحت السيطرة الاستعمارية كذلك. ضمن هذا الوضع الجديد الذي تشكلت فيه القضية الفلسطينية، لم يكن هنالك من قانون حاكم غير قانون الغاب، قانون « الحق للقوة »، ولكن كان لا بد من تغليفه بقرارات دولية من هيئة الأمم المتحدة، ومن دبلوماسيات دولية تتزعمها الدول الكبرى لتحويل الصراع من جانب الفلسطينيين إلى صراع يرتكز إلى المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية، رغم ما حملته من تكريس لعملية دعم ما أحدثته القوة من نتائج، ثم الاستناد في العقدين الأخيرين إلى ما يسمى المفاوضات والعملية السياسية أو التسوية السلمية. هذا التحويل يستهدف أول ما يستهدف نزع أي تفكير في امتلاك القوة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا لمواجهة قانون الغاب أو قانون « الحق للقوة ». وذلك بالإيهام بأن من الأفضل ومن الأعقل ومن الواقعي التخلي عن إستراتيجية المقاومة فلسطينيا وإستراتيجية الحرب عربيا وإسلاميا. ومن ثم الركون إلى المفاوضات والتسوية والرهان على أميركا. ولظروف وأسباب لا مجال للغوص فيها الآن قبلت القوى المسيطرة فلسطينيا وعربيا التجاوب مع الضغط الدولي، والقبول بالتحول إلى إستراتيجية المفاوضات والعملية السياسية والحل السلمي تحت الرعاية الأميركية، والتخلي عن إستراتيجيتيْ المقاومة والحرب ردا على قانون الغاب. هذا التحويل لمجرى الصراع أو لمواجهته من جانب الفلسطينيين والعرب كان متعارضا تعارضا شديدا مع طبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني في فلسطين، وهي الطبيعة القائمة على أساس إحلال « شعب » مكان شعب آخر أي صراع وجود، ومتعارضة مع الأهداف الحقيقية لإستراتيجية الكيان الصهيوني والإستراتيجية الأميركية الذاهبتين -رغم بعض المواقف- إلى التكريس الكلي لما حدث من اغتصاب لفلسطين، وصولا إلى اغتصاب حتى الحق في فلسطين خارج قانون « الحق للقوة ». وذلك عبر إرساء ما يسمى « يهودية الدولة » بما يمس أصل الحق في فلسطين. وهنا التفاصيل كثيرة في ترجمة هاتين الإستراتيجيتين على أرض الواقع، تحت غطاء المفاوضات والعملية السياسية، ويكفي ما جرى ويجري من توسع استيطاني في الضفة الغربية وشرقي القدس. هذا التعارض بين المفاوضات والعملية السياسية من الجانب الفلسطيني والعربي من جهة، وبين طبيعة الصراع (صراع وجود) من جهة أخرى، وكذا التعارض بينه وبين الإستراتيجيتين الصهيونية والأميركية، كان يتطلب أن يرفض التحول إلى إستراتيجية التفاوض والعملية السلمية والرهان على أميركا أو على الدول الكبرى ومجلس الأمن. ولكن، رغم ذلك فقد تم هذا التحول أو هذا الجنوح، ويا لكثرة التسويغات والتنظيرات التي راحت تقدم لدعمه وعقد الآمال عليه، فكانت المراوحة كبيرة وواسعة جدا. تبدأ بالحديث عن الواقعية وبالتنظير بأن ما من حركة تحرر وطني إلا ولجأت إلى التفاوض، حتى قيل إن « الحياة تفاوض »، ثم أضف التنظير للعقلانية والحلول الحضارية والابتعاد عن التطرف والعدمية. وقد انتهى الأمر بالبعض إلى اعتبار طريق التفاوض والعملية السياسية هو القانون الحاكم الوحيد لمواجهة الصراع، أي الإسقاط الكلي لإستراتيجية المقاومة فلسطينيا، والحرب عربيا. أو بعبارة أخرى إسقاط مقولة « ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة » وعلى التحديد في المشكل الفلسطيني. ولا ننس التنظيرات التي راحت تحصر القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع، أو تعدها ضمن هذه الحدود مجرد حركة تحرر وطني ومناهضة للعنصرية (التمييز العنصري/الأبارتهايد)، حتى سمي الجدار الذي يفصل الفلسطيني عن أرضه ويقسم الضفة الغربية بـ »الجدار العنصري ». أي كان لا بد أن تختزل الشعارات حتى المعارضة، داخل الإطار الذي حددته المفاوضات والعملية السياسية. وذلك رغم رفضها له من حيث المبدأ. المهم أن من تبنوا هذا التحول أو تغزلوا به حتى الغرق، وشربوا كأسه مترعة حتى الثمالة، وإذا بالتجربة الواقعية التي لا تدحض أثبتت أن طريق المفاوضات والعملية السياسية متناقض 180 درجة مع طبيعة الصراع، ومع طبيعة المشروع الصهيوني وإستراتيجيته وأهدافه كما مع الإستراتيجية الأميركية، خصوصا بعد أن أصبح اللوبي اليهودي الأميركي جزءا عضويا في تقرير سياساتها من داخل مراكز القوى الأميركية القائدة نفسها. الأمر الذي دحض كل ما قيل من تنظيرات حول المفاوضات والعملية السياسية ومواجهة الصراع. فالوضع الفلسطيني هنا ذو تفرد لا يشبه أي تفرد أخرى عرفتها حركات التحرر الوطني أو التغيير. وذلك لسبب حاسم، وهو طبيعة المشروع وطبيعة أهدافه وإستراتيجيته، وطبيعة علاقته -من خلال اللوبي اليهودي الأميركي- بالإستراتيجية الأميركية، التي أضافت عاملا مؤثرا إلى طبيعة علاقته بالإستراتيجيات الاستعمارية والإمبريالية، التي تبنت إقامة « وطن قومي لليهود في فلسطين »، وتبنت إقامة « دولة إسرائيل » ودعمتها بكل ألوان الدعم وفي مختلف مجالاته، وعدتها جزءا عضويا من إستراتيجيتها وأمنها القومي. من هنا واستنادا إلى فهم طبيعة الصراع (صراع وجود)، وإدراك أبعاد الإستراتيجيات الصهيونية والدولية، وإفادة من نتائج التجربة الواقعية لإستراتيجية التفاوض والعملية السياسية، يجب أن تصبح الإستراتيجيات الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية (أحرار العالم) واضحة في مواجهة قانون الغاب، قانون الذين يعدون « الحق للقوة » ولا يفهمون غير حكم القوة ولغتها. وأخيرا ما أوسع الآفاق أمام مثل تلك الإستراتيجيات إذا ما أدركت طبيعة الصراع، وإستراتيجيات القوى المختلفة إزاءه إدراكا صحيحا، ومن ثم تحشيد القوة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا لكسر شوكة القوة التي تعتبر أنها تقرر الحق. وذلك في المقابل من خلال الحق الذي يمتلك القوة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 ديسمبر 2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

1 juin 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1473 du 01.06.2004  archives : www.tunisnews.net رسالة من عائلات المساجين السياسيين بسجن برج العامري

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.