الخميس، 21 يناير 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N°3530 du 21 . 01. 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف

ولضحايا قانون الإرهاب


هيومن رايتس ووتش:تونس: تفاقم قمع المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين

الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب:بـــــيــــان

اللجنة التونسية لحماية الصحافيين :بيـــان:عائلة بن بريك تحت الحصار

السبيل أونلاين:العفو الدولية..تونس : شقيـق سجيـن رهن الإعتقال الســـري

حــرية و إنـصاف:اعتقال وليد الرمضاني شقيق رمزي الرمضاني ..واستمرار سياسة التشفي والتنكيل

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان :إعـــــــــــــــــــــــــــــــلام

السبيل أونلاين:إدانة للمحاكمات وقمع السلطة التونسية للنشاط النقابي في الجامعة

كلمة:زهير مخلوف يبقى بالسجن حتى موعد لاحق

معزّ الجماعي:تونس:البوليس يعتدي على الناشط ياسين البجاوي

كلمة:الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، عجز مالي متواصل

كلمة:تأجيل إضراب شركة « نستلي « 

النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمنزل جميل و منزل عبد الرحمان:عــريـــــضــة

كلمة:اضراب بمصحة النجدة بصفاقس

قنا:مفتي تونس يحرم استخدام الماسحات الضوئية في المطارات 

السبيل أونلاين:وزارة الشؤون الدينية في تونس ترفع الحظر على رحلات العمرة

لطفي الحيدوري:تضليل

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 128 – 21 جانفي 2010

ملاحظ:استياء من تعيين نور الدين الهلالي منسق تحرير في (وات)

الصباح:من الذاكرة الوطنية:بورقيبة لعبد الناصر: مواجهة إسرائيل عسكريا مستحيلة

بسام بونني :حديث الجمعة:الولاء للوطن يمرّ أيضا عبر احترام رموزه

محمد مواعدة:أحزابنا والهوية الوطنية

نبيل زغدود: حزب الخضر يناقش فشل قمّة كوبنهاغن حول المناخ

محمد العروسي الهاني:قفصة و ماطر في الذاكرة

احميدة النيفر:جدلية الحرية والحتمية في الخطاب القرآني.. البؤس الإبليسي حاضراً 3/3

هادي يحمد:ألبير كامي.. الحدود الفاصلة بين « الفيلسوف » و »المستوطن »!

فائز البرازي :أدعياء الناصرية

منير شفيق:على هامش زلزال هايتي


(Pourafficher lescaractèresarabes  suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage /ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

نوفمبر 2009

https://www.tunisnews.net/31Decembre09a.htm

 
 

تونس: تفاقم قمع المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين

ينبغي وضع حد للمراقبات والاعتداءات وحملات التشهير ومشاكل تسجيل المنظمات الحقوقية والاعتراف بها


(نيويورك، 12 يناير/كانون الثاني، 2010) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم في تقريرها العالمي لسنة 2010، إن الحكومة التونسية لجأت لجملة من التدابير القمعية ضد الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان خلال عام 2009، سنة الانتخابات، مع عدم حدوث تحسن في الحريات الأساسية. والتقرير المؤلف من 612 صفحة، وهو العرض السنوي العشرون لـ هيومن رايتس ووتش لممارسات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، يلخص أهم قضايا حقوق الإنسان في أكثر من 90 دولة وإقليماً، بما في ذلك تونس و 14 بلدا آخر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وخلص التقرير إلى أن الحكومات المتعسفة كثفت القمع ضد المدافعين عن حقوق الإنسان خلال عام 2009، وهو التطور الذي يظهر في جزء منه تزايد فعالية حركة حقوق الإنسان. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: « عدم تسامح تونس مع المعارضين في مجال حقوق الإنسان، يجعلها مثالا واضحاً على الاتجاه العالمي بين الدول القمعية للتغطية على الانتهاكات التي ترتكبها عبر محاولة إسكات حامل الرسالة ». الحكومة التونسية تُعرِّض المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين لرقابة شديدة، وحظر السفر التعسفي، والفصل من العمل، وانقطاع في الخدمة الهاتفية، والاعتداءات البدنية، ومضايقة الأقارب، وحملات التشهير في الصحافة. في تونس، رفضت السلطات الاعتراف القانوني بأية منظمة لحقوق الإنسان مستقلة حقاً تقدمت بطلب على مدى العقد الماضي للتسجيل. بعد ذلك يحتجون بالوضع « غير القانوني » للمنظمة لعرقلة أنشطتها. حرية الصحافة ضيقة في تونس وزاد التضييق عليها خلال وبعد الانتخابات الوطنية في أكتوبر/تشرين الأول. ولم تقدم أي من المطبوعات ووسائل الإعلام المحلية على تغطية نقدية لسياسات الحكومة، باستثناء بضع المجلات قليلة التداول. الحكومة حظرت الوصول إلى مواقع الإنترنت السياسية والحقوقية المحلية والدولية التي تتميز بالتغطية الصحفية المنتقدة لتونس. استهداف الصحافة كان واضحاً بشكل خاص في وقت قريب من الانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي فاز بها الرئيس زين العابدين بن علي وحزبه الحاكم التجمع الدستوري الديمقراطي فوزاً كاسحاً للمرة الخامسة على التوالي. الانتخابات نفسها شابتها أعمال القمع ورقابة مشددة. على الرغم من وعود الحملة الانتخابية بزيادة الحريات الصحفية، فقد كثف الرئيس بن علي الحملة ضد الصحفيين الذين ينتقدون الحكومة. وعشية الانتخابات، قال إنه سيقاضي كل أولئك الذين شوهوا صورة تونس أو الذين أكدوا بدون دليل أن الانتخابات كانت مزورة. بعد وقت قصير من الانتخابات، ألقي القبض على الصحفيين المستقلين، توفيق بن بريك وزهير مخلوف، وسجنوا بتهم مشكوك في صحتها خلال محاكمات جائرة. مئات من الرجال وبعض القاصرين حوكموا بموجب قانون عام 2003، لدعم « الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ومكافحة غسل الأموال ». كلهم تقريبا أدينوا وسجنوا بموجب أحكام هذا القانون بناء على اتهامات بأنهم خططوا للانضمام إلى تنظيمات جهادية في الخارج، أو بتهمة دفع الآخرين للانضمام، وليس التخطيط لأعمال عنف محددة أو ارتكاب مثل هذه الأعمال. وعلى الرغم من تعديل 2009 الذي ضيق تعريف العمل الإرهابي عن طريق تقييد تعريف « التحريض على الكراهية »، فإن المشتبه بهم الذين اعتقلوا بموجب هذا القانون غالباً ما يواجهون مجموعة من التجاوزات الإجرائية. وضمنها فشل السلطات في إخطار أسرهم باعتقالهم على وجه السرعة، في انتهاك للقانون التونسي، وتمديد فترة الاعتقال قبل جلسة المحكمة الأولية أكثر من الأيام الستة القانونية، ورفض القضاة والمدعين العامين للعمل على طلبات بإجراء فحص طبي. وتوصي هيومن رايتس ووتش الحكومة التونسية بـ:
·السماح لمنظمات حقوق الإنسان والنشطاء بالعمل بحرية ودون عوائق، بما في ذلك منح المنظمات الحقوقية وضعا قانونيا. ·احترام حرية الصحافة، بما في ذلك إطلاق سراح توفيق بن بريك وزهير مخلوف، اللذان سُجنا ظلما انتقاما من انتقاداتهم، وإتاحة فتح مواقع الإنترنت التي تم حظرها بسبب مضمونها السياسي. لقراءة الفصل العالمى 2010 من هيومن رايتس ووتش في تونس، يُرجى زيارة:: http://www.hrw.org/ar/world-report-2010-23 لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال: في بيروت، رشا مومنه (الإنجليزية والعربية) : +961-71-323484 أو +961-71- 323484 (خلوي) أو rasha.moumneh@hrw.org في واشنطن، إريك غولدستين (الإنجليزية والفرنسية): +1-917-519-4736 أو eric.goldstein@hrw.org  


تونس في: 21-01-2010 بـــــيــــان

منعت إدارة السجن المدني بسليانة  الأستاذة راضية النصراوي المحامية من زيارة الصّحفي المعتقل توفيق بن بريك، رغم حيازتها إذنا قضائيا في الزيارة. وليست هذه المرّة الأولى التي تمنع فيها إدارة السجن المذكور محامين من زيارة موكلهم. وكان محامون قاموا بالتظلم لدى النيابة العامة وكذلك لدى القضاء الإستعجالي الإداري لطلب إيقاف تنفيذ قرار المنع من الزيارة، إلاّ أن الطلب بقي بدون جواب إلى اليوم. ويذكر أنّ بن بريك موقوف بسجن سليانة، بعد أننقل إليه من سجن المرناقية، رغم أنه يحاكم أمام قضاء تونس العاصمة، وهو الأمر المخالف لقواعد الإجراءات الجزائية. إنّ الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب: –         تندد بمنع الأستاذة نصراوي من زيارة موكلها، مع حيازتها لإذن قضائي بذلك. –         تذكر السلطات أن المحامي لا يمكن أن يمنع من زيارة موكله مهما كانت الظروف. –         تجدد الدعوة لإطلاق سراح بن بريك فورا.

الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب

اللجنة التونسية لحماية الصحافيين بيـــان

عائلة بن بريك تحت الحصار


ضربت مجموعة كبيرة من أعوان الشرطة كامل يوم الخميس 21 جانفي طوقا أمنيا حول محل إقامة أفراد عائلة بن بريك المضربين عن الطعام منذ نحو أسبوعين للمطالبة بإخلاء سبيل الزميل توفيق بن بريك. ومنعت الشرطة وفدا من أعضاء اللجنة التونسية لحماية الصحافيين وعددا من ناشطي المجتمع المدني من الاقتراب من المحل، واستُهدفت الزميلتان زكية الضيفاوي وفطين حمدي عضوتا اللجنة إلى وابل من الشتائم والعبارات المسيئة التي أطلقها بعض أعوان الأمن. وكان أعضاء اللجنة وناشطو المجتمع المدني يعتزمون دعوة أفراد عائلة بن بريك، خلال الزيارة، إلى تعليق إضراب الجوع، خاصة بعد أن بدأت الآثار الصحية السلبية في الظهور على المضربين وبشكل خاص على شقيقتهم السيدة بن بريك التي شهدت حالتها الصحية تدهورا كبيرا خلال الأيام القليلة الماضية. واللجنة التونسية لحماية الصحافيين إذ تعبر عن انشغالها العميق للوضع الصحي المتدهور لأفراد أسرة الزميل بن بريد من جراء إضراب الجوع الذي تجاوز أسبوعه الثاني، وكذلك للحصار الأمني المضروب حولهم، فإنه لا يفوتها أن تعبر عن أسفها الشديد للأسلوب الاستفزازي والمضايقات البوليسية التي استهدفت زوارهم من ناشطي المجتمع المدني وتدعو السلطة مجددا إلى: – إخلاء سبيل الزميل توفيق بن بريك – تغليب لغة الحوار والكف عن اللجوء إلى الحلول الأمنية وتوظيف القضاء في التعامل مع الصحافيين غير المنسجمين مع أطروحات السلطة وتوجهاتها. تونس في 21 جانفي 2010 اللجنة التونسية لحماية الصحافيين


العفو الدولية..تونس : شقيـق سجيـن رهن الإعتقال الســـري


السبيل أونلاين – تونس – خاص  
أعلنت منظمة العفو الدولية أن وليد الرمضاني معتقل بشكل سرّي من قبل فرقة أمن الدولية في العاصمة التونسية ، وعبّرت المنظمة عن خشيتها من تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة . ومنذ إعتقاله لا تعلم عنه عائلته شيئا . وأكدت المنظمة أنها سجلت عديد الحالات التى تعرض فيها معتقلون للتعذيب وسوء المعاملة على أيدي فرقة أمن الدولة والداخلية التونسية . وأعتقل ثمانية أعوان وليد الرمضاني من بيته من منطقة المروج القريبة من العاصمة ، يوم 18 جانفي 2010 على الساعة الحادية عشر ليلا ، دون الإستظهار بإذن قانوني . وقام ستة أعوان بتفتيش بيته وحجزوا وثائق وأقراص مضغوطة وجهاز حاسوب . وقالت العفو الدولية في بيان عاجل إطلع عليه السبيل أونلاين باللغة الفرنسية أن وليد الرمضاني أعتقل على خلفية التحركات التى قام بها في قضية شقيقه رمزي الرمضاني الذي تعرض للتعذيب وسوء المعاملة من طرف الداخلية التونسية يومي 24 و25 ديسمبر 2009 ، فقد قابل محامي شقيقه وتناول معه إمكانية رفع شكوى في التعذيب فأعتقل في ذلك اليوم . وأشارت المنظمة إلى أن وليد الرمضاني كان على إتصال دائم بها و بمنظمات أخرى وبالمحامين الحقوقيين منذ أن أبلغه شقيقه في أفريل 2009 بما تعرض له من تعذيب وحشي وفضيع ، مما جعله هدفا لتهديدات فرقة أمن الدولة بفقدان عمله وملاحقته بهدف ردعه على متابعة قضية شقيقه والإتصال بالمنظمات الحقوقية . وكانت « الرابطة المسيحية من أجل إلغاء التعذيب » ، أطلقت نداء عاجل تحت عنوان « التعذيب المتكرر لمعتقل » في تونس ، وعرضت على موقعها على الإنترنت النداء للتوقيع عليه . وقالت الرابطة الحقوقية أن المعتقل بسجن المرناقية رمزي الرمضاني تعرض للتعذيب مجددا من قبل أعوان الدخلية التونسية وذلك بتاريخ يومي 24 و25 ديسمبر 2009 .وصدر حكم ضد الرمضاني مدته 29 سنة تحت طائلة ما يسمي بـ »قانون مكافحة الإرهاب » . وأكدت الرابطة في النداء الذي إطلع عليه السبيل أونلاين باللغة الفرنسية أن الرمضاني نقل يوم 24 ديسمبر 2009 إلى وزارة الداخلية للتحقيق معه حول علاقته بأحد الموقوفين ، وتعرض للضرب بعصا فوق عينيه وأحرقت أطراف أصابعه ، كما تعرض للرش بالغاز المسيل للدموع وبقي خلال يومين رهن التعذيب . وفي الأسبوع التالي زاره شقيقه في السجن فوجده في حالة خطيرة ، فقد كانت أصابعه محترقة ، ويتحامل على نفسه للوقوف ، ومعنوياته متدهورة بشدة على إثر الإعتداءات التي تعرض لها.وقد أمر طبيب السجن الذي عاين حالته بضرورة إجراء عملية على عينيه وقد مكث في المستشفى بضعة أيام ثم أعيد إلى السجن من دون أن تجرى له العملية . وشددت الرابطة المناهضة للتعذيب أن رمزي الرمضاني تعرض خلال أقل من سنة إلى التعذيب ثلاث مرات، بالإضافة إلى المرّة الأخيرة ، فقد قام أعوان سجن المرناقية فى شهر أفريل 2009 بضربه بالعصي وركله بالأرجل وأحرق بالسجائر ونقع رأسه في في الماء حتى أنه فقد الوعي . وفي شهر أوت من العام الماضي وخلال شهر رمضان إعتدى عليه أعوان السجن أثناء آدائه للصلاة ، فقد تلقى من جديد الصفعات ثم نقل إلى وزارة الداخلية أين تعرض للصعق بالكهرباء   وقالت الرابطة أن السلطات التونسية ترفض محاسبة الجلادين رغم مطالبة المنظمات الحقوقية بذلك .  
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 21 جانفي 2010 )


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني: liberte.equite@gmail.com تونس، في 05 صفر 1431 الموافق لـ 21 جانفي 2010

اعتقال وليد الرمضاني شقيق رمزي الرمضاني ..واستمرار سياسة التشفي والتنكيل


اقتحم 8 من أعوان البوليس السياسي على الساعة الحادية عشرة من ليلة الاثنين 18 جانفي 2010 منزل سجين الرأي رمزي الرمضاني الكائن بجهة المروج قرب تونس العاصمة واعتقلوا شقيقه الشاب وليد الرمضاني، وقام 6 أعوان بتفتيش المنزل تفتيشا دقيقا واحتجزوا كمية من الكتب والوثائق والأقراص المضغوطة وحاسوب العائلة، دون الاستظهار بإذن من وكالة الجمهورية في انتهاك صارخ لحرمة المنزل وفي تعدّ مشين على أمن العائلة. ويُعتقد أن يكون لاعتقال الشاب وليد الرمضاني، الذي اقتيد إلى جهة مجهولة، علاقة بما يتعرض له شقيقه سجين الرأي رمزي الرمضاني سواء داخل سجن المرناقية من معاملة سيئة أو التعذيب الذي يلقاه في كل مرة يتم نقله فيها إلى إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية كانت آخرها بتاريخ 24 و25 ديسمبر 2009. وأصبحت عائلة الشاب وليد الرمضاني تخشى على مصيره وعبرت عن تخوفها الشديد من تعرضه للتعذيب والمعاملة السيئة بسبب قيامه بشؤون شقيقه السجين من زيارة واتصال بالمنظمات الحقوقية لإحاطتها علما بوضعية شقيقه الصعبة وبالانتهاكات التي يتعرض لها، وقد اتصل بمحامي شقيقه مؤخرا للتباحث حول تقديم شكاية في جرائم التعذيب التي يتعرض لها رمزي على أيدي أعوان أمن الدولة. يذكر أن سجين الرأي رمزي الرمضاني المعتقل حاليا بسجن المرناقية محكوم بعدة أحكام مكررة من أجل نفس التهم، وبلغ مجموع هذه الأحكام 29 عاما. وحرية وإنصاف: 1)    تدين بشدة اعتقال الشاب وليد الرمضاني وتطالب بإطلاق سراحه فورا دون قيد أو شرط وتعتبر أن هذا الاعتقال يندرج في إطار التنكيل بهذه العائلة خصوصا بعد الشكاوى التي قدمها السجين رمزي الرمضاني ضد أعوان أمن الدولة. 2)    تندد بسياسة الاعتقالات العشوائية المخالفة للقانون والترويع الذي تعرضت له عائلة الشاب وليد الرمضاني وتطالب السلطات الأمنية بالتقيد بالإجراءات القانونية مثل الاستدعاء والإذن بالتفتيش..الخ، وتدعو إلى وضع حد لهذه الممارسات التي لم تجن إلا الإساءة إلى تونس. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 20 جانفي 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــــلام  

استدعت فرقة الأبحاث التابعة للحرس الوطني بالقيروان الطلبة : ·                      بدرالدين الشعباني ، السنة الرابعة عربية ·                      الحسين السويسي ، السنة الرابعة عربية ·                      عثمان القراوي ، الإجازة فلسفة ·                      صابر السالمي ، السنة الثانية فرنسية وذلك للبحث في تهم : دخول الكلية دون إذن والإشراف على اعتصام وثلب العميدة والكاتب العام للكلية. وصورة الحادثة ، كما رواها لنا الطلبة المذكورين ، أنهم حاولوا منذ طردهم السنة الماضية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية برقادة  بسبب نشاطهم النقابي في صلب الاتحاد العام لطلبة تونس الاتصال بمسؤولين من وزارة التعليم العالي لتمكينهم من الدراسة بإحدى الكليات دون جدوى. لذلك اغتنموا فرصة وجود مسؤول وزاري بالكلية يوم 14  جانفي الجاري وأرادوا بسط وضعيتهم . كما أكدوا عدم مشاركتهم في أي تحرك – لا يوجد أي تحرك بالكلية في ذلك اليوم –  كما أنهم لم يتمكنوا من مقابلة المسؤولين. فرعنا الذي سبق وان تابع ظروف إحالتهم  و عبر عن تضامنه معهم وأدان طردهم من الكلية، يؤكد إن حرمان الطلبة من الحق في الدراسة  والتضييق عليهم امنيا وقضائيا يستهدف حرية العمل النقابي داخل الجامعة وحق الطلبة في التعبير وفي المطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية ، وهي حقوق يضمنها الدستور وكل القوانين الدولية.  
عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

إدانة للمحاكمات وقمع السلطة التونسية للنشاط النقابي في الجامعة


السبيل أونلاين – تونس – خاص أيّدت محكمة الإستئناف بصفاقس (جنوب) يوم 20 جانفي 2010 ، الحكم الإبتدائي الصادر بتاريخ 14 ديسمبر 2009 ضد مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس ناجح الصغروني وأيوب عمارة ، والقاضي بسجنهما مدّة شهرين وتعرض الطالب أيوب عمارة يوم الجلسة الإبتدائية إلى الضرب داخل قصر العدالة ، ولم يُمكن من حضور جلسة الإستئناف .أما ناجح الصغروني الأمين العام للمكتب الفدرالي للإتحاد العام لطلبة تونس في كلية العلوم الإقتصادية والسياسية في صفاقس فقد أختطف من الكلية بعد أيام قليلة من توقيعه على العريضة الدولية لمساندة مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس .   وأدانت لجنة مساندة مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس في رسالة إخبارية باللغة الفرنسية وصلت السبيل أونلاين الخميس 21 جانفي 2010 « المهزلة القضائية » وطالب بإطلاق سراح الطلبة المعتقلين ، ووقف التتبعات ضد مناضلي المنظمة الطلابية وإعادة دمجهم في جامعاتهم والسماح بالعمل النقابي ، ووقف كل أشكال الضغوط بحق الإتحاد كي يتمكن من عقد مؤتمره العام .   وقالت اللجنة : »من الأكيد أن القضاء التونسي يعتبر أن حق الدفاع غير ضروري ، لينهي الجلسة خلال دقائق متجاهلا حقوق الدفاع ليدين المتهمين قبل المحاكمة غير العادلة » ، لتضيف : » ولا يعتبر تعرض المتهمين للضرب داخل المحكمة ، و أيضا أمام القاضي في قفص الاتهام خلال الجلسة » بأنها فضيحة للعدالة. وأكدت اللجنة أن السلطات التونسية تمارس الضغوط ضد الطلبة والنقابيين والشباب لمجرد أنهم أبدوا تضامنهم مع زملائهم ، كما تعرضت حملات التضامن المنظمة داخل الجامعة وفي المعاهد الثانوية وفي غيرها من الفضاءات للقمع مما خلف جرحى بالعشرات وإنتهت بآخرين إلى الإعتقال .  وطالت الضغوط مجال الإنترنت حيث وقع قرصنة حسابات  النشطاء على الانترنت وحرمانهم من الاتصال بالشبكة ، ومراقبة المجموعات الداعمة للطلبة والداعية الى الإضراب العام .      وأشارت اللجنة في رسالتها إلى أن السلطات التونسية لم تدخر جهودها في معاقبة الشباب وسجن الطلاب في السنة الدولية للشباب . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 21 جانفي 2010)  

زهير مخلوف يبقى بالسجن حتى موعد لاحق


حرر من قبل طـه البعزاوي في الإربعاء, 20. جانفي 2010 أحيل يوم الأربعاء 20 جانفي الصحفي زهير مخلوف أمام محكمة الاستئناف بنابل للنظر في الحكم الصادر ضدّه بعقوبة مالية وثلاثة أشهر سجنا أنهاها يوم الاثنين 18 جانفي دون أن يفرج عنه. وقد حضر زهير إلى المحكمة بحالة إيقاف مضربا عن الطعام احتجاجا على عدم الإفراج عنه بعد انتهاء الحكم الابتدائي. وقد تبيّن خلال جلسة الأمس أنّ مخلوف لم يكن يعلم بوفاة شقيقته التي توفيت يوم الأحد 17 جانفي حيث علم بالخبر من خلال مداخلة أحد المحامين أثناء المرافعة عنه.  وقد تم تحديد يوم 03 فيفري المقبل لتلقي مرافعات الدفاع في القضية وهو ما اعتبره المحامون زيادة في التنكيل بزهير حيث أنه كان من الممكن تحديد موعد قريب.  كما عبرت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين عن خشيتها من أن يكون عدم الإفراج عن زهير مخلوف رغم انقضاء مدة محكوميته مقدمة للترفيع في العقوبة إمعانا في التشفي و الإنتقام منه.  وفي نفس السياق قال متحدث باسم لجنة حماية الصحافيين بنيويورك إنّ المنظمة تشعر بالغضب لأن زهير مخلوف لا يزال في السجن رغم انه أمضى مدة عقوبته كاملة، مضيفا أنّه « يدعو الرئيس ابن علي لضمان إطلاق سراحه فورا ، ووضع حد للاعتداء على الصحافة المستقلة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 جانفي 2010)  

تونس:البوليس يعتدي على الناشط ياسين البجاوي


حرر من قبل معزّ الجماعي في الإربعاء, 20. جانفي 2010 تعرض الناشط الحقوقي و السياسي « ياسين البجاوي » صباح يوم الإربعاء 20 جانفي 2010 إلى اعتداء بالعنف الشديد من قبل أعوان البوليس السياسي في مدينة نابل. . و ذلك لمنع « لبجاوي » من حضور جلسة محاكمة الاستئناف المخصصة للصحفي زهير مخلوف. و في نفس الإطار علمت « كلمة » أنّ عددا كبيرا من أعوان الشرطة قاموا بمنع الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي وعدد من إطارات حزبها من حضور المحاكمة، رغم علنية الجلسة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 جانفي 2010)  

الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، عجز مالي متواصل

 


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 20. جانفي 2010 أشارت أرقام صادرة عن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أنّه تم تسجيل عجز قدّر بـ52 مليارا في موفى العام الماضي. جدير بالذكر أنّ دراسة أنجزها الاتحاد العام التونسي للشغل قبل أربع سنوات حذّرت من أنّ الصناديق الاجتماعية ستصبح عاجزة عن الإيفاء بتعهداتها للمساهمين فيها بداية من العام 2014. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 جانفي 2010)  

تأجيل إضراب شركة « نستلي « 


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 20. جانفي 2010 أرجأ الإضراب عن العمل الذي كان مقررا بمؤسسة نستلي يومي 20 و 21 جانفي إلى يومي 26 و27 جانفي. ويحاول الجانب النقابي إتاحة فرصة للمفاوضات مع الجانب الاداري والسلط المعنية حول المطالب المطروحة والتي من أهمها عدم التفويت في وحدة إنتاج المثلجات وتشريك الاتحاد العام التونسي للشغل في كل ما يهم مستقبل المؤسسة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 جانفي 2010)
 


عـــــــــريـــــــــــــــــــــــــضـــــــــــــــــة

نحن الممضين أدناه المدرسين بالمؤسسات التربوية بمنزل جميل و منزل عبد الرحمان (بنزرت) بعد علمنا بالاعتداء السافر الذي تعرض له مجموعة من الأساتذة في محيط المدرسة الإعدادية بجومين يوم الثلاثاء 19 جانفي 2010على يد عصابة من المنحرفين باستخدام سكين و خلف جروحا بليغة للأستاذ محمد ياسين مزاح استوجبت نقله إلى مستشفى سجنان، ونظرا لتفشي هذه الظاهرة و ما تمثله من خطر على حياة المدرسين و إهانة لكرامتهم فإننا : ·     نعبر عن رفضنا الشديد واستنكارنا لكل أشكال العنف التي تستهدف المدرسين ·     نحمل السلطات المحلية و الجهوية  وسلطة الإشراف مسؤولية الاعتداءات المتكررة على المدرسين بالجهة ·     نطالب سلطة الإشراف القيام  بإجراءات عملية وعاجلة لتوفير حماية للمدرسين وفق ما يفرضه القانون عدد 112 لسنة 1983  والذي ينصص على ان  » للعون العمومي الحق طبقا للنصوص الجاري بها العمل في الحماية ضد ما قد يتعرض إليه من تهديد او هضم جانب او شتم او ثلب  » ·نعبر عن استعدادنا للتصدي  لهذه الظاهرة والوقوف إلى جانب المدرسين المعتدى عليهم وتقديم كل أشكال المساندة لهم.     347 إمضاء   عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمنزل جميل و منزل عبد الرحمان الكاتب العام خالد بوحاجب  


اضراب بمصحة النجدة بصفاقس

 


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 20. جانفي 2010 ذكرت مصادر نقابية بمصحة النجدة الخاصة بمدينة صفاقس أنه تم الاتفاق على دخول العمال في اضراب عن العمل يوم 2 فيفري المقبل. ويطالب أعوان المصحة صاحب المؤسسة بصرف مستحقاتهم المالية ومراجعة عديد المسائل الترتيبية التي تهمهم ومن بينها الترقيات المهنية وترسيم المتعاقدين و تحديد ساعات العمل. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 جانفي 2010)  

مفتي تونس يحرم استخدام الماسحات الضوئية في المطارات

   


تونس في 21 يناير /قنا/ وصف الشيخ عثمان بطيخ مفتي تونس استخدام الماسحات الضوئية لجسم الإنسان الذي تعتزم أمريكا ودول الإتحاد الأوروبي اعتماده في مطاراتها بانه  « حرام وإهانة لكرامة الإنسان ».  وإعتبر الشيخ بطيخ في تصريح لصحيفة اسبوعية تونسية نشرته اليوم أن إخضاع المسافرين في المطارات  الغربية إلى جهاز الماسح الضوئي الذي يكشف عن جسم الإنسان عاريا بما في ذلك عورته « ممارسة غيرأخلاقية تحرمها كل الديانات السماوية ».    وشدد على إن إخضاع المسافرين لمثل هذه الماسحات هو »إنحدار بالإنسان نحو الحضيض وإهانة له وهو الذي كرمه الله بما ميزه عن سائرالمخلوقات بأن أمره بستر بدنه ليكون محترما ».   وأشار الى أن جهاز الماسح الضوئي يعد « محرما لا في الإسلام فحسب وإنما في كل الديانات السماوية والوضعية لمنافاته للحياء ولما فيه من هتك لأعراض الناس وكشف عن العورات » . . منبها إلى أنه على الرغم من كل وسائل الإحتياط والخطط الأمنية في المطارات الأوروبية والأمريكية فإن العنف والإرهاب لم ينقطعا .    وجاء اعتزام امريكا وعدد من الدول الغربية استخدام الماسحات الضوئية في عمليات التفتيتش في مطاراتها ضمن خططتها لتشديد الإجراءات الأمنية التي باشرتها في أعقاب إتهام شاب نيجيري نهاية الشهر الماضى بمحاولة تفجير طائرة فوق الأراضي الأمريكية .    (المصدر: وكالة الأنباء القطرية بتاريخ 21 جانفي 2010 )  

وزارة الشؤون الدينية في تونس ترفع الحظر على رحلات العمرة


السبيل أونلاين – تونس   أعلنت وزارة الشؤون الدينية في تونس بعد اجتماع اللجنة الوطنية للعمرة يوم الجمعة الماضي رفح الحظر على الرحلات إلى البقاع المقدّسة لأداء العمرة . وتوجب الوزارة على المعتمرين التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير قبل أسبوعين من سفرهم .   وستكون أوّل الرحلات يوم 20 فيفري القادم .   ومن المتوقع أن ترتفع كلفة الرحلة ما بين 10 و20 بالمائة ، لتبلغ ما قيمته 1500 دينار .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 21 جانفي 2010 )


تضليل
       (تعليق على خبر واحد بين الصحافة الرسمية والصحافة البديلة)
الصباح:غرق شابين في «وادي مجردة»

إثر جلسة خمرية

        الشروق:في بوسالم: مقتل شابين في وادي مجردة

اثر جلسة خمرية

                   كلمة:في بوسالم::مسيرات واعتصامات إثر وفاة شابّين غرقا

خلال مطاردة أمنيّة

 


الخميس 21 جانفي 2010 مكتب الكاف ـ «الشروق» هلك شابان ونجا 4 آخرون بينهم فتاة اثر محاولتهم عبور وادي مجردة على مستوى مدينة بوسالم من ولاية جندوبة وقد تم العثور على جثتي الهالكين فيما تولى أعوان الشرطة البحث في ملابسات الوفاة المستراب في أمرها قبل عرض الجثتين على الطبيب الشرعي.   الصباح:غرق شابين في «وادي مجردة» إثر جلسة خمرية الصباح يوم الأربعاء 20 جانفي 2009   تمكنت فرق الحماية المدنية أمس من انتشال جثتين لشابين من مدينة بوسالم. وبالرجوع الى تفاصيل الحادث علمنا من شهود عيان ان ثلاثة شبان اصطحبوا فتاة في جلسة خمرية بجنب وادي مجردة في الاثناء احسوا بحركة غير عادية في المكان فعمدوا الى الهرب ظنا منهم ان احد السكان عرف بأمرهم فألقا الشابان بنفسيهما في الواد في محاولة فاشلة للهرب حيث لقيا حتفهما في الواد. وتم انتشال جثة احدهما حوالي الساعة الثالثة مساء والثاني حوالي الساعة الخامسة.  نائلة الورتاني    كلمة:مسيرات واعتصامات إثر وفاة شابّين غرقا خلال مطاردة أمنيّة المولدي الزوابي موقع كلمة، الثلاثاء 19 جانفي 2009   خرجت يوم الثلاثاء مسيرتان بمدينة بوسالم إثر العثور على جثتي الشابين اللذين فقدا مساء الاثنين وتبين أنّهما هلكا غرقا في وادي مجردة خلال مطاردة أمنيّة لمفتّش عنه. وقد انطلقت المسيرة الأولى من وادي مجردة في حدود منتصف النهار شارك فيها المئات حاملين الشاب نزار مسيكيني، وقام المشاركون بالاعتصام أمام مركز الشرطة بالمدينة ثم توجهوا إلى مقر المعتمدية وقاموا بخلع بابها الخارجي ومن هناك انطلقوا نحو المستشفى وسلموا الجثة للإدارة بعد أن هشموا نوافذ المستشفى. كما انطلقت مظاهرة ثانية نحو الخامسة والنصف مساء بعد أن تم العثور على جثة لطفي حمدي شارك فيها الآلاف من سكان بوسالم. وقد جدّد المتظاهرون الاعتصام أمام مركز الشرطة والمعتمدية ثم المستشفى، وتم خلال التحرك الثاني الاعتداء على سيارات الأمن كما تم حرق عجلات مطاطية. ورفعت خلال هذه المظاهرات شعارات تدعو الأهالي إلى الاحتجاج وتندد بالبطالة. وكان قد تم تسجيل فقدان شابين مساء يوم الاثنين 18 جانفي الجاري بعد أن حاولا الهرب من أعوان أمن كانوا يقومون بدورية ضبطوهما في جلسة خمرية بالغابة الملاصقة لنهر مجردة رفقة خمسة شبان آخرين وفتاة. وكانت عائلتا المفقودين قد اعتصمت فجر الثلاثاء أمام مركز شرطة بوسالم ومقر المعتمدية احتجاجا على ما اعتبرته غياب حزم السلط المعنية في البحث عن المفقودين وتأخر وصول أعوان الحماية المدنية وعجزها في العثور عليهما بالوادي الذي ارتفع منسوبه بسبب تسريح سد ملاق. وقد أفاد شهود عيان أنّهم رأوا الشابين يحاولان التخلص من الأوحال ويقاومان تيّار المياه في محاولة لشق الوادي للضفة المقابلة وأنهما غابا عن أنظارهم بسبب حلول الظلام. هذا وقد عرفت مدينة بوسالم صباح الثلاثاء تعزيزات أمنية ضخمة وصل بعضها من الولايات المجاورة. لطفي الحيدوري

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 128 – 21 جانفي 2010

 


يدعو حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ السلطات المختصّة بوضع حدّ لعمليات الهرسلة التي يتعرّض لها الرفيق محمد جمور عضو الهيئة التأسيسية لحزب العمل. وتعرّض الرفيق محمد جمور حين عودته من السفر، يوم السبت 16 جانفي في مطار تونس قرطاج، إلى تفتيش دقيق وغير مبرّر. من جهة أخرى فقد أكدت محكمة الاستئناف الحكم الصادر ضد الاستاذ جمور اثر دعوة رفعتها الادرة الجبائية. محامي الرفيق جمور قرر التوجه الى محكمة التعقيب. تعزية: يتقدم حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ باخلص تعازيه لعائلة الفقيد محمد الهادي العنابي ممثل الامم المتحدة في هايتي الذي توفي خلال الزلزال الاخير. في نفس الوقت، لا يفوت الحزب التنديد بمناورات الولايات المتحدة حيث تحاول الاستفادة من مآسي سكان هايتي لترسيخ قوة احتلال في الجزيرة. تونس، خصخصة معمل السكر: أُفادت مصادر في تونس بأن الحكومة قررت خصخصة الشركة التونسية للسكر، التي تملك مصنع السكر الوحيد فيها، بعدما درست في المرحلة الأولى فرضية زيادة رأس مالها البالغ حالياً نحو 3 ملايين دولار. إلا أن الحكومة بتّت خيارها بإقرار خصخصة الشركة وإدراجها ضمن ثماني مؤسسات عامة أخرى معروضة للخصخصة هذه السنة. ولم تستطع الحكومة إقرار منحة لدعم كميات السكر المروجة في السوق، أو رفع الأسعار الداخلية لتواكب الأسعار العالمية. عن الحياة 19 جانفي 2010.  فرنسا، رفض العمال التونسيين: اعترضت سفارة فرنسا بتونس على طلب المجمع السويدي « أوتوليف »، الذي خسر مؤخرا إحدى مصانعه بولاية زغوان (الناظور تحديدا) نتيجة احتراقه بالكامل مطلع هذا العام، وذلك بخصوص نقل قرابة 30 عاملا تونسيا إلى إحدى وحداته الصناعية بفيان بفرنسا، حسبما نقلته بعض وسائل الإعلام الفرنسية. ويأتي هذا الرفض بعدما أعلن المسؤول الإقليمي بمنطقة فيان عن معارضته بشدّة لنقل عشرات العمال التونسيين إلى فرنسا. وصرّح في بعض وسائل الإعلام الفرنسية أنه اتصل بسفارة فرنسا بتونس وأعلمهم عدم قبوله بهذه الخطوة بناء على القانون الصادر في 24 جويلية 2006 المتعلق بشروط إدخال العمال الأجانب إلى التراب الفرنسي، والذي يشترط أن لا يقع انتداب عمال أجانب سوى من ذوي الكفاءات التي لا يلبيها العمال الفرنسيين على المستوى المحلي. وأغلقت « أوتوليف » مصنعا بحمام الزريبة يشتغل به حوالي 650 عاملا، وإثر ذلك القرار (يوم 21 ديسمبر 2009) بأسبوع احترق مصنعها بالناظور بزغوان، الذي أحال 700 عاملا آخر على البطالة. عن موقع وابماندجر 15 جانفي 2010. مصر، مرسى بعد الجدار: كشفت مصادر أمنية مصرية أن السلطات تبني مرسى لزوارق دورية على حدودها البحرية مع قطاع غزة الذي يحاصره العدو الصهيوني، استكمالاً للدور المنوط بـ »الجدار الفولاذي ». وأفادت المصادر نفسها ان عمق المرسى سيكون عشرة أمتار، ويمتد مسافة 25 متراً على ساحل مدينة رفح المصرية، مضيفه انه « يضمن عدم اقتراب زوارق الصيد الفلسطينية، وأن الغرض منه هو تأمين المنطقة ». وأشارت المصادر المصرية الى أن المرسى « سيستخدم في توجيه زوارق الصيد المصرية في المنطقة لضمان عدم خروجها من المياه المصرية، وبالتالي عدم إطلاق النار عليها من الزوارق الحربية الصهيونية التي تعمل خارج ساحل قطاع غزة ». وذكر مصدر أمني آخر في محافظة شمال سيناء أن « المرسى الجديد سيمنع أية محاولات قد تتم لاستخدام البحر في عمليات التهريب ». الامارات، تطبيع: أكدت الامارات العربية المتحدة يوم الاحد 17 جانفي أن مشاركة وزير صهيوني في اجتماع للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي لا يعني تطبيعا بين البلدين. وقال مصدر في وزارة الخارجية الإماراتية إن هذه المشاركة « تندرج في إطار التزاماتنا كبلد مضيف » لمقر الوكالة وللاجتماع الذي يعقد في العاصمة الإماراتية. إلا أنه أضاف أن مشاركة الوزير الصهيوني « لا تبعات لها على مستوى العلاقات الثنائية » بين الإمارات والكيان الصهيوني. وفي الماضي شارك الكيان الصهيوني في أبوظبي في أعمال الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لكن بمستوى تمثيل أدنى. ألمانيا، اسلحة للصهاينة: عقدت الحكومة الالمانية في برلين جلسة مشتركة مع الحكومة الصهيونية تناولت قضايا أمنية وسياسية، ويعتبر اللقاء أول جلسة مشتركة بين الجانبين في إطار اتفاق يتم بموجبه عقد جلسات مشاورات دورية سنوية. وقالت مصادر في الحكومة الصهيونية إن رئيس وزرائها بحث مع المستشارة الألمانية تزويد « تل أبيب » بقطع بحرية في إطار صفقة تقدر بحوالي مليار يورو. واضافت المصادر أن « إسرائيل تسعى لتعزيز أسطولها البحري معتمدة على الصناعات الألمانية، فيما تخطط لاستغلال المساعدات الأمريكية لتمويل صفقة طائرات إف35 ». وفي سياق متصل، لفتت صحيفة هآرتس الى أن ألمانيا قد تحولت في العقد الأخير إلى المزود الرئيسي لسلاح البحرية الصهيونية، فالاخيرة تستخدم – منذ عشر سنوات – ثلاثة غواصات ألمانية الصنع من طراز دولفين بمقدورها إطلاق صواريخ باليستية تحمل رؤوسا حربية نووية. الاتحاد من أجل المتوسط: تحصّل سفير الأردن في بروكسل أحمد مصدّح على دعم خمس دول أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط (فرنسا ومصر وتونس وإسبانيا والأردن) لتعيينه أمينا عاما للاتحاد من أجل المتوسط، الذي مازال شاغرا إلى حدّ الآن بسبب العديد من الخلافات السياسية. وجاء دعم المرشح الأردني على هامش اجتماع وزراء خارجية مصر وفرنسا وإسبانيا وتونس والأردن المنعقد في القاهرة قبل اسبوعين لمحاولة إحياء مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي لم يتم تفعيله بعد رغم مرور عام ونصف على تأسيسه بمبادرة من الرئيس الفرنسي يوم 13 جوان 2008. مع العلم أنّ الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط سيكون لديه مساعدين، وهم من جنسية فلسطينية و »إسرائيلية » وتركية علاوة عن ممثل من الجامعة العربية. اوروبا: قرر الإتحاد الأوروبي إستخدام أموال مخصصة لمساعدة ضحايا الحروب ومنكوبي الكوارث لتمويل أنشطة أمنية كأخذ بصمات أصابع المهاجرين وتخزينها، ودون الإعلان عن ذلك بصورة واضحة. فقد واظب مكتب المساعدات الإنسانية التابع للمفوضية الأوروبية علي نشر بيانات مفصلة عن كمية الأغذية والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية التي يقدمها لضحايا الكوارث. لكنه لم يشير إلي قرار « توسيع » نطاق هذه المساعدات إلي مجالات أخري في الأعوام الأخيرة. وفسر مكتب المساعدات الإنسانية، ولكن في مذكرة داخلية في سبتمبر الماضي، قراره هذا قائلا أن دعم مثل هذه الأنشطة يمثل جانبا من منظور « مبتكر » لتحسن إستجابة الوكالات الدولية للأزمات. ويفاد أن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد سجلت بصمات أكثر من 2,5 مليون لاجئا في نحو 20 دولة منذ عام 2004، وأن هذا المشروع قد تلقي زهاء 4 مليون يورو (حوالي 6 ملايين دولار) من ميزانية الإتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية. قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  

استياء من تعيين نور الدين الهلالي منسق تحرير في (وات)

تونس في 21 جانفي 2010  


أثار تعيين السيد « محمد الميساوي » الرئيس المدير العام لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) للسيد « نور الدين الهلالي » (رئيس تحرير قسم الأخبار الاجتماعية والجهوية) في خطة « منسق تحرير » بوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) استياء بالغا في صفوف أغلب صحفيي الوكالة. وعين الميساوي السيدتين لطيفة حشيشة (رئيسة تحرير بقسم الأخبار السياسية) وحبيبية الطرابلسي (رئيسة تحرير بقسم الأخبار الاقتصادية) مساعدتين للهلالي. وجاء التعيين بعد يوم واحد من خلاف حاد بين الهلالي ورئيس تحرير قسم الأحبار الاقتصادية، انتقد فيه الأخير تدخل الهلالي بدون موجب في عمل قسمه وتأليبه للرئيس المدير العام للوكالة على صحافيي قسم الأخبار الاقتصادية. وأجمع أغلب صحافيي (وات) على عدم أهلية الهلالي « المهنية » بتولي هذا المنصب، وعبروا عن مخاوفهم من أن يرجع بالوكالة عقودا إلى الوراء في صورة تسميته بشكل رسمي « مديرا للتحرير ». وأبلغ بعض الصحافيين مباشرة الرئيس المدير العام للوكالة استياءهم من تنصيب الهلالي « منسق تحرير » فيما قرّر آخرون رفع شكوى إلى وزارة الاتصال للاحتجاج على التعيينات العشوائية والخيارات المغلوطة للسيد محمد الميساوي منذ تعيينه  رئيسا مديرا عاما للوكالة. مآخذ مهنية وإنسانية على الهلالي: تم خلال سنة 2005 عزل السيد نور الدين الهلالي من منصب مدير الإذاعة الوطنية (بعد أن اتهمته صحافية هناك بالتحرش بها) فعاد للعمل صحافيا في وكالة (وات). ولاحظ زملاء الهلالي أنه أصبح منذ عودته إلى (وات) عدوانيا وحاد المزاج ومعتمدا على سياسة « انتقامية » ضد كل من يخالفه الرأي أو ينقد طريقته في العمل.  وقد دخل الهلالي (بسبب طباعه وتصرفاته) في مشاجرات مع كثير من صحافيي الوكالة حتى أصبح الجميع تقريبا لا يطيقونه. ويعتبر هؤلاء أنه الهلالي تحوّل إلى  « un élément perturbateur » داخل الوكالة منذ خروج السيدة نعيمة الزاوق مديرة التحرير السابقة على التقاعد منذ أكثر من شهرين. ويحلم الهلالي بأن يتم تعيينه بشكل رسمي « مدير تحرير » وهو الأمر الذي يخشاه أغلب الصحافيين.  وبخصوص طريقته في العمل، ينتقد الصحافيون إفراط الهلالي في إضافة عبارات فضفاضة إلى البرقيات وحشوها بعبارات التمجيد والمديح سواء كانت في مكانها أو في غير مكانها (طمعا في تعيينه في منصب إداري جديد).  وبلغ الأمر بالهلالي إلى حد تزييف برقيات مهمّة كما فعل سنة 2008 . وفي هذا السياق لا يزال صحافيو الوكالة يتندرون إلى اليوم ببرقية بعنوان « أهالي صفاقس يستبشرون بالغيث النافع » نشرها نور الدين الهلالي على خدمة (وات) العربية سنة 2008 بعد أن حرّف معناها بالكامل. وفي الواقع فإن أهالي صفاقس لم يستبشروا بالغيث النافع ولا هم يحزنون: فقد بعث مراسل (وات) في صفاقس يومها مراسلة إلى الوكالة كتب فيها أن المنطقة اجتاحتها فيضانات خلفت بعض الأضرار لكن نور الدين الهلالي زيّف المعنى وقام بإخراج البرقية على النحو المذكور. ومن سوء حظ الهلالي أن قناة تونس 7 الوطنية نشرت مساء ذلك اليوم تغطية بالصور لهذه الفيضانات وما خلفته من أضرار، كما نشرت الصحف الصادرة في اليوم الموالي تغطية مماثلة للفيضانات مما تسبب في حرج كبير للهلالي وسط زملائه الذي نسف بصنيعه هذا مصداقية الوكالة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد نشرت وكالة upi الأمريكية المعتمدة بتونس برقية حول الموضوع أشارت فيها إلى التضارب الصارخ بين ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية وبقية وسائل الإعلام الوطنية. ويقول صحافيون يعملون في قسم الأخبار الاجتماعية الذي يرأسه الهلالي إنه أقدم على الطعن في وطنية صحافيين نصحوه بالكف عن تشويه البرقيات وحشوها (من تلقاء نفسه) بالكلام الفارغ. ويشار إلى أن الهلالي بادر فور تسميته « منسق تحرير » إلى غلق المكتب الخاص بـ »مدير التحرير » ووضع المفتاح في جيبه. ويوجد في هذا المكتب فاكس يتلقى الأخبار التي يبعثها مراسلو وات ومختلف الإدارات لتقوم الوكالة بنشرها. والسؤال المطروح: ماذا سيغلق الهلالي بعد هذا المكتب؟   يذكر أن صحافيي الوكالة يقترحون تكوين مجلس تحرير يضم رؤساء تحرير كامل الأقسام الصحفية في الوكالة للحيلولة دون انفراد شخص بالرأي سيما إذا كان رأيه عادما. وصدق الأجداد عندما قالوا: »العام المشوم يتعدّى والراي المشوم ما يتعدّاش »   
  ملاحظ مستقل       

من الذاكرة الوطنية بورقيبة لعبد الناصر: مواجهة إسرائيل عسكريا مستحيلة


تطويقا للحملة التشهيرية التي أثارهها خطاب أريحا، سرّبت الحكومة التونسية إلى الصحافة، نصّ رسالة كان بعث بها الرئيس الحبيب بورقيبة إلى الرئيس جمال عبد الناصرتخصّ مداولات قمّتي القاهرة والاسكندرية وما انتهت إليه من أنه «من المستحيل في الظروف الرّاهنة أن تشنّ الدول العربية حربا على إسرائيل»، ويخاطب بورقيبة في هذه الرسالة عبد الناصر بقوله: «فأين الخلاف بيننا إذن؟ ألسنا متّفقين في صلب القضية»؟ وخلافا لخطاب أريحا الذي ذاع صيته فإن تلك الرسالة لم يتسنّ لها الانتشار بشكل واسع فكان الاطلاع عليها محدودا، وهي اليوم تكاد تكون غير معروفة بالمرّة. واعتبارا لطابعها التاريخي التوثيقي، ننشرها كاملة: نصّ الرّسالة « إنّ واجب الأخوّة وواجب العروبة يمليان عليّ أن أخاطبكم في قضية عزيزة علينحا جميعا، كثيرا ما تبادلنا الرّأي في شأنها، وكان يخيّل إليّ أنّا متّفقان بخصوص النقط الجوهرية منها، وإنّ ما توطّد بيننا من روابط الأخوّة والتفاهم أثناء مقابلاتنا العديدة وبخاصة خلال زيارتي الأخيرة إلى الجمهورية العربية المتحدة ليجعلني أعتقد أن الخلافات مهما تكن، يمكن التغلب عليها بالمنطق السّليم والنيّة الطاهرة والعزيمة الصّداقة. التكاتف بدل التناحر وإنّ ما لقيته من شعب مصر ومن شعوب المشرق العربي عامة، من إكرام وتبجيل، لَـمُرْتَسِمٌ في نفسي ولن يمحي أثره مهما تقلّبت الأحوال، وإنّ ذلك لَدَيْنٌ ينضاف إلى واجبي كعربي، فيملي عليّ أن أفعل كل ما في وسعي لأجنّب الشعوب العربية مغبّة الانقسام والتّناحر في ظرف هم فيه أحوج ما يكونون إلى التكاتف والتضامن من أجل العمل الايجابي. المصارحة ولقد زرت اللاجئين في المملكة الأردنية، ووقفت بنفسي على ما يقاسونه من حرمان وخصاصة ومسّ في الكرامة، والعيان أقوى من ألف رواية، وكان في مقدورتي أن أقول لهم ما تعوّدوه من كلام معسول يثير حماستهم ويكسبني إعجابهم وتأييدهم، ولكنّي شعرت بأنّ الواجب الذي لا يمكننا الإخلال به أو التفصي منه، إنّما هو مصارحتهم بما يعيد إليهم الشعور بأنّ مصيرهم بأيديهم وأنهم مسؤولون عن صنع هذا المصير بما يقيمونه من خطط ويرسمونه من أهداف ويأتونه من أعمال، بدل التجمّد في موقف المطالبة العاطفية التي تتغذّى بالآمال ولا تسفر عن فعل. متّفقان في الجوهر ولم أستغرب ما ذهبت إليه بعض الصحف في بعض الأقطار العربية من استنكار وثلب، بقدر ما استغربت ما بدر من بعض الأوساط المسؤولة في القاهرة بخصوص الموقف الذي وقفته والتصريحات التي فُهِمَتْ بها والحال أننا متّفقان في الجوهر كما تبيّن لي ذلك من خلال محادثاتنا الكثيرة عن قضية فلسطين. وأنت أعلم النّاس بأنّ المشكل لا يتعلّق بالهدف الذي لا يمكن أن يتطرّق إليه خلاف أو نزاع، والذي هو تمكين اخواننا الفلسطينيين من استرجاع وطنهم المغصوب، وإنّما الذي أشكل فهمه على بعض الأوساط أو أسيء فهمه عمدا في بعض الدوائر، إنّما يتعلّق بكيفية الوصول إلى ذلك الهدف، فخلطوا عمدا أو غفلة بين الغاية والوسيلة وحمّلوا الاجتهاد في استنباط الوسائل محمل التخلي عن الهدف أو التنكر له. ما قلته يغاير ما ألفه الكثيرون ولئن كان ما قلته يغابر ما ألفه الكثيرون من جعجعة لفظية لا طائل من ورائها، فإن المسؤولين العرب عامة، والمسؤولين المصريين بوجه أخصّ، على علم من حقائق الأمور، واعتقادي أن الشخصيات الرسمية التي تسرّعت إلى إبداء الاستنكار، إنما فعلت ذلك بغية مرضاة حكومة الجمهورية العربية المتحدة وذلك لأسباب داخلية لا تغفل عن أحد. لذا، أعتبر من المفيد أن أخاطبكم أنتم مباشرة، وسأتوخّى نفس الصراحة التي عهدتموها فيّ سواء في مباحثاتنا الخاصّة أو في الخطب التي صدعت بها على رؤوس الملإ في شتـّى المناسبات. قمّتا القاهرة والاسكندرية ونحن جميعا متّفقون على أنّه من المستحيل في الظروف الراهنة أن تشنّ الدول العربية حربا على إسرائيل لتحرير فلسطين وإرجاعها إلى أهلها وأصحابها، وأذكّركم في هذا الصّدد بمداولات اجتماعي القاهرة والاسكندرية، ولست أعتقد أن تأكيد ذلك إفشاء لسرّ ما. استحالة المواجهة المسلّحة ويتعذّر على الدول العربية القيام بأي عملية هجومية في الوقت الحاضر لسببين، أوّلهما أنّها غير متأهّبة لمواجهة الحرب، ولا قابلة لمبدإ تسلل عصابات المقاومين من أبناء فلسطين، والثاني أنّ الوضع الدولي يحول أيضا دون ذلك لإجماع الشّقين الغربي والشرقي في الأمم المتحدة على المحافظة على السّلم واستعدادهما لردع أيّ محاولة تهدف إلى تغيير الوضع الحالي بالعنف في هذه المنطقة. وليس هناك في الوقت الحاضر ما يحمل على الأمل بأنّ الحالة سوف تتغيّر في أمد معقول يمكن التكهّن به، بينما تزداد تكاليف التسلح وطأة على الدول العربية فتحدّ من قدرتها على النمو واكتساب الأسباب الحقيقية للقوّة والمناعة. ما عرضته الأمم المتحدة من حلول وكثيرا ما تناولت هذا الموضوع مع عدد من المسؤولين في المشرق العربي، فكانوا دوما يجيبون بأنّ أكبر حسرة في نفوسهم إصرار العرب على التمسك بمواقف سلبية تجاه الحلول التي عرضتها عليهم منظمة الأمم المتحدة. أبواق إذاعة القاهرة وصوت العرب ولقد قلتم لي بلسانكم خلال محادثة لنا عن ذلك أنّكم أثرتم موجة من الغضب لما صرّحتم أثناء مؤتمر «باندونغ» بأنّ ما عرضته الأمم المتحدة سنة 1948 يمكن اعتباره حلا مرضيا، فأجبتكم بأنّي مستعدّ لاتخاذ مواقف جريئة في هذا الصدد، وأضفتُ مازحا «وآمل أن لا تهاجمني عندئذ أبواق إذاعة القاهرة وصوت العرب». محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 جانفي 2010)  

حديث الجمعة
الولاء للوطن يمرّ أيضا عبر احترام رموزه

 


بقلم بسام بونني كنت أتمنى لو حظي الراحل الحبيب بورقيبة الابن بنفس تلك الجلسة التاريخية المؤثرة التي خصّ بها البرلمان الفرنسي عائلة رجل السياسة الراحل فيليب سوغان، تكريما له وللتأكيد على ديمومة الدولة، فبالإضافة إلى أن المرحوم نجل مؤسس الجمهورية التونسية ورجل دولة وأحد رموز الديبلوماسية التونسية، فإنه كان شخصية فرضت الاحترام ببقائه وفيّا للدولة. وسيذكر له التاريخ تصريحه بتاريخ 11 نوفمبر 1987 حين قال عقب لقائه الرئيس زين العابدين بن علي : « دعاني السيد الرئيس ليوضح لي المكانة التي مازلت أحظى بها لديه وكذلك ما قام به من عمل لصالح تونس وصالح تاريخ الحبيب بورقيبة نفسه »، وهو تصريح يؤكّد اعترافه بالتطوّر الذي حصل آنذاك، ليس بصفته ابنا للرئيس السابق فحسب بل بوصفه أيضا لاعبا سياسيا هامّا في البلاد منذ ستينات القرن الماضي. لكن، للأسف حظي خبر وفاة السيد سوغان باهتمام أكبر من خبر وفاة بورقيبة الابن. والأسف هنا ليس في الاهتمام بوفاة المسؤول الفرنسي بل في هضم حقّ رجل الدولة التونسي علينا في التذكير بمسيرته والوقوف عند أهمّ محطاتها ولو بطريقة نقدية. وعرف المرحوم الهادي العنابي الذي لقي حتفه في زلزال هايتي نفس المصير. ففي نشرة أخبار الثامنة مساء بقناة تونس 7 بتاريخ 13 جانفي الجاري، أي يوم وقوع الزلزال، نسمع في تقرير عن النكبة « ومن بين المفقودين، التونسي فلان الفلاني ». وكأنّ الفقيد كان من نيكاراغوا ! بل إنّ إحدى الصحف الحكومية كتبت في عنوان فرعي لخبر الزلزال إنّ « رئيس بعثة الأمم المتحدة في هايتي كان في عداد المفقودين »، دون ذكر جنسيته !!! وحتى بيان التأبين الذي أصدرته وزارة الخارجية لا يمكن أن يوفي الراحل حقه. فقد كان من خيرة سفراء تونس في الخارج، إذ إلى جانب تقلّده كديبلوماسي عربي أهمّ منصب في الأمم المتحدة منذ مغادرة بطرس بطرس غالي الأمانة العامة للمنظمة الدولية، فإنّه لعب دورا تاريخيا في مسار السلام في كمبوديا التي كانت مسرحا لإحدى الحروب الأهلية الأكثر دموية خلال القرن العشرين. في نفس الوقت الذي كانت تتالى فيه تصريحات المسؤولين في العالم بأسره حول مصير الديبلوماسي التونسي، قبل تأكّد وفاته، ومع استمرار الصمت في تونس، كانت قناة « نسمة » تحيي الذكرى العاشرة لوفاة رئيس الوزراء الإيطالي بتينو كراكسي، الذي مازال تاريخه مع القضاء يثير لغطا وجدلا واسعين في إيطاليا! والتبرير الذي يمكن قراءته بين السطور في حالتي سوغان وكراكسي هو أنّ الرجلين كانا صديقين لتونس. فهل نفهم من ذلك أنّ الفقيدين الحبيب بورقيبة الابن والهادي العنابي كانا عدوّين لها ؟ ثمّ، صديقان أو عدوّان من منظور أو مصلحة من ؟ إنّ الدعوة للوقوف عند مسيرة رموز البلاد ليس الغاية منها التبجيل أو التقديس بل الوقوف عند مسارات شخصيات التقت مع مسار البلاد، وما التذكير بها سوى مظهر حقيقي ونقيّ من كلّ شائبة من مظاهر الولاء للوطن.  

أحزابنا والهوية الوطنية


محمد مواعدة * 1) – ليس من باب الصدفة أن يقرر رئيس الدولة ورئيس التجمع الدستوري الديمقراطي سيادة الرئيس زين العابدين بن علي، أن يقرر الإشراف على اختتام أشغال اللجنة المركزية للحزب الحاكم يوم 18 جانفي 2010، يوم ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المسلحة ضد الاستعمار يوم 18 جانفي 1952 والتي «كانت منطلقا لمرحلة جديدة من مسيرة شعبنا نحو الاستقلال». 2) – وليس من باب الصدفة أيضا أن تتكرر وتتوالى خلال هذا الخطاب الاختتامي عبارات مثل: «التعبئة اللازمة لتحقيق الأهداف «الرهان الأكبر» «التجذر في الهوية الوطنية» «الولاء لتونس»… «إن طبيعة المرحلة وجسامة رهاناتها ودقة تحدياتها تقتضي من الجميع التحلي بروح وطنية عالية نتحمل اليوم مسؤولية مزيد تعميقها وإذكاء جذوتها وفاء لتونس وخدمة لمصالح البلاد وتعزيزا لمقومات سيادتها ومناعتها واستقلال قرارها»… دعوة رئيس الدولة الجميع إلى مواصلة الجهد -وخاصة لدى الشباب- «من أجل مزيد إبراز معنى الوطنية وما تكتسيه من أبعاد وما يترتب عنها من واجبات مقدسة في زمن تنوعت فيه التحديات وتعددت فيه مجالات خدمة الأوطان وتوفير شروط قوتها واقتدارها»… 3) – وليس من باب الصدفة أيضا أن يختتم الرئيس بن علي خطابه بهذا الأسلوب الحماسي النضالي بالقول: «إن من اختار سبيل التحدي لا تمنعه العقبات ولا تثنيه الصعوبات. ونحن نستلهم من حب تونس والإخلاص لها ما يشكل خير حافز لنا على مواصلة الفعل والإنجاز والتضحية من أجل الارتقاء بشعبنا إلى ما رسمناه له من رفيع الدرجات. إنها ملحمة مباركة نقودها بعون الله وتأييده معتمدين على جميع التونسيين والتونسيات، معوّلين على تجمعنا العتيد ليكون دائما حزب الريادة والنضال من أجل عزة تونس وازدهارها». 4) – وليس من باب الصدفة أيضا -كما أكدناه في مقال سابق- أن يتصدر شعار المرحلة الجديدة «معًا لرفع التحديات».. يتصدرها ما أطلقنا عليه بـ«معًا» الوطنية… أي الجمع التونسي الوطني… المتمسك بهويته الوطنية والحضارية… المؤمن بها وبحمايتها وصيانة استقلالها.. واستقلال قرارها.. ودعم جهودها التنموية الشاملة. ندوة الانطلاق وضمن هذا الإطار الوطني التعبوي الشامل الذي ما انفك يؤكد عليه صاحب مشروع 7 نوفمبر يندرج دور الأحزاب والتنظيمات والجمعيات بمختلف مجالاتها وأصناف نشاطها. ولا شك أن الندوة المتميزة التي قام بتنظيمها التجمع الدستوري الديمقراطي يوم الثلاثاء 29 ديسمبر 2009، والتي أشاد بمضمونها وبمداولاتها رئيس التجمع عند اختتام أشغال اللجنة المركزية، هذه الندوة التي تناولت موضوع «مفهوم الوطنية: الثوابت والمتغيرات» والتي ساهمتُ في أشغالها ضمن منظور وطني ديمقراطي تعددي سليم.. هذه الندوة كانت منطلقا فكريا وسياسيا لبحث هذه القضية والتعمق في مختلف جوانبها.. والأساليب والوسائل الملائمة للمزيد من نشر الروح الوطنية وترسيخها.. وتعميق مفهوم الهوية وتحديد ثوابته التاريخية والحضارية وما انضاف إليها من تطوير حداثي وخاصة بعد تحول 7 نوفمبر. وإذا كان التجمع الدستوري الديمقراطي قد بادر بتنظيم هذه الندوة-الانطلاق… فإن المطلوب من مختلف التنظيمات وخاصة الأحزاب… أحزاب المعارضة… أن تساهم في هذا الجهد التعبوي الشامل… تأكيدا لدورها الوطني… وتجسيما أيضا للدعوات الملحّة التي عبّر عنها رئيس الدولة… تصريحا وتلميحا… في هذا الإطار.. نظرا إلى أن قضية الهوية الوطنية.. والعمل على ترسيخ الروح الوطنية هو مسؤولية جميع الأطراف.. ..جميع التونسيين والتونسيات.. وفي المقدمة الأحزاب والمنظمات.. نظرا إلى أن توفر هذه الروح وشمولها للجميع… هو الأساس المكين لمواجهة التحديات.. والتغلب عليها. المعارضة والهوية الوطنية ومن الجدير بالتذكير أن أبدأ بالتأكيد على أننا نستثني من أحزاب المعارضة الأطراف التي تجاهر وأحيانا تؤكد.. وتفتخر بالتعامل مع الأطراف الأجنبية ضد مصالح تونس… ولا تتردد أبدا في مواصلة التشويه والتزييف والتهويل في إبراز أية نقيصة مهما كانت ضئيلة.. مع التجاهل الكامل والمطلق لما يتحقق ببلادنا من مكاسب وإنجازات يعترف بها بل يشيد بأهميتها أبرز الخبراء والمؤسسات الدولية… إن هذه الأطراف، هم خصوم، ولا تندرج ضمن مفهوم المعارضة الشائع والسائد لدى مختلف البلدان الديمقراطية… أما أحزاب المعارضة الوطنية فإننا نعتقد أن دورها في مجال التعبئة الوطنية.. وفي مجال مساهمتها في ترسيخ الهوية الوطنية.. إن كل ذلك يتحدد بالجوانب التالية: 1) – إن هذه المساهمة لا يمكن أن تقتصر على البيانات.. والمقالات.. والمواقف المناسباتية. إن العمل التعبوي والنضالي في هذا المجال هو عمل يومي مستمر وشامل.. أو لا يكون. وهذا الشمول هو ذو أبعاد زمانية ومكانية.. وفي جميع الميادين. 2) – إن هذه المساهمة ترتبط بجوانب أساسيــة تتعلـق بـ: أ) – حضور هذه الأحزاب على الساحة الوطنية حضورا جغرافيا يشمل جميع الولايات.. والمعتمديات.. والمناطق.. وحضورا بشريا يطال مختلف الأصناف الاجتماعية.. والمجموعات.. أما الاقتصار على تنظيم اجتماعات بإطارات ومناضلي هذا الحزب.. أو ذاك داخل النوادي والمقرات.. فلا نعتقد أن لهذا أي تأثير.. أو فاعلية إيجابية تذكر في هذا المجال. ذلك لأن هؤلاء المناضلين والمناضلات.. وإطارات هذا الحزب أو ذاك.. لا نعتقد أنهم في حاجة إلى التعبئة الوطنية.. ولا في حاجة إلى نشر الهوية الوطنية عندهم.. وترسيخ الروح الوطنية.. وإلا فنكون عندئذ أمام كارثة سياسية. لأن المفروض -وهو ما نعتقده- أن هذه الإطارات.. وهؤلاء المناضلين والمناضلات.. جميعهم مؤهلون ومعبؤون للقيام بهذا الدور داخل المجتمع.. وخلال تجمعاته وثناياه.. ب) – خطاب هذه الأحزاب.. ومدى تأثيره أسلوبا.. ومضمونا.. وروحا تعبوية..     ومن المعلوم أن نوعية الخطاب السياسي الموجه للمواطنين يحتاج إلى توفر شروط وخصائص محددة في الجوانب التي أشرنا إليها (الأسلوب.. المضمون.. الروح التعبوية البلاغية..).. هذا إضافة إلى ضرورة استعمال الوسائل الاتصالية الحديثة وبالخصوص مع الشباب.. هذا الجيل الذي علينا أن نعتني به أكثر فأكثر في مجال ترسيخ الهوية الوطنية.. ولذلك نلاحظ مدى تأكيد رئيس الدولة على هذه القضية بالخصوص: الشباب التونسي.. والهوية الوطنية.. والحرص كل الحرص على الاستفادة بهذه التكنولوجيات الحديثة.. لكثرة استعمال الشباب لهذه التكنولوجيات.. وما تحويه هذه الأدوات من أخطار فكرية وعقائدية.. تهدد الهويات الوطنية.. ج) – مدى تماسك هذه الأحزاب هيكليا وتنظيميا.. ومدى تواجد هذه الهياكل ميدانيا.. وابتعادها عن المهاترات والظواهر المفتتة المنهكة.. ومدى قدرة إطاراتها وعناصرها على التحرك الميداني الفاعل والمؤثر.. والمقنع..     هذه الجوانب التنظيمية.. والتعبوية.. إضافة إلى ما ينبغي أن تقدمه هذه الأحزاب من برامج واقتراحات وتصورات في مختلف المجالات.. هو الذي يمكن أحزاب المعارضة عندنا من القيام بدورها الوطني المطلوب.. في مجال ترسيخ الروح الوطنية.. والمساهمة الفاعلة في هذه المرحلة الجديدة… هل هي حاليا مؤهلة لذلك؟… * سياسي ومفكر تونسي mohamedmoada@yahoo.fr6 (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 جانفي 2010)  

بيئة حزب الخضر يناقش فشل قمّة كوبنهاغن حول المناخ

 


بعد فشل قمّة كوبنهاغن حول المناخ في التوصّل إلى اتفاق ملزم، يجبر البلدان الموقّعة عليه على وضع سقف محدّد للإنبعاثات الغازية المتسببة في ظاهرة التغيرات المناخية وعلى رأسها ارتفاع درجات الحرارة أو ما يسمى بالاحترار المناخي، وبعد الكمّ الهائل من الحبر الذي أسالته هذه القمّة رأى حزبنا حزب الخضر للتقدّم تنظيم ندوة بيئية احتضنها المقرّ المركزي للحزب عشية الجمعة الماضي بغية تدارس آفاق التعامل الدولي مع قضيّة التغيّرات المناخية والاحتباس الحراري بعد مؤتمر المناخ الذي انتظم بالعاصمة الدنمركية كوبنهاغن فيما بين 7 و18 ديسمبر الماضي، وبحضور عدد من المختصّين في علوم المناخ على غرار الدكتور نور الدين نصر المكلّف بالبيئة لدى برنامج الأمم المتّحدة للتنمية والسيّد جميل الحجري الأستاذ بالجامعة التونسية المختصّ في علوم المناخ والفلاحة، إلى جانب عدد من المختصين في المجال البيئي والاقتصادي     افتتح الأخ المنجي خماسي الأمين العام للحزب أعمال هذه الندوة بكلمة أبرز فيها أن فشل قمّة كوبنهاغن لم يكن راجعاً إلى عدم التوصل إلى اتفاق ملزم قانوناً بل تمثّل هذا الفشل الحقيقي في غياب الاتفاق على كيفية إنقاذ كوكب الأرض وخفض درجات الحرارة بدرجتين مئويتين، وغياب الاتفاق على كيفية تقاسم الأعباء، أو على كيفية مساعدة البلدان النامية. كما أن الالتزام بتوفير مبالغ تناهز ثلاثين مليار دولار خلال السنوات الثلاثة المقبلة لدعم جهود التكيف والتخفيف يبدو هزيلاً مقارنة بمئات المليارات من الدولارات التي أنفقت على الشركات الرأسمالية التي تساهم في تلوّث البيئة في إطار عمليات الإنقاذ بعد الأزمة المالية التي عصفت بها، خاصّة وأن أبرز ما تمخضت عنه قمة المناخ في كوبنهاغن هو التحالف الصيني ـ الأميركي. اتفاق اللحظات الأخيرة بين أكبر ملوّثين في العالم بنسبة مساهمة تفوق 50℅ من الانبعاثات الغازية، جاء بصيغته الغير ملزمة هو بمثابة انقلاب على الدول النامية التي وقع تهميشها والأوروبية التي بقيت تلعب دور المتفرّج. فلو تم الالتزام بالحد الأعلى لخفض الانبعاثات التي أعلنت عنها الدول حتى انتهاء قمة كوبنهاغن، سيرتفع معدل حرارة العالم بثلاث درجات مئوية، أي بأكثر من 50℅ مقارنة بالدرجتين التي أجمع عليها العلماء كخط أحمر لا يجوز تخطيه. وأضاف الأخ الأمين العام قائلا: »إنّ الأجندة البيئية في هذه المرحلة آخذة في التحول، وتعتبر المشاكل البيئية الملحة ذات طابع عالمي، فالدول الصناعية الكبرى هي المتسببة في هذه الكوارث وهي مازالت تمعن في إفساد الكوكب من خلال المشكلات التي يواجهها العالم اليوم التي تتعلق بارتفاع درجة حرارة الأرض وثقب الأوزون وتلوث المحيطات والبحار والأنهار وانقراض العديد من الكائنات الحية، بالإضافة إلى التغيرات البيئية المدمرة التي تقع فعلاً الآن أو من المتنبأ وقوعها مستقبلاً، كذوبان جليد القطبين الشمالي والجنوبي وتزايد ظاهرة الغبار والأتربة الدقيقة في العديد من الدول العربية (السحابة السوداء بمصر والعواصف الرملية بعديد الدول الخليجية) كما أن الدول التي ذهبت إلى كوبنهاغن دون موقف موحّد بالرغم من كونها تعاني العديد من المشاكل الناجمة عن التغيرات المناخية على غرار شحّ المياه والجفاف وتلوّث الهواء والتصحّر الذي يهدّد 95℅ من مساحة تونس كما أنّه يأتي على 15 ألف هكتارا سنويا. وهو ما يدعو المجموعة العربية إلى وضع خطط عمل وطنية وإقليمية للتعامل مع قضايا تغيّر المناخ لتقييم تأثيراتها المحتملة ووضع برامج التخفيف والتكيف، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة وتنويع مصادرها، إلى جانب التوسع في استخدام تقنيات الإنتاج الأنظف واعتماد الحوافز الاقتصادية لتشجيع المنتجات الأكثر كفاءة. وفي مجال التكيّف مع تأثيرات تغيّر المناخ، وهو ما يجعلنا ندعو إلى ضرورة توفير البنى التحتية للحد من المخاطر المتوقعة للتغيرات المناخية، بما في ذلك كفاءة إدارة الموارد الطبيعية واعتماد نظم الرصد والمراقبة والإنذار المبكر، وإنشاء مراكز بحوث ودراسات مناخية. واثباتا لالتزاماتها تجاه قضايا البيئة دعا السيّد المنجي خماسي في كلمته الدول العربية إلى وضع برامج للاستخدام الرشيد لموارد النفط والغاز القيّمة والمحدودة على الكوكب، والاستثمار في تطوير تقنيات فعالة للاستخدام النظيف للبترول مثل تجميع الكربون وتخزينه، ووضع برامج لكفاءة الطاقة التقليدية والطاقة المتجددة، بما فيها الشمس والرياح. وعلى كل دولة أن تنشئ مجلساً أعلى لتغير المناخ، بمشاركة جميع الوزارات المعنية ورئاسة أعلى سلطة في الدولة، وإنشاء هيئة تقنية تزود المجلس بتقييمات حول تغير المناخ وردود الفعل الممكنة ومركزاً إقليميا لتبادل البيانات والأبحاث والمعارف العلمية في موضوع تغير المناخ، ودعم نشاطات الأبحاث والتدريب لإعداد الكوادر الفنية اللازمة، إضافة إلى المسارعة بإصدار جملة من القرارت لتطوير النقل العام وإعفاء السيارات الصديقة للبيئة من الرسوم الديوانية، إلى جانب تطبيق نظام حوافز ضريبية على المعدات والأدوات والآليات والمواد الموفرة في استهلاك الطاقة، بالتوازي مع زيادة الرسوم على تلك الأكثر تلويثاً، وتطوير قوانين البناء لفرض كفاءة استهلاك الطاقة وتوسيع المساحات الخضراء. إلى جانب تحرير احتكار إنتاج الطاقة لفسح المجال أمام الاستثمارات الخاصة في الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح وتغذية الشبكة العمومية بها. كما يمكن وضع أهداف محددة مثل تحسين كفاءة الطاقة بنسبة 40℅ والاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 20℅ بحلول سنة 2020. وجميع هذه تدابير ضرورية ومفيدة للدول العربية لمجابهة الآثار المحتملة للتغيّرات المناخية. وقبل إحالة الكلمة إلى المحضرين ثمّن الأخ أمين عام الحزب السياسات والتوجهات الحكيمة الّتي ما فتئ سيادة رئيس الدولة يقرّرها لفائدة البيئة النظيفة والإقتصاد النظيف ومن ذلك ما جاء في برنامجه الانتخابي للفترة 2009 2014 من تأكيد على هذه العناصر المحورية ومن حرص شخصي بالغ الأهمية للارتقاء بجودة حياة المواطنين في كلّ الجهات والمدن والقرى والأحياء الشعبية  بما يعنيه ذلك من توفير المناخ الجيّد للعيش والإنتاج والإبداع والحياة الكريمة، وهذا ما يعدّ نموذجا فعليا لما يجب أن يكون عليه صناع القرار السياسي من وعي حقيقي بالمخاطر البيئية وفهم دقيق لحجم التحولات الجارية على مستوى المناخ في العالم وما يقتضيه ذلك من ضرورة التحرّك السريع والفاعل وهو ما كرّسته تونس بتوجهات حكيمة من لدن السيّد الرئيس زين العابدين بن علي، مؤكّدا أنّ حزبنا حزب الخضر للتقدّم عن دعم هذه التوجهات ومساندتها بالنظر لمردوديتها العالية في تعزيز مكانة تونس ضمن كوكبة الدول الصاعدة وتعزيز فرص العيش الكريم لكلّ أبنائها وبناتها. التغيرات المناخية… ظاهرة قديمة متجدّدة في بداية كلمته، أشار السيد جميل الحجري أستاذ علم المناخ والجغرافيا بالجامعة التونسية إلى أن المناخ التونسي يغلب عليه التقلب الطبيعي منذ قديم الزمان وليس فقط في السنوات الأخيرة مؤكّدا أن التغيرات المناخية ظاهرة طبيعية خاصّة وأن آباؤنا وأجدادنا قد عاشوا خلال القرن الماضي سنوات تميزت بالتهاطل الشديد للأمطار في وقت وجيز، كما كانوا أيضا شهود عيان على انحباس الأمطار أحيانا لمدة شهر طوال فصل الشتاء، وعانوا آنذاك (خاصة الفلاحين) من الجفاف ومن تراجع محاصيلهم الزراعية ومن صعوبات في توفير الغذاء.. وبالتالي فإن مثل هذه التقلبات مألوفة نوعا ما. من جهة أخرى أكّد السيّد الحجري أن ما تتميّز به بلادنا عن سائر البلدان المغاربية خاصّة هو التوازن المائي بين الجهات الذي تمّ تحقيقه في تونس بفضل المشاريع التي تمّ إرساؤها من سدود وبحيرات جبلية لتعبئة هذه الموارد وهوما من شأنه أن يساهم في الاكتفاء المائي لتونس إلى سنة 2030، إلا أنّه منذ هذا التاريخ سيختل التوازن حتما ليس بفعل التغيرات المناخية ولكن بفعل كثرة الطلب على الماء وعدم التوازن بين المتاح المائي والحاجة إليه خاصة في القطاع الفلاحي.. لذلك يجب الانتباه لهذا التحول المنتظر في بلادنا سنة 2030 في مجال المياه والاستعداد له من الآن، علما وأن التحول لن يهم فقط الناحية الكمية بل النوعية أيضا في ظل الملوحة المنتظرة للماء في باطن الأرض. وفي علاقته بالظاهرة يرى السيّد الحجري أنّ الإنسان له يدّ في هذه التغيرات نتيجة للتحويرات التي أدخلها على الأرض والبحار والبحيرات الطبيعية..فالزحف العمراني على الأراضي الفلاحية وتغيير مسار الأودية وردم أجزاء كبيرة من البحار والبحيرات أدّت إلى حدوث عدّة ظواهر كالفيضانات بعد كل تهاطل غزير للأمطار، من جهة أخرى يساهم هذا التوسّع العمراني في ارتفاع الحرارة وهو ما تترجمه محطّات قيس الحرارة بعديد المدن والتي أصبحت محاطة بالعمارات. لكن يرى الدكتور الحجري بأنّ الجزم بين تسبب هذه العناصر (البنايات ـ التلوث) وارتفاع الحرارة غير ثابت بنسبة كبيرة خاصة وأنّ العلماء قد سجّلوا ارتفاع بدرجة أو بدرجتين في الحرارة بين الفترة من 1931 إلى 1960 وبين الفترة من 1961 إلى 1990 ثم لاحظوا ارتفاعا طفيفا آخر منذ أواخر القرن الماضي، وهو ما يبقي على فرضية تواصل هذه الظاهرة غير متأكد ورهين ما سيقوم به الإنسان من تدخلات أخرى على الطبيعة.. إذ قد يتواصل تدخله الجائر وقد يتوقف أو يقلّ، وقد يتوصل إلى تقنيات أخرى تعيد التوازن إلى الطبيعة. في ختام مداخلته تطرّق الدكتور الحجري إلى مؤتمر كوبنهاغن حول المناخ، هذا المؤتمر الذي رأى فيه الحجري نوعا من النجاح ترجمه إجماع الـ193 دولة المشاركة على ضرورة التصدي لمشكلة تغير المناخ حيث اضطرت كل من الولايات المتحدة والصين لتحديد سقف لحجم الانبعاثات التي تنتجها، هذا إلى جانب الهبّة الإعلامية والحضور المكثّف لمنظمات المجتمع المدني الدولي أمام مقرّ القمّة، وهو خير دليل على الشعور بما يتهدّد الكوكب من تغيرات قد لا تبقي ولا تذرّ. وهذه النقطة قد أثارت عديد من التساؤلات. من جانبه استعرض السيد نور الدين نصر الأستاذ بالجامعة التونسية والمكلّف بالبيئة في برنامج الأمم المتّحدة للتنمية  مختلف المجهودات التي تقوم بها وكالات الأمم المتحدة للحد من التغيرات المناخية في تونس. و أكد بالمناسبة على أن التغيرات المناخية ظاهرة عالمية شملت تقريبا مختلف قارات العالم وهو ما أكّدته تقارير مجموعة الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ التابع للأمم المتّحدة إضافة إلى ذلك فإنّ هذه الظاهرة الخطيرة أصبحت تهدد حياة و أمن الأفراد لذلك وجب التصدي لها. كما ذكر الدكتور نصر في السياق نفسه بأن هذه التغيرات المناخية تتمثل أساسا في فصول من التقلبات تتجلى أحيانا في ارتفاع غير مألوف في درجات الحرارة( الحرائق، الجفاف)، و أحيان أخرى في ازدياد في كميات الأمطار(الفيضانات)، الزلازل و الانحباس الحراري و الارتفاع في سطح مياه البحر والهجرة و انتشار الأوبئة والأمراض، ووعيا بخطورة هذه الظاهرة المناخية على حياة الإنسان ذكّر بسعي المنتظم الأممي إلى القيام بإجراءات دقيقة عبر إرساء مجموعة من الآليات التي من شأنها أن تحد من خطورة التغيرات المناخية التي تتمثل في القيام بالدراسات اللازمة، تقوية القدرات، البحث العلمي، التوعية والإعلام. فضلا عن إرساء برنامج للمساعدة على إقرار برامج للتنمية النظيفة على غرار مشروع أقلمة الشريط الساحلي التونسي مع التغيّرات المناخية الذي يقع تنفيذه ببلادنا،وفي خاتمة مداخلته أكّد الدكتور نصر على أهميّة طرح سؤال البحث في فشل كيوطو أم كوبنهاغن؟  وهذا السؤال يمكن أن يكون موضوع ندوة بأكملها.  
جريدة « التونسي » لسان حال حزب الخضر للتقدّم العدد 57 تغطية نبيل زغدود  

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
 تونس في 21/01/2010   بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي
الحلقة الثانية
الرسالة رقم 724
على موقع الانترنت

قفصة و ماطر في الذاكرة

الذاكرة الوطنية لن تنسى وقائع و أحداث جهة قفصة ضد الاستعمار الفرنسي و مظاهرة ماطر التاريخية 19 جانفي 1952  


تبعا لمقالي رقم 721 الذي نشرته تونس نيوز مشكورة على الموقع الالكتروني بتاريخ 19 جانفي 2010 و هذا المقال بعنوان ذكرى عيد الثورة 18 جانفي 1952 و اعتقال المجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة يومها.. و قد ذكرت كل الوقائع التي حصلت في شهر جانفي 1952 يوما بيوم من 2 جانفي 1952 إلى يوم 29 جانفي الذي يصادف المعركة الكبرى بتازركة ولاية نابل.. و ما حصل في هذه المعركة الحاسمة.. و ما قامت به سلطات الاحتلال من جرائم.. و أعمال تخريبية.. و قتل… واعتداءات وحشية.. و ممارسات لا إنسانية و لا أخلاقية.. و هي من أبشع الأعمال التي حصلت في تازركة.   و قد كان لمقالي صداه العميق و تأثيره على النفوس الطاهرة و القلوب الرحيمة و المشاعر الحساسة والوطنية و المناضلين الأوفياء في الداخل  و الخارج من أبناء تونس العاملين بالخارج. و قد اتصل بي صباح يوم 20/01/2010 الأخ الدكتور الحبيب المزي المناضل الوطني رئيس بلدية ماطر سابقا و عضو اللجنة المركزية للحزب سابقا. و قد رحب بالمقال و أشاد بمحتواه و مضمونه و استحسن ما ورد فيه من محطات تاريخية هامة.. وإحداث وطنية .. و مسيرات و مظاهرات.. و معارك دامية.. و احتجاجات ضد بطش و ممارسة الاحتلال الفرنسي و ظلمه و بطشه و اعتداءاته.. و ما قام به من قتل و تدمير و تخريب و تعذيب المناضلين.. والسجون و المنافي و إبعاد.. و قهر لإرادة الشعب.. و ممارسات لا أخلاقية ضد المناضلين الدستوريين في كل مكان.. و أردف قائلا أشكركم أيها الأخ المناضل الدستوري على عنايتكم الفائقة بوقائع و أحداث 18 جانفي 1952 واهتمامكم بالذاكرة الوطنية و الحركة التحريرية.. و نضالات و تضحيات الأحرار و المناضلين زمن الاستعمار الفرنسي الحاقد.. و تسليط الأضواء على أهم محطة تاريخية هامة  عيد الثورة 18 جانفي 1952 .. الذي كان لسكان وأهالي ماطر و جومين و سجنان دور هام.. و كانت أول مظاهرة حاشدة عارمة انتظمت يوم 19 جانفي 1952 و حصلت فيها اشتباكات مع قوات الاستعمار.. و استشهد فيها عدد هام من مناضلي جهة ماطر و جرح عددا اخر يومها.. و كان في مقدمة المظاهرة الكبرى رموز أبناء ماطر.. منهم المرحوم المناضل محمد الحبيب رحمه الله و غيره من المناضلين الأوفياء.. و قد كانت ماطر على امتداد 35 سنة تحي هذه الذكرى  الخالدة باستمرار.    كما اتصل بي مساء يوم 20جانفي 2010 السيد فتحي الرحالي من أبناء قفصة يعمل بالخارج و على وجه التحديد هولاندا.. و قال لي أشكركم على المقال المتعلق بذكرى عيد الثورة المباركة 18 جانفي 1952 .. و قد كان هذا المقال هام و شحنة هائلة لدعم الروح النضالية و الوطنية و الاعتزاز بنخوة التاريخ و بماضينا المجيد و التليد..  و أردف قائلا الاخ فتحي الرحالي بكل لطف و تربية و أخلاق عالية يا أخي العروسي الهاني ان مقالك هام.. و مرجع للأجيال.. و دعم للذاكرة الوطنية.. الا ان دور قفصة النضالي لم يذكر و لم يبرز في مقالك المؤثر و الايجابي و الرائع و الهام.. و الذي نزل علينا بردا و سلاما في الخارج.. و طلب مني أن أواصل الكتابة في احداث 18 جانفي 1952 ..   و ذكر وقائع حصلت في قفصة عام 1952 و يوم 18 جانفي 1952 بالتحديد اثر اعتقال الرمز الزعيم الحبيب بورقيبة في العاصمة و المناضل احمد التليلي بقفصة.. و انطلقت المظاهرة الأولى يوم 18 جانفي 1952..  و قد حمل والد بلقاسم الرحالي رحمه الله السلاح و قتل عميل للفرنسيين.. و حصلت اشتباكات دامية مع الشرطة و الجندرمة و الجيش الفرنسي في قفصة.. و ام العرائس.. و الرديف.. و المتلوي.. و قد قتل 3 من أعوان الجندرمة الفرنسية قي 18 جانفي 1952 في الرديف..   و بعد مكالمة الأخ فتحي الرحالي من هولندا مشكورا راجعت مذكراتي و الكتب التاريخية و الملحمة الوطنية.. فوجدت  بكل فخر المواقف المشرفة لاهالي قفصة التي أنجبت المناضل احمد التليلي رحمه الله.. و المناضل الحسين بوزيان رحمه الله.. و غيرهم من أبناء الجهة.. و المناضل بلقاسم الرحالي رحمه الله .. و تذكرت ما قلته للدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير جريدة قناة المستقلة بلندن.. قلت له يوم 3 سبتمبر 2008 بمناسبة الحوار التلفزي على الحياة و المسيرة النضالية للزعيم الراحل الرمز الحبيب بورقيبة رحمه الله.. ذكرت له أنت من سيدي بوزيد الهمامة الأشاوس و التي كانت سابقا تابعة لولاية قفصة.. و قلت له اعرف جيدا ان 50%  من إسناد بطاقات المقاومة أسندت إلى ولاية قفصة قبل التقسيم.. أي حوالي 957 بطاقة مقاومة من هذه الجهة.. و هذا يدل على أصالة الجهة و تاريخها النضالي و الوطني و مشاركتها الفاعلة.   ختاما اشكر سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي قال في خطابه في اختتام أشغال اللجنة المركزية للتجمع يوم 18 جانفي 2010 مشكورا .. قال نجتمع اليوم 18 جانفي الذي يصادف اكبر ذكرى.. 18 جانفي 1952 عيد الثورة المباركة.. و نوه في خطابه بدور المقاومين و المناضلين الأحرار و الزعماء.. و في طليعتهم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله .   و من الأعماق نتمنى مزيدا من العناية بذكرى عيد الثورة المجيد.. و الاحتفال سنويا بعيد الثورة.. الذي كان المنعرج الهام و الدعامة الأساسية لتحرير الوطن و الحصول على الحرية و الاستقلال و السيادة.. و بفضل محن و معارك الربع الساعة الأخير.. كما سماها الزعيم الرمز الحبيب بورقيبة..   و كنت اعتقد أن تولي وسائل الإعلام عناية خاصة بهذه الذكرى المباركة.. خاصة بعد إشادة و تنويه رئيس الدولة و التجمع بهذه المحطة التاريخية  الرائعة…   قال الله تعالى                وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ صدق الله العظيم                محمد العروسي الهاني  مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي  و الإسلامي    22.022.354                                        
 

جدلية الحرية والحتمية في الخطاب القرآني.. البؤس الإبليسي حاضراً 3/3

احميدة النيفر 2010-01-21 أخطر ما في المثال الذي سقناه عن اختلاف بعض المفسرين للقرآن الكريم في موازنتهم بين كيد الشيطان وكيد المرأة هو أنه يكشف الحاجة إلى صياغة نظرية في التعامل مع الخطاب القرآني. من ذلك المثال، وغيره كثير، نتبين أن عمل المفسر اليوم خاصة يتطلب استحضار «كليات القرآن» المكونة لوحدته الأساسية التي تكشف رؤيته للعالم وموقفه من الحياة وتصوره للإنسان في فرديته ومجتمعيته. من التنبه إلى وحدة النص وإيلائها المكانة البارزة عند التصدي للعمل التفسيري يتحقق لدى المفسر أول شروط التجديد العلمي الذي تحتاجه الأمة لمواجهة تشظي الوعي المعيق عن الاهتداء لأنجع الحلول التي يتطلبها الواقع المتجدد والأحوال المتغيرة. ما يغلب على التفاسير القرآنية التي تصدر اليوم هو هذا التوجه التجزيئي الذي لا يزيد في نهاية الأمر عن إعادة صياغة التفاسير القديمة بلغة مستساغة أو عن الاعتناء بترجيح بعض أقوال المفسرين القدامى في مسائل لغوية وعقدية وتشريعية حتى وإن كان في ذلك مستفيدا من بعض الكشوفات العلمية أو التاريخية الجديدة. في هذه الحالات يظل المفسر مقتصرا جوهريا في تفكيره وفي النسق الذي يعتمده على الجانب الموروث، فهو لن يزيد عن كونه يتيح لتلك الأنساق الفكرية والبنى الثقافية إعادة إنتاج نفسها مع بعض التعديلات الشكلية التي تستعير من بعض المعارف الحديثة ما تحسّن به مظهرها. هو مسلك يحسب أنه يعمل على وحدة الأمة من خلال وحدة تراثها ووحدة معارفها، مُعرضا عن الارتقاء بالجهد التفسيري إلى الأفق المعرفي والمنهجي الذي يستدعيه الوضع الإسلامي. معالجة وحدة الأمة بهذا المنظور التجزيئي لن يزيدها إلا فُرقة وتفككا وهامشية في المسار الإنساني العام. ذلك ما عمل السيد محمد باقر الصدر (ت 1986 م) -أحد أشهر الذين تناولوا المسألة في العصر الحديث- على معالجته عند طرحه قضية التفسير الموضوعي وبيان صلتها الوثيقة بإشكالية المنهج التفسيري. من خلال مقاربته تتبدّى لنا معضلة المنهج التفسيري الذي يمثّل عائقا موضوعيا بين المفسّر في العصر الحديث وبين النص القرآني في وحدته وقدراته الفاعلة. حصيلة ذلك المنظور التجزيئي هي التوصل إلى كم هائل من المعارف والمدلولات القرآنية، لكن في حالة تناثر تحول دون الكشف عن أوجه الارتباط ودون التوصّل إلى التركيب العضوي لهذه المجاميع من الأفكار. بذلك تغدو الحاجة إلى نظرية في التفسير مطلبا معرفيًا وحضاريًا يعيد الاعتبار للتصور القرآني بما ينَسِّب أفهام معظم القدامى ومعالجاتهم وما أحاط بها من مناخ ثقافي واجتماعي خاص. هذا ما انتهى إليه المفكر الباكستاني فضل الرحمن (ت 1988) في مطلع كتابه «الإسلام وضرورة التحديث» حين أكد في دراسته عن التغير الاجتماعي وعلاقته بالنزعة العقلية الإسلامية أن الأمر موصول بأسلوب تفسير القرآن، وأن تعثرات الحاضر وعدم نجاعة الأدوات الفكرية المعتمدة إنما يرجع إلى الافتقار إلى المنهج الصالح لفهم القرآن نفسه. يبقى بعد كل ما سلف جانب أخير يثيره موضوع الشيطان وطلبه الإنظار إلى يوم الدين. في هذا المجال تبدو أصالة الخطاب القرآني كاملة في معالجتها لمسألة الشر من منظور ثقافي مميز. في ظل ما يعرف اليوم بصراع الحضارات، وما ارتبط بهذه المقولة من تنظير وما نتج عنها من اختيارات، تتجاوز الشيطنة المجال الأنطولوجي الفكري والحقل الرمزي الديني لتصب في صميم بؤر التوتر والصدام في المستويين العالمي والإقليمي. ذلك ما يتيح للخطاب القرآني في أصالته ووحدته التي عالج بهما مسألة الشيطان معاصرة ونجاعة لافتتين للانتباه. ماذا نجد إذا عدنا إلى المشاهد التي يتحدث فيها إبليس في البناء القرآني؟ لقد سوّى الله تعالى آدم من طين من حمأ مسنون متغير، وحين صار الطين صلصالا -يَصِلُّ كالفخار إذا ضرب- نفخ فيه من روحه فإذا هو إنسان حي. عندها ظهر إبليس الذي كان من الجن ففسق عن أمر ربه وأبى أن يسجد استكبارًا على اعتبار أنه خير من آدم: «خلقتني من نار وخلقته من طين». اعتمدت الحجة الإبليسية في أنه لا يمكن لمن خُلق من عنصر النار التي هي أشرف من الطين أن يؤمر بالسجود إلى من هو دونه. نحن -دون شك- أمام نظرة جوهرانية (Essentialisme) للكائنات والحضارات. هي نظرة تؤبّد الاختلافات والفروق وتجعل منها حواجز عازلة لا يمكن تخطيها بأية حال. بإزاء هذه الجوهرانية وفي الجانب الآخر من اللوحة القرآنية يظهر الآدمي بأبرز خصوصياته الذاتية: قدرة على النمو من حالة بدئية إلى مرحلة أكثر تطورًا واستعدادا للوعي بأنه صاحب إرادة. الآدمي وإبليس في اللوحة التأسيسية هما المشروع واللامشروع، بهما تتحدد الصورة بأفقها المفتوح وقرينتها المعكوسة التي نزلت إلى درك الخيار النهائي. ما اعتنى به إبليس مما اعتبره ضعة في الآدمي ألهاه عما ينطوي عليه هذا الكائن من قدرات تتيح له إلى جانب الأخطاء الصعود عبر الحرية التي أعطاه إياها الخالق، والتي لم تؤد به إلى خيار نهائي، بل أتاحت له مجالًا مفتوحًا يمكن أن ينتهي بإعانة الله إلى المسلك الأفضل. الآدمي -على هذاـ هو الإمكان، بينما الشيطان هو الحتمية. في الإمكان انفتاح وحرية، والحرية صبغة إلهية أما الحتمية فطبع شيطاني، من رام الحرية كان متمثلًا لنفخة الروح فيه، ومن انصاع إلى الجبر عاذ بما هو شيطاني. في الأول، مع الإمكان، ارتقاء عن طريق وعي الذات المتناهية الحرة، أما في الثاني، مع الحتمية، فهي صورة للحرية البدئية التي تهبط إلى الجبرية حيث لا ترى في الآدمي إلا خصوصيات ثابتة ونهائية. تلك هي المواجهة القديمة المتجددة. ما يقال اليوم تشهيرًا بالثقافة الإسلامية وقيمها ورموزها وبـ «عدوانية» الشعوب الإسلامية واستعدادها «الفطري» للعنف والفوضى، كل هذا عود لإنتاج الحتمية الإبليسية التي لم تر في الآدمي إلا مخلوقًا بدائيًا وكائنًا معطوبًا لا يمكن تغيّره. لا تختلف عنصريات المركزيات الثقافية المعاصرة عن جوهرانية البؤس الإبليسي فهي في اعتقادها بتفوقها الذي لا يُطال لا ترى في الآخر إلا مجموعة من الثوابت والطبائع المتناقضة الحاجزة عن كل تغيير. نهاية المطاف تتحدد في علاقة مسلمي اليوم بالمشروع المؤسس للآدمي وبأصالة الخطاب القرآني في وحدته وفي أبعادها الثقافية والعقدية والتربوية. السؤال الأهم هو: كيف يمكن أن نتجاوز بؤس الجوهرانية الإبليسية والانخراط بإيجابية في سيرورة التاريخ وفق الشروط المعرفة البشرية وضمن ثقة لا تفتر في العناية العُلوية؟ ذلك هو التحدي الأكبر الذي يواجه المسلم المدرك للخط الفاصل بين شيطانيته وآدميته.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 جانفي 2010)  

صاحب « فلسفة العدم » وصف الثورة الجزائرية بالإرهاب

ألبير كامي.. الحدود الفاصلة بين « الفيلسوف » و »المستوطن »!

جملة: « إذا خيرت بين أمي والعدالة فإني سأختار أمي » نقطته السوداء 


 هادي يحمد                 يعتبر الانتحار ردا قاصرا على عبثية الحياة
تحيي فرنسا هذا العام مرور نصف قرن على رحيل الفيلسوف والروائي الفرنسي الشهير « ألبير كامي »، ففي أحد أيام يناير الباردة ودعت فرنسا ما يعده البعض « ضمير الجمهورية الفرنسية الحديثة ». الوصف السابق يدلل على المكانة العالية لكامي بالنسبة لفرنسا، وهي مكانة دفعت الرئيس « نيكولا ساركوزي » بمناسبة ذكرى رحيله الستين إلى التعبير عن رغبته في نقل رفات صاحب رواية « الغريب » الشهيرة إلى « البنتيون » أو مقبرة العظماء في قلب باريس حيث يرقد عظماء فرنسا مثل « جون جيراس » و »فيكتور هوجو » و »فولتير ». اختفى « ألبير كامي » Albert Camus (1913 – 1960) في حادث سيارة عرضي نجا فيه كل من كان معه إلا هو. تلك الخاتمة التي كانت، ربما، تجسيدا لرحلته الفلسفية العبثية التي بدأ مشوارها في رواية « الغريب » وتابعها في رواية « الطاعون » وفسرها بأكثر إطنابا في مؤلفه « أسطورة سيزيف » ومسرحيته « كاليجولا »، هذه المؤلفات التي عبرت عن الوجه الجديد لأوروبا الحديثة والعبثية في الآن ذاته. ففي العاصمة السويدية أستوكهولم وفي اليوم العالمي لحقوق الإنسان يوم 10 ديسمبر 1957 وأمام حشد من مثقفي العالم ألقى « ألبير كامي » ما عرف « بخطاب أستوكهولم » بمناسبة حصوله على جائزة نوبل للآداب يومها تلفظ بمقولته الشهيرة: « إن كل جيل ودون شك يعتقد أنه مهمته هي إعادة بناء العالم، ولكن جيلنا يعرف أنه لن يستطيع فعل ذلك.. ولكن ربما كانت مهمته أكبر من ذلك.. أنه يعمل على منع العالم من التعفن »! ولادة الفلسفة العبثية لا شك أن خطاب أستوكهولم كان انعكاسا إلى الروح العامة التي سادت أوروبا والعالم بعد الدمار الذي لحق القارة العجوز آنذاك والتكلفة الغالية التي دفعتها الإنسانية على الرغم من هزيمة النازية والفاشية والشعور بالإحباط وسقوط كل شعارات أفكار الأنوار والحرية والتي منبعها السؤال الذي لا جواب له في كيفية انتصار أكثر الأفكار عنصرية وقتامة وتطهيرا عرقيا في قارة تعتبر نفسها سباقة في التبشير بعالمية أفكار الحرية والمساواة والديمقراطية! من هنا يفسر الكثيرون ولادة الفلسفة الوجودية عند « سارتر » والعبثية L’absurde مع الأيرلندي « صموئيل بيكت » والفرنسي كامي حيث يعيدون ذلك للأجواء التي واكبت ولحقت الحرب العالمية الثانية، خاصة أن روية « الغريب » التي صدرت سنة 1942 إبان الاحتلال النازي لفرنسا, وتدور أحداثها في « الجزائر الفرنسية » آنذاك وهو الإطار الجغرافي الذي ولد فيه « ألبير كامي » سنة 1913، تمثل الرواية الأكثر تعبيرا عن شخصية كامي وفلسفته العبثية. فالرواية تدور أحداثها في العاصمة الجزائرية (المقاطعة الفرنسية آنذاك) وبطلها شخص اسمه « ميرسو » واجه موت أمه ببرود وبلا مبالاة كبيرين وكأن الحدث لا يعنيه وقادته الأقدار فيما بعد وهو على شاطئ البحر إلى أن يرتكب جريمة قتل ضد عربي على سبيل الخطأ، ومن أجل ذلك حوكم بالإعدام دون أن يكون فاعلا في الأحداث التي قادته إلى هذه النهاية. وعندما سئل كامي عن الغرض من كتابة « الغريب » قال: « لخصت الرواية في جملة أعتقد أنها متناقضة وهي أن كل إنسان لا يبكي في محضر دفن والدته سوف يخاطر بالحكم عليه بالإعدام ». ومن خلال الرواية يصور لنا بطله باردا غير معني بما يجري حوله ولا يفهم ماذا يعني وجوده في مكان ما أو تفاعله مع هذا الحدث أم ذاك.. إنها باختصار حياة تقود فيها الأحداث الشخصية الرئيسية للرواية ولا يقودها وتعطي انطباعا قويا عن عدمية حياتية تعيشها الشخصية بلا غاية ولا دراية وبلا مبالاة.. كل هو ذلك كان الخيط الرابط بين كل أجزاء الرواية. إنها الفلسفة العبثية لـ »كامي » التي سوف يفسرها بأسلوب فلسفي أكثر وضوحا في مؤلفه « أسطورة سيزيف » الذي صدر في نفس السنة 1942، فمنطلقا من أسطورة « سيزيف » الإغريقية والذي عاقبه كبير الآلهة « زيوس » بعد أن خدع سيزيف الآلهة « ثانتوس »، عوقب سيزيف نتيجة خداعه الآلهة بحمل صخرة من أسفل الوادي إلى أعلى الجبل وكلما وصل إلى قمته تدحرجت الصخرة من جديد ليواصل سيزيف عمله ذاك في عملية تكرارية معادة حتى جاءه الموت. هذه الأسطورة هي في نظر كامي رمزية على عبثية الوجود الإنساني التي يفسرها بصمت العالم أمام نداءات الإنسان المتتالية والتي أمامها لم تملك الفلسفة الوجودية إلا جوابا واحدا وهو « الانتحار » من أجل وضع حد لعدميتها وعدم السقوط في شباك خدعتها؛ ولذلك يبدأ كتابه « أسطورة سيزيف » بالجملة التالية: « هناك سؤال فلسفي وحيد جاد هو الانتحار.. فأن نحكم على الحياة في كونها تستحق أن نحياها أم لا هو أن نجيب على السؤال الفلسفي الأساسي ». الثورة مقابل الانتحار غير أن « كامي » يرفض الانتحار، فهو يعتبره أنه رد قاصر على عبثية الحياة؛ ولذلك فهو يبدأ كتابه « أسطورة سيزيف » ببيت للشاعر الإغريقي « بندار » يقول فيه: « يا روحي لا تجهدي النفس في الحياة الخالدة ولكن اغرفي من حقل الممكن ». فمواجهة العبث بالنسبة لكامي تتمثل باستغلال كل الفرص التي تمنحها الحياة، ويذهب إلى أبعد من ذلك ليكشف عن فلسفته في مواجهة العبثية عن طريق ما يسميه « بالثورة » La révolte التي تمنح مساحة أكبر للتحرك. والثورة البديلة للانتحار التي يقصدها كامي هنا هي ثورة ضد الظلم وغياب العدالة الاجتماعية وهو الذي انخرط مبكرا في الجزائر في صفوف الحزب الشيوعي قبل أن ينسحب منه منتقدا معسكرات « القولاك » التي أقامها ستالين في سيبيريا، هو ذلك النقد الذي سبب له قطيعة مع صديقه الفيلسوف « جون بول سارتر ». الموقف العبثي الثوري الذي يتخذه كامي يلخصه في تعليقه الحكيم وسط حيرته الوجودية العبثية ليقول في « أسطورة سيزيف »: « لا أعرف هل أن هناك معنى ما خلف هذا العالم.. ولكني مقتنع أني لا أعرف هذا المعنى، وأنه من غير الممكن معرفة هذا المعنى بالإمكانيات الإنسانية التي أتوفر عليها ». العبثية والدين ولكن ما المكانة التي يمنحها كامي للدين في حل معضلة العبثية؟ إنه يقول: « إنه لا يقدم حلا جذريا للعبثية؛ لأنه (أي الدين) لا يقدم إشكاليات حقيقية ويعمل على تقديم كل الإجابات كمسلمات دفعة واحدة ». مما لا شك فيه أن عدم إعطاء مكانة مهمة « للدين » في فلسفة كامي العبثية تأتي في السياق الفكري العام الذي ساد القارة بسيادة التيار اللاديني والذي وصل إلى إعلان « موت الإله » الذي أعلنه الفيلسوف الألماني نيتشه، والذي لا يخفي كامي إعجابه الشديد به، حيث نرى أن كامي في روايته « الأعراس » يسوق نفس مقولة نيتشه في كتابه « هكذا تكلم زراداشت » حينما يقول: « لقد مات الإله ولم يبق إلا تاريخ القوة ». كما يقول في روايته « السقوط »: « لا أرى في الأديان إلا مجرد مصنع لتبييض قبائح الإنسان ». وعندما يتحدث كامي عن « الدين » فإنه يتحدث عن « الكنيسة » أي عن المسيحية التي نشأ في ظلها والداه في الجزائر الفرنسية. فعلاقة كامي بالإسلام هي بالضرورة مرتبطة بعلاقته بمحيطه الاجتماعي والثقافي الذي عاش فيه جزءا كبيرا من حياته قبل انتقاله للعيش في فرنسا. وجه كامي القبيح مقابل وجه الفيلسوف الباحث عن الحقيقة وعن المعنى وعن معنى إنسانية الإنسان يعيش كامي بوجه آخر يبدو بالنسبة للبعض وجها « غريبا » لكونه صاحب نظرة « استيطانية » في الجزائر الفرنسية التي كان يحكمها الأقدام السود (تسيمة تطلق على المستوطنين والفرنسيين في الجزائر) آنذاك. فبالرغم من عيشه في الجزائر الفرنسية فإنه لا يعرف الكثير عن ثقافة العرب والبربر المسلمين الذين عاش بينهم في قريته « مندفي » قرب عنابة التي ولد فيها يوم 7 نوفمبر 1913 وحتى لما انتقل للعيش في حي « بلكور » في الجزائر العاصمة قبل انتقاله للعيش بفرنسا واصل تسمية مواطنيه الجزائريين « بالانديجان » وهو المصطلح الفرنسي الذي يقصد به الفرنسيون « السكان الأصليين » وواصل في مقالاته الصحفية التي كتبها في جريدة « الجزائر الجمهورية » الفرنسية التي كانت تصدر بالجزائر آنذاك بإطلاق « العرب » على الجزائريين المسلمين. في قضية العلاقة بالسكان الأصليين بالذات يبدو الوجه الآخر لكامي أو الوجه المسكوت عنه في أحيان كثيرة، فكامي كان تعبيرا عن العقلية الفرنسية الاستعمارية في علاقتها بالمقاطعة الفرنسية، فلا نجد في روايته أي مكانة للسكان الأصليين بعاداتهم وتقاليدهم بالرغم من أنه نشأ بينهم، لا نجد أي شخصية من شخصيات رواياته تحمل اسما عربيا، تدور أحداث روايته الشهيرة « الغريب » وكأنها في العاصمة باريس، وربما تمثل حادثة « العربي » على شاطئ البحر الحدث الرمزي الأكبر في هذه المكانة الدونية للسكان الأصليين، فلا يطلق عليه كامي أي اسم سوى العربي الذي يقتل سهوا بسبب أشعة الشمس التي انعكست على عيني بطل الرواية « ميرسو ». أما رواية الطاعون التي تدور أحداثها في مدينة وهران فأبطالها كلهم يحملون أسماء فرنسية مثل: الدكتور « برنارد ري » وبواب العمارة « ميشال » والصحفي « ريموند رومبارد » وعامل البلدية « جوزيف كرون ». نقطة سوداء يجدر بنا العودة إلى حفل تكريم « ألبير كامي » بجائزة نوبل في مدينة أستوكهولم لكي نفهم هذا التوجه « الاستعلائي » الذي يستبطنه « كامي » في علاقته بالسكان الأصليين، فعندما سئل عن موقفه عن الحرب التي بدأتها جبهة التحرير الوطني الجزائرية وبين فرنسا تلفظ كامي بالجملة التي مثلت « نقطة سوداء » في تاريخه في علاقته بحركات التحرر الوطني، وهو الذي قدم نفسه مدافعا عن العدالة الإنسانية وحرية الشعوب يومها قال كامي: « إذا خيرت بين أمي والعدالة فإني سأختار أمي ». ففي هذه الجملة صرح كامي بلا تردد أنه يساند « البلد الأم أي فرنسا » على البلد الذي ولد فيه أي الجزائر التي هي موطن أبويه من المستعمرين من الأقدام السوداء الذين أرادوا اتخاذ الجزائر موطنا. وعلى الرغم من تقليل البعض من أهمية هذه الجملة ودلالاتها وإنها جاءت في سياق تاريخي معين وقول الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بأنها « جملة واردة من رجل هو جزء منا » فإن وقعها ظل مترددا لدى العديد من المثقفين الفرنسيين الذين عاصروا كامي والذين تلوه. ففيلسوف اغتراب الإنسان في عالمه وبحثه عن المعنى والذي كان من أول المثقفين في الغرب من الذين نددوا باستعمال الولايات المتحدة للقنبلة النووية في الحرب العالمية الثانية لم يتردد في وصف المقاومة التي تشنها « جبهة التحرير الوطني الجزائرية » بالإرهاب، وهو الجزائري المولد وظل موقفه منها لعنة تلاحقه إلى اليوم، في حين يقول المدافعون عنه إنه صاحب رواية « الغريب »، وبعد نصف قرن من رحيله قد أسيء فهمه في المسألة. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 20 جانفي 2010) http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1262372478602&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout  

أدعياء الناصرية 

ضمن الحالة الضبابية وضياع بوصلة التوجه السليم ، وركوب شذاذ الآفاق المتاجرين بالمبادئ، الحالة التي تتحوى الوطن العربي في هذا الزمن الردئ .. أصبحت : الشعارات والكلمات والصور بسطحيتها وإستغلالها وهيمنتها على الفكر والوعي والإدراك والسياسة ، هي  » الأدوات المثلى » لخلق وتدعيم التزوير والإستغلال والإدعاء وإختراق الجماهير بالتلاعب بعواطفها وأحاسيسها وتزوير خياراتها ، خدمة لتوجهات خاصة ذاتية مستترة ، ضمن المخطط الكبير للهيمنة على الوطن وعلى الشعب ، وسوقه في إتجاهات لايرضى عنها ولا يختارها إلا من خلال  » الإنخداع والخديعة  » .   لقد إستُخدمت تلك الأدوات التزويرية من قِبل : –    حركات الإسلام السياسي برفع شعار الدين – المقدس ، كلافته بشعار  » الإسلام هو الحل » الذي لابد أن يلاقي التأييد والإنسياق من الجماهير المؤمنة  » بالدين  » ، مع مايرافق هذا الشعار من كلمات ومظاهر التقوى والصور السطحية ، لكنها جاذبة في تزويرها وإدعاءاتها للشعب بإيمانه وفطرته . –    و قام الشيوعيون العرب في معظمهم ، بالبراء من أفكارهم ومعتقداتهم ، وأعلنوا الولاء لموجة المحافظين الجدد .. والليبراليين الجدد .. فشكلوا الفرق المارينزية العربية بالتبعية والإنسياق والتبرير للغرب الإمبريالي  الإستعماري، من خلال العزف على  » مصلحة الشعوب  » والتحديث وما بعد الحداثة .  –    وظهر من بعض القوميين العرب  من يُحَرّف الكَلِم عن مواضعه ، إنسلاخآ عن الفكر القومي العربي ، ورفضآ للعروبة ، مستغلين تاريخآ سابقآ ليقولوا من خلاله انهم الأمناء والأفياء لمصلحة الشعب العربي والأدرى بمصلحته ، وأن ما إنجرافهم وتحولهم وتبدل افكارهم وتوجهاتهم ، إلا لتوجه جديد اصح يحفظ حياة افراد الأمة ، وإن بالإستسلام للعدو . –    ولم يشذ بعض الناصريين عن تلك الموجة / الهوجة   » الخضراء  » !! .. فساروا على ذات الدرب التزويري والإنسلاخي ، وعلى ذات المنهج التآمري الذي يصب ويتقاطع مع مصالح ومخططات الأعداء . . فمنذ سنوات وفي لبنان العربي على سبيل المثال ، بشريحته الناصرية القومية الكبيرة ، وضمن المخطط الصهيوأمريكي لشرق أوسط جديد ، وضمن التشابكات والإختلاطات في زمن اللامعقول .. ظهرت من ضمن ما ظهر على السطح ، ما أُطلق عليه : ( حركة الناصريين الأحرار ) !!! ، والتي شكلها الدكتور / زياد العجوز / المنشق والمختلف جذريآ عن  « المرابطين  » .. والمتقاطع والخانع والمستفيد والمنساق في دروب أعداء القومية العربية والناصرية ، ملتحمآ بعبودية لتيار 14 آذار ، والحريري والبطرك صفير ، والمارونية السياسية المتصهينة . مستغلآ تاريخه القديم في الحركة القومية الناصرية ، رافعآ الصور التاريخية التي تجمعه مع اشراف وأنقياء الشخوص الناصرية القومية ، الذين لايشرفهم اليوم وجوده في تلك الصور التاريخية . ومرددآ للخطابات والكلمات ، ومرتديآ/ قناع جمال عبد الناصر / ، تزويرآ وبهتانآ لإستغلال مشاعر وإنتماءات الشعب لحركة القومية العربية الناصرية . ومع أن هذا الإنتماء المزور حتى ، يثبت أن الحركة القومية ، والمنهج الناصري لايزال باقيآ في وجدان وإنتماء الشعوب العربية  بقوة وثقل تدفع الآخرين للتمسح به ، لكن قد غاب عنه تمامآ – بقصد أو بسطحية – أن المنهج الناصري ليس صورة ، ولا كلمات مسطحة ، ولا إدعاءات .. بل أن المنهج الناصري هو : فكر ، ومحاكمة عقلية توجهية ، وممارسة على الأرض لصالح الشعب العربي دفاعآ عن حريته وكرامته ومنع إستغلاله  .. غاب عنه تساؤل أساس يتم  » الإحتكام  » إليه .. ماهي هذه الناصرية التي يرفع شعارها وقناعها وإنتماءه إليها .. هل هي : 1-   تحالف وتقاطع وتبعية وإنتماء للرأسمالية وسماسرة الأرض العربية المستغلين ؟ 2-   تحالف وتقاطع وتبعية وإنتماء لمستغلي الشعب وسارقي ثرواته ، وأحلامه ؟ 3- تحالف وتقاطع وتبعية وإنتماء للعبيد المؤتمرين بأوامر أسيادهم الغربيين ، والمنضوي تحت لوائهم كل : الرجعيين العرب ، والخائفين المستسلمين الخانعين ، وصائدي الثروات القومية ؟ 4- تحالف مع كل من حمل لواء : الإستسلام ، والتآمر ، .. لواء المحاربين والمقاتلين بخسة لكل  » أنواع  المقاومات العربية  » ، مهما كانت الإدعاءات والتزويرات والأسباب التبريرية ؟ 5- تحالف مع محور الشر العربي الإستسلامي ، وانظمة حكمه في : مصر ، والأردن ، والسعودية ، وربيبتهم السلطة الفلسطينية ؟ لم نعد ندري ماهذه  » الناصرية الجديدة  » التي تروج لها ( حركة الناصريين الأحرار ) !! وزعيمها !! ( الدكتور زياد العجوز ) .. لم نعد نبعد عن توقع ظهور  » صهيوني سفاح  » ، يرتدي قناع الناصرية ، ويدّعي محبته لها .. وإن كان لا إستغراب طالما حضرت وشاركت الصهيونية في إحتفالات ثورة يوليو 1952 بدعوة من النظام المصري الحاكم .. ثورة عبد الناصر والشعب العربي في مصر . الأخوات والأخوة القوميون الأنقياء … إنتبهوا .. وإحذروا من تناسل أعدائكم الذين لابد ان يخرجوا بهتانآ وخداعآ من جلباب أبونا .. جمال عبد الناصر .. إننا ونحن نقف على الأس الأساس الذي قام عليه المنهج الناصري ، وهو : ( المقاومة ) .. فإننا سنبقى مع الشعار المترجم على الأرض العربية : ( المقاومة خيار الأمة ) .. إلى ان تتحرر الأرض العربية ، والإنسان العربي .. مع التأكيد .. أنه : لن يصح إلا الصحيح .. =========== فائز البرازي 16/1/2010 — ناصريون اون لاين من اجل ثقافة قومية تقدمية للنشر معنا ارسل مشاركتك الى بريدنا nassiriounonline@gmail.com  

على هامش زلزال هايتي

منير شفيق 2010-01-21 ضرب زلزال جزيرة هايتي الصغيرة، المتواضعة في بنيانها وعمرانها وقدراتها، وعدد سكانها الذي يكاد لا يصل الثلاثة ملايين. وكان أثره دماراً وحصاداً للأرواح كبيراً، فاق ما خلّفه إعصار تسونامي من دمار وقتلى وجرحى ومشردّين. في هايتي الآن دمار شبه كامل للبنى التحتية وصولاً إلى قصر الرئاسة نفسه، وفيها ما يقارب 200 ألف قتيل و250 ألف جريح، ومليونين بحاجة إلى مختلف أنواع المساعدة من طعام وإيواء ودواء. ولعل أخطر ما قد يضرب هايتي يأتي من احتمال انتشار الأوبئة بسبب تعفن جثث الموتى في الشوارع وبطء دفنها. سارعت إدارة أوباما إلى وضع يدها على مطار هايتي، وأرسلت بوارج حربية إلى شواطئها، وأعلنت إرسال عشرة آلاف جندي للسيطرة على الأمن، والإشراف على توزيع الأغذية والمساعدات. وكلف الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئيسين السابقين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش بجمع الأموال لمساعدة ضحايا الزلزال وتسلُّم إدارة «صندوق كلينتون-بوش من أجل هايتي». (انتبهوا الرؤساء ينفع بعضُهم بعضا أيضاً). هذا، ولم ينس باراك أوباما الإعلام ليستعرض مراسيم تعيين الرئيسين العتيدين في المهمة الإنسانية-النبيلة الجديدة، مصرِّحاً بأن حاجة هذا البلد الصغير القابع في منطقة الكاريبي إلى المساعدة «ستمتدّ شهوراً وسنوات». وهذا يعني أن الوجود العسكري الأميركي الذي يسيطر الآن على هايتي سيَمتد شهوراً وسنوات، الأمر الذي راح يقلق كوبا وفنزويلا وبوليفيا من النيّات المبيّتة وراء الاستخدام الأميركي لكارثة الزلزال تحقيقاً لواحد من الأهداف الاستراتيجية الأميركية في البحر الكاريبي، وهو احتلال هايتي مرّة بعد أخرى. من يُدقق في مجموع الخطوات التي اتخذتها إدارة أوباما في «نجدة» هايتي سيجدها خلال الأيام السبعة الأولى من بعد الزلزال كانت ذات طابع عسكري لا علاقة لها بالنجدة السريعة المباشرة لضحايا الزلزال. فقد كانت الأولوية إرسال الجنود ووضع اليد على هايتي، بما في ذلك التحكم بحراك الدول الأخرى التي هبّت للمساعدة. وقد انفردت إدارة أوباما التغييرية في تقرير كل ما يتعلق بوصول المساعدات وتوزيعها، وأصبح دور الرئيس وحكومته لاغياً عملياً، وعلى العالم المساعدة من خلالها. هذه السيطرة العسكرية على الجزيرة وهذا الانفراد في التحكم بأي مساعدة خارجية أثارا احتجاجات واسعة، وكان أبرزها الاحتجاج الفرنسي الذي وُجِّه إلى إدارة أوباما حول الوضع في مطار العاصمة الهايتية «بورأوبرنس»، حيث «منعت طائرة مستشفى فرنسية من الهبوط»، وهو ما أعلنه وزير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون ألان جويانديه. إن منع طائرة مستشفى من الهبوط لنجدة ضحايا الزلزال يكشف بصورة صارخة الأهداف الأميركية التي تحكمت في سياسة المساعدة الأميركية لهايتي، حيث يمكن القطع هنا أن الأولوية لم تكن لنجدة الضحايا والتخفيف من المأساة الإنسانية، وإنما السيطرة العسكرية على الجزيرة والانفراد في التحكم بكل ما يتعلق بها من الآن فصاعداً، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ومصيراً، حتى لو كان ثمن ذلك التباطؤ في وصول المساعدات الإنقاذية. لقد صوّرت أجهزة الإعلام تظاهرات الاحتجاجات للمئات من ضحايا الزلزال، في اليوم السادس من وقوع الكارثة، وهم يطلبون ما يسدّ الرمق من الطعام فقط، وكان ذلك في العاصمة، أما في الضواحي والقرى والبلدان الأخرى فقد تُركت آثار الزلزال تأخذ مداها حتى الحد الأقصى. ثمة تقديرات بأن الضحايا من الجرحى والأحياء تحت الركام -بسبب بطء وصول المساعدات والنجدة- قد تقترب أو تفوق أعداد الذين قضوا في الزلزال ساعة وقوعه. وهذه الظاهرة، بهذه المناسبة، مكرّرة في كل حالات الكوارث الطبيعية التي تحدث لشعوب تنتمي إلى بلدان العالم الثالث، الأمر الذي يسمح بالقول إن وراء ذلك سياسة وليس مجرد صعوبات في سرعة التحرك إلى الموقع والإنقاذ المباشر. وقد كتب عن ذلك في كثير من المناسبات وسرّبت تقارير سريّة تتضمن الحث على إبطاء وصول المساعدات والنجدة قدر الإمكان حتى لو بيوم واحد أو ساعات، لأن كل تأخير حتى لو كان بالدقائق والساعات، ناهيك عن الأسبوع الأول، يزيد من الضحايا، وهو ما يلتقي مع استراتيجيات التخفيف من سكان العالم الثالث، والفائضين عن حاجة النظام الرأسمالي الإمبريالي العولمي. لمن يريد أن يرفض وجود مثل تلك السياسات لدى بعض الدول الكبرى وفي مقدّمها الولايات المتحدة الأميركية، له أن يفعل ذلك، ولكن الوقائع تؤكد أن ثمة بطئاً في وصول المساعدات للمناطق المنكوبة، ويمكن إيراد الكثير من الأمثلة التي تثبت التباطؤ، سواء أكان متعمّداً أم غير متعمّد، وهذا هو مثال هايتي يجأر بهذه الحقيقة بعد مرور أسبوع على الكارثة. ثم هنالك أيضاً ظاهرة عدم التناسب بين جعل المتاجرة بتقديم المساعدات والإعلان عن تأسيس صناديق لجمع التبرعات من جهة، وبين التلاشي التدريجي للفعل بعد انتهاء الحفل الإعلامي، لننسى الكارثة من جهة أخرى، كما بين إنفاق قسم كبير، إن لم يكن الأكبر من الأموال التي جُمِعت كمصاريف إدارية وخدماتية وليس لتضميد الجراح وإعادة البناء من جهة ثالثة. فيا لهذا العالم الظالم ونظامه السائد وقادته الأشدّ ظلماً.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 جانفي 2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.