الخميس، 20 مايو 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 10ème année, N°3649 du 20.05.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


مظاهرة « نهار على عمّـار »: شباب تونس ينزلون للشارع يوم 22 ماي احتجاجا على سياسة حجب الانترنت

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين:كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب  »

تنظم اللجنة العربية لحقوق الإنسان ندوة بعنوان أي دور للشباب في إحداث التغيير الديموقراطي ؟ ـ تونس نموذجا

المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن:بطاقة تعريف مهجرية « السيد الأخضر بن الطّيب الوسلاتي »

السبيل أونلاين:وفاة السجين السياسي السابق منصف المسعودي بسبب البوصفير

الصباح:غدا «اللمة» في رابطة حقوق الانسان الشاكون يتنازلون مجددا.. والمؤتمر أواخر جويلية

كلمة:تهديد بالاستقالة من المكتب الانقلابي لنقابة الصحفيين

نور الدين العويديدي:المقامة العمارية .. تقريع وهجاء لرقيب عديم الحياء

كلمة:الرئيس الجديد لبلدية خنيس يطرد رؤساء الشعب من حفل التنصيب

كلمة:تنصيب المجلس البلدي بالشابة بحراسة القوة العامة

وات:الرئيس زين العابدين بن على »حماية مصالح تونس الحيوية من كل طعن وانتهاك هي مسؤولية وطنية موجبة لكل التونسيين »

السبيل أونلاين:الرئيس التونسي يقر تعديلات قانونية لتجريم منتقديه

قدس برس:تونس: على خلفية تعثر مفاوضات الشريك الأوروبي المتقدم قانون مثير لمعاقبة أنشطة حقوقية

المرصد التونسي:الحركة النقابية التونسية بين فكي كمّاشة : العـشائرية والبيروقراطية

نقابي من بنزرت:آخر ما استجدّ على الساحة النقابية بجهة بنزرت

سمير النفزي:كفّ عن النعيق:الى عبد العزيز الجريدي

لطفي زيتون:متى يتوقف الجورشي عن قصف سيارات الإسعاف؟؟

كمال العيفي:أصحاب الهمم العالية النهضة و السهام

د.خــالد الطراولي:لا تُخَونوِّا ولا تُكَفِّروا، إنما حديثنا اجتهاد!

الصباح:من الذاكرة الوطنية الجامعة الزيتونية والتضييق على خريجيها…

النوري بوزيد لـلصباح: »لا أنتمي لأي لوبي ولن أرضى بأقل من مليار لتمويل ـ ميل فوي ـ » منصف المرزوقي:إلى الشباب بصفة عامة والشباب الطامح للعب دور سياسي بصفة خاصة

علي شرطاني:أنظمة صناعة الموت 2/4 أ. عبد الباقي خليفة:فلسطين في ذكرى النكبة.. نكون أولا نكون ؟!    السبيل أونلاين:وفد مسلمي أوروبا يضم سيد فرجاني يزور تركيا ويلتقي أردوغان محمد العروسي الهاني:الرجل المناسب في المكان المناسب كان له نتائج بارزة وانعكاسات ايجابية كنان مورتان:أزمة الاقتصاد الإيراني: إيران واقتصاد الملالي الفاشل

رأي القدس العربي: عندما يتحول المناضل الى جاسوس

د. فهمي هويدي:أسئلة الانكسار والضياع


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm


 

 

مظاهرة « نهار على عمّـار »: شباب تونس ينزلون للشارع يوم 22 ماي احتجاجا على سياسة حجب الانترنت

مظاهرة حقيقية من أجل حرية إفتراضية  


السبــت 22 مـاي 2010 « نهـار عـلـى عمّــار » الـرّقيـب الالكترونـي المتخلّــف دعا شبان تونسيون إلى تنظيم مظاهرة سلمية تحت شعار « نهار على عمّــار »، هدفها طلب الإيقاف الفوري و التام للحجب على الأنترنات و رفع الحجب عن كل المواقع المحجوبة. وذلك يوم السبت 22 ماي 2010 على الساعة الثالثة بعد الزوال أمام مقر وزارة تكنولوجيا الاتصالات. منظمّـو المظاهرة وهم: سليم عمامو وياسين عياري ولينا بن مهني، أكدوا بأن هذه المظاهرة لا تتبع أي حزب أو جمعية تونسية. ودعوا المشاركين فيها إلى عدم جلب يافطات أو التغني بشعارات قد تعطي معنى سياسي أو ديني للمظاهرة. علما بأن المظاهرة ستجري بشكل متزامن أمام عدد من السفارات و البعثات الديبلوماسية التونسية في أوروبا وأمريكا، حسب البيانات التالية France : Consulat général de Tunisie en France Croisement de la rue Lübeck et de la rue de l’Amiral Hamelin 75016 PARIS Allemagne: Consulat général de Tunisie en Allemagne Generalkonsulat der Tunesischen Republik, Godesberger Allee 103, 53175 Bonn Belgique: Consulat général de Tunisie à Bruxelles 103, Boulevard Saint-Michel 1040 Bruxelles Canada: Consulat général de Tunisie à Montréal 1255 University, suite 300, Montréal, Québec, H3B 3B4. United States of America: Permanent Mission of Tunisia to the United Nations in New York Go 31 Beekman Place, New York, NY 10022 http://journaliste-tunisien-61.blogspot.com/2010/05/22.html  


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس/ aispp.free@ gmail.com  تونس في 20 ماي 2010

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « 

 


 
* نظرت اليوم الخميس  20 ماي 2010 الدائرة الجنائية 12  بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي  رضا الدرويش  في القضية عدد 20169 التي يحال فيها كل من : محمود بن محمد بن محمود نركمان  ( من مواليد 06/09/1987 ) – بحالة ايقاف – و محمد بن صلاح الدين بن صالح بن حمودة ( من مواليد 06/09/1987 ) و حمزة بن حسين بن حميدة التوالي  ( من مواليد 25/03/1981 ) و الطاهر بن خميس بن الطاهر الطرهوني ( من مواليد 21/02/1980 ) بحالة سراح  و بلال بن محمد بن الطاهر الدريدي  ( من مواليد 13/12/1983 ) ، و المحالين  جميعا فالأول من  أجل تهم الانضمام خارج تراب الجمهورية  إلى تنظيم و وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و   الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي و البقية من أجل الامتناع عن إشعار السلط ذات النظر فورا بما بلغهم من معلومات حول ارتكاب جرائم إرهابية  ،  و قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 03/06/2010  استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة علي قريسة و فريد العلاقي و سمير بن عمر.  و تجدر الإشارة  إلى أن المتهم الرئيسي في هذه القضية  كان يعيش بفرنسا و هو متهم بالنشاط صلب خلية جهادية تكونت بالبلاد الفرنسية و تعمل على تسفير الشبان الراغبين في الجهاد إلى أفغانستان ، و قد صدر ضده حكم ابتدائي قاض بسجنه مدة 12 عاما. * كما نظرت نفس الدائرة في القضية عدد  14691  التي أحيل فيها كل من سليم القنيشي – بحالة إيقاف – و سامي القنيشي و سليم بوحوش – بحالة سراح – و المحالين فالأول من  أجل تهمة الدعوة إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي و البقية من أجل الامتناع عن إشعار السلط ذات النظر فورا بما بلغهم من معلومات حول ارتكاب جرائم إرهابية  ،  و قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 07/06/2010  استجابة لطلب هيئة الدفاع . مع الاشارة الى أن الحكم الابتدائي قضى بسجن المتهمين  مدة عامين اثنين مع إسعاف كل من  سامي القنيشي و سليم بوحوش بتأجيل التنفيذ. * ومثل أمام نفس الدائرة الشاب ثابت بن عبد الله بن علي الكلاعي ( من مواليد 30/12/1988 ) و المحال من أجل  الامتناع عن إشعار السلط ذات النظر فورا بما بلغه من معلومات حول ارتكاب جرائم إرهابية  ، و قد قررت المحكمة صرف القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة . و كان الحكم الابتدائي قضى بسجن الشاب ثابت الكلاعي مدة عامين اثنين مع إسعافه بتأجيل التنفيذ . * كما مثل أمام نفس الدائرة الشاب صابر بن محمد بن خليفة الساسي (من مواليد 13/04/1979 ) و ذلك من أجل  الامتناع عن إشعار السلط ذات النظر فورا بما بلغهم من معلومات حول ارتكاب جرائم إرهابية  ،  و قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 27/05/2010  استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة عبد الفتاح مورو و ايمان الطريقي و وسام بن عاشور  . مع الإشارة الى أن الحكم الابتدائي قضى بسجن المتهم  مدة عامين اثنين.                                          عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية                                                   الكاتب العام                                              الأستاذ سمير بن عمر  


تنظم اللجنة العربية لحقوق الإنسان ندوة بعنوان

أي دور للشباب في إحداث التغيير الديموقراطي ؟ ـ تونس نموذجا

يوم السبت 22 مايو 2010 – الساعة السابعة والنصف مساء Maison des associations  26 rue Victor Hugo .Malakoff Métro Malakoff- Plateau de Vanves- Ligne 13 لمناقشة الدور المنشود لأجيال البلاد الشابة


1-عزوف الشباب عن السياسة وهم أم واقع ؟ حسين الجزيري 2ـ هل ثمة ما تعلمنا من تجربة التعامل مع الاستبداد وما أكبر الدروس ؟ سليم بن حميدان 3ـ هل ثمة مشروع دولة ومجتمع يمكن أن يوحد جهودنا في إطار التعددية الوطنية ؟ لطفي الهمامي 4ـ هل ثمة استراتجيات مدنية جديدة لمواجهة الاستبداد بعد استنفاذ الحلول القديمة ؟ أمية الصديق 5ـ هل ثمة قوى جديدة يمكن أن تحمل هذا المشروع لحيز الواقع ؟ عماد الدائمي تاريخ حافل بالنضال من أجل الحرية والكرامة رسمته الأجيال تلو الأجيال في البلاد. وتضحيات جسام قدمها وطنيون من كل الأطياف. ظل المشعل يمر من جيل لآخر طيلة عقود عديدة ولكن شعلته خفتت بعض الشيء وبريقه تناقص خلال السنوات الماضية بسبب تصعيد الدكتاتورية، وتوجهها المنهجي المدروس لقطع الخيوط الرابطة بين النخبة المناضلة والمتحركة في الساحة وبين شبيبة البلاد وقوى المستقبل. ولكن أيضا بسبب قصور النخبة الحالية عن استنباط طرق اتصال وتواصل مع أجيال المستقبل تتحدى الحصار وتراعي التغيرات الحاصلة في المجتمع وترسي من جديد ثقة اهتزّت وكادت تتلاشى. وأيضا بسبب ضعف اهتمام الأجيال الجديدة بالشأن العام، وضعف إحساسها بالمسؤولية على تغيير الأوضاع، وهروب قطاعات هامة منها من ساحات العمل والنضال الميداني والفعلي إلى فضاءات العمل الافتراضي والفردي. C.A. DROITS HUMAINS – 5 rue Gambetta – 92240 Malakoff- France Tel 33140921588     Fax 33146541913 achr@noos.fr   www.achr.nu


المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن « معا لإنهاء محنة المهجّرين، نحبّك يا تونس وطنا للجميع »

 


بطاقة تعريف مهجرية « السيد الأخضر بن الطّيب الوسلاتي »                        الأخضر بن الطّيب الوسلاتي من مواليد 01 نوفمبر1965 بمدينة الكاف شمال غربي البلاد التّونسية. درس المرحلة الابتدائية بمدرسة حي حشّاد والثّانوية بـ »المدرسة الثّانوية »، حتّى السنة الثّالثة، والتي سميت بعدها بـ »معهد المنجي سليم » حيث واصل به حتّى السنة السّادسة ليتم نقله في السّابعة ثانوي (باكالوريا آداب)، بسبب نشاطه السياسي، إلى معهد ابن خلدون المعروف بانخراط تلاميذه ومساندتهم لاحتجاجات المعارضة الوطنية ونقابتي العمال والطلاب. التحق الأخضر ، إثر حصوله على شهادة الباكالوريا-آداب، بكلّية الآداب بمنّوبة حيث تخصص في الأدب والحضارة العربية، كما درس بالتّوازي أحكام التّجويد  بالمدرسة القرآنية بجانب جامع الزّيتونة المعمور. نشط الأخضر في صفوف الإتحاد العام التونسي للطلبة وتم اعتقاله أواخر  شهر ماي 1991، ليقضي حوالي ثلاثة أشهر كاملة من الاعتقال والتعذيب بين منطقة الحرس ابن خلدون ومعتقل بوشوشة بالعاصمة وكذا الأمر مع فرقة الاستعلامات بوزارة الداخلية ليجد نفسه بعدها في سجن 9 أفريل حيث قضى أسبوعا ليُطلق سراحه بعدم سماع الدّعوى. غير أن محنة الأخضر لم تنته عند ذلك، إذ وقع اعتقاله مجددا أواخر نوفمبر 1991 لتبدأ فصول رحلة جديدة من العذاب، فحُكم عليه بسنة و4 أشهر نافذة، ولكنه قضى عامين كاملين !!! مر خلالها بعدّة سجون وتمثّلت تهمته في الانتماء لجمعية غير مرخّص فيها والاجتماعات والتّظاهر… وبعد خروجه من السّجن وجد نفسه محاصرا بالمراقبة الإدارية أي بين أسوار سجن أكبر اسمه « مدينة الكاف » فمُنع من مواصلة دراسته وحُوصر في لقمة عيشه خاصّة مع إجباره على التوقيع اليومي، صباحا مساء، في مركز الشرطة والحرس ناهيك عن الزيارات اللّيلية. ورغم كلّ هذه الإكراهات والقيود تحصّل الأخضر على شهادة « فنّي في الإعلامية والتّصرّف » وعلى « رخصة سياقة » وتمكّن من العمل في مكتبة ممّا أفاده وآنس وحشة اغترابه في وطنه.  وفي أوت 2001 تمكّن الأخضر من مغادرة البلاد نحو تركيا ثمّ باريس التي حط فيها طالبا للأمن والحرية يوم 24 أوت 2001. استطاع الأخضر في موطن الإقامة الجديدة أن يوفّق بين العمل، حيث امتهن عدة مهن آخرها الخياطة فضلا عن التّدريس في معاهد خاصة لتعليم اللغة العربية، وبين مواصلة الدّراسة حيث أعاد دراسة اللغة العربية في جامعة السّربون أين تحصّل على اللّيسانس، وبين ممارسة هوايته في رياضة الكاراتيه التي تحصّل فيها على الحزام الأسود إلى جانب هواية نظم الشّعر بصنفيه العمودي والحرّ. ومن الأحداث الأليمة التي مرت على الأخضر خلال محنة التهجير فاجعة وفاة رفيق دربه (طفولة وسجنا ومهجرا)، المغفور له جلال الجبالي الذي وافته المنية، بعد صراع مرير مع المرض الخبيث، في شهر ماي 2004 بأحد مستشفيات باريس، فنظم في الغرض قصيدة، ترجمت إلى الفرنسية، بعنوان « زفرات قلب »، بث فيها أحزانه ولواعجه على المهجر الفقيد (رحمه الله).     كما نُعي الأخضر، أثناء المحنة، في عمّته وزوجها وأقارب آخرين كما تعرضت والدته المسنة لعملية جراحية معقدة وليس له سوى الصبر والدّعاء لها بالفرج. تساند المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين السيد الأخضر بن الطّيب الوسلاتي وتطالب السلطات التونسية بالاستجابة العاجلة لمطلبه المشروع في عودة آمنة وكريمة إلى أرض الوطن. المكتب التنفيذي المهجر، في  20 ماي 2010
 


وفاة السجين السياسي السابق منصف المسعودي بسبب البوصفير


السبيل أونلاين – تونس   توفي هذا اليوم الإربعاء 19 ماي 2010 ، على الساعة منتصف النهار السجين السياسي السابق منصف المسعودي أصيل الجريصة من ولاية الكاف عن عمر يناهز الخمسين سنة .   ونشير الى أن الفقيد المسعودي حوكم سنة 1991 في قضيّة المجموعة الامنيّة و قضّى 6 سنوات بالسجن و قضّت زوجته أيضا حكما بـ 4 سنوات ، وأصيب ببوصفّير الكبد (hepatite B) منذ كان بالسجن وقد سبّب له تليثا بالكبد عانى منه الأمرّين .   وقد أقام الفقيد المسعودي بمستشفى شارنيكول بتونس العاصمة منذ شهر وخمسة أيام عانى شديد الالام وذاق أمرّ العذابات وفارق الحياة والحسرة تعتصره على ابنيه وزوجته التي شاركته محنة السجن .   فنسأل الله أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فراديس جنانه ويلهم أهله جميل الصبر والسلوان .   هذا وسيقع تشييع الجثمان غدا بقرية الجريصة من ولاية الكاف .      يمكن الاتصال للتعزية على الرقم : 20191148   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 19 ماي 2010)


غدا «اللمة» في رابطة حقوق الانسان الشاكون يتنازلون مجددا.. والمؤتمر أواخر جويلية

 


قامت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أول أمس بدعوة كافة الرابطيين للحضور غدا إلى المقر المركزي للرابطة قصد المشاركة في احتفالية الذكرى 33 لانبعاث الرابطة. وتأتي هذه الدعوة كخطوة أولية تجاه لم الشمل الرابطي واحياء دور الهيكل الحقوقي واعادة اشعاعه إلى ما كان عليه في ريادة المجتمع المدني. وعلمت الصباح أن الوسيطين السيدين عبد الوهاب الباهي ومنصر الرويسي قد تسلما رسالة من قبل الشاكين الذين ردوا من خلالها على مقترح اللجنة المكلفة من الهيئة المديرة وقد اشتملت الرسالة على جملة من التنازلات الجديدة. وقالت مصادر من الشاكين» لقد قبلنا مقترح الهيئة المديرة المتمثل في اجراء ما اسموه»اللمة» مع منخرطي الفروع وذلك قصد اضفاء الشرعية على مؤتمراتها والهيئات المنبثقة عنها مع النظر في امكانية تطعيم هيئاتها بعضوين يتم اختيارهما من بين المنخرطين ومن بين الهيئة المديرة للرابطة.» واضاف المصدر»تاتي هذه الخطوة بعد رفضنا قبول اعادة دمج الفروع الشاكية التى أنجزت مؤتمراتها في ظل غياب عضو من الهيئة المديرة الذي لم يحضر رغم الدعوات الموجهة له» كما قبلت مجموعة الشاكين طلب الهيئة المنبثقة عن الهيئة المديرة للرابطة والقاضية بدمج فرعي (القصرين وسبيطلة ونابل الحمامات ومنفلوري الوردية) رغم أن المحكمة قالت كلمتها وقضت ببطلان قرارات الدمج هذه من قبل. وقال المصدر»أن هذه التنازلات الجديدة تفرض في المقابل الالتزام بروزنامة يتم تحديدها بين الطرفين في اقرب جلسة ممكنة.» الروزنامة ومن بين ما تضمنته الروزنامة التي اطلعت «الصباح» على محتواها تحديد اجال اجراء اللقاءات مع منخرطي الفروع الشاكية وتحديد اجال دعوة المجلس الوطني للاجتماع لتحديد المؤتمر مع الاتفاق المسبق على أن لا يكون ذلك بعد جويلية 2010. وستتم هذه الروزنامة وفقا للمواعيد التالية:  تنظيم لقاءات او مؤتمرات مع الفروع الشاكية خلال هذه الفترة والى حدود15جوان بمعدل 3 فروع اسبوعيا. دعوة المجلس الوطني للانعقاد بعد 15جوان وقبل موفى نفس الشهر. كما تمت الدعوة إلى ضرورة الاتفاق على تقديم قائمة وفاقية موحدة تكون فيها جميع المكونات الرابطية ممثلة. المبادرة الرابطية من جهتها اصدرت المبادرة الرابطية بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لتاسيس الرابطة بيانا تضمن دعوة للالتقاء بين مختلف الاطراف(الهيئة المديرة المتقاضون-المبادرة الرابطية-تنسيقية باب بحر) وذلك بحضور الاستاذين عبد الوهاب الباهي ومنصر الرويسي في اطار حوار مباشر يهدف إلى التوصل إلى حل عملي مقبول تتوفر من خلاله كل الضمانات للتطبيق وانجاز المؤتمر السادس التوافقي من اجل استعادة الرابطة لنشاطها واشعاعها والقيام بدورها الطبيعي في الدفاع عن حقوق الانسان ونشر ثقافتها. كما جددت مجموعة108 تحذيراتها من مغبة مواصلة الحوار بشكل معزول عن بقية الاطراف الرابطية داعية في هذا الاطار»إلى استثمار فرصة الحوار لتقديم مشروع وطني بناء اساسه الوفاق الايجابي والقطع مع الاخطاء ومع ممارسات الاحتواء والاقصاء والتخلي عن عقليات الوصاية والحسابات الضيقة وحفظ استقلالية الرابطة تجاه جميع الاحزاب والقوى السياسية». خليل الحناشي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 20 ماي 2010)


تهديد بالاستقالة من المكتب الانقلابي لنقابة الصحفيين


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 19. ماي 2010
علمت كلمة أن 3 أعضاء من مكتب 15 أوت الذي يوصف بالانقلابي على المكتب الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، قد هددوا صباح يوم الاربعاء 19 ماي 2010 بالاستقالة من مكتبهم . و جاءت هذه التهديدات على خلفية البلاغ الصادر أمس عن رئيس مكتب 15 أوت (جمال الكرماوي) الذي تضمن دعوة إلى جلسة عامة يوم 04 جوان 2010.  و ذكرت مصادر قريبة من المكتب أن الخلاف الذي اندلع بين أعضائه كان بسبب تحديد موعد تاريخ المؤتمر القادم في ديسمبر 2010 و إلزام المشاركين في جلسة 4 جوان بهذا القرار من طرف رئيس المكتب دون مناقشته مع عدد آخر من الأعضاء.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 ماي 2010)


المقامة العمارية .. تقريع وهجاء لرقيب عديم الحياء


بقلم: نور الدين العويديدي وقد أكثر عمار وصال وجال، وفاق في وقاحته الأعور الدجال، وقصف مواقع الانترنت وأذاق أهلها الويل والوبال، قررت أن أوقف الحرب على الجنيدي طالب وأهل قفصة، وأشهر في وجهه سيف المقامة، ليعرف قدره ومقامه، ودعوت له الحاجة منانة الخرنانة، لتحشره في قفص أو خزانة، وتريه من فنونها ألوانا.. وفي ما يلي الحلقة الأولى، وأرجو أن تكون منانة جاهزة للرد، قادرة على الهجوم والصد في وجه عمار صاحب الكاتسون كات باشي.  حدثت الحاجة منانة الخرنانة عن أبيها عن جد جدها، وهو قصاص وراوية، لا تُرى جعبته من الأخبار الطريفة وغريب القصص خاوية، يحدث فيمتع، ويقول وقوله يُسمع، أن إبليس اللعين، أب الأبالسة والشياطين، من أخرج أبينا آدم من جنة الرحمة والهناء، وورطنا في الشقاء والعناء، ووسوس لنا بالشر والكره والجفاء..  قالت منانة عن جدها الأول إن إبليس اللعين حين أراد أن يضع نسله، وقد جاءته الأوجاع، كما تجيء الحامل لا المرأة المرضاع، بحث في كل مكان، عن موطن يكون له فيه ولأبنائه الشياطين أمن وأمان، وجاه وسلطان، فدار وحلق وطار، وسار تحت الأرض، وغاص في البحار، فلم يجد من مكان آمن لهم إلا موضع في شارع الحبيب بورقيبة، يثير في نفس الناظر إليه الرعب والريبة، مع قلة الاحترام والهيبة، من يدخله يصير نسيا منسيا، فيه تنتهك الكرامات، ويختلط فيه الأحياء بالأموات، ولا تسمع فيه إلا الصياح وكثرة العياط، والضرب بالعصا والزلاط، والتعليق على شكل دجاجة مصلية، واحدة طايبة، وأخرى بجنبها مشوية، وثالثة تنتظر مرعوبة نية.  قالت منانة، وقد حكت شعرها الأشيب، حتى تساقط الكثير منه في يدها، فنفضته بعصبية من يديها المرتعشتين دون أن تلتفت إليه، خشية أن يراه زوجها..  قالت وقولها حق، وروايتها صدق، إن إبليس لما وجد ذلك المكان أحس بالأمن والأمان، وانتفخ انتفاخ الفرح الولهان، وصفق تصفيقة الهيمان، بأجنحة ثمان، ورأى نفسه على الناس ملكا أو سلطان..  فبحث بين الموظفين في الدهاليز، وأعدادهم، قاتلهم الله تقاس لكثرتهم وحقارتهم، بالويبة والقفيز، وجوههم شائهة، وعيونهم زائغة من شر صدورهم تائهة، حتى رأى موظفا قصيرا أصلع أبرص أعور، تجمعت فيه عيوب الدنيا كلها، كما تتجمع الفضائل في المصلحين والأنبياء، يسمى عمار، وهو من الكفار الفجار، يكره الحرية، ويسيء في الناس النية، ويعترضهم بالشر في كل شارع وثنية، ويود افتراس المعارضين افتراس الأعراب للحم الخروف وشحمة اللية. – قال له إبليس اللعين، أنت لي خادم معين، ومساعد على الشر أمين. قال له عمار، حطم الله على رأسه الدار، ما اختصاصك يا إبليس؟ – قال إبليس الخسيس أنهى الناس عن الخير، وأدلهم على الإضرار بالغير، وأسقطهم في حبائلي كما تصطادون الطير. – فاستغرب عمار واحتار، لا عمر الله عليه دار، وختم على عينيه وقلبه في الليل والنهار، وحشره في الآخرة ضمن أهل النار.. أأنت موظف معنا يا إبليس؟، وكيف يلعنك كل تقي وخسيس؟ أما أعلمتنا من قبل فنحميك، ونرد الكيد عن أولادك وذراريك، ونساعدك ونؤويك. فإننا نقوم بهذا من زمان، لم يتفوق علينا في عملنا روس ولا ألمان، وقد سبقنا بالاجتهاد في الشر الفرس والرومان، وفلسفناه كما فعل اليونان، وكتبنا فيه كتبا بالأطنان، وفرعناه أصنافا وألوان.. – قال إبليس الملعون الخسيس الرخيص، لقد اتفقنا في الهدف والوسيلة، وكثرت من عندنا وعندكم الحيلة، ولن تغلبنا في الشر عشيرة أو قبيلة. – قال عمار الفاجر الكفار: تواضع يا إبليس واعرف قدرك، حتى لا نرد كيدك في نحرك، ويغلب شرنا شرك، فإنك لن تفوقنا في شيء، ولن تعلمنا الفرق بين الظلام والضيء، واعمل معنا تنم قرير البال، ونغرقك بالعطايا والمال، ونخضع لك الصبايا ذوات الحسن والجمال، – فقال إبليس وعلى الضالين آمين. عند هذا الحد، وقد اختلط الهزل بالجد، نهضت منانة متعبة زعلانة، وتوقفت عن الحديث، ومشت في مهل وريث، مشية اللبؤة أخت الغندفر والليث. وقالت نكمل القصة في القريب، ولكم عندي حديث غريب عجيب، عما دار وصار بين إبليس وعمار وجماعته الفجار. (يتبع)
 


الرئيس الجديد لبلدية خنيس يطرد رؤساء الشعب من حفل التنصيب


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 19. ماي 2010 عقدت يوم الثلاثاء 18 افريل الجلسة الممتازة لبلدية خنيس و قد شهدت الجلسة مفاجاة تمثلت في إقدام رئيس البلدية الجديد السيد علي بوغمورة و هو مرشح التجمع الدستوري على طرد جميع رؤساء الشعب الذين حضروا موكب التنصيب. و قد كاد الامر يتطور نحو الاسوأ رغم تدخل معتمد المنستير الذي أكد أن الجلسة ستكون بدون حضور جمهور .  تصرف رئيس البلدية الجديد أثار عديد التعاليق بين الأهالي فيما رفع رؤساء الشعب شكوى إلى كاتب عام لجنة التنسيق بالمنستير. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 ماي 2010)


تنصيب المجلس البلدي بالشابة بحراسة القوة العامة


حرر من قبل قصي في الإربعاء, 19. ماي 2010 شهدت مدينة الشابة يوم الثلاثاء 18 ماي 2010 تنصيب المجلس البلدي الجديد في ضروف إستثنائية وسط حضور أمني مكثف. فقد رابطت قوات الأمن منذ ساعات الصباح الأولي عند مداخل المدينة، وطوق عشرات رجال الأمن بالزي المدني، الذين وقع إستدعاءهم من مدينة المهدية وصفاقس ومن المناطق المجاورة، مقر البلدية.  ويجدر الذكر أن القائمة المستقلة بالمدينة تقدمت بطعن في النّتائج المعلنة للانتخابات بالإظافة لإعلان عزمها رفع قضيّة في التّزوير ضدّ وزير الدّاخليّة والتّنمية المحليّة كما أشرنا في نشرة سابقة. وقد تم منع العشرات من من النشطاء والمواطنين من الوصول لمقر البلدية للإعتصام إحتجاجا علي ما إعتبروه تزويرا لإرادة الناخب الشابي، كما تم منع السيد الطاهر حميدة رئيس القائمة المستقلة من الوصول لمقر البلدية لمواكبة التنصيب وتبليغ موقف قائمته منه، واظطر المعتصمون للمرابطة علي بعد عشرات الأمتار من مقر البلدية لعدة ساعات بعد أن طوقتهم قوات الأمن والإرشاد السياسي.  وتمت تبعا لذلك عملية التنصيب وراء أبواب مغلقة وبعيدا عن الأجواء الإحتفالية التي ترافق عادة مثل هذه المناسبات. وقد إستنكر السيد الطاهر حميدة في تصريح لراديو كلمة التجاهل الذي حصل للطعن المفترض أن يوقف تنصيب المجلس البلدي الجديد إلى حين بتّ المحكمة الدّستوريّة معتبرا عملية التنصيب غير قانونية، كما أشار لعملية الإستلاء المخالفة للقانون التي قام بها رئيس مركز المهدية علي وثائق كانت بحوزت عدل تنفيذ وقع الإستنجاد به لتوثيق عملية الطعن بعد رفض الموظّفين بالولاية تسليم وصل في إيداعه.  وفي رد فعل آخر أصدرت القائمة المستقلة بيانا، تلقت كلمة نسخة منه ، تمسكت فيه بالنسب التي أعلنتها سابقا ، معتبرة التزوير الحاصل إجرء عقابيا لكل محاولة جدية لإرساء الديمقراطية و التعددية بصفة حقيقية، ومعلنة عزمها للدفاع عن الحقوق المشروعة التي يكفلها الدستور بجميع الوسائل و الطرق القانونية.  لمزيد من المعطيات حاورنا لكم السيد الطاهر حميدة رئيس القائمة العسلية المستقلة تستمعون إليه في فقرة خاصة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 ماي 2010)


الرئيس زين العابدين بن علي يشرف على اجتماع مجلس الوزراء « حماية مصالح تونس الحيوية من كل طعن وانتهاك هي مسؤولية وطنية موجبة لكل التونسيين »

 


قرطاج (وات) – اجتمع مجلس الوزراء يوم الأربعاء 19 ماي بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي. ونظر المجلس في مستهل أعماله في مشروع قانون يتعلق بالمصادقة على المخطط الخماسي 2010 – 2014. ويهدف هذا المخطط الذي يعد إطارا لتجسيم البرنامج الرئاسي « معا لرفع التحديات » للفترة القادمة الى تعميق الاصلاحات الهيكلية لاضفاء المزيد من النجاعة وتحسين الانتاجية الجملية بما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني في اطار نظرة استشرافية تأخذ في الاعتبار تمكين الاجيال القادمة من المقومات الاساسية للتنمية. ويرمي هذا المخطط بالخصوص الى تحقيق نسبة نمو للناتج المحلي الاجمالي ب­ 5ر5 بالمائة سنويا بالاسعار القارة تمكن من بلوغ معدل للدخل الفردي يقدر بحوالي 8300 دينار سنة 2014 وتغطية كامل الطلبات الاضافية للشغل مع اعطاء الاولوية لطالبي الشغل من حاملي شهادات التعليم العالي. كما يرمي الى استحثاث نسق الاستثمار والارتقاء بحصته من الناتج المحلي الاجمالي الى حدود 26 بالمائة سنة 2014 ومواصلة تقليص المديونية الخارجية… « .. وتأكيدا لأهمية الأمن الاقتصادي في تعزيز مناعة الوطن وتامين مصالح المواطنين الحياتية نظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بإتمام إحكام الفصل 61 مكرر من المجلة الجزائية وذلك بإضافة أحكام يُعاقب بمقتضاها كل تونسي يتعمد ربط الإتصالات مع جهات أجنبية للتحريض على الإضرار بالمصالح الحيوية للبلاد التونسية وتعتبر مصالح حيوية للبلاد كل ما يتعلق بأمنها الاقتصادي. ويندرج مشروع هذا القانون في إطار تعزيز حماية مقومات الأمن الاقتصادي في ظل التحولات التي يشهدها العالم وما تقتضيه من حفاظ على المصالح الحيوية لتونس من كل انتهاك على غرار ما هو معمول به في تشاريع عديد الدول. وأكد الرئيس زين العابدين بن على أن حماية مصالح تونس الحيوية من كل طعن وانتهاك هي مسؤولية وطنية موجبة لكل التونسيين في ظل ما يشهده العالم من تطورات كرست البعد الاقتصادي كأولوية أساسية في دعم مقومات الاستقرار والمناعة… » (المصدر: مقتطف من برقية لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – حكومية) بتاريخ 19 ماي 2010)  


الرئيس التونسي يقر تعديلات قانونية لتجريم منتقديه


السبيل أونلاين – تونس  أشرف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي جلسة مجلس الوزراء للنظر في مشروع اضافة احكام للفصل 61 مكرر من المجلة الجزائية « يعاقب بمقتضاها كل تونسي يتعمد ربط الاتصالات مع جهات اجنبية للتحريض على الإضرار بالمصالح الحيوية للبلاد التونسية وتعتبر مصالح حيوية للبلاد كل ما يتعلق بامنها الاقتصادي » ، وفق نص القانون . وقال بن على ان « حماية مصالح تونس الحيوية من كل طعن وانتهاك هي مسؤولية وطنية موجبة لكل التونسيين في ظل ما يشهده العالم من تطورات كرست البعد الاقتصادي كاولوية أساسية في دعم مقومات الاستقرار والمناعة ». وتعتزم الحكومة التونسية اقرار تعديلات على مجلة الاتصالات بهدف التضييق على نشطاء حقوق الانسان في نشر أخبار عن الانتهاكات الواسعة التى يمارسها جهاز البوليس . وتوجه الى سلطة الرئيس التونسي اتهامات من قبل كثيرين بتقديم احصائيات وأرقام اقتصادية مبالغ فيها ، واستئثار عائلة الرئيس بالنفوذ الإقتصادي وممارسة الفساد المالي . (المصدر: السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 20 ماي 2010)


تونس: على خلفية تعثر مفاوضات الشريك الأوروبي المتقدم قانون مثير لمعاقبة أنشطة حقوقية


تونس- خدمة قدس برس بحث مجلس وزاري انعقد يوم الأربعاء 19 مايو (أيار) بإشراف رئيس الدولة مشروع سنّ قانون يعاقب كل تونسي يتعمد ربط الاتصالات مع جهات أجنبية بهدف « التحريض على الإضرار بالمصالح الحيوية للبلاد التونسية » المتعلقة بالأمن الاقتصادي. وسيضاف هذا القانون إلى المادة 61 من القانون الجنائي المتعلقة بالاعتداء على الأمن الخارجي والتخابر مع دولة أجنبية وإفشاء الأسرار العسكرية، والتي تصل عقوباتها إلى 5 سنوات سجنا نافذا زمن السلم. وبحسب بلاغ صحفي رسمي فإنّ الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أكّد خلال المجلس الوزاري المذكور ضرورة حماية مصالح البلاد الحيوية من كل طعن وانتهاك، مضيفا أنّ ذلك يُعدّ مسؤولية وطنية موجبة لكل التونسيين في ظل ما يشهده العالم من تطورات كرست البعد الاقتصادي كأولوية أساسية في دعم مقومات الاستقرار والمناعة، حسب تعبيره. وجاء مشروع هذا القانون المتوقع عرضه قريبا على البرلمان على إثر ما اعتبره المراقبون فشلا لاجتماع مجلس الشراكة بين تونس والإتحاد الأوروبي الذي انعقد يوم الثلاثاء (11/ 5) الجاري في بروكسيل. حيث لم تتقدم المفاوضات على النحو الذي يأمله الجانب الحكومي التونسي باتجاه منح تونس مرتبة « الشريك المتقدم ». ويبدو أنّ قضايا حقوق الإنسان والحريات العامة هي حجر العثرة أمام تعزيز مكانة تونس ضمن الشراكة الأورومتوسطية، وهي القضايا التي طالما طرحتها منظمات حقوق الإنسان التونسية والأوروبية باتجاه دفع الجانب الأوروبي لممارسة مزيد الضغوط على الحكومة التونسية حتى تلتزم بتعهداتها المتعلقة بحقوق الإنسان والتي ينصّ عليها البند الثاني في اتفاقية الشراكة. وقد أطلقت منذ أيام صحف مقربة من الحكومة حملة تشهير بمعارضين ومدافعين عن حقوق الإنسان واتهمتهم بالخيانة. هذا القانون سيصدر لمعاقبة المدافعين عن حقوق الإنسان، يقول المحامي الناشط محمد عبّو في تصريح خص به وكالة « قدس برس »، مشيرا إلى أنّ الصيغة التي أعلن عنها واسعة وغامضة حيث إنّ الاتصال « بجهات أجنبية » يشمل الدول والمنظمات والأشخاص، بل يمكن أن يتحوّل مجرد حوار صحفي في الخارج إلى جريمة، وفق تعبيره. وانتقد المحامي مشروع القانون واعتبره يأتي في سياق تخويف المواطنين من إبداء آرائهم. فالسلطات أغلقت كل أبواب الضغط الداخلي عليها، ثم تريد مزيدا من القيود حتى لا تُسمع الانتقادات خارجيا، يتابع المتحدث، نافيا أن يكون أي ناشط تونسي رافضا لحصول تونس على مكانة الشريك المتقدم، حسب علمه. فجميع التحركات تندرج في سياق دعوة الجانبين الأوروبي والتونسي إلى احترام الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان. واستغرب عبّو ما تم الإعلان عنه في المجلس الوزاري المذكور بعنوان « ترسيخ متواصل لحقوق الإنسان » ثم يقع في إطاره تمرير قيود جديدة على الحريات.  
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 20 ماي 2010)
 


         

الحركة النقابية التونسية بين فكي كمّاشة : العـشائرية والبيروقراطية

 


بقلم: الأستاذ منير العـوادي تونس: 20 ماي 2010 Aouadi.mounir@yahoo.fr الملاحظ الدقيق للواقع لا يمكن له إلا أن يقرّ الفشل الذريع الذي آل إليه الاتحاد العام التونسي للشغـل في كافة المجالات: ــ فشل في الدفاع عـن مصالح الطبقة العاملة المادية والفكرية والسياسية. ــ فشل في إرساء تحالف مع الطبقات الشعـبية في نضالها من أجل التحرر من كلّ أشكال الاضطهاد والاستغلال. ــ فشل في تحديد موقف واضح من السلطة ومختلف أجهزتها وما تمثله من مصالح واختيارات وعلاقات مع الدوائر الرأسمالية العالمية. ــ وأخيرا فشل في أن تَكُون وأن تُكوّنَ مدرسة لتخريج الكوادر المناضلة والمخلصة، مدرسة تنتصر للفكر الثوري النيّر المرتبط بقضايا الكادحين في تونس والوطن العـربي والعالم. وتساهم بذلك في القطيعة المعـرفية المطلوبة والضرورية مع الثقافة الإقطاعـية البالية والفكر البورجوازي في طوره الاستعـماري. هذا الفشل يدفع بنا إلى إعادة النظر بشكل جذري وشامل لواقع الحركة النقابية، من خلال تحليل، لا يكتفي بنقد المواقف والممارسات، بل يحاول أن ينفذ إلى ما وراءها من جذور وأصول. إنّ من يتخطى البحث عـن الأعـراض للبحث عـن الجوهر، لا يمكن إلا أن يستغـرب بشدّة لعـمق حضور العـشائرية ودورها التخريبي في تاريخ الحركة النقابية العـمالية. إذ هي في المستوى النظري نوازع وانفعالات ونزوات، ضدّا عـن المعـرفة والإبداع والعـلم، وهي في المستوى العـملي محاولة لطمس الصراع الطبقي وتشويهه. إنّها ضحالة وبؤس عـلى صعـيد الفكر، وارتجال وتذبذب وانحناء وقفز عـلى المسامير ووسط الحفر عـلى صعـيد العـمل. والإتحاد في هذا الأمر هو جزء من كلّ، أي أنّ هيمنة النزعة العـشائرية في صلبه تغـذّت من النزعة العـشائرية السائدة في مستوى القطر. فلقد كان التوجه العـشائري حاضرا بقوّة في الاختيارات الأساسية للسلطة البورقيبية منذ سنة 1956، إذ أنّ هذه السلطة مكّنت أقلية ضئيلة منحدرة بالخصوص من جهة الساحل من تحقيق ثراء فاحش، من خلال ما تحصّلت عـليه من تشجيعات مختلفة : قروض بفوائد زهيدة، منح وهبات، إعـفاء ضريبي …، في حين أبقت المناطق الداخلية في حالة حرمان وتهميش وفقر مدقع. كما أنّ ما قامت به السلطة من إعادة توزيع للخارطة الإدارية، من خلال إعادة تسمية الولايات دون الإشارة إلى تركيبتها العـشائرية، اتخذ طابعا شكليا، أي أنّه استهدف الإسم دون المسمى، واللفظ دون المعـنى. لقد وصل الأمر بالحبيب بورقيببة أثناء صراعه مع صالح بن يوسف إلى حدّ قطع الماء عـن جزيرة « جربة »، مسقط رأس صالح بن يوسف، عـقابا لأبناء هذه الجزيرة عـلى مساندتهم لبن يوسف. وفي الإتحاد سادت لمدة طويلة، العـقلية العـشائرية بتقاليدها وأعـرافها، التي تحدد مجال الانتماء وضوابط الخضوع والانقياد، وكذلك كيفية صيانة هذه القيم وتوريثها من جيل إلى آخر. لقد تقاسم منذ بداية الأربعـينات من القرن الماضي طرفان أساسيان مجال النفوذ والسيطرة داخل الحركة النقابية: ــ الطرف الأول : يتمثل في المجموعة المنحدرة من جزر قرقنة، ويضمّ بين صفوفه عـناصر كان لها تأثير فاعـل في الساحة النقابية، وخاصة فرحات حشاد والحبيب عاشور. ــ أما الطرف الثاني : فيتمثل في المجموعة المرتبطة بالعـشائر أصيلة جهة قفصة بالجنوب التونسي، ومن أهمّ رموزها : أحمد التليلي وحسين بن قدّور. ومن خلال رصد بعـض المعـطيات المتعـلقة ببعـض القادة النقابيين، يمكن الوصول إلى نتائج تستلفت النظر حول تأثير العامل العـشائري ودوره في الحركة النقابية. فلقد رحل فرحات حشاد في الخامسة عـشر من عـمره، أي سنة 1929، للإقامة عـند أخواله، المستقرين في حومة القراقنة في سوسة، في حي « وادي الخروب »، وهو حي توجد فيه عـديد العائلات المهاجرة من جزر قرقنة. وبعـد أن استقرّ حشاد مدة في سوسة، عاد سنة 1940 إلى صفاقس، حيث انتُدب للعـمل بالأشغال العامة، وواصل نشاطه النقابي في إطار الاتحاد الإقليمي لـ( س.ج.ت)، صحبة الحبيب عاشور وعـبد العـزيز بوراوي والطاهر العكروت…. وهم أفراد يجمع بينهم الانتماء إلى نفس الجيل ونفس المنطقة ونفس الاهتمام، مع ما يتبع ذلك من تأثير وتأثر، يشمل الجميع. ومن بين هؤلاء كان مسعـود عـلي سعـد يؤدّي دورا بارزا ستظهر أهميته لاحقا. فلقد أسّس في 16 جانفي 1944 أوّل نقابة مستقلة عـن النقابات الفرنسية (بما في ذلك تلك التي ينشط في إطارها حشاد وبقيّة الجماعة المتعاونة معه)، وهي » نقابة عـمال وموظفي شركة فسفاط وحديد صفاقس ــ قفصة ». كانت هـذه النقابة ذات طابع حرفي بحت، أي أنّها ترفض اتخاذ أيّ موقف سياسي، وتنادي بالتالي بـ »حياد النقابات »، وهو ما لم يمنعـها من التزلف أحيانا للسلطات الاستعـمارية من أجل الاعـتراف بها والحصول عـلى امتيازات ومكاسب لمنظوريها. وقد قام مسعـود عـلي سعـد بتأسيس نقابته تلك قبل عـقد مؤتمر الإتحاد الإقليمي للكنفدرالية العامة للشغـل، يومي 18 و19 مارس 1944، وهو المؤتمر الذي ترشح فيه حشاد كنائب لعـضوية الهيئة الإدارية، ولكنه فشل في ذلك. وقد ترتبت عـن هذا الفشل خيبة أمل كبرى لدى حشاد، الذي عاد إلى صفاقس واتصل بمسعـود عـلي سعـد، حيث اتفقا عـلى مواصلة العـمل الذي قام به الأخير. ولعـلّ ما سهّل اتفاقهما هو أنّهما ينحدران من نفس المنطقة ( قرقنة)، كما يجمع بينهما العـداء للفكر الشيوعي. وقد أدّى العـمل المشترك بينهما إلى تكوين المكتب المؤقت لــ « اتحاد النقابات المستقلة بالجنوب » في 6 نوفمبر 1944، حيث أصبح فرحات حشاد كاتبا عاما ومسعـود عـلي سعـد عـضوا مساعـدا. إضافة إلى النشاط النقابي، كانت توجد في تلك الفترة جمعـية خيرية، هي جمعـية  » التضامن القرقني »، وكان يرأس مكتب هـذه الجمعـية مسعـود عـلي سعـد، وكان كـلّ من فرحات حشاد والحبيب عاشور عـضوين بمكتبها. ومن أهمّ أنشطة هذه الجمعـية ربط الصلة مع أبناء الجزيرة المهاجرين في مدن صفاقس وسوسة وتونس وتقديم مختلف أنواع المساعـدة لهم. هذا التآزر الاجتماعي ــ النقابي، عـلى قاعـدة الانتماء العـشائري، تحوّل شيئا فشيئا إلى أسلوب عـمل، وسيتجسد في كلّ المناسبات، في السرّاء والضرّاء، سواء كان الفرد في « دار الحقّ » أو في « دار الباطل »، في العـمل والزواج وحتى في التجاور. يقول نور الدين حشاد :  » من رادس انتقلنا إلى مونفلوري سنة 1955، لأنّ الوالدة أصبحت لا تريد البقاء في رادس حيث كنّا نكتري منزلا …. ومنذ 1954 تكوّنت هيئة لجمع المال لبناء منزل لنا بمنفلوري. وقد جُمعـت الأموال بواسطة مقتطعات لاشتراء الأرض وبناء المنزل. لماذا في منفلوري؟ لأنّ المجموعة القرقنية التي كانت مع فرحات حشاد، كان فيها سي منصور جراد وسالم الشفي وأحمد فنيش ومحمد كنو وعـلي العـكروت ومحمد النّمصي رحمهم الله. كانت هذه المجموعة تسكن مونفلوري، وكانـ(وا) يعـتز(ون) بجزيرتهـ(م) وبكل ما يهمّها. ولا يمكن فهم إنسان إذا لم يقع فهم الوسط الذي نشأ فيه ».(1) إنّ توفير مستلزمات القوّة بواسطة إيجاد أنماط متعـددة من التداخل بين الاجتماعي والنقابي، بين ما هو مادي وما هو رمزي، هو سرّ الأسرار في هيمنة العـشائرية، وتحوّلها إلى القطب الأساسي المحرك في الحركة النقابية التونسية، بل وتحوّلها إلى واقع معـقول، لا يمكن إلا تفهمه وتبريره والنسج عـلى منواله ما أمكن ذلك. وبذلك أيضا تحوّلت العـشائرية إلى قوّة داخل القوّة، تتميّز الأولى عـن الثانية بكونها منظمة ومتماسكة وسريّة، لها قوانينها الذاتية ومشاريعـها المحددة وتنظيمها الخاص. نفس هذا التوجه تكرّس في جهة قفصة، بالجنوب التونسي، وإن كان بشكل آخر. فلقد تشكّلت نقابات عـمال المناجم الأربعة، تحت إشراف أحمد التليلي، عـلى أسس عـشائرية واضحة، خاصة وأنّ الصراع مع الاتحاد النقابي لعـملة القطر التونسي ( الذي حلّ نفسه في أواخر سنة 1956) ساهم في تأجيج هذا التوجه. فلقد تأسّست يوم 23 جوان 1946 نقابة عـمال منجم « الرديف »، بالاستناد إلى عـشيرتي « أولاد عـبيد » و »أولاد يحي »، وتولى كتابة النقابة حسونة بن الطاهر. وفي نفس اليوم أيضا تأسّست نقابة أخرى في منجم « المتلوي »، حيث تتواجد عـشيرة « أولاد بويحي »، وتولى مسؤولية الكتابة العامة العـربي درويش. وفي يوم 6 جويلية 1946 تأسّست نقابة عـمال منجم « أم العـرائس »، حيث الوجود القوي لعـرش « أولاد سلامة »، وقد تولى الكتابة العامة أحمد بلحاج مسعـود. وفي نفس اليوم تأسّست كذلك بـ »المظيلة » نقابة تولى كتابتها العامة الأزهاري بن الحاج أحمد بن عـمار، وذلك بالاعـتماد خاصة عـلى عـرش « القطارية ». ولئن بدأ التوجه العـشائري في البروز مع بداية تأسيس الاتحاد في الأربعـينات، فإنّه نمى وتعـزز بشكل واضح وجلي في النصف الثاني من الخمسينات، حينما بدأ التنافس عـلى « الكعكة » أو الغـنيمة، مع بداية « فجر جديد »، اعـتقد البعـض أنّه سيكون أحسن. يتأكّد هذا الأمر من خلال التثبت فيما حدث في المؤتمر السادس للإتحاد العام التونسي للشغـل (سبتمبر 1956). فلم يكن تفجّر الصراع بين الثالوث: أحمد بن صالح وأحمد التليلي والحبيب عاشور، سوى تعـبير عـن خلافات شخصية وعـشائرية، ساهمت مناورات السلطة في إذكائها. وما وقع سنة 1956 هو الحلقة الأولى من حلقات التآمر عـلى الإتحاد العـام التونسي للشغـل وعـلى الطبقة العاملة. في تلك السنة انشقّ عاشور عـن الإتحاد، بعـد أن رجع إلى صفاقس، ليؤسس إتحاد المنشقين « إتحاد الشغـل التونسي » (U.T.T)، الذي قاده الحبيب عاشور وعـبد العـزيز بوراوي ومحمود الغـول. ثم تحالف عاشور مع بورقيبة والتليلي، بعـد عـودته للاتحاد، لإزاحة أحمد بن صالح في المؤتمر السابع الذي التأم في 22 سبتمبر 1957. ثم تحالف ثانية مع بورقيبة وبن صالح للإطاحة بأحمد التليلي في المؤتمر التاسع للإتحاد المنعـقد في 28 مارس 1963. وأخيرا تآمر بورقيبة مع أحمد بن صالح ضدّ الحبيب عاشور، وزجّا به في السجن سنة 1965، واستعانا بالنوري البودالي وبشير بلاغة، وهما من تحالف الشمال (تشكل عـشائري آخر)، لتحويل الإتحاد إلى أداة طيّعة بيد السلطة. بعـد مرور ثلاث وثلاثين (33) سنة، بالتمام والكمال، أي في أواخر سنة 1989، يعـود الحبيب عاشور، في حوار صحفي، للحديث عـن المؤتمر السادس للاتحاد المنعـقد أيام 20 ـ 21 ـ 22 و23 سبتمبر 1956، ليقول: [كان المؤتمر نوعا من المؤامرة أثارها بن صالح ومساعـديه ضدّ « الصفاقسية »].(2) إنّ استعـمال عاشور للفظ « الصفاقسية » عـوضا عـن « قراقنة » يهدف إلى المغالطة والتحشيد لا غـير، فهو « صفاقسي » في تونس، و »قرقني » في صفاقس، …. وأهمّ ما يعـبّر عـنه مثل هذا التصريح، هو أنّ أهمّ آليات إثبات الذات بالنسبة للعـشائري تتمثل في ترسيخ عـقدة الاضطهاد، حيث تكون نظرية المؤامرة أبرز مستتبعاتها. ذلك أنّ العـشائري يتصوّر أنّ هناك عـدوّا خارجيا يتربص بأهل العـشيرة، وهو المتسبب في بؤسهم وشقائهم وفي الخطر الدائم المحدّق بهم. كانت العلاقة بين مختلف الرموز العـشائرية تتميّز بالتآزر حينا وبالتناحر حينا آخر، بالصداقة والعـداء، حسب ما تمليه التجاذبات والمصالح. وحتى في فترات المودة والإخاء والتضامن، فإنّ كل فرد يتباهى برصيده العـشائري. ويمكن أن نضرب مثالا حيّا عـلى ذلك من خلال حكاية حدثت بين عاشور والتليلي. فبعـد عـودة أحمد التليلي إلى تونس في 25 مارس 1967، ذهب العـديد من أصدقائه ومعارفه إلى زيارته : [ وكان الحبيب عاشور ، الذي خرج من السجن بعـد تدخلات من السيزل، أكثر المترددين عـليه. وقد جاءه يوما وقدّم له (ضمّة) من المال قائلا : « هذه مساهمة من القراقنة »، فردّ عـليه أحمد التليلي: « لا، القفاصة لم يتركوني بحاجة لأيّ شيء ». وردّ عـليه ماله].(3) وهكذا تحتاج الروح العـشائرية دائما، وخاصة في فترات النكسة، إلى الشحذ والاستنهاض والتحفيز، من خلال دعاوي الأفضلية والعـفّة والتسامي الأخلاقي، والإشادة بما توفر لها من مخزون، يمكّنها وقت الحاجة، من الاحتماء والتحصّن. هذا التوجه العـشائري شهد بعـض التقلص المحدود في فترة السبعـينات، حينما تحوّل الإتحاد إلى أكبر قوة شعـبية في القطر، وتمكّن من استيعاب أعـداد كبيرة من العـمال والموظفين في صلبه. فبعـد أن كان عـدد المنخرطين لا يتجاوز 40 ألف سنة 1970، أصبح يتراوح سنة 1977 بين 550 ألف و600 ألف منخرط. كما شهد « الفكر العـشائري » في هذا العـقد تراجعا ملحوظا لفائدة نمط جديد من الوعي هو »الوعي الطبقي »، نتيجة لانتشار الفكر الماركسي اللينيني، بعـد انضمام أعـداد متزايدة ونوعـية من العـناصر اليسارية، التي كانت تنشط في الحركة الطلابية، إلى الحركة النقابية، وإسهامها إلى حد ما في التأثير عـلى التوجه السائد في بعـض القطاعات والقواعـد العـمالية. وقد كانت القيادة النقابية منزعجة لنمو الفكر اليساري ولا تتوانى في الغالب عـن اتخاذ تدابير زجرية ضدّ ممثليه: حلّ الهياكل ــ تجريد من الصفة النقابية ــ طرد من العـمل…. ولكنها سعـت في مناسبات ظرفية ( خاصة قبل الانتفاضة الشعـبية الأولى في 26 جانفي 1978) إلى محاولة توظيف هذا التوجه، سعـيا إلى الاستفادة منه لترجيح كفّة بعـض الأجنحة في السلطة عـلى حساب أجنحة أخرى ( في علاقة بمسألة الخلافة التي كانت مطروحة آنذاك). إلاّ أنّ التوجه العـشائري اكتسح من جديد الحركة النقابية في الثمانينات، وعادت من جديد عـقلية الثأر والانتقام، بحيث لم ينته هذا العـقد إلاّ والإتحاد في حالة بائسة، إذ أصبح ممزق الأوصال، ويعاني من الضعـف والتشرذم والعجز. إنّ الرؤية العـشائرية هي رؤية متكلسة ومتيبسة، لا ترى إلاّ ما تريد رؤيته، ولا تفعـل إلاّ ما تقتضيه مصالحها الآنية المباشرة، وهي تبعا لذلك لا تنظر للجماهير الشعـبية إلاّ ككتلة هلامية عـديمة الرأي والموقف وعـديمة القدرة عـلى تكريس الموقف. في هذا السياق يمكن أن نذكر مثلا واحدا يؤكدا مدى تخبط القيادة العاشورية وقصورها واستهانتها بقضايا ملايين المضطهدين. فقبل انتفاضة الخبز في بداية جانفي 1984 ( والتي كانت الانتفاضة الشعـبية الثانية في تاريخ تونس المعاصر) أبرمت السلطة ووفد من الإتحاد اتفاقا، تمّ بمقتضاه الموافقة عـلى مضاعـفة سعـر الخبز، وإقرار منحة تعـويضية بقيمة دينار ونصف (1،5 د) لكلّ فرد، بالنسبة لعائلة تتكون من ستة (6) أفراد، بحيث تكون الزيادة الإجمالية الشهرية الأقصى تسعة (9 د) دنانير، إذ اعـتبر الطرفان أنّ انخفاض القدرة الشرائية يُقدر بـ 10 بالمائة. وقد تكوّن وفد الإتحاد الذي أبرم هذا الاتفاق من: الحبيب عاشور ـ الطيب البكوش ـ خليفة عـبيد ـ إسماعـيل السحباني. هذا الاتفاق يؤكد انقطاع القيادة النقابية عـن الواقع الحقيقي للطبقات الشعـبية وانفصالها عـنه، خاصة وقد كانت في تلك الفترة منهمكة في تصفية الحساب مع خصومها، أي مع شقّ آخر من العـشيرة يمثله عـبد العـزيز بوراوي وبعـض العـناصر الموالية له، الذين تمّ طردهم من الإتحاد، في نوفمبر 1983، بقرار من عاشور، فأسّسوا فيما بعـد ما سُمي بـ » الإتحاد الوطني للعـمال التونسيين ». ماذا كان ردّ الجماهير عـلى هذا الاتفاق؟ ببساطة شديدة رمت به إلى سلة المهملات، حتى لا نقول أكثر، وبيّنت أنّ إرادة الجبابرة يمكن أن تخرّ ساجدة لإرادة الشعـب، حينما يقرر هذا الشعـب أخذ زمام المبادرة، وحينما يقرر أن يرفض وأن ينتفض وأن يثور. هناك أمر آخر يجب التأكيد عـليه في هذا المجال، وهو أنّ التقيد بالانتماء العـشائري يؤدي حتما إلى البيروقراطية، في مستوى التسيير والممارسة، بل يمكن القول أنّ العـشائرية والبيروقراطية متداخلان ومتشابكان، وهما معا يشكلان السبب الأساسي لتخلف الحركة النقابية وركودها. إنّهما وبال عـلى وبال. فالعـشائرية هي البناء الاجتماعي ـ النفسي، أمّا البيروقراطية فهي الجهاز أو الأداة السلطوية التي تحمي وتؤطر وتوجه، وتمارس بالتالي الدور الموكول لها في الاستخبار والقمع والطغـيان. في الفترات التي سيطرت فيها وجهة النظر الجهازية : أحمد بن صالح بين سنتي 54 و1956، وبشير بلاغة بين 65 و1970، وإسماعـيل السحباني بين 1989 و2001، تحوّل الأمين العام إلى ما يشبه الرئيس المدير العام (PDG)، كما تحوّل « المسؤولون النقابيون » إلى موظفين رسميين. رغـم ذلك حرص هؤلاء الأمناء العامون عـلى إيجاد نوع من « التعايش السلمي » مع العـشائرية، وحافظوا لها عـلى حدّ أدنى من الوجود والتواجد. هذه الخلطة العجيبة ـ الغـريبة، حيث يتداخل العـشائري مع النقابي مع الحزبي، أنتج نمطا خاصا من النقابيين، يتميّزون بصفات خاصة، أهمّها : الدهاء والمكر والقدرة عـلى حبك المناورات والدسائس، وهو ما أدّى إلى تحوّل الإتحاد إلى مدرسة لتعـلم كلّ فنون الاختلاس والتحيّل والخداع. ومسؤول من هذا النوع لا يمكن إلاّ أن يفتقر شيئا فشيئا إلى الجرأة والشجاعة في التعـبير عـن رأيه، كما أنّه سيسعى بكل ما أوتي من قوّة للبقاء أطول مدّة في الجهاز لمزيد تكديس مختلف أنواع الامتيازات. من خلال ما تقدم يمكن التأكيد عـلى أمرين : أوّلا : إنّ العـشائرية بما هي معـطى طبيعي تشكل حاجزا أو عائقا يحصر الهوية في حدود مناطقية ضيّقة. لذلك فهي تتعارض مع مفهوم الوطن، كمعـطى تاريخي ـ طبقي، بل هي تحُول في الواقع العـملي دون الإندماج الوطني ودون السيادة الوطنية التي لا معـنى لها بدون سيادة شعـبية. إنّ تحديد طبيعة المرحلة والمهام المطروحة من وجهة نظر الطبقة العاملة يقتضي توفر مرجعـية فكرية وسياسية واضحة وقدرة عـلى القيام بتحليل موضوعـي ومعـمّق للواقع. والعـشائرية أعجز ما تكون عـن القيام بهذا الدور، إذ هي انتصار للجهل عـلى المعـرفة وللخرافة عـلى العـلم، وهي تتغـاضى عـن الاضطهاد والاستغـلال إذا ما تمكّنت من تحقيق مصالح أفرادها وطموحاتهم، كما أنّها تُزايد في المواجهة والاعـتراض في الحالة العـكسية. ثانيا : البيروقراطية تكريس للإقصاء والإلغاء، وهي تفرض، أو بالأحرى تحاول أن تفرض، الولاء المطلق كشكل واحد ووحيد ممكن للعلاقة بين القواعـد والقيادة. إنّها جهاز إداري ومالي (سيف وذهب)، يعاقب ويجازي، يمنع ويمنح. وهي بذلك عـدوّ للديمقراطية الجماهيرية، التي تعـني خاصة حرية الكلمة والنقاش الحر المفتوح في كلّ القضايا، والذي يسمح وحده بتطوير الفكر وأخذ زمام المبادرة والقرار من قبل المعـنيين بالأمر. الخيار العـشائري ـ البيروقراطي إذن هو سلبية سالبة، تعـطيل وعـطالة، لذلك فهو النقيض الجوهري للمشروع الوطني الديمقراطي. وبالنسبة للوضع الراهن للاتحاد، سنكتفي هذه المرّة، بطرح ثلاث أسئلة أساسية : ـ 1/ هل أنّ القيادة الحالية هي مواصلة للتوجه العـشائري ـ البيروقراطي أم هي في قطيعة معه؟ ـ 2/ ما هو برنامج هذه القيادة وأهدافها المباشرة في هذه الفترة بالذات؟ ـ 3/ هل هي تتهيأ حقّا للانقلاب والإجهاز عـلى الفصل العاشر من قانون المنظمة، الذي يقرّ بالتداول عـلى المسؤولية في مستوى المكتب التنفيذي؟ مما لا شكّ فيه أنّ الحركة النقابية التونسية مقبلة في غـضون الأشهر القادمة عـلى معـركة مصيرية حاسمة، سيتحدد عـلى ضوء نتائجها مستقبل الاتحاد العام التونسي للشغـل برمته. فإمّا انتصار وحيوية وبداية عـمل جديد وجدّي، وإما هزيمة نكراء وسقوط وانهيار، وهو ما سيفضي هذه المرّة إلى تحلل وزوال. المراجع : (1) فرحات حشاد : الحركة العـمالية والنضال الوطني. إشراف وتقديم : عـبد الجليل التميمي ـ زغـوان : مؤسسة التميمي للبحث العـلمي والمعـلومات، جانفي/ كانون الأوّل 2002. (2) ورد ذلك في حوار لمجلة حقائق عـدد 227 ـ من 22 إلى 28 /12 / 1989 ـ بعـنوان:  » Les révélations de Habib Achour  » (3) الزعـيم النقابي أحمد تليلي ـ كفاح ومواقف (ص 461). تأليف: محمد عـلي المؤدب ـ طبع OMEGA ـ أفريل 1997 — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


آخر ما استجدّ على الساحة النقابية بجهة بنزرت


آخر ما استجدّ على الساحة النقابية بجهة بنزرت الرّسالة المجهولة الهوية التي وجهت إلى الإدارة الجهوية للتّعليم و يروّج البعض أنها وجهت للإدارة العامة التي أحالتها بدورها إلى الإدارة الجهوية للتّعليم ببنزرت. موضوع الرّسالة اتهامات عديدة موجهة إلى أحد نقابيي الجهة (منير الحدّوشي) و هو كاتب عام للنقابة الأساسية للتّعليم الأساسي بمنزل بورقيبة و عضو بالنقابة الجهوية و عضو بالاتحاد المحلي بمنزل بورقيبة و عضو باللجان الإدارية المتناصفة. يقول البعض أن هذه الاتهامات مهنية و أخلاقية و تتجاوز سبع تهم، إلاّ أن المسألة لا تنحصر في مدى صدقها أو زيفها بل في ردود أفعال النّقابيين بالجهة و في مواقفهم تجاه هذه المسألة و بصفة خاصّة بالنّسبة إلى نقابيي التّعليم الأساسي. فرغم التجربة الطويلة للمعني بالأمر في العمل النقابي فقد سقط في فخ الإدارة – و كأنه معلم مبتدئ- إذ و بمحض إرادته و دون تنسيق مع نقابته أو النقابة الجهوية مكّن الإدارة من الاستفراد به فسقط في فخها و أجاب على جميع الاتهامات كتابيا و بخط يده. إنّ السؤال الذي يحير الجميع كيف لنقابي مثله يطرح نفسه و يطرحه البعض ككاتب عام للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي و بديلا عن الكاتب العام الحالي باعتباره صار الكاتب العام للمكتب التنفيذي للمكتب الجهوي؟؟؟ كيف لعضو النقابة الجهوية لدورات عديدة و كاتب عام لنقابة أساسية هامة (بعدد منخرطيها) أن يمارس بهذه الفردية و يمكّن الطرف الإداري من الاستخفاف بالنقابيين والاستهزاء بهم ؟؟؟ أليس الأجدر به أن يحشد المناضلين قطاعيا و جهويا وراءه للتصدي لمثل هذه الرسائل المشبوهة بدل إعطاء الإدارة مشروعية هرسلة النقابيين بمثل هذه الاِستجوابات؟؟؟ إضافة إلى ذلك: أيّ زاد ثقافي و تجربة نضالية و أي ثقافة قانونية كسبها الزميل منير الحدوشي في أكثر من عشريتين من الزمن يمارس في الأطر النقابية؟؟؟ أما أخيرا إن من عجز على دفع نقابة جهوية هو عضو بها لتقوم بما يجب أن تقوم به للتفاعل إيجابيا و تتصدى لمثل هذه الرسالة و غيرها من الرسائل التي نهشت في أعراض بعض النقابيين والنقابيات، هو بالتأكيد غير قادر على مسك دفة نقابة جهوية بالجهة إن لم نقل أساسية. نقابي من بنزرت  


كفّ عن النعيق الى عبد العزيز الجريدي


تعدّ القرارات الأخيرة الصادرة عن وزارة الاتصالات – منح الأجانب رخص التصوير – قرارات تحدّ من حرية العمل الصحفي و الإعلامي في تونس و تتناقض مع الخطاب الرسمي الذي يدعو إلى مزيد الانفتاح على الإعلام و تكريس جملة من الإجراءات تعزّز مكانة الصحافة و حرية الإعلام . كما يتردد أيضا في الخطاب الرسمي رفع صفة التحريم عن كل ما من شانه أن ينير الرأي العام و فتح المجال أمام الصحافيين ليضطلعوا بمهامهم بكل حرية . المؤسف أن الواقع يكشف عن أمور مفارقة لما نسمعه و لن نتوسع في الاستشهادات لأنها بحجم النجوم لكن الملفت للنظر أن يصبح الإعلام في خدمة البذاءة و يأصّل لها فهذا عود إلى الانحدار لا محالة ، و يحضر هنا نجم البذاءة بامتياز وقائد الطبّالين و المتزلّفين و الزمّارين الفذّ المسمى عبد العزيز الجريدي و الذي يمثل وجوده في المشهد الإعلامي التونسي الحالي مثل وجود الحشرات الضارة التي لا تتكاثر إلاّ في المستنقعات الآسنة و المياه الراكدة ، حيث حول هذا المذكور صفحات اثنين من الجرائد التي على ملكه كمكافأة لما يقدمه من سباب و شتم في حق العديد من النشطاء حولها إلى ما يشبه الخمّارة في المدينة و التي يكون الحديث فيها في حالة سكر عن كل شيء و بكل الأساليب و عن أي شخص جائز ، وهو بذلك يزيد من تلوث ما نعيش فيه من قتامة لتكون غرفة الأعلام التونسي ليست مظلمة فقط وبل تفوح منها رائحة كريهة بفضل هذا الشخص ، إذ ما معنى أن ينشر و يسمح له بذلك كلاما جارحا و مبتذلا يمس حرمات الآخرين و اخصّ خصوصياتهم لا يبتغي منه إلا التزلف و التقرب من المسؤولين و يدعي انه يكشف الحقائق للناس . أيها الشخص الناس ليسوا بحاجة لمعرفة أصدقاء بن سدرين و مغامرات السفير ونيّس بقر ما هم في حاجة إلى معرفة مصير الأموال العامة و أين تصرف ومن ينهبها ، كما أنّ دور الصحافة هو النقد و لفت النظر و الوصول للحقائق التي تعني الشأن العام و ليس غير ذلك . أيّها الشخص عليك أن تخجل من نفسك و تكف عن بذاءتك المقيتة و ما تقوله و ما تكتبه كله جفاءا .مثلما امتلكت ملفات عن الناس فهناك من يمتلك ضدك ملفات أيضا و منذ نعومة أظفارك إلى اليوم و لن يتردد في كشفها إن لم تخجل مما تفعله و تكف عنه . عليك أن تتخيّل موقف أبنائك وأقاربك حينما يقرؤون ما تكتبه أمام أصدقائهم و هل فعلا مشرف ، كما عليك أن تأخذ بعين الاعتبار الآخر الأجنبي العربي و الغير عربي عندما يقرؤون قدحك في أبناء شعبك و بناته . هل هو هذا فعلا الإعلام و الصحافة و الحقيقة ، هل هذه هي رسالة الصحفي ؟ إن كان ذلك كذلك فانك لست عبد العزيز بقدر ما أنت ذليل و أهل الجريد كلهم براء منك . سمير النفزي  

متى يتوقف الجورشي عن قصف سيارات الإسعاف؟؟


بقلم لطفي زيتون بمناسبة الجدل الدائر حول عودة بعض الوجوه النهضوية المهاجرة الى البلاد، نشر الصحفي صلاح الجورشي مقالا في جريدة العرب ينتصر فيه لأطروحة السلطة في تشجيع الخلاص الفردي وحل الملفات فرديا بعد نزع الصبغة السياسية عنها وفي هذا المقال سأحاول بشكل شخصي لا يلزم اي جهة التفاعل مع ما جاء في مقال الجورشي:
يقول الجورشي: « لا يزال بعض المنتمين إلى حركة النهضة يوجهون أسلحتهم الثقيلة ضد من كانوا يعتبرونه أحد مراجعهم الفكرية، لمجرد حصوله على جواز سفر من القنصلية التونسية بباريس، وإعلان استعداده للعودة إلى بلاده ». وبدل « أن يعتبر ذلك مؤشرا على تطبيع تدريجي وخطوة متقدمة نحو تحقيق انفراج سياسي قد يكون أكثر أهمية، رأت فيه بعض كوادر الصف الأول من الحركة « مؤشر خيانة » وعلامة عدم انضباط، ومنهم من بلغت به الجرأة إلى التشكيك في معتقداته، ناسفين بذلك تاريخهم المشترك مع رجل قاسمهم الأيام الصعبة ».  
صلاح الجورشي يعلم وكل مطلع على الجدل الدائر بين اسلاميي النهضة ان هذا الكلام لا يعدو ان يكون افتراءا صريحا واتحدى الجورشي ان يأتي بدليل واحد يتهم فيه أحد « كوادر الصف الأول للحركة » كما يسميهم، واحدا من الذين عادوا بالخيانة أو يشكك في معتقداته فضلا عن ان يكون هذا الاتهام موجها للدكتور عبد المجيد النجار.
هذه القطعة الفنية البديعة في النميمة السياسية والفتين والتحريش ومحاولة شق الصفوف وتأليب الناس ضد بعضهم عبر عنها الجورشي بـ « هذه الفقرة البسيطة التي وصفت المشهد كما هو « وأبدى استغرابه من أنها »لم تعجب أحد كوادر حركة النهضة في المهجر، وبدل أن يناقش الأمر بموضوعية، أو يستحضر سنوات طويلة من الدفاع عنه وعن إخوانه، اتهم صاحب المقال بأنه « أحد عملاء المخابرات التونسية ». هكذا! وأضاف في رسالة داخلية موجهة إلى أعضاء حركته من دون تردد أو خجل « قد يستغرب البعض وصف الجورشي بذلك ولكن تلك هي الحقيقة وسأبين ذلك في مقال منفصل إن شاء الله ». ولا أزال أنتظر بفارغ الصبر الأدلة « القاطعة » التي يملكها هذا المدعي.
لن نعلق ابتداء على طريقة حصول الجورشي على هذه الرسالة الداخلية أو « من الداخلية » لأن السيد صلاح قد اختص الاشهر الاخيرة في الحصول على وثائق داخلية (أو الداخلية) تخص حركة النهضة وتطور الامر أخيرا ليصبح متعلقا برسائل خاصة!!! وجعلها موضوعا لمقالاته الصحفية فيحقق غرضين الاول مادي لان المقالات التي يكتبها استنادا الى هذه الوثائق الخاصة التي تسرب له او يحصل عليها بطرقه الخاصة هي مقالات مدفوعة الاجر والغرض الثاني هو خدمة أوهامه وآمانيه في ان النهضة على وشك الاندحار مرة او الانشقاق مرة او الانتحار مرة اخرى.
الجورشي يخون نفسه مرتين وهو يفعل ذلك، يخون الصحفي الذي عليه واجب الحياد والتوازن في معالجة مواضيعه وعدم استعمال الوسائل المخابراتية مصدرا لمعلوماته وانخراطه طرفا في الأحداث التي يغطيها حتى أصبح موضوعا لمقالاته. وقد كان مفهوما ان يكتب الجورشي عريضة الدفاع هذه ووصلة الردح ضد أبناء بلده بشكل تطوعي في المواقع التونسية وهي كثيرة أما ان يستغل مقاله في صحيفة قطرية (ماذا يهم المواطن القطري في هذا المقال؟؟؟) فذلك عين ……….  ومرة أخرى يخون الجورشي صفته الحقوقية من خلال انتهاك حرمة وسرية المراسلات الخاصة وهي من ابسط حقوق الانسان.
لن نسأل الجورشي كيف حصل على هذه الرسالة الداخلية وكيف تأكد من صحتها ولكن نلفت نظره وقد استعملها اساسا لعريضة اتهام طويلة اصدر بعدها حكما باتا بانتحار النهضة وفنائها ان انظمة القضاء التي مازالت تحترم نفسها مازالت لا تسمح باستعمال التنصت على بريد وهواتف الغير دليلا في اي محاكمة ولو قدم الجورشي هذه الرسالة لاي قاض يحترم نفسه لأحاله فورا بتهمة التلصص أصالة او نيابة على البريد الخاص للناس. قد لا ينفع اللوم كثيرا فيها هذا المضمار بعد ان تحول التجسس والتنصت على المواطنين إلى هواية وطنية في تونس.
المهم هو ما اعتبره الجورشي اتهاما يصل الى درجة التخوين والاعدام السياسي وهو ما اتهمه به صاحب الرسالة الخاصة التي حصل عليها الجورشي بوسائله الخاصة من انه عميل للاستخبارات التونسية.
قبل المضي قدما دعنا نلقي نظرة على معنى هذا الاتهام بالعمالة  فالعميل- في الأصل- هو الذي تجمعه « معاملة » ما، مع جهة ما.. والمعاملة تبادل العمل « أي المنفعة »
• وينقسم العملاء في هذه الدنيا الى قسمين كبيرين:
1- « العملاء الكرام » وهم عملاء البنوك والبيوتات التجارية والشركات والمؤسسات التي تتعامل مع جمهور محدود أو مخصوص، 2-   العملاء غير الكرام.. وهؤلاء هم العملاء الذين اذا دعوت أحدهم بلقب « عميل » ذهب إلى قسم الشرطة ورفع عليك دعوى قضائية..( انظر مقال علي يسhttp://www.sudanile.com/index.php?option=com_content&view=article&id=12920:2010-04-06-06-11-46&catid=929:2010-01-08-11-29-06&Itemid=64)
إذا سلمنا ان أجهزة الاستخبارات التونسية هي ما تبقى من الدولة بعد ان نزع عنها اللحم والشحم البورقيبي فإن الاتهام الذي حملته الرسالة الخاصة يصبح اتهاما بتبادل المنافع مع الدولة أو مع عمودها الفقري جهاز استخباراتها. ولا ادري لماذا استفز هذا الامر السيد صلاح الى هذه الدرجة. هل ينكر ان له معاملات اساسها تبادل المنفعة مع جهاز الاستخبارات التونسي؟؟ ولماذا يعتبر ذلك خيانة؟؟ هل النظام التونسي بهذه الدرجة من السوء؟؟ هل هو نظام أجنبي أو عدو بحيث يصير التعامل معه او العمالة له خيانة واعداما سياسيا؟؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يشجع الناس على العودة والارتماء في أحضان هكذا نظام؟؟
لا أظن أن صاحب الرسالة الخاصة التي تسربت الى الجورشي كان يرمي الى تخوينه او إعدامه سياسيا إذ لو كان يبغي ذلك لسأله مثلا عن مصادر تمويل منتدى الجاحظ الذي يتولى –بالمناسبة- السيد صلاح رئاسته منذ أكثر من عشرين سنة (طبعا التداول على المسؤولية مطلوب فقط في النهضة). هل يأتي التمويل من المعسكر الديموقراطي ام من معسكر المحافظين الجدد في الولايات المتحدة؟؟ ولو كان يريد إعدامه سياسيا لسأله لمذا يتمعر وجهه ويغضب كلما طالبه الشباب في الجلسة العامة لمنتدى الجاحظ بعرض الميزانية ومصادرها؟؟ ولسأله عن آخر مرة عرض فيها تقريرا ماليا لمنتدى الجاحظ أو للرابطة التي يشغل فيها موقعا متقدما؟؟ لو كان صاحب الرسالة يريد تخوينه لسأله عن شبكة معارفه التي مكنته من الوصول الى مصادر التمويل في امريكا وإلى اي دولة وطائفة تنتمي؟؟
لو اراد صاحب الرسالة إعدامه سياسيا لسأله من أين له هذا وقد انطلق في عالم المال من محل تجارة مفلس كما يروي عادة؟؟ في بريطانيا يسمح القانون لاي مواطن ان يطلع على وثائق المحاسبة والحسابات البنكية لاي منظمة من منظمات الخدمة العامة فلو كان صاحب الرسالة يريد تخوينه لطلب منه عرض حسابات المنظمات التي يرأسها السيد الجورشي او يتولى فيها مهام قيادية وهي كثيرة بالمناسبة بما يوضح مصادر تمويلها ومجالات صرفها واستفادته هو الشخصية من ذلك ان وجدت طبعا.
لو كان صاحب الرسالة يريد تخوين الجورشي لاتهمه انه مازال يقبض ماديا من خلال تمويل مشاريعه ومعنويا من خلال دمجه في قيادة عدد لا يحصى من المنظمات الحقوقية، ثمن موقفه المؤيد للهجمة الاولى على العراق ولذكّره بمقال له قديم ( مجلة حقائق 11 الى 17 جوان 1993) يبرر فيه التدخل العسكري الاجنبي في وقت كانت نظرية الحرب الاستباقية التي تكتوي بنارها أمتنا، تطبخ على نار هادئة في الغرف المغلقة للمحافظين الجدد. يقول الجورشي في المقال: « ما نريد لفت النظر اليه بايجاز شديد هو ان لا يتسرع دعاة حقوق الانسان في هذه المسالة والا يكونوا مثاليين اكثر من اللزوم حتى لا يقدموا خدمة للجزارين والطغاة …أشرح فاقول ان تشابك المفاهيم والمصالح والعلاقات على المستويين الاقليمي والعالمي قد بلغ من التعقد والتداخل درجة جعلت مفاهيم السيادة والاستقلال والدولة الوطنية تتراجع او تفقد معانيها الاصلية (كذا) ونأتي للتدخل الانساني فنجد ان الراي السائد تقريبا هو ما تم التعبير عنه في ندوة اميلكار والداعي الى الوقوف في وجه تدخل الدول مع وجوب تدخل الجمعبات والمنظمات غير الحكومية. لكن هذا الموقف مع الاخذ بعين الاعتبار دوافعه … لن يساعد اطلاقا على حل بعض المشكلات التي تعفنت الى درجة لم يعد ينفع معها الحلول والمقترحات السلمية.!! انتهى      لو اراد صاحب الرسالة اعدامه سياسيا لذكره بعملية السطو التي مارسها على اجزاء من مقال للباحث التونسي الطاهر لسود ونشرها قي مقال مدفوع الاجر في صحيفة الوسط البحرينية، وهي جريمة يعاقب عليها القانون، ورده المتاخر والبائس على ذلك الاتهام.  انظر (https://www.tunisnews.net/3avril04.htm https://www.tunisnews.net/29avril04.htm بما ان صاحب الرسالة السرية لم يرد لا تخوين السيد صلاح الجورشي ولا إعدامه سياسيا فأنه لم يتعرض لاي من هذه المسائل وانما اتهمه بالعمالة اي بتبادل المصالح مع جهاز الاستعلامات التونسية والحقيقة ان انكار السيد صلاح لهذه التهمة مما يثير الاستغراب حقا خاصة والامر يتعلق بالمعركة بين النظام التونسي والنهضة. ولسنا هنا بصدد تحقيق من أخطأ ومن أصاب في هذه المعركة فالنهضة قد اعترفت بأخطائها وقامت بمراجعاتها ولكن يهمنا في هذا المقام تحديد المواقف حتى لا يأتي أحد ويقول – معتمدا على قصر ذاكرة وطيبة قلب الضحايا- ليقول لهم بعد خروجهم من حالة « الكوما » أنه كان معالجا لهم بينما هو في الحقيقة كان يركب نفس السيارة التي صدمتهم!!
عندما يتحدث الجورشي عن الحيادية والصداقة وعن دفاعه عن صاحب الرسالة وإخوانه هنا وجب إعادة المشهد لتتبين الصفوف وليتحمل كل شخص مسؤولية مواقفه. ونحن نتحدث عن أتون المعركة من 1990 إلى 1996 عندما كان الناس تسلخ جلودهم في زنزانات الموت. أما بعد ذلك وبعد أن دشن السيد محمد مواعدة موسم الحج إلى لندن وبعد ان اقتنعت الطبقة السياسية أن الضحية (النهضة)لم تنــته كما بشر الجورشي في إحدى افتتاحيته في تلك الفترة فقد اعيد فرز المواقع والمواقف. سيهمنا حتما معرفة اين كان يقف الجورشي مثلا في 1991 عندما تمت عملية قتل زميله في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الرؤوف العريبي تحت التعذيب وثقبت ركبه بالمثقاب الكهربائي؟؟ كما سيهمنا قطعا معرفة مكان وقوف الجورشي عندما تم اغتيال زميله في الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان سحنون الجوهري.
سيهمنا حتما معرفة لماذا قبل الجورشي المشاركة سنة 1995 – وبعد اغتيال الجوهري بقليل- في مؤامرة حبكتها أجهزة الامن التونسية من خلال تسريب خبر موت أحد السجناء السياسيين فلما أصدرت النهضة بيانا للتنديد بذلك مكنت السلطة الجورشي من زيارة ذلك السجين لإصدار بيان يثبت فيه خطا بيان النهضة في محاولة لضرب مصداقية الاخبار القطعية والصحيحة التي كانت تتسرب حول التعذيب الرهيب الذي كان يمارس في محلات وزارة الداخلية؟ وإفشال الحملة الإعلامية التي انطلقت بمناسبة استشهاد سحنون الجوهري. 
انا ازعم ان الجورشي في هذه المعركة لم يكن مجرد عميل بل كان جنرالا كبيرا فيها، تولى بامتياز ادارة الجبهة الاعلامية من خلال ترؤسه لتحرير « حقائق » المحسوبة على الصحافة المستقلة كما تولى المشاركة بـ »ذكاء » في تهدئة الجبهة الحقوقية من خلال ظلوعه في الانقلاب التاريخي الذي شهدته الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان خلال مؤتمر 5 فيفري 1994 والذي تم فيه التخلص من الصوت الوحيد الذي ارتفع في سنوات الرصاص تلك، مدافعا عن الاسلاميين الذين كانوا يساقون الى المذابح: الدكتور المنصف المرزوقي. لعل السيد صلاح يتذكر تلك الجلسة التي سبقت المؤتمر والتي فُرض فيها على د. المرزوقي ان يتخلى له عن صياغة الخطاب الافتتاحي للمؤتمر ولعل السيد الجورشي يذكر انه تولى تطهير الخطاب من لفظة « التعذيب » واي تنديد بالانتهاكات التي كان يتعرض لها آلاف المناضلين النهضويين. وكوفئ السيد صلاح منذئذ بمنصب نائب رئيس مزمن للرابطة مع ما في هذا الموقع من امتيازات في ظل تدفق التمويل الاوروبي وما يمثله من مدخل للوبيات حقوق الانسان حول العالم. مثل إذن هذا المؤتمر الانقلابي خطوة حاسمة في السيطرة على الجبهة الحقوقية واسكاتها لصالح استمرار عملية الاستئصال القاسية التي كانت تتعرض لها الحركة الاسلامية. وبعد سنتين فقط من هذا الانقلاب سأتذوق شخصيا طعم الهدوء الصارم على هذه الجبهة.
في أواخر ديسمبر من سنة 1996 وبعد ست سنوات كاملة من مغادرتي البلاد استمرت فيها أجهزة الأمن التونسية في ممارسة أبشع الاعتداءات على والدي العجوزين واخوتي وأصهاري لم يكتف المشرفون على اجهزة التعذيب في بلادنا بكل هذا فوقع اعتقال والدتي (السيدة صالحة عزوز) وكان سنها آنذاك يناهز السبعين بصحبة اخي يوم الاثنين 23ديسمبر 1996 واقتيدت الى مقر الاستعلامات حيث وقع استنطاقها والاعتداء عليها لطما على وجهها مما تسبب في سقوط اربع من اسنانها كما وقع تمزيق حجابها والاعتداء عليها بالكلام الفاحش وسب الجلالة. وفي نفس الوقت وقع تعذيب اخي في غرفة مجاورة بينما كانت امه تسمع صياحه. وفي الساعة العاشرة ليلا امروها بمغادرة مقر الاستعلامات ولما رفضت ان تفعل الا بصحبة ابنها وقع رميها في الشارع ووجهها مغطى بالدماء حتى تطوع احد سائقي سيارات الأجرة بايصالها الى المنزل. التهمة هي الرابط العائلي مع سخص تعتبره الاجهزة الامنية مجرما.
لما بلغني الخبر اتصلت مباشرة برئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان باعتبارها وقتها المؤسسة الوطنية الوحيدة المعنية بالدفاع عن الضحايا (قبل أن يصبح تمويلها من الاتحاد الأوروبي) في هذا المجال. بدأت في سرد قصتي فاستوقفني المحامي توفيق بودربالة قائلا: أشكون معايا؟؟ فلما أجبته دخل في حالة هستيرية من الصياح محتجا عن اتصالي به ثم علق الهاتف..
اتصلت بعده بسي صلاح الجورشي نائب رئيس الرابطة (نعم السيد صلاح الجورشي من وقتها وقبلها بسنوات يشغل هذا المنصب هو المنادي بالتداول على المواقع في مخالفة صريحة لتقاليد العمل الجمعياتي السليم وللوائح الرابطة وتجاوز لقوانينها ما أدى للشلل الذي تعاني منه اليوم والصراعات التي تهزها) إذن أخبرته بالقصة وبما حصل مع رئيسه وطلبت منه ان تتدخل الرابطة فرد أنه ليس له ما يفعله في هذه القضية وعلق الهاتف مرة أخرى!!!! هذه الهرسلة لعائلتي تتواصل منذ 20 سنة كاملة وآخر زيارة لعناصر أمن الدولة لبيتنا كانت قبل شهرين فهل يذكر الجورشي الذي يمن علينا بالدفاع عنا بيانا للرابطة ذكر فيه هذه الحالة؟؟ صهري الذي سجن ثلاث سنوات كاملة بتهمة حضور زفاف شقيقته مازال منذ مغادرة السجن قبل11 سنة ممنوعا من السفر ومن العودة الى عمله ومن اي تعويض هل تعرفه الرابطة او نائب رئيسها؟؟؟
هذا بمناسبة ما منّ به سي صلاح علينا من « سنوات طويلة من الدفاع عنه وعن إخوانه » كما جاء في مقاله. وهو عمل إذا لم يفسده المنّ أفسده الادعاء الكاذب.   قطعا لم يكن الجورشي محايدا ولا صديقا عندما يكتب في نفس الاسبوع (11 اكتوبر الى 17 اكتوبر 1991) الذي أعدم فيه ثلاثة شبان إسلاميين بتهم زائفة ذاكرا « مخاطر الخط الانقلابي لحركة النهضة على المجتمع المدني »!!
لم يكن الجورشي محايدا عندما جعل من مجلة حقائق آلة من آلات حرب الاستئصال البشعة فاتحا الباب على مصراعيه لحملة الكذب والبهتان التي كانت تفرخها مصالح الامن وترسل الى الصحف التونسية لتتولى نشرها.
كان الجورشي قائدا بامتياز في الجبهة الاعلامية للسلطة الاستئصالية عندما كتب في أتون أكبر عملية استئصال وانتهاك تشهدها بلادنا في تاريخها الحديث وعلى بعد أسابيع من أكبر وابشع محاكمة عسكرية ستبقى وصمة عار في جبين الدولة التونسية حتى تمحى آثارها بالكامل. في هذه الظروف (6 الى 12 نوفمبر 1992) يكتب السيد الجورشي: « مع الرئيس بن علي اختلفت الصورة وكاد قصر قرطاج يتحول الى بناء بلوري شفاف (كذا). الذين لم يحلموا بمحادثة رئيس الدولة على انفراد توفرت لهم الفرصة ومروا بالتجربة. والذين كانوا يعتقدون ان الموت أقرب اليهم من الوزارة فتح امامهم باب المسؤوليات على مصراعيه .. تلاميذ المدارس دخلوا القصر الرئاسي وهم كابنتي لا يصدقون ان رئيس الدولة ياكل الطعام وينام كما ينام الجميع. حتى الذين لم يزرهم معتمد طيلة حياتهم وجدوا أنفسهم في يوم من الايام يحتضنون في اكواخهم البائسة الرجل الاول في البلاد!! انتهى سؤال يطرح نفسه هنا هل اطلع زملاء صلاح الجورشي في الهياكل الحقوقية الدولية على هذه القطع البديعة في النفاق السياسي؟؟ وهل كتب السيد الجورشي هذا مجانا؟؟ لا قطعا. لماذا؟؟
الجواب في مقال هام جدا للسيد الجورشي نشره في حقائق (من 5 الى 11 مارس 1993) يقول فيه: « قبل التفرغ كليا للعمل الصحفي توهمت اني قادر على إدارة مشروع خاص ففتحت بمعية شريك ورشة نجارة وانتدبت لها محترفا أثق به وعددا من مساعديه. وبما اني كنت في تلك الفترة مراهقا سياسيا اتحدث كثيرا عن الجماهير المستضعفة وأدعو الى الملكية الجماعية وأرى في السلطة واثريائها مصدر كل الكوارث جمعت العمال واعلمتهم بانهم سيتحولون إلى شركاء في راس المال بعد استقرار المؤسسة وانهم سيعملون حصة واحدة طيلة فصل الصيف وهو أجراء غير معهود في الورشات الصغيرة وحتى الكبييرة)
كانت تلك من اسوإ التجارب والفترات التي عشتها لقد استبلهتني العينة من الجماهير التي تعاملت معها: تدهور مستوى الانتاج الى حد الافلاس وتصفية المشروع وأذكر يومها ان المحتسب الذي أشرف على التصفية قال في خاتمة المشهد: آسف لقد تجاهلت قوانين السوق ».انتهى  لن نستطيع الجزم بصحة الرواية التي اوردها الجورشي لان « شركاءه » من العمال البسطاء لا تتوفر لهم وسائل إعلام يسخرونها للحديث عن احوالهم الخاصة والنكاية في خصومهم. ولكن سنسلم له بها لأن المتابع لمسلك السيد الجورشي سيكتشف ان هذه الحادثة قد حكمت مسلكيته الحقوقية والاعلامية والسياسية : قانون السوق ». بمعنى العرض والطلب والاصطفاف مع من اسهمه في ارتفاع.
لم يكن صلاح الجورشي في أي يوم من الايام محايدا ولا صديقا فضلا عن أن يكون مدافعا عن النهضة فالسيد صلاح الجورشي وليس منذ مكالمتي إياه بل قبلها بست سنوات اختار معسكره في الحملة الاستئصالية التي أطلقتها السلطة ضد حركة النهضة بعد انتخابات افريل 1989 بدء من انخراطه هو ومجموعته في مشروع محمد الشرفي الذي سمي لاحقا بعد أن تبنته اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديموقراطي بخطة تجفيف الينابيع. يقول الجورشي عن اختياره الذي سيحكم مسيرته على مدى العشرين سنة القادمة: « كما كان (الشرفي) حريصا على معرفة رأيي عندما عرضت عليه الوزارة، وهو ما زاد من تقديري لشخصه. وقد شجعته على تحمل المسؤولية، وذكرت له أن عديد المصلحين -مثل الشيخ محمد عبده- غامر واقتحم مجال إصلاح التعليم. وقد شكل ذلك العرض منعرجا هاما في مسيرته، إذ لامه البعض بحجة أن النظام كان يريد توظيف كوادر حركة الإنسان لأهداف سياسية. وعندما اندلع الخلاف بينه وبين قيادة حركة النهضة بعد توليه وزارة التربية والتعليم العالي، والضجة الكبرى التي حدثت بعد ندوته الصحافية، صدر بيان شهير عن حركة النهضة تضمن إشارة بتكفيره. يومها كتبت افتتاحية بمجلة «حقائق» التي ترأست تحريرها، فأدنت نزعة التكفير، ووقفت إلى جانب توجهات الشرفي الإصلاحية الخاصة بمراجعة المقررات الدراسية، بما في ذلك المتعلقة بمادة الفكر الإسلامي » (صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 جوان 2008) طبعا لا يذكر لنا الجورشي في هذه الشهادة المبتسرة أن بعض مجموعته التحق بوزارة الشرفي للعب دور الأداة في تنزيل مشروعها الاستئصالي ولا عما صاحب هذا البرنامج الاستئصالي من طرد لآلاف من رجال التعليم المتدينين. كما لا يحدثنا عن تورط صديقه الوزير في تطهير الجامعة التونسية وخاصة أقسام العلوم الانسانية من العناصر ذات التوجه الاسلامي. لا يحدثنا عن رحلة بعض مبعوثي الوزير إلى المملكة المغربية وطلبهم الى وزارة التعليم العالي هناك ان تمنع الطلبة الاسلاميين التونسيين الذين لجؤوا اليها لمواصلة تعليمعهم من التسجيل في أقسام الفلسفة!!  هذا كله في مرحلة ما سمي بالمواجهة الثقافية. ثم بعدها وعندما انطلقت حملة الاستئصال الامنية لا يحدثنا الجورشي عما قام به صديقه الوزير من الاذن بإطلاق الرصاص على الطلبة في الحرم الجامعي ما أدى الى استشهاد طالببن يوم 8 ماي 1991 والتبجح بهذه الجريمة على شاشة التلفزة والزج بآلاف الطلبة في السجون وفي معسكرات التجنيد الإجباري في الصحاري التونسية.
لم يحدثنا أيضا السيد صلاح الجورشي عن مجلة حقائق ولماذا أسندت له رئاسة تحريرها في هذه الفترة الحساسة من العلاقة بين النظام والاسلاميين ولا عن خطها التحريري. في جلسة صدق مع نفسه ادعو السيد الجورشي الذي يوزع الدروس يمنة ويسرة في حاجة النهضة الى المراجعات العميقة والنقد الذاتي ان يجمع حوله مئات الافتتاحيات التي كان يكتبها في سنوات الجمر من 1990 الى 1994  فحتما سيشعر بالكثير من القرف والغثيان. ولم تفاجئني وصلة الردح والشتم التي انتجها الجورشي بمناسبة اطلاعه على ما يقول انه رسالة خاصة اذ لا تعدو تلك الوصلة ان تكون استدعاء للقاموس الذي استعمله عندما كان جنرالا في الجبهة الاعلامية في حرب الاستئصال على النهضة في اوائل التسعينات.
يختم سي صلاح مقاله بالقول:  في الوقت نفسه، يُعتبر الجدل الدائر منذ أشهر داخل حركة النهضة وفي محيطها الأخطر في تاريخها قد يهدد وحدتها، إذا ما استمر بدون ضوابط وأهداف ولم يؤدّ إلى مراجعات عميقة وجدية.
هذا الكلام يقودنا الى حادثة اخرى تحكم علاقة السيد الجورشي بالحركة الاسلامية الاكبر في البلاد وهي حادثة أول انشقاق تنظيمي في تاريخ (الجماعة الاسلامية/ حركة الاتجاه الاسلامي/ النهضة) ركبت عليه بعد ذلك رؤى أيديولوجية تبلورت فيما سمي بعدها بتيار « الاسلاميون التقدميون » وقد أدى هذا التطور إلى انسحاب جزء كبير من الموقعين على العريضة التي قادها الجورشي سنة 1978رافضين لتحويل مطلب الاصلاحات التنظيمية إلى نظرية في أولوية العقل على النص!!. وهو ما جعل الجورشي يعاني فشلا مزمنا في إبداع نموذجه الحركي.
هذا الفشل سيسكن الجورشي وسيجعله متربصا بالنموذج الذي غادره وفي كل مرة يشهد أزمة او قلقا داخليا يهرع الجورشي مرة مبشرا بانتهاء الحركة ومرة بانشقاقها ومرة بانتحارها. محتضننا للعناصر القلقة التي سريعا ما تعود الى حضنها او تغادر الى مشاغل أخرى راشدة. لم يياس ولم يتعب. لن يتسع هذا المقال لتتبع هذه السيرة فسنتركها لمناسبة أخرى ربما عندما تتسرب للجورشي رسالة خاصة أخرى. الذي يهمنا هو هذا التهديد المتكرر من الجورشي وغيره للنهضة: تغيري تراجعي … أو سيقع لك وسيقع لك .. ستنشقين ستفنين .. ألم يأن للنخبة التونسية التي وضعت سكينها مع السكاكين عندما سقطت البقرة ولتلك التي وقفت على الربوة تنتظر الجنازة ألم يأن لهؤلاء أن يوقفوا هذا السخف وابتزاز الضحايا من مواطنيهم الذين يعيشون تحت الحصار إن لم يكونوا راغبين أو قادرين على نصرتهم؟
وليعلم الجميع اننا في هذه الحركة التي تعرضت لأكبر حملة استئصال على مدى تاريخ هذه البلاد الطيبةلم نعد في وارد الجزع على وحدة الحركة وقد كنا كذلك فيما مضى من سنوات عندما كانت رحى الاستئصال تدور تأكل الأخضر واليابس وكان الفراغ هو ما يجده الباحث عن وجود -ولو رمزي- للحركة. وحتى وقتها فقد استعصى الميراث التنظيمي الصلب وشديد المحافظة -رغم ضعفه- على الكسر فما بالك وقد عادت الحركة أو أغلبها. وإن كان من إنجاز يذكر –والانجازات عديدة لو نظرنا الى الواقع كما هو لا كما يصوره الغضب و القلق الحسابات – لقيادة الحركة ولشخص رئيسها خاصة في العشرين سنة الماضية فهو المحافظة على وحدة الحركة في أجواء أشد بمراحل من الاجواء التي تكسرت فيها حركات أخرى في أقطار أخرى بعضها أقدم من النهضة وبعضها أوسع من النهضة. لقد تمتعت القيادة النهضوية بمقدار من سعة الصدر وقدرة على إدارة الخلاف والحوار بين مختلف أبنائها والتزام بخط التوافق التاريخي مكنها من الخروج بسفينة النهضة من السواحل الصخرية التي توحلت فيها على مدى العقدين المضيين لتعود الى المياه العميقة سالمة إلا من شروخ بسيطة. كما نجح أبناء النهضة في المهاجر وفي السجون في جهد جماعي جبار في المحافظة على الخط الفكري والسياسي الوسط بين دعاة الانبطاح ودعاة السلاح.
فحركة النهضة – عندما تكون أقرب الى الوضع الطبيعي- وهذا حالها اليوم في نظرنا، كمثيلاتها من التنظيمات الاسلامية التاريخية والواسعة تستعصى على الشق والتقسيم لما يتطلبه ذلك من تواطؤ قطاعات واسعة من النخب ومن الأعضاء ما لا يتحقق عادة ولما تتميز به أو تعانيه! هذه الحركات من جمود ومحافظة في المستوى التنظيمي وثقافة توحيدية وانضباطية إضافة إلى مناخات المواجهة والتحدي والضغوط التي تتعرض لها من الأعداء والحساد ما يجنبها الهزات القاصمة وهذا لا يمنع أن ينفصل من حين إلى آخر جزء من هذه الاجسام الكبيرة بما لا يؤثر على النسق العام وقد مرت كل الحركات تقريبا في كل الأقطار بتجارب انفصالية بعضها توفرت له أسباب الحياة وبعضها فني وصار درسا.  
في رأيي أن التطورات التي تمر بها الحركة تتيح لنا استعادة توازننا في النظر إليها كتجمع تطوعي لخدمة الاسلام والوطن باب الدخول اليه مشرع لمن أقتنع بأهدافه وباب الخروج ايضا مشرع لمن بعدت عليه الشقة أو تغيرت أولوياته أو أهدافه أو اختار اختيارا حرا طريقا آخر ما حافظ على آمانات المجالس وعلى رابطة الأخوة الإسلامية التي تهيمن على غيرها من الروابط.
ولا يعني ذلك ان انفصال اي أخ عن الجسم العام هو مما يبعث السرور في النفس بل الحركة قيادة وصفا مطلوب منها أن تستفرغ الجهد في الحفاظ على اي فرد من أبنائها والاستماع الى مشاغلهم وانتقاداتهم والتفاعل مع المعقول منها مهما بدا شاذا دون ان تخضع للابتزاز الذي يمتطي صهوة الظروف الاستثنائية الانتقالية التي تعيشها الحركة لمساومتها على مسارها السياسي او منهج التوافق الاصيل في تركيبتها. 
 
انتهى


أصحاب الهمم العالية النهضة و السهام

 


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على النبي الأمين محمد بن عبد الله و على صحبه و سلم تسليما أما بعد لقد انشغل الكثير من المهتمين بالشأن التونسي أخيرا بكل ما يحيط بالنهضة من سجال و تناقضات مواقف و اختراقات سياسية و فكرية و أمنية و انسحابات… و كل ذلك حاصل، و لكن غفل الجميع عن أشياء قد تكون لكل هؤلاء مهمة جدا. داخل النهضة حراك حثيث جذبا للوراء و دفعا للامام من جهة و من أخرى و أهم اللاعبين فيه قياداتها و هذا مفهوم معلوم ليست النهضة فيه ببدع من الفعل بل يشترك فيه أصحاب كل عمل إنساني جماعي فهو بين الخطإ و الصواب يعيش مسيرته و يؤسس ذاته يبني على المكاسب ويصلح العثرة و يدفن الخطيئة. خارج النهضة و في الطرف المقابل كذلك حراك حثيث لم يسبق له مثيل عنوانه ملاحقة الحركة الاسلامية اينما كانت لمحاولة اجتثاثها و القضاء عليها. تستخدم فيه كل الأسلحة، الإعلاميون و السياسيون و علماء النفس و علماء الاجتماع و المخابرات ثم وفي الفترة الأخيرة العملاء و أصحاب الأغراض والحاقدون و من أتقن فن الفتنة و محاولة شق الصف و التفريق بين ابناء الحركة الاسلامية. و بين هذا و ذاك بقي متصفحو الانترنت على إرباك شديد و في حيرة لا شبيه لها خاصة ممن غاب عن ساحة المتابعة السياسية و الإعلامية وقتا غير يسير. إختلط الحابل بالنابل فلم يعد الانسان و هو يقرأ مقالا أن يتبين نوعية الكاتب و في أي الفريقين هو. فكتاب كثيرون يكتبون مقالاتهم إيهاما للقارئ أنه من المدافعين عن تاريخ النهضة و صفحاتها الناصعة و إنّ  مؤاخذتهم تطال من أبد مأساة الاسلاميين خارج تونس و لم يستطع أن يقدم شيئا لأبنائها و أبناء تونس في حين أنّ مقالاته لمن يتمعن فيها تقطر حقدا و نقمة على مشروع النهضة تاريخا و حاضرا و كذلك و بالأوْلى مستقبلا. خاصة و أن هناك من يكتب انتقادات لقيادات و قواعد النهضة و يتكلم بصيغة الجمع ويقول: « إن هذا الانحراف الذي يحصل أمام أعيننا اليوم مفزع وخطير وأخطر منه صمت الملاحظين عليه ذلك أنه يهدد وحدة شعبنا وانسجامه العقائدي والمذهبي ويؤسس إلى انحرافات سلوكية خطيرة نجحنا إلى الآن في أن نبقى بمنأى عنها وقد تكون دماؤنا بعد أن كانت أعراضنا وقودا لها وليعلم هؤلاء أن أول العنف كلمة وأول الجريمة تصنيف الناس ». و يصف أبناء الحركة الإسلامية « بالخوارج الجدد و بالجماعة التكفيرية و بتكفير السلطة » . ففي أي شأن تعني صيغة الجمع هؤلاء؟ و من أين لهم الحكم على الاخرين بالخروج و الخروج على من إن لم يكن عن الريبة و مقام الشبهة و الدفاع عن المجرم. لعمري إن هذا لهو البهتان الكبير و لهو الهول الأكبر.  داخل الخطاب الاعلامي للسلطة التونسية و حسب الخطة الاعلامية الجديدة، حصل تبادل أدوار و مواقع مهم. تراجع برهان بسيس و جوقته التي صاحبته حتى السنة 2007 ليدخل على الخط من كان محسوبا يوما من الأيام، حقيقة أم مجازا،على التيار الإسلامي. فصوتهم في الفترة بعد 2007 قد يكون مسموعا أكثر داخل القاعدة الإسلامية التونسية من أبناء النهضة. فشكلت العرائض و صيغت البيانات و كثرت المقالات لتعمل حول الصف إرجافا و تخوينا و إقصاء استعملت فيها قواميس ابعد ما تكون عن الدين و الأخلاق و حتى الشهامة و الرجولة. وإن كان بعضهم أحصى على بعض أبناء النهضة عباراتهم التي دافعوا بها عن آرائهم و ما يرونه خادما لمصلحة حركتهم ليتهمهم اتهامات عقائدية و أخلاقية في حين يقدم نفسه خصما للأحكام العقائدية و الأخلاقية في المجال السياسي و التنظيمي. فالفريق الجديد الذي أوكلت له المهمة، مهمة الإرجاف و النيل من الوجوه التاريخية للحركة تقدم نفسها عناصر من داخل المشروع الإسلامي و كأني بهم يستبطنون إعراض الناس عنهم بهذه الصفة فيذكروننا بها في كل مرة. و الحال أن الإسلام جامع الجميع لا يستطيع أحد أن يزايد على أحد في علاقته. و لكن عندما تقدم نفسك بتلك الصفة عليك أن تعمل بمقتضاها، و عندما تنهى عن تصرف انته عنه من باب اولى حتى يسمع لك. الكلام عن تنظيم النهضة و مشاكله مسألة نهضوية داخلية إلا أن تكون نصيحة صديق أو تربص عدو، ولا أرى أن من امتهن السب و الشتم الأخلاقي المبتذل أو امتهن الإرجاف المستمر و شخصنة الخلاف و إن كان بأسلوب يوهم العقلانية و الرصانة، لا أرى أنه من الصنف الأول و لا أختلف مع أحد في اعتباره من الصنف الثاني، على اعتبار أن الكلام انحصر في النيل من « الغنوشي ومن حوله الذين لا يرون الحل إلا من خلال إعادة الاعتبار لهم وسد الطريق أمام محاسبتهم عما حصل »( مقتبس من مقال لأحد المشنعين بالنهضة و قيادتها). إذ أصبح تنظيم النهضة هو راشد الغنوشي و سياسة النهضة هي راشد الغنوشي و عذابات النهضة هي راشد الغنوشي و أما الشيء القليل من المكاسب التاريخية للحركة هي من بركات من خرج على هذا الغول المسمى راشد الغنوشي. و هي محصلة مضحكة لمن يتابع الأمور و لو بالقدر البسيط. يتكلمون عن الحال التنظيمي الداخلي للحركة و هم إما لم يدخلوها يوما أو انسحبوا منها منذ أكثر من عشرية، أإشفاقا أم مشاركة أم حشرا للأنوف في ما يسمونه مستنقعا. و من هذا العاقل الذي يرضى أن يحشر أنفه في مستنقع إلا إن أراد إزكام أنفه و دوار رأسه؟ فليتحمل إذن سوءة ما اقترفت نفسه. إخوان الدرب يختلفون و تتباين تقييماتهم و تتباعد تحاليلهم و تتقابل استشرافاتهم و هم في ذلك كباقي بني البشر. و أمام هذه الحال هناك من يصبر على الخلاف و يقدم الجماعة بالمنظار التنظيمي عن الغنم القاصية بنفس المنظار فيصيبه من القرح الذي يصيب غيره و تبلغه السهام ما بلغ غيره و هو في ذلك غير آبه بشوكة هنا أو شوكة هناك مع عدم تنكب طريق النصح و الإصلاح بالحسنى داخل صف الاخوان و بما تتيحه له مؤسساته و قنواته الانظيمية ما وسعه ذلك . كما قد لا يسع ذلك أناسا آخرين فيختارون طريقهم فيما رأوه صالحا لهم و لمشروعهم كما فهموه في تلك اللحظة التاريخية المعينة و لن يجدوا من الجميع غير الاحترام و التقدير على شجاعتهم في الدفاع عن رأيهم و الانتصار له و هم بذلك مجتهدون كالبقية من إخوانهم وهم مأجورون على ذلك. و يبقى الفيصل بين الفريقين الحب في الله و البغض في الله و ما يجمع بينهما هو الانتصار للفكرة و العمل لها كل من موقعه و بالطريقة التي يراها مثالا دون الوقوع في شراك الخصم و العمل لصالحه عن قصد أو بدونه. فالعدو متربص بأي وسيلة يجدها متاحة أو يعمل على إيجادها ليأتي الجسم من تلك الثلمة. بقي كلمة أخيرة لأصحاب المشاريع الهمم العالية. العدو متربص في كل ناحية، مختبئ في كل منعطف. و إن كانت القناعة بأن الله ناصر المستضعفين ما لم يبدلوا و لم يغيروا و قاهر الجبارين، مهما طغوا و ظلموا قائمة، فلن يجد المتربصون بالمشروع ثغرة ينالوا منها شيئا و لن يجد الطغاة من أصحاب الهمم العالية غير الصبر و الأناة. لا تلين لهم شكيمة في الحق و لا تفتر لهم عزيمة في نصرته. ثم فليتذكروا حبهم للمقهورين و المستضعفين و المدعوسين تحت أقدام المتوحشين الظالمين و ليرقبوا إخوانا لهم يعذبون كل يوم فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر. إسلاميو تونس ليسوا النهضة فحسب، فهذا وهم عظيم، فما جرى على النهضة و ما داسها من أقدام هو ما يدوس على إخوان النهضة في تونس كل صباح و كل مساء. أصحاب الهمم العالية لا ينشغلون بترهات يكتبها عامري في تونس أو مائل حظ في باريس و في غير باريس، أصحاب الهمم العالية ينظرون، تشرئب أعناقهم إلى المعين الأول و حلقة التربية الأولى و الكتاب  الأول نصرة الحق و أهله و الدفاع عن المظلومين في استحضار كامل لمعنى الحرية والعيش في بحبوحتها.  المعارك الهامشية تلهي الصغار و تمتعهم أما الكبار فطريقهم دونه شوك الدنيا جميعه. والسلام عليكم  
كمال العيفي – باريس


لا تُخَونوِّا ولا تُكَفِّروا، إنما حديثنا اجتهاد!

د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr   نتابع بين الفينة والأخرى بروز بعض الكتابات أو التعليقات القليلة جدا والتي تلامس من قريب أو من بعيد منازل التخوين وتقترب بكل خطورة من تماس التكفير، نحمد الله أنها لا تكاد تذكر ولكن مجرد وجودها لا ينبئ بخير، ومواجهتها بحزم واجب وطني وشرعي على السواء… إني أكاد أجزم أن زاوية جديدة قد فُتحت وخطة خبيثة قد رُسمت لضرب الحراك الإسلامي التونسي من باب التخوين والتكفير، وخوفي أن البعض من الأفاضل قد وقع دون أن يشعر في هذا الفخ وساندته عليه بعض المواقع بحسن نية ومن قبيل حرية التعبير…وسعى بعض الإخوة انطلاقا من صراعات وخلافات في المواقف والرؤى، ولعله عن غير قصد، إلى تحريك هذه الجذوة وإشعال فتيلها… إن هذا الباب الخطير والذي نحن منه براء وكتاباتنا شاهدة على ذلك، قد فتح بنهار ودُبَّرَ بليل بأسماء مستعارة أحيانا تخدم مصالح الغير، وقد وقع بعض الإخوة، وقد أخذتهم الحمية والحرقة ودون أن يشعروا، في الكمين المنصوب على حافتي الطريق. إن خوفي يتعاظم لإحساسي أن هذا المسعى يخدم أطرافا تطمع وتعمل على إزاحة المشروع الإسلامي الإصلاحي الوسطي وتلطيخه بعناوين الخيانة والتكفير بعدما عجزت عن اتهامه بالإرهاب، إن أشد ما يزعج هؤلاء سواء كانوا من ضفتنا أو من غيرها، هو هيمنة عقلية الوسطية وثقافة التسامح والقبول بالآخر على المشروع الإسلامي التونسي وعدم سقوطه في براثن المغالاة والتطرف. لقد عجز هؤلاء عن بيع ورقة الإرهاب إلى الداخل والخارج، ويحاولون اليوم إخراج بعبع التكفير والتخوين لتخويف الناس وترويعهم واستمالة عطفهم. ما يريده هؤلاء هو إلصاق هذه التهمة الخطيرة بهذا المشروع الإصلاحي الوسطي وعدم تمييزه عن مشاريع أخرى متطرفة، حتى يوضع الجميع في نفس الكيس وتخلو للذئب الحظيرة والاستفراد بالمكان. نعم المسألة خطيرة ولكن من وقف عليها لا يتجاوز أصابع اليد فهم امرء أو امرآن ولا يمكن بأي حال تهويلها، ولعل بعض الإخوة سامحهم الله استغلوا هذه الزاوية لتعظيم ما وقع لغايات أخرى لا نفهمها ولا نريد فهمها، ولا أظن أن هذه المنهجية تخدمهم ولا تخدم مصلحة المشروع الإسلامي والذي لا أظنهم أصبحوا من غير أبنائه. إننا لسنا في حاجة إلى اتهام الناس أو مخالفينا في نواياهم وفي طنيتهم، وكأننا نفتقد البرهان والحجة، ومثل هذه المنهجية لا تنبئ إلا عن ضعف وعن انسحاب قوة المنطق أمام منطق القوة، والحمد لله أننا نحمل زادا وفكرا ومواقف ترتكز على براهين نخالها صلبة و على حجج نحسبها دامغة، ولكن هذا لا يلغي إمكانية الصواب والخطأ لنا ولغيرنا. فإن كنت محذرا أطرافا معينة حتى لا يقعوا في تماس التخوين والتكفير لأنهم سيسيئون الإساءة الكبرى لهذا المشروع ولعلهم ينهون وجوده، فإني أحذر إخوة الأمس واليوم والغد من أن يقعوا في هذا الفخ ولا يبنوا نقدهم واعتراضاتهم ولعلها مشروعة، واختلافاتهم ولعلها صائبة، على مياه آسنة ومستنقعات ورمال متحركة لا تفرق بين من تبتلعه وبين من تتركه… إن أخوتنا أكبر من أن تمحيها علاقات تنظيمية مهما علا أو خفت صوتها، إن أخوتنا أعظم من أن تمحيها دردشة أو اختلاف في التنظير أو التنزيل… لا تنسوا يا إخوة كل الزمن أن هذا الباب باب الأخوة مفتوح على دار كتب على واجهتها « ادخلوها بسلام آمنين » فهما كبرت النفوس وكثر الشطط واللغط وعظم شأن الدنيا فإنها لا تساوي جناح بعوضة فيما ينتظر. إن مهمة كل فرد إسلامي اليوم أن يكون شرطيا يمنع هذه التجاوزات ولا يترك لها مجالا للتفريخ والوجود، ومسؤولية المواقع ومهمتها أساسية في هذا المجال لهذا أدعوها بكل صدق يعلوه كثير من التفاءل، أن تعمل جاهدة على استبعاد كل مقال أو تعليق يلامس مناطق التخوين والتكفير. أدعو الجميع أفرادا وجماعات ومواقع إلى الالتزام بآداب الحديث والحوار والاختلاف وبهذا الميثاق في التعامل مع كل اختلافاتنا وخلافاتنا حتى لا نقع في المحظور ويجرفنا التيار نحو غيابات النسيان والعدم، واختلافنا لا يفسد للود قضية : 1/ أننا أصحاب قضية ولا شك ولكن الدفاع عنها لا يبرر السقوط  في المزايدة على حب الأوطان أو ملكية عقيدة وإيمان.  الوطن للجميع ونحن نحارب إقصائنا منه فلا نقصي الناس عنه، والدين ملكية الجميع ولم يفوضنا أحد على أبواب الجنة أو أبواب النار. 2/ إن أفكارنا ومواقفنا تنبع من اجتهادات شخصية وقراءات فردية أو جماعية تحتمل الخطأ والصواب فلا عصمة لفرد أو جماعة، ولا تقديس لمشروع أو فكرة. ولا تخوين ولا مزايدة ولا تكفير ولا دخول مناطق النوايا والضمائر ولا محاكم تفتيش. إن الأيام القادمة حبلى بكثير من التغييرات سواء في مستوى الحضارات أو الأفكار أو الأديان أو الأوطان، ولا يسعنا إلا العمل بصدق وإخلاص وثبات عسى أن نكون من المصطفين ولا من المستبدَلين في هذا المسار التغييري القادم، وسوف يكون التاريخ حكما لنا أو علينا فيما نطرحه ونراه من مقاربات وتصورات ومواقف من أجل الخير للوطن الأم وللأمة الحبيبة وللإنسانية جمعاء.
المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net ماي 2010


من الذاكرة الوطنية الجامعة الزيتونية والتضييق على خريجيها…

نواصل في هذه الحلقة استعراض فحوى الكلمة التي ألقاها سماحة الشيخ العلامة الطاهر بن عاشور عميد الكلية الزيتونية في اختتام السنة الدراسية يوم 3 جويليـة 1957. وأفضى الشيخ الطاهر بن عاشور بالهواجس التي كان مبعثها الاجراءات التضييقية التي كانت تهدد بالفعل مستقبل الدراسة بالزيتونية ومستقبل خريجيها، مشددا على القيمة العلمية التي هي الجوهر: «إن من أعظم الاخطار على سلامة العلم أن يصبح في نظر طالبيه صورة وشكلا وأن يقنعوا منه بالدون حتى يرضوا لأنفسهم أن يصبحوا آلة على ما تعطيهم شهاداتهم أو مناصبهم من الاعتبارات التي اذا فقدوها، فقدوا وجودهم الأدبي»… شهادة العالمية «وأنا أعلم أن وراء هذه هواجس تكدر على الطلبة الجامعيين وعموم خريجي الجامعة صفو أفكارهم بما يساور نفسوهم من شكوك ومخاوف نحو قيمة شهادة العالمية وحظها في المستقبل. فلإزالة ذلك أصرح الآن بما يطمئن له جميعهم من أن شهادة العالمية لا يتطرق اليها نقصان قيمة ولا انحطاط منزلة، وأنها على اعتبارها الذي توجبه لها صبغة التعليم العالي المنتهى بها. وقد اتصلنا في هذا الغرض بمكتوب من السيد وزير المعارف صريح بأن شهادة العالمية لا نزاع في مساواتها للاجازة (الليسانس) المعطاة في كليات التعليم العالي في الجامعات الشرقية والغربية. ولعل الذي خيل للبعض شبح الاشفاق على مصير العالمية إنما هو تعطل اجراء المناظرات للاحراز على وظائف التدريس من الطبقة الثانية في التعليم الثانوي الزيتوني وإن الشبهة في ذلك قوية ولكنها تزول بما صرح لنا به السيد وزير المعارف بأنه ستفتتح في نهاية هذه العطلة مناظرة على أربعين منصبا في التدريس من الطبقة الثانية مخصصة حسب القوانين لحملة شهادة العالمية». شعبة القضاء ثم إن المشكلة التي لم تزل قائمة حول مستقبل شهادة العالمية هي المشكلة الراجعة الى خصوص شعبة القضاء من كلية الشريعة، فإن طريقة انتخاب القضاة المعمول بها أخيرا اقتضت تخصيص ربع البقاع الشاغرة في سلك الحكّام التونسيين بأصحاب شهادة العالمية في القسم الشرعي ولكن البيان الصادر عن السيد وزير العدل في ذلك حدد هذا التخصيص بأجل ثلاث سنين، وقد استرعى مفهوم هذا القيد النظر في مستقبل خريجي كلية الشريعة وبخاصة أهل شعبة القضاء من تلك الكلية، فإن يأس طلبة تلك الشعبة من جانب مهم، كان محط آمالهم وهو جانب الانخراط في سلك الحكام، قد يفضي إلى انصرافهم عن تلك الشعبة في المستقبل انصرافا يتعطل به تخرّج الفقهاء في الشريعة. الجوهر والأعراض ومعلوم أنه لا يغني عن تخريج هذا الصنف من العلماء لا خريجو اصول الدين ولا خرّيجو المدرسة العليا للحقوق التونسية. وإني مع ما يأخذ باهتمامي واهتمام الأسرة الزيتونية كلها من هذه المسائل المتعلقة بالنواحي المادية والادارية، ارى لزاما علينا جميعا أن نحفظ أنفسنا من الوقوع في عيب الاغراق فيها حتى لا تطغى على أفكارنا، فتصبح الشهادات وامتيازاتها والوظائف وحقوقها هي الغاية القصوى لمسا عن اهل الجامعة والشغل الشاغل لخواطرهم، فما هذه الأمور، وان عظمت أهميتها الا أعراض، وان فوق هذه الأعراض لجوهرا ذاتيا يجب علينا الاعتناء به والحرص على سلامته وتقويته وحمايته من الاخلال والمفسدات، ذلك هو جوهر الدراسة العلمية، فهي التي ينبغي لنا أن نجعل لها السلطان المطلق على اتجاهاتنا وان نعتبر أن قيمتنا وقيمة جامعتنا مرتبطة بها ارتفاعا وانحطاطا بقطع النظر عن العناوين والشهادات والامتيازات، فان القيمة هي التي تفرض الشهادة وليست الشهادة بمستطيعة أن تفرض قيمة ليس لها من ذاتها ما يفرضها، وان من أعظم الأخطار على سلامة العلم ان يصبح في نظر طالبيه صورة وشكلا وان يقنعوا منه بالدون حتى يرضوا لأنفسهم أن يصبحوا آلة على ما تعطيهم شهاداتهم أ ومناصبهم من الاعتبارات التي اذا فقدوها فقدوا وجودهم الأدبي. وإن واجبنا في تقوية الجوهر الذاتي لجامعتنا، يرجع الى السمو بمناهج الدراسة الى المنازل اللائقة بمكانة هذه الجامعة وسمعتها، وتلك هي منازل البحث والتحقيق وتكوين ملكات النقد والتوليد ومقدرة الحكم الثابت في معارك الأنظار حتى يصير علماء الزيتونة المرتجون، أحقاء بخلقية اسلافهم وبنسب جامعتهم. محمد علي الحباشي  
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 20 ماي 2010)

النوري بوزيد لـلصباح « لا أنتمي لأي لوبي ولن أرضى بأقل من مليار لتمويل ـ ميل فوي ـ »

 


نادية برّوطة رغم نيله مؤخرا الدعم الوزاري بدا المخرج النوري بوزيد متململا وهو يحدثنا عن خطواته القريبة القادمة لانجاز فيلمه الجديد «ميل فوي», وقال أنه لم ينطلق بعد في عملية «الكاستينغ» كما أنه لا يعلم كم ستسلمه وزارة الثقافة من المال-هو قيمة الدعم-لينطلق في تجديد تجربة الاخراج…. معه كان هذا الحوار الذي تحدث فيه عن « ميل فوي » و »اسكت عيب » و »الدعم الأجنبي » و »الفايسبوك » تابعوا نتيجة لقائنا معه… أكيد أنك  بدأت   في اختيار الممثلين وأماكن التصوير التي ستنطلق منها مغامرتك الجديدة مع فيلم «ميل فوي» الذي نال الدعم الوزاري مؤخرا؟ ليس صحيحا ما ذهبت اليه ,فالواقع أن توقيت الاعلان عن نتائج لجنة الدعم قد جاء متأخرا, فقد أضعت   فرصة التواجد في «كان» للترويج لمشروعي عله ينال الدعم الأجنبي الضروري, انطلق «كان» ونحن ننتظر, وحسب تقديري التوقيت كان «قاتلا» من هذه الناحية..ثم اني أحتاج الى مبلغ «مليار» من المليمات لانطلق في التنفيذ الفعلي للعمل رفقة عبد العزيز بن ملوكة, ونحن الى حدود هذه اللحظة لا نعرف قيمة الدعم الذي ستقدمه الوزارة, وكما تعلمين هناك 8 أفلام مدعمة وقد يؤثر هذا الأمر على نصيب كل مخرج من المبلغ الجملي الذي قيل أنه لا يتجاوز ال 3مليارات .. -لماذا كل هذا التشاؤم, هل يبقى اسم النوري بوزيد وبعد هذه المسيرة عاجزا عن تأمين التمويل لأفلامه؟ أرفض التمويلات الأجنبية المشبوهة, فالنوري بوزيد لا ينتمي الى أي من الأحزاب أو «اللوبيات» التي ستتحكم في مضمون أعماله..أعمالي حرة تماما كما هي افكاري التي تبقى شاهدة على عصرها لا غير.. -هل اتهمت سابقا بالموالاة الى «لوبيات» تفرض عليك مضمونا فنيا معينا؟ ..لا أدري ماهي الاتهامات التي يوجهونها الي بالضبط فهي مختلفة ومضحكة في بعض الأحيان, ولكن هل يملكون الدليل على تلك الاتهامات؟ في السنة الماضية رفض مهرجان «كان» فيلم «مايكينغ أوف» لأنه يقدم صورة «الارهابي» التي لا تخدم «أيديولوجياتهم»..لقد اقروا أنها صورة ايجابية لا يجب أن تروج في المهرجان. -ما الجديد الذي ستقدمه في «ميل فوي» بعد ان رفضوا فيلمك السابق «اسكت عيب»؟ ..»أسكت عيب» رفض بتعلة ضعف السيناريو ورفضه فريد بوغدير الذي لم يكف عن طلبه في أن أكتب له سيناريو أحد أفلامه وهنا تلاحظين التناقض العجيب.. في «اسكت عيب» اتطرق الى موضوع العذرية وفي «ميل فوي» أعالج مسألة الحجاب.. ستكون سهير بن عمارة المرشحة الابرز لدور البطلة , ولكني لم أكمل بقية الاختيارات.. هل ستوظف تقنية «المايكينغ أوف» في الفيلم لتعبر عن مواقفك الرافضة لبعض الأفكار بصراحة؟ لا..لن يكون هناك «مايكينغ أوف» هذه المرة, ولكن موقف النوري بوزيد من مسألة الحجاب سيكون جليا من خلال المضمون الذي سأعرضه في هذا العمل. -عادة من أين تختار الممثلين الجدد لأدوارك؟ …من كل مكان..من الشارع ومن معاهد السينما والمسرح, ومن «الفايسبوك» أيضا حين كنت من المسجلين فيه.. -ولماذا انسحبت من «الفايسبوك»؟ انسحبت لأنني أرفض النفاق, فبعضهم يدعي أنه «صديق» ثم أجده يخفي هويته عني ويرفض التعريف بنفسه بطريقة مستفزة.. أنا أرفض الحديث الى الملثمين في الفايسبوك لذلك انسحبت, ولكني اخترت عددا هاما من الممثلين الذين التقيتهم هناك .. -متى تنطلق فعليا في تصوير «ميل فوي»؟
قد لا يصور الفيلم من الأساس.. أحتاج الى «مليار» لأنطلق, وأتمنى ألا تفاجئني الوزارة بمبلغ يقل عن ال500 ألف دينار.
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 20 ماي 2010)  

إلى الشباب بصفة عامة والشباب الطامح للعب دور سياسي بصفة خاصة

 


منصف المرزوقي
الخميس 20 أيار (مايو) 2010 عشر نصائح لتعميق العجز والتعفن والإحباط وسدّ الآفاق أمام الاستقلال الثاني وترك تونس فريسة عصابات ليلي وإخوتها إلى يوم يبعثون 1-انتظر كدجاجة المثل أن يأتيك القمح من باجة .قل لكل من يناضل اذهب وقاتل أنت وربك . اشتم الجيل القديم من المعارضين لعجزهم عن إتيانك بالديمقراطية وحقوق الإنسان . استخف بالصعوبات الخارقة التي واجهوها في أقسى الظروف الدولية وبتضحياتهم ونضالاتهم ضدّ أشرس وأحقر دكتاتورية في الوطن العربي. 2- إذا ابتغيت النزول لمعترك السياسة ، كرّر أخطاؤهم ولا تحاول فهمها وتجاوزها دون الحكم على أصحابها.أبدأ بعدم إحداث أي تغيير في العقلية .تجاهل التعقيد المريع لكل القضايا. لا تلتفت لتصاعد التعددية الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية داخل كل بلد . واصل التعامل مع الإشكاليات بمنطق التبسيط الإنكار والسذاجة. 3- سبّق العقائدي على السياسي في تحليل القضايا والتعامل معها . انطلق دوما من أن موقفك صواب قد يحتمل بعض الخطأ وموقف الآخر ( العلماني الملحد ، الإسلامي الظلامي الخ ) خطأ قد يحتمل بعض الصواب . ناور واخدع من تضطر مؤقتا للتحالف معهم بانتظار طعنهم في الظهر. لا تتعامل مع الأطراف الأخرى كما لو كانت طاقات فكرية تمسك بخيط من الخيوط التي يجب أن تتجمع في وفاق نزيه وإنما كقوى يجب تحمل هذيانها من باب مكره أخاك لا بطل. 4- تصدى لكل محاولة تجميع قوى المعارضة إن لم تعترف لك بأنك قائدها الأوحد والمرشح الوحيد لكل  » انتخابات رئاسية » أو ترفض الاعتراف بأن حزبك ليس أكبر صفر من بين الأصفار. 5- لا تقبل أن عصر الزعامة الأحادية ولّى وانقضى وعند اكتشافك عجزك عن القيام بالدور، اشغل بالك وضيّع وقتك في ترصّد كل من تظن أنه سيخطف منك بريق الأضواء . اجعل من صراعاتك الداخلية أولوية على صراعك ضد المستبدين . 6- كل مبادرة أو فكرة لست صاحبها يجب أن تعطل وتخرّب وتحارب .إذا قال أحدهم في نقاش حول مستقبل الوطن اسود قل ابيض وإذا قال ابيض قل اسود ، وإلا كيف تثبت تميزك وقوة شخصيتك. 7- واصل توهمك بأن فاقد الشيء يعطيه وأن التطبع يغلب الطبع وأن الإناء لا يرشح بما فيه وأن بوسع دكتاتورية عصابات حق عام أن تتطور خطوة خطوة نحو ديمقراطية حقيقية . اختفي وراء المصطلحات النبيلة مثل الإصلاح والصلح والمصالحة والاعتدال والوسطية والتدرج لتغطي على الانتهازية والجبن والإحباط ورفض المشي في الطريق الذي تدمى عليه الأقدام والقلوب وما أطولك وما أصعبك يا طريق الكرامة والحرية .مع السلطة الباغية سبّق دوما حسن النية وتوقّع الخير وقرب الفرج ونهاية النفق،ومع رفاق النضال سبّق دوما الريبة وسوء الظن والخوف من أن يفتكوا منك العظم الوهمي للزعامة . 8- تمسك إلى ما لا نهاية بخيار » طورة « : انتظار الانتخابات المقبلة التي تحددها الدكتاتورية « للفضح « و »التشهير » والإشهار لشخصك أو لحزبك ثم عد لمواقعك يد فارغة وأخرى لا شيء فيها وتابع غرق البلاد في المستنقعات النتنة لمزيد من الفساد والقمع والتزييف. 9- جرّب خيار  » فورة  » :الإعداد للتمرد المسلح وعد للسجون أو المنافي تتابع غرق المجتمع في مستنقع العنف وتشبيب الدكتاتورية واستعادة شرعيتها الدولية المنهارة . تساءل إلى أي مدى لم تحركك قوى المخابرات هي التي تحضّر في هذه الساعة لكل السيناريوهات وعلى رأسها تنظيم « الهجومات الإرهابية  » ولن تتورع عن تطبيق مخططاتها الشيطانية يوم يضيق الخناق على عصابات حاكمة لا مخرج لها غير افتعال الإرهاب لافتعال محاربته . 10 – تجاهل الإمكانيات الهائلة لوصائل الاتصال الحديثة لإعداد العصيان المدني . واصل استعمالها للدردشة والدروشة . لا تبتكر ، لا تخلق، لا تخطّط ، لا تكن كريما جوادا بعرقك ودمعك ودمك ومالك. انتظر أن يضحي الآخرون لتجني أنت الثمرة شعارك اليوم كالبارحة إذا مت ظمآن فلا نزل القطر  


أنظمة صناعة الموت 2/4

بقلم:  علي شرطاني –  تونس   – نظام صناعة الموت في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين: هذا النظام الدولي الذي تطغى عليه صناعة الموت أكثر مما تطغى عليه صناعة الحياة، ليس النظام الرسمي العربي إلا جزء منه. وكيف لا يكون طاغيا على الجزء ما هو طاغيا على الكل، دون أن يعني ذلك استحضار المبررات والذرائع له، لألا يكون صانعا للحياة، وأن لا يكون إلا صانعا للموت. وإذا كانت الرؤية تبدو سوداوية قاتمة، فلا يعني ذلك أنه ليس في هذه الحضارة من الإيجابيات الكثير الذي يذكر فيشكر. ولكن الغريب فيها أنه كان من الممكن أن يكون فيها الإنسان في وضع أفضل، لولا أنها ظلمت العقل عندما سلطته على الروح فألغاها، وعلى الجسد فأنهكه، وعلى الإنسان عموما فشيئه، ولم يعترف له إلا بالجانب المادي منه. فجعله أقرب إلى الحيوان منه إلى الإنسان المتوازن بعناصره ومكوناته الرئيسية الثلاثة العقل والروح والجسد. إن المشاكل التي يعاني منها الإنسان في العالم، وخاصة في العالم العربي الإسلامي تكاد تكون واحدة. وإذا كان الغرب قادرا على معالجة مشاكله بطرقه وبوسائله وبإمكانياته الكبيرة، فإن عالمنا الإسلامي وعالم المستضعفين عامة هو الذي يدفع في النهاية ثمن تلك المعالجة، مما يضاعف من معاناتنا ومن عذاباتنا ومن مأساتنا. فقد ابتلي عالمنا العربي والإسلامي بأنظمة سياسية استبدادية قاتلة للإنسان العربي المسلم عقلا وروحا وجسدا،  فكانت أنظمة تستمد شرعيتها من الأجنبي، ومن مرجعيته الفكرية والثقافية، ومن دعمه السياسي والثقافي والإقتصادي والإعلامي وحتى العسكري أحيانا لها، أكثر من استمداد شرعيتها من الشعوب المخدوعة التي تساق كالقطعان محكومة بعقلية الخوف من الحاكم المستبد والطمع فيه. فأنظمة الإستبداد لا يمكن إلا أن تكون صانعة للموت، فلصناعة الموت لهذه الأنظمة تجليات كثيرة، سواء في المستوى السياسي أو الإجتماعي أو الثقافي أو الإقتصادي أو الإعلامي. فالمستبد صانع للموت من حيث أنه مصادر للحرية، وفي غياب الحرية يصاب المجتمع بكل الآفات وتعشش فيه كل المفاسد والإنحرافات وكل أسباب الموت والخراب والدمار. فقد كان من أشد المخاطر الذي تمثلها هذه الأنظمة على الأفراد والمجموعات والشعوب فصلها عن ماضيها التاريخي والثقافي والحضاري، وفك ارتباطها بسلفها الصالح وأمجادها، ومحاربتها العلنية تارة والمبطنة الخفية أخرى للثقافة الأصلية الأصيلة لشعوب أمة العرب والمسلمين، واستبدال النظام الإسلامي الذي هو خير كله،  بالنظام العلماني المغشوش الذي هو أدنى، وفي ذلك قتل صريح وواضح للإنسان المسلم الذي لا قيمة ولا معنى للحياة عنده بدون إسلامه الذي يعبد الله به بالإصلاح في الأرض وتعميرها وإقامة الحرية والعدل والمساواة والأخوة والتضامن والأمن والسلام بين الناس، لا فرق فيه بين عربي وأعجمي إلا بتقوى الله تعالى. فتلك مرحلة من مراحل القتل وصناعة الموت للإنسان المسلم، لتليها بعد ذلك مرحلة فرض التغريب والإلحاق الحضاري، وفرض الآخر الغربي الصليبي من خلال ذلك على العربي المسلم، إحياء لهذا الآخر الغربي الإستعماري الصليبي الصهيوني سياسيا وثقافيا واقتصاديا وإعلاميا وحتى اجتماعيا، وقتلا للذات وللهوية وللأنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. ويدخل في صناعة هذه الأنظمة للموت قتل وحدة الأمة وتفريق كلمتها. فهي التي كانت قبل وجود المحتل الغربي فيها أقرب بعضها إلى بعض. وبرسمه للحدود التي لم يعرفها الإمتداد الجغرافي للأمة قبل ذلك، وبعد مغادرته العسكرية لمناطقها، تولت هذه الأنظمة مسؤولية فعل ما لم يجرأ على فعله المحتل الغربي وما لم يفعله وما لم يكن قادرا عليه. فأعادت ضبط الحدود وأكدتها عوض أن تلغيها وترفضها. وكرست الإقليمية والتجزئة عوض أن تقيم الوحدة. وفصلت الشعب الواحد بعضه عن بعض لتجل منه بذلك شعوبا بحسب كل نظام وما كانت له عليه السيطرة من قطعة أرض حدها المحتل الغربي ليجعل منها وطنا، وليجعل من المتساكنين فيها شعبا له. وبتعدد الأوطان والشعوب تعددت الأنظمة وتعددت مناهج الحياة التي كان فيها كل نظام تبعا لانقسام صاغه الغرب وكان يعيشه، في خضوع تام لكل المتغيرات والتحولات التي تطرأ على عالم هذه الأنظمة الغربية المتطورة والمتحولة وفق موازين القوى التي ينتهي إليها الصراع الدائر بين مختلف مكوناته من أجل النفوذ والسيطرة. وكانت هذه الأنظمة اللقيطة التي أصبحت لا أصل ولا فصل لها في مهب هذه الرياح العاصفة، عاملة بكل أسباب التفرقة والبعد بعضها عن بعض، وإبعاد شعوب الأمة كلها بعضها عن بعض، بعد إلغاء رابطة الدين والعقيدة، الرابطة الوحيدة التي لا تنفصم عراها في ما بينها، وإلغاء التاريخ الواحد والثوابت الواحدة والحضارة الواحدة إلغاء شبه كامل، وخاصة في الوطن العربي الذي ساهمت القيادة القومية والتوجه القومي للحركة القومية العربية في الوقوف إلى جانب قوى الغزو الغربي للمنطقة العربية من العالم الإسلامي والتحالف معها، لمزيد تفكيك وحدة الأمة الإسلامية الآئلة أصلا بحكم حالة الضعف التي أصبحت عليها بفعل الظلم والإستبداد والتهديد الخارجي المستمر إلى التفكك، من أجل ما كان يعتقد وهما أن المحتل الغربي الصليبي بديمقراطيته الإرهابية العنصرية الإستعمارية سيكون وفيا للعرب السذج الأغبياء، ويسلم لهم المنطقة موحدة. هذه المنطقة التي لم يسلمها لهم إلا ممزقة بأسهم فيها بينهم شديدا، بعد أن فرض في قلبها وفي قلب أمة العرب والمسلمين عامة الكيان الصهيوني لإنهاء أي استقرار، ولمنع قيام أي وحدة للعرب فيها. فصناعة قتل الأمة مهمة مشتركة بين أنظمة الحكم المستبدة الفاسدة في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين، والنظام الغربي العنصري الإستعماري الذي يرى أن صناعة الحياة لشعوبه لا تمر إلا عبر صناعة الموت لشعوب غير الرجل الأبيض والكيان الصهيوني العنصري المؤمن بصناعة الموت لكل من ليس يهوديا وبصناعة الحياة لليهود ولليهود فقط. كما كانت صناعة هذه الأنظمة للموت من خلال العمل بكل الأسباب والأساليب لإضعاف الروح المعنوية وقتل الإرادة للشعوب بتهميشها، والتعامل معها دائما على أنها قاصرة وعلى أنه من حقها أن تكون لها عليها الوصاية، وأن كل مطالبة منها بأي من حقوقها يتم النظر إليها على أنها وقاحة وتمرد منها ويتم التعامل معها بالشدة والقسوة اللازمة، بحسب الفئة والنخبة المتغربة أو التقليدية المستعلية عليها، التي لا تقبل منها أن يكون لها من الحق إلا ما تسمح لها به، وأنه ليس لها عليها إلا الواجبات…       والمفارقة الغريبة أنه إذا كانت الأنظمة الغربية، على طبيعتها تلك، صانعة للحياة لشعوبها، وإذا كان الكيان الصهيوني ليس صانعا للحياة إلا لليهود، فإن الأنظمة اللقيطة في عالم أمة العرب والمسلمين ليست قادرة على صناعة الحياة لشعوبها، وليست قادرة إلا على صناعة الموت لها. وإذا كانت لصناعة الموت أساليب وأدوات كثيرة سيأتي ذكر البعض منها، فإن الصناعة المشار إليها في هذا الصدد هو القتل بالقصف والتدمير، باستعمال كل أنواع الأسلحة الممكنة. وليس ما يقوم به النظام اليمني اليوم إلا من قبيل صناعة الموت للشعب اليمني. وليس ما يقوم به النظام الباكستاني إلا ذلك. وليس ما قام ويقوم به النظام الجزائري إلا من قبيل ذلك كذلك، وكان الشيء نفسه ذلك الذي يحصل بمشاركة مباشرة لقوات الغزو الغربي في أفغانستان والعراق. وهكذا يظل مسلسل القتل والتدمير متواصلا في الأمة. وتظل صناعة الموت فيها مهمة كل قوى البغي والظلم الداخلية والخارجية، وعلى رأسها أنظمة صناعة الموت فيها.
 

فلسطين في ذكرى النكبة.. نكون أولا نكون ؟!

   


كتب أ. عبد الباقي خليفة*        لم نعد نسمع لاءات العرب التي طالما صدعوا رؤوس المواطنين بها، وأصبحنا نعيش لاءات الصهاينة، وهي لا لتقسيم القدس ومنح الضفة الشرقية منها للفلسطينيين. ولا لعودة لحدود 1967 م، ولا لعودة اللاجئين إلى الأراضي المحتلة سنة 1948 م، بل هناك تهديد بتهجير ما تبقى منهم إلى غزة ومناطق أخرى وربما إلى خارج فلسطين. كما يرفض الصهاينة إزالة المستوطنات، وما تبقى من أراضي ممزعة، هي الدولة الفلسطينية المسخ، والتي يجب أن تكون منزوعة السلاح وفق الرؤية الصهيونية.   ————————-   بين صناعة التاريخ وصنيعة التاريخ، فرق شاسع، فصناعة التاريخ صيرورة، أما صنيعة التاريخ فهو في محل مفعول به، إلى أن تدخل عليه من قوانين التاريخ ( كما هو الحال في اللغة ) ما يغير موقعه، ففلسفة اللغة، وفلسفة التاريخ متقاربتان في هذا الخصوص.    حصلت النكبة في سنة 1948 م، لكن حياة النكبة والعيش في ظلال انعكاساتها ظلت فراشا وغطاءا، وطعاما وشرابا للملايين من أبناء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، ولا سيما أبناء بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس.   النكبة ليست حدثا تاريخيا، وإنما حالة لا تزال تعيشها الأمة، بدون فلسطين، وبدون القدس، وبدون عودة المهجرين، وبدون حرية الحركة بين أقطار الأمة المجزأة، والمقسمة بين مجموعة من المرابين، والمقامرين المستبدين، ورموز الاستدمار والاستكبار العالمي.    لكننا في هذه الذكرى الأليمة، والتي ورثناها ، ويبدو أننا سنورثها للأجيال القادمة لتذوق مرارة طعمها وعلقم مذاقها نستعرض المسار، وما صار إليه الحال بعد 62 سنة على النكبة التي لا نزال نعيشها حتى اليوم.   في هذا المنعرج الهام من تاريخ القضية الفلسطينية، يبدو الموقف الاستسلامي أكثر وضوحا، فنحن في مرحلة حاسمة من تمايز الصفوف داخل الأمة. فلم يعد المنهزمون والمتواطئون والعاجزون يتوارون وراء الكلمات والمواقف المزيفة والمزايدة على الأمة، بل أصبحوا أكثر جرأة على الإعلان عن العجز.   ويا ليتهم وقفوا عند ذلك الحد، ولم يعملوا بكل الطرق على نشر ثقافة الاستسلام والعجز وحتى التواطؤ، من خلال المشاركة في محاصرة المقاومة، والضيق بها، والمساهمة في القضاء عليها بكل الطرق.   كانت اتفاقية، كامب ديفيد، على المستوى العربي، أول الوهن، ثم واد عربة، وكانت ثالثة الأثافي اتفاقية أوسلو التي تفاخرت بعض الأنظمة العربية، كنظام تونس، على أنه كان أحد عرابيها .   فالاتفاقية الأولى والثانية أخرجت بلدين عربيين مجاورين لفلسطين من دائرة الصراع مع العدو الصهيوني، في حين قدمت أوسلو اعترافا فلسطينيا بدولة الكيان الصهيوني، بدون مقابل ملموس، والمآلات تؤكد ذلك دون مجادلة. ولم تقدم أوسلو اعترافا بالكيان الصهيوني فحسب، بل أخرجت حركة فتح كما نرى اليوم من معادلة الصراع، وانضمت بدورها لمحور الاستجداء  » العربي الرسمي  » لسلام مع الصهاينة، والذي رأى فيه أحفاد هرتزل وبن غريون ضعفا وانهزاما واستسلاما، فكان موقفهم الرافض لما يسمى بالمبادرة العربية، وبالتالي رفض العودة لحدود 1967 م، وعودة المهجرين، وتقسيم القدس.    ولم يقف الصهاينة موقف الرفض لذلك كله فحسب، بل عملوا على تغيير الواقع على الأرض من خلال طرد المقدسيين، وتوسيع المستوطنات وإقامة المزيد منها حول القدس، وكانت تصريحات نتن ياهو الأخيرة، قد أكدت على أن الصهاينة مصرون على الاحتفاظ بالقدس عاصمة لدولتهم المزعومة وللأبد. كان الوهن قد أصاب حركة  » فتح  » منذ زمن بعيد، فهو ليس وليد اللحظة، بل في الفترة التي اعتبر فيها البعض أن  » الموقف العربي كان أفضل منه الآن في الستينات والسبعينات  » كانت الحقيقة غير ذلك. ففي بداية السبعينات قام أستاذ التاريخ في جامعة  » سنترال كونكتكت  » الصهيوني، البروفيسور تورتن مازفسكي، بزيارة ياسر عرفات في بيروت، وعاد برسالة منه مفادها أن عرفات  » على استعداد لقبول بدولة فلسطينية على أية قطعة من أرض فلسطين  » وعندما نشر الصهاينة ذلك في إعلامهم برر عرفات ما قاله ب  » جيلنا يريد أن يقيم دولة فلسطينية على أي شبر من أرض فلسطين وعلى الأجيال القادمة أن تكمل المسيرة  » متناسيا أنه سيوقع على صك التنازل على بقية الأرض، وهو ما فعلته أوسلو دون تحديد ( الشبر ) الذي منحه الصهاينة لخلفائه. حتى إنهم يمنون النفس، لا بتحرير فلسطين، وإنما بأن يصبحوا ملوكا ووزراء في غزة، لأن الضفة أصبحت ( يهودا والسامرة).   ويواصل الصهاينة مصادرة ممتلكات الفلسطينيين، وطردهم ولا سيما من القدس، ويمنعونهم من حرية التنقل، ويزيدون من حصارهم يوما بعد يوم منذ بناء جدار الفصل العنصري الذي يقتطع مساحات شاسعة من أراض 1967 م فضلا عن الأراضي المحتلة سنة 1948 م. فالسياسة الصهيونية قامت على أساس إدارة الصراع وليس على أساس  » حل الصراع « . وهي سياسة كما يقول الخبراء  » تسعى لإضعاف الخصم بكل الطرق إلى حين يقنع بالخيار الوحيد المتاح صهيونيا  » وهو خيار أشبه بقسمة القرد بين فارين، كما تقول الأسطورة، فعندما لجآ إليه ليقسم بينهما قطعة جبن عثرا عليها، قام بقطعها إلى كتلتين إحداهما أكبر من الأخرى، ثم قضم الكبيرة حتى جعلها أصغر وهكذا حتى لم يبق إلا القليل فصاحا رضينا رضينا فرد عليهما القرد، إن كنتما ترضيان فالعدالة لا ترضى، وابتلع ما تبقى من قطعة الجبن.   وقد استفاد العدو الصهيوني من عدة ميزات فضلته على الجانب العربي الرسمي، منها آلية حسم الخلافات بين اليهود داخل الكيان الصهيوني، من خلال فرز حكومة تمثل الأغلبية مقابل عروش الاستبداد في البلاد العربية. ووجود ترسانة عسكرية ضخمة، مقابل أسلحة لقمع المواطنين العرب في بلدانهم. وتشبث صهيوني بالدعم الدولي، وتقوقع كل قطر عربي داخل حدوده، وعدم مد الجسور مع المسلمين، والأحرار والشرفاء في العالم، إضافة لعدم استخدام الأوراق التي لدى العرب، كالنفط والاستثمار، وغير ذلك.   ولكن أنى لدول تعتمد في حماية أنظمتها السياسية على الغرب أن تستخدم ما لديها من أوراق ضغط، لذلك تراهم يفلسفون الاستسلام والضعف من تبرير عدم استخدام تلك الأوراق بالحاجة للمال وما إلى ذلك، ولذلك يجد الصهاينة أنفسهم في موقف مريح مقابل أنظمة عربية مأزومة تشكو من فقدان الشرعية، والسند الشعبي، ويكفي تعييرها بذلك حتى تنخ كما تنخى العير.   ولم نعد نسمع لاءات العرب التي طالما صدعوا رؤوس المواطنين بها، وأصبحنا نعيش لاءات الصهاينة، وهي لا لتقسيم القدس ومنح الضفة الشرقية منها للفلسطينيين. ولا لعودة لحدود 1967 م، ولا لعودة اللاجئين إلى الأراضي المحتلة سنة 1948 م، بل هناك تهديد بتهجير ما تبقى منهم إلى غزة ومناطق أخرى وربما إلى خارج فلسطين. كما يرفض الصهاينة إزالة المستوطنات، وما تبقى من أراضي ممزعة، هي الدولة الفلسطينية المسخ، والتي يجب أن تكون منزوعة السلاح وفق الرؤية الصهيونية. وقبل ذلك وبعده لتستمر المفاوضات إلى ما لانهاية في هذه الأجواء وهذا الإطار.   لقد أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964 م من أجل تحرير الأراضي المحتلة سنة 1948 م، لكنها لم تصمد على هذا المبدأ، والذي يتنازل على قفازه يتنازل على ما هو أهم من ذلك. ففي 1968 م تبنت الفكرة التي ينادي بها القذافي الآن ( إسراطين ) فقد وافقت على فكرة الدولة الديمقراطية الواحدة التي تجمع اليهود بمن فيهم المهاجرين والمستوطنين، مع المسلمين والنصارى في فلسطين. ولكن تلك الفكرة انتهت ولم تبق سوى صورة باهتة في مخيلة القذافي، وما أكثر الصور الباهتة في أذهان الزعماء الذين لم تصنعهم شعوبهم، وإنما يتباهون هم بأنهم صنعوها.   وفي سنة 1974 م تبنت منظمة ( التحرير ) برنامج النقاط العشر التي ترى إقامة دولة على أي جزء يتم تحريره، أو انسحاب الصهاينة منه، وهو ما حصل في غزة، وفق اتفاقية أوسلو  » غزة أولا  » وهي على ما يبدو و » أخيرا  » إذا لم تتواصل المقاومة في الضفة والتي دفعت المحتل للخروج من غزة، وليست اتفاقية أوسلو.   وفي 1988 م وافقت المنظمة على قرار مجلس الأمن 242 القاضي بتقسيم فلسطين، وبعد عدة سنوات تولى وزير خارجية مصر الأسبق بطرس بطرس غالي سكرتارية الأمم المتحدة، ليقول بأن القرار غير ملزم. وفي 1991 م عقد مؤتمر مدريد، الذي أخرج القضية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلى متاهات التفاوض المباشر بإشراف ( أوروبي ) وأمريكي، والذي أفضى إلى اتفاقية أوسلو سنة 1993 م. والتي فصلت المسار الفلسطيني عن اللبناني والسوري عمليا، وهو نجاح للصهاينة. وفي سنة 2002 م قدمت الدول العربية في بيروت ما يسمى بالمبادرة العربية التي ضرب بها الصهاينة عرض الحائط، وأعلنوا لاءاتهم المعروفة. وفي سنة 2003 م تنازل عباس فيما عرف بتفاهمات عباس بيلين عن حق العودة لأراض 1948 م. ووافق عباس على إقامة دولة منزوعة السلاح، وعلى بقاء الكثير من المستوطنات في الأراضي التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية التي لا يعرف حدودها. وهكذا نجد الصهاينة ينتزعون الاعتراف بعد الاعتراف دون أن يقدموا شيئا، سواء للطرف العربي، أو الفلسطيني المفاوض. فما يحصلون عليه يوثقونه ويطبعونه على الأرض، دون أن يظفر الطرف المقابل بأي شيء ملموس. وإذا ما طالب بسقف زمني رد    عليه الصهاينة  » لا تواريخ مقدسة « .   إن الذي شجع الصهاينة على الاستمرار على صلفهم، واستخفافهم بالعرب والفلسطينيين، هو وجود أصدقاء مخلصين لها، لا تتأخر في اعتبارهم كنوزها المعتبرة. وفي وجود فلسطينيين لا يستحون من التنسيق الأمني معهم ضد إخوانهم الفلسطينيين. بينما يواصل الصهاينة تهويد القدس بتوسيع حدودها من 7 كيلومتر مربع إلى 100 كيلومتر مربع على حساب الضفة التي تقع فيها حكومة عباس فياض.وسعي الصهاينة لتحويل القدس سنة 2014 م إلى مدينة يهودية بعد بناء كنيس الخراب على أرض تابعة للوقف الإسلامي. وبناء 10 كنائس في القدس الشرقية، بالإضافة ل 150 كنيسة أخرى خارج المدينة القديمة و9 في محيط المسجد الأقصى وعلى أسواره.ووجود مخطط صهيوني لبناء حوالي 187 ألف وحدة استيطانية في القدس،واستمرار قتل واعتقال وتجويع الفلسطينيين، وإحراق المساجد في الضفة، ومصادرة أخرى، وهو ما أكده مفتي القدس الشيخ تيسير التميمي، وشيخ القدس المجاهد رائد صلاح.   ولكن ماذا قبضت سلطة فياض عباس، سوى 150 مليون دولار من واشنطن كرشوة للعودة للمفاوضات العبثية. والتي وصفها نائب رئيس الوزراء الصهيوني دان ميريدور بأنها  » محكومة بالفشل  » مسبقا.   ولم يبق ما لا يحتاج إلى كلام وإنما فعل، وهو النضال والجهاد على كافة الجبهات لاستعادة ما فرطت فيه المفاوضات، وأملاه الضعف على الضعفاء.   على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم.. وتكبر في عين الصغير صغارها    وتصغر في عين العظيم العظائم.

وفد مسلمي أوروبا يضم سيد فرجاني يزور تركيا ويلتقي أردوغان


السبيل أونلاين – تركيا – تقرير خاص + صور    زار وفد ممثل للأقليات المسلمة في أوروبا تركيا في الفترة من 10 الى 15 ماي 2010 ، بهدف كسب موقفها لرفض انضمام (اسرائيل) الى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية ، وذلك في اطار حملة عنوانها « رفض التشجيع على الافلات من العقاب ومكافئة مجرمي الحرب » ، كما تضمن جدول أعمال الزيارة بحث أوضاع المسلمين في أوروبا .   والتقى الوفد برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وطاقم مستشاريه ، ودام الاجتماع حوالي 45 دقيقة .   وقدمت البعثة بحوث ودراسات قانونية متخصصة تؤكد أن ما تقوم به (اسرائيل) ضد الفلسطينيين مناقض للقانون الاساسي لهذه المنظمة الاقتصادية الدولية ، والتي تضم ثلاثين دولة بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية ، وتعتبر تركيا البلد المسلم الوحيد فيها .   وضمّ الوفد كل من : السيد مسعود شجرة رئيس الهيئة الاسلامية لحقوق الانسان والتي لها صفة ملاحظ لدى الامم المتحدة ، والسيد ماجد الزير رئيس مركز العودة الفلسطيني ، والسيد سيد فرجاني رئيس المكتب السياسي والاعلام والعلاقات العامة بالرابطة الاسلامية في بريطانيا ، ونائب رئيس الهيئة الوطنية للأئمة والمساجد بالمملكة المتحدة والأمين العام لمنتدى الاسلام والحداثة ، والدكتور داوود عبد الله نائب رئيس مجلس الاسلامي البريطاني ومدير مركز مراقبة الشرق الاوسط ، والدكتور عرفات ماضي رئيس الحملة الاوروبية لرفع الحصار عن قطاع غزة ومقرها في بريطانيا ، والدكتور عبد الله طوماس ميلسون مسؤول المنظمة الفرنسية للمساجد ، ورئيس لجنة 15 مارس للحريات في فرنسا والمتخصصة في قضية الحجاب في فرنسا وأوروبا .   وتركّز جدول محادثات الزيارة على خمسة موضوعات رئيسية على رأسها دفع الحكومة التركية ومن خلال علاقات تركيا الى مزيد دعم قطاع غزة ماديا وسياسيا بهدف كسر الحصار ، ودعم قضية فلسطين كي يحقق الشعب الفلسطيني استقلاله ، و محاصرة (اسرائيل) الكيان المحتل في المحافل الدولية وكل الفضاءات الدبلوماسية والقانونية والحقوقية الدولية من خلال منظمة المؤتمر الاسلامي ومن خلال وجود تركيا في كل المحافل الاقليمية والدولية .ودعا الوفد الحكومة التركية الى استعمال حق الفيتو للحيلولة دون انضمام (اسرائيل) الى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية .   وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للوفد الأوروبي على ضرورة جعل قضية فلسطين قضية المسلمين في العالم وليست خاصة بالعرب وحدهم .   ويذكر أن تركيا لم تستعمل حق الفيتو ضد انضمام (اسرائيل) والمرشحين الجدد لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية الا انها نجحت في كسب التأييد وبالإجماع من كل الدول الأعضاء بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية لورقة تقدمت بها للمنظمة لحث دولة الاحتلال (اسرائيل) على رفع الحصار عن قطاع غزة وايقاف بناء المستوطنات والتوقف عن تغيير المعالم التاريخية والثقافية لفلسطين المحتلة وخصوصا القدس الشرقية ، وضرورة الانسحاب من كل الأراضي التي احتلتها في عام 1967 ، كما أكدت الورقة التركية على ضرورة توقف الكيان الاسرائيلي عن انتهاكاته للقانون الدولي وحقوق الانسان واقتراف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ، وقد ربطت تركيا انضمام (اسرائيل) لهذه المنظمة بتلك الضوابط المذكورة والتي أقرّت بالإجماع من طرف أعضاء المنظمة . ولئن كان قبول عضوية الكيان الصهيوني في المنظمة مخيبا للآمال فإن اقرار الوثيقة التركية مثل نقطة مضيئة ، اضافة الي فشل المنظمة في الانسجام مع ميثاقها الأساسي الذي يرفض الاحتلال وانتهاكات حقوق الانسان ويقرّ بحق الشعوب في تقرير المصير انسجاما مع القانون الدولي .   وتناول الوفد مع الحكومة التركية موجة « الاسلاموفوبيا » التي تجتاح الدول الغربية ، مثل محاربة المظاهر الاسلامية كمنع الحجاب في فرنسا وغيرها ، وحظر المآذن في سويسرا ، والهجوم على الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلّم) كما حصل في هولندا والدنمارك وسواهما ، الى غير ذلك من مظاهر معاداة الاسلام في أوروبا .   ودعا الوفد الممثل للأقليات المسلمة في أوروبا الى ضرورة تنسيق تركيا مع تلك الأقليات انطلاقا من أنها والاقليات المسلمة يعيشون في ظل انظمة علمانية ، ووجود قواسم مشتركة في الهموم وطبيعة القضايا مما يستوجب معه التقارب والعمل المشترك .   وعرضت الاجتماعات التي أجراها الوفد الى المنافع والمصالح المشتركة التي يمكن ان تتحقق لصالح الاقليات المسلمة في بلدانها الاوروبية من جهة ، وللعالم الاسلامي وخصوصا تركيا من جهة أخرى ، ذلك ان الاقليات المسلمة في أوروبا تسعى الى لعب دور محوري مستقبلي لصالحها ولصالح الدول التي يعيشون فيها وهوما يمكن أن تستفيد منه تركيا والعالم الاسلامي ، من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لصالح الجميع وبالتالي تحقيق معادلة الربح والمنفعة لصالح الاقليات المسلمة والمجتمعات التي يعيشون فيها ولتركيا والعالم الاسلامي في نفس الوقت ، وأكّد الوفد على أن الاقلية المسلمة في الغرب ترفض أن توصم أو تلعب دور الطابور الخامس لأي كان ، وهي تعمل مع كافة الاطراف على جلب الخير للجميع دون استثناء .   وكانت للوفد اجتماعات مع كبار المسؤولين في حزب العدالة والتنمية وحزب السعادة وحزب تركيا العظيمة ، في كل من محافظتي أنقرة واسطنبول ، كما اجتمع الوفد الأوروبي مع أهم منظمة حقوقية في تركيا وهي « مظلوم دار » ، حيث أقام أفراد من البعثة ندوة في قاعة في قلب مدينة اسطنبول تحت عنوان « مقاومة الصهيونية » قدم فيها عضو الوفد سيد فرجاني محاضرة تحت عنوان « مقاومة الصهيونية وليس مقاومة اليهود واليهودية شرعا وسياسة واستراتيجيا » ، كما قدم السيد مسعود شجرة مداخلة في اطار مقاومة الصهيونية ، والتي اعتبرها قضية مهمة لكل البشرية بقطع النظر عن دياناتهم وألوانهم ، وفي نفس السياق تحدث الامين العام لمنظمة « مظلوم دار » ، ويشار الى أن اثنين من الرهبان اليهود أحدهما من بريطانيا وآخر من أمريكا شاركا في الندوة .   وفي اطار أنشطة الوفد الأوروبي الزائر القى السيد سيد فرجاني محاضرة بمعهد للتعليم العالي بإسطنبول تحت عنوان « الديمقراطية بين المفكرين الاسلاميين المعاصرين و »اللبرالية الديمقراطية » » ، كما عقد اعضاء الوفد لقاءات مع مركز دراسات « سيتا » والذي يعتبر من أهم مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية في تركيا ، ودار النقاش حول استراتيجية الاقليات ومدى صلابة استراتيجيات تركيا مع مناطق الجوار وخاصة تجاه (اسرائيل) .   وتكريما لوفد ممثلي الاقليات المسلمة في أوروبا أقام رئيس العلاقات الخارجية في البرلمان التركي السيد مراد مرجان صحبة النائب البرلماني عبد الله كاليشكان مأدبة عشاء على شرف الوفد .       روابط الصور: http://www.assabilonline.net/images/M_images/visite-c.musulman-turkei-2010_1.jpg   http://www.assabilonline.net/images/M_images/visite-c.musulman-turkei-2010_2.jpg ________________________________________ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية   تم إنشاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 1961 ، وتتكون من 30 دولة غنية تمتلك %60 من الثروة العالمية معظمها من دول الاتحاد الأوروبي ، واضافة إلى النمو الاقتصادي فالمنظمة لديها معايير صارمة للدول الأعضاء من حيث الديمقراطية وحالة حقوق الانسان.   حاولت (إسرائيل) الدخول إلى المنظمة منذ عشرين عاما ولكن بسبب سجلها الفاضح لحقوق الانسان وسلوكها المعادي للفلسطينيين والدول المجاورة أجلت المنظمة انضمامها .   غيّرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية موقفها وتوصلت الى تيسير عملية قبول انضمام (إسرائيل). ففي 19 جانفي – يناير 2010 وبعد التوقيع على اتفاقية مهمة في وزارة الخارجية الإسرائيلية ، قال السكرتير العام للمنظمة انجيل غوريا : »إننا سنكمل العضوية غالبا في 2010 مثلما كان مقررا لها ».   ويأتي تصريح المنظمة وسط خلافات حول تقديم الإحصائيات الاقتصادية لتعداد سكان (إسرائيل) فالأرقام الإسرائيلية تتضمن المستوطنون الإسرائيليون وتستبعد المواطنون الفلسطينيون ، وهذا مما لا شك فيه يخالف سياسة الاتحاد الأوروبي حيث أن هذه المستوطنات لم يتم إقرارها في القانون الدولي .   وقد كشف تقرير مسرب أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد طلبت من (إسرائيل) إما أن تضم الفلسطينيين (والمستوطنين) في الضفة الغربية معا أو أن لا تضم أيا منهما ..   وحسب نفس التقرير فإن هذا الموضوع لم يشكل أي عقبة في أن تصبح (إسرائيل) عضوة في المنظمة. ومنح المقترح (لإسرائيل) الفرصة لتقديم البيانات المطلوبة بعد سنة واحدة من انضمامها إلى المنظمة. ولكن إذا حصلت دولة الاحتلال على عضوية كاملة فيسكون لديها حق التصويت ضد مطالب المنظمة وبالتالي فلن تقدم الأرقام والبيانات الجديدة المطلوبة في الضفة الغربية.   وقد أوضح الاقتصادي المقيم بالقدس هيفر ، الحيلة السياسية التي لعبتها (إسرائيل) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عملية الانضمام قائلا :إن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تتعامل مع (إسرائيل) كما ولو أن ليديها 7 مليون مواطن في حين أنها في الواقع لديها 11 مليون مواطن، منهم 4 مليون فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال وإذا تم ضمهم إلى الأرقام المقدمة إلى المنظمة فيجب أن يتم رفض انضمام (إسرائيل) بسبب الفوارق الهائلة في الثروات ».   وكما تم التأكيد عليه من قبل محكمة رسل (لجرائم الحرب الدولية) فإن القانون الأوروبي يمنع الدول الأوروبية من الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ، إلا أن الحصول على عضوية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يعطي مصداقية لاقتصاد النظام العنصري وأيضا فإن الاعتراف بالاحتلال الغير قانوني يجعلهم مشاركين في الجرائم الإسرائيلية الموثقة في تقرير جولدستون .   إن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تحتاج إلى الإجماع بالموافقة على انضمام الدولة العضوة الجديدة فيها ، وتركيا هي الدولة الإسلامية الوحيدة العضوة في المنظمة ولديها المسؤولية والحق في التصويت ضد دخول (إسرائيل). ورئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب أردوغان أصبح مدافعاُ معروفاُ عن الفلسطينيين في الساحة الدولية مما جعله مستهدفا من قبل اللوبي الصهيوني وكذلك من سياسيين إسرائيلين معروفين .   وستحصل (اسرائيل) بانضمامها للمنظمة على مصداقية دولية وفوائد اقتصادية. ومن المتوقع أن يرتفع تصنيفها من حيث المصداقية وبالتالي سيكون باستطاعة الشركات الإسرائيلية أن تزيد من حجم أرباحها .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 20 ماي 2010)  

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تونس في 17/5/2010 بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 804مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي

الرجل المناسب في المكان المناسب كان له نتائج بارزة وانعكاسات ايجابية


  في هذا الموقع الإعلامي الديمقراطي كتبت حوالي 13 مقالا بعنوان الرجل المناسب في المكان المناسب ومشكور الموقع الإعلامي شجعني على نشر كل المقالات التي كانت على غاية من الأهمية.   ونظرا لقيمة المقالات وأهميتها فقد خصصت لها 3 حلقات متوالية قصد التذكير بما جاء في مقالاتي طيلة الأعوام الخمس من 2005 إلى 2010   واعتقد اعتقاد المناضل الراسخ بان الرأي العام العربي والإسلامي يتابع هذا المنبر الإعلامي ويطالع كل المقالات الهامة وعددها 800 مقال.   وان موقع تونس نيوز الممتاز أصبح من المواقع الالكترونية التي تحظى بالاحترام والتقدير نظرا لجرأة المقالات ومصداقيتها وما تتضمنه من معلومات وأخبار وتحاليل وتعاليق وردود وصراحة وطرح المواضيع الهامة ربما لا تنشر بالصحف المحلية في الدول العربية نظرا لهامش الحرية المحدودة والتي هي متفاوتة بين جهة وأخرى..   ولحد ألان لم تصل حرية الصحافة العربية إلى الحد المطلوب حتى تؤدي رسالتها الوطنية وتبلغ صوت الشعوب العربية التي تحتاج إلى إعلام حر وجريء وديمقراطي ولو بصفة متوسطة أي على الأقل 50% من هامش الحرية التي يعيشها الغرب والشعوب المتقدمة والمتطورة وأوروبا اليوم…   وفي انتظار تحقيق هذا الحلم الذي سيتحقق يوما فان الصحافة الالكترونية في عصر التكنولوجيا والانترناتادخلت ثورة عميقة وغزيرة في الأذهان وفتحت آفاق واسعة وتقنيات فنية وسرعة فائقة لنشر الرأي الحر والكلمة الصادقة وخدمات سريعة.   اي يمكن ان يكتب كاتب من مصر او الجزائر او تونس او المغرب وليبيا والسودان بعد 24 ساعة فقط ينشر الموقع مقاله بأمانة وصدق ويطالعه الرأي العام وربما الصحيفة المحلية لا يقراها إلا 8الاف قاري على أقصى تقدير.   بينما المقال الذي ينشر في موقع الانترنات يمكن ان يطلع عليه 100الف قاري نظرا للمصداقية وكذالك لجرأة المقالات وقيمتها ومضمونها والحمد لله كما أسلفت مرارا ان دور حاسم وهام تقوم به مواقع الانترنات لدعم الكلمة الحرة والهادفة وهي رحمة للشعوب.   وبفضل هذه المواقع عم الوعي الإعلامي وهذا الموقع الالكتروني الرائع الممتاز كان له دور فاعل وحاسم في نشر مقالاتي بحرية وأمانة وصدق.   واليوم أريد إن أعود إلى موضوع الرجل المناسب في المكان المناسب والحمد لله هذا الموضوع قد كتبت وأطنبت الحديث فيه 13 مرة متوالية ونوهت بخصال وتواضع بعض المسؤولين الكبار وهم السادة الأفاضل:   1المنذر الزنايدي وزير الصحة العمومة الرجل المناسب في المكان المناسب  و بالمناسبة نتقدم له بأحر التهاني لانتخابه باسم الجمهورية التونسية رئيسا للجمعية العامة للمنظمة العالمية للصحة الملتئمة في دورتها العادية 63 بجينيف طيلة هذا الأسبوع. وهو شرف عظيم لبلادنا أن تترأس هذا المحفل الأممي  طيلة سنة كاملة ابتداء من هذا الأسبوع تقديرا للخطوات الجبارة التي قطعتها في مجال الصحة. والشكر موصول لدبلماسينا الأشاوس (الأخفياء الأتقياء) ببعثتنا الدائمة لدى الأمم المتحدة بجينيف وعلى رأسهم سعادة السفير الموفَّق المناضل الأخ عبد الوهاب الجمل..  الذي أبلى البلاء الحسن في الدِّفاع عن المصالح العليا للوطن.. وتفانى في تنفيذ تعليمات فخامة رئيس الجمهورية والسيد الوزير الأول والأخ وزير الخارجية..  ورفع راية تونس خفاقة بين الأمم..   2محمد جغام وزير الداخلية السابق   3احمد فريعة وزير التكنولوجيا الاتصال السابق   واليوم بعد مرور 126 يوم يوما بيوم على إجراء التحوير الوزاري الأخير الذي تم خلال مطلع هذا العام وذلك يوم 11 جانفي 2010 من لدن رئيس الدولة لحظنا نقلة نوعية في العلاقات والحركية والاتصالات والنتائج والعمل الميداني المثمر المفيد خاصة بعد خطاب سيادة رئيس الجمهورية التونسية يوم 22/01/2010 في مجلس الوزراء الذي أعلن فيه عن جملة من التعليمات والتوصيات الهامة والهادفة والمفيدة لمزيد تفعيل دور وصلاحيات الوزير وكاتب الدولة وكل مسؤول سامي رفيع وفعلا هذا الخطاب حرك السواكن وأعطى دفعا جديدا ونقلة نوعية للعمل الميداني.   ولا حظنا أن هناك تطورات ايجابية لبعض الوزراء في مجال العناية بالمواطن وطموحات الشباب والإصغاء لخلجات الشعب.   وهذا حصل بصفة ملحوظة في وزارة الشؤون الخارجية لا فقط في النشاط الوطني بل التطور والنشاط والحركية والنتائج مست العلاقات الدولية والثنائية بصفة ملحوظة.   وعززت مكانة تونس ودورها الفاعل في المحافل الدولية وحضورها في كل الندوات والملتقيات والحوارات والمجالس الدولية وهذا الدور الفعلي لتونس منذ الاستقلال وقد اشتهرت تونس بسياسة الاتزان والواقعية ولعبت دورا فاعلا  في المحافل الدولية ولها مواقف وبصمات ونشاط حثيث ووقفت الى جانب عديد القضايا الكبرى وناصرت الشعوب الضعيفة والمغلوبة ودافعت على حقوق الشعوب التي كانت ترزح تحت الاستعمار والاحتلال وان الحركية التي التمست بها جعلتها محل تقدير العالم باسره.   واليوم أعاد السيد وزير الشؤون الخارجية الجديد المعروف برصانته وحكمته وثقافته الواسعة بالدبلوماسية استطاع في ظرف قصير إعادة صورة تونس   وبرزت نتائج في دعم العلاقات مع فرنسا وايطاليا واسبانيا وأمريكيا أكثر من قبل ونتائج هامة في دعم التعاون الثنائي مع الدول المغاربية ومع الأشقاء في دول الخليج والمشرق العربي والدول الإفريقية عامة وحضور كل الندوات الدولية وهناك تحسن ملحوظ للعيان بفضل اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب.   وحصل هذا في وزارة الشؤون الاجتماعية هناك حركية وعمل ميداني ملحوظ في جميع أوجه النشاط الاجتماعي.   وكذلك هناك حركية مماثلة في وزارة التشغيل والتكوين وطرق جديدة وفتح الأبواب أمام الشباب والبحث عن وسائل تشغيله مع الشفافية الكاملة.   هذا العمل الوطني هام نشجعه وننوه به   وان الرجل المناسب في المكان المناسب يدعم مصداقية النظام القائم ويوطد العلاقات مع المواطنين ويزيد في دعم الثقة ويعمق الشعور بالمواطنة ويعزز مناعة الوطن ويقضي على الأساليب الملتوية ويحقق التوازن بين الجهات والأجيال ويصلح المعوج ويوضح معالم الطريق.   وهذا ما نطمح إليه في بلادنا حتى نصل إلى مراتب عالية تضمن العدالة الاجتماعية وتؤمن المستقبل الأفضل للشعب وبذلك تزول المخاوف ومظاهر الكبرياء والغرور والانفراد بالرأي والاستغلال والهيمنة والتسلط وعدم الاكتراث بشؤون الناس؟؟؟؟؟؟؟؟؟   وقد تذكرت قصة حصلت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه حيث مر ذات يوم في شارع من شوارع المدينة المنورة فوجد مجموعة من الأطفال يلعبون وعندما شاهدوا أمير المؤمنين فروا خوفا منه لأنه مشهور بقوة الشخصية والهيبة وبقى طفل لم يتحرك في مكانه فابتسم أمير المؤمنين وقال له لماذا لم تفر مع أصحابك فقال له الطفل باحترام ووقار لا افر منك لأنك لست بظالم حتى اخشي ظلمك وانأ لست بمذنب أخاف عقابك والطريق يتسع لي ولك فابتسم أمير المؤمنين وأعجب من قول الطفل الذي كان له شأن  حتى في الإسلام فيما بعد.   ما أحوجنا لأطفال في هذا المستوى الرفيع في عصرنا الحاضر   ملاحظة هامة  لا أنسى الدور الفاعل والناجع لبعض السادة الولاة واذكر منهم بالخصوص الأخ خليفة الجبنياني والي المنستير وهشام بن احمد والي المهدية وعبد الجليل الزدام والي نابل.    والله ولي التوفيق    قال الله تعالى « لمثل هذا فليعمل العاملون  » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني 22 022 354  

أزمة الاقتصاد الإيراني: إيران واقتصاد الملالي الفاشل

 


بقلم: كنان مورتان مع استمرار المواجهة بين الحكومة والمعارضة في إيران، يتجلى عامل قد يحدد نتائج هذه المواجهة والذي يتجلى في الحالة البائسة التي بلغها الاقتصاد الإيراني. ولكن تُرى هل يكون الأداء الضعيف للاقتصاد سبباً في قلب المعادلة هناك في نهاية المطاف؟ كنان مورتان يسلط الضوء على هذه القصية. يعاني الاقتصاد الإيراني من عجز وشلل كبير بسبب غياب سياسة اقتصادية شاملة يتبناها النظام كان اقتصاد إيران يناضل منذ قيام الثورة الإسلامية، ويرجع هذا جزئياً إلى الحظر الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة عليها منذ ثلاثة عقود. واليوم، مع حرمان إيران من التكنولوجيا وقطع الغيار للمعدات المتواجدة لديها، أصبح ثاني أكبر بلد منتج للنفط في منظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك) في عام 2006 مستورداً للمنتجات البترولية المكررة. وفي عام 2007 تدهورت الظروف في صناعة النفط الإيرانية إلى الحد الذي اضطر الحكومة إلى تقنين توزيع البنزين، الأمر الذي فتح الأبواب أمام سوق سوداء مزدهرة. ومن غير المستغرب أن يؤدي هذا العجز إلى تغذية التضخم. ففي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2009، أعلن البنك المركزي الإيراني عن زيادة سنوية مقدارها 22 في المائة في مستويات الأسعار. وفي محاولة لتشجيع الاستثمار اتخذت الحكومة الإيرانية تدابير جديدة للسماح للبنوك الأجنبية بدخول النظام المالي الإيراني. ولقد تقدم العديد من البنوك بطلبات الحصول على الترخيص، ولكن حتى الآن لم يحصل على الترخيص أي بنك. العلاقات الاقتصادية الإيرانية التركية ونستطيع أن نرى إحدى علامات التفسخ الواضحة في الاقتصاد الإيراني في العلاقات الاقتصادية بين إيران وتركيا. فالعلاقات التجارية بين البلدين قديمة وعميقة الجذور، وكان من المفترض أن تستفيد هذه العلاقات بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لتركيا في عام 2008، والتي تقرر في إطارها مضاعفة التجارة الثنائية بين البلدين إلى عشرين مليار دولار بحلول عام 2011، ثم إلى ثلاثين مليار دولار في عام 2012. حتى إن الحكومة التركية سمحت للمصدرين الأتراك بتحصيل مستحقاتها لدى الإيرانيين بالريال الإيراني. المصدر الحقيقي للخلل الاقتصادي في إيران يتلخص في نظام تقاسم السلطة السياسية والاقتصادية الغريب في إيران » ولكن في حين انهمك القادة السياسيون في رسم مثل هذه الخطط الوردية، انسحب ثماني من أكبر شركات الاستثمار التركية من إيران. وطبقاً لإحدى هذه الشركات فإن شروط الاستثمار غير واضحة في إيران، حتى إن هذه الشركة انسحبت من دون السعي إلى الحصول على تعويضات عن حصتها التي بلغت 60 في المائة في إحدى الشركات التي أسستها هناك. كما أعرب مستثمرون أتراك آخرون عن شكاوى مماثلة. فقد انسحبت شركة سيزر أمبالاج بسبب « وعود لم تتحقق ». أما شركة تاف ( TAV ) القابضة، والتي فازت بعطاء لبناء مطار الخميني الجديد في طهران، فلم تحصل حتى على الفرصة للبدء في تنفيذ المشروع. وحتى الآن لم تتمكن شركة جوبيرتاس، التي اشترت شركة رازي وهي واحدة من أضخم شركات البتروكيماويات في إيران بمبلغ 650 مليون دولار أميركي في عام 2008، من بدء الإنتاج، وذلك بسبب قيود إدارية. فضلاً عن ذلك فإن طريق الشاحنات المقترح بين ميناء طرابزون التركي على البحر الأسود وميناء بندر عباس الإيراني لم يتحقق حتى الآن بسبب تردد إيران. الواقع أن قائمة مثل هذه الأحداث المؤسفة والفرص الضائعة طويلة. وطبقاً لنائب رئيس المجلس التجاري الإيراني التركي فإن تنفيذ الأعمال في إيران أمر بالغ التعقيد. ولقد وصف دبلوماسي تركي سابق في إيران مناخ الأعمال التجارية هناك بعبارات صارخة: « إن الأمر وكأن الإيرانيين يفضلون النتيجة التي يكون حاصلها الخسارة لكافة الأطراف على تحقيق المكسب بالمشاركة مع شركاء أجانب ». مكامن الخلل ولكن ما الدروس التي نستطيع استخلاصها من فشل الشركات التركية في إيران؟ يلقي البعض المسؤولية على البنية الأساسية المروعة وارتفاع الرسوم الضريبية على الطرق. ويقترح آخرون أن الغياب شبه الكامل لأي نظام مصرفي في إيران هو الجاني. وما زال آخرون يلقون بالمسؤولية على « اليد الأميركية الخفية » التي من المفترض أن تخشى أن تصبح إيران وتركيا أقوى مما ينبغي. مجموعة الصرافين تشكل واجهة التفاعل الرئيسية بين المستثمرين الأجانب وأقرانهم الإيرانيين ولكن المصدر الحقيقي للخلل الاقتصادي في إيران يتلخص في نظام تقاسم السلطة السياسية والاقتصادية الغريب في إيران. وطبقاً لصندوق النقد الدولي، فإن الاقتصاد الإيراني يكاد يكون خاضعاً بالكامل لسيطرة جهات سياسية فاعلة. وتستهلك عشرون ألف شركة عامة 65 في المائة من الميزانية الوطنية وتتولى 80 في المائة من الصادرات، هذا فضلاً عن 50 في المائة من التجارة الداخلية. وتبلغ حصة البنوك المملوكة للدولة في السوق نحو 85 في المائة. ويشكل مجموع هذه الشركات العامة ما يسمى شركة البونياد. والبونياد عبارة عن مؤسسة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسلطات الدينية التي تديرها في واقع الأمر. ومن خلال البونياد يدلي الملالي (رجال الدين في السلطة) بدلوهم في أغلب صفقات الإنتاج والتجارة. وبالتوازي مع البونياد نشأت شبكة اقتصادية أخرى تدور حول الباسيج (قوات التعبئة الشعبية التي أسسها الخميني في عام 1979)، والتي ترتبط بالحرس الثوري الذي يرتبط بدوره ارتباطاً وثيقاً بالرئيس أحمدي نجاد . ومنذ أن تولى رئاسة البلاد كان أحمدي نجاد يشجع اقتصاد الباسيج هذا، واليوم يتولى الحرس الثوري منح الرخص التجارية والسيطرة الشاملة وحق استخدام بعض الموانئ. صراع وتنافس لم تصدق إيران بعد على اتفاقيات اقتصادية دولية مثل الاتفاقية التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي وكثيراً ما تنخرط الشبكتان في منافسة شديدة، إن لم يكن في صراع، فيما بينهما، الأمر الذي يعكس الاضطراب السياسي الذي تعيشه إيران في الوقت الحالي. وما يزيد من الارتباك والحيرة وجود مجموعة أخرى، وهي مجموعة الصرافين (وهم يعملون في الأساس في مجال إقراض المال) التي تشكل واجهة التفاعل الرئيسية بين المستثمرين الأجانب وأقرانهم الإيرانيين، سواء كان انتماؤهم إلى الباسيج أو البونياد. وهم يحملون رخصاً تجارية في حين لا يحمل الأجانب مثلها، وعلى هذا فإنهم يشكلون أيضاً طرفاً في كل الصفقات التجارية. وفي ظل هذه الظروف فليس من المستغرب أن تتحول أي محاولة للقيام بعمل تجاري في غيران إلى كابوس من المتاهات. ولقد تفاقمت هذه الصراعات الداخلية سوءاً بفعل الأزمة السياسية الداخلية التي تعيشها البلاد، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية العالمية. ويبدو أن اللاعقلانية تحولت إلى عرف سائد في إيران. على سبيل المثال، قرر الملالي في إيران إغلاق الطريق الجوي بين طهران وأنطاليا لأنه أتاح للإيرانيين الفرصة للوصول إلى وسائل ترفيه « شريرة » في تركيا، واستعاضوا عنه بطريق بين طهران وسبارتا، والذي يطير الإيرانيون عبره لمسافة 140 كيلومتر، الأمر الذي يجعل الرحلة أطول قليلاً. وبسبب هذا التفكير الذي يتسم بضيق الأفق تبدو إيران وكأنها عاجزة عن تحقيق أي تقدم حتى فيما يتصل بأكثر السياسات عقلانية. على سبيل المثال، لم تصدق إيران بعد على اتفاقيات اقتصادية دولية مثل الاتفاقية التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي، والتي من شأنها أن تعزز من علاقاتها الاقتصادية مع البلدان المجاورة، وأغلبها بلدان إسلامية. يُقال إن الوقت الأشد خطورة بالنسبة لأي بلد يأتيها حين تبدأ الإصلاح. والواقع أن الاقتصاد الإيراني لم يبلغ هذه المرحلة بعد. ولكن من الواضح أن الأمور سوف تكون أشد خطورة بالنسبة للنظام إذا لم يفعل شيئاً الآن قبل أن يبدأ بفتح هذا النظام المنغلق المتفسخ. (المصدر: « قنطرة » (ممول من طرف وزارة الخارجية السويسرية) بتاريخ 18 ماي 2010) الرابط:http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php?pwcn=739_89&wc_c=492&wc_id=1060  


رأي القدس العربي: عندما يتحول المناضل الى جاسوس

 


رأي القدس العربي جدعون ليفي الكاتب في صحيفة ‘هآرتس’ الاسرائيلية زار مدينة جنين في الضفة الغربية، والتقى اثنين من ابرز مناضليها القدامى جمال وزكريا الزبيدي، ونقل صورة مأساوية عن حياة الاثنين ورفاقهما الذين تخلوا عن السلاح، وباتوا يتلقون رواتب من السلطة دون فعل اي شيء. الكاتب الاسرائيلي اختار عنوانا يلخص الحال في هذه المدينة التي كانت بؤرة للمقاومة، ويقول ‘اليأس يحول جنين من مدينة للانتحاريين الى مدينة للموتى’. من المفارقة ان ‘السلام الاقتصادي’ الذي يطبقه السيد سلام فياض رئيس الوزراء، حول ابناء هذه المدينة، التي دخلت التاريخ الفلسطيني من اوسع ابوابه بسبب صمودها البطولي في وجه العدوان الاسرائيلي، الى ‘اموات’ يأكلون ويشربون ويتحسرون على واقعهم، حتى ان بعض مناضلي المدينة الذين شاركوا السيد الزبيدي في زنازين الاحتلال، تحولوا الى ادوات في يد الامن الاسرائيلي، يتولون مهامه القذرة، مثل اعتقال وتعذيب المناضلين. جنين باتت العنوان الرئيسي للمواطن الفلسطيني الجديد الذي يعمل السيد فياض الآن على تشكيله وفق مواصفات السلام الاقتصادي، فقمة الأماني بالنسبة الى الكثير من ابناء هذه المدينة هي الانضمام الى قوات دايتون الامنية التي تتخذ من جنين مقرا لها. جمال الزبيدي المقاتل الشرس يعترف في اللقاء نفسه ان كل من كان يقاوم في الماضي، او يفكر في المقاومة حاليا يتعرض للاعتقال والتعذيب على ايدي اجهزة امن دايتون، ويقول ان جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي ‘الشاباك’ لم يفعل ما تفعله اجهزة امن السلطة بالمعتقلين المناضلين، مثل التعذيب حتى الموت. فمن يذهب الى زنازين تحقيق السلطة ينتهي في المستشفى في اليوم التالي هذا اذا لم يفارق الحياة. السيد فياض يفتخر بان الاوضاع الاقتصادية تتحسن في الضفة الغربية، ويعطي ارقاما للنمو تصل الى خمسة في المئة سنويا، ولا يمر يوم دون ان يفتتح مصنعاً، او مزرعة او طريقا جديدا او القاء خطاب في مؤتمر للاستثمار وسط زفة تلفزيونية غير مسبوقة. انها عملية غسل مخ للمواطن الفلسطيني في الضفة الغربية تجري وفق مخطط مدروس وضعه خبراء غربيون في هذا المضمار للايحاء بأن المقاومة لم تأت للفلسطينيين بغير الخراب والدم والجنازات والدمار الاقتصادي، وما يجري في قطاع غزة من فقر وبؤس وحرمان ومعاناة هو البرهان الأبرز في هذا الصدد. السيد جمال الزبيدي الذي أغلق هاتفه النقال، وبات يعيش على راتب شهري مقداره 1500 شيكل، مثل الكثير من المناضلين السابقين، يعترف بأن هناك طرقا جديدة وأكثر أمنا، حيث اختفى السلاح من شوارع المدينة ومخيمها، وتم بناء مستشفى، وبات يوجد عدد اكبر من الاولاد في المدارس، وقدر اكبر من القانون والنظام، ويقول ‘ولكننا لم نحارب من اجل ذلك طوال السنين الماضية، وليس من اجل كل هذا سقط آلاف الشهداء، ولا من اجل هذا اصبح الكثيرون معوقين ولا من اجل هذا يوجد عشرة آلاف معتقل في السجون’. فعلاً لم يقدم الشعب الفلسطيني هذه القافلة الطويلة من الشهداء والاسرى من اجل بناء مستشفى او توسيع مدرسة، او من اجل ان يركب بعض المسؤولين في السلطة سيارات جيب حديثة فخمة وسط رهط من الحراس. ان اكبر مأساة يعيشها الشعب الفلسطيني حالياً ان يقوم من حارب الاحتلال بالتنسيق معه فمن المفارقة ان رئيس جهاز الامن الفلسطيني كان حتى الامس القريب في زنازين الاحتلال، وصار يطارد زملاءه السابقين ويعذبهم، هكذا يقول جمال الزبيدي وهو ليس من ‘حماس’ وانما من ابرز مناضلي حركة ‘فتح’.  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 ماي  2009)
 

أسئلة الانكسار والضياع

 


د. فهمي هويدي
هل صحيح أن الجزائر صارت أبعد عنا، في حين أصبحت إسرائيل أقرب إلينا؟.. أدري أن السؤال ما كان ينبغي له أن يرد على البال أصلا. حيث يفترض أن تكون إجابته محسومة سلفا. لكنه بات واردا في زمن الانكسار، وغدا تجاهله نوعا من دفن الرؤوس في الرمال. طرح السؤال له خلفيته التي تبرره، ذلك أن الصحف المصرية كانت قد نشرت كلاما للاعب الأهلي والمنتخب الوطني محمد أبوتريكة، أبدى فيها استعدادا وترحيبا بالسفر إلى الجزائر ومشاركة شعبها احتفاله بالتأهل لمونديال جنوب أفريقيا. وحسبما ذكرت صحيفة « الدستور » (في 16-5) فإن أبوتريكة في توضيحه لموقفه، قال إن هذا هو الوقت المناسب لإزالة الاحتقان بين الشعبين، على خلفية الأحداث التي خلفتها المباراة الشهيرة. وأضاف أنه ليس من المنطقي السكوت على الجفاء الذي حدث جراء تلك المباراة، لأن ما بين مصر والجزائر أكبر من أي خلاف بسبب مباراة في كرة القدم.. خاصة أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه، كما أن مطالبة كل طرف للآخر بالاعتذار أمر غير مقبول، لأن ما بين الإخوة من روابط في الدين والدم أكبر من أي اعتذار، وخيرهما من يبدأ بالسلام. هذا الكلام الرصين في الخبر المنشور استقبل بغضب شديد من جانب أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الوطني، وكانت الحجة في ذلك أن أبوتريكة كان أحد شهود العيان لما حدث في السودان وفي أنجولا، كما أنه على علم بالتصريحات المسيئة التي صدرت عن لاعبي المنتخب الجزائري وتناقلتها وسائل الإعلام، واستهدفت المدير الفني للمنتخب المصري. فهمنا في الكلام المنشور أن مدير المنتخب أغضبته تصريحات أبوتريكة، وكذلك المدرب العام للمنتخب، الذى قال إن طبيعة العلاقات الطيبة القائمة بين الجهاز الفني واللاعبين تفرض على كل واحد من الأخيرين أن يرجع إلى الجهاز للحفاظ على صورته ووحدته قبل الإقدام على خطوة من ذلك القبيل تمس المنتخب الوطني ككل، مضيفا أن كلام أبوتريكة عبر عن وجهة نظره الشخصية، باعتباره لاعبا في صفوف النادي الأهلي، قبل أن يكون لاعبا في المنتخب الوطني. المشهد إذا صحت وقائعه يضعنا أمام مفارقتين؛ الأولى أن أبوتريكة تبنى موقفا أرقى وأكثر مسؤولية مما عبر عنه الجهاز الفني، فقد تصرف اللاعب باعتباره مواطنا عربيا سويا في مصر الكبيرة التي تحتوي الأشقاء وترتفع لأجلهم فوق الجراح. أما مسؤولو الجهاز الفني فقد تصرفوا كأعضاء فى قبيلة منكفئة على مراراتها ولا يعنيها إلا الثأر لما أصابها. المفارقة الثانية والأهم أن رئيس الجهاز الفني الذي غضب بشدة من ترحيب أبوتريكة بالذهاب إلى الجزائر لمشاركة الأشقاء هناك فرحتهم، هو ذاته الذي وافق على سفر المنتخب المصري إلى رام الله، لكي يلعب مع نظيره الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي وبرعاية من الأعداء. صحيح أن المباراة أجلت، لكن الفكرة لم تلغ لأن موعدا جديدا تحدد لها. ومع ذلك، فإن المفارقة تثير السؤال الذي ألقيته في بداية الكلام، حول ابتعادنا عن الجزائر واقترابنا من إسرائيل. إذا دققنا في المشهد، فسنجد أن المفارقة ليست مقصورة على الجهاز الفني للمنتخب، ولكنها انعكاس لمدى التشوه الذى أصاب الإدراك في بعض الدوائر بمصر. وهو التشوه الذي أسمهت فيه مواقف سياسية عدة أثارت قدرا غير قليل من الحيرة واللغط. من ذلك اهتمام مصر بإقامة السور الفولاذي الذي يحكم الحصار حول غزة ويطمئن إسرائيل ويؤمنها، بأكثر من اهتمامها ببناء بيوت ضحايا السيول في سيناء أو توفير احتياجات المحاصرين في القطاع. إن أسئلة زمن الانكسار كثيرة، لكن أخطرها ذلك الذي لا يميز بين العدو وبين الصديق أو الشقيق، لأنه يعبر عن التلازم بين الانكسار والضياع.  
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 19 ماي 2010)  

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.