الخميس، 20 ديسمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2766 du 20.12.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين: علي بن سالم – سنوات من  الكفاح ضد الإستعمار ..و عقود من الكفاح ..ضد الإستبداد ..! حرّية و إنصاف:فرع  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت حرّية و إنصاف: أين لطفي بوعفيف ؟؟؟ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان إعـــلام السبيل أونلاين: المناضل على بن سالم يتعرض إلى إعتداء وينقل إلى المستشفى علي بن عرفة: رحمك الله أخي قيس الهادي بريك: وترجل فارس من فرسان الحركة الإسلامية التونسية الصباح: السيد الرشيد إدريس في المعهد العالي للغات بتونس – دور الديانات في مجال تحقيق الحريات وعتق مواهب الإنسان كبير قدس برس: تونس: حقوقيون يدينون خرق القانون وإهانة المحامين في محاكمة متهمين بالإرهاب إسلام أونلاين : حال العيد بتونس.. ملاحقات ومحاكمات وإضرابات واس: تونس / انجراف بحري ا ف ب: الفرنسي التونسي طارق بن عمار (ابن المنذر بن عمار شقيق وسيلة بن عمار) يشتري مختبرات « اكلير » السينمائية عبد الله الزواري: حصــاد الأسبــوع الحوار.نت: تهنئة الشيخ راشد الغنوشي وإخوانه علي شرطاني: بمناسبة عيد الإضحى المبارك الحوار.نت: حوار مع السيد الحبيب قيزة محمد قدوار: حركة التجديد  : مؤتمر الحصاد المر
الصباح: السيد الرشيد إدريس في المعهد العالي للغات بتونس: – دور الديانات في مجال تحقيق الحريات وعتق مواهب الإنسان كبير بودورو: عيادة متعددة الاختصاصات … النفطي حولة: في الذكرى الأولى لاستشهاد القائد الرمز صدام حسين عبد الباري عطوان: صدام حسين في ذكري رحيله توفيق المديني: العرب و الحاجة إلى تأصيل فقه العلمانية والديموقراطية د. أحمد القديدي: بين باريس وواشنطن: مصير الحلف الأطلسي د. محمد نور الدين: تركيا : خطوة مهمة نحو الاستقرار


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “

  “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“

1.الجمعية الدولية

2. لمساندة المساجين السياسيين

43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr

  تونس في 21 ديسمبر2007 

علي بن سالم :

سنوات من  الكفاح ضد الإستعمار ..

و عقود من الكفاح ..ضد الإستبداد ..!

 

مرة أخرى يتعرض شيخ الحقوقيين و رئيس فرع بنزرت لرابطة حقوق الإنسان علي بن سالم لاعتداء همجي من أعوان البوليس السياسي ..و مرة أخرى يصر المناضلون من أجل الحرية على كسر الحصار الظالم  المفروض عليه ، فقد  قام عشرات من  الأعوان للأمن بزيّ مَدنيّ اليوم الخميس 20 ديسمبر2007  بمنع ممثلين عن  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و عن فرع بنزرت للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و عديد المناضلين الحقوقيين بالمدينة من تقديم تهانيهم بعيد الإضحى للمناضل علي بن سالم ، و قد اعتدى أعوان البوليس السياسي على النشطاء الذين حاولوا دخول المقر و دفعوا علي بن سالم و أسقطوه أرضا مما استوجب نقله بسرعة إلى المستشفى .

والسيد علي بن سالم البالغ من العمر77سنة كان و لا يزال هدفا لاعتداءات البوليس السياسي مما خلّف له سنة 2000 كسوراً في الفقرات ( L2 ;L3 ;L4 )، وشروخاً في عظم الكتف الأيمن ومثله في الكتف الأيسر .

والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تتمنى للسيد علي بن سالم الصحة و السلامة و تكبر فيه دفاعه المستميت عن حقوق الإنسان في تونس وصموده رغم التعنيف و محاولات التخويف ، فهي تدعو السلطات الأمنية إلى الكف عن استعمال العنف ضد النشطاء الحقوقيين و ملاحقتهم والتضييق عليهم و تطالب بمحاكمة كل المتورطين في الإنتهاكات سواء بالتنفيذ أو بإصدار الأوامر .

عن الهيئة المديرة       

الكاتب العام للجمعية

سمير ديلو         


 

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 21 ديسمبر 2007

 

فرع  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت

 

علمت حرية وإنصاف أن جمع من الرابطيين قام اليوم الخميس 20-12- 2007 بزيارة  المناضل السيد علي بن سالم  رئيس فرع الرابطة ببنزرت لتهنئة بعيد الا ضحى المبارك فمنعوا عند مدخل بيته و لكنهم  أصروا على تقديم التهاني و قد عنف  المناضل علي بن سالم عنفا أودى به إلى المستشفى و عنف الصحفي لطفي ألحاجي و كذلك الأستاذ بشير ألجميلي .

و اثر رجوعه من المستشفى انهوا لقاءهم بمقر الفرع الكائن أسفل شقة المناضل علي بن سالم على الساعة الثانية ظهر.  

وحرية و انصاف

1-      تستنكر هذا السلوك الأرعن و التدخل السافر في منع زيارة معايدة بسيطة و مشروعة لمناضل حقوقي ورئيس فرع  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت.

2-      تعتبر أن هذا السلوك غير قانوني و يأشر إلى التدخل الأمني المكشوف و المفضوح في قضية الرابطة الذي طالما اعتبرته السلطة إشكالية داخلية.

3-      تدين الاعتداء الوحشي و الهمجي  على الحقوقي علي بن سالم و الصحفي لطفي ألحاجي و المناضل  بشير ألجميلي.

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف

 


 

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 21 ديسمبر 2007

 

 

أين لطفي بوعفيف ؟؟؟

 

اتصلت بنا زوجة السجين السياسي السابق لطفي بوعفيف أصيل مدينة اقليبيا بولاية نابل و المحاكم سنة 1991 و أعلمتنا باختطاف زوجها من طرف مجموعة من الأمن بالزى المدني و ذلك يوم الأربعاء 29-11-2007 و إلى حد هذه اللحظة لا يعلم شيئا عن مصيره إلا قول الذين اختطفوه انه سيبحث معه في مقر امن الدولة و سيعود إليها. و إلى حد هذا اليوم لم يطلق سراحه.

علما ان السيد لطفي بوعفيف هو أب لأربع بنات و هو العائل الوحيد لهم.

و حرية و إنصاف

1-      تستنكر أسلوب الاعتقال الغير قانوني و تجاوز مدد الإيقاف

2- تدعو إلى وقف المتابعة الأمنية و الاعتقالات المتكررة للمساجين السياسيين السابقين .

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف


 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان

 

القيروان في 18 ديسمبر 2007

 

 إعـــلام

 

أعلمنا السيد نزار خليف ، صاحب بطاقة تعريف وطنية رقم 07537350 أن عائلته تتعرض لمضايقات عديدة . فأبوه الذي تعرض لجلطة بعد إيقاف ابنيه يقع استدعائه دوريا من قبل السلطات الأمنية وإحراجه بالعديد من الأسئلة حول كيفية حصوله على الأموال لزيارة الابنين الموقوفين. وكيف يتمكن من توفير القفة لكليهما ومن يساعده على ذلك….

 

كما أن السيد نزار يخضع لمضايقات منها:

 

–  رفض السلطات الجهوية مده بوصل إيداع كراس الشروط الذي سلمه للمصلحة الجهوية للطفولة بالقيروان منذ 27 أوت 2007 وذلك لإقامة روضة أطفال.

 

إلزام زوجته بدفع مبلغ مالي عن 4 سنوات عمل بالروضة في حين أنها لم تعمل  البتة. فكيف تدفع أداء على عمل لم تقم به ؟

 

ويعتبر السيد نزار خليف أن المضايقات التي وصلت إلى حد رفض أصحاب مراكز الانترانت السماح له بالدخول درءا للمضايقات الأمنية سببها اتهام أخويه في قضايا تتعلق بقانون الإرهاب.

 

ومعلوم أن اخوي السيد خليف موقوفان منذ مدة: فالأول بلحسن خليف ، موقوف بالسجن المدني بزغوان بتهمة محاولة الالتحاق بالمقاومة العراقية ، والثاني مروان خليف موقوف بسجن مرناق  في ما يسمى بقضية سليمان.  

 

عن هيئة الفرع

مسعود الرمضاني

 

 


المناضل على بن سالم يتعرض إلى إعتداء وينقل إلى المستشفى

 

 السبيل أونلاين – تونس- وردنا قبل قليل من تونس أن مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان كانت في زيارة اليوم إلى المناضل ورئيس فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ببنزرت الأستاذ على بن سالم لتهنئته بعيد الإضحى المبارك .

 

وقد فوجىء النشطاء بتدخل رجال البوليس بكل قوة الذين إعتدوا بالضرب على الحضور وعلى المناضل علي بن سالم الذى سقط على الأرض مما إستوجب نقله على جناح السرعة إلى المستشفى ,

 

يذكر أن الأستاذ علي بن سالم يعانى من مشاكل صحية في القلب ويخشى على صحته بعد هذه الحادثة.

 

(المصدر: موقع السبيل أونلاين  بتاريخ 20 ديسمبر 2007)

 


 

رحمك الله أخي قيس

 

انتقل الى رحمة الله تعالى أخي الصابر المصابر قيس بن بلقاسم، بعد رحلة طويلة من  التشريد في أرض الله الواسعة من أفريقيا الى تركيا، بحثا عن ملجأ آمن من بطش نظام الاستبداد في بلده، ومعاناة طويلة من ورم خبيث، أنهك جسمه دون ان ينال من روحه، فبقي صامدا الى أخر يوم من حياته، تشهد على ذلك ابتسامته التي تعلو محياه، فتبعث في نفس ناظريه الطمأنينة الى نفس مطمئنة راضية بقدر الله.

 

لقد عرفت أخي قيس رحمه الله في أيام شداد، يعز فيها الصبر والإيثار في ظل الحاجة والعوز، فكان مثالا لعزة النفس، فلم يسأل غير الله، مؤثرا على نفسه وقد كانت به الخصاصة، ولم يحفظ عنه شكوى من قدر الله.

 

كان أخي قيس رحمه الله جادا في كل شأنه، يعرض عن الجدال، وينهي حديثه دائما بإبتسامة لطيفة، توحي لمحدثه بحرصه على علاقته به|. كان يغلب على حديثه التساؤل ويتحفظ في الإجابة، صمته المتواصل يوحي بالقدرة على التركيز، والإعراض عن نافل القول.

 

فارقت أخي قيس رحمه الله، فلحقتني أخبار جهده في مجال الإغاثة، فكانت امتدادا لسوابق الخير في عمله.

 

فاللهم ارحمه برحمتك الواسعة، واغفر له ما انت اعلم به، فإنه من عبادك الذين سجدوا لعظمتك، وسعوا في الأرض للتمكين لدينك، وأحب الصالحين من عبادك، فأحشره مع من أحب في جوار نبيك صلى الله عليه وسلم. وأرزق أهله وأخوانه الصبر. اللهم آمين

 

علي بن عرفة

 

 


 

وترجل فارس من فرسان الحركة الإسلامية التونسية

 

إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

.;[P=إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وإنا لفقدك يا قيس لمحزونون.

 

علمنا بأن الأخ قيس بلقاسم توفاه الله سبحانه بإسطنبول مساء هذا اليوم ( عيد الإضحى المبارك 1428 ) بعد معاناة مريرة مع المرض الخبيث عافاكم الله ومن معكم أجمعين

 

 الأخ قيس بلقاسم رحمه الله تعالى رحمة واسعة من أخلص من عرفت صفوف الحركة الإسلامية في تونس يشهد له بذلك كل من عايشه عن قرب ولقد أرى من نفسه لكل من إتصل به في محنة تشريده من بلاده بسبب نشاطه الإسلامي ثم في محنة المرض الخبيث .. صبرا عجيبا ويقينا راسخا إذ ظل حتى آخر أيام حياته يسأل عن رفاق دربه سيما ممن خلفهم وراءه في إفريقيا التي قضى فيها سنوات طويلة مجاهدا في الحقل الإغاثي كما كان يغتنم علاقاته الواسعة للتذكير بمحنة المساجين وعائلاتهم في تونس لا تستنكف يده الكريمة أن تمتد لكل صاحب خير بطلب المعونة لهم بينما يضن عن نفسه بذلك وهو في أشد الحاجة إليه ولقد حقق في نفسه رحمه الله تعالى رحمة واسعة قول ربه سبحانه  »

ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة  »

ـ هو أصيل الحامة وهو خامس خمسة من أبناء الحاج عبد الله بلقاسم ممن نالتهم عصا التشريد عن البلاد بسبب نشاطهم الإسلامي ).

 

اللهم تقبله عندك قبولا حسنا مغفور الذنب مستور العيب.

 

اللهم نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأغسله بالماء والثلج والبرد.

 

اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره وأبدله دارا  خيرا من داره وإجعل قبره روضة من رياض الجنة.

 

اللهم شفع فيه حبيبك محمدا عليه الصلاة والسلام وشفع فيه كتابك الكريم وشهر رمضان المعظم.

 

اللهم وسع مدخله وأكرم نزله.

 

اللهم أرزق أهله وإخوانه أجمعين صبرا جميلا وسكينة وطمأنينة وأجرهم في مصيبتهم خير الأجر.

 

سبحان الحي الذي لا يموت ولا تأخذه سنة ولا نوم.

 

سبحان من كل شيء هالك إلا وجهه.

 

سبحان من يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها.

 

الهادي بريك ـ ألمانيا.

 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 19 ديسمبر 2007)

 

 


 

تونس: حقوقيون يدينون خرق القانون وإهانة المحامين في محاكمة متهمين بالإرهاب

 تونس ـ خدمة قدس برس

 

انتقد مجلس الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين رفض القاضي في المحكمة الابتدائية في العاصمة محرز الهمامي الاستماع لمطالب هيئة الدفاع عن المتهمين في القضية المعروفة بـ »قضية الجماعة المسلحة بسليمان »، واتهمه بخرق القانون وإهانة عميد المحامين.

 

ودان مجلس الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين في بيان له أصدره (17/12) ووصلت نسخة منه لـ »قدس برس » تصرفات القاضي رئيس الجلسة والتي حصرها في « خرق القانون والنيل من حقوق الدفاع وعرقلة دوره وسوء معاملة المحامين وإهانة العميد رمز المحامين، والاعتداء على المتهمين في حرمة القضاء مما يؤدي إلى عدم توفر شروط المحاكمة العادلة »، كما قال البيان.

 

وطالب المجلس في البيان الذي وقعه عميد هيئة المحامين البشير الصيد الجهات المسؤولة بفرض احترام لسان الدفاع ورفع كافة العراقيل ووضع حد للتجاوزات وتمكينه من أداء دوره الأساس في إقامة العدل، كتوفير ضمانات المحاكمة العادلة للمتهمين في القضية.

 

من جهته أعرب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مختار الطريفي عن استغرابه لما شهدته محاكمة « مجموعة سليمان » يوم السبت 15كانون الأول (ديسمبر) 2007 أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي من أحداث وصفها بـ »الخطيرة والتي لم يسبق أن حدثت داخل قاعة إحدى المحاكم التونسية عند انتصاب هيئة القضاء، حيث تمّ الاعتداء بالضرب بواسطة الهراوات على المتهمين تحت نظر هيئة المحكمة التي لم تحرّك ساكنا وواصلت قراءة قرار دائرة الاتهام »، كما قال.

 

وأعرب الطريفي في بيان وقعه عن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن إدانته للاعتداء على المتهمين داخل قاعة المحكمة، وقال البيان بأن الرابطة « تعتبره مؤشّرا خطيرا وغير مسبوق على الاستخفاف بالحقوق الدنيا للمتهمين وأبسطها الحق في الحرمة الجسدية التي من المفروض أن تحرص المحكمة على حمايتها على الأقلّ طالما كان هؤلاء المتهمين يمثلون أمامه ».

 

واعتبر بيان الرابطة أن الأمر لا يتعلق فقط بانتهاك حقوق الإنسان، بل وبانتهاك حقوق الدفاع وإهانته، وقال البيان « تعبّر الهيئة المديرة عن شجبها العميق لانتهاك حقوق الدفاع، وعدم اعتبار أهمية الدور الذي يلعبه المحامون في إقامة العدل، وقد بلغ الاستخفاف بهيئة الدفاع وسوء معاملة المحامين وعميدهم وهياكلهم الممثلة حدّا لم يكن متوقّعا. وتطالب مرّة أخرى بتدارك الأمور بتمكين المتهمين من الدفاع عن أنفسهم وبتمكين المحامين من الإطلاع على الملفات في أجل متسع وزيارة منوبيهم إعداد وسائل الدفاع معهم وعدم الإسراع في فصل القضية والنطق بالحكم دون توفر شروط المحاكمة العادلة ».

 

وتعود قضية ما يعرف بـ « حادثة سليمان » التي اتهم فيها ثلاثون شابا تونسيا من مستويات ثقافية وشرائح اجتماعية وجهات تونسية متعددة، إلى كانون ثاني (يناير الماضي) حين أعلنت السلطة التونسية إلقاء القبض على مجموعة مسلحة اتهمتها بالتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية داخل البلاد وتوفير أسلحة ومتفجرات وذخيرة وغيرها من المواد والمعدات والتجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية، وإعداد محل لاجتماع أعضائه، والمساعدة على ايوائهم وإخفائهم وجمع أموال لهم.

 

وحسب وقائع القضية فقد تم ايقاف المتورطين وهم من مدن تونسية مختلفة بينها سوسة وسيدي بوزيد وبنزرت ونابل والقصرين وقابس وتونس العاصمة. وتشير التحقيقات أن بعضهم تسلل من الجزائر الى تونس وكانوا محملين بالأسلحة والقنابل وربطوا الصلة ببعض نظرائهم الموجودين بتونس وسوسة واتفقوا على الشروع في جمع الأسلحة وصنع القنابل والعبوات الناسفة التقليدية وتجميع العناصر السلفية المستعدة للانخراط في برنامج يهدف الى الاعتداء على الاشخاص والمنشآت، حسب رواية السلطة.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 20 ديسمبر 2007)


حال العيد بتونس.. ملاحقات ومحاكمات وإضرابات

محمد أحمد

 

عيد بأي حال عُدتَ يا عيد؟.. عبارة قد يرددها كثير من التونسيين وسط أجواء من التوتر السياسي والاجتماعي تعكر صفو عيد الأضحى هذا العام.

 

فالملاحقات الأمنية للمنتمين للتيارات الإسلامية وتزامنها مع محاكمة ثلاثين من الشباب السلفيين المتهمين بالتورط في أحداث مسلحة أواخر السنة الماضية، والتوتر بين المعلمين التونسيين والحكومة.. كل ذلك يطغى على أجواء هذا العيد.

 

ولم تعرف العشرات من عائلات الشبان المنتمين للتيار السلفي للعيد طعمًا منذ أن أوقف أبناؤها على خلفية السعي للانضمام للمقاومة العراقية.

 

ومن بين هؤلاء الشباب من تم توقيفهم في سوريا، ومنهم من أوقف في الجزائر، ومنهم من لم يغادر تراب الجمهورية التونسية، ولكنه فكر في الالتحاق بالمقاومة.

 

وقضت محكمة ابتدائية في تونس أوائل الشهر الجاري بالسجن لفترات تتراوح بين ستة أعوام و14 عاما على أربعة شباب تونسيين بتهم التخطيط للالتحاق بالمقاومة العراقية.

 

« أم خالد » الناطقة الرسمية باسم عائلات الشبان الموقوفين وفق مقتضيات قانون الإرهاب قالت لإسلام أون لاين.نت: « منذ أن أوقف أبناؤنا لم نعرف للعيد طعما، ولم تجد الفرحة إلى قلوبنا سبيلا ».

 

وقالت أم خالد: إن الأعياد « تحولت بالنسبة لها ولبقية العائلات إلى مواسم للحزن، بسبب فقدان أحبتها ».

 

وأضافت « ليس للأم التي يقبع ابنها في غياهب السجون إلا أن تتجرع الألم كؤوسًا وخاصة في المناسبات التي يجتمع فيها شمل العائلات ».

 

والتحق العديد من الشباب التونسي في السنوات الأخيرة بجماعات في العراق لقتال القوات الأمريكية وقتل عدد منهم هناك.

 

أجواء المحاكمات الكبرى

 

من جهة أخرى، تشهد البلاد محاكمة هي الأكبر من نوعها منذ محاكمة أبناء التيار الإسلامي في بداية التسعينيات من القرن الماضي والتي عرفت باسم « المحاكمات الكبرى ».

 

ويحاكم في القضية الحالية ثلاثون شابا أغلبهم من مواليد بداية الثمانينيات متهمون بالتورط في اشتباكات مسلحة مع عناصر الأمن أسفرت عن مقتل 14 شخصا -حسبما أعلنت وزارة الداخلية- فيما بات يعرف بـ « قضية سليمان » نسبة إلى المكان الذي دارت فيه الاشتباكات.

 

وتقول السلطات: إن هذه « المجموعة السلفية » كانت تنوي تنفيذ ما وصفتها بعمليات « إرهابية » على منشآت حيوية في البلاد، وسفارات أجنبية، بينها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا.

 

وقد تصل الأحكام التي يمكن أن تصدر ضدهم في حال إدانتهم من قبل المحكمة إلى الإعدام أو المؤبد.

 

ويراقب المحامون والمدافعون عن حقوق الإنسان ومختلف مكونات المجتمع المدني بقلق شديد تطورات القضية، خاصة بعدما راج عن ضرب المتهمين في قاعة المحكمة أمام القاضي وأمام أنظار عائلاتهم وانسحاب هيئة الدفاع من الجلسة الأخيرة للقضية التي عقدت السبت الماضي.

 

ويخشى المراقبون والرأي العام في البلاد من التسرع في طي ملف قضية بهذه الخطورة دون توفير ضمانات المحاكمة العادلة.

 

وتذكر هذه المحاكمة بأجواء بالأجواء التي كانت سائدة خلال فترة المحاكمات الكبرى وما رافقها من توتر مثل تلك التي عاشتها البلاد سنوات 87 و90 وما تلاها من القرن الماضي.

 

ويقدر محامون تونسيون عدد المعتقلين بتهم متعلقة بقانون مكافحة الإرهاب -المطبق في تونس منذ عام 2003- بنحو ألف شخص.

 

تضييق أمني

 

ويجيء العيد هذا العام والتضييق مستمر على قيادات حركة النهضة الإسلامية، فرغم العفو الأخير الذي شمل عددا من قيادات الحركة فإن الملاحقة والمراقبة الأمنية لأبناء هذه الحركة لا تزال متواصلة.

 

وكان المحامي نور الدين البحيري وهو أحد أبرز القيادات السياسية للحركة قد اعتقل مؤخرا، ونُقل إلى أحد مخافر الشرطة، حيث تم استجوابه حول « اللقاءات التي يقوم بها مع مجموعة من قيادات حركة النهضة في منزله »، وقال البحيري: إنه تمت معاملته معاملة سيئة، كما تمت إهانته وتهديده.

 

واستدعت السلطات أيضا الناطق الرسمي باسم الحركة سابقا المهندس علي العريض إلى مقر وزارة الداخلية، حيث هددته بشكل واضح إن لم يَكُفّ عن الالتقاء بأحزاب المعارضة وعن التصريحات الصحفية. وقال العريض: إن السلطات استعملت معه « أساليب غاية في البشاعة » لتهديده.

 

وبحسب المنظمات الحقوقية فلم يتبق في السجن إلا 24 قياديا من حركة « النهضة » على رأسهم رئيسها السابق الدكتور الصادق شورو، وذلك بعد إفراج السلطات عن أغلبهم على مراحل إثر اعتقال المئات منهم بداية التسعينيات بتهمة محاولة القيام بانقلاب.

 

كما لا يزال عدد من قيادات « النهضة » فارين في أوروبا، من بينهم زعيمها الحالي، راشد الغنوشي، المقيم في العاصمة البريطانية.

 

عيد المضربين

 

وإذا كان العيد قد جاء حاملا معه قيودا أمنية ومعتقلين خلف القضبان، يأتي العيد أيضا في تونس وبطون ثلاث معلمين لا تزال خاوية جراء إضرابهم عن الطعام منذ شهر احتجاجا على فصلهم بشكل تعسفي من التدريس بسبب اشتراكهم في إضراب دعت له نقابة التعليم الثانوي.

 

وأعلن عدد من المعلمين عزمهم الدخول في إضراب تضامني عن الطعام مع زملائهم خلال أيام العيد، فيما قررت نقابة المعلمين تنظيم إضراب وطني عن العمل يوم 10 يناير القادم.

 

وشدد الشاذلي قاري، نقيب الأساتذة على أن الأساتذة « ليس بإمكانهم الفرح بالعيد وزملاؤهم يموتون جوعًا من أجل حقهم في العمل ».

 

ويعتبر محللون تونسيون أنه بالرغم من أن نظام الرئيس زين العابدين تمكن من توفير استقرار اجتماعي خلال 20 عامًا من حكمه، إلا أنه البلاد في عهده تميزت باستهداف المعارضة والتيارات الإسلامية.

 

وكان الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان قد حذر تونس من أنها تخاطر بالسقوط في براثن العنف ما لم تسمح بحرية أكبر للتعبير وتعزيز حقوق المعارضين.

 

(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 20 ديسمبر 2007)

 


 

تونس / انجراف بحري

 

تونس واس – اكدت دراسة علمية حديثة ان السواحل التونسية تعرف ظاهرة الانجراف البحري المتفشية في جميع سواحل البحر المتوسط .

 

وافادت دراسة انجزتها وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي بتونس بانه من مجمل 1300 كلم من السواحل التونسية يعاني 100 كلم من الانجراف البحري ومنها 40 كلم بصفة متقدمة .

 

واوضحت ان ظاهرة الانجراف البحري التي تهدد السواحل التونسية تعود الى عدة عوامل منها الحوادث التي ترتكبها البواخر التجارية في البحر المتوسط وما تسببه من تلوث مياه البحر بالمواد البترولية الى جانب التلوث بانواعه وخاصة التلوث الصادر عن السوائل التي تحمل مواد كيميائية والملقاة في البحر عبر الاودية وقنوات تصريف مياه الامطار.

 

واشارت الدراسة ان المناطق التونسية المهددة اكثر من غيرها عديدة وحددت منها منطقة قلعة الاندلس والمنطقة الممتدة بين قمرت وحلق الوادي وبين رادس وسيدي الجهمي وبعض الاجزاء من الشواطئ بمناطق سوسة وجربة ورفراف .

 

وخلصت الى ضرورة اعتماد اسلوب //النمذجة الرقمية// لحماية السواحل من الانجراف البحري من خلال تغذية الشواطئ بالرمال التى يمكن ضخها من داخل البحر بعد التثبت من نوعيتها والقيام بالتحاليل اللازمة بشأنها مع مراعاة عدم المساس بالمنظومة البيئية البحرية مشيرة الى ان عملية التغذية بالرمال تكون مصحوبة بانجاز حواجز تحت الماء تقوم بدور مكسرات الامواج

 

(المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 20 ديسمبر 2007)

 

 


 

الفرنسي التونسي طارق بن عمار (ابن المنذر بن عمار شقيق وسيلة بن عمار) يشتري مختبرات « اكلير » السينمائية

 

باريس (ا ف ب) – اشترى رجل الاعمال الفرنسي التونسي طارق بن عمار مختبرات « اكلير » التاريخية لتظهير الافلام السينمائية ما يعزز موقعه على رأس شبكة اوروبية لتوزيع الافلام تنافس كبرى شركات الانتاج الاميركية.

 

وبهذه الصفقة يكون بن عمار وضع يده على جميع المختبرات السينمائية الفرنسية اكلير و »ال تي سي » التي اشتراها عام 2002 وكذلك « جي تي سي » و »ال ان اف » اللتين سبق ان اشترتهما اكلير ما يوازي رقم اعمال بمستوى 160 مليون يورو ومجموع 820 موظفا.

 

كذلك يملك طارق بن عمار في تونس استديوهات صور فيها عدد من الافلام الاميركية الضخمة مثل « ستار وورز » (حرب النجوم) للمخرج جورج لوكاس وسلسلة افلام « رايدرز اوف ذي لوست ارك » لستيفن سبيلبرغ.

 

غير ان طموحات بن عمار لا تتوقف عند هذا الحد اذ يطمح لشراء شركات توزيع في جميع انحاء اوروبا مفيدا في ذلك من الارباح الطائلة التي يجنيها من نشاطاته التلفزيونية في ايطاليا حيث حققت شركته القابضة « هولاند » التي تملك مجموعة شبكات رقمية خلال العام 2006 ارباحا قياسية قدرها 237 مليون يورو.

 

وبعدما اشترى بن عمار في شباط/فبراير 43% من اسهم اكلير من مؤسسيها عائلة دورموا عاد واشترى الاربعاء الحصة المتبقية وقدرها 57% من صندوق الاستثمار « او تي ام اف 2 » في مصرف بي ان بي لقاء 13 مليون يورو.

 

كذلك تشمل نشاطات بن عمار الصناعات الفنية الفرنسية حيث يملك شركتي دوران دوبوا لخدمات ما بعد التصوير والمؤثرات الخاصة وسكانلاب فضلا عن شركات اس اي اس وسيني-ستيريو واكوستي المتخصصة في الصوت.

 

وفي المقابل يحتفظ صندوق او تي ام اف 2 بالملكية الحصرية لشركة تيليتوتا المتخصصة في خدمات ما بعد التصوير للتلفزيون والتي كانت من ضمن شركة اكلير.

 

وقال بن عمار متحدثا لوكالة فرانس برس « اشتريت مختبرات كانت على شفير الافلاس. استثمرت خمسين مليون يورو على فترة خمس سنوات لتعويمها وتأهيلها للوثبة الرقمية وحافظت على الوظائف ».

 

واوضح ان هذه الصفقة ستضمن لشركات « تحقق هذه السنة ارباحا للمرة الاولى » موقعا افضل للتفاوض مع شركة كوداك الاميركية التي تزودها باشرطة الافلام على سعر هذه الاشرطة الذي يمثل « 50% من كلفتها ».

 

كما ستعزز موقع المختبرات السينمائية حيال زبائنها شركات انتاج الافلام التي تركت « ثلاثين مليون يورو من المبالغ غير المسددة » خلال السنوات الست الماضية على حد قول بن عمار.

 

وعبرت وزيرة الثقافة الفرنسية كريستين البانيل الاربعاء عن ذهولها ل »عملية تركيز النشاطات » هذه مشيرة الى انها ستبحث « قريبا جدا » مع بن عمار انعكاسات الصفقة على شبكة الانتاج السينمائي.

 

وقال بن عمار بهذا الصدد « اتفقنا على اللقاء في كانون الثاني/يناير ».

 

من جهتها ابدت ثلاث منظمات فرنسية للكتاب والمخرجين والمنتجين السينمائيين قلقها حيال اي تبعات اجتماعية لهذه العملية.

 

غير ان بن عمار رد مؤكدا « انا رجل سينما ولست مصرفيا او مضاربا. ادير هذه الشركات كرب عائلة ».

 

غير ان طموحه الحقيقي يكمن في منافسة الشركات الاميركية الكبرى التي تسيطر على 70% من سوق توزيع الافلام في اوروبا. ويقول « لا تزال هناك نسبة 30% من السوق متاحة لشركة اوروبية كبرى ».

 

وكان اشترى مطلع كانون الاول/ديسمبر 75% من شركة ايغل بيكتشرز الشركة الايطالية الاولى لتوزيع الافلام مقابل 85 مليون يورو وهو يبدي اهتماما بشراء اسهم في الدول الاسكندينافية والمانيا.

 

كما اشترى اخيرا 15% من رأسمال شركة اليانس الكندية المتخصصة في انتاج الافلام الاميركية المستقلة والتي تملك شركتي مومنتوم البريطانية واوروم الاسبانية.

 

(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 20 ديسمبر 2007)

 

 


 

معلوم التأشيرة الأمريكية

جاء في إعلام صادر عن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية أنه سيقع تسجيل زيادة في معلوم مطلب التأشيرة الأمريكية لغير المهاجرين لتصبح بداية من 1 جانفي 2008: 131 دولارا عوضا عن 100 دولار حاليا.

 

تركيز شبكة تراسل المعطيات

ستشهد السنة القادمة وضع خطة لتركيز شبكة تراسل المعطيات بسعة تصل إلى 100 ميغا بيتس في الثانية بالاعتماد على الألياف البصرية، لفائدة المؤسسات الاقتصادية والإدارية المتواجدة بالمناطق الصناعية ومناطق الخدمات، كما سيتم استكمال مختلف الاستعدادات الضرورية لفتح قطاع الاتصالات القارة للمنافسة على مستوى شبكة الهاتف القار وتراسل المعطيات ومختلف الخدمات المتعلقة بها.

 

ارتفاع عدد منخرطي شبكة الهاتف الجوال في تونس

ارتفع عدد منخرطي شبكة الهاتف الجوال في تونس، في ظرف 6 سنوات فقط مـن 375 ألف مشترك إلى 8 ملايين حاليا. وأمام تدني نسبة جودة الخدمات في شبكة الهاتف الجوال بسبب ارتفاع عدد المشتركين واكتظاظ الشبكة تم الشروع في تنفيذ برنامج يتضمن عدة إجراءات فنية وتنظيمية على غرار تعزيز دور الهيئة الوطنية للاتصالات على مستوى المراقبة التي أصبحت تقوم بعملية قيس جودة الخدمات بصفة شهرية والتثبت أيضا من القدرة الفنية لشبكة المشغلين على استيعاب العروض التجارية قبل المصادقة عليها. وقد انخفضت نسبة اختناق الشبكة بفضل هذه الإجراءات من  30 إلى 10% مع موفى شهر أكتوبر ووصلت لأول مرة إلى 7 % خلال شهر ديسمبر الجاري. علما أن مصادر رسمية أكدت أنه سيتم القضاء نهائيا على الاكتظاظ الحاصل في شبكة الهاتف الجوال خلال سنة 2008 للاقتراب من المعايير والمواصفات العالمية.

 

سوق الاشهار

 

تبلغ مداخيل الاشهار سنويا حوالي 75 مليون دينار، 44 بالمائة منها للمشهد التلفزي و28 بالمائة للصحافة المكتوبة و18 بالمائة للمعلقات و9 بالمائة للاذاعات العمومية والخاصة و1% للأنترنات.

 

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 ديسمبر 2007)


 

حصــاد الأسبــوع

للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري

20 ديسمبر 2007

 

في الوقت الذي نشوي فيه لحوم أضاحينا يضرب الأستاذ الصادق شورو عن الطعام احتجاجا على ظروف إقامة تزداد سوءا و مطالبة بحقوق منتهكة لا تضمنها العهود و المواثيق الدولبة بل حتى القوانين التونسية و على رأسها الدستور و ناهيك عن أبجديات القانون الوضعي و شرائع السماء  » لا تزر وازرة وزر أخرى’ « لا يؤاخذ أحد بجريرة غيره » و لكن في ظل دولة القانون و المؤسسات يجب الترحم على القانون لتحيى الموسسات.

 

1) علمــت:

 

1- يواصل الأستاد الصادق شورو إضرابه عن الطعام في ظل تجاهل تام لوضعه من قبل الإدارة المباشرة و الاتي وراءها أو أمامها أو فوقها لآ ادري… 2- إضرابات مساندة شنها عدد هام من قدامى المساجين و من الحقوقيين و نشطاء حقوق الإنسان أيام الأحد و الاثنين و الثلاثاء 16،17 و 18 ديسمبر الجاري 3- ان فقد المواطن الحليب التونسي لدى صغار التجار و المساحات الكبيرة على السواء فإنه قد وجد ضالته و ضالة صغاره فيما يعرف بأسواق ليبيا…حليب تونسي، و إنتاج تونسي،مصدر إلى ليبيا، ذهب إلى هناك و عاد من جديد…إنه حليب « عقبة » هذه التسمية التي اختاروها له… المفيد أن الصناعي التونسي قد وفى بالتزاماته اتجاه المؤسسة الليبية، لكنه الصناعي التونسي و كذلك الدولة التونسية لم تقدر ضرورة الوفاء اتجاه المواطن التونسي….لا تنسوا الشعارات ‘الاكتفاء الغذائي » و « السلع الاستراتيجية »… انظر الصور المرفقة .

 

2) تـدبرت:

 

رحم الله أعظما ً نصبت في الطاعة و انتصبت ، جن عليها الليل فلما تمكن و ثبت ، و كلما تذكرت جهنم رهبت و هربت ، و كلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها و ندبت .

3) سمعت:

 

ذكرت مرة نتفا من الأخبار متعلقة بضاحية حاسي الجربى من معتمدية جرجيس ..فقد اشترت وكالة تسمى « الوكالة العقارية للتنمية السياحية »(؟؟؟) كافة الأراضي على شاطئ البحر و تقدر طولا بأكثر من 5 كيلومترات أما عرضا فيختلف من مكان إلى آخر… و منذ الصائفة الماضية و الأشغال على قدم و ساق لتهيئة البنية التحتية ( معذرة و جب التصويب) تهيئة طريق عصرية ذات أربعة مسالك تربط بين طريق جربة جرجيس و المنطقة السياحية… و يشاع هذه الأيام أن زيارة( قد تكون فجئية) لشخصية حكومية بارزة جدا قد تؤدى لدفع تهيئة الجهة و تشمل الزيارة جزيرة جربة… أتكون هذه الزيارة مفسرة للحواجز الأمنية التي يقع نصبها يوميا في أماكن مختلفة في ضواحي المدينة؟؟

 

4) رأيــت:

 

الاستغلال في أبشع صوره تراه اليوم في معاصر الزيتون… فرغم ضعف الأجور لا يسلم العامل البسيط من أشكال أخرى من الاستغلال المشط…ففي أغلب المعاصر يتحايل أصحابها على القانون ..فتراهم يكتفون بتشغيل فريقين من العمال لمدة 12 ساعة بكل منهما تملصا من تشغيل ثلاث فرق و ما يستتبع ذلك من أجور و « منح » و تسجيل لدى الصندوق القومي للتضامن الاجتماعي… و لا يذيع المرء سرا إن قال إن أغلب ملاك المعاصر لا يسجلون عمالهم لدى الصندوق المذكور كنزا ل24 في المائة من أجرة العامل في خزائنهم الخاصة… و الأدهى من ذلك أن أجرة العامل ( رغم ضعفها) المحددة قلما يتسلمها العامل و الأمثلة حاضرة… و يكتفي أصحاب المعاصر –في أحسن الحالات- بتعليق منشور يحدد « الأجور الدنيا في قطاع معاصر الزيت بالنسبة لموسم 2007-2008 » و هو لا يحتوي على اجرة الساعة الإضافية المحددة ب 175 في المائة من أجرة ساعة العمل العادية… لكن هل حركت الوحدة المحلية لتفقدية الشغل بجرجيس ساكنا، و هل تحرك قسم تفقدية الشغل و المصالحة بمدنين، و هل قام الصندوق القومي للضمان الاجتماعي بدوره ؟؟؟ ما الذي يمكن أن يدفع ذلك العامل البسيط غير عرقه و ثيابه التي تقطر زيتا و أنينه في آخر ساعات العمل… أما زيت الزيتون فإنه لا يملك منه الكثير ليسد به أفواها مفتوحة…. و إليك تفاصيل الأجور الدنيا:

 

5) قــرأت:

 

في غلاء الأسعار: لست أدري جئت لا أعلم للسوق، و لكني أتيت و لقد أبصرت قدامي خيارا فاشتريت فإذا بالسعر كالنار لهيبا فاكتويت كيف جئت…كيف ضيعت فلوسي لست أدري أجديد أم قديم أنا في سوق الخضار كم ترى أعلك خصا و رويدا كالصبار بين الشلغم و الفندال حكرا للكبار أتمنى أنني أدري، و لكن… لست أدري و معاشي، ما معاشي؟ أقليل أم كثير هل أنا أسعد أم أشقى به مثل الأجير؟ أأنا السائر للمال، أم المال يسير؟ أم كلانا واقف، و الدّين يجري… لست أدري قد سألت اللحم يوماهل أنا يا لحم منكا؟ هل ترى أصلح للأكل إذا سويت بكا؟؟ أم ترى لحمي قاس أعجف يصعب علكا ضحك القصاب مني…و هو يعني… لست أدري أيها اللحم أتدري كم مشى البق عليكا؟ و هل « الذبان » يدريأنه جاث عليكا؟ و هل الأمراض تدري أنها منك إليكا؟ ما الذي الأغنام قالت حين ماءت… لست أدري أنت يا لحم عجيب… ’ه ما أعظم أمرك أنت مثلي أيها الجاموس لا تعرف سرك أشبهت حالك حالي و حاكى نحري نحرك فمتى أنجو من النحر… و تنجو..؟ لست أدري أيها التاجر قل لي: هل أنا مثلك أحيا؟ قد أكلت اللحم مني.. و تركت العظم ليا هل أنا مثلك شيء… أم تراني لست شيا أم ترى الخالق أوصاك بنحري.. لست أدري.. أنا يا تاجر خلق..مثلما ربك ربي لي نفس تشتهي.. و أحاسيس بقلبي لي أطفال صغار…أرتجيهم و أربي فلماذا أنت تلهو بمصيري… لست أدري يا وزير السوق إنا قد تجرعنا المرارة فهل القانونيرضىذبحنا باسم التجارة؟ هل ترى مثلك مثلي قد تكبدت الخسارة؟ أم ترى أنت غشيم لستֿ أدري.. لست أدري

 

6) نقلــت:

 

بمناسبة توزيع جوائز نوبل هذا القصيد لأحمد فؤاد نجم جائزة نوبل شوف عندك يا سلاملم و أتفرج يا سلام مواطن شخص عادي مالوش أي اهتمام ومبارك الخيانة ومسميها السلام وف يوم قرأ الجرايد تاريخ ما اعرفش كام من يومها يا ضنايا بيشقلب فى الكلام واتفرج يا سلاملم على شقلب يا سلام لما محانم جيبن يا دخ زايجة لوبن يعنى مناحم بيجن ياخد جايزة نوبل تبقى النوديا يعنى الدنيا ماشيه بتحدف بالمندار يبقى الشهر اتناشر ساعه يبقي اليوم ليلتين ونهار يبقى القاتل شخص ضحية والمقتول مجرم جبار شفتوا إزاى ؟ أما صحيح الطب اتقدم وحنا ما وصلتناش أخبار أيوه يالجنة لوبن بيه قاعدة ازاى بتلجنى إيه أنا مش فاهم حاجه صراحه لما القاتل يا خد جايزه كده من دون تلبيخ وأباحه يبقي يا إما اللجنه دى بايظه أو لا مؤاخذه رئيسها حمار يبقي يا لجنه يا عره يا كوسه جتنا وجتكو ستين حوسه يبقي ف هذا الزمن المايل ياما حتجري علينا هوايل تبقي اللكلمه بدل الكلمة والكاتب يمسك منشار يبقي الراعش يعنى الشاعر يسكن شقه ف بيت فى قصيده يكتب فول ياكل أشعار

 

7) دعـاء:

 

1-   ذكرنا بمناسبة عيد الفطر بعض التفاصيل عن يوم العيد داخل السجون التونسية و نذكر اليوم ما يتم يوم عيد الإضحى وقبله بقليل: قبل يوم العيد بأيام تقل أو تكثر و تختلف من سجن إلى آخر يقع جلب بعض الخرفان من ضيعة الهوارب.. و تترك هذه الخرفان في ساحات السجن الكبرى.. و يقع اختيار بعض المساجين لذبح هذه الحرفان.. في يوم العيد يخرج هؤلاء المساجين للقيام بمهمتهم في حين يمكث بقية المساجين داخل غرفهم…في انتظار الجولة التي يقوم بها مدير الوحدة (محاطا بحاشيته) على الغرف مهنئا أو كالمهنئ.. كما يقع توزيع نتفا من اللحم المشوي(20غ -50غ) على المساجين… و لا غرابة إن رأيت في وجبة الغداء كثرة الشحوم فمن غير المساجين ليأكلها.. أما الزيارة فحدث عن الهرج و المرج و لا حرج:ازدحام خارج السجن كثيرا ما تقع الاستعانة بفرق أمنية خارجية لضبطه.. و قت الزيارة لا يتجاوز 5 دقاءق في أفضل الحالات… و دائما أصحاب النفوذ يتمكنون من المعايدة على معارفهم حيثما كانوا.. أما غيرهم فيوم العيد قد يحرمون حتى من الفسحة…

2-  

تهاني الحارة بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وقد قبرنا من الطغاة أشدهم عداء لله و رسوله… فارتفعت ألوية التحرر و الانعتاق و ظهر الحق بعد أن زهق الباطل إنه كان زهوقا….

 

 

عبدالله الــــــزواري Abzouari@hotmail.com

 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 20 ديسمبر 2007)

 


 

تهنئة الشيخ راشد الغنوشي وإخوانه

 

بسم الله الرحمن الرحيم                 

 

بمناسبة عيد الاضحى المبارك ، يسر رئيس حركة النهضة وإخوانه في القيادة  أن يرفعوا أجمل التهاني والتبريكات الى كل الاخوة والاخوات والأصدقاء داخل الوطن الحبيب وفي أرض الله الواسعة، راجين للجميع تمام النعمة ودوام العافية وعظيم التوفيق وحسن الخاتمة وأن يعيد عليهم العيد وعلى شعبنا الحبيب وأمة الاسلام وكل الخيرين في العالم بمزيد الهداية والصحة والسعادة.

 

أيها الاحباب : إن موسم الحج يحمل للامة باستمرار رسالة إحيائية لملة ابراهيم ابي الانبياء عليهم جميعا السلام رسالة التضحية والبذل والجود بكل نفيس في سبيل الله، طريقا أوحد الى تحقيق مرضاة الله تعالى والظفر نهاية بالنصر وبمقام الامامة .  » وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات، فأتمهن. قال إني جاعلك للناس إماما » البقرة. الابتلاء ، فالصبر والمصابرة صراط لا مناص من سلوكه سبيلا للامامة والتمكين للحق ، لدين الله، فاستبشروا أيها الاخوة والاخوات ببيعكم الذي بايعتم وببذلكم الذي بذلتم من أبدانكم وأرواحكم وأموالكم وأبنائكم وأسركم.. لقد سجلتم في سجل الاسلام في تونس وأوسع من ذلك، صفحات خالدات لن يمحوها كر الزمان ولا سوط الطغيان بل ستؤتي أكلها وفيرا غير بعيد، بل إن موسم حصاد  ما زرعتم قد حلّت  بداياته . »  وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم »

 

ما كان الرحمن علام الغيوب الأغير على عباده والأرأف بهم من آبائهم وأمهاتهم ليضيع هدرا آلاما عظاما لعشرات من الأرواح الزكية صعدت الى الرحمن تشكو قهر الحكام يتقدمهم الطالب عثمان بن محمود وموكب الاخيار الذين لحقوا به، وما كان ربك نسيا لآلام المئات بل الآلاف من الأمهات والزوجات والاخوات الذين دارت عليهم رحى الطغيان فقبضوا على جمر الدعوة والوفاء في شمم وإباء ، ولا لآلام المئات والآلاف من أبطال مدرسة يوسف سواء ممن لا يزالون وراء قضبانها صامدين مصابرين يتقدمهم الدكتور الصادق شورو أو ممن غادروها بأجسام منهكة ولكن بنفوس شم وقامات طاولت باسقات نخل الجنوب وجبال الشعانبي، منهم المجاهد أحمد البوعزيزي..الجبالي وكوكبة واسعة من إخوانه ..الهاروني ,..كل منهم ينسيك في الآخر و.. كل منهم يذكرك بسيرة الجد ابراهيم عليه السلام »إن ابراهيم كان أمة » كل منهم ما تكاد تصيخ السمع له إلا قليلا حتى يرسخ في نفسك جلال إيمانه وسمو نضجه واستقامة منطقه فتقول صادقا :إنه لو لم يبق في النهضة غيره لكفاها إحياء وتجديدا بل لكفى نهوضا بمهمة قيادة البلاد.

 

أيها الاحباب : إن البلاد من أقصاها الى أقصاها تشهد صحوة عميقة شاسعة اخترقت كل الجهات والفئات والمؤسسات والاعمار تشهد على ذلك بيوت الرحمن واندياح رايات التقى..

 

لقد اهتزت الارض وربت وازينت بنبت جديد طري أحوج ما يكون للرعاية وقد أخذت رياح الطغيان من ناحية والتشدد من ناحية أخرى تعيث فيه فسادا..هؤلاء أبناؤنا الشرعيون الذين حرموا من حقهم في رعايتنا كما حرمنا بدورنا من أداء واجبنا تنشئتهم فاسلموا للذئاب تجتالهم. وفي يوم العيد هذا آلاف من خيرة شباب تونس يسامون النكال على يد أجناد القمع داخل البلاد وخارجها وليس لهم بعد الله سبحانه من رصيد حماية ورعاية غيركم حتى تنتفع البلاد بوهج وحرارة إيمانهم بدل أن تخمد أو تحترق بهم البلاد.

 

 إن الصحوة الجديدة  كسابقتها تعبير عن أصالة شعبنا وتمسكه بعقيدته وهويته ورفضه مخططات المسخ وتجفيف الينابيع التي جربت عليه ولا تزال لتحويله مجرد ملهى في المتوسط وليس قلعة من قلاع حضارة الاسلام ومنارة شامخة من مناراته.

 

أيها الأحباب أيها الأصدقاء الأعزاء يا أبناء شعبنا الأبي الأصيل.

 

يقدم ركب العيد على شعبنا والطغيان مستحكم ومشاعر المقت والحرمان والحيف تزداد والإضرابات عن الطعام منتشرة داخل وخارج السجون ..ولا يختلف كثيرا حال بلاد عربية واسلامية كثيرة احتلالا وطغيانا وتمزقا إلا أن ذلك كله لا يصرف عن حقيقة حالة صحوة ويقظة تعمر شعوبنا فتنتج أنواعا من المقاومات : مقاومات مسلحة ضد المحتلين ومقاومات أغلبها مدني ضد الاستبداد المحلي طلبا على استحقاقات ديمقراطية تأخرت مسيرة أمتنا صوبها بكيد من الخارج وضعف في الصف الداخلي المناضل..

 

 رسالة العيد ..رسالة عرفات: وحدة الامة .. وحدة الصف الوطني.. وحدة الحركة

 

وحدة القلوب والأهداف وتكاتف الأجسام حتى وإن اختلفت الافكار وتعددت المناهج ف »إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص » كما هي وحدة المسلمين على صعيد عرفة.

 

بارك الله لكم في عيدكم ووحدة صفكم وعوائلكم وأعاد علينا العيد بحال أفضل بشمل مجموع وذنب مغفور وأدواء قد برئت وحقوق قد استعيدت ونضالات قد تصاعدت وأراضي من الاحتلال وأخرى من الطغيان قد تحررت. » ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون »

 

الشيخ راشد الغنوشي

رئيس حركة النهضة  

 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 19 ديسمبر 2007)

 

 


 

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

بمناسبة عيد الإضحى المبارك يسعدني أن أقف إجلالا لأرواح الشهداء الذين قضوا تحت سياط جلادي نظام العصابات السبع نظام تحالف 7 نوفمبر الرهيب بتونس والذين قضوا في سجونه وفي المنافي التي فرضها عليهم وارتقت أرواحهم الطاهرة تشكوا إلى الله ظلم الطواغيت والعملاء خلفاء الإستعمار وحلفائه، ولأرواح كل شهداء الأمة في مختلف ساحات الجهاد والقتال والصمود والممانعة في كل من فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان والشيشان والصومال وحيث ما كان هناك احتلال واستبداد في كل شبر من أرض العروبة والإسلام وفي كل مكان من الأرض.

كما يكون من أبسط الواجبات أن أتوجه بتهاني بمناسبة هذا العيد إلى الصامدين  في سجون نظام السابع من نوفمبر المشؤوم من كل أبناء شعبنا الصامد أمام معاول الهدم والتغريب والتكفير العلماني اللائكي وعلى رأسهم عميد السجناء الدكتور الشيخ المجاهد الصادق شورو وإلى الصامدين في سجون كل أنظمة الإستبداد في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين وفي سجون الإحتلال الغربي الصهيوني في كل مكان من العالم.

كما لا يفوتني أن أهنئ بعيد الإضحى المبارك كل عوائل الشهداء في بلادنا وفي سائر بلاد المسلمين وأهنئهم بذلك سائلا الله أن يعوضهم في الشهداء خيرا في الدنيا والآخرة.

وأقول لعوائل المساجين من النساء والأطفال والآباء والأمهات والأقارب والأصدقاء هنا وهناك في كل مكان من العالم مبروك عيدكم وأسأل الله أن يعيده عليكم وعلينا جميعا باليمن والبركة وأن يمن الله علينا جميعا بفك أسر كل أسرانا وأن يجمعنا بهم في ساعة خير أسأل الله أن تكون قريبة إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كما أرفع تهاني وتبريكاتي لكل إخواننا المهجرين في كل مكان من منافيهم ولكل آبائهم وأمهاتهم وأقربائهم وأصدقائهم ومحبيهم في كل مكان من الأرض سائلا الله العلي القدير أن يجمع الجميع على الخير في رحاب الحرية والعروبة والإسلام.           

قفصة في :10 ذي الحجة 1428

أخوكم :علي شرطاني     

 

 


 

النص الكامل للحوار الذي أجراه السيد معز الجماعي مراسل  موقع الحوار.نت مع السيد الحبيب قيزة

 

الحوار نت: من هو الحبيب قيزة : الحبيب قيزة مناضل نقابي منذ 32 سنة حيث تحملت لأول مرة المسوؤلية النقابية ككاتب عام النقابة الأساسيية سنة 1975 بالمؤسسة الصناعية  » الصناعات الكيميائية المغربية » بقابس ثم أصبحت كاتبا عاما للفرع الجامعي للكيمياء سنة 1977 ثم أصبحت كاتبا عاما للإتحاد الجهوي للشغل بقابس وعضو المكتب التنفيذي الوسع وعضو الهيئة الإدارية للإتحاد العام التونسي للشغل طيلة 15سنة.تعرضت للإعتقال والتعذيب والسجن والطرد من العمل عديد المرات وخلال كل الأزمات التي مر بها الإتحاد منذ السبعينيات.مؤسس ومنشط جمعية محمد علي الحامي للثقافة العمالية التي نظمت عديد الندوات العلمية والجامعات الصيفية حول قضايا الحركة النقابية والإجتماعية التونسية واشكالياتها في علاقة بالتحولات العميقة التي تعيشها بلادنا المرتبطة بالعولمة.

 

:الحوار.نت : مرجبا بك ضيفا على الحوار.نت.

 

السيد الحبيب قيزة: شكرا جزيلا وأتشرف بالحديث معكم.

 

 الحوار نت : كيف أتتكم فكرة بعث منظمة نقابية مختلفة عن الإتحاد العام التونسي للشغل؟

 

السيد الحبيب قيزة:تعيش الحركة النقابية التونسية اليوم حالة تعطل وانسداد الآفاق مما يحتم إصلاحها وإعادة تأسيسها ، وفي هذا الإتجاه يندرج تأسيس منظمة نقابية جديدة تعمل علىالقطيعة مع جملة من العوائق التي واجهتها التجربة التاريخية للحركة النقابية التونسية ولاسيما ما عرفته مسيرة الإتحاد العام التونسي للشعل. و لقد عبر عديد المناضلين النقابيين منذ بدية التسعينات عن هذا المأزق الذي يعيشه الاتحاد وكنت أحدهم حيث عبرت عبر عديد المقالات بجريدة « الشعب » عن ذلك وعن عجز الإتحاد على تجديد مفاهيمه وهيكليته وتركيبته الإجتماعية وعن عدم قدرته على التفاعل الإيجابي مع التحولات الجارية كما كنت من بين مؤسسي » الأرضية النقابية »بعد عقد من الزمان حيث شخصنا أزمة الإتحاد التي إستفحلت وأصبحة عميقة وشاملة ووصفناها بأنها أزمة بنيوية في جميع المستويات : مستوى التوجهات ومستوى التنظيز والهيكلة.وعملنا أقصى ما نستطيع من أجل العمل على إصلاح الإتحاد من الداخل. إلا أننا اصطدمنا بالتحجر الهيكلي المرتبط بمصالح فئوية وعشائرية مما حال دون الاستجابة لعديد من المبادرات الإصلاحية مثل مبادرة « الأرضية النقابية » حيث أعلنا في إحدى بياناتنا الصادرة بمناسبةانعقاد مؤتمر جربة 2002 بأن الديمقراطية النقابية والوحدة النقابية مترتبطتان عضويا وجدليا والرهان المطروح اليوم يكمن في جعل المنظمة قادرة على النجاح في ترجمة وتكريس هذ الإرتباط إلا أن التعددية النقابيةإما أن توجد داخل المنظمة أو أن تفرض من خارجها لأن وحدة النقابيين ضمن منظمة واحدة يتطلب تعددية فعلية وتنوعا حقيقيا وتعايشا ديمقراطيا داخل المنظمة ومراجعة جذرية لهيكلتها.ولقد وصلنا إلى قناعة بعد تجربة طويلة إلى أن إصلاح الاتحاد من الداخل أصبح اليوم عملية مستحيلة إذا لم تصاحبها حركية نقابية خارجه، نتيجة تحول المشرفين على المنظمة الشغيلة إبتداء من سنة 1989 من قيادات وطنية وقطاعية وجهوية تضم مناضلين نقابيين إلى هياكل تضم « موظفين نقابيين  » حولت العلاقات بين الهياكل العليا والوسطى والدنيا من علاقات نقابية نضالية إلى علاقات إدارية تخضع لسلم إداري وتعتمد الإمتثال للتعليمات والأوامر مثلما هو الشأن في الإدارات والمؤسسات.وأمام انسداد الأفق في الإتحاد، فإنه أصبح من واجب الأطر والقيادات النقابية الأصيلة صاحبة التجربة الغنية والدور النضالي في مسيرة الإتحاد أن تتحمل مسؤولياتها في تأسيس منظمة نقابية جديدة على أن تسعى إلى التعامل مع الإتحاد على قاعدة وحدة العمل من أجل مصلحة الطبقة الشغيلة والمجتمع.إن تأسيس الجامعة العامة التونسية للشغل يستند إلى تعددية فعلية نابعة من الايمان بمبادئ العمل النقابي الحر و الديمقراطي القائم على حرية التنظيم النقابي كجزء من الحريات العامة، و تواصلا مع التجربة التاريخية للحركة النقابية الوطنية التونسية في مختلف أطوارها من سنة 1924 إلى سنة 1956 حيث نشأت ونمت وتطورت في إطار التعددية النقابية ولمدة تتجاوزعقود ثلاثة من أجل خدمة مصلحة كل من الطبقة الشغيلة والمجتمع والوطن. وذلك عبر خطة عمل تشمل بعدا مجتمعيا للحركة النقابية و برنامجا لتحديث آليات العمل النقابي والهيكلة والتسيير الإداري والمالي للمنظمة، واستراتيجية مطلبية تجمع بين النضال ضد الاستغلال والنضال ضد الاقصاء وهشاشة التشغيل، وتعطي المنظمة النقابية الجديدة مكانة متميزة للعمل الاجتماعي والتضامن النقابي، و كذلك للدراسات والتكوين حتى تصبح قوة اقتراحات.ولقد أطلقنا على منظمتنا النقابية الجديدة اسم « الجامعة العامة التونسية للشغل » كتحديث وتطوير لأول منظمة نقابية وطنية تونسية « جامعة عموم العملة التونسية » التي تأسست في 3 ديسمبر 1924 بقيادة المناضل النقابي الفذ المرحوم محمد على الحامي وثلة من رفاقه.

 

 *الحوار نت :ألا تعتقد أن وجود منظمة نقابية أخرى على الساحة يساهم في تشتيت الحركة النقابية؟

 

 –السيد الحبيب قيزة: أمام الأزمة البنيوية التي يعيشها الإتحاد في وضعه الراهن و بطرق تسييره وهيكلته وبتركيبته الحالية، فهوعاجز عن تأطير الأجراء بمختلف أصنافهم والدفاع عن حقوقهم و ضمان التواصل التاريخي بتمثيلهم تمثيلا نقابيا حقيقيا واجتماعيا فعليا وأمام عدم إمكانية التغيير من الداخل بعد عديد المحاولات ووجهنا فيها بالجحود والإقصاء من قيادة الإتحاد أصبح تأسيس منطمة نقابية جديدة ضرورة تاريخية في خدمة الحركة النقابية والشغيلة.إن تكريس التعددية النقابية بهذا المعنى في الظرف الراهن هو الحل الوحيد لخروج الحركة النقابية التونسية من الجمود الذي تردت فيه و لتجاوز انسداد الأفق من أجل خلق ديناميكية نقابية جديدة تعيد لها الاعتبار والفاعلية.فالتعددية النقابية المطروحة اليوم بتونس من قبلنا، هي نابعة من قناعة مبدئية بحرية التنظيم النقابي من جهة وهي كذلك نتيجة التناقضات الداخلية بسبب الاصطدام الناتج عن التحجر الهيكلي للتنظيم النقابي من جهة ثانية و بروز قوى جديدة داخله من جهة أخرى.

 

 إن تأسيس المنظمة النقابية الجديدة :* هو نتيجة إيمان مبدئي بحق الشغيلة في الانتماء بكل حرية للتنظيم النقابي الذي يخدم مصالحها ويكرس اختياراتها ويحقق طموحاتها، وهو حق يقوم على مبدأ الحرية النقابية باعتبارها حرية عمومية ، تماما كحريات التعبير والتنظيم والتجمع ،ويضمن الدستور التونسي هذه الحريات الذي تندرج في فصله الثامن، كما أن النظام القانوني للنقابات بتونس يقر طبقا للفصول 242 و250 و252 من مجلة الشغل التونسية ، الحرية النقابية وحرية تكوين النقابات دون ترخيص أو موافقة مسبقة من السلطة العمومية وذلك تماشيا مع ما تضمنته الاتفاقيتان الدوليتان عدد 87 وعدد 98 الصادرتان عن منظمة العمل الدولية.* وهو أيضا ناتج عن الاستفادة من التقاليد الأصيلة المؤسسة لتنظيمات الحركة النقابية الوطنية التونسية في مختلف أطوارها حيث برزت ونمت وتطورت في إطار التعددية النقابية نتيجة عجز المنظمات النقابية الفرنسية في العهد الاستعماري على الدفاع عن حقوق العمال التونسيين والتعبير عن طموحاتهم، سواء في التجربة الأولى لجامعة عموم العملة التونسية بقيادة الشهيد محمد على أو في التجربة الثانية بقيادة المرحوم بلقاسم القناوي أو في تجربة الإتحاد العام التونسي للشغل بقيادة الشهيد فرحات حشاد حيث امتدت تجربة الحركة النقابية التونسية في إطار التعددية النقابية من سنة 1924 إلى سنة 1956، مما يفند الإدعاء أنها بدعة ودخيلة عنها.* وهو في تباين مع المحاولات التي برزت في بلادنا بعد الاستقلال والتي كانت في علاقة بمختلف الأزمات الناشئة بين المنظمة النقابية والسلطة القائمة.* و في علاقة بالتباين والآختلاف أيضا مع توجهات الاتحاد العام التونسي للشعل وهيكليته وطرق تسييره المتمثلة في « النموذج النقابي  » المستنبط من التسعينات والذي وقع إعادة إنتاجه بإضافة بعض التحويرات الجزئية خلال مؤتمري جربة في فيفري 2002 والمنستير في ديسمبر 2006 و التي لم تمس من جوهره . وهي تمثل تراكما واستفحالا لعديد العوائق التي شابت التجربة التاريخية للاتحاد العام التونسي للشغل منذ ستينات القرن الماضي.إن التعددية النقابية المطروحة اليوم بتونس هي نابعة إذن من قناعة مبدئية بحرية التنظيم النقابي وهي كذلك نتيجة التناقضات الداخلية بسبب اصطدام التحجر الهيكلي للتنظيم النقابي من جهة و بروز قوى جديدة داخله من جهة أخرى.فتطور هذه القوى يفرض ذلك ويمثل لحظة التحرر من العوائق كما يفتح لها المجال لأجل توجهات ورؤى مستقبلية ديمقراطية وتحديثية مستندة إلى تعددية فعلية وتنوع حقيقي وتعايش مثمر يقطع مع أحادية الرأي والتفكير ويؤسس تقاليد ثقافة الحوار وحق الاختلاف والغيرية و حق التعبير للأفراد والمجموعات، على قاعدة جدلية الوحدة والصراع والتعاون لا على أساس عقلية التكفير والتخوين النابع عن الفكر التقليدي والشمولي.إن بروز منظمة نقابية جديدة إلى جانب الاتحاد على أساس الانتماء الحر والمعبر عن إرادة عمالية ونقابية حقيقية والمدافع عن مصالح الأجراء لهو عمل مفيد ومثمر للحركة النقابية ككل وللإتحاد العام التونسي للشغل بالذات إذ يمثل تجاوزا خلاقا للوضع النقابي السائد المتسم بضآلة نسبة الانخراط النقابي التي لا تتجاوز 10 بالمائة من العدد الجملي للأجراء في تونس، كما يواكب روح التقدم والحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان. فالتعددية هي حافز على التنافس النزيه لزيادة نسبة المنتمين للعمل النقابي ولتمكين الأجراء من حرية الانتماء والاختيار خدمة لمصالحهم.إن نضج تجربة الحركة النقابية بتونس وتمرس أطرها المناضلة يخولان لها ذلك على غرار تجارب ناجحة أخرى للتعددية النقابية كإسبانيا وبلجيكا والبلدان الاسكندينافية….وهو يتطلب تجاوز مفهوم الوحدة التنظيمية من أجل تحقيق وحدة الأهداف والبرامج و إن التحديات التي تواجهها الحركة النقابية في ظل العولمة يمكن أن تشكل إطارا للعمل المشترك بين مختلف التنظيمات النقابية الممثلة فعلا لإرادة الأجراء مثل قضية البطالة والتشغيل الهش و كذلك نظام الحماية الاجتماعية ونظام العلاقات المهنية وظروف المعيشة والعمل.إن التحدي الأكبر للحركة النقابية اليوم والذي يجب أن تجعله من أولوياتها هو كيفية تأمين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وضمان شغل لائق في إطار تأهيل النظام الإنتاجي.و يمكن أن تفتح هذه الأهداف المشتركة إمكانية التعامل والتعاون بين المنظمات النقابية الحرة لتحقيق مكاسب للأجراء وللبلاد عبر اقتراح نظام اجتماعي جديد يواكب النظام الاقتصادي الجديد المنبثق من التحولات الجارية.وفي الحقيقة فان البيرقراطية النقابية المستفيدة من الاحتكار والأحادية ترفض المنافسة و ترى في مبادرتنا تهديدا لمصالحها، كما يشكل توجه منظمتنا الذي يتميز بالجمع بين الأبعاد الاجتماعية والوطنية والأممية وعدم الخلط بين الحقل النقابي والحقل السياسي مع إدراك العلاقة الجدلية بينهما، تهديدا لبعض القوى الخطية التي ترعرعت داخل الاتحاد بتواطئ مع البيروقراطية النقابية، جاعلة منه ميدانا للصراع السياسي على حساب قضايا العمال الأساسية التي أضحت مهمشة.

 

*الحوار نت :سبق أن فشلت كل محاولات التعددية النقابية في تونس.فما هي نسبة نجاح الجامعة العامة التونسية للشغل في الوجود على الساحة النقابية؟

 

السيد الحبيب قيزة:لاشك أن هنالك عدة عراقيل وصعوبات تواجهنا مصدرها « ثقافة » تربينا عليها منذ إستقلال البلاد تقوم على براديغم الحزب الواحد والزعيم الواحد والنقابة الواحدة.و ان تأثر الإتحاد العام التونسي للشغل بل استبطانه واستبطان العديد من إطاراته طوال عشرات السنين بثقافة « الحزب الواحد » التي بنيت على شاكلتها وبصفة موازية لها ثقافة « النقابة الواحدة » وهي من بين العوامل العديدة التي أعاقت ولا تزال تعيق تطور اتحاد الشغل نحو منظمة نقابية واسعة ، متنوعة، تعددية بمعنى القطع مع المركزية المشطة والإصطفاف وراء القيادة وقراراتها والخضوع إلى سلطتها، وهو ما ساهم في استمرار الأوضاع في الإتحاد على شاكلتها التقليدية في مستوى المفاهيم والهيكلة والتسيير وحال دون فتح الباب أمام تنوع مراكز التأثير والنفوذ والقرار وتعدده.وجميعنا يعرف ما تحمله هاتان الثقافتان بالضرورة من مركزية مفرطة وبيرقراطية مشطة ووحدانية في سلطة القرار واستفحال الحكم الفردي والخوف من كل ما هو اختلاف في الرأي وتعدد في الموقف وتنوع في الممارسة.وعلينا أن نقطع مع هذه « الثقافة » الأحادية، كمدخل لتكريس التعددية في جميع المجالات ما عدى « الله » و « المرأة » وعلى هذا الأساس نحن عازمون على تأسيس منظمة نقابية جديدة ومختلفة ونحرص على توفير أهم شروط نجاحها ومن بينها:- الأخذ بعين الاعتبار التحولات العميقة والشاملة الحاصلة في بلادنا ومحيطها الإقليمي والدولي وتجاوز بعض الانحرافات التي عاشتها التجربة النقابية التونسية والعوائق التي كبلتها وخاصة خلال العشرية الأخيرة.-كما أنه لابد من الاستفادة من التجارب النقابية الثرية في مجال التعددية النقابية في عديد البلدان في العالم ولاسيما التجارب الناجحة مثل إسبانبا وبلجيكا ، مع التنبيه إلى أن توحيد المنظمات النقابية العالمية في منظمة واحدة في شهر نوفمبر2006 بفيانا بالنمسا تحت إسم « الكنفدرالية النقابية الدولية » لم يلغ المنظمات النقابية على مستوى كل بلد، فلازالت التعددية النقابية قائمة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا واليابان وغيرها ، بل إنها دعمت تجربة التعددية النقابية في عديد البلدان على غرار المغرب الأقصى الشقيق ، كما أنها تعكس ثراء الحركة النقابية وتنوعها وخصوصياتها من بلد إلى آخر. ولقد تضمنت ديباجة القانون الأساسي للمنظمة النقابية العالمية الجديدة حرية التنظيم النقابي و حق الشغيلة في الانتماء للتنظيم النقابي الذي يتماشي مع اختياراتها.وفي هذا الإطار لا بد من التأكيد على تمسك المنظمة النقابية الجديدة باستقلاليتها وبتمثيليتها التي تتجسد في تركيبة مؤسسيها من أجيال وتجارب متنوعة وقطاعات وجهات مختلفة تجمعهم قيم التطوع والتضامن والنضال

 

.*الحوار نت :أين يكمن الاختلاف بين « الجامعة العامة التونسية للشغل » و « الإتحاد العام التونسي للشغل »؟

 

السيد الحبيب قيزة: تعيش الحركة النقابية التونسية اليوم حالة تعطل وانسداد الآفاق مما يحتم إصلاحها وإعادة تأسيسها ، وفي هذا الإتجاه يندرج تأسيس منظمة نقابية جديدة تعمل علىالقطيعة مع جملة من العوائق التي واجهتها التجربة التاريخية للحركة النقابية التونسية ولاسيما ما عرفته مسيرة الإتحاد العام التونسي للشغل من انحرافات خلال الثمانينات بلغت أوج خطورتها عند مؤتمر سوسة 1989وإثره وذلك نتيجة تراكم عديد السلبيات مثل المركزية المشطة والهيكلة البالية والاعتماد على آليات عمل تقليدية ضمن ثقافة نقابية لم تخرج عن دائرة الفكر المحافظ.وإن هوية الجامعة العامة التونسية للشغل لا تتحدد عبر نقد أو انتقاد واقع الاتحاد العام التونسي للشغل والمزايدة عليه بل عبر القطع مع جملة من العوائق و الانحرافات النقابية وعبر تقديم الإضافة المرجوة بهدف تجديد الرؤى والأهداف والبرامج والهيكلة وآليات العمل والتركيبة الاجتماعية. فهي تهدف الى المساهمة في اصلاح الحركة النقابية وتجديد رؤاها وطرق عملها واعادة تأسيسها استنادا الى تعددية فعلية خدمة لمصلحة كل من الطبقة الشغيلة والمجتمع والوطن، وذلك عبر خطة عمل تشمل بعدا مجتمعيا للحركة النقابية و برنامجا لتحديث آليات العمل النقابي والهيكلة والتسيير الإداري والمالي للمنظمة، وأسترتيجية مطلبية تجمع بين النضال ضد الاستغلال والنضال ضد الاقصاء، وتعطي مكانة متميزة للعمل الاجتماعي، وللدراسات والتكوين حتى تصبح قوة اقتراحات وتكرس التضامن النقابيى.كما تتمسك الجامعة التونسية للشغل بالعمل التطوعي مع الحرص على حرفيته.أننا لا نريد منظمة نقابية ثانية أو موازية بل نطمح إلى تأسيس منظمة نقابية مختلفة، لاعتقادنا أنه: » في الامكان تأسيس منظمة نقابية مختلفة بتونس « وهو أفضل ما نسهم به من أجل غد أفضل للحركة الاجتماعية بتونس.

 

ان منظمتنا النقابية تهدف الى تحقيق مزيد من المكاسب الاجتماعية للشغيلة وتسعى إلى أن تكون هيكليتها التنظيمية أكثر تمثيلية وديمقراطية، والى المساهمة في بروز مجتمع تونسي متقدم، يقع فيه احترام استقلالية منظمات المجتمع المدني و يكرس حق المواطنة ويضمن الحريات و يتمسك بالتوجه الحداثي اضافة الى تطويره في مجالات كل من المساواة بين الجنسين ، والمشاركة في الحياة العامة و السياسية بما من شأنه أن يكرس التعددية السياسية والاجتماعية ، ويرفع شأن دولة القانون والمؤسسات وذلك بالفصل الفعلي بين السلطات و باستقلالية النظام القضائي المعتمد على الشفافية.إن تأسيس منظمة نقابية جديدة بهدف تقديم الإضافة المرجوة يتطلب تجديد الرؤى والأهداف والبرامج والهيكلة وآليات العمل والتركيبة الاجتماعية ضمن التمسك بثوابت الحركة النقابية الوطنية التونسية ومبادئ الحركة النقابة العالمية الحرة والديمقراطية وقيمها و عبر فهم التحولات العميقة التي يعيشها عالم الشغل والمجتمع التونسي واستيعابها.إن تأسيس منظمة نقابية جديدة لإعادة الاعتبار للعمل النقابي والحركة النقابية يندرج ضمن الاعتزاز والفخر بتجربة الحركة النقابية الوطنية بتونس بمختلف مراحلها ورموزها ( محمد علي الحامي والطاهر الحداد و بالقاسم القناوي وفرحات حشاد..) وثوابتها وتحديثها.وهو يتطلب تجديد الرؤى والأهداف والبرامج وتجديد الهيكلة وآليات العمل و تجديد التركيبة الاجتماعية.

 

وتتميز الجامعة العامة التونسية للشغل:

 

 –بالربط الخلاق بين الأبعاد الاجتماعية والوطنية والأممية للحركة النقابية وعدم الخلط بين الحقل النقابي والحقل السياسي مع إدراك العلاقة الجدلية بينهما.

 

الإعتماد على مفهوم جديد للعمل النقابي على دعائم ثلاث متلازمة تتمثل في الدفاع عن الحقوق الاجتماعية الأساسية للعمال كما نصت عليها الاتفاقيات الدولية للشغل و المشاركة في التحولات الاجتماعية ضمن التمسك باستقلالية المنظمة النقابية عن الدولة بمختلف أجهزتها وعن الأحزاب السياسية وكل التأثيرات الإيديولوجية والاقتصادية.فالاستقلالية هي من ثوابت المنظمة النقابية الأساسية التي تحدد هويتها وهي تندرج ضمن التزامها بالاختيار الديمقراطي القائم على حقوق الإنسان ودولة القانون.

 

العمل على مواكبة التحولات الجارية تقتضي مواجهة محيط متغير ومضطرب تهيمن عليه العولمة الاقتصادية التي من سماتها السوق المفتوحة والمنافسة الشديدة مما يفرض على المؤسسات مواجهة عدة تحديات داخلية وخارجية في نفس الوقت تتمثل في تحسين المقدرة التنافسية لصنع المنتوج المتميز كرهان أساسي مع ما يتطلبه من إعطاء مكانة مركزية للتنظيم والابتكار والتكوين وذلك بتأهيل الموارد البشرية وإشراك العمال في التصرف لتحفيزهم و تعبئتهم.- وإن هذا الوضع الجديد يفرض مراجعة المفهوم التقليدي للعمل النقابي المعتمد على بطاقة الخلاص وعلى المؤسسات الكبرى ليشمل قضايا التصرف والمشاركة ويهتم بالمؤسسات الصغيرة و الصغرى والمتوسطة و بمؤسسات « المناولة » و يكرس التضامن والتعاون النقابي في عصر العولمة على المستويات الإقليمية والدولية حول قضايا ملحة ومصيرية في علاقة بفروع الشركات المتعددة الجنسية و تنقل رؤوس الأموال والاستثمار والهجرة وتتعلق بالمسؤولية الاجتماعية للمؤسسة، ويأخذ بعين الاعتبار التغييرات الحاصلة في:

 

أنماط تنظيم المؤسسة وهيكلتها وتصرفها تحت تأثير إدماج التكنولوجيا الجديدة و تحرير الاقتصاد و الخوصصة وما نتج عن ذلك من بروز منوال إنتاجي جديد و نمو قطاع الخدمات و توسع القطاع الخاص.

 

هيكلة التشغيل كدخول المرأة بكثافة في سوق الشغل وانتشار القطاع غير المنظم وبروز أشكال جديدة للتشغيل.- إن النموذج النقابي التقليدي الذي يعطي الأولوية لتوزيع الثروة ويهمش قضايا التصرف في نظرته قد استنفد أغراضه وهو بحاجة إلى إعادة بناء و تجديد.فلم تعد الثقافة النقابية الاحتجاجية المتسمة بتجنب الخوض في قضايا التصرف و المشاركة ملائمة و مناسبة ومجدية لضمان الدفاع عن مصالح الأجراء و النهوض بها.فالنقابة مطالبة اليوم بالنضال ضد الاستغلال و في نفس الوقت ضد الإقصاء.و المعلوم إن النضال ضد الإقصاء ليس بالضبط كالنضال ضد الاستغلال الذي هو الموضوع الأصلي و الأول للعمل النقابي.فالأجراء « داخل » المؤسسة مثل « المقصون » منها هم في مواجهة أشكال قديمة أو جديدة لنظام خضوع الأجرة. فعبر المبادرة بإعطاء مكانة رائدة لقضايا المجتمع ابتداء من التشغيل و البطالة و الإقصاء و التكوين وتطوير الكفاءات و كذلك تأكيد القدرة على المشاركة في التصرف، يمكن للحركة النقابية الخروج من النفق الذي تردت فيه.إن هذا التصور الجديد للعمل النقابي الجامع بين الثوابت والتحولات، يطرح مفهوم الشراكة في التعامل مع الشركاء والفاعلين الاجتماعيين: الشراكة مع الدولة والشراكة مع المؤسسات الوطنية وفروع الشركات متعددة الجنسيات في بلادنا والشراكة مع المجتمع المدني، ويعطي هذا التصور الجديد دورا محوريا للإطارات العليا والجامعيين وللبحث والدراسات والتكوين والإعلام والمعلومات.ويشترط في الشراكة المطروحة، إقرار تباين المصالح وحق الاختلاف واستقلالية الشركاء والتزامهم بتعهداتهم وشعورهم بالمسؤولية الاجتماعية والوطنية

 

.*الحوار نت:البعض سارع في اتهامكم بأن وجود نقابتكم على الساحة النقابية سيصب في مصلحة السلطة.بماذا تجيب على هذه الأقاويل و الاتهامات؟

 

السيد الحبيب قيزة: نحن نعتبر أن التعددية النقابية اليوم طبق الأهداف والأرضية المرسومة هي الحل الوحيد لإعادة الإعتبار للحركة النقابية ولتجاوز أزمتها البنيوية.ولقد عبر نا من خلال وثائقنا أن استقلالية الجامعة العامة التونسية للشغل قضية مركزية تساهم بدرجة جد هامة في تحديد هوية منظمتنا النقابية. ولقد أكدنا منذ البداية تبايننا مع المحاولات التي برزت في بلادنا بعد الاستقلال والتي كانت في علاقة بمختلف الأزمات الناشئة بين المنظمة النقابية والسلطة القائمة، ونعلن من جديد أن منظمتنا النقابية ليست حليفا سياسيا للسلطة ولا خصما سياسيا لها.كما تتجسد إستقلالية منظمتنا النقابية في تركيبة مؤسسيها من أجيال وتجارب متنوعة وقطاعات وجهات مختلفة تجمعهم قيم التطوع والتضامن والنضال.فمن ضمن المؤسسين من تعرض للاعتقال والتعذيب والسجن والتشرد دفاعا عن استقلالية العمل النقابي وحقوق الشغيلة في أصعب الأزمات التي عاشتها المنظمة النقابية في السبعينات أو الثمانينات وساندوا بكل حزم رموزها عند المحن وعندما تخلى الموالون لها ( إعفاء المرحوم الحبيب عاشور من الأمانة العامة سنة 1986) ، كما واجهوها بالنقد عندما كانت في أوج قوتها ( قضية جريدة الشعب 1985)، كما كانت لهم مواقف حازمة إزاء الانحرافات التي شهدها الإتحاد في العشرية الأخيرة ضمن مبادرة « الأرضية النقابية » كان من ضمنها النداء الموجه إلى الرأي العام النقابي والصادر بمناسبة انعقاد مؤتمر جربة سنة 2 200 حيث ورد فيه  » إن الديمقراطية النقابية والوحدة النقابية مرتبطتان ارتباطا عضويا وجدليا والرهان المطروح اليوم يكمن في جعل المنظمة قادرة على النجاح في ترجمة وتكريس هذا الارتباط، إن التعددية النقابية إما أن تتواجد داخل المنظمة أو أن تفرض خارجهاّ ذلك أن وحدة النقابيين ضمن منظمة واحدة يتطلب تعددية فعلية وتنوع حقيقي وتعايش ديمقراطي داخل المنظمة ومراجعة جذرية لهيكلتها »، ولقد جوبه هذا الجيل من المناضلين النقابيين الصادقين بالنكران و الإقصاء والجحود من قبل مختلف قيادات الإتحاد التي توالت عليه منذ مؤتمر سوسة سنة1989 إلى الآن

 

.كما أن من ضمن المؤسسين جيل جديد من الشباب والنساء والإطارات فيهم من انتمى للإتحاد ومارس مسؤوليات نقابية خلال التسعينات و بعدها، وانسحب بصفة طوعية لخيبة أمله من التجربة أو أقصي منها ومنهم من هم بصدد الانخراط في العمل النقابي لأول مرة أو حديثي العهد به، وكلهم يطمحون لتأسيس تجربة نقابية جديدة وبعيدة عن الطرق المألوفة وذلك بالمساهمة الفعلية في تكوين منظمة نقابية من نوع جديد يكونون فيها قادرين على تنشيط العمل النقابي وتأطيره داخل المؤسسة أو القطاع أو في المستوى الوطني وفي نفس الوقت مساهمين فاعلين بكل قدراتهم في مخبر دائم متنوع للتفكير والبحث في القضايا النقابيةالإجتماعية والاقتصادية.ومع ذلك هنالك من يكيل لنا التهم بل ذهب بعضهم الى حد تشويهنا مثل الادعاء باطلا بأن السلطة قد أعطتنا المقرات والأموال على غرار ما فعلت مع تجارب نقابية سابقة ، وكل ذلك يندرج ضمن حملة المغالطات والأكاذيب والافتراء.لكن الحقيقة والواقع مخالفان لذلك تماما، فقد منعنا في مناسبتين من عقد ندوة صحفية ، لاعلان تأسيس الجامعة العامة التونسية للشغل، الأولى بتاريخ 1 فيفري 2007 ، والثانية بتاريخ 7 ديسمبر 2007 كما رفض مكتب الضبط بولاية تونس تسلم ملفات النقابات الأساسية التي تم تأسيسها.ولم يقع الاعتراف الى يومنا هذا بالنقابات التي تأسست في قطاع المناجم بولاية قفصة طبقا لقوانين البلاد، رغم إرسال وثائق مضمونة الوصول للسيد والي قفصة عن طريق البريد بتاريخ 26 جويلية 2007  .

 

*الحوار نت :رغم مرور أكثر من 6 أشهر على تأسيس نقابات « الجامعة العامة التونسية للشغل » في بعض الولايات لا تزال السلطة تتجاهلهم و ترفض التعامل معهم و سبق لها أن منعتكم مرتين من عقد ندوة صحفية.بماذا تفسر هذه الإجراءات؟

 

السيد الحبيب قيزة:وهذا دليل قاطع على استقلالية منظمتنا وبالمناسبة أوجه من جديد نداء إلى السلط والمؤسسات في بلادنا الى احترام حق الجامعة العامة التونسية للشغل ونقاباتها التي تم تأسيسها طبقا لقوانين البلاد وتشريعات منظمة العمل الدولية، في ممارسة نشاطها النقابي بكل حرية.

 

 *الحوار نت:ذكرتم في البيان التأسيسي « للجامعة العامة التونسية للشغل » بأنكم ستعتمدون على طريقة الكنفدراليات في عملكم .كيف سيكون ذلك؟

 

السيد الحبيب قيزة :يعتمد التنظيم النقابي الجديد وهيكلته على المبدأ الفيدرالي الذي يضمن استقلال ذاتي واسع للهياكل والمنظمات الفرعية ويرفض كل أشكال المركزية المشطة، ويعتمد المساءلة والمراقبة ويكرس الديمقراطية في جميع المستويات. تمثل قيادة المنظمة هيئة إدارية وطنية تتركب من أربعين عضوا يقع انتخابها من قبل المؤتمر الوطني وان تنتخب من بين أعضائها أمينا عاما ومكتبا تنفيذيا بثمانية أعضاء ، على أن يكون للهيئة الإدارية الوطنية سلطة المراقبة.إن الجامعات المهنية هي عماد المنظمة النقابية الجديدة( الكونفدرالية أو الجامعة العامة)التي تجمعها بصفة طوعية وديمقراطية على أساس المصالح المهنية القطاعية والوطنية، مما يقطع مع أشكال التضامن التقليدية مثل العروشية و القبلية والجهوية.يقع تأسيس الجامعات المهنية إنطلاقا من واقع النظام الإنتاجي التونسي الجديد مع إعطائها الصلاحيات اللازمة الذاتية الكافية لتؤدي دورها القيادي في المنظمة أي ما يستوجب جمع قطاعات متشابهة مثل قطاع التعليم (الأساسي والثانوي والعالي) والتكوين والبحث العلمي في جامعة واحدة، و قطاع النقل (البري والجوي والبحري والحديدي) والمواصلات في جامعة واحدة الخ..على أن لا يتجاوز عدد الجامعات المهنية 14 جامعة على أقصى تقدير وذلك مثل جل المنظمات النقابية الديمقراطية والعصرية في العالم.وطبقا للتصور الجديد للعمل النقابي فإن من مهام الجامعة المهنية تجاوز النظرة الحرفية ليشمل اهتمامها القضايا الإستراتيجية للقطاع حتى تتموقع كشريك فعلي تدافع عن مصالح المنتسبين إليها وتعمل في الآن نفسه من أجل الإلمام بأوضاع القطاع وإشكالياته والمساهمة في تطوير كفاءاته و تحسين مردود يته ونجاعته ورسم مستقبله.كما يعتمد التنظيم النقابي الجديد مبدأ التمثيلية الحقيقية في تسيير الهياكل بين مختلف الشرائح الاجتماعية ولاسيما العنصر النسائي والشباب والإطارات وإرساء إدارة عصرية تقوم على الكفاءة وتوخي الشفافية والعدل في التصرف والرقابة الداخلية والخارجية وفق مقاييس علمية صارمة تقررها الهيئة الإدارية، وبعث هياكل خصوصية مثل لجنة المرأة العاملة ولجنة الشباب العامل ولجنة الإدماج المهني للشباب ولجنة المهندسين والكوادر ولجنة الهجرة،وكذلك بعث مراكز مختصة وذات مهنية عالية في ميادين الدراسات والبحث، التكوين النقابي والتكوين المستمر، الصحة والسلامة المهنية، الإعلام والاتصال والتوثيق والميلتيمديا ،التنشيط الثقافي والاجتماعي،العمل الاجتماعي والنهوض بالمشاريع الاقتصادية والاجتماعية وبعث صندوق التضامن النقابي.فبالإضافة إلى ذلك فإن التنظيم النقابي الجديد يكرس مبدأ التداول على المسؤولية بتحديد المدة النيابية للهياكل القيادية بدورتين و بثلاث دورات لبقية الهياكل.

 

*الحوار نت:شكرا على رحابة صدرك و إلى اللقاء في موعد قادم.

 

السيد الحبيب قيزة:مرة أخرى شكرا لكم لتمكيننا من فرصة تقديم منطمتنا النقابية الجديدة مع المعذرة على الإطالة والى موعد قادم,

 

والحوار نت يتقدم بالشكر الجزيل للسيد معز الجماعي مراسل الموقع على الجهد الكبير الذي يبذله من أجل القراء الأعزاء

 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 17 ديسمبر 2007)

 


النص الكامل لمقال بعث به السيد محمد قدوار إلى صحيفة الشروق التونسية:

 

حركة التجديد  : مؤتمر الحصاد المر

بقلم: محمد قدوار

عضو المجلس الوطني لحركة التجديد سابقا

 

بعد ردود الفعل الفورية المستاءة والمنددة بما أفرزه  مؤتمر حركة التجديد الأخير الذي لم يكن وفيا لطموح المساهمين فيه ولا لشعاره المركزي (مؤتمر المسار التوحيدي) ، لم  يكن أمام  » القيادة  » المنتجـــة لهذا المأزق إلا انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام  ومحاولة اللعب على عامل الوقت، مدعومة بلجنة الضمانات الديمقراطية التي حولت مهامها إلى لجنة تشخيص مصلحة القيادة، ومحاطة بحزام واق استطاع أن يمتص ردود الفعل هذه ضمن مهمة إفراغ حركة التجديد   من محتواها فكريا وسياسيا وتحويلها إلى فضاء خارج تاريخها اليساري.

 

فاليوم وبعد مرور خمسة أشهر على انتهاء أشغال المؤتمر، لم تقدم المجموعة التي استولت على القيادة على أي إجراء لمعالجة مخلفات هذا المؤتمر من خلال تقييم هادئ ومسؤول. كما أنها لم تكلف نفسها حتى الرد على تهمة تحويل وجهة المؤتمر من مؤتمر توحيدي تنظيميا وسياسيا إلى مؤتمر تفتيتي أنتج وضعا غريبا على المشهد التقدمي واليساري التونسي. .

 

المشهد الذي أفرزه المؤتمر فيه من التناقضات الموروثة والمستحدثة الشيء الكثير:

 

–      نحلة ضيقة  secte  جاءت من ماضي الحزب الشيوعي التونسي، كانت رأت  في تأسيس حركة التجديد افتكاكا لأصلها التجاري، اندمجت في شركة مساهمة متعددة الألوان حد التناقض، لتمارس أساليب هي أقرب إلى الأساليب العشائرية منها إلى العمل السياسي، متخفية تحت قشرة الفجل الحمراء  التي سرعان ما انكشفت عن أرضية سياسية وفكرية باهتة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها. فالمتأمل في نص الأرضية الصادر بالطريق الجديد باللغة العربية – غير موجه للرافضين القراءة بهذه اللغة- يجدها نسخة من أرضية أحزاب الوسط متراجعة في ذلك عن الأرضية التأسيسية لحركة التجديد ذات التوجه التقدمي واليساري ذي الأفق الاشتراكي. وحتى نكون منصفين احتوت مسودة الأرضية على فقرة مفصلية تعطي هوية تقدمية ويسارية إلا أنها حذفت بالكامل من النص النهائي. فلم يعد لحركة التجديد علاقة بالتراث الاشتراكي ولا باليسار التونسي وتياراته ولا بحركة التحرر العربية والعالمية، وانسحبت الحركة من صف معاداة الامبريالية وتخلت عن تبني الدفاع عن القضية الفلسطينية ومعاداة الصهيونية وليس مستبعدا أن تنخرط في محاولات التطبيع. كما غيبت الأرضية عن قصد النضال ضد الاستعمار العائد بقوة إلى منطقتنا بزعامة الامبراطورية الأمريكية باحتلال العراق . فليس غريبا والحال هذه أن تبحث « القيادة » أو بعض عناصرها النافذين عن موقع في زواريب الشرق الأوسط الجديد الذي تنوي أمريكا بسطه على أنقاض حركة التحرر. والعجيب أن رفاق النحلة كانوا قد دافعوا عن النقاء الايديولوجي أثناء النقاشات العسيرة والمتوترة لتلك الأرضية، فاتضح أن ذلك الدفاع يرمي إلى ما تم من إقصاء وليس دفاعا عن الموروث اليساري والتقدمي المعادي للاستعمار والمنحاز للطبقات الشعبية.

 

–      أما الجانب التنظيمي فلم يكن بأحسن حال مما تعرضت له الأرضية من إفقار وتحويل وجهة. فأول التجليات التنظيمية الصارخة التي أفرزها المؤتمر  لم يأت من الذين تم إقصاؤهم من المسار التوحيدي، بل جاء من داخل المجلس المركزي و من جزئه المعين- لا المنتخب وهذا له دلالات أخرى- من خلال بيان لم ينشر في الطريق الجديد لأنه يدعو إلى ضرورة رأب الصدع وإيجاد السبل لذلك، وتم الرد عليه في الطريق الجديد بعنف وتحجر من طرف لجنة تشخيص مصلحة القيادة، وهكذا أصبحنا أمام قيادة برأسين وهو ما يزيد الإرباك الحاصل داخل الحركة.  أما الهيكل المشرف على التنظيم فهو مستقل نهائيا عن الحركة، وللأمانة، فهو الوحيد الوفي مع نفسه منذ بداية مسار المؤتمر. إذ سطر خارطة طريق منذ جوان 2006 والتزم بها على عكس رفاق الأرضية الذين تنكروا لها بمجرد القبض على الأمانة الأولى. خلفية خارطة الطريق بسيطة وواضحة فهي توافق  » حزب بلا مناضلين لمحترفين بلا حزب  » . لذلك كان موقف السادة المنتمين لخارطة الطريق هذه عدم الاعتراف نهائيا بحركة التجديد  وبماضيها، ومنهم من قاطع جلسة افتتاح المؤتمر باعتبارها آخر تجلي لحركة التجديد، وباشروا مهامهم بمجرد حلول الفراغ في مؤسسات الحركة واستطاعوا بحرفية ونجاعة التواجد في كافة المستويات القيادية  ومنهم من قفز إلى عضوية المكتب السياسي وقد كان قبل أسبوعين معارضا للمسار برمته وغير مشارك فيه. وبعد نجاح المرحلة الأولى لخارطة الطريق بدأت عملية التأسيس الهيكلي بنفس التصميم على إلغاء ماضي الحركة وتقاليدها التنظيمية. لذلك لم يتم إصدار القانون الداخلي للحركة و تتجه النية إلى إصدار قانون داخلي وقع التصرف فيه بعد المؤتمر. أما المجلس الوطني للحركة والذي يفترض أن يجتمع في الستة أشهر الأولى من انتهاء المؤتمر فلم تبدأ بعد أية خطوة في اتجاه تشكيله بل يبدو أن خارطة الطريق لم تبرمج  مثل هذا الهيكل التقليدي. لذلك فإن الجديد في مجال إعادة الهيكلة هو تعيين رؤساء لجان تشرف على الفروع أي أن مؤتمرات الفروع لن تعقد قبل أن يتم تطهيرها من مناضلي حركة التجديد  الذين أفلتوا من الإقصاء في المؤتمر.

 

–      لم تنج جريدة الطريق الجدبد في عدديها اليتيمين بعد المؤتمر من الاصطباغ بالتفرد والإقصاء والدعاية الممجوجة للقيادة لتذكرنا بزمن خلناه ولى وانقضى. وبعد أزمة إدارة الجريدة التي انتهت ببيان إرضاء، يبدو أن لجنة تشخيص مصلحة القيادة لا ترى إلا رئيسها كفئا لرئاسة الجريدة حتى يتم سحب هذه المسؤولية من السادة الذين يرون أنهم أصحاب تجربة في الميدان رغم أنهم أعطوا « الشرعية » للقيادة عندما قبلوا بتعيينهم من طرف الحكماء في قائمة حركة التجديد في المجلس المركزي.

 

ويتضح من التمعن الهادئ في ما جرى أن النية كانت مضمرة لإقصاء الجزء الأهم من مكونات المسار التوحيدي. و قد طال هذا الإقصاء كثير من داخل حركة التجديد الأصلية والكثير ممن ساهموا بجدية في إحياء أمل التوحيد منذ انطلاق المبادرة الديمقراطية. والحصيلة البينة هي القطيعة مع المسار  ومع حركة التجديد في نفس الوقت لفائدة تجمع هلامي غير واضح لا فكرا ولا تنظيما ولا ندري ماهو برنامجه السياسي. الأكيد أنه برنامج غير يساري لغلبة النزعة الليبرالية الجديدة على القيادة المستحدثة، وليس وطنيا – بمفهوم معاداة الاستعمار- لافتقار الأرضية لأية إشارة لذلك.             

 

(المصدر: مراسلة من السيد زياد الهاني بتاريخ 20 ديسمبر 2007)

 

 


 

السيد الرشيد إدريس في المعهد العالي للغات بتونس:

دور الديانات في مجال تحقيق الحريات وعتق مواهب الإنسان كبير

 

بمبادرة من إدارة المعهد العالي للغات بتونس وبمناسبة مرور تسع وخمسين سنة على صدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان ذي الثلاثين مادة تمت دعوة الدبلوماسي والمناضل الحقوقي التونسي السيد الرشيد إدريس ظهر يوم الاربعاء 12 ديسمبر 2007 للقاء مع طلبة السنة أولى عربية الذين يدرسون مادة حقوق الانسان،

 

 وقد امتلأ المدرج الكبير بالطلبة والأساتذة وتولى الاستاذ فتحي القاسمي أستاذ المادة تقديم شخصية السيد رشيد إدريس إلى الحضور مستعرضا نشاطه المبكر منذ ثلاثينات القرن الماضي في مجالات الصحافة والسياسة وفي صلب الحركة الوطنية المواجهة للاستعمار الذي اعتقل السيد ادريس أكثر من مرة وحكمت المحكمة العسكرية الفرنسية عليه بالإعدام غيابيا سنة 1946 وكان ممن أرسلوا بعد الاستقلال للقيام بمساع حميدة في الشرق الاوسط وأمريكا الوسطى وأمريكا اللاتينية وعين ممثلا قارا لتونس لدى الأمم المتحدة بنيويورك وترأس العديد من التجمعات والكتل الاقليمية وأسس جمعية الدراسات الدولية منذ أكثر من ربع قرن ويسهر إلى الآن على حسن سيرها ويدير مجلتها: دراسات دولية التي بلغت أعدادها أكثر من مائة عددا.

 

وأشار الاستاذ القاسمي إلى دور السيد ادريس في مجال ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان خلال نشاطه الديبلوماسي وتعيين سيادة رئيس الجمهورية له رئيسا للهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات العامة سنة 1991 وتكليفه بتكوين لجنة التحقيق والاستقصاء في قضايا حقوق الانسان وقد تحصل على جائزة رئاسة الجمهورية لحقوق الإنسان سنة 1993 وله مؤلفات كثيرة في القصة والرواية والشعر والخاصرة وكتب المذكرات والخواطر وبلغ عدد كتبه المنشورة زهاء خمسة عشر كتابا وله كتب أخرى تنتظر الطبع مثل: خيار العمر وحقوق الانسان بين النظرية والتطبيق.

 

عندما تناول السيد إدريس الكلمة نبه الطلبة الحاضرين الذين ذكروه بشبابه إلى أهمية قضية حقوق الانسان ومحوريتها وأنه باشرها عندما كان ممثلا قارا لتونس على امتداد عشر سنوات بالمنتظم الأممي وأبدى تشاؤمه مما عليه العالم اليوم رغم ترسانة القوانين والمواثيق من جوع وزلازل وحوادث طبيعية أخرى ترسم للعالم صورة ظلماء.

 

لقد لاحظ أن الميثاق العالمي لحقوق الانسان ظهر إثر الحرب العالمية الثانية التي أحدثت دمارا هائلا في أوروبا من جراء النازية والفاشية والقنابل التي هدمت المدن وقد اهتم ممثلو الدول التي أسست المنتظم الاممي سنة 1945 بالانسان الفرد وعملوا على وقايته من كل الويلات والشرور وتم وضع الميثاق المشحون بالآمال، وتناول السيد إدريس البنود الاولى لذلك الميثاق وهي مكرسة نظريا للاخاء الانساني ولإزالة الميز العنصري وحماية الاقليات وحق تقرير المصير  ورفع الوصاية ولاحظ بمرارة أن مثل تلك البنود لا تطبق وربما عسر تجسيم تلك الأهداف السخية في الدفاع النظري عن حقوق الانسان وحريته وذكر أن المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان أدانت عددا من الحكومات لانتهاكها حقوق الانسان مثل العديد من الدول الآسيوية والامريكية وحتى فرنسا التي تعامل المهاجرين معاملة جلبت لها النقد العالمي وكثير من المهاجرين محرومون من حقوقهم وانتهى السيد إدريس إلى بيان أنه ليس في إمكان البشر تطبيق تلك الحقوق وقال إننا في تونس أصدرنا من التشريعات ما يكون خزانة من النصوص تسمح للفرد بالمطالبة بحقوقه.

 

لقد قدمت للسيد إدريس أسئلة حول تاريخية حقوق الإنسان وعلاقته بالاقليات والمنطلقات المعتمدة في وضع الميثاق ودور الإسلام والمسلمين في وضع الميثاق.

 

وقد أجاب السيد إدريس بأن دور الديانات في مجال تحقيق الحريات وعتق مواهب الانسان كبير وضرب مثلا بالاسلام الذي حرم وأد البنات ولاحظ أن ممثلين عن مصر وسوريا والعراق شاركوا في صياغة الميثاق العالمي لحقوق الانسان وتحريره وذكر أن منظومة حقوق الانسان تطورت في التاريخ الاوروبي وتعرض إلى ظهور فكرة حقوق الانسان في بريطانيا عندما تصاعد تذمر الناس من سلوك المسيرين (الملك وأتباعه) وأصدروا ما يسمى بلائحة الحقوق التي تسمى بالكارتماتيا ونوه الأستاذ إدريس بما ورد في الثورتين الامريكية والفرنسية من حقوق ضامنة لكرامة الانسان ونبه إلى أن السيدة روزفلت زوجة الرئيس الامريكي كانت مصدر فكرة ميثاق الامم المتحدة لحقوق الإنسان.

 

لقد لاحظ السيد إدريس أن الاستعمار الذي لا ينسجم مع مبادئ حقوق الانسان لأنها تقوضه وقد توهمت البشرية أنها تخلصت منه لكنه خرج من الباب ليدخل من الشباك وهاهو الآن يوظف العولمة لتمرير أهدافه القريبة والبعيدة.

 

لقد أكد السيد رشيد إدريس الذي تجاوز التسعين من عمره ديمومة استعداده لخدمة أبناء وطنه وبالرغم من ظروفه الصحية الحرجة وتهاطل الامطار، التقى بأبنائه ورجاهم إن أرادوا الالتقاء به مجددا التعجيل بذلك قبل فوات الأوان فجلب له ذلك مزيدا من التقدير والتصفيق والاعجاب.

 

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 ديسمبر 2007)

 

 


 

يوم 2 ديسمبر 2007 نشر « كلاندستينو » على مدونة « بودورو » النص التالي:

 

عيادة متعددة الاختصاصات

 

تقوم الصحافة الوطنية منذ مدة بنشر مقالات اشهارية للعرافين و المشعوذين و الاطباء اللي ما حطوش ساقيهم في جامعة الطب (هو الصحيح انهم ماحطوش ساقيهم حتى في مدرسة ابتدائية و الا حتى تحضيرية).

و هذا شي مانجمو كان نفتخرو بيه و نعتزو بيه في مفتتح القرن 21 و بعد 50 سنة استقلال و 3000 سنة تاريخ و حضارة,

 

من نتائج القفزة الطبية الهائلة و التطور الكبير اللي يشهدو الميدان الطبي في تونس انهم : السرطان , السيدا , البوصفير بانواعه الثلاث , العجز الجنسي العقم … كلها ولات امراض من الماضي , امراض بسيطة , و علاجها اسهل من شربة ماء .

 

ملاحظة بسيطة اننا في بودورو كنا طالبنا في وقت سابق بوقف المهزلة و تتبع الدجالين و العرافين والمشعوذين , لكن بعد مراقبة تطور السوق الطبية الموازية و الازدهار الكبير اللي يشهدو القطاع موش في بلادنا فقط و لكن في كافة البلدان العربية و على القنوات الفضائية فإننا – ومن منطلق تشجيع الانتاج المحلي و النهوض بالاقتصاد الوطني و صموده في وجه تحديات عولمة الاسواق والمنافسة الخارجية – نحيي الصحافة الوطنية (و خاصة الاعلان صحيفة العرافين) على مجهوداتها ونقترحو عليهم اسقاط المعاليم الاشهارية على هذه المقالات لمساعدة الاطباء التوانسة على التحكم في التكاليف.

 

الصورة اللي لفوق هي لطبيبة سيدي الهاني اللي تعتبر مجددة في ميدانها حيث انها تداوي بالله وربي(؟) و محمد و الأولياء الصالحين للي توصل للزبيبة و الخيط .

 

الصورة من صحيفة الإعلان ليوم الجمعة 30 نوفمبر 2007 يمكن مشاهدتها على الرابط التالي:

http://boudourou.blogspot.com/2007/12/blog-post.html

 


في الذكرى الأولى لاستشهاد القائد الرمز صدام حسين

هذا زمن فيه يقاس الرجال بالمحن .في هذا الزمن الغبي يعيش الأغبياء  و يخصى الفحول . يعيش الحر يتلظى بنار الظلم يطارد العسس والحراس بكل عزيمة واقتدار. يشتبك مع العدو كرا وفرا مقبلا مدبرا حتى إذا ما أعياه القدر استعان بالقليل من الصبر  وبالكثير من الصمود . يعانق الجبال في شموخها طلبا للحرية وانتصارا للشهادة في زمن الموت . يعيش الأبطال محنهم وهم امة يتماهون مع ما تحياه أمتهم من ظلم وحصار واستعمار واستيطان . يحيون زمانهم وهم يتجرعون الألم والأسى من اجل الغد الأفضل للشعب  الحر في الوطن الحر . هكذا كان قدر الأبطال في التاريخ  القديم والمعاصر يذوبون كالشموع من اجل اضائة الدروب للشعب الذي يصنع مستقبله بكل  حرية واستقلال. هكذا كان مصير القادة التاريخيين مثل عبد الناصر ونهرو وغاندي وتيتو ولينين وتشي قيفارا وعمر المختار وعبدالكريم الخطابي وفرحات حشاد . وها هو البطل والرمز الشهيد صدام حسين رحمه الله ليس علينا ببعيد إذ نحيي اليوم الذكرى الأولى لاستشهاده في الاغتيال السياسي القذر الذي قام به الأمريكان والانكليز والصهاينة بتواطىء مكشوف  من الأزلام المنصبين بالعراق .لقد تبين الخط الأبيض من الخط الأسود زمن الجريمة النكراء الذي هلل له الطائفيون الصفو يون الجدد . لقد تبين بالفعل لا بالكلام مدى الالتقاء الموضوعي بين أمريكا وإيران في تصفية احد أبطال المقاومة العربية في هذا القرن  . فلازلنا نذكر زبانية النظام الحاكم في إيران  كيف يهللون ويصفقون لإعدام الشهيد البطل صدام حسين . ففي شوارع بغداد وشوارع طهران عمت الفرحة أوساط الطائفيين الذين أبوا إلا أن ينفذوا وصية شارون وبوش في الإعدام يوم عيد الأضحى المبارك تأجيجا لنار الفتنة بين المسلمين  وتأكيدا للدور القذر الذي لعبه العملاء قبل وبعد العدوان على العراق واحتلاله .هكذا كان دور الصفويين الجدد في تحالف موضوعي مع الامبريالية الأمريكية لضرب قوة العراق الصامد وتدمير مشروع بناء الاستقلال التكنولوجي المدني والعسكري . فادخلوا  من جديد النعرة الطائفية والمذهبية والعرقية التي ذهبت بدون رجعة لتقسيم العراق وكان ذلك واضحا في ما يسمونه بتجديد الدستور وفي فرق الموت التي زرعت الرعب والدمار في شعبنا الصامد بالعراق . إلا أن المقاومة الوطنية الباسلة سفهت أحلام الطامعين من طائفيين وأمريكان وصهاينة  ورجعية عربية التي اعترفت بكل مانتج عن الاحتلال من اعتراف بالحكومة المنصبة إلى حد نعت المقاومة المشروعة  بالإرهاب. وها هي أمريكا تغرق في المستنقع العراقي  . وهاهم جنود أمريكا ينتحر ون على أسوار بغداد كما قالها لهم الشهيد الرمز صدام حسين وهو يقاوم عدوانهم .  كان عيد الأضحى في السنة الماضية وسيظل يسجل الخزي والعار للعملاء منفذي مشروعه الطائفي في التقسيم والفتنة . وسيذكر بكل عزة وكبرياء صمود  الشهيد الرمز صدام حسين الذي وقف مستحقرا أعداءه وهو كالنخل شامخ يستقبل حبل المشنقة  . ذكرنا بوقفة شيخ المجاهدين عمر المختار وهو يستقبل حبل المشنقة زمن الاستعمار الايطالي لليبيا . ولا يفوتني وانأ أتذكر وقفة الشهيد الرمز صدام حسين أن اثني على الثالوث الصامد بغضبه الجائع محمد المومني ومعز الزغلامي وعلي جلولي وقد دخلوا شهرهم الثاني وهم في إضراب الجوع من اجل حقهم الشرعي في الرجوع لعملهم الذين اطردوا منه تعسفا وظلما . فها هم الفرسان الشبان الثلاثة يحيون عيد الأضحى على طريقتهم في النضال من اجل حياة كريمة  . في العيد الفارط  ذكرنا الشهيد الرمز صدام حسين الوقفة الشجاعة  بكل إيمان  في حبل المشنقة كما وقفها الشيخ عمر المختار وفي هذا العيد يذكرنا الإخوة المضربين عن الطعام بوقفتهم المناضلة ضد سياسة الجوع والحرمان التي تكرسها اختيارات النظام القائم .إن النضال في سبيل تحرير الأمة  لا يقل شانا عن النضال الاجتماعي من اجل الحق في الشغل كما انه لا يقل شانا عن النضال في سبيل الكلمة الحرة والإعلام الحر. إن معركة الحرية لا تتجزأ بل إنها تتكامل وتلتقي في الجوهر لتنجز مهمة التحرير الكامل من الاستعمار والاستبداد والقهر السياسي والظلم  الاجتماعي والاستغلال الطبقي  . النفطي حولة


صدام حسين في ذكري رحيله

 

عبد الباري عطوان

 

اعترف، وربما يكون اعترافي هذا مفاجأة للكثيرين، بأنني لم اقابل الرئيس الراحل صدام حسين مطلقا، رغم انه وجه الي العديد من الدعوات الشخصية، حملها الي مبعوثون وسفراء، كانت آخرها قبل الغزو الامريكي الاخير للعراق ببضعة اشهر.

لم اقبل الدعوات هذه لعدة اسباب ابرزها ان هذه الصحيفة التي اتشرف برئاسة تحريرها، والعمل مع نخبة من الشرفاء العاملين فيها، كانت متهمة بتلقي الدعم المالي من الرئيس العراقي، لانها كانت الي جانب بضعة صحف اخري تعد علي اصابع اليد الواحدة، التي تنبهت الي المؤامرة الامريكية ضد العراق والامة العربية مبكرا، اي منذ ان جري استخدام الكويت كمصيدة او طعم لاستفزاز العراق، حتي ان الدكتور احمد الربعي، الذي نتمني له الشفاء العاجل، تنبأ بان لا تستمر هذه الصحيفة يوما واحدا بعد الاطاحة بالنظام العراقي.

فالذهاب الي بغداد والظهور في التلفزيون الرسمي مصافحا او معانقا للرئيس العراقي كان سيصب في مصلحة الحملات الاعلامية الضخمة والشرسة التي شيطنت النظام العراقي ورئيسه، ورصدت لها الولايات المتحدة اكثر من ملياري دولار، وكانت هذه الصحيفة، ومعظم العاملين فيها، هدفا مباشرا لها.

السبب الآخر الذي جعلني اتردد في الذهاب الي بغداد، هو تدفق جيش من الانتهازيين، والباحثين عن دور، اليها في ذلك الوقت، وهذا لا يعني ان هناك عروبيين حقيقيين هرعوا للتضامن مع الشعب العراقي وادانة الحصار المفروض عليه، ولم يظهر اسم اي من هؤلاء ضمن قوائم المنتفعين من كوبونات النفط، وان كنا لا نري ضيرا من اخذ هذه الكوبونات، فمن العار ان يدان هؤلاء الذين وقفوا مع نظام محاصر رفض التطبيع مع اسرائيل وانحاز الي قضايا الأمة، وحافظ علي عروبة العراق وهويته الوطنية، بينما يحظي من كانوا علي قوائم المخابرات المركزية الامريكية، ويرتزقون من اموالها، ويتآمرون ضد وطنهم بالتكريم والاشادة.

رفضت الذهاب الي بغداد حتي نكتب هذا الكلام وغيره بحرية مطلقة، وبراحة ضمير، وحتي يكون موقفنا مع شعب عربي عزيز محاصر غير نابع من مصلحة، او بناء علي علاقة شخصية او حزبية، منزها من اي شبهة، وخالصا لوجه الله وهذه الامة العريقة.

اربعة مواقف رئيسية تحتم هذه المناسبة، مناسبة ذكري رحيل الرئيس صدام ان اسردها هنا للتاريخ وإبراء للذمة، ولإطلاع القاريء الذي هو دائما بوصلتنا التي لا تخطيء مطلقا:

% اولا: لم اقف مع النظام العراقي اثناء حربه الاولي ضد ايران وثورتها الاسلامية، لانني كنت علي قناعة راسخة بانها كانت فتنة اوقعنا فيها الامريكان من اجل اضعاف الجانبين العربي والايراني، وكنت من بين القلة القليلة التي لم تتدفق علي المركز الثقافي العراقي في لندن الذي كان يديره الزميل سعد البزاز في حينها، للمشاركة في برامج تلفزيونية تشيد بقادسية صدام، وتحظي بـ المباركة في اشكال متعددة من بينها رحلات علي الدرجة الاولي الي بغداد.

% ثانيا: بعد الاعلان عن المحاولة المزعومة لاغتيال الرئيس جورج بوش الاب اثناء زيارته الي الكويت، والقصف الامريكي العنيف الذي تبعها بساعات قليلة للعاصمة العراقية وراح ضحيته المئات من الابرياء من بينهم الفنانة العراقية البارزة ليلي العطار، اتصل بي الشيخ ناصر المنقور السفير السعودي الاسبق في لندن، وهو من الشخصيات الوطنية العربية المعروفة، وكان قد ابعد من منصبه لانه لم يؤيد سياسة بلاده الداعمة للحرب الاولي علي العراق تحت عنوان تحرير الكويت ، اتصل بي من ماربيا حيث كان يقيم متقاعدا، وقال لي ان المحطات التلفزيونية الامريكية والبريطانية ستتصل بك للتعليق علي الهجوم، فقل لهم كيف تصدرون الحكم، وتنفذونه، وتقتلون مئات الابرياء، دون ان تبدأ التحقيقات، ودون ان تعلن الكويت نفسها التي من المفترض ان تكون الجريمة قد وقعت علي ارضها، القاء القبض علي اي منهم، ودون ان توجه اي اتهام للعراق او غيره. قل لهم، والكلام للمنقور، كيف يفعلون ذلك وهم الذين يتحدثون عن الديمقراطية والقضاء المستقل واحترام حقوق الانسان.

فعلا.. بعد برهة من هذه المكالمة اتصلت بي محطة سي. ان. ان للمشاركة في برنامج مباشر عن القصف، وكان ندي فيه شخصية سياسية امريكية كبيرة نسيت اسمها، وقلت ما قاله لي الشيخ المنقور حرفيا، وزدت عليه الكثير من آرائي المعروفة بعاطفية وانفعال طالما سببت لي الكثير من المتاعب.

بعد اعوام نقل لي صديق رواية ذكرها السيد عزام الاحمد الذي كان سفيرا لفلسطين في العراق في حينها (رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي حاليا ووزير سابق)، تقول الرواية ان الرئيس صدام كان يتابع محطة سي. ان. ان والي جانبه السيد طارق عزيز (فك الله أسره) وشاهد البرنامج، والتفت الي السيد عزيز وقال له: هل هذا الشاب عراقي؟ فرد عليه بالنفي. وقال له انه فلسطيني مغترب يعيش في لندن، فقال صدام: هل هو من جماعتنا؟ ويقصد المنظمات الفلسطينية الموالية للعراق في حينها مثل جبهة التحرير العربية، فنفي السيد عزيز ان اكون كذلك، فقال صدام: هل نمول صحيفته هذه؟ فنفي ايضا وقال ان صحيفته لم تدخل العراق في تاريخها (دخلت بعد الاحتلال ويا للمفارقة). فخبط صدام علي الطاولة، وقال: طالما انه ليس منا ولا نمول صحيفته ويتخذ هذا الموقف، اذن نحن علي حق. وطلب من السيد عزيز ان ينقل للرئيس عرفات تقديره لهذا الموقف.

% ثالثا: بعد ايام من غزو العراق واحتلاله، واختفاء الرئيس صدام حسين، تشرفت بتلقي خمس رسائل بخط يده يخاطب فيها الشعب العراقي والأمة العربية، ويعلن انطلاق المقاومة للاحتلال التي خطط لها جيدا قبل عامين من الغزو، ودرب معظم كوادرها، وترك اكثر من خمسين مليون قطعة سلاح وملايين الاطنان من الذخائر.

نشرنا الرسائل تباعا في القدس العربي وانهالت علينا الاتهامات وحملات التشكيك من الجهات الاعلامية المعروفة، ولم تؤكد صدقية هذه الرسائل الا صحيفة الصنداي تايمز التي عرضتها علي خبير خطوط بريطاني، وقال انها فعلا كتبت بخط الرئيس صدام شخصيا، وما زلنا نحتفظ بنسخ منها مثلما وردت علي جهاز الفاكس الخاص بالصحيفة، وهو شرف كبير لنا.

% رابعا: بعد تنفيذ حكم الاعدام بالرئيس الراحل ببضعة ايام، وصلتني رسالة الكترونية من السيد ودود فوزي شمس الدين محامي الدفاع عن الرئيس صدام، يقول فيها ان الرئيس الشهيد الذي التقاه قبل ساعات من استشهاده لأخذ متعلقاته بعد استدعائه من قبل سلطات الاحتلال الامريكية، حمّله رسالة يريد ايصالها لي شخصيا، ويطلب مني ان اتصل به هاتفيا علي رقم معين في العاصمة الاردنية عمان حتي اتسلمها.

اتصلت بالسيد ودود فأبلغني انه التقي الرئيس الشهيد لاكثر من ثلاث ساعات وطلب منه ان يتصل بي هاتفيا ويبلغني انه ممتن جدا لكل مواقفي الداعمة للعراق وشعبه في مواجهة العدوان الامريكي، ويري ان امة فيها شرفاء مثلي لن تهزم ابدا .

اعترف بانني تأثرت كثيرا بهذه الرسالة، وانهمرت دموعي بشكل عفوي، وانا الذي لم ابك عندما توفي والدي، وازددت تأثرا عندما ابلغني السيد ودود، وهو حي يرزق، ان الرئيس الشهيد شدد عليه وهو يصافحه مودعا علي ايصال هذه الرسالة في اسرع وقت ممكن.

بعد عام علي رحيله، وخمسة اعوام تقريبا علي احتلال العراق، نري عراقا ممزقا محتلا، تحول كله الي مقبرة جماعية تحكمه الميليشيات الطائفية وفرق الموت، ويجثم علي ترابه اكثر من مئة وسبعين الف جندي امريكي.

الدكتور احمد الجلبي أحد ابرز المحرضين علي غزو العراق، واحد ابرز المحتفلين بلحظة التحرير، اعترف امس في حديث مع الزميلة الشرق الاوسط بان القوات الامريكية تحولت من قوات تحرير الي قوات احتلال.

بالمناسبة ارسل اليّ الدكتور الجلبي قبل ثلاثة اعوام مساعده السيد انتفاض قنبر الذي زارنا في مقر الصحيفة يحمل رسالة تقول انهم وظفوا اكثر من عشرة اشخاص، وبحثوا في كل وثائق المخابرات العراقية لعلهم يجدون ورقة او قصاصة تؤكد صلتنا بنظام صدام ولكنهم لم يعثروا علي شيء، ولذا وجب الاعتذار. هكذا قال السيد قنبر وعرض التعاون معنا، وترك ارقام هاتفه في المنطقة الخضراء ولم نتصل به ولم يتصل بنا من حينها.

مليون ونصل المليون عراقي استشهدوا منذ تحرير العراق، وخمسة ملايين تشردوا، ثلاثة ملايين منهم في الداخل، بسبب مجازر فرق الموت، وعمليات التطهير العرقي التي ما زالت مستمرة حتي يومنا هذا، ولا يتحدث عنها احد للأسف، خاصة اولئك الذين ساهموا في عمليات شيطنة النظام السابق تنفيذا لمهمات امريكية.

خمسون امرأة تعرضن للاعدام في البصرة مدينة النور، بعضهن مع اطفالهن، لانهن لم يرتدين غطاء الرأس، او من طائفة او دين مختلف، وقصص التفريق بين ازواج بسبب اختلاف المذهب في (العراق الجديد) تستعصي علي الاحصاء.

العراقي بات يحتاج الي فيزا لزيارة اربيل والسليمانية، واذا حصل عليها بعد رشاوي ووساطات، فانه مضطر للبحث عن كفيل كردي حتي يسمح له بالاقامة لبضعة اشهر. ولن يكون مفاجئا اذا ما قرأنا او سمعنا ان ابن بغداد يحتاج الي تصريح عمل في البصرة، وتأشيرة دخول الي الموصل في المستقبل القريب.

صدام حسين بني قصورا، ولكنها بقيت للعراق مثل قصور الملك فاروق واهرام الفراعنة في مصر، وارتكب تجاوزات، وربما استخدم اسلحة كيماوية في حلبجة، ومارست اجهزته التعذيب ضد معارضي نظامه، وانتهك حقوق الانسان وهي كلها افعال مدانة، ولكن هل قدم لنا حكام العراق الجديد البديل الافضل؟ الم ترتكب حكومة المالكي مجزرة ضد جند السماء في النجف؟ الم تمارس وزارة داخلية بيان جبر التعذيب في أقبيتها ومعتقلاتها؟ ألم ترتكب القوات الامريكية (المتحضرة) ابشع انواع التعذيب في سجن ابو غريب، والفسفور الابيض في القائم والفلوجة؟

عراق صدام حسين لم يكن ديمقراطيا دون ادني شك، ولكن هل عراق اليوم ديمقراطي؟ اليس العراق هو اكثر بلدان العالم فسادا حسب تقارير منظمة الشفافية الدولية؟ وهي ليست بعثية علي اي حال، ومن لا يصدق تقارير سرقة خمسين مليار دولار من العراق الجديد، فعليه ان يحضر الي لندن ليري اين ذهبت هذه الاموال وكيف ينفقها فرسان التحرير.

المعارضون العراقيون، والاسلاميون منهم علي وجه الخصوص، كانوا يقولون في ادبياتهم ان صدام حسين عميل للامريكان، وانه وصل الي الحكم عبر انقلاب دعمته المخابرات الامريكية. تري كيف وصل السيد عبد العزيز الحكيم والجعفري والجلبي والمالكي وعادل عبد المهدي وغيرهم الي الحكم؟ هل وصلوا علي ظهر دبابة اسلامية؟

الرئيس صدام حسين لم يترك ارصدة سرية في سويسرا، ولا قصورا في اوروبا، ولا يخوتا فخمة في جنوب فرنسا، ويكفي ان اسرته تعيش علي الصدقات في اليمن وقطر والاردن وليبيا، صدقات وعطف الانظمة الحاكمة فيها، بينما يلعب ابناء حكام العراق الجديد بالمليارات من عوائد الفساد والنفط المهرب والصفقات المشبوهة، واموال المخابرات الامريكية.

الرئيس صدام حسين، وفي مثل هذا اليوم، لم يذهب الي حبل المشنقة شامخا مرفوع الرأس بكل شجاعة واباء فقط، وانما ذهب الي صفحات التاريخ كزعيم عربي رفض ان ينحني لأعداء الامة، وانحاز الي الشعوب وكرامتها، وكانت آخر كلماته بعد الشهادتين تتغني بمجد الأمة وعروبة فلسطين.

اخيرا.. احد الذين كانوا في المعسكر الآخر، واعترف بخطأ موقفه عندما زار بغداد واقام في المنطقة الخضراء لانه نُصح بعدم زيارة اهله وأسرته خارجها، لأسباب امنية، سألني: كيف حسبتموها صح؟ فكل ما قلتموه ثبتت صدقيته. قلت له لاننا لم نكن طائفيين ابدا، ولأننا انحزنا الي الامة وقيمها واخلاقها وتعلمنا من تاريخها، ووقفنا في خندقها.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 ديسمبر 2007).

 


العرب و الحاجة إلى تأصيل فقه العلمانية والديموقراطية

توفيق المديني * يعاني العالم العربي من التأخر التاريخي، ومن التخلف الشديد، والتجزئة، ومن بقايا الإقطاع والقبلية والطائفية، ومخلفات القرون الوسطى، والإقليمية، والاستبداد، والتمييز الطبقي الحاد، وهيمنة الاستعمار الجديد ، وهو تابع أو شبه تابع في مجمله، ويعيش في مرحلة ما قبل الاندماج القومي. ولذلك فإن الثورة الديموقراطية لم تنجز فيه لا في العهد الكولونيالي، ولا في عهد الاستقلال السياسي، وهذا ما يجعل المسألة الديموقراطية ركناً أساسياً في المشروع الديموقراطي النهضوي. كما أن المسألة الديموقراطية في العالم العربي أكثر تعقيداً منها في أوروبا القرن الثامن عشر، أو التاسع عشر. ففي أوروبا كان إنجاز الثورة الديموقراطية يتطلب الإطاحة بسلطة الإقطاع والكنيسة المتحالفين. وكانت هذه مهمة البرجوازية الغربية الظافرة التي تحالفت مع الطبقات الأخرى من الفلاحين والعمال. وقد فرض انتصار البرجوازية الرأسمالية والصناعية على الكنيسة في الغرب فصل ذروتي السيادة العليا (أي الدين ممثلاً بالكنيسة المسيحية)، والسلطة السياسية، أي فصل الكنيسة عن الدولة، وتحرير الدولة من هيمنة النظام العقائدي الديني الذي أصبح معيقاً للحداثة والتقدم وغير محتمل وغير مقبول في معارضة النظام المعرفي الجديد المنافس الذي شكلته البرجوازية كطبقة صاعدة في أوروبا. وترافق مع خروج الغرب من النظام الرمزي الديني بوساطة الثورة العنيفة، وصعود البرجوازية، وصعود السلطة الروحية الجديدة: أي العلمانية (بحسب تعبير بول بينيشو). وهي (أي العلمانية) أولاً وقبل كل شيء احدى مكتسبات وفتوحات الروح البشرية. وهي ثانياً موقف للروح البشرية أمام المعرفة التي تناضل من أجل امتلاك الحقيقة أو التوصل الى الحقيقة، إنه موقف يحاول أن يكون منفتحاً وحراً الى أقصى حد ممكن تسمح به الشروط السياسية والاجتماعية، وأيضاً التقدم المنهجي والمعرفي والتقني السائد في عصر محدد، ومجتمع محدد، بحسب تعريف محمد أركون. لا شك أن العلمانية بما تعنيه فصل الكنيسة عن الدولة، قد شكلت قطيعة معرفية ومنهجية ونفسية كبرى مع التصور الديني القروسطي للحياة والعالم في تاريخ أوروبا، وتعتبر أهم منجزات الثورة الديموقراطية في الغرب، لأنها عبرت بالدرجة الأولى عن الصراع والمجابهة بين العقل المسيحي الذي يدافع عن النظام الثقافي والمعرفي القديم، وبين العقل العلمي الذي يؤسس لنظام ثقافي ومعرفي جديد، والذي تُوج بانتصار هذا الأخير، وتحقيق القطيعة داخل آلية عمل العقل الغربي نفسه، أولاً. وعن الصراع بين الفضاء الديني والفضاء الفكري والعقلي ثانياً. وبين مفهومين فلسفيين للمعرفة القائمة على الإيمان الديني، والمعرفة القائمة على الحداثة الفكرية والعقلية، والعمل التاريخي السياسي المرتبطة بهما، ثالثاً. وبين رؤيتين متناقضتين حول مصدر حقوق الإنسان والمواطن، الرؤية التي تقدمها التعاليم الدينية التي تطرح أولاً حقوق الله، وما على الإنسان إلا تقديم الطاعة والامتثال للسيادة العليا، باعتباره مديناً لها في سياق تواصل العلاقة الروحية القائمة بين الإنسان والله، حيث إن مفهوم الإنسان كشخص بشري في هذه الحال وحدة لا تتجزأ بين بعده الروحي الوجداني، وبعده الدنيوي الوضعي السياسي المدني، ويتفوق على مفهوم المواطن، وبين الرؤية العقلية التي تعترف بحقوق الإنسان والمواطن أولاً كما جاء ذلك في الإعلان الشهير الصادر عن الثورة الفرنسية عام 1789، والتي تقر بالمساواة السياسية والحقوقية بين جميع المواطنين في حقل المواطنة، ودولة القانون وأمام مؤسساتها، التي تضمن وتكفل حقوق المواطن في حياته المدنية والسياسية، بصرف النظر عن صلته وانتمائه الديني أو المذهبي أو العرقي أو الاجتماعي، حيث لا يجوز القبول بأي تمييز في الحقوق المدنية بسبب المعتقدات الدينية، إذ إن كل إنسان مواطن يمتلك الحرية الكاملة في الانتماء للدين الذي يريده، أو في عدم الاعتراف بأي دين، رابعاً. ولهذا، فإن التحرر السياسي للدولة من الدين، أي تحررها من ذروة السيادة العليا التي كانت تخلع القدسية والمشروعية على هذه الدولة، وكذلك التحرر السياسي للإنسان من الدين، يمثل انتقال الدين من ميدان الحق العام الى ميدان الحق الخاص، لكي يأخذ شكل قضية فردية خاصة محضة. ولأن هذا التحرر السياسي هو حق يتعلق بالإنسان الواقعي، الفرد، مواطن الدولة، ومقياس لحريته، لا في الأفكار والمعتقدات أياً كانت طبيعتها، وإنما أيضاً في الحياة الواقعية، حيث يعيش الإنسان حياة مزدوجة، سماوية وأرضية، حياة في الدولة السياسية باعتباره كائناً اجتماعياً، وحياة في المجتمع المدني، باعتباره فرداً خاصاً، ولأن عملية الانتقال هذه، هي التي ستشكل ولادة العلمانية للدولة السياسية من ناحية، وللمجتمع المدني من ناحية أخرى. إن مبدأ العلمانية الذي سيتأسس عليه المجتمع المدني، والدولة السياسية سواء بسواء، هو موقف للروح إزاء قضايا الوجود وقضايا العمل، قبل كونها نظاماً سياسياً يقضي على التدين الفعلي لجماهير الشعب المتدينة، مثلما لا تعني العلمانية الإلحاد، وكما قلنا تسعى الى التقليل من شأن الدين، أو القضاء عليه، بل تحترم حرية المعتقد للشعب. ومن هذا المنظار، تصبح العلمانية روح المجتمع المدني، ولا يمكن تحقيقها الا في درجة جذرية من انفصال الدين عن الدولة، وبالقدر الذي تبرز به الدرجة المعينة من تطور الروح البشرية للإنسان، حيث إن التحرر السياسي هو التعبير عنها، لكي تبني نفسها به في شكل دنيوي. وهذا لا يمكن حدوثه الا في ظل سيادة العقلانية، واستقلال المجتمع المدني عن السلطة الدينية، واستقلال السلطة الدينية عن السلطة الزمنية، والعلمانية عن الظلامية، وفي ظل سيادة الدولة الديموقراطية الحديثة المعاصرة، حيث ان كل إنسان مطلق بمفرده، مؤمناً كان أم متديناً متعصباً لدينه أم ملحداً، ظلامياً أم عقلانياً، يكون فيها كائناً نوعياً سائداً. ولكن تحرر الدولة الديموقراطية في الغرب من ذروة السيادة العليا الدينية، وسيادة النموذج الديموقراطي للحكم منذ القرن التاسع عشر القائم على حق التصويت العام، الذي حل محل وظيفة مديونية المعنى المستمد من الرأسمال الرمزي المرتبط بنظام الميثاق الديني، جعل العلمانية في الغرب مقطوعة عن كل علاقة بالبعد الديني، وقادت الى بناء مجتمع مدني تعددي يهيمن فيه نظام رمزي جديد أساسه حق الاقتراع العام، كإحدى خاصيات الديموقراطيات الكلاسيكية الغربية، وتحولت الى نوع من التمذهب الإيديولوجي كالأديان، حين فرضت تفسيراً اختزالياً للعالم ولتاريخ المجتمعات البشرية. ويحلل محمد أركون حاجة السلطة السياسية الى نوع من السيادة العليا بقوله: سواء كان المحيط الذي تمارس فيه السلطة دينيا او علمانياً، فإنها بحاجة الى ذروة السيادة العليا والمشروعية، ولا يمكن أن تنفصل عنها. والعلاقات الجدلية الكائنة بين السيادة العليا والسلطة السياسية تتغير وتتحول بحسب الأوساط الثقافية والتاريخية (أي بحسب المجتمعات البشرية). ولكنها تدلنا دائماً على استحالة الفصل الجذري بين العامل الديني بالمعنى الواسع للكلمة (أي ذروة السيادة العليا)، وبين العامل السياسي (أي ذروة السلطة السياسية). وقد كانت مسألة السيادة العليا محلولة طوال كل العصور الوسطى، حيث هيمن معطى الوحي واشتغل ومارس دوره بصفته مصدر كل حقيقة متعالية، ولكن بدءاً من اللحظة التي أخذ فيها حق التصويت العام يحل محل الوحي كمصدر للحقيقة والمشروعية، فإن سلطة الدولة قد أخذت تفرض طرائق شرعيتها الخاصة ومصادرها… فقد استمد الحكام مديونية المعنى طوال قرون عديدة من الوحي، وذلك في عالم المسيحية كما في عالم الإسلام. ويحاولون اليوم بكل قوة أن يستمدوه من حق التصويت العام. ولكن هذا الحق يتعرض باستمرار للضربات والصدمات التي تقلل من قيمته، وذلك من خلال الممارسة الفعلية للسلطة. ومديونية المعنى هذه هي الآن في طور النفاذ في النظام الديموقراطي في حين أنهم قد تخلوا بكل عنف ودون تفحص جاد عن مديونية المعنى التي تعبر عن نفسها في معطى الوحي. لقد قرروا فجأة بأن هذه المديونية صالحة فقط للشعوب البدائية ولا تليق بالناس الحضاريين. لا يمكن أن تبني الدولة الديموقراطية الديموقراطية في العالم العربي ، من دون احترام حقوق الإنسان، وهي جزئياً الحقوق السياسية، ومضمونها يكمن في المشاركة السياسية في الدولة.ومن هذا المنظار، فهي تدخل في مقولة الحرية السياسية، وحقوق الإنسان هي حقوق عضو المجتمع المدني المتحرر سياسياً. أما مرتكزات إعلان حقوق الإنسان، فتتمثل في المساواة السياسية والقانونية، والحرية، والملكية الخاصة. وتشكل الحرية الفردية، والحريات العامة، أساس المجتمع المدني. إن المجتمع المدني بهياكله الاقتصادية، وانقساماته الطبقية، والفئوية، وتبايناته الاجتماعية، وتكويناته السياسية والنقابية الذي تحكمه مبادئ المواطنة، والمساواة السياسية والقانونية، والحرية، والملكية الخاصة، والمشاركة السياسية للشعب من خلال الانتخابات الاشتراعية، والرئاسية، والبلدية، والمحلية، لانتخاب الممثلين عنه للاضطلاع بأعباء السلطة في الدولة الديموقراطية، باعتبار أن الشعب أو الأمة، هو مصدر السلطات الذي لا يتحقق كمبدأ الا في ظل سيادة الديموقراطية، بوصفها أيضاً المساحة التي يتقاطع فيها المجتمع المدني مع الدولة، فإن هذا المجتمع المدني عينه، هو مجتمع الاختلاف والتعدد، والتعارض، والتناقش داخل بنيانه وهياكله الاجتماعية والسياسية. إن الاختلاف، والتعدد، والتعارض، والتناقض، صفات جوهرية متأصلة في الأفراد، والجماعات، والطبقات والشرائح الاجتماعية المختلفة، والأمم، والدول، والشعوب، والحضارات، وهي جميعها كظاهرات متأسسة بعضها على البعض الآخر في علاقة ديالكتيكية، تشكل قانون التغيير، والتطور والتقدم في حركة التاريخ بوجه عام، وتاريخ الديناميات الداخلية للمجتمع المدني بوجه خاص. فالاختلاف والتعدد والتعارض والتناقض للأنا مع الآخر، حسب مقولة الديالكتيك، هي هوية المعرفة، والمنطق، هي وحدة الأنا مع الآخر الديالكتيكية في هوية واحدة. فليست حقيقة الأنا انه في هوية مع نفسه، أو مختلف مع نفسه، أو أنه مختلف مع غيره، وإنما يشتمل على آخر هو ما هيته. لهذا كله نقول أن تكوينات المجتمع المدني ومؤسساته، من أحزاب سياسية، ونقابات، ومجلس نيابي وصحافة، ووسائل إعلام، قائمة في وجوده المعين، على الاختلاف، والتعدد، والتعارض، والتناقض، بهذا تكون ماهية المجتمع المدني انعكاساً في الآخر، وفي وارتباطه الصميم بغيره من مقولات الاختلاف والتعدد، والتعارض، والتناقض، ومن هنا كان هذا الأساس هو الماهية الداخلية للمجتمع المدني، على نقيض النزعات الدكتاتورية، والتوتاليتارية، والفاشية، والظلامية. كما أن تعيينات المجتمع المدني تتحدد في الأمور التالية: إن المجتمع المدني قائم على الحق أي حق الإنسان الواقعي، وعلى مبدأ العقلانية والواقعية في العلاقات الاجتماعية والسياسية. والمجتمع المدني بهذا المعني، هو المجتمع الحديث المتناقض جذرياً مع المجتمع التقليدي المتأخر تاريخياً، باعتبار هذا المجتمع المدني نزّاعاً باستمرار وعلى الدوام الى مواكبة العصر، والمعاصرة في العالم، أو “المزامنة العالمية”، أي انه تسود فيه ديناميكية وروح التغيير والتجديد والإبداع في تناقض كلي مع نمط المجتمع التقليدي المتمحور على الماضي. * كاتب من تونس

(المصدر: صحيفة أوان الكويتية(رئيس تحريرها د.محمد الرميحي)الأربعاء, 19 ديسمبر 2007)


بين باريس وواشنطن: مصير الحلف الأطلسي

د. أحمد القديدي (*)   

 

هل بالفعل تغيرت طبيعة العلاقات الفرنسية الأمريكية بصورة جذرية منذ اعتلاء نيكولا ساركوزي عرش الايليزيه؟ وهل في حالة احتمال تغيرها سينعكس ذلك سلبا على أداء حلف شمال الأطلسي وتماسك أركانه خاصة والحلف يخوض حربا غير معلنة في أفغانستان ويستعد لاعادة النظر في ميثاقه ورسالته لأول مرة منذ تأسيسه يوم 17 مارس 1948؟ سؤالان مشروعان يترددان هذا الأسبوع لا على أعمدة الصحف وهرتزات الفضائيات ومواقع العنكبوت فحسب بل وأساسا على ألسنة خفية هامسة في دوائر القرار الأمريكي والأوروبي وقيادات الأركان ومراكز البحوث الاستراتيجية في العالم.

 

وليس الأمر مجرد مواقف مزاجية للرئيسين بوش وساركوزي لأنهما اليوم في موقعين متضادين أمام التاريخ ، فالرئيس بوش يحزم حقائب المغادرة ليستقل سيارة الليموزين العائلية في نوفمبر 2008 مودعا البيت الأبيض راجعا إلى مزرعة العائلة بتكسس، بينما الرئيس ساركوزي يفتح حقائب الوصول ويوظب ملابسه في دولاب قصر الايليزيه استعدادا لخمسة أعوام قادمة!

 

شهد الأسبوع الماضي في هذا المجال الأطلسي أحداثا واشارات مهمة لم تغفل عنها عيون المراقبين هنا في الغرب منها أن ساركوزي صرح مباشرة عقب زيارته الرسمية لواشنطن بأن باريس تساند بحماس مشروع انشاء قوة عسكرية أوروبية مشتركة وبأن هذه القوة لن تكون بديلا عن حلف شمال الأطلسي، وأضاف الرئيس الفرنسي بأنه كلما تعززت هذه القوة الأوروبية ازداد تعلق فرنسا بالحلف! وهذا التصريح أثار عدداً من التحليلات لخبراء عارفين بخفايا الدفاع الغربي ومن بينهم الصديقة والزميلة المتخصصة في قضايا الدفاع الاستراتيجي «كريستين بيار» التي كتبت في أسبوعية«نوفيل سوليداريتي» الباريسية تقول: ان ساركوزي يحاول أن يصالح شارل ديجول مؤسس عقيدة استقلالية فرنسا مع جورج واشنطن مؤسس الدولة الأمريكية، فقد أحيا ذكرى وفاة الجنرال ديجول يوم 9 نوفمبر الماضي أمام ضريح الجنرال بقرية «كولمبيه» ثم صرح في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس بوش في بيت جورج واشنطن ب«مونت فرنون» بأن باريس تريد استعادة قلب الولايات المتحدة بعد جفوة! وهذه الجفوة ـ تقول الزميلة كريستين بيار ـ هي العقيدة الديجولية ذاتها، فالرئيس شارل ديجول هو الذي قرر انسلاخ فرنسا عن الحلف الأطلسي عام 1966 في ثورة غضب شهيرة وخرج من الحلف في ضجة هزت أرجاء الجبهة الأمريكية الأوروبية بعنف وقتها، مما ترك الباب مفتوحا أمام الحلف الشيوعي المضاد والذي شكلته موسكو مع صديقاتها وهو حلف وارسو! ولم ترجع باريس إلى الحلف سوى بعد ثلاثين عاماً أي في 1996.

 

وتلاحظ الزميلة في نفس التحليل بأن ساركوزي في خطابه أمام الكونجرس حاول شرح هذا التناقض دون أن يقنع الخبراء رغم أنه نال تصفيق واعجاب البرلمانيين الأمريكان، فهو من جهة يصر على أن قوة دفاعية أوروبية أمر ضروري لكي تقوم فرنسا بواجباتها في البلقان والكونغو وربما غدا في السودان والتشاد! ومن جهة أخرى يعلن عن تعزيز وجود القوات الفرنسية في أفغانستان ضمن القيادة الأمريكية للحلف الأطلسي هناك!

 

وفي صحيفة «لوفيجارو» يكتب المحلل السياسي «ألن بارلويه» بحثا استراتيجيا حول نفس الموضوع، تحت عنوان «الامتحان الحقيقي للمصالحة الأمريكية الفرنسية يمر عبر الدفاع الأوروبي والمشاركة الفرنسية في حرب أفغانستان» يؤكد فيه صاحبه أن خطاب ساركوزي أمام أعضاء الكونجرس قطع مع توجهات الرؤساء الفرنسيين السابقين الذين كانوا يغذون عداء تقليديا تجاه واشنطن، هذا العداء الذي بلغ ذروته عام 2003 عندما رفضت باريس تحت رئاسة شيراك الدخول في حرب أمريكية ضد العراق، ويقول المحلل «بارلويه» إن ساركوزي أعاد للدبلوماسية الفرنسية سالف تحالفها التاريخي مع الشقيق الأمريكي الأكبر والذي امتد على مدى قرنين من الزمن، منذ مشاركة الجنرال الفرنسي «لافايات» في حرب استقلال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1778 وما بعدها إلى قيام الجيش الأمريكي بقيادة الجنرال «دوايت ايزنهاور» بتحرير فرنسا من الاحتلال النازي الألماني سنة 1944.

 

ويعتقد المحلل بأن مستقبل التعاطي الفرنسي والأوروبي عموما مع أزمة النووي الإيراني هو الذي يحدد هذه المواقف المتناقضة ويملي على الرئيس الفرنسي الجديد نوعا من الترقب وقراءة تطور تلك الأزمة بكثير من الحذر لأنه لا أحد في الواقع باستطاعته استشراف هذا المستقبل المجهول بثقة ويقين بالنظر إلى تشعباته وتقلباته. ففي الأسبوع الماضي وحده طرأت على الإدارة الأمريكية تقارير من مجموع أجهزة المخابرات تفيد عكس ما كان شبه مؤكد لدى الحكومات الغربية من نوايا إيران في برنامجها النووي!

 

هذا أهم ملف مطروح على الأمين العام الراهن للحلف السيد «جاب دي هوب شيفير» وهو يستعد لتنظيم مؤتمر الحلف بأعضائه الستة والعشرين الذين من بينهم كل دول أوروبا ما عدا قبرص ومالطا وصربيا وكذلك من بينهم أقدم الأعضاء وهي تركيا.

 

(*) رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس

 

(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 18 ديسمبر 2007)

 


 

تركيا : خطوة مهمة نحو الاستقرار

د. محمد نور الدين (*)

       

هل بدأ حزب العدالة والتنمية يحصد ثمار إمساكه بالسلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية ورئاسة الجمهورية؟

 

مناسبة طرح هذا السؤال هو تعيين رئيس جديد لمجلس التعليم العالي في تركيا يتعاطف مع حزب العدالة والتنمية ويؤيد إلغاء الحظر علي ارتداء الحجاب في الجامعات.

 

وقد يتساءل البعض خارج تركيا عن أهمية هذا المجلس لكي يتوقف المحلل عنده فيما هو شأن داخلي جدا .

 

في الواقع ان المعركة داخل تركيا بين توجهات حزب العدالة والتنمية وخصومه هي بين خيارات اساسية تعيد رسم حاضر ومستقبل تركيا في جميع المجالات فإذا كان من توافق علي بعض العناوين الرئيسية فهناك اختلاف علي تفاصيلها فكيف اذا كان الصراع علي العناوين الكبري حول طبيعة النظام والسياسة الخارجية؟حتي في الملف الكردي الأكثر جمعا، ربما بين الاتراك بدا الاختلاف واضحا في كيفية مقاربة هذا الملف بين الحكومة والمؤسسة العسكرية والقوميين المتشددين.

 

خاض حزب العدالة والتنمية معركة رئاسة الجمهورية حتي النفس الأخير وانتصر فيها. واذا كان رجب طيب اردوغان تراجع عن ترشيح نفسه للرئاسة إلا ان ضغوطات الجيش والمتشددين من العلمانيين لم تجعل الحزب يتخلي عن الاستمرار في ترشيح عبدالله غول للرئاسة وفوزه بها رغم التخويف من نتائج ذلك.

 

تنقسم السلطات في تركيا الي نوعين: مؤسسات منتخبة مثل البرلمان وناتجة عن البرلمان المنتخب مثل الحكومة ورئاسة الجمهورية من جهة ومؤسسات غير منتخبة مثل المؤسسة العسكرية والقضاء والمحكمة الدستورية ومجلس التعليم العالي من جهة أخري. ولعل نقطة التقاطع بين المؤسسات المنتخبة وتلك غير المنتخبة هي رئاسة الجمهورية. فرئيس الجمهورية يأتي بالانتخاب من جانب البرلمان لكنه يفتح في الوقت نفسه علي المؤسسات غير المنتخبة اذا يمتلك صلاحيات تعيين معظم رؤساء وأعضاء هذه المؤسسات.

 

من هذه المؤسسات المهمة غير المنتخبة مجلس التعليم العالي الذي يتحكم بقطاع مهم جدا من المجتمع هو القطاع الجامعي الذي هو عادة ساحة لتصفية الحسابات بين الاسلاميين والعلمانيين والليبراليين والمتسلطين. وفي هذه التصفيات ،غير الرياضية، تبرز مشكلة الحجاب حيث لمجلس التعليم العالي دور كبير في حسم هذه المسألة التي تقض مضاجع حزب العدالة والتنمية وتسبب له عقدة ذنب اذ انه يسيطر علي البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية وينال 47 من اصوات الناخبين ولكنه حتي الآن لم ينجح في الغاء الحظر علي ارتداء الحجاب داخل الجامعات.

 

وصول عبدالله غول الي الرئاسة كان خطوة مفصلية في مواجهة المؤسسات غير المنتخبة لكي تكون منسجمة مع المزاج الشعبي من دون ان يعني ذلك انتهاج سياسة الانتقام. فرغبة حزب العدالة والتنمية في حل مسألة الحجاب لا تعني تصفية الخصوم بقدر ما تعني نزع فتيل يوتر البلاد ويهدد الاستقرار خصوصا في ضوء كل استطلاعات الرأي التي تقول ان غالبية ساحقة من الشعب التركي بمن فيهم العلمانيون الي جانب حرية ارتداء الحجاب في الجامعات.

 

تعيين يوسف ضياء اوزجان في رئاسة مجلس التعيين العالي وهو المعروف بموقفه المؤيد لإلغاء الحظر علي الحجاب والغاء كل القيود علي الحريات وتفرغ الطلاب لدراستهم العلمية خطوة علي طريق الاستقرار.

 

اذا استطاع اوزجان بدعم من الرأي العام في اعادة المحجبات الي الجامعات يكون طوي صفحة بطعم « الدم والدمع » من تاريخ تركيا الحديث ولا سيما خلال العقدين الماضيين.وتركيا التي تمتلك كل مقومات ان تكون دولة قوية في محيطها الاقليمي والعالمي وفي الوقت نفسه وفية لتراثها وحداثتها معا، ستكون، اذا الغي حظر الحجاب، هي الرابح الأكبر من طي هذه الصفحة التي تحولت الي لطخة علي جبهتها.

ولا يكفي ان تمضي حكومة حزب العدالة والتنمية في تفكيك الألغام التي تعطل مسيرة الحداثة في تركيا « بالقطعة » فما يجب ان يستكمل هو اقرار دستور جديد يشكل مدخلا لتعطيل كل الألغام الأخري ومنها المسألة الكردية وحقوق الاقليات وكف يد الجيش عن التدخل في السياسة وتعميم الحريات والديمقراطية.

 

هذه هي تركيا التي يريدها معظم الأتراك والعرب والمسلمين والمشرقيين بلدا ومجتمعا يجمع بين الحداثة والهوية حين لم يحافظ احد علي هويته ولم ينجح أحد في الدخول الي حداثة حقيقية.

 

(*) أكاديمي وباحث لبناني متخصص في الشؤون التركية

 

(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 ديسمبر 2007)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.