عبدالله الــزواري:حصـــاد الأسبــوع
الوطنيون الديمقراطيون: النشرة الإلكترونية
صحيفة « القدس العربي » :وزير الدفاع التونسي يزور الصين لتعزيز التعاون العسكري
جريدة « الصباح »: 2000 من أطباء الممارسة الحرة يتعاقدون مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض
صحيفة « الحياة » :تونس تؤهل 3500 مصنع في لائحة للتحديث
بترا: توقيع برنامج للتعاون التربوي بين الاردن وتونس
صحيفة « الشرق الأوسط »:وزراء الخارجية المغاربيون يبحثون قريبا مشروع «المتوسطي»
صحيفة « الحياة » :مهرجان قرطاج ينكفئ… ويحرم جمهوره العروض المسرحية
علي شرطاني: حركة النهضة وهيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات:أي علاقة وإلى أين؟
عادل القادري : » الجمهورية الديمقراطية » والنظام شبه الرئاسي
أبو وليد: في الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية – خمسون سنة من التخريب بالجامعة التونسية
توفيق العياشي: ما كتبته عن » السقطات النضالية » ليس سوى النزر القليل
أبو أيمن :إلى متى… ؟؟ صيحة و إسلاماه
نصر الدّين بن حديد :بعد عام من العدوان الصهيوني على لبنان :السلاّم ـ الاستسلام ـ التسليم ـ السلامة
أبو الوليد التونسي: ردّ على ما جاء في رسالة الشيخ « هادي بريك » حول حكم مصافحة الرجل للمرأة الاجنبية
الهادي بريك:الإمام القرضاوي : آخر مجدد لآخر مائة.
أحمد الخميسي :زهور في حدائق جرداء
محمد مصطفى علوش: استراتيجية جديدة للأنظمة في احتواء الإسلاميين
د. محمد الحداد: الإسلام المتراجع (خواطر بعد مأساة المسجد الأحمر)
آمال موسى: سياسة الولادات القيصرية
توفيق المديني :عوائق بنيوية تحول دون تحقيق الوحدة الإفريقية
آمال موسى:تركيا.. الفرص العربية في حال فوز حزب العدالة والتنمية
علي العبد الله: تركيا وإسلامها السياسي: فشل الكمالية الداوي
إبراهيم بوعزّي: تحدي أردوغان يزيد شعبيته ويحرج المعارضة
موقع الجزيرة.نت:انضمام اليابان إلى المحكمة الجنائية الدولية
موقع الجزيرة.نت: جاك شيراك يقترب من دائرة الاتهام في قضية كليرستريم
رويترز: كوشنر: حماس لديها اتصالات بالقاعدة
رويترز: مصر تفتح مخيمات لإيواء آلاف الفلسطينيين العالقين بالعريش
صحيفة « الشرق »:بعد الفشل في تحقيق مهمتها …تعديل مهمة لجنة تقصي الحقائق إلى «دعم الحوار الفلسطيني»
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
قناة المستقلة تطلق برنامج « فضاء ديمقراطي » ظهر الأحد
برنامج أسبوعي عن أهم التطورات السياسية والإقتصادية
والسجالات الفكرية في الساحة التونسية
يبدأ بثه يوم الأحد في الواحدة بعد الظهر بتوقيت غرينيتش
تبث قناة المستقلة بداية من يوم الأحد، من الأسبوع الجاري، برنامجا أسبوعيا عن أهم التطورات السياسية والأقتصادية والسجالات الفكرية في الساحة السياسية التونسية.
اسم البرنامج: « فضاء ديمقراطي ».
يبث البرنامج في الواحدة بعد الظهر، يوم الأحد، بتوقيت غرينيتش، الثالثة بعد الظهر بتوقيت تونس الصيفي.
ثم يعاد بثه في نفس اليوم، الأحد، في الخامسة مساء بتوقيت غرينيتش، أي السابعة مساء بتوقيت تونس.
كما يعاد بثه مرة ثانية في نفس اليوم، الأحد، في التاسعة ليلا بتوقيت غرينيتش، الحادية عشرة ليلا بتوقيت تونس.
نرحب بتعليقات مشاهدينا في تونس خاصة، وفي بقية أنحاء العالم، وباقتراحاتهم للبرنامج، ونستقبل رسائلهم على البريد الألكتروني:
حصـــاد الأسبــوع / للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري
(المصدر: المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 19 جويلية 2007)
الوطنيون الديمقراطيون
أرض حرية كرامة وطنية
البريد الإلكتروني للوطد
الرفيق الشهيد الفاضل ساسي استشهد خلال انتفاضة جانفي 1984
يا عمال العالم وشعوبه وأممه المضطهدة اتحدوا
نضال المعلمين بالقصرين يواجه باعتداءات وحشية وشرسة من طرف قوات البوليس: عبد الواحد الحمري
في الذكرى 40 للنقابي أحمد التليلي ندوة نقابية بقفصة تتخللها شعارات نقابية احتجاجية تشنج القيادة النقابية
إحالة الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي محمد حليم وزميله سليم غريس على لجنة النظام الوطنية بالإتحاد العام التونسي للشغل.
إحالة 9 نقابيين من قفصة على لجنة النظام الوطنية يومي 21 و23 جويلية 2007
إحالة 7 نقابيين من قطاع الصحة بباجة على لجنة النظام الجهوية وتجميد عضوين منهم لمدة سنتين
نضال المعلمين بالقصرين يواجه باعتداءات وحشية وشرسة من قوات البوليس: عبد الواحد الحمري
تقديم النص: هيئة تحرير البريد الإلكتروني للوطد
ننشر هنا النص الأصلي الذي أرسله من القصرين المناضل النقابي عبد الواحد حمري لجريدة الشعب التي نشرته في عددها الصادر في 23 جوان 2007 حول أحداث القصرين. وقد قامت الجريدة بحذف جزء جوهري من النص الأصلي وتعويض كلمات البوليس بكلمة الأمن دون الرجوع لصاحب النص.
ونحن إذ نستغرب كيف تسمح صحيفة منظمة نقابية تحتوي لوائح مؤتمراتها على ضرورة الدفاع على الحريات العامة والفردية بما في ذلك حق التعبير لنفسها بصنصرة جزء من مقال نقابي والإمتناع عن نشر خبر الإعتداء على معلمي ونقابيي القصرين من طرف قوات البوليس في الصفحة الأولى، فإننا نطالب جريدة الإتحاد أن تنحاز لقضايا الشغالين وتمكن كل النقابيين من التعبير عن مواقفهم على صفحاتها.
النص الكامل لـلمقال وفيه نبرز باللون الأحمر الأجزاء التي حذفتها جريدة الشعب
تحول مدرسو ومدرسات التعليم الاساسي والهياكل النقابية وبعض النقابيين الى الادارة الجهوية للتعليم يوم 13 جوان 2007 علي الساعة الثانية بعد الزوال بأسلوب سلمي حضاري قصد تسليم المدير الجهوي لائحة احتجاج على القرار الانفرادي للوزارة فيما يخص حركة النقل فوجدوا أبواب الادارة مغلقة وأمامها حشد كبير من أعوان البوليس جزء منهم يرتدي زيا مدنيا والجزء الثاني زيا قتاليا على استعداد تام لممارسة العنف.
وأمام إصرار المدرسين وهياكلهم النقابية على تسليم اللائحة المذكورة اعلاه انقض أعوان البوليس على المدرسين بالسب والشتم والركل ثم بالضرب المبرح بواسطة العصي والهراوات وملاحقتهم حتى مقر الاتحاد الجهوي الذي يبعد قرابة مائة وخمسين مترا «150 م « عن مقر الادارة نتج عن هذا الاعتداء السافر اضرار مادية ومعنوية في صفوف رجال التعليم وبعض الهياكل النقابية بالجهة مما اثار استياء لدى كل النقابيين بالجهة.
اليوم الموالي 14 جوان 2007
وفي اليوم الموالي 14 جوان 2007 دعت الهياكل النقابية لقطاع التعليم الاساسي المدرسين الى اجتماع عام بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين قصد اطلاعهم على ما حدث والتعبير عن تمسكهم بتسليم لائحة الاحتجاج فكان هذا الاجتماع ناجحا بكل المقاييس من حيث حضور المدرسين والنقابيين بالجهة في حرم الاتحاد.
اثر ذلك تمت محاصرة الاتحاد والنقابيين بعدد كبير جدا من أعوان البوليس وكان المشهد مرعبا يوحي بمظهر خاله البعض قد انقضى للأبد وعند انقضاء الساعة الصفر قام أعوان البوليس بهجمة شرسة ووحشية على المتواجدين باستعمال كلّ الأساليب القمعية – عصي، هراوات، حجارة، … – وانتهكوا حرمة الاتحاد مما خلف عددا كبيرا من الضحايا في صفوف المدرسين والمدرسات والنقابيين نقل البعض منه الى المستشفى الجهوي بالقصرين على جناح السرعة والى المستشفى الجامعي بصفاقس نظرا لخطورة الاصابات التي تراوحت بين الجرح والكسر العادي والكسر المزدوج وكسر الجمجمة.
عنّف لأنه ابن معلم :
تمّ تعنيف تلميذ ذنبه الوحيد لأنه ابن معلم وذلك أمام مقر مركز البريد المقابل لمقر الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين بعد أن تعرف عليه أحد أعوان البوليس أنّه ابن معلم ممّا استوجب نقله للمستشفى، وكان هذا التلميذ أشجع من جلاديه.
اليوم الثالث 15 جوان 2007
في اليوم الثالث 15 جوان 2007 التأم بدار الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين تجمع عمالي كبير بكلّ المقاييس حضرته وفود نقابية مناضلة من كلّ الجهات تقريبا للمشاركة في هذه الملحمة النضالية لجهة القصرين كما حضره أربعة اعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد العام رفعت خلاله شعارات معبرة عن التمسك بالنهج النضالي داخل المنظمة وتدعيم ديمقراطيتها واستقلالها والاستعداد للدفاع عنها بكل الوسائل المشروعة والدفاع عن دماء النقابيين التي سالت بمقر الاتحاد . وفي نفس اليوم وتوازيا مع انعقاد هذا التجمع دخل عمال أعوان ديوان الأراضي الدولية بالقصرين في اضراب احتجاجي بساعتين دفاعا عن المنظمة النقابية وعن النقابيين ومنهم الكاتب العام لنقابتهم الاساسية الذي تعرض الى اعتداء همجي. وعلى هذا الاساس يتقدم نقابيو القصرين بتحية إكبار وتقدير لكل مناضل نقابي ساندهم ووقف الى جانبهم والى كل الجمعيات الديمقراطية والأحزاب المعارضة التي عبرت عن تنديدها وشجبها لهذا الاعتداء الذي استهدف المنظمة النقابية ومناضليها.
—————
في الذكرى 40 للنقابي أحمد التليلي ندوة نقابية بقفصة تتخللها شعارات نقابية احتجاجية تشنج القيادة النقابية
24 جوان 25 جوان 2007 قام النقابيون بإحياء الذكرى الأربعين للنقابي أحمد التليلي وبهذه المناسبة تم تنظيم ندوة نقابية بالإتحاد الجهوي بقفصة. وقد حضر إلى مقر الإتحاد الجهوي كلّ من الأمين العام للإتحاد للإتحاد العام التونسي للشغل و4 أعضاء من المكتب التنفيذي الوطني مع مجموعة من المدعووين من أعضاء وكتاب عامين الجامعات والنقابات العامة والإتحادات المحلية والنقابات الجهوية…
وقد كانت التظاهرة مناسبة رفع فيها النقابيون عديد الشعارات المتمسكة بمكاسب الشغالين وبثوابت الحركة النقابية كما رفعوا شعارات تعبر عن الإستياء الشديد من أداء القيادة النقابية وعدم تصديها للإعتداءات التي طالت عديد النقابيين يومي 13 و14 جوان 2007 وخاصة التي سلطت على المعلمين وممثليهم, وممارسة الضعط على القطاعات لتمرير اتفاقات هزيلة وذات مضامين تفريطية, مع منع الهيئات الإدارية القطاعية, والصمت تجاه تطبيقات ملف التـامين على المرض…
وأثناء الإفتتاح، قامت مجموعة من النقابيين برفع لافتتين تحملان شعارين يفيدان بتمسك المعلمين بمطالبهم وإدانة المركزية النقابية لتقصيرها في تبني هذه المطالب.
ثم رفعت شعارات تتمسك بمكاسب الشغالين وبثوابت العمل النقابي وخاصة باستقلالية المنظمة – اتحاد مستقل والشغيلة هي الكل…- وتشيد بدور المربي وتدعو إلى ضرورة احترامه – يا نظام يا جبان المدرس لا يهان…-
وقد تنوعت الشعارات نذكر منها بالخصوص مدرسة شعبية تعليم ديمقراطي ثقافة وطنية لتشتد لهجتها وترتفع وتيرتها عندما رفض الأمين العام مقترحا تقدم به الكاتب العام للإتحاد الجهوي عمارة العباسي يقضي بترتيب جلسة بين الأمين العام والنقابة الجهوية للتعليم الأساسي بقفصة.
نلفت انتباه النقابيين أن النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بقفصة طلبت رسميا من الإتحاد الجهوي بقفصة تنظيم لقاء لها مع الأمين العام بمناسبة قدومه لقفصة قبل يومين من انعقاد الندوة وجددت طلبها خلال افتتاح الندوة وقد قوبل طلبها بالرفض الشديد من الأمين العام الذي تصرف في حركة متشنجة بطريقة غير لائقة بقذفه بقوة للمصدح على الكاتب العام للإتحاد الجهوي.
ونتيجة للإستهانة بالنقابيين وبالحضور رفع المستاؤون شعار حركتنا مستمرة والدستوري على برة وحركتنا مستمرة والخائن على برة تلاها شعار يا تليلي قوم شوف الخيانة بالمكشوف.
وقد انسحب أعضاء المكتب التنفيذي بوزريبة شندول والزاهي وجراد من القاعة وبقي السحيمي.
وقد عادوا إلى القاعة بعد هفوت الشعارات بعض الشيء غير أن رفع الشعارات رجع من جديد مما حدى بأعضاء المركزية النقابية بمغادرة القاعة ومغادرة عبد السلام جراد للإتحاد وقطع بقية برنامج الزيارة.
———–
إحالة الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي محمد حليم وزميله سليم غريس على لجنة النظام الوطنية بالإتحاد العام التونسي للشغل.
قام المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل بإحالة كل من محمد حليم الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم الأساسي وسليم غريس عضو النقابة العامة المذكورة على اللجنة الوطنبة للنظام يوم الإثنين 9 جويلية 2007 وقد تاجل اجتماع اللجنة لأسباب غير معلومة.
وقد تجمع عدد هام من النقابيين يناهز الـ 150 قدموا من 14 جهة ويمثلون عديد القطاعات حيث تداول على الكلمة زهاء الـ 20 نقابيا أدانوا بشدة محاولة العودة إلى الأساليب التأديبية النقابية الزجرية باعتبارها لا تخدم غير مصلحة السلطة التي تتربص بالإتحاد وبالعمل النقابي وعرقلة القطاعات في مسيرة نضالاتها…
وقد تدخل نقابيين من قطاعات التعليم الأساسي والتعليم الثانوي والبنوك والفلاحة وغيرها…كما تدخل المناضل النقابي خالد الدلهومي الذي قدم من القصرين رغم وضعه الصحي معبرا عن إدانته لهذه العملية وداعيا النقابيين للتضامن والتصدي للهجمة التي تستهدف بوجوه متعددة نضالات القطاعات…
وفي آخر التجمع أصدر الحاضرون بيانا وأمضوا نص عريضة ضمنوها مواقفهم الرافضة قطعيا لتجريد النقابيين..
———————-
إحالة 9 نقابيين من قفصة على لجنة النظام الوطنية يومي 21 و23 جويلية 2007
رغم الرفض النقابي الواسع لإحالة النقابيين على لجنة النظام, واصل المكتب التنفيذي تنفيذ قراره من خلال تقرير تقدم به عبد السلام جراد حيث بالإضافة إلى غضوي النقابة العامة للتعليم الأساسي سيحال على لجنة النظام الوطنية 9 نقابيين من قفصة 8 من التعليم الأساسي من ضمنهم 4 هياكل الكاتب العام للفرع الجامعي للكمياء والنفط بقفصة وذلك يومي السبت والإثنين 21 و23 جويلية 2007 بقفصة.
والوطنيون الديمقراطيون إذ يعلنون موقفهم المبدئي الرافض لكل هذه المجالس الـتأديبية المفبركة فإنهم يطالبون من جميع النقابيين التصدي لسياسة تجريد النقابيين سيئة الصيت التي أفلست في عهد السحباني وشكلت إحدى حلقات التآمر على الحركة العمالية وكانت وبالا على مصالح الشغالين والتي يراد لها اليوم العودة خدمة للسلطة حتى تمرر بقية مشاريعها الخطيرة وتملقا لها لمزيد إثبات الولاء لها وكسب ودها أكثر خاصة بعد عودة اسماعيل السحباني للساحة مكلفا ببعض المهام من طرف الجهات الرسمية وبعد الإعلان عن بداية نشاط منظمة نقابية جديدة يترأسها السيد حبيب قيزة. كما يندرج فتح تلك الملفات الـتاديبية في سياق تعبيد الطريق أمام الأطراف البيروقراطية والإنتهازية للتحضير للإنقلاب على أهم مقررات مؤتمري الإتحاد في جربة والمنستير النضالية والديمقراطية رفض التصدي لملف التأمين على المرض… والسعي للإنقضاض على قرار تحديد الترشح للمكتب التنفيذي بدورتين فقط والسير قدما نحو مواصلة الإصرار على سياسة التوريث والتمديد للحفاظ على الامتيازات البيروقراطية وللحيلولة دون توسع التململ الجنيني الذي تؤشر له عديد المحطات النضالية في صفوف الشغالين وسط استياء شعبي كبير ينتشر أكثر فأكثر كل يوم. أمام إصرار الشغالين وبالرغم من افتقادهم لقيادة مناضلة للدفاع عن مصالحهم الجوهرية المهددة – الـتامين على المرض وتبعاته, ملف الصناديق الإجتماعية والتقاعد, مواصلة التفويت في القطاعات الإستراتيجية, انسحاق الأجور وغلق المؤسسات ومحاكمة النقابيين والإعتداء عليهم وضرب الحق النقابي وحرية التنظم والتجمع والتظاهر…
كما ينبه الوطنيون الديمقراطيون إلى خطورة هذا المنعرج ويحملون القيادة الحالية وكل الدائرين في فلكها مسؤولية كل ما ينجر عن تلك الإجراءات التعسفية ويدعون الشغالين وكل القوى الوطنية والتقدمية للوقوف صفا واحدا وإفشال هذه المحاولات التي جاءت في ظروف مريبة ولا تخدم سوى مصلحة السلطة.
قائمة النقابيين الـ 9 الذين سيحالون على لجنة النظام الوطنية يومي 21 و23 جويلية 2007 بقفصة
1- حبيب عمار منخرط بالتعليم الأساسي
2- منجي عليمي منخرط بالتعليم الأساسي
3- سبتي هنشيري منخرط بالتعليم الأساسي
4- مصطفى سدايرية منخرط بالتعليم الأساسي
5- عبد الوهاب عليمي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بقفصة الجنوبية
6- سبتي رداوي عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بقفصة وعضو لجنة النظام الجهوية
7- مختار عباسي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالمتلوي
8- جمال شعيشع عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالكتاروعضو الإتحاد المحلي بالكتار ومنسق الشباب العامل
9- نوفل معيوفة كاتب عام الفرع الجامعي للكمياء والنفط بقفصة
10- عوالي لعروسي عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالمتلو
——————
إحالة 7 نقابيين من قطاع الصحة بباجة على لجنة النظام الجهوية وتجميد عضوين منهم لمدة سنتين
بعد أن أحال المكتب التنفبذي بباجة كامل أعضاء النقابة الأساسية للصحة بباجة السبعة على اللجنة الجهوية للنظام منذ 2 فيفري 2007 صدر الحكم بتجميد عضوية اثنين منهم لمدة سنتين حيث وجهت لهما تهمة القيام بتجاوزات دون تنسيق مع المكتب التنفيذي الجهوي. وهي في الحقيقة سلسلة من النضالات والتحركات – اجتماعات واعتصامات…- خاضوها بنجاح مع زملائهم أعوان الصحة تتصدى لمظالم إدارة الصحة التي أرادت تحميل كامل الوضع المتردي لقطاع الصحة للأعوان وسحب مسؤولية الإدارة في تردي تلك الأوضاع من نقص في المعدات وفي الإطار…
وبذلك تقف القيادة البيروقراطية ضد تحركات النقابيين إلى جانب الطرف الإداري وتفتتح سجل التجريد سيئ الصيت.
البريد الإلكتروني للوطد: قائمة مراسلة الوطنيون الديمقراطيون
البريد الإلكتروني: patriotesdemocrates_watad@yahoogroupes.fr
للإشتراك : ابعث رسالة إلكترونية فارغة إلى patriotesdemocrates_watad@yahoogroupes.fr موضوعها SUBSCRIBE
2000 من أطباء الممارسة الحرة يتعاقدون مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض
وزير الدفاع التونسي يزور الصين لتعزيز التعاون العسكري
استعداداً لمتطلبات التبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي …
تونس تؤهل 3500 مصنع في لائحة للتحديث
توقيع برنامج للتعاون التربوي بين الاردن وتونس
وزراء الخارجية المغاربيون يبحثون قريبا مشروع «المتوسطي»
أمين اتحاد المغرب العربي: قمة مغاربية قبل نهاية العام
بعد أربعة عقود من الانفتاح على فنون الشرق والغرب …
مهرجان قرطاج ينكفئ… ويحرم جمهوره العروض المسرحية
حركة النهضة وهيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات
أي علاقة وإلى أين ؟
سفيان الشّورابي: الصحافة الالكترونية: دور متصاعد في بيئة مغلقة
لا شك أن بروز و انتشار المواقع الالكترونية الإخبارية بشكل كثيف على مختلف مواقع الشبكة العنكبوتية كان له افرازات عميقة على الجسم الإعلامي بجميع أصنافه، و فتح شرخا في داخل الذهنية الإعلامية التقليدية ليُعيد صياغة المشهد الإعلامي وفق منظور مختلف و جديد يتأقلم مع المتغيرات في هذا السياق.
فمنذ بداية التسعينات تحديدا، انطلقت مسيرة إنشاء المواقع الالكترونية الإعلامية لتعمّ بسرعة جميع أنحاء العالم. وتتركز أسس هذا التوجه على اعتبار تواجد عامليْن: الأول يتعلق بسهولة و ببساطة فتْح مواقع على الواب من الناحية التقنية، و الثانية يرتبط بضعف الموارد المالية المطلوبة للقيام بتلك العملية. و من هنا انطلقت عملية ضخمة لبعث مصادر إخبارية الكترونية تتناول شتى المواضيع و تغوص في عدد من الموضوعات المتنوعة. واثر ذلك، واقتناعا بأهميتها، التحقت غالبية الصحف و الهيئات الإذاعية و التلفزية المرموقة بهذه الموجة، ليصبح الإعلام الالكتروني في ظرف وجيز شديد الخطورة و عميق التأثير سواء على صناع القرار أو من ناحية تشكيل الرأي العام.
و لا بد من القول في هذا المستوى إلى أن للصحافة الالكترونية مقتضيات و متطلبات إضافية على بقية أشكال الصحافة الأخرى. فالإعلامي الأمريكي جون ثوان دوب ناشر cyberjournalist.net قال « إن الكتابة للصحافة الالكترونية هي مزيج من كتابة الصحافة المطبوعة و الكتابة الإذاعية و التلفزيونية ». إذ يمكن لصحفيي الانترنت مثلهم في ذلك نظرائهم في التلفزيون أن يضمّنوا تقاريرهم الإخبارية صورا و مقاطع صوتية و صور فيديو، بالإضافة إلى عناصر تفاعلية تسمح للقارئ بمطالعة التقرير و تمحيصه بالسرعة التي يختارها. فالصحافة الالكترونية هي « الصحافة المكتوبة زائد ». و هي تسمح أيضا للقراء بأن يستجيبوا على الفور و بصورة مباشرة للكاتب أو المحرر عن طريق الرسائل الالكترونية أو حتى في محادثة خاصة.
زد على ذلك خصوصية السرعة في ترويج المعلومة التي تتميز بها الصحافة الالكترونية. ففور ورود الخبر، لا تتعدى جاهزية عرضه على الموقع سوى فترة الموافقة عليه من قبل هيئة التحرير. وهو ما يفسر التجاء معظم وكالات الأنباء العالمية إلى بعث مواقع لها، تستعيض فيها عن تقنيات العمل السابقة من فاكس و تيلكس و غيرها من الوسائل التي لا تضاهي الانترنت في السرعة.
و إذا كان من الصعب جدا الإقرار بوجود صحافة الكترونية تونسية محترفة و منفصلة عن النسخة المطبوعة، نظرا للصعوبات المركزية التي تعترض المبادرين من أجلها، فان بعض المحاولات المتناثرة خصوصا في دول المهجر تستحق الإثناء. و تكمن صعوبة الانخراط في سياق تأسيس إعلام الكتروني جاد و محترم إلى وجود « غول » كبير وشرس يقف معرقلا أمام تطور مثل هذا القطاع، وأعني به تحديدا الرقابة الالكترونية الصارمة التي تحركها شرطة الانترنت و التي تحجب بشكل رهيب جميع المواقع التي تتناول الحياة التونسية من منطلق نقدي أو مستقل. فالجهاز العتيد و الإمكانيات التكنولوجية الرفيعة التي يمتلكها ذلك الصنف من أعوان وزارة الداخلية لا تترك موقعا مهما كان طبيعته مفتوحا للعموم، بل تصل بهم الجسارة إلى القيام بتدمير مواقع بعينها أو زرع فيروسات في أخرى. ولا يمكن بالطبع من خلال التعرض لتلك الأساليب التفاؤل بإمكانية تأسيس إعلام الكتروني حر و ناضج.
و تعيق أيضا عملية التطور الايجابي لصحافة الكترونية تونسية، حالة التكلس و التحجّر للعقلية المحلية، و عدم مواكبتها لأهم الاحداثات في هذا الميدان. فمازال المواطن التونسي لا يعتمد على الصحافة الالكترونية كمرجع للحصول على الأخبار أو البحث في التحاليل و التعاليق المعمقة فيما يحدث في الشأن العام، مخيرا في الكثير من الأحيان الرجوع إلى القنوات الفضائية أو العودة إلى الصحف و المجلات المطبوعة في حالات أخرى. و يعود سبب ذلك إلى عدم ثقته بعد فيما يصدر من مقالات و نصوص على المواقع في الانترنت التي بقي الكثير منها مجهولا و قليل الاحترام.
بقي أن نشير في هذا المجال إلى ضرورة انكباب كل من جمعية الصحفيين و نقابة الصحفيين التونسيين حول هذا الموضوع بجدية، وإعطائه ما يستحقه من الأهمية أخذا بعين الاعتبار بدرجة أولى كوْن العاملين في هذا القطاع يواجهون نفس الصعوبات التي يتعرض إليها بقية زملائهم، زيادة إلى أنّ مجلس النواب يدرس حاليا مشروع قانون حول الصحافة الالكترونية، ومن المترقب أن يدْرج فيه العشرات من الفصول القانونية الزجرية و السالبة للحرية على غرار مجلة الصحافة. و بالتالي فان أمام هذين الهيكلين الاشتغال منذ هذه اللحظة على معارضة ما يمكن أن يؤشر لتأبيد حالة اللاحرية التي نعيشها اليوم.
سفيان الشّورابي
( المصدر: جريدة مواطنون معارضة عدد 28 – الصادرة يوم جويلية 2007)
» الجمهورية الديمقراطية » والنظام شبه الرئاسي
طالبت بعض الأحزاب والشخصيات التونسية المعارضة بمناسبة الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية بإقامة نظام جمهوري ديمقراطي تم وصفه بأنه جمهورية ثانية. وهنا لا بدّ من التذكير، قبل تقديم بعض الملاحظات الأولية حول » إعلان ندوة تونس » ، أن التمييز الجوهري بين الأنظمة السياسية في العالم لم يعد قائما اليوم بين الملكية والجمهورية لأن المصطلحين في البلدان الديمقراطية الحديثة فقدا تقريبا بالكامل معناهما القديم، الأرسطي والقروسطي، إذ لا تقلّ سيادة الشعب دستورا وممارسة في المملكة السويدية مثلا (والأمثلة كثيرة) عن أي « جمهورية ديمقراطية » في العالم بل ربما تفوقت عليها حرية ومساواة وتداولا و توازنا بين السلطات وضمانا لحقوق المواطنين والمواطنات. وإنما يقع التمييز الأساسي الآن وفق مستوى تفريق السلطات (الصارم أوالمرن) بين نظام رئاسي ونظام برلماني (بغرفة واحدة أو بغرفتين) ونظام مجلسي ونظام مختلط (نصف رئاسي أو برلماني رئاسي) …
وبالعودة إلى الوثيقة، موضوع النظر، نجد ـ رغم الإشارة إلى مبدأ الفصل بين السلطات ـ أن التركيز في البداية والنهاية قد انحصر في مسألة التداول على كرسي الرئاسة ، وكأن » كوادر الحركة السياسية والمدنية في تونس » يقرّون ضمنا بالحفاظ على نظامنا شبه الرئاسي. وكما لو أنهم لم يسمعوا بحزب دستوري في المكسيك بقي في الحكم لمدة خمسة وسبعين عاما متتالية وهيمن بمفرده على الحياة السياسية دون أن ينزعج أبدا من تغير الرؤساء على أعلى هرم السلطة كل ست سنوات ما داموا جميعا ينتمون إليه. وإن كان منصب الرئاسة في بعض البلدان يتخذ أهميته من الطابع الفيدرالي للدولة التي ربما احتاجت إلى رمز موحد قوي لمجابهة الأزمات والنزعات الانقسامية. وهذا ليس موضوع الحال في تونس المركزية الموحدة التي لا وجود فيها لمقاطعات أو أقاليم تتمتع بالتسيير الذاتي.
ولأن الأمر يتعلق حسب الوثيقة بجمهورية جديدة فسنركز النظر على ما اعتبره أصحابها » إصلاحات دستورية شاملة… يعاهدون الشعب على العمل … من أجل إقرارها « .
أولا، لا يمكن غض النظر عن بعض الأخطاء الموضوعية و التاريخية الواردة في هذا الإعلان فالدستور التونسي الذي تم تعديله 15 مرة ، لم يقع تحويره لإقرار الرئاسة مدى الحياة سنة 1974 بل سنة 1975، أما التنقيح الأبرز الذي غيّر بلغة فقهاء الدساتير من ملامح النظام السياسي في تونس وما زال حاضرا في دستورنا الحالي، فلم يشر إليه أصحاب الإعلان وكأنه لا يعنيهم، وقد تم ذلك التنقيح الهام في 8 أفريل 1976 حيث وقع إقرار الرقابة على الحكومة من طرف مجلس الأمة (مجلس النواب حاليا) الذي صار بإمكانه تقديم لائحة لوم تفرض على الرئيس قبول استقالة الحكومة المسؤولة أيضا أمامه أو حلّ البرلمان وفي المرة الثانية تجبره هو نفسه على الاستقالة ، وبذلك تخلينا نظريا عن النظام الرئاسي لدستور الجمهورية في نصه الأصلي لسنة 1959 الذي نجد فيه عموما الفصل واضحا بين السلطات، فلا إشارة فيه إلى حلّ المجلس ولا في المقابل سحب ثقة من الحكومة أما خطة وزير أول فلم يقع إقرارها إلا سنة 1969، لندخل منذ تنقيح 1976 في نطاق ما يعرف باسم الأنظمة نصف الرئاسية، أو الرئاسية البرلمانية ، وإن لم يتغير شيء في الواقع باعتبار تواصل الهيمنة المطلقة للحزب الحاكم.
وعندما يطالب أصحاب إعلان 7 /7 / 2007 بتحديد ولاية رئيس الجمهورية بدورتين فقط ، فهل يكفي ذلك للاقتناع بأنهم يدعون فعلا إلى تداول حقيقي على السلطة ونظام رئاسي متوازن ؟
وللإجابة على ذلك، يجب أن نقرأ جيدا بعض الأسس والمبادئ التي يقترحونها ويقولون إنها جديدة ومن بينها إقرار مسؤولية الحكومة أمام مجلس النواب … وكأنهم لم يقرأوا الفصل 62 من الدستور التونسي الذي يخوّل لمجلس النواب تقديم لائحة لوم تستقيل على إثرها الحكومة. وهذا الفصل يكفي وحده نظريا لعدم تصنيف نظامنا السياسي ضمن الأنظمة الرئاسية التي لا يمكن فيها للرئيس أن يحلّ مجلس النواب أو لمجلس النواب أن يقيل الحكومة فتلك خاصية الأنظمة البرلمانية . ويبدو من خلال السهو الغريب والمفارقة المذكورة في « إعلان ندوة تونس » أن الهاجس الوحيد لأصحابه ليس إلا تحديد الفترتين الرئاسيتين ، وهنا تناسوا أن النموذج الفرنسي الأثير لديهم ولدى فقهاء الدستور عندنا ، لا يتضمن إلى اليوم نصا يضبط عدد الترشحات لمنصب الرئاسة ولم ينقص ذلك من ديمقراطيته شيئا مادام الأمر يتم في إطار انتخابات تعددية، وإن كان العرف الجاري به العمل سواء في فرنسا أو الولايات المتحدة (لمدة تفوق 150 سنة مع استثناءات نادرة قبل إجراء تعديل في الغرض) أن تكون للرئيس ولايتان فقط، وهذا أحسن بطبيعة الحال لترسيخ مبدأ التداول، أما مسألة انعدام شروط التنافس الواقعي بين المترشحين ـ وهذا أمر حقيقي لا يمكن إنكاره ـ أو عدم نزاهة الانتخابات ، فتلك مسائل لا علاقة مباشرة لها بالدستور حتى وإن عهد إلى هيئة مستقلة فعلا مهمة الإشراف عليها، ولا حتى بالقانون الانتخابي نفسه الذي يلعب دورا كبيرا في تشكيل المشهد الحزبي والحياة السياسية عموما ولكنه لا يصنع أوزانا سياسية من عدم أو من ورق، ولا يوفر لكل مرشح أو حزب ما يكفي من مراقبين في كل مكاتب الاقتراع بما يمنع التزوير. أما بالنسبة إلى شروط الترشح للرئاسة فتبقى بالتأكيد أفضل الصيغ في تاريخ الدستور التونسي باعتقادنا، هي صيغته الأولى لسنة 1959 التي لم تضع أي شرط للترشح إلى الرئاسة باسثناء الجنسية التونسية (المتوارثة لثلاثة أجيال) وسن الأربعين والتمتع بالحقوق المدنية. ويترك الأمر فيما عدا ذلك للقانون الانتخابي، حتى لا يقع الاضطرار قبيل كل انتخابات رئاسية إلى إصدار قانون دستوري استثنائي لإتاحة تعدد الترشحات وفق مقاييس تشجيعية للأحزاب البرلمانية المعارضة ولكنها إقصائية للشخصيات المستقلة أو الأحزاب غير البرلمانية، وهو واقع الحال اليوم في تونس.
إذن نفهم من » إعلان كوادر الحركة السياسية والمدنية في تونس من كافة الاتجاهات » أن مبادئ وأسس مشروع الدستور المقترح هي نفسها تقريبا تلك التي يقوم عليها الدستور الحالي الذي لم يتغير في جوهره (من ناحية توزيع السلطات) عن دستور 1976 باستثناء عدم إمكانية استقالة رئيس الجمهورية إثر تقديم لائحة لوم ثانية ضد حكومته، وكذلك إدراج المجلس الدستوري ثم توسيع صلاحياته الرقابية وإضافة غرفة ثانية (مجلس المستشارين) بقيت في الواقع غير مكتملة (تنقيحات 1988 و1995 و1998 و 2002). وليس من الصعب تصنيف » الجمهورية الديمقراطية » المقترحة دستوريا ضمن ما يسمّيه موريس دوفرجيه بالنظام نصف الرئاسي، وهي كما أشرنا لا تبتعد كثيرا (لولا المشمولات الأكبر للرئيس عندنا) عن دستور الجمهورية الفرنسية الخامسة لسنة 1958 بعد التنقيحات التي أدخلت عليه منذ 1962 بإدخال الاقتراع العام لانتخاب رئيس الجمهورية الذي هو في حلّ من أي مسؤولية سياسية أمام البرلمان وهو كذلك رئيس المجلس الأعلى للقضاء بل الضامن لاستقلالية السلطة القضائية (كذا في الدستور الفرنسي الجاري به العمل إلى اليوم) وله الحق في تعيين ثلاثة أعضاء من المجلس الدستوري أما الستة الباقين فيعينهم رئيسا الغرفتين التشريعيتين… فلا هو بالبرلماني المحض ولا هو بالرئاسي الصريح، حيث يمكن أن يكون للسلطة التنفيذية رأسان في نفس الوقت (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مع توزيع الصلاحيات والمشمولات الداخلية والخارجية). والنتيجة لدى أي اختلاف في اللون السياسي أو الخلفية الحزبية للرئيسين هي ما نراه اليوم من أزمات في بعض الديمقراطيات الناشئة الهشة المتأثرة بهذا النموذج مثل فلسطين وقانونها الأساسي . وفي ظل هذا النموذج غير النموذجي يمكن أن يتحول مبدأ الفصل بين السلطات (الفعال ضد التفرد بالسلطة) إذا ما تطور الحراك السياسي باتجاه أكثر تعددية وتوازنا بين الأحزاب السياسية إلى فصل بين الشرعيات وتهديد للوحدة الوطنية أو مسّ بهيبة الدولة. وقد تصبح الإصلاحات العاجلة المتعلقة بالحريات العامة الممهدة للتنافس السياسي كما يطالب بها أصحاب الإعلان التونسي في تصادم استراتيجي مع ما اعتبروه إصلاحات دستورية شاملة فيما يتعلق بتوزيع الوظائف السيادية للدولة.
وكيف يمكن التحكم في الوضع التصادمي أو التعطيلي إذا ما عنّ للشعب انتخاب رئيس للجمهورية يحمل برنامجا معينا، ثم قرر في نفس اليوم (كما هو الحال في تونس وإن لم « نتمتع » بالتجربة) أو بعد شهر ( كما هو الحال في فرنسا اليوم بعد التجاوز المؤقت لمهازل التعايش) أو بعد سنة (مثلما وقع في فلسطين ) انتخاب أغلبية نيابية لها برنامج مغاير لرئيس الجمهورية؟
ولذلك يمكن القول إن النظام الرئاسي على الطريقة التونسية لسنة 1959 رغم نقائصه هو أكثر احتراما لمبدأ تفريق السلطات الذي تنص عليه توطئة الدستور، من النظام شبه الرئاسي الجاري به العمل حاليا والذي يتمسك به أصحاب (إعلان ندوة تونس) ولو باتجاه أقرب للنموذج الفرنسي، رغم أنه يضيف تعقيدا إضافيا إلى نظرية الأقانيم السيادية الثلاثة (كما لم ينطق بها لوك ولا مونتسكيو وإنما الأب سياياس) التي نشأت للحد من التفرد بالسلطة ولكنها لم تمنع من تداخل السلطات في أكثر من مجال، والمثال الأبرز على ذلك أن أكثر من 95 بالمائة من مشاريع القوانين في معظم » الجمهوريات الديمقراطية » في العالم، هي من صنع الحكومة، أما القضاء فيحتاج في أعرق الديمقراطيات إلى هيئات محلفين من عامة المواطنين، إلى جانب قضاة المحاكم ورصيد تراكمي هائل ومتوسع من فقه القضاء، ليكتسب هو أيضا شرعيته كسلطة مستقلة وديمقراطية مخولة لإصدار الأحكام باسم الشعب، وكنا نأمل أن يفكر المجددون الجمهوريون عندنا في مثل هذه الهيئات التي تسمح بتجديد ثوري لمنظومتنا القضائية باتجاه ديمقراطي وتثقيفي يسمح لكل مواطن بممارسة العدالة من موقع الحاكم مرة واحدة في حياته على الأقل، وعدم الاكتفاء بتحديد هيئة لمساءلة رئيس الجمهورية يضبطها الدستور (وليس القانون كما ورد في الإعلان) ، والشائع ديمقراطيا أن يلعب البرلمان الدور الأول في مثل هذه الحالات النادرة عالميا.
ولعل المطلوب الأمثل لتجاوز مسألة الشخصنة والشخصنة المضادة للسلطة في تونس، هو ما كان يدعو إليه ولا يزال حزب الوحدة الشعبية (انظر اللائحة السياسية العامة للمؤتمر الوطني السابع ـ مارس 2006)، أي الدعوة إلى إقامة نظام برلماني يصبح فيه رئيس الدولة مثل رئيس إيطاليا أو ملك النرويج، وتكون خلاله السلطة التنفيذية بيد الحكومة الخاضغة لرقابة واحدة من طرف البرلمان الذي أعطاها ثقته، بما يسمح ببروز القوى السياسية الفاعلة في مجموعها وبتركيبتها الكاملة وليس في شكل شجرة تخفي الغابة و أرضيتها الحقيقية التي لا يمكن أن تكون في بلد تجاوز نسبيا العصبيات القبلية والدينية و الجهوية إلا أحزابا وطنية تحمل برامج وبدائل عقلانية مختلفة وليس أصواتا مبهمة مختلطة ورؤوسا مشرئبة إلى قصر الرئاسة في قرطاج عوض قصر الشعب في باردو، تستبطن إعادة إنتاج المعهود بتحالف واع أوغير واع مع التيار المحافظ في السلطة الذي بدأ على طريقته يعدّ للمستقبل وكأننا في نهاية السبعينات وكأن ما يحدث بالمنطقة العربية التي أحيط بها من كل جانب لا يهمه، أما النبرة النخبوية المعارضة المتقاطعة معه فهي كالعادة » طنانة ورنانة » كما يقول أحد المواطنين ولكنها لا تقدم بديلا للحاضر إلا الماضي.
عادل القادري (جريدة الوحدة)
في الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية خمسون سنة من التخريب بالجامعة التونسية
(المصدر: موقع « طلبة تونس » بتاريخ 19 جويلية 2007)
الرابط: www.tunisie-talaba.net
ما كتبته عن« السقطات النضالية« ليس سوى النزر القليل
إلى متى… ؟؟ صيحة و إسلاماه
بعد عام من العدوان الصهيوني على لبنان [I]:
السلاّم ـ الاستسلام ـ التسليم ـ السلامة
ردّ على ما جاء في رسالة الشيخ « هادي بريك » حول حكم مصافحة الرجل للمرأة الاجنبية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و من والاه . شيخنا الكريم هادى بريك , هداني الله و إياك إلى الحق, فهذا ردّ مختصر على ما جاء في رسالتك حول حكم مصافحة الرجال للنساء الأجانب , حيث تضمنت ما أعتبره أقوالا شاذة و توجيهات خطيرة ما أنزل الله به من سلطان , و لقد رأيت أنه من الواجب دحض ما جاء فيها من الشبهات , سائلين المولى عز و جل أن يرينا الحق حقا و يرزقنا إتباعه و أن يثبتنا على سنة رسوله و منهج صحابته الكرام. في البداية وددت , شيخنا الكريم , أنك لو أفردت الرسالة بموضوع خاص حول » حكم مصافحة الرجال للنساء من غير المحارم » , لكان هذا أخف وقعا (رغم ما فيها من شبهات) , و لكن ورودها في سياق قصة استغربت فيها من موقف صاحبها , جعل الرسالة في قالب رد انفعالي و ليس بحث علمي , من ناحية , و أيضا توجيها للقارئ , من خلال سياق القصة , إلى ما تريد أن تصل إليه في نهاية بحثك , بوصمك لذلك الشخص بالغلو, بحيث يكون كل من فعل فعله و لم يصافح النساء هو مغال و متشدد , فهذه دمغجة (لعلها غير مقصودة) للقارئ , و بعد عن المنهج العلمي المعتبر في تناول الأشياء. حكم مصافحة الرجال للنساء: – أولا مناط المسألة متعلق بحكم مصافحة الرجل للنساء من غير محارمه, حيث أن هذا يخرج, فيما سنتناوله, حكم مصافحة الرجل للرجل و حكم مصافحة الرجل للنساء من محارمه, و هذا فيه إجماع بجوازه. – ثانيا قلت شيخنا الكريم » لو تصفحت بنفسك كتب الفقه التي يتداولها الناس جيلا بعد جيل منذ خمسة عشر قرنا لا تجد فيها مبحثا يعكف على قضية إسمها المصافحة » لعلك تتحدث عن المختصرات الفقهية, لأن أغلب المطولات الفقهية المعتبرة قد تحدثت عن هاته المسألة بإطناب و كتب التفسير كذلك, كما سنبين بإذن الله. اعلم , شيخي الفاضل , أنه قد أجمع عامة علماء الأمة من السلف والخلف من الفقهاء والمفسرين وأهل الحديث وغيرهم، على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ولم يعرف لهم مخالف على مر العصور والأزمان إلا ما قال به بعض المعاصرين من أقوال شاذة بجواز مصافحة المرأة الأجنبية. و سأذكر لك في البداية باختصار و قبل عرض و مناقشة الأدلة , بعض أقوال علماء المذاهب الأربعة المتبعة : المذهب الحنفي : قال صاحب كتاب « الهداية » : »ولا يحل له أن يمس وجهها ولا كفيها وإن كان يأمن الشهوة « . وقال صاحب « الدر المختار »: « فلا يحل مس وجهها وكفها وإن أمن الشهوة » المذهب المالكي : قال الإمام ابن العربي – المالكي – عند قوله تعالى : {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا}: عن عروة عن عائشة قالت : ما كان رسول الله يمتحن إلا بهذه الآية إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ قال معمر فأخبرني ابن طاووس عن أبيه قال : ما مست يده يد امرأة إلا امرأة يملكها . وقال الإمام الباجي في المنتقى: وقوله– صلى الله عليه وسلم – « إني لا أصافح النساء » لا أباشر أيديهن بيدي . يريد – والله أعلم – الاجتناب ، وذلك أن حكم مبايعة الرجال المصافحة ، فمنع ذلك في مبايعة النساء لما فيه من مباشرتهن ) المذهب الشافعي : قال الإمام النووي – الشافعي – في « المجموع »: « وقد قال أصحابنا كل من حرم النظر إليه حرم مسه بالمس أشد ، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوجها وفي حال البيع والشراء الأخذ والعطاء ونحو ذلك ، ولا يجوز مسها في شيء من ذلك ». وقال أيضاً في شرحه على « مسلم« : « فيه أن بيعة النساء بالكلام وفيه أن كلام الأجنبية يباح سماعه عند الحاجة وأن صوتها ليس بعورة وأن لا يلمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة كتطبيب وفصد« . المذهب الحنبلي : قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى » : « ويحرم النظر بشهوة إلى النساء والمردان ومن استحله كفر إجماعاً ويحرم النظر مع وجود ثوران الشهوة وهو منصوص الإمام أحمد والشافعي .. وكل قسم متى كان معه شهوة كان حراماً بلا ريب سواء كانت شهوة تمتع النظر أو كانت شهوة الوطء واللمس كالنظر وأولى » وقال ابن مفلح في « الفروع »: « فتصافح المرأة المرأة والرجل الرجل والعجوز والبرزة غير الشابة فإنه يحرم مصافحتها ذكره في الفصول والرعاية » وقال في « كشاف القناع »: » سئل أبو عبد الله (يعني الامام احمد) عن الرجل يصافح المرأة قال : لا ، وشدد فيه جدا قلت : فيصافحها بثوبه قال : لا » و لولا خشية الإطالة لنقلت لك , شيخي الكريم , أقوال عشرات العلماء من السلف و المحققين حتى يتبين لنا الاجماع في تحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية. أما الأدلة المستقات من الكتاب و السنة على ذلك فهي : 1/ حديث معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له » ( رواه الطبراني والبيهقي. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: رجاله ثقات , كما أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة) , هذا الحديث فيه دليل صريح بحرمة مس المرأة الأجنبية , ولا شك أن المصافحة من المس . و أما ما ذكرته من أن المس هنا يراد به الجماع و أن هذا الحديث يعارضه ما هو أقوى منه فهذا باطل من عدة وجوه : – المس في لغة العرب (كما ذكره الراغب الأصفهاني في المفردات ) اللمس: إدراك بظاهر البشرة كالمس ويعبر به عن الطلب، والمس يقال فيما يكون معه إدراك بحاسة اللمس , هذا هو المعنى الأصلي , وقال ابن منظور في اللسان: يقال مسست الشيء أمسه إذا لمسته بيدك. وبذلك تعلم معنى قوله تعالى لا يمسه إلا المطهرون . و للمس معاني مجازية ,فقد يكنى به عن الجماع ومقدماته وعلى هذا حمل قوله تعالى: وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ {البقرة:237}، كما يكنى به عن الجنون وعن كل ما ينال الإنسان من الأذى، كما في قوله تعالى: يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ {البقرة:275}، وقوله تعالى: وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ {البقرة:80}، وقوله تعالى: مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء {البقرة:214} و النصوص في الشريعة تحمل على المعنى الحقيقي , و لا تحمل على المجاز إلا باحتفاء قرينة واضحة تصرف المعنى المراد عن المعنى الظاهر , و إذ لا توجد قرينة واضحة الدلالة في هذا الحديث تصرف معنى المس إلى الجماع , لذلك فالأصل أن يحمل ذلك على المعنى الحقيقي للفظ كما ذكرناه , و لا يتكلف التأويل. و في رواية للروياني في مسنده بلفظ : « لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن تَمَسّه امرأة لا تحل له » . و هذا مما يقوي من دلالة المس على المعنى الحقيقي. و قد فسر علماء السنة الحديث بِمجرّد اللمس . قال ابن حجر : باب ترك ملامسة المرأة الأجنبية .. ثم أورد تحته أحاديث في ترك مبايعته صلى الله عليه وسلم للنساء مصافحة . وقال المناوي : وإذا كان هذا في مجرّد المس الصادق بما إذا كان بغير شهوة ، فما بالك بما فوقه مِن القبلة ؟ وقال الدكتور سعيد رمضان البوطي في فقه السيرة ص 431 : ( ولا أعلم خلافاً بين العلماء في عدم جواز ملامسة الرجل بشرة امرأة أجنبية ) – و أما درجة الحديث فقد أخرجه الطبراني و البيهقي و الهيثمي و المنذري و حسنه الالباني (كما ذكرت أعلاه) , و هو لا يعارض أي حديث في الصحيح , بل بجمعه مع ما جاء في الصحيح (مما سنرى لاحقا من الادلة) يقوي ما ذكرناه من التحريم. – و اما ما ذكرته من أن أم حرام أم حرام زوج إبن الصامت عليهما الرضوان كانت تفلي رأسه عليه الصلاة والسلام فهذا حقا من عجيب ما قرأت في الاستدلالات !!! فأم حرام هي إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ( كما ذكره ابن عبد البر عن ابن وهب ) و قد ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقيل عندها ، و ينام في حجرها ، و تفلي رأسه , و هل يعقل أن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام أن يفعل كل ذلك لولا أنها كانت منه ذات محرم ؟؟؟؟؟ 2/ عن عائشة رضي الله عنها قالت: » والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء قط إلا بما أمره الله تعالى، وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط، وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن البيعة: « قد بايعتكن كلاما« . متفق عليه واللفظ لمسلم , كما ثبت قوله عليه الصلاة و السلام » إني لا أصافح النساء » و هذا دليل صريح آخر على التحريم , و ليس مجرد ترك للمصافحة كما ذكرت !!! و ذلك من عدة وجوه : – هذا مقام بيعة و البيعة لا تثبت إلا بالمصافحة : قال ابن عبد البر : وأما مد اليد والمصافحة في البيعة ، فذلك من السنة المسنونة فعلَها رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون بعده ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء » فلو كانت مصافحة النساء جائزة لصافحهنّ لتثبيت المبايعة. – افتخار الصحابة رضي الله عنهم بِمصافحة النبي صلى الله عليه وسلم و بل حرص التابعين على مصافحة من صافح رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا كان ذلك كذلك فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحرم نساء الصحابة , أعظم نساء على وجه الأرض, من ذلك الشرف ، لمجرد الترك ؟؟؟؟؟ مع أنه عليه الصلاة والسلام ما خير بين أمرين إلاَّ اختار أيسرهما ، ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه . ثم إنه عليه الصلاة والسلام كان يكره أن يواجه الناس بأمر فيه سعة . فلم يكن رسول الله ليرد أيدي الصحابيات ويكف يده عن مصافحتهن لمجرد ترك الفعل !!!! مع ما في ذلك من كسر لنفوسهن ، فلو كان في المصافحة سعة لَما كف يده الشريفة عليه الصلاة والسلام عن مصافحة النساء . فعلم أن تركه عليه الصلاة والسلام مصافحة النساء لم يكن لمجرد الترك، بل لأنه كان إثما . يقول الله تعالى : » لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا » قال الشيخ محمد بن علي الصابوني في روائع البيان ( 2/ 264 ) : ( أقول الروايات كلها تشير إلى أنّ البيعة كانت بالكلام ، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه صافح النساء في بيعة أو غيرها ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند ما يمتنع عن مصافحة النساء مع أنه المعصوم فإنما هو تعليم للأمة وإرشاد لها لسلوك طريق الاستقامة ، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الطاهر ، والفاضل ، الشريف الذي لا يشك إنسان في نزاهته وطهارته ، وسلامة قلبه لا يصافح النساء ويكتفي بالكلام في مبايعتهن مع أنّ أمر البيعة أمر عظيم الشأن فكيف يباح لغيره من الرجال مصافحة النساء مع أنّ الشهوة فيهم غالبة ، والفتنة غير مأمونة ، والشيطان يجري فيهم مجري الدم ؟! ) . 3/ قد ثبت في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال » و اليد زناها اللمس » ( صححه غير واحد من أهل العلم .قال ابن كثير في تفسيره : وفي الحديث الصحيح : واليد زناها اللمس . وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة . وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج أحاديث مسند الإمام أحمد ) و هذا الحديث لا يحتاج جهدا في الدلالة على صراحته – ثم أنه إذا علمنا أن المؤمن مأمور بغض البصر خوف وقوع الفتنة , و النساء مأمورات بعدم الخضوع في القول , فما بالك , شيخي الكريم , بالمس و المصافحة, يقول العلامة الشنقيطي في تفسيره (أضواء البيان) : قدّمنا أنّ المرأة يجب عليها أن تحتجب و أمر بغض البصر خوف الوقوع في الفتنة ، ولا شك أنّ مسّ البدن للبدن أقوى في إثارة الغرائز، وأقوى داعياً إلى الفتنة من النظر بالعين وكل منصف يعلم ذلك ( الأضواء : 6/ 603) و يقول في موضع آخر : ( اعلم أنه لا يجوز للرجل الأجنبي أن يصافح امرأة أجنبية منه ، ولا يجوز له أنْ يمس شيءٌ من بدنه شيئاً من بدنها ) لكن المؤسف , شيخي الفاضل , أن انتشار مصافحة النساء الأجنبيات أصبح من المنكرات التي تفشت بين الناس وأصبح من ينكرها ينظر إليه على أنه سيئ النية أو أنه تشدد في الدين , رغم إجماع العلماء كما ذكرت لك في تحريم ذلك , و لكن لا حول و لا قوة إلا بالله. تقول شيخي الكريم » إنما أدعو إلى حسن فقه الإسلام عقيدة وشريعة وخلقا لئلا نتورط في تدين مغشوش مخيف لا ينفع الدعوة ولا يقنع عقلا معاصرا ولا يهدي قلبا حائرا بالأمل في رحمة الرحمان سبحانه. » و أقول لك : حسن فقه الإسلام يوجب علينا إتباع رسول الله عليه الصلاة و السلام و عدم رد مسائل قد أجمع عليها السلف و أهل الفقه و أرباب المذاهب , و أما الخروج عن ذلك بدعوى العقل المعاصر فهذا هو عين التدين المغشوش و هو الطريق المخيف : طريق إتباع ما تشابه منه. و لقد بلغ تعجبي مبلغا كبيرا عندما قلت : « لقد يسرت لي أقدار الرحمان سبحانه أن أعيش ما يقارب ثلاثة أسابيع قبل عقد ونصف في الخرطوم مع أبناء الحركة الإسلامية هناك أعني أكبر فصيل الجبهة القومية الإسلامية بزعامة الدكتور الترابي فرأيت يسر التعامل بين النساء والرجال مصافحة وجلوسا وحديثا ومرحا بريئا هادفا وتعاونا في كنف الحياء والحشمة والوقار والإلتزام بالزي الإسلامي الساتر. لقد أعجبني المشهد إعجابا شديدا » و إني أرى أنك قد ذهبت بعيدا في ذلك , فأهل العلم مختلفون في جواز السلام (بالكلام ) من عدمه على النساء الأجنبيات , فما بالك بالجلوس و المرح : » والرجال مصافحة وجلوسا وحديثا ومرحا بريئا » , غفر الله لي و لك. قال ابن بطال عن المهلب قال: سلام الرجال على النساء والنساء على الرجال جائز إذا أمنت الفتنة. وذهب الجمهور إلى جواز التسليم على العجائز دون الشابات لخوف الفتنة بحق الشابات وانعدامها في العجائز. قال النووي: وأما الأجنبي فإن كانت عجوزا لا تشتهى استحب له السلام عليها واستحب لها السلام عليه، ومن سلم منهما لزم الآخر رد السلام عليه، وإن كانت شابة أو عجوزا تشتهى لم يسلم عليها الأجنبي ولم تسلم عليه، ومن سلم منهما لم يستحق جوابا. وقال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه: بريقة محمودية وهو حنفي قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها ـ أي على الشابة ـ لم ترده دفعا للمفسدة. ونص فقهاء الشافعية على حرمة ابتداء الشابة الرجل الأجنبي بالسلام، وكذا ردها عليه، وكرهوا ابتداء الرجل لها بالسلام، وعللوا التفريق بينها وبينه أن ردها عليه أو ابتداءها له مطمع له فيها.
وهذا في مجرد إلقاء السلام أو رده، والكلام الذي لا ريبة فيه. فما بالك بما فوق ذلك , شيخي الفاضل. ولا شك أن المزاح بين الشباب والشابات من أكبر دواعي الفتنة، وقد روى الشيخان واللفظ لمسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. » بل انظر حتى مع الأقارب من غير المحارم , ففي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. » والحمو أخو الزوج أو قريبه.
أرجوا أن يكون قد اتسع صدرك لهذا الرد , فلا أبغي منه إلا وجه الله و تبيان الحق و أسأل الله للجميع علماً نافعاً ،وعملاً صالحاً ، وتوفيقاً دائماً وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. أخوكم أبو الوليد التونسي
الإمام القرضاوي : آخر مجدد لآخر مائة. ( الجزء السابع ).
وإلى اللقاء في الجزء الثامن من هذه الرسالة
الهادي بريك ـ ألمانيا.
غسان كنفاني (1936 – 1972 )
زهور في حدائق جرداء
استراتيجية جديدة للأنظمة في احتواء الإسلاميين
الإسلام المتراجع (خواطر بعد مأساة المسجد الأحمر)
سياسة الولادات القيصرية
عوائق بنيوية تحول دون تحقيق الوحدة الإفريقية
تركيا.. الفرص العربية في حال فوز حزب العدالة والتنمية
تركيا وإسلامها السياسي: فشل الكمالية الداوي
تحدي أردوغان يزيد شعبيته ويحرج المعارضة
انضمام اليابان إلى المحكمة الجنائية الدولية
جاك شيراك يقترب من دائرة الاتهام في قضية كليرستريم
كوشنر: حماس لديها اتصالات بالقاعدة
مصر تفتح مخيمات لإيواء آلاف الفلسطينيين العالقين بالعريش
بعد الفشل في تحقيق مهمتها …
تعديل مهمة لجنة تقصي الحقائق إلى «دعم الحوار الفلسطيني»