الخميس، 19 يناير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2068 du 19.01.2006

 archives : www.tunisnews.net


حسين المحمدي: السيد راشد الغنوشي, الحرية لكل التونسيين والتونسيات’وليبراليتنا كبيرة الحلم والعقل’

فادي جمال الدين: وزير التعليم العالي في فضيحة الجامعة التونسيّة:هل هو رجل قانون أم عازف قانون؟

عبد الحق المتألم: غازي العيادي يقتل النادل … و  » الشروق  » تقتل الحقيقة ؟

قال لـ «الشروق» إنه اعتزل الفن وأصبح مواطنا عاديا: غازي العيادي يتجوّل في الشوارع ويمشي في الاسواق حرّا طليقا! مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات: سمينار الذاكرة الوطنية – حول تاريخ مهنة المحاماة بتونس

موازين: « موازين » .. لماذا؟ خميس الخياطي: عن البلدوزر الذي لا يتوقف عند الضوء الأحمر وما خلفه…

آمال موسى : الحوار خطابا وممارسة 

سامي بيداني: أهكذا يبني الغربيون جسور الحوار معنا؟!

سويس إنفو: الافراج عن 453 من اخوان مصر القدس العربي:  زوار موقع رئيس الوزراء الليبي تخطوا نصف مليون في ستة اشهر.. سويس إنفو: حماس تغير اولوياتها استعدادا للانتخابات الفلسطينية القدس العربي:  سياسة محمود عباس لدمج حماس في العملية السياسية مقامرة يجب ان تدعمها اوروبا وامريكا القدس العربي : سلمان رشدي: خوف الرجال من الحرية الجنسية أهم أسباب التطرف الاسلامي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

للحرية ومعها ولها نكتب فقط

 حسين المحمدي – تونس   .لأننالا نؤمن بالأبيض والأسودعلى غرارالفريق الحاكم؟ونحن من نسوق للحرية؟ركزنا فكرنا وتفكيرناوتحرّكاتناعلى اليهودوالأمريكان منذ 60سنة؟يحركناالحاكم متى وكيفماأراد؟يعطينا أحزابالهذاالغرض.على ماسيبرزهذه الأيام.وتبرزانتخاباتنافي القطاعات التي تقوم على النخبة عملياوفعليامن يكره الغرب في فكره وعاداته؟أليس هذاغباء سياسيا؟أليس هذاخدمةمجانيةللفساد والإرهاب؟ .نخبةتريدتغييرالنظام؟برد فعل بدائي وذهن تعيس؟تهرول إلى أوروبا زمن رفضها وتجريمها من يقترب من أمريكا؟تشتكي الحاكم وتحميه.أمس حمته من النهضة؟اليوم تحميه من أمريكا؟ الصحيح هي لا تفعل شيئا.وهي أساسا جاءت لخدمته.كلفت بمهمة لا غير.وهناك وطنيين من أفضل ما هو موجودا وجدواأنفسهم داخل هذا الخضم وهم من يمسك بالقليل من الحياء. .أردت وسعيت بالشكل المباشر إخراج المعارضة؟من ازدواجها وتيهها وضياعها ودورانها حول الذات من خلال القول لها…الرهان على النظام الحالي خسران وذل ومهانة. .ماحصل هوالذهاب الى بعض الوجوه داخل النظام والتكتل معها في محاولة لاستغلال ضعفها وبحث هذا وذاك عن موقع جديد أسوة بما كان حدث يوم7نوفمبر1987. .الفريق الحاكم ومعارضته المعلومة وغيرالمعلومة.ينشرون منذ برزنا داخل وخارج تونس وخاصة في الريف التونسي…علاوي جديد..مخابرات أمريكية…نحن نقول لهم..لا نعرف المخابرات الأمريكية ولكن نعلم من يتذلّل لها…لسناعلاوي..لأننالسناطلاب سلطة..وعلى فكرة احترم علاوي الى ابعدالحدودلأنه ساهم في إسقاط دكتاتوراوأحلّ نهجاجديداعربياسيموت معه الفسادوالبطش والقهروالتسلط والتزويرالى الأبدوذلك في ظرف لا يتجاوزالخمس سنوات .المهم هنا.الى من توجّه علاوي؟والمحمدي؟والجلبي؟ونور؟وسعدالدين إبراهيم؟و….الى مجرمين من اجل التهريب وربح المليارات والناس تموت إمافي البحر؟أوبالمخدرات؟أو بالسلاح؟غائية المتوجّه والمتوجّه إليه؟ النتيجةالمرادتحقيقهاعامةأوخاصة؟نبيلةأم لئيمة؟ .التوجه كان برؤيةحزبيةولرؤيةحزبية؟أم من توجّه وطني وللوطن؟الشخص المتوجّه رصيده في هذه الأمور؟وقدرته على أن يمارسهالاحقا؟هل جرّب من حيث الفساد؟هل كانت أمامه المغريات وتركها؟كم صمد في وجه المغريات؟أفكاره هل هي معلومة في خصوص نموذج الإنسان الجديد وبالمثل الدولة الجديدة؟رؤيته للعالم الخارجي؟ .هذاهوالمعيارالذي تعمل من خلاله مكاتب الدراسات والدول عندالتعييرأوالرصدأو بناء سياساتها وتوجّهاتهاالخارجيةوأحكامهاعلى الأفرادوالسياسات.ونحن نريدأن نرى ويراناهذاالعالم الكبير وفق هذا.في كلمة.الأفكارالكبيرةلا تقبل بسهولة.ويطرح على الاقل حولهاالتساؤلا ت التالية.. .من هوصاحب الفكرة؟من أين جاء؟هدفه؟وسائله؟مشروعه؟زمنه؟وإطاره العام الداخلي والخارجي؟ .وفق هذه الروح كتبناونكتب.عبرالمناضلة تونس نيوز.ولامناالصديق الوفي وغيره.ونتقبل اللوم حتى ماكان منه عديم السند.حول كتابتناعن بوش.هذاالرجل وصف أمامي وبالواسطة بأقذر النعوت.لكلّ رأيه ومرجعياته.ولا أجرّم أصحاب هذه الآراء ولا ادّعي لنفسي الصّواب ولهم الخطأ.لانّ مفاتيح الجنّة ليست بيدي على غرارالدكتاتوريات.ولأنّني لا انطق الحكمة الربانية ولا التعامل بالمطلق ولا بالحلال والحرام وانصرأخاك ظالما ومظلوما.شخصيا لي قناعاتي وللغيربالمثل.وشخصي الصغيريعمل في إطارتيّار.هوحتى داخل التيارجزء ولايريدأن يكون اكبر ولاأكثر.نريدأن يموت الرجل التاريخي والفذوالبطل والمستحيل تعويضه.كلنانتذكركيف كان زعيم يبكي ويقول…من سيحكم تونس بعدي؟هاهي تحكم بعده ومنذ18سنة بالحديدوالناروكل أنواع الفسادوالرجال تزكّر وتغنّي.بل تجرّم من يرفض؟ .في هذه الدّولةالقويّةيوجد أمام منزلي وعلى بعدأمتارقليلةتكسيفون فتح مباشرة مع ترشحي للرئاسة؟وخضّارحديث العهدورجال امن الجالسين منهم طوال الوقت والمرافقين لي حيثما تحرّكت.كل هذاوشخصي الكريم يقال عنه للتونسي وللأجنبي يدوروحده؟لوكان معي البشر ماذاكان حدث؟الانترنات صبيحة ومساء هذااليوم لا يسمح عبره بإبحارنامن خلال ياهو؟ وامرأة أجنبيةهذاالصباح نطقت.ليتهاتكتب لسفارة بلادهاعن خوف النظام من مراسلةالكترونية وهوالمطمئن لهم عن مصالحهم وتونس؟أطلب منهاالمعذرة لأنهاكانت ضحيّة لي.وفي الحقيقة ضحية بحثي عن الحرّية. .الذكي والسياسي هوالذي لا يوزع نفسه بين هذاوذاك.بل من له رؤية لكل شيء.في إطارها يدور ويعمل.النظام في تونس لم يأتي بانتخابات شرعية.بل بتدمير تونس قبل الوصول لحكمهاوخيانة ولي الأمر.وهومن كان يقول له الرئيس الراحل ابني البار؟هنامثلماقلت مرارالااحد منهم يحدثني عن الأخلاق والوفاء والرجولة والقانون والدستوروالمخابرات الأمريكية؟من الأساس لا وجود لديه للشعب والنخب وحتى وزارةالداخليةذاتهاأووزارةالدفاع أو…؟ .هوجاء بانقلاب عسكري ابعدوزارةالداخلية كوزارة من العملية.شرّك بعض الأفراد.وامتطى حصان القصر وكان له ذلك خاصة بعدأن ذبح الحبيب عمارعبرعناصريراهااليوم لا تزال قادرة على التخويف؟الرجل الذي أوصل الجماعةالحاكمةاليوم لتتلذّذبالخيرات هونفسه ذبحوه وإذاهواليوم هناك الفضل فيه لجنابي الكريم وليس لمايتردّد.لقدكانت لي علاقة مع احد رجال الحبيب عمارالأوفياء له.خافواذلك فارجعواالحبيب إلى الفريق.إلى جانب أمورأخرى يفصّلها الكتاب الجديد ويقول لماذاالقنزوعي اليوم تحديداوماذاسيبيع للتونسيين؟الحبيب عمارهنايمكنه الكلام.إن لم يفعل سيكون ذلك ويكون الخاسرمن الجهتين.من عاشوامعه الماسي نطقوا. .الحبيب عمار فعل له المستحيل وفي ما بعد ما عرفه هو نفسه في وزارة الداخلية يندى له الجبين وحديث عن الوساطات والتضامن وكرسي الحضارات؟وإرجاع القنزوعي من جديد للترهيب. ولّى ذاك الزمن.ونصحت القنزوعي في كتابي وكنت صادقا في ذلك وإذا به يصرّ على أن يكون كبش نطيح.له ذلك.نحن رجال حرية.نحن نطقنا سنة2004ولسنا نلعب.ومن كانت أياديه ملطّخة لا يلعب بالنار.هو لم يدرس جيدا العقل العربي.هو لم يتّعض قيد أنملة من العراق.ممّا حدث لفريق الأمني في لبنان.هولا يعلم كيف تحوّل ولد الطايع في لمح البصر من رئيس الى لاجئ ومخلوع؟ اذكّره بهذا.وأقول له….الحريةلهارجالهاوالبطش له رجاله.اذكّره أيضابماقلته يوم الأحد الماضي… بعنا ما بقي لنا من العمر للحرية.موتنا نحن بعزة كرامة وتحرّكه سيفتح أبوابالم يكن يظن أبداأنها ستفتح ولن يبقى مليس الجديد يبحث طويلا أن هناك من سيضع أمامه كل شيء. .بنعلي وفريقه لا يعيرون وزناللتونسيين والتونسيات.بنعلي يخاف الخارج فقط لانه من تركه يبقى إلى اليوم.هو كذب عليه بشكل بديع.ولاعتبارات أخرى ظل الرجل هناك. .يمكن القول في حالته.مريض اختلف حوله الأطباء.تشخيصاوأدوية.ونحن محمولون على تسهيل المهمة..بعضا من الكذب مفصّل في الكتاب وفي كل مجال….ليردّوا عليه…عفوا وقع تعويض مسئولا بالمرحلةالأساسية للتعليم؟ .مهمتناواضحةومباشرة.طالماالرجل لا يحترمناولايعيرناوزناوأهمية.لنبحث حيث يمكن أن نتخلّص من المصيبة.وهو ليس عيبا ولا يوجد فيه أدنى ما يمسّ الأخلاق ولا القانون. .التشخيص والدواء والعلاج يوجد لدى أمريكا واليهودخارجيا وفي لؤم البعض داخليا وجبن البعض الآخر.طالما نحن التونسيون والتونسيات مجمعون على المرض وعلى ضررنا منه وسعينا للشفاء. التونسيون والتونسيات مقتنعون بالعلاج ولا يمكن أبداإقناع من هوشريكاأساسيافي السعي باتجاه الشفاء.ألايرى التونسي كيف أصبح أي مسئولابعدأن استلم المسئولية؟هل الفسادوالثراء في تونس يحتاجان الى حجج؟ .لهذاعلى الأقل .سعينا ونسعى لإقناع بوش.واليهودلا من منطلق تعديةالرأس والختلةوالانتهازية طمعا في قوتهم ونفوذهم.بل شخصيامن اقتناعي بدورهم وجهدهم والتغييرالكبيرالحاصل بعد 11سبتمبر2001.وهذايعدشيئاطيباوليس العكس.أن يقراالانسان التفاعلات الدولية وان يكون لديه علما باالاسباب الحقيقية التي تجعل النظام لا يتغيرويحسن استعمالهافذاك هوالوطنية. .هذامن ناحية بوش وكتاباتي.وأتمنى من الجميع أن تكون الصّورةواضحةوجليّة.وان لا يصبح هذا الجوهر والتغيير الفرع.كما أتمنى أن لا يحمل من ذهب من تونس الى إسرائيل مؤخرا روايات وكلاما حول الفريق الحاكم كما رأيناه يوم حادثة جربة.الرجل قال كلاما ناقضه الألمان بعد أيام تماما.ماذا يعني هذا للسيد بيريزالطرابلسي.مجاملات؟وهنا ليت رجال الحرية لا يربطون مستقبل بلادهم بأي شخص مهما كانت عبقريته الحقيقية.وليست المطنعة. .من ناحية كتابتي حول ايران لامني أيضا الصديق والمتربّص .وتقريبا في موضوع إيران كانت الانتقادات حادة.كيف تكتب هكذا على دولة إسلامية تدافع عنّا؟وتقف في وجه بوش؟ .هنا أيضا الأمر لا لبس فيه لديّ.غياب الحرية والديمقراطية والمجتمع المتعدد والمتنوع في إيران وامكانية التداول السلمي على السلطة .لا يمكن لمن هو خارج العباءة الدينية أن يفرح بالوصول إلى الحكم.يعني فركيشة داخلية .ولو كانت الانتخابات بين رجال الدين حقيقية وجدية. ولكن ماهوالأفق الذي تفتحه لي في تونس حتى يمكن أن أدافع عنهاوافرح لامتلاكها القوة النووية؟ .في تقديري الخاص.وماهومن صميم قناعاتي.المشكلةالأساسيةلا تكمن في سعي إيران لامتلاك السلاح النووي.بل من أنت؟ولماذاتريد ذلك؟وماهو محيطك؟كيف ينظر لك؟وكيف تنظر له؟ العلاقات التاريخية بين الجميع حالات الهدوء والحرب؟حلم امتلاك النووي لماذا؟ .نظام ديني.يملك خطابامتخلفاجدا.محاطا بأوضاع جديدةغيرتهاالحرب على الإرهاب اعتقدأنهاعززت مواقعه(ليحلم كما شاء)إلى جانب خوف دكتاتوريات عربيةمن التغيير فصار يريدالهروب إلى الأمام.وإذا لم يهرب اليوم.يكون كسب مدا دينيا واسعا.نحن لا نتفق معه في هذا. ومن حق بوش وبليروغيرهماالاستفادة من الأوضاع الجديدة طالمانحن نقربأنهم خسرواالمال والرجال وأشبعناهم ما جعلهم يفقدون حتى أخلاقيا. .هذاالذهن المضطرب.والمتلهوث.اختلف كليامع رجاله.وهذاماجعلنانكون عاجزين باركين ونريد أن نقنع الغير بان هذا حكمة. .إيران لليست جدية في مغالاتها.وقلتها يوم الأحد 15جانفي2006.واراهن على ذلك.هي لها صحوة داخلية نتجت ونمت خلال سنوات خاتمي تريد أن تقتلها.النظام برمته أحس بالخطر فنزل له من السماء موضوع النووي.حشدا لكل الإيرانيين وحتى المسلمين.هو تكتيك سياسي ولعبة تصوّرت إيران ممارستها والتلويح بها.والدكتاتورية السورية اعتقدت في جدية الطرح الإيراني؟وبالمثل حزب الله؟يريدون الحرب على المسرح اللبناني؟حزب الله أتمنى له الاستفاقة من الغفلة.والوقوف منتصف الطريق أفضل من نهاية مؤلمة.وما رايته من ردود لمناضليه تدل على سوء تقدير للمجتمع الدولي ولمجيء امريكا العراق.وليس جبنا ولا خوفا ولا خيانة أن يقرا السياسي المتغيرات الدولية(لا كما يراها هيكل) وان يتجنب كوارثها ما أمكن ذلك. .حزب اله .لبنان تحررت.ما هي وسائل حشده الجديدة؟خارج لبنان؟لا شيئا.هنا لهذا لا يمكنني أن أكون معه.في تحرير الأرض نعم.وكل واحد يكبر له دوره مثلما هو الأمر للكل. .إيران هنا بعد خسارتها العراق تراهن على لبنان.لهذا أقول تشنج إيران ومغالاتها الأسباب كلها داخلية بحتة وقراءة مخابراتية بحتة أيضا لإمكانية تعطيل التغيير عربيا.لان عراقا ديمقراطيا وسوريا حرة ولبنان وأردن وتركيا تعني ضرورة مدااصلاحيا تحرريا داخل إيران. .هذا هو سبب مجيء نجادي.وعناده وخطبه لنحللها ونقرؤها في موضوعية سنجدها تصبّ هنا. .رفضي للطروحات الإيرانية يأتي ويندرج في هذه السياقات.وليس في غيرها.ونفس الشيء لسوريا.إيران بصيغتها الحالية ومثلها النظام السوري لماذا يمكن أن يدافع عنها الفرد وعلى غرار نظامنا ونظام مبارك؟ هذه الأنظمة أصلا قامت على خدمات معينة.وهذه الأدوار انتهت محليا ودوليا.هنا الأمر متروكا للأنظمة ذاتها.أما أن تخرج بما يحفظ لها ماء الوجه.وأما أن تخرج بمثل ما خرج صدام .ودعنا من حكاية التهريج الذي نراه عبر الصحافة العربية.أو مثل ما ذكرته الجزيرة البارحة..مبارك يتجاهل طلبا لعضو من الكنغرس في خصوص نور؟ .هنا وارجوا أيضا أن يكون الأخير.لو يقول ادم ارلي على سبيل المثال…الانتخابات المصرية مزورة وباطلة ونحن لا نعترف بها…..سنرى ما يحدث بعد هذا مباشرة دوليا وداخليا… .نحن لسنا من الأغبياء سياسيا.ودعنا من حكايات المخابرات الأمريكية وأمريكا…..الأنظمة المتعفنة هي التي تشتم امريكا أكثر من غيرها.وهي التي تتمسّح في ابتذال لا مثيل له.وهنا أيضا لا نتحوّل الى مردّدين لما قاله البارحة احد المدعوين من فيصل القاسم ولا نهج ومنهج الفضائيات العربية والصحف والدوريات وجون أفريك….امريكا هي المجرمة طالما هي تمسك بنظام تونس ومصر و… .لا وألفا لا.امريكا لها رؤيتها ومصالحها وأهدافها وبرامجها.ونحن من نناضل من اجل التحرير والبديل المدني علينا خوض هذه الحرب مع امريكا تحديدا.وسلاحنا الوحيد الذي يمكننا من النجاح هنا هو المصداقية والصدقية والموضوعية والجدية والقدرة على إيصال الرسالة والطمأنة على ان الفوضى لن تكون.وان الانتقام لا يوجد.وان تونس بما هو متوفّر من وضوح في الرؤية والهدف والوسيلة ستكون إلى الأمام.هذا هو هدفي من العلاقات الدولية.وهذا ما يجعلني لا أرى امريكا شرا كله ولا أخلاقا كلها أيضا.هي دولة يهمها امن العالم .ونحن جزء صغير جدا من هذا العالم.عالميا اليوم القوي سياسيا واقتصاديا هو من يكتشف عناصر قوته ويحكم إدارتها ووضعها في الإطار الدولي العام.العالم اليوم تبادل مصالح ومنافع وعلاقات في إطار من الحرية والتداول السلمي على السلطة. .خاسر من يعتقدأن أمريكاوحلفاءها سيتوجهون إلى إيران على حساب التغيير.التغييرركن أساسي في حيويةامريكاوامن العالم. .اعتقدهكذا تتوضّح رؤيتنامن كتاباتناالأخيرة.وقدوم تشيني بحاله.وهومن عرف ويعرف الأنظمة العربيةالخليجيةوتحديداالسعودية ومصرخلال حرب تحريرالكويت والتي لعب فيهادوراكبيرا جدا.وله علاقات مباشرة مع السعوديين والمصريين.الثقل العربي الأهم.وليت السعودية تدرك أنّ التغييرسمةالحياة وهي تستطيع ذلك في أريحية.لهاالخبرات العلميةوالبشريةوالمالية ما يجعلها في غنى عن عروبة ارتبطت بالتخلف والشر.لهاعلاقات واسعةجدامع امريكاتسمح لهاحتّى الدلال على الجانب الآخر.فلماذالا تستفيد من ذلك؟يعني العروبة يمكن بقيادة سعودية جديدة أن تصبح مرادفة للحرية والانتخابات الجدية.يعني في شكل أوضح يمكن للسعودية أن تؤثر في مصر وليس العكس. .يعني قدوم الرجل كان لمواضيع مصرية وسعودية وسورية وإيرانية وابعد من هذا بكثير.الحديث كان سهلا ومباشرا من الرجل ومع مستمعيه انطلاقا من المعرفة الجيدة من هذا لذاك.وان ذات المحاور أو جلّها كان وقع الحديث بخصوصها سابقا.للرجل معرفة كلية بذهنية الحاكم العربي. وهذا الحاكم يعلم أن الرجل صاحب فضل ولا يمكن الحديث معه إلا بشكل مباشر. .الرئيس بوش وعلى عكس ما أخرجته لنا الصحف العربية منذ يوم نجاحه في 2000عديم الخبرة في السياسة الخارجية و…هذا أيضا ما اختلف فيه مع الغير.امريكا ليست دكتاتورية تعمل بزعيم فذ وحكيم.وهذا لا يعد دعاية لبوش.وتوجيه بوش تشيني بالذات اليوم الى مصر والسعودية يؤكد حنكة الرجل ورهانه المتجدد على سعودية جديدة ومصرجديدة. .غريب الأمر.الغير يدرس كل شيء فينا ويراعي عيوبنا ويحاول فعل المستحيل لان نتغيرحتى وان كانت له مصلحة في ذلك؟ .هنا أقول لنخبة العربية المتمركسة والمنتظرة أن يتكرم عليها النظام من جديد بحرب مع الليبراليين أوالنهضة؟كيف يكون التغيير؟هذه أعظم قوة في العالم جربت كل الطرق وحاكمنا رافض الخير له ولنا؟خارج هذه القوة ماذا انتم فاعلون؟ .كتبت يوم الأحدالماضي على هذاالموضوع ولامني أيضاالكثير.الكتابةلديناهي للشكروللتنبيه وللاقتراح.لكن لهاخطاواحداالحث على التغيير.وفي كل الحالات نملك قلما وليس دبابة. .السعوديةمحمولةعلى الاعتقادبحكم ما تتمتّع به من ثقل أن حكاية فلسطين لن تدارمطلقابالطريقة السابقةوان القرب من أنظمةمتعفنةستزيدهامشاكلا.الحريةمطلبادولياوان اختلفت الطرق والمطالب بخصوصها.وعاش من عرف قدره.ومن له قدرا.يضع أمامه كل الفرضيات ونتائجها ويختارالأقل سوء في اتسع الحالات.ولاأتصورأبداالسعوديةفي حالةتعيسةإذا ما نظرت الى جغرافيتهاومكانتهاوقالت هاأنذا….كيف يمكنني التغييرداخليا مع المحافظة على علاقاتي الخارجية؟وان لا تراهن كثيرا حول نجادي؟وهذاالدكتاتوروذاك؟وان تكون هناك قرارات عربية فعلية جريئة في قمة الخرطوم.حكاية البلوك العربي ضد التغيير سيتهاوى. .خبرة بندر وغيره تصلح اليوم.أقول هذالان السعوديةالجديدة تعني لي الكثيرفي تونس.الرهان على الحرية وحده سيحمي الأنظمة ويغيّر لها من تحالفاتها. .آمل عبر هذا أن أكون أغلقت نهائيا باب بوش وترّهات الحاكم العربي وحربه المعلنة والمتستّرة من زمن لآخر بين الأخ وأخيه والجار وجاره باسم أعداء وهميين.وكل ما هو جميلا على هذه الأرض ليس من صناعتنا.عفوا نسيت أن الجزيرة هنا وبالمثل جون أفريك.
حسين المحمدي تونس Houcine_mhamdi@yahoo.fr   18جانفي 2006  


السيد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة:

الحرية لكل التونسيين والتونسيات’وليبراليتنا كبيرة الحلم والعقل’

حسين المحمدي   .طالعت مقالك ليوم أمس.والذي ورد مباشرة بعد هذا.والتمس منك إعادة قراءة هذا المضمون.
والوقوف خاصة عند التصريحات الجديدة لنجادي(1)وكلمة السيد حسن نصرالله ليوم أمس عبر المنار ونيوتفي (2)والتحركات السورية الأخيرة وتصريحات وزير خارجية السعودية وترنّح مبارك(3). .كماادعوك للقراءةالجديةلحديثي حول المعارضةوجديتهاونضالها.وتركيزي هناخاصة حول أمرين…هناك من يظن اللعب على النظام وسيلةلافتاك منه بعض الخيرات.وهذا اتجاه. وهناك من يلعب على كل الحبال ورهانه هناعدم التورّط في مواقف قوية مع الأمريكان أو مع غيرهم إذ قد تتراجع أمريكا؟بالنسبة لهؤلاء السياسة لعبة حظ وقمار.وهناك من يعمل بحكمة تقول…النظام يغرق يوميااتركه يغرق أكثر وطالماأنت من الوجوه أوالأحزاب المعروفة فان الأمر بالضرورة سينالك.تونس هنا بقرة حلوب.اليوم لدى الحاكم وغدا ربما لدى ماهوانتن.إذ هكذا ذهنا عندي شخصيا انتن من الموجود.وهناك رجالا ونسالا نالواالعذاب والتعذيب ولهم حضورا شعبيا وظلوا رغم هذا متواجدين.واقصد هنا حركة النهضة.ولكن لعلمي القائم على معطيات ميدانية محيّنة وعلى ما أمكنني معرفته حديثا..النهضة لم تتّعض قيد أنملة من الماضي جوهريا. .قلت في مقالي ليوم الثلاثاء ومن قبل اعرف بالمكان وتقريبابالنهج حضورالنهضة والحزب الحاكم.الأحزاب الأخرى جميعالا وجود لها. .الليبرالية الجديدة التي ستاسس حركة الأيدي والعقول النظيفة.سيكون الحكم لها أو عليها.نحن لا نتوجّه لسحب البساط من حركة أو حزب.ولا نقدم أنفسنا حزبا ليبراليا ونحن الامين العام والكاتب العام والأعضاء؟ومع ذلك تتم دعوتنا وتجرى معنا الحوارات؟تسكيرالباب على من هنا؟نحن لا ننفي نضال الحركة ولا ما عاناه رجالها.ولكن لا نهرول لها ولا نحتمي بها.ولا نتحالف معها من تكتيكات سياسوية للاستهلاك الخارجي.ولا نطالب بمنعها من المشاركة.ولا التخويف بها أو منها. .ليبراليتنا لا تستأصل.ولا تهمين.ولا تسعى لذلك مطلقا.هي تياراينموفي هدوء كبير.نقول نحن جزء  من تونس الجديدة.ومن كان يبكي منذ سنوات وسنوات من القهرولأنه حاول الإصلاح فصار بذاته محل ريبة..لا يمارس ذلك بتاتا. .اختلافي جوهري معكم.انتم تعتقدون أن الحركة بإرثها ومعاناتها هي الأولى بالحكم ربما.وهذا من حقكم ومن طموحاتكم.ولكن شخصي الكريم لو تتاح لي الفرصة وأكون قادرا فعلا على تنظيم انتخابات حقيقية وجدية وفي تساوي كلي من حيث الإعلان والدعاية والترشح والتسجيل والتصويت ..أكون مسرورا وأقول لك وللعالم النهضة ستكون موجودة وفي نسبة معينة لا أقول كذا وكذا لأنني سأقتل الانتخابات قبل بدايتها وسأعمل بنظرية الديمقراطية الوفاقية التي تحدد المترشحين والناخبين والأصوات وندوة وزير الداخلية قبل بداية العملية؟وهي ديمقراطية شعبان؟ .لو كان الأمر بيدي لأعدت كل أبناء البلد إلى تونس.ولمكنت كل صاحب طلب في تأسيس حزب خلال ثلاثة أيام من تاريخ ايداع الطلب وبالمثل الجمعيات شريطة أن لا يكون عضوا واحدا من المؤسسين فاسدا.ومن اجل المال يجعل الكون يفنى. .الأحزاب الحالية التي راهنت أنت وتراهن عليها..لها من العمر الكثير ماذا فعلت؟أضربت يوم 18اكتوبر وقالت بعد 18سنة نحن ربنا كما خلقتنا؟لماذا أعطاهم النظام تحديدا أحزابا ومنعها عنك مثلا؟نحن لسنا لعبة.وجوها أخرى داخل وخارج تونس احتكرت وتحتكركل مجال ولم تحقق مطلبا واحدا.واقولها لك بوضح وصدق….بنعلي يخاف تمردشرطياولا يكترث بتاتامن صياح هذاوذاك.. لأنه يعرف الحدود وماذا فعل لهم وبهم ومعهم؟ .ما هو موقفك المبدئي من النظام حتى لو أطلق لك سراح كل المساجين؟ومكنك من حزب؟هل تفعل ما فعل عاكف في مصر؟هل العمل من خلال دين يجعل صاحبه يتكتك مثلنا نحن الذين نعمل دون حكمةإلهية ونتجادل في الممكن؟نحن نتجادل بما ارضي وبشري ومع ذلك لا نعمل بالختلة. .يوم الأحدالماضي في التنويه الذي وجّهته إلى تونس نيوزقلت للمعارضة والحاكم موقفي القديم الجديد.وأتمنى أن تعود إليه. .فوزحركةالإخوان المسلمين في مصرطبيعي جدا.طالما أن الليبرالي يخرج كاراكوزا أوبرأسه. وطالما الحاكم يلعب بهذه الحركات كخويفة.وأقرا يوميا تقريبا ما يصدر عالميا.وما يكتب.وندور في الفراغ.الحركات الدينية من حقها التواجد والتحرك والعمل.ولكن إذا ترك لها المجال لوحدها ستكون نكبة على البشرية.وهذا ما تحرص الدكتاتوريات على إبقائه. فتح المجال أمام الجميع هو السبيل الوحيد.وشخصيا اطلب من الحرة تحديدا أن تخصص لي لقاء مع أفضل منظر أو رئيس لحركة إسلامية ما.ليدافع هو عن فكرته.ولأدافع عن فكرتي في اطار من الاحترام الشديد وليكن بعدها استفتاء ليس على طريقة الفضائيات العربية.بل عبر العالم طبعا من خلال ترجمة كلام كل واحد منا.هكذا نؤسس لتقاليد جديدة.وهكذا تساهم الحركات الإسلامية نفسها في نضج سياسي. .العكس تماما حدث ويحدث.هل ما برز في مصر تراه ايجابيا؟نور ذبح بختلة.نفخوا فيه في الهواء.وذبحوه في الصحيح؟كيف كان موقف عاكف؟من ذاق الظلم والسجن لا يريدهمالعدوخاصة إذا كان من رجال سياسة وفق المقدس.لقدوضعوامعي مرة سجانا في وزارة الداخلية(العملية مقصودة) كان هو يروي وأنا احتقره واحتقر نفسي.والله كنت ابكي أحيانا والعن اليوم الذي دخلت فيه النظام.وقالها احد الأصدقاء منذ يومين. .حركة الإخوان المسلمين في مصر تصرّفت بأنانية شديدة وبحسابات سياسية خاطئة.وهي ارادة مبارك.هل يعطي المجتمع الدولي مصر إلى الإسلاميين خاصة وهو يعلم حيل مبارك؟ لو كانت هناك حرية وتساوي فرص ..وعكس ما يتردد المجتمع الدولي يقبل اللعبة. .هناالفوزاحيانا مصيبة.وهذا ما أراه للإخوان.مكانهم كنت ارفض الوصل إلى نتيجة كهذه واعمل على انضاج عملا سياسيا مدنيا. .الحركات الإسلامية تبنت مفردات جديدة وليس خطابا جديدا.واقل اختبار لها ميدانا يظهرها على حقيقتها.هذا خلافنا مع الحركات.نحن نفهم السياسة ونريد بناء صحيحا.ليس أن يجتمع ديلو مع الهمامي.فنتحدث عن التطور وتجاوز الإيديولوجي و….أكثر من هذا تجمعوا حول من؟ وحول ماذا؟وكيف انتهى التجمع؟ .الشخحص الذي جمعهم هو رئيسا لحزب سياسي معترف به وله صحيفة.واكرر واقولها بالوضوح لتعطى لي الصحيفة ولمدة ثلاثة اشهر لا غير ونرى بالملومس كم يصبح القراء؟ وماذا سيكتب؟ثلاثة اشهر بالحساب سيكون منخرطي حزب الشابي بعشرات لالاف.وطلبت هذا مباشرة من الشابي؟والى اليوم منذ ديسمبر2004انتظر؟ .في الخارج نفس الوجوه الباهتة.الفضائيات العربية أفضل تجربة يمكن الحديث عنها.صحفيون جلهم من التيارات الإسلامية والقومية ماذا فعلوا ويفعلون؟اليوم ومنذ 11سبتمبرحماية الدكتاتوريات عمليا لحسابات خاطئة تماما.هذا هو العجز الفكري.وهذا ما رفضناه ونرفضه.النظام يحاصر والمعارضة تحاصر وهي غير ماسكة بالسلطة؟هذا مخطر وخطير.وعريناه ونعري. .رجال متواجدون في الخارج؟ويعملون بنفس شبح النظام؟منطلقات جهوية تعيسة ونتنة.نحن لسنا مع جهة ولا ضدها.نحن مع الوطن.ونحن لسنا من دعاة خروج محمدا ودخول عليا.بشرط أن يعطينا عظيّم معه؟ . .حلمنا اكبر من هذا.ونعمل له بخطى السلحفاة.ومباشرة.ولا نملك إلا قلما وقلبا كبيرا ورجولة. .عيب من يتصوّر نفسه رجل سياسة.انه غطس في المال أو في العطش الأخلاقي.نحن كنا في الخمج وحاول هذا الخمج أن يوسّخنا بكل الوسائل ولكنه فشل.يمكنني التباهى بذلك ودفعت  الثمن الكبير صحيا على وجه الخصوص.واعمل لتونس ودون طموح في السلطة.قد توقّف مهمتي عند تغيير حقيقي ووجود قيادة حقيقية مطلقاتها غير جهوية وغير مالية.الحرية لتونس.تونس تحتاج كل فكرة من أولادها.ولا تحتاج أكثر من 10الاف رجل امن.وهنا قلت لأحد الأشخاص في وزارة الداخلية…تونس يمككنني تسييرها مباشرة عبر 24رئيس منطقة دون واليا ولا معتمدا ولا ديوانا ولا مديرين عامين.ولا مئات المليارات.ذهب مباشرة حيث يجب.والحديث هنا مرة أخرى. .قلت ب24مسئولا فقط.طالما الأحزاب والمجتمع المدني والقضاء والوزارات الأخرى تعمل. وصاحب الحق يأخذ حقه.لماذا حوالي 200الفا؟وعشرة آلاف أعداد كبيرة. .هذا هو طموحنا.ونملك له الإمكانيات والطاقة والمعرفة الدقيقة.لهذا ولغيره لا نرى ما يقال عنها أحزابا قادرة على الفعل.وكذبة حكاية نحن كتلة.ومتعاهدون ومتحالفون.المسالة أخلاقية وسياسية. .كنت انتظر من السيد راشد الغنوشي التعليق حول حركة الأيدي والعقول النظيفة؟ولكن… .قال احد الاصدقاء البارحة أنني كنت ابكي أحيانا عندما عرفت ما كان يفعله من يدعي حقوق الإنسان والحرية ومن يتقدم المظاهرات و…؟من لم يدخل وزارة الداخلية لا يعرف تونس والتونسيين.ولعل هذا احد الأسباب التي جعلتهم يدخلونني الداخلية لأرى الخمج.وبعدها اعرف الناس.عرفت ولكنني رفضت الطريق.من ادخلني كان بذهنه فكرة…منضبط في بيئة فاسدة يفسد…وشخصيا خيرت أن أكون غير منضبط على أن أصبح فاسدا.كان يريد أن يصنع مني… ولهذا كما رأيتم ونرى وسنرى لماذا يعين بنعلي وزير الداخلية أمينا عاما للحزب.يأتي إلى الوزارة يعرف الرجال؟وبعدها تراه ينظرإلى الوجوه متصفحاخبراهناوهناك.لهذااكرر ذات الوجوه لا تخيف الدكتاتورية تخاف الجدية والجدي.والصادق خاصة إذا عرف رجالها معدن الرجل وهدفه. .أتمنى أن أكون قد وضّحت الطريق على الغنوشي نفسه وبنهج مباشر.وعلى الأسئلة التي لازالت تطرح وهناك.رهاننا على التغيير كبير جدا.ورسالتنا مرت وتمرّ.ونحن من دعاة ليبرالية كبيرة القلب جميلة اللسان والحلم.لها علاقة كبيرة بالتفاعلات الدولية.مرحبا بكل من يرى في نفسه هذه الصفات. .في الختام اذكّرالحرة بان تكون الأولى من ينظّم حلقتي حوار.التيارالليبرالي وحركة النهضة في تونس..الطرح والواقع.الليبرالية تقدم كأفراد معزولين.لو وقعت انتخابات حرة تلتهمهم التيارات الدينية على غرار ما تفضّل به مبارك في زياراته الأخيرة.ومايقوله لزوّاره.وهذاغيرصحيح.
حسين المحمدي في 19جانفي2006  
————————————————————–

ملاحظة على الماشي

.وزير العدل يلقي محاضرة خلاصتها الموظف محمولا على الولاء للدولة؟هذا يعني انه محكوم عليه رؤية الفساد والإفساد وان لم يغطس فيه يقبله؟إن لم نجدعدوّا نحاربه ونجيّش له البشرعلى غرار ما يفعل نجادي من هناك مسحا لما قام به خاتمي؟نحارب من هو تحت الرّحمة.الموظف. .هذا الموظف من المفروض انه مواليا تلقائيا لدولة.فهو من خيراتها ينعم.وهو ابنها منذ 1957؟ وتحديدامنذ1987؟حيث يتعلم مناالعالم التضامن الحضارة والحكمة؟التوجّه إلى الموظف ماذايعني؟ .يعني عملا وتدبيرا في هذا الإطار.ردعا هنا وتهديداهناك وتخوينا لذاك.الموظف هو عماد الطبقة الوسطى.وهي عماد التغيير.لهذا ذهبوا إليها بعد أن راهنوا على تدميرها؟وذات يوم من الأيام كتبنا لوزيرما..حول انهيارالطبقةالوسطى فجاء بعد يومين وعبرجون أفريك في 1999.الورقة كانت بعنوان تشريعية ورئاسية 99…رأينا فيها لبنعلي مدة رابعة شريطة خروجه في 2004 ودخولنا فعليا الديمقراطية…الورقة معلومة حتى وان خاف جغام وبوعزيز…صاحب جون افريك قال الطّبقة الوسطى بخير في تونس…وجدت من كتب معي يبكي من الخوف؟وجون أفريك موجودة لماذاتسيء إليناهذه المجلةوالتي هي من لحمناودمنا؟ الوزيرالذي تسلّم الورقة بداية هومنصرالرويسي…هاهوالتاريخ يعيد نفسه..اليوم التكاري..وأمس الاخزوري..وقبلها….سيستام لا يهم فيه من يلعب؟ لقد أعددت أكثرمن217 دراسة.لو طبق منها بنعلي العشر لكان اليوم قبلة الزائرين.هم ضربواوأناازددت إصرارا.لنا رؤية لدولة ولإنسان. التاريخ يعيد نفسه…ونتوجه للطبقة الوسطى خوفا من مطالبتها بالحرية.فنخونها ونجرّمها مسبّقا. .رايتم كيف يفتحون على انفسهم يوميا بابا؟هذا ذهن يحكمنا.وهذا ما كنّا نفعل داخل النظام وفي صمت. .انصح وزير العدل بالعقل.كما نصحت الأستاذ الحبيب بولعراس قبيل انعقاد القمة المغاربية في نوفمبر الماضي أن نرى بولعراس ايّام زمان.واذاكان هومن اختارالتقاعد فحسنا فعل.تونس ولاّدة.مراسلتي الاكترونية ذكّرته بما كان يكتب وكيف قال لا لبورقيبة وما ادراك؟…نسي وزير العدل أن التونسي ذكي…وكل من طلب منه طلبا غير أخلاقي ولا قانوني جاهر به وسيجاهرون وحركة الأيدي النظيفة ستمرّ من هنا.ولهذاحذّروزيرالعدل الموظفين.الأمرانطلق.لا خوف بعد اليوم هكذا قال بنعلي يوم 7نوفمبر1987؟
 

 

وزير التعليم العالي في فضيحة الجامعة التونسيّة:

هل هو رجل قانون أم عازف قانون؟

فادي جمال الدين   كلّ من قرأ رواية العرّاب The godfather/ Le parrain  لماريو بودزو Mario Puzzo، ثمّ شاهدها بعد ذلك على شاشة السّينما لا بدّ أن ينبهر بإخراج فرانسيس فورد كوبولاFrancis Ford Coppolla ، وأداء مارلون براندو Marlon Brando الرّائع وآل باتشينوAl Pacino  المذهل. فقد حوّل ثلاثتهم قصّة من قصص المافيا الإيطاليّة بأمريكا إلى رائعة من روائع الفنّ السّينمائيّ. لكنّ المتأمّل في الرّواية يجد أنّ الشّريط على روعته قد قصّر في تصوير شيء أساسيّ في عالم الرّواية يقوم عليه نظام المافيا، هو الأومرتا Omerta. فما الأومرتا؟ إنّها الصّمت بما هو سكوت على الجريمة وإن كان المتضرّر من السّكوت والد الضّحيّة أو ابنها، والدة الضّحيّة أو زوجته، صديق الضّحيّة أو قريبها… ففي نظام المافيا من يتكلّم، ويفضح اسم المجرم القاتل يقتل دون شفقة، ومن ينتهك الأومرتا ويخترق جدار الصّمت يعرّض نفسه للموت. ولكن لماذا الحديث عن الأومرتا وفي بلدي الآمن، تونس الخضراء، لا توجد المافيا، ولا كان لها في ربوعه أثر؟ نعم ليس لنا مافيا، ولكن عندنا أومرتا من نوع خاصّ لا تعرفه المافيا ذاتها، لأنّه من ابتداع وزارة التّعليم العالي، أومرتا حديثة العهد، لم تظهر إلاّ حين تولّى معالي الوزير الحالي زمام وزارة التّعليم العالي. ففي عهده السّعيد صرت أشعر بخوف لم أحسّ به من قبل، خوف لا أستطيع أن أحدّده بدقّة، ولكنّه يذكّرني بخوف الممثّلة الأمريكيّة جودي فوستر Jody forster في شريط صمت الحملان Le silence des agneaux، خوف غريب لم أعرفه إلاّ في قاعات السّينما، سرعان ما يتلاشى حينما تضاء قاعة العرض بأنوارها. أتساءل اليوم: هل تكفي  » أضواء المدينة  » (عنوان شريط السّوري محمّد ملص) لتبديد هذا الخوف عندما يصبح الخيال السّينمائيّ والرّوائيّ واقعا رهيبا، وتنقلب الأومرتا المافيوزيّة إلى ممارسة يوميّة يشعر بها كلّ من اقترب من مكاتب وزارة التّعليم العالي ومكاتب رئاسة جامعاتها؟ ففي خبايا هذه المكاتب، ووراء حيطانها، تمارس الأومرتا بحذق لا يعرف سرّه سوى معالي وزير التّعليم العالي أو العرّاب، إذ لا بدّ لكلّ سياسة تمارس الأومرتا من عرّاب: عرّاب حقيقيّ يثير الرّهبة والخوف. وقد أفلح معالي الوزير في أداء هذا الدّور. فمنذ تعيينه في هذا المنصب، أقصد منصب الوزير، وهو يبثّ عبر زبانيته الخوف في صفوف الأساتذة بجميع درجاتهم. وقد نجح في ذلك إلى حدّ بعيد,خاصّة بعدما تورّط في فضيحة علميّة كان هو أحد مهندسيها بمعيّة بعض السماسرة و على رأسهم أحد الذّين عبثوا بشرف الجامعة في سوابق لا تحصى , و نعني به السيدّ عبد المجيد البدوي. والسّبب كما يروج في الكواليس: معالي وزير التّعليم العالي غاضب هذه الأيّام غضبا شديدا. وهو يبحث عن كبش فداء يصبّ عليه جامّ غضبه. وبطبيعة الحال، ليس من عادة العرّاب أن يغضب إلاّ إذا كان يوجد ما يدعو إلى الغضب. فهو مثلا لم يغضب من سيادة رئيس الجمهوريّة التّونسيّة لمّا أفسد عليه متعة انتصاره على نقابة التّعليم العالي وأعلن رسميّا إبطال كلّ الإجراءات والعقوبات المتّخّذة ضدّ بعض الأساتذة الجامعيّين من الّذين شنّوا إضرابا إداريّا جاوز الشّهر، لم يصغ فيه العرّاب ووزارته إلى مطالبهم، رافضا بتصلّبه وتعنّته الأسطوريّ كلّ أشكال الحوار معهم. وكيف يحاور ويفاوض، وعرّاب وزارة التّعليم العالي يعشق الأومرتا. لم يغضب من قرار سيادة رئيس الجمهوريّة التّونسيّة عن مضض لأنّه وإن أعيدت للمضربين من الأساتذة رواتبهم فقد حافظ على سياسة الأومرتا بالانتقام الصّامت، عبر بعض رؤساء الجامعات ومديري المعاهد العليا، من بعض المضربين (ومن اشتبه في ولائهم أيّام الإضراب) بطرق متنوّعة وملتوية كرفض مطالبهم (منح، سفر للمشاركة في النّدوات، سنة تفرّغ، عقد عمل ببلد أجنبيّ، التّدريس بعد التّقاعد…) وقبول مطالب الأساتذة الّذين استبسلوا في إفشال الإضراب الإداريّ. نعم لم يغضب العرّاب بسرعة، فقد ظلّ يطبخ سيناريوهات انتقامه على نار هادئة إلى أن انفجرت في وجهه، في مجلس النّوّاب، فضيحة علميّة كان طرفا فاعلا فيها. هذه الفضيحة قد تناقلتها الصّحف التّونسيّة والعربيّة والمجلات الالكترونيّة1.ولا نرى فائدة في استعادة تفاصيلها، ولكن نذكّر القارئ الكريم بأنّها فضيحة تتعلّق بسرقة علميّة أقدمت عليها أستاذة باحثة في الجامعة التّونسيّة،و هي السيّدة منية الحمّامي, وكوفئت على سرقتها بمنحها شهادة دكتورا الدّولة و اقتراح ترقيتها إلى رتبة أستاذ محاضر. وعندما سأله النّوّاب عن هذه السّرقة ردّ بما معناه أنّ الوزارة غير مسؤولة عن السّرقات العلميّة والأدبيّة لأنّ اللّجان المعنيّة هي الّتي تتولّى هذه الأمور. ومنذ ذلك اليوم ومعالي الوزير غاضب، وإليكم قائمة المغضوب عليهم: 1 بعض الصّحافيّين و الجامعيّين الّذين فجّروا هذه الفضيحة. فقد علمنا أنّ أحد أعضاء لجنة انتداب الأساتذة المحاضرين من الّذين صوّتوا لفائدة الأستاذة الباحثة حتّى ترتقي في رتبة أستاذ محاضر و هو السيّد عبد المجيد البدوي هدّد بأن يقلب الطّاولة على الجميع , و أن يكشف كلّ الأوراق  في إشارة إلى أنّه لا يتحمّل تبعات هذه الفضيحة وحده..و هذا ما يسمّى بسياسة التّعويم , و كأنّه يقرّ بحقيقة ما أقدمت عليه السيّدة منية الحمّامي من سرقات. ولا نحتاج إلى الرّدّ على هذا العضو لأنّ فضائحه المتنوّعة الّتي نشرت في بعض الصّحف المقرّبة جدّا جدّا من السّلطة ,تغنينا عن كلّ نقد وردّ.2 كلّيّة الآداب والفنون والإنسانيّات بمنّوبة لأنّ أحداث الفضيحة العلميّة انطلقت منها، علما بأنّ الأستاذة بطلة الفضيحة تشتغل في هذه الكلّيّة، وهي تدرّس علوم اللّغة بقسم العربيّة..   وفي المقابل: ليس غاضبا على الّذين تسبّبوا في الفضيحة. 1 ليس غاضبا من الأستاذة الدكتورة الباحثة الّتي سطت على بحوث غيرها من الأساتذة والباحثين دون أن تحيل عليهم في أطروحتها ومقالاتها. ألا يعلم معالي الوزير، وهو رجل القانون، أنّ ما أقدمت عليه هذه الأستاذة يطاله القانون المنظذم للملكيّة الفكريّة، وأنّه يمكن للمتضرّرين رفع قضيّة في هذا الشّأن. 2 ليس غاضبا من الأستاذ المشرف (وهو الوزير السّابق لوزارة التّعليم العالي السيّد عبد السّلام المسدّي)  الّذي كان على علم بوجود السّرقة ,  نعم كان على علم بوجود السّرقة ,لكنّه لم  يتحرّك في الاتجاه الصّحيح(قد يكون ظنّ أنّ الأمر لا يتجاوز بضع صفحات)  .و لا نجد من عذر لبعض أعضاء اللجنة التي ناقشت هذه الأطروحة المهزلة سوى عدم التفطّن إلى جميع السّرقات و هي تعدّ بالعشرات.و هو ما تلافاه العضوان المقررّان في لجنة الارتقاء إلى خطّة أستاذ محاضر فقدّما قائمة مفصّلة في عدد هذه السّرقات شملت الأطروحة و المقالات المنشورة للسيّدة منية الحمّامي.3 ليس غاضبا على لجنة انتداب الأساتذة المحاضرين للسّنة الجامعيّة (2004 ـ 2005). وقد بات من المعلوم والمشهور المفضوح أنّ ثلاثة من أعضائها قد صادقوا على انتداب الأستاذة بطلة الفضيحة في رتبة أستاذ محاضر، وهم :رأس الفتنة عبد المجيد البدوي , و شاهد الزّور فرحات الدّريسي الّذي استولى على عضوية هذه اللّجنة بعد أن عزل الوزير الأستاذ الأزهر الزّنّاد المقرّر معاقبة له على تحريره تقريرا سلبيّا في ملفّ السيّدة منية الحمّامي (أمّا ما قيل عن طعن المترشّحة في نزاهة هذا المقرّر فهو مخالف للقانون لأنّه لا يمكنها الطّعن أو القدح في هذا العضو أو ذاك بعد أن قبلت عضويّته في الدّورة الأولى أي دورة 2004. و السيّد الوزير وهو رجل قانون أعلم منّا بعدم قانونيّة ما أقدم عليه في الصّائفة الماضية).و أخيرا السيّد توفيق الزّيدي الّذي طلب نقلته إلى كليّة الآداب بسوسة في ظروف غامضة و بعدما شرع في العمل في كليّة الآداب بمنّوبة. و الغريب أنّ السيّد الوزير استجاب بكلّ سرعة إلى رغبة السيّد الزّيدي , و لا ندري هل للأمر علاقة بما كانت هذه الجماعة تهيّئه في شأن الفضيحة العلميّة المذكورة.و المهمّ أنّ هؤلاء كانوا على بيّنة من أمرهم وعلم تامّ بأنّ ملفّ الأستاذة المترشّحة يغلي بالسّرقات سواء في الأطروحة أو في مقالاتها بما يناهز 260 صفحة أو أكثر. 4  ليس غاضبا على نفسه وهو الّذي أقدم على إمضاء قرار اقتراح الأستاذة بطلة الفضيحة في رتبة أستاذ محاضر وعلى مكتبه ملفّ ساخن فيه تقرير مفصّل يبيّن ما اختلسته الأستاذة من ملكيّة غيرها الفكريّة، ويثبت بالبراهين ما سرقته من صفحات وصفحات وانتزعته من فقرات وفقرات من كتب ومقالات لباحثين تونسيّين وكتّاب معروفين من الأشقّاء العرب. 5 ليس غاضبا على مستقبل الشّهادات العلميّة التّونسيّة. فهي تسند عنده إلى الأشخاص ولا اعتبار عنده للعلم وأخلاقيّات العلم. فمصداقيّة الشّهادات آخر ما يفكّر فيه معالي الوزير وإلاّ كيف نفسّر استهتاره الغريب بشهادة علميّة تونسيّة من أعلى طراز، هي الوحيدة الّتي تحمل اسم الدّولة. فدكتورا الدّولة كما هو معروف على نوعين: إمّا فخريّة تسند لشخصيّات رسميّة بنيّة تشريفها، وإمّا علميّة تسند لمن أنجز أطروحة وفق المواصفات العلميّة العالميّة. وللأسف هذه الشّروط غير متوفّرة في الأستاذة بطلة الفضيحة فهي وإن كانت من الشّخصيّات الّتي لا يمكن تشريفها إلاّ بقدرة قادر، هي في الآن نفسه من الشّخصيّات الّتي نالت شهادة دكتورا الدّولة ورتبة أستاذ محاضر بقدرة قادر. نعم شهادة فيها كلمة الدّولة. لا أدري إن كان معالي الوزير، وهو أستاذ الحقوق والقانون قد أنسته سياسة الأومرتا وأعباء العرّاب في وزارة حسّاسة كوزارة التّعليم العالي معنى كلمة « الدّولة ». الدّولة يا معالي الوزير ليست قرية بن عون من ولاية سيدي بوزيد، الدّولة الّتي تنتمي إليها هي تراب الجمهوريّة التّونسيّة من شماله إلى جنوبه، وملايين العائلات الّتي ضحّت بالغالي والنّفيس من وقتها وثروتها في سبيل تعليم أبنائها حتّى يحصلوا على شهادات علميّة. فهل أنستك الأومرتا يا معالي الوزير إلى هذا الحدّ معنى كلمة « دولة »؟ إن كان معالي الوزير قد نسي فإنّنا نذكّره أنّ الشّهادات والشّعارات والرّتب والألقاب والشّارات ليست ملكا من أملاكه يتلاعب بها كما يريد، يمنحها لمن يحبّ، ويحجبها بإرادته عمّن لا يحبّ. ونذكّره كذلك أنّ الشّهادات ملك الدّولة لأنّها تمثّل هيبتها وسلطتها الرّمزيّة. وكلّ من يتلاعب بها ويستهتر بقيمتها فيمنحها لكلّ من هبّ ودبّ من اللّصوص والسّرّاق والسّارقات إنّما هو يتلاعب بهيبة الدّولة ويستهتر بسلطتها الرّمزيّة الّتي يمثّلها شخص رئيس الدّولة.
لا أدري إن كان معالي الوزير على وعي أو لا  بأنّ سياسة الأومرتا الّتي برع فيها إلى حدّ الآن ومازال متماديا في ممارستها لأنّه (ربّما) لا يحسن غيرها إنّما هي انتهاك لهيبة الدّولة واستهتار بثقة الرّئيس الّتي أودعها فيه. إن كان واعيا بذلك فإنّنا نتساءل متعجّبين: لماذا هذا الصّمت المريب والسّكوت الغريب على فضيحة علميّة فيها مساس بمصداقيّة شهاداتنا الوطنيّة، ومساس بأخلاقيّات البحث والتّدريس في الجامعات التّونسيّة، ومساس بهيبة الوزارة والدّولة معا؟ لماذا لم يشرع في فتح تحقيق في قضيّة هذه الفضيحة العلميّة؟ لماذا لم يعقد ندوة صحفيّة يوضّح أو يكذّب ما نشرته الصّحف التّونسيّة والعربيّة؟ ألم يعترف معالي الوزير ضمنيّا بوجود سرقة علميّة أمام مجلس النّوّاب لمّا تبرّأ من السّرقة ملقيا مسؤوليتها على اللّجان العلميّة المختصّة؟ ثمّ إذا كان معالي الوزير يؤمن بعمل اللّجان العلميّة فلماذا أقدم على ما لم يقدم عليه أحد من الوزراء السّابقين، حين حوّر من تركيبة لجنة انتداب الأساتذة المحاضرين (وتدوم صلاحياتها في العادة سنتين متتاليتين)، وعوّض أحد أعضائها، المطعون زورا في نزاهته، بعضو آخر، بعيد كلّ البعد عن اختصاص المترشّحة؟ أليس تدخّل معالي الوزير مريبا وقد يعرّضه لمحاكمة قضائيّة لأنّه شكّل لجنة كان يعرف سلفا أنّ ثلاثة من أعضائها، وهم في الوقت نفسه ثلاثة من مستشاريه، سيصوّتون بالموافقة على انتداب الأستاذة بطلة الفضيحة في رتبة أستاذ محاضر؟ فكيف يتبرّأ معالي الوزير من فضيحة كان مضطلعا بدور عظيم فيها؟ ولندع المسألة العلميّة جانبا، فهي آخر ما يفكّر فيه العرّاب وزبانيته، ولننظر إلى الفضيحة من زاوية أخرى. كيف يمكن لهذه الأستاذة الباحثة الدكتورة أن تدرّس وتؤطّر وتشرف على بحوث الطّلبة في الماجستير والدكتورا بعد أن علم الرّأي العامّ التّونسيّ والعربيّ بأنّ هذه الأستاذة قد نالت ما نالت من الاستحسان والمكافآت بفضل سرقاتها وسطوها السّافر على ملكيّات غيرها الفكريّة؟ أيُّ مثال علميّ وأخلاقيّ نقدّمه لطلبتنا في مجال شديد الحساسيّة يقتضي التّقدّم فيه التّحلّي بأخلاق علميّة لا غبار عليها؟ وكيف يمكن أن نثق في أصالة الدّروس الّتي يمكن أن تقدّمها هذه الأستاذة في القسم أمام طلبتها؟ بل كيف يمكن السّماح للسّرّاق واللّصوص بالتّدريس في حرم الجامعة؟ هل نسينا إلى هذا الحدّ أنّ الجامعة ليست زريبة وإسطبلا للحمير ووكرا للّصوص؟ وبعد كلّ هذا أبالأومرتا وسياسة التّرهيب والغضب والانتقام تداوى هذه الأمراض وتعالج هذه الفضائح؟ أيّها القارئ الكريم، أعلم سلفا بما سيحدث. فالسّيناريو قد رسم بحذق شديد: ستلتزم الوزارة الصّمت وتمارس الأومرتا إلى أبعد حدّ، وتراهن على ذاكرة النّاس القصيرة والنّسيان ونهاية سعيدة ترضي بعض الأطراف فقط شعارها: عفا الله عمّا سلف. ستظلّ الأستاذة بطلة الفضيحة دكتورة وأستاذة محاضرة تلقي دروسا مسروقة، وتعلّم الطّلبة فنّ السّرقات، وربّما بلغ بها الأمر إلى تأليف كتب في فنّ السّرقات العلميّة، وكتابة مذكّراتها. ولم لا، فهذا الفنّ في هذه الأيّام قد تخصّص فيه أصحاب الفضائح. وسيصبح معالي الوزير من الشّخصيّات العالميّة الّتي تحاضر في جامعات الدّنيا في فنّ الأومرتا الجديد. إنّنا نراهن  على صدق الكلمة لتحريك الهمم والخواطر والنّفوس النّبيلة حتّى تكون جامعتنا حرّة لا يلوّث حرمها وعلمها الأوغاد واللّصوص.و إنّنا نراهن أخيرا على تدخّل مباشر من رئيس الدّولة حتّى يضع حدّا لهذه التجاوزات الخطيرة و التي نجملها في : 
1:الكذب أمام نوّاب الشّعب , فما قاله الوزير من كون مسائل التّرقيات من مشمولات اللجان العلميّة لا من مشمولات الوزارة مغالطة للرأي العاّم , فهذه اللجان دورها استشاري بحت , و الوزير هو الّذي يقترح قائمة في من سيرتقون إلى رتبة أستاذ محاضر. 2:عزل أستاذ في لجنة علميّة دون وجه حقّ و قبول طعن في نزاهته بعد أن  قبلت الطّاعنة عضويّته في دورة سابقة. 3:عدم الأخذ بعين الاعتبار ما تضمّنته تقارير دورة 2004 و دورة 2005 في شأن ملفّ السيّدة منية الحمّامي وثلاثة منها تؤكّد وجود سرقات علميّة في جميع أعمالها تقريبا . 4: التدخّل المباشر في عمل اللجنة من خلال تحوير تركيبتها و التّأثير على بعض أعضائها ممّا حمل عضوين كانا صوّتا في دورة 2004 ضدّ المترشّحة على تغيير موقفهما فصوّتا لصالحها في دورة 2005 5:تلاعب الأعضاء المشار إليهم سابقا بمصداقيّة الشهائد العلميّة و التّرقيّات المهنيّة. و لا نستغرب أن يعيّنهم الوزير مستقبلا في مناصب عليا (و قد سمعنا أنّ السيّد فرحات الدريسي موعود برئاسة معهد في تونس العاصمة). .أخيرا نؤكّد أنّ القضيّة التي نتناولها قضيّة علميّة و إداريّة بحت ,و لا علاقة لها بالانتماء السياسي للسيّد الوزير و لا لأفراد هذه المجموعة المتورّطة معه,و لا أدلّ على ذلك  من أنّ أغلب الوزراء الّذين تداولوا على مسؤوليّة وزارة التّعليم العالي هم من الحزب الحاكم.لكن لم يتورّط أحد منهم فيما نعلم في فضائح علميّة كالّتي تورّط فيها الوزير الأزهر بوعوني.و كلّ ما نطالب به فتح تحقيق جدّي في الموضوع و معاقبة كلّ المتورّطين ,و إحالتهم على القضاء إن لزم الأمر,فهؤلاء أصبحوا عبءا ثقيلا على الجامعات التّونسيّة و على سمعة التعليم العالي في بلادنا.وعلى كلّ سيبقى التّعليم العالي في تونس عاليا شامخا و سيظلّ البحث العلمي كما يشهد بذلك الأجانب قبل أهل الداّر مفخرة هذا الوطن.و إنّي أدعو كلّ الجامعيّين من مدرّسين و عمداء و مديرين و رؤساء جامعات إلى مقاطعة الوزير في جميع الأنشطة التّي يدعو إليها ,فمن العيب و من الكبائر أن نشارك الملطّخةُ أيديهم في انتهاك حرمة الجامعة أنشطَتَهم . و هذا ما وقع للأسف مؤخّرا عندما سلّم الوزير الأزهر بوعوني الدكتورا الفخرّية للسّيد الشاّذلي القليبي و الأديب الراّحل محمود المسعدي.و هذا عين الفحش ,فكيف يمنح حامي السراّق و اللّصوص والّذي لم يتورّع على الكذب في حرم البرلمان , أوسمة العلم و المعرفة؟ لكن إذا لم تستح فافعل ما شئت,و كيف يستحي من لا حياء له؟ و ليتأكّد السّيد الوزير أنّنا لن نصمت و لن نغلق الملفّ حتّى يتحمّل مسؤوليّته كاملة. و سياسة الأومرتا التي ينتهجها لن تنجيه ,و لينتظر نشر ما سيقيم الدليل القاطع على أنّ كلّ قيل حول تورّطه  و تورّط المتواطئين معه ,أمر لا يرقى إليه الشّك.و إنّنا نتحدّى الوزير و جماعته أن ينشروا تكذيبا واحدا حول هذه الفضيحة.لن يفعلوا , لسبب بسيط جدّا ,و هو امتلاكنا لعشرات و عشرات الأدلة المفحمة.أمّا ما يتردّد في بعض الأوساط من أنّ الوزير سيعيّن جميع من أشرنا إليهم من المتورّطين معه على رأس لجان الانتداب في مختلف المستويات ,حتّى يصفّي الحساب ضدّ بعض الجامعيّين, فأمر لا نستغربه. و بما أنّنا في موسم عيد الإضحى المبارك نهنّئ السيد الوزير بالعيد السعيد و نرجو ألاّ يكون قد جمع بين كبش العيد و سمعة التّعليم العالي في تونس. سيّدي الوزير انّني مغرم بكم وبكتاباتكم في القانون والسياسة… وبالرجوع الى كتابات رجال القانون الفرنسيين سيكتشف القارئ أنكم تشتركون مع البطلة منية الهمامي في ممارسة نفس الهواية2…وهذا موضوع آخر…ولكن ما لفت انتباهنا ذلك التهديد والوعيد الذي وجّهتموه لقرّائكم في كتابكم الأخير «الأنظمة السياسيّة والنظام السياسي في تونس» اذ جاء في مطلعه « انّ كلّ نقل أو نسخ كلّي أو جزئي بأيّ طريقة كانت يتمّ بدون موافقة المؤلّف يعدّ مخالفا للقانون وتنتج عنه جنحة تعرّض صاحبها للعقوبات المدنيّة والجزائيّة التي نصّ عليها قانون 24 فيفري 1994 المتعلّق بحماية الملكيّة الفكريّة والفنيّة»

سيّدي الوزير: سؤال في البال هل أنت رجل قانون حين تكتب وتصير عازف قانون حينما تتوزّر؟ ولكم دائما الصبر الجميل   فادي جمال الدين 1 راجع مقالنا المنشور يوم 14 جانفي 2006 على صفحات تونس نيوز   2  سننشر قريبا دراسة متعلّقة بسرقات الوزير فقرة بفقرة في كتابه الأخير


 

فصل اخر من التظليل

غازي العيادي يقتل النادل … و  » الشروق  » تقتل الحقيقة ؟

 
 
 بقلم عبد الحق المتألم *
 

ظللت  » الشروق  » اليوم  الرأي العام كما حلا  لها أن تظلل في موضوع المغني  غازي العيادي الذي تصدر  صفحتها الاولى .

 فالتظليل بدأ منذ السطر الاول من المقال حيث ادعى صاحب المقال أنه  » تفاجأ الى حد الصدمة  » لالتقائه غازي العيادي حرا طليقا بالشارع في تونس يوم الاربعاء 18 جانفي 2006 ، والحال ان العيادي ظهر في الشوارع التونسية حرا طليقا منذ أشهر عديدة  سوى أن الصحف تلقت تعليمات صريحة  وقتها من أصحاب القرار في الحكومة بعدم نشرأي خبر عن وجوده حرا  طليقا في تونس منذ اكتوبر الماضي ، و من الواضح أن تعليمات جديدة صدرت هذا الاسبوع تأمر الصحف ( و » الشروق  » أول من نفذها ) بأن  تحاول اعادة غازي العيادي الى الأضواء بشكل ذكي وبالتدريج ، فتصوره لنا  في صورة البريئ من الجريمة التي ارتكبها ولم يعاقب عليها وفي صورة الضحية لحملة اعلامية  » ظالمة  » استهدفته و لا يعرف أحد لماذا لم يرد عليها ما دامت هي « ظالمة  » هكذا كما يدعي ؟.

و التظليل الثاني ارتكبته  » الشروق  » في مقال اليوم هو وصفها للأخبار التي راجت في كل مكان عن فرار غازي العيادي الى الخارج بعد الجريمة بأنها أخبار كاذبة ، وهذا قمة التظليل  لأن كل قريب من الساحة الفنية في تونس يعرف أن غازي العيادي تم تهريبه فعلا الى القاهرة  بعد الجريمة بقليل ،  والمهربون معروفون  و لم تكلمهم العدالة  التونسية كما لم يكلمهم أحد من أمر مطار تونس قرطاج لأنه ما من أحد في المطار يجرأ  على فعل ذلك  مع هؤلاء .

التظليل الثالث ل » الشروق  »  في مقال اليوم هو  تغاضيها تماما عن الحديث و لو بجملة واحدة عن أهم مسألة في القضية  و هي لماذا لا يعرف أحد في تونس الى الان مصير التحقيق في الجريمة المذكورة  فحتى ان افترضنا أن غازي العيادي هذا بريئ وهو احتمال اصلا غير مطروح بالمرة فلماذا اذن لم نسمع عن نتائج التحقيق واصلا واصلا من قال لنا ان تحقيقا قد فتح من الاساس في الجريمة …لماذا لم تمر  » الشروق  » على مسألة الجريمة نفسها  و  تناولت الموضوع  بصيغة لا علاقة لها بما يطلبه أي قارئ تلقائي  لمقال عن جريمة حيث غاب أي حديث  دقيق عن الجريمة نفسها  ؟

والتظليل الرابع في مقال اليوم كان في نقل   » الشروق  » لكلام العيادي لها حيث أنكر قتله للنادل في مقهاه  وصدقته  » الشروق  » لمجرد أنه علل ذلك بأنه اطرد الضحية من عمله قبل شهر ونصف من الجريمة وأن الصحافة اعتمدت على جهة واحدة  (يعني غير محايدة) في الحصول على المعلومات الخاصة بالجريمة ، والحال أن هذه الجهة التي حاول غازي العيادي افهامنا انها غير محايدة وسكتت على ذلك  » الشروق  » في مقالها غير البريئ بأي حال عن الموضوع ، انما هي ليست أي جهة بل هذه الجهة هي القتيل نفسه الذي عاش أياما بعد اعتداء غازي العيادي عليه ونقل لأقاربه الحكاية بكل تفصيل كما نقلها الى البوليس والى الاطباء في المستشفىكما أكد انه كان يعمل مع غازي العيادي الى اخر ايام له على وجه هذه الارض وحرفاء  المقهى يشهدون   ، فهل يمكن  أن نصدق يا ناس أن يكون القتيل وهو في حالة صحية خطيرة و ينتظر الموت في أي لحظة فيسأله من حوله عن الذي اعتدى عليه  فيتهم أحدا بالباطل ..أي مصلحة له في ذلك بالله عليك يا  » شروق  » ؟

ومادام غازي العيادي عرف أن الصحافة اعتمدت ( قبل صدور التعليمات بمنع  مواصلة النشر حول الموضوع سابقا ) على جهة غير محايدة في نظره  في نقل الوقائع  و نعني القتيل نفسه ، فهل له أن يدلنا هداه الله عن الجهة التي اعتمدتها مصالح الشرطة والنيابة حتى تغنيك أنت  يا غازي عن أي سؤال في القضية أو أي استدعاء لتدلي بدلوك في لجريمة التي أنت المتهم الوحيد بها  وحتى  تسكتا  ( اعني الشرطة والنيابة ) عن الجريمة أصلا  فتوقف كل تحقيق في الموضوع مع أن  لجريمة مازالت حديثة جدا وقتها ولم يمض عليها اكثر من اسبوع في أقصى الحالات ؟ هل تريد يا غازي العيادي أن نقول  لكم نحن من أين استقت الشرطة  والنيابة المعلومات أو بالأحرى وبصراحة لنقل  التعليمات  التي أوقفت بموجبها أي تحقيق في الموضوع ، انها استقتها من السيد بلحسن الطرابلسي شقيق  » المعلمة  » و الذي يعرف الجميع أن غازي العيادي هو واحد من أبرز   » نشاشيه  » المعروفين (  » نشاش  » تعني في اللسان التونسي الجديد من ينش الذباب من حول سيده و قد صارت تطلق  على كل من يكون من أتباع سيد صاعد ) ، وبلحسن الطرابلسي كرم الله وجهه هو نفس الجهة كذلك  التي حكمت على مسؤولين حكوميين بأن يحكموا على  كل الصحف التونسية بأن تهمل تماما موضوع جريمة غازي العيادي بعد أن نشر بعضها الموضوع في أول الأمر  وأن  لا تعود البته  الى الحكاية،  الا بعد التعليمات الجديدة  هذا الأسبوع و التي هدفها طبعا تجميل صورة غازي الان بعد ان هدأت الحكاية، و ذلك  دون حتى أن توضح لنا أن توضح لنا الحملة الجديدة ان  كانت  النيابة قد  » طفت الضو  » تماما عن الجريمة أم أنها على الأقل اجتهدت نسبيا  و قيدتها ضد مجهول ‼

* عبد الحق متألم  من حال الحق في تونس …


 

قال لـ «الشروق» إنه اعتزل الفن وأصبح مواطنا عاديا: غازي العيادي يتجوّل في الشوارع ويمشي في الاسواق حرّا طليقا!

* تونس ـ الشروق : تفاجأت أمس الى حد الصدمة عندما التقيت المطرب غازي العيادي قرب حلاّقه الخاص والمخلص له بجهة لافايات، وسبب المفاجأة ليس الحلاق العادي الذي يحلق عنده غازي في مقابل حلاقة الفنانين الآخرين التي تتم بصالونات 5 نجوم لا يعرفها الجمهور. ولكن السبب الرئيسي هو الحادثة التي تحدثت عنها الصحافة منذ مدة. وكدت أقول له «كفارة» بعدما سمعنا بوفاة النادل الذي يعمل بمقهاه وكان الحديث يدور وقتها عن القتل المتعمد في احدى الروايات وعن القتل على وجه الخطأ في رواية أخرى. وهي كلها قضايا من وجهة قانونية. والبعض ذهب بعيدا بالقضية، أي الى درجة فراره لدولة عربية نظرا لانه مطلوب لدى العدالة التونسية. هذه التساؤلات والحيرة التي قرأها غازي على وجهي من دون ان أوجّه له سؤالا عنها. فكانت كلماته الاولى معي جوابا عليها. قال: «لو كنت مذنبا او ارتكبت جريمة كما روّج البعض لما كنت حرّا طليقا أتجوّل بحريّة… نحن في دولة قانون ومؤسسات».
فسخ العقد ومرض الوالدة
يقول غازي العيادي لقد تعرضت أكثر ما تعرضت لحملة اعلامية أساءت لي كفنان وقدمتني على أساس أنني قاتل وهو أمر غير صحيح بالمرّة. فكيف أقتل هذا النادل قد وقع طرده من العمل بالمقهى منذ شهر ونصف قبل وفاته… بعض الصحافيين سامحهم الله اعتمدوا على مصدر واحد لشنّ هذه الحملة. ولا أحد منهم اتصل بي لمعرفة الحقيقة وجرّاء هذه الحملة وعلى الصعيد العائلي مرضت الوالدة مرضا شديدا تحسّرا على ما تقرأه. أما على الصعيد المهني فقد فسخت الشركة العالمية العقد الذي يجمعني بها من جراء تشويه سمعتي وصورتي كفنان.
اعتزال الفن وبكلمات فيها كثير من التحسّر والاحساس بالمرارة قال غازي الآن اعتزلت الفن وأصبحت مواطنا عاديا… سئمت حياة الشهرة وأرغب في أن أعيش كجميع خلق الله. فالفنّ ظلمني كثيرا وسرق منّي حياتي الشخصية وكان مانعا حتى من اختيار الفتاة التي أحبّها وأريد الزواج منها. وعلى مستوي مادي فأنا لم أجن منه اي شيء… أنا لم أصعد على ركح مهرجان تونسي مثل قرطاج منذ سنة 1997 الى أن تكرمت نانسي عجرم بحفل مشترك معها. والكاشي الذي تسلمته لم يكف لتسديد أجرة الموسيقيين.
هل يضمد سفره الجراح وفي نهاية لقائنا الخاطف الذي لم يدم الا بعض الدقائق أخبرني غازي العيادي بأنه مسافر. وقد تحدثنا عن امكانية ان يرمم هذا السفر البيت الفني من جديد، وكان خاتمة حديثه في هذا الامر عبارة «إن شاء الله»، فهل يعود غازي العيادي للساحة بعد هذا الغياب، يبدو أن الامر يحتاج الى ترميم شاق واعادة بنائه. * وحيد عبد الله   (المصدر: جريدة الشروق التونسية الصادرة يوم 19 جانفي 2006)


 

السماح بتوزيع كتاب :

« نهاية حكم بورقيبة والقيادات السياسية العربية: الصعود والانحدار »  608 صفحة، (بالعربية والفرنسية)  

كنا قد أعلنا منذ عدة أشهر عن قرب صدور أعمال المؤتمر الخامس للدراسات البورقيبية الذي أحيل على القسم الإداري للإيداع القانوني, ويطيب لنا الآن أن نحيط الجميع علما بحصولنا على الإذن بتوزيعه ابتداء من اليوم 19 جانفي 2006, ولا يسعنا إلا التعبير عن امتناننا العميق لذلك.   المؤسسة   (المصدر: رسالة وزعتها مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات عبر البريد الالكتروني يوم 19 جانفي 2006)

«موش نورمال»؟!   في ألمانيا، في ليبيريا، في الشيلي وقريبا ربما في غيرها من الأمم… المرأة تأخذ مقاليد الحكم في أعلى الهرم.   ولم تأخذها بالتعيين أو بالارتقاء في سلم الإدارة… بل عن طريق الإنتخابات، أي عن جدارة.   وقد يقول البعض بلغة جيل اليوم: «لا! موش نورمال!»… وأنا أقول: «بل الأمر طبيعي ما دمنا نعيش في زمن قلّ فيه الرجال».   محمد قلبي   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 19 جانفي 2006)


 
مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات العنوان: المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677 البريد الإلكتروني: temimi.fond@gnet.tn   الموقع على الإنترنت( باللغة العربية) ; www.temimi.org (site en français) www.temimi.refer.org  

سمينار الذاكرة الوطنية:

  مع الأستاذ الأزهر القروي الشابي حول: تاريخ مهنة المحاماة بتونس   السبت 04 فيفري 2006 على الساعة التاسعة صباحا

انطلاقا من مبدأ تنويع شهادات سيمنارات الذاكرة الوطنية، فقد حرصنا على دعوة مختلف الشخصيات الوطنية من سياسيين ونقابيين ورجال ثقافة وفنون ومسرح. وها نحن اليوم ننفتح على حقل جديد للذاكرة الوطنية وهو المرتبط بتاريخ هيئة المحاماة بتونس، بدعوة أبرز رموزها ألا وهو الأستاذ الأزهر القروي الشابي، العميد الأسبق للهيئة الوطنية للمحامين لفترتين متتاليتين.   وعلى صعيد النشاط الوطني، ساهم في عديد المظاهرات أيام اندلاع الثورة التونسية وقد ألقي القبض عليه واقتيد إلى محتشد المحمدية. وكان أحد المعارضين للاتفاقية التونسية الفرنسية وتم اتهامه باليوسفية وانظم للأمانة العامة. وقد وضع اسمه في القائمة السوداء لإعدامهم وتم إيقافه من طرف البوليس السري الفرنسي.   والأستاذ الشابي، بعد أن واكب مراحل التعلم الزيتوني، التحق بمدرسة الحقوق التونسية وتخرج منها بديبلوم الحقوق وترسم سنة 1956 في شهر أكتوبر كمتربص في سلك المحاماة، وقد تم انتخابه عضوا بمجلس الهيئة الوطنية للمحامين في شهر جويلية 1967. ثم كاتبا عاما لمجلس الهيئة ثم عميدا لها. الأمر الذي أهله، مهنيا إلى انتخابه عضوا منظما في اتحاد المحامين ثم عميدا بخطة عضو بالاتحاد الدولي للمحاماة. وقد واصل نشاطه في سلك المحاماة بكل اقتدار ومسؤولية ونظافة ودافع عن القضايا السياسية وقضايا الرأي العام. وهو ما تطلب شجاعة أدبية وسياسية يقر به الجميع.   يعد الأستاذ الأزهر القروي، أحد المؤسسين لودادية محامي المغرب العربي الكبير والذي أعلن عن تأسيسه بالجزائر سنة 1970، وقد كلف بإعداد مشروع قانونها الأساسي وتم يومئذ انتخابه أمين مال لها وفتحي زهير الأمين العام. وهو عضو بالجمعية الدولية للقانون الجنائي ونائب رئيس الجمعية التوثيقية للقانون الجنائي ورئيس جمعية النهوض بالدراسات القانونية.   ألقى الأستاذ الشابي عديد المحاضرات القانونية في عدة منابر تمحورت حول واجب القاضي والمحامي من أجل ضمان حقوق الدفاع والحريات العامة. وقد درس قانون مهنة المحاماة لعدة سنوات في كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية وهو يستعد الآن لجمع عدد من محاضراته لطبعها وتسييرها للمحامين الشبان.   وقد تشرفت المؤسسة بدعوة الأستاذ الشابي قبل عدة سنوات ليدلي بشهادته حول الخلاف البورقيبي اليوسفي. وهانحن اليوم نستضيفه على منبر المؤسسة لينقل لنا تجربته العميقة لتأريخية مهنة المحاماة والى تشكل أحد الواجهات الجوهرية والحقيقية للمجتمعات النامية حضاريا من خلال إقرار واحترام دولة القانون والمؤسسات.   والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في المقر الجديد بالمؤسسة المذكور أسفله.   د. عبد الجليل التميمي   (المصدر: رسالة وزعتها مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات عبر البريد الالكتروني يوم 16 جانفي 2006)


عن البلدوزر الذي لا يتوقف عند الضوء الأحمر وما خلفه…

خميس الخياطي (*)   منذ الرابع من كانون الثاني/يناير وأنظار الفلسطينيين والإسرائيليين كما العرب والغرب بأجناسه المختلفة وغيرهم من الذين يهمهم أمر ومصير الشرق الأوسط وتحديدا فلسطين مثبتة علي مستشفي حداسة بالقدس المحتلة مترقبة الأخبار عن صحة الرجل. من جهة أخري وحتي الخامس والعشرين من الشهر، الأنظار نفسها مسلطة علي قطاع غزة حيث ستجري الإنتخابات التشريعية التي، ومهما سيكون موقع حماس فيها، ستطلع عنها صورة مغايرة حتما لما قبل الإنتخابات. لم يكن أحد يتوقع مثل هذا الإهتمام بصحة العليل وكأن الأمر علي كف عفريت والعفريت في غيبوبة ولم يكن أحد يتوقع أن الديمقراطية التي كان الرجل المريض يريدها للفلسطينيين ستكون بعزل إحدي فصائل المقاومة الفلسطينية التي أظهرت أنها لن تساوم في الإستقلال حتي وإن أمر الرجل الجيش الإسرائيلي، قبل مرضه وبصفة أحادية، بالإنسحاب من القطاع ونتج عن ذلك كله أزمة جوهرية قسمت الساحة السياسية الإسرائيلية فولد حزب كاديما (إلي الأمام)، حزب تقول إحدي مؤسساته السيدة ليفني تزيبي التي تولت مؤخرا حقيبة الخارجية أن سياسته ستحددها النسب التي سيحققها كل من حماس وأبو مازن في هذه الإنتخابات المقبلة و أنه يجب أن نترقب طويلا قبولنا كدولة يهودية من طرف الفلسطينيين ومن جهة أخري الزمن لا يسير في صالحنا . مهما يكن من أمر، فإن وجه القضية الفلسطينية/الإسرائيلية في تغيير جذري هذه الأيام جراء الإنتخابات الفلسطينية بعد رحيل الختيار والغيبوبة التي عادة لا رجعة منها والتي يعيشها حاليا صاحب مجزرة صبرا وشاتيلا ، ذاك العنصري ـ ألم يصر علي إعتبار العرب كجنس متخلف، كذاب، صعب فهمه طبقا لما لقنته والدته بقولها يا ولدي، لا تصدق كلمة واحدة مما يقوله لك العرب ـ رجل قيل عنه أنه لا يقف أبدا عند الضوء الأحمر .   وجه من زاوية أبوظبي   صحافيتان عربيتان ـ في غياب الثالثة ـ لهن في خارطة الفضائيات العربية موقع بارز لجهة تحكمهن في إدارة منابر إعلامية سمعية ـ بصرية هامة. إنهن جيزيل خوري (زوجة صديقي المرحوم سمير قصير) علي العربية و ليلي الشيخلي علي أبوظبي فيما الثالثة هي خديجة بن قنة التي، مع الأسف، لم نعد نشاهدها علي الجزيرة. ثلاثتهن لهن القبول التلفزي والتجربة الإعلامية وأكثر من ذلك يمتلكن صلابة فولاذية مكنتهن وتمكنهن من إدارة المحاورات وتوجيهها نحو إفادة المشاهد. برنامج بانوراما الذي تقدمه ليلي الشيخلي علي أبوظبي يعتبر من المواعيد الإعلامية العربية الهامة. موضوع آخر عدد منه كان عن إسرائيل ما بعد أرييل شارون وشارك فيه من فلسطين د. حنان عشراوي رئيسة حزب الطريق الثالث ومن واشنطن د. عمرو حمزاوي عن مؤسسة وقف كارنيغي ومن القدس المحتلة إيلي نيسان محرر الشؤون العربية بالتلفزة الإسرائيلية… منذ اللحظات الأولي كان موقف د. حنان عشراوي موقفا واضحا من شارون إذ قالت بالحرف الواحد شارون إستخدم قوة السلاح للبطش ومعه الجدار العازل لإيجاد دولة يهودية … نقطة إلي السطر. وبالتالي فهو يعمل من منطلق عنصري وهمه من الإنسحاب من غزة ليس هما سياسيا بقدر ما هو أمر ديمغرافي. فالدولة الفلسطينية التي يريدها للفلسطينيين هي دولة مكونة من كنتونات ومن هنا غياب شارون سيترك كاديما ضعيفا وسياسة ضعيفة والسياسة الضعيفة هي دائما سياسة متشددة… فمن غير المتصور أن يكون شارون هو الذي سيقدم السلام هدية للفلسطينيين… لقد ألغي المفاوضات في اليوم الأول عند وصوله السلطة… فماذا نتوقع منه أن يعمل بعد هذا؟ إن غزة هي الخطر الديمغرافي لإسرائيل و كاديما هو حزب الزعيم الأوحد (في ملاحظة عن يهود أولمير ) ذلك أن شارون أعاد صياغة نفسه وحتي تاريخه… في المقابل كان رأي الصحافي الإسرائيلي نقيض رأي الفلسطينية. قال إيلي نيسان أن شارون زعيم قوي بإمكانه أن يؤدي إلي السلام وبإمكانه أن يقنع الشعب بالإنسحاب… أما الشعب الفلسطيني، فقد فوت علي نفسه فرصة إقامة دولة فلسطينية ومع الإنتخابات المقبلة ستكون حماس جيشا موازيا لجيش السلطة الفلسطينية… إن شارون يستمد قوته من الفلتان الأمني الفلسطيني (حماس/الجهاد)، من العمليات الإرهابية داخل إسرائيل. لقد عمل شارون كل المستطاع لمساعدة أبومازن… لم تتمكن حنان عشراوي من المكوث مكانها أمام هذا الرأي خاصة حينما نعت الصحافي الإغتيالات الإسرائيلية بأنها دفاع عن النفس . وهنا، رأينا وسمعنا كل من حنان عشراوي وليلي الشيخلي صوتا واحدا وصورة واحدة فسألت ليلي: هل الإستفزاز هو دفاع عن النفس؟ وأضافت حنان أن من الغرابة أن نري الإحتلال يدافع عن نفسه وأنها لا تبرر قتل الأبرياء بأية صفة من الصفات وأنها لا تقبل بما تقوم به إسرائيل… وجهة نظر د. عمرو حمزاوي من واشنطن تتمثل في أن العلاقة الحميمية بين الثنائي بوش/شارون هي علاقة حميمية إلا أن الأمور اليوم لن تسير علي ما سارت عليه في السابق. إن خليفة شارون ستؤيده طبعا الولايات المتحدة ولكن في مساحة بها خطوط حمراء تحمي إستقرار وشرعية السلطة الفلسطينية. إن الإنتخابات الفلسطينية المقبلة هي بالنسبة لأمريكا خطا أحمر… فإن لم يتوقف عنده شارون، فلن يكون الأمر كذلك مع خليفته… وسؤالنا هنا: هل سيصدق العرب مرة أخري حسن نوايا الجانب الإسرائيلي؟ إن قراءة الحديث الذي أدلت به وزيرة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية المؤقتة السيدة تزيبي ليفني يوم الأحد الفارط لجريدة لوموند الفرنسية يقول أن من الصعب وضع حد للصراع الإسرائيلي/الفلسطيني لأنه عميق ومعقد … هذا وجه من وجوه الخطاب العربي عن شارون وما خلفه.   لا جنيرالات في الإنتخابات…   من الجانب الآخر قدمت الخامسة الفرنسية TV5 Monde في البرنامج الأسبوعي Ripostes (ردود فعل) الذي يعده ويقدمه المخرج السينمائي والتلفزي الفرنسي من أصل تونسي سارج معطي ذات المحور: إسرائيل/فلسطين: شارون وبعد؟ . حضر البرنامج كل من ليلي الشهيد (ممثلة السلطة الفلسطينية بفرنسا)، نسيم زفيلي (سفير إسرائيل بفرنسا)، برنار قطا (مسؤول الشؤون السياسية بإذاعة فرانس أنتير)، جان بول شانيولو (أستاذ العلوم السياسية ومن المساندين للفلسطينيين)، أوفر برونشهايم (ممثلا لفوروم من أجل السلام) والباحث الفرنسي المختص في الشؤون الإسرائيلية فريديريك أنسال . كان الحوار سخنا فانقسم الفضاء إلي قسمين متباينين. القسم الموالي لإسرائيل والمدافع عن حصيلة شارون وبه السفير الإسرائيلي طبعا ومعه الباحث الفرنسي. وفي المقابل، قسم فلسطيني أو باحث عن حل سلمي للقضية وبه ليلي الشهيد وجان بول شانيولو إضافة لأوفر برونشهايم الذي في عديد المواقف دحض مزاعم زفيلي في أن شارون إنسان عظيم إعترف بأن إسرائيل أخطأت . وفي الوسط بقي الصحافي الفرنسي. لقد بينت ليلي الشهيد بفرنسيتها اللذيذة وحلاوة نطقها للأحرف، أن شارون عمل كل ما في وسعه لعرقلة إتفاقيات أوسلو وأنه أصر علي أنه بإمكانه تحقيق السلام بفكر إنعزالي، إنغلاقي ، انه منذ مقتل رابين ـ فإن السلطة الإسرائيلية يحتلها كل من يعادي أوسلو. قالت بأنه يجب الإعتراف بجدوي الحوار، الحوار الجدي. لقد ترك شارون أكثر من 400 الف مستوطن في الضفة. فماذا سيفعل معهم وبهم الفلسطينيون؟ وأعترفت أن هناك إعترافا من الجانبين بالفشل في الوصول إلي حل يرضي كل الأطراف… مضيفة في مكان آخر بأن العالم يصفق بيديه ورجليه للقرار الأحادي الجانب الذي إتخذه شارون بالإنسحاب من غزة. فلماذا لم نر الشيء نفسه حينما أعلن الراحل أبو عمار في 15/11/1988 الإعتراف التام بإسرائيل وقبل بتحقيق فلسطين علي 22 في المئة من أرض فلسطين التاريخية؟ وأن جواب إسرائيل وشارون تحديدا كان محاصرة ياسر عرفات لسنين عدة في المقاطعة… كانت ليلي الشهيد في هذا البرنامج وعلي عادتها شهادة في اللياقة وأدب المحاورة ولا شك أن مفعول ذلك كان كبيرا علي عقلية المشاهد الفرنسي. قال جان بول شانيولو بأن الإنسحاب من غزة وعلي أهميته ليس إعترافا بالسلطة الفلسطينية وإلا لماذا عرقلة مسائل الحدود الجنوبية لغزة ومسألة المطار والميناء وغير ذلك؟ هي من أعمال شارون… من جهته كان موقف الإسرائيلي أوفر برونشهايم موقفا شجاعا يمثل فئة إسرائيلية لا علاقة لها بشارون ولا بنخب الحاكمة الإسرائيلية الحالية إذ يعتبر أن هذه هي المرة الأولي التي لا وجود للجنرالات في الإنتخابات وأنه حان الوقت لسياسة صحيحة إذ نشهد اليوم ميلاد قادة جدد لدي الإسرائيليين ولدي الفلسطينيين… وأن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين وأن ليس هناك ضم ولا يحزنون… سفير إسرائيل عمل جاهدا علي اللعب بورقة ما يسميه الإرهاب ويعني بذلك حماس والجهاد الإسلامي مضيفا أن ما يهمه في الإنتخابات المقبلة هو هل ستنجح حماس؟ وإن نجحت، فذلك سيعرقل من جديد عملية السلام لأن إسرائيل لن تتعامل مع من يريد إلغاءها من علي الخارطة وأن كاديما (إلي الأمام) هي نتيجة تطور لدي شارون زمن معه من أن الوقت لم يعد لإحتلال أرض وإستعباد شعب… إلا أن مقابل هذا التغيير لا يجد تغييرا مماثلا لدي الفلسطينيين… كان رد ليلي الشهيد من أن ليس من حق إسرائيل أن تختار مع من ستتفاوض وأن الفلسطينيين تحاوروا مع الليكود ومع شارون ومع المستوطنين. فلماذا ترفض إسرائيل ذلك وهو رأي أيدها فيه كل من معد البرنامج قائلا ليس لإي كان أن يختار عدوه وقال برنار قطا: في المستقبل، لن يكون بإمكان إسرائيل تجاهل حماس في العملية السياسية … هل بذهاب الـ بلدوزر سينفح أفق السلام من جديد أم هي لعبة قواعدها ثابتة وأن الهوة بين الطرفين واسعة وإن أردنا (الإسرائيليون) التقدم، فلنتقدم بمفردنا كما قالت السيدة تزيبي ليفني ؟ ہہہ   جملة مفيدة: هل تعتقد أنه من السهل قول لا للإمبراطور الذي لمدة خمس عشرة سنة قلنا له نعم؟ (من فيلم Madame sans gene عن نابليون بونابرته.)   (*) ناقد وإعلامي من تونس khemaiskhayati@yahoo.fr   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 جانفي 2006)  


 

الحوار خطابا وممارسة

بقلم: آمال موسى   يتواتر مفهوم الحوار في خطابنا الإعلامي والثقافي والسياسي بشكل ملفت للانتباه، مما يدل على جدية تبنيه والاستعداد التلقائي والمقصود لتكريسه في أرض الواقع.   ولا شك أن مثل هذا المفهوم الحضاري، متغلغل بما يكفي في تاريخ الممارسة الحضارية للمجتمع التونسي خصوصا أن تعتق تاريخ ثقافة الحوار، هو الذي أنتج شخصية تونسية معتدلة ومرنة ووسيطة في مواقفها ولا مجال للتطرف أن يقتحمها.   ولكن ما نلاحظه واقعيا أن الحديث عن الحوار يطغى على الحوار ذاته. فالحوار ممارسة وتجل فعلي وليس تنظيرات وخطبا.    لذلك، فأفضل ما يكرس الحوار هو التحاور حول قضية جادة يتجاذب النقاش فيها أطراف مختلفة الخلفيات والمواقف والمقاربات والحساسيات الثقافية والسياسية.   وبما أن بلادنا زاخرة – والحمد لله – بنخب مختلفة بحاجة إلى الظهور والتعبير وبالتالي الوجود، فإن المطلوب عمليا هو توجيه الاهتمام إلى خلق فضاءات ومنابر للحوار، وجعل كافة مؤسساتنا متبنية في أسلوب عملها واستراتيجيتها لمبدأ الحوار.   فالمتغيرات الداخلية الايجابية في تونس والأخرى الهامة في العالم تستدعي منا نبذ الخطاب الأحادي وتشجيع ثقافة الحوار الجدلي والتأسيس لخطاب يقوم على النسبية أولا وأساسا.   وكي تتبلور ثقافة الحوار على أرض الواقع وتتغلغل في تربته، من المهم أن تفتح دور الثقافة والشباب والجمعيات التي عددها أكبر من أهيمتها وأيضا الاتحادات بكافة مجالاتها فضاءاتها للحوار والنقاش الذي يهم مختلف القطاعات.   وفي هذا السياق لا تفوتنا الإشارة إلى أن دور وسائل الإعلام أكثر من هام ورمزي.   ولعل المطلوب من قناة «تونس7» أن تُكثف بقدر المستطاع من مساحة البرامج الحوارية في شتى مواضيع الثقافة والفن والرياضة والسياسة والاقتصاد والعمل على توسيع  الهامش.   ذلك أن التلفزيون كجهاز إعلامي واسع الجماهيرية وقادر على اختراق شرائح مختلفة، يمكنه أن يكون رائدا في تكريس الحوار وتربية المشاهد عليه.   كما أن الصحف التي تسجن نفسها داخل رأي واحد، لا يختلف وضعها عن جسد يعمل بكلية واحدة ورئة واحدة ويد واحدة وعين واحدة وساق واحدة.   إن الإكثار من فضاءات الحوار وتكريس التعايش السلمي بين الرأي والرأي الآخر في صحيفة واحدة وفضاء واحد، كلها آليات فعالة وحقيقية لتجسيد الحوار قولا وفعلا إضافة إلى أنها طرائق صحية للتنفيس ولتطوير الوعي وللتدرب على مهارة التعبير والتبليغ دون إلحاق الأذى بالذات أو بالآخر.   (*) كاتبة وشاعرة تونسية   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 19 جانفي 2006)


مصـادر الخبـر … الصدى ورجع الصدى

نور الدين عاشور    مرة أخرى نعود إلى مسألة مصادر الخبر وفي هذه المرة من زاوية أخرى تلك التي تتعلق بتنصل المصدر مما يزود به الصحافي من معلومات أو في جزء منها تحت تعلات عديدة كأن يؤكد أن كلامه تعرض للتحريف أو أنه لم ينطق بعبارة معينة وإنما ذكر عبارة أخرى وذلك بعد أن يقع المصدر تحت وطأة ردود فعل شديدة من رؤسائه.   ما أسهل في مثل هذه الحالة أن تلقى المسؤولية على الصحفي ومن ورائه الصحيفة ليتحملا في أحيان كثيرة ما لا يتعين تحمله باعتبار أن كلا من الصحافي والصحيفة قاما بدورهما على الوجه الأكمل.   إذا كان الصحافي ما يزال يواجه صعوبات في الحصول على الأخبار بصورة إجمالية فإنه يعاني الأمرين للظفر بتفاصيل دقيقة وبمعطيات توفر للخبر مقوماته الأساسية تماشيا مع أبجديات العمل الصحفي كما انه يجد نفسه في أحيان كثيرة عرضة لانتقادات وردود فعل عنيفة من المصدر الذي  لا يتردد في التعبير عن امتعاضه حتى من عنوان مقال خصوصا إذا ورد بالصفحة الأولى من الجريدة.   من المؤكد أن العمل الصحفي لا بد ان يستند إلى عنصر الثقة بين المصدر والصحيفة وبين المصدر والصحافي حيث يتعامل هذا الأخير مع «مصدره» بطريقة مباشرة سواء كان ذلك من خلال لقاء  أو عبر الهاتف وفي هذه الحالة إن أخطأ الصحافي-  وهو الذي يتحرى دوما – في نقل المعطيات المقدمة له فلا مفر له من الاعتراف بذلك والخطأ في نهاية المطاف بشري أما إذا كانت مصداقية الصحافي رهينة ردود فعل وما يتعرض له المصدر من «توبيخ» رؤسائه ثم تحويل هذا التوبيخ مباشرة من قبل المصدر إلى الصحافي وبالتالي تحميله المسؤولية والطعن في نزاهته أو في دقته لإرضاء مصدر الخبر ورؤسائه فهذا ما لا ينفع الإعلام بل يعرقل تطوره ويحول دون آداء دوره بكل مصداقية وشفافية.   نسوق كل هذا حتى لا تصبح المصادر يوما ما تقتصر على بلاغات وبيانات- ربما كما يحلم بذلك البعض – لتنتفي مهمة الصحفي في البحث عن الخبر إرضاء لمصادر الخبر وتخليصهم من تبعات محتملة لما يزودون به الصحافي.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 19 جانفي 2006)

أهكذا يبني الغربيون جسور الحوار معنا؟!

سامي بيداني- تونس   نشرت صحيفة يولاند بوسطن الدنماركية في العاشر من نوفمبر 2005 رسومات تمس ذات الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم) وقد ابرزته في اقذع شكل متهكمة عليه وعلي زوجاته الكريمات رضوان الله عليهن وهو ما يعد جرما بالغ الوقع في نفس كل مسلم.   الشيء الذي استدعي غيرة بعض السفراء العرب والمسلمين فوجهوا رسالة لمقابلة رئيس الوزراء الدنماركي ليحتجوا لديه علي هذا الفعل المشين وطلب استفسار عن الدوافع الكامنة وراء هذه الحادثة الخطيرة فما كان من رئيس الوزراء الا ان تجاهل الدعوة بل اعتبر في رد برتوكولي وفي رسالة نشرتها الصحف الدنماركية ان الرسومات المنشورة تدخل في باب حرية التعبير.   هنيئا للعالم المتحضر بهذه الحرية التي تمس من ذات الانبياء والرسل حرية عمياء لم تعد تفرق بين القبيح والجميل، ولم تعد تري في الصواب الا الذي يسعي لاهانتنا والنيل من مقدساتنا. اهذا ما تعلموه في مدارس حقوق الانسان التي تبيح الاعتداء علي مشاعر المسلمين؟   ابهذا تمد جسور الحوار بين الثقافات والامم لبئس هذا الحوار الذي نرضي فيه بدوس كرامتنا لان كرامتنا من كرامة نبينا (صلي الله عليه وسلم) لذا علي كل الحكام العرب والمسلمين ان يتصدوا لمثل هذه البذاءات وان لا تكون خدشة احيانا تمس ذواتهم من طرف دولة ما اري من غيرتهم علي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لذا عليهم ان يصعدوا لهجة الاحتجاج في مستوي ما اعز به الله عز وجل هذه الامة بهذا النبي وان لا يتهاونوا في مثل هذه الاعتداءات الخطيرة لانهم سيسألون عنها يوم القيامة. ثم لسائل ان يسأل لو ان رئيس الوزراء الدنماركي طلب منه السفير الاسرائيلي مقابلة ليحتج علي من يتهمهم بمعاداة السامية فهل تراه يرفض المقابلة لا نعتقد ذلك ابدا!   (المصدر: بريد القراء بصحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 جانفي 2006)
 

 
 

« موازين » .. لماذا؟

بقلم: أسرة كتاب موازين   وأخيراً وقع الاختيار على اسم « موازين » لهذه السلسلة من الكتيبات ذات الطبيعة الدورية المتعددة المواضيع، والتي ستنشر أيضاً على الموقع الإلكتروني المخصص لها.   وموازين جمع ميزان. والميزان رمز العدل في المحاكم. لكن ما أعمق، وأبعد، وأشمل معاني الميزان، وموازين في استخداماتها القرآنية.   فمن ناحية المنهج يرمزان إلى مبدأ التوازن في الكون وحركة ظواهره. (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) (الرحمن: 7). وكل ما في هذا الكون موزون ومقدر بقدره، (وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) (الحجر: 19). وهذه مسألة معرفية يتأسس عليها المنهج الصحيح. الأمر الذي يستبعد المناهج الأحادية الجانب ذات الطبيعة المتطرفة، بالضرورة، إذ ان كل تطرف وغلو يتسم منهجه بالبعد من التوازن، فهو مفارق لميزان العدل وموازين القسط.   ومنهج التوازن غير منهج صراع الأضداد وتنافيها كقانون لحركة الكون وعلاقات ظواهره ببعضها. فالعام في الكون وحركته، وفي مختلف ظواهره وعلاقاتها ببعضها هو التوازن. وليس تعادي أقطاب التناقض وتنافيهما. فهذا الثنائي في التناقض يمكن أن يلحظ في حالات محددة أو عند الخروج على توازن محدد. فلولا التوازن لما حافظ جزيء في المادة على حاله ملايين السنين ولما توازنت حركة الكواكب والنجوم والمجرّات. والتوازن لا يعني الثبات وإنما هو في قلب الحركة ذاتها يشحنها بالطاقة ويضبطها ويوجهها، وإذا غاب (غُيّب) اضطربت الحركة فلا يبقى إنسان ولا أرض ولا كون.   وتماشياً مع هذا القانون العام والذي يشمل الفرد والمجتمعات لم يستطع غير القرآن أن يقرر قاعدة منهجية معرفية ومبدئية وأخلاقية في آن واحد في حل التناقضات ومعالجتها وهو ما ينفرد به الإسلام. وهي قاعدة تتجاوز الإفراط في التعادي أو في التسامح  وذلك لاقامة العدل وفق ميزان دقيق. فلنتأمل، مثلاً، في هذه الآية التي لا مثيل لها: (… وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة: 8). هنا يرسخ أساس للعلاقة السوية المتوازنة بين الناس كافة، بعيداً من ازدواجية المعايير، أو اتباع الأهواء، وطغيان المصالح، أو التحامل الذي تولده العداوات. ثم اتبع، مثلاً ثانياً: (فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) (الأعراف: 85). فهذا المنهج لا يقتصر على التعامل في التبادل التجاري فحسب وإنما يشمل، أيضاً، كل موقف وتقدير موقف وتقويم وعلاقة بعامة وتفصيلاً.   ثم تأتي « موازين » لتذكر الإنسان، من ناحية أخرى، بأن يأتي من العمل والسلوك بما يثقل موازينه ولا يتركها تخف. (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ…) (الأعراف: 8 و 9).   وأضف البعد السياسي لـ « موازين » بما يخص حسن تقدير موازين القوى محلياً وإقليمياً وعالمياً، وأهمية ذلك في الإدارة الصحيحة والرشيدة للصراع كل صراع. بل ان قراءة التاريخ، أو تحليل صراع الأفكار، أو تقويم تجارب من سبقونا، يتطلب وضعها ضمن موازين القوى المختلفة العسكرية – السياسية – الثقافية محلياً وإقليمياً وعالمياً كذلك. وبالمناسبة ان التقدير الصحيح لموازين القوى يجب أن يكون صارماً لا يختلط برغبة وهوى وقصد، ولا بحب أو بغض. وبعدئذ فليؤخذ الموقف الذي يراعي المبدأ والمقاصد المسبقة.   ولهذا اختير رمز « موازين » ليحمل إلى جانب بعده في فهم القاعدة الأساسية في الكون والأرض والحياة والمجتمعات وسلوك الفرد والجماعات، وليحمل، فضلاً عن بعده المنهجي كدليل عمل، بعداً أخلاقياً وأيديولوجياً يفرض على الآخذ به الالتزام بميزان العدل وموازين القسط وحسن تقدير الموقف محذراً من اتباع الهوى والمنفعية والمصلحية تطفيفاً في الكيل والميزان. فكيف الكيل بمكيالين في القضية الواحدة، كما هي سمة السياسة الدولية وما يعمم من أخلاقيات وقيم هابطة تسمى « الحداثة » في عصرنا: عصر الحداثة الرأسمالية الامبريالية العولمية (المختلطة بالصهيونية) التي تفرض نظامها وقيمها من خلال سطوتها العسكرية والسياسية والاقتصادية على العالم. لكنه (عصرنا) متجه، في الوقت نفسه، ليكون عصر تحديها وزعزعتها وربما تصدعها وأكثر. انه عصر الشعوب وفي قلبها العرب والمسلمون كذلك. وكذلك يجب أن يكون.   ومع هذا كله يظل الاسم والرمز غير دالين على حاملهما، أو حامليهم، إلاّ في التطبيق العملي. ولهذا فإن أسرة « موازين » الممتدة المفتوحة الآفاق تشعر بثقل الحمل وعظم المسؤولية إزاء المعاني الجليلة التي تسكن مفهوم ميزان وموازين. مما يجعل التحدي كبيراً ومخاطرة الوقوع بالقصور أو الزلل أكبر. لكن لو لم يكن الأمر كذلك لما كان لهذا المشروع من مسوّغ، ولما انطلق بأقل القليل من الإمكانات المالية، مدفوعاً بالجهد الانساني التطوعي لخدمة رسالة يرى فيها الدعم لقضايا الأمة وفي مقدمها قضية فلسطين وقدسها.   فكل المساهمين في الكتابة والتحرير والإدارة يعملون تطوعاً، ومثلهم من يسهمون في تغطية أثمان الورق والطباعة والبريد متوزعين العبء المالي. أما الاشتراكات فبسعر الكلفة والبريد، وللطلبة مجاناً. ولمن أراد أن يطبع عدداً في قطره ويوزعه متطوعاً فمرحباً به بعد المشاورة.   انها تجربة يقف وراءها ثلة من الأفراد (رجالاً ونساء)، تجمعهم الثقة والصداقة، ولا يربطهم تنظيم بعينه. ويأخذون بتعددية وجهات النظر بينهم. وقد التقوا على مواجهة التحديات التي أخذت تتهدد قضية فلسطين وقضايا الأمة وثوابتها. كما نصرة شعوب العالم الثالث المظلومة بدورها، مع انفتاح على كل إنسان واتجاه، غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً، يدافع عن قضية عادلة فضلاً عن التضامن مع الحركات المناهضة للعولمة أو تلك التي تدافع عن الأرض والبيئة والمناخ.   فهذا المشروع، على تواضعه، لا يخشى السباحة ضد التيار الذي يعيث في الأرض وناسها فساداً. والله المستعان   موقع سلسلة كتاب موازين: http://www.mawazeen.com/index.php   (المصدر: موقع « موازين » بتاريخ 19 جانفي 2006)

الافراج عن 453 من اخوان مصر

القاهرة (رويترز) – قالت جماعة الاخوان المسلمين بمصر ان السلطات أفرجت يوم الخميس عن 453 عضوا بها احتجزوا خلال الانتخابات التشريعية في نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الاول.   واحتجزت السلطات أكثر من ألف اخواني فيما قالت الجماعة انه محاولة من الحكومة للحد من مكاسبها في الانتخابات.   وشغلت الجماعة 88 مقعدا في مجلس الشعب وبرزت بعد انتخاباته كأكبر قوة معارضة منذ اسقاط النظام الملكي بعد ثورة يوليو عام 1952.   وقالت الجماعة في موقعها على الانترنت ان السلطات أفرجت « عن 293 من الاخوان المسلمين المعتقلين في سجن برج العرب بمحافظة الاسكندرية… بالاضافةِ الى 160 اخرين من معتقلي القاهرة ليصل بذلك اجمالي المفرج عنهم الى 453. »   وقال محمد السيد حبيب نائب المرشد العام للجماعة لرويترز ان نحو 300 من أعضاء الجماعة مازالوا رهن الاحتجاز.   وتوقع عبد المنعم عبد المقصود محامي الجماعة الافراج عن مئات المحتجزين خلال الايام القادمة.   ونظمت أسر المحتجزين مظاهرات احتجاج منذ انتهاء الانتخابات اخرها هذا الاسبوع أمام المجلس القومي لحقوق الانسان التابع لمجلس الشورى الذي يهيمن عليه الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.   وقالت منظمات حقوقية راقبت انتخابات البرلمان انها شابها عنف واسع بعد أن منعت قوات مكافحة الشغب ناخبين مؤيدين للاخوان من الوصول الى مراكز الاقتراع.   ويخوض مرشحو الجماعة المحظورة منذ عام 1954 الانتخابات العامة كمستقلين.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 19 جانفي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


  مصادر مطلعة: غانم لجأ الي فضاء الانترنت هربا من الحرس القديم

زوار موقع رئيس الوزراء الليبي تخطوا نصف مليون في ستة اشهر..

مشاركات تطالب بالإصلاح ورسائل تنتقد الثوريين 

طرابلس ـ لندن ـ قدس برس:   علي الرغم من حداثة انشائه ومرور ستة أشهر فقط علي اطلاقه في فضاء الشبكة الدولية الانترنت ، لا يزال موقع رئيس وزراء ليبيا أو ما يطلق عليه قاموس النظام الرسمي بأمين اللجنة الشعبية العامة الدكتور شكري غانم يحتل المرتبة الأولي في عدد زواره بين عشرات المواقع الليبية الرسمية، وحتي غير الرسمية منها والمعارضة. زار موقع الحكومة الليبية أو اللجنة الشعبية العامة التي يرأسها الدكتور غانم، وحسب احصاءات رسمية نشرت حديثا، أكثر من نصف مليون شخص خلال الستة أشهر الماضية. كما حقق رقما قياسيا في عدد زواره في شهر كانون ثاني/ديسمبر الماضي، اذ بلغ اجمالي زواره الي 101700 زائر، أي بمتوسط يومي قدره 3280 زائرا يوميا. ويوضح مؤشر ألكسا لتصنيف المواقع الالكترونية دوليا تقدم الموقع الي الترتيب رقم 23 ألفا بين حوالي خمسة ملايين موقع يرصدها هذا المؤشر وبنسبة زيادة بلغت 86 في المئة خلال ثلاثة أشهر الماضية. ويرجح مراقبون أن يستمر في تقدمه اذا زاد من رفع سقف حرية النشر والشفافية ولم يتعرض لحجب من خصومه في النظام. ويرجع كثير من المراقبين أسباب تميز موقع الدكتور غانم منذ نشأته في 14 تموز/يوليو 2005، الي اتباعه منذ اليوم الأول نهجا مختلفا تماما عن نمط الاعلام الرسمي ووسائطه، وأسلوبا مغايرا سواء من حيث أسلوب الأخبار والتقارير أو من ناحية تعاطيه مع قرائه وتفاعله اليومي مع عشرات الشكاوي والرسائل التي ترد اليه، والالتزام الي حد كبير بنشرها كما وردت. حتي تلك تنتقد رئيس الوزراء نفسه وتتهجم علي سياساته يتم نشرها، بل ذهب القائمون علي الموقع أبعد من ذلك بنشرهم رسائل شديدة اللهجة تنتقد ما يعرف بالنظام الجماهيري وحركة اللجان الثورية وتنتقد تكميم الأفواه وحرية التعبير وترويع المواطنين والفقر والبطالة وقوانين تعسفية وأسلوب الأجهزة الأمنية، وتطالب بالاصلاح السياسي. ويؤكد أحد المقربين من مكتب الدكتور شكري غانم فضل عدم الكشف عن هويته في حديث لوكالة قدس برس أن رئيس الوزراء حاول كثيرا في الآونة الأخيرة من أن يقوم بادخال اصلاح حقيقي في المؤسسة العامة للصحافة ووسائل الاعلام الليبية ويخرجها من نمطها الرسمي . لكنه، حسب قول المصدر، فشل في ذلك فشلا ذريعا بسبب قبضة الثوريين علي جميع هذه الوسائل واصطدم بجدار منيع دفعه الي انشاء موقع خاص به بعيدا عن صحف الاعلام الرسمي والتي يرأسها من دون استثناء أعضاء بارزون في اللجان الثورية تعودوا طوال عقود مخاطبة الجماهير بأسلوب اعلامي موجه. ويضيف المصدر من أن غانم الذي يحاول أن يقود، وعدد من المسؤولين معه، تيار الاصلاح من داخل النظام نفسه، فشل بموجب القوانين التي تمنع اصدار الصحف الخاصة من اطلاق جريدة يومية كانت شبه جاهزة علي الرغم من كونه رئيسا للوزراء، فهرب الي فضاء الانترنت وبادر باطلاق موقعه الذي يعكس كثيرا من توجهات الرجل الاصلاحية وخصوصا في المجال الاقتصادي. وفتحه قضايا للنقاش بشكل لم يعتد عليه المواطن الا عبر مواقع غالبا ما تكون تابعة للمعارضة، وتعمل خارج أرض الجماهيرية التي تحظر قوانينها حتي الآن نشر مواقع أو صحف مستقلة.   قضايا ساخنة   ولعل أبرز ما يشد اهتمام قراء الموقع نجاحه في كسب تفاعل الجمهور المباشر ونشر ردود أفعال القراء في زاوية خاصة اسمها قضية وحوار ، عرضت 8 قضايا للحوار ومشاركات تجاوزت 1800 ومن أبرزها الفساد الاداري في المؤسسات الليبية داخليا وخارجيا واشكاليات زيادة المرتبات والجدل حول قانون 15 الذي يمنع بنصه رفع المرتبات ورفع الدعم عن السلع التموينية ورفع الوقود كما شهدت هذه الزاوية في أكثر من مناسبة تدخل غانم شخصيا بردود مباشرة علي القراء الأمر الذي استحسنها كثير من مواطنيه ورأوا فيه بادرة لم يعهدوها من مسؤول قبله. ويؤكد القائمون علي الموقع بأن عدد الرسائل والشكاوي التي تصل الي رئيس الوزراء ونائبه والامين العام وادارة الموقع تجاوزت 5000 رسالة من أكثرها اثارة تلك التي وردت الي الدكتور غانم ويشكو فيها مرسلها (فرج سعد الزوي) من اختطاف ابنته الصغيرة (ايناس 3 سنوات) في مدينة بنغازي والتي لم تسفر جهود رجال الأمن في العثور عليها فتدخل غانم وأمر وزير الأمن بتشكيل فرقة خاصة توجهت من طرابلس للكشف عن حقيقة وطبيعة الحادث وعثر الفرقة الخاصة بعد أيام علي جثتها مقتولة. ومن ردود القراء الجريئة حول طرق القضاء علي الفساد المتفشي رسالة لأحد المواطنين يؤكد فيها بشكل صريح أن القضاء علي مراكز القوة من مكتب اللجان الثورية وبعض الضباط العسكريين والأجهزة الأمنية والذين مارسوا النهب والسلب لكل ثروات الشعب واستباحوا حرمة أموال الليبيين وأعراضهم.. هو الحل والمخرج مما نحن فيه ، حسب تعبيره. وآخر ينتقد عددا من القراء لثنائهم علي غانم ويتساءل في رسالة ما الذي فعله الدكتور شكري لليبيين لكي يستحق كل هذا الشكر؟ . ثم يضيف: هل نشكره علي زيادة سعر صندوق الطماطم أو ارتفاع سعر الكهرباء أو زيادة سعر البنزين والمحروقات والمشتقات النفطية أو علي استلام المرتبات في وقتها، أو علي المشاريع العملاقة من رصف الطرق من جديد واعادة صيانة البني التحتية من مياه شرب وصرف صحي جديد للبلاد . ويتابع منتقدا بشدة رئيس الحكومة: فقط ما فعله (غانم) هو كلام في كلام وها أنتم تشاهدون كل شيء مكتوبا في ورق من زيادة مرتبات محتملة.. الخ، وها هو يدخل عامه الرابع وهو أمين للجنة الشعبية العامة ولم نشاهد منه الا ما يرهق المواطن الليبي المغلوب علي أمره ونحن نعلم أن دوله صغير مثل قطر تمتلك فقط نصف ما نمتلكه أصبحت تفوقنا في كل شيء يا للعجب . وفي أحدث تصويت للموقع طرح سؤالا جريئا حول مدي تمتع أداء اللجنة الشعبية العامة بمصداقية عند المواطن الليبي؟ وتراوحت الخيارات بين الي حد كبير ، نوعا ما ، لا مصداقية لها وجاءت الاجابة بنسبة 92 في المئة بـ لا مصداقية لها .   تخوف من الانتكاسة   غير أن عددا من المراقبين والمحللين لا يستبعدون تعثر نشاط الموقع الذي بات يحظي باهتمام شعبي واسع بسبب ما يصفونه بـ سطوة الثوريين ونفوذهم الواسع خصوصا في ظل تراجع مواقعهم (الصحف والجرائد الرسمية وكالة الأنباء أوج) والتي تأتي في ذيل المواقع الليبية تصفحا ودخولا بسبب ضعفها مهنيا واشتغالها بـ الدعاية والاكتفاء بالحديث عن الانجازات بدلا من رصد معاناة وهموم المواطنين. وتتوقع مصادر مطلعة أن يمارس التيار الراديكالي في داخل النظام وصقور الحرس القديم الذين يقودهم نائب رئيس البرلمان الليبي (مؤتمر الشعب العام) وابن عم العقيد القذافي أحمد ابراهيم، ضغطا شديدا للحد من هوامش حرية التعبير التي وفرها موقع رئيس الوزراء لمواطنيه بحجة أن المشاركات بدأت تمس النظرية والكتاب الأخضر. ومع ازدياد شعبية موقع رئيس الوزراء وعدد زواره والمرجح أن يتضاعف الي مليون ونصف المليون زائر خلال 6 أشهر الأخري يتساءل عدد من الليبيين هل سينجح الدكتور غانم ومن معه من الاصلاحيين في الحفاظ علي سقف موقعه الحالي أم أن الغلبة ستكون للحرس القديم الذي بات يري في الموقع طائرا يغرد خارج سربه ويخاطب الجمهور بغير لغتهم وقد يهدد بقاءهم في مناصبهم اذا زاد عن حده؟   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 جانفي 2006)


سلمان رشدي: خوف الرجال من الحرية الجنسية أهم أسباب التطرف الاسلامي

برلين ـ ا ف ب:   قال الكاتب البريطاني سلمان رشدي في مقابلة تنشر اليوم الخميس ان الغرب اخفق في فهم ان احد اسباب التطرف الاسلامي يكمن في خوف الرجال من الحرية الجنسية للنساء. وصرح رشدي لمجلة شتيرن الاسبوعية ان روايته الاخيرة شاليمار البهلوان تناولت الخوف الكبير الذي يشعر به العديد من الرجال المسلمين تجاه الحرية الجنسية للمرأة وفقدان الشرف. وردا علي سؤال حول ما اذا كان كتابه يربط بين الارهاب الاسلامي والمس بشرف الرجل ، قال رشــــدي انه يعتبر ان هذه نقطة هامة يتم اغفالها. واوضح في تصريحات نشرت باللغة الالمانية ان العالم الغربي ـ المسيحي يتعامل مع مسائل الخطيئة والخلاص وهي مسائل غير مهمة مطلقا في الشرق لانه لا وجود لمفهوم الخطيئة الاصلية كما لا وجود لمخلص . واضاف بدلا من ذلك فان (الشرق) يولي اهتماما عظيما للشرف. واعتبر ان هذا الامر يطرح اشكالا. انما يتم بالتأكيد التقليل من اهمية عدد المسلمين الذين يحاولون عن وعي او عن غير وعي، استعادة الشرف المفقود . وردا علي سؤال حول السبب الذي دفعه للتحقيق في هذه المسائل في روايته الجديدة في اطار يتحدث عن الحب، قال ان لذلك علاقة بالخوف الجنسي من النساء . وقال رشدي (58 عاما) ان معظم الغضب الموجه الي الغرب سببه الخلاف علي المواضيع الجنسية. واوضح ان الغضب سببه ان المجتمعات الغربية لا تفرض الحجاب علي نسائها، ولا تزيل هذا الخطر المحتمل . وقال رشدي المولود في الهند والذي يقيم في نيويورك مع زوجته الرابعة بادما لاكشمي، لمجلة شتيرن انه يعيش منذ سبع او ثماني سنوات من دون حماية امنية.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 جانفي 2006)

 

 

حماس تغير اولوياتها استعدادا للانتخابات الفلسطينية

غزة (رويترز) – قد يكون مستغربا ان يفوز المرشح الفلسطيني حسام الطويل بتأييد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية التي تجري الاسبوع القادم.. لانه مسيحي.   لكن الطويل حرص خلال جولته الانتخابية في مدينة غزة وهي معقل تقليدي للاسلاميين ان يبدد هذه الدهشة ويؤكد انه لا غرابة في ان يعمل مع حماس يدا بيد لالحاق الهزيمة بحركة فتح الحاكمة التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.   وقال الطويل الذي يخوض الانتخابات رسميا كمستقل ان الانتخابات ستشهد مولد حقبة يقول فيها الفلسطينيون وداعا لعشر سنوات من الفشل ويستقبلون سنوات الحصاد.   ويشكل المسيحيون اقلية صغيرة وسط 3.8 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة.   ويظهر تحالف الطويل مع حماس التأييد المتنامي الذي تلقاه الحركة من جانب فلسطينيين يحترمونها بسبب الانشطة الخيرية التي تنظمها ويرون فيها قوة لمحاربة الفوضى الداخلية والفساد.   لكنه قد يظهر ايضا تغيرا في اولويات حماس ويثير تساؤلات عما اذا كانت الحركة التي اشتهرت بهجماتها الانتحارية وتوعدها بتدمير اسرائيل قادرة على تحقيق تحول نحو التيار السياسي الرئيسي.   وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس ان الحركة قادرة على تحقيق اصلاحات حقيقة للشعب لا مجرد شعارات.   ورفضت حماس التي يدمغها الغرب بانها منظمة ارهابية ان تخوض الانتخابات الفلسطينية التي اجريت عام 1996 لرفضها اتفاقات السلام المؤقتة مع اسرائيل. لكن بعد خمسة اعوام من الانتفاضة تقول حماس ان هذه الاتفاقات قضي عليها.   وتنامت القوة السياسية لحماس خلال سنوات الانتفاضة في الوقت الذي ضعفت فيه فتح بسبب الانقسامات الداخلية واتهامات بالفساد وسوء الادارة. كما أكسبتها شبكة الخدمات الخيرية التي تقدمها مزيدا من التأييد.   وأظهرت استطلاعات الرأي ان حماس ستحصل على تأييد 30 في المئة مقابل 40 في المئة لفتح. واكتسحت حماس انتخابات المجالس البلدية في الضفة الغربية.   وبذلت حماس جهدا لتظهر بصورة أقل تشددا ورغم ان زعماءها يكررون ان هدف الحركة مازال تدمير الدولة اليهودية الا هذا الالتزام لم يظهر في اي منشور انتخابي.   كما اظهرت حماس أكثر من اي فصيل اخر احتراما لاتفاق هدنة يلقى تأييدا على نطاق واسع ابرم اوائل عام 2005 .   ولمح بعض الزعماء الى ان حماس قد تجري يوما محادثات مع اسرائيل اذا انسحبت من الضفة الغربية والقدس الشرقية العربية بعد انسحابها العام الماضي من غزة. وهذه هي الاراضي التي تقول ايضا فتح انها ستتفاوض بشأن الانسحاب منها لاقامة الدولة الفلسطينية.   ويدور جدل داخل حماس حول المدى الذي يجب ان يذهب اليه التغيير وان كان هذا النقاش لا يجري في العلن مثلما يحدث في فتح.   ويثير تحقيق حماس لنتائج طيبة في الانتخابات قلق اسرائيل وسيحيط بلا شك اي امل في عملية السلام بشكوك عميقة. وتعارض اسرائيل مشاركة حماس في الانتخابات وتقول انه كان على عباس ان يحل الحركة وينزع سلاحها.   وقال دافيد بيكر وهو مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي « حماس منظمة ارهابية ولا مؤشرات لدينا على ان حماس لديها اي نية لاسقاط مطالبتها بتدمير اسرائيل. »   ولمحت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى ان فوز حماس قد يعني قطعا لمساعدات حيوية وان كانت حماس تحاول كسبهما الى جابنها بان تنأى بنفسها عن جماعات اسلامية متشددة في اماكن اخرى من العالم.   وقال ابو زهري ان حماس لديها الرغبة وتريد بناء علاقات مع الغرب.   والسؤال المهم بعد الانتخابات هو ما اذا كانت حماس ستتحرك لنزع سلاح نشطائها وهي خطوة تقول بها خارطة الطريق التي تؤيدها الولايات المتحدة وتدعو لاقامة دولة فلسطينية الى جوار اسرائيل امنة.   ويأمل عباس انه بعد دخول حماس الى المجلس التشريعي يستطيع اقناعها بنزع السلاح لانه لا يمكن ان تبقى قوة سياسية وحركة مسلحة في ذات الوقت.   لكن حماس رفضت مرارا اي توقعات بانها ستلقي السلاح.   وقال هاني حبيب المحلل الفلسطيني ان حماس ستتحول الى حزب سياسي دون ان تتخلى عن المقاومة المسلحة وان اللجوء الى استخدام القوة سيظل احد الخيارات المطروحة لممارسة الضغوط فقط.   من نضال المغربي   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 19 جانفي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 
في تقرير لمجموعة الأزمات الدولية عن حماس والمشاركة في العملية السياسية:

سياسة محمود عباس لدمج حماس في العملية السياسية مقامرة يجب ان تدعمها اوروبا وامريكا

لندن ـ القدس العربي   دخول حركة المقاومة الاسلامية حماس معترك الحياة السياسة يمثل لامريكا واسرائيل معضلة كبيرة، فكلاهما ترفضان دخول حركة عسكرية العملية السياسية، وفوق هذا حركة تعتبرانها ارهابية ، الا انهما ينظران لعمليات التحول السياسي التي بدأت مع انتصار حماس في الانتخابات البلدية، ومشاركتها في الانتخابات العامة، بنوع من الترقب، في الوقت الذي تريد فيه امريكا دعم العملية الديمقراطية. وعليه، فالموقف الاسرائيلي، خاصة من مشاركة ممثلي حماس في دوائر القدس الشرقية عبر عن هذه المعضلة. فالموقف الاسرائيلي ومعه الامريكي التزم حتي الان بمنع حركات او افراد يرفضون التخلي عن العنف/ الارهاب، ويرفضون حق اسرائيل في الوجود، ويرفضون نزع اسلحتهم . وفي سياق اخر فكلاهما تنظران الي ان الانتخابات تعتبر مقدمة للقوانين والسياسات.. والتي ستمنع دخول دعاة الارهاب والعنف ، بمعني اخر، فان حماس لا يمكنها المشاركة في الانتخابات حتي توافق علي التخلي عن سلاحها، كما ان مشاركتها قد تؤدي لنزع اسلحتها، وهذا هو الرأي الذي اكدته المجموعة الرباعية في اجتماعها في نيويورك في ايلول (سبتمبر) 2005. ويعتقد ان هذا الموقف تشكل اثناء زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لواشنطن، الذي قال للادارة الامريكية انه لا يستطيع فعل اي شيء قبل ان يدمج الاسلاميين في العملية السياسية، وعليه سيكون قادرا علي التعامل معهم بناء علي شروط وقوانين. ويبدو ان هذا المدخل اقنع واشنطن والاتحاد الاوروبي اللذين ضغطا علي اسرائيل التي هددت بتعويق العملية الانتخابية حالة مشاركة حماس في الانتخابات. وايا كان موقف الادارة الامريكية من حماس التي تعتبرها منظمة ارهابية، فواشنطن في النهاية ستقبل بنتائجها طالما جرت في جو حر وعادل. ومع ان هذا هو الموقف الرسمي لواشنطن، الا ان مسؤولين في الادارة وفي الاتحاد الاوروبي عبروا عن ندمهم من عدم وضع عدد من الشروط علي حماس مقابل مشاركتها في الانتخابات. ويبدو ان الموقف الامريكي، وحتي الاوروبي الذي بدا مرنا، عندما سمح الاتحاد لمراقبي الانتخابات الذين ارسلهم للاراضي الفلسطينية بلقاء مرشحين اسلاميين جاء اعترافا بان الاتفاق الذي تم بين عباس وحركة حماس، اصبح رسميا، واي محاولة امريكية للتأثير او وضع شروط عليه، سيعتبر محاولة للتأثير علي العملية الديمقراطية. وينظر الي الاتفاق الذي عقده عباس مع الاسلاميين من حماس، علي انه مصيدة، فهو في الوقت الذي اكد انه لن يكون قادرا علي التحرك ضدهم الا بعد ان يتم انتخاب المجلس التشريع والمصادقة علي القوانين التي ستقوم بالتصدي لسلطة الاسلاميين الذاتيين، في مناطق مثل غزة. ولكن السؤال المؤجل بالنسبة لعباس، هو كيف سيكون قادرا علي التأثير او اتخاذ اجراءات ضد حماس، في وقت قد تصبح فيه الحركة اغلبية في المجلس التشريعي. ومن هنا فالاتحاد الاوروبي ركز علي مرحلة ما بعد الانتخابات، حيث وضع شروطا علي مشاركة ناشطين في الحكومة الفلسطينية. واهتمام الاتحاد الاوروبي نابع من ان الدول الاوروبية تعتبر المجموعات الداعمة للحكومة الفلسطينية (280 مليون دولار امريكي في العام)، وبعض هذه الاموال تذهب الي وزارات قد يحتلها اعضاء في حركة حماس. امريكا والاتحاد الاوروبي في تعاملهما مع حماس يحاولون البحث عن وسائل لتحجيم قوة الاسلاميين وفي الوقت نفسه، الترويج للديمقراطية كانا محطا للانتقاد، فهذا المدخل متناقض، لانه يقوم علي منع عدد من الجماعات، مثل حزب الله، وحماس من الانتخابات مع ان كلتا الحركتين لهما قاعدة شعبية واسعة. ويري تقرير صادر عن جماعة الأزمات الدولية تحت عنوان ادخلي حماس: تحديات الاندماج السياسي) ان سياسة الاتحاد الاوروبي وامريكا تجاه حماس، تعتبر قصيرة النظر، فالامتناع عن التعامل مع حماس علي المستوي القومي امر مشروع، الا ان المقاطعة وغياب المدخل الواضح لقبول حماس كانت له اثار سلبية. فسياسة تخفيض الدعم للمجالس البلدية التي تسيطر عليها حماس، وان ادي الي نقص في تمويل المشاريع وتخفيض في النفقات الا انه ادي لتعزيز قوة حماس. فعملية قطع المنح عن المجالس البلدية لم ثؤثر علي حماس ولكن علي الشعب. ويري عدد من ممثلي حماس ان الدول المانحة عليها القبول بخيار الشعب الفلسطيني، سواء كان مع فتح او حماس، لان فكرة قطع الدعم عن المجالس البلدية تعني لدي البعض الدعوة للتصويت لفتح بدلا من حماس. والمشكلة الاخري الناتجة عن مقاطعة حماس ومجالسها البلدية ان الاتحاد الاوروبي وامريكا بقطع المنح سيبتعدان عن البني التحتية المجتمعية الفلسطينية، وبهذا الاتجاه فانهما يقومان بتكرار اخطاء اتفاق اوسلو. ويعترف مسؤولون بالضرر الحاصل جراء مقاطعة المجالس البلدية التي تسيطر عليها حماس. كذلك، فان حجب المنح عن مجالس تسيطر عليها حماس ستكون له اثار سلبية علي العلاقات بين الفلسطينيين، وسيؤدي للاحتقان، ففي الوقت الذي ستحصل فيه المجالس التي تسيطر عليها فتح علي المعونات سيتم حرمان المجالس الاخري، ويعتقد عامل في مؤسسات الاغاثة ان الاتحاد الاوروبي يقوم بزرع بذور الفرقة والعداء والتنافس بين ابناء المجتمع الفلسطيني. وعليه تري مجموعة الأزمات ان مخاطر المقاطعة تفوق فوائدها، وتدعو لمدخل جديد للتعامل مع حماس، وتري في الانتخابات القادمة ارضية جيدة لفحص استعداد حماس للدخول في العملية السياسية، وفحص رهان الرئيس الفلسطيني ابو مازن علي ان ادخال ودمج حماس في العملية هذه سيؤدي الي تغيير وتعديل في مواقفها. وهذا يستدعي الحفاظ علي التهدئة، التي هددت الحركة مع نهاية العام الماضي بانهائها والعودة للسلاح، وتقترح ورقة الأزمات الدولية ان مواصلة التهدئة يعتمد في النهاية علي ممارسات الاحتلال القاسية واستمرارها في عملية الاغتيالات، وبالنسبة لحماس، فالضفة الغربية مرشحة لان تكون ساحة المواجهة القادمة، حيث لا تزال اسرائيل تمارس الحصار، والاغلاق والاعتقالات والهدم والمصادرة وكلها عوامل تبرر مواصلة حماس عملها العسكري، ومن هنا فالضغوط الامريكية ضرورية لكبح لجام اسرائيل. بالنسبة للدور الذي ستلعبه حماس في مرحلة ما بعد الانتخابات، فقادة حماس يؤكدون علي ان الأولوية هي الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي ومواجهة الفساد. ومع ذلك فالمزاج العام لدي حماس هو مزاج براغماتي، فمن غير المتوقع ان يقوم ممثلو حماس بالدفع باتجاه قوانين قد تلقي معارضة شديدة، وتري حماس انه ليس لديها النية في اخذ زمام السلطة من فتح، بل ترغب فقط بالمشاركة في القرار السياسي، فهدف حماس هو نزع احتكار السلطة، وتحقيق توازن فيها، يمنع الفساد والمحسوبية التي تتهم حماس السلطة الوطنية بممارستها. ومن هنا فان النهج الذي انتهجته الدول المانحة بالانسحاب من البلديات التي تسيطر عليها حماس الي التعامل مع السلطة المركزية، ستكون له اثار سلبية، فكلما ابتعدت الدول المانحة كلما منحت حماس المبرر للبحث عن وسائل اخري من مصادر تعتبر معادية لها. وفي الوقت الحالي يري قادة حماس ان من مصلحتهم التعامل مع القوي الغربية، وابتعاد الاخيرة قد يؤدي الي تشدد الخط. كل هذا الحديث عن مواقف الدول الغربية، امريكا واسرائيل من مشاركة حماس، مبني علي الصيغة التي اقترحها محمود عباس عن دمج الحركة في العملية السياسية ثم مطالبتها بدفع الاستحقاق، ولا توجد ضمانات لنجاح مدخل الاندماج، فمعدو الورقة يقولون ان تاريخ حماس يحكي العكس، ومع ذلك فهناك خيار جيد، ويجب انتهاز الفرصة لفحصه، وهذا يستدعي عددا من الامور، منها استعداد حماس الالتزام بالقانون، خاصة القوانين التي سيقرها المجلس التشريعي، واستعداد من السلطة الوطنية ان العملية السياسية شفافة وعادلة، والتزام من المجتمع الدولي ان الاندماج له الكثير من ايجابياته، واخفاقه يعني العودة للعمليات الانتحارية ذات الثمن الانساني المكلف. وتعترف الورقة ان التقدم علي الصعيد الامني لن يكون سهلا، فخارطة الطريق تدعو الي نزع سلاح حماس، الا ان الاخيرة لن تتخلي عن السلاح في المنظور القريب، وحتي في ذروة اندماجها البراغماتي في السياسة. ويؤكد قادة حماس الذين تحدثت معهم المنظمة الدولية مجموعة الازمات ان حماس لا تقدم هدايا مجانية، واشاروا الي ان السلطة الوطنية قدمت كل شيء الي اسرائيل ولم تحصل علي اي شيء. وعليه يري معدو الورقة ان حماس التي لن تتخلي بسهولة عن سلاحها وجناحها العسكري، يجب ان تلتزم بعد انضمامها للمجلس التشريعي بالتوقف عن الاستعراضات العسكرية، وتصادق علي قانون الاحزاب السياسية، وعلي القانون الاساسي للامن، وقد تحصل حماس فيما بعد علي حوار عادي ورسمي مع الاتحاد الاوروبي بعد اعلانها عن التخلي عن العنف. وفي حالة فشل حماس، فالاتحاد الاوروبي يجب ان يعلق كل الاتصالات مع البرلمانيين من حماس، وفي حالة وصول بعض افرادها الي الحكومة فيجب قطع العلاقات والمساعدات عنهم. كل هذا يعتمد علي نجاح التهدئة التي التزمت بها حماس حتي الوقت الحاضر. وتري مجموعة الأزمات الدولية ان مشاركة حماس في الانتخابات جاءت نتيجة تداخل عدد من المصالح، فجهود حماس لاصلاح البيت الفلسطيني، وتعزيز موقع السلطة الدولي، واعادة تأهيل الفلسطينيين اقتضت عقد صفقة مع حماس، فمقابل التعاون عرض عباس علي الحركة المشاركة في السلطة. ولكن عرض عباس قابلته حسابات اخري للحركة، فقد زادت شعبيتها اثناء الانتفاضة الاخيرة منذ عام 2000، وتحاول البحث عن مخرج من الهجمات العسكرية الاسرائيلية، ولوجود فرصة بسبب الظرف الذي تعيشه السلطة وحركة فتح. فالاخيرة واصلت التراجع بسبب الخلافات الداخلية، فيما تواصل حركة حماس الصعود، ونتائج الانتخابات البلدية اكدت لدي المراقبين ان حماس بدأت تقدم نفسها علي انها بديل عن فتح. وحتي الان فان عملية التحول السياسي التي خاضتها الحركة في المعترك المحلي قدمت نتائج مزدوجة، مع ان ممثلي الحركة اكدوا في عملهم علي الاداء الجيد، الذي ظهر جيدا في بعض البلديات، والتخلي عن التأكيد علي المظاهر الاسلامية، كما التزم ناشطو حماس الفائزون بالحفاظ علي السياق الاجتماعي كما هو في عدد من البلديات. وتظهر ممارسة حماس في المعترك المحلي براغماتية خاصة، فقد التزمت حماس بالتهدئة، كما لم يخف قادة الحركة النية بتغيير الميثاق الذي يدعو الي تحرير كامل التراب الفلسطيني، بما في ذلك التفاوض مع اسرائيل، والبحث عن هدنة طويلة الامد. ويظهر البرنامج الانتخابي للحركة الان شبه ملامح ببرنامج فتح اكثر من اقترابه من المبادئ المركزية التي قامت عليها الحركة عام 1987. كل هذا التطور لا يعني عدم وجود قلق من استمرار حماس الحفاظ علي سلاحها وجناحها العسكري. ولاحظت المجموعة ان التطورات التي حصلت داخل حماس لم تلق الا اهتماما بسيطا من الاتحاد الاوروبي وامريكا، مع ان الاول كان اكثر مرونة، هذا لا يعني عدم وجود اجتماعات او اتصالات غير مباشرة بين الحركة والدول الاوروبية وامريكا الا ان الموقف العام من حماس لا زال ذاك الرسمي الذي يعتبرها حركة ارهابية. وتلاحظ المجموعة ان الدول الغربية لم تقم باستغلال رغبة حماس بالحصول علي اعتراف وشرعية دولية عبر التأثير علي سياساتها. ودعت المجموعة في نهاية الورقة الي عدد من التوصيات الموجهة للسلطة الوطنية، وهي اصدار قانون الاحزاب والقانون الامني الاساسي في غضون ثلاثة اشهر ، ونزع سلاح مرحلي، والتأكد من توزيع عادل لعمليات البناء والتمويل للبلديات الفلسطينية، ومواصلة التهدئة. ودعت كذلك اسرائيل الي الالتزام بالتهدئة، والتوقف عن سياسة الاغتيال واقتحام المدن الفلسطينية، والافراج عن السجناء. وبالنسبة للاتحاد الاوروبي، دعت الورقة ان يقوم بالضغط علي حماس لتمديد التهدئة، واعادة الاتصالات مع حماس وممثليها في البلديات والموافقة علي اعادة الاتصالات مع الجناح السياسي للحركة، وشطب اسم حماس من قائمة الجماعات الارهابية. وبالنسبة للولايات المتحدة، تدعو الورقة واشنطن الي سياسة اكثر جدية للرد علي حماس بالطريقة التي توصي بها الدول الاوروبية التي ابدت مرونة في التعامل مع الحركة.   مجموعة الأزمات الدولية ، منظمة غير حكومية وغير ربحية، يعمل فيها فريق من 110اشخاص في خمس قارات، يقوم بأبحاث ميدانية من اجل منع وحل المعضلات الدولية، وتتخذ المجموعة من بروكسل مقرا لها.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 جانفي 2006)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.