فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS 10ème année, N°3922 du 17.02.2011
archives : www.tunisnews.net
حــرية و إنـصاف:دعوة لحضور تظاهرة حقوقية حول »العفو التشريعي العام »
السبيل اولاين:بن علي في غيبوبة خطيرة والمبزع يتابع حالته الصحية
القدس العربي:بن علي يدخل في غيبوبة
كلمة:رفض رسمي منتظر لمجلس حماية الثورة
عريضـة من أجل حماية الثورة والمواطنة
شخصيات ثقافية وطنية مستقلة:توضيح حول بيانات المناشدة
كلمة:احتجاجات في جرجيس
كلمة:فرار مساجين من قابس
كلمة:أهالي المساجين يواصلون الاعتصام أمام سجن برج الرومي
يو بي أي:بلدية تونس تطلق إسم البوعزيزي على أكبر شارع بتونس العاصمة
اللجنة الشعبية لحماية الثورة بالحسيان / الوسلاتية:بيــــــــــان
حركة التجديد:بيان
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:بــــيــــان
أحمد الصغير:مبادرة هامة: دعوة المواطنين التونسيين المقيمين بالخارج الى التبرع بأجرة يوم عمل لفائدة الدولة التونسية
الجزيرة نت:تونس تكشف قروض بن علي البنكية
كلمة:محافظ البنك المركزي يحذر من الانزلاق الاقتصادي
الجزيرة نت:موّلت عائلة بن علي وأصهاره بـ1.75 مليار دولاربنوك تونس مهددة بسبب القروض
محمد الشعار:حول المدرسة التونسية بالدوحة:ردا على السادة الأولياء الغاضبين و عددهم عشرة
المسلم الصغير/ الفرزدق الصغير يكشف عن نفسه
عبد النور المدّاحي:ماذا يحدث في الإتحاد العام التونسي للشغل ؟
أنيس منصوري:قراءة نقدية في مشروع المجلس الوطني لحماية الثورة
جيلاني العبلي:تونس: من الدولة الأمنية إلى الدولة المدنية
فتحي خزندار:رجــــــولــــــــــة 4
المنظمـة العربية لحقوق الإنسان في النمسا:بيـان:استمرار الانتهاكات في العراق
رفيق عبدالسلام: تأملات من وحي التجربة التونسية
فهمي هويدي:خيانة المثقفين
منير شفيق:الثورات العربية بين مرحلتين
عبد الباري عطوان:ليبيا بين ثورتين
سويس انفو تحاورمنى رشماوي: »لا مفر من وضع حقوق وحريّـات المواطن العربي على رأس الأولويات »
الجزيرة.نت:قتلى جدد واتساع مظاهرات ليبيا
الجزيرة.نت:مظاهرات عنيفة بأنحاء اليمن
الجزيرة.نت:احتجاجات ببغداد السبت اتساع المظاهرات جنوبي العراق
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس نوفمبر 2010
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12 ربيع الأول 1432 الموافق ل 17 فيفري 2011
دعوة لحضور تظاهرة حقوقية حول »العفو التشريعي العام »
في إطار النضال من أجل عفو تشريعي عام يعيد للضحايا كرامتهم ويرد لهم الاعتبار ويعوضهم عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقتهم، تدعو منظمة حرية وإنصاف جميع المناضلين والمناضلات ضحايا العهد البائد إلى حضور تظاهرة حقوقية حول »العفو التشريعي العام »، وذلك بقصر المؤتمرات بشارع محمد الخامس بتونس العاصمة يوم الأحد 20 فيفري 2011 انطلاقا من التاسعة صباحا إلى حدود الواحدة بعد الزوال.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
بن علي في غيبوبة خطيرة والمبزع يتابع حالته الصحية
السبيل أونلاين – تونس – عاجل أكد الصحفي الفرنسي المتخصص في الشأن التونسي وصاحب الكتاب الشهير « صديقنا الجنرال بن علي » « نيكولاس بو » ، أن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي دخل في غيبوبة خطيرة نتيجة جلطة دماغية نقل على اثرها الى المستشفى بمدينة جدة السعودية وقد وصفت حالته بأنها خطيرة جدا . وحسب الصحفي الفرنسي فإن الرئيس التونسي المخلوع الهارب الى السعودية أدخل الى قسم خاص بالأمراء السعوديين في المستشفى تحت اسم مستعار لدواعي أمنية . والملف أن الرئيس المؤقت فؤاد المبزع يتابع هذه التطورات منذ يومين من دخول بن علي المستشفى الوضعية الصحية الحرجة للرئيس المخلوع . وأكد الصحفي الفرنسي أن هناك مصدرين متطابقين أكدا تدهور الحالة الصحية لبن علي الذي أطاحت به ثورة شعبية عارمة مما اضطره للهرب خارج البلاد . وفي نفس السياق نقل موقع « اسرائيلي » عن مصادر دبلوماسية في الشرق الأوسط أن بن علي دخل في غيبوبة بعد ظهر يوم 15 فيفري الجاري . يذكر أن بن علي مصاب بالسرطان حسب تأكيدات وكالة المخابرات الأمركية في تقرير نشرته « وكيليكس » ، وقد تكتم على مرضه خلال سنوات حكمه الذي امتد 23 سنة ، ويتحدث التونسيون منذ سنوات عن رحلات العلاج السرية التي يقوم بها الرئيس المخلوع إلى ألمانيا .
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس)، بتاريخ 17 فيفري 2011)
بن علي يدخل في غيبوبة
2011-02-17 باريس- قال الصحافي الفرنسي نيكولا بو، المتخصص في الشؤون التونسية على مدونته على الانترنت الأربعاء إن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي دخل في غيبوبة ونقل إلى المستشفى في جدة. ونقل الصحافي عن مصادر تونسية أن بن علي (75 عاماً) « أصيب بجلطة دماغية ونقل إلى مستشفى مخصص للأمراء السعوديين في جدّة تحت هوية مزيفة لأسباب أمنية ». وقال إن صحته « مثيرة للقلق » وإنه « دخل في غيبوبة »، كما أن زوجته ليلة طرابلسي، التي كانت عرضة للكثير من الانتقادات والاتهامات باختلاس الأموال العامة واستغلالها وعائلتها الحكم، لم تعد إلى جانبه. ونقل عن مصدر مقرب من الرئيس المؤقت الحالي لتونس فؤاد المبزع إنه يعلم منذ ثلاثة أيام عن وضع بن علي الصحي. وقال الصحافي إن بن علي لا يعاني من عودة ظهور مرض السرطان الذي كان يعاني منه، بل جلطة دماغية خطرة. وأشار الصحافي إلى أن مكان تواجد السيدة الأولى السابقة غير معروف، مشيراً إلى أن البعض يرجحون أن تكون في ليبيا، بسبب العلاقات الجيدة بين النظام الليبي والثنائي التونسي. وقد نشر تقرير بو في صحف فرنسية عدة منها (لو موند) و(لا ليبيراسيون). وكان ثورة شعبية اندلعت في 17 كانون الأول/ ديسمبر، على خلفية انتحار بائع خضار تونسي يدعى محمد البوعزيزي، بسبب مصاردة شرطية عربته، أدت إلى الإطاحة ببن علي، وذلك في 14 كانون الثاني/ يناير الماضي. ويشار إلى أن تقارير صحافية كانت أشارت أيضاً إلى تدهور وضع الرئيس المصري السابق حسني مبارك الصحي وذكرت أنه دخل في غيبوبة، لكن لم يتم التأكد من المعلومات بعد. وكان ثورة شعبية مماثلة للثورة التونسية أطاحت بالرئيس المصري في 11 شباط/ فبراير الماضي بعدما كان اندلعت بتجمع في ميدان التحرير وسط القاهرة، في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، وامتدت إلى معظم الأراضي المصرية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 فيفري 2011)
رفض رسمي منتظر لمجلس حماية الثورة
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 16. فيفري 2011 علمت كلمة من خلال بعض التسريبات التي لم تتأكد أن نية الحكومة المؤقتة تتجه إلى رفض الصيغة التي تقدم بها عدد من التنظيمات السياسية و الجمعياتية لتكوين مجلس حماية الثورة و طالبت أولا من الأطراف الموقعة بالاعتراف بالحكومة المؤقتة بطريقة واضحة. يذكر أن من بين الممضين على المبادرة التي تهدف إلى تكوين مجلس حماية الثورة عدد مكونات جبهة 14 جانفي التي لا تعترف بالحكومة المؤقتة و تطالب بإسقاطها معتبرة إياها حكومة تهدف الى الالتفاف على ثورة الشعب. من جهة أخرى عبرت حركة التجديد في بيان لها صدر يوم الأربعاء 16 جانفي عن استغرابها من إعلان عدد من الأحزاب و الجمعيات تأسيس مجلس حماية الثورة ووصفته بالموقف المتعجل.وأضافت أن الصلاحيات الموكولة لهذا المجلس تجعل منه أداة لاحتكار كامل للسلطة ،و إخضاع الحكومة المؤقتة ،والمجالس و اللجان إلى إرادة مجموعة نصبت نفسها ناطقة باسم ما اسماه البيان » أصحاب المشروعية الثورية » . و اعتبرت طلب تنصيب هذا المجلس بمرسوم رئاسي سيؤدي إلى ازدواجية في السلطة من شأنها أن تخلق أزمة سياسية قد تعرقل تحقيق الانتقال الديمقراطي. من جهته رفض الديمقراطي التقدمي كل أشكال الوصاية على ثورة الشعب التونسي وقال انه لا يرى أي مشروعية أو مسوغ لتنصيب هيئة تمنح لنفسها صلاحية مراقبة الحكومة دون أي تفويض شعبي . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 فيفري 2011)
عريضـة من أجل حماية الثورة والمواطنة
نحن الممضين أسفله، بعد تدارسنا آخر المستجدات على الساحة الوطنية:
1- نؤكد تمسكنا ببعث مجلس لحماية الثورة والانتقال الديمقراطي يمثل كافة الحساسيات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بدون استثناء إلى جانب الشخصيات الوطنية والجهوية.
2-نطالب بإستبدال أسماء الشوارع والساحات والبنايات والشركات التي تحمل إسم 7 نوفمبر بإسم 14 جانفي وإقامة ساحة لشهداء الوطن والثورة في كل ولاية وتسمية شوارع بأسمائهم.
3-نعرب عن إستعدادنا للتبرع بيوم عمل لدعم الجهات المتضررة والبنية الأساسية وخاصة المؤسسات التعليمية والمبيتات الجامعية.
4-ندعو كافة المواطنين للتجند من أجل حماية الثورة وفاءا للشهداء وخدمة للوطن وبالمساهمة النشيطة في كل الحوارات التي تخص مستقبل البلاد وتفعيل روح المواطنة.
5-نتوجه بنداء إلى كل القوى السياسية والاجتماعية والمدنية في الداخل والخارج للعمل على إلغاء الدين الخارجي لتخفيف العبء على الشعب التونسي وتمكينه من فرصة الاستثمار للنهوض بالجهات الداخلية والتشغيل وبمقومات العمل الائق.
الإمضاء
|
الصفة
|
الاسم واللقب
|
|
|
|
Signer et faites signer (svp). Pour signer la pétition envoyer un email à ben.kaddour@yahoo.fr
توضيح توضيح حول بيانات المناشدة
نحن الموقعون أسفله شخصيات ثقافية وطنية مستقلة نعلم الرأي العام أننا لم نوقع على أي وثيقة أو بيان يناشد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الترشح للانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة لعام 2014 وقد فوجئنا ببيان ال65 وبقائمة الأسماء التي ذيلت بها في جريدة الشروق يوم 10 أوت 2010 ـ والتي تلتاها قائمات أخرى من بينها قائمة الألف وال50 ألفا وال130 ألفا وغيرها من » المبادرات » التي وقفت وراءها جهات من الحزب الحاكم السابق ـ مثل عموم القراء. والجميع يعلم أنه لم يكن بإمكان أحد وقتها نشر تكذيب أو اعتراض .
ونؤكد أن أغلبنا كان يوم نشر بيان ال65 في مهمات عمل خارج أرض الوطن.
وإذ نتبرأ من حملات الدعاية لانتخابات 2014التي شهدتها الصائفة الماضية نؤكد مجددا على استقلاليتنا عن كل الأحزاب وخاصة عن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي لم ننتم إليه أبدا . الإمضاءات المنصف الباروني محام كمال بن يونس صحفي عبد الله الأحمدي محام لطفي بوشناق فنان سنية مبارك فنانة وجامعية
احتجاجات في جرجيس
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 16. فيفري 2011 شهدت مدينة جرجيس يوم الأربعاء 16 فيفري مسيرة حاشدة للمطالبة بمتابعة المتسببين في حادثة غرق مركب كان يحمل على متنه أكثر من مائة وعشرون مهاجرا غير شرعيا حاولوا التسلل إلى الأراضي الايطالية.وطالبوا بلجنة تحقيق مستقلة للبحث في ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات. يذكر أن خافرة تابعة للجيش الوطني تصدت يوم 11 فيفري الجاري لمركب صيد على متنه أكثر من 120 مهاجرا أدى إلى غرق المركب وهلاك 27 شابا منهم 22 في عداد المفقودين في حين تم العثور على خمس جثث. من جهة أخرى أصدرت وزارة الدفاع يوم الأربعاء 16 فيفري بيانا بينت فيه انه في إطار التصدي للهجرة غير الشرعية تم رصد مركب بالمياه الدولية قبالة سواحل قرقنة اعترضته خافرة تابعة للجيش الوطني الذي طلب من ربان الباخرة الوقوف ،إلا انه امتنع وقام بعملية مداورة خاطئة ومباغتة محاولة منه للفرار و إعادة التوجه إلى ايطاليا وهو ما نتج عنه احتكاك المركب بالخافرة مما أدى إلى تدافع جميع المهاجرين إلى الجانب الأيمن قصد الصعود على متن الخافرة وبذلك فقد المركب توازنه نتيجة امتلائه بالماء فسقط بعض ركابه في البحر. وقال البيان ان هذه المعطيات هي نتيجة عملية تحقيق أولية مفيدا أن وزارة الدفاع الوطني قررت إحداث لجنة مستقلة لمزيد التحقيق في الحادثة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 فيفري 2011)
فرار مساجين من قابس
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 16. فيفري 2011 ذكر نائب مدير السجن المدني بقابس يوم الإربعاء 16 فيفري لراديو لكمة أن 34 سجين تمكنوا عشية الأمس من الفرار بعد الاعتداء بالعنف على عدد من الأعوان المكلفين بالحراسة وفتح ثغرة في الحائط. وأكد أن قوات الشرطة نجحت في إلقاء القبض على 24 من الفارين خلال عملية تمشيط قاموا بها فور تلقيهم إشعارا بالموضوع. واستغرب أهالي الجهة من تسجيل حالة الفرار المذكورة خاصة أن عناصر الجيش تحاصر السجن منذ فرار الرئيس المخلوع « بن علي » للتصدي إلى أي عملية تخريب أو هروب جماعي من قبل السجناء وفي ذات السياق قالت عائلة السجين جمال بن عطية الشايبي لكلمة ان ابنها تعرض يوم الثلاثاء إلى تعنيف شديد في حجرة السجن من قبل بعض الأعوان و هو ما أدى إلى كسر في مستوى الخاصرة و أضرار بدنية أخرى وهو ما استوجب نقله إلى المستشفى العسكري الحبيب ثامر بالعاصمة من جهة أخرى عملت كلمة أن تكاليف ترميم وإعادة تأثيث إقليمي الحرس والشرطة وتجهيزهما باللوازم الضرورة للعمل تجاوزت 220 ألف دينار. وفي نفس الإطار سجلت المدينة حالة استقرار أمني نسبي بعد استئناف الدوريات وحملات التمشيط من طرف الشرطة والحرس مع دعمهما بعناصر الجيش خلال الدوريات الليلة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 فيفري 2011)
أهالي المساجين يواصلون الاعتصام أمام سجن برج الرومي
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 16. فيفري 2011 يعتصم عدد من أهالي المساجين ليلة الأربعاء 16فيفري أمام سجن برج الرومي ببنزرت، وطالب المعتصمون بسراح أبنائهم خاصّة وأنّهم تلقّوا وعودا بسراح عدد كبير من المساجين بعد أن تنعقد لجنة بوزارة العدل خصّصت لذلك. وعلم المعتصمون أنّه سيتمّ الإفراج عن 57مسجون فقط كدفعة أولى إلا انه لم يتم إطلاق سراح إلا ثلاثة منهم من بين المتهمين بجرائم قتل. تجدر الإشارة أنّ عددا من السجون التونسية تعيش على وقع إضرابات جوع وأعمال تمرد وعنف نتيجة مماطلة وزارة العدل في إطلاق سراحهم عن طريقة إحدى آليات العفو. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 فيفري 2011)
بلدية تونس تطلق إسم البوعزيزي على أكبر شارع بتونس العاصمة
تونس, تونس, 17 (UPI) — قررت بلدية تونس العاصمة إطلاق إسم محمد البوعزيزي على شارع « 7 نوفمبر » بتونس العاصمة،وذلك في خطوة لتكريم الشاب الذي فجر انتفاضة تونس بإحراق نفسه .
وقالت بلدية تونس في بيان وزعته مساء اليوم الخميس،أنها قررت أيضا إطلاق إسم ساحة « 14 يناير 2011″،على الساحة التي كانت تحمل سابق إسم « ساحة 7 نوفمبر » في قلب تونس العاصمة.
واعتبرت أن هذه المبادرة « تندرج فى إطار توثيق الإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بالنظام السابق ».
وكان البوعزيزي أضرم النار في جسده في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي أمام مقر محافظة سيدي بوزيد (265 كيلومترا جنوب تونس العاصمة)،لتنفجر بذلك إنتفاضة شعبية في البلاد إنتهت في الرابع عشر من الشهر الماضي بفرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي إلى السعودية.
يذكر أن تاريخ السابع من نوفمبر 1987 هو تاريخ وصول الرئيس المخلوع بن علي إلى الحكم في أعقاب إنقلاب أبيض على الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 17 فيفري2011)
بسم الله الرحمان الرحيم اللجنة الشعبية لحماية الثورة بالحسيان / الوسلاتية بيــــــــــان
نحن مجموعة من مواطني منطقة الحسيان التابعة لمعتمدية الوسلاتية المجتمعين يوم الثلاثاء 15 فيفري 2011 لتدارس آخر المستجدات الوطنية والمحلية، وبعد وقوفنا خشوعا وإجلالا ترحما على أرواح شهداء ثورة الكرامة والعدالة الاجتماعية وعلى أرواح كل الشهداء الذين سقطوا خلال عهد الدكتاتور المخلوع، نعبّر عن :
1- اعتزازنا بما حققته ثورة شعبنا المجيدة من إنجازات وعلى رأسها خلع الدكتاتور الذي روّع التونسيين والتونسيات طيلة أكثر من 23 سنة. 2- يقظتنا التامّة تجاه ما يُحاكُ ضد ثورتنا المجيدة من مؤامرات داخلية وخارجية، ومساندتنا تشكيل لجنة وطنية عليا لحماية الثورة من أي انحراف عن مبادئها وتقف سدا منيعا أمام محاولات الالتفاف عليها. 3 – استبشارنا بحلِّ التجمع اللادستوري واللاديمقراطي الذي كان الأداة السياسية للتنكيل بجماهير شعبنا وتمرير كل مشاريع القهر والاستبداد والفساد في بلادنا. كما نعلم الرأي العام أن منطقة الحسيان من معتمدية الوسلاتية دفعت غاليا كلفة اختيارها الحرّ خلال الانتخابات التشريعية ، أفريل 1989، وخضعت لِمَا يشبه نظام عقوبات جماعية جعلها تعيش على هامش البرامج التنموية، ومصنّفة ضمن المناطق المغضوب عليها من قبل النظام القمعي البائد، فعانى مزارعوها من التهميش واستغلال تجار الأعلاف لهم، خاصة في ظل غياب تمثيل نقابي حقيقي للمزارعين قي تونس، كما عانى شبابها من أصحاب الشهائد العليا أو الشباب ضحية الإخفاق المدرسي من البطالة وغياب الفضاءات التي تؤطر نشاطهم. وفي ضوء ما تقدّم فإننا نُعلن تشكيل لجنة شعبية محلية لحماية الثورة المباركة ونؤكد على ما يلي: 1 – تجنّدنا لحماية الثورة المجيدة واستعداد لجنتنا اللامشروط للتعامل مع اللجنة الجهوية لحماية الثورة بالقيروان على قاعدة الاستقلالية والاحترام التامّ ونبذ التوظيف والإقصاء مهما كان مأتاه. 2 – مطالبتنا بحلّ الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري الذي سار دائما في ركاب الدكتاتورية ودعوتنا كافة المزارعين التونسيين إلى تشكيل اتحاد مزارعين مستقل يدافع عن مصالح صغار المزارعين ويُنتَخَبُ بطريقة ديمقراطية شفّافة. 3 – ضرورة إعادة النظر في السياسة الفلاحية المعتمدة وإرساء هياكل للإرشاد الفلاحي الحقيقي والقطع مع إقرار المشاريع التنموية بطرق فوقية ودون استشارة الفلاحين. وفي انتظار تشكيل مجلس قروي ديمقراطي يدير شؤون المنطقة تدعو اللجنة كافة أهالي الحسيان إلى الالتحاق بها والتأهّب للدفاع عن أمن الجهة ومكاسب الثورة. عاشت ثورة شعبنا المجيدة، المجد والخلود لأرواح الشهداء الأبرار، عاشت تونس حرّة مستقلة وطنا حاضنا لكافة أبنائها.
اللجنة الشعبية لحماية الثورة بالحسيان / الوسلاتية
بيان
إثر تجمع عناصر من مجموعة أصولية متطرفة أمام الكنيس اليهودي بتونس العاصمة ورفعها لشعارات عنصرية، معادية لمعتقد ديني وللديمقراطية، فإن حركة التجديد تعبّر عن استنكارها الشديد لهذا التحرك ورفضها لهذه الشعارات الهادفة إلى الاعتداء على عقيدة وكرامة مواطنين تونسيين من أقلية دينية وتطالب كل القوى السياسية والنقابية والجمعيات إلى اليقظة تجاه كل ما من شأنه أن يضرب التقاليد الوطنية في التسامح واحترام حرية المعتقد باعتبارها إحدى مكاسبنا الحداثية التي يجب التمسك بها وتطويرها بعد ثورة الشعب. تونس في 17 فيفري 2011 عن حركة التجديد جنيدي عبد الجواد
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بــــيــــان
على إثر إعلان الحكومة المؤقتة عن تنظيم مؤتمرا دوليا بقرطاج حول الإصلاحات السياسية والاقتصادية والتي اعتبرها رئيس الحكومة الفرنسية « مبادرة موفقة » إن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ووقوفا عند هذه المبادرة وأبعادها السياسية الخطيرة على تونس ما بعد ثورة الحرية والكرامة يوضح ويؤكد للشعب العربي في تونس ما يلي: أولا: يؤكد الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أن الإصلاح السياسي شأن داخلي مرتبط بالسيادة الوطنية والإرادة الحرة للشعب بعيدا عن املاءات الجهات المانحة ويدعو الشعب التونسي إلى رفض هذه المبادرة المهينة لإرادته وثورته المجيدة وكفاءة نخبه وقواه الحية. ثانيا : يدعو الاتحاد الديمقراطي الوحدوي إلى عقد ندوة وطنية للحوار حول الإصلاحات السياسية من أجل رسم مسار سياسي وطني يؤمن مستقبل تونس بعيدا عن كل الاملاءات الخارجية تشارك فيه كافة الأطراف السياسية والمدنية دون استثناء . ثالثا: إن هذه المبادرة هي تجسيد مفضوح للاستمرار في نهج التبعية الاقتصادية لمراكز رأس المال العالمي والخيارات الجاهزة للبنك الدولي وسائر مؤسسات النهب العالمي لثروات الشعوب. رابعا: إن مبادرة الحكومة المؤقتة بعقد مؤتمر دولي حول الإصلاحات السياسية والاقتصادية بتونس هو رهن لمستقبل الشعب التونسي الحر لوصاية الجهات الدولية حكومات ومنظمات. خامسا: يذكر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بمبادرته بإحداث لجنة مستقلة لإعادة النظر في منوال التنمية المتبع في تونس والذي اثبت فشله الذريع في تنمية عادلة بين الجهات والفئات وفي ملفات التشغيل والتقاعد في اتجاه منوال جديد للتنمية يعيد للدولة دورها الحاضن والتعديلي. سادسا: ينبه الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الحكومة المؤقتة من محاولات الالتفاف على الثورة الشعبية وضرب بعدها الوطني لأنها في تقديرنا ثورة ضد كل أشكال القهر السياسي والاجتماعي والوطني والقومي. سابعا: يذكر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بضرورة انفتاح الاقتصاد الوطني على الداخل وفي اتجاه علاقات متعددة الأقطاب مع الخارج خاصة مع القوى الصاعدة الساعية إلى كسر الاحتكار الدولي وإقامة نظام عالمي عادل ومتضامن ودون القفز على محيطنا المغاربي والعربي والاتفاقيات المبرمة معه في هذا الشأن، وهو الخيار الذي تؤكد جدواه الأزمات التي عصفت بالفضاء الأوروبي والتي ستكون لها انعكاسات خطيرة على الاقتصاد الوطني. ثامنا: إن الشعب التونسي هو الذي دفع ضريبة الدم من أجل كسر أغلال الاستبداد وهدم الحواجز الحائلة بينه وبين الحرية والكرامة لن يرتضي أن يضع مستقبله بيد غيره من الداخل أو من الخارج أي كان. – عاشت تونس حرة عربية أبيّة. – عاشت ثورة الشعب ضد الهيمنة وثقافة الوصاية. – المجد والخلود لشهداء التحرير والكرامة. عن المكتب السياسي الأمين العام احمد الاينوبلي
مبادرة هامة: دعوة المواطنين التونسيين المقيمين بالخارج الى التبرع بأجرة يوم عمل لفائدة الدولة التونسية
نحن الممضون أسفله نلتزم بتحويل مبلغ مالي مقداره مقابل أجرة يوم شغل من مرتبنا الشهري طيلة سنة كاملة قابلة للتجديد لفائدة الدولة التونسية العزيزة علينا جميعا، وذلكللمساعدة و المساهمة في حل المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية التي تعيشها بلادنا وللتعبير عن تضامن كل التونسيين مع بعضهم البعض و محبة الغني للفقير و تضامنه معه في السراء و الضراء. كما تهدف هذه المباردة الى التعبير عن حبنا لتونس الوطن الذي عاد الينا و عدنا اليه. تونس الحرية و الكرامة و العزة. و في هذا الصدد ندعو الحكومة التونسية الى تخصيص رقم حساب بنكي موحد لتحويل الاموال الملتزم بها.
أحمد الصغير باحث تونسي، جنيف.
تونس تكشف قروض بن علي البنكية
كشف البنك المركزي التونسي أن قيمة القروض المصرفية بذمة شركات ومؤسسات اقتصادية مرتبطة بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وعائلته تبلغ 2.5 مليار دينار تونسي (1.75 مليار دولار). وأوضح محافظ البنك مصطفى كمال النابلي أن حجم هذه القروض يعادل 5% من الحجم الإجمالي للقروض التي أسندتها البنوك التونسية لتمويل مشاريع اقتصادية في البلاد. والمسؤول التونسي الذي سبق له العمل في البنك الدولي بين أن 71% من حجم القروض التي حصلت عليها الشركات المذكورة « قابل للاسترجاع » حيث قدّمت ضمانات بنكية. وأشار إلى أن 430 مليون دينار (291 مليون دولار) من جملة القروض مشكوك في استرجاعها لعدم توفر ضمانات بنكيّة. وعن وجهة هذه القروض، ذكر النابلي أنه تم توجيه أكثر من نصف القروض لتمويل مشاريع لأربع شركات فقط من أصل 182 شركة مرتبطة بالرئيس المخلوع وعائلته هي شركتا الاتصالات الخاصتان تونيزيانا وأورانج، وشركة إسمنت قرطاج ومصنع سكر تونس. وبالنسبة لحجم الأموال التي هربها بن علي وعائلته، أفاد النابلي بعدم توفر إحصائيات دقيقة، غير أنه توقع أن تكون عملية استرجاع الأموال المهرّبة « صعبة » وأن تستغرق وقتا طويلا. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 فيفري 2011)
محافظ البنك المركزي يحذر من الانزلاق الاقتصادي
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 16. فيفري 2011 حذر محافظ البنك المركزي خلال ندوة صحفية عقدها يوم الأربعاء مما اسماه بالانزلاق الاقتصادي ودعا إلى عودة نسق العمل إلى طبيعته في المؤسسات المنتجة واسترجاع المؤسسات التونسية للأسواق الخارجية ومحافظتها على قدرتها التنافسية فضلا على التوازنات المالية. وذكر محافظ البنك المركزي أن ديون الرئيس المخلوع وعائلته تبلغ 2500 مليون دينار تونسي فيما أكد انه من الصعب تحديد قيمة الممتلكات العينية أو المالية في الخارج وقال أن السلطة التونسية تعمل على استرجاعها واكتشافها شيئا فشيئا وأضاف انه سيتم إحداث لجنة خاصة بهذا الموضوع لتسريع عملية الاسترجاع. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 فيفري 2011)
موّلت عائلة بن علي وأصهاره بـ1.75 مليار دولار بنوك تونس مهددة بسبب القروض
خميّس بن بريك-تونس تواجه بنوك تونسية مخاطر بسبب صعوبة استرجاع قسم من القروض التي منحتها سابقا لأفراد عائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وأصهاره، الأمر الذي سينعكس سلبا على نتائجها المالية.
وجاءت هذه المخاوف على لسان محافظ البنك المركزي مصطفى كمال النابلي خلال مؤتمر صحفي عقده أمس, وأكد فيه أن أرباح البنوك المعنية والمساهمين فيها ستتقلص.
ووفقا لأرقام البنك المركزي, تبلغ قيمة التمويلات التي قدمتها المصارف لأفراد عائلة بن علي حوالي 2500 مليون دينار (1.75 مليار دولار) أي 5% من جملة التمويلات في تونس. تمويلات ضخمة
وانتفع بهذه القروض 23 مجمعا اقتصاديا، يضمّ 182 مؤسسة تابعة لأفراد عائلة بن علي الذين كانوا متغلغلين في كل القطاعات كالبنوك والاتصالات والمصانع والسيارات والسياحة والإعلام.
وكشف محافظ البنك المركزي التونسي أن نسبة كبيرة من هذه التمويلات تقدّر بنحو 1330 مليون دينار (935 مليون دولار) كانت تستهدف تمويل أربعة مشاريع كبيرة.
ويملك بلحسن الطرابلسي (الأخ الأكبر لزوجة الرئيس المخلوع بن علي) -الذي طالبت تونس كندا بتسليمه إليها- مشروعين هما مصنع « إسمنت قرطاج » (جنوبي العاصمة) ومصنع « التونسية للسكر » في ولاية بنزرت شمال البلاد.
أما المشروعان الآخران فأحدهما مملوك لمروان مبروك صهر الرئيس المخلوع (زوج ابنته سيرين) الذي اقترض لتمويل مشروع شركة الاتصالات الخاصة « أورانج »، التي يمتلك فيها 51% من رأس المال، مقابل 49% لشركة فرانس تيليكوم.
ويعود المشروع الثاني لصخر الماطري صهر الرئيس المخلوع (زوج ابنته نسرين) والذي اقترض لشراء حصة 25% في شركة الاتصالات الخاصة « تونيزيانا » بقيمة 600 مليون دولار تقريبا. وتمتلك فيها حاليا « الوطنية » (التابعة لكيوتل) 75% من رأس المال.
وأفاد محافظ البنك المركزي أن 70% من جملة القروض الممنوحة لأفراد عائلة بن علي تبقى « ذات خطورة ضعيفة » لأنّ البنوك قدمت تمويلات مقابل ضمانات عقارية ومالية. إفلاس مستبعد
لكن النابلي اعترف بأن النسبة المتبقية (30%) وقيمتها حوالي 430 مليون دينار (301 مليون دولار) تشوبها مخاطر كبيرة، وهو ما سيقلص أرباح البنوك والمساهمين فيها، حسب قوله.
وردا على سؤال للجزيرة نت, رفض محافظ البنك المركزي الكشف عن أسماء البنوك المتورطة في مثل هذه التمويلات « المسمومة »، قائلا إن البنوك المعنية « هي من سيفصح عن ذلك ».
لكنه بالمقابل، كشف أن البنوك التونسية بقطاعيها العام والخاص صرفت تمويلات لأفراد عائلة بن علي. وتوجد بتونس ثلاثة بنوك عمومية هي بنك الإسكان, والبنك الوطني الفلاحي, والشركة التونسية للبنك.
واستبعد النابلي أن تقود هذه الديون العالقة إلى إفلاس بعض البنوك، معتبرا أنها قادرة على استيعاب هذه الخسائر من خلال تقليص حصص الأرباح الموزعة على المساهمين، نافيا أن تكون هناك نية لفرض ضرائب إضافية على الزبائن من قبل البنوك.
يشار إلى أنه عقب فرار بن علي يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011, فرّ عدد من أصهاره على رأسهم بلحسن الطرابلسي ومروان مبروك ومحمد صخر الماطري المدانون للبنوك, في حين ألقي القبض على البعض الآخر ووضعهم رهن التحقيق إلى حين محاكمتهم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 فيفري 2011)
حول المدرسة التونسية بالدوحة ردا على السادة الأولياء الغاضبين و عددهم عشرة
نحمد الله العلي القدير أننا أصبحنا أحرارا و لا توجد حواجز تمنعنا من التكلم بحرية عبر الصحــــــــــافة و الانترنيت و نغتنم هذه الفرصة لنترحم على أرواح الشهداء الأبرار و نبارك ثورة الأحرار من شبـــاب تونس .
وردا على العريضة الصادرة بتاريخ 14 فيفري 2011 من طرف الذين نصبوا أنفسهم رؤساء علــــــــى الجالية التونسية بقطر و يتكلمون بآسم مجموعة من الأولياء ،فأين الشجاعة و قد ولى عهد الأقنعة الفاسدة فهؤلاء هم من كتبوا إلى النظام السابق وتوجهوا بنفس الشكاوى و عبروا عن اعتزازهم و امتنانهم الى العهد السابق و اليوم يريدون تشويه ثورة الأبطال ،هؤلاء الذين تنعدم لديهم المبادئ الأخلاقـــــــــــية والوطنية بل تغلبت عليهم روح النقمة من جراء إقصاء أقاربهم من المدرسة التونسيـة بقرارات قانونية لم تكن اول مرة بل وقع طردهم سابقا قبل تسلم المنظمة التونسية للتربية و الأسرة للمدرسة .
هذه المنظمة العريقة التي أسست سنة 1964 و هي منظمة غير حكومية أسسها رجال أبطال و شرفــــاء بداية من السيد الحبيب قرفال الى حسيب بن عمار الى فرج الجباس الى محمود المسعدي وغـــيرهم من الطاقات الصادقة التي ترأست المنظمة وصولا إلى السيد سالم المكي في جويلية 2007 و واصلت هذه المنظمة عملها التربوي و الاجتماعي ، فكونت مدارس و مبيتــــــــــات جامعية للأسرة التونسية من ذوي الدخل الضعيف و إحداث رياض أطفال وأقسام تحضيرية في أقصى الجنوب : في الفوار و سوق الأحـــــــــــد الى سيـدي بوزيد و الرقاب – قفصة و المتلوي أم العرائس – باجة و الكاف والقصرين وفوسانة و وتالة و غيرها من المناطق الأخرى ….ولعبت المنظمة دورا بين القطاع الخاص والقطاع العام حتى تكون الأقرب إلى المواطن التونسي ولاسيما أصحاب الدخل الضعيف ، وصولا الى المدرسة التونسية بالدوحة التي لم تطلبها المنظمة التونسية للتربية و الأســــــرة يوما ، بل أشرفت عليها نداء للواجب الوطني و لم تكن من أهم مشاغلها أو تطلعاتها فعديد الجاليات التونسيـــــــــــة بالخارج تطالب بكل إلحاح من المنظمة بتأسيس مدارس بها ( الإمارات – السعوديــــة – الكويت . . . )
و لو لا وجود المنظمة التي تشرف على تسيير هذه المدرسة لأغلقت عندما تم إغلاق السفارة سنة 2006 و 2007 عندما لم يفكر أصحاب هذا القرار في مصير هذه المدرسة و أبناء جاليتنا العزيزة ، و قامــــت بالعمل الإجتماعي من إسداء خدمات للجالية التونسية و إيجاد الحلول لبعض الحالات الاجتماعية و ترحال عديد حالات الوفاة الى تونس بدون أي تكليف .بل واصلت عن طريق منسقها العام و إدارة المدرسة و مجلس إداراتها الذي يضم دكاترة جامعيين و أطبـــــــــــــــاء و صحافيين تونسيين و مغاربيين أرادوا الحرية و الاستقلال بأقلامهم النزيهة إضافة الى أخصائيـــين في الرياضة ،،، مع كل هؤلاء تحصلت المدرسة على أرض لبناء مقر خاص بهـــــــا بمكرمة أميرية ستبنى على نفقة دولة قطر الشقيقة التي احترمت تونس كشعب لا كنظام ، و ما قام بــــــه الدكتور أحمد القديدي بإخراج ملف هذه الأرض من طي النسيان الذي بقى في رفوف الإدارة التونسيــــة حوالي سنتين و وقع إمضاء هذا العقد خلال الأسابيع المنقضية.
أما في خصوص غياب الرقابة في المدرسة فقد تم تعيين مكتب خبير قانوني قطري للمراقبة والتدقيق بصفـــــة دورية منذ سنة 2003 من طرف السلط الرسمية المشرفة على المدرسة آنذاك وتواصل العمل معه إلى حد هذا التاريخ ،إضافة إلى التفقد الإداري و البيداغوجي الذي قامت به وزارة التربية التونسية خلال الســــــنوات الأربعة الماضية وما تقوم به المنظمة سنويا .
و قد قمنا بمراسلة الوزارة الأولى و وزارة الخارجية و وزارة التربية و سفارة الجمهورية التونسيـــــــة بقطر منذ 2009 للتعبيرعن رغبتنا في التخلي عن تسييرها حالما نجد الطرف القانوني البديل لأنه فـــي قانون دولة قطر يكون صاحب المنشأة و الرخصة هو الممثل القانوني يحاسب على كل التجاوزات مهمـا كان نوعها حتى و إن لم تكن من مشمولاته ،أما من ناحية إضراب بعض المدرسين و عددهم 6 مــــــــن مجموع 98 مدرسا فقد طالبوا بزيادة تفوق 70% مع عديد الامتيازات الأخرى و ليس بوسع المدرسة القيــــام بذلك نظرا لإمكانياتها المحدودة كمدرسة خاصة تعمل بعقود سنوية و لا يسمح لنا القانون القطري بالزيادة في المعاليم الدراسية إلا كل سنتيـــــــن بنسبة لا تتجاوز 20% ، و رغم وعينا بالوضع الاجتماعي لهؤلاء و حتى بعد الزيادة التي قامت بهـــــــا المنظمة خلال الأربع سنوات الأخيرة تتراوح بين 40% و 80% إضافة الى تذاكر السفر و الإقامـــــات و نهاية الخدمة و التحسينات الإدارية و البيداغوجية التي لا يمكن لأي شخص أن يشكـــــــك في ذلك فإذا نظرنا إلى امتحان الباكالوريا خلال الخمس سنوات الأخيرة فإن النتائج تتراوح بين 85% و 100%، دون اعتبار السنة التاسعة و السنة السادسة و السنة الرابعة التي أشرفت عليها وزارة التربية وتشهد بذلك ، و حصول المدرسة على المرتبة الأولى في إمتحان البيزا العالمية أمام 7550 تلميذا و 135 مدرسة في دولة قطر بين مدارس أجنبية و خاصة و جاليات.
و قامت المدرسة هذه السنة بتأجير مقر جديد يليق بالسمعة التربوية التونسية كلفنا ثمنا باهضا يضاف الى عملية الإنقاذ الثانية التي قامت بها المنظمة مع تحملنا كل التبعيات من قضايا للمقرات السابقة التي وقــع إمضاؤها من أطراف أخرى تحملنا فيها المسؤولية حتى عند تخلي السفارة عن المباشرة القانونيــــــــــــة للمدرسة .
أما في خصوص المنسق العام محمد الشعارفهو الذي كان عضوا في المكتب التنفيذي للمنظمة العربية للأسرة لأكثر من عشر سنـــــــوات و كان من ضمن العشر أشخاص من قضاة و جامعيين الذين أصدروا دليل الأسرة التونسية في ثلاثة أجزاء من 2002 إلى 2004 ( فريق 177 ) و هذا موثـــق بالوزارة الأولى بتونس ، و آخر مهمة قام بها تتمثل في تكوين المكونين في البيئة داخل المؤسسات التربوية من ضمن أساتذة و متفقدي العلوم (22شخصا) و متحصل على شهادة عالمية (تسكانا 2004 ) وما انفك هؤلاء يتكلمون على المستوى الثقافي والعلمي فالأجدر أن يراجعوا مستواهم فمحمد الشعار ليس من طالبي الشغل حاليا ولا يخاف المحاسبة أو المساءلة ،فقد عمل 33 سنة تحمل فيها عديد المسؤوليات الإدارية وصولا إلى خطة مدير مركزي قبل تاريخ تكليفــــــــــه بالمدرسة التونسية بقطرإضافة إلى مشاركاته العالمية في بلدان عربية و أمريكا والبرازيل وفرنسا وإيطاليا وتركيا ضمن منظمات حقوقية واجتماعية وأسرية و يبقـــــى على ذمة خدمة الوطن العزيز مدة ما تبقى من سنوات قليلة على التقاعــد …. وفي خصوص ميزانية المدرسة فهي متأتية حصريا من المعاليم الدراسية المدفوعة من الأوليــــــاء و بعض الشركات ،مع العلم أن معاليم المدرسة التونسية تبقى الأقل مقارنة بجميع المؤسسات التربويــــة بقطر مما يؤثر على ضعف رواتب المدرسين .
و لم تتحصل المدرسة قط على مساعدات مادية من أي جهة ، فوزارة التربية بتونس تساهم سنويا بقســـــط من الكتب المدرسية و قامت بمساعدة المدرسة بحواسيب سنة 2008 و هي مساعدة مادية غير مباشرة و قد تحصلت على مساعدة من طرف وزارة التربية و التعليم القطرية تتمثل في أثاث مدرسي و مكتبــــي و تجهيزات إعلامية مستعملة من طرف أحد البنوك القطرية و عددها 18 .إضافة إلى مساعدات المنظمة سنويا مع احتضان تلاميذ الباكالوريا وبعض اوليائهم وتخصيص مدرسين للمراجعة والدعم خلال هذه الفترة مجانا .
و لكل ما سبق من اتهامات و كلام في أعراض الناس يبقى لهؤلاء الغاضبين ؟؟؟ أن تكون لهم الشجاعة لتقديم الأدلـــة حتى يحاسب كل من تجاوز القانون ، و نحن كمؤسسة تربوية قدمنا كل المؤيدات الى كل من يهـمه الأمر في تونس و قطر للتعبير عن صدق قولنا و عملنا .
وفي خصوص الفرع المنحل سنة 2006 فقد تم حله إثر التأكد من عمله ضد مبادئ المنظمة وتدخله المباشر في شؤون المدرسة وتعطيل عملهم اليومي واستقالة جل أعضائه ( بسبب تعنت رئيس الفرع ) والعمل ضد المبادئ التي تم التوقيع عليها عند انتخابه في وثيقة رسمية من طرف السفارة … وإثر تولي السيد سالم المكي رئاسة المنظمة سنة 2007 تم الحديث مع البعض منهم في تونس والاتصال بهم إثر الاجتماع مع الاولياء بالدوحة سنة 2008 ، مما أكد للجميع انها أغراض شخصية لا غير تواصلت إلى حد هذا التاريخ ….
الدوحة في 17 فيفري 2011 — محمد الشعار —
المسلم الصغير/ الفرزدق الصغير يكشف عن نفسه
السلام عليكم إخواني وأخواتي الذين أحببتهم وأحبوني وجمعتني بهم حورات ونقاشات في السنوات الأخيرة حتى كتب الله لنا إحدى الحسنيين وسقط الطاغية.
كنت أظهر على صفحات الحوار نت وتونس نيوز باسمين مستعارين:
المسلم الصغير: حين أتوجه بالحديث إلى إخواني والذين تعلمت منهم وتربيت على أياديهم
الفرزدق الصغير: أظهر بهذا الاسم في الشعر والنثر والمقالة حين يكون الحديث عن بن علي ومن سار سيره، علما وأني استعملت هذا الاسم الأخير بكثرة في الفترة الأخيرة، وانقطعت عن الكتابة باسم المسلم الصغير منذ ما يناهز العامين بسبب ظروف العمل والدراسة.
الاسم الحقيقي هو الأسعد الدريدي، ولم أظهر به إلا حين تحدثت عن الشيخ لطفي السنوسي، حفظه الله، بعد خروجه من السجن.
أخوكم وصديقكم سجين سياسي سابق من مواليد سنة 1972، دخلت السجن لما كان سني 19 عاما، وتعرضت للتعذيب ولمّا أجاوز 17 عاما.
فررت من تونس في شهر ديسمبر سنة 1998 بعدما يئست من انصلاح الوضع في البلاد، وعانيت قبل ذلك سنوات من الضيق والتنكيل كغيري من إخواني أو ربما أقل منهم بكثير أو قليل والله أعلم.
سنة 98 كنت مرسما بالسنة الثالثة حقوق بالمركب الجامعي بتونس.
في الفترة المهجرية لم أكن مرتبطا تنظيميا بحركة النهضة ولكني كنت أحفظ لهم العهد، مع محبةلشديدة لمن ربوني منهم، ومشاعر من الأخوة لن تنمحي حتى وإن اختلفت معهم في إدارة المرحلة السابقة بعدما بدأت أستوعب الأمور بشكل أعمق من المنظور السياسي.
قبل أن أكشف عن هويتي كان بعض الإخوة يعرفون هويتي الحقيقية ومنهم أخونا عبد الحميد العداسي ومنجي الفطناسي، وطه البعزاوي، ولم يكن بيني وبين أي أحد منهم تنسيق فيما أكتب من آراء.
منعني من كشف هويتي في الفترة السابقة عهد بيني وبين أمي قبل أن أغادر البلاد حتى لا أترك عائلتي فريسة لأزلام بن علي، ففضلت أن أحاربهم دون أن يقدروا علي.
قلبي مفتوح لإخواني جميعا وأصدقائي ويمكنهم التواصل معي على الفايس بوك على الاسم التالي:
Lassaad Dridi farazdaq saghir
ماذا يحدث في الإتحاد العام التونسي للشغل ؟
إن النقابيين المخلصين للمنظمة الشغيلة الناشطين منهم والمتبعين أو المهتمين بشوونهم يتملكهم اليوم الإستغراب والإندهاش أمام هذا المشهد السخيف والمحزن والمؤلم الذي آلت إليه هذه الأخيرة خصوصا في هذا الظرف بالذات.
فبقدر ما تميزت به من قيمة ومكانة في البلاد خصوصا في الفترة الأخيرة من مساهمة بارزة للقواعد النقابية وقياداتهم محليا وجهويا بعض القطاعات المعروفة بنضالاتهم في دعم وتبني الثورة المباركة بقدر ما ركزت فلول النظام البائد وأنصارها والتجمع المنحل على التحالف مع قيادة المنظمة على ركوب أحداث هذه الثورة محاولة تزعمها زورا وتحيلا وتربصا بها لحماية مصالحهم والإحتماء بها للخروج من محنتهم.
والأمر ليس بالغريب أمام ما كانت تنعت به قيادة المنظمة في أغلبيتها الساحقة بتعاملها المفضوح مع النظام البائد بل يذهب آخرون أكثر من ذلك باعتبارها أحد أذرعته سابقا وما تبقى من رموزه حاليا.
فكيف نفسّر بقاء رموز بارزة للتجمع على رأس بعض الهياكل جهويا وقطاعيا.
وكيف نفسر تصرفات قيادة الإتحاد بالزج بمقرارات الهيئة الإدارية والمتاجرة والتلاعب بها مرة يمنة وأخرى يسرى حسب قوة المجاذبات والمصالح فبالأمس تندّد بلا هوادة بالمشاغبين والنقابيين الخارجين عن القوانين دفاعا عن النظام البائد وبعد سقوطه تتحول إلى مدافع عن الثورة بشدة واندفاع ثم تنكر لها بعد ذلك للمساهمة بوزراء بمن تعتبرهم في نظرها من خيرة النقابيين دون إستشارة أحد في حكومة ترفضها الثورة رفضا باتا لتتراجع مرة أخرى بقوة لتقف إلى جانب الثورة بل تذهب إلى أبعد من ذلك حيث تحولت إلى زعامة الحركة السياسية بالبلاد وفي الأثناء لم تقطع خيوط المساومة مع السلطة على أمور لا يعرف خفاياها إلا أصحابها.
وعندما تحقق لها ما تريد ركبت من جديد صهوة جوادها الإنقلابي وتغادر هذه الحضيرة فجأة وبدون سابق إعلام في جوّ ينعته الجميع بالخيانة والنفاق لترجع إلى المربع الأول متبنية الحكومة الجديدة بعد تغيب بعض الوجوه التجمعية البارزة منها وتبعا لذلك يعتقد الجميع أنها ساهمت في خطة لتخلص من الشباب الثائر خصوصا أبناء تالة والقصرين وسيدي بوزيد وغيرهم بالأساليب التي نعرفها جميعا تسلطا وقمعا وإهانة وبعدما تم هذا الأمر ظهرت هذه المجموعة لتطلب كالعادة الحكومة بفتح تحقيقا حول هذا الموضوع.
ولم يخطر ببالها وإلى حدّ الآن مدى قناعة كل التونسيين والثائرين وحتى منخرطي الإتحاد بهذه الحكومة ومدى تمثيليتها لكافة الجهات التونسية وكل التوجهات السياسية بها.
ونصبت بذلك نفسها درعا واقيا ومتينا لمن يريد تعطيل نشاط هذه الثورة أولربما ضربها مستقبلا.
وقد غابت في ثنايا هذه التحركات المشبوهة والتزعمات المجانية والتطوع المفرط للأوضاع الإجتماعية بالبلاد عن أعين واهتمامات القيادة حيث ترك النقابيين والعمال وكل الأجراء على حافة الطريق وفتح باب الفوضى والتجاذبات والمضاربات مما أدى إلى مزيد من اليأس للشغالين وهذا ما من شأنه تعريض مصلحة الجميع إلى الخطر خصوصا وأنه يبدو أن الأمور قد افلتت من يد القيادة الحالية للإتحاد تبعا لعزوف النقابيين والمنخرطين التعامل معها لفقدان وبدون رجعة الثقة فيها.
فهل هي القطيعة بين القمة والقاعدة النقابية, هذا ما يبرز فعلا تبعا لعديد الإتهامات الخطيرة والمذلة والمسيئة للمنظمة من خلال هذه القيادة. وهذه التهم على ما يبدو ليست ظرفية أو وليدة حدث معين أو غضب زائل بل هي ثابتة وذاهية في تصاعد سريع إنطلقت منذ مؤتمر المنستير الذي يحلو لعديد النقابيين تسميته « مؤتمر عبد العزيز بن ضياء » حيث تميزت هذه الفترة إلى حد الساعة بالإهتمام والإنكباب المفرط على الفصل العاشر وكيفية التخلص منه بكل الوسائل خصوصا من طرف بعض الأعضاء ممن امتهنوا العمل النقابي ويرون في الإتحاد إرثا وملكا لا يمكن بأية حال التفريط فيه.
لقد إضطرهم من أجل هذا إقصاء العديد من النقابيين تنصيب نقابات موالية إعداد ندوات عديدة ظاهرها نقابي وحقيتها ترفيهية, إسداء منح ومساعدات لدعم المناصرين, خدمات نقابية متنوعة للغاصبين. وحصل مقابل هذا إندثار للعمل النقابي بينته العديد من البيانات واللوائح النقابية أهمها استمرار الأوضاع المعيشية والمهنية للشغالين اعتقالات في صفوف النقابيين, غلق مؤسسات. طرد تعسفي إلى ذلك من التصرفات التي فرقت وشرددت العمال وأدخلت الحيرة والإحباط في صفوفهم.
وبهذا التمشي فتح الباب على مصرعيه أمام السلطة لتعاقب من تشاء وتطرد من تشاء وتكسّر أي معارضة نقابية : اعتقال وسجن من تريد وتعمد قيادة الإتحاد في هذا الشأن إلى توفير المبررات القانونية لتجميد أو سحب الصفة النقابية على المعنيين بالأمر وتبادر بعد إنقضاء الأمر كالعادة إلى التدخل لدى السلطة توسلا لإطلاق سراح من أمكن وتعفو نقابيا على المسرحين أو من لم يسجنوا وذلك بعد فوات الأوان.
وهذا التمشي بات مألوفا إلى حد قيام الثورة إتبعت أثناءها نفس الأساليب. وقد تفاقمت الإتهامات لترقى إلى حد النيل من النزاهة المطلوبة من النقابيين على هذا القدر من المسؤولية إمتيازات مالية ترقيات غير مشروعة إمتيازات عينية إلى غير ذلك من معاملات مشبوهة تسخر فيها الإتحاد كوسيلة للمقايضة مقابل الإمتيازات المذكورة وغيرها.
فكيف نفسر مرة أخرى هذه الإخلالات الغريبة وطلق العنان لتلبية الرغبات الشخصية وتجاهل الثوابت النقابية والإنبطاح أمام السلطة والتفاني في خدمتها والعمل بكل الوسائل على أرضاءها والمفاخرة بالإنتماء إليها.
وعند إندلاع الثورة لم تتردد هذه المجموعة التنكر لماضيها والإندماج بالسرعة المطلوبة في سياق هذه الثورة وتسابقها بالنسق المعهود للإدلاء بتصاريح نقابية وسياسية متبجحة بالإنتماء للثورة ودعم توجهاتها موهمة الجميع بالتفاني في خدمتها كما فعلت في صلب المنظمة الشغلية ومحذرة الجميع خصوصا النقابيين من ميليشيا التجمع التي تحاول إحتلال بعض دور الإتحادات بالجهات لطردهم منها والحال أن الكل مقتنع بغباء ورداءة هذه التحذيرات وان هذه الميليشيات لا توجد إلا في مخيلة هذه القيادة, حيث أن دور الإتحاد المعنية ما زالت تحت سيطرة وجوه من العهد البائد وليس لهم الشجاعة والجرأة المطلوبة لتقديم استقالاتهم بعد قيام الثورة.
وينفرد قائد هذه المجموعة بمكانة خاصة فهو طليق الذراع بتحرك يمنة ويسرة وعلى كل الأصعدة ليتحدث بكل حرية عن كل خاف وظاهر وكبيرة وصغيرة وتجنّد له كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة خصوصا المعروفة بانتماءها للعهد البائد والتي انقلبت على حالها وأصبحت مناضلة ورائدة في البلاد من أجل حرية الرأي والتعبير لتغطي بكثافة غير معهودة تحركات هذا الرجل وتضخم تصاريحه من أبسطها غلى أهمها والتي في الحقيقة لا تنفع لا الشغالين ولا منظمتهم بشيء.
فالغريب في هذا الأمر أن هذه المجموعة القيادية النقابية تتصرف وكان لها توكيل رسمي من الشعب التونسي والشباب الثائر والعمال أنفسهم وكأنهم طرفا من السلطة متمكنة من كل جوانب هذه القضية قانونيا سياسيا واجتماعي ولها القدرة على كل مؤسسات البلاد.
ما هذا الذي يحصل أما كان من الأجدر حفظا لماء الوجه واحتراما للعمال ومنظمتهم والخروج من هذه العملية منذ البداية وعدم الزج بالجميع في هذه الأمور وتعقيداتها والاكتفاء بالتعبير على رأي الإتحاد طبقا لرغبة منخرطيه ومصالحهم في هذا الظرف بالذات ثم ألم يكن من الأصلح أن يقدم كامل أعضاء المكتب التنفيذي استقالاتهم للعمال علما بأن أهل مكة أدرى بشعابها.
وليعلم الجميع أن اتحاد النقابات العمالية في مصر قدم استقالته بعد الثورة وأن استقالات حصلت في إتحاد الصناعة والتجارة والفلاحين والمرأة وغيرها والحبل على الجرار في تونس مجرد تعامل القيادات مع النظام البائد وأجهزته.
فأين نحن من الإتحاد مدرسة الحرية والديمقراطية ومدرسة الحكمة والتروي والتصرف السليم وأين نحن من وحدة الصف الحصن المتين والواقي من الإنزلاقات الخطيرة التي أدت إلى ما نعيشه اليوم من انقسامات وتفرقة وخلافات شقت صفوف النقابيين جميعا.
فالمطلوب إذن هو كسر حائط هذا الصمت لتوحيد الصف من أجل انقاض المنظمة وحماية الثورة المباركة لبناء مستقبل أفضل للعمال والوطن حسب ما يرتضيه كل الشغالين. عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا منيعا أبد الدهر عبد النور المدّاحي أمين عام مساعد سابقا
قراءة نقدية في مشروع المجلس الوطني لحماية الثورة
1- معركة التفويض
أنيس منصوري
استطاعت الحكومة بفضها لاعتصام القصبة بسط نفوذها و التمركز في السلطة. كان الاعتصام من آخرالتعبيرات العفوية التي ابتدعتها الجماهير في سياق الثورة. لم تستطع جبهة 14 جافي تقديم أكث من بيان تشكيلها و عقد تجمع ضخم حضره الآلاف من المهتمين بالشأن السياسي و لم يعلم بانعقاده عامة الشعب.
المشهد السياسي الراهن بكل تفاصيله يدل على أن الثورة في مأزق و أن الحكومة استطاعت الحد من تأججها و كوسيلة للخروج من هذا المأزق تقدمت عديد الأطراف بمبادرة المجلس الوطني لحماية الثورة. من الأكيد و البديهي للجميع أن الثورة التي انطلقت بشكل عفوي و تبلورت بكل تلقائية رغم ما فيها من عمق سياسي كانت و ما زالت تشكو من غياب التأطير.
الخاصية الأساسية للثورة التونسية هي تمردها على النظم المتداولة و المعروفة للثورات : هي ثورة لا تستند (في الظاهر على الأقل) إلى نظرية ثورية و هي ثورة استطاعت من دون قيادة الإطاحة بأعلى هرم الحكم. و لم تشذ هذه الثورة عن بقية الانتفاضات الشعبية التي عرفتها تونس منذ 1906 إلى 1984 فقد فاجأت الجميع و لم يكن للقيادات السياسية من حل سوى مسايرتها و محاولة اللحاق بها ثم محاولة التمركز في طليعتها. و لا يمكن لأي طرف أو تنظيم تبنيها أو التكلم باسمها. من هذا الوعي الدفين باستقلالية الثورة كانت جميع محاولات الاندماج في الثورة تقتصر على « التأطير » و « الحماية » و لم تقو إطلاقا على طرح مبدأ « قيادة » الثورة. فلا أحد له مشروعية قيادة الثورة و الثائرون الحقيقيون (الجماهير) يرفضون أن يقادوا.
هذا التوافق الضمني بين الجماهير الثائرة و بين القيادات السياسية على التوازي و عدم الالتقاء يجسد أزمتين تاريخيتين تعوقان الآن مسار الثورة.
الأولى هي أزمة التواصل الكلاسيكية بين المعارضة السياسية و الجماهير و الثانية هي أزمة ثقة الجماهير في هذه الأجهزة. فغياب الحريات و القمع المتواصلان غير قادرين على تفسير انكماش المعارضة في النخب المسيسة و عجز هذه المعارضة عن مخاطبة الجماهير و التواصل معها لا يفسر بمفرده عدم ثقتها في هذه النخب.
لم يكن لجميع الأحزاب المناصرة للثورة أي تأثير في مسارها. الجماهير ابتدعت شعاراتها و مطالبها و ثورتها و استطاعت الإطاحة بهرم الحكم من دون أي تدخل للمعارضة بل إن هذه الجماهير رفضت مشاركة المعارضة في اعتصام القصبة و أصرت على استقلاليتها. و بانحسار عطاء الجانب العفوي للثورة في فترة ما بعد اعتصام القصبة لم تقو الأجهزة السياسية أحزابا و منظمات على التقدم بالثورة. هذا العجز أتاح للحكومة إمكانية الالتفاف على الثورة و بسط نفوذها الاجتماعي و السياسي و مكنها من ابتزاز بعض الاعتراف الشعبي بها… بالإضافة إلى هذا، لم تستطع التحركات الجماهيرية من ابتداع اطر خاصة بها تتعدى لجان الأحياء و اللجان الجهوية لحماية الثورة. لم تستطع العناصر الفاعلة في الثورة، مثلا، من إيجاد تنسيقية وطنية لهذه اللجان خصوصا و أنها موجودة في 13 ولاية من أصل 24 و لم يكن من العسير إحداث لجان مماثلة في الولايات الأخرى.
أمام حالة الانحسار الثوري و نظرا لمحدودية فاعلية جبهة 14 جانفي يبدو من المشروع البحث عن إطار يمكن الثورة من تحقيق مهامها فهل أن المجلس الوطني لحماية الثورة هو من سيتمكن من انجاز هذه المهام؟
يختلف المجلس الوطني لحماية الثورة شكلا و مضمونا عن الجبهة. الجبهة ضمت أجهزة سياسية تبنت تصورا للثورة و شعارات لها لم تتشكل بعد في برنامج واضح المعالم. أما المجلس فقد ضم إضافة إلى الأحزاب السياسية تنظيمات مدنية مثل الهيئة الوطنية للمحامين و نقابية مثل الإتحاد العام التونسي للشغل و أمكن له إلى حد الآن تحصيل 28 إمضاء. توافقت هذه التنظيمات على جملة من التصورات من دون الدخول في الفصل على أساس الاعتراف بالحكومة أو عدم الاعتراف بها. إلا أن النظر في مجمل تصورات المجلس يلاحظ جملة من التناقضات.
المجلس باعتباره إطارا يظم أجهزة سياسية و نقابية و مدنية جلها سابق للثورة يجتر ضرورة علاقاتها الكلاسيكية مع الجماهير بمعنى أنها تمعن في القطيعة معها و تجسدها بطرق أخرى. انتصب المجلس في معزل تام عن الشارع فهو وليد اجتماع ضيق في مكتب ضيق يعتقد المجتمعون فيه أنهم بهذه المبادرة سينقذون مسار الثورة في حين أنهم يكثرون من المبادرات العقيمة التي ستستزف الجهود و تؤدي حتما إلى مزيد القطيعة و الانقطاع عن الجماهير. هذا الانعزال لا يتجسد فقط في مستوى العلاقة بالجماهير و في مستوى شكل المبادرة و إنما كذلك في مطالبها فهو ينصب نفسه بطريقة فوقية وصيا و حاميا للثورة بالمطالبة بوضع كل من السلط التنفيذية و التشريعية و القضائية و الإعلامية تحت تصرفه و ذلك عن طريق مرسوم رئاسي. إلا أن التناقض الرئيسي الذي يحد من جدية و فاعلية هذه المبادرة هو موقفها من الحكومة. فما من شك من أن الموقف من الحكومة و من الغنوشي محدد و حاسم لمسار الثورة، عدم الاعتراف بها يعنيالمواصلة في النهج الثوري و الاعتراف بها يعني انقضاضا على الثورة و إجهاضا لها. إن هذا المجلس بشاكلته هذه و مطالبه تلك ليس في واقع الأمر إلا تجسيدا للرغبة في أن يكون لجنة وصاية على الحكومة فهو لا يمس من مشروعية بقاء الغنوشي و حكومته و لكنه يطالب بوضعهما تحت الوصاية و بالتالي فهو يضع سقف مطالب الثورة في مراقبة أعمال حكومة « تصريف الأعمال ». ما الغرض من ذلك؟ الموقعون على هذه المبادرة يعلمون علم اليقين أن الثورة لن تخرج من المأزق إذا ما بقي الغنوشي في الحكومة و يعلمون أن الثورة لن تواصل مسارها لتحقيق مطالبها إلا بعد اختفاء الغنوشي من المشهد السياسي و كل ما يطالب به المجلس هو وضع الغنوشي تحت الوصاية فهل هذا هو مطلب الجماهير؟ الأفظع من ذلك أن البيان المقتضب لتأسيس المجلس يقر تصريحا لا تلميحا أن مبادرته من أبعادها « تجنيب البلاد الفراغ »، عن أي فراغ يتحدثون؟ هل هو ذلك الفراغ الذي شكل تعلة تنصيب حكومة الغنوشي و بقاءها رغم الرفض الجماهيري المطلق لها؟ أهو ذاك الفراغ الذي حولته وسائل الإعلام و أبواق الدعاية السياسية العميلة إلى غول يخشاه الجميع و ليس له من مهمة سوى المحافظة على أجهزة نظام بن علي؟ الموقعون على هذه المبادرة ينقلبون على أنفسهم بالاعتراف بحكومة الغنوشي حتى و إن كان هذا الاعتراف في شكل وصاية على الحكومة. طبعا لم و لن تقبل السلط بهذا المقترح و لكن حذاري من تحويله إلى مطلب! لن يكون هذا إلا سطوا على الثورة و تدجينا لها و لن يجني منه الموقعون على هذا البيان إلا ما سوف يجنيه الغنوشي من الثورة. هذه المبادرة ليست تأطيرا للثورة أو حماية لها، هي لا تعدو، رغم شكل الوصاية الذي تتخذه، أن تكون مطلبا في الحوكمة (egouvernanc). قد تبدو بإضمار حسن النية في التحليل محاولة لتقليم أظافر الجهات المتحكمة في الدولة و الحيلولة دون استفرادها بهذا الجهاز و لكنها قد تبدو كذلك مطلبا (في شكل ثوري) للمشاركة في الحكم و الحصول على جزء من الغنيمة. و في كل الحالات تثبت الأحداث مرة أخرى أن الجماهير أشد وعيا من النخب السياسية فرغم المخططات الجهنمية لإحداث البلبلة و استنزاف الطاقات و رغم الابتزاز الأمني و الاقتصادي الذي تمارسه الحكومة و الإعلام و رغم المحاولات الفاشلة في إيجاد رباط مقدس (sacrée lliancea) خلف الحكومة و أجهزة الدولة مازال الوعي الجماهيري على يقين أن الخطوة التالية التي لابد من القيام بها للتقدم بمسار الثورة هي الإطاحة بالغنوشي و حكومته و ليس الوصاية عليها و مشاركتها الحكم. إن المطروح اليوم ليس تصحيح مسار الحكومة و ليس الدخول في مواجهة معها من أجل فرض تعديلات صورية لا تمس من جوهر القضية، المطروح اليوم هو الإطاحة بهذه الحكومة و ليس إصلاحها. العلم المسبق لدى جميع المبادرين بهذا المقترح بأن السلط لن تقبل به ينبئ بمحاولة تغيير لاتجاه الثورة و حمل الجماهير على خوض معارك تعيين الولاة و المسؤولين و غيرها من القضايا الفرعية بدل معارك الثورة الحقيقية. إن قبول البيروقراطية النقابية بالمشاركة في هذه اللعبة ذو أبعاد عميقة. الإتحاد العام التونسي للشغل هو المنظمة الجماهيرية الوحيدة القادرة على تحريك الشارع، الجماهير أصبحت على علم بالمهمة المطروحة على عاتقها اليوم و بدأت، بعد فترة من التذبذب المفروض إثر الفشل النسبي لاعتصام القصبة، في الدخول في معركة إسقاط الغنوشي و التخلص من رواسب النظام السابق. وافقت أجهزة النخب السياسية على عدم الدخول في معركة الاعتراف و عدم الاعتراف بالحكومة من أجل فسح المجال للبيروقراطية النقابية للمشاركة في هذه المبادرة، فهذه النخب تفتقد إلى الشرعية الجماهيرية التي ستمكنها منها البيروقراطية النقابية. و البيروقراطية النقابية سيمكنها بعد أن خذلت الجماهير باعترافها بحكومة الغنوشي من احتواء الجماهير باسم الثورة. الاتفاق الجماعي إذن يتمثل في حشر الجماهير في معركة التفويض و بقطع النظر عمن سيكون المنتصر في هذه المعركة فإنها لن تؤدي إلى إسقاط الغنوشي، بالعكس في ثوب ثوري براق ستزج الأجهزة السياسية للمعارضة بمعية البيروقراطية النقابية بالجماهير في معركة وهمية ستضمن لمن حرم من الغنائم نصيبا وافرا منها. إن المجلس الوطني لحماية الثورة إن واصل في هذا النهج فإنه حتما سيقرن مصيره بمصير الغنوشي. فبدل أن تتوجه هذه الأحزاب و الجمعيات و النقابات بالطلب إلى المبزع من أجل تفويض يخول لها الوصاية على الحكومة و المشاركة بالحوكمة كان أجدر بها أن تقترب من الجماهير و تتناغم معها من أجل إتمام الخطوة الثانية للثورة و هي اسقاط الحكومة.
تونس: من الدولة الأمنية إلى الدولة المدنية
بقلم: جيلاني العبلي لايزال تاريخ 7 نوفمبر 1987 ماثلا أمام التونسيين يوم قاد الجنرال زين العابدين بن علي انقلابا أبيض على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. ولاتزال وعوده الجميلة وعهوده الغليظة التي قطعها على نفسه في تحقيق الحرية والديقراطية والكرامة للتونسيين محفورة في ذاكرة عمومهم، والتي سرعان ما انكشف زيفها وبدا طابعهاالمخاتل الذي يتيح ما يكفي من الوقت لإصلاح الثغرات الأمنية وإعادة تأهيل منظومة الاستبداد وتركيز دولة أمنية قوية تؤمّن الاستقرار الاجتماعي والسياسي بسلطان القوة
أسس الدولة الأمنية للرئيس بن علي
ما إن نجح زين العابدين بن علي في احتواء المجتمع المدني والسياسي وفي خفض درجة الاحتقان العام الذي بلغ ذروته في العقد الأخير من حكم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة حتى سارع إلى وضع الأسس العملية لسياسة أمنية كفيلة بضبط الدولة والمجتمع على حد سواء ومن أبرز هذه الأسس:
1- استئصال القوى السياسية ذات الامتداد الشعبي بافتعال التهم ضدها ومحاكمتها وملاحقتها تعذيبا وسجنا وتهجيرا. 2- تدعيم هيمنة الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) على مؤسسات الدولة 3- تشجيع أحزاب المعارضة غير المعترضة على سياسة الحكم ودعمها تمويلا ودعاية وإشراكا في الحياة البرلمانية 4- استحداث آلاف الجمعيات الشكلية أو الوهمية في شتى المجالات والإطناب في التعريف بها 5- التحكم في الجهاز الإعلامي العام والخاص من خلال الوكالة التونسية للإعلام وضرب رقابة صارمة على المادة الإعلامية. 6- الاعتماد على قاعدة الولاء لنظام الحكم في التشغيل وتوزيع المسؤوليات وتوفير الدعم وتقديم المساعدات. 7- تضخيم الفرق الأمنية واستحداث أجهزة موازية للرقابة تستمد أوامرها ونفوذها من رئيس الدولة مباشرة 8- قطع مصادر التمويل على المنظمات والأحزاب المستقلة وتجفيف منابعها الفكرية والايديولوجية بمصادرة الكتب والمجلات والصحف التي تلعب دورا في تشكيل الرأي الآخر وتغذية ثقافة الاختلاف. 9- تهميش الشباب كقوة تغيير وصرفها بكل الأشكال عن الشأن العام بما في ذلك ارتياد مقرات الأحزاب والجمعيات المستقلة 10- تضخيم الخطر الإسلامي على الدولة والمرأة والمصالح الأجنبية لابتزاز الدعم السياسي والأمني والمادي 11- وضع اليد على أهم المشاريع الربحية والتحكم في شريان الدورة الاقتصادية 12- تغذية الوشاية وتشجيع الوشائين على إحكام مراقبة عموم المواطنين
الآثار السلبية للدولة الأمنية
استطاعت الدولة الأمنية في تونس أن تعمّر لما يزيد عن العقدين وأن تحقق أهدافها في السيطرة على شريان الحياة التونسية مما خلّف نتائج خطيرة على المجتمع بأسره نخص بالذكر منها:
1- شيوع المظالم على نطاق واسع واستشراء الفساد المالي والإداري وانتشار الرشوة والمحسوبية والزبونية 2- تنامي الجريمة والبطالة والهجرة السرية في صفوف الشباب على وجه الخصوص 3- انتشار السخط والشائعات والخوف والإحباط 4- عزوف كثير من التونسيين عن الاستثمار الوطني وهجرة بعض رؤوس الأموال إلى الخارج 5- مغادرة عديد الإطارات العليا والكفاءات المتألقة للوطن والتحاقها بالجامعات ومراكزالبحث الغربي 6- تدني الإحساس بالأمن والشعور بالاطمئنان على النفوس والممتلكات 7- ضمور المواطنة وتدهور الروح الوطنية وتعاظم التسيّب واللامبالاة سقوط الدولة الأمنية
الأسس والآثار آنفة الذكر مثلت أسبابا منطقية لتهاوي الدولة الأمنية التونسية إذ لم يكد يمض عقدان من الزمن على قيامها حتى اشتعل فتيل الثورة بولاية سيدي بوزيد الواقعة في الجنوب الغربي على إثر إقدام الشهيد محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسده احتجاجا على الضيم والظلم وسرعان ما توسعت رقعة انتفاض الجماهير المحتقنة المطالبة بإسقاط نظام زين العابدين بن علي وامتدادها إلى الولايات الجاورة ثم العاصمة تونس أين بلغت الثورة ذروتها وعجلت بانهيار الدولة الأمنية وتجلى هذا الانهيار في:
1- رفض الجيش لأوامر إطلاق النار على المتظاهرين ثم إعلانه الحياد وعدم تهديده للثورة وأخيرا انحيازه لها وتجنده لحمايتها 2- عزوف الكثير من الشرفاء في سلك الأمن العمومي عن قمع المحتجين ثم انسحابهم من ساحات المواجهة 3- ارتباك الرئيس بن علي في مخاطبة الجماهير وعجزه عن احتواء الثورة 4- استهداف كثير من المواطنين لمراكز الأمن ومقرات الحزب الحاكم ثم انتشار الفوضى على نطاق واسع وتكفل الجيش ولجان المواطنين بمهام ضمان الأمن 5- مغادرة الرئيس بن علي للوطن وبعض من أسرته وأصهاره 6- ملاحقة الجيش والمواطنين للجيوب المسلحة المرتبطة بالنظام البائد 7- اعتقال أبرز أعضاد الرئيس المخلوع 8- تشكيل حكومة مؤقتة تتولى الإعداد لانتخابات حرة ونزيهة 9- تشكل المواطنين في مجالس ولجان لحماية الثورة ومراقبة أداء الحكومة المؤقتة من الدولة الأمنية إلى الدولة المدنية
لقد نجح التونسيون في تقويض الدولة الأمنية التي رزحوا تحتها عقودا طويلة وقدموا نموذجا ملهما لثورة سلمية هادئة غير أنهم يقفون اليوم أمام تحد كبير يتمثل في تطهير مؤسسات الدولة من رموز الاستبداد والفساد للقطع مع ثقافة الدولة الأمنية والحيلولة دون إعادة تشكلها وللشروع في رسم ملامح دولة مدنية ديمقراطية من خصائصها:
1- تحوير بنود الدستور ومراجعة القوانين التي تحول دون قيام تجربة ديمقراطية منشودة 2- تحييد المؤسسات الرسمية عن الصراع السياسي والتجاذب الأيديولوجي 3-القطع مع كل أشكال الإقصاء والاحتكار والتهميش والاستئصال 4- فتح الآفاق أمام الكفاءات الوطنية وتشجيعها على استثمار طاقاتها الإبداعية في البناءالوطني 5- احترام حرية الصحافة باعتبارها تمثل السلطة الرابعة التي تراقب وتفضح أشكال الانحراف الإداري والسياسي والاجتماعي 6- التأسيس لعلوية القانون والتكريس الفعلي للمحاسبة على التجاوزات والإخلالات 7- احترام حقوق التنظم والمشاركة والمراقبة والاحتجاج إن دولة مدنية ديمقراطية تتسم بمجمل هذه الخصائص لقادرة على قيادة التونسيين إلى بر الأمان وتحقيق أهدافهم في الحرية والعدل والرفاه وإنا لنخالهم على ذلك عازمين
رجــــــولــــــــــة 4
فتحي خزندار يذكر التونسيون جميعا أن الزعيم الحبيب بورقيبة وُلد في 3 أوت، وأصبح في عهده هذا اليوم عطلة رسمية تسبقه احتفالات تشارك فيها كل ولايات الجمهورية. وفي نوفمبر 1987 عندما تمكن زين الهاربين من اختلاس السلطة في الظلام وفي غفلة من التاريخ، ألغا هذا الأخير هذه الاحتفالات، ولكن وحده الشاعر أحمد اللغماني بقي وفيا لبورقيبة وظل يحتفل في وحدته بهذه المناسبة. وفي ما يلي قصيده في تهنئة الزعيم الحبيب بورقيبة أنشدها سنة 1993 في عيد ميلاد التسعين للزعيم: أنا في صفّ حواريّيك تهنئة للزعيم الحبيب بورقيبة بعيد ميلاده التسعين عيدك العـــائد فـــي هدْأتـــه سِنة يقظى، وصمتٌ يُـــنـــبئُ إن تكنْ قد هدأتْ أعراسُــــه فلك العرسُ الذي لا يــــــهـدأُ عرسُك المجد الذي أنشـــأته بورك المُنشأُ ! عاش المُنشِئُ آيــة أوْدعتها ذاكــرة الأيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــام لا عــِــدْلٌ لهـــا، لا كُــــفؤُ صانها التاريـــخ في ذمّـــته مُقلةَ ترعىـ وحــــرزا يــدرأُ إنــها الهيبة لا تــعدو عــلى كبرها عاديـــة، لا تجـــــــرؤُ هي صنو الشمس: إن جلّلها بعض غيم فهي لا تـــــنـكفــؤُ وكذلك عيــدك في هـــــدأته شعلة تخــــبو ولا تــــنــطفــؤُ أيها النائي ! وفي صدري له المِسْندً اللــيّن والمُتــــــــــــكأُ عيدك العائـد في إغــــفـــاءةٍ واحتشام نَـــدّ عنه المـــــــــلأُ لا وُفــــودٌ تـــتـوالى زُمـــرا بــــاحــة القـصــر بهـا تمتـلئُ لا أغـــانٍ يتهادى رَجْعــــهـا كلما هـــبّ نســــيم مُـبْـطــــئُ لا ! ولا شعر خلوبٌ لمعــــه كسراب ســـال فـيـه الظمــــــأُ أرخصتْ فيه « عكاظ » فنّــها فتهاوى عــزها المُـهتـــــــرئُ وسـراةُ القوم لم تـبـق لــــهـم بُغية تُنجــــز أو تســــتـرْجــــأُ أعـرضوا عـنك وفرّوا مثلما فــــرّ طـيـر فجأتْـــــه الحــــدأ لم يكونوا غير قناصِ لُـــهًـى منطقٌ حُلوٌ، وقصدٌ سيّــــــــئُ هم طفيليون في أطماعهـــــم كلما أوْلــمَ عرسٌ طـــــــــرأُوا كجراد في سنيّ القحط يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزْدرد الزرع ولا يـــستــــمْرئُ كلـّما حط على وارفـــــــــــة عريَ الدّوحُ، وغـــــار الكـــلأُ صفوة الأمّة هُمْ: لم يصفُ معـــــــــــــــــــــــــــــدنهم، فــهو خلـــــيـط صــــدئُ هم ذوُو الجاه، مصابيح الدجى لسوى أهْوائهم مــا ضــــــوّؤا أبِدوا مثل وحوش الغـــاب: لا همّة، لا ذمّــــة، لا مــــبـــــدأُ ويزيـــغ الدهرُ في دورتــــــه ولهـــذا الدّهر طبعٌ لــــــــكـئُ فإذا أنت على هـــامــــــــشـه قـصّـة تُــرْوى، وســـفْـر يقرأُ وإذا منْ هـاجروك الودّ فـــي شغُل عمّـا جـرى، مــا عبــأوا قد أداروا لك ظهرا شـــامــتا وتناءَوْا عـــنك، ثـــم اختــبأوا ثمّ زادوا… فتشفـّوْا خــــســة وبأوزار التـــشفي هــــنــــئوا ها همُ اليوم أطلوا جـــــــددا ليُتموا حبْك ما قد بـــــــــــدأوا يا مجيدا ! مجدُه لي نــخوة وحبيبا ! حبـّـــه لي مبـــــــدأُ أنا في صفّ حواريّيك رائـــــــــــــــــــــــــــــــــــدً هدْ ي دارجٌ، مـبـتـــــــــدئُ أنت مَنْ أقرأني ما لمْ يـكن قطّ في أيّ كتاب يُـــــــقـــــرأُ فوعى فكريَ ما أقْرأْتـــني وارْتوى منه شعوري الظمئُ وتطبّعْت به حتى غــــــدا ليَ طبعا لازمـًا، لا يَــنْــبُــــؤُ بك نيطتْ ذمّتي واتضحت فهي لا تــــزْورّ، لا تــــدّرئُ أحفظُ الودّ، وبالعهد أفـــي ولـــو أنّـــي بوفائــــــي أُرْزأُ عيدك التسعون قد أحيـيْتًه في دًجى الليل وضوْئي مًطفأُ أقْتفي سيرتك الطولى على مدّها مًســـتقْصيا أســـتقـرئُ مًستعينا حدَسـًا يصدُقنـــي وشعورًا صـــائبـًا لا يخْـطئُ فأعي الملحمة العظمى بأجــــــــــــــــــــــــــــــــــزائها لم يخف عــني جُــــزُؤُ بوركتْ ملحمة ! قد سفهت كلّ مـــن كــان بها يستهـزئً قُدْتها مركبة في عاصـــف مُطبق: لا أفقً، لا مــــــــرفأُ تجْبَهُ الطاغوت بالإيمان، لا تنثني عـــنه، ولا تنـــــــكفئُ واتاك النصرً في موعـــده فإذا الخصمُ كسيفٌ خــــسـئً وإذا تونــــــس في روْنـقها جنّةٌ بـكْـــرٌ وعيش مــــــرئُ بوركتْ ملحمة ! قلبي بهــا مُفعمٌ، فكري بهــــا ممتــــلئُ هيَ لي في سيرتي نجمُ سُرى وهي لي في حيرتي ملتــجــأُ ويقينٌ لم تحــــــدْ بـــي ردّةٌ عن هُداه، أو يضلل صبــــــأُ ولقد نصّبْتُ نفسي ذائدا أدفـــــــــــــــــــــــــــــــــع عنها مكرَ رهــــط شـــنئوا كلما أرجف منهم مُــــرجف أخذتني ثــــــورة لا تــــــهدأُ وانْبرتْ أبْياتُ شعري رُجُما للشياطين، ورَجْــــــفا يفــجأُ
المنظمـة العربية لحقوق الإنسان في النمسا بيـان استمرار الانتهاكات في العراق
تعلن المنظمـــة العربية لحقوق الإنسان في النمســا عن إدانتها البالغة و سخطها الشديد للأساليب القمعية والوحشية التي ترتكبها الســلطات الحكومية في العراق وسلطات إقليم كردستان العراقية من إطلاق النار ضد المتظاهرين العزّل المحتجين على الفســاد والظلم السائد والمستشري في العراق الآن ومقتل عدد منهم والمطالبين بتحسين أحوالهم وظروفهم الاجتماعية والمعشية وكذلك احتجاجهم على أساليب القمع والاعتقالات التعسفية المستمرة والعشوائية للمواطنين العراقيين وعلى الهوية المناطقية والطائفية وزجهم في سجون ومعتقلات بائسة ومنها سرية ومخفية وبدون إعلام ذويهم أو إعلام منظمات المجتمع المدني عن أماكن وظروف اعتقالهم وكذلك الأساليب القسرية والقاسية جدا في التعامل مع هؤلاء المعتقلين والذي أدى إلى وفاة العديد منهم لقد سبق للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في النمسا وان راقبت باستمرار وعن كثب سلوك هذه السلطات وأصدرت العديد من البيانات وطالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية الأخرى في العالم بالعمل الجاد من اجل أن تكف السلطات في العراق عن منهجها التعسفي هذا وان تغير سياستها ولكن من دواعي الأسف الشديد جدا فبالعكس من ذلك تمادت هذه السلطات في أساليبها الغير إنسانية وفي غيّها أكثر و,أكثر وضربت كل الدعوات عرض الحائط إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في النمسا تضع جميع المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية كلها إزاء هذه الحالة وتطالبها بواجباتها ومسؤولياتها حول ما حدث ويحدث الآن في العراق.
كما إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في النمسا متمسكة بحقها بمقاضاة وملاحقة المسئولين في السلطات بالعراق قضائيا حول هذه الانتهاكات الخطيرة أمام كافة المحاكم الدولية . المنظمة العربية لحقوق الانسان في النمسا فيينــا في السابع عشر من شباط / فبراير 2011
تأملات من وحي التجربة التونسية
رفيق عبدالسلام
لم يعد من المهم اليوم التنقيب عن أسباب ودواعي اندلاع الثورة التي انطلقت شرارتها الأولى في تونس قبل أن تأخذ طريقها إلى مصر، مركز الثقل العربي بلا منازع، فقد غدت هذه الأمور في ذمة التاريخ، وبين يدي المؤرخين وعلماء السياسة والاجتماع لإجالة النظر فيها بشيء من الهدوء والروية، ولكن ما هو أكثر إلحاحا اليوم، هو تشخيص التحديات التي ستواجه التونسيين في مقبل أيامهم وكيف يتم التغلب عليها، ثم تقوية عوامل المناعة الذاتية في ظل العواصف التي تحيط بهم.
لقد بدأت بتدوين هذه التأملات، وأنا أطل على شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية، وليس من لندن أو الدوحة على النحو الذي تعودت لسنوات طوال، وذلك بعد غياب طويل وقسري عنها دام ما يزيد على العقدين من الزمن، ولعل هذا ما أتاح للمرء تحسس مشاعرهم بصورة مباشرة والاقتراب أكثر من مشاغلهم وهواجسهم العامة.
ما يشد انتباهك لأول وهلة وأنت تجالس الناس وتتحدث إليهم، ميلهم التلقائي إلى تخطي حاجزي الخوف والتكلف، ورغبتهم الجامحة في الحديث في شؤون السياسة والسياسيين، وفي مثل هذه الأجواء، غدا التظاهر والاحتجاج جزءا مكينا من الحياة اليومية للتونسيين، وكأن هناك صاعقا كهربائيا قد سرى فجأة في دواخلهم وحرك فيهم هذه الطاقة الثورية غير المسبوقة، على الرغم مما عرف عن التونسيين من هدوء ومسالمة. ولا غرو أن ترى التصميم الشديد على النزول إلى الشارع واستخدام ما هو متاح من أساليب الاحتجاج المدني حتى بعد رحيل بن علي من قصر قرطاج. فقد غدت كلمة «ديجاج» الفرنسية، التي تعني «ارحل»، بمثابة الكلمة السحرية التي تجري على ألسنة الجميع في كل حين ولحظة. وهي حالة تعكس خشية الناس الشديدة من الالتفاف على ثورتهم وإهدار المكاسب التي انتزعوها من بين أنياب نظام تسلطي غشيم قد حكمهم بالحديد والنار على امتداد 23 سنة متتالية. فعلا ثمة ما يمكن تسميته هنا بعقدة 7 نوفمبر، تخيم على وعي التونسيين ومخيلتهم، أي توجسهم من أن يتم التحايل عليهم مرة ثانية من خلال تقديم بعض التنازلات الجزئية وبيعهم بعض الوعود الكاذبة التي يتم لعقها لاحقا على نحو ما فعل الرئيس المخلوع بعد إزاحة سلفه بورقيبة سنة 1987.
لقد قيل الكثير عن أن هذه الثورة كانت تلقائية وتفتقد القيادة والتوجيه، وليس لها برنامج سياسي واضح. وهو حكم ليس خاطئا بإطلاق، لكنه قطعا يحتاج إلى شيء من التنسيب. صحيح أنه لم تكن هنالك قيادة مركزية ضابطة وموجهة لحركة الشارع، لكن هذا لا ينفي وجود قيادات ميدانية شابة ضاربة بجذورها في الأرض لعبت دور المحرك الرئيسي في التمرد على حكم بن علي، سواء في المناطق الداخلية التي انطلقت منها الأحداث أو في العاصمة والمدن الكبرى فيما بعد، وهي تتكون أساسا من العناصر النقابية الميدانية المنحدرة من المنظمة العمالية العريقة، الاتحاد العام التونسي للشغل، ومن نشطاء سياسيين محليين وطلاب جامعات. وهذا في حد ذاته كفيل بمراجعة المفهوم السائد للقيادة. ربما نحن اليوم إزاء تشكل معنى جديد للقيادة لم نعرفه من قبل، أفصحت عنه التجربة التونسية ومن بعدها المصرية، وهو مفهوم يقوم على الأداء الوظيفي الميداني، وعلى الامتداد الأفقي بدلا من القيادات التراتبية والمركزية على النحو التقليدي المعروف، وهذا تحول فرضته أدوات الاتصال والمعرفة الحديثة، أو ما بعد الحديثة التي أتاحت بسط المعلومة والمعرفة بين عامة الناس وخاصتهم، وما عادت حكرا على فئة حصرية محددة تسمى القيادة أو الطليعة.
كما من الصحيح أيضا أنه لم يتبلور برنامج سياسي واضح، خصوصا في الأيام الأولى لاندلاع الثورة في المدن الداخلية التونسية المحرومة، بيد أن ذلك لا يجب أن يحجب عنا حقيقة الترابط بين مقولتي الحرية والعدالة الاجتماعية في وعي ووجدان الشبيبة التونسية التي فجرت هذه الثورة، وهذا ما ينطبق أيضا على الشبيبة المصرية التي رابطت في ميدان التحرير والتي ينتمي أغلبها إلى الطبقات الوسطى وما فوق الوسطى.
على الرغم من بعض المحاذير التي صاحبت، وما زالت تصاحب ثورة التونسيين، ومن بعدهم المصريون، فإن ما يدعو إلى الاطمئنان هو أنهما لم تنزلقا باتجاه الهيجان أو العنف الصاخب الذي يطبع الثورات عادة. هنا في تونس ترى الناس وهم يستأنفون وتيرة حياتهم اليومية ومداومة أشغالهم وأعمالهم، جنبا إلى جنب مع حركة الاعتصامات والمظاهرات اليومية التي لا تهدأ، سواء في العاصمة أو في غيرها من المدن التونسية الأخرى، فقد رأيت بأم عيني كيف ينفتح حشد المتظاهرين أمام عربات المترو أو سيارات الإسعاف وغيرها، ثم يعود الناس للالتحام مجددا، كما رأيت كيف احتشد رجال الأمن أمام مقر وزارة الداخلية في العاصمة، الذين كانوا إلى وقت قريب لا يرعوون عن جلد ظهور الناس وتعقبهم، للتبرؤ من مساوئ عهد الرئيس المخلوع، والمطالبة بنقابة تدافع عن مصالحهم المهنية.
ما ترسخ في ذهني من هذه الزيارة السريعة، بعد غياب طويل، هو أن عموم التونسيين بنخبتهم وجمهورهم لديهم إحساس عميق بكونهم قد أنجزوا مهمة عظيمة وشاقة، بإزالة صخرة كبيرة كانت تجثم على صدورهم على امتداد 23 سنة متتالية تقريبا، لكنهم مع ذلك يضعون أيديهم على صدورهم خشية اختطاف الثورة من بين أيديهم لصالح قوى العهد الغارب.
بيد أنه إذا تجاوزنا تشخيص الوضع الراهن وما هو عاجل من الأمور لصالح ما ينتظر التونسيين من مهام مستقبلية فإنه يمكننا بشيء من الاختصار أن نجملها في الآتي:
أولا: تفكيك بنى التسلط السياسي التي أقام دعائمها نظام بورقيبة الأبوي منذ استقلال البلد عن الاستعمار الفرنسي سنة 1956، والتي زادها حكم بن علي الغارب تعقيدا وضخامة من خلال إمعانه في توسيع وتعقيد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، ولعل هذا ما يعطي أولوية قصوى لإعادة بناء الأجهزة الأمنية وتقليص حجمها إلى الحد الذي يحتاجه بلد صغير مثل تونس لا يزيد عدد سكانه على عشرة ملايين ونصف المليون، ومن ذلك حل جهاز البوليس السياسي الشرس الذي استند إليه بن علي للفتك بخصومه وبث الرعب في المجتمع.
ثانيا: القطع مع العهد «القديم»، مؤسسات وثقافة ووجوها، بيد أنه يتوجب أن تكون هذه القطيعة هادئة وتراكمية وتتجنب الوقوع في مطبات الثورات عادة التي تولد مجنونة ومهووسة بفكرة البداية الكاملة والجدة المطلقة. يكمن التحدي هنا في الحفاظ على شيء من التوازن بين خطي الاستمرار والقطيعة، ومن ذلك الإقرار بأن هذه الثورة، فضلا عن كونها منجزا شعبيا عاما، فهي تتويج لميراث فكري وسياسي تواردت عليه نضالات ومطالب قوى سياسية وفكرية واجتماعية كثيرة من اليساريين والقوميين والليبراليين والنقابيين والإسلاميين، ثم فئات الشباب والقوى الجديدة الصاعدة، وليست ملكا لفئة معينة أو جماعة حصرية.. إن فكرة التدرج الهادئ ضرورية ومهمة للحفاظ على توازن الاجتماع السياسي وعدم الانزلاق في الهزات العامة التي تصاحب مولد الثورات عادة، شريطة أن يكون هذا الانتقال جادا وراسخا تحميه آليات ثابتة وواضحة وليس مجرد وعود في بطون الغيب، بحيث لا يتكرر خداع الحقبة السابقة التي قامت على المخاتلة والوعود الكاذبة. وهنا يهمنا أن نشير إلى أن مطلب الفصل بين الحزب والدولة وحل التجمع الدستوري الديمقراطي يظل أمرا مشروعا ولازما لفك الصلة بالعهد السابق، على أن تتاح لهذا الحزب فرصة إعادة بناء نفسه، إن أراد ذلك، على أسس جديدة بمعزل عن غنيمة الدولة التي تعيش عليها عقودا طويلة.
إن المحذور الأخطر الذي يجب ألا يقع فيه التونسيون وأقرانهم المصريون هو إطلاق العنان لغريزة الانتقام والتشفي، أي فكرة التطهير وما عساها تجلبه من كوارث على نحو ما رأيناه في عراق ما بعد الاحتلال الأميركي.
ثالثا: الاتجاه نحو بناء ديمقراطية توافقية بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية، التي أسهمت على نحو أو آخر في إنجاح الثورة، وهذا يقتضي فيما يقتضيه إعادة بناء الإجماع العام حول أسس وأولويات المرحلة المقبلة بعيدا عن كل أشكال الاحتكار والاستثناء، بحيث تشعر جميع القوى السياسية الفاعلة بأن لها قدرا ونصيبا من السلطة وحق الكلمة في شؤون البلاد، مثلما يشعر الجميع أن لهم مصلحة في إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي المعطلة. لقد بينت تجربة الجزائر المجاورة كم هو خطير الاعتماد على صناديق الاقتراع وحدها من دون ضمان توازن في المصالح والمنافع بين مختلف الأطياف السياسية. وحتى أكون دقيقا هنا أقول: إنه ليس من الضروري أن ينال كل طرف نصيبه السياسي بحسب حجمه الشعبي على الأرض بل لا بد من مراعاة مبدأ التوازن؛ بحيث لا يكون هناك رابح بالكامل وخاسر بالكامل. فلا أحد يريد أن يستبدل بهيمنة الحزب الحاكم أي ضرب من ضروب الانفراد أو الهيمنة الحزبية الأخرى كيفما كان شكلها ولونها.
إن وجود خطوط تحالف سياسي وجبهوي عريض بين تيارات سياسية وفكرية مختلفة من شأنه أن يحقق هدفين متكاملين هنا، أولا: الابتعاد عن مربع الاستقطاب الآيديولوجي والثقافي الذي تدفع بعض المجموعات العقائدية على إحيائه من مراقده مجددا، من قبيل القول: إن هنالك صراعا بين العلمانيين والإسلاميين أو بين الحداثيين والرجعيين وما شابه ذلك من العناوين الأخرى المضللة التي عطلت الحياة السياسة التونسية لسنوات طويلة، وأتاحت للعهد السابق غرز مخالبه في الجميع بعد ذلك. إذا لم يكن هناك بد من وجود فرز سياسي فيجب أن يكون بين أنصار التغيير الجاد وبين أولئك الذين يعملون على إيقاف ساعة الزمن والتحايل على الثورة.
هذه ملاحظات سريعة أسوقها عن تجربة تونس الصغيرة قبل أن تكتمل الحلقة الأولى من الثورة المصرية بتنحي الرئيس حسني مبارك، ولعل فيها ما هو جدير بالنظر والاعتبار من طرف أهلنا في مصر الذين تسلموا اليوم مشعل التغيير، وهم الذين انتدبتهم أقدار التاريخ والجغرافيا ليكونوا دوما في الموقع الأهم والأثقل لقيادة القاطرة العربية المعطوبة.
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 فيفري 2011)
خيانة المثقفين
– فهمي هويدي أستاذ التاريخ الذي امتدح السلطان في الكتاب المدرسي الحكومي، ثم ذمَّه بعد خلعه في مقالة منشورة، لا يختلف عن الصحفي الذي ظل يلعق حذاء السلطان طول الوقت، وما إن تمت الإطاحة به حتى هتف صائحا «انتصرنا»، وحدثنا بعد ذلك عن «تنظيف مصر» من بقايا النظام الفاسد. كلاهما من «جنود فرعون» الذين تحدثت عنهم أمس، وإن كان الأول جنديا يعمل نصف الوقت، بعد فراغه من التدريس بالجامعة. أما الثاني فهو جندي متفرغ كل الوقت. والأول التحق بكتيبة النفاق متطوعا كي يستفيد ماديا من مكافآت الوزارة، والثاني منافق محترف تم استئجاره لكي يؤدي تلك الوظيفة. وكما أن الذي صاح «انتصرنا» ليس فردا ولكنه واحد من كتيبة النفاق، التي لوثت سمعة الإعلام المصري وشوهت الإدراك العام، فإن أستاذ التاريخ سابق الذكر من نماذج المثقفين، الذين تعلقوا بأهداب السلطان واستسلموا للغوايات، التي جعلتهم يتنافسون على الالتحاق بجنود فرعون. في وقت سابق، ثار جدل في مصر حول «أزمة المثقفين» وحظوظ أهل الثقة وأهل الخبرة، لكننا بعد أربعة عقود من ذلك الجدل نستطيع أن نتحدث الآن عن خيانة المثقفين. أقصد بذلك خيانتهم لدورهم كمعبرين عن ضمير الأمة، وتطوعهم بالانتقال إلى مربع المعبرين عن مصالح الطغيان المهيمن. وهو جرم أكبر مما اقترفه الإعلاميون. ولست في مقام تبرئة الأخيرين أو إعذارهما، لأن الاثنين متورطان في الإثم، لكنني أزعم أن جرم المثقفين أفدح، لأنهم متطوعون ولم يطلب أحد منهم ذلك. أما الإعلاميون فهم موظفون لأجل ذلك. الأولون تطوعوا لخدمة السلطان تقربا منه وطمعا في رضاه وعطاياه. والآخرون عينوا خدما للسلطان وقبلوا بذلك وسعدوا به. ليس جديدا استخدام المثقفين من قبل الطغاة، فقد كانوا دائما أحد الأبواق، التي لجأوا إلى استخدامها للتغرير بالناس وتضليلهم. ولعل كثيرين يذكرون ما جرى في ألمانيا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينيات، حين كشفت الوثائق عن أن عددا كبيرا من المثقفين ــ الأكاديميين والكتاب والفنانين ــ لم يكونوا يروجون للنظام فحسب، ولكنهم أيضا كانوا يكتبون التقارير للأجهزة الأمنية عن الناشطين والمعارضين. وكتاب الحرب الباردة الثقافية للباحثة البريطانية ق. س. سوندرز، الذي صدر في إطار المشروع القوي للترجمة يوثق الأساليب، التي اتبعتها المخابرات المركزية والأمريكية لاستخدام الفنانين والأدباء في الصراع بين القطبين الكبيرين. حدث ذلك أيضا في مصر، حيث انضم بعض المثقفين إلى جوقة المهللين للأب والمسوقين للابن، والمضللين لجموع المصريين. وأحسب أن فترة حكم الرئيس السابق، التي استمرت ثلاثين عاما كما وفرت فرصة كافية لنظامه لكي يتولى تفكيك مؤسسات الدولة وإعادة تركيبها على قياسه وطبقا لهواه، فإنها أيضا وفرت وقتا كافيا لإنجاح جهود أغواء المثقفين وترويضهم. ومن ثم ضمهم إلى حظيرة السلطان، بعد الإغداق عليهم بالأموال والهبات، إلى جانب ترفيعهم في المراتب والوظائف بطبيعة الحال. لا عذر لهؤلاء وينبغي أن يحتلوا مكانهم في صدارة قوائم العار. ذلك أن خيانتهم لدورهم ينبغي ألا تغتفر. كما أن فضح مواقفهم والتذكير بدورهم في غش الجماهير والتدليس عليها يظل من الأهمية بمكان. ليس فقط لقطع الطريق أمامهم لكي لا يسارعوا إلى ركوب الموجة الجديدة، شأنهم في ذلك شأن أقرانهم من الإعلاميين، ولكن أيضا لكي يكونوا عظة وعبرة لغيرهم. قد نعذر المكره والمضطر، لكن المثقف الذي يتطوع لخدمة الاستبداد لا عذر له. وإذا لم يكن بمقدوره أن يكون شريفا يجهر بالحق وينحاز إلى صف الجماهير المغلوبة على أمرها، فإن ذلك لا يسوغ له أن ينبطح ويصبح خادما للسلطان. حين رفض الأديب صنع الله إبراهيم في حفل علني جائزة الدولة التي منحت له، فإنه ضرب المثل للمثقف الشريف، الذي اختار أن يجهر برفضه للسلطان أو عطاياه. ومن ثم سجل موقفا يحسب له وميزه على غيره ممن تسابقوا على عطايا السلطان والانخراط في جنده. إننا قد لا نستطيع أن نطالب كل المثقفين بأن يكونوا شجعانا ويجهروا بمواقفهم، وقد نقبل منهم أن يلتزموا الصمت توقيا لأي مخاطر يتوقعونها، لكننا لا نقبل منهم بأي حال أن يصبحوا أعوانا للاستبداد، لأنهم بذلك لا يخونون أماناتهم فحسب، ولكنهم يفقدون شرعيتهم أيضا. ………………….. — (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 فيفري 2011)
الثورات العربية بين مرحلتين
منير شفيق ما يجري الآن في البلاد العربية يشبه -مع الفارق- ما جرى فيها في مرحلة الخمسينيات من القرن العشرين. وذلك عندما أخذت كل من بريطانيا وفرنسا تفقدان هيمنتها العالمية ونفوذها المباشر على أغلب الحكومات العربية. الأنظمة العربية التي قامت على أساس « التحالف » معهما دخلت مأزقها التاريخي أمام انتفاضات شعوبها من جهة وبسبب فقدانها سندها الخارجي أو تزعزعه من جهة أخرى. لقد سقطت سياسات الارتهان العربي على بريطانيا وفرنسا وكان العنوان الأبرز وقوع نكبة فلسطين بقيام دولة الكيان الصهيوني وتهجير حوالي مليون فلسطيني من بيوتهم ومدنهم وقراهم وأراضيهم. الاختلال في ميزان القوى العالمي والإقليمي في مرحلة الخمسينيات فتح الباب على مصراعيه للانتفاضات الشعبية والانقلابات العسكرية الوطنية كما بعض الانقلابات المؤمركة. وكان هنالك من الأنظمة من بادر إلى تحويل ولائه إلى أميركا التي أخذت تحلّ مكان بريطانيا وفرنسا في قيادة الغرب. وقد صاحب ذلك خروج الإتحاد السوفياتي من الحصار ليصبح مع الستينيات القطب الثاني في معادلة الحرب الباردة. ما حدث في الخمسينيات من انتفاضات شعبية وانقلابات عسكرية وطنية وصعود لحركة التحرّر العربي كان زلزالاً يشبه ما يحدث الآن من زلزال. فقد أُطيحَ بالملك فاروق في مصر 1952 وبكلٍ من بشارة الخوري 1952 وكميل شمعون 1958 في لبنان. وعرفت سوريا من 1949 إلى 1954 سلسلة من الانقلابات العسكرية انتهت بسقوط الشيشكلي 1954 وتشكّل حكم وطني تطوّر إلى تحقيق الوحدة المصرية السورية 1958. كما أخذ الزلزال في طريقه وارتداداته تعريب الجيش الأردني 1956 وإسقاط حلف بغداد في الأردن والعراق (ثورة 1958 في العراق)، وسقوط الاحتلال البريطاني عن السودان. وشهدت هذه المرحلة تهاوي الاستعمار الفرنسي عن تونس والمغرب والجزائر، وتهاوي النفوذ البريطاني في دول الخليج. من هنا أخذت الثورتان الشعبيتان المنتصرتان اليوم في كل من تونس ومصر، وما راح يصحبهما من تململ جماهيري واسع على المستوى العربي العام، ومن مؤشرات لسقوط أنظمة عربية أخرى تذكرّ بزلزال الخمسينيات. فالمارد الشعبي الجماهيري العربي أخذ ينفض الغبار عنه من جديد، إنه الزلزال مرّة أخرى. على أن ثمة فارقين بين مرحلة الخمسينيات والمرحلة الراهنة مع العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين. الأول: يتمثل في أن الخلل في ميزان القوى العالمي الذي حدث في الخمسينيات بسبب تدهور نفوذ كل من بريطانيا وفرنسا صحبه وتلاه فوراً انتقال الهيمنة العالمية إلى دولة إمبريالية كبرى هي أميركا، وانتقال الوضع الدولي مع بداية الستينيات إلى نظام القطبين، المعسكرين. الأمر الذي أدّى في مرحلة الستينيات إلى توجيه ضربات قاسية إلى ما أنجزته الثورات الشعبية والانقلابات العسكرية الوطنية وحركة التحرّر العربي. وكان في المقدّمة ضرب الإنجاز في تحقيق وحدة مصر وسوريا 1961، ثم حرب العدوان في حزيران 1967. وكانت هذه الظاهرة ذات طابع عالمي في توجيه ضربات قاسية لحركة دول عدم الانحياز. المرحلة الحالية ابتدأت مع انتهاء الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفياتي ثم اتسّمت بسقوط إمكان قيام نظام عالمي جديد أحاديّ القطبية بقيادة أميركا مكانه، ثم اتسّمت الآن بتدهور النفوذ الأميركي عالمياً ودخول النظام الرأسمالي العولمي في أزمة خطيرة تهزّ أركانه هزّاً إلى حدّ التصدّع. فالعالم الآن يواجه حالة اختلال شديد في ميزان القوى سمح ببروز أقطاب عالمية وإقليمية جديدة وفتح آفاقاً واسعة لانتصار مقاومات وثورات شعبية وبروز دول ممانعة. وقد شكّل ذلك عاملاً مساعداً وشرطاً شارطاً لاندلاع الثورتين التونسية والمصرية وانتصارهما. ومن ثم انطلاق الزلزال الشعبي العربي مرّة أخرى. الفارق الهام هنا بين مرحلتيْ الخمسينيات من القرن العشرين والعشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين هو عدم حلول إمبريالية عالمية جديدة مكان أميركا لإجهاض ما حدث ويمكن أن يحدث من متغيّرات على مستوى انتفاضات الشعوب أو الدول. فأميركا نفسها وهي تتدهور تحاول استعادة قوتها ونفوذها وهو أمر صعب للغاية كقانون عام إذ يشبه محاولة الكهل الذي يسعى إلى العودة شاباً. فكيف إذا أسرعت إليه الشيخوخة؟ بل يمكن القول -في الأقل- أن ليس ثمة مؤشرات أمامنا توحي بإمكان أميركا وقف تدهور قوّتها ونفوذها أو استعادة « أيام زمان ». الأمر الذي يسمح، بدوره، بالقول، إن مصير ما تحقق وما يمكن أن يتحقق الآن من متغيّرات على مستوى الشعوب والدول لن يكون كمصير ما تحقق في الخمسينيات. فالعالم ليس مهدّداً في المدى المنظور، بصعود دولة كبرى إمبريالية قادرة على إقامة نظام عالمي جديد، يشكل سجناً للشعوب من نمط ما قام في مرحلة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. ومن ثم سيكون من البلادة في التفكير اعتبار ما سيحدث في العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين سوف يشبه ما حدث في ستينيات القرن العشرين. معادلة عالمية جديدة نعيشها اليوم مختلفة جوهرياً عن سابقاتها، إذ إن القوّة الإمبريالية الرئيسة هي التي يتدهور وضعها ولكن من دون امتلاك القدرة الإمبريالية للحلول مكانها كما فعلت هي مع بريطانيا وفرنسا. طبعاً هذا لا يعني أن أميركا خرجت من الساحة أو أنها لن تحاول استعادة نفوذها. فالحرب ما زالت ضارية ولكن ضمن ظروف وموازين قوى في غير مصلحتها عموماً. والتاريخ لا يعيد نفسه. ولهذا فالعشر سنوات القادمة مفتوحة على آفاق جديدة في مصلحة الشعوب عموماً وفي مصلحة الدول الناهضة كذلك. ولكنها مفتوحة أيضاً على احتمالات متعدّدة مختلطة ورمادية، وعلى انقلابات ومعارك وحروب. أما الفارق الثاني: فيتمثل في أن الاختلال في ميزان القوى العالمي الذي حصل خلال العقدين الماضيين وساعد في بروز مقاومات ضدّ العدوان والاختلالات حققت إنجازات هائلة في لبنان وفلسطين وفي العراق وأفغانستان، خصوصاً خلال الأحد عشر عاماً الماضية، قد أخذ يتعمّق (الاختلال في ميزان القوى) ليفتح آفاقاً واسعة أمام الانتفاضات والثورات الشعبية في أغلب البلاد العربية. هذا الاختلال -الذي أدّى إلى نهوض شعبي واسع- لم تصحبه مبادرات من جانب الجيوش لإحداث التغيير، كما حدث في الخمسينيات من القرن الماضي. ففي تجربتيْ تونس ومصر جاء التغيير من خلال الانتفاضة -الثورة الشعبية- فيما وقف الجيشان على ما يشبه الحياد، ولكن بعد أن هُزِمَت قوات الأمن وخرجت من المعركة عملياً. وطُلِبَ من الجيش التدخل. فوجد الجيش نفسه أمام طوفان شعبي لا يقاوَم سوى بمخاطرة تهدّد الجيش بالهزيمة. يجب أن نلحظ هنا فارقاً هاماً بين وضع الجيوش في الخمسينيات ووضعها في المرحلة الراهنة. ففي تلك المرحلة كان الاعتماد على الجيش باعتباره القوّة الرئيسية في الحفاظ على النظام والدولة. وقد انطبق هذا حتى على الجيوش التي بناها الاستعمار أو دول الاستقلال بعده. وكان دور قوى الأمن ثانوياً بالقياس بقوّة الجيش ودوره. أما في العشرين سنة الماضية فقد كان الاتجاه -بسبب الارتهان لأميركا وإسقاط إستراتيجية الحرب مع الكيان الصهيوني- هو بناء قوات أمن تفوق قوّة الجيش عدّة مرّات. وتصبح هي عماد النظام فيما الجيش أخذ يُقزّم ويُحجّم ويُهمّش، ويُدجّن بروح لا وطنية (الأمركة). ولهذا حين هزمت الجماهير قوات الأمن في تونس ومصر واستُدعِيَ الجيش الأضعف من القوات الأمنية -ربما بثلاث أو أربع مرّات- وجد نفسه مربكاً لا يملك غير المناورة مع الشعب. وذلك إلى أن وجد نفسه مضطراً للطلب من الرئيس بالتنحي لينقذ النظام من الانهيار التام إذا ما تكسّر هو أيضاً في حالة الصدام مع شعب صمّم على الانتصار. في مرحلة الخمسينيات كانت الجيوش شابّة وكانت القوّة الرئيسة الضاربة. أما اليوم فأصبحت مهمّشة عملياً وتريد أميركا تغيير عقيدتها لتصبح موجهّة ضدّ الإرهاب أي لتصبح قوات أمن. وكانت قبل اندلاع الثورتين ماضية في طريق الترهّل والتهميش لولا بعض المقاومة في مصر إذ حاول الجيش أن يُقاوم المخطط الأميركي لتغيير عقيدته العسكرية تغييراً جوهرياً، ولكنه انفتح على أميركا تسليحاً وتدريباً ومناورات مشتركة وعلاقات شخصية على أعلى مستوى. هذا ولم يُعرف مدى تغلغل سياسة الفساد والإفساد في مراتبه العليا وهي سياسة واظب عليها نظام حسني مبارك. من هنا يكون الجيش الذي أصبح صاحب السلطة في مصر بعد سقوط حسني مبارك أمام امتحان عسير إن لم يكن في الحقيقة بين المطرقة والسندان مطرقة الثورة وسندان النظام السابق والضغوط الأميركية والصهيونية. من المفترض -استناداً إلى طبيعة الأشياء- أن انتقال قيادة الجيش إلى موقع القيادة السياسية والتقرير سوف يولّد داخلها أكثر من تيار واجتهاد وطموحات، ولهذا ارتداداته على المسار الذي ستتخذه هذه القيادة. فمصر الآن على مفترق طرق سواء أكان على مستوى السياسة الخارجية أم كان على المستوى الداخلي ولا سيما بعد أن أُلغي الدستور وأُلغي مجلسا الشعب والشورى. على مستوى موازين القوى الداخلية فإن الثورة الشبابية الشعبية هي المتفوّقة وهي المنتصرة حتى الآن. وسيتكرّس ذلك إذا ما نجحت تظاهرات يوم الجمعة في 18/2/2011 لتكون مليونية. وإذا ما استمرّت أسبوعاً بعد أسبوع. ولم يطمئن من يريدون إجهاضها أو الالتفاف عليها بأن الشعب خرج من ساحة الفعل والقرار، أو من الشارع. كل شروط مواصلة انتصار الثورة متوفرّة من زاوية الشعب وقواه الحيّة كما من زاوية الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي من جهة ومن زاوية تدهور وضع أميركا واهتزاز الأنظمة العربية المؤيّدة لها من جهة ثانية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 فيفري 2011)
ليبيا بين ثورتين
عبد الباري عطوان 2011-02-16 اشتكينا قبل بضعة اشهر من قلة الأخبار القادمة من ليبيا، ونقصد بذلك ما يثير شهية القارئ، ويحرضه على المتابعة، وليس أخبار استقبالات الزعيم الليبي معمر القذافي للقادة الافارقة، او القائه محاضرات حول الدين الاسلامي لحسناوات ايطاليا، ولكن يبدو ان ما تشهده الجماهيرية حاليا من احداث متسارعة يبطل شكوانا هذه، ويؤشر لمرحلة جديدة في البلاد. بالامس اندفع المئات من الليبيين الى مدينة بنغازي في مظاهرة سلمية للتضامن مع عائلات ضحايا مجزرة سجن بوسليم (1996)، فتدخلت قوات الامن مدعومة ببعض بلطجية النظام وجاءت الحصيلة 38 جريحا، ونحمد الله انه لم يسقط اي قتيل. مدينة بنغازي شكلت دائما صداعا مزمنا للاستعمار الايطالي، مثلما شكلت صداعا اكبر لأنظمة الحكم الملكية والجماهيرية التي تلته، فأبناؤها يتأثرون بشكل مباشر بجوارهم المصري، وكانوا الاكثر حماسا للثورة الناصرية والفكر القومي العربي، ولذلك كان من الطبيعي ان يتأثر هؤلاء بالثورة الشبابية المصرية التي نجحت في الاطاحة بالنظام الديكتاتوري المصري، والتأسيس لمرحلة جديدة عنوانها الديمقراطية والحريات التعبيرية، والبرلمانات المنتخبة واعادة الاعتبار للقضاء المصري المستقل، ومحاربة الفساد ومافياته. ليبيا باتت مثل ‘السندويتش’ محصورة بين ثورتين، واحدة في غربها (تونس) والثانية في شرقها (مصر)، واصبح من الصعب ان تظل في منأى عن تأثيراتهما، خاصة ان الاوضاع في ليبيا لا تقل سوءا عن نظيراتها في دولتي الجوار، بل لا نبالغ كثيرا اذا قلنا ان الظروف المعيشية والخدماتية في تونس التي لا يوجد فيها نفط او غاز، افضل كثيرا من نظيرتها الليبية. ومن المفارقة ان الزعيم الليبي معمر القذافي الذي اشتهر بانحيازه الى الثورات الشعبية ودعم حركات التمرد ضد الاستعمار والانظمة التي تسير في فلكه في مختلف انحاء العالم، تعرض لانتقادات كثيرة داخل ليبيا وخارجها عندما انحاز للنظامين الحاكمين المخلوعين في كل من تونس ومصر، فقد كان الوحيد تقريبا الذي وصف ثورة الشعب التونسي بالفوضى، وامتدح نظام الرئيس زين العابدين بن علي وتمنى لو انه استمر في السلطة حتى نهاية ولايته، مثلما كان من القلائل الذين اتصلوا متضامنين مع الرئيس حسني مبارك ودون ابداء اي تعاطف مع ثورة ميدان التحرير. ‘ ‘ ‘ صحيح ان الزعيم الليبي لا يملك بيتا، ولا قطعة ارض مسجلة باسمه، ولا حسابا بنكيا طافحا بالمليارات او حتى الملاليم مثل نظيره المصري، ولكن افرادا في اسرته وبطانته المحيطة به (حسب وثائق ويكيليكس) استغلوا اسمه ومكانته لتكوين ثروات هائلة، واصبحت معظم قطاعات الاعمال تحت سيطرتهم، وباتوا عنوانا لمعظم الصفقات في البلاد ان لم يكن كلها. صحيفة ‘اويا’ اليومية التي يملكها المهندس سيف الاسلام القذافي وخليفة والده المحتمل، تحدثت قبل بضعة اشهر عن انتشار ‘ثالوث’ الرشوة والوساطة والمحسوبية في البلاد، وتمنت على الزعيم الليبي استدعاء الرائد عبد السلام جلود الرجل الثاني في الثورة الليبية لتشكيل حكومة ليبية يكون استئصال الفساد في البلاد على قمة اولوياتها، وانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان. القاسم المشترك لكل زوار ليبيا من رجال الاعمال الباحثين عن صفقات تجارية او فرص ‘بزنسية’ هو الحديث عن الفساد في اوساط البطانة المحيطة بالنظام، وجشعهم غير المحدود في نهب اكبر قدر ممكن من الملايين وتهريبها الى مصارف خارجية، حتى ان الزعيم الليبي نفسه اكد اكثر من مرة، وفي خطابات عامة، انه سيطالب جميع المسؤولين بتقديم كشوفات عن ثرواتهم، ومساءلتهم عن كيفية تكوينها، وتقديم اي فاسد الى المحاكم تحت تهمة ‘من اين لك هذا’، ولكن هذه الاقوال لم تنفذ عملياً، ربما لانه ادرك ان بعض المتورطين في الفساد هم من اقرب المقربين اليه. اكثر من خمسين مليار دولار تدخل سنوياً خزينة الدولة كعوائد نفطية (ليبيا تصدر حوالى 1.8 مليون برميل نفط يومياً) ومع ذلك تنحدر الخدمات العامة من تعليم وصحة الى مستوياتها الدنيا، ويتوجه معظم المرضى الليبيين الى مستشفيات الاردن وتونس طلباً للعلاج، وهما دولتان غير نفطيتين وتعتبران من دول الفقر العربية. الحريات في ليبيا شبه معدومة، والتلفزيون الرسمي فقير في برامجه ونشرات أخباره، والصحافة المحلية عبارة عن منشورات محلية بالمقارنة مع نظيراتها في بداية الثورة، او مرحلة ما قبل الثورة حيث كانت صحافة كل من طرابلس وبنغازي نموذجاً للحريات والتقدم المهني والجرأة في انتقاد الحكومة ورئيسها بل والملك شخصياً في كثير من الاحيان. الشعب الليبي من اكثر الشعوب العربية بساطة وتواضعاً وقناعة، وقد عايشته شخصياً عندما عملت في صحافة ليبيا في مطلع السبعينات لمدة عام ونصف العام تقريباً، فهو شعب عروبي وطني، لا يعرف ثقافة الاستعلاء، ومن النادر ان تجد خادماً او خادمة حتى في بيوت الاثرياء. ولكن من الخطأ الاعتقاد بأن توفر ‘الكسكسي’ و’المبكبكة’ (نوع من المعكرونة) و’البازين’، و’سندويتش التونا بالهريسة’، هو قمة المراد فالشعب الليبي يريد الكرامة والعدالة الاجتماعية والحريات. ‘ ‘ ‘ هذا الشعب يستحق معاملة افضل، وانفتاحاً اكبر على العالم، ومساحة اوسع من الحريات، ونظاما اداريا عصريا حديثا يلبي الحد الادنى من احتياجاته البسيطة، ولكن يبدو ان هناك مجموعة حول النظام تعيش في كوكب آخر، ولا تعرف، بل لا تريد ان تعرف، ما يجري حولها، ولذلك ليس من المستغرب ان يثور هذا الشعب ويتمرد للمطالبة بالعدالة والانصاف والحريات مثل جيرانه في مصر وتونس، وربما قريباً في الجزائر. النظام الليبي قوي، ويحظى بدعم قبلي، وميليشيات اللجان الثورية، ولكن علينا ان نتذكر انه لا يمكن ان يكون اكثر قمعاً وبوليسية من نظام بن علي في تونس، او نظام حسني مبارك في مصر حيث فاق عدد رجال الامن عدد افراد الجيش، وفي نهاية المطاف اضطرا، اي الجيش وقوات الامن، للرضوخ للمطالب الشعبية برحيل النظام. فرص الاصلاح ما زالت ممكنة في ليبيا لتجنب الاسوأ، ولكن ما نراه من تجييش للقبائل، والمظاهرات المضادة من قبل الموالين للنظام، وهم موجودون فعلاً، واحتمالات الصدام مع من يمثلون المطالب الشعبية العادلة، ربما تقود البلاد الى مرحلة من عدم الاستقرار وربما تفكيك الوحدة الجغرافية الليبية، وهي نهاية لا نتمناها لليبيا ولا لأي دولة عربية اخرى. اخطاء النظام التونسي السابق كثيرة، ولكن أكبرها، بل اشدها خطورة هو استعداؤه للاعلام الداخلي البديل (الفيس بوك والانترنت) والخارجي (القنوات الفضائية)، والتقليل من اهمية دوره في تحريك الشارع، ونرى ان النظام الليبي من خلال الشعارات التي تطرحها المظاهرات الموالية له، يوشك على ارتكاب الخطأ نفسه. بعد انحسار الاهتمام الاعلامي عن ثورتي مصر وتونس، فإن التركيز الآن على ليبيا، واذا لم يتم التسريع في انطلاقة عملية الاصلاح، ومحاربة الفساد، واطلاق الحريات، فان ميدان تحرير آخر، بل اكثر من ميدان تحرير في طرابلس وبنغازي وسبها ستكون محور المشهد الاعلامي والسياسي الليبي في المستقبل القريب. والبداية قد تكون اليوم الذي اريد له ان يكون ‘يوم الغضب’. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 فيفري 2011)
« لا مفر من وضع حقوق وحريّـات المواطن العربي على رأس الأولويات »
بقلم : محمد شريف – جنيف- swissinfo.ch بعد نجاح الشعبين في تونس ومصر في الإطاحة برئيسي البلدين، تتابع المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف باهتمام كبير ما يجري في بلدان عربية أخرى من مطالبات شعبية بتحسين أوضاع حقوق الإنسان واحترام الحريات وتحقيق العدالة. وعلى غير عادتها، سارعت المفوضية إلى تسليط الأضواء على التطورات الجارية في مصر وتونس والبحرين واليمن وليبيا والجزائر وغيرها بهدف تعزيز احترام الحقوق والحريات في هذه المنطقة من العالم. وفي لقاء أجرته swissinfo.ch مع السيدة منى رشماوي يوم 16 فبراير 2011 على هامش ندوة صحفية دعت إليها المفوضية، حثت الخبيرة الحقوقية ورئيسة قسم سلطة القانون والمساواة وعدم التمييز بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان، الأنظمة القائمة في الدول العربية على الإستماع إلى المطالب التي ترفعها منذ سنوات طويلة منظمات المجتمع المدني المستقلة المدافعة عن حقوق الإنسان وتحويلها إلى برامج إصلاحية إن هي أرادت تفادي ما شهدته تونس ومصر في الشهرين الماضيين.
swissinfo.ch: تتابع المفوضية عن كثب ما يحدث في العالم العربي. كيف تقيمون هذه الثورات الشعبية وما تطالب به؟ منى رشماوي: نحن بالطبع في المفوضية لنا اهتمام كبير بوضع حقوق الإنسان في العالم العربي. وفي الحقيقة هذه لحظة هامة جدا من ناحية حقوق الإنسان في العالم العربي. فقد كنا في بعثة لتونس وشاهدنا بشكل كبير ما يتطلع إليه الشعب التونسي اليوم من ناحية احترام الديموقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. وما يلفت نظري في الحقيقة كمواطنة عربية وما أعتز به كثيرا هو استعمال كلمة « الكرامة » وكيف أن الإنسان العربي اليوم يتطلع بشكل كبير الى كرامته وينظر إليها باعتزاز كبير. فنحن في المفوضية نعتقد بأنها لحظة تاريخية وهامة جدا بالنسبة لاحترام حقوق الإنسان في العالم العربي. ويجب علينا مواكبة مسيرة الإنسان العربي خاصة في تونس ومصر وبالضبط في هذه المرحلة التاريخية بحيث يتم تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية لأن هذه هي المطالب الأساسية التي برزت في هذه الثورات. عمليا، كيف تعتزمون مواكبة هذه المسيرة؟ وبعد أن أرسلتم وفدا لمعاينة الإحتياجات في تونس، هل لديكم خطة لإرسال لجنة مماثلةإلى مصر؟ منى رشماوي: نحن نتطلع الى حوار جدي مع السلطة الحالية في مصر، سواء سلطة الجيش أو الحكومة القائمة. ونتطلع للتوصل الى طريقة تسمح لنا بمساعدة الشعب المصري بشكل تضامني وإيجابي، ومساعدة السلطات في هذه المرحلة التاريخية الهامة جدا حتى تستطيع الإستجابة لمطالب الشعب المصري.
لكن هل لديكم حاليا هناك اتصالات بالسلطات المصرية؟ منى رشماوي: نحن في حديث وفي حوار مع السلطة في مصر ومع مؤسسات المجتمع المدني ومع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، وعلى إدراك ومتابعة تامة بما يحدث. ونتمنى أن نستطيع الذهاب إلى مصر في وقت قريب جدا. كشفت الأحداث التي يشهدها العالم العربي حجم معاناة منظمات المجتمع المدني العربية من تخلي المجتمع الدولي عنها في صراعها مع الأنظمة بدعوى تجند هذه الحكومات في ما يسمى بالحرب على الإرهاب. هل يمكن توقع أن يتم استدراك هذا التقصير ودعم بناء منظمات المجتمع المدني في العالم العربي اليوم؟ منى رشماوي: بالنسبة لنا في آليات حقوق الإنسان تعتبر مؤسسات المجتمع المدني شريكا حقيقيا وهاما في احترام حقوق الإنسان في وطننا العربي. ولنا في المفوضية علاقة وثيقة واتصال يومي مع مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي. وما تتحدث عنه هو موضوع هام ألا وهو أن الأجندة العالمية بشكل عام ضحت بعمل المجتمع المدني مقابل قضية التعامل مع الإرهاب أو الحرب ضد الإرهاب وما على ذلك. فمنظمات المجتمع المدني كانت دوما تحاول جلب الانتباه الي ما يجب القيام به لتفادي بناء دولة بوليسية. ولكن ما حدث بالفعل خلال العقدين السابقين هو تعزيز بناء الدولة البوليسية في العديد من الدول وهذا على حساب احترام الحقوق الأساسية من سياسية واقتصادية واجتماعية. كما جلبت معها الفساد واستغلال السلطة والإعتقالات التعسفية والكثير من المشاكل. بالطبع كانت هناك مؤسسات المجتمع المدني المتواجدة في بعض من الدول العربية وليس في كلها، تحذر من هذه النتائج الصعبة. ولكن مع الأسف لم يكن يُستمع لصوتها بشكل كاف. ولو تم الاستماع لهذه المنظمات التي كانت تحلل مجتمعاتها بشكل جيد على أسس حقوق الإنسان، لما وصلنا الى النتيجة التي وصلنا إليها اليوم. ولكن مع الأسف لم يكن يستمع الى أصوات هذه المنظمات، بل كانت تحارب حربا كبيرة من قبل حكوماتنا في العالم العربي. وبدل أن تتخذ الدول، ما طالبت به منظمات المجتمع المدني على أنه برنامج إصلاحي ناتج عن تحليل تطلعات الشارع، فضلت محاربتها. واليوم نجد أننا وصلنا الى مرحلة حاسمة تتطلب إعادة ترتيب أوضاعنا في العالم العربي بحيث نضع حقوق وحريات المواطن العربي في أولى الأولويات وهذا ما يطالب به المواطن العربي اليوم. إنه يطالب بكرامته وإنسانيته وباحترام حقوقه وان يُعامل كإنسان عربي كما تعودنا عليه من خلال دراستنا في تاريخنا العربي وفي مناهجنا التعليمية. فالمواطن يرغب في أن يتحول ذلك الى ممارسة يومية وبالتالي هذا هو المطلب العربي اليوم. الملاحظ أن المرأة في العالم العربي، سواء فيما حدث في تونس او في مصر شاركت الى جانب الرجل للمطالبة التغيير. بل هناك تحركات حتى في السعودية للمطالبة بمزيد من الحقوق للمرأة. فهل لك أن توجهي كلمة للمرأة العربية في هذه المرحلة الحاسمة؟ منى رشماوي: المرأة العربية هي مواطن عربي تعيش في أرضها ووطنها وفي عائلتها وليس على المريخ. فهي تعامل كما يعامل أي فرد وهي 50% او 60% من المجتمع ولذلك لا يمكن اليوم أن نتحدث عن العالم العربي أو المجتمع العربي بدون أن نتحدث عن المرأة العربية. ولذلك فإن أجندة الإصلاح يجب تشمل المرأة العربية وإلا تكون قد همشت 50% من شعبك. وهذا ما لا يقبل به اليوم الشعب العربي، لأن تهميش المواطن او المواطنة العربية اليوم لم يعد مقبولا. فقد قامت المرأة بجانب مما تم في تونس وما تم في مصر وهي اليوم جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة.
ألا ترين أن طموحات القائمين بهذه الثورات لم توف حقها من قبل آليات حقوق الإنسان؟ ثم ألا ترين أن عدم إقدام مجلس حقوق الإنسان على تخصيص جلسة لمناقشة الإنتهاكات سواء في تونس أو في مصر تقصيرٌ من قبل هذه الآليات؟ منى رشماوي: ما يمكن قوله في هذا المجال هو أنه من الواضح أن الحكومات لا تواكب تطلعات شعوبها، وليس فقط في منطقتنا العربية، لأننا نرى أن الشعوب في واد والحكومات في واد آخر. وهذه الهوة الكبيرة بين الشعوب والحكومات يجب البحث عن طريقة لتقليصها. وفي الواقع، فان ما يحدث اليوم في العربي هو أمر تاريخي وحساس يفرض علينا إما أن نكون مع شعوبنا أو ضدها والخيار واضح. فالحكومات العربية تدرك جيدا بأن أساسها هو الشعوب وهي شعوب نفتخر بها لأنها وطنية ومرتكزة على أروع ما في حضارتنا وثقافتنا وقيمنا الاجتماعية. هل تعتقدين بأن ما يحدث اليوم من تطور هائل في نظرة المجتمعات العربية لواقع احترام الحقوق والحريات، سيكون له تأثير على عمل آليات حقوق الإنسان الأممية؟ منى رشماوي: يجب أن يكون له تأثير. لأنه من أجل أن تكون لآليات حقوق الإنسان مصداقية لدى رجل الشارع، يجب أن تضع يدها على نبض الشارع وأن تكون متجاوبة مع ما يتم في المجتمعات، وإلا سوف لن تكون قادرة على تفادي المشاكل التي رأيناها في تونس ومصر. (المصدر: موقع « سويس انفو » (سويسرا) بتاريخ 17 فيفري 2011)
قتلى جدد واتساع مظاهرات ليبيا
سقط مزيد من القتلى اليوم مع اتساع نطاق الاحتجاجات الشعبية في ليبيا التي دعت لها قوى معارضة ونشطاء عبر الإنترنت لما سموه يوم الغضب أو « انتفاضة 17 فبراير » من مدينة البيضاء شرقا وحتى مدينة الزنتان غربا، حيث اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن مما أوقع ضحايا في كل من البيضاء وبنغازي بعد تشييع قتلى أمس وفق روايات شهود عيان. ووقعت اشتباكات عصر اليوم في البيضاء شرقي بنغازي ما زالت مستمرة بين قوات الأمن ومتظاهرين عقب تشييع جنازتي قتيلين سقطوا في المدينة مساء أمس مما أوقع ثلاثة قتلى جدد وأربعة جرحى وفق ما ذكر شاهد العيان أحمد الحسين للجزيرة نت في اتصال هاتفي. وأشار المصدر إلى أن مسيرة اليوم أكبر من أمس ويشارك فيها نحو عشرة آلاف شخص يرددون هتافات تطالب بإسقاط النظام الليبي، مشيرا إلى أن الجموع خرجت في مسيرة عقب التشييع من المقبرة رغم منع قوات الأمن لها. من جانبه قال الداعية أحمد الدايخ من مدينة البيضاء في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على مسيرة شارك فيها أكثر من أربعة آلاف شخص وانطلقت عقب التشييع من مسجد عثمان بن عفان بالمدينة مما أوقع سبع إصابات جديدة لا يعرف ما إن كان بعضها فارق الحياة، مشيرا إلى أن المواجهات ما زالت مستمرة. بنغازي وأجدابيا وفي مدينة بنغازي أفادت مصادر مطلعة للجزيرة نت بأن مظاهرات كبيرة بالآلاف انطلقت بعد ظهر اليوم في ميدان سوق الحوت بالقرب من ميدان البلدية وسط بنغازي القديمة، موضحة أن المتظاهرين سيتجهون إلى ميدان الشجرة الذي يعد من أهم ميادين المدينة ويتفرع عنه عدد من الشوارع المهمة. وأشارت تلك المصادر إلى وجود أنباء عن سقوط ستة قتلى في مواجهات بنغازي حيث أطلق مؤيدو النظام الليبي بلباس مدني (البلطجية) الرصاص الحي على المتظاهرين في شارع جمال عبد الناصر وكذلك في شارع عمرو بن العاص وسط المدينة. كما وقعت اشتباكات في منطقة الشابي على البحر قرب محكمة شمال بنغازي بين المتظاهرين والأمن ومن يسمون بالبلطجية أثناء وقفة لحقوقيين يحتجون على استخدام القوة والعنف ضد المتظاهرين. وقال الصحفي عاطف الأطرش للجزيرة إن السلطات تفرض تعتيما على الأحداث بعدما اعتقلت عددا من الصحفيين في مدينة بنغازي. وفي مدينة أجدابيا بضواحي غرب بنغازي قال الصحفي منصور عاطي للجزيرة نت إن أربعة قتلى وجريح سقطوا في اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الحرس الثوري بعدما تمكن المحتجون من إحراق مبان حكومية هي مبنى أمانة المؤتمر الشعبي والأمن الداخلي والمثابة الثورية ومقر التوجيه الثوري. وأشار إلى أن قوات الحرس الثوري أطلقت الرصاص الحي على المحتجين، وفي السياق ذكرت مصادر للجزيرة نت أن المتظاهرين قاموا بتمزيق الصورة الكبيرة للزعيم الليبي معمر القذافي وسط المدينة. كما خرجت أعداد كبيرة من المتظاهرين اليوم في مدينة درنة شرقي بنغازي تخللها أعمال حرق لمقار ومطالبة بإسقاط النظام الليبي. واحتجاجات مماثلة في مدينة شحات. وخرجت مظاهرات في مدينة الزنتان جنوب طرابلس العاصمة وأحرق المتظاهرون مقر اللجان الثورية, ومركزا للشرطة ومقرا للأمن الداخلي. وتأتي تطورات اليوم بعد مظاهرات شهدتها عدة مدن ليبية، تخللتها مصادمات عنيفة بين المتظاهرين من جهة وقوات الشرطة ومن يعرفون بعناصر اللجان الثورية من جهة أخرى. وقال شهود عيان ووسائل إعلامية إن نحو 13 شخصا سقطوا في مظاهرات أمس، بينما تجاوز عدد الجرحى مائة جريح حالة العديد منهم خطيرة. وفي بداية المظاهرات ردد المتظاهرون شعارات للمطالبة بمزيد من الحريات والحقوق، غير أن سقف مطالبهم ارتفع لاحقا إلى المطالبة بإسقاط النظام، وذلك في أعقاب القسوة التي قابلت بها الشرطة المتظاهرين، وتغاضيها عن تهجم عناصر اللجان الثورية المسلحين بالسلاح الأبيض و »البلطات » على المتظاهرين. وتخلل أعمال العنف قيام المتظاهرين بإحراق مركز للشرطة وسيارات تابعة لها، عدا عن إحراق صور الزعيم معمر القذافي. اعتقالات بالجملة وقد عمدت السلطات الليبية -منذ عدة أيام، ومنذ دعوة نشطاء الإنترنت للتظاهر اليوم الخميس بمناسبة الذكرى السادسة لانتفاضة بنغازي 2005- إلى اعتقال عشرات النشطاء المعارضين والأدباء والصحفيين، والشباب لمنعهم من المشاركة في مظاهرات اليوم، كما لجأت إلى قطع خدمة الإنترنت عن أجزاء في المنطقة الغربية من البلاد. وقد نددت منظمات حقوقية بحملة الاعتقالات، ودعت السلطات الليبية للإفراج عن المعتقلين، وتجنب اللجوء للعنف معهم. كما أدان الداعية الإسلامي الليبي علي الصلابي استعمال العنف مع المتظاهرين وقال -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- « أحمّل الدولة المسؤولية الكاملة عن الحفاظ على دماء وأموال وأعراض مواطنيها، وأحذرهم من غضب الله تعالى من قتل النفوس بغير حق مع الإصرار والتعمد ». وفي الوقت الذي واصل فيه التلفزيون الليبي الرسمي بث صور مظاهرات مؤيدة للقذافي ومنددة بقناة الجزيرة، وزعت شركة الهواتف الخلوية « ليبيانا » على المشتركين رسائل تهديد « لكل من تسول له نفسه المساس بالخطوط الحمر الأربعة » -التي تحدث عنها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في أغسطس/آب 2007- « وهي: القذافي الأب، والدين الإسلامي، وأمن الدولة، والوحدة الوطنية ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 فيفري 2011)
مظاهرات عنيفة بأنحاء اليمن
أصيب العشرات بجروح في اشتباكات بين المعارضين لنظام الرئيس علي عبد الله صالح والمؤيدين له، وذلك في وقت اتسع فيه حجم ونطاق المظاهرات الاحتجاجية في العاصمة صنعاء بانتقالها إلى عدد من مدن جنوبي وغربي البلاد رغم محاولات الأجهزة الأمنية تفريقها. وبدأت الاشتباكات اليوم أمام مبنى جامعة صنعاء في العاصمة عندما اشتبك نحو 1500 محتج مع موالين للحزب الحاكم بعد اعتراضهم سير المظاهرة لحظة انطلاقها من الجامعة قبل تدخل قوات الشرطة لفض الاشتباك. وقد وقعت هذه الاشتباكات في اليوم السابع للاحتجاجات والمظاهرات المنادية برحيل الرئيس اليمني الذي يتولى الحكم منذ 33 عاما. وهتف المحتجون « الشعب يريد إسقاط الرئيس. الشعب يريد إسقاط النظام » في ترديد لشعارات الثورة المصرية الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية إن المؤيدين –الذين ذكر شهود أنهم كانوا مزودين بالهري والخناجر- والمعارضين اشتبكوا في عراك بالأيدي، وقد فشلت الأجهزة الأمنية بفض الاشتباك مما اضطر الجنود إلى إطلاق الرصاص لتفريق المتظاهرين. وبحسب شهود فإن الشرطة فقدت السيطرة فيما يبدو على الحشود وانسحبت من الشوارع حيث تراشق الجانبان بالحجارة وتم إرسال شرطة مكافحة الشغب، التي منعت المؤيدين للحزب الحاكم من مطاردة المتظاهرين بعدما حاولوا الهرب. وذكر مراسل الجزيرة في صنعاء أحمد الشلفي أن منظمات حقوقية عديدة أبلغته بإصابة نحو أربعين شخصا في اشتباكات اليوم في شارع الرباط الذي تدفق إليه المتظاهرون من جامعة صنعاء، بينهم متظاهر إصابته خطيرة. كما تعرض مصور الجزيرة لاعتداء بعض الأفراد أثناء تغطية المظاهرات المؤيدة للرئيس اليمني. وقال المراسل إن المنظمين والشباب دعوا إلى التظاهر في جامعة صنعاء يوم الجمعة للاحتجاج على أعمال القمع والاعتقال التي وقعت اليوم وللمطالبة أيضاً بسقوط النظام. اتساع المظاهرات وقد اتسع اليوم حجم ونطاق المظاهرات لينتقل من صنعاء إلى عدد من مدن جنوبي وغربي البلاد منها تعز والبيضاء وعدن وإب ولحج والحديدة. ففي عدن أصيب ثلاثة متظاهرين بجروح برصاص الشرطة التي أطلقت العيارات النارية في الهواء لكنها لم تستطع تفريق المئات الذين اعتصموا حول مبنى البلدية للاحتجاج على معاملة الشرطة للمتظاهرين. وكانت مدينة عدن قد شهت أمس الأربعاء مقتل محتج حين أطلقت الشرطة النار لتفريق مظاهرة وهو أول حادث قتل مؤكد منذ اندلاع الاضطرابات. وفي تعز إلى الجنوب من صنعاء سيطر محتجون مناهضون للحكومة على ميدان رئيسي قبل عدة أيام وتتزايد أعدادهم إلى بضعة آلاف في المساء ثم تنخفض في الفجر. كما قال شهود عيان إن متظاهرين غاضبين هاجموا مساء أمس عددا من المحال التجارية في كورنيش منطقة « خور مكسر » وأحرقوا سيارة مسؤول عسكري. مظاهرات الحراك كما تظاهر اليوم آلاف من أنصار الحراك الجنوبي في محافظات عدن ولحج وأبين وشبوة والضالع في المناسبة الأسبوعية التي ينظّمها مجلس الحراك السلمي كل خميس. وردد المتظاهرون -الذين رفعوا صور القتلى وأعلام دولة الجنوب السابقة- شعارات تعبر عن رفضهم وتنديدهم بما يصفونه بحصار وقصف مناطق ردفان، مطالبين بما يسمّونه فكّ الارتباط عن دولة الوحدة. تحقيق وعلمت الجزيرة أن الرئيس اليمني أمر بإجراء تحقيق في أحداث مدينة المنصورة أمس، حيث قتل وجرح عدد من المتظاهرين برصاص الأمن. كما أنه يقوم بجولات في المحافظات اليمنية لمحاولة حشد الدعم، وقد أرسل نائبه إلى عدن اليوم ليترأس لجنة للتحقيق في العنف الذي استخدم في الاحتجاجات في اليوم السابق. ودخل رجال دين مسلمون إلى المعترك السياسي حيث قال رئيس لجنة مرجعية العلماء باليمن، الشيخ عبد المجيد الزنداني في مؤتمر صحفي اليوم إن عملية التغيير يجب أن تكون عبر الانتخابات، وذلك رغم تأييده حق الشعوب بالخروج إلى الشوارع والتظاهر. وقال الزنداني « نحن اليوم بين خيارين، إما أن نتصارع ونتقاتل وتسفك الدماء، وإما أن تتفق جميع الأطراف في السلطة والمعارضة على أن يكون التغيير سلميا وعبر صناديق الاقتراع ».
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 فيفري 2011)
احتجاجات ببغداد السبت اتساع المظاهرات جنوبي العراق
امتدت المظاهرات الاحتجاجية في العراق إلى مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، بعد يوم من احتجاجات دموية في الكوت تسببت بمقتل ثلاثة محتجين وحرق مبنى مجلس المحافظة، فيما تجري الاستعدادات لمظاهرات كبيرة في بغداد. وقال الصحفي محمد ناجي للجزيرة ان المتظاهرين اقتحموا المجلس البلدي في الناصرية وحطموا محتوياته، فيما تشهد المدينة تواجدا أمنيا واسعا وطيرانا مكثفا للمروحيات العسكرية. وتدور المظاهرات بشأن احتجاجات على تردي الخدمات والفساد الإداري، وهي ذات الأسباب التي أدت لمظاهرات أمس في واسط التي أدت لمقتل ثلاثة متظاهرين برصاص قوات الأمن، وإحراق المحتجين مبنى مجلس المحافظة. في غضون ذلك قال ناشط سياسي عراقي مستقل إن الاستعدادت تجري لانطلاق مظاهرات واسعة في بغداد يوم السبت المقبل انطلاقا من ساحة التحرير ومنطقة الصالحية بجسر الجمهورية القريبة من المنطقة الخضراء ببغداد على ان تستمر حتى 25 من فبراير/شباط الجاري للاحتجاج على تردي الخدمات الأساسية. وقال الناشط حسين الركابي -وهو مستقل- إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيغادر بغداد قريبا إلى « جهة غير معلومة » بعد أن خوَّل سلطة منح تصاريح تنظيم المظاهرات لمجلس بغداد بدلا من غرفة عمليات العاصمة، لكنه لم يذكر مصدرا لمعلوماته. وعزا السبب في إقدام المالكي على تفويض المجلس بتلك الصلاحية إلى أنه يشك في تعاطف الجيش مع المتظاهرين، على حد قوله. وكشف الركابي في حديث عبر الهاتف للجزيرة نت عن أن معظم كبار المسؤولين في الحكومة العراقية تقدموا بطلبات للحصول على إجازات قبل يوم السبت القادم للسفر خارج المنطقة الخضراء حيث يقيمون وذلك تحسبا من وقوع ما لا يحمد عقباه، على حد وصفه. ومضى إلى القول إن حزب الدعوة الإسلامية –الذي يتزعمه نوري المالكي- أصدر توجيهات لقواعده في المحافظات العراقية بحرق ملفات العقود في خطوة تهدف إلى طمس أي أثر للفساد الإداري، طالبا من عناصره التغلغل وسط المتظاهرين واستفزازهم. ولم يتسن الحصول على تعليق للرد على هذا الاتهام. استقالة وأشار الركابي إلى أن المالكي عيَّن قبل نحو أسبوعين ابنه أحمد مديرا لمكتب رئيس الوزراء، في وقت كشفت فيه وكالة يو بي آي عن أن أحد النواب البارزين في كتلة دولة القانون قدم اليوم الخميس استقالته من عضوية مجلس النواب. وقال مصدر برلماني، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الاستقالة التي قدمها جعفر محمد باقر الصدر إلى رئاسة البرلمان اليوم جاءت احتجاجا على تردي الخدمات المقدمة للعراقيين، وعدم قدرة الحكومة على تقديم أي منجز كبير في هذا المجال معلنا تضامنه مع المتظاهرين المطالبين بهذه الحقوق « المشروعة ». والصدر هو الابن الأكبر للسيد محمد باقر الصدر الذي اغتيل عام 1981 ويعد واحدا من ابرز علماء الشيعة في العراق. وفي تطور ينم عن تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، تعرضت المنطقة الخضراء الحصينة، وسط بغداد صباح اليوم الخميس، لقصف بثلاثة صواريخ كاتيوشا من دون معرفة حجم الخسائر والأضرار، بينما لقي أستاذ جامعي وصحفي عراقيين مصرعيهما في بغداد والموصل بشمالي العراق. وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن اسمه، إن ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت في السادسة والنصف من صباح اليوم على المنطقة الخضراء من دون معرفة حجم الخسائر والأضرار الناجمة عنها. وأضاف المصدر أن صفارات الإنذار دوت داخل المنطقة الخضراء، فيما حلقت الطائرات المروحية الأميركية والعراقية في سماء المنطقة. يذكر أن المنطقة الخضراء التي تقع وسط العاصمة العراقية تضم مكاتب الحكومة والبرلمان وعددا من سفارات الدول الغربية بينها السفارتان الأميركية والبريطانية. اغتيالات وأعلن مصدر في الشرطة العراقية عن مقتل أستاذ جامعي على يد مسلحين مجهولين اقتحموا منزله، غربي بغداد، بينما أصيب عشرة زوار إيرانيين بانفجار استهدف حافلتهم شمالي المدينة ذاتها اليوم الخميس. وقال مصدر أمني إن ثلاثة مسلحين مجهولين اقتحموا منزلا في منطقة حي الخضراء غربي بغداد، وأطلقوا النار من أسلحة رشاشة صوب صاحبه -وهو أستاذ جامعي- مما أسفر عن مقتله في الحال. وفي شرقي مدينة الموصل بمحافظة نينوى بشمالي البلاد، قُتل صحفي عراقي بنيران مسلحين مجهولين. ونقلت وكالة يو بي آي عن مصدر في الشرطة العراقية القول إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار من سيارة مدنية، صباح اليوم الخميس من أسلحة رشاشة على الصحفي هلال الحميدي عندما كان خارجا من منزله بحي الوحدة شرقي الموصل، مما أسفر عن مقتله بالحال. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 فيفري 2011)