الخميس، 13 أبريل 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2152 du 13.04.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بـــيان حركة النهضة بتونس: تدهور خطير في صحة عالم الرياضيات بن سالم بسبب اضراب الجوع اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور المنصف بن سالم: دعوة ملحة الى ايقاف الاضراب الجمعية التونسية لحقوق الإنسان في النرويج: بيـان المنظمة العربية لحرية الصحافة: بـــيان جمعية أهل البيت الثقافية ـ تونس: بيان القدس العربي: خبراء مغاربيين يجتمعون بتونس لبحث المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي الشروق: جمعية القضاة التونسيين:دعوة إلى مراجعة «الإجراء الإداري»… ومكاسب جديدة في الطريق نواة:حوار مع البروفسور المنصف بن سالم (القسم الثالث) نورالدين الخميري: هل يكون إضراب الد. منصف بن سالم فرصة للملمة الجراح ؟؟ صابـر التونسي: ثـلاث عصافير بحجـر (تونس نيوز، الغنوشي، الجبالي) مواطـن: شمعـة  سمير بوعزيز: تونس: عودة الأسلاميين من المدخل… الأميركي صلاح الدين الجورشي: « الإسلام السياسي ».. بند ثابت في النقاشات الدولية إسلام أون لاين: العثماني يتحدث بفرنسا عن « حكومته المقبلة » رويترز: مئات الصحفيين المصريين يتظاهرون مطالبين بإلغاء الحبس د. أحمد القديدي: خلاص العرب في الجمع بين التأصيل و التحديث مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات: سمينار الذاكرة الوطنية: مع المناضل الكبير السيد حسين التريكي عزت السيد أحمدوَطَنٌ فِي المَزَاد جهاد الخازن: «اننا نحاربهم هناك حتى لا نحاربهم هنا» عبد الباري عطوان: بـديـلُ حماس مُـرعـب د. بشير موسي نافع: المراهنة علي المحتل في العراق خاسرة لا محالة

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831   تونس في: 13 أفريل 2006   بــــيان
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن الوضع الصحي للسجين السياسي و الرئيس الأسبق لحركة النهضة السيد الحبيب اللوز تدهور بصفة تدعو الى القلق و أنه فقد نور بصره تماما بإحدى عينيه و أن بصيصا من الأمل قد بقي لمداواة عينه الأخرى التي قد تصاب بسقوط دائم يحرمه من البصر تماما في صورة عدم اسعافه في أقرب الآجال بالعلاج اللازم و أن ادارة السجون لم تكترث لهذا الوضع الصحي المتدهور و هو ما جعل عائلته تطلق صيحة فزع و تتصل بالمنظمات الحقوقية كمنظمة الصليب الأحمر مناشدة اياهم التدخل في أقرب وقت ممكن لوضع حد لهذه المأساة . و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تذكر ادارة السجن بأن السجين السيد الحبيب اللوز دخل السجن معافى من أي مرض بعينيه و بأن الظروف القاسية التي مر بها في السجون التونسية كانت هي السبب الأساسي لهذه الإصابة البالغة في أعز ما يملك الانسان و هو نور البصر و أن عدم اسعاف السجين السيد الحبيب اللوز بالعلاج اللازم في الوقت المناسب أدى لتطور المرض الذي أصاب عينيه و أن عدم اكتراث الادارة العامة بهذا الوضع الصحي المتدهور يجعلها مسؤولة عن فقدانه الكلي للبصر علما بأن عدم اسعافه بالعلاج جريمة يعاقب عليها القانون و هي تطالب بإطلاق سراحه حالا حتى يتمكن من تلقي العلاج اللازم تحت مسؤوليته و بإمكانياته الخاصة و تهيب بالمنظمات الدولية التدخل لوضع حد لهذه المأساة . رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري


 

بسم الله الرحمن الرحيم
حركة النهضة بتونس

تدهور خطير في صحة عالم الرياضيات بن سالم بسبب اضراب الجوع

 

تدهورت الحالة الصحية لعالم الرياضيات البروفسور المنصف بن سالم تدهورا خطيرا بعد استمراره في إضراب الجوع منذ يوم الخميس 30 مارس 2006. وهو اضراب تشاركه فيه حرمه الأخت الفاضلة حليمة وأبناؤه، وقد اضطروا لخوض هذا الاضراب بسبب ما يتعرضون له من مضايقات وحصار واستهداف لأفراد الاسرة كان آخرها طرد ابنه اسامة من الجامعة بسبب مشاركته في تنظيم مظاهرة احتجاج على نشر الصحيفة الدنماركية رسوما تسيئ للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقد كانت سبب احتجاجات في كل انحاء العالم بما في ذلك الطلبة والشباب الدنماركي. لا شك ان حجم التعسف المسلط على هذا العالم الجليل منذ أزيد من عقد ونصف هو الذي يفسر اصراره على مواصلة الاضراب رغم التدهور الخطير الذي عليه حالتة الصحية. إن حركة النهضة بتونس: – تجدد تضامنها الكامل مع البروفسير بن سالم وعائلته في مشروعية مطالبهم وتحركهم. – تدين بكل شدة الاصرار الاعمى للسلطة على عدم الاستجابة لكل مطالبه وهي تمثل الحد الادنى من حقوقه الانسانية في التنقل والتعبير. – تذكر بأن اتخاذ اجراء تعسفي مهما كان حجمه في حق طالب احتج على الاساءة لنبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم دليل آخر على استهداف السلطة الحاكمة للحريات الدينية وحرية التعبير. – تثمن بكل اعتزاز المواقف الصادرة عن العشرات من المنظمات الحقوقية في تونس وفي العالم وحركة التضامن الواسعة من طرف شخصيات علمية وفكرية وسياسية في الدول العربية وفي اوربا وامريكا، وتدعوها إلى مواصلة التحرك والضغط من أجل تمكين هذا العالم من حقوقه كاملة وخاصة حقه في جواز سفر للعلاج في الخارج. والحركة إذ تجدد تضامنها مع البروفسور بن سالم فانها وبعد الغاء قرار الطرد التعسفي في حق ابنه اسامة وتحويله الى توبيخ كتابي وفي ضوء التدهور الخطير لحالته الصحية فانها تدعوه بالحاح الى ايقاف الاضراب وتتعهد له ولعائلته بمواصلة العمل من اجل رفع التضييقات المسلطة عليه.    15 ربيع الثاني 1427  الموافق 13 افريل 2006   حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي


اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور المنصف بن سالم  

أمام تردي الوضع الصحي للد.منصف بن سالم وأفراد عائلته دعوة ملحة الى ايقاف الاضراب وعهد بمواصلة النضال حتى تتحقق مطالب المضربين

أوربا في 13-04-2006   في اليوم الخامس عشر من الاضراب المفتوح عن الطعام تسجل لجنتنا العالمية قلقها الشديد تجاه تردي الوضع الصحي لعالم الرياضيات والفيزياء الد.منصف بن سالم,وتعلم الرأي العام الوطني والعربي والدولي بخطورة ماأصبح يشكله هذا الاضراب على حياة كافة المضربين ,ولاسيما في ظل ماأكدته التقارير الطبية من خطورته على حياة عالم تونس وابنها البار الد.بن سالم,كما حرمه السيدة حليمة بن سالم وابنه الطالب أسامة بن سالم   ونذكر في هذا الصدد بأن الد.بن سالم العالم الفيزيائي وعلامة الرياضيات ,كان قد أصيب بعدة أمراض مزمنة أثناء وضعه رهن الاعتقال السياسي لعدة سنوات في بداية حقبة التسعينات ,نذكر من بينها أمراض السكري والكلى…وهو مايضاعف من احتمالات الخطر الحقيقي على حياته   واذ تحمل لجنتنا العالمية السلطات التونسية مجددا مسؤولية اقدام الد.بن سالم على هذا القرار الخطير بالاضراب عن الطعام ,فانها تحيط وسائل الاعلام العالمية علما بجملة من المطالب التي تجندت لها اللجنة وعلى رأسها حق البروفسور بن سالم الدستوري والقانوني والأساسي في التمتع بوثيقة سفر ,كما حقه في التأمين الصحي ورفع كل القيود والضغوط الأمنية المسلطة عليه بشكل يومي منذ سنة 1987 علاوة على واجب تمتيعه بكامل مستحقاته المادية التي حرم منها منذ نفس السنة   واذ نعاهد عالم تونس وشخصيتها الوطنية البارزة كما أفراد عائلته بمواصلة النضال حتى تحقيق المطالب التي تأسست من أجلها لجنتنا العالمية ,فاننا نتوجه بالنداء الوطني والانساني الملح الى البروفسور بن سالم وحرمه وابنه بايقاف هذا الاضراب حفظا للحياة واستعدادا لمراحل وطنية أخرى من النضال يقتضيها مسار الحرية والنضال من أجل تونس بلا خوف ولاتسلط ولاتعدي على كرامة الأحرار والعلماء   أوربا في 13-04-2006 عن اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور المنصف بن سالم د.فيولات داغر-رئيسة اللجنة        مرسل الكسيبي-منسق اللجنة  reporteur2005@yahoo.de


الجمعية التونسية لحقوق الإنسان في النرويج   أوسلو في    2006-04-13 بيــــــان
  شهدت و ضعية عالم الرياضيات البروفسور المنصف بن سالم تدهورا خطيرا  بعد إمعان السلطة التونسية  في التضييق عليه و استمرارها في تجاهل وضعيته إلى ما يقارب العقدين . بل بلغ الأمر النيل من أبناءه : تحرشا و تضييقا و طردا من الجامعة . الأمر الذي دعا به إلى شن إضراب جوع ، كصرخة ليوصل صوته إلى كل العالم . و في اتصال هاتفي  للجمعية التونسية لحقوق الإنسان في النرويج معه  و مع عائلته هذا اليوم 13-4-2006  ، أعربت عائلته عن تدهور خطير في حالة الدكتور بن سالم  و خشيتها من تطور ذلك إلى ما يهدد حياته .
و إزاء هذه الوضعية المؤلمة و المظلمة التي لم يشهد لها التاريخ الحديث في تونس من مثيل تحمل الجمعية التونسية لحقوق الإنسان في النرويج السلطة التونسية المسؤولية الكاملة عن أي انعكاس سلبي لصحـتـه . و ندعو كل الجمعيات الحقوقية في العالم إلى لتدخل السريع  لإنقاذ حياة الدكتور المنصف بن سالم . و ندعو كذلك  السلطة التونسية  إلى رفع كل أشكال التضييق و المتابعة و السماح له بالتنقل الحر .   الجمعية التونسية لحقوق الإنسان في النرويج  وحيد الشريف

المنظمة العربية لحرية الصحافة

 

 
لندن 7- 4- 2006 تعرب المنظمة العربية لحرية الصحافة عن قلقها العميق إزاء النهج الذى أضحت السلطات التونسية تفرضه على الصحافة والصحفيين وحرية تداول المعلومات بوجه عام ، وخاصة فى الفترة الأخيرة التى أعقبت قمة المعلومات وتطالب المنظمة السلطات بمراجعة هذا الموقف والكف عن تلك السياسات التى تهدف إلى تقيد حرية الرأي والتعبير . وتستنكر المنظمة موقف صحيفة الشروق التونسية فصلها الصحفي  » سليم بوخذير » الأمر الذى يعد انتهاك صارخ ووأد لحرية الرأي والتعبير . وقد واجه  » بوخذير » الصحفى ومراسل العربية نت فى الآونة الأخيرة العديد من الانتهاكات منها سحب بطاقته الصحفية وجواز سفره ومنعه من النشر فى العديد من الصحف الأمر الذى يعنى ملاحقته لدى العديد مؤسسات الإعلام وكذلك تعرضه للاعتداء الوحشي من قبل رجال الأمن أثناء توجهه لتغطية مؤتمر صحفي كانت تعقده هيئة 18 أكتوبر / تشرين الأول للحقوق والحريات ،الأمر الذى سبق وأدانته المنظمة العربية لحرية الصحافة فى فبراير الماضى ، واستمرارا لمسلسل هذه الملاحقات وتلك الانتهاكات الصادرة فى حق  » بوخذير » تم فصله مؤخراً من صحيفة الشروق الأمر الذى يعنى بجلاء أن هذه الملاحقات وتلك الانتهاكات منظمة من قبل جهات تحاول انتهاك حرية الرأي والتعبير وحظر حرية تداول المعلومات . ودخول  » بوخذير » اعتصاما بالإضراب عن الطعام يعنى رفض تلك السياسات ، لذا فإن المنظمة العربية لحرية الصحافة تعلن تضامنـها مـع  » سليم بوخذير » فى رفضه لتلك السياسات وتطالب السلطات التونسية بسرعة مراجعة موقفها من  » بوخذير  » ورد بطاقته الصحفية وجوار سفره إليه وعدم التضيق عليه عند مزاولته لعمله . المنظمة العربية لحرية الصحافة لندن 7 ابريل 2006

 

جمعية أهل البيت الثقافية ـ تونس   بـيـــــــان
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على رسوله الأمين وآله الطيبين الطاهرين ومن والاهم واتبع خطاهم إلى يوم الدين.   منذ أن طفا الملف النووي الإيراني على السطح ثارت ثائرة دول الاستكبار العالمي وفي مقدمتها الدولة العظمي ـ شرطي العالم ـ الولايات المتحدة الأمريكية. وبذلت كل الجهود للحيلولة دون حصول الجمهورية الإسلامية الإيرانية على التكنولوجيا النووية ومصادرة الحق المشروع للشعب الإيراني في امتلاك مقومات اقتصادية حديثة وتكنولوجيا علمية متطورة، من شأنها مساعدة إيران على تخطى خط الفقر والالتحاق بمصاف الدول المتحضرة ذات إرادة حرة في تقرير مصيرها الاقتصادي والسياسي.   وكلما توالت المناورات السياسية وتنوعت الضغوطات الدبلوماسية ولوحت الدول العظمى بفرض عقوبات اقتصادية أو حتى شن هجمات عسكرية، قابلتها إيران بالإعلان عن خطوة جديدة على المستوى العسكري والتكنولوجي.   فبعد أيام من الإعلان عن تطوير معدات عسكرية حديثة واختبار أسلحة جديدة متطورة وقيامها بمناورات عسكرية في الخليج. أعلنت إيران يوم الثلاثاء   11 إبريل الجاري، أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بمعدل منخفض (3.5 في المائة) تحتاج إليه في محطات الطاقة النووية.   وأمام هذا الإصرار الإيراني رئيسا وحكومة وشعبا على اعتبار الطاقة النووية حقا لا يمكن التنازل عنه، لا تستنكف دول الاستكبار العالمي من اللجوء إلى كل السبل اللاإنسانية لبلوغ مآربها الدنيئة. ومن بين أحقر المحاولات هي الإيعاز إلى أشخاص في الدول العربية والإسلامية إلى الإدلاء بتصريحات مسيئة من جهة إلى الجمهورية الإسلامية بصفتها المجسد الواقعي لأتباع مدرسة أهل بيت الرسول الأعظم عليه وعليهم الصلاة والسلام ومسيئة من جهة أخرى إلى كل الموالين والمتبعين لمدرسة أهل البيت عليهم السلام في كل أنحاء المعمورة. وفي هذا الإطار جاءت تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك الأخيرة، التي اتهم فيها شيعة العراق والمنطقة عامة بالولاء لإيران أكثر من الولاء لأوطانهم…   ونحن في « جمعية أهل البيت الثقافية تونس » المتبعون لمدرسة أهل بيت العصمة نندد بمثل هذه التصريحات غير المسؤولة والتي من شأنها الإساءة إلى كل الشيعة في العالم وبث الفتنة الطائفية وزرع بذور الفرقة المقيتة.
داعين الرئيس المصري وكل المسلمين في العالم إلى تجاوز خلافات الماضي ورفع الحظر المفروض على فكر مدرسة أهل البيت والإطلاع عن كثب على مقومات هذا الفكر الراقي والتعرف عن قرب على أخلاق وسلوكيات أتباع مدرسة أهل البيت فالمرء عدو ما يجهل.    ومعلنين بكل شفافية أن لا ولاء لأتباع أهل البيت في تونس وفي كل العالم إلا لله ولرسوله ولأئمة الهدى من بعده ابتداء من أخ الرسول ووصيه وباب مدينة علمه مولانا الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام وانتهاء إلى مولانا صاحب العصر والزمان الإمام المنتظر بقية الله في أرضه عجل الله فرجه الشريف.   مناشدين كل القوى الخيرة إلى تجنب ما من شأنه إثارة الأحقاد وتشتيت الصفوف وإحياء الفتن وكل ما يؤدي إلى التناحر وإراقة الدماء وزهق النفوس البريئة كما هو الحال في العراق الآن…   وهو ما يسهم بشكل أو بآخر في إضعاف المسلمين عموما وتكالب القوى الإستكبارية عليهم.   وليكن شعارنا دائما قوله تعالى:  » وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ».  آل عمران 103   محمد عبد الحفيظ جمعية أهل البيت الثقافية ـ تونس Association Culturelle Tunisienne El-al-bayt acte114@yahoo.fr
 

 
جمعية القضاة التونسيين:

دعوة إلى مراجعة «الإجراء الإداري»… ومكاسب جديدة في الطريق

تونس ـ «الشروق»   واصل المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين نشاطه خلال المدة الاخيرة وذلك سواء بالاتصال بوزارة العدل وحقوق الانسان او مختلف الجهات التي لها علاقة بعمل الجمعية.
وفي هذا الاطار عقد المكتب التنفيذي خلال الايام القليلة الماضية اجتماعا مطوّلا نظر خلاله في عديد المسائل التي تشغل بال الاسرة القضائىة سواء منها الطارئة او المستقبلية خاصة وان عددا من القضاة اشتكوا من تعرّضهم الى اجراء اداري بعد دعوتهم من طرف التفقدية العامة لوزارة العدل وحقوق الانسان.
وعلمت «الشروق» ان المكتب التنفيذي اتصل في مرحلة اولى بالوزارة لتسوية المسألة ثم اصدر بعد ذلك بلاغا ابرز خلاله ان انتظام حضور القضاة بمقرّات المحاكم واحترام الوقت اللازم لمتطلبات العمل القضائي يمثّل لكافة القضاة احدى مقتضيات وظيفتهم رغم صعوبة ظروف العمل باغلب المحاكم، فضلا عن تجاوز مقتضيات العمل القضائي في كثير من الاحيان حيّز التوقيت الاداري.
كما أكد المكتب التنفيذي في بلاغه على ضرورة التمسّك بخصوص وضع القضاة وطبيعة الوظيفة القضائىة ومراقبة العمل القضائي بالتقاليد القضائية المستقرّة، ودعا البلاغ سلطة الاشراف الى مراجعة هذا الاجراء مراعاة للاوضاع المادية والاجتماعية للقضاة. وعملت «الشروق» من مصادر مطلّعة، ان لقاء جمع يوم الاثنين الماضي مسؤولا كبيرا بالوزارة برئيس الجمعية الاستاذ خالد عباس تمحور حول عديد النقاط التي تهمّ الجهاز القضائي وذلك في اطار تواصل الحوار بين الجمعية وسلطة الاشراف لما فيه مزيد تحسين الاوضاع المادية والمعنوية للقضاة.   * صعوبات ومكاسب جديدة وعلمت «الشروق» ان المكتب التنفيذي سيجتمع بداية الاسبوع القادم لتحديد جدول اعمال المجلس الوطني المقرر انعقاده يوم الثلاثين من هذا الشهر مع امكانية عقده خارج تونس العاصمة. وأكد المحيطون بالجمعية أنها تواجه صعوبات مالية خاصة وانها لازالت بانتظار صرف منحة الوزارة، بعد حصولها على منحة رئاسية مباشرة اثر المؤتمر الاستثنائي الذي انعقد في الرابع من ديسمبر من السنة الماضية. وأفادت مصادر مطّلعة لـ «الشروق» ان هناك مكاسب جديدة لفائدة ابناء الاسرة القضائية قد ترى النور قريبا، ليتمكّن المكتب التنفيذي من إعلام منظوريه بها خلال اشغال المجلس الوطني القادم، والتي من شأنها مزيد تحسين اوضاع العمل داخل عدد من المحاكم وتطوير التجهيزات الموضوعة على ذمة القضاة وفتح الآفاق بخصوص الترقيات وعديد النقاط الاخرى.   * سليم العجرودي   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 13 أفريل 2006)

 

خبراء مغاربيين يجتمعون بتونس لبحث المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي

تونس ـ يو بي أي:

 

بدأت مساء امس الأربعاء بتونس اجتماعات خبراء الدول المغاربية (تونس والجزائر والمغرب وليبيا) المختصين في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول ارساء شركة استراتيجية.

 

وتهدف هذه الاجتماعات التي ينظمها المكتب الاقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية التونسية الي تمكين الدول المذكورة التي ستنضم الي منطقة التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي في حدود 2010، من ايجاد رؤية واضحة ومشتركة حول خارطة الطريق التي ستعتمد لتحرير تبادل المنتوجات الزراعية، والانضمام بذلك الي سوق الاتحاد الأوروبي.

 

وسيبحث المشاركون في الاجتماعات التي ستتواصل علي مدي يومين، المباديء الأساسية لخارطة الطريق الأوروـ متوسطية المتعلقة بالقطاع الزراعي والاجراءات التي تنص عليها، وخاصة منها البرامج المحدّدة ضمن اطار سياسة الجوار الأوروبية.

 

كما سيعكفون أيضا علي تحديد توجهات مشتركة في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي،وتنسيق المواقف المغاربية من خلال تشخيص الحاجيات الخاصة لكل دولة،الي جانب بلورة برنامج للتعاون الاقليمي في مجال التنمية الريفية وجودة الانتاج الزراعي خلال العام المقبل للتّقليل من المخاطر المرتبطة بتحرير تبادل الانتاج الزراعي.

 

ويعتبر تحرير القطاع الزراعي من المسائل الأساسية ضمن اطار الشراكة الأوروـ متوسطية،وذلك بالنظر الي مكانة ودور هذا القطاع علي الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي،وتشابه القطاع الزراعي في الدول المغاربية والاتحاد الأوروبي.

 

ويري الخبراء أن التحرير الكامل للقطاع الزراعي في المنطقة المغاربية من شأنه أن يؤدي الي انخفاض في الأسعار وتراجع مستوي دخل جزء كبير من المزارعين وسكان الريف بالمغرب العربي.

 

ويؤكدون في هذا السياق علي ضرورة تحديد الاجراءات التكميلية لتطوير قطاعي الزراعة والصناعات الغذائية، وتنمية المناطق الريفية في دول المغرب العربي و مساعدتها علي اتخاذ اجراءات اصلاحية مناسبة.

 

(المصدر: افتتاحية صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 أفريل 2006)


 

حوار مع البروفسور المنصف بن سالم (القسم الثالث)

أجرى الحوار: محمد الفاضل

 

** طرح أحد أكبر المفكرين العرب المعاصرين والمتخصص الأول في الإسلاميات التطبيقية (l’islamologie) الدكتور محمد أركون، بصغة استغراب مسألة مثيرة في مقدمة كتابه، تاريخية الفكر العربي الإسلامي: فقد عبر عن إستغرابه من إكتساح الظاهرة الإسلامية في الجزائر بصورة شاملة للجامعات العلمية في سنوات الثمانين من القرن الماضي، و الواقع أن الأمر نفسه حدث في تونس أيضاً قبل تصفية الحركة الإسلامية لاحقاً. و أجدني أمامكم مدعو لصوغ ذات السؤال لكن بعيداً عن الإستغراب: كيف يمكن فعلاً لعقل يُـفترض أنه ديكارتيٌ أن يكون حاملاً للفكر الديني؟ وكيف يمكن أيضاً للجامعات العلمية الحديثة التي يُـفترض أن تأسس للعقلانية العلمية أن ترتد عن نفسها وتسقط كما يقال، في فكر الرجعية والظلامية؟ و ينشأ من أحشائها تيار للإسلام السياسي؟ ولأنكم تتوفرون على الأهلية العلمية العالية والمتخصصة ولأنكم أيضاً تنتسبون إلى حركة الإسلام في تونس منذ النشأة، أجدكم الأقدر على الإجابة عن هذا السؤال.

 

– صحيح ما لفت انتباه الدكتور محمد أركون في محله، فبعد غلق جامع الزيتونة، أين أسس أول مسجد ؟ أسس أول مسجد في كلية العلوم في جانفي سنة1972. كان التيار الماركسي في حينها هو المسيطر وكان أنصاره يتحدثون اللغة الفرنسية، حين دخلتُ الجامعة كان عمري سبعة عشر عاماً فكوّنا سنة 1970 لجنة أسميناها لجنة المحافظة على العربية في الأوساط الطلابية. أهم أعضاءها كانوا ثلاثة هم المهندس رائد المراكشي والمهندس سليم صباح وأنا والتحق بنا بعد ذلك بوعشير وكان من يدخل في اللجنة عليه أن يلتزم إذا تلفظ بلفظ فرنسي يُعاقب بدفع 5 مليمات، فإذا تحدث أحد وقال خلال حديثه مثلاً: (justement) يُـغرم بخمس مليمات وإذا قال (donc) يغرم ثانية بـ 5 مليمات وهكذا يغرم بـ5 مليمات من نطق بكلمة فرنسية خارج الدروس، فنجمع تلك المليمات كل آخر أسبوع وقد صارت بضع مائات أو ودينارات لنشتري بها كتيبات عن الوضوء والصلاة ونهديها لمن كان متعاطفاً معنا من الطلبة، هكذا كانت البداية في كلية العلوم بتونس سنة1970. و بعد عام وستة أشهر أقمنا مسجد في كلية العلوم بقسم العلوم الطبيعية والرياضيات، أخذنا غرفة صغيرة للشباب وغرفة صغيرة للبنات، وأقمنا الآذان رغم محاولاتهم منعنا، وكانت قد بدأت نشاطاتنا، فقد إلتقيت العميد فإشترط على أن لا نعلق معلقات حائطية وأن لا نرفع الآذان وسمح لنا أن نفرشه وشدد علينا أن نحرص على عدم لفت الانتباه، بعد أسبوع رفعنا الآذان وأقمنا صلاة الجمعة هذه كانت البداية وبعد أن كنا ثلاثة أشخاص صرنا في ظرف أسبوع خمسين شخصاً. إذن، العلميين ليس عندهم (je vois, je ne vois pas) وإنما ينطلقون من يقينيات منطقية والقرآن كله منطق، القرآن علم، بأتم معنى الكلمة وأعطيك دليلاً، زميلي (Alfred GRAY) رئيس قسم في جامعة (Mary land) في أمريكا، إستدعاني إلى هناك حيث صرت بها أستاذ محاضر زائر. هذا الأستاذ درس اللغة العربية ويحاضر في أمريكا ويقول أن العلوم والحضارة تخلفت خمسة قرون بسبب هزيمة العرب لأن لغة العلم ليست الإنجليزية وليست الفرنسية وإنما هي اللغة العربية هي لغة القرآن ويعطي أدلة علمية على ذلك ثم نأتي إلى منطق القرآن، بعض الأشياء تبدو كما لو أنها خرافة بينما هي علمية 100%. فنحن ندرس في العلوم أن المسافة بين 0 و1 هو عدد لانهائي وبحساب الرياضيات تساوي بالضبط نفس العدد المساوي للانهائي السالب واللانهائي الموجب بما فيه المسافة بين 0 و1 فحين يعلم المرء أن هذا صحيح في علم الرياضيات وهو المعرف بـ la puissance de continue ثم يقرأ حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (من قرأ سورة الإخلاص فكأنما قرأ القرآن كله) القرآن كله فيه سورة الإخلاص هو أيضاً، فحين يسمع الرياضي هذا الكلام لا يستغرب بينما رجل الفلسفة قد يجد صعوبة في فهم ذلك. مثال آخر نظرية النسبية العامة la théorie de la relativité générale يبرهن بالعلم أنه لو أخذنا جسم صلب وبعثنا بها بعيداً عن الأرض ونرفقها بساعة لقيس الوقت، هذه الساعة السائرة مع (Le flottant) بسرعة الضوء تسجل سنة. وحين تعود من المفروض تسجل سنة أيضاً، لكنها تسجل فعلياً سنتين، وفي الجملة يسجل العداد ثلاثة سنوات فالولد الذي ترك أخاه في الأرض سيعود ليجده قد صار عمره 100سنة, كيف يحدث هذا ؟ فنحن حينما نخرج من (Référentiel) المرجعية الذي نعيش فيه يصبح الوقت نسبي ويمكن أن تكون الثانية في الأرض مثلاً تقاس هناك بقرن أو القرن هنا يقاس بثانية لذلك الرسول عليه الصلاة والسلام في حادثة الإسراء والمعراج يُذكر في الحديث أنه خرج وصلى في القدس ثم أعرج به إلى السماء وشاهد الناس يزرعون ويحصدون، يعني سنة كاملة ثم عندما عاد كان لا يزال فراشه دافئاً بمعنى أنه لم يغب عن فراشه إلا بضع دقائق، لكنها دقائق عاش فيها الرسول عليه الصلاة والسلام سنوات في سفره. ثم شيء أخر حين يتحدث عن البراق يقول كان يضع حافره حيثما يبلغ بصره وقد شرحتُ هذا لطلبة التقنية فهو يضع حافره في اللانهائي الموجب (plus l’infini) وكان يقال أنه لا وجود لسرعة اللانهائي الموجب لكن سنة 1989 أقروا بوجودها، لذلك يمكن لعزرائيل أن يقبض الأرواح من عدة أماكن في نفس الوقت لأن (plus l’infini) لا يترك وقتاً بين قبض روح وأخرى. كنت في باريس حين هاتفتُ عالم الرياضيات (Gelfand) في كاليفورنيا وكان لدي بعض الملاحظات في بحثه فخاطبني ليقول لي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا أخوك جعفر.! هذا أكبر عالم في الرياضيات في مادة الجبر قال لي يا أخي أنت تعرف أن منطق الرياضيات هو منطق القرآن فلماذا لا أؤمن به؟  

** أقلب السؤال الآن، ما الذي يجعل عالم بحجم الدكتور محمد أركون الذي درس جيداً القرآن والحديث واطلع بصورة معمقة على الفلسفة الإسلامية أن يستغرب من أن تحتضن الجامعات العلمية في الجزائر الظاهرة الإسلامية؟

– يختلف الأمر بين من يفهم القرآن من داخل العلم وبين من يقرأه من خارجه محمد أركون ينظر إلى هذا من خارج العلم فالرياضيات منطق كوني لا يمكن أن يقدح فيه أحد وربما يعود الأمر إلى المسافة التي تفصل الحقيقة عن العلوم الإنسانية وبينها وبين الرياضيات كعلم دقيق فطالب العلوم من دون أن يشعر خلال دراسته يتكون لديه منطق علمي فحين يدرس الإسلام والقرآن يجد بعفوية أن هذا يتطابق مع المنطق العلمي الذي إنبنى عليه فكره. كان لي الشرف أن كنت مقرر في مركز (Zentralblatt für Mathematik) ببرلين وإطلعت على بحث علمي في نظرية النسبية العامة قام به إسرائيلي كان مساعد أنشتاين في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية و قبل أن يسافر أنشتاين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هذا البحث العلمي عندما اطلعتُ عليه وجدته كله آيات قرآنية بحتة وكنت أنوي مراسلة هذا العالم لأقول له أنت سرقت هذا من القرآن الكريم. لكن اكتفيت بعد ذلك بوضع ملاحظاتي على البحث ونصصت على أن البحث كان جيداً وهو فعلاً كذلك.أعطيك مثالاً: هناك نظرية (l’univers en extension) أو الكون في اتساع، وحين نقرأ القرآن نجد قوله تعالى (والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون)( الذاريات آية47 ) وأن كل هذا الكون كان نقطة واحدة تفجرت وهي تسمى عند العلماء (Big Bang) ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي َ أفلا يؤمنون) (الأنبياء آية30)، ثم يأتي ليقول أن الكون كان غباراً ودخاناً (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين )( فصلت11 آية) كل هذه الآيات موجودة في هذا البحث وهو يثبتها فعلياً فينطلق من حالتين: يقوم بقياس في المادة وقياس في الفراغ (mesure dans le vide et mesure dans la matière) ثم بـ (Gamma و Delta) يرسم خط بياني يصور كيف يكون العالم في بوتقة محدودة ثم يبدأ في الإتساع فإذا بلغ مداه يعود لينكمش من جديد في النقطة التي انطلق منها، يقول الله سبحانه وتعالى( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين) ( الأنبياء آية 104) في الباكستان التقيت بعدد من العلماء كلهم مسلمون فوجدتهم قائمون على بحث كبير يرغبون من خلاله دراسة ما له علاقه في القرآن بنظرية النسبية العامة لأينشتاين، قالوا لي بدأنا دراسة القرآن آية، آية، قال نحن لنا مدة عاكفون على الآية الأولى.(الحمد لله رب العالمين)( الفاتحة آية 2) قال أحدهم يقول الله عز وجل الحمد لله رب العالمين وليس العالميْن بمعنى أن الله خلق الكون فبلغ الحدود وعاد إلى النقطة الأولى، ثم عاد وانفجر مرة أخرى وهكذا كلما يـخلُق عالم ونحن في كل هذا أحد تلك العوالم. فالإختلاف في قضية الانفجار هي فيما إذا كان هذا الإنفجار قد بدأ من نقطة موجودة أم من فراغ ،هذا هو الخلاف. فإذا كانت من نقطة كانت كثافتها تساوي واحد فاصلة ثلاثة وتسعون صفراً عن اليمين، غرام بالسنتمتر مكعب، مع العلم أن الأرض والبحار والجبال وزنها واحد وسبعة وعشرون صفر فقط في واحد وثلاثة وتسعون صفراً أي مليار ضارب مليار ضارب مليار بحجم الأرض لنجد صنتمتر مكعب، يعني لو نضع كل هذه العوالم ونعيدها مثلما كانت أول مرة قبل الانفجار لن تكون أكبر من نقطة يرسمها قلم رصاص مبري جيداً. وهو المعنى الوارد في قوله عز وجل ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي َ أفلا يؤمنون) (الأنبياء آية30). الآية الكريمة التي تتحدث عن مواقع النجوم: ( فلا أقسم بمواقع النجوم *وإنه لقسم لو تعلمون عظيم* )(الواقعة 75و76). فالقسم بالمواقع وليس بالنجوم ذاتها لماذا ؟ لأنه يستحيل عليك أن ترى النجم في مكانها، فأقرب نجم لنا البشر هي الشمس التي تبعد عنا 150ألف كيلومتر، فالشمس عندما نراها تشرق تكون في الواقع قد شرقت منذ ثمانية دقائق وحين نراها في مكان تكون هي بعيدة عن ذلك المكان بثلاثين ألف كيلومتر فنحن إذا نرى مواقعها ولا نرى الشمس أيضا النجوم حينما نراها فإننا نرى حقيقة مواقعها أما هي فقد ماتت….

 

** بالعودة إلى وضعيتكم الحالية أنتم الآن في إضراب عن الطعام في أيامه الأولى، ما تقييمكم للمساندات والتحركات المناصرة لقضيتكم، ولو أننا نلاحظ أنها لا تزال محدودة، لكن ما هو النداء الذي توجهونه للمنظمات والأحزاب الوطنية و الدول والشخصيات العلمية والسياسية العالمية للوقوف معكم في قضيتكم.

– الاستجابة عادية لحد الساعة، وأرجو أن بعض المنظمات في مستوى ما نأمله منها، كنت أتوقع أن تكون أول زيارة لي في منزلي هي الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، وأتمنى أن تلتحق فيما بعد بالمساندة والتدخل وتدفع بها على المستوى الإعلامي. وهذا لاحظناه حتى لدى رجال الأمن فأحدهم كان يلح علي أن يقدم لي أي خدمة شخصية، لأنهم مقتنعون أني واقع تحت مظلمة كبيرة لكن عليهم أن ينفذوا الأوامر، وهم عبروا لي في أكثر من مناسبة عن تعاطفهم معي بل وينصحونني أحياناً أن أثبت على مواقفي ولا أضعف، الحقيقة أنها يتصرفون معي بطريقة حضارية، لكن المشكلة في صاحب القرار. هذا دليل على أن بذرة الخير لا تزال في الشعب التونسي حية.إذا كان علي حقيقة أن أرفع مطلبي الحقيقي فأطلب من السلطة أن تعتذر صراحة عن كل المظالم التي لحقتني ولحقت التونسيين. فإن لم تعتذر الآن فستضطر للاعتذار بالقوة، أنظر إلى جنوب إفريقيا،الآن أكثر الناس إجراما يتقدمون الآن للجنة الوفاق والمصالحة ويقدموا اعتذاراتهم عما اقترفت أيديهم. أنظر إلى صدام حسين أين هو الآن بعدما طغى على شعبه، أنظر إلى طغاة العالم. كتب أنيس الشابي مدير الرقابة لدى وزارة الداخلية، عني مقالاً كنت وقتها في السجن، قال الرئيس منحه جميع حقوقه لكنه رفضها وقدم طلباً تعجـز الدولة على تحقيقه. وهو يقصد وعداً من الرئاسة يتم بموجبه حل مشكلة مجموعة كاملة من رفاقي في لجنة الإنقاذ الوطني ولا أقبل حل مشكلتي وترك بقية المجموعة من أفراد هذه اللجنة و قد اعترف هو نفسه أنه ظلمنا.

 

** هل يمكنكم أن تحدثونا عن لجنة الإنقاذ الوطني؟ ومناسبة التصريح الصحفي الذي سُجنتم بسببه ؟

 

– في الظروف الذي صار فيها بورقيبة يعين حكومة اليوم ويلغيها في الغد؛ حين بلغ بحبيب بورقيبة الإبن الحد الذي يقول في مؤتمر صحفي في فندق الأفريكا: ليس في الشعب التونسي رجل واحد وقال كلمة نابية في حق الشعب التونسي وتابع يقول لأنه رضي أن يحكمه أبي وقبل به رئيس عليه وهو الذي أصبح يتبول في سرواله. هذا إبنه الذي يقول هذا الكلام، وفي الوقت الذي خرج بورقيبة عن كل معقول، قام ثلة من أباء تونس ليوقف هذا الانحدار ولترد شرف كل التونسيين في الداخل والخارج ، قامت بمحاولة عزل بورقيبة يوم 7 نوفمبر وتم ذلك والحمد لله هذا بإيجاز . بالنسبة للتصريح الصحفي، لما التقيت وزير الدفاع قال لي نحن بإمكاننا أن نحاكمكم كما نشاء، قال لي أنتم الآن مثل الذبابة في قارورة أغلقناها عليكم، وستظل الذبابة في القارورة تطير إلى أن تسقط في قاعها. قلت له: بل أنتم في قاع القارورة لكن من غير أن أشبهكم بالذبابة. قلت له: وصلتكم الأبحاث أن قضية لجنة الإنقاذ الوطني فيها 600 وثيقة حررناها في 21 يوماً من 15 أكتوبر إلى 7 نوفمبر تاريخ قيام اللجنة بالتغيير لا تملكون منها وثيقة واحدة وقد هربناها جميعها إلى الخارج ونحن مستعدون أن نظهر الوثائق ونحاكمكم في الخارج، لأن المنطق يقول أننا قمنا بهذا ضد بورقيبة وهناك شخص آخر عمل ضد بورقيبة نحن توقفنا وهو واصل.. فيجب أن يحاكم هو أولاً….ثم بدأت المفاوضات مع الرئيس واتفقنا على حل القضية وتسريح مجموعة السجناء على ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى تخرج في نوفمبر والمجموعة الثانية تخرج في جانفي والمجموعة الثالثة تخرج في مارس والمفاوضات تمت مع أحد أقرباء بن علي ومستشاره قال لي حدد المجموعات. حددت المجموعات الثلاث وكنت أخشى أن يطلقوا سراحي ويتركوا البقية في السجن فاشترطت أن تكون مجموعتي آخر مجموعة تخرج من السجن، خرجت المجوعة الأولى ثم المجموعة الثانية ثم مجموعتي جاؤوا إلي لإخراجي قلت لهم أنا أقسمت أن يكون آخر حذاء تسمعونه هو حذائي قالوا لي ثق لقد أخرجنا الجميع ولم يبق غيرك. وقد كان اتفاقنا أن الذين خرجوا من السجن تدفع لهم جميع رواتبهم المتوقفة ويتم إعادتهم إلى وظائفهم. ووعدنا بتشكيل لجنة في وزارة الداخلية مكونة من مجموعة من عندنا ومجموعة من الداخلية ومجموعة من الرئاسة وقدمنا استمارة في طلبات تسوية القضية، وتم تسوية رواتب من كان منا بالزي إلا ستة مدنيين لم يتم تسديد مستحقاتنا. ولكن بعد ذلك بدأت الأمور لا تتطور في الاتجاه السليم. و فعلاً كانت مؤشرات قد أكدت لي ذلك، وفي الأثناء جاءني صحفي جزائري فقدمت تصريحاً وضع الصحفي له عنواناً : « الإتجاه الإسلامي من علمانية تونس إلى إرهاب بن علي » والجريدة لا تزال تحت الطبع أبلغ أحد العملة بالمطبعة السفارة التونسية فتم إلقاء القبض علي من منزلي ولم تصدر الجريدة إلى اليوم وفي محضر الأبحاث كتبوا : ألقي عليه القبض بالمطار وهو يوزع جريدة المنقذ التي تحمل تصريحاتها المسيئة.  

** لكن عملياً ما هو الحد الذي يمكن أن يرضيكم لإنهاء إضرابكم فيما لو عبرت السلطة عن الاستجابة لبعض مطالبكم ؟

– حبذا لو تستجيب السلطة برفع المظالم عني لكن أنا أعتبر أن قضيتي في يد القضاء وأريد بهذا الإضراب أن يبلغ صوتي للرأي العام. فقضيتي لازالت في المحكمة الإدارية وهي تماطل منذ19عاماً وتعد بالبت فيها، وهي قضية متعلقة برواتبي وعودتي إلى العمل وجواز سفري….ناهيك عن حالة الحصار المضروبة علي وعلى منزلي وملاحقة الأمن لأبنائي….وليست مسألة طرد إبني أسامة من الجامعة مؤخراً إلا القطرة التي أفاضت الكأس. يوم التقيت بمحمد الشرفي ليتدخل في قضيتي وقد سعيت إليه في ذلك ثلاث مرات، قلت له، أنا أقصدك لثلاثة أسباب: أولاً لأنك رجل قانون وقضيتي قانونية: أنا توقفت أجوري بدون إذن وبدون قانون والقانون في هذا الأمر صريح فالقانون بالمجلة الابتدائية في الفصل 305 ينص على أنه إذا تم توقيف أجرة موظف بالوظيفة العمومية ولم يُحال على مجلس التأديب ولم يتم رفته تستعد إليه جميع لرواتبه خلال ثلاثة شهور لكن الآن أنا لي سنوات في الانتظار. ثانياً لأنك كنت كاتب عام الرابطة التونسية لحقوق الإنسان. ثالثاً لأنك ماركسي وصاحب مبادئ وأنا أيضاً صاحب مبادئ ويُـفـتـرض بك أن تدافع عني. لكن السيد محمد الشرفي كان ضدي وزاد في تعطيل المسألة، فقد قام بتشكيل مجلس تأديب مزيف وقرر فيه تحويلي من صفاقس إلى تونس فرفضت أن أتحول واحتججت عليه لأن هذا الإجراء غير قانوني لأنه جاء بعد سنة ونصف من توقيف أجوري الشهرية وبعثت إليه بالمحامين ليشرحوا له ذلك. فبعث إلي بقرار وزاري التعليم العالي والبحث العلمي يقول: قررنا رفت المنصف بن سالم من الجامعة. فأرسلت إليه ببرقية قلت له ليس لك الحق في أن ترفتني فترسيمي تم بقرار رئاسي ولا يحق لك رفتي إلا بقرار أرفع منك. وخلال تلك الفترة كنت قد اعتقلت. فذهب إلى بن علي يوم 20 ماي أي بعد إيقافي بشهر ويومين، يستصدر منه أمر رئاسي بشطب اسمي من الجامعة التونسية. و مع أن القرارات الرئاسية تنشر بالرائد الرسمي JORT فقد حرص السيد محمد الشرفي بطريقة صبيانية، خلال وجودي بالسجن، أن يبعث إلى زوجتي، قصد التشفي، رسالة بها نسخة (photocopie) عن القرار الرئاسي، مصورة عن الرائد الرسمي، وحين خرجت من السجن قدمت قضية للمحكمة الإدارية، فرفضتها لأن الإدارة بعثت بوثيقة تفيد سدادها إلي أجوري..فقدمت قضية لليونسكو وقدمت القضية بباريس في 4 ماي 1990، كان ممثل تونس باليونسكو بشير المحجوبي للأسف زميلي ونعمل بنفس الاختصاص، يحضر باليونسكو ليقدم وثيقة تثبت أنهم سددوا إلي مستحقاتي. هذه بعض المشاكل، دون الحديث عن جوازات السفر و كل المضايقات المستمرة التي أتعرض لها أنا وجميع أفراد عائلتي منذ سبعة عشر عاماً… والتي صارت نوادر بالنسبة لي. في مرة كنت بالسيارة قريب من المنزل ومن الطريق المجاور قدمت سيارة أخرى فقدّمته على نفسي ومنحته الأولوية للمرور بكل أدب، رفع الرجل يده وحياني لأني تركت له الأولوية، فلاحقته الشرطة وأخذت أوراق سيارته وطفقت تسأل عما يربطني به من علاقة.!!! مرة كنت عند المكانيكي لإصلاح سيارتي فقدم أحدهم بسيارته بحقيبة دبلوماسية ونظارات سود ينادي الميكانيكي أن يستعجل بإصلاح سيارته، دون أن يعتبر أسبقيتي، فقلت له أن عليه احترام ترتيب الدور فقال لي أنه موظف ومصالح الناس معطلة، قلت له ماذا تشتغل؟ قال أنا متفقد أشغال عامة، فقلت له لكنك ستتسبب في تعطيل سيارتين هذه السيارة والسيارة الثانية لأمن الدولة وهم في انتظاري، فارتعب الرجل وغادر على الفور ناسياً محفظته….  

** سمعت قصة طريفة عن نزاهتكم في المعاملة مع الطلبة في الجامعة بودي لو تروونها لنا.

جاءني مرة طالب قال لي والله يا دكتور لو قيل لي عليك أن تختار بين أن نقتل أباك أو المنصف بن سالم لقلت لهم أقتلوا أبي واتركوا المنصف بن سالم. فبلغ بأحد زملائي في الجامعة وهو شيوعياً حداً من الحسد دفعه إلى أن يشيع بين الطلبة أني أساعد على النجاح الطلبة الإسلاميين وأسقط الطلبة الشيوعيين. كان ذلك أول السنة الجامعية، لم أرد على الإشاعات، حتى إذا اجتاز الطلبة امتحانات الكتابي، وضعت معلقة للطلبة أعلمهم فيها أن المتقدمين من الطلبة لامتحانات الشفاهي لهم الخيار في أن يتقدمون للإمتحان عند المنصف بن سالم أو عند الأستاذ الزميل. وقد كان الكتابي ضارب 5 والشفاهي أيضاً ضارب 5 وفي يوم الإمتحان كان أمام قاعة قسمي طابور من الطلبة ينتظر الدخول لأمتحنه فيما الزميل لم يأته أي طالب، وظل ينتظر حتى إذا يئس من أن يتقدم إليه أحد حمل أمتعته وغادر. أحد الطلبة الشيوعيين بعد أن تقدم للشفاهي عندي، سألته لماذا لم تتقدم للأستاذ فلان ليمتحنك فأنتما من نفس العائلة الفكرية والإيديولوجية. قال لي، يا دكتور أنا فعلاً لي من الإسلام والدين موقف لكن أنا مطمئن إلى أنك أبدا لن تظلمني، ونفس الشخص إلى اليوم يحرض الطلبة ضد ابني متهماً إياه أنه إرهابي والده إرهابي أيضاً. وذهب إلى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع صفاقس، وهو عضو بها واعترض على إصدار بيان مساندة لإضرابي عن الطعام.  

** برفسور منصف، كيف ترون المستقبل السياسي في تونس بعد بن علي؟

أصبح نظام بن علي مرفوضاً في الغرب لذلك أحسب أنه في أيامه الأخيرة ولا أتوقع أن يطول حكمه كثيراً وأنا أتحدث عن أشهر وليس عن سنوات. وسيتم انتقال السلطة من شخص إلى أخر دون أن يكون قد حدث تغيراً كبيراً لأن النظام سيظل هو نفسه، لكن سيفتح المجال لبعض الحريات ثم سيرقب الغرب التطورات، وحجم الإسلاميين في الساحة ليحدد كيف يرسم حدود العلاقة معهم. أما حقوق الناس فلن تجبر أضرار كل الناس ولن ترد حقوق كل المظلومين. وقد يقوم النظام بهفوات قاتلة تدفع الشارع للخروج، وأنا أؤكد أن النظام يمكن أن يسقط بمجرد مسيرة صغيرة، وقد رأينا حجم الإستنفار الأمني لمجرد تجمع لبضع عشرات من المناضلين، فقد امتلأت قلوب التونسيين، والأمر لا يحتاج إلا للبداية. و لو يتغير النظام بتحركات شعبية سيكون أفضل للتونسيين مما لو تترك الأمور لسبعة نوفمبر جديدة في تونس. ونرجح في الحالة الثانية أن تحدث إنتقامات وردود أفعال بسبب المظالم القاسية التي أصابت شريحة عريضة من الشعب. وقد تستغرق هذه الحالة مدة سنتين لكن لأن التونسيين مسالمون بطبعهم ولأن المستوى الثقافي للشعب التونسي متقدم نسبياً وبفضل الانسجام الثقافي والديني الذي يوحد التونسيين فإن تلك الحالة لن تتحول إلى فوضى دائمة وإنما ستعود المياه إلى مجاريها وسينجح التونسيون في إرساء مناخ من الحريات للجميع وستكون رائدة في العالم العربي إن شاء الله .  

** سؤالي الأخير بعد إذنكم حول السجناء السياسيين كيف ترون محنتهم وماذا تقولون في وضعيتهم التي لا نرى لها من حل في المدى القريب.

هؤلاء هم رهائن ويستحيل أن يفرج عنهم بن علي جميعاً لأنه إذا كان قد أطلق سراح ما يزيد عن السبعين فقد أبقى على نحو 150 منهم رهائن ليهدد بهم الحركة الإسلامية حتى لا ترفع رأسها من جديد. وإلا كيف يمكن أن نفهم حجز طالب مثل عبد الكريم الهاروني منذ 16 عشر عاماً. يروي أحدهم أنه جرت العادة أن لا يقضي أحد بالسجن أكثر من عشر سنوات حتى ولو قتل نفسا، فإن حوكم بمدى الحياة فسيتم له التخفيف والتسامح معه في كل مناسبة وطنية حتى إذا بلغ عشر سنوات في السجن أطلق سراحه. أول مرة في تاريخ تونس يتجاوز السجناء ستة عشر عاماً. قلت مرة أن الدولة التونسية غريبة في زمانها وغريبة في مكانها. فهي غريبة في الزمان لأن الأمم تقدمت وهي تتعامل مع شعوبها بطرق حضارية تنتمي لهذا العصر وهو ما لا نجده في تونس. وهي غريبة عن مكانها لأن جيرانها يصلحون ذات بينهم وهي في قطيعة مع شعبها. أنظر إلى الجزائر، صعدوا الجبال وتقاتلوا ولم يسجنوا أكثر من خمس سنوات، انظر إلى المغرب فجروا في الدار البيضاء فحكموا عليهم بالإعدام ثم أصدر في حقهم عفو وأطلق سراحهم، أنظر إلى ليبيا، 1600 سجين سياسي تم إطلاق سراحهم بل إن نجل القذافي اعترف أن المحاكم لم تكن منصفة وغير قانونية وقال سيقع جبر ضرر السجناء المسرحين، أين أنت يا تونس من هذا ؟ سجناء غوانتانامو آخرهم ….. ضعيف سفير الطالبان في أفغانستان أطلق سراحه، هل أن الإسلاميين في تونس أجرموا أكثر من هؤلاء. لكن سأقول إن أردنا فهم مستقبل الإسلام في تونس، فلنراجع الثلاثين سنة السابقة، من كان حينها يتحدث عن الإسلام السياسي؟ من كان يتحدث عن الإسلام الثوري؟ هذه خرافة، فالمركب الجامعي (le campus) تأسس في أكتوبر سنة 1970 وأول مسجد أحدثناه في الحي الجامعي بالمنزه كان في نوفمبر سنة 1970 والذين بعثوه هم الأخ صالح كركر والأخ صالح بن عبد الله وأنا وأتينا بأخ للآذان، كان حين يؤذن ينهالون عليه بالضرب بعلب الجعة فجعلنا له ساتراً يحمي رأسه من العلب المصوبة نحوه.

 

هذا الإسلام الذي اعتنقناه ودعونا له واجتهدنا في تعلمه لم يكن لنا حينها شيوخ يعلموننا إياه ولا درسناه في الكلية، وكان الطلبة يتحدثون فيما بينهم باللغة الفرنسية واجتماعاتهم العامة أيضاً تقدم بالفرنسية يصعد الطالب في اجتماع عام ليقول:

 

(Aujourd’hui notre cher camarade Eli Cohen a était arrêté à l’aéroport.)

 

صعدتُ فوق المكتب كانت أول مرة أطلب فيها الكلمة في الاجتماع العام، وكان الطلبة يمسكون بي ليمنعونني من الصعود ويجذبون سروالي إلى أن تمزق وكدت أتعرى، وآخرون يصرخون:(il va parler en arabe) تماسكت وكنت قابضا على سروالي الممزق وتكلمت بالعربية مبتدأ بباسم الله الرحمان الرحيم وكنت أول من تكلم بالعربية في الاجتماعات العامة في كلية العلوم بتونس. كنت مع الشيخ عبد الفتاح مورو نذهب إلى المقاهي ندعو الناس للصلاة ونجعل على كل ثلاثة منا أمير.. هكذا كان حالة الإسلام في تونس. واليوم أنظر إلى تركيا الآن كانت المحكمة تعد ملفاً لحل حزب العدالة والتنمية وقبل الموعد بخمسة أيام يحصل على ثلثي الأصوات، أنظر إلى إيران وثورتها الإسلامية أنظر إلى المغرب وحزب العدالة والتنمية الإسلامي وفي الجزائر انتصار في الانتخابات الجبهة الإسلامية للإنقاذ ومواجهات مسلحة… و أخيراً حماس في فلسطين….فإذاً المستقبل للإسلام ولحركة الإسلام إن شاء الله…./

 

(المصدر: موقع « نواة » بتاريخ 12 أفريل 2006)

 

هل يكون إضراب الد. منصف بن سالم فرصة للملمة الجراح ؟؟

نورالدين الخميري ـ بون ـ ألمانيا   لقد اتضح بجلاء  أنّ الحضارة الغربية وصلت إلى مستوى متطوّر جدّا في مجال العلوم والفلسفات والمعارف النظريّة والعلميّة كما حقّقت تقدّما كبيرا في مجال الصّناعات والآداب ووفّرت جملة من المناخات سادت فيها لغة التسامح والإنفتاح الفكري والسّياسي وفى المقابل لذلك يشهد العالم العربي والإسلامي انتكاسة قلّما عرفتها البشرية عبر التاريخ .   إننا إذا أمام حالة مرضية في الوطن العربي من نوع خاص…حالة انهارت معها كل أمنيات الحبّ والسّلام .   إنّه تدمير كلّي لكرامة الإنسان في أبشع صوره …تجويع وتشريد…تعذيب ومحاكمات جائرة … اعتداءات فضيعة بالجملة …تنكيل وإذلال وإهانة .   وكنموذج لهذه الحالة ما تشهده السّاحة السيّاسيّة التّونسية من تسلّط البوليس على رقاب النّاس واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان وتهميش متزايد لقطاعات شعبيّة واسعة وتمزيق للنّسيج الإجتماعي ناهيك عن معاداة الهويّة الإسلامية وتدجين كلّ منظمات المجتمع المدني .   إنّه وضع بائس شاذ….تزوير وتدمير ….قانون يأتي ليشلّ قانونا سبق ….رئاسة مدى الحياة ….نهب  للأموال بشتّى الوسائل والحيل….اعتداءات متواصلة على الحقوق والحرّيات   ومع كلّ هذا تعمل السّلطة الحاكمة على إسكات كلّ صوت حرّ معارض وكأنّ  الجرح كتب عليه أن يظلّ ينزف دما إلى ما لا نهاية                                                لكن هذه الغطرسة قوبلت بمعارضة قوية من طرف قطاع واسع من الشّعب تعددت وتنوعت معها الإحتجاجات وها هو الد. منصف بن سالم أحد أعلام تونس وعباقرتها وهو يتعرض منذ ما يزيد عن 19 سنة لجملة من المظالم والتعديات والمعاملة المهينة يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام بإيمان ويقين من أجل تمكينه من حقوقه المدنيّة كالتنقّل والسّفر والشّغل والعلاج وهي فى الحقيقة مطالب ضمنتها كل الدّساتير والمعاهدات الدولية.                                                                                              إن إقدام  الد. منصف بن سالم على خوض هذا الإضراب المفتوح عن الطعام رغم ما يحمله الإضراب من مخاطر قد يعرّض صحته وحياته للخطر خاصة وأنّه يعاني جملة من الأمراض المزمنة(الكلى ،السكر ،البواسير….) يأتي لدفع القائمين على سياسة البلاد إلى مراجعة حساباتهم وتمكينه من حقوقه المدنيّة التى ضمنها دستور البلاد وإشعار الرأي العام المحلّي والدّولي وكل  المنظمات الحقوقية بمدى فداحة المظلمة المسلّطة عليه.                                                                                                فهل تعي السّلطة التّونسيّة هذه المرّة حقيقة ما وصلت إليه أوضاع البلاد فتجعل حدّا للمظالم وتمكّن الد. منصف بن سالم من جواز سفره وتعيد الإعتبار للعلم والعلماء ؟ ؟

فما أحوجنا إذا في هذه المرحلة ونحن نحتفل بذكرى عزيزة علينا ـ قدّم خلالها أبناء تونس تضحيّات جسام ـ إلى مصالحة وطنية شاملة تبدأ برفع وصاية البوليس وإطلاق سراح المساجين السّياسيّين ورفع كلّ القيود والمظالم وتنتهي بإصدار عفو تشريعي عام.

قد يكون إضراب الد. منصف بن سالم فرصة تاريخيّة للملمة الجراح وإعادة الإعتبار لمبادئ الحرّيّة والعدالة وكرامة الإنسان ؟؟؟   12 أفريل ‏2006‏‏


ثـــلاث عصافــير بحجـــر

(تونس نيوز، الغنوشي، الجبالي)

 صابـــر التونســي    

 

ثلاث مقالات قرأتها على صفحات تونس نيوز « المشبوهة » أثارتني واستفزتني،

 

المقال الأول للأستاذ الغنوشي ردا على سؤال من تونس نيوز تحدث فيه عن احتلال بيته ممن سماهم « بالمستوطنين »، والثاني يتحدث عن محاكمة جديدة للمهندس الجبالي بسبب « رشوة » أداها إلى سجان ليسرب له رسالة! وأما الثالث فهو من الفريق الخفي لتونس نيوز يستفسرون فيه عن صحة « سيادة » الرئيس!

 

لقد تحدثت مرارا في مقالات سابقة على أن الفساد يحارب في بلادي ودون هوادة! وأن القائمين على الأمر لا يألون جهدا في الضرب على أيدي العابثين!

 

اتهمت حينها بأنني متزلّف متمعّش طامع في رغيف خبز مشوه من « أسيادي » وأنني صرت جنديا من جنود إبليس بعد أن دخلت مدرسة « النفاق للبرهنة والتسييس » من أبوابها الواسعة!

 

صبرت وكظمت غيظي وقلت ما قال الشاعر*:

 

    أنا راض بكل صنف من النا *** س لئيما ألفيته أو نبيـــــــلا

… ضل من يحسب الرضا هوان *** أو يراه على النفاق دليـــلا

    فالرضا نعمة من الله لم يـــسـ *** ـعد بها في العباد إلا القليلا

    والرضا آية البراءة والإيمــــ *** ــان بالله ناصرا ووكيــــلا

 

والآن وقد جاء الدليل ساطعا مبرهنا برهانا لا يختلف عليه اثنان ولا تتناطح فيه عنزتان! فقد وجب التنويه والبيان!!

 

إن المحاكمة التي  يتعرض لها الجبالي الآن هي الدليل على صدق دعاواي السابقة وأننا ننعم بدولة الشعب، دولة العدل والقانون، دولة  يحارب فيها الفساد والطرق المؤدية إليه، ومن سلك طريق الفساد فليتحمل التبعات فلا أحدا فوق القانون صغيرا كان أو كبيرا وكبر جرمه أم صغر!

 

والسيد الجبالي يعلم يقينا أنه بإرشائه السجان لإخراج رسالة قد ارتكب مخالفات عديدة :

 

الأولى رشوة موظف أثناء القيام بواجبه وهي جريمة خطيرة لا يسمح بمثلها في بلادنا  ولا يجرأ عليها أحد راشيا كان أو مرتشيا!! وهي سابقة خطيرة جدا في بلادنا يقع وزرها على من سنها وبادر بها!!

 

والثانية أن تتسرب رسالة دون غربلة ومراقبة فذلك اعتداء على قانون النشر وتضليل للرأي العام، وبما أن القانون في بلادنا « محترم » جدا وجب الضرب على أيدي العابثين وبشدة!!

 

والثالثة، كيف تكون سيدي رئيسا سابقا لجريدة محترمة وأحد الزعماء لحزب كبير غير معترف به يتغنى بالحرية والعدل والمساواة! ثم تمارس مثل هذا العمل! أين سمو الغاية وطهر الوسيلة الذي تتحدثون عنه؟؟!! وهل يحق لكم بعد هذا أن تسألوا أحدا سطا على بيت أو مصنع أو قطعة أرض أو بلد بأسره؟؟

 

يجب أن تحذفوا سؤالكم  » من أين لك هذا » الذي وضعتموه على رأس برنامجكم السياسي لإشعال نار الفتنة وفتح أبواب البلاء على مصراعها!!

 

إن متابعة النظام لهذه القضية وإن كانت صغيرة في أعينكم دليل على أن مشاكل البلاد كلها قد حلت! والفساد قد صفي! ولم يبقى إلا متابعة سجين راشي وسجان مرتشي وسيدة وسيطة!!

فنحن بفضل الله نحيا في مدينة فاضلة تمناها أفلاطون ومن بعده الفرابي و عشناها واقعا محسوسا حيث انعدمت فيها الجريمة وحرم فيها القليل مادام كثيره مفسدا!! ألستم تقولون بأن تحريم أمر صغير يشير بالأولوية لتحريم أمر أكبر منه!! وذلك دليل على أن حرمة الفساد في بلادنا كحرمة الخمر فيها سواء بسواء!!

 

وأما دعوى زعيمهم الغنوشي بأن « مستوطنين » من بني جلدته قد احتلوا بيته وبيت صهره فدعوى باطلة ومردودة عليه قبل أن نقرأها أو نطلع على أدلتها وحججها !

 

وما كنت أرضى الجهل خدنا وصاحبا *** ولكني أرضى به حين أحرج!!

 

وذلك منا التزام بالواجب الذي يحتم علينا عدم تصديق المناوئين والمتطاولين على قيادة شعبنا  » الشرعية والمحبوبة »!

ومن قال أنه كان لك ولصهرك بيت ؟!

 

فإن كنت تقصد البيت الذي سكنته يوما ما فتلك نعمة منّ بها عليك مولاك! ولما تطاولت وجعلت من نفسك « شيخ طريقة سياسية » وجمعت حولك الأتباع وغرّك حماسهم أخذتم  أخذة « رابية »! فانتزعت منكم أمولكم وكل حقوقكم لأنكم وما ملكتم لمولاكم! والبادي أظلم!

ألا ترى سيدي أن « العبد » الآبق تنزع منه كل « ممتلكاته » وتوزع على بقية العبيد الطائعين الذين لم ينقلبوا عن سيدهم ولم يتطاولوا عليه! ثم يجلد ويستتاب أو يباع في المزاد العلني!

 

ادّعى السيد الغنوشي أن بيته استولى عليه « مستوطنون » وما أظن أن ذلك يحصل في بلاد تحمى فيها أملاك المستوطنين الذين غادروا للإستيطان في فلسطين المحتلة منذ عقود وسنوات! وقد سمعت بأذني خبيرا قانونيا في قناة  8-1= (سبعة) يجيب سيدة تستأجر بيت منذ سنين طويلة تحول أصحابه من أهل ذمة إلى « أهل » عدوان ومن مواطنين بأرضنا إلى مغتصبين بأرض فلسطين!

 

سألت السيدة عن إمكانية تحول ملكية البيت إليها وقد غاب أصحابه دون رجعة! فجاءها رد سيادة الخبير القانوني زاجرا وحاسما بأن أصحاب البيت الأصليين مواطنون « توانسة » وحقوقهم وأملاكهم محفوظة ومصانة! بقوة القانون وقانون القوة!! ولا يجوز التفكير في التعدي عليها والويل لمن تساوره نفسه بفعل يستند فيه إلى قوانين الجاهلية!

 

وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم**فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم!!

 

يا سيد الغنوشي  إن أردت أن يعود لك بيتك فقل مع الشاعر*:

أنـــا راض بكل صنف من النــا *** س لئيما ألفيتــــه أو نبيـــــــــلا

 

واعترف بحق المستوطنين على أرض فلسطين! وعد بأتباعك إلى سرب الموالين والمناصرين « لشرعية القوة القائمة »!

هذا هو طريقك لاسترجاع بيتك وبيت أصهارك وليس طريق المحاماة والقضاء فذلك طريق طويل ومشبوه لاشتباه الأدلة وكثرة المخاطر حوله! فنحن في بلد القانون والمؤسسات!

 

وإن لم تسلك هذه الطريق فعليك إثم عناء أتباعك!

فطريق السلامة ليس فيما تردده من قول صاحبك**:

الحق  يهتف  والإنسان  في  هلــع *** والدمع  ينزف  والأكباد  في  ظــــــــرم

فضائع  ما  رأى  التاريخ  مثلهـــا *** في  عالم  الغاب  أو  غابــر  الأمــــــــــم

والحاكمون بأرض العرب سمعهم *** عن   محنة  الحق  والإنسان  في  صمـــم

عمي عن الواجب المذبوح بينهــم *** وعن   صغائرهم  مـا  منــهــم  بعــــــــــمِ

يا لا المروءات ماتت في أضالعهـم *** فليس  يبعثــها  شــيء  مــن  العـــــــــــدم

كأنهم من موات الحس ويحهــــــم *** ضرب من الصخر أو ضرب من الرمــــم

نـــصب          طـراطير   أقـزام *** وإن لبســوا للناس أثواب هارون ومعتصم

نرى بهم كلما نشكوه من صنـــــم *** ولا    نـشـاهـــد   فيهــم     عـفـة    الصنم

 

وأما « عصابة » تونس نيوز فصدق النكرة بن مجهول الذي قال عنكم بأنكم مخابرات النهضة فأنتم تتجسسون عن صحة « السيد » الرئيس متظاهرين بالحرص عليها وبالخوف على مستقبل تونس من بعده!

لمجرد أنه غاب عن منشط اعتاد حظوره  (عيد الشهداء)!

 

أنتم تنتظرون « يوم » « سيادته » ظانّين بذلك أن الجو سيخلو لكم فتبيضوا وتفرخوا بصفحتكم « المشبوهة » في عقول أبناء بلدي الطيبين متوقعين أن الحظر سيرفع عنها وأن التونسي العادي سيتصفحها في مقاهي الإنترنت بمجرد رحيل « سيادة » الرئيس إلى ربه و إلى ما أفضى وقدم!

 

هيهات! هيهات! إن البلاد ممسوكة بأيد من حديد وإن شخص « سيادة » الرئيس لم يعد مهما بالقدر الذي تتصورونه! وحياته كرحيله سواء! فلا خوف على تونس من بعده لأن « سيادته » صار رمزا ومدرسة مثله مثل الزعماء « الخالدين » الذين استمر حكمهم لبلدانهم من قبورهم!

 

والمدرسة « العلوية الطرابلسية » قد اشتد عودها وستبقى صامدة أمام الأعاصير وإن رحل المؤسس! ولا خوف على تـــونس وشجرة الـــدّر وولي العهـــد ما دام لهـــم من المماليك الكثير والقنازع الأوفياء ما يتترسون به! 

 

يا سادة إنني أدعوكم جميعا لما ينفع تونس وأهلها ويخلد ذكركم ولو لا ذاك ما رددت عليكم :

 

غير أن السكوت عن جرح قومي *** ليـس  إلا  التقاعس  المـرذولا

لســت  أرضى  لأمــة  أنـبتتنـــي *** خلقــا  شـائهـا  وقدرا ضئيــلا

لـسـت  أرض  تـحـاسدا  أو شقاقا *** لست أرضى تخاذلا أو خمولا

أنا  أبغي  لها  الكرامة  والمجـــ  *** ـد وسيفا على العدى مسلــــولا

علمتني  الحيـاة  أنني  إن  عشـــ *** ـت لنفسي أعش حقيرا هزيــلا

علمتني  الحيــاة أننــي   مهمـــــا *** أتـــعلــم  فــلا  أزال  جــهولا

 

وإلى لقاء في ظل تونس خالية من قنازع الدمار الشامل!

 

·                                  (*) محمد مصطفى حمـــام

·                                 (**) الأستاذ عصام العطار

 

 

                                                            صابـــر التونســي    


 

شـمـعـــة (*)

 

 

أيقظوه من نومه…من غفلته… قالوا له: أوقد شمعة

 

قال: لا أعيش في الظلام، ولم ينقطع عني النور، وعدادي سليم، وفاتوراتي مدفوعة حتى قبل أن أرى النور…

 

قالوا له: أوقد شمعة واجعلها على النافذة حتى يراها الناس!

 

تعجب صاحبنا وقال: شمعة في الشارع! وهل يحتاج الشارع إلى ضياء؟ شمعة في الشارع ألا تخافون هبوب الرياح ولعنة الظلام؟

 

قالوا: له أوقد شمعة حتى لا تهمس في الظلام وتضحك في الظلام وتحزن في الظلام… حتى تعلم أنك لست وحيدا في الظلام… لست وحيدا في الضياء!

 

قال: لماذا شمعة وليس فانوسا فهو أعمق نورا وأكثر إشعاعا؟، هل هو الثمن، أو الخوف من شدة أنواره، أو عدم الثقة في حامليه وموقديه، ومن به يسترشد طريقه ومآله؟

 

قالوا: أنما أردنا التدرج وأن لا نثقل كاهل الناس، حتى يتعودوا على الضياء كما تعودوا على الظلام!

 

 قال: إني أخاف من ضميري يؤنبني، أشعل شمعة في الشارع وبيتي مظلم ليس فيه شموع…إني أخاف من الجار أن يتهمني بأني أريد حرق بيوت الحي.. ومن « الستاغ »** أن تشكوني إلى السلط أني لم أحترم قانون المنافسة..، ونافستها بشمعة!… إني أخاف من أسرتي ان تقول جُن الوالد وأصبح يهذو  ولم يعد يعرف  نوره من ظلامه، ضره من نفعه، فأمضي بقية حياتي في مأوى المجانين.. إني أخاف عيونا كثيرة تريد العيش في الظلام وتجد ضالتها في الظلام..

 

ولقد فكرت ثم قدرت ثم قررت… أن أريح ضميري وأرضي الجميع.. ان أضع شمعة على النافذة… شمعة منطفئة… فلا الجار تنغص ولا الضمير تؤنب ولا الأسرة تزعج، ولكنها تبقى شمعة بدون ضياء…ولعلها خير من لعن الظلام.

 

سؤال أخير مني إليكم… هل تشاركوننا حمل الشمعة أم فقط تشاركوننا الضياء؟

 

بقلم : مواطــن

 

(*) حول دعوة المعارضة التونسية من الجماهير لإيقاد الشموع في الليلة الفاصلة بين 8 و9 أفريل تخليدا لذكرى الشهداء والعهد بالسير على دربهم.

 

(**) الستاغ المصطلح الشعبي لشركة توزيع الكهرباء

 

(المصدر: ركن خواطــر موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net )


تونس: عودة الأسلاميين من المدخل… الأميركي

سمير بوعزيز- تونس صحافي تونسي
تشهد الساحة السياسية التونسية عودة واضحة للتيار الإسلامي المتمثل أساسا في ما يعرف بحركة النهضة، والتي استطاعت السلطة أن تربح ضدها معركة تاريخية في أوائل التسعينات من القرن الماضي من طريق جهازها الأمني. وقد تمت محاكمة الآلاف من أعضائها و أودعوا السجون ومنهم بضع مئات لا يزالون حتى الآن داخلها وسط مطالبة واسعة على المستويين الوطني والدولي بإطلاق سراحهم.
ويعتبر النظام التونسي من أنظمة قليلة إستطاعت فعليا أن تغيّب صورة الإسلام السياسي لسنوات وأن تخلق داخل المجتمع حالة نفور من كل الرؤى المرتبطة به وأن تعزل أفراده سياسيا على المستوي الوطني حتى وقت قريب. وقد ارتبط مشروعها « لاستئصال » هذه الحركة بدافعين داخلي و خارجي. وتمثل الأول في الخطر الحقيقي الذي مثلته هذه الحركة على مصالح الدولة بعد أن أمكنها الامتداد في الأوساط الشعبية بشكل لم يقدر عليه ولم يرتقِ إليه أي حزب أو تنظيم معارض على امتداد تاريخ تونس المعاصر. ويتمثل الدافع الثاني في انخراط الدولة في المشروع الغربي والاميركي بشكل أساسي والذي كان يرمي إلى القضاء على الحركات الإسلامية وخطة ما كان يعرف آنذاك بتجفيف المنابع.
ولم تلقَ الحركة الإسلامية في تونس دفاعا عنها من بقية الأحزاب والتيارات السياسية نظرا الى الصراعات التي خلقتها مع هذه الاحزاب ونظرا الى أن السلطة إستطاعت عزلها وأمكنها بكل الوسائل أن تشرع لضربها.
واليوم يعود الإسلاميون لاعتبارات عدة داخلية وخارجية، ويمكن التنبؤ بأنه من الممكن أن يخرجوا إلى العلن في وقت قريب، بعد أن يتم مشروع اعادة تشريع وجودهم وبعد أن ينتهى أمر عقد الإتفاقات وتسوية الملفات وإطلاق سراح بقية مساجينهم. هل ستكون السلطة التونسية مضطرة للإعتراف بالإسلاميين؟
يبدو أنه من المرجح أن تبدأ السلطة التونسية بالإعتراف التدريجي بعودتهم، ذلك أن معظم الأمر خارج عن يديها ومرتبط بمشاريع تتجاوزها وترتبط أساسا برؤية الإدارة الاميركية التي وإن كانت محرضة لضرب أهل الإسلام السياسي في أقطارنا منذ بداية التسعينات من القرن الماضي فإنها اليوم تدعو علنا وضمنا إلى ضرورة اشراك الإسلاميين المعتدلين في النشاط السياسي والإعتراف بهم، مع ضمان مراقبتهم، وهي تريد اقحامهم للتصدي لما يعرف بـ »الإرهاب الإسلاموي » حتى تحد من امتداد حركة التشدد التي أرهقتها اليوم والتي تجاوزت العالم الإسلامي ليكون لها موضع قدم في أوروبا وفي اميركا نفسها.
ولا نعتقد أن للسلطة القائمة حاليا في تونس أي مصلحة مباشرة، باعتبار برنامجها، في فتح الباب أمام هذا التيار خاصة لطبيعة الهجمة التي نفذتها ضده في السابق والتي فككت التنظيم بالكامل وشردت الكثيرين عبر المنافي. لذلك ستكون عملية إعادة إدماج الإسلاميين، إن ثبتت النية في ذلك، دقيقة للغاية وعبر مراحل بطيئة وبشكل مشروط، وسيرتبط بمسألة تغيير من داخل نظام الحكم يقع الإعداد له بشكل متكتم للغاية، أما الآلة التي تدير الاوضاع حاليا فإنها لن تقع، على الأرجح، في ما يمكن أن يناقض خطابها وسلوكها ومصالحها الرافضة قبول أي طرف يشكل وجوده خطرا مباشرا عليها. وقد شدد الرئيس بن علي نصا، في خطابه ليوم 25 تموز 2005 بمناسبة عيد الجمهورية التونسية، على ألا سبيل للقبول بحزب يجعل من الدين غطاء. ولعل ما حصل اخيراً من اطلاق سراح دفعة مهمة من مساجين الإسلاميين، تجاوزت المئة، يندرج في إطار لعب ورقات التهدئة وإطلاق بالونات الإختبار لإعادة قراءة الأمور وطمأنة بعض الجهات والحد من ضغط العديد من الأطراف الدولية ومنها حلفاء أساسيون للنظام. الإسلاميون التونسيون يعتدلون
بدأ الإسلاميون التونسيون، منذ مدة، ينتهجون خطابا متزنا مكثفا بمعجم مصطلحات اخترقوا من خلاله صفوفا كثيرة وأوجبوا مراجعة الكثيرين موقفهم منهم. فهم يعلنون انهم طرف في العمل الديموقراطي والمدني ويقرون بحق الإختلاف وبالتنوع داخل المجتمع، ويتجنبون الخوض في الرؤى الأصلية التي ينطلقون منها إلا ما لايحتمل التأويل، وينفون عن انفسهم أي نية لفرض تصور للمجتمع على طريقتهم، ذلك أنهم يقولون أن جهدهم في حال تمكنهم من حق التنظم سيذهب في اتجاه الدفاع عن تصوراتهم دون العمل على فرضها على الناس على قاعدة: « لا إكراه في الدين ».
ونستشف من خلال تصريحات بعضهم أن السلطة ناقشت، داخل السجون مع بعض الرموز، دون أن يثبت لدينا دليل أو يبرز على الساحة معطى ثابت لأي اتفاقات أو تسويات. على أن الأمر لا يمكن أن يكون عكس ذلك لأهمية الملف ولما نعرف من طبيعة النظام ودقته بهذا الخصوص.
حركة النهضة اليوم تريد أن تكون طرفا لا يوصف بالتشدد أو الغلو في الدين، وهي استطاعت ان تكسر عزلتها، وقد بدأت فعلا معركتها من الداخل بعد أن اقتصر النضال بإسمها على أفراد منها لجأوا الى ما وراء البحر وإعتمدوا « الدولية الإسلاموية » ثم شبكة حقوق الإنسان العالمية بعنوان الدفاع عن المساجين السياسيين وضحايا التعذيب وغيرها من مداخل النضال الليبرالي.
لقد أصبح للإسلاميين في تونس شركاء في مشاريع نضالية تستهدف النظام الذي يوصف عندهم وعند شركائهم بالديكتاتوري والفاشي والقمعي. وهم يوقعون البيانات مع أشد أعدائهم الايديولوجيين وقد نظموا معهم اضراب الجوع لتشرين الاول 2005 ويدعون معهم للإحتجاج والتمرد على نظام الرئيس بن علي. التحالف: سكيزوفرينية اليسار ودمقرطة « النهضة »
يرفض اليساريون الذين يخوضون معارك مشتركة، ضد النظام التونسي، مع حركة « النهضة » الإسلامية أن يسموا هذه الشركة تحالفا ويسميها حزب العمال الشيوعي التونسي « وحدة العمل »، ذلك أن الأطراف « الوطنية » التي إلتقت مع الإسلاميين على قاعدة واحدة وبشكل مكشوف ونهائي في ما يسمي « حركة 18 أكتوبر من أجل الحريات والديموقراطية » تعتبر في مجملها أن هذا الإلتقاء يندرج في باب التكتيك من أجل إسقاط « الديكتاتورية »، على حد تعبيرهم. فجمهرة المتحالفين يضعون عناوين: الحريات العامة وحق التنظم وحرية الإعلام بمثابة المشترك الذي يجب ألا يقع الإختلاف بشأنه. ولا اختلاف بشأنه بينهم في الأصل، وبعد تحقيق الأهداف « فليتنافس المتنافسون » كما يقول زعماء الحركة الإسلامية.
ويهمنا أن نشير الى أن كل الأطراف التي إلتقت مع الإسلاميين اليوم عبرت في أدبياتها، خلال سنوات سابقة، وبكل وضوح، عن موقف رافض تماما لأي عمل مشترك معهم، كما انها قدمت نقدا واضحا لتجربتهم ومنهم مَن ذهب في صف السلطة بشكل مباشر، ومنهم من طالب بالكف عن خوض معارك ضد النظام أثناء فترة صراعه مع الإسلاميين لأنهم الأكثر خطرا والأكثر تهديدا لجملة من المكاسب التقدمية.
وعلى الرغم من هذا الإلتقاء « المرحلي » لا يزال المتحالفون مع الإسلاميين ينعتون شركاءهم المرحليين بالرجعية ويؤكدون على جملة الخلافات الأساسية معهم، كما يشيرون إلى ما لقيه الإسلاميون من استفادة بهذا الإلتقاء، ويحذرون منهم أيضا. اننا مع بعض نصوص التبرير نقف على « سكيزوفرينية » لا نقدر حيالها على صياغة موقف وعلينا حينها أن ننظر إلى النادي الأكبر الجامع لكل هؤلاء والسلطة ذاتها معهم: إنه النادي الاميركي بلا شك. هل يصدق عاقل أن الإدارة الاميركية ولنقل سفارتها بتونس على الأقل من دون يد في ما يحدث؟ وربما كان كل  هذا « قِدرُها » وفيه تطبخ على طريقتها وتزيد فيه أو تنقص بما يروق شهيتها. وهذه السفارة ذاتها كانت بين 2004 و 2005 المؤسسة الأولى في تونس التي تطرح حوارا في شتى المجالات وتستقطب إلى مبناها (الكبير جدا مقارنة بالظاهر من المصالح) برلمانيين وممثلين للبلديات ومثقفين وصحافيين، حتى أنه يمكن  اعتبارها من أكثر المؤسسات على أرض تونس التي فتحت  حوارا وطنيا في العديد من المسائل، والأكيد أنها استفادت بإكتساب صورة واضحة عما يراه الجميع و امتلكت صورة واضحة عن الجميع: كيف يفكرون؟ وإلامَ يهدفون؟ وعلى أي المهمات هم قادرون؟
ولقد إكتسبت حركة النهضة شرعية الطرف الديموقراطي المنخرط في الدفاع عن المطالب الوطنية المشتركة وشطب التقسيم القديم: السلطة، الإسلاميين، المعارضة الوطنية. وهذا الأمر كان أكثر من ضروري لهذه الحركة لأن إكتساب شرعية الوجود يجب أن يكون بالضرورة قبل كيفيته وشكله، لذلك لم تعتمد إلى الآن على جمهورها إلا إستثناء داخل عدد من كليات الجامعة التونسية وبشكل متباعد وفي توقيت تكون له في كل مرة دلالاته مع قصدية لإختبار ردود الفعل.
« النهضة » الآن شريك ديمقراطي فتحت له أبواب ثلاثة: باب المشروع الاميركي الذي تغير، وباب صمت النظام وعجزه لإعتبارات عديدة على توخي الأسلوب الأمني نفسه الذي إنتهجه أول التسعينات من القرن الماضي، وباب شركاء في الساحة الديموقراطية مدوا له الأيدي بعنوان خصوصية المرحلة وأوليات النضال و التساوي في « قمع » السلطة  الجميع. نصف اليسار الثاني: متمسك بالقطع مع اليمين وينتقد نصفه
ليس كل أهل اليسار على مبدأ التوحد المرحلي مع الإسلاميين، ذلك أن هذا الإلتقاء قوبل بإنتقاد شديد من قبل أحزاب ومجموعات يسارية، وإتهم هؤلاء « رفاقهم » بتحريفية وتبريرية لا تُقبل، رغم أن غالبيتهم تنادي بسن قانون للعفو التشريعي العام الذي سيستفيد منه الإسلاميون بدرجة أولى. ويرى هؤلاء أنه لا سبيل للإلتقاء مع أي تيار إسلامي ويجب عدم التشريع لقبوله طرفا في المعادلة الديموقراطية عملا بالشعار الكلاسيكي: « لا ديموقراطية مع أعداء الديموقراطية » والذي إعتمده نظام بن علي في فترة هجمته على « الإخوان التونسيين ». ويعتبر اليسار الرافض أن أساس المشروع المجتمعي مناقض لما يطرحه الإسلاميون، كما أنهم سياسيا سينقلبون على حلفائهم حال رجوعهم كطرف فاعل ومؤثر، وسيتراجعون عن الصيغ اللينة التي تشير إلى حالة « تمدن » إسلامي وإعتدال مرحلي سرعان ما يمضى.
هذا إضافة الى ما يشكله الحزب المرتكز على الدين من امكان ضرب المكتسبات التقدمية والتحديثية والعودة إلى مقولات التكفير. كما ينتقد هؤلاء « رفاقهم » باعتبار أنهم تسببوا في تقسيم الحركة التقدمية التي كان يفترض أن يبحثوا داخلها عن شركاء ويعملوا على توحيد ما فيها من أحزاب ومجموعات فكرية وسياسية. كما انهم لا يقبلون التبرير بالإستقواء بهذه الحركة ضد السلطة لأن في ذلك دعماً لليمين وكان من الأجدر التوجه في الصراع ضد اليمين كله. ويعتبرون أن المتعاملين مع الإسلاميين سهلوا استراتيجيتها « لطمأنة المجتمع »، وهذا يرجع– في نظرهم- إلى حسابات قصيرة المدى سرعان ما سترتد وبالا على الجميع.
(المصدر:  جريدة النهار بتاريخ13 أفريل 2006 )


 

« الإسلام السياسي ».. بند ثابت في النقاشات الدولية

صلاح الدين الجورشي – اسطنبول   عقدت « الحركة العالمية للديمقراطية » مؤتمرها الرابع في مدينة « اسطنبول » خلال الفترة الفاصلة بين 2 و 6 أبريل 2006. ومثلما كان متوقعا، أولى المؤتمر، في جلساته العامة وورشه المتعددة، أهمية بارزة لمنطقة الشرق الأوسط، وللتطورات السياسية الجارية في العالمين العربي والإسلامي.   خلافا للمؤتمر الثالث الذي انعقد في دوربان بجنوب إفريقيا، أعطى مؤتمر اسطنبول أهمية بارزة لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديدا العالم العربي والإسلامي، في جلساته العامة وورشاته الكثيرة.   هذا الإهتمام لم يتجلّ فقط في اختيار عقد المؤتمر في تركيا بعد الولايات المتحدة والهند وجنوب إفريقيا، أو في افتتاحه من قبل الوزير الأول التركي رجب طيب أردوغان، وإنما أيضا في استضافة عدد لافت من المثقفين والنشطاء العرب والمسلمين، الذين ربما شكلوا أكبر « كتلة جغرافية » من حيث العدد داخل فعاليات المؤتمر الذي جمع ما لا يقل عن 500 شخص، قدموا من 125 دولة.   للتذكير، بدأت هذه الحركة بمبادرة من « صندوق دعم الديمقراطية » الأمريكي المعروف باسم NED، لكنها فيما بعد استقلت بذاتها بعد أن اتخذت لنفسها لجنة متابعة وتنسيق. وتتشكل هذه اللجنة من شخصيات، بعضها جامعي، وبعضها الآخر من نشطاء المجتمع المدني في عديد الدول. وتتولى اللجنة تنسيق جهود عشرات المنظمات، والتخطيط لعقد مؤتمرات دورية، يدعى إليها المئات من الأشخاص ممن يفترض فيهم النضال داخل مجتمعاتهم من أجل تعزيز الديمقراطية.   لقد تم التركيز في بداية هذه الحركة (ولا يزال) على الدول التي مرت بتجارب اشتراكية استبدادية، بحجة مساعدتها على التخلص من مخلفات مرحلة القمع وهيمنة الحزب الواحد. وبالمناسبة، قال أحد المشاركين في المؤتمر من الصين: « بعض الدول تخلصت من الشيوعية، لكن مع ذلك استمر الاستبداد ».   هواجس المنطقة .. حاضرة   يعتقد المشرفون على هذه المبادرة من جهتهم بأنه بالرغم من أن الفترة الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا لصالح الديمقراطية في الكثير من دول العالم، لكن في المقابل لا تزال الأنظمة الدكتاتورية تقاوم، وتعمل على منع حدوث تحولات جذرية من شأنها أن تطيح بها، وتلغيها من الوجود. وتوالت الشهادات في هذا السياق من آسيا، وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، إلى جانب العالم العربي.   واتفق المتدخلون على أن الكثير من هذه الأنظمة وضعت حواجز وخلقت صعوبات كثيرة أمام الحركات الديمقراطية، وألحقت أضرارا فادحة بالمئات من المعارضين والمنظمات غير الحكومية، إذ قال أحدهم « إن بعض الأنظمة المستبدة جعلت من عمل المنظمات غير الحكومية مستحيلا عبر وضع عدد واسع ومعقد من العوائق القانونية والمالية ».   ويعتقد بعض المشاركين بأن مقاومة الحكومات للمنظمات غير الحكومية سيستمر قبل نجاح الثورات الديمقراطية وبعدها. ومن أجل إفشال محاولات الأنظمة الاستبدادية، وإضعاف قدراتها على مناهضة الإصلاح والتغيير، توفر أجواء الحركة العالمية للديمقراطية فرصا لتبادل المعلومات والخبرات بين أصناف عديدة من الديمقراطيين من جنسيات مختلفة، وتشجيعهم على وضع آليات للتضامن فيما بينهم.   لم يكن ممكنا بعد الحادي عشر من سبتمبر أن يكون العالم الإسلامي غائبا في مثل هذه الأجواء والمؤتمرات. لذلك كانت هواجس المنطقة حاضرة بقوة منذ جلسة افتتاح المؤتمر، من خلال مداخلة رئيس الوزراء الماليزي الأسبق أنور إبراهيم، الذي تنقل بين ناظم حكمت وتوكفيل وكنفوشيوس ليعلن بأنه « في الإسلام السيادة لله والحرية هي من مقاصد الدين ». كما اعتبر أن العلمانية « ليست بالضرورة ضمانا لتحقيق الديمقراطية »، متخذا من النــاصرية والبعثيــة ومــا سماهـا بـ « الدكتاتوريات اللينينية » مثالا للتدليل على ذلك.   أما أردوغـان فقد اعتبر في خطابـه أن « المجتمع المفتوح ليس مجرد اختيار، وإنما أمر واجب ». ولم ينس التذكير برهان الأتراك الرئيسي، حينا قال بأن « حوار الحضارات يمر عبر مساعدة تركيا على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي »، ودافع عن تجربة حزبه بالقول إنه « لا يمكن اليوم أن يسجن أحد في تركيا بسبب التعبير عن رأيه كما كان يحصل من قبل »، وأضاف « كلما ازداد التنوع تدعمت شروط الديمقراطية ». ديمقراطية على المقاس؟   لم يكن أيضا من الممكن أن يعقد مؤتمر مثل هذا في اسطنبول وفي هذا التوقيت، من غير أن يدور نقاش حول الصعود السياسي للحركات الإسلامية.   ففي إحدى الجلسات التي تطرقت إلى أشكال دعم الديمقراطية فيما يسميه القاموس الأمريكي « منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا »، اعتبر البعض أن إيقاف أمريكا والإتحاد الأوروبي مساعداتها للشعب الفلسطيني بسبب نجاح حركة حماس في الانتخابات قد « شكل صدمة قوية للديمقراطيين العرب ».   وشكك هؤلاء في مصداقية هذه الأطراف، واتهموها بأنها تريد ديمقراطية على قياسها، وهو ما جعل الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في القاهرة يتوجه للأمريكيين والأوروبيين قائلا: « ساعدونا على ممارسة الضغوط على الأنظمة المستبدة، وأن تقبلوا بمن ينجح في انتخابات نزيهة وديمقراطية، حتى لو جاءت هذه الانتخابات بالإسلاميين الذين تختلفون معهم »، والتفت إليهم قائلا بأن « الموقف الأمريكي والأوروبي من نجاح حماس قد أحرجنا كديمقراطيين »، مضيفا « أنا أفضل إسلاميا يعبر عن استعداده بالالتزام بالديمقراطية على هذه الأنظمة المستبدة التي تدعي العلمانية ».   من جهة أخرى، ولأول مرة في مسيرة « الحركة العالمية للديمقراطية »، وإن كانت لم تتجاوز بعد الثماني سنوات، تقع استضافة إسلاميين وتخصيص ورشة تحت عنوان « الأحزاب الإسلامية والإصلاح الديمقراطي »، وذلك بهدف مناقشتهم حول برامجهم ونواياهم، ومساءلتهم عن الضمانات التي يقدمونها لحماية الديمقراطية من أي انتكاسة عند وصولهم إلى الحكم في أي بلد عربي أو إسلامي.   ونظرا لأن المغرب الأقصى، قد يكون أول بلد عربي (بعد الأراضي الفلسطينية) مرشح لقيام حكومة فيه يديرها إسلاميون بعد انتخابات السنة القادمة (2007)، فقد تمت دعوة أحد برلمانيي حزب العدالة والتنمية، السيد لحسن الداودي، كما دعي أيضا الشيخ علي سلمان، رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، التي تعتبر أهم فصيل معارض في مملكة البحرين، وهي مرشحة لتكتسح مقاعد البرلمان في الانتخابات القادمة.   انشغال أمريكي   ولم تكن هذه الورشة مجرد فرصة للنقاش واستطلاع للآراء، وإنما استندت اشغالها على دراسة أعدتها مؤسسة « كارينجي للسلام »، وقدمها أحد معديها الباحث المصري عمر حمزاوي. هذه الدراسة توقعت صعودا قويا خلال المرحلة القادمة لعدد من الحركات الإسلامية في ست دول عربية على الأقل.   وفيما أكدت الدراسة وجود مخاوف لدى واشنطن من أن تلجأ هذه الحركات إلى أن تجعل من الديمقراطية وسيلة للوصول إلى الحكم، ثم تنقلب عليها، إلا أن معدي الدراسة نصحوا الإدارة الأمريكية بضرورة التحاور مع هذه الحركات وقياداتها من أجل تجنب مظاهر العنف والقطيعة.   لقد كان المؤتمر الرابع للحركة العالمية للديمقراطية مناسبة أخرى، كشفت مدى انشغال الأوساط الأمريكية (والدولية) بما يمكن أن تفضي إليه التحولات الجارية، وإن كانت بطيئة، في المنطقة العربية من انقلابات جذرية في موازين القوى القائمة.   وإذا كانت انقلابات الستينات والسبعينات قد اكتست طابعا عسكريا، فإنها هذه المرة قد تكون انقلابــات سلمية وديمقراطية لصـــالح قوى تظـهر « الاعتدال »، لكن لم يقع اختبارها على مستوى الممارسة في منطقة أرهقها الاستبداد.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 13 أفريل 2006)

 

خلاص العرب في الجمع بين التأصيل و التحديث

د. أحمد القديدي (*)   عندما تقرأ الأدبيات العربية اليوم حول التقدم و الانخراط في دورة الحضارة و العولمة ومستحقات التنمية و تحليل أسباب الوهن و التخلف فانك ستدرك بلا شك بأن النخبة العربية مهما كانت انتماءاتها العقائدية و الثقافية و السياسية تبقى تدور في دوامة واحدة وهي دوامة التجاذب بين التأصيل و التحديث، والبعض يرى بأن التأصيل يأتي قبل التحديث و البعض الآخر يرى بأن التحديث مقدم على التأصيل. و يتحول الحوار بهذه الطريقة إلى جدل، والجدل إلى خصام والخصام إلى تصادم، و ينفض جمع المثقفين بالسباب و الشتيمة والتخوين إلى حين ينعقد مؤتمر قادم، فتعود طاحونة الشيء المعتاد إلى الدوران في الحلقة المفرغة !   هذه حالنا منذ قرن و ما نزال: شتات من الأفكار و منظومات من الرؤى لم تهتد إلى خط التقاء، و أحيانا تنخرط الدول و المؤسسات الرسمية و الجامعات في الجدل بدون الخروج باتفاق، كأنما خلق العرب ليختلفوا دون سائر الأمم، في عالم توصل فيه سوانا إلى نقاط وفاق في قضايا أكثر تشعبا و بين فرقاء كانوا متحاربين فوحدوا مناهج تفكيرهم وتقاربت طرق تعبيرهم بما يقدم أممهم و يدفعها نحو البناء و المناعة و القوة.   و أنا حين أقول منذ قرن فبالاعتماد على أن تاريخ صدور كتاب عبد الرحمن الكواكبي طبائع الاستبداد تم عام 1902 وهو النص الذي حلل ظاهرة القهر السياسي و الاجتماعي وارتباطها باتساع هيمنة الاستعمار و الجهل و التخلف في العالم العربي، كما أن التربص الصهيوني بالأمة العربية بدأ تقريبا في ذلك التاريخ و بدأ فعليا مع انعقاد مؤتمر مدينة بازل السويسرية لإنشاء الدولة اليهودية بزعامة المنظر الصهيوني الأول تيودور هرتزل سنة 1897، ثم إن تلك المرحلة شهدت أيضا تدشين عهد المقاومة في كل من المشرق و المغرب العربيين للمطالبة بالحريات و استعادة الهوية الإسلامية المهددة و استقلال الشعوب العربية عن الإمبراطوريات النصرانية. و تزامنت تلك المرحلة بالمؤامرات الكبرى ضد الوحدة الإسلامية مما خلده التاريخ منذ معاهدة سايكس بيكو إلى مخططات لورنس العرب وصولا إلى أحد الأهداف الرئيسة أي وعد بلفور عام 1917 و تقاسم تركة الرجل المحتضر التي تمت بإنشاء الجمهورية التركية عام 1924 و دخول العالم العربي في هجعة حضارية كرست غيابنا عن مواقع التأثير و التنمية و الإبداع.   و اليوم نجد ذاتنا بعد قرن حافل بالكفاح ليس لدينا أجوبة عن الأسئلة التي طرحها على ضمائر أجدادنا عبد الرحمن الكواكبي، وهو مؤشر على أننا أخفقنا في الانخراط في عملية التقدم , ظللنا نراوح مكاننا لا نتحرك في عالم يتحرك بسرعة مدوخة و تتدافع فيه الأمم من أجل التفوق و السبق و الطليعة. و أحسب و الله أعلم بأن العطل الحاصل في ماكينة الحضارة العربية هو ذلك الخلل العميق بين الداعين الى تحديث بدون تأصيل و بين الداعين الى تأصيل بدون تحديث. وهو خلل حفر مع الزمن تدريجيا خندقا سحيقا من سوء التفاهم و حوار التطرفات و جدل المتناقضات.   و أعتقد بأن الاحتقان الحاصل في المجتمعات العربية الراهنة سببه الظاهر هو عدم التوفيق في تحويل الرصيد الإسلامي الحضاري الثري إلى منظومة قيم و مبادئ و أصول ننطلق منها لا من غيرها لبناء التقدم و تركيز التنمية وولوج أبواب العصر. و هذا نراه مشروعا ناجحا في بلاد مسلمة مثل ماليزيا و بدأنا نراه بفضل جهود الملك الشاب محمد السادس في المغرب، و لدى غير المسلمين شهدنا على صعود نجم اليابان كقوة حقيقية جمعت بين تأصيلها و تحديثها وأصبحت تنافس القوى العظمى دون أن يتخلى الياباني عن تقاليده و دينه و عن طاعة الابن لأبيه و تقدير الزوجة لبعلها. و لنا هذه الأيام في الثورة الديمقراطية لأمريكا الجنوبية مثال ساطع اخر، حيث انتخبت شعوب فينزويلا والشيلي و البرازيل و كولمبيا و بوليفيا رؤساء من الاتجاه الغيفاري الاشتراكي المسيحي، و قريبا تلتحق البيرو و المكسيك بالقافلة في يوليو القادم، في عاصفة من عواصف التاريخ الحديث فاجأت مراصد الولايات المتحدة و تكهناتها. و ما يميز هذه الأنظمة الجديدة في أمريكا اللاتينية هو تأصيل توجهاتها في السياسة و الاقتصاد و الثقافة مع انفتاحها التحديثي على العالم و على الغرب و على أمريكا الشمالية في غير خنوع أو استلاب.   وحدنا نحن العرب ظللنا نتخاصم مع هويتنا بل و نستأصل جذورها رافعين شعار التحديث كأنما الحداثة عدوة الجذور، وذلك مبغاة رضى أسيادنا الغربيين علينا كأننا لقطاء حضارة أو أيتام مجد، بينما نحن نفرط في كنزنا الثمين من الطاقات المبدعة التي أصبحت في الشتات ضاربة في أرض الله تعمل في الجامعات و المختبرات الغربية بعيدا عن مراتع صباها ومواطن عبقريتها الطبيعية.   إن الحداثة بدون مراجعها الفكرية الأصيلة تتحول إلى عقائد فاشية و ممارسات نازية غايتها المادة و القهر بسحق إنسانية الإنسان الذي هو روح و عقل قبل أن يكون مجرد جسم بيولوجي. فالمرء ليس بهيمة ترعى الكلأ و تسعى بلا غاية لأن الله سبحانه كرمه بنعمة من أجل النعم و أعظمها شأنا حين جعله خليفة له في الأرض يعمرها لا بالمادة وحدها و إشباع حاجات الجسم كالدواب بل و قبل كل شيء بالروح و الحق و الفضيلة وهو ما عرفته الشريعة بالتطلع إلى ما وراء العرش.   (*) كاتب وسياسي من تونس   (المصدر: موقع « الوسط التونسية » بتاريخ 11 أفريل 2006)

وَطَنٌ فِي المَزَاد

شعر الدكتور عزت السيد أحمد

 

بِأَلْفِ فِلْسٍ فَقَطْ أَو نِصْفِهَا ثَمَنَا بَاعَ الفَوَارِسُ فِي أَسْوَاقِنَا الْوَطَنَا  

بَاعُوْهُ يَا أُمَّتي وَالشَّعْبُ فِيْ بَلَهٍ يَظَلُّ لِلخَائِنِ الغَدَّارِ مُرْتَهِنَا  

يُقَدِّمُ الطَّاعَةَ العَمْيَاءَ مُنْخَدِعاً أَوْ عَاجِزاً وَيَرَى فِي نَفْسِهِ الفِطَنَا  

حُكَّامُنَا أَحْبَطُوْنَا دُوْنَمَا خَجَلٍ وَدَمَّرُوْنَا وَخَلُّوْنَا بِغَيْرِ مُنَى  

وَسَرَّهُمْ صَمْتُنَا فَاسْتَرْسَلُوا عَبَثاً وَاسْتَوْرَدُوا الوَهْمَ للأَحْلامِ وَالوَهَنَا  

فَكَانَ أَوَّلَ مَا بَاعُوا كَرَامَتَهُمْ حَتَّى بِغِيْرِ حَرَجٍ بَاعُوا كَرَامَتَنَا  

وَبَعْدَهَا عَرَضُوا جَهْراً نَظَافَتَهُمْ فِي كُلِّ سُوْقٍ وَنَالُوْا مِنْ نَظَافَتِنَا  

لَمْ يَدْخُلُوا فِي مَزَادٍ أَو مُنَاقَصَةٍ بِلا مُزَاوَدَةٍ بَاعُوا هُوِيَّتَنَا  

بَاعُوا وَبَاعُوا وَلَمْ يُبْقُوا عَلَى أَمَلٍ مِنْ غَيْرِمَا خَجَلٍ بَاعُوا لَنَا دَمَنَا  

أَمَّا الفَطَاحِلُ مِنْ أَبْنَاءِ أُمَّتِنَا فَالفِعْلُ مِنْهُمْ بِكُلِّ اليَأْسِ يَصْفَعُنَا  

مُفَكِّرُوْنَ بِلا فِكْرٍٍ وَلا أَدَبٍ بِمَلْءِ بَطنٍ يَبِيْعُوْنَ العِدَا مُدُنَا  

وَغَيْرُهُمْ أُدَبَاءٌ مَا بِهِمْ أَدَبٌ مِنْ أَجْلِ جَائِزَةٍ قَدْ زَيَّنُوا الفِتَنَا  

وَعِنْدَنَا شُعَرَاءٌ مَا لَهُمْ أَمَلٌ فِي غَيْرِ بَهْرَجَةٍ زُوْرٍ تُخَالُ سَنَا  

أَمْرٌ وَحِيْدٌ فَرِيْدٌ بَاتَ يَشْغَلُنَا مَنْ ذَا سَيُنْقِذُنَا مِمَّا أَلَمَّ بِنَا  

مَنْ ذَا سَيُخْرِجُنَا مِمَّا جَنَتْ يَدُنَا مَنْ ذَا الَّذِي بَعْدَنَا يَوْماً سَيَرْحَمُنَا  

الثلاثاء 11/4/ 2006م


 

سمينار الذاكرة الوطنية

مع المناضل الكبير السيد حسين التريكي

(السبت 15 أفريل 2006)‏ – الساعة التاسعة صباحا

 

يسعدنا أن نحيط الجميع علما بأن المناضل الكبير وأحد أعمدة الحركة الوطنية السيد حسين التريكي, سوف يحل ضيفا علينا لتنشيط سمينار الذاكرة الوطنية يوم السبت 15 أفريل ‏2006‏‏ وحيث سيتطرق إلى:

 

ملف اتفاقيات الاستقلال الداخلي: نشأة المعارضة وتطوراتها

 

والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في المقر الجديد بالمؤسسة المذكور أسفله.

 

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات

العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس

الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677

البريد الإلكترونيtemimi.fond@gnet.tn

 

الموقع على الإنترنت:  www.temimi.org( باللغة العربية)

 (site en français)www.temimi.refer.org

 

 

كما نوجه إليكم بالمناسبة العدد 36 من نشرية البحث العلمي في العلوم الإنسانية والإجتماعية والتي غطت أنشطة المؤسسة خلال الثلاثة أشهر الماضية وكذا فعاليات المؤسسة  خلال الثلاثة الأشهر المقبلة.

 

(نحن لا يهمنا النجاح ولكن يهمنا الامتياز في النجاح)

البحث العلمي في العلوم الانسانية

العدد 36  أفريل / نيسان 2006

نشرية داخلية فصلية تصدرها : مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات

العنوان: عمارة الامتياز – المركز العمراني الشمالي –(1003) تونس

الهاتف  : 71751164 (00216) / 71231444 (00216) الفاكس : 71236677 (00216)

البريد الالكتروني   E.Mail : temimi.fond@gnet.tn

الموقع على الانترنت   http://www.temimi.org (باللغة العربية)

http://www.temimi.refer.org  (باللغة الفرنسية)

 

إطلالة :إعادة الاعتبار :

عندما كنت أجريت منذ أربعين سنة عديد التحريات في دور الأرشيفات التركية والفرنسية والبريطانية والتونسية بحثا عن موضوع رسالتي الجامعية, اكتشفت يومها مخزونا وثائقيا عن شخصية الحاج أحمد باي قسنطينة, وهو الأمر الذي برر اختياري لإعداد رسالتي دكتوراه الدولة، والتي سجلتها بجامعة أكس أون بروفنس. وبعد مناقشتها قمت بنشرها تحت عنوان: Le Beylik de Constantine et Hadj Ahmed Bey (1830-1837). وقد استغرق مني ذلك العمل عشر سنوات. وقد تعرضت يومها إلى عديد المضايقات ليس مجال ذكرها هنا، ولعل أهمها في نظر البعض هو أن البحث فيها قد يؤدي إلى التقليل من مكانة وشخصية الأمير عبد القادر الكارزماتية ! وكان من المستحيل علي مجابهة هذا التيار الذي كان يحدد الاتجاه العام للدولة. ولا شك أن الجيل الجديد من الجزائريين وما صاحب ذلك من مناخ فكري فاعل, أصبح يتطلع إلى تعميق الإدراك لتاريخه وقياداته الرائدة. ولعل هذا الموقف قد عبّر عنه الأستاذ عبد المجيد شيخي, المدير العام للأرشيف الوطني الجزائري، عندما تفضل وقام بتنظيم حفل تكريم على شرفنا, حضره عدد من الوزراء والمسؤولين وعلى رأسهم وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية السيد محمد بجاوي, وقد نوّه بدورنا في خدمة التاريخ الجزائري, ناقلا إلي تحيات وشكر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا للإنجازات العديدة التي حققناها عن تاريخ الجزائر. ومن جهة أخرى ذكر لي الأستاذ بوجمعة حيشور, وزير البريد والبرق والهاتف الحالي, كيف أن اطلاعه على رسالتي الجامعية عن الحاج أحمد باي، قد دفعته أن يأخذ مبادرة إعادة الاعتبار لهاته الشخصية، التي أصبحت تتمتع باحترام كامل من قبل عموم الجزائريين. وقد سررت عميقا، عندما قام د. جمال يحياوي, مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954, بوضع قرص ممغنط CD لتاريخ الجزائر, واضعا في أول صفحة صورتي الأمير عبد القادر والحاج أحمد باي سوية, وهذا ما يترجم عن إعادة الاعتبار للحاج أحمد. وقد ألقيت في هذا الحفل التكريمي الكلمة التالية :

« تخترق مخيلتي الآن ذكريات ومشاعر حفرت في قلبي منذ أول زيارة لي إلى الجزائر سنة 1966, أي منذ أربعين سنة اليوم, وكنت يومئذ مفتونا بتاريخ الجزائر من خلال الوثائق التي اكتشفتها في دور الأرشيفات التركية والفرنسية والبريطانية والتونسية, وإصراري يومئذ على الاهتمام بتاريخ إيالة الجزائر أثناء العهد العثماني، لإعداد رسالتي الجامعية عن تاريخ قسنطينة أثناء عهد الحاج أحمد باي. وقد اكتشفت عمق الفضاء الحضاري القسنطيني وجمال وإغراء الطبيعة التي زادتني افتتانا بها، وأصبحت أتردد على الجزائر كل أربعة أشهر تقريبا, ويشهد على تلك الزيارات المتكررة صديقي د. محمود بوعياد, مستشار رئيس الجمهورية الجزائرية الذي جمعتني وإياه أكثر من علاقة وتعاون علمي طوال العقود الماضية.

ثمّ تواصل ارتباطي بتاريخ الجزائر قوة ودفعا بعد أن أنشأنا المجلة التاريخية المغاربية سنة 1973 والتي أطفأت هذه السنة شمعتها الثالثة والثلاثين. وقد تمكنا من نشر مئات الدراسات التاريخية العلمية عن تاريخ الجزائر أثناء العهد العثماني ولكن أيضا تناولنا إشكاليات تاريخ الجزائر أثناء الفترة الاستعمارية وعلى الخصوص تم الاهتمام ببناء الدولة الوطنية المستقلة وساهم في ذلك الجيل الجديد من الباحثين الجزائريين وغيرهم وهم الذين تعاونّا معهم جميعا.

وعندما أنشأت مؤسستنا الأكاديمية سنة 1986, احتضنا عشرات الباحثين الجزائريين الذين منحناهم دعمنا العلمي بنشر بحوثهم أولا, ثم دعوتهم للمشاركة في المؤتمرات التي أشرفنا على تنظيمها في تونس أو في الخارج, وفتحنا لهم مكتبتنا للاستفادة من رصيدها دون قيد, وهذا إيمانا منا بتأصيل وتفعيل الشراكة المعرفية المغاربية… والتي تبقى الدعامة الأولى والأساسية لبناء الاتحاد المغاربي الحق, إذ لا بديل لنا عنه، أمام هذه المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية والمعرفية الدولية الرهيبة جدا والتي تهدد وجودنا… وليتأكد الجميع أن ما قمنا به لتاريخ الجزائر منذ أربعين سنة, قد تم بقناعة تامة بوحدة المصير المغاربي, من خلال البحث العلمي. ولا يسعني هنا إلاّ أن أشكر الزميل عبد المجيد شيخي, وأعضاده الذين تفضلوا باقتراح وتنظيم هذا التكريم باسم الجزائر والمجتمع العلمي الجزائري. والشكر كله إلى السيد رئيس الجمهورية الجزائرية الذي وجه إلينا تقديره وتثمينه لما قمنا به لتاريخ الجزائر، وهو الأمر الذي زادني تعلقا وارتباطا بتاريخ الجزائر, بل وأمدني بدفع جديد. لتحقيق المزيد من الإنجازات العلمية في المستقبل, ومن الأعماق أقول لكم شكرا جزيلا على لفتتكم الرائعة والجميلة« .

وإذا كانت الجزائر قد تفضلت بإعادة الاعتبار لشخصية الحاج أحمد باي ثم قيامها بتكريمنا والاعتراف بدورنا العلمي لكتابة تاريخ الجزائر, فلا يسعني إلا تقدير ذلك عاليا وعميقا, شاكرا للسلط الجزائرية العليا وللرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي وجه لنا رسالة تقدير وامتنان واعتراف للخدمات التي أنجزناها لتاريخ مغربنا العربي وتاريخ الجزائر بصفة خاصة, وتلك هي مكرمة رائعة وفاعلة وجميلة وجدت منا كل الترحاب والامتنان, مادامت القاعدة الشهيرة لا نبي في قومه !

 

أ. د. عبد الجليل التميمي

 

 ***

من أنشطة المؤسسة :

أولا : منشورات المؤسسة :

أنجزت المؤسسة خلال الأشهر الثلاث الماضية )جانفي/كانون الثاني 2006-مارس/آذار 2006(الأعمال التالية :

1 – المجلة التاريخية المغاربية عدد 121 (220 ص بالعربية و 141 ص بالفرنسية والاسبانية) ر د م د 8987-0330

2- المجلة التاريخية المغاربية عدد 122 ( 243 ص بالعربية و 164 ص بالفرنسية والانقليزية) ر د م د 8987-0330

3- المجلة التاريخية المغاربية عدد 123 ( 254 ص بالعربية و 191 ص بالفرنسية) ر د م د 8987-0330

 

ثانيا : المؤتمرات :

تم تنظيم المؤتمرين التاليين بتاريخ :

25-27 فيفري/شباط 2006الحوار الأكاديمي الخليجي المغاربي الثانيبالرياض بين مؤسستنا ودارة الملك عبد العزيز بالرياض وتناول الملف التالي : الشراكة البحثية والتواصل بين الخليج والمغرب العربيين : آفاقها المستقبلية, ودعي لذلك ثلة من الخبراء الخليجيين والمغاربيين لوضع استراتيجية الشراكة البحثية بين هذين الفضاءين.

29-30-31 مارس/آذار 2006المؤتمر التاسع عشر لمنتدى الفكر المعاصر حول : دولة القانون واتخاذ القرار السياسي في المغرب العربي (1955-2005), وإليكم نص بيانه الختامي :

 » بدعوة من مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات وبالشراكة العلمية مع مؤسسة كونراد أديناور, تم أيام 31.30.29 مارس/آذار 2006 عقد المؤتمر التاسع عشر لمنتدى الفكر المعاصر (المؤتمر السابع للدراسات البورقيبية) حول :

دولة القانون واتخاذ القرار السياسي في المغرب العربي (1955-2005)

افتتح المؤتمر بكلمة الأستاذ عبد الجليل التميمي (بالعربية والفرنسية) ثم كلمة د. هاردي أستري, الممثل الدائم لمؤسسة كونراد أديناور بتونس والجزائر والأردن, وكلمة الأستاذ الوزير مصطفى الفيلالي وكلمة الأستاذ المنصف وناس, باسم المشاركين, بحضور عدد من السادة الوزراء والسفراء السابقين وعميد السلك الديبلوماسي, سعادة سفير سلطنة عمان السيد علي بن أحمد العسائي, بالإضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية وعدد من المستشارين لسفارات المغرب الأقصى وفرنسا وألمانيا وبلغاريا, ومشاركة حوالي ثمانين باحثا متخصصا في علوم القانون والسياسة والتاريخ والاجتماع والصحافة والإعلام والآداب, وهم القادمون من مؤسسات وجامعات ومراكز بحثية من تونس والجزائر والمغرب الأقصى وسوريا, هذا فضلا عن عدد مرتفع من المهتمين بالشؤون المغاربية.وقد توزعت أعمال المؤتمر على عشرة جلسات قدمت خلالها اثنان وعشرون محاضرة منها محاضرتان مفتاحيتان احداهما للأستاذ الوزير مصطفى الزعنوني حول: الفكر الاقتصادي البورقيبي, وثانيهما للأستاذ محمد مواعدة حول: إشكالية مسألة الديمقراطية في المغرب العربي, وقد أثارت هذه المحاضرات عددا من الإشكاليات والمقاربات البحثية التالية :

– تاريخية وملابسات القرارات المصيرية في الفضاء العربي عامة والمغرب العربي بصفة خاصة خلال النصف الثاني من القرن العشرين, وتداعيات ذلك محليا وعربيا ودوليا, ثم تحديات النظام السياسي العربي والرهانات المستقبلية وعوامل الارتباط العضوي بين القرار السياسي البحت والمؤسسة الدستورية,

– مفهوم الديمقراطية عند بورقيبة وكيف مارسها طوال فترة حكمه, وتداعيات الممارسة الديمقراطية في عملية الانتخابات سنة 1981؛

– الرئيس بورقيبة والفكر الاقتصادي بمفهومه الشامل، وما إذا كانت لديه رؤية استشرافية حول المسألة والتي تتحكم فيها عدة عوامل داخلية وخارجية أو هل كان لديه فكر شبه سياسي وليس اقتصاديا ؛

– مفهوم دولة القانون لدى بناة الدستور التونسي وإشكاليات ذلك وآليات المشاركة الاجتماعية والسياسية لدى نقابة الأعراف بتونس.

– دولة القانون بالجزائر بين النصوص التشريعية والممارسات الفعلية بعد الاستقلال ؛

– إنجازات الرئيس هواري بومدين على عدّد من الأصعدة وتداعيات ذلك محليا ومغاربيا ودوليا.

– خصوصيات البرلمان المغربي منذ إنشائه إلى سنة 2005 والآليات التي تتحكم في نظامه الداخلي من حيث التمثيل وتبني التشريعات؛

– الملكية المغربية ودولة القانون ومسار التحولات الديمقراطية، صعودا وهبوطا ؛

– خلفيات العلاقات المغربية-الإسرائيلية ودور الملك الحسن الثاني في بلورتها من خلال علاقات سرية ومباشرة,

-تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة بالمغرب وتأثير ذلك على مضامين بناء دولة الحق والقانون.

       كيفية اتخاذ حزب البعث السوري للقرار السياسي.

وقد اختتم هاته السلسلة من المحاضرات الأستاذ محمد مواعدة, رجل التجربة الميدانية بالمتغيرات الجيوسياسية العربية, عندما ارتبط بعلاقات مباشرة مع العديد من الشخصيات السياسية ومع مختلف تيارات المعارضة العربية. وقد اختار ولأول مرة تونس والمؤسسة بصفة خاصة, ليتحدث عن اشكاليات مسألة الديمقراطية في المغرب العربي. وقد نادى بقناعة بتفكيك الواقع العربي الحالي, ذلك إن المؤتمرات حول هذا الملف غلب عليها الوصف والتكرار والشعاراتية, وهو ما يفسر حالة الأزمة التي نعيشها, وحمل الجميع مسؤولين ومثقفين, حالة التردّي التي آلت إليه الأمة العربية, ونادى بتبني مفاهيم جديدة للخروج من التنظير الحزبي الضيق إلى التنظير المدني, ونادى بالتمييز بين الإسلام كنظام متكامل والديمقراطية كنظام آخر له ثوابته وأسسه مع السعي إلى تبيئة المفاهيم الحديثة لتطوير المجتمع العربي. كما ألح على تشبيب هياكل الدول والمجتمع ومنح الجيل الجديد الثقة في تغيير الوضع الحالي.

وقد صاحب ذلك حوار في منتهى الأهمية, اتسم بالمسؤولية العالية وتم تبادل الرأي في مناخ من حرية التعبير, حيث أثيرت عديد الملفات المغاربية الجيوسياسية والاقتصادية والتي شغلت الرأي العام المغاربي والعربي منذ الاستقلال حتى اليوم, وحيث لم توفق الأنظمة السياسية المغاربية في إيجاد الحلول الملائمة لها مثل تحقيق الاتحاد المغاربي. وعليه استوجب دعوة المغاربيين كل من موقعه, لتبني أسلوب جديد للحراك السياسي والاجتماعي والمطالبة بتعميق الاستشرافات مع المتخصصين المغاربيين والقطع مع الشخصنة والانفراد بأخذ القرارات الحاسمة والمصيرية والتي اتسمت بها عموم القيادات السياسية المغاربية خلال النصف الثاني من القرن الماضي. كما تناولت الاقتراحات والمناقشات التي تقدم بها المشاركون, تفعيل مؤسسات المجتمع المدني التي تعد اليوم البديل السليم للمساهمة في تطبيق الإصلاحات الدستورية, ذلك أن حجم التحديات التي تواجهها شعوبنا المغاربية, تشكل أخطر الرهانات المفروضة علينا…وقد تفرع النقاش ليثير قضايا عديدة ذات بعد استراتيجي ومستقبلي للمغرب العربي. وتثمينا لتعزيز مثل هذه المؤتمرات الهادفة في إطار منتدى الفكر المعاصر, خصص المشاركون جلسة استعرضوا فيها أهم قضايا الساعة على مستوى المغرب العربي, ودعوا إلى عقد المؤتمر القادم حول الملف التالي: دور المجتمعات المدنية في تبني آليات جديدة لتحقيق الاتحاد المغاربي، ومن المؤمل أن يتم في أواخر شهر مارس 2007.

وفي الختام يرفع المشاركون تقديرهم العالي لمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات الرائدة, للتنظيم المحكم للمؤتمر وهو ما منحه قيمة معرفية ثابتة ومشرفة لتونس والوطن العربي برمته, باعتبار أن المؤسسة بفضل إنجازاتها البحثية المختلفة, منحت للباحث العربي مكانة وموقعا علميا متقدما عربيا ودوليا.كما أن المشاركين ينتهزون هاته الفرصة لشكر مؤسسة كونراد أديناور وممثلها الدائم د. هاردي أستري الذي أبدى اهتماما خاصا للتعاون والشراكة البحثية الأورو-عربية. كما يرفع الجميع الشكر, لعموم كل الباحثين المغاربيين الذين ساهموا في فعاليات هذا المؤتمر وإنجاحه علميا« .

****

ثالثا : سمينارات الذاكرة الوطنية ومنابر النقاش التي تم إنجازها خلال الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2006 :

7 جانفي 2006 منبر نقاش : مع السادة محمد إدريس, ومحمد رجاء فرحات والطاهر بوسمة, حول : دور الحركة المسرحية في مسارات بناء المجتمع التونسي.

14 جانفي 2006 منبر نقاش : « قراءة حول ما بعد الحداثة والأزمة الترابطية : نحن والأخر في الزمن الحاضر : التقييم النقدي« , وقد قام بتنشيطه كل من الأستاذين الشاذلي العياري ومصطفى الفيلالي.

: 28 جانفي 2006 منبر نقاش حول : دور علي بن عياد الطلائعي في المسرح, وقد نشطه الشاذلي بن يونس ومحمد إدريس ومحمد رجاء فرحات وزبير التركي وآخرون…

– 11 فيفري 2006 سمينار الذاكرة الوطنية حول الحبيب عاشور وقد نشطة الأستاذ عبد السلام بن حميدة والنقابي الصادق علوش وعدد من الوزراء السابقين : الصادق بن جمعة ومحمد الناصر والشاذلي العياري ومحمد بالحاج عمر…

18 فيفري 2006 سمينار الذاكرة الوطنية مع الأستاذ الطاهر بوسمة : خواطر وذكريات والٍ في العهد البورقيبي.

4 مارس 2006  سمينار الذاكرة الوطنية مع سعادة السفير محمود بالسرور حول : انطباعاته حول جنوب شرق آسيا.

11 مارس 2006 سمينار الذاكرة الوطنية مع المناضل الشيوعيعبد الحميد بن مصطفى, تقديم أ.د. حبيب القزدغلي.

– 18 مارس2006, سمينار الذاكرة الوطنية مع السيد الصادق بن جمعة.

25 مارس 2006 : سمينار الذاكرة الوطنية مع السيدة فتحية مزالي حول : بدايات التنظيم العائلي بتونس .

– 01 أفريل 2006, سيمنار الذاكرة الوطنية معد. صالح المهدي حول الموسيقى التونسية.

المؤتمرات والسمينارات التي برمجت مستقبلا :

نقدم للقارئ برمجة مبدئية لسمينارات الذاكرة الوطنية وكذا منبر نقاش التالية ابتداء من 15 أفريل 2006 :

أولا :15 أفريل 2006 سمينار الذاكرة الوطنية : مع الأستاذ حسين التريكي حول :اتفاقيات الاستقلال الداخلي : نشأة المعارضة وتطوراتها.

ثانيا : 06 ماي 2006 سمينار الذاكرة الوطنية : مع د. صالح المهدي حول أدواره الموسيقية بعد 1956.

ثالثا : 13 ماي 2006 منبر نقاش حول : الحراك النقابي 1976-1986 ودور فاعلين نقابيين فيه, صالح الزغيدي والجنيدي عبد الجواد.

رابعا : 20 ماي 2006 : منبر نقاش حول : بدايات هيكلية البحث العلمي في مركز السيراس وإنشاء مشروع استشرافي للشراكة بين مؤسسات البحث العلمي, يشرف عليه الرواد الأوائل للسيراس.

خامسا : 27 ماي 2006 سمينار الذاكرة الوطنية : مع الأستاذ الحبيب الجنحاني.

سادسا : 03 جوان 2006 سمينار الذاكرة الوطنية مع السيد مصطفى المصمودي حول الإعلام.

سابعا : 10 جوان 2006  سمينار الذاكرة الوطنية مع السيد مصطفى الزعنوني.

ثامنا : 17 جوان 2006 سمينار الذاكرة الوطنية منبر نقاش حول : بناء مقومات الجهة التنموية : الإطار النظري للفضاء المغاربي وسبل التأسيس.

وهناك سمينارات أخرى مع عدد آخر من ذوي التيارات والمنابر المختلفة من سياسيين ونقابيين وسفراء ومناضلين…

المؤتمرات التي برمجت تنظيمها :

أولا22-24 جوان 2005 المؤتمر العشرون لمنتدى الفكر المعاصر حول : الرقباء والرقابة بين السياسي والديني في المجتمعات العربية, وسيتم هذا المؤتمر بالشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور بتونس وإليكم نص المنشور الأول :

« كانت مؤسستنا قد نظمت ثلاثة مؤتمرات حول الرقابة الفكرية في العالم العربي, إلا أن أعمالها جميعا قد خضعت بدورها للرقابة, فلم يسمح بظهورها حتى يوم الناس هذا. وعليه فإن الالتزام الذي تبنيناه في هذا الملف الساخن, يفرض علينا مجابهة كل الصيغ اللاعقلانية, حيث كانت الرقابة تمثل أبرز مظاهرها, وهي إحدى مخلفات الزمن الغابر. وكانت دوما عدوا لحرية التعبير في العالم العربي وحتى الدولي. غير أن الإنترنت والوسائط التقنية للمعلومات، كانت وراء بروز عصر جديد للحرية بصفة عامة أو الحرية الفكرية بصفة خاصة, وفي هذا الإطار سوف ننظم المؤتمر الرابع حول الرقابة وهو المؤتمر العشرون لمنتدى الفكر المعاصر والذي يعالج الموضوع :

الرقباء والرقابة بين السياسي والديني في المجتمعات العربية

وسيتناول المحورين التاليين :

– مؤسسة الرقابة, إدارتها وأنظمتها الداخلية ؛

أ – وسائط المعلومات الجديدة وتأثيرها على المؤسسات والإيديولوجيات.

ب – العولمة ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ONG.

– توسيع الحقل السياسي ونتائجها حول مؤسسة الرقابة.

أ – واقع وآفاق التمثيل الشعبي والحريات الديمقراطية.

ب – مؤسسة الرقابة في ظل الأنظمة الديمقراطية.

ت – مجال التدخل الديني.

ث – الديني والحريات.

ج : الإلتزام الشعبي والديني.

ينعقد هذا المؤتمر بين 24.23.22 جوان/حزيران 2006 في المقر الجديد للمؤسسة بالمنطقة العمرانية الشمالية لتونس-عمارة الامتياز. وسيتكفل المنظمون بتغطية نفقات الإقامة في أحد نزل العاصمة وهذا بالنسبة للمشاركين الذين قبلت بحوثهم من قبل اللجنة العلمية للمؤتمر. »

ثانيا :8.7.6 سبتمبر/أيلول 2006 : المؤتمر الثاني عشر للدراسات العثمانية حول : – العلاقات السياسية والتجارية والاجتماعيةوالثقافية بين الإيالات العربية أثناء العهد العثماني. ومؤسسة الانكشارية في الدولة العثمانية (وإليكم نص المنشور الأول) :

«  عندما اتجه العثمانيون نحو المشرق ثم المغرب العربيين، كانت الأوضاع فيهما، قد بلغت حالة من الترهل الحضاري والتفكك السياسي والركود الثقافي والفكري، وابتدأت مع العثمانيين دورة جديدة من التاريخ العربي، قد يختلف في تقييمها المؤرخون والدارسون سلبا أو إيجابا، غير أنها تبقى مجالا للبحث والتمحيص, وفقا لما تكشفه الوثائق والمخطوطات ومدونة الآثار العثمانية وجميعها تشكل المصادر الأساسية والجديدة لدراستها. ولا شك أن بعض جذور القوانين للدول العربية الحالية, ترجع إلى هيكلية الإيالات التي ظهرت في العهد العثماني. ثم إن الحدود بينها كانت هي التي وقع التوافق عليها بين الولاة العثمانيين. وبقيت مفتوحة على بعضها البعض، ولم تكن حدودا بالمعنى المعاصر للكلمة. ولم تقف حاجزا أمام التواصل والتبادل التجاري والثقافي، كما لم تحل دون حركة البشر في مختلف الاتجاهات، بين المشرق والمغرب بادئ الأمر، وبين البلاد العربية وبقية أرجاء الفضاءات الجيوسياسية للدولة العثمانية برمتها, وإنه من الغريب أن معلوماتنا مازالت شحيحة للعلاقات البينية في إطار الإيالات العربية أثناء العهد العثماني. وفي هذا الإطار, لعب الجيش الإنكشاري دورا محوريا, في تسيير دواليب الدولة بمختلف الإيالات, وهو ما أثر على تصور الأفراد والنخب تجاه السلطة، ثم كيفية تسييرها ومكانة الجيش فيها. ولكل ذلك فإن المشاركين في المؤتمر الحادي عشر للدراسات العثمانية المنعقد في المؤسسة في أكتوبر/تشرين الأول 2004, أوصوا بتنظيم المؤتمر الثاني عشر للدراسات العثمانية حول الموضوع التالي :

– العلاقات السياسية والتجارية والاجتماعيةوالثقافية بين الإيالات العربية أثناء العهد العثماني.

ومؤسسة الانكشارية في الدولة العثمانية.

المحور الأول : العلاقات البينية للإيالات العربية خلال العهد العثماني :

أ – العلاقات السياسية ؛ ب – العلاقات التجارية ؛ت – العلاقات الاجتماعية ؛ث – العلاقات الثقافية.

المحور الثاني : مؤسسة الإنكشارية في الدولة العثمانية :

أ – جذورها وهيكلتها ؛ ب – دورها وأهميتها في مؤسسات الدولة ؛ ت – الإنكشارية والمجتمعات العربية.

سينعقد هذا المؤتمر بالمقر الجديد للمؤسسة بتونس العاصمة في الفترة 8.7.6 سبتمبر/أيلول 2006, وعلى ضوء ذلك فإننا نضع أمام كل المشاركين الإقامة بأحد نزل العاصمة (التفضل بمخابرة المؤسسة بهذا الغرض).

ثالثا :4.3.2 نوفمبر 2006 : المؤتمر الثامن لمدونة الآثار العثمانية في العالم حول :

·       الهوية في الآثار العثمانية : التكوين والعناصر المؤسسة لها ؛

·        المهندسون المعماريون العثمانيونوالعرب وعلاقتهم بمركز الدولة العثمانية ؛

·       القصور والحدائق الملوكية والهندسة العائلية للبيوت : الأساليب المحلية والتأثيرات المتبادلة ؛

·       التحريات الجديدة حول علم المسكوكات والنقوش.

رابعا :ديسمبر 2006 : دور الجامعات والمراكز العربية في بناء مجتمع التنمية والبحث العلمي.

خامسا : ظاهرة انتشار السرقات العلمية في البلاد العربية اليوم…

ثالثا : شبكة الاتصالات العربية والدولية :

الرياض : 25-26 فيفري 2005 تحول الأستاذ عبد الجليل التميمي إلى الرياض للإشراف والمشاركة في المؤتمر الخليجي-المغاربي الثاني.

الجزائر : 18-22 مارس 2006 : لحضور المؤتمر السادس عشر للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات وحضور حفل وقع تكريمي له من قبل الأرشيف الوطني الجزئري, تقديرا للخدمات العلمية التي قدمها لتاريخ المغرب العربي والجزائر بصفة خاصة (راجع الإطلالة أعلاه)

الكويت : 68 أفريل 2004 بدعوة من رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين لحضور حفل افتتاح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي

 

رسائل الشفافية والصدق :

 

* السرقات العلمية في البلاد العربية :

لقد تعددت ظاهرة السرقات العلمية في الجامعات والمراكز والمنتديات الأدبية, ونسمع باستمرار عن صيغ جديدة للاحتيالات والسطو على أعمال الآخرين, وعديدة هي رسائل الدكتوراه التي تناقش في الجامعات الأور-أمريكية وهي عبارة عن سطو لأعمال قدمت بالعربية, ولا يعلم عنها الأساتذة المشرفون شيئا, وكثيرة هي الرسائل التي انتحلت أعمال أصحابها ونسبتها إلى نفسها أو قامت بترجمة أعمال ونسبوها إلى أنفسهم، دون حياء ولا احترام لأبسط القواعد العلمية الأخلاقية. وهناك من يكلف تجار المعلومات لإعداد رسالة دكتوراه مقابل مبلغ مالي مرتفع أو شراء ذممهم أو الوعد بمناصب في دولة بترولية, لقد استفحل هذا الفيروس الخطير في عرض البلاد العربية وطولها, وهو الأمر الذي أدى إلى ضرب مستوى الشهادات الجامعية العربية دون استثناء، حيث هبط مستواها. وعلى الرغم من توجيه عديد التقارير إلى وزراء التعليم العالي العرب, منبهين إياهم إلى هذا المرض العضال الذي أصاب في الصميم الشهادات الجامعية العربية, إلا أنهم لم يفعلوا شيئا، لوقف هذا النزيف الخطير, بل إنهم غضوا الطرف عن ذلك, وعملوا على ترقية هؤلاء المنتحلين إلى الدرجات العليا ومحاباتهم والدفاع عن سرقاتهم والتي لا يمكن قبولها البتة, وتلك هي خطيئة كبيرة. وعلى ضوء ذلك سوف ننظم في المستقبل مؤتمرا حول : السرقات العلمية في البلاد العربية… وهذه رسالتنا والتي لن نتراجع عن آدائها…

* تداعيات الحوار الخليجي المغاربي الثاني :

هاته المبادرة التي أخذتها مؤسستنا ودارة الملك عبد العزيز سوية منذ ثلاث سنوات وتوجهت بعقد المؤتمر الأول بتونس والثاني بالرياض, أصبحت علامة إيجابية جدا في تفعيل الشراكة البحثية عربية-عربية, حيث انعدمت أو تكاد المخابر البحثية بين المغرب والمشرق العربيين, وانعدمت قنوات الاتصال العلمي بين العرب فيما بينهم، إلا بالقدر المحتشم والذي ليس له تأثير مباشر على صيرورة وآليات البحث العلمي. وقد نادينا بتفعيل الشراكة البحثية عربية-عربية. وأذهب إلى الاعتقاد أن هاته التجربة, وجب تعميمها مع التأكيد على حسن اختيار المشاركين من الساحتين، بقطع النظر عن كل الاعتبارات والسعي إلى منح الثقة إلى الباحثين والباحثات العرب الشبان, والذين هم عماد البحث العلمي في المستقبل.

ولا شك أن عقد المؤتمر الثالث القادم بفاس يترجم عن أهمية هاته المبادرة المعرفية والتي أصبحت من الثوابت التي نعمل من أجلها بإيمان وإخلاص.

(المصدر: مراسلة اليكترونية وزعتها مؤسسة التميمي للبحث والمعلومات بتاريخ 13 أفريل 2006)

 
 


مئات الصحفيين المصريين يتظاهرون مطالبين بإلغاء الحبس

 

القاهرة 12 أبريل (رويترز) – تظاهر مئات الصحفيين المصريين يتقدمهم النقيب جلال عارف يوم الاربعاء أمام مجلسي الشعب والشورى (مجلسي البرلمان) للمطالبة بالغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر التي وعد الرئيس حسني مبارك منذ أكثر من عامين بالعمل على الغائها.

 

وطالب المتظاهرون بزيادة الاجور أيضا.

 

وكتبت على لافتات رفعها المتظاهرون شعارات « أيها الصحفيون فكروا ألف مرة قبل أن تكتبوا فالسجن مصيركم » و »إلغاء الحبس في قضايا النشر ضمان لحرية التعبير » و »لا لحبس الصحفيين في قضايا النشر » و »سرقوا المليارات وأجورنا فتات ».

 

وفي مؤتمر عام للصحفيين عقد في فبراير شباط عام 2004 قال عارف ان مبارك أبلغه بأنه سيعمل على الغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر.

 

ومنذ ذلك الوقت لم تقدم الحكومة الى مجلس الشعب مشروع قانون لالغاء العقوبة المنصوص عليها في قانون تنظيم الصحافة وقانون العقوبات. وأضيفت العقوبة في قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي صدر في العام الماضي لتطبق على من يثبت أنه سب وقذف المرشحين للانتخابات.

 

ووافقت لجنة الشؤون التشريعية والدستورية في مجلس الشورى يوم الاربعاء على رفع الحصانة البرلمانية عن ابراهيم نافع رئيس مجلس ادارة مؤسسة الاهرام الصحفية ورئيس تحرير الاهرام سابقا للتحقيق معه في اتهامات بإهدار ملايين الجنيهات من أموال المؤسسة.

 

وقال نافع انه كان يتقاضي أجورا سنوية 3.5 مليون جنيه (ستمئة ألف دولار). غير ان الصحفيين الشبان يتقاضى الواحد منهم بضعة ألوف من الجنيهات في العام.

 

وقالت الحكومة انها أعدت مشروع قانون لالغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر يتضمن تغليظ عقوبة الغرامة في قضايا القذف والسب بطريق النشر.

 

وقال عارف خلال المظاهرة « نحن ننتظر المشروع لكي نقول رأينا فيه ونتمنى أن يكون المشروع مستمدا اسسه من المشروع الذي قدمه مجلس النقابة. »

 

وأضاف أنه يتمنى أن يكون مشروع القانون الذي أعدته الحكومة « خطوة على طريق الديمقراطية وطريق الاصلاح السياسي في مصر. »

 

ويقول صحفيون ان مسؤولين متورطين في قضايا فساد يحولون الى الان دون الغاء العقوبة. ويقول مسؤولون ان الغاء العقوبة يفتح الباب لحملات صحفية قد لا تستند الى معلومات صحيحة.

 

وقال رئيس تحرير صحيفة الفجر المستقلة عادل حمودة لرويترز انه يخشى أن يندم الصحفيون اذا ألغيت عقوبة الحبس.

 

ومضى يقول « ما عرفناه عن الغرامات المتوقعة كارثة. حسب معلوماتي… الغرامة (في دعوى يرفعها) مواطن عادي 40 ألف (جنيه) و(دعوى يرفعها الموظف العام) 60 ألف (جنيه). هناك اقتراح أن تدفع الصحيفة نفس الرقم (الذي يدفعه الصحفي).

 

« (هذا) بخلاف التعويض المدني… عشرة أضعاف الغرامة. »

 

وأضاف أن الصحفي الذي سيفشل في سداد الغرامة سيخدم في قسم شرطة لمدة 60 سنة تقريبا.

 

وتتيح السلطات لمن يفشلون في سداد غرامة صادر بها حكم قضائي نهائي العمل في قسم شرطة مقابل خصم جنيهات قليلة من الغرامة عن كل يوم خدمة.

 

وفي ختام المظاهرة التي استمرت أكثر من ساعة نظم عشرات من المتظاهرين مسيرة مرت بشوارع وسط القاهرة نحو مبنى نقابة الصحفيين رددوا خلالها هتافات تقول « اللي حيحبس صحفيين بكرة يشرف في الزنازين » و »عايزين صحافة حرة العيشة بقت مرة ».

 

من محمد عبد اللاه

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 13 أفريل 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

 

العثماني يتحدث بفرنسا عن « حكومته المقبلة »

الرباط – الأمين الأندلسي

 

استقبال حافل لقيه سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، خلال زيارة قام بها لباريس، وأسئلة كثيرة وجهتها وسائل إعلام له حول ملامح حكومة قد يشكلها الحزب حال فوزه بالانتخابات المقبلة عام 2007.

 

واعتبر المراقبون هذه الأسئلة مؤشرًا قويًّا على ما تتداوله بقوة الأوساط السياسية المغربية منذ أشهر حول استعدادات الحزب ذي التوجهات الإسلامية لتحقيق مفاجأة بالانتخابات.

 

والتقى العثماني خلال زيارته لفرنسا التي اختتمها اليوم الأربعاء 12-4-2006 بقيادات سياسية فرنسية رفيعة، من بينها رئيس حزب « الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية » فرانسوا بايرو، المسئول بالحزب الاشتراكي مارك برو، والرئيس الشرفي لحركة المقاولات الفرنسية فرانسوا بيريجو، وسياسيون آخرون.

 

وخلال تلك اللقاءات تحدث العثماني عن « الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المغرب »، إضافة إلى « قضية الصحراء المغربية » وسبل حلها.

 

ورافق الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في زيارته النائب البرلماني الحسن الداودي، ورضا بن خلدون مسئول العلاقات الخارجية بالحزب، وأبو بكر بلكورة رئيس الجماعة الحضرية (المجلس البلدي) لمدينة مكناس، وهو أول مجلس بلدي لمدينة كبيرة يرأسه حزب العدالة والتنمية.

 

حكومة من 30 وزيرًا

 

وفي حوار أجرته معه مجلة « جون أفريك » الفرنسية قال العثماني، ردا على سؤال: إنه في حال فوز حزبه في الانتخابات التشريعية المقبلة، فإنه سيساند إقامة حكومة لا يتعدى عدد وزرائها عن 30 وزيرا، بدلا من الحكومة الحالية التي تضم أكثر من 40 وزيرا.

 

وتطرق العثماني إلى قضايا الإصلاح الاجتماعي، قائلا: إن « مجال الآداب العامة لا يجب أن تكون شأنا حكوميا، وإنما أمرا يهم المجتمع ككل »، مضيفا أنه عندما يتعلق الأمر بظواهر اجتماعية كالمخدرات والدعارة « يمكننا أن نشرع (قوانين)، غير أن الحلول الحقيقية تظل رهينة بالديناميكية الاجتماعية والتوعية والإعلام والتربية ».

 

وفي محاضرة ألقاها خلال الزيارة سرد العثماني بعض الإصلاحات التي أدخلها المغرب مؤخرا، وأهمها توسيع مجال الحريات في الصحافة والجمعيات الأهلية، واحترام حقوق الإنسان عبر إنشاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وهيئة الإنصاف والمصالحة وديوان المظالم، وإنشاء الهيئة العليا للإعلام المرئي والمسموع، إضافة إلى إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

 

غير أن هذه الإنجازات المختلفة على المستوى السياسي -بحسب العثماني- لم تواكبها إصلاحات في المجال الاجتماعي والاقتصادي؛ « حيث ما زالت هناك بعض الإكراهات »، مضيفا أن حزبه يمارس « معارضة بناءة، ويعمل في إطار الملكية الدستورية للمساهمة في تنمية مغرب حداثي مزدهر وديمقراطي ومتضامن ».

 

تمهيد الطريق

 

وكان العثماني، وهو طبيب نفسي، لمح في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي إلى إمكانية قيادة حزبه للحكومة المقبلة.

 

كما أوضح استطلاع للرأي قبل نحو شهرين أجراه « المعهد الجمهوري الدولي » في المغرب، وهو هيئة أمريكية للبحث، أن حزب العدالة والتنمية سيفوز بأغلبية كبيرة في الانتخابات التشريعية المقبلة بنسبة لا تقل عن 47%، متقدما في ذلك على الحزبين الرئيسيين في البلاد، وهما حزب الاستقلال، وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

 

ويسعى حزب العدالة والتنمية منذ عدة أشهر إلى تنمية علاقات مع مختلف القوى الفاعلة على الساحة الدولية، وتلك التي يرتبط معها المغرب بعلاقات وثيقة.

 

وتأتي زيارة الزعيم الإسلامي المغربي إلى فرنسا قبل بضعة أسابيع من زيارة من المقرر أن يقوم بها إلى الولايات المتحدة. وسبق للعثماني زيارة أسبانيا والجزائر في عام 2005. واعتبرت وسائل إعلام مغربية أن تلك الزيارات محاولة للتخفيف من تخوف تلك البلدان التي تحظى باهتمام كبير في السياسة المغربية في حال وصول إسلاميين للسلطة.

 

وكان عضو البرلمان والقيادي في حزب العدالة والتنمية محمد بوليف قال في تصريحات خاصة لـ »إسلام أون لاين.نت » مؤخرا: إن زيارة العثماني إلى الولايات المتحدة ستكون بدعوة من مؤسسة قريبة من الحزب الديمقراطي (المعهد الديمقراطي الأمريكي)، وهي ليست دعوة رسمية من الحكومة الأمريكية.

 

ويرتقب أن يستقبل العثماني خلال زيارته أيضا عددا من النواب الأمريكيين في مقر الكونجرس، كما سيقوم بلقاء أعضاء عدد من الجمعيات المغربية والشخصيات الإسلامية في الولايات المتحدة.

 

ويتفق سياسيون وإعلاميون مغاربة على أن خريطة التحالفات الحزبية تعيش « اضطرابا غير مسبوق » قبل الانتخابات التشريعية التي يرون أنها ستكون مختلفة، باعتبار أنها قد تفرز لأول مرة حكومة ينخرط فيها الإسلاميون.

 

وذكرت مصادر سياسية مغربية مطلعة لـ »إسلام أون لاين.نت » أن القصر الملكي في المغرب يمهد الطريق أمام انضمام حزب العدالة والتنمية للحكومة المقبلة، من خلال دعم تقارب غير مسبوق بدأ يتبلور مؤخرًا بين الحزب والجبهة الاشتراكية ذات التوجه اليساري، وأحد طرفي الائتلاف الحاكم حاليا في المغرب.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 12 أفريل 2006)

 

«اننا نحاربهم هناك حتى لا نحاربهم هنا»

جهاد الخازن

 

الكل يعرف ان الحرب على الارهاب فشلت، فمنذ احتلال العراق في آذار (مارس) 2003 زاد الارهاب بدل أن ينقص، وادارة بوش تعرف هذا ولكن لا تعترف به لذلك أصبح الرئيس بوش يتحدث في الآونة الأخيرة عن مواجهة «الراديكالية الاسلامية».

 

اليوم لن أبدي رأياً واحداً من عندي وانما سأتوكأ على كتاب بعنوان «الهجوم الجديد: فشل الارهاب على الارهاب واستراتيجية للنجاح» من تأليف ديفيد بنجامين وستيفن سايمون، فهو موثق ودقيق ويضم معلومات استقيت من مصادر أولية. ولم أسمع منذ صدور الكتاب أن أحداً في الادارة أنكر شيئاً ورد فيه.

 

المؤلفان يذكّران قراءهما بأن وزارة الخارجية أعلنت هبوط العمليات الارهابية حول العالم في 2003 عنها في 2002، غير ان الوزير في حينه، كولن باول تراجع بعد ذلك فأعلن وجود خطأ، واعترف بزيادة الارهاب. وعادت وزارة الخارجية في تقرير سنة 2005 لتحذف أعمالاً ارهابية قالت ان من الصعب تحديدها، غير أنه تبين بسرعة ان العمليات الارهابية زادت ثلاثة أضعاف سنة 2004 عنها سنة 2003. ويبدو ان الزيادة استمرت السنة الماضية.

 

الرئيس بوش يكرر عبارة مفضلة عنده هي «اننا نحاربهم هناك حتى لا نحاربهم هنا»، غير ان المؤلفين يقولان ان هذه الاستراتيجية أدت الى مرابطة 150 ألف جندي أميركي في الخارج، والى توفير تربة خصبة لتفريخ الارهابيين. وأزيد انها أيضاً قتلت عشرات ألوف العراقيين، من دون سبب على الاطلاق طالما انه ثبت الآن ان العراق لم يكن يملك أسلحة دمار شامل أو علاقة بالقاعدة. والكتاب يتهم ادارة بوش باستخدام استراتيجية قديمة، وضعت لمحاربة دول، ضد عدو لا دولة له ولا مقر. وأكثر الارهاب يجري من طريق جماعات محلية لا علاقة لها برئاسة القاعدة، لذلك فالزعم أن أفضل أسلوب للدفاع هو الهجوم لا يصلح في هذه الحالة، لأنه لا يوجد هدف واضح يمكن أن يهاجم.

 

يجب الاعتراف بأنه لم تقع أعمال ارهابية منذ 2001 في داخل الولايات المتحدة، ولكن الثمن كان زيادتها حول العالم، وسقوط ناس أبرياء ضحايا من دون سبب سوى ان الادارة الأميركية مستعدة للتضحية بالآخرين لانقاذ مواطنيها.

 

كلنا يعرف الثمن في العراق، وفي لندن ومدريد وبالي وغيرها. غير ان هناك ثمناً آخر دفعه العرب والمسلمون في الولايات المتحدة، والكتاب يضم تفاصيل كاملة عنه. باختصار، أرغمت السلطات الأميركية 80 ألف عربي ومسلم على تسجيل بصمات أصابعهم، وأخضعت ثمانية آلاف آخرين لاستجواب مكتب التحقيق الفيديرالي، وسجنت خمسة آلاف غيرهم ضمن مبادرة مكافحة الارهاب والاجراءات الوقائية. ولم تتجاوز أكثر التهم مخالفة قوانين الهجرة، أو الادلاء ببيانات كاذبة، بل لم تكن هناك تهمة أحياناً، وانما إيقاف العربي أو المسلم كشاهد. وماذا حققت الادارة في النهاية؟ لا شيء. لا شيء اطلاقاً فقد كانت نتيجة هذا الجهد كله صفراً مقابل 93 ألفاً، لأنه لم يتهم أحد بالارهاب. (زكريا الموسوي اعتقل قبل ذلك).

 

مع ذلك فاخرت الادارة بأنها حصلت على أكثر من 400 ادانة جرمية، وأكثر من 200 ادانة بتهم «ذات علاقة بالارهاب». الا انها لا تقول ان معظم الادانات كان لمخالفات بسيطة، ومن دون عنف مثل الاحتيال على قوانين الهجرة وتقديم بيانات زائفة. ودرست «واشنطن بوست» السنة الماضية الادانات، ووجدت ان جزءاً بسيطاً منها له علاقة بالارهاب، والمقصود هنا ان المتهم يعرف ارهابيين لا أنه مارس الارهاب. ووجد معهد أبحاث في سيراكيوز ان متوسط الأحكام في القضايا «الارهاب» خلال السنتين اللتين تلتا أيلول (سبتمبر) 2001 كان 14 يوماً فقط، ما يثبت ان التهم لم تكن بسبب الارهاب. وقال مركز القانون والأمن التابع لجامعة نيويورك «ان الحرب القانونية على الارهاب أدت الى نتائج ملموسة قليلة، فلم تكن هناك تقريباً أي إدانات، أو أي تهم تعكس جرائم خطرة».

 

وثمة قضايا نالت تغطية اعلامية واسعة، فالمحامية لين ستيوارت التي دافعت عن الشيخ عمر عبدالرحمن كانت سنة ألفين أعطت الصحف تصريحاً من الشيخ، على رغم وجود حظر رسمي على ذلك، فكان ان سحب حقها في رؤية موكلها في السجن، وأرغمت على توقيع تعهد يقيد حريتها عندما ترى الشيخ من جديد. ولكن بعد 11/9/2001 اتهمت الادارة ستيوارت بتقديم «دعم عملي للارهاب»، وهي دينت في أوائل السنة الماضية على أساس أدلة عرضية ومشبوهة، وبما انها في الخامسة والستين، ومصابة بالسرطان، فالأرجح أن تموت في السجن. ثم هناك قضية البروفسور سامي العريان في جنوب فلوريدا، فقد برأه المحلّفون من بعض التهم، وقضوا ببراءته بغالبية عشرة مقابل اثنين في تهم أخرى. ونسبت مجلة «تايم» الى مصدر في (اف بي آي) قوله ان المكتب تعرض لضغوط في أواخر 2002 لتقديم البروفسور العريان الى المحاكمة على رغم ضعف الأدلة. والقائمة طويلة وربما زدنا هنا الإمام في الجيش الأميركي جيمس يي والمترجم أحمد الحلبي اللذين اتهما ثم أسقطت التهم الرئيسية عنهما.

 

المؤلفان يقولان إن أساليب الادارة أدت الى شعور العرب والمسلمين داخل أميركا بعدم الثقة بأجهزة الأمن الأميركية والى عداء كبير للولايات المتحدة في الخارج. وأصبح العرب والمسلمون يرون عن حق (عبارة المؤلفين) ان الادارة تستهدفهم، وتهمل حكم القانون وحقوق الانسان، وعلى المدى الطويل فالاستياء من اجراءات الادارة تهديد أكبر للأمن القومي، ومصدر محتمل للهجوم المقبل.

 

الادارة لا تزال تكابر، وتكذب على رغم فشلها العسكري وعلى كل صعيد آخر، واذا نظر قارئ الى موقع الادارة على الانترنت ومعناه «الحياة والحرية» سيفاجأ بما تسجل الادارة من انجازات لنفسها، فهي قتلت أو أسرت ألوف الارهابيين من القاعدة، وهي «تربح الحرب على الارهاب بعزم لا يلين وتعاون غير مسبوق».

 

الارهاب زاد، وأسامة بن لادن لا يزال طليقاً على رغم ان الادارة طلبته «حيّاً أو ميتاً»، والعراق يفرخ ارهابيين جدداً كل يوم، والعداء لأميركا وسياستها يتأصل حول العالم، ولكن ادارة بوش انتصرت، أو هكذا تقول.

 

(المصدر: ركن « عيون وآذان » بصحيفة الحياة الصادرة يوم 13 أفريل 2006)

 


بـديـلُ حماس مُـرعـب

عبد الباري عطوان

قرار الاتحاد الاوروبي بفرض مقاطعة مالية علي السلطة الفلسطينية، بعد تشكيل حركة المقاومة الاسلامية حماس حكومتها لا ينحصر في كونه خاطئاً، وانما في وضع الجميع، وخاصة الاوروبيين في مأزق سياسي خطير للغاية.

حركة حماس ربما تكون اقل المتضررين من هذا القرار، لانها ستكون الضحية في نظر الشعب الفلسطيني، ومعظم الشعوب العربية الاخري، والتجارب اثبتت ان هذه الشعوب تتعاطف مع الضحايا في مواجهة الجلادين.

 

فالرئيس العراقي صدام حسين ما زال بطلاً في نظر الغالبية الساحقة من العرب والمسلمين لانه تحدي الولايات المتحدة، القوة الاعظم في التاريخ، وكان أحد ضحاياها. واصبحت جلسات محاكمته الاكثر مشاهدة في الوطن العربي لانه واصل التحدي من داخل قفص الاتهام، وحاكم جلاديه، وفضح ممارساتهم التدميرية، وجسد الواقع العراقي البائس علي الارض، واثبت انه آخر زعيم عراقي، يمثل العراقيين جميعاً، في مواجهة زعماء الطوائف. فالشارع العربي في معظمه لم يتوقف عند تجاوزات نظامه علي صعيد حقوق الانسان، بل انه غفر له معظمها ان لم يكن كلها، خاصة بعد ان جاءت المقارنات لصالح عهده في نظر الكثيرين، لانه ديفيد الصغير الذي تحدي غولياث العملاق.

 

المقارنة بين حركة حماس والرئيس صدام حسين ربما لا تكون في محلها تماماً، ولكن اللافت ان معظم العرب باتوا يتعاطفون معها بسبب تكاثر المؤامرات التي تريد افشال حكومتها، وهي التي وصلت الي السلطة عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة نزيهة، وفي مقابل هذا التعاطف تتزايد الكراهية للغرب والولايات المتحدة الامريكية التي تقدم نفسها علي انها زعيمة العالم الحر والحارس الامين للديمقراطية والحريات.

 

فاذا كان الخلاف الاوروبي ـ الامريكي قد ظهر علي السطح بجلاء تجاه خطط غزو العراق واحتلاله، فانه من المؤسف القول ان هذه الخلافات تبخرت بسرعة قياسية، وحل محلها اتفاق صلب حول مسألتين اساسيتين، الاولي محاصرة حركة حماس سياسياً ومالياً ودبلوماسياً، ووقف كل الاتصالات معها، والثانية منع ايران من تطوير برامجها النووية بكل الطرق والوسائل.

 

القاسم المشترك هنا هو البنية العقائدية المشتركة لكل من حماس وايران، اي الاسلام، وهو قاسم يوحد دول الغرب جميعاً ضده، لان هناك قراراً غربياً بمنع اي جماعة اسلامية من الحكم في اي بلد اسلامي. هذا ما حدث مع حركة طالبان في افغانستان، وهذا ما حدث مع جبهة الانقاذ في الجزائر، وهذا ما يحدث حالياً لحكومة حماس .

 

حماس لن تحكم في الاراضي العربية المحتلة، والنجاح لن يكون مطلقاً من نصيب حكومتها، وبغض النظر عن شرعية الطريقة التي وصلت فيها الي الحكم، وليس من قبيل الصدفة ان تبدأ المؤامرات لافشالها قبل ان تلتقط انفاسها، وتحتفل بفوزها المفاجيء.

 

التعاطف العربي والاسلامي مع حكومة حماس سيكون مثل التعاطف المماثل مع العراق تحت الحصار، او اثناء الغزو، تعاطفا معنويا محدودا يتبخر أثره بعد فترة، ولا يمكن ترجمته خطوات عملية علي ارض الواقع.

 

صحيح ان بعض الحكومات العربية تعهدت بتقديم بعض المساعدات العاجلة للسلطة عبر وزارة مالية حماس ، وصحيح ايضاً ان جامعة الدول العربية في شخص امينها العام اعلنت عن فتح حساب في المصرف العربي بالقاهرة لجمع تبرعات للفلسطينيين في بادرة تضامن رائعة، ولكن المشكلة ليست في جمع التبرعات ولكن في كيفية ايصالها.

 

فما تطالب به حركة حماس من دعم مالي لتسديد رواتب 140 الف موظف شهرياً يفوق المئة مليون دولار شهرياً، وهذا المبلغ قد يصعب تحويله بسبب قرار المقاطعة الامريكي ـ الاوروبي، لان الدولة العبرية، وبمقتضي اتفاق اوسلو باتت مسيطرة تماماً علي النظام المصرفي الفلسطيني ولا يتم تحويل دولار واحد دون علمها.

 

صديق فلسطيني روي لي حكاية تكشف صعوبة الحصار المالي المفروض حالياً علي مصارف الارض المحتلة، والتحويلات المالية الي اهلها وتلخص بطريقة او بأخري حجم المصاعب التي ستواجه جهود حركة حماس لجمع تبرعات وارسالها الي الارض المحتلة.. هذا الصديق اراد ان يحول مبلغ ثلاثين الف دولار الي شقيقه لمساعدته في شراء شقة فطلب منه المصرف الذي اراد تحويل المبلغ من خلاله كتابة تقرير مرفق بالاوراق الثبوتية، ان هذا المبلغ سيستخدم في عملية الشراء هذه، ولن يستخدم في اغراض اخري.

 

وعندما استفسر من مدير المصرف عن اسباب هذه التعقيدات قال له ان هناك تعليمات جديدة بعدم تحويل اي اموال الي الداخل الفلسطيني من الممكن ان تستخدم في تمويل حركات ارهابية ، حتي لا يوضع المصرف في القائمة السوداء، او يواجه محاكمات تطالبه بمليارات الدولارات كتعويضات عن تمويل عمليات ارهابية .

 

وفي ظل مثل هذه التعقيدات، لا نعرف كيف ستحول الحكومات او الجمعيات الخيرية المتعاطفة مع حركة حماس اموالها وتبرعاتها لتخفيف معاناة الفلسطينيين في ظل حكومتها في مواجهة عمليات التجويع التي تمارس ضدهم.

 

نقاط قوة حركة حماس عديدة من بينها نظافة يد وزرائها ومسؤوليها، وتركيزهم طوال السنوات الماضية علي تلبية الحد الادني من احتياجات المواطن الفلسطيني الحياتية، ولكن ابرز هذه النقاط في تقديرنا عدم وجود بديل مقبول وجاهز يمكن ان يحل محلهم لو نجحت الضغوط في افشال حكومتهم.

 

حكومة حماس ، وبغض النظر عن نجاحها او فشلها، قد تكون آخر حكومة فلسطينية بمقتضي اتفاقات اوسلو، وبديلها سيكون الفوضي الدموية الكاسحة. فعقارب الساعة لا يمكن ان تعود الي الوراء مطلقاً. وحتي لو عادت، فان الشعب الفلسطيني لن يقبل بعودة امراء الفساد الي السلطة مرة اخري، فقد عاني كثيراً من غرورهم وانتهازية الغالبية الساحقة منهم، والتطوع بتقديم التنازلات دون مقابل.

 

وزراء حماس لن يسهروا في تل ابيب، ولن يتناولوا العشاء في مطاعم ناتانيا، ونساؤهم لن يتبضعن من شارع ديزنغوف الشهير، ولهذا حظوا بالدعم والمساندة، وحصلوا علي اصوات من يختلف معهم عقائدياً.

 

البديل لفشل حركة حماس في السلطة، هو حل هذه السلطة، ووضع العالم بأسره امام مسؤولياته. فطالما اختار الغرب ان يشهر سلاح المقاطعة، ويعمل علي تجويع الشعب الفلسطيني عقاباً له علي ممارسة الخيار الديمقراطي الحر بطريقة حضارية غربية، فان علي هذا الغرب ان يتحمل النتائج كاملة فقد كان هو الباديء.

 

الجماعات الاسلامية التي يريدها الغرب ليس معيارها الاعتدال او التطرف، وانما درجة التوافق مع مشاريعه في الهيمنة، واستعداد قياداتها لكي تتحول اداة في خدمة هذه المشاريع. فعندما قبل حزب الدعوة العراقي هذه الشروط اصبح رئيسه الدكتور ابراهيم الجعفري رئيساً لوزراء العراق الجديد وعندما تعاون المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق مع الولايات المتحدة لتغيير النظام العراقي، وتبني مشاريع تقسيم العراق اصبح رئيسه السيد عبد العزيز الحكيم صانع الملوك في العراق، والرجل صاحب النفوذ الاقوي في الزمن الامريكي السعيد.

 

حماس لا تقبل بالمشروع الامريكي، ولهذا رفضت كل الضغوط التي تريد تجريدها من اسس نجاحها وشعبيتها اي الاعتراف باسرائيل ونبذ المقاومة باعتبارها ارهابا.

 

مقاطعة حكومة حماس من قبل الغرب هي تجسيد حقيقي لصدام الحضارات، وهو صدام من طرف واحد قوي ضد طرف آخر ضعيف، واثبات جديد بان الحربين الحاليتين في العراق وافغانستان والحرب المقبلة ضد ايران، تنطوي علي عقلية صليبية بطريقة او بأخري.

 

(المصدر: افتتاحية صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 أفريل 2006)

 


المراهنة علي المحتل في العراق خاسرة لا محالة

د. بشير موسي نافع (*)

 

بين يوم وآخر، ترتفع وتيرة الأصوات الشيعية المنددة بالسياسة الأمريكية والسفير الأمريكي في العراق، زلماي خليل زاد. بل أن زاد اتهم علناً بالطائفية، في إشارة إلي أصوله الأفغانية السنية. وقد تناسي من وجهوا اتهاماتهم للسفير الأمريكي ان زاد، الذي ارتبط دائماً بدوائر المحافظين الجدد في واشنطن، كان الحليف الأوثق للقوي الشيعية قبل الغزو الأمريكي للعراق، وأنه لعب الدور الأهم في مؤتمر لندن الذي أسس للتحالف بين مجموعات المعارضة العراقية في المنفي (آنذاك) والإدارة الأمريكية. ولكن هذا الانقلاب، الجزئي علي الأقل، في المناخ السياسي السائد في المنطقة الخضراء يستحق بالفعل الانتباه، فبعد ثلاث سنوات فقط من الاحتلال، يبدو ان كثيراً من التحالفات التي أريد لعراق ما بعد الغزو ان يقوم عليها في طريقها للانهيار. وربما كانت الطريقة المهينة التي تعامل بها الأمريكيون مع أحمد الجلبي، أقدم وأقرب حلفائهم العراقيين، نموذجاً مصغراً لما يمكن أن تؤول إليه العلاقة مع حلفاء آخرين عندما تفترق المصالح والسياسات. علي أن ما يشهده العراق علي صعيد علاقات الاحتلال بحلفائه ليس أكثر من درس متكرر في تاريخ الأنظمة الاستعمارية.

 

الأمريكيون، وبدرجة ثانية شركاؤهم البريطانيون، هم السلطة الفعلية في النظام العراقي الجديد. لا ادعاءات الاستقلال الصوري، ولا كتابة الدستور وتمريره علي هذا النحو أو ذاك، ولا عقد انتخابات برلمانية، أمور تغير من هذه الحقيقة. ومنذ شهور علي الأقل، لم يخف الأمريكيون امتعاضهم من رئيس الوزراء المؤقت إبراهيم الجعفري وعدم رضائهم عن أدائه وأداء حكومته. الأسباب الرئيسية خلف هذا الموقف لا تتعلق بضعف الجعفري، كما أشيع وقتها، إذ أن كل الشخصيات السياسية العراقية الحالية ضعيفة إن قورن اداؤها بنفوذ المسؤولين الأمريكيين في بغداد. الأسباب الحقيقية هي شيء آخر مختلف. فقد عقد الجعفري وحزبه، حزب الدعوة، تحالفاً استراتيجياً مع جماعة الصدر، أسس له حاجة حزب الدعوة، الصغير والهامشي إلي حد كبير، لقوة شيعية ذات قواعد شعبية، كما أسست له بدرجة أقل أصول فكرية مشتركة بين الطرفين. في مقابل التوجه الطائفي الصارخ للمجلس الأعلي، حاول الجعفري وحزبه في البداية تقديم نفسيهما كقوة وطنية غير طائفية. ولكن هذه المحاولة لم تصمد طويلاً أمام أجواء الابتزاز الطائفي في أوساط الشيعة العراقيين وأمام القواعد الطائفية والإثنية التي أقيم عليها نظام الحكم الجديد. ولم يبق من طريق لتأمين موقع لقادة الدعوة، المصاب أكثرهم بعقدة الأهمية، إلا بالتحالف مع التيار الصدري.

 

بيد ان الأمريكيين في العراق وواشنطن يحملون شكوكاً بالغة تجاه الصدر، ليس فقط لخطابه المناهض للاحتلال وصدام جماعته المبكر مع القوات الأمريكية (فهذا كله يمكن التغاضي عنه عند تغيير المواقف) ولكن لعلاقته التي تزداد وثوقاً بطهران. الصدر، بالطبع، ليس الحليف العراقي الوحيد لإيران، فعلاقة جماعة الحكيم بالجمهورية الإسلامية تسبق علاقة الصدر بعقود. بل ان المجلس الأعلي هو في الحقيقة وليد قرار إيراني بحت، أريد به لعب دور ما في الصراع الدموي الطويل الذي صاحب الحرب العراقية ـ الإيرانية. ولكن التباين في علاقات قيادات المجلس بالأمريكيين، وحرص بعض هذه القيادات علي الظهور بمظهر من يقدم علاقته بواشنطن علي العلاقة مع طهران، وتقدير الأمريكيين بأن أولوية الحكم والسلطة لدي المجلس تجعله أسير التحالف معهم أكثر من ولائه للإيرانيين، يخفف من القلق الأمريكي تجاه المجلس. بينما يبدو الصدر، من ناحية أخري، وكأنه ذهب بعيداً في ارتباطه مع الجمهورية الإسلامية، تمويلاً وتسليحاً وتدريباً وأمناً. ولأن الأجندة الأمريكية ـ الإسرائيلية وضعت إيران وبرنامجها النووي في مقدمة الأهداف التي ينبغي التعامل معها في المشرق، فإن الصدر يشكل مصدر القلق الأكبر للأمريكيين في المعسكر الشيعي العراقي. ولا شك ان هذا القلق يزداد حدة عندما يكون رئيس الوزراء العراق للسنوات الأربع القادمة الحليف الاستراتيجي للصدر. علي من يرغب في حكم العراق في ظل الاحتلال ان يختار ولاءاته.

 

هناك بالطبع سبب آخر خلف الرفض الأمريكي ـ البريطاني للجعفري. فبعد محاولات قصيرة للتقدم بوجه وطني، أظهر الجعفري وحلفاؤه في التيار الصدري توجهات طائفية لا تقل حدة عن توجهات المجلس الأعلي. لا تقتصر هذه التوجهات علي سياسة الحكومة المؤقتة وتطهير مؤسساتها ودوائرها من السنة العرب، أو علي احتلال الميليشيات وزارة الداخلية وتحويل مواقع هذه الوزارة إلي مراكز تعذيب، بل وتتعلق أيضاً بفرق الموت التي تجوب أنحاء بغداد ومدن عراقية أخري. الحرص علي حياة العراقيين، والسنة العرب منهم علي وجه الخصوص، ليس هماً أمريكياً ملحاً، ما يهم الأمريكيين في هذه المرحلة هو إنقاذ ما تبقي من مشروع الاحتلال علي أمل الخروج بمكاسب أمريكية داخل العراق بعد ان انهارت تماماً استراتيجية الانطلاق من العراق لتغيير وجه المنطقة والعالم. وقد أدرك الأمريكيون أخيراً ان إنقاذ مشروع الاحتلال غير ممكن بدون شراكة سنية فعلية، ويأخذ هدف الأنقاذ في تجلياته الحالية صورة حكومة توافق وطني يأمل مخططو السياسة الأمريكية ان تساعد علي إضعاف المقاومة وتقويض الكثير من مبرراتها. ولم يكن غريباً أن يصبح الجعفري، والتحالف الشيعي ككل، هدف السياسة الأمريكية الجديدة، ورفضها المتأخر للانقسام الطائفي.

 

لا الحكيم ولا العدد الأكبر من قادة التحالف الشيعي يرغبون في الجعفري. وقد كان تفوق الأخير بصوت واحد في التنافس علي الترشيح لرئاسة الوزراء، وبعد صفقات ووعود قدمت لهذا الطرف وذاك، مؤشراً علي هشاشة وضعه في صفوف التحالف الشيعي، ومفاجأة للحكيم وجماعة المجلس. ولكن الاعتراض الأمريكي علي الجعفري لم يأت في صورة مباشرة، بل من خلال القوي السياسية الأخري في البرلمان الجديد: القوي السنية العربية، الأكراد، وقائمة علاوي. وهو ما رؤي في أوساط التحالف الشيعي باعتباره صراع إرادات حول من هو صاحب القرار في النظام الجديد، ومن له اليد العليا. حاول الحكيم تدارك الموقف بطرح مشروع المباحثات الإيرانية ـ الأمريكية حول العراق، إذ لم يغب عنه ابتداء ان أحد أهم جوانب التوتر المتصاعد بين القائمة الشيعية والقوتين المحتلتين هو التوتر المتصاعد بين هاتين القوتين وإيران. ولكن ما أن أظهر الأمريكيون والبريطانيون تصميمهم علي إزاحة الجعفري حتي بدأت المواقف في الافتراق داخل التحالف الشيعي، وسرعان ما أظهر المجلس وحلفاؤه في التحالف رغبة في إرضاء الأمريكيين ومحاولة التوصل إلي مرشح جديد. هذا الافتراق في الموقف من الجعفري بات مصدر تهديد لوجود التحالف واستمراره، لا سيما والجعفري، وخلفه التيار الصدري، ما يزال مصمماً علي عدم الانسحاب. ولعل تفكك التحالف، وفرز القوي التي ربطت وضعها بطهران عن تلك التي تقدم علاقتها مع واشنطن علي علاقتها بطهران، أصبح هدفاً رئيسياً للسياسة الأمريكية في العراق. ليس فقط لأن المحتل عادة، وتقليدياً، لا يرغب في التعامل مع قوي تستشعر قوتها الذاتية، ولكن أيضاً لأن الإدارة الأمريكية وحلفاءها الأوروبيين يتوقعون تصاعداً مطرداً في الصراع مع إيران.

 

الولايات المتحدة هي دولة كبري بلا شك، بل هي الدولة الأكبر والأكثر قوة ونفوذاً في منتدي العالم الأول. وقد أظهرت الولايات المتحدة في العراق قدرة كبيرة علي المناورة وتحمل الخسائر. ولكن هذا لا يمكن ان يخفي حقائق أزمة القوي المحتلة بعد مرور ثلاث سنوات فقط علي الاحتلال. بإطاحتها النظام الحاكم وتقويض الأسس الوطنية التي بني عليها العراق الحديث، أخلت الولايات المتحدة بتوازن القوي في المنطقة وفتحت صندوق بندورا علي مصراعيه للتطاحن الطائفي والإثني. وليس هناك من شك في ان الحسابات الأمريكية الأولية بنيت علي ان احتلال العراق وبناء نظام ديمقراطي ـ ليبرالي فيه، موالٍ لواشنطن، سيضع ضغوطاً هائلة علي طهران ويدفعها إلي في موقع الدفاع، وربما يؤدي إلي إطاحة النظام الإسلامي الإيراني او يجبره علي إجراء متغيرات جوهرية في سياسته الخارجية. نظام عراقي مزدهر، حليف للولايات المتحدة، يلعب فيه الشيعة العراقيون دوراً بارزاً ورئيسياً، كان من المتوقع ان يقوض شرعية النظام الإسلامي ويعزز من القوي المعارضة له. ولكن رياح العراق لم تجر كما اشتهت سفن واشنطن. وسرعان ما انفجر العراق بمقاومة صلبة، أطاحت بالآمال الكبري للمشروع الأمريكي. وكما أخطأت الإدارة الأمريكية تقدير ما يمكن ان يقدم لها العراق علي مستوي استراتيجيتها في المشرق والعالم ككل، وعلي مستوي تعزيز المصالح الإسرائيلية في المجال العربي ـ الإسلامي، أخطأت أيضاً في تقديرها مستقبل المقاومة. ما تصوره الأمريكيون ان مقاومة لا تتلقي دعماً خارجياً، لا سيما من جوار ساحة نشاطها، لا يمكن ان تصمد طويلاً. ولكن المقاومة العراقية، التي لا تربطها أية صلة ملموسة بدول الجوار العراقي، أو أية دولة أخري، تبدو في عامها الرابع أشد فعالية وقدرة علي الاستمرار مما كانت عليه في 2003.

 

العراق، كما يؤكد كثيرون، ليس فيتنام، وقد لا يؤدي النشاط العسكري المباشر لقوي المقاومة إلي إيقاع هزيمة عسكرية مباشرة بالاحتلال. ولكن حتي في فيتنام لم تكن الهزيمة الأمريكية هزيمة عسكرية بالمفهوم التقليدي، بل هزيمة سياسية وهزيمة إرادة الاستمرار في الحرب والاحتلال. وتبدو المقاومة العراقية وكأنها في طريقها لتحقيق نجاح شبيه، فبالرغم من الدفع الأمريكي المستمر للعملية السياسية، يبدو الوضع السياسي للنظام الجديد وكأنه في طريقه إلي الانهيار، لا تسنده إلا القوة العسكرية المحتلة. كما ان الدعم الشعبي الأمريكي للاحتلال يكاد ان يتلاشي، مهدداً علي مدي المتوسط والبعيد إرادة الاحتلال. بهذا الفشل، انقلبت السياسة الأمريكية تجاه إيران وحلفائها في العراق. فبعد ان كان بعض هؤلاء الحلفاء وسيلة الإدارة الأمريكية المعول عليها لتقويض شرعية الحكم الإيراني، أصبح هذا البعض مصدر تهديد للوجود الأمريكي في العراق بعد ان بات علي الولايات المتحدة مواجهة إيران في شكل مباشر. في لحظة واحدة تلاشت أطروحات وولفوفيتز الشهيرة بإقامة تحالف أمريكي شيعي ديمقراطي في المنطقة بأسرها، يواجه التطرف والراديكالية السنية ويساعد علي العودة بإيران إلي المعسكر الغربي. القوي الشيعية العراقية التي وضعت بيضها كله، حتي منــذ ما قبل الغزو، في السلة الأمريكية، ينظر إليها اليوم في واشنطن بمنظار الشك، وترتفع من صفوفها عبارات التنديد بالضغوط الأمريكية و طائفية المحافظ الجديد زلماي خليل زاده.

 

بيد ان وراء هذا كله درسا بالغا لم يكن قصار النظر في المعسكر الشيعي العراقي يرغبون حتي في رؤية أسطره الأولي. الصعود علي أكتاف الغزاة، تسويغ الاحتلال والترحيب به، اعتبار الاحتلال مناسبة لانتصار طائفة علي الأخري، وفرض نظام طائفي تقسيمي علي العراق في ظل القوة الأمريكية ـ البريطانية، ما كان له أن يوصل إلا إلي الوضع الحالي. الارتكاز علي ميزان قوي صنعه الوجود الأجنبي يتطلب الخضوع لميزان القوي هذا. وقد كان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو صريحاً بما يكفي عندما ذكر حلفاءه العراقيين ان قوي الاحتلال لم تدفع من أموالها وأرواح جنودها للتفرج علي العملية السياسية. وهو درس أيضاً للقوي السنية الغارقة اليوم في لعبة المناورات الدائرة في المنطقة الخضراء. في ظل الأنظمة الاستعمارية، ليس هناك ما هو أسهل وأرخص تكلفة من الارتماء في أحضان المحتل والمزايدة علي اولئك الذين سبقوا في الارتماء.

(*) باحث عربي في التاريخ الحديث

(المصدر: افتتاحية صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 أفريل 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.