TUNISNEWS
8 ème année, N° 2942 du 12.06.2008
archives : www.tunisnews.net
قدس برس : وفد « هيومن رايتس ووتش » يصل تونس لبحث اتفاقية لزيارة السجون
حــرية و إنـصاف: عاجل: ملاحقة الكاتب العام لحرية و إنصاف و محاصرة مقر المنظمة
حــرية و إنـصاف:* محـــــــــــــــــــــــــــــاكمة شباب الرديف
حــرية و إنـصاف:* حرمان طالبات من اجتياز امتحانات آخر السنة
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: في قفصة : محاكمة غير عادلة وسط أجواء حالة طوارئ غير معلنة ..!
حــرية و إنـصاف: عبد الحميد الصغير أمام القضاء مجددا
صالح عطية : الحزب الديموقراطي التقدّمي أمام امتحان صعب.. فهل يتجاوزه بالوفاق أم بالإقصاء؟
نواة : حوار مع سامي بن غربية:النظام التونسي محاصر على الانترنت و سلاحه الوحيد هو الحجب
منتــــــــــــــــدى الجاحظ : دعــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
محمد شمام : حتى لا يشوش على الواجب الشرعي – كم سيغادر من تونسيين الدنيا قبل أن يتوبوا إلى ربهم؟ – الحلقة التاسعة
صابر التونسي :ســــــــــــــــــــــــــواك حـــــــــــــــار 85
السبيل أونلاين’: التقرير الصحفي الأسبوعي الواحد والعشرون
موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي:رســالة اللقــاء رقـم [32]
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: النشرة الالكترونية عدد 58
وات : مجلس وزارى باشراف رئيس الدولة : إكساب البرامج المستقبلية الطابع التكاملي بالمعتمديات ذات الأولوية
رويتز: البنك الافريقي للتنمية يقرض تونس 263 مليون دولار
الحياة : تونس تعوّل على «منتدى قرطاجة» لاستقطاب رؤوس أموال
الصباح : أخبار متفرقة:تنصيب رم ع الجديد لشركتي فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي – انتداب محافظي شرطة
يو بي أي:تونس ترفع سعر الإسمنت بنسبة 7%
يو بي أي:تراجع التضخم في تونس بنسبة 0.7%
يو بي أي:البنك الإفريقي للتنمية يقرض تونس أكثر من 263 مليون دولار
قنا: اجتماع اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية في تونس
كونا: معاوي يؤكد اهمية التوصل الى آلية لتطبيق وثيقة البث الفضائي في المنطقة العربية الإعلام
د ب أ : مؤتمر أمني عربي يدعو الدول العربية إلى احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان داخل السجون
قنا:اختتام المؤتمر العربي لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية
العرب: 30 منظمة حقوقية عربية تطالب بالإفراج عن ناشط سعودي
القدس العربي: الحكومة الجزائرية تسحب اعتماد مراسلي وكالتي فرانس برس و رويترز
الشرق : طالبت القناة بالاعتذار …الحكومة المغربية لم تقرر بعد إغلاق ‘الجزيرة’
القدس العربي:الجزيرة ترفض اعتذارا تطالبها به الحكومة المغربية
إسلام أون لاين : « قمع » الإعلام العربي.. دفتر الأحوال في أسبوع
إيلاف : العنف اللفظي برستيج في حياة شباب تونس
محمد العروسي الهاني : رسالة مسك الختام تحية من الأعماق لكل الرموز والزعماء والإخوان الذين قدموا خدمات جليلة لهذا الوطن العزيز
احميدة النيفر : نحن و«المُلك الناقص»
آمال قرامي : عن بلادي، يوميّات مواطن عادي، تونس2008
نبيل العوضي: (تونس).. وأبواب جهنم!!
ياسر زعاترة : رسالة إلى المرشد العام للإخوان
فهمي هويدي : شبح المجاعة الذي يطرق أبوابنا
د. بشير موسي نافع : هل حل أوان المصالحة الفلسطينية الداخلية؟
محيط : القذافي .. حين فضح المؤامرة الساركوزية الصهيونية
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
|
21- الصادق العكاري 22- هشام بنور 23- منير غيث 24- بشير رمضان 25 – فتحي العلج |
16- وحيد السرايري 17- بوراوي مخلوف 18- وصفي الزغلامي 19- عبدالباسط الصليعي 20- لطفي الداسي |
11- كمال الغضبان 12- منير الحناشي 13- بشير اللواتي 14- محمد نجيب اللواتي 15- الشاذلي النقاش/. |
6- منذر البجاوي 7- الياس بن رمضان 8- عبد النبي بن رابح 9- الهادي الغالي 10- حسين الغضبان |
1- الصادق شورو 2- ابراهيم الدريدي 3- رضا البوكادي 4-نورالدين العرباوي 5- الكريم بعلوش |
وفد « هيومن رايتس ووتش » يصل تونس لبحث اتفاقية لزيارة السجون
تونس – خدمة قدس برس وصل تونس يوم الخميس (12/6) الجاري فريق من المنظمة الأمريكية « هيومن رايتس ووتش بهدف إجراء لقاءات مع مسؤولين حكوميين وشخصيات حقوقية وجمعيات مستقلة. ومن أهمّ المسائل التي ستطرح خلال اللقاءات مع الجانب الحكومي هي زيارة السجون التونسية بعد أن تمت الموافقة على ذلك منذ شهر آذار (مارس) الماضي. وكان وزير العدل التونسي قد أعلن خلال ندوة صحفية عقدها يوم السبت الماضي (7/6) أنّه يجري حاليا مناقشة مشروع اتفاق مع المنظمة الأمريكية لتنظيم الزيارة المرتقبة للسجون التونسية. ويرتقب أن يشرع الجانبان نهاية هذا الأسبوع في دراسة المسائل الترتيبية. ويمثل وفد « هيومن رايتس ووتش » نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسؤول آخر بالقسم. كما سيقوم وفد المنظمة بالتشاور مع المنظمات التونسية المستقلة فيما يتعلق بوضع تصور للزيارة. وكانت تونس قد عقدت منذ أكثر من عامين اتفاقية مع هيئة الصليب الأحمر الدولي لزيارة السجون التونسية، وهي تواصل منذ ذلك الوقت زياراتها واتصالاتها مع الجهات المعنية، دون أن تكشف عن نتائجها للعموم. (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 12 جوان 2008
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12/06/2008 الموافق ل 8 جمادى الثانية 1429
عاجل ملاحقة الكاتب العام لحرية و إنصاف و محاصرة مقر المنظمة
عمدت قوات كبيرة من البوليس السياسي اليوم الخميس 12 جوان 2008 إلى ملاحقة الكاتب العام لمنظمة حرية و إنصاف السيد زهير مخلوف ، و قد بدأت المضايقات بضرب حصار على منزله الكائن بأحواز العاصمة حيث واصل الأعوان طرق باب المنزل باستمرار و عند خروجه لاحظ وجود عدد كبير من أعوان البوليس السياسي يمتطون ثلاث سيارات مع دراجتين ناريتين على مقربة منه يلاحقونه و يضايقونه في الطريق و ذلك بالاقتراب منه و سبه و شتمه في محاولة لاستفزازه ، و بعد لقائه مع عضو من هيومن راتس واتش بمقر المجلس الوطني للحريات تولى أعوان البوليس السياسي تشديد الحصار عليه متلفظين إزاءه بعبارات نابية و قد تمكن في نهاية المطاف من الالتحاق بمقر منظمة حرية و إنصاف الكائن بنهج المختار عطية عدد 33 بتونس العاصمة و الذي يخضع حاليا إلى حصار أمني شديد . و حرية و إنصاف تعتبر أن مضايقة الكاتب العام للمنظمة السيد زهير مخلوف تندرج في إطار المضايقات و الاعتداء المسلطة على الناشطين الحقوقيين و تحمل السلطة مسؤولية ما قد يحصل عن ذلك و تدعو كافة المنظمات الحقوقية في الداخل و الخارج للتدخل لوقف سياسة الهرسلة التي تستهدف الناشطين الحقوقيين في تونس بمنعهم من التنقل و النشاط. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 8 جمادى الثانية 1429 الموافق ل 12/06/2008
* محاكمة شباب الرديف:
أعلن سبعون محاميا نيابتهم في القضية عدد 3103 المعروضة على أنظار المحكمة الابتدائية بقفصة و التي مثل أمامها أربعة عشر موقوفا على خلفية المشاركة في مسيرات الرديف. و قد تم تعطيل كلا من الأساتذة عبد الرزاق الكيلاني رئيس فرع تونس للهيئة الوطنية للمحامين و سمير ديلو و دحناس لمدة ساعة في الطريق قبل أن يقع السماح لهم بمواصلة السير. كما تم منع عائلات الموقوفين من الدخول إلى قاعة الجلسة في مخالفة صريحة للقانون ، و قد أثار لسان الدفاع إشكالية المنع أمام القاضي الذي أعلن أن مسؤوليته لا تتجاوز حدود قاعة الجلسة. و رفض القاضي تسجيل تصريحات الموقوفين حول وقائع التعذيب التي تعرضوا لها أثناء البحث فعبر المحامون عن احتجاجهم بوضع شارة حمراء و تضامنا مع لسان الدفاع رفض الموقوفون الإجابة عن أسئلة رئيسص الجلسة و هو ما أدى لرفع الجلسة لمدة ساعة و نصف بعد مشادة كلامية بين المحكمة و لسان الدفاع الذي أشار إلى عدم حياد المحكمة و عدم استقلال القضاء و خرق إجراءات التقاضي. و إثر ذلك قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 3 جويلية 2008 و قبول مطالب الإفراج المؤقت في حق كل من عبد القادر فرحات و عمار اليعقوبي و رمزي الماجدي و سليم بوجلال و عبد الباقي الشرفي الذي بقي موقوفا على ذمة قضية أخرى.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 8 جمادى الثانية 1429 الموافق ل 12/06/2008 * حرمان طالبات من اجتياز امتحانات آخر السنة:
منع صباح هذا اليوم الخميس 12 جوان 2008 المدعو محمد الصغير الزعفوري مدير المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد الطالبات المحجبات من دخول قاعة الامتحان. و حرية و إنصاف تعتبر أن في هذا الإجراء تجاوز خطير للسلطة من طرف مدير المعهد المذكور و اعتداء على الحريات الشخصية و حق الطالبات في اختيار اللباس و تندد بهذا التصرف المخالف للقانون الذي نتج عنه حرمان عدد كبير من الطالبات من حقهن في التعليم و تطالب بمحاكمته و جبره على تعويض الأضرار الحاصلة للطالبات.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 8 جمادى الثانية 1429 الموافق ل 12/06/2008
* عبد الحميد الصغير أمام القضاء مجددا:
رافع الأستاذان عاطف بن صالح و إيمان الطريقي في قضية السيد عبد الحميد الصغير و قد حجزت المحكمة ملف القضية للتصريح بالحكم إثر جلسة اليوم 12 /06/2008. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 12 جوان 2008
في قفصة : محاكمة غير عادلة وسط أجواء حالة طوارئ غير معلنة ..!
مثل اليوم الخميس 12 جوان 2008 أمام المجلس الجناحي بالمحكمة الإبتدائية بقفصة 14 موقوفا ( في القضية عدد3103) من ضحايا حملات التمشيط على إثر الإحتجاجات الشعبية التي شهدتها منطقة الحوض المنجمي و هم : عمار يعقوبي و المولدي الطرشاق و رمزي جدلاوي و هاني نفطي و سليم بوجلال و سعيد بخايرية و رمزي ماجدي و عبد العزيز بريك و عبد الباقي الشرفي و عبد القادر فرحات و أيمن الحجلاوي و محمد الرميك و طاهر ملكي و يونس التواتي ، و قد وجهت لهم تهم تعطيل الجولان بطريق عمومي و هضم جانب موظف عمومي بالقول ورمي مواد صلبة على أملاك الغير و إحداث الهرج و التشويش . و قد حاصرت قوات ضخمة من أعوان البوليس السياسي مبنى المحكمة مانعة العائلات و نشطاء المجتمع المدني من حضور الجلسة ، و بعد مشادات رفعت فيها شعارات تندد بالظلم و تطالب بالإفراج عن المعتقلين ظلما تمكن بعض أفراد عائلات المتهمين و النشطاء الحقوقيين من فك الحصار و حضور المحاكمة التي شهدت بدورها مشادات حادة بين المحامين الذين فوضوا عميدهم لتقديم طلباتهم و بين القاضي السيد محي الدين الهاني الذي تميزت إدارته للجلسة بالتوتر الشديد حيث رفع الجلسة مرة أولى ثم عاد ليشرع في استنطاق المتعهمين دون المناداة على المحامين النائبين الذين يعدون بالعشرات ، ثم في مرة ثانية بعد إصرار المحامين على عدم خلع الشارة الحمراء التي كانوا يحملونها احتجاجا على الإنتهاكات المرتكبة طيلة الأسابيع الأخيرة بمناسبة احتجاجات أهالي منطقة الحوض المنجمي ، و قد رفض المتهمون الجواب عن أسئلة المحكمة و عبر أحدهم عن شكره للمحامين و اعتزازه بمحاكمته دون أن يقترف أي جريمة سوى مطالته بحقه في العيش الكريم ..و سط تصفيق الحاضرين بالجلسة و قد رفع القاضي الجلسة بعد مشادة مع الأستاذة النصراوي التي اتهمته بعدم الحياد . و قد شهدت الجلسة حضورا لممثلين عن مختلف الجمعيات الحقوقية المستقلة حيث حضر عن رابطة حقوق الإنسان الأستاذان مختار الطريفي و العياشي الهمامي و عن المجلس الوطني للحريات و جمعية حرية و إنصاف الأستاذ عبد الرؤوف العيادي و عن جمعية مناهضة التعذيب الأستاذة راضية النصراوي و عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الأساتذة سعيدة العكرمي و محمد عبو و خالد الكريشي و سمير ديلو ، بالإضافة إلى حضور السيد عميد المحامين الذي تولى تنظيم الدفاع و الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني رئيس فرع تونس للمحامين . علما أن المضايقات المسلطة على المحامين قد انطلقت منذ الساعة الثالثة صباحا حيث وقع احتجاز الأستاذ سمير ديلو قبل أن يلتحق به الأستاذ الكيلاني ليحتجز بدوره و تمت مطالبتهما بالعودة على أدراجهما غير أنهما أصرا على رفض هذا الإجراء التعسفي و دام الإحتجاز حوالي الساعتين . و بعد مفاوضة دامت قرابة الساعتين قرر القاضي تأجيل الجلسة ليوم 03 جويلية 2008 و الإفراج المؤقت عن حمسة من المتهمين . و إذ تندد الجمعية بما سبق المحاكمة و ما صاحبها من انتهاكات لحق الدفاع و اعتداءات على المحامين فهي تطالب بوقف هذه المحاكمات غير العادلة و الإفراج عن جميع المعتقلين ووقف مطاردة مئات الشبان الذين لم يرتكبوا جريمة و لم يلحقوا ضررا بأحد ، و فتح تحقيق جدي و نزيه يكشف المتورطين في تعذيب المعتقليت و ترويع عائلاتهم و العبث بممتلكاتهم ..! عن لجنة متابعة المحاكمات نائب رئيس الجمعية الأستاذ عبد الوهاب معطر
قراءة في التطوّرات الخلافية الأخيرة: الحزب الديموقراطي التقدّمي أمام امتحان صعب.. فهل يتجاوزه بالوفاق أم بالإقصاء؟
صالح عطية تونس الصباح: لا شك أن في حياة الأحزاب السياسية، محطات وتواريخ ومواعيد، بعضها تصنعها هي، فتختار لها توقيتا وخطابا وأجندا وتهيئ لها التحالفات اللازمة، وبعضها تكون جزءا من ‘حياتها’ وأحد مكونات دورها، بل وأحد تداعيات خياراتها ومواقفها التي تعلنها بين الفينة والأخرى في المناسبات السياسية والوطنية المختلفة، أو تلك التي تتخذها في هياكلها و’مؤسساتها’ التنظيمية الداخلية.. ويبدو أن الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي عرف تقلبات كثيرة خلال مسيرته التنظيمية والسياسية في البلاد منذ نشأته منتصف ثمانينيات القرن المنقضي، تحت يافطة ‘التجمع الاشتراكي التقدمي’، قبل أن يتحول إلى الاسم الذي يحمله راهنا مع بداية الألفية الجديدة، مقبل على ‘امتحان صعب’، قد يقويه ويعزّز موقعه السياسي ويدعم تلك الصورة التي تحملها النخب عنه، وقد ينحدر إلى مواقف متشددة، فيهزّ صورته، ويمس من مصداقيته بل ومن أهدافه التي جعل المسألة الديمقراطية وحريات التعبير والإعلام وحق الاختلاف، شعاره وهدفه وأجندته الرئيسية منذ ما يربو عن العشر سنوات دون كلل أو ملل.. التجربة المثيرة.. لقد نجح الحزب الديمقراطي التقدمي، في تشكيل توليفة سياسية وتنظيمية، تجمع بشكل غير مسبوق، لفيفا من اليساريين والقوميين والعروبيين ومن اليمين أيضا، ولم تهدأ المناقشات المتعلقة بهذا المولود إلى الآن.. بحيث انقسم النقاد بين مؤيد وداعم لهذه الخطوة، ومعتبرا إياها ‘إنجازا تاريخيا’، في حالة حزبية تونسية لم ينجح فيها سوى التشتت والتشرذم والفرقة، فيما بحث لها آخرون عن فشلها وتهافتها، ورأوا فيها ‘توليفة هجينة’، لا تستقيم سياسيا ولا فكريا، فكيف إذا تم وضعها على الميزان التنظيمي؟ والحقيقة، أن الحزب نجح إلى الآن، في الحفاظ على الحدّ الفاصل بين المقاربتين، فأكدت تجربته أن هذه التوليفة ‘منتجة’ فعلا، على اعتبار أنها تمكنت من التعايش لنحو عشر سنوات منذ تشكيلها، ونجح ـ في المقابل ـ في أن يوجه رسالة لكل المشككين، مضمونها أنه بإمكان هذه التوليفة أن تعيش وتستمر ضمن حدّ أدنى من التوافق، وفي ظل الخلاف ‘الذي لا يفسد للوفاق التنظيمي قضية’.. لقد عرف الحزب مغادرة عدد من كوادره في وقت سابق، خصوصا من التيار الماركسي القومي ومن اليسار، على الرغم من قلة عددهم، لكن ‘جسمه التنظيمي’ لم يتأثر بهذه المغادرة، بل ازدادت الآلة التنظيمية قوة واتساعا بفضل الجامعات الجديدة التي افتتحها الحزب خلال السنوات القليلة الماضية، ضمن مؤشر واضح على امتداد الحزب جغرافيا، وهو أمر ليس بالهيّن في وضع حزبي تونسي على النحو الذي نعرف جميعا، وفي ظل شبه عزوف عن العمل السياسي، سواء من قبل الشباب أو النخب والمثقفين.. حيثيات.. وتطورات.. غير أن التباينات الأخيرة المسجلة بين قيادة الحزب ولفيف من أعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي، حول ما اصطلح على تسميته بـ’الأسلوب السياسي للحزب’، في علاقة بالسلطة وبخطابه السياسي والتعبوي، وبأجندته خلال المرحلة المقبلة، أحدثت تطورات متسارعة صلبه، بلغت حدّ اتخاذ قرار بإحالة أحد أعضاء المكتب السياسي، وهو السيد محمد القوماني على لجنة التأديب بذريعة ‘إساءاته المتكررة للحزب’، وهي العبارة التي أثارت انتقادات واسعة من قبل عديد المراقبين الذين رأوا في استخدامها، مؤشرا على دخول الحزب الديمقراطي التقدمي، تلك المنطقة التي حرص على عدم الاقتراب منها خلال السنوات الماضية، ليس لكونها منطقة تقع خارج الأفق الديمقراطي الذي وضعه الحزب لنفسه فحسب، وإنما أيضا لكون هذه المنطقة هي بمثابة ‘الدهليز’ الذي إذا ما دخله الحزب، فإنه قد لا يكون بوسعه الخروج منه، سيما وأن هذا الخلاف ليس من فئة التباينات الحدّية التي تتطلب حسما حدّيا، بالشكل الذي يجري الآن في الحزب.. ويمكن اختزال التطورات الأخيرة التي حصلت في علاقة بين طرفي الخلاف، في جملة من النقاط أهمها: ++ صدور مجموعة من الوثائق التي أطلق عليها ‘وثائق في التنمية السياسية’، أصدرها عدد من كوادر الحزب، بينهم محمد القوماني وفتحي التوزري وهشام بوعتور والحبيب بوعجيلة وغيرهم.. وهي الوثائق التي حرص أصحابها على تقديم وجهة نظر مختلفة عن الحزب بخصوص ‘أسلوب مواجهة السلطة’، والعلاقة مع الأحزاب ومكونات المجتمع المدني، ومضمون أجندة الحزب للمرحلة المقبلة، في ضوء الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وكيفية الإعداد لمثل هذه المواعيد السياسية والدستورية.. ويبدو أن هذه الوثائق أزعجت بعض كوادر الحزب وقيادته ‘التاريخية’، التي قد تكون اعتبرت ذلك من باب ‘التجاوز التنظيمي’، ومن قبيل ‘الكلام على الكلام’، وهو ما لا يجوز في العمل الحزبي والتنظيمي، حسب رأيها.. ++ حضور محمد القوماني ضمن فعاليات منتدى الدوحة للتنمية والديمقراطية في أفريل الماضي، وبخاصة حضوره الجلسة التي حاضرت فيها وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، الأمر الذي اعتبره شق في الحزب، جزءا من التطبيع، وهو ما رفضه الديمقراطيون التقدميون من خلال بيان أصدره المكتب السياسي، أعلن فيه ‘تبرؤه من حضور القوماني’ ما بات يعرف بـ’جلسة التطبيع مع ليفني’… ++ صدور بيان على الإنترنت مجهول الهوية، يتهم القوماني بالخيانة للحزب وبمحاولة شقه إلى نصفين، (وهو البيان الذي اطلعت عليه ‘الصباح’)، الأمر الذي دفعه إلى إصدار بيان مضادّ اتهم فيه قيادة الحزب ‘بالجلوس إلى السفير الأمريكي والاختلاء به’، ومذكّرا (وفق ما أورده بيان القوماني ذاته) بأن الأمين العام السابق للحزب، نجيب الشابي، وعددا من أعضاء المكتب السياسي، كانوا حضروا منتدى الدوحة في وقت سابق، حيث كان لبعض الإسرائيليين حضور هناك، بحسب رواية القوماني.. وتبعا لذلك، رفض القوماني الاعتذار، على اعتبار أنه لم يرتكب ‘ما من شأنه الاعتذار’، على حدّ قوله.. ++ صدور بيان جديد عن المكتب السياسي، يدين فيه تصريحات القوماني، ومن ثم حضوره منتدى الدوحة.. وهو البيان الذي كان ـ في الحقيقة ـ نتيجة مناقشات مطوّلة في المكتب السياسي بشأن كيفية غلق هذا الملف، وسط إصرار من غالبية أعضاء المكتب السياسي على ضرورة أن يقدم القوماني اعتذارا.. ++ صدور ما يعرف بـ ‘بيان الستة’ الذي وقعه ستة أعضاء من المكتب السياسي والمجلس المركزي، ناشدوا فيه كافة أعضاء المكتب السياسي للحزب، ‘التعقل ومراعاة أرضية الوفاق والتنوع والاختلاف التي تأسس عليها الحزب’.. ++ في الأثناء حصلت وساطات من داخل الحزب وخارجه بغاية تطويق هذا الخلاف، حفاظا على التجربة، وحماية للحزب من ‘الأساليب العقابية’ التي عرفت بها أحزاب أخرى في تونس وخارجها، بحيث أضعفتها وأفقدتها مصداقيتها.. وعلمت ‘الصباح’ في هذا السياق، بأن هذه المحاولات باءت بالفشل، أمام تعطل لغة التفاهم بين الجانبين، الأمر الذي أدى إلى اتخاذ قرار بإحالة الرجل على لجنة التأديب، لـ ‘مساءلته’ على مواقفه وما وصف ‘بإساءاته للحزب، وبعدم انضباطه للمؤسسات الحزبية’، على حدّ تعبير البيان.. لكن أيا من تلك المحاولات أو المساعي، لم يثمر، بحيث بات الوضع الحزبي بانتظار اجتماع لجنة التأديب هذه.. الموقف من الاستحقاقات الرئاسية.. هو السبب ولا بد من القول بوضوح في هذا السياق، أن حضور القوماني تلك الجلسة ‘المشهودة’ في منتدى الدوحة، لم يكن سوى تلك ‘الشجرة التي تخفي الغابة’ كما يقول المثل الفرنسي.. إذ يبدو أن أصل الموضوع، هو موقف القوماني وأصحابه من ‘التمشي السياسي للحزب’، التي بلورتها المجموعة ضمن وثيقة وقع تداولها على نطاق واسع إعلاميا وسياسيا، بل نوقشت في بعض الأحزاب، سواء من الموالاة أو من غيرها، وهو ما اعتبر ‘خرقا’ للأعراف التنظيمية المتعارف عيها صلب الأحزاب والتنظيمات السياسية.. ومما زاد الطين بلّة ـ كما يقال ـ ‘تسويق هذه الوثيقة في الوقت غير المناسب’، على حدّ تعبير أحد مناضلي الحزب.. أي إنه في الوقت الذي كان فيه الحزب يخوض بعض المعارك بشأن المقر أو الجريدة، كانت ‘جماعة القوماني’ تروّج تلك الوثيقة هنا وهناك، وكأن أمر هذه المعارك لا يعنيها، أو كأنها ليست طرفا في الحزب.. ويبدو أن موقف المجموعة من الاستحقاقات الانتخابية، وبخاصة الانتخابات الرئاسية، سيما عندما أعلنت صلب هياكل الحزب بأنها مع ترشيح الأمينة العامة للحزب، السيدة ميّة الجريبي، وفقا لنص القانون الدستوري الذي أصدرته الحكومة، كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، على اعتبار أن ذلك يعني في المحصلة النهائية، رفض ترشيح الشابي للانتخابات الرئاسية، وهو أمر لا يبدو أن القيادة التاريخية للحزب، قبلت به في ضوء استراتيجيتها التي زكاها المجلس المركزي، وأعلنها الحزب في مؤتمر صحفي قبيل إعلان الحكومة عن الشروط الجديدة للترشح للرئاسيات المقبلة.. واضح إذن، أن الخلاف لا يتوقف على مسألة التطبيع من عدمها، رغم حساسية هذا الملف في هذا التوقيت وفي هذه الظرفية، إنما الأمر يرتبط بمقاربتين مختلفتين لإدارة الحزب ولموقفه ودوره من الاستحقاقات القادمة.. وهنا يمكن أن نسوق جملة من الملاحظات: ملاحظات أساسية.. 1 ــ أن الحزب، أي حزب، إنما هو موقف تنظيمي وسياسي في آن معا، وبالتالي لا يمكن أن يكون صلب الحزب وجهتان مختلفتان لموضوع حسم في صلب الهياكل الحزبية بالأغلبية، على غرار موضوع الاستحقاقات الرئاسية، إذ لا يعقل أن يصدر للرأي العام والمراقبين، موقفان متناقضان لحزب واحد، فهذا مطبّ تنظيمي قبل أن يكون سياسيا.. ومن هنا الخطأ الذي ارتكبه القوماني وجماعته عندما حرصوا على إعلان خلافهم بشيء من الإصرار، مخالفين بذلك ما كانت الهياكل حسمته بطريقة ديمقراطية.. لقد شعرت قيادة الحزب، بأن الأمر يهدد التنظيم قبل أن يهدد موقفه ومقاربته، لذلك قررت ـ على ما يبدو ـ الذهاب باتجاه ‘الأسلوب العقابي’.. 2 ــ لكن ‘الأسلوب العقابي’، ومهما كانت الذرائع والتعلات والمبررات، لا يمكن أن يحسم خلافا سياسيا في جوهره، على العكس من ذلك تماما، ستكون بمثابة التأشيرة لتقسيمه، وستجعل الحزب محل نقد من الملاحظين والمراقبين والمتربصين بالتجربة أيضا.. 3 ــ أكدت التطورات الأخيرة صلب الحزب الديمقراطي التقدمي، أن إدارة الخلاف صلب الحزب، غير متوفرة بالشكل الذي يجعل معالجة مثل هذه ‘الطوارئ’، تتم بشكل داخلي ومن خلال الحوار، وليس عبر ‘الآلة التنظيمية’ التي يعتقد أنها من اختصاص آخرين، ويبدو أن التطور الأخير في الحزب، والأسلوب الذي تعتزم قيادته توخيه لمعالجة الموضوع، قد يسقطه في ممارسات، كانت بالأمس القريب محلّ نقد الحزب وسخريته.. 4 ــ لم يعد خافيا على القاصي والداني، بأن الخلاف داخل هذا الحزب، يتمحور حول التمشي السياسي للحزب، وهو ما يفترض معالجته بالحوار والنقاش داخل هياكله وبشكل ديمقراطي يتماشى مع الأرضية التي بنا عليها الحزب ثقافته الديمقراطية التقدمية الليبرالية.. أما الإصرار على تغيير وجهة الموضوع، فلن يفيد الطرفين إطلاقا، وسيكون الحزب هو الخاسر الأكبر في هذا الموضوع.. 5 ــ أن تجربة الحزب التوليفية، لم تعد ملكا لهذا الطرف أو ذاك، والحقيقة أن الأحزاب في حدّ ذاتها ليست ملكية خاصة، إنما هي مؤسسات تتجاوز الأشخاص مهما كانت درجة كاريزميتهم، ومهما كان حجم مساهمتهم في إنشائها أو صعودها الشعبي.. ولذلك فإن التجربة الحزبية إذا ما كانت مهددة فإنها تحتمل النقد سواء أغضب ذلك زعماء الأحزاب وقياداتها التاريخية أم لم يغضبها، وهو الأمر الذي لا بد أن يستوعبه قادة هذا الحزب استيعابا جيدا.. إن الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي يتهيأ لإحالة عضو من قيادته على لجنة التأديب، يواجه امتحانا صعبا، فهل ينجح في تخطيه بأسلوب ديمقراطي يضمن من خلاله حق الاختلاف صلب الحزب ويحسن بالتالي تأطيره ضمن نهج وفاقي بني الحزب عليه، أم يكون الإقصاء والطرد هو المحصلة النهائية لأول خلاف حقيقي بين اثنين من أجنحته؟؟ هل يتوفق الحزب في تقديم صورة عن أسلوبه الديمقراطي في إدارة خلافاته وصراعات أجنحته، أم يحسم هذه الصراعات بالشكل الأخف في التوقيت لكنه الأثقل سياسيا وتنظيميا؟؟ (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 جوان 2008)
النظام التونسي محاصر على الانترنت و سلاحه الوحيد هو الحجب
صدر هذا الحوار في العدد 18 من “الجريدة الأولى” المغربية، صفحة تقنية المعلومات، بتاريخ 7 يونيو 2008. أجرى الحوار الصديق طارق السعدي، المتخصص في الصحافة الإلكترونية و المشرف على بوابة مراكش (http://www.emarrakech.info). تحول الأنترنت في تونس إلى “حرب عصابات رقمية من نوع جديد” بين النظام الحاكم و المدافعين عن حرية التعبير، على حد تعبير سامي بن غربية. و لمن لا يعرف سامي فهو من أشهر مناضلي الأنترنت التونسيين بالمنفى. التقته ” الجريدة الأولى” ليقربنا أكثر من أنترنت مغاربي ملتزم قل نظيره بالعالم العربي ولكي نتعرف أيضا على وجهة نظره في عالمي التدوين و الصحافة المواطنة. ** بداية، لماذا اختيار الأنترنت عوض الوسائط التقليدية للنضال السياسي في بلدك؟ لأن الأنترنت هي الحلقة الوحيدة التي أفلتت من قبضة السلطة. طبيعة وسائط الأنترنت المنفتحة و المرنة و المتشابكة هي التي هزمت الآلة القمعية التونسية. و بالمقابل حسن استخدام هذه الوسائط من قبل ناشطي الأنترنت التونسيين و فهمهم لطبيعة الصراع الدائر حول المعلومة هو سر نجاهم النسبي في فضح خدعة “النموذج التونسي”. ** كيف ذلك؟ للتجربة، قم بإجراء بحث على كلمة تونس أو زين العابدين بن على بمحرك بحث صور و فيديوهات غوغل و سترى بعينك كيف هزم ناشطو الأنترنت التونسيون وزارة الإعلام التونسية و مهندسي الوكالة التونسية للأنترنت و صحافتهم المرتزقة. فالنظام التونسي محاصر على الأنترنت و سلاحه الوحيد هو الحجب و ما تبقى من الرقابة الذاتية التي نجحت سياسة الترهيب في فرضها على المواطن التونسي، و التي بدأت تتلاشى تحت وقع الفضائح و الإنتهاكات. ** غالبا ما يحدث تداخل كبير ما بين مفهومي المدون والصحافي. هل يمكنك توضيح الوظائف الخاصة أو المشتركة بينهما في رأيك؟ أعتقد أن الفرق الأساسي بينهما هو أن المدون لا تربطه علاقة مهنية بالخبر و الحدث، فتعاطيه معهما ينم عن روح مواطنية أو ذاتية صرفة. فالمدون نتاج تشابك التطور التكنلوجي، الذي سهل له عملية إيصال المعلومة و الوصول إليها. أما الصحافي فهو مأجور و ملزم بأخلاقيات مهنته التي قد يحترمها و قد يخترقها. كتاباته و إن كانت مستقلة و مهنية هي مصدر رزقه و هي بذالك عرضة للرقابة و المراجعة و المصادرة، على عكس المدون الذي لا يلزمه شيئ أو أحد غير ضميره، إن كان له ضمير، و رقابته الذاتية إن أجبرته ظروفه الموضوعية على ممارستها. ** يعاب على المدونات كونها فضاءات مراهقة لا يمكن المراهنة على أخبارها ومصداقيتها. ما تعليقك على ذلك ؟ هناك بالتأكيد مدونات مراهقة يديرها مراهقون، و هذا ليس عيبا، بل على العكس أمر إيجابي. أن تجد المراهقة طريقها إلى الكتابة و التعبير عن الذات ألا يـُعد هذا أمرا إيجايبا؟ أم أنه يراد للمراهقة أن تبقى مكبوتة لا تنطق إلا عن صعلكة أو تطرف؟ المشكل يكمن في التعميم و سيادة النظرة التبسيطية لظاهرة التدوين العدائية حينا و المثالية أخرى: إذ كما أنه لا يصح الإدعاء بأن المدونات فضاء للصحافة البديلة الناضجة و المهنية، فإنه من الحيف أيضا الإدعاء بأنها فضاء للمراهقة أو لتسريب الإشاعات و الأكاذيب. هناك عدد لا بأس به من المدونات العربية و غير العربية التي أثبتت مصداقيتها مثل المدونات المصرية كالوعي المصري للمدون وائل عباس و غيرها من المدونات التي تفضح الفساد. نفس الشيء تقريبا رأيناه في المغرب مع قناص ترجيست و كيف أجبر الدرك الوطني المغربي و معه الصحافة التقليدية إلى مواجهة مشكلة حقيقية و ليست مفتعلة تنهش المجتمع و لم تجد طريقها إلى الرأي العام إلا من خلال عدسة مواطن مجهول قد يكون مراهقا أحسن استعمال وسائط ما يسمى بالويب الإجتماعي أو الواب 2.0. ** لديك مدونة اسمها فكرة وهي محجوبة عن مستخدمي الانترنت بتونس. لماذا تم الحجب في اعتقادك ؟ أتشكل خطرا لهذه الدرجة ؟ ليس باستطاعة أي أحد في تونس أن يقدم سببا رسميا يبرر حجب المواقع و المدونات و خدمات تقاسم أشرطة الفيديو العالمية التي تحجبها تونس كموقعي يوتيوب و داليموشيون. فسياسة الحجب هناك لا تخضع لمعايير شفافة، و ليس لها قانون يؤطرها، بل إننا لا ندري حتى من هي تلك الجهة المسؤولة عن الحجب و الرقابة. حجب مدونتي منذ سنة 2003 كحجب غيرها من المدونات و المواقع المستقلة ذات النبرة الناقدة هو استمرار لحالة الإنغلاق الإعلامي و التمييع الثقافي التي تعيشهما تونس منذ التسعينات. فالقاعدة في تونس هي الحجب، أما عدم الحجب فهو الإستثناء و الشاذ الذي لا يـُحفظ و لا يـُقاس عليه. ** يرى النظام الحاكم بتونس أن مناضلي الأنترنت التونسيين يتم استخدامهم من قبل منظمات دولية لأغراض سياسية لاعلاقة لها بحرية التعبير والشعارات المرفوعة. ما رأيك في ذلك ؟ النظام التونسي هو الذي تستخدمه القوى الأجنبية من أجل فرض سياسات غير شعبية بعلة محاربة الإرهاب و مقاومة ما يسمى بالهجرة السرية. تهمة العمالة للأجنبي تطلقها السلطة و طابورها الإعلامي بين الحين و الآخر بهدف سحب الشرعية عن معارضيها. ثم لنتفرض أن ادعاءات السلطة صادقة، لماذا تترك هذه السلطة المجال للمنظمات الأجنبية لاستخدام مناضلي الأنترنت التونسي، و لا تقوم هي بتوظيف هذه الطاقات الوطنية لمصلحة البلاد ؟ لماذا تقوم بحجب و قرصنة و تخريب مواقعنا و مدوناتنا إن كانت فعلا تريد بنا خيرا؟ لو كانت السلطة حريصة فعلا على أن لا يلجأ الناشط التونسي إلى المنظمات الدولية الغير حكومية فلتبدأ برفع الحجب عن فضاءاتها و رفع الخناق عن منظمات المجتمع المدني التونسي، و لتمنحنا استقلالنا الذي سرقته منا و برلماننا الذي ناضل آباؤنا من أجله و سيادة شعبنا الذي تستهر بها عصابات الأمن ! ** هل تعتقد ببداية ظهور مفهوم صارم ومستقل للصحافة المواطنة ؟ وبالمناسبة ما التسمية المفضل لديك؟ مواطنة؟ وافدة ؟ جديدة ؟… نعم، أنا أؤمن بقدرة الصحافة المواطنة على أن تتحول إلى مفهوم صارم و مستقل، بل أنا مقتنع أيضا أنه في حال تواصل نسق التطور التقني الحالي الذي تشهده وسائل الإتصال الحديثة بخاصيتها التفاعلية و رخيصة الثمن، فإن الصحافة التقليدية ستلجأ إلى استخدام نفس الوسائط التي تستخدمها الصحافة المواطنة من أجل ضمان بقائها. و أظن أننا شاهدنا هذا المنحى على مواقع الشركات الإعلامية الكبرى التي فتحت فضاء للتدوين و دخلت يوتيوب و غيره من مواقع الشبكات الإجتماعية التي تجاهلتها في الأول. أما العالم العربي فللأسف الشديد لا تزال صحافتنا التقليدية متشبثة بقوالب الماضي من مركزية و بيروقراطية و جمود و عجز عن استيعاب فكرة أنه إن لم تتأقلم اليوم و تساير التطور التكنولوجي الحاصل فإنه لن يكون بمقدورك غدا أن ترفع التحدي الذي سيفرضه عليك جهاز صغير كالهاتف المحمول الذي صار يوازي غرفة أخبار. ** ما جديد الانترنت الحر بتونس ؟ الجديد هو استغلال تشابك و ترابط و تفاعلية الأنترنت من أجل نشر المعلومة على أكبر عدد ممكن من مواقع الشبكات الإجتماعية العالمية و وسائط الواب 2.0 حتى تصعب على النظام التونسي مهمة التصدي لها. بمعنى آخر: إغراق الأنترنت بالمعلومات و الصور و الفيديوهات البديلة و الناقدة. ما ينشر على يوتيوب يُستغل على فايسبوك و وغوغل إيرث و الخرائط، و ما ينشر على المواقع المحجوبة مثل موقع نواة و غيره يعاد نشره عن طريق التلقيمات على تويتر و فايسبوك. و ما ينشر على مواقع تقاسم الفيديو يـُشاهد بطريقة كاسرة للبروكسي على المدونات. الجانب الآخر هو التركيز على مسألة كسر البروكسي و إدخال المعلومة بكل الطرق إلى مستخدم الأنترنت التونسي و تعويده على كسر حاجز الخوف تدريجيا. إنها حرب عصابات رقمية من نوع جديد، لكنها تستند إلى نظرية قديمة قدم الحروب اللامتوازية حيث تضع مبدأ الإستنزاف و تشتيت قوى العدو و فتح جبهات متعددة هدفها نهك الخصم في مدة زمنية طويلة الأمد عبر استعمال تقنيات قليلة لكلفة و ذات فعالية عالية. ** متى تعلن استقالتك من التدوين ؟ أنا لم أبدء التدوين بعد، فكيف لي أن أستقيل منه؟ قد يعود هذا إلى كوني لا أعتبر نفسي مدونا بل ناشط أنترنت و تلميذا لمدونين يصنعون الحدث على الميدان. المدون الحقيقي حسب رأيي هو ذاك الذي يدوّن الحدث من الداخل، لا من المنفى. فهو يتحدى بوجوده و كلمته فراعنة تكميم الأفواه وهامانات تحنيط العقل العربي الذي بات رهينة السلطة بتشكلاتها المختلفة، أكانت سياسية أم دينية أم إجتماعية. (المصدر: موقع ‘نواة’ (هولندا) بتاريخ 12 جوان 2008) الرابط: http://www.nawaat.org/portail/2008/06/12/regime-tunisien-vs-web/
منتدى الجاحظ دعوة
يتشرف منتدى الجاحظ بدعوتكم لحضور أمسية فكرية تحت عنوان تحديات تجديد الفكر الديني ينشطهـا الدكتور محمد المستيري مدير المعهد العالمي للفكر الاسلامي بباريس. وذلك يوم الجمعة 13 جوان 2008 على الساعة السادسة مساء بمقــر المنتدى . حضوركم إثراء للحوار عن الهيئة المديرة الرئيس صلاح الدين الجورشي
بسم الله الرحمان الرحيم حتى لا يشوش على الواجب الشرعي – الحلقة التاسعة كم سيغادر من تونسيين الدنيا قبل أن يتوبوا إلى ربهم؟
تمهيد: كانت الحلقتان السابقتان هما في موضوع التوبة والاعتذار، حيث أعلنتُ في الأولى منهما توبتي إلى الله واعتذاري إلى المتضررين، ودعوت في الثانية حركة النهضة إلى التوبة والتصحيح. وقد حصلت معهما تفاعلات متنوعة غلب عليها – حسب من اتصلوا بي – الإيجاب. ولا أخفيكم أني عشت تلك الأيام في أجواء غير عادية، أجواء التوبة من ناحية، وأجواء التخوف من ردود أفعال من إخواني إذا لم يحسنوا التقاط الرسالة المقصودة. وكانت المفاجأة مع ردود الأفعال الإيجابية من العديد من إخواني، خاصة على الحلقة الأولى؛ بل كانت بعض الاتصالات – وهي بادية التأثر بأجواء التوبة – تلهج بالثناء وإكبار التجرد للحق، وتقول أن هذا طريق نسيناه علينا أن نجتهد في تذكره وسلوكه. ولامني أكثر من أخ أنني حملت نفسي أكثر من مسؤوليتها، وأن مسؤوليتي هي من مسؤولية المجموعة. وكتب أحد الأحباب بارك الله فيه: (شيخنا العزيز – ولست بشيخ إلا كتعبير على الاحترام أو التقدم في العمر – حفظك الله و رعاك: ان ما اصابنا هو من فضل الله علينا ليزيد من انتمائنا للمشروع الاسلامي المعتدل، ويصحح بعض المفاهيم الخاطئة لدينا . ولا اظن انه كان لاحد القدرة على تفادي ما حصل، فلا تحزن ان الله معنا. والسلام عليكم و رحمت الله و بركاته) ومع هذه الردود الإيجابية كانت هناك تساؤلات واعتراضات، بعضها في المضمون وأخرى في الأسلوب، ومن ذلك الرسالة الكريمة التي كتبها الأخ خالد بن مبارك بالفرنسية في تونس نيوز 08/06/2008 فجازاه الله خيرا. وقد بدا منها واضحا اهتمامه بما كتبتُ في الحلقة الأولى على الأقل . وتفاعلا مع هذه الرسالة ومع بعض التساؤلات والاعتراضات الأخرى، أكتب هذه الحلقة مقدّرا أنها ستزيد وضوحا ما كتبته في الحلقتين السابقتين، وأنها ستزيل أي التباس فيهما بإذن الله تعالى. وسيكون ذلك وفق الفقرات التالية: المشهد الأول: حاجة الإنسان للتوبة كحاجته للتطهر والاغتسال المشهد الثاني: العمق الإيماني للتوبة إلى الله المشهد الثالث : كفى بالموت واعظا أنا أحِب للتونسيين ما أحب لنفسي توق الإنسان الدائم للحق والعدل حتى يراهما على كمالهما في الآخرة هكذا هي سعة رحمة ربنا: « يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي » حساب الدنيا هو بين العدل والإحسان مع التزام الحقيقة المشهد الأول: حاجة الإنسان للتوبة كحاجته للتطهر والاغتسال مَثَل الذنوب والمعاصي والأخطاء – وهي أمور مجردة – مَثَل الأوساخ والزبالة والقاذورات والفضلات، ومثل التنظف والتطهر من الأولى هو مثل التنظف والتطهر من الثانية: 1. تصوروا أيها التونسيون أن الإنسان لا يغتسل ولا ينظف نفسه، كيف ستصبح هيئته وحالته بعد مدة؟ 2. وتصوروا أيها التونسيون أن الأوساخ والزبالة والفضلات لا تنظف ولا تصرف منها بيوتنا وأماكن عيشنا وتواجدنا وعملنا ونشاطنا ، كيف سيصبح حالنا. إنها سوف تغمرنا وتنغص حياتنا، بل وسوف تقضي علينا حتى بالمعنى الصحي فقط. 3.ومن رحمة الله أن جعل لنا هذا الباب مفتوحا دائما حيث يمكننا أن نلجه في أي لحظة ونتطهر من أدراننا وذنوبنا. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم كثير الاستعمال لهذا التطهرحيث يقول: « يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة » [رواه مسلم]. 4. وما أشد حاجتنا إلى مثل هذا التطهر، وهو تطهر في أصله فيما بيننا وبين الله الذي يقتضي ضرورة رد الحقوق وجبر الضرر وطلب السماح إذا مس الخطأ والذنب آخرين. وحاجة التطهر هذه هي حياتية لا تستمر الحياة بدونها لولا إمهال الله للبشر: قال تعالى:{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)}(سورة فاطر )، وقال تعالى:{وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} (سورة الأنفال) المشهد الثاني: العمق الإيماني للتوبة إلى الله تنبع التوبة إلى الله وترتكز على العمق الإيماني التالي: 1. إن الله هو الذي خلقنا. 2. وإننا نعيش لنعمل في الدنيا، عمل اختبار وامتحان ليبلونا أينا أحسن عملا. 3. وإننا سنرجع إليه جميعا ليحاسبنا على ما كان منا من عمل ليكون العدل المطلق فيما بين العباد، والعدل المطلق فيما بين الله وعباده الكافرين، والإحسان المطلق فيما بين الله وعباده المؤمنين. وانظروا إلى هذا التمثيل الرائع والمعبر لما سبق من الحقائق في قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} (سورة الحديد) المشهد الثالث : كفى بالموت واعظا استوقفني خبر وفاة محمد الشرفي، وسرعان ما استحضرت معاني التوبة التي أعلنتُ عنها وكنت أعيش أجواءها وقتها ، وكأني كنت أدعو بلسان الحال كافة التونسيين إليها ، إلا أني رأيت هذا الرجل وقد مضى إلى ربه قبل أن نرى منه أي توبة . غاب عني في تلك اللحظات أي احساس بالفرح والسرور- والتشفي ليس من خلقي – ولكن اعتراني نوع من الرهبة وربما الإشفاق والتساؤل: ما حال هذا الرجل الآن؟ وما مصيره؟ واستوقفني في هذه الأيام أيضا موضوع التجربة البورقيبية الذي خرج به علينا موقع السبيل أون لاين في الحلقة السادسة من المسألة الحضارية، فعشت نفس الشعور والإحساس السالف بيانه. ثم عندما قرأت أخبار المحجبات من مثل (وهن يعتقلن في الطريق العام , وفي بعض الأحيان يجبرن على التوقيع بالقوة على التزامات بالتعهد بعدم ارتداء الحجاب بموجب منشور 108 الذى سنه الرئيس السابق الحبيب بورقيبة ، ووقع تفعيله في أكتوبر 2006) ، قلت: هذه سيئة جارية ستُجري عليه أوزارا باستمرار حتى يتم إبطاله. كيف يستقبلها هذا المسكين وهو عند ربه؟ وماذا تفعل فيه؟ وماذا يتمنى؟ وماذا سيقول لنا لو يُمكّن من الاتصال بنا؟ جاش في ذهني كل هذا ، وقلت هل سيمضي تونسيون كثيرون قبل أن يتوبوا كما مضى ذانك الرجلان، وقبل أن يعيشوا المشهد المهيب التالي للاحتضار؟ قال تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)} (سورة القيامة). أنا أحب للتونسيين ما أحب لنفسي قال صلى الله عليه وسلم: « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ». وتنزيلا لهذه القاعدة على المشاهد السابقة يكون عندنا: 1. المشهد الأول ، أحب فيه للتونسيين ما أحب لنفسي، أن أكون طاهرا نظيفا. قال تعالى:{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] ، وقال تعالى: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) (سورة المائدة – آية 6) 2. وأحب للتونسيين ما أحب لنفسي ، أن يكون – في ذلك اليوم المشهود وفي مشهد الحساب – حملي خفيفا من الذنوب, وأن أقبل على الله ولا أحد له عليّ شيء وخاصة من الظالمين. وقد وصف الله ذلك اليوم المشهود وصفا عظيما ، حيث يقول فيه سبحانه وتعالى:{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}(سورة الكهف). 3. وأحب للتونسيين ما أحب لنفسي ، أن يكون خروجي من الدنيا خروج النفس المطمئنة . قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)}(الفجر). لقد وقفت موقف التوبة الذي أعلنتُه على الملإ من أجل السلامة في تلك المشاهد الثلاثة ، ومن أجل تذكير نفسي وتذكير التونسيين بهذه الحقائق ، ومن أجل دعوتهم للرجوع إلى ربهم. وكل هذا هو أهم مهمة مطلوبة من أي إنسان مؤمن تجاه أي بشر، فما بالك إذا كان تجاه أقاربه وأهل بلده. توق الإنسان الدائم للحق والعدل حتى يراهما على كمالهما في الآخرة: ما سبق هو الذي تحدثت عنه في الحلقتين السابقتين، وأما رسالتك يا أخي خالد بن مبارك، فهي تتحدث عن عدالة الأرض، وهي عدالة قد تأتي وقد لا تأتي، وإذا أتت قد تأتي منقوصة غير كاملة. والتمسك بالعدل والحقوق فطرة، والتجاوز والعفو في سبيل الله ومن أجل الحق سمو، ويبقى الإنسان هو دائم التوق إلى الكمال في العدل والحق حتى يراهما في الآخرة. وكل الدنيا بأحداثها وبمظالمهما وبعدالتها وخيرها وشرها، هي ابتلاء واختبار للناس جميعا، يذهل عنها جميع الناس في مشاهد الحق يوم القيامة كما في قوله تعالى: « يوم ترنها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد » هكذا هي سعة رحمة ربنا: « يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي » قال رسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة أنه يقول: (يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي, يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا ابالي, يا ابن آدم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) . وكان الفضيل بن عياض من كبار المجرمين وقطاع الطرق العتاة المحاربين , وكان ممن يعيث في الارض فسادا . وفي ليلة من ليالي فساده وهو يتسلق من أجله الجدار، اذ به يسمع قارىء القرآن يتلو قول الله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) فتراجع وقال: بلى يارب، قد آن الأوان، ولقد تبت الآن. قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم). وقال تعالى: (والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ولنعم أجر العاملين). وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم). هكذا هي سعة رحمة ربنا ؛ تسع المؤمنين ؛ وتسع المذنبين والمقصرين والمخطئين، في خطة فرض الحرية، ومعمعة المحنة، واندفاعات 18 أكتوبر، وغيرها؛ وتسع العلمانيين وجماعة18 أكتوبر؛ وتسع الطغاة والظالمين والجبارين ؛ وتسع الاستئصاليين وجماعة خطة تجفيف ينابيع التدين بكل دواليبهم ؛ رغما عني، وعن الأخ خالد بن مبارك، وعن الناس جميعا. وشرط كل ذلك التوبة الصادقة ، والإيمان الصحيح، والعمل الصالح، كما قال تعالى في من فعل مثل تلك الأعمال: {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)}(سورة الفرقان). هذه هي سعة رحمة الله ، وهي سعة لا تنقِص من عدله المطلق شيئا ، حيث يُوَفّى الناس حقوقهم كلها، ويُجبرون في مظالمهم كاملة، بل يؤتيهم الله من فضله حتى يرضيهم (رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه) (قرآن). حساب الدنيا هو بين العدل والإحسان مع التزام الحقيقة هذا في خصوص حساب الآخرة ؛ وأما في خصوص حساب الدنيا ، فإن نَحَوْنا نحو حساب الآخرة فهو سموٌّ إلى الإحسان ، ومن تمسك بالحقوق وجبر الأضرار والقصاص فذلك من حقه. وهذا عدل لا يصح لأحد أن ينكره عليه، ويمكن ترغيبه في الأوْلى وهو الإحسان ، والذي يُنكر ولا يجوز قبوله بحال هو تجاوز العدل إلى الظلم قال تعالى : (ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) (سورة المائدة – آية 2)، (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) (سورة المائدة – آية 8). وكل ما سبق يتعلق بالإنصاف والإحسان، ويسعنا فيه كل المواقف المتراوحة بين أسمى درجة وهي درجة الإحسان والعفو والتسامح، وأدنى درجة وهي العدل. وأما ما يتعلق بالحقيقة ففي كل الأحوال لاينبغي أن تُمَسّ، ولا يُمس جلاؤها ووضوحها؛ فالحق حق، والباطل باطل، والظلم ظلم، والعدل عدل،والمعروف معروف، والمنكر منكر،… فلا للتمييع، ولا لخلط الموازين ولا قلبها. الإمضاء محمد شمام للاتصال بي في موضوع هذه الحلقات أوغيرها : العنوان البريدي : mohacham@gawab.com الهاتف النقال : 0736309986 وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله وهو الهادي إلى سواء السبيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سواك حار 85 صابر التونسي
لقصرين مغارة.. توجد بجهة القصرين احدى أهم وأكبر المغارات الجبلية.. وهي تمتدّ على كيلومترات.. وقد كانت المنتجة السينمائية هاجر بن نصر أنجزت شريطا وثائقيا هامّا حولها. ينتظر أن يتم استغلال هذه المغارة كفضاء سياحي على غرار ما تشهده المغارات الأخرى الشبيهة والموجودة بأوروبا. (الملاحظ) الخوف أن يعول أهل القصرين على هذه المغارة ويفرطوا في ‘حلفتهم’ و’رزاماتهم’ ويركنوا إلى الراحة! … اعلموا أن المال الذي سيأتي من ‘المغارة’ تنتظره ‘مغارات’ كثيرة! والمغارة لا تملأ أفواه ‘المغارات’! صحّة الإنسان في القرآن تنظم وحدة البحث العلمي للقرآن بالجامعة الزيتونية التي تترأسها الدّكتورة منجية السوايحي يومين مفتوحين (18 و19 أفريل) حول موضوع: ‘صحة الإنسان في القران’ بالاشتراك مع نادي الصحة بالمعهد الأعلى لأصول الدين. (الملاحظ) أكيد جدا أنهم خلصوا إلى نتائج مهمة جدا تفيد صحة الإنسان! خلاصتها: ـ ازهدوا في الإهتمام بالشأن العام واتركوا الأمر لأهله تصحّوا! ـ ازهدوا في المال الخاص فضلا عن العام فالصحة للزاهدين! ـ ازهدوا في ‘الصندوق’ ولا تزهدوا في الزعيم فعلى يديه تصحوا وتعيشوا في نعيم! اذاعة الكترونية للحزب الاجتماعي التحرري يسعى الحزب الاجتماعي التحرري لتأسيس إذاعة الكترونية خاصة به تروج لمبادىء الحزب ولرؤاه ومقارباته في القضايا المحلية والدولية. وقد انتهى بعد من اعداد الجوانب التقنية وحتى البشرية، لبعث هذه الاذاعة لتكون اضافة جديدة للمشهد الإعلامي. (الملاحظ) معه حق فلعل الإذاعة المرتقبة تخرج به من وضعية ‘الحزب السري’ إلى العلن! حال السنما التونسية : مرا عزوزة تمشي بقبقاب في دار قديمة… طفلة مريضة بالصرع.. فجأة تشوف بيت بانو .. ساق مراة.. هشام رستم يغزر لمرا .. يتلفت على غفلة ويصيح.. منى نور الدين في سرير عربي قديم.. يرجعو يجيبو بيت البانو وفيها بخور.. راجل يمشي في الظلام لابس شاشية وبرنوس.. قطوسة تقول ميعو.. يقللها كسس.. بيت البانو مرة اخرى وصوت بندير والريح.. يوفا الفيلم على غفلة والحكاية مانعرفهاش شني… (شاب تونسي يصف واقع السينما التونسية في مدونته) تأبى السينما التونسية إلا أن تمد أعناقها من ‘بيوت البانو’ وترشح بما لديها في الحمامات! وجلّ أفلامنا ‘بِسُمّ’ أصحابها تنضح! وفي الانتظار فإنني أطلب حق اللجوء في كل المواقع التي تقبل بأن تفتح فضائها مؤقتا لكتاباتي وهل من رسالة أحسن لزبانية الاستبداد أن حركة التحرّر واحدة وستخترع وسائل الدفاع عن نفسها ووسائل جديدة للهجوم على من يهاجمها . (المنصف المرزوقي: الحوار نت) سي المنصف الدار دارك والمفتاح معك فادخل من غير لجوء ولا استئذان! والمشاكسة لا تمنع المساكنة!! قام عنصران من عناصر الاستعلامات العسكرية بتصوير المحال و الدكاكين التي تعرضت للخلع و النهب أثناء الأحداث التي جدت بمدينة الرديف يوم 6 جوان 2008 و قد ذكر لنا السيد محمد بن عمارة الماجدي صاحب محل لبيع الفواكه الجافة بالرديف أن عنصرين بالزي المدني قدما على متن سيارة تابعة للجيش الوطني قاما بتصوير الأضرار التي لحقت بالمحل و أعلماه بأنهما سيقدمان تقريرا مفصلا للقيادة العسكرية. (حرية وإنصاف) ‘كانت تشخر ـ بالشرطة ـ زادت ‘بف’ ـ بالعسكر ـ !!! منعت الطالبة آمال بن رحومة من تقديم مشروع تخرجها حتى تحضرشهادة ختم تربص أجرته سابقا بالمندوبية الجهوية للفلاحة بولاية قبلي وذكرت أن المندوب الجهوي للفلاحة هناك المدعو عبد الحميد حاجي رفض تسليمها هذه الشهادة , وأنها قد اتصلت به عديد المرات ولكن دون جدوي , وكان كل مرة يقول لها ‘إنك مخالفة للقانون بارتدائك لغطاء فوق شعرك وأني ألتزم بالتعليمات ولا يمكنني أن أعطيك هذه الشهادة ما لم تكشفي عن شعر رأسك’ .(عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ‘بتصرف’: تونس نيوز) الرئيس بوليس، الوزير بوليس، المدير بوليس، وأخيرا وليس آخرا المندوب بوليس ، وعمل البوليس تنفيذ التعليمات، خاصة إذا كانت تلك التعليمات ملبية لرغبات الأنفس المريضة! (المصدر : موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 12 جوان 2008)
التقرير الصحفي الأسبوعي الواحد والعشرون لموقع ‘ السبيل أونلاين’
** توقع ارتفاع أسعار المحروقات في تونس كتب الصحفي خالد بومعيزة بتاريخ 9 جوان 2008 في موقع “أفريكان مينيجر كوم” عن ارتفاع أسعار المحروقات وانعكاسات ذلك على الاقتصاد التونسي. فقد وصل سعر برميل النفط إلى 138,54 دولار يوم الجمعة الماضي وهذا الارتفاع المهول سيكون له تأثير كبير على ميزانية الدولة التي وقع إعدادها اعتمادا على سعر 98 دولار للبرميل إذا أخذنا بعين الاعتبار انخفاض سعر صرف العملة الأمريكية. وتستورد تونس 75% من حاجياتها من مادة ‘القازوال” و56% من مادة البنزين. وبأسعار الجمعة الماضي تكون تكلفة اللترين من البنزين قبل تكريره ونقله 1,017 دينار تونسي وهذا يعني أن المواطن التونسي عليه دفع 300 مليم إضافي لإدراك السعر الحقيقي لتكلفة اللتر الواحد من البنزين مما يدل على أن الدولة تدفع دعما لأسعار المحروقات وهذا الدعم يكلف الميزانية 3,5 مليار دينار تونسي . ** نسبة الإبحار على شبكة الإنترنيت في تونس 3,4% فقط حسب الموقع الإلكتروني ‘تحفون كوم” فإن نسبة الإبحار على شبكة الإنترنيت في بلدان المغرب العربي لا تتعدى 2,5% , بما أن النسبة بالمغرب الأقصى تبلغ 14,36% , و 5,62% بليبيا , و 5,33 بالجزائر , و 3,46% بتونس , و 0,47% بموريتانيا . وردت هذه الأرقام خلال الندوة السابعة التي عقدتها الجامعة العربية تحت عنوان ‘المغرب العربي في مفترق الشراكات’ التقرير تضمن محاولات العديد من مزودي شبكات الإنترنيت توقيع اتفاقات في هذه البلدان وذلك بهدف رفع وسائل استعمال الشبكة العنكبوتية. ** كان الوضع أفضل في عهد صدام! تحت هذا العنوان ورد الحوار الذي أجراه الصحفي النرويجي ‘آرن دفيرقسدال” والذي صدر بصحيفة “داقلاديت” النرويجية بتاريخ 8 جوان 2008 مع المثقف العراقي المسيحي المهاجر بالولايات المتحدة سنان أنطون ,أستاذ الأدب العربي بجامعة نيويورك. يؤكد المثقف العراقي أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تقسيم العراق إلى 3 مقاطعات.و أن ‘العنف الإسلامي’ ليس إلا نتيجة للإمبريالية الأوروبية وأن الدكتاتوريات في الشرق الأوسط لم تكن سوى إرث من زمن الاستعمار. ويبدي الكاتب العراقي إعجابه بالمفكر الإسلامي طارق رمضان , وامتعاضه من الكاتبة الهولندية الصومالية الأصل ‘أيان حرزي علي’ ( التي انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد افتضاح تزويرها لمعطياتها الشخصية عند تقديمها للجوء في بداية التسعينات في هولندا) , قائلا: إن أيان حرزي علي تقول ما يريد أن يسمعه الأمريكيون. فهي تقول أن الإسلام هو سبب الإرهاب ويشكل عائقا أمام اندماج المسلمين في الغرب وهي بذلك تتجاهل الأسباب الاجتماعية والاقتصادية لصراع الثقافات الذي يعرفه عصرنا الحديث. وينتقد الكاتب الكاريكاتور الذي ورد منذ أيام بالصحيفة النرويجية ‘أدريس أفيسان” والذي يصور إرهابيا عاريا في نصفه الأسفل مرتديا تبانا كتب عليه: ‘أنا محمد ولا يستطيع أحدا أن يرسمني’. معتبرا أن مثل هذه الرسوم تزيد في خلق المشاكل بين الغرب والمسلمين. وأبدى الكاتب العراقي انزعاجه من تصوير المسلمين في الإعلام الغربي كرجال قساة متعطشين للجنس! ** مقتل شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة في مواجهات أمنية بمنطقة الرديف حسب قدس برس بتاريخ 6 جوان 2008 فإن مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات البوليس حصلت بمنطقة الرديف من ولاية قفصة أسفرت عن سقوط قتيل وإصابة آخر بجروح خطيرة. وبحسب مراقبين يعد هذا المنعرج تطورا خطيرا في الأحداث التي تشهدها مدن المناطق المنجمية منذ بداية العام احتجاجا على أوضاع الفقر والبطالة. ومنذ يومين متتاليين ظلت الرديف مدينة مقفلة حيث لم تفتح المحلات التجارية والأسواق. ** المحكمة التركية تلغي قرار السماح بارتداء الحجاب في الجامعة حسب الموقع الإلكتروني ‘ لقناة العربية’ فإن المحكمة الدستورية التركية ألغت الخميس 5 جوان 2008 قانونا يسمح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعة على أساس أنه مخالف للمبادئ العلمانية للجمهورية التركية. ومن المتوقع أن يشكل هذا الحكم حجة أساسية في الدعوى التي رفعها المدعي العام التركي الذي طالب بحظر حزب العدالة والتنمية واتهامه بالقيام بنشاطات مناهضة للعلمانية. ** مؤرخ يتهم الإستخبارات البريطانية والإسرائيلية والأمريكية بالوقوف وراء تفجيرات لندن قالت صحيفة ‘القدس العربي’ يوم الخميس 12 جوان , أن صحيفة ‘الصن’ البريطانية الصادرة امس الأربعاء أفادت بأن المؤرخ البريطاني نيكولاس كوليرستورم اتهم الإستخبارات البريطانية والإسرائيلية والأمريكية بالوقوف وراء تفجيرات لندن قبل ثلاث سنوات. وفجّر أربعة شبان مسلمين بريطانيين من أصول آسيوية أنفسهم في ثلاثة قطارات للإنفاق وحافلة للنقل العام في السابع من تموز (يوليو) 2005 ما أدي إلي مقتل 52 شخصاً وإصابة أكثر من 700 آخرين بجروح. وقالت الصحيفة إن المؤرخ كوليرستورم الذي وصفته بأنه يميني متطرف اطلق هذه المزاعم في فيلم وثائقي يحمل عنوان (ملفات المؤامرة) ستبثه القناة التلفزيونية الثانية (بي بي سي 2) التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية والتي دفعت له مالاً مقابل ظهوره في الفيلم . واضافت أن كوليرستورم يعتقد بأن الإنتحاريين الأربعة كانوا أشخاصاً أبرياء احتالت عليهم الإستخبارات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية . ونسبت الصن إلي شون كاسيدي (60 عاماً) الذي قُتل ابنه سايران (22 عاماً) في تفجيرات لندن قوله من المعيب حقاً أن تدفع (بي بي سي) أموالاً لهذا الرجل لإطلاق مثل هذه المزاعم . ** مصر تنوي ترحيل المئات من عناصر ‘فتح’ إلى اليمن أكدت صحيفة ‘الرسالة’ الفلسطينية أن السلطات المصرية تستعد لترحيل المئات من ناشطي حركة ‘فتح’ وعناصر الأجهزة الأمنية الموالين لرئيس السلطة محمود عباس، الذين فرّوا من غزة قبل عام تقريباً حينما حسمت حركة المقاومة الإسلامية’حماس’ الموقف الميداني في القطاع؛ إلى اليمن وذلك جراء شكاوى السلطات المصرية مما تسميه ‘المشكلات الكبيرة التي سبّبها هؤلاء النشطاء للأمن المصري’ خلال عام. وأفادت مصادر مطلعة في حركة ‘فتح’ لوكالة ‘قدس برس’، أنه يتم الإعداد حالياً لترحيل حوالي أربعمائة من ناشطي الحركة وعناصر وضباط الأجهزة الأمنية المتواجدين في الأراضي المصرية منذ عام إلى اليمن، وذلك ضمن اتفاق ما بين القاهرة ورام الله وصنعاء من أجل ‘تخلص مصر من هذه العناصر’. ويرفض معظم عناصر ‘فتح’ الذين فروا عقب الحسم العسكري في غزة، قبل عام كامل إلى مصر، العودة إلى قطاع غزة خشية تعرضهم للمحاسبة من قبل السلطات الجديدة في القطاع أو تعرض أهالي ضحايا الأجهزة الأمنية السابقة لهم، بينما في الوقت ذاته ترفض السلطات الإسرائيلية كذلك وصولهم إلى الضفة الغربية. وأضافت المصادر أنّ القيادي النافذ سابقاً بحركة ‘فتح’ محمد دحلان، والمثير للجدل، اتهم خلال حديثه مع هؤلاء العناصر الذين يعتبرون مقرّبين منه، السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو بالوقوف وراء هذا الترحيل، وأكد دحلان أنه يحاول التدخل لدى المسئولين المصريين لعدم إتمام عملية الترحيل. وكانت القاهرة رحلت مؤخراً عدداً من عناصر حركة ‘فتح’ المقيمين لديها إلى الضفة الغربية، وذلك ‘بعد تورطهم في عمليات تزوير والمتاجرة في المخدرات والإخلال بالأمن العام’، كما ورد. ** الأمير تركي يصرح بأن والده الملك فيصل ساعد إخوان مصر لأسباب إنسانية في تصريح له لبرنامج إضاءات الذي يقدمه تركي الدخيل يوم الجمعة 6 جوان 2008 على ‘قناة العربية’ , أكد الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة ‘مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية’ أن والده الراحل الملك فيصل كان يقدم مساعدات لأسباب إنسانية للإخوان المسلمين وتيارات أخرى أيام حكم جمال عبد الناصر. وأضاف أنه بعد سقوط الملكية في مصر تعرض الإخوان للاضطهاد فلجأ عدد منهم إلى السعودية في عهد الملك فيصل الذي اعتمد أيضا مساعدات إنسانية للإخوان الذين بقوا في مصر. أما بخصوص الحياة الخاصة للملك الراحل، أوضح الأمير تركي أن حياة والده الخاصة لم تختلف عن حياته العامة في سلوكه وانضباطه ولم يحب حياة البذخ والبهرجة في ملبسه ومأكله. ** السلطات المصرية تستخدم الغاز السام ضد الفلسطينيين أفاد موقع ‘المصريون’ أن مصادر مقربة من حركة حماس تتهم مصر بإطلاق غاز سام داخل الأنفاق الأرضية على الحدود بينها وبين قطاع غزة ، وبتصعيد إجراءاتها ضد من يحفرون هذه الأنفاق ومن يستخدمونها ، مما أدى إلى استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين مؤخرا. وعزا تقرير نشرته صحيفة ‘فلسطين’ ـ المقربة من حركة حماس ـ ارتفاع أعداد الضحايا في صفوف العاملين في هذه الأنفاق ومن يقومون بالتهريب من خلالها إلى قلة الخبرة والتعامل الخشن من قبل السلطات المصرية . ونقلت الصحيفة عن مصادر طبية أن السلطات المصرية تطلق غازا ساما داخل الأنفاق ، يؤدي إلى تجلط في الدم للعاملين داخلها ويسبب الوفاة في أغلب الأحيان . وأضافت الصحيفة الفلسطينية أن عددا كبيرا من الشبان العاطلين عن العمل أقبلوا على العمل في مهنة التهريب عبر الأنفاق الخطرة بغية البحث عن لقمة العيش ، ودون أن تكون لديهم خبرة تذكر في هذا المجال . ** أساتذة كلية العلوم يقررون رفع شكوى للمحكمة الإدارية حسب صحيفة الصباح بتاريخ 5جوان 2008، فقد قرر أساتذة كلية العلوم في تونس في أعقاب إجتماع عقدوه يوم 3 جوان 2008 رفع شكاوى لدى المحكمة الإدارية من أجل إلغاء قرار وزير التعليم العالي، القاضي بإلغاء انتخابات مجالس الأقسام بالكلية وووصف الأساتذة في بيان أرسلوه للصباح، قرار وزير التعليم العالي إلغاء الانتخابات بكونه ‘لا قانوني ومخالف للنصوص والتراتيب المعمول بها’ وقرر الأساتذة ‘مقاطعة انتخابات مديري الأقسام على النحو الذي تريده الوزارة ‘ وطالبت الأساتذة ‘بعدم الترشح لهذه الانتخابات’ مؤكدين تمسكهم ‘بمجالس الأقسام المنتخبة شرعيا”. واعتبر أساتذة كلية العلوم بتونس أن هذا الإجراء ‘جزء من سياسة التسيير القسري للمؤسسات الجامعية’، مشيرين إلى أن القرار المتخذ في هذا السياق يدخل ضمن خطوات النيل من الجامعيين التي بدأت بالتمييز بينهم في موضوع الإحالة على التقاعد والتعيين في اللجان الوطنية وتجاهل الهياكل المنتخبة وتجاوزها. ** مينار يتهم الغرب بالتخاذل في تحسين أوضاع الصحافة بالعالم حسب مقال ورد بالموقع الإخباري لقناة الجزيرة بتاريخ 2 جوان 2008 فقد أبدى روبير مينار المدير العام لمركز الدوحة لحرية الإعلام تشاؤمه من الأوضاع السيئة للصحفيين في العالم التي تشير آخر التقارير أنها تزداد سوءا من خلال مقتل 28 صحفيا في الأشهر الست الأخيرة. وأضاف أن الدول الغربية تمارس نوعا من الجبن وتفضل مصالحها الاقتصادية وعلاقاتها الدبلوماسية على لعب دور أكبر في الضغط لتحسين هذه اللأوضاع. ** سليم بوخذير يفوز بجائزة ‘القلم الحر’ الجزائرية حسب وكالة قدس برس بتاريخ 9 جوان 2008، فقد منحت لجنة بنشيكو الجزائرية من أجل الحرية جائزة ‘القلم الحر’ لمراسل العربية نت في تونس الصحفي سليم بوخذير. وكان موقع العربية نت حجب في تونس نتيجة لسلسلة من تقاريره. علما بأن لجنة بن شيكو الجزائرية تمنح جائزة ‘القلم الحر’ لإثنين من الصحافيين ممن عرفوا بحرية الكتابة والتفكير وقد منحت هذه السنة إضافة إلى سليم بوخذير للصحافي الجزائري بشير رزوق. ** سمية ترفض أن تعود إلى اليهودية وتطرد أهلها من بيتها الجديد بعد خمسة أعوام من معرفة الشاب الفلسطيني محمد حمامرة بالفتاة اليهودية سيمة اتسك ‘سمية’ لم يكن يعلم أن تتطور هذه الصداقة إلي قصة حب وتنتهي بالزواج واعتناق الإسلام، في ظل الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني من نير الاحتلال الصهيوني. وبحسب موقع ‘صوت الأقصى’ الذى يبث من غزة فقد تم زواج محمد حمامرة ابن 23 عاماً بالفتاة سيمة إسحاق التي أسمت نفسها سمية، بعد أن أشهرت إسلامها حديثا في محكمة القدس الشرعية بتاريخ 14/5/2008، حيث كانت يهودية الديانة. ويقول محمد لقد عرضت الزواج على سمية التي كانت تربطني بها علاقة عمل، وأخبرتها بلزوم الإسلام قبل الزواج، وأبدت استعدادها لذلك بعد التفكير في الأمر وقناعتها أن الدين الإسلامي هو الدين الصحيح، ولكن كانت المعيقات من قبل أهل الفتاة الذين رفضوا الزواج بعد إسلام سمية. ويذكر محمد:’لقد تعرضت إلى مضايقات وإبتزازات من قبل الجانب الصهيوني بالعدول عن الزواج، حتى انه عرض علي مبالغ طائلة من قبل ‘الراف الأكبر’ في منطقة جيلو لمنع هذا الزواج لكني رفضت كل هذه العروض’، وكان قد اتصل به شخص يدعي انه صديق زوجتي ويريد أن يتكلم مع زوجتي بحجة أن يوقع بيننا، ولكني رفضت أن اكلمه وقلت له إنها الآن لها زوج ولا أسمح بأن يكلمها أحد، وأنا الآن متمسك بزوجتي ولن اقبل بأي حاجز بيننا’. ويشير محمد إلى أن أهل سمية حضروا لزيارتها بغرض إقناعها بأن تعدل عن الدين الإسلامي والزواج، وكانوا قد أحضروا معهم أفراداً من المافيا كما ادعوا لإخافته وزوجته، لكنهم تفاجئوا بأنها تقابلهم بالزي الشرعي الكامل، وتنصحهم بأن يدخلوا هذا الدين وقد وصفت الدين الإسلامي بدين المحبة والأخلاق، ولم يمنعها ذلك من طرد أهلها. وسمية (18 عاما) وهي من مواليد سوريا كانت تدرس في مدرسة دينية في مغتصبة ‘بيتار عليت’ المقامة على أراضي قرية حوسان غرب بيت لحم، وكان من تعاليم تلك المدرسة هي أن الدين الإسلامي هو دين الإرهاب والقتل والكراهية. ‘شهر شرطة لا شهر عسل’ هكذا وصف محمد شهر عسله وهو يقول:’لقد استدعيت من قبل الاحتلال لمنعي من إتمام الزواج، وبعد إبراز أوراق الثبوتية من عقد الزواج وشهادة اعتناق الدين الإسلامي الخاصة بزوجتي لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً، وقاموا بفحص الفتاة للتأكد من سلامة عقلها، وسألوها إذا كانت قد شربت أي شيء، بحجة أنها غير كاملة القوى العقلية ولكن خاب أملهم. سمية تبدي سعادتها باعتناق الإسلام، وقد انتقلت من بيت والدها الكائن في حي جيلو في منطقة القدس إلى بيت العريس الكائن في حوسان وسط الزغاريد. تقول:’إذا حدث مكروه لزوجي فأنا سأبقى في بيت عائلتي وأم محمد هي أمي’. بدورهم، كان أهل العريس محمد في بداية الأمر معارضين وبشدة لزواج سمية ومحمد؛ لأن القضية فيها خطر أن يتزوج ابنهم من يهودية ريثما وافقت على أن تسلم فتغير موقفهم إلى المرحب والمشجع لها، وقد اعتبروها واحدة من العائلة. يقول عم العريس علي حمامرة’نحن مستعدون لأي شيء ونحن الآن مجبرون أن نحمي الفتاة بما أنها اعتنقت الإسلام فنحن مكلفين بها’. ** أمريكا: فصل ست مسلمات من عملهن لرفضهن ارتداء ملابس ضيقة تحت هذا العنوان ورد الخبر في موقع ‘مصريون’ بتاريخ 03 جوان , فبعد أن رفضن ارتداء زي جديد فرضته الشركة عليهن ، لأنه يتعارض مع كونهن مسلمات ، قامت شركة ‘ميشن فودز’، التي تقوم بتصنيع الكعك المحلي بولاية مينيسوتا الأمريكية، بفصل ست من المسلمات العاملات لديها. المسلمات الست وهن من أصول صومالية ذكرن أن مديرهن أمرهن بارتداء سراويل ‘ بنطلونات’ ضيقة وفانلات ‘ تي شيرت’ بدلا من الملابس الطويلة التي اعتدن ارتداءها أثناء عملهن في أحد مصانع الكعك التابعة للشركة. وقدمت العاملات الست شكوي إلي ‘لجنة الفرص المتساوية في التوظيف’ ‘معنية بشكاوي العمال’ اتهمن فيها الشركة بالتمييز الديني ضدهن. وقال مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ‘كير’: إن شركة ‘ ميشن فودز’ -التي تقع بمدينة سانت بول- قامت بفصل العاملات المسلمات بعد رفضهن ارتداء الزي المثير الجديد. وفي محاولة تبرير الخطوة التي أقدمت عليها، زعمت الشركة أن دواعي الأمان هي التي دفعت إلي تطبيق النظام الجديد للزي في المصنع، لكن منظمة ‘كير’ المعنية بحقوق المسلمين في أمريكا ذكرت أن دواعي الأمان الخاصة بارتداء الزي الجديد ينبغي ألا تنطبق علي العاملات الست؛ لأنهن لا يقمن بتشغيل ماكينات. ** حملة من أجل إطلاق تونسي اعتقل لدفاعه عن فتاتين محجبتين حسب قدس برس بتاريخ 5 جوان 2008 فقد أعلنت ‘لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس’ في بيانها أن السلطات التونسية تقود خلال الأيام الأخيرة حملة أمنية وصفتها بـ’المسعورة’ على المحجبات من ذلك إقدام أعوان البوليس السياسي بجهة حي الخضراء بتونس العاصمة يوم الثلثاء 27 ماي الماضي على إيقاف فتاتين محجبتين في الشارع وسط التهديد والوعيد بنزع حجابهما بالقوة رغم توسلاتهما وانخراطهما في البكاء والصراخ. وقد تدخل على الفور أحد أقربائهما وهو الشاب خالد ساسي (22 سنة) وطالب الأعوان بإخلاء سبيلهما، ومكن تدخله الفتاتين من التواري والانسحاب من المكان. غير أن تعزيزات أمنية حضرت إلى مكان الواقعة إثر ذلك وقاموا بإيقاف خالد ساسي والاعتداء عليه بالعنف الشديد ثم لفقوا له تهما أخرى لا علاقة له بها منها التعدي على الأخلاق الحميدة وتعطيل أعوان الأمن عن أداء مهامهم وهو رهن الإيقاف في الوقت الحاضر. ** المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي يقرر إحالة القوماني على لجنة النظام تحت هذا العنوان ورد بصحيفة الصباح بتاريخ 4 جوان 2008 أن المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي قرر إحالة السيد محمد القوماني عضو قيادة الحزب على لجنة النظام ‘بناءا على إساءاته المتكررة للحزب وبعد استيفاء كل المحاولات الرامية لإقناعه بالتراجع عما صدر عنه ودعوته للانضباط للمؤسسات الحزبية’. ويأتي قرار الإحالة على خلفية حضور السيد محمد القوماني في منتدى الدوحة للتنمية والديمقراطية في أفريل الماضي وهو المؤتمر الذي حضرته وزيرة الخارجية ‘الإسرائيلية’ حيث اعتبر ذلك شكل من أشكال التطبيع من الكيان الصهيوني’. لكن القوماني رفض بدوره الاتهام وأصدر بدوره بيانا شدد فيه على رفضه التطبيع وتمسكه بالقضايا القومية لكنه اتهم قيادة الحزب ‘ بالجلوس إلى السفير الأمريكي’ و ‘الاختلاء به’ إلى جانب التذكير بأن عددا من قيادة الحزب حضرت مؤتمرات مماثلة في الدوحة كان فيها مسؤولون اسرائيليون، بينهم الأمين العام السابق، السيد أحمد نجيب الشابي. وهو ما أثار حفيظة قيادة الحزب التي طرحت الموضوع على المكتب السياسي. (المصدر : موقع السبيل أونلاين بتاريخ 12 جوان 2008)
رســالة اللقــاء رقـم [32]
حول ثقافة الاستنكار : استنكــار يوجب استنكــار
د. خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr
محافل الاستنكار والشجب والتنديد تتكاثر وتتعدد كلما وقعت سقطة فاضحة للسلط الحاكمة، وظهر للعيان مدى التدهور الخطير التي تعيشه أوطاننا من اعتداءات متواصلة على حقوق الإنسان. البعض يعتبر الاستنكار حالة صحية تؤكد عدم موت المجتمع المدني، حيث لا يستطيع الاستبداد أن يعربد وراء الأسوار وفي الدهاليز المضلمة دون رقيب..، بعضهم يعتبرها من أضعف الإيمان حيث كمّمت الأفواه و علا السوط والدرّة كل من تحدثه نفسه بخط خطاب لا يجامل ولا يسترضي ولا يدافع عن السلطة وأن ينصرها ظالمة أو « مظلومة »… فريق آخر لا يعتبر الاستنكار إلا منهجية العقم المقنع ومسرحية الانسحاب والتذلل، وليست إلا مرحلة دائمة للرضاء بالقليل، والاكتفاء بالحصير، ومنهجية سياسية قائمة لها أدواتها ورجالها وخطابها ولا تفضي في النهاية إلا لاستدامة الاستبداد والانسجام الطوعي مع إطاره الأسود. بين الفريقين مواطن لقاء ونفور ولا شك، فالاستنكار حالة دفاع عن النفس يؤكد فيها المستنكر اعتراضه ورفضه لما حدث، وهو تأكيد على عدم موت الصوت الآخر وعدمية التعدد والاختلاف، فهو فرض الوجود والتواجد في إطار سياسي أو اجتماعي يقبل عن طواعية أو عن مضض بروز صوت يخالف أو يختلف، هذا إذا كان الإطار سليما أو شبه سليم… فهو سمة حراك مدني وتنوع وتعدد، يؤكد على منهجية اجتماعية وديناميكية حية. أما في أحوال الرفض والإقصاء والاستفراد والتفرد، ـ والاستبداد السياسي أحد هذه الأطر الخاصة بامتياز ـ فإن الاستنكار يأخذ منحى آخر حيث يمكن تعدد واجهاته وتنقله بين السلب والإيجاب : يبقى الاستنكار إيجابيا حيث أن نسبيته ترتبط بمدى نجاعة فعله، فالاستنكار خير من الصمت، حيث يمثل السكوت عن الشيء قبولا به أو رضاء ومساندة ضمنية له. والاستنكار خير من مساندة الظلم بدعاوي شتى، والتي من أهمها « ظلم غشوم خير من فتنة تدوم » والفتنة هنا هي في الحقيقة الرأي المخالف حين يخرج عن الكتمان ويتبنى منهجية البروز السلمي والتعبير والدعوة العلنية له. إلا أن الاستنكار يمكن أن يتقمص لبوس السلبية حين يصبح حالة دائمة ومنهجية متواصلة آناء الليل وأطراف النهار، حين يتوارى وراء الأكمة تحت مسميات شتى ويحصر النضال السلمي ضد الاستبداد ويقصرها على كلمات مرمية من هنا وهناك، وخطاب أجوف مملّ يسترضي الواقع أكثر مما يحاول تغييره، حين يصبح الاستنكار نسخا ممجوجة توضع على الرفوف ليقع استجلابها لاحقا للتعبير عن تواصل ويقظة، حين يختزل النضال السلمي في قفزات إنشائية لإراحة الضمير وإقناع المرء بوصل كاذب ومغشوش مع واقعه. فالنضال السياسي السلمي حركة وعي فردي وجماعي وهو الأصل، والاستنكار ليس إلا فرعا منه، والنضال السلمي مسار صاعد تتخلله محطات ومنها الاستنكار، والنضال منهجيات تفاعل مع هذا الواقع، يعيش لحظاته ويسعى إلى إعانتها وتوجيهها وإرشادها نحو النجاعة والجدوى في مواجهة الاستبداد والتفرد والإقصاء. تورد الآثار عن رابعة العدوية قولها لمن رأته يستغفر دون وعي بما يقول ولا استيعاب لإطاره ولا فهم لقيمة وضخامة هذه الكلمات التي تستوجب إطارا من التذلل والفهم والخوف والرجاء والحب، حيث ينبني حبل حريري جميل بين فرد مذنب وعاصي ومنكسر، ورب حليم وعفو وكريم، تقول رابعة رضي الله عنها : هذا استغفار يوجب استغفارا… ورغم ما بين الحالتين من تفاوت واختلاف إلا أن ما نعيشه تجاه واقعنا في بعض ثناياه من عدم استيعاب كامل لإطاره، وقفز على عديد معطياته، وعدم وعي سليم لمنهجية التفاعل مع حيثياته، فإن الاستنكار الذي تعج به خطاباتنا ومواقفنا ولّد في بعض الثنايا ثقافة الكلمة الجوفاء والخطاب الفضفاض والمنكفئ، وعقلية « خير من بلاش » وأصبح أقرب إلى إراحة تأنيب ضمير، من إراحة عذابات شعب. هذا الاستنكار السلبي يستدعي في بعض الوقت استنكارا، يترتب عنه وضع هذا المفهوم ـ الموقف، في صلب إطاره العام المتمثل في المواجهة السلمية الواعية لكل وجوه الاستبداد، حيث لا يمثل الاستنكار إلا فرعا ومحطة من مسار شامل وجامع، حيث اللقاء مع الجماهير وعيش مصيرها ومعايشة مسارها مباشرة وليس من وراء حجاب. 10 جوان 2008
ملاحظـة : يصدر قريبا للدكتور خالد الطراولي كتاب جديد بعنوان « حــدّث مواطن قــال.. » يمكن الحجز بمراسلة هذا العنوان: kitab_traouli@yahoo.fr
المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
النشرة الالكترونية (عدد 58 بتاريخ 12 جوان 2008) لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
يتعرٌض رفيقنا محمد جمور لعدد من الملاحقات والمظالم منها محاولة ردع حرفائه وتهديدهم ان تعاملوا معه أو مطالبتهم بكشوف للقضايا التي نابهم فيها المحامي محمد جمور، كما قامت مصلحة الضرائب بملاحقته على غير وجه حق… تدوم هذه الحال منذ سنتين على الأقل بسبب نشاط رفيقنا السياسي والحقوقي…يدعو حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ الحكومة لرفع المضايقات الإدارية المسلٌطة على الرفيق عضو الهيئة التأسيسية ومدير صحيفة’الإرادة’. للتضامن مع الرفيق محمد جمور، يرجى مراسلة موقع الحزب: info@hezbelamal.org تونس، بيان مشترك: أصدرت الأحزاب الثلاثة المكوٌنة ‘للإئتلاف’ (حركة التجديد والحزب الإشتراكي اليساري وحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ) بيانا حول التطورات الأخيرة بالحوض المنجمي، تطالعونه على الرابط: http://www.hezbelamal.org/viepartisane/communiques/06.06.2008.htm وعقد اجتماع بمقر حركة التجديد بمدينة ‘قصيبة المديوني’ (الوسط الساحلي) يوم الأحد 08/06/08 لنفس الغرض، كما أعلن يوم الجمعة 13/06/08 يوما تضامنيا مع أهالي الحوض المنجمي ينعقد خلاله اجتماع على الساعة الخامسة بعد الزوال، بمقر حركة التجديد بتونس. تونس، تصعيد درجة القمع: أطلقت الشرطة الرصاص الحي ضدّ المتظاهرين في مدينة ‘الرٌديٌف’ بالحوض المنجمي (الجنوب الغربي للبلاد)، وجرحت عددا يتراوح بين 19 و22 مواطنا، حسب المصادر، وقتل الشاب ‘الحفناوي المغزاوي’، واشتكي بعض المواطنين من أعمال نهب وتخريب قد يكونوا تعرٌضوا لها… أما السلطة فنعتت المتظاهرين ‘بالمشاغبين والمخرٌبين’… وقد اتسعت الإحتجاجات لتشمل بلدات أخرى في ولايتي قفصة والقصرين. عن رويترز 06/06/08 والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 07/06/08 ، كما أمضى ممثلو عدد من النقابات مع الإتحاد المحلي للشغل بمدينة ‘المتلوٌي’ بيانا يطالبون فيه بوضع حد للوضع المتأزم في المدينة واطلاق سراح جميع الموقوفين ووضع حد للممارسات القمعية والسلوك الإستفزازي تجاه المواطنين، كما يطالبون بإيجاد الحلول الملائمة لمشكلة البطالة المتفاقمة بالجهة… 03/06/08. ويحال عدد من شبان مدن الحوض المنجمي على المحاكم يومي 12 و13 جوان بتهم مثل ‘احداث الهرج والتشويش’ أو ‘تعطيل الجولان’ وأعربت عمادة المحامين عن تنديدها بعملية اطلاق النار وطالبت باطلاق سراح الموقوفين… تونس، سياحة: تخصص الدولة سنويا حوالي 13 مليون دولار للحملات الإشهارية والدعاية للشواطئ والشمس في تونس، خاصة وان انخفاضا لوحظ منذ سنوات في توافد الأروبيين من ايطاليا والمانيا وبريطانيا… (فالشمس والبحر موجودان في غير تونس من بلاد العالم) بالمقابل، تعزز حضور السياح الليبيين والجزائريين… وبلغ مجمل عدد السياح في الأشهر الخمسة الأولى من السنة 2,218 مليون… ‘يو بي آي’ 05/06/08 المغرب – قمع دموي: اعتصم عدد من الشباب العاطل عن العمل بميناء مدينة ‘سيدي إفني’ (جنوب غرب البلاد)، وقطعوا الطريق المؤدية اليه، احتجاجا على الفقر والبطالة والوعود الزائفة… تدخٌلت قوات الشرطة بأعداد كبيرة صباح السبت 7 جوان/حزيران وأطلقت الرصاص المطاطي وداهمت بعض المحلاٌت، ونتج عن القمع عدد من الجرحى يقارب 40 وإيقاف 20… ا.ف.ب. 08/06/08 المغرب، الولايات المتحدة – مناورات عسكرية: ورد في بيان لسفارة أمريكا بالرباط ان مناورات عسكرية مشتركة بدأت في شهر ماي (بدون تاريخ محدد) وتتواصل حتى نهاية يونو/حزيران/جوان، تجري في جنوب المغرب بين أغادير وطنطان، تشارك فيها القوات الأمريكية البحرية والجوية والمشاة… وللتمويه سيقع ‘ تفعيل برنامج للمساعدات الإنسانية من خلال اجراء فحوصات طبية عامة وأخرى في طب الأسنان مجانا لفائدة سكان منطقة كلميم’… تزامن الإعلان عن هذه المناورات مع زيارة ‘ويليام وارد’ قائد أفريكوم، للمغرب قادما من تونس. مصر: تجمٌع مئات الفلسطينيين عند معبر رفح يوم 06/06/08 للمطالبة بفتح المعبر بين غزة ومصر، وكان رد السلطات المصرية نشر حوالي 10 آلاف من عناصر شرطة مكافحة الشغب و500 من حرس الحدود، على امتداد المعبر والجدار الخرساني (اسمنت مسلح) بالقطاع الساحلي، لمنع أي امكانية تنفيس عن الفلسطينيين. رويترز 07/06/08 . واعترافا بدور مصر في تمرير المشاريع الأمريكية وفي عملية التطبيع، منح البنك الدولي، لمصر، جائزة ‘البلد الأكثر اصلاحا لقوانين الإستثمار لعام 2007’ فقد بلغ الإستثمار الأجنبي المباشر 11,3 مليار دولار في الأشهر التسعة الماضية، بينما ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 22% ومعدل التضخم قد يصل 20% نهاية العام (عوضا عن 14% حاليا) وقد يبلغ عجز الميزانية 7% من الناتج الإجمالي المحلي في نهاية العام المالي الحالي. عن محمود محي الدين، وزير الإستثمار – رويترز 05/06/08 مصر – أطفال في غير مكانهم الطبيعي: حوالي مليون طفل مصري، تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشر يعملون في جني وتصنيع القطن المصري المعروف بجودته وتواضع ثمنه، بمعدل 10 ساعات عمل يوميا وأجر لا يتجاوز ربع دولار في اليوم، ويمنع القانون المصري عمل الأطفال دون 14 سنة … تعد مصر من بين 37 دولة تعيش ازمة غذاء وبطالة (رسميا مواطن من 10 عاطل عن العمل)… يقدر العدد الجملي للأطفال العاملين في العالم ب2,7 مليون… صحيفة ‘ذي ابسرفر’ (بريطانيا) عن مركز أولاد الأرض – مصر- 08/06/08 مصر – الجوع أبو الكفٌار: اندلعت مظاهرات عارمة في مدينة ‘البرنس’ الساحلية (شمال مصر)، احتجاجا على نقص كميات الخبز والطحين (الدقيق) المدعوم، وأطلقت الشرطة الرصاص، ممٌا أدٌى الى نقل 3 جرحى إلى المستشفى… تأتي هذه المظاهرات بعد الإحتجاجات العنيفة التي شهدتها قرية ‘الجوهرية’ ضد تخفيض الحصٌة العائلية اليومية من الخبز المدعوم، في عديد القرى لتزويد المدن التي تخشى السلطة مظاهراتها اكثر من الريف البعيد عن وسائل الإعلام… قتل ما لا يقل عن 30 مواطنا في مشاجرات أو تدافع في طوابير الخبز. عن ‘المصري اليوم’ 07/06/08 لبنان ، كرم أمريكي؟ اشار بيان لسفارة الولايات المتحدة ببيروت (05/06/08) إلى تسليم 188 سيارة من نوع ‘دودج شارجر’ إلى قوات الأمن الداخلي اللبناني، وأشرفت على العملية القائمة بالأعمال ‘ميشال سيسون’. ويشير نفس بيان السفارة ان 97 سيارة أخرى ستسلم قريبا ‘لمساعدة قوى الأمن الداخلي على أداء مسؤولياتها المهنية لحماية المواطنين…’ ولم يشر البيان الى المقابل الذي دفعه وسيدفعه لبنان واللبنانيون. .. على الصعيد الإقتصادي والمالي، أعلن البنك المركزي (مصرف لبنان) ان قيمة اصوله من العملات الأجنبية بلغت حتى منتصف شهر أيار/ماي 14,47 مليار دولار. الكويت: سجلت عائدات الكويت فائضا تاريخيا بلغ 5,4 مليار دينار كويتي (حوالي 15 مليار دولار) في الربع الأول من عام 2008 ولم تتجاوز المصروفات 2,4 مليار دينار، وحققت ميزانية السنة المالية الأخيرة فائضا ب 7,4 مليار دينار… في نفس الوقت تتالت انقطاعات الكهرباء والماء الصالح للشراب…. صحيفة ‘الوطن’ الكويتية 05/06/08 عرب: بلغ الناتج المحلي العربي 1257 مليار دولار، وبلغت قيمة الواردات العربية من الغذاء 32,4 مليار دولار، لاستيراد 75 مليون طن (أغذية)، منها 50 مليون طن من الحبوب… عن أحمد جويلي ، الأمين العام لمجلس الوحدة الإقتصادية العربية – صحيفة الوطن السعودية 06/06/08 افريقيا – الولايات المتحدة: بعد الجولتين اللتين قام بهما ‘وليام وارد’ في افريقيا، منذ تعيينه على رأس ‘القيادة العسكرية الأمريكية الموحٌدة لأفريقيا – افريكوم’، تيبن ان المشروع يلاقي رفضا افريقيا وتخوفا شديدا من ارساء قواعد امريكية، ولذا قررت وزارة الحرب الأمريكية ‘تجميد’ المشروع حتى 2010، ودراسة البدائل الأخرى، كتعيين فرق صغيرة في سفارات الولايات المتحدة… في الولايات المتحدة، بدأت بعض الإنتقادات تبرز بتعلة ‘ تدخٌل الجيش في السياسة الخارجية، بما ان هذه القيادة العسكرية انشئت للوقاية من النزاعات، وللتعاون في المجالات الإقتصادية والسياسية والتنموية’ وهي مجالات عمل وزارة الخارجية… أ.ف.ب. 08/06/08 ساحل العاج، حضور اقتصادي روسي: تستثمر شركة ‘لوك اويل’ الروسية اكثر من 250 مليون دولار في التنقيب عن النفط في 3 حقول في ساحل العاج، البلد الذي ينتج من 50 الى 80 الف برميل يوميا، وتقوم شركة ‘غاز بروم’ بمباحثات مع نيجيريا لانشاء خط انابيب لنقل الغاز من افريقيا الى اوروبا، عبر الصحراء والمتوسط… ‘الخليج’ (الإمارات) 08/06/08 افغانستان المحتلة: قتل جندي كندي يوم 03/06/08 اثناء دورية، وبذلك بلغ عدد الجنود الكنديين الذين قتلوا في افغانستان 84، مما ساهم في تكاثر الإحتجاجات ضد سياسة الموالاة للولايات المتحدة ‘لابريس’ كندا 04/06/08 سنغافورة – سياحة: استقبلت سنغافورة، وهي عبارة عن مدينة ودولة، 10,3 ملايين سائح عام 2007، بإيرادات بلغت حوالي 10 مليار دولار(ما يعادل 5% من الدخل القومي). يبلغ عدد الفنادق 228 وبها 137 ألف غرفة… هيئة السياحة لسنغافورة – رويترز 04/06/08 اوروبا – الكيان الصهيوني، تعاون عسكري: قال مدير عام الصناعات الجوية ‘الإسرائيلية’ ان هذه صفقة العمر، اذ أمضت اسبانيا وفرنسا على صفقة شراء طائرات بدون طيار، ويبدو أن اذربيجان تفاوض لشراء 10 طائرات بدون طيار أيضا… وقد تظافرت جهود العديد من الدول (الولايات المتحدة، فرنسا، جنوب افريقيا وغيرها) لتقديم المساعدة اللازمة لتطوير الصناعات الحربية للكيان الصهيوني… ‘الشرق الأوسط’ 08/06/08 أوكرانيا – حادث عمل: حصل انفجار بمنجم للفحم بمدينة ‘ايناكييفو’، على عمق ألف متر، صباح الأحد 8 حزيران، أدٌى الى فقدان 11 عاملا ووفاة مؤكدة ل4 عمال وانقاذ 23 من تحت الأنقاض، بعد يومين من الإنفجار، واصابة 5 بجراح خطيرة… وقد تم غلق 20 منجم في الأسابيع الماضية بسبب انعدام الشروط الدنيا للسلامة المهنية، بعد موت 11 عاملا في احد المناجم، وفي نوفمبر الماضي توفي 101 عامل في انفجار بمنجم ‘زاسيادكو’ أ.ف.ب. 8-10/06/08 فرنسا-سياحة: حافظت فرنسا على المرتبة الأولى في عدد الزٌائرين لها، عام 2007، حيث زارها 82 مليون (بينما سكان فرنسا حوالي 62 مليون) وتليها اسبانيا… في باريس وحدها بلغت قيمة مشتريات السياح المعفاة من اداء القيمة المضافة (التي يتم اثبات خروجها من فرنسا واوروبا) للسياح اليابانيين 87 مليون أورو والصينيين 79 مليون اورو والروس 72 مليون اورو والأمريكان 71 مليون اورو… لا فائدة في المقارنة مع تونس. كتابة الدولة الفرنسية للسياحة 04/06/08 فرنسا-ميز عنصري: صدر حكم قضائي يدين شركة ‘رينو’ لصنع السيارات، بدفع غرامة مالية قدرها 150 ألف اورو لرفض ترقية عاملين بسبب أصولهما ولون بشرة أحدهما. ذكر تقرير رسمي أن طالبي الشغل بأسماء عربية لا يتلقون الا ثلث الردود التي يتلقاها زملاؤهم ذوو الإسم الأروبي عند التقدم لنفس الوظيفة بنفس المؤهلات. وتنزل النسبة الى السدس اذا كانت الوظيفة ذات صبغة قيادية اوبها قدر من المسؤولية (كادر)… المجلس الأعلى لمكافحة الميز والتفرقة (هالد) هيئة رسمية 10/06/08 الولايات المتحدة: اعلنت وزارة العمل عن خسارة الإقتصاد الأمريكي ل49 الف وظيفة في شهر ماي… وللشهر الخامس على التوالي يخسر الاقتصاد الامريكي مواقع عمل قدرت ب324 الف وظيفة (ناتج الوظائف المحدثة – الوظائف الملغاة) وبذلك ارتفعت نسبة البطالة الى اعلى مستوى منذ 4 سنوات… أما الوظائف المنجزة فهي هشة وغير قارة وعمل جزئي (بضع ساعات في اليوم او الاسبوع)، خاصة في القطاع الصناعي… أ.ف.ب. 06/06/08 الولايات المتحدة –الانتخابات الرئاسية: في خطابه أمام اكبر لوبي صهيوني امريكي ‘آيباك’ بالغ المرشح الديموقراطي ‘باراك اوباما’ في الإنحياز للكيان الصهيوني الى درجة مقاطعته اكثر من 20 مرة بالتصفيق وهتافات الإستحسان وهو امر نادرا ما يحدث عند الأيباك… منذ عهد الرئيس ترومان، لم يحدث أن حضي اللوبي والكيان الصهيوني بمثل هذه المساندة المطلقة. صحيفة ‘الرأي’ الأردنية 08/06/08 الولايات المتحدة: نشرت وزارة العدل الأمريكية يوم 06/06/08 بيانا جاء فيه ان عدد السجناء بلغ 2,3 مليون أي 762 سجينا لكل 100 ألف ساكن (152 في بريطانيا و108 في كندا و91 في فرنسا) . هناك 6 سجناء سود مقابل سجين ابيض واحد و11% من الرجال السود من 30 الى 34 سنة هم اليوم داخل السجن. عن هيومن رايتس ووتش 07/06/08 عولمة ، من يساعد من؟ بلغت المدخرات المالية العربية بالمصارف الغربية 220 مليار دولار عام 2006… في نفس العام، تجاوزت رؤوس الأموال المصدرة من البلدان الفقيرة نحو البلدان الغنية، قيمة ‘الإعانات’ (من الشمال الى الجنوب) بمبلغ قدره 658 مليار دولار. من 1970 الى 1996 تلقت افريقيا ‘اعانات دولية’ تعادل 30 مليار دولار وسددت ديونا ب187 مليار دولار، وهرٌبت منها رؤوس اموال خلال التسعينات قدرت ب274 مليار دولار . موقع سويس انفو29/02/08 عولمة : بلغت مصاريف التسلح 1339 مليار دولار عام 2007 اي 202 دولار عن كل انسان، وسجلت الزيادة في كافة القارات والمناطق غير ان اوروبا الغربية وامريكا الوسطى كانت من المناطق الأقل شراءا للأسلحة، واحتلت شركات التسلح في الولايات المتحدة واوروبا الغربية مركز الصدارة حيث باعت عام 2006 ما نسبته 92% من السلاح في العالم… عن المعهد الدولي للبحوث حول السلم –ستوكهولم –السويد بترول-مرابيح الشركات عابرة القارات: عام 2007 ارتفعت اسهم شركات النفط بمعدل 36% واسهم شركات تصنيع مشتقات البترول بمعدل 64%… في الأشهر الثلاثة الأولى من 2008 بلغت مرابيح ‘شال’ وبريتش بتروليوم 10 مليار دولار لكل منهما. وتدر عمليات توزيع البترول المكرر (التي تتحكم بها هذه الشركات) 82% من ارباحها…رويترز 10/06/08 رياضة: يتابع شباب اوروبا والمغرب العربي وافريقيا هذه الأيام البطولة الأروبية للأمم في كرة القدم، بشغف كبير… دارت أول بطولة عام 1960 ، وفاز بها الإتحاد السوفياتي لمٌا كان يحرس شباكه ‘ليف ياشين’، الذي لم يسجل أحد هدفا في مرماه طيلة 270 مقابلة متتالية… ياشين بقي يحرس شباك منتخب الإتحاد السوفياتي من 1954 إلى 1967، حاز على البطولة الأولمبية عام 1956، والبطولة الأوروبية عام 1960 والكرة الذهبية عام 1963، وكان يحرس شباك نادي ‘دينامو موسكو’.
مجلس وزارى باشراف رئيس الدولة : إكساب البرامج المستقبلية الطابع التكاملي بالمعتمديات ذات الأولوية
قرطاج 12 جوان 2008 (وات) انعقد يوم الخميس مجلس وزارى باشراف الرئيس زين العابدين بن علي خصص لمتابعة ملف التنمية الجهوية وخاصة بالمعتمديات ذات الاولوية. واستعرض المجلس سير البرامج والمشاريع التي أقرت لفائدة هذه المعتمديات وآفاق مزيد دعمها بما يعزز نسق التنمية والتشغيل بهذه المناطق. وأوصى سيادة الرئيس بمزيد التركيز على تثمين الموارد الطبيعية المتوفرة بهذه المعتمديات مع العمل على إكساب البرامج المستقبلية الطابع التكاملي بما يدعم مقومات التنمية ويكون له انعكاسات ايجابية على دفع التشغيل وتحسين الدخل. وسيتواصل التعمق في هذا الملف خلال مجالس وزارية لاحقة . (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 12 جوان 2008)
البنك الافريقي للتنمية يقرض تونس 263 مليون دولار
تونس (رويترز) – قال البنك الافريقي للتنمية يوم الخميس انه أقرض تونس 263 مليون دولار لتمويل مشروع لربط طرق في البلاد التي تسعى لتحديث بنيتها التحتية بهدف رفع القدرة التنافسية لاقتصادها. وقال البنك ومقره تونس ان المشروع سيمكن من رفع نوعية الطرق وتسهيل الوصول إلى مراكز التنمية النائية في البلاد. وتبلغ التكلفة الاجمالية للمشروع الذي سيشمل 11 محافظة في البلاد نحو 400 مليون دولار. وحصلت تونس على قروض من البنك بقيمة 5.9 مليار دولار. المصدر: وكالة رويتز للأنباء بتاريخ 12 جوان 2008
تونس تعوّل على «منتدى قرطاجة» لاستقطاب رؤوس أموال
سميرة الصدفي
تونس – الحياة تبدأ اليوم في تونس أعمال الدورة العاشرة لـ «منتدى قرطاجة للاستثمار»، بمشاركة أكثر من ألف شخصية عربية وأجنبية. وتوقع مسؤولون في «وكالة تنشيط الاستثمار الخارجي» التونسية، التي تنظم المنتدى، حضوراً مكثفاً لممثلي مجموعات استثمارية آسيوية في ضوء اهتمام شركات كورية وصينية ويابانية بإقامة مشاريع في البلد، للاستفادة من التسهيلات والامتيازات التي يمنحها اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتونس، كما يُتوقع حضور عربي مكثف خصوصاً من الخليج بعد الاهتمام المتزايد الذي أبدته مجموعات إماراتية وبحرينية بالاستثمار في مشاريع عقارية وسياحية في تونس، أهمها فوز «سما دبي» بمشروع تهيئة بحيرة تونس الجنوبية، لإقامة مدينة حديثة على مساحة 830 هكتاراً كلفتها 14 بليون دولار. ويضم المشروع أبراجاً ووحدات سكنية ومنتجعات سياحية، إضافة إلى مراس لليخوت ومراكز رياضية وثقافية، ويُتوقع أن تحصد منه تونس تدفقات استثمارية بمتوسط بليون دولار سنوياً على امتداد خمس عشرة سنة، في مقابل 750 مليون دولار سنوياً من الاستثمارات الأجنبية المسجلة بين 2002 و 2005. كذلك باشرت مجموعة «بيت التمويل الخليجي» البحرينية إنشاء مرفأ تونس المالي على مساحة 450 هكتاراً شمال العاصمة تونس بتكلفة 3 بلايين دولار. ويُرجح أيضاً انتعاش الاستثمار السعودي في تونس في المرحلة المقبلة بعد تراجعه. وصرح المدير العام لـ «الشركة العقارية التونسية – السعودية» عادل أبو رخا لـ «الحياة» بأن الشركة التابعة لمجموعة بن سعيدان السعودية، تعتزم تنفيذ مشاريع سكنية وسياحية بـ 15 مليون دينار (13 مليون دولار) في منطقة القنطاوي السياحية، المجاورة لمدينة سوسة (وسط)، وإنجاز المرحلة الرابعة من مجمع مشروع «ديار الرحاب» السكني والتجاري في محافظة أريانة (شمال). ويأمل التونسيون أن تشكل الدورة الجديدة، التي وُضعت تحت عنوان «الاندماج في منطقة يوروميد، رافعة لاستقطاب الاستثمارات إلى تونس»، إطاراً للقاءات بين مستثمرين عرب وآسيويين من جهة، وأوروبيين من جهة ثانية، باعتبار الاتحاد الأوروبي شريكاً تجارياً رئيساً للبلد، خصوصاً في القطاعات التكنولوجية المتطورة. الى ذلك، باشرت مجموعة «مارتينيلي جينيتو» الإيطالية إقامة مصنع للخيوط القطنية والحريرية والمنسوجات في غرب العاصمة تونس، سيكون جاهزاً في نهاية العام الجاري. وقُدرت قيمة المشروع بـ 30 مليون دولار. كذلك أعلن المستثمر الإيطالي رئيس مجموعة «نايغلر أند كوفر» باولو أركيتي عن إقامة مصنع جنوب العاصمة تونس تكلفته 20 مليون دولار لإنتاج 15 مليون متر من الأقمشة في السنة. وتحتل إيطاليا المرتبة الثانية بين المستثمرين الأجانب في تونس. كذلك بدأت اللجنة المشتركة التونسية – الإندونيسية اجتماعاتها السنوية في تونس أمس، للبحث في وسائل تطوير التعاون الاقتصادي. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جوان 2008)
أخبــــــــــــــــــــــــــــــار متفرقة
تنصيب الرئيس المدير العام الجديد لشركتي فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي
تم يوم امس تنصيب الرئيس المدير العام الجديد لشركتي فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي السيد محمد رضا بن مصباح بحضور اعضاء مجلس الادارة والاطارات العليا للشركتين المذكورتين بمقر المجمع الكيميائي التونسي. انتداب محافظي شرطة تعتزم وزارة الداخلية والتنمية المحلية فتح مناظرة للدخول الى مرحلة تكوين بالمدرسة الوطنية لتكوين اطارات الامن الوطني والشرطة الوطنية بصلامبو لانتداب محافظي شرطة بسلك الامن الوطني والشرطة وذلك من بين المترشحين المحرزين على شهادة الاستاذية او شهادة معادلة في اختصاصات الحقوق والاعلامية والاتصالات وعلم النفس واللغة الفرنسية والانقليزية والألمانية والعبرية. على ان لا يتجاوز العمر 30 سنة وللترشح يجب ارسال المطالب عن طريق البريد الى ادارة الانتدابات 18 شارع الاستقلال قرطاج بيرصا 2016 في أجل اقصاه يوم 17 جوان الجاري. جمع الحلفاء تقرر أن يفتح موسم جني الحلفاء وجميع العمليات المتعلقة بنقل هذا النبات ووزنه وشرائه يوم غرة جويلية القادم ويغلق الموسم يوم 31 ديسمبر القادم وتقدر كمية الحلفاء الممكن جنيها خلال هذا الموسم بحوالي 40 الف طن. … وأخيـرا بعد اكثر من السنتين على تدشينها ظلت خلالها «الحديقة اليابانية» بمونبليزير مغلقة تقرر أن تفتح هذه الحديقة ابوابها لتكون قبلة للزوار الذين طالما انتظروا هذا الحدث للتمتع بما تتوفر عليه الحديقة من نباتات واشجار فريدة من نوعها. (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 جوان 2008)
تونس ترفع سعر الإسمنت بنسبة 7%
تونس / 12 يونيو-حزيران / يو بي أي: قررت الحكومة التونسية رفع سعر الإسمنت بنسبة 7%،ليصبح بذلك سعر الطن الواحد من « الإسمنت الرفيع » 106 دنانير و 660 مليماً (90.38 دولاراً). وذكرت وزارة التجارة التونسية اليوم الخميس أنه بموجب القرار يصبح سعر الطن الواحد من الإسمنت من الصنف الثاني 100 دينار و125 مليما ً(84.85 دولارا). وعزت هذا القرار إلى إرتفاع أسعار مواد إنتاج الإسمنت في الأسواق العالمية مثل الطاقة وقطع الغيارالصناعية التي إرتفع بنسبة 8 %،و أكياس الورق بنسبة 40 %، إلى جانب إرتفاع قيمة اليورو مقابل الدينار التونسي. يشار إلى أن معدل الإستهلاك المحلي التونسي من الإسمنت وصل خلال العام الماضي إلى 5 آلاف و 700ألف طن، مقابل 5 آلاف و640 ألف طن عام 2006 . وتمكنت تونس خلال العام الماضي من تصدير أكثر من مليون طن من الإسمنت،فيما تم خلال الثلاثية الأولى من العام الجاري تسجيل تطور في نسبة الصادرات التونسية من هذه المادة في حدود 35 %. وتنتج تونس سنوياً نحو 3.7 ملايين طن من الإسمنت،تخصص 40% منها للتصدير،علما أنه توجد في تونس حاليا سبعة مصانع إسمنت تم بيع خمسة منها خلال السنوات الماضية لشركات إيطالية وإسبانية وبلغارية. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 12 جوان 2008
تراجع التضخم في تونس بنسبة 0.7%
تونس / 12 يونيو-حزيران / يو بي أي: تراجع التضخم السنوي في تونس خلال شهر مايو/ايار الماضي بنسبة ..7% ،بالمقارنة مع النتائج المسجلة خلال شهر ابريل/نيسان الماضي. وأظهرت بيانات للمعهد الوطني التونسي للإحصاء(مؤسسة حكومية) نشرها اليوم الخميس عبر موقعه الإلكتروني،أن نسبة التضخم خلال الشهر الماضي استقرت في حدود 5.3 %. وأرجعت البيانات هذا التراجع الطفيف إلى إنخفاض التضخم في أسعار المواد الغذائية بنسبة ..6 % ،وذلك على الرغم من إرتفاع نسبة التضخم في أسعار بقية المواد مثل الطاقة(12.7%)،والسكن(..4%). المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 12 جوان 2008
البنك الإفريقي للتنمية يقرض تونس أكثر من 263 مليون دولار
تونس / 12 يونيو-حزيران / يو بي أي: منح البنك الأفريقي للتنمية قرضا لتونس بقيمة 263.4 مليون دولار لتمويل مشروع يستهدف تطوير شبكة الطرقات في البلاد. وقال البنك، الذي يتّخذ من تونس مقرّا موقتا له، في بيان وزّعه اليوم الخميس إن هذا التمويل الجديد يهدف إلى دعم جهود الحكومة التونسية لتطوير البنية التحتية في مجال النقل. وأوضح في بيانه أن المشروع الذي يستهدفه هذا القرض يغطي 19 محافظة تونسية من أصل 24 محافظة ،وبالتالي ستكون له إنعكاسات إيجيابية على التنمية الإجتماعية والإقتصادية في المحافظات المعنية. وأشار إلى أن هذا التمويل يرفع عدد عملياته المالية في تونس التي بدأت عام 1968 إلى98 عملية بقيمة 5.9 مليارات دولار
المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 12 جوان 2008
اجتماع اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية في تونس
تونس في 12 يونيو / قنا / بدأت الـيوم في مقر اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس أعمال الاجتماع الثالث عشر للجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية بمشاركة ممثلين عن عدد من هذه القنوات الحكومية منها والخاصة وممثلي عدد من المنظمات العربية المتخصصة والشركات العربية الناقلة للأقمار الصناعية العربية وقطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية. وسيناقش المشاركون في هذا الاجتماع على مدى يومين ـ بشكل خاص آلية تطبيق مبادئ تنظيم البث الفضائي التي اقرها مجلس وزراء الإعلام العرب في اجتماعهم المنعقد في شهر فبراير الماضي إضافة إلى تقريرين الأول حول انطلاق تشغيل نظام الاتصال الجديد للاتحاد للتبادل متعدد الوسائط والخدمات على الساتل والثاني حول التلفزيون عالي الدقة. ويأتي اجتماع اللجنة العليا للتنسيق مباشرة بعد الاجتماع التاسع والسبعين للمجلس التنفيذي لاتحاد إذاعات الدول العربية الذي عقد هنا على مدى اليومين الماضيين بمشاركة وفود تمثل 16 بلدا عربيا من بينها دولة قطر حيث ناقش الاجتماع مجموعة من التقارير تتعلق بنشاط الاتحاد خلال النصف الأول من العام الحالي، وكذلك نشاطات المركز العربي لتبادل الإخبار والبرامج بالجزائر، والمركزي العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني في دمشق التابعين للاتحاد. ويمثل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بدولة قطر في اجتماعات اللجنة العليا للتنسيق وقبلها في اجتماعات المجلس التنفيذي السيدان محمد عبد الرحمن الكواري مدير إدارة التلفزيون ومحمد ناصر المهندي مراقب البرامج العام بالإذاعة. (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 12 جوان 2008)
معاوي يؤكد اهمية التوصل الى آلية لتطبيق وثيقة البث الفضائي في المنطقة العربية الإعلام
تونس – 12 – 6 (كونا) — اكد المدير العام لاتحاد اذاعات الدول العربية صلاح الدين معاوي هنا اليوم اهمية التوصل الى وضع آلية تطبيق مبادىء تنظيم البث الفضائي في المنطقة العربية والتي اقرها وزراء الاعلام العرب خلال اجتماعهم الاستثنائي في فبراير الماضي. واشار معاوي في كلمته الافتتاحية أمام الاجتماع ال13 للجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية في مقر الاتحاد بتونس الى « ردود الفعل المتباينة بشأن هذه المبادىء الواردة في وثيقة وزراء الاعلام العرب بين مثمن للمبادرة وبين من اعتبرها تراجعا للممارسة الاعلامية وكبتا لحريات الفكر والتعبير ». الا ان مدير عام اتحاد اذاعات الدول العربية سجل ان الوثيقة التي اعتمدها وزراء الاعلام العرب « تتميز من حيث الشكل عن المشروع الاصلي المتمثل بوضع نص تشريعي للبث الفضائي العربي لتأتي في شكل مجموعة من الضوابط الكفيلة بتأطير نشاط البث الفضائي بالمنطقة العربية تم تحديدها لتستأنس بها الدول العربية في تشريعاتها الداخلية ». وابرز معاوي في السياق نفسه ان الهدف الاساسي من وضع الية لتنفيذ هذه الوثيقة هو تنظيم البث الفضائي في المنطقة العربية من خلال تحديد العلاقة ثلاثية الاطراف بين « هيئة البث الفضائي بوصفها الجهة المنتجة للاشارات المبثوثة والمجتمع المتلقي لهذه الاشارات من جهة وبين الدولة بصفتها الجهة التي تمتلك سلطة التشريع والترخيص والضامنة لحقوق ومصالح جميع الاطراف المعنية بالبث الفضائي. كما اوضح انه تم التأكيد في بنود الوثيقة على ثلاثة مبادىء اساسية يقوم عليها تأطير البث الفضائي وهي « احترام حرية التعبير كركيزة اساسية من ركائز العمل الاعلامي ومبدأ السيادة الوطنية للدولة وحق المواطن في استقبال البث لا سيما في ما يتعلق بالاحداث المميزة وخصوصا الرياضية منها ». واشار الى ان وثيقة تنظيم البث الفضائي المدرجة على جدول اعمال اللجنة تعد « مبادرة اولى » لتنظيم البث الفضائي العربي ومجابهة تحديات عولمة وسائل الاتصال موضحا ان آلية التنفيذ المنشودة لهذه الوثيقة سيتم وضعها استنادا الى آراء وتقارير فرق خبراء ولجان عمل وممثلين للقنوات الفضائية العامة والخاصة قبل رفع الالية المقترحة الى الدورة العادية القادمة لمجلس وزراء الداخلية العرب. كذلك ستبحث اللجنة بمشاركة ممثلين عن معظم القنوات الفضائية العربية من القطاعين العام والخاص جملة من المسائل الاخرى ذات الصلة بالتنسيق بين هذه القنوات كموضوع الباقة العربية الموحدة لتغطية مناطق العالم ومستقبل البث التلفزيوني في المنطقة العربية والتلفزيون عالي الدقة بالاضافة الى انتخاب رئيس ونائب رئيس لهذه اللجنة العليا المنبثقة عن الاتحاد. ويأتي اجتماع اللجنة مباشرة عقب اختتام اعمال الدورة ال79 للمجلس التنفيذي للاتحاد الذي ناقش بشكل خاص الاستعدادات الجارية بشكل مكثف لتأمين التغطية التلفزيونية للدورة الاولمبية العالمية الصيفية القادمة في بكين من 8 الى 24 اغسطس المقبل لا سيما بمبادرة الاتحاد ولأول مرة الى تخصيص قناة تلفزيونية بهدف تعزيز تأمين التغطية التلفزيونية اللازمة للالعاب الاولمبية المقبلة. (النهاية) ن م / ر ج كونا121713 جمت يون 08
المصدر وكالة الانباء الكويتية بتاريخ 12 جوان 2008
مؤتمر أمني عربي يدعو الدول العربية إلى احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان داخل السجون
تونس – ، د ب ا – طالب « المؤتمر العربي الرابع عشر لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية » في ختام أعماله بالعاصمة التونسية اليوم الخميس الدول العربية بضمان احترام حقوق الإنسان داخل السجون والمعتقلات وفق المعايير الدولية. ودعا المؤتمر الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب (تابع لجامعة الدول العربية ومقره تونس) في بيان ختامي دول المنطقة إلى « مراعاة المعايير الدولية الخاصة بالمعاملة العقابية والإصلاحية » و »استحداث آليات وطنية تكفل تحقيق رقابة فاعلة لمتابعة مدى الالتزام بهذه المعايير ». وأكد أهمية « تعديل الشروط والقواعد الخاصة برد الاعتبار (للمساجين) مما يسهل عملية إعادة اندماج المفرج عنهم في المجتمع ويحقق أهداف السياسة الإصلاحية ». كما دعا إلى « إنشاء مراكز إصلاح وتأهيل خاصة لمدمني المخدرات من المحكومين والموقوفين.. وعزل تجار ومهربي المخدرات داخل المؤسسات العقابية والإصلاحية عن المدمنين والمتعاطين بما يساعد في القضاء على تعاطي المواد المخدرة في تلك المؤسسات ». وسيصادق وزراء الداخلية العرب في اجتماعهم السنوي بالعاصمة التونسية نهاية كانون الثاني (يناير) 2009 على التوصيات التي أصدرها هذا المؤتمر الذي استمر يومين وشارك فيه ممثلون عن كل الدول العربية وعن جامعة الدول العربية. (المصدر: وكالة (د ب أ – إفي) الألمانية للأنباء بتاريخ 12 جوان 2008)
اختتام المؤتمر العربي لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية
تونس في 12 يونيو /قنا/ دعا رؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية في الدول العربية في ختام أعمال مؤتمرهم الرابع عشر هنا اليوم إلى العمل على مراعاة المعايير الدولية الخاصة بالمعاملة العقابية والإصلاحية مع استحداث آليات وطنية تكفل تحقيق رقابة فاعلة لمتابعة مدى الالتزام بهذه المعايير. وحث المشاركون في المؤتمر الجهات المعنية في الدول العربية على البحث مع الجمعيات والمؤسسات الخاصة في إمكانية إنشاء مراكز إنتاجية تكون مخصصة لتشغيل المفرج عنهم بما يسهم في العودة للحياة الطبيعية وتأمين مورد رزق كريم لهم وكذلك العمل على توعية الرأي العام بضرورة رعاية هؤلاء ومساعدتهم بالوسائل الممكنة بما يسهم في إصلاحهم وعدم عودتهم للجريمة. كما دعوا إلى العمل على شمول العاملين من نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية بالضمان الاجتماعي / التأمينات الاجتماعية/ وفقا للقواعد والأسس المعتمدة بالنسبة للعاملين العاديين في المؤسسات الأخرى وكذلك اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتقديم المساعدات الاجتماعية لنزلاء هذه المؤسسات من غير القادرين على العمل أو المشمولين بنظام التشغيل بما يساعد على تلبية متطلباتهم الحياتية والأسرية. (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 12 جوان 2008
30 منظمة حقوقية عربية تطالب بالإفراج عن ناشط سعودي
القاهرة – شريف عبدالغني دعت 30 منظمة حقوقية ومؤسسات مجتمع مدني عربية، السلطات السعودية لوضع حد نهائي لما أسمته بـ «ممارسات تعسفية، تستهدف النشطاء السعوديين المتطلعين للإصلاح الديمقراطي في المملكة». وطالبت المنظمات العربية السلطات السعودية، في بيان لها صدر أمس عبر مركز القاهرة لحقوق الإنسان بـ «اتخاذ التدابير اللازمة للإفراج الفوري، غير المشروط، عن الدكتور متروك الفالح الناشط السعودي البارز في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، والمعروف بانخراطه في أبرز الفعاليات المطالبة بالإصلاح الدستوري في المملكة السعودية». وكان الفالح قد ألقى القبض عليه في التاسع عشر من مايو الماضي من مكتبه بجامعة الملك سعود بالرياض، حيث يعمل أستاذاً للعلوم السياسية. ورجحت المنظمات الموقعة على البيان أن اعتقال د. متروك الفالح، «على صلة وثيقة برسالة كان قد وجهها قبل يومين من اعتقاله عبر البريد الإلكتروني وأحد المواقع على شبكة الإنترنت، حول الأوضاع المعيشية والصحية المتردية داخل سجن بريدة العام، والتي عاينها بنفسه إثر زيارته لاثنين من زملائه من النشطاء الحقوقيين، وهما الدكتور عبدالله الحامد، وعيسى الحامد، اللذان يقبعان داخل سجن بريدة، منذ أواخر نوفمبر الماضي، بعد أن أدينا بموجب حكم قضائي بسبب تضامنهم العلني مع أسر معتقلين سعوديين كانوا قد تظاهروا أمام سجن بريدة في العام الماضي، احتجاجاً على استمرار الاعتقال طويل الأمد لذويهم دون تهمة أو محاكمة». وأعربت المنظمات الحقوقية عن خشيتها من أن استمرار الاعتقال التعسفي لمتروك الفالح، «من شأنه أن يعرض سلامته وحياته للخطر، وخاصة أنه يعاني من أمراض السكر والضغط المرتفع». يذكر أن متروك الفالح وعبدالله الحامد، سبق أن تعرضا للاعتقال مع عدد من الداعين إلى الإصلاح في عام 2004، على إثر تقدمهم بعريضة للعاهل السعودي تطالب بالإصلاح الدستوري وسن تشريعات تحمي حقوق الإنسان والحريات العامة، وصدرت بحقهم أحكام بالسجن تتراوح بين 6 إلى 9 سنوات، وقد أخلي سبيلهم في أغسطس 2005 بموجب عفو ملكي في ذلك الوقت. ومن بين المنظمات الموقعة على البيان مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان من مصر، وجمعية الدفاع عن الحقوق والحريات (عدل) من لبنان، وجمعية حقوق «الإنسان أولا» بالسعودية، ولجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا، ولجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس. (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 12 جوان 2008)
الحكومة الجزائرية تسحب اعتماد مراسلي وكالتي فرانس برس و رويترز
الجزائر ـ ا ف ب: قرر وزير الاتصال الجزائري عبد الرشيد بوكرزازة سحب الاعتماد من مراسلي وكالتي فرانس برس ورويترز علي ما ذكرت وكالة الانباء الجزائرية. وقال الوزير ان الاجراء هو سحب الاعتماد مضيفا لحد الآن نحن لم نتحدث عن غلق مكتب الوكالتين علي ما اضافت الوكالة. ولم يبلغ مدير مكتب وكالة فرانس برس في العاصمة الجزائرية رسميا حتي مساء الثلاثاء بسحب اعتماده لكنه استدعي الي وزارة الاتصال صباح الاربعاء. وقال مدير الاخبار في وكالة فرانس برس دوني هيو ان وكالة فرانس برس تأسف لهذا الاجراء وتعتبره غير مبرر داعيا السلطات الجزائرية الي اعادة النظر بقرارها. وقالت الوكالة الجزائرية انه يؤخذ علي وكالة فرانس برس انها ضخمت حصيلة الاعتداء الارهابي الذي استهدف محطة السكك الحديدية ببني عمران قرب الاخضرية (شرق العاصمة) من خلال اعطاء رقم 13 قتيلا في حين ان الحصيلة الحقيقية هي ضحيتان اثنتان هما المهندس الفرنسي بيار نواكي وسائقه الجزائري في انفجار قنبلة لدي مرور سيارتهما. وقد انفجرت قنبلة ثانية بعد حوالي ثلاثين دقيقة واستهدفت فرق الانقاذ في مكان الانفجار الاول. وكانت وكالة فرانس برس اوردت حصيلة استقتها من مصادر محلية مفادها ان ما مجموعه 13 شخصا قتلوا في الهجومين. واعطي مراسلو وسائل اعلام دولية ووسائل اعلام جزائرية مستقلة الحصيلة نفسها في العاصمة الجزائرية. واستخدمت وكالة فرانس برس النفي الذي صدر الاثنين عن وزارة الدفاع والذي اشار الي ان الاعتداءين اسفرا عن سقوط قتيلين فقط. واوضحت وكالة الانباء الجزائرية من جهة اخري ان اعتماد مراسل رويترز سحب في اطار قضية اخري مختلفة عن قضية وكالة فرانس برس. وقالت الوكالة ان رويترز نشرت معلومات خاطئة اذ اشارت الي وقوع اعتداء ارهابي بمحطة نقل المسافرين بالبويرة وهو الاعتداء الذي يكون قد خلف حسبها مقتل عشرين شخصا. وتم كذلك نشر تكذيب قاطع بخصوص هذا الموضوع من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية . ولم تنشر وكالة فرانس برس هذا النبأ. (المصدر: صحيفة ‘القدس العربي’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جوان 2008)
طالبت القناة بالاعتذار …الحكومة المغربية لم تقرر بعد إغلاق ‘الجزيرة’
الرباط ـ (د ب ا – وكالة الأنباء الألمانية) – اعلن وزير الاتصال المغربي والمتحدث باسم الحكومة خالد الناصري أن الحكومة المغربية لم تصدر أي قرار بعد بشأن إغلاق مكتب قناة الجزيرة الإخبارية القطرية في الرباط إلا أنها تطالبها باعتذار علني عن المعلومات المغلوطة التي نشرتها حول البلاد. وأكد الوزير في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية أن حكومة الرباط ستكتفي في الوقت الحالي بالمطالبة بالاعتذار العلني من القناة القطرية وذلك لحين صدور قرار القضاء الذي يحقق حالياً مع مدير مكتب الجزيرة في الرباط، حسان رشيدي حول المعلومات المغلوطة التي بثتها القناة. وكانت الحكومة المغربية طالبت قناة الجزيرة الاثنين الماضي بالاعتذار علناً عن بث معلومات حول مقتل ما بين 6 و10 متظاهرين في حوادث عنف وقعت بمدينة سيدي افني جنوب المملكة فيما نفت الحكومة سقوط قتلى خلال الاحتجاجات السبت الماضي. ومن جانبه صرح رشيدي لـ’إفي’ بأن مصدر المعلومات التي تم بثها هو المركز المغربي لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن المركز أكد سقوط قتلى خلال الاحتجاجات ثم تراجع عن تصريحاته. وكانت الجزيرة ذكرت في نشرتها الثلاثاء أن وسائل الإعلام الرسمية في المغرب تشن حملة ضدها فيما يخص سقوط قتلى خلال مظاهرات سيدي افني وأكدت أن السلطات الرسمية في المغرب تصر على نفي تلك الأنباء على الرغم من تأكيدها من جانب عدة وكالات أنباء دولية. ويشار الى أن شوارع ميناء سيدي افني شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين بعد تدخل قوات الجيش لرفع الحصار الذي فرضه شباب عاطلون عن العمل على الميناء للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم ورفض استحواذ الحكومة على كل إنتاج الأسماك في المدينة. وأشارت البيانات الرسمية إلى أن المصادمات في سيدي افني أسفرت عن إصابة 44 شخصاً بينهم 27 شرطياً واعتقال عشرين آخرين. (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 12 جوان 2008)
الجزيرة ترفض اعتذارا تطالبها به الحكومة المغربية
الرباط ـ القدس العربي : رفضت قناة الجزيرة تقديم اعتذار للحكومة المغرببة عن بثها تقارير تحدثت عن مقتل ثمانية اشخاص في مواجهات بين قوات الامن ومواطنين في مدينة سيدي ايفني جنوب المغرب. وقال بيان للقناة التي تبث من قطر ولها مكتب بالرباط انه ردا علي مطالبة الناطق الرسمي المغربي لها بالاعتذار عن نشر خبر يتعلق بسقوط قتلي في مظاهرات وقعت في بلدة سيدي ايفني جنوب المغرب، تذكر الجزيرة انها نقلت الخبر عن إحدي لجان حقوق الإنسان في المغرب وهذا المصدر هو الذي زودنا بالأرقام التي نشرت حول القتلي وذكر ذلك علي شاشة القناة كما تناقلت الخبر وكالات الأنباء العالمية مثل رويترز وأسوشيتد برس والفرنسية . ونفت السلطات المغربية نفيا قاطعا وجود قتلي في تلك المواجهات وهو النفي الذي بثته قناة الجزيرة وتصدر نشرتها المغاربية التي باتت تعد من الدوحة بعد ان منعت السلطات المغربية تسهيلات تقنية كانت تقدمها للقناة لاعداد النشرة بمكتبها بالرباط. وقامت السلطات المغربية بعد بث القناة لتقرير عن القتلي بالتحقيق مع الزميل حسن الراشدي مدير مكتب الجزيرة في الرباط. وقال بيان القناة ان التحقيق استمر أربع ساعات متواصلة طالبته خلالها السلطات المغربية بالكشف عن مصدر الخبر خلافا لكل القوانين والأعراف الصحافية التي تجيز للمراسل عدم الكشف عن مصادره . واضاف البيان ان قناة الجزيرة بثت خبرا في اليوم التالي صدر عن لجنة حقوق الإنسان قالت فيه انها غير متأكدة من وقوع قتلي في المواجهات، أي أن القناة كانت تنشر الأخبار المتتابعة حول هذه الحادثة من أية جهة معنية بها، وفقا للقواعد المهنية المعتادة في مثل هذه الأخبار . واكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية الثلاثاء علي ضرورة تقديم الجزيرة اعتذارا رسميا للمغرب علي ما نشرته حــول سيــدي ايفني واتهــمها بعدم الدقة في تقاريرها. وقال بيان الجزيرة ان القناة تؤكد حرصها علي توخي الدقة في الأخبار والتأكد من مصداقيتها وعلي نشر جميع وجهات النظر. وقد حاولت الجزيرة عبر مكتبها في الرباط الاتصال بالمسؤولين المغاربة للإدلاء بروايتهم عما حدث غير أنهم رفضوا ذلك، كما رفضوا في البداية السماح لنا بالذهاب إلي سيدي ايفني لتغطية ما يحدث ميدانيا . (المصدر: صحيفة ‘القدس العربي’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جوان 2008)
« قمع » الإعلام العربي.. دفتر الأحوال في أسبوع
إيمان عبد المنعم حكم بحبس صحفي في « يوم الصحافة » باليمن، وحكم آخر بحبس صحفي في موريتانيا التي شهد لها العالم قبل عام بتجربة ديمقراطية وليدة، فيما تشتد مظاهر التضييق على صحفي ثالث تونسي قابع بالفعل في السجن. يضاف إلى ذلك مخاوف جدية في مصر من التضييق على حرية التعبير على الإنترنت ومحاكمات مستمرة لأربعة رؤساء تحرير فيما تصر السلطات في المغرب على تسلم « اعتذار » من إحدى الفضائيات. كل هذه المشاهد المرتبطة بحرية التعبير شهدتها خلال أسبوع واحد فقط عدة دول عربية تقع بين المحيطين الهندي والأطلسي لتضاف إلى قائمة طويلة من الإجراءات المماثلة السابقة التي تشهدها الكثير من الدول العربية في الأعوام القليلة الماضية. ويفسر مراقبون هذه الإجراءات التي تصب كلها في خانة التضييق من بعض الحكومات العربية على وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة بأنها « تظهر أن الحكومات العربية لم تعد تركز على التضييق على قوى المعارضة التقليدية بقدر ما أصبحت تستهدف قمع ساحات الفضاء الإعلامي المختلفة التي لجأت إليها قوى المعارضة بعد أن ضاقت بالأخيرة سبل العمل السياسي التقليدي ». « طوارئ دوت نت » ففي مصر، وبينما تواصل عدد من الصحف والمجلات الحكومية شن حملات إعلامية موسعة للمطالبة بسن تشريعات قانونية تجرم انتقاد السلطة على الفضاء الإلكتروني، أطلق قبل أسبوع وزير الاتصالات المصري طارق كامل تصريحا خلال مؤتمر عن « مكافحة الجرائم الإلكترونية » أثار مخاوف نشطاء بالإنترنت. وصرح الوزير بأن « مصر تسعى إلى إنشاء فرق عمل لمواجهة الطوارئ الإلكترونية »، دون أن يحدد طبيعة هذه الطوارئ. ودفع ذلك نشطاء إلكترونيين معارضين إلى الحديث عن وجود ما أطلقوا عليه مشروع « طوارئ نت الحكومي » لقمع المعارضين الإلكترونيين، وفي إشارة إلى قانون الطوارئ الاستثنائي الساري في مصر منذ 1979. وعلى صعيد متصل مازال أربعة رؤساء تحرير حاليين وسابقين لصحف مصرية معارضة ينتظرون نتيجة الطعن الذي قدموه ضد الأحكام القضائية الصادرة ضدهم بالحبس سنة وغرامة عشرين ألف جنيه (أي حوالي 3500 دولار أمريكي) بتهمة نشر « بيانات كاذبة » عن صحة الرئيس حسني مبارك و »إهانته ». وهم؛ إبراهيم عيسى، وائل الإبراشي، عادل حمودة، وعبد الحليم قنديل. وعقدت آخر جلسة في هذه القضية السبت الماضي. وفي تونس، لفتت مصادر حقوقية هذا الأسبوع إلى تعرض الصحفي التونسي سليم بوخذير لتضييقات وظروف قاسية في محبسه بسجن صفاقس (جنوب) الموجود به منذ أكثر من ستة أشهر. وأشارت إلى أن بوخذير قابع في زنزانة قذرة ويعتزم الإضراب مجددا عن الطعام احتجاجا على هذه الظروف. وسبق أن وصفت منظمة « مراسلون بلا حدود » في بيان لها في مايو الماضي التهم التي سجن الصحفي بسببها بأنها « لا مصداقية لها » وتقول السلطات إن بوخذير حكم عليه بالسجن لمدة عام بسبب إهانته ضابط شرطة أثناء تأدية مهامه ورفضه إظهار بطاقة التعريف الشخصية، لكن معارضين يقولون إنه سجن بسبب كتاباته المنتقدة للحكومة. اعتذار « الجزيرة » وفي المغرب طالبت السلطات قناة الجزيرة الإخبارية بـ »اعتذار رسمي » عما اعتبرته « أخطاء مهنية » ارتكبتها لدى تغطيتها للصدامات بين الشرطة وعاطلين عن العمل في مدينة « سيدي إفني » (جنوب المغرب) وأفضت إلى سقوط قتلى من الجانبين. وانتقد خالد الناصري وزير الاتصال المغربي تغطية الجزيرة قائلا: « إن ما يحز في النفس هو التوظيف السياسي للمعلومات الخاطئة والكاذبة »، مشيرا إلى أن قناة الجزيرة قد « ادعت وجود عدد من القتلى »، وهو ما نفته السلطات المغربية، وأسماه الناصري « الخرافة الخطيرة ». وردا على احتمال قيام السلطات بإغلاق مكتب الجزيرة بالرباط، قال الناصري: « ما هو مطروح هو أن ترد قناة الجزيرة الأمور إلى نصابها، وأن تعتذر للمغاربة ». بحسب جريدة « الشرق الأوسط » اليوم الأربعاء. وفي المقابل وصفت العديد من المنظمات الحقوقية المغربية تبريرات الحكومة بـ »الواهية »، مرجعة ما حدث إلى غضب السلطات المغربية من تصريحات الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في برنامجه الأسبوعي « مع هيكل » الذي تبثه قناة الجزيرة، حيث اتهم هيكل العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني بـ »الوقوف وراء استهداف قادة الثورة الجزائرية، وتسليمهم إلى قوات الاحتلال الفرنسي في 22 أكتوبر 1956″. وإلى جنوب المغرب، حيث أصدر القضاء الموريتاني الإثنين 9-6-2008 حكمًا بالحبس 48 ساعة بحق الصحفي محمد نعمة عمر مدير صحيفة « الحرية »، على خلفية الشكوى التي تقدم بها نائب رئيس مجلس الشيوخ محمد الحسن ولد الحاج ضد الصحيفة لنشرها موضوعا عن مشاركته في احتفالات « دولة إسرائيل » بمرور 60 عاما على تأسيسها. حكمان بالسجن ومن المحيط الأطلسي الذي تطل عليه المغرب وموريتانيا إلى المحيط الهندي الذي تطل عليه اليمن، وفي الوقت الذي كان هذا البلد يحتفل فيه بـ »يوم الصحافة »، صدر الإثنين 9-6-2008 حكم بالسجن 6 سنوات ضد الصحفي عبد الكريم الخيواني، ضمن ما عرف بـ »خلية الحوثيين ». وتزامن الحكم أيضا مع ترشيح منظمة العفو الدولية الصحفي لنيل جائزتها الخاصة بصحفيي حقوق الإنسان المعرضين للخطر لعام 2008. وتعد هذه المرة الثانية التي يحكم فيها على الخيواني بالسجن، حيث صدر بحقه في 2004 حكما لمدة عام بتهمة إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وإهانة رئيس الجمهورية. ويعزو حقوقيون ذلك إلى انتقادات الخيواني الشديدة للرئاسة. سيل الانتهاكات سيتوالى « انتهاك صارخ لحرية الرأي والتعبير ».. هكذا وصف جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لحقوق الإنسان، الإجراءات التي تتخذها بعض الدول العربية ضد الإعلام. وقال جمال: « ما يحدث هو بمثابة موجة جديدة من القمع للقوى المعارضة التي ضاقت بها السبل لمعارضة الأنظمة العربية من خلال القنوات الرسمية، سواء البرلمانيات أو من خلال الأحزاب المهمشة، فلجأت إلى وسائل الإعلام المختلفة لفضح الأنظمة العربية ». وأضاف: « وهذا ما تخشاه الأنظمة العربية وتسعى بقوة لقمعه وكبح فضاء المعارضة، مع جعل وسائل الإعلام تحت سيطرتها حتى لا تمثل تهديدا لها ». وأظهر التقرير السنوي، الذي أصدرته منظمة « صحفيون بلا حدود » في 3/5/2008 بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن « صورة أوضاع الصحفيين بشكل خاص، وحرية التعبير بشكل عام، مازالت قاتمة في مناطق عديدة من العالم، من بينها منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا صورتها في غالبية البلدان العربية ». وأوضح تقرير « حرية الصحافة لعام 2007 » الذي تصدره مؤسسة « فريدوم هاوس » الأمريكية أن 96% من سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعيشون من دون حرية إعلامية. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 11 جوان 2008)
العنف اللفظي برستيج في حياة شباب تونس
أمال الهلالي من تونس: تتزايد ظاهرة العنف عامة والعنف اللفظي عند الناشئة والشباب بشكل خاص، وقد بات الحديث عن تفشي هذه الظاهرة الخطيرة محلّ إهتمام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في تونس فضلا عن منابر الحوار التي فتحتها الدولة مع الشباب والتي لم تخلو في أغلب محاورها من مناقشة ظاهرة العنف بكل أنواعه. ظاهرة العنف اللفظي في صفوف الشباب لم تقتصر على فضاء معين بل إجتاحت كافة المجالات بداية من الأسرة مرورا بالشارع والمؤسسة التربوية لترمي بظلالها على أماكن العمل والمنشئات الثقافية والرياضية حيث تشير الإحصائيات أنه خلال السنة الدراسية الفارطة تم تسجيل ما يقارب عن 2025 حالة عنف حصلت في صلب المدارس التونسية طالت الإطار التربوي( كالمدير و الأساتذة) في 800 حالة منها 68 تتعلق بممارسة العنف الجسدي والمثير في الأمر أن هذه السلوكات الإنحرافة صدرت من تلاميذ لم تتجاوز أعمارهم 16 و 20سنة . من جهة ثانية شكل الشارع التونسي بكل مكوناته من مقاهي وقاعات ألعاب و قاعات رياضية الخ… فضاءا يعج بالسلوكات العنيفة تعطلت فيها لغة الحوار و توقفت كافة وسائل التواصل لتفسح المجال أمام العنف اللفظي والجسدي لحل النزاعات والتعبير عن الرغبات حيث نظرت المحاكم التونسية(منطقة تونس الكبرى فقط) خلال السنة المنصرمة في 1780 قضية تخص السب والقذف العلني وسب الجلالة والمس بالأخلاق الحميدة . أحمد26( سنة تقني سامي )أكد لنا أن تداول عبارات السب والشتم لم يعد يقتصر على فئة البطّالة وذوي المستوى المادي والتعليمي المتدني بل أضحت سلوكا عاما يتداوله الشباب على إختلاف أوساطهم و مذاهبهم الإجتماعية والثقافية وأكد لنا تداوله للملفوظ الجنسي صحبة الأصدقاء من باب الفذلكة أوعند المناوشات الخفيفة. نهى 23( سنة طالبة في كلية الهندسة) تؤكد أن تداول الألفاظ البذيئة لم يعد حكرا على الشباب بل دخل عالم الجنس اللطيف من أوسع الأبواب بل وتجاوز في حدّته الذكور.وتضيف » أغلب زميلاتي في الكلية لا يخجلن من تداول عبارات ذات مدلول إباحي من باب التسلية فيما بينهن. صراحة لقد إجتاح العنف اللفظي كل الفضاءات التعليمية وعلى الأطراف التربوية أن تعلن ناقوس الخطر وتقف بشكل حازم وردعي للقضاء على هذا الداء الذي بات ينخر كيان المجتمع التونسي ويهدد إستقراره ». علي (35 سنة عون نظافة) لم ينفي تداوله للعبارات المخلة بالآداب في لحظات الغضب ولكنه يرفض بتاتا تداول هذه العبارات في صلب العائلة . ليلى( بائعة في محل للملابس الجاهزة ) لم تخفي تذمرها من إستفحال هذه الظاهرة الخطيرة والتي حسب قولها لم تستثني الصغير والكبير كما أكدت أنها تتعرض يوميا للمضايقات من هذا النوع داخل وسائل النقل العمومي والمؤسف في الأمر عدم تدخل أي شخص بل يقتصر دور الركاب على الفرجة ومتابعة وقائع الموقف. نورالدين( 28 سنة محامي متمرن) يلقي باللائمة على العائلة التي من المفروض حسب رأيه أن تراقب أبنائها أين يذهبون؟؟ ومعا من يتحدثون؟؟ فالإختلاط وأصحاب السوء حسب إعتقاده هم بدرجة أولى المسؤولون عن إنتشار وإستفحال هذه الظاهرة. ثامروفريد أخوين يدرسان بالمعهد الثانوي نهج مرسيليا بالعاصمة أكدوا لنا شعورهم بالفخر حين يتداولون عبارات العنف اللفظي لاسيما فيما يتعلق بالمدلولات الإباحية فهي على حد قولهم » شر لابد منه » ووسيلة لإثبات قوة الشخصية أمام زملائهم كما صرّح فريد أن والده يستعمل الكلام البذيء في المنزل و أمام أفراد العائلة في حالات الغضب و التشنج. من جانب آخر كشفت نتائج لدراسة سوسيو ثقافية أنجزها المرصد الوطني للشباب( وهو هيكل حكومي يعنى بمشاغل الشباب التونسي ويرصد همومه وتطلعاته ) حول تنامي ظاهرة العنف اللفظي لدى الشباب معتمدة على عينة متكونة من 830 شابا وفتاة تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة ويتوزعون تقريبا على كامل مناطق البلاد من شمالها إلى جنوبها في إجابة عن سؤال : »هل تستعمل الكلام البذيء ؟ » أكد 88.18 بالمائة أنهم يتداولون عبارات السب والشتم في حين أجاب 11.36 بالنفي. وفيما يتعلق بمجالات إستعمال العنف اللفظي حظي سب الجنس(كالأعضاء التناسلية وما شابهها) بنسبة 41.30 بالمائة تلاها سب الدين ثم الأصل والعائلة. وفيما يتعلق بالأطراف التي يستعمل معها العنف اللفظي أقر 78.16 بالمائة تداولهم للعبارات البذيئة صحبة الأصدقاء والزملاء. كما بينت الدراسة أن 62.27 بالمائة من العائلات التونسية يتداول أطرافها لغة العنف ويحظى الأخ الأكبر بنصيب الأسد من خلال تداوله للعنف اللفظي تلاه الأب بنسبة 21.69 بالمائة. وعن الدوافع الأساسية الكامنة وراء تداول العنف اللفظي في صفوف الشباب بينت الدراسة أن نصف المستجوبين تقريبا أكدوا عامل إثبات الذات و إبراز الشخصية أمام الآخر كعامل أساسي ومحرك لهذه الظاهرة تلتها عناصر أخرى كتقليد الصغار للكبار وغياب القدوة الحسنة في الشارع وداخل الأسرة وفي صلب المؤسسات التربوية ونقص المراقبة والردع إضافة إلى تدهور القيم الاجتماعية و إنتشار النزعة الفردانية والبطالة وكثرة أوقات الفراغ وضعف التربية الدينية والتأطير الروحي كلها عوامل تقف وراء إنتشار وتفاقم هذه الظاهرة وأظهرت الدراسة على عكس المتوقع أن الحالة الإجتماعية المتدهورة ليست في كل الأحوال العامل المحرك لتنامي ظاهرة العنف اللفظي مستدلة على ذلك بتفشي الملفوظ الجنسي والسباب الديني والتعيير بالألقاب داخل الأوساط الميسورة الحال بنفس القدر داخل الفئات الإجتماعية المتوسطة والمتدنية . ويرى الأستاذ منذر جعفر الأخصائي في علم النفس و السلوك أن ظاهرة العنف بشكل عام والعنف اللفظي بشكل خاص لايخلو منها أي مجتمع كغيرها من الظواهر الإجتماعية الأخرى غير أن الملفوظ العنيف في تونس بات يشكل « شعائر تفاعل » ليس من السهل في بعض الأحيان إلغاؤه لأنه أضحى سلوكا راسخا يشكل إحدى سمات » الشخصية القاعدية التونسية » ويميزها عن بقية الشعوب كما يكشف هذا السلوك عن التوتر القائم بين الفرد وفضاءه العمومي فضلا عن كونه أداة لتمييز الذات وإثبات الوجود وآلية لتصريف العدوانية والكبت الجنسي . (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 12 جوان 2008)
بسم الله الرحمان الرحيم
تونس في 2008/06/10 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 450
مناضل كاتب في الشأن التونسي و العربي والإسلامي على موقع الانترنات
رسالة مسك الختام تحية من الأعماق لكل الرموز والزعماء والإخوان الذين قدموا خدمات جليلة لهذا الوطن العزيز
على بركة الله أختم كتابي العزيز بمعاني الوفاء العميق بالحب والإكبار والإحترام لكل من ضحى وناضل من أجل الوطن العزيز ولكل من ساهم في تحرير الوطن وبناء الدولة العصرية وأرسى أركان النظام الجمهوري وساعد على دعم مقومات الحياة الكريمة للشعب وشارك في نحت المجتمع المتوازن المعتدل وساهم في وضع لبنة أو حجرة في البناء الشامخ ولكل من مدّ يد المساعدة للنهوض بالإنسان التونسي ودعم نهضة البلاد الشاملة في شتى المجالات منها بالخصوص نشر التعليم وبناء المدارس والمعاهد والكليات والجامعات لرفع الامية والجهل والحرمان والخصاصة ولكل الذين ناضلوا من أجل تحرير الإنسان وتحرير الأرض وتحرير العقول والأدمغة. ولكل الذين ضحوا وناضلوا من أجل إسعاد أبناء الوطن وإدخال الفرحة عليهم وتحقيق طموحاتهم في الكرامة والسعادة والعيش الكريم ورفع مستواهم العلمي والثقافي والإجتماعي والإقتصادي بأكثر عدل وشفافية ودعم مقدرتهم الشرائية بتوفير الشغل للجميع. وفرص العمل وتحقيق ما يصبوا إليه المواطن من كرامة كاملة ومن أهم عناصرها الشغل والسكن والصحة والعدالة الإجتماعية والمساوات وحرية الرأي والتعبير وممارسة الحق الإنتخابي وحرية الإختيار والترشح والإجتماع وحرية إبداء الرأي وممارسة العمل الجمعياتي بحرية وحق السفر وتكوين الأحزاب لكل هؤلاء الأسود والأبطال والرموز والزعماء والرجال الأفذاذ وصناديد حزب التحرير الوطني ومناضلي الحزب الذي حرر البلاد والعباد. أتوجه إليهم بتحية إكبار وإجلال واحترام مترحما على أرواح الذين غادرونا منهم ولا نستثني أحدا منهم من الشيخ عبد العزيز الثعالبي مؤسس حزبنا الحر الدستوري التونسي إلى مجدد محطاته التاريخية. الزعيم الحبيب بورقيبة ورفاقه محمود الماطري والطاهر صفر والبحري قيقة ومحمد بورقيبة صانعي مؤتمر قصر هلال 2 مارس 1934 إلى كل أعضاء الديوان من مؤتمر قصر هلال 1934 إلى مؤتمر الطموح 2003 إلى المؤتمر القادم 2008 مؤتمر التحدي الأحياء منهم والاموات وإلى كل أرواح إخواننا الذين سبقونا في العمل النضالي في المجالس الملية ولجان المؤتمرات والجامعات ولجان التنسيق والشعب والمناضلين والمقاومين وإلى أرواح الشهداء الأبرار الذين سقوا بأرواحهم ودمائهم شجرة الحرية والإستقلال والسيادة. في كل المعارك والحوادث والمحطات والملاحم التاريخية التي خاضها شعبنا الأبي بقيادة الحزب الحر الدستوري التونسي وكذلك المعارك والحوادث التي حصلت قبل ميلاد الحزب ومنذ بداية الاحتلال الفرنسي من ثورة علي بن غذاهم ومحمد الدغبابي ومعركة الجلاز عام 1911 وغيرها من الملاحم التاريخية التي خاضها حزبنا العتيد بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة ورفاقه من الرجال البررة وأني لا أستطيع ذكرهم فردا فردا وهم في الوجدان والقلب. ولن أنسى معركة رمادة وبنزرت الخالدة لاستكمال السيادة التونسية. وأوجّه تحية إكبار وإجلال إلى كل أرواح إخواني البررة الذين واكبوا الحركة الوطنية وبناء الدولة العصرية. انطلاقا من شعبتي الأم شعبة سيدي حسن الجوفية التي تفرعت عنها اليوم سبعة شعب دستورية وكنت رئيسها من 1960 إلى 1969 وأخص بالذكر منهم المناضلين عمر الحاج حمده مؤسس الشعبة والحاج البشير جاب الله وعمار المدلل وحمده المرداسي والحاج عمار بوعجيلة والهادي العياشي وناجي بن عماره ومحمد علي بن سعد والمبروك العروسي و سالم حمودة ونصر بن عبد السلام ورمضان الحاج العكرمي ومصطفى شكبون وأحمد الطاهر بلغيث وأحمد بالأجنف وحموده بوعجيله وعمار بلقاسم والحاج محمد قلو ومحمد بن احمد المبروك وعبد الحميد بن سليمان وحسن السنوسي وحسن العقربي والمكي خديم الله و سالم بن احميد والطاهر حموده والأستاذ اسماعيل التومي والعجمي العروسي ورجب بن عامر ومحمد السلامي رئيس بلدية الحنشة السابق ومحمد المختار السلامي والحبيب الشهلاوي الشرودي وعبد الله شفرود ومحمد العجمي العشي وراشد القفصي. وعلى الصعيد الجهوي بولاية صفاقس أذكر بالخصوص المسؤولين الأوائل ومندوبي الحزب و الكتاب العام للجان التنسيق الحزبي وهم على التوالي الصادق القرمازي و الشيخ أحمد دريرة و مفتاح السميري وأحمد بالاسود ومحمد الجمل ومحمد بوليلة وعامر بن عائشة وسالم بن حجل وميمون الشطي رحمهم الله. والأحياء السادة محرز بالأمين – قاسم بوسنينة – التيجاني مقني – خليفة الجبنياني وعبد السلام القلال والمرحوم الحسين بالحاج خالد والمرحوم محمد عاشور الزنانتي والمرحوم محمد الوحشي والأخ محمد بكور ومحمد البقلوطي والبشير يعيش والهادي الزغل ومصطفى المصمودي وحمده بن عمر وفي طليعتهم جميعا الشهيد الزعيم الهادي شاكر والمناضل الكبير عبد المجيد شاكر ونجل الزعيم شاكر الأستاذ محمد شاكر والمرحوم عبد اللطيف شاكر. وعلى صعيد ولاية تونس أذكر بالخصوص المرحوم محمد الصالح بلحاج – المرحوم الصادق بوصفارة المناضل الكبير وعبد الكريم عزيز – التهامي دخيلة والحبيب فتح الله – قاسم العزاق ومصطفى البوغازي وكافة إطارات وأعوان وموظفي وعمال دار العمل وشركة فنون الرسم والصحافة فردا فردا وموظفي الإدارة المركزية للحزب. وكل من ساعدنا على نجاح المهمة الوطنية وإلى كل إخواني الدستوريين في كامل أنحاء البلاد أسود النضال الوطني من بنقردان إلى طبرقة وإلى كالة أبناء أهالي المثاليث من جبنيانة والعامرة والحنشة وملولش وسيدي علوان وإخواني بالسواسي والجم وشريان وهبيرة وأولاد الشامخ وإلى أهالي معتمدية بئر علي بن خليفة وعلى رأسهم المناضل الهادي رواق وأهالي معتمدية الشابة وإلى روح ابنها البار منصور أمبيه وإلى روح أخانا محمد الوحشي من العامرة وأخانا الحاج الغلام الطاهري وإلى أبناء معتمدية منزل شاكر ومناضليها وابنها البار عبد الرحمان كشيدة شفاه الله وإلى أبناء معتمدية الصخيرة الأشاوش وروح أبناها البار المرحوم البشير المهذبي وشيخنا الكبير المناضل والمقاوم القائد محمد النيفر ابن سيدي مهذب وإلى أهالي عقارب وروح المناضل عبد الله المحروق وروح المناضلة حليمة الشعوبي وإلى كل أصدقائي من الجنوب إلى الشمال ولكل أهالي معتمديات فوسانة وسجنان وجومين وأهالي ولايتي الكاف وقابس التي تربطني بهم علاقة محبة وأخوة ونضال عندما كنت معتمدا بهذه الجهات كما لا يفوتني ذكر إخواني في المهجر فردا فردا من الشيخ محمد مزالي إلى الشاب عمر صحابو وبسام بونني وغيرهم. وأخيرا إخواني في جمعية الوفاء فردا فردا وبالمناسبة أعلن بكل سرور وانشراح طي صفحة الماضي مع كل من تسبب لي في إساءة أوإقصاء والعفو من شيم المؤمن ومن قيم المسلم وادعوا الله العلي القدير لهم المغفرة والرحمة والعفو إنه سميع مجيب الدعاء. وإلى إخواني المناضلين من معتمديات الجم والسواسي وهبيرة وهم المرحوم الزعيم محمد الصالح عبيد وعبد العزيزطرشون والحاج البشير بن مصباح وصالح عبد الله وعمر بن رجب ومحمد شعبان وشعبان بالحارث والمنجي بن حسن والحاج عامر بن جازية والمناضل مصطفى بدر الدين والدكتور محمد الناصر والمناضل الهادي بن حسن والشبان الجدد الذين واكبوا النشاط وساهموا في مشاريع الشعب الدستورية صالح الشريف ونجيب بن اسماعيل والمرحوم المنصف بن جازية والأخ قاسم صالح من بومرداس. ولا يفوتني أن أشكر كل الإخوان الأوفياء في وسائل الإعلام في الصحافة الوطنية وأخص بالذكر منهم السادة صالح الدين بن احميدة مدير جردية العمل والأستاذ محمد العربي عبد الرزاق رحمه الله والحسين المغربي مدير صحيفة بلادي وعبد السلام الحاج قاسم رئيس تحرير جريدة الصباح ومحمد المنصف بن مراد مدير جريدة اخبار الجمهورية ومحمد العروسي بن صالح رئيس تحرير جريدة الشعب والمرحوم أحمد الهوني مدير جريدة العرب العالمية ورشيد خشانة رئيس تحرير جريدة الموقف والطيب الزهار مدير مجلة حقائق وعبد الحي الصغيروالمنصف بن جعفر مديري جريدة لاكسيون وأسرة تحرير موقع تونس نيوز وأسرة قناة المستقلة والدكتور محمد الهاشمي الحامدي والدكتور خالد شوكات مدير مركز الاستراتيجية الديمقوراطية للدول العربية وكل الإخوان بفرنسا وأوروبا. ولن أنسى إخواني الكبار محمد المصمودي ومحمد الصياح ومحمد جمعة ومحمد كريم ولسعد بن عصمان والحبيب بورقيبة الإبن وارشيد صفر وعزوز الأصرم والباجي قائد السبسي وفؤاد المبزع والدكتور حامد القروي ومحمد بن عماره ومصطفى الفيلالي والحبيب بولعراس وارشيد ادريس وعمر الفيتوري ومحمد البجاوي ومحمد اليعلاوي والشاذلي القليبي ومحمد جغام وكمال الحاج ساسي وعبد العزيز بن ضياء والشاذلي النفاتي والمرحوم عبد الله فرحات والمرحوم الصادق المقدم وأحمد بنور وزهير المظفر ومصطفى المنيف والزعماء الكبار : الباهي الأدغم والهادي نويرة و الحبيب عاشور وجلول فارس والمنجي سليم والفرجاني بالحاج عمار والطيب المهيري وأحمد التليلي وعلالة بلهوان وأحمد المستيري فرسان مؤتمر صفاقس الأوائل أعضاء المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة باني مجد الوطن ومحرر البلاد والعباد ورائد النهضة التونسية وباني الجمهورية ومحرر المرأة التونسية ولن أنسى رئيسنا زين العابدين بن علي الذي قدّم خدمات للوطن ورفع بعض المظالم عندما علم بها. وأهدي كتابي ومذكراتي ومهجتي وحياتي إلى روح والدي العزيز رحمه الله صاحب الفضل الكبير. وإلى روح والدتي الحنونة صاحبة الفضل الأكبر. وإلى أرواح كل من علمني حرفا أو آية قرآنية من المؤدبين رحمهم الله. وإلى من علمني القراءة والكتابة وأخصّ بالذكر منهم المربي الفاضل علي بن صالح مدير مدرسة بني خلاد ومحمد الدبابي ومحمد العروسي معلمي العربية والفرنسية وإلى أستاذي الكبير الشيخ الفاضل الحاج البشير الشطي وكل الأساتذة بفرع جامع الزيتونة بسوسة. ومسك الختام لا يفوتني أن أسجل بأحرف ذهبية تضحيات زوجتي أم أولادي وصبرها ووفاء أبنائي وبناتي وأحفادي وتربيتهم العالية وتمسكهم بقيم الإسلام. واللــه ولـي التـوفيـق محمد العروسي الهاني
نحن و«المُلك الناقص»
احميدة النيفر (*) عرفتُ لبنان شابّا يدرس في جامعة دمشق مطلع ستينيات القرن الماضي. كنتُ أقصد بيروت مع غيري من الطلبة الوافدين المغاربة نمتح منها كلٌّ حسب استعداداته وميوله ومشاربه. كانت زياراتنا إلى لبنان ثم عودتنا إلى الشام مثيرة بأكثر من معنى. في تلك السنوات كانت الأحداث العربية في تزاحمها الشديد ونفَسها الملحمي مثيرة للآمال القومية، زاخرة بالثقة في النفس وفي المستقبل، لكنها مع ذلك كانت تطرح أسئلة محيّرة. كنتُ أجدني في كل مرّة أعود من بيروت إلى دمشق مستغربا من الفارق النوعيّ بين المدينتين والبلدين. لماذا كل هذا الاختلاف بين طبيعة الحياة هنا وهناك؟ هل هو اختلاف ظرفي سطحي، أم أنّه قديم عميق؟ لماذا لم تتمكن القواسم المشتركة البيّنة بين القطرين من تقليص الفجوة التي تبدو كأنها مرشّحة دائما للاتساع؟ كان لبنان أيامَها برئاسة فؤاد شهاب يتعافى من اضطرابات سنة 1958 المحلية والإقليمية التي اختلّ من جرائها الأمن، مما أدّى إلى إنزال للقوات الأميركية. سوريا من جهتها أُرغمت على مغادرة تجربة الجمهورية العربية المتحدة إلى نظام الانفصال الذي تلته مرحلة قلقة مهّدت لوصول حزب البعث إلى الحكم. من تلك السنوات بقيت بيروت- لبنان ودمشق- سوريا مرتسمتين في وعيي بقربهما وبعدهما بوابةً للمشرق العربي كلّه بثرائه وما يثيره من إعجاب وغموض لا ينقطعان. بقي السؤال قائما بعد ذلك طوال سنوات، ومعه حيرة ملازمة عن ذلك الفارق النوعي بين الجارتين المتنافستين. ثم تراكمت التجارب واتسعت الرؤية بما أفضى إلى انكشاف تدريجي لطبيعة ذلك التنافس الشديد. أدركتُ أن لكل مدينة دلالة رمزية ثقافية تختلف عن الأخرى. بيروت، التي فيها من كل شيء، جعلها موقعها البحري قريبةً من أسطورة الأميرة «عليسة الفينيقية» أو «ديدون» ورمزاً للحرية. أما دمشق، فقد تمثّلتْ موقعَها الجغرافي الحضاري موليّةً ظهرها البحر مُقبلةً على بلاد الرافدين وفارس والهند، فكانت نسيجا من العراقة والإباء. عبقرية المكان في بيروت أدّت إلى انفتاح ذكيّ على المحيط يعرض إمكاناته في واقعية ومرونة، بينما أفرزت تلك العبقرية في دمشق شخصية معتزّة تسعى إلى حضور نضالي، وتعمل على أن تكون قلبا للعروبة النابض ليس بما تعرضه بل بما تفرضه. بذلك تعيّن التنافس بين القطرين من خلال مفهومين مختلفين ينتظمان الحياة العربية المعاصرة: السياسة والحكم. في بيروت- لبنان اعتَمد رمزُ الحرية مفهومَ «السياسة» الحامل لقابلية التعدد والساعي إلى الوفاق، بينما تجلّت دمشق- سوريا معبّرةً عن ذاتها بتقمّص مفهوم «الحكم» المولي الأولية للاستقرار والانفراد بالحضور. في بيروت، كان الشعار هو: أقل ما يمكن من سلطة الدولة وأكثر ما يمكن من الحريات، تعبيرا عن الشراكة الداخلية وإغناءً للذات بالعلاقة مع الخارج. في دمشق تعيّن نموذج «الدولة الخارجية»، حيث تكون السلطة السياسية المتمركزة هي الضامن لاستقرار المجتمع وللحركة والإبداع فيه. من تقابل هذين المفهومين يمكن تفسير جانب مهمّ من التنافس بين الشقيقين اللدودين. لكن أخطر ما في هذا التنافس هو تحوّله إلى تناقض. تباينُ المفهومين أدّى إلى استعصاء العطاء اللبناني على تحقيق كامل الفعل في الداخل المحلّي والقومي بسبب الممانعة السورية. كذلك تأكد أن بيروت تستطيع تقليص فاعلية دمشق أو المسّ بمكانتها في مجالها الإقليمي بما للبنان من تفاعلات داخلية، وما تحيل عليه تلك التفاعلات من مؤثرات دولية. من ثم اتضح أن ثنائية السياسة والحكم تفتح مجال فهم تعثر التقدم العربي لشدة ارتباطها بإحدى معضلات الفكر السياسي المتمثلة في طبيعة العلاقة بين المجتمع وسلطة الدولة. هي معضلة قديمة تبرز بوضوح في النصوص المرجعية. ما نجده في المعاجم اللغوية العامة متعلّقا بالسياسة يجعلها تتراوح بين ثلاثة اعتبارات: 1-امتلاك الأمر (سوّسه القومُ: جعلوه يسوسهم)، 2- القيام على الشيء بما يصلحه، 3- التيسير (سوّس فلان لآخر أمرا: زينه له ليجعله مقبولا لديه). يعضد هذا ما نعثر عليه في كتب الفقه التي تكاد تتفق على أن السياسة هي جملة القوانين الموضوعة «لرعاية الآداب والمصالح وانتظام الأموال». إنها «إصلاح للخلق بإرشادهم إلى الطريق المنجية في العاجل والآجل على الخاصة والعامة». من هذه الزاوية تقترن السياسة بأمرين، هما: تفوّق السائس، وطلب المصلحة. حقل السياسة إذن في منظومتنا العربية الإسلامية يهدف إلى الربط بين الخبرة والترويض، وهو بذلك يقترب من التعريف الحديث للسياسة التي هي «علم حكم الدول». أما الحكم، فقد استُعمِل قديما بمعنى القضاء، أو بما هو من لوازم الفصل بين المتخاصمين أي الحكمة كما ورد في آية «آتيناه الحكم». لذلك قيل: «هو يتولّى الحكومات ويفصل الخصومات» اعتبارا لصبغة الحكم التنفيذية التي تستدعي بُعد النظر ومراعاة قيمة العدل. الحكم أخصُّ من السياسة لأنه من شُعبها وميدان من ميادينها. لكن الاستعمال الحديث وسّع من دلالة مفهوم الحكم فأتاح له وهو الجزئي أن يعادل مفهوم السياسة الكلّي، رغم أنّه كان أحد مقتضياتها، ذلك الذي يطلق عليه الفقهاء «الشوكة الظاهرة والسلطنة القاهرة». يمكننا على ضوء هذه التعاريف المستمدة من التراث السياسي أن ندرك أن التنافس التبايني بين الجارين يعود في جانب منه إلى خلل في معادلة السياسة والحكم. في دمشق تحوّل الجزءُ إلى كلّ عندما استعلى الحكم على السياسة، وعندما اعتُبرت هذه الأخيرة مسألة ثانوية لارتباطها بتعددية الرؤى والمصالح في المجتمع. في هذه الحالة يتحقق التنافي بين سلطة المجتمع وسلطة الحاكم لرهان هذا الأخير عمّا يقوّي فاعليته في الخارج تحقيقا لمشروع مصيري. أما في بيروت، فالسياسة حصيلةٌ للثراء الوطني، بما يجعل حريات المجتمع ومختلف مكوناته مشروعة ومتحققة. لكن حالة ضعف الحكم وطغيان السياسة تهدد الاستقرار وتزيد من مخاطر التدخلات الأجنبية. عند هذا الحدّ يبرز ابن خلدون كأفضل من يشخّص هذه الوضعية القديمة- الحديثة. قرن السياسة بالملك بصورة شَرطية، فلا مجال له إلا بالسياسة التي تعني الفكرة المؤسِّسة أو المشروع الذي يجمع بالمعنى الأصلي للاجتماع. ذلك عند ابن خلدون «الملك الكامل» الذي يحافظ على العمران، وهو ما اصطُلح عليه حديثا بالحكم الرشيد. أما «الملك الناقص» فيؤدي حسب قانون الاجتماع في «المقدمة» إلى «خراب الأوطان، باختلاف الأيدي وانحراف السياسة إلى أن ينقرض عمرانهم». السؤال المُتبَقي اليوم هو: كيف يمكن لبيروت ودمشق وغيرهما من عواصم العرب مغادرة مواقع الملك الناقص إلى الملك الكامل، الملك الذي يعني أن تكون السلطة ذات مشروع وأن تكون إفرازا للتعددية ومحققة للاستقرار؟ (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 12 جوان 2008)
عن بلادي، يوميّات مواطن عادي، تونس2008
آمال قرامي الاربعاء 11 حزيران (يونيو) 2008 الكتاب: De mon pays; Journal d’un Citoyen Ordinaire كتاب الأستاذ خميس الخياطي عن بلادي، يوميّات مواطن عاديّ هو بمثابة دعوة للإبحار في عالم تسوده الكآبة وتهيمن عليه مشاعر الألم والإحباط وخيبة الأمل والمرارة ولكن وراء هذه الواجهة أحاسيس أخرى : الحب والعشق والحنين والتوق إلى عالم أفضل تسوده قيم إنسانية نبيلة وتنبني فيه العلاقات الاجتماعية على الصدق والنزاهة والعدل والتفاعل البناء وسلامة الذوق. الكتاب في ظاهره صغير الحجم ولكنه ضخم المحتوى بما يتضمنه من أسئلة كبرى حول مفاهيم: الذوق ،الجمال، الزمن ،الرمز، الوعي، الوطنية والمواطنة والحرية و…حول بنية السلوك الاجتماعي ، ونسق المعيش اليومي والملاءمة بين قيم الحداثة والقيم الموروثة وطريقة تمثّل الحداثة و… التفاعل بين الإعلام ذي التوجه الإسلامي الأصولي والإعلام التجاري، وانشطار الفرد بين خطابات عديدة تتجاذبه…. رأينا في هذا الكتاب تأثر الكاتب بعدة مقاربات وسعيه إلى توظيفها : 1- المقاربة السيوسيولوجية والأنتربولوجية يندرج هذا الكتاب في إطار الدراسات السيوسيولوجية والأنتربولوجية التي تعنى بالحياة اليومية، وهي دراسات نمت في الغرب على يد Maffesoli;Goffman;weber;Salvador وبدأت في التبلور في البلدان العربية في السنوات الأخيرة ، وهي دراسات تهتم بالأنشطة الروتينية والتي ننظر إليها على أنها تافهة ولا معنى لها والحال أنّ التمحيص في الملبس والمأكل والمشرب والسلوك والمركوب والمسكن ….يُبين أن تشكل هذا الحقل يختزل ثقافة الجماعة ويشير إلى الذاكرة الجمعية والمنظومة القيمية والأخلاقية وأشكال التدين والقوانين التي تنظم المعاملات بين الناس وينم عن التصورات الاجتماعية والتمثلات الدينية وغيرها. في هذا الإطار حلل الأستاذ الخياطي أنماطا من السلوك سلوك المشاهد والقارئ والمراقب لغيره والمثقف والفرد العامي والسياسي … وكشف دلالات طريقة المشي وتصفيف الشعر ولبس الحجاب ووضع النظارات وانتعال « الشلاكة » والهندسة المعمارية المهيمنة واللغة السائدة وغيرها من العلامات السيميولوجية…وعبر عن طريقة تصور التونسي للزمن وللحرية ونظرته إلى الوجود فالكون. 2- المقاربة السيميولوجية تغرس التربية الجمالية في الإنسان سمو الذوق الذي يتجسد في أنماط السلوك والعلاقات الاجتماعية كما يتجسد في الأشياء والموضوعات الحسية.وحرصُ الأستاذ الخياطي على تنمية الذوق والحس الجمالي لدى كل فرد من أفراد المجتمع جعله يولي اهتماما خاصا بالدرس السيميولوجي مستفيدا من أعمال Saussure, Barthes, Metz.ومن ثمة اعتنى بالحجاب وانتعال الحذاء ولغة التخاطب اليومي واللباس وطريقة المشي والومضات الإشهارية وغيرها من العلامات وصولا إلى اهتمامه بالصورة. 3-النقد الاجتماعي يأخذك الأستاذ الخياطي في رحلة تلاحظ فيها التغييرات التي شهدها المجتمع التونسي خصوصا، والبلدان العربية عموما على مستوى السلوك والتصورات والتوقعات والأحلام والتموقع في العالم. ويشعرك نقده لمظاهر القبح بشدة نفوره من المظاهر الفاقدة للجمال ومدى رغبته في بروز الحسن والجميل من الفعل والقول والسلوك والأشياء. يمسرح الأستاذ الخياطي الأحداث ويقوم بالتبئير ويصور ما تلتقطه ’كامراه’ ولا غرابة أن ينعكس عشق الخياطي للسينما والمسرح على طريقة كتابته. وهو في هذا المؤلف ناقد لاذع يعري الواقع بكل مهارة تنهل من تراكمات قراءاته السابقة فنرى صدى سخرية الجاحظ ومزجه الجد بالهزل ونلمس لديه يأس المعري وسوداوية النظرة ونجد آثار لامرتين وفوكو وبورديو وبول ريكور…. ونلمح جرأة الطرح وشجاعة المثقف في مواجهة قضايا مجتمعه في مواطن كثيرة من كتابه حين يتحدث عن ممارسات ترسخت كعدم الشعور بالمسؤولية ’رزق البيليك’(الدولة) وتبرير التقصير بالفكر الخرافي و »الله غالب » وحديثه عن الشعارات من قبيل » تونس بلد التعددية الدينية والتسامح بين الأديان » والتسميات التي تطلق على بعض المؤسسات وفراغ المحتوى والرياء الاجتماعي السياسي وغياب تحمل المسؤولية الذي يسود عالم الصحافة والخطاب الذي يروجه الدعاة الإسلاميون الوافدون من بلاد المهجر وغيرهم من دعاة الفضائيات المخترقين للفضاء الخصوصي والمؤثرين في البنى الذهنية والثقافية والاجتماعية بحيث نجد تفسيرا لعدة ظواهر اجتماعية وسلوكيات مرضية ونقدا للثقافة الهجينة السائدة اليوم وخاصة ثقافة الخوف والانغلاق كما أننا نجد شرحا لأشكال من العنف: عنف الكلام وعنف الخطاب وعنف اللغة وعنف الصورة :صورة الفتاة التي تحجّب وتتلو القرآن’ فهي صورة تمثّل اعتداء على حق الطفل وانتهاكا لعالم الطفولة (ص.143) 4-المقاربة الفلسفية يبقى تركيز المؤلف على السلوك وما يتصل به من مسائل أخلاقية مشدودا إلى ما صاغه’ فلاسفة’ الأخلاق في الثقافة العربية من نظريات كالغزالي والتوحيدي ومسكويه والجاحظ وغيرهم. وعلى هذا الأساس يظل طرح قضية الذوق طرحا قديما حديثا بحث فيه علماء الكلام وعلماء أصول الفقه الذين نظروا في مسألة الحسن والقبح في الأفعال والأشياء. وخصه القدامى ببعض الكتب كمؤلف السيوطي ’ صفة صاحب الذوق السليم ومسلوب الذوق اللئيم ’ ويبقى الذوق في نهاية الأمر كلمة جميلة مُوْحِيَة تَحْمِلُ في طياتها معاني اللطفِ، وحُسْنِ المعشر، وكمالِ التهذيبِ، وحسنِ التصرفِ، وتجنبِ ما يمنع من الإحراج وجرح الإحساسات بلفظ، أو إشارة أو نحو ذلك. نخلص إلى القول إن قارئ كتاب الأستاذ الخياطي يقف على نسيج من الأجناس : كتابة السيرة الذاتية و كتابة اليوميات والتحليل النقدي وتحليل الصورة وقراءة مكوناتها ورموزها إلى غير ذلك وينتقل من زمن ضارب في عمق التاريخ مع شخصيات عديدة كعليسة وحنبعل وسان أوغسطين وخير الدين وابن أبي الضياف وبيرم التونسي وبورقيبة و…إلى زمن تونس في القرن الـ21. ويبقى الكتاب دعوة إلى الإبحار في عوالم متعددة: الذاكرة والواقع المعيش والحلم، الذات والآخر توظف فيها جميع الحواس ويدرّب فيها الفرد على رؤية الأشياء وإدراك الظواهر : طريقة النظر والإبصار والمشاهدة والتحديق في الفضاءات والأشخاص والصور، وطريقة الشم : الروائح الكريهة المنبعثة من المزابل والشوارع والناس والمؤثرة في السلوك ، وطريقة السمع والإنصات إلى لغة المشافهة والخطب ودروس الدعاة وغيرها من الوسائل المؤذية للذوق العام. ولئن اتفقنا مع المؤلف في أغلب ما كشف عنه من مظاهر انعدام الذوق والقبح والاختلال في بنية العلاقات والمشاريع الكبرى والسلوك … إلا أننا لا نتفق معه في نزعة التعميم الغالبة على الكتاب. فالتنسيب ضروري ووراء القبح جمال ووراء الكره حب ….ومُدننا ليست كلها مُدنا تدعوك إلى الرحيل، بل هناك فضاءات يطيب فيها الاستقرار… وبين » تسريب الرمل » و »عن بلادي يوميات مواطن عادي « مواطن ائتلاف واختلاف ومساءلات متعددة بشأن مكانة الفرد في المجتمع وفي الكون ودوره وأشكال تفاعله مع الدولة والآخرين. amel_grami@yahoo.com * كاتبة وجامعية تونسية Journal d’un Citoyen Ordinaireالمصدر بتاريخ الاربعاء 11 حزيران (يونيو) 2008
(تونس).. وأبواب جهنم!!
كتب:نبيل العوضي من يظن أن الحرب على الاسلام والمسلمين تأتي فقط من الخارج فهو مخطئ، فالحرب التي تشنها عصابات من شياطين الإنس من داخل بلاد المسلمين على الإسلام وهديه وشعائره هي الحرب الحقيقية، وجنود هذه الحرب يتسمّون بأسماء المسلمين وربما يتظاهرون ببعض تعاليمه لكنهم في الحقيقة اشد الناس عداوة للمؤمنين وهم ألد الخصام. وفي (تونس).. ذلك البلد العربي الاسلامي الذي فتحه (عقبة بن نافع) في صدر الإسلام تشتد المعركة هناك بين من يريد عبادة الله والتزام الشريعة بنفسه وتطبيق الفرائض وبين من يحارب المسلمين والمسلمات في دينهم وشريعتهم!! ليس الأمر سراً ان تمنع فتاة من دخول اختبارات الثانوية العامة او الجامعة بسبب انها تغطي شعرها بالحجاب الشرعي!! وليس غريباً في (تونس) ان ترى فتاة في السابعة عشرة تقتاد الى المخافر بجريمة لبس الحجاب!! المصيبة ان السلطات الرسمية في (تونس) (العلمانية) ترى ان الحجاب لباس طائفي!! وهي لا تمنع قطعة قماش لاتستر كل الشعر وهو تقليد تونسي، اما اذا كان الامر حجاباً شرعياً يدل على أن صاحبته التزمته لانها تؤمن بوجوبه والتزاما منها بشريعة رب العالمين، فلا مكان لها في المدارس والمعاهد والكليات والدوائر الرسمية بل حتى في المستشفيات احياناً!! حيث منعت ـ حسب بعض المصادر ـ الحوامل من دخول المستشفيات لاجل الولادة وذلك بسبب حجابهن!! تخيل ان ابنتك التي درست في منزلها اثنتى عشرة سنة وتريد ان تتقدم لامتحان الثانوية العامة تطرد من مدرستها ويلغى تسجيلها، وربما تعتقل الى قسم الشرطة وكل هذا بسبب حجابها!! اي حق للانسان في (تونس) اذا كان من يلتزم شريعة ربه يطارد ويحارب؟! اي حرية تدعيها الحكومة التونسية وهي تحارب المسلمين في دينهم؟! ان اغلب الدول الاوروبية ان لم تكن كلها لاتمنع المحجبات حقوقهن في الحياة ولو كن اجنبيات وغير مواطنات، بل حتى الكيان الصهيوني لا يتجرأ على منع المحجبات دخول المؤسسات الرسمية او العمل فيها، اما النظام »التونسي« »الديموقراطي«!! فهو يمارس »اعتى« و»اشرس« صور الاضطهاد الديني وعلى مواطنيه!! الغريب في الامر ان الدول الاوروبية تثني على تونس في مجال الحريات وحقوق الانسان، وتعطيها الصبغة القانونية والحماية الدولية في حربها على الاسلام والمسلمين!! فما لا تستطيع اوروبا فعله في المسلمين في دولها تشجع عليه »أتباعها« ليفعلوه في بلادهم »الاسلامية«!! احدى الطالبات ـ حسب موقع »العربية نت« ـ رفض المعهد تقديم مشروعها النهائي الا اذا احضرت شهادة »ختم تربص سابق«!! اجرته الطالبة خلال شهر كامل، وبالطبع لن تعطى هذه الشهادة بسبب حجابها!! ان الحرب على الحياء والفضيلة والستر والحجاب مستمر منذ ان خلق الله البشر والى قيام الساعة حيث »يتهارج« الناس تهارج الحمر في الشوارع!! وكما حذر الرب عز وجل في القرآن: (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما).. فهذه دعوة الشيطان واتباعه، امر الرب جل وعلا نساء المسلمين بالحجاب والستر والعفة، اما الشيطان واتباعه الذين تكاثروا في بلاد المسلمين سواء كانوا في السلطة كما في بعض الدول، او في البرلمانات او في اجهزة الاعلام وبعض الزوايا في الجرائد، او كانوا مدرسين في المعاهد والكليات، فهؤلاء هدفهم الاسمى هو نزع الحياء والستر ولهذا تجدهم لا يتورعون عن الاستهزاء بالحجاب والطعن فيه وذمه. وباختصار فان بعض البلاد »الاسلامية« يقوم عليها اليوم »دعاة« على »ابواب جهنم« يفتنون الناس في دينهم ويصدونهم عن شريعة ربهم، فهم يتسمّون بأسماء المسلمين ويتكلمون بلسان العرب ولكنهم يدعون الى جهنم ومن اطاعهم قذفوه فيها!! كفانا الله شرهم واعان المسلمين في بلادهم على تطبيق شريعة ربهم. alawadhi@alwatan.com.kw المصدر: جريدة الوطن ( يومية كويتية) بتاريخ 12 جوان 2008
رسالة إلى المرشد العام للإخوان
ياسر زعاترة (*) الأستاذ الفاضل محمد مهدي عاكف حفظه الله ورعاه: تتابع من دون شك ما يجري في العراق، تماماً كما تتابع مختلف جراحات الأمة هنا وهناك، أنت الذي كنت ولا تزال قابضاً على جمر الحق لا تخشى في الله لومة لائم. لو كنت من أولئك المداهنين الذين يتكاثرون في الساحة الإسلامية وعموم الساحة السياسية، لما جشّمت نفسي عناء الكتابة إليك، لكنني من متابعتي لمواقفك أيقنت أنك نمط مختلف، يذكّرنا بالكبار في تاريخنا، أصحاب القوة والإرادة، ممن لم ترهبهم السجون ولا أعواد المشانق. عندما أخطأ أحد إخوانك، وهو مجاهد كريم، بإشارته إلى إمكانية الاعتراف بكامب ديفيد في حال الوصول للسلطة، كان ردّك واضحاً ورائعاً ومدوياً في آن: «ليس في قاموسنا شيء اسمه إسرائيل»، ما ترك أثراً كبيراً في نفوس أنصار المشروع الإسلامي في كل مكان. وعندما أخطأ بعض المحسوبين على الإخوان في العراق، لم تسكت، وأعلنت انحيازك للمقاومة ورفضك الانخراط في عملية سياسية تحت الاحتلال، وهو ما انسحب على بعض المواقف الإشكالية لإخوان آخرين، وإن لم تصل بحال حدود ما اقترف نظراؤهم العراقيون. كل ذلك معطوفاً على مواقفك الرجولية في الداخل المصري، مع أن ما يعني مصر يعني سائر الأمة، وهي دائماً «باروميتر» الحراك الشعبي العربي، والتي لن يحدث أي تغيير في الأمة من دون تماسك مواقفها وقيادتها. هذه المواقف وسواها أتعبت من يناصبونك العداء، ودفعتهم إلى ردود فعل بائسة ورخيصة للنيل منك، لكن جماهير مصر، ومعها جماهير أمتنا العظيمة التي تعشق البطولة والرجولة، لم تزدد لك إلا احتراما. من هنا أكتب إليك هذه الرسالة آملاً أن تبادر إلى تدارك الموقف الذي يمكن أن يتورط فيه محسوبون عليك وعلى الجماعة في العراق، أعني الحزب الإسلامي الذي لم يظهر منه إلى الآن موقف واضح يرفض المعاهدة الأميركية-العراقية التي ستشرّع الوجود العسكري الأميركي في العراق. نقول ذلك لأن الآخرين من القوى الشيعية كانوا أكثر وضوحاً في رفض المعاهدة، وأقله رفض أي مضمون ينتقص من السيادة العراقية فيها، بينما لم نسمع شيئاً مريحاً من طرف جبهة التوافق التي يقودها الحزب الإسلامي. وقد أدركنا من اللحظة التي تحدث فيها زعيم حزب الله حسن نصرالله عن نهاية عذر المنخرطين في العملية السياسية في العراق إذا وافقوا على التمديد للقوات الأميركية، أدركنا أن القوى الشيعية ومراجع النجف لن يمرروها، لأن نصرالله لا يمكنه التدخل في هذا الأمر بهذه الطريقة دون إذن الإيرانيين، من دون أن يعني ذلك تقليلاً من شأن الرجل ومواقفه. لقد ارتكب القوم، أعني المحسوبين على الجماعة في العراق، منذ مجيء الاحتلال مسلسلاً من الأخطاء، بدءاً بدخول مجلس الحكم، مروراً بتمرير الدستور، وليس انتهاء بإنشاء الصحوات التي بدأت تنقلب عليهم وتتحول إلى ميليشيا توالي من يدفع لها، وهم الأميركيون بالطبع. كل ذلك تحت شعار مواجهة النفوذ الإيراني الأخطر من النفوذ الأميركي، وهو ذات الشعار الذي سيتخذ مبرراً للموقف الجديد من المعاهدة. لكن جردة حساب لما فعلوا ما زالت تؤكد أن الخسائر كانت أكبر بكثير من الأرباح، حتى لو تحققت بعض المنافع لقطاع من جمهور الحزب وربما كوادره، مع أن كثيراً منهم قد دفع أثماناً باهظة، نسأل الله أن يأجرهم ويقبل اجتهادهم. ولعل تصاعد النفوذ الإيراني هو الدليل الأبرز على فشل سياستهم، إضافة إلى شرذمة العرب السنّة على نحو أذهب قيمتهم وهيبتهم التي كرّستها المقاومة بالدم والتضحيات. الأستاذ الفاضل: إنني أدعو الله أن تكون هواجسنا في غير مكانها، وأن يهدي الله قيادة الحزب الإسلامي إلى موقف يرضي الله ويرضي المؤمنين، لكن حساسية القضية جعلتني أتوجه إليك بضرورة التدخل السريع كي لا يحسب الموقف المشار إليه في حال اتخذ بالفعل على الجماعة وعليك، لأن مجرد رفضكم كما وقع سابقاً من دون موقف حازم لن يكون كافياً هذه المرة، والله أعلم. وتفضل بقبول وافر الاحترام. (*) كاتب أردني (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 10 جوان 2008)
شبح المجاعة الذي يطرق أبوابنا
فهمي هويدي (*) عرفنا الكثير عما ينبغى ان يفعله المجتمع الدولى لمواجهة ازمة الجوع التي تهدد العالم، ويبقى ان نعرف الذي يتعين ان نفعله في مصر. (1) الآن يدفع فقراء العالم ثمن السياسات الغبية التي طبقتها الحكومات في مجال الزراعة. هكذا قال تقرير مجلة «نيوزويك»، الذي كان الموضوع الرئيسى لعددها في 27/5. اذ بسبب تلك السياسات انتهت حقبة الاغذية الرخيصة، التي امتدت بين عامى 1980 و2003، ولن تعود على الارجح. فالدول الغنية اغدقت انفاقها على تشجيع الصادرات الزراعية. واغرقت بها أسواق الدول النامية، الامر الذي يكبد مزارعيها خسائر تقدر بحوالي 100 مليار دولار سنويا، حسب كلام مايك مور، رئيس وزراء نيوزلندا السابق ورئيس منظمة التجارة العالمية. ما جرى في المكسيك نموذج لذلك. فحين بدأ العمل باتفاقية التجارة الحرة لامريكا الشمالية (نافتا) عام 1993، تدفقت محاصيل الذرة التي دعمتها اعانات الحكومة الامريكية إلى اسواقها. وهو ما ترتب عليه انخفاض اسعار الذرة المكسيكية بنسبة 70% خلال سنوات قليلة، الامر الذي ادى إلى عزوف المزارعين عن زراعتها. وبشكل مماثل ارسلت اوروبا السكر الرخيص إلى افريقيا، وارسلت الولايات المتحدة ارزا رخيصا إلى دول منطقة الكاريبى، كما ارسلت كل منهما الدجاج إلى غانا والكاميرون… الخ. وكان ذلك في الحقيقة بمثابة اغراق لتلك الاسواق، ادى إلى اضعاف انتاجية دول العالم النامي. وحين ارتفعت اسعار الحبوب بشكل سريع في الشتاء الماضي، فان تلك الدول لم تكن مهيأة لرفع معدلات انتاجها. دول العالم النامي ارتكبت اخطاء اخرى فاقمت من ازمتها. اذ لم تكترث بانتاجها الزراعي، فسمحت لانظمة الرى ان تتداعى، واعتنت بانتاج السلع القابلة للتصدير باكثر من عناياتها بانتاج ما يسد حاجة الناس من الطعام. في الوقت ذاته فانها سمحت بالبناء العشوائى على الاراضى الزراعية، الامر الذي ادى إلى اقتطاع مساحات هائلة من تلك الاراضى لصالح مشروعات الاسكان والتوسعات العمرانية، وكانت نتيجة تلك السياسات الغبية تراجعا مستمرا في الانتاج الزراعي، اوقع الدول النامية في مأزق حين اسهمت التغيرات المناخية في تراجع انتاج المحاصيل الزراعية في عدد غير قليل من الدول. وهذا ما حدث مع القمح بوجه اخص، حين ادى الجفاف إلى انخفاض المحصول الكندى بنسبة 18% (6 ملايين طن). وهو ما حدث ايضا مع استراليا والارجنتين، وكلتاهما من الدول المصدرة للقمح، كما ضرب الجفاف روسيا واوكرانيا مما تسبب في انخفاض المحصول فيهما بمقدار 6 ملايين طن. العامل الثانى المهم ان الدول المنتجة للمحاصيل الزراعية لجأت إلى استخدامها في الحصول على الوقود، بعد ارتفاع اسعار النفط، حين ادركت ان ذلك ارخص لها فضلا عن انه أفضل لنظافة البيئة، حتى اطلقوا عليه «الوقود الأخضر». فقد امكن الحصول على «الايثانول» الحيوى من الذرة والقمح وقصب السكر والبطاطس والبنجر. كما امكن استخلاص الديزل الحيوى من الزيوت لاسيما زيت النخيل. (البرازيل وسنغافورة تمكنتا من اجراء تعديل هندسى لمحرك سيارة لكي يعمل بزيت النخيل بدلا من البنزين. وفي بداية العالم الحالى حلقت أول طائرة استخدمت الديزل الحيوى). وفي العام الماضي استهلكت الولايات المتحدة ـ المصدر الاكبر للذرة ـ نحو 10 ملايين طن من الذرة في انتاج الايثانول. وهذا الرقم تضاعف هذا العام عدة مرات، حتى أصبحت تستهلك 85 مليون طن ذرة لهذا الغرض. (طبقا للبنك الدولى، فان الوقود الذي يملأ خزان سيارة كبيرة، يستخرج من كمية من الحبوب تكفي لاطعام شخص واحد لمدة عام). (2) هناك 37 دولة مهددة بالمجاعة بسبب الازمة بينها مصر، حسب كلام مايك مور، رئيس منظمة التجارة العالمية. وطبقا لما ذكرته «نيوزويك» فانه خلال الاشهر القليلة الماضية انتشرت المظاهرات المرتبطة بالغذاء في 23 دولة. فاندلعت اعمال الشغب في عدة دول على طول خط الاستواء. في هاييتى خرج المتظاهرون إلى الشوارع وهم يصيحون بصوت عال «نحن جائعون»، مما اجبر رئيس الوزراء على الاستقالة. ولقي 24 شخصا مصرعهم اثناء اعمال الشغب في الكاميرون. في السلفادور أصبح الفقراء يأكلون نصف كمية الطعام التي كانوا يأكلونها قبل عام. كما ان الافغان اصبحوا ينفقون نصف دخلهم على الطعام الآن. بعد ان كانت النسبة تبلغ العشر في عام 2006. وكما ذكر تقرير برنامج الغذاء العالمي فان 100 مليون شخص في العالم لم يكونوا بحاجة للمساعدات الغذائية، أصبحوا الآن غير قادرين على شراء غذائهم بعد ارتفاع الأسعار، حتى أصبح 25 الف شخص يموتون يوميا من الجوع، بمعدل طفل كل 5 ثوان. الأمر ليس مقصوراً على الدول الفقيرة فحسب، ولكن آثار الازمة ضربت الدول المتقدمة أيضاً. وحسب تقرير الواشنطن بوست (في 31/5) فان مظاهرات الاحتجاج على الغلاء بدات منذ اكثر من اسبوعين في فرنسا، كما انها اغلقت احد الطرق الرئيسية في لندن. وامتدت المظاهرات إلى اسبانيا والبرتغال وايطاليا وبلجيكا وايرلندا. وفي اسبانيا والبرتغال كانت مظاهرات صيادى الاسماك اكثر حدة، ذلك انهم اضربوا أيضاً عن العمل مما ادى إلى اغلاق العديد من الموانئ وشل صناعة الصيد في البلدين، وفي فرنسا انتقلت المظاهرات من الصيادين إلى المزارعين الذين اعاقوا بالجرارات المرور امام مستودعين للبترول في مدينتى ديجون وتولوز. حين ضربت الأزمة الدول النامية والدول المتقدمة، وفي ظل ارتفاع المؤشر الدولى لاسعار المواد الغذائية بنسبة 33.7% وهو الارتفاع الاعلى في التاريخ ـ كما ذكر تقرير الاهرام في 4/6 ـ فلا غرابة في ان يؤدى ذلك إلى انخفاض مستويات المعيشة في الدول النامية بنسبة 20% وفي الدول الغنية بنسبة 3%. من المعلومات الطريفة التي اوردها في هذا السياق تقرير «نيوزويك» انه بسبب نقص المواد الغذائية وتفشى المجاعة منذ عدة سنوات في كوريا الشمالية، فان معدل طول المراهق من بين مواطنيها اصبح أقل بـ18 سنتيمترا من طول نظيره في كوريا الجنوبية التي يتمتع المواطنون فيها بحالة غذائية أفضل كثيراً. (3) مصر لها قصة مثيرة مع موضوع القمح سجلها تقرير الاتجاهات الاقتصادية الاستراتيجية عن العام الحالى (2008) الصادر عن مؤسسة الاهرام. اذ ذكرنا التقرير بان مصر كانت قد اعلنت في عام 2005 ان المساحة المزروعة بالقمح تجاوزت 3 ملايين فدان. وفي الوقت ذاته اعلنت كل من الهند وباكستان وبنجلادش عن توقع محصول جيد في ذلك العام. وفور صدور ذلك الاعلان انخفضت على الفور أسعار القمح في البورصات العالمية، حتى تراوح السعر بين 100 و130 دولارا فقط للطن. وهو ما مكن مصر من ان تستورد القمح في ذلك العام بالجنيه المصري وليس بالدولار، بسعر الطن 750 جنيها فقط، تسليم الموانئ المصرية وليس تسليم الموانئ المصدرة. (السعر الحالى بلغ نحو 435 دولارا أي ما يوازى 2400 جنيه، وتسليم الدول المصدرة!) في تلك الفترة بدأت الدول الخمس الكبرى المصدرة للقمح ترسل نشراتها المصحوبة بالرسوم التوضيحية إلى الدول العربية، وعلى رأسها مصر، وتتساءل عن سبب توسعنا في زراعة القمح اذا كان يمكن استيراده باسعار تقل عن تكلفته محليا. وذكروا في هذا الصدد ان سعر الاستيراد يمكن ان يصل إلى 300 جنيه للطن. وبدا العرض مغريا إلى حد كبير، لانه يعنى انه سيوفر لمصر التي تستورد 8 ملايين طن سنويا مبلغا يزيد على مليارى جنيه، يمكن الاستفادة منها في دعم الاقتصاد المصري، اضافة إلى توفير ما يقرب من 8.5 مليار مكعب من المياه، تستخدم لرى القمح المحلي، الذي كان مقتضى العرض انه لا حاجة إلى التوسع في زراعته. صدقت مصر الرسالة، وبدأ بعض المسؤولين يرددون فكرتها ويدافعون عنها، حتى تقرر اغلاق باب توريد القمح المحلى في ذلك العام قبل موعده بشهر كامل، بمظنة ان ذلك في صالح البلد، الذي يمكنه استيراد القمح بأسعار تقل عن ثمن شرائه محليا. وهو الموقف الذي اضر بالمزارعين المصريين، الذين تكبدوا خسائر ليست قليلة في ذلك العام بسبب زراعتهم لقمح لم تقبل الحكومة على شرائه. وهو ما جعلهم يقلعون عن تكرار زراعته في العام التالى (2006)، مما ادى إلى انخفاض مساحة الأرض المزروعة قمحا إلى مليوني فدان فقط، فانخفضت كمية القمح المحلى الموردة للدولة إلى اقل من 1.8 مليون طن، مقارنة بأكثر من 3،3 مليون طن عام 2005!. بعد ان تم ذلك دخلنا في مرحلة جديدة، اذ بدأت أسعار القمح ترتفع فيها بشكل تدريجى في البورصات العالمية، حتى وصل السعر خلال عام واحد فقط إلى 400 دولار للطن. وهو ما عوض المزارع الغربي عن خسارته (التي اعتبر التقرير انها مقصودة). وبعدما كانوا قد ابلغوا مصر بان استيراد القمح منهم سيوفر لها ملياري جنيه مصري عام 2005، فان خزينة الدولة تحملت اكثر من ستة مليارات جنيه في عام 2007، قيمة فروق الأسعار، سوف تزيد في العام الذي يليه إلى 8 مليارات جنيه! (4) مصر في قلب المشكلة وليست بعيدة عنها. هذه إحدى الخلاصات التي ابرزها الاستطلاع الممتاز الذي نشره الاهرام في 4/6، للزميلين فاطمة مهدي ومحمود دياب، فهي تستورد 90% من احتياجاتها من زيوت الطعام، و80% من احتياجاتها من الذرة، و50% من احتياجاتها من القمح والدقيق والفول و33% من احتياجاتها من السكر و98% من احتياجاتها من العدس. وللعلم فانه خلال 15 سنة القادمة يتوقع ان يتم تحويل كل المحاصيل الزراعية إلى وقود حيوى. ذلك ان الطاقات الانتاجية لذلك الوقود في العالم بلغت 2.1 مليون طن عام 2002، وارتفعت لتصل إلى 5.9 مليون طن عام 2005. ووصلت إلى 15 مليون طن في العام الماضي. وهناك اكثر من 100 مشروع في العالم ستلتهم المزيد من تلك المحاصيل. هذه الخلفية تعيد إلى الواجهة كل ملف الزراعة في مصر، الذي اهمل طويلا وجرى العبث به كثيرا على النحو الذي يستدعى وقفة خاصة تستعرض صفحاته وثغراته، والاحتمالات الخطرة التي تهدده، التي منها ان هذا البلد يفقد كل ساعة فدانا من اخصب أراضيه في الدلتا، كما يقول الدكتور إسماعيل عبدالجليل مدير مركز بحوث الصحراء. نواصل المناقشة في الأسبوع القادم بإذن الله. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 10 جوان 2008)
هل حل أوان المصالحة الفلسطينية الداخلية؟
د. بشير موسي نافع (*) أطلقت تصريحات الرئيس الفلسطيني، خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر، حول ضرورة بدء حوار وطني شامل أجواء من التفاؤل في الأوساط الفلسطينية كافة تقريباً. قلة فقط في الساحة السياسية الفلسطينية تجد مصلحتها في حالة الانقسام المستمرة منذ عام كامل بين غزة ورام الله؛ أما الأكثرية العظمي من الفلسطينيين والعرب فيرون في الوضع الراهن حالة شاذة لابد أن تنتهي. خلال الأيام القليلة التالية لصدور تصريح الرئيس الفلسطيني، تصاعدت الآمال وتراجعت طبقاً لردود الفعل العربية والدولية. الأصداء الإيجابية التي أثارتها دعوة عباس في صفوف قيادة حماس، عززت من الشعور العام بأن من الممكن رؤية الضوء في نهاية النفق. ولكن اتصالات وزيرة الخارجية الأمريكية بالرئيس الفلسطيني، ومن ثم تصريحات الناطقين الرسميين الأمريكيين حول التطمينات التي تلقتها واشنطن من رام الله، تسببت في انحسار ملموس لأجواء التفاؤل. وقد كشف القرار الإسرائيلي المتعلق بتأخير تحويل أموال الضرائب إلي حكومة فياض عن حجم الضغوط الإسرائيلية المتوقعة علي رام الله. ثم جاءت جولة عباس العربية، التي بدأت بزيارة الرياض والقاهرة، وتوكيد كل من قيادة السلطة وقيادة حماس علي دور مصر المركزي في إدارة عجلة الحوار الوطني المرتقب، لتشير إلي أن الأمور تتحرك في الاتجاه الصحيح. السؤال الهام هو لماذا الآن، وهل ثمة أمل ملموس في أن تعاد اللحمة إلي الساحة الفلسطينية الوطنية. منذ سيطرة حماس علي قطاع غزة في حزيران (يونيو) من العام الماضي، قاوم الرئيس الفلسطيني كل دعوة فلسطينية أو عربية للحوار الوطني الفلسطيني ومحاولة العمل علي تفاهم ينهي وضع الانقسام بين الضفة والقطاع، بما في ذلك الدعوات من داخل حماس أو من أطراف فتحاوية. وحتي الرياض، والقاهرة علي وجه الخصوص، كانتا ترغبان في أن لا تستمر حالة الانقسام وأن لا تتحول إلي أمر واقع. ولأن القاهرة والرياض تمثلان قوة الدعم العربية الرئيسية للسلطة الفلسطينية ولقيادة عباس، فإن عجزهما عن إطلاق عملية المصالحة كان يعني أن العقبات كانت لم تزل هائلة. بعض ما تردد خلال العام الماضي تعلق بحاشية الرئيس الفلسطيني وبعض مستشاريه، وعداء هؤلاء المرضي لحركة حماس. مثل هذا العداء حقيقي، بالطبع؛ وليس ثمة شك أن الطبقة الفلسطينية السياسية والأمنية نظرت إلي نتائج انتخابات المجلس التشريعي وإلي فوز حماس وتشكيلها الحكومة الفلسطينية باعتبارها سلسلة انقلابات وليس تعبيراً عن إرادة الشعب. ولكن السبب (أو الأسباب) الحقيقية خلف موقف رام لله كان بالتأكيد أبعد من ذلك. واجهت السياسة الأمريكية خلال 2005 ـ 2006 نكستين متتاليتين في منطقة المشرق العربي، إلي جانب الأزمة العراقية المستحكمة: أولها، كان فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية، وثانيها الهزيمة الإسرائيلية في الحرب علي لبنان. في 2007، حاولت الإدارة الأمريكية استيعاب النكستين، ومن ثم فرض التراجع علي خصومها العرب. وعندما أجهض مشروع إطاحة حكومة حماس، تحولت سياسة الاستيعاب إلي المحافظة علي الانقسام الفلسطيني الداخلي ومحاصرة غزة. رحب الجانب الإسرائيلي بالانقسام بين غزة ورام الله لأن فيه إضعافاً للطرفين؛ ورحبت به الدوائر الفلسطينية الاستئصالية لأنها اعتقدت أنه سينتهي بثورة شعبية في غزة تضع نهاية لحركة حماس، أو تؤدي لإضعافها علي الأقل. أما السلطة الفلسطينية، فقد قدمت لها وعود كبيرة بالتوصل إلي اتفاق سلام فلسطيني ـ إسرائيلي قبل نهاية العام. وبالرغم من تردد العواصم العربية الرئيسية، وانتقاداتها المعلنة ونصف المعلنة لإطار أنابوليس، فقد أقنعت علي هذا النحو أو ذاك بدعم خيار الانقسام الفلسطيني ومحاصرة غزة، أو السكوت علي هذا الخيار، مقابل إيجاد حل نهائي للمسألة الفلسطينية قبل اختتام ولاية الرئيس بوش. بيد أن النتائج لم تأت كما ترغب الأطراف المختلفة، بل وأثارت أسئلة كبري حول مصداقية سياسة الانقسام/الحصار/السلام، ليس فقط في الساحة الفلسطينية ولكن أيضاً في المجال العربي المشرقي ككل. أخفق الحصار في فرض الاستسلام علي قطاع غزة؛ وبالرغم من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الهائلة، ومن الضغوط العسكرية الإسرائيلية التي لم تنقطع عن نشر الموت والدمار، كانت الانتفاضة الوحيدة التي يشهدها القطاع هي الانتفاضة ضد الحصار. لا القوي الدولية، لا الأنظمة العربية، ولا الطبقة الفلسطينية السياسية، فهمت المزاج الشعبي الفلسطيني. ولكن الأمور لم تتوقف عند إخفاق سياسة الحصار، بل ورافق هذا الإخفاق تراجع حثيث في أفق الوعود التي أطلقت قبل وأثناء مؤتمر أنابوليس. ثمة من يري أن القبول العربي ـ الفلسطيني بعملية سلام لا مرجعية دولية لها، سوي مرجعية الوعود الأمريكية، كان خياراً محفوفاً بالمخاطر منذ البداية. وهذا صحيح بالتأكيد، ولكن حتي هذه الوعود أخذت في التبدد. لا الزيارات المتكررة لوزيرة الخارجية الأمريكية لمسرح التفاوض، ولا زيارة الرئيس بوش، ولا عشرات الجلسات التفاوضية علي مستوي اللجان وعلي مستوي رؤساء الوفدين، ولا اللقاءات الدورية بين عباس وأولمرت، تبدو أنها أنجزت قدراً ملموساً من الاتفاق. وإن أخذنا تصريحات الرئيس عباس في الاعتبار، فإن جملة واحدة من الاتفاق لم تكتب بعد. هذا فيما تسير ولاية إدارة بوش إلي نهايتها. من جهة أخري، تواجه الإدارة الأمريكية عثرات كأداء في ثلاثة مواقع أخري بالغة الحساسية في المشرق العربي. فقد اثبت النظام السوري أنه أقدر علي البقاء مما كان يظن قبل عام أو عامين، وسرعان ما فاجأ العرب والأمريكيين بفتح خط تفاوضي مع الإسرائيليين عن طريق تركيا، بدون أن يخرج عن ثوابته التفاوضية المعروفة. وبغض النظر عن دوافع الطرفين الحقيقية من فتح هذا الخط التفاوضي، فليس ثمة شك أن المفاوضات مع سورية تؤشر إلي انحسار الجدية الإسرائيلية في التفاوض مع الفلسطينيين. وفي لبنان، وبالرغم من تفاقم الأزمة الداخلية خلال شهر ايار (مايو) الماضي، فقد أسفر تصاعد الأزمة عن حل ولو جزئي ومؤقت، سمح بانتخاب رئيس للجمهورية ويكاد ينتج حكومة تآلف وطني، يتوقع لها استعادة قدر من الاستقرار. وفي العراق، يواجه المقترح الأمريكي لاتفاقية تنظيم العلاقات الأمريكية ـ العراقية طويلة المدي معارضة شعبية واسعة النطاق، تعززها ضغوط إيرانية سافرة علي حكومة المالكي لرفض الاتفاق. المهم في كل هذه الحالات أن الدور الأمريكي كان هامشياً إلي حد كبير؛ إذ أن ثمة شواهد علي أن واشنطن فوجئت بحجم الوساطة التركية في المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، كما أن اتفاق الدوحة هو في جوهره انعكاس لرغبة لبنانية وإرادة عربية. وبالرغم من الوجود العسكري الهائل في العراق، تبدو واشنطن وكأنها تنتظر آثار المعارضة الشعبية العراقية والضغوط الإيرانية، بدلاً من أن تكون في موقع صاحب القرار. لم يكن من الصعب علي القيادة الفلسطينية رؤية جملة المتغيرات المتلاحقة، وقد وصلت إلي قناعة سريعة خلال الأسابيع القليلة الماضية إلي أن قبولها بحالة الانقسام الحالية لم يعد مسوغاً، لا علي صعيد عملية التفاوض، وعلي صعيد البقاء الفلسطيني الوطني. استمرار الانقسام بدون ثمن تفاوضي هو في الحقيقة دفع بالقضية الوطنية نحو الانهيار الكلي. ثمة من يعتقد أن دعوة عباس للحوار ليست أكثر من وسيلة ضغط علي واشنطن وعلي الجانب الإسرائيلي لدفع عملية التفاوض المتعثرة إلي الأمام. وربما كان هذا الاحتمال وارداً قبل زيارة الرياض والقاهرة؛ أما وقد استدعيت المظلة العربية علي هذا النحو، فإن من الصعب تصور عدم جدية عباس ومخاطرته بمصداقية علاقاته العربية. مهما كان الأمر، فإن حقيقة النوايا خلف الدعوة للحوار ستتضح بما فيه الكفاية بعد زيارة رايس المترقبة لقاعة التفاوض الفلسطيني ـ الإسرائيلي. المشكلة قد لا تكون في جدية الدعوة بل في تصور كل من الطرفين الفلسطينيين لمادة الحوار الوطني ومسائله؛ وهذا ما سيحكم النتائج التي يمكن التوصل (أو عدم التوصل) إليها. التصريحات التي أطلقها عبد ربه في القاهرة 9 حزيران (يونيو) حول ضرورة تراجع حماس عن انقلابها وإعادة الأجهزة الأمنية إلي القطاع، تشير إلي تصورات غير واقعية للحوار. إن كان مطلب التراجع شرطاً للحوار، فمن الصعب انطلاق هذا الحوار ابتداء، بعد أن قالت حماس مراراً تكراراً، ومعها عدد كبير من القيادات والتنظيمات الفلسطينية الأخري، أن الحوار الوطني لابد أن ينطلق بلا شروط مسبقة. كما أن الحديث عن تراجع إدارة حماس في القطاع عن مجمل الإجراءات التي اتخذت طوال العام الماضي، بدون إشارة إلي تراجع إدارة رام الله عن الإجراءات التي تعهدتها، ينم عن تصور غير عادل وغير متوازن. الأوضاع في قطاع غزة لن تعود إلي ما كانت عليه، ليس لأن حماس لا تريد، بل لأن أهالي القطاع يرفضون ذلك. وليس ثمة شك أن عودة القيادة الفلسطينية إلي مطالبها السابقة بضرورة الموافقة علي كافة الاتفاقات التي وقعت عليها منظمة التحرير، والإقرار بأن المنظمة في صيغتها الحالية هي الممثل الشرعي والوحيد، سيشكل حجر عثرة كبيرة في طريق الحوار. الأكثر واقعية وعقلانية، ربما، إطلاق عملية الحوار علي مرحلتين: تعالج الأولي ما نجم عن حال الانقسام في المنطقتين، ليس فقط علي صعيد مؤسسات السلطة، ولكن أيضاً علي صعيد القرارات ذات الطابع الدستوري والقانوني التي استهدفت العزل والتضييق السياسي، في صورة مباشرة وغير مباشرة. وتعالج المرحلة الثانية كيفية التوصل إلي اتفاق حد أدني بين كافة القوي والاتجاهات الفلسطينية حول إطار مرجعي للعمل الفلسطيني الوطني. ما هو واضح حتي الآن أن الحوار الوطني الفلسطيني الموعود بات حاجة لجميع الأطراف: حاجة لإدارة حماس في غزة، التي يحيط بها وبالشعب حصار يشارك فيه العرب والعالم؛ وحاجة لإدارة رام الله التي يخيب ظنها تدريجياً بوعود اتفاق السلام، والتي توشك مواجهة استحقاق انتخابي يستحيل إنجازه بدون عودة الوحدة بين جناحي سلطة الحكم الذاتي؛ وحاجة عربية، لأن العرب، وعلي رأسهم مصر، يقفون الآن موقفاً لا يحسدون عليه في منطقة فراغ قرار بين الشعب الفلسطيني، من ناحية، والدولة العبرية والحليف الأمريكي، من ناحية أخري؛ وحاجة فلسطينية وطنية جامعة بعد أن أصبح الانقسام مصدر خطر يهدد أسس القضية الوطنية. ولكن أحداً لا يجب أن يتوقع نتائج سريعة علي أية حال؛ فهذه عملية قد تطول. (*) كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة ‘القدس العربي’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جوان 2008)
القذافي .. حين فضح المؤامرة الساركوزية الصهيونية
القذافي حذر من المساس بالعروبة الاتحاد من أجل المتوسط .. مصطلح ظاهره الرحمة وباطنه العذاب وهذا يبدو ماأدركه الزعيم الليبي معمر القذافي سريعا ولذا أعلن صراحة وعلى الملأ رفضه له بل واعتبره أيضا مساسا بالوحدة العربية وإهانة للجامعة العربية والاتحاد الإفريقي . محيط – جهان مصطفى ففكرة هذا الاتحاد الذي اقترحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العام الماضي تهدف في الأساس لاستعادة أمجاد فرنسا الاستعمارية في الدول العربية جنوب البحر المتوسط من خلال ما يطرحه من تعاون أمني واقتصادي بين دول شمال المتوسط الأوروبية ودول جنوب المتوسط العربية ، بالإضافة لإسرائيل ، وهنا مكمن الخطر الحقيقي ، لأن الهدف الخفي غير المعلن لهذا الاتحاد هو تمزيق الجامعة العربية والسماح لإسرائيل بالتغلغل أكثر وأكثر في العالم العربي . خلافات عربية ولعل هذا ما ظهر جليا في القمة العربية المصغرة التي عقدت في العاصمة الليبية طرابلس في 10 يونيو 2008 وضمت رؤساء سوريا وموريتانيا وتونس والجزائر ورئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي ، بالإضافة للزعيم الليبي. تلك القمة كان الهدف منها هو السعي لإيجاد موقف مشترك من مشروع الاتحاد ومناقشة دور إسرائيل فيه وما إذا كانت بعضها ستحضر القمة التأسيسية للاتحاد يوم 13 يوليو بباريس إذا حضرت إسرائيل ، إلا أنها في النهاية لم تخرج بموقف محدد ، بل ونشبت أيضا خلافات بينها بخصوص توزيع الأدوار بالاتحاد الجديد, حيث أبدت الجزائر استياء حول ما تردد عن احتمال تولي القاهرة في البداية ولمدة عامين الرئاسة المشتركة للاتحاد بجانب دولة من شمال الحوض المتوسطي، وعن أن تونس قد تكون دولة المقر الجنوبي ، بالإضافة لاحتمال أن يكون الأمين العام الجنوبي مغربيا . وبالنسبة لمشاركة إسرائيل بالاتحاد ، أعلن ساركوزي أنه لم يلمس خلال زياراته للمغرب وتونس رفضا لفكرة وجود إسرائيل ضمن الاتحاد, بينما أعربت بقية الدول العربية التي يشملها الاقتراح عن مخاوفها من أن يكون الانضمام للاتحاد إلى جانب إسرائيل يعني تطبيعا ضمنيا للعلاقات مع الكيان الصهيوني ، وهذا ما عبرت عنه الجزائر عندما أعلنت أنه ما تزال هناك حاجة لتوضيح بشأن مؤسسات الاتحاد والتمويل وصنع القرار وأيضا دور إسرائيل. إذن الفكرة قبل أن تظهر للنور أثارت انقسامات عربية ، وبالتالي نحن في غنى عنها إذا لم نحسن التعامل معها واستغلالها بما يخدم مصلحتنا ، وهذا ما جاء أيضا في مقال للخبير الاستراتيجي سعيد اللاوندي في صحيفة الأهرام ، حيث حذر من عواقب الخلافات العربية ، قائلا : » لو حدث ذلك لتفرقنا مجددا إلي شيع وأحزاب, وأتصور أن المرحلة الآنية لم تعد تحتمل مثل هذه المكتسبات الفردية الصغيرة ، وظني أن مصر بوصفها, أساسا, منسق مسار برشلونة في جنوب المتوسط, ورئيسة مشتركة في قمة 13 يوليو, يمكن أن تصوغ أجندة عربية مشتركة تركز فيها علي المطالب العربية الأكثر إلحاحا, والداعمة لإقرار الأمن والسلام في المنطقة, وأن تفطن إلي السم الذي قد يكون مدسوسا في العسل. فإسرائيل كدولة من دول الجنوب, وعضو في مسار برشلونة, لا يمكن التطبيع معها مجانا, وإذا كان لابد أن تصعد يوما في الرئاسة المشتركة والأمانة العامة للاتحاد, فهل تقبل الدول العربية أن تمثلها إسرائيل مجانا؟ إنه سؤال يجب أن يدق كالناقوس في نفوس الدول العربية المشاطئة للمتوسط جنوبا » . فمعروف أن إسرائيل طالما حلمت بأن تأتي اللحظة التي تتحدث فيها باسم جزء من العالم العربي وبالتالي تنفيذ مخططها القديم الجديد الهادف للقضاء على الجامعة العربية ومحوها من الوجود ، بالإضافة إلى سعيها للحصول على المزيد من التطبيع المجاني وضمان الأرض والسلام في آن واحد . تصريحات مدوية للقذافي ويبدو أن تلك المخططات كانت على وشك بلوغ أهدافها لولا تصريحات القذافي المدوية خلال القمة العربية المصغرة والتي كشفت أبعاد فكرة ساركوزي ووضعت شكوكا كبيرة حول احتمال نجاحها. القذافي خلال القمة العربية المصغرة فقد أكد أنه لن يقبل بشيء يمس بالوحدة العربية والإفريقية ، قائلا : »لا يمكن الجري خلف الاتحاد من أجل المتوسط والتضحية بوحدة الأمة العربية والجامعة العربية والدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي، فالجامعة العربية والاتحاد الإفريقي هما الأساس، ويُعتبران بمثابة الحائط الذي نستند إليه، خاصة أن الجامعة العربية هي من أقدم المنظمات الإقليمية، إذا أرادت أوروبا التعاون فلتأت إلى الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي ولكن لا نقبل أن تتعامل مع جزء واحد منهما « . واستطرد يقول : » نحن نلاحظ أن الاتحاد الإوروبي يحرص على تماسكه ولا يقبل تجزئته ، وفكرة ساركوزي رُفضت بإصرار من قبل أوروبا، والجامعة العربية لا ترضى أيضا بتفريق صفها وتحطيم تماسكها. لقد تم في 1995 طرح الشراكة الأورو متوسطية ( عملية برشلونة ) بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط لدفع التنمية في الجنوب والحد من الهجرة غير الشرعية للشمال ولكن لم يتحقق منها شيء « . وفي إشارة واضحة لما يتضمنه اقتراح ساركوزي من مؤامرة ضد العرب ، أضاف القذافي « إذا جاء الأوروبيون بعرض مبني على قيم ومبادئ مثل مكافحة الأمراض أو التغير المناخي، فربما يكون في وسع دول جنوب المتوسط البحث فيه، لكنهم جاءوا بعروض اقتصادية لأنهم يعتبرون دول الجنوب شعوباً جائعة… نحن لسنا جياعاً ولا كلاباً لترموا لنا العظام. الآن يلوحون لنا بهذه المشاريع مثل الطعم. وهذا يمثل إهانة » ، مؤكدا أن الاقتراح مآله الفشل مثل عملية برشلونة . غضب في أوروبا أيضا التصريحات الغاضبة التي خرجت من داخل أوروبا ذاتها تدعم هى الأخرى تصريحات القذافي حول فشل الفكرة ، وتصب أكثر وأكثر في فضح حقيقة المخطط (الساركوزي الصهيوني) . فهناك من اتهمه صراحة بالحنين إلي المرحلة الاستعمارية والرغبة إلى حد الجنون في أن تلعب فرنسا دورا قياديا علي الساحة الدولية ، حيث أعربت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن غضبها الشديد من الفكرة ، متهمة ساركوزي بأنه يريد تقسيم دول الاتحاد الأوروبي لحساب فرنسا, كما اعتبرته إسبانيا وإيطاليا كارها لوجودهما الفاعل في منطقة حوض البحر المتوسط. لقد فهمت تلك الدول أن المشروع يكرس الحضور الفرنسي وحده بحيث تصبح باريس منافسا قويا لبروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي, لاسيما أن ساركوزي نفسه لم يخف أن اتحاده من أجل المتوسط يلغي مسار عملية برشلونة المتجمد عمليا وذلك عبر الآليات التي طرحها وهو يعلن عن فكرته في طنجة بالمغرب 2007 ، وكان من أبرزها أن يضم البلدان الواقعة علي حوض البحر المتوسط شمالا وجنوبا, وينفصل انفصالا تاما عن مسار عملية برشلونة, ويتأسس علي مشاريع إقليمية يشارك فيها القطاعان العام والخاص, وألا يكون نسخة مطابقة للاتحاد الأوروبي. القذافى فضح مخطط ساركوزى ولذا عندما أعلنت ألمانيا معارضتها ، أيدتها دول أوروبية كثيرة خلال اجتماع المجلس الأوروبي الذي انعقد في بروكسل في مارس 2008 ، بل وتم أيضا وضع شروط لمباركة هذا المشروع اعتبرها أغلب المراقبين بمثابة إجهاض له ، ومنها توسيع المشاركة فيه ليضم الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي, وليس فقط الدول الأوروبية المشاطئة للبحر المتوسط شمالا, بالإضافة لمشاركة دول ليست مطلة علي البحر المتوسط ، وتبديل اسمه إلى « عملية برشلونة..الاتحاد المتوسطي » ، ودمج المشروع أيضا ضمن مسار برشلونة, بحيث يمكن اعتباره امتدادا له , أو علي أقل تقدير, تجديدا لشبابه الذي أصابه الجمود بسبب التعنت الإسرائيلي وتجمد عملية السلام مع الفلسطينيين. تلك الشروط جعلت المشروع يضم دولا عربية أخرى مثل الأردن وموريتانيا, هذا بجانب السلطة الفلسطينية والدول العربية التسع التي كانت تشارك أساسا في عملية برشلونة وهي مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وسوريا والأردن ولبنان ، وبالتالي أصبحت فكرة ساركوزي الأصلية مجرد سراب. فهو كان قد أطلق العنان لطموحاته في طنجة ، قائلا : » التاريخ يحدثنا عن أن قرارات الحرب والسلم والمواجهة بين الشمال والجنوب يتم اتخاذها في منطقة المتوسط, وهذا معناه, أننا في المتوسط: إما أن نفوز بكل شيء, أو نخسر كل شيء » ، والآن يبدو أنه يتجه نحو خسارة كل شيء لأنه تجاهل مصلحة أوروبا ومصالح جيرانه العرب وركز على هدف واحد هو طموحاته الشخصية وجذوره اليهودية التي جعلت ولائه لإسرائيل يأتي في المرتبة الثانية بعد فرنسا. المصدرشبكة الأخبار العربية – محيط – بتاريخ 12 جوان 2008
