الخميس، 12 يوليو 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2606 du 12.07.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


صحيفة « الشرق »:إعلامي مغربي:جهود أمريكية لإقامة قاعدة عسكرية في دول المغرب العربي نهار.نت :ساركوزي ينفي الخلاف مع المغرب ويكشف عن انتهاكات في تونس صحيفة « القدس العربي » :مباحثات بن علي وساركوزي تركز علي الاتحاد المتوسطي والعلاقات الثنائية صحيفة « الأنوار » :محادثات بن علي-ساركوزي تناولت مشروع الاتحاد المتوسطي وتعزيز التعاون للارتقاء بالشراكة التونسية – الفرنسية الى أعلى المستويات جريدة « الصباح »:السفير الفرنسي بتونس في لقاء صحفي صحيفة « الحياة » :ساركوزي يعلن دعم بوتفليقة وبن علي مشروعه المتوسطي: لا أؤيد معاهدة صداقة مع الجزائر… ومسرور للتعاون مع تونس موقع « إسلام أونلاين.نت » :مشروع ساركوزي المتوسطي.. « وعاء لمشاكل أوروبا » صحيفة « القدس العربي » :الصحافة الجزائرية تهاجم ساركوزي بسبب رفضه الاعتذار عن الفترة الاستعمارية صحيفة « الجزيرة »: الفتيات يُـزاحـمـن الرجال على المقاهي وشرب النرجيلة مرسل الكسيبي: الساراكوزية والشأن المغاربي:رؤية مصلحية تطغى على المباحثات الثنائية محمد الهادي حمدة: وزارة التربية توقف مرتب محمد حليم و أمين عام الاتحاد يحيله و زميله على لجنة النظام توفيق العياشي: منتهى الحرية:صحفيون أحرار في ثلاجات مؤسسات العار عامر عياد:خنيس: آفاق النهوض د. محمد الهاشمي الحامدي:إلى الدكتورة سلوى الشرفي: ماذا يجدي اعترافي؟  محمد العروسي الهاني:خواطر ومقترحات بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية 25 جويلية 1957:الحلقة الثانية صحيفة « الموقف »:عودة الصيد –  الصيد عميد من جديد والمستقلون يخسرون معركة الهيئة صحيفة « الموقف »:قالوا عن المؤتمر:قبل اعلان نتائج الهيئة بقليل صحيفة « الموقف »:منع نشطاء من حضور ندوة فكرية وتعنيف بعضهم صحيفة « مواطنون » : حوار الاديان : من سينوغرافيا الفضائيات إلى نفاق الأنظمة2/1 صحيفة « مواطنون » : إحياء ذكرى وفاة التليلي: احتجاجات غطّت على نجاحات صحيفة « مواطنون » : بالعربي الفصيح… مصطفى عبدالله الونيسي: الخصائص و المبادئ  العامة  لدولة النبي  صلى الله عليه و سلم إسلام أونلاين: ملتقى العلامة القرضاوي مع التلاميذ والأصحاب ينطلق صباح السبت 14 يوليو الهادي بريك:الإمام القرضاوي آخر مجدد لآخر مائة.( الجزء الأول ). صحيفة « القدس العربي » :حملة كويتية لإزالة سوء الفهم بعد تهديد وزير الخارجية بوقف الاستثمارات في بعض الدول العربية صحيفة « الحياة » :«القاعدة» استهدفت ثكنة عسكرية بشاحنة متفجرات …الجزائر: مقتل 10 جنود بعملية إنتحارية صحيفة « الحياة » :أميركا: الحكم الذاتي للصحراء حل « واقعي » موقع « سويس إنفو » :أمريكا تؤيد خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية موقع « سويس إنفو » :بوش يعين سفيرا له في ليبيا وهو الأول منذ سنوات موقع « سويس إنفو » :بلدة بالضفة الغربية تتحد وسط الانقسامات الفلسطينية صحيفة « القدس العربي » :دعا حركة فتح للعودة للكفاح المسلح والمقاومة كنهج واسلوب. وحمل عباس مسؤولية التوترات موقع المركز الفلسطيني للإعلام : »من يقامر بالوطن ويرفض الحوار يتحمّل المسؤولية » توفيق المديني: تشظي الهوية الفلسطينية وتهميش القضية

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 
إعلامي مغربي:

جهود أمريكية لإقامة قاعدة عسكرية في دول المغرب العربي

 
الرباط ـ الجزائر ـ الشرق: رجحت مصادر إعلامية مغربية مطلعة، أن تكون الزيارة التي قامت بها مساعدة الرئيس الأمريكي جورج بوش لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، فرانسيس تاونسيند، إلى الجزائر والمغرب، الغرض منها هو حث قيادات دول المغرب العربي على القبول « بقاعدة أمريكية » في المنطقة، تكون مهمتها حماية دول جنوب المتوسط من خطر « القاعدة » الذي تنامى في إفريقيا عامة، وفي دول المغرب العربي خاصة. وأكد توفيق بوعشرين رئيس تحرير صحيفة « المساء » المغربية في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » أن مطلب الإدارة الأمريكية بإقامة قاعدة عسكرية في دول المغرب العربي ليس جديدا، وأن مدير جهاز المخابرات الأمريكي « الأف بي آي » قد قام بجولة قبل فترة في دول المغرب العربي في محاولة لبسط الفكرة على قادة دول المنطقة، لكنه، والكلام لتوفيق بوعشرين، فوجئ برفض مغاربي لمثل هذه الفكرة. وأشار إلى أن صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية قد كشفت عن هذا الرفض الذي كان بطرق ديبلوماسية على اعتبار أن ذلك قد يؤجج من أعمال تنظيم القاعدة في المنطقة، ويضاعف من أعمالها، مع تأكيد قادة هذه الدول على استعدادها للتنسيق الأمني، كما قال. وأوضح الإعلامي المغربي، والخبير بشؤون الجماعات الإسلامية في المغرب العربي، أن جولة فرانسيس تاونسيند، مساعدة الرئيس الأمريكي جورج بوش لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب إلى كل من المغرب والجزائر التي التقت فيها بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا، تعكس بوضوح القلق الأمريكي من تنامي عمل القاعدة في إفريقيا الذي تزايد بشكل كبير في الفترة الأخيرة في صحراء مالي، نظرا لصعوبة الرقابة الأمنية هناك، وأعلن عن تشكيل فرع له في المغرب العربي باسم « القاعدة في المغرب الإسلامي »، وزاد عن ذلك بتعيين شخص يدعى « عبد الودود » زعيما له في صحراء الجزائر، وهو ما حاولت المسؤولة الأمريكية التحذير منه وتجديد الطلب بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، على حد تعبيره. على صعيد آخر، أكد توفيق بوعشرين، أن التهديدات بارتكاب أعمال إرهابية في المغرب في الفترة الأخيرة، هي تهديدات جدية ولا تدخل في سياق الفزاعة السياسية لإقصاء الإسلاميين من المشهد السياسي لا سيما والمغرب على أبواب انتخابات تشريعية، وقال: « هذه تهديدات جدية بدليل أن المغرب قد تعرض في مارس وأبريل الماضيين إلى عمليات انتحارية، وتم الكشف عن منزل يحتوي 100 كلغ من المتفجرات لاستخدامها كأحزمة ناسفة، فنحن لا نتحدث عن ظنون، بل عن عمليات إرهابية تم تنفيذها أو أخرى تم إحباطها ». ولم يستبعد بوعشرين أن تلجأ بعض الجهات السياسية المحسوبة على اليسار إلى استغلال ذلك في حربها ضد تيار الإسلام السياسي المعتدل، المشارك في الحياة السياسية، لكنه قال: « الشارع المغربي يميز بين الجماعات الإسلامية المعتدلة وبين الإرهاب، ذلك أن الإسلاميين المعتدلين يشاركون في الحياة السياسية والبرلمانية وهم منخرطون في هذه المعركة ضد الإرهاب، حتى أنك لا يمكن أن تميز بين خطاب الدكتور سعد الدين العثماني رئيس حزب العدالة والتنمية ووزير الداخلية في الحرب على الجماعات الإرهابية »، على حد قوله. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 12 جويلية 2007)


أخـبـارالصباح  

 

ندوة اطارات التجمع

علمنا ان ندوة اطارات التجمع الدستوري الديموقراطي بالخارج ستنعقد يوم 4 أوت القادم بدار التجمع.

الخطوط التونسية وصلت امس الى مطار تونس قرطاج ـ المحطة 2 ـ اول طائرة مخصصة لعودة مواطنينا بالخارج قادمة من باريس. وكان في استقبالهم عدد من مسؤولي الخطوط التونسية حيث تم توزيع هدايا تذكارية على المسافرين. تعاون تونسي فرنسي في مجال التحكم في الطاقة في اطار التعاون التونسي الفرنسي في مجال التحكم في الطاقة سيتم توقيع اتفاقية تعاون بين الوكالة الفرنسية للبيئة والتحكم في الطاقة والوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة وذلك يوم غد الجمعة 13 جويلية الجاري على الساعة التاسعة والنصف صباحا بمقر وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة. وتهدف هذه الاتفاقية، الى تدعيم البرامج والمشاريع والانشطة في مجال النجاعة الطاقية في القطاعات الاكثر استهلاكا للطاقة والنهوض باستعمال الطاقات المتجددة واستبدال الطاقة. كما تهدف الى العمل على ايجاد مصادر جديدة لتمويل التحكم في الطاقة ودعم المشاريع التي تندرج في اطار اليات التنمية النظيفة المنبثقة عن بروتوكول كيوتو اضافة الى تدعيم التعاون الثنائي والمتعدد الاطراف. كما تشمل الاتفاقية تشجيع وتطوير علاقات التعاون التونسي الفرنسي بين الجامعات  والمخابر ومكاتب الدراسات والخبراء. عمرو موسى يزور تونس يؤدي السيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية زيارة عمل لتونس يومي 13 و14 جويلية الجاري ، يشارك خلالها في الدورة الاستثنائية للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، لمناقشة الصيغة النهائية لوثيقة تطوير التربية والتعليم والبحث العلمي في الوطن العربي، وذلك تنفيذا لقرارا قمة الرياض. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 جويلية 2007)


ساركوزي ينفي الخلاف مع المغرب ويكشف عن انتهاكات في تونس

 
نفى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وجود أي خلاف مع المغرب، وأكد أن موقف فرنسا المؤيد للرباط في قضية الصحراء الغربية لم يتغير. وفي إجابة على سؤال عن تأجيل زيارته إلى الرباط، قال ساركوزي إن  » محمد السادس ملك المغرب رغب في أن تكون أول زيارة لي للمغرب زيارة دولة »، وهي زيارة تتطلب الإعداد لها « وفق بروتوكول خاص ». وكانت الرباط طلبت من ساركوزي أن يؤجل إلى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل زيارة كان سيقوم بها إلى المغرب في إطار جولة مغاربية زار خلالها الجزائر وتونس وبحث مع المسؤولين فيهما فكرة تأسيس اتحاد للدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وتأتي زيارة ساركوزي إلى الجزائر وتونس تأكيدا للأولوية التي يوليها لعلاقات فرنسا مع الدول المجاورة لها جنوب المتوسط. وأكد ساركوزي في تونس أن الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والجزائري عبد العزيز بوتفليقة « مدافعان متحمسان » عن التحاد المتوسطي الذي دعا إليه. وأضاف ساركوزي أنه يأمل في تنظيم « مؤتمر حكومي للمتوسط في النصف الأول من العام 2008 » حتى « يستكمل المشروع شكله قبل الرئاسة الفرنسية » للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام 2008. وأوضح أنه سيتم في هذا المؤتمر بحث أربعة مواضيع ملموسة هي « البيئة » وإقامة « منطقة تنمية » و »منطقة أمنية » لمكافحة الإرهاب ومنع تهريب المهاجرين السريين، إضافة إلى « منطقة لحوار الثقافات ». من جهة أخرى تحدث ساركوزي في تونس مع بن علي عن حالات انتهاك لحقوق الإنسان، غير أنه أوضح أن تونس تحرز « تقدما » على درب الديمقراطية. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن « الرئيس بن علي هو أول من يقر بأن هناك العديد من الأشياء التي تحتاج إلى تحسين ». وصرح ساركوزي بأنه بحث مع بن علي « الأمن ومكافحة الإرهاب »، معربا عن ترحيبه الكبير « باستئناف تعاون وثيق بين أجهزة مكافحة الإرهاب في تونس وفرنسا ». وتمسك ساركوزي برفض تقديم أي اعتذار عن ماضي فرنسا الاستعماري, مبديا استعداده للاعتراف بهذا الماضي كوقائع فقط دون إبداء أي ندم عليه لأن الندم « مفهوم ديني لا مكان له في علاقات الدول ». (المصدر: بوابة نهار.نت (لبنان) بتاريخ 12 جويلية 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية) عنوان البوابة: http://www.naharnet.com


مباحثات بن علي وساركوزي تركز علي الاتحاد المتوسطي والعلاقات الثنائية

الرئيس الفرنسي: لا وجود لادني خلاف مع الرباط بشأن الصحراء الغربية

 
… واوضحت الوكالة ان المباحثات تناولت علاقات الصداقة العريقة والممتازة والتعاون المثمر القائمة بين تونس وفرنسا وآفاق مزيد تطويرها . واضافت ان الرئيسان بحثا تكثيف التواصل والتشاور بين البلدين للارتقاء بالشراكة التونسية الفرنسية الي اعلي المستويات . كما تبادل الرئيسين الآراء ووجهات النظر بشأن المسائل الاقليمية والقضايا الدولية الراهنة وبالخصوص المشروع الفرنسي لانشاء الاتحاد المتوسطي ودعم التنمية المتضامنة والتنمية المستديمة علي صعيد المنطقة اضافة الي تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط ، بحسب المصدر ذاته. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصل عصر الثلاثاء الي تونس في زيارة صداقة وعمل المحطة الثانية من اول رحلة يقوم بها خارج اوروبا منذ توليه مهامه في قصر الاليزيه في 16 ايار (مايو). وكان زار صباح الثلاثاء الجزائر. وفي مقابلتين نشرتهما صحيفتا لابراس و الصباح التونسيتان اعرب ساركوزي عن ارتياحه لما عبر عنه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من اهتمام خاص بمشروعه بشأن الاتحاد المتوسطي. ويطمح هذا المشروع الي ضم دول حوض المتوسط ، مثل تركيا، التي لا يمكن بحسب وجهة نظر ساركوزي ان تندمج في الاتحاد الاوروبي ولكن يمكن ان ترتبط بعلاقات خاصة مع الاتحاد الاوروبي. واكد الرئيس الفرنسي ان امن اسرائيل وحق الفلسطينيين في وطن يمثلان ابرز مباديء ارضية ارساء السلام في الشرق الاسط كما اشار الي اهمية المصالحة الوطنية العراقية والحوار بين كافة الاطراف في لبنان. ومن المقرر ان يغادر ساركوزي تونس صباح الاربعاء الي باريس. في السياق نفسه نفي ساركوزي في تونس وجود ادني خلاف مع المغرب مؤكدا بشكل خاص ان موقف فرنسا من مشكلة الصحراء الغربية لم يتغير. واوضح في مؤتمر صحافي ليل الثلاثاء الاربعاء علي هامش زيارة عمل لتونس لا اثر لادني خلاف من الجانب الفرنسي كما هو الشأن من الجانب المغربي . وردا علي سؤال بشأن الغاء السلطات المغربية زيارة كانت مقررة ضمن هذه الجولة المغاربية للمغرب اوضح ساركوزي ان ملك (المغرب) رغب في ان تكون اول زيارة لي للمغرب زيارة دولة التي تتطلب الاعداد لها وفق بروتوكول خاص . واشار ساركوزي بشكل خاص بشأن الصحراء الغربية الي انه لا يوجد تغيير في الموقف الفرنسي الذي يعتبر مؤيدا للمغرب. واضاف لقد قلت ذلك للرئيس (الجزائري عبد العزيز) بوتفليقة . ويتنازع المغرب مع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليزاريو) المدعومة من الجزائر منذ 32 عاما السيادة علي الصحراء الغربية المستعمرة الاسبانية السابقة التي ضمها المغرب في 1975. وقدم المغرب للامم المتحدة مشروع حكم ذاتي واسع في الصحراء الغربية غير ان البوليزاريو رفضت هذا المشروع وطالبت باجراء استفتاء تقرير مصير في الصحراء الغربية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جويلية 2007)

محادثات بن علي-ساركوزي تناولت مشروع الاتحاد المتوسطي وتعزيز التعاون للارتقاء بالشراكة التونسية – الفرنسية الى أعلى المستويات

 
تركزت مباحثات الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ونظيره الفرنسي ساركوزي في تونس على بحث العلاقات الثنائية ومشروع الاتحاد المتوسطي الذي يطرحه ساركوزي. وذكرت وكالة تونس – افريقيا ان المباحثات (تناولت علاقات الصداقة العريقة والممتازة والتعاون المثمر القائمة بين تونس وفرنسا وآفاق مزيد تطويرها). واضافت ان الرئيسين بحثا (تكثيف التواصل والتشاور بين البلدين للارتقاء بالشراكة التونسية الفرنسية الى اعلى المستويات). كما (تبادل الرئيسان الآراء ووجهات النظر بشأن المسائل الاقليمية والقضايا الدولية الراهنة وبالخصوص المشروع الفرنسي لانشاء الاتحاد المتوسطي ودعم التنمية المتضامنة والتنمية المستديمة على صعيد المنطقة اضافة الى تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط)، بحسب المصدر ذاته. وغادر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس تونس عائدا الى باريس في ختام زيارة (صداقة وعمل) لتونس، المحطة الثانية بعد الجزائر. وهذه اول زيارة لساركوزي خارج اوروبا منذ توليه مهامه في ايار. وافادت مراسلة وكالة (فرانس برس) ان عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية التونسية كان في وداع الرئيس الفرنسي لدى مغادرته مطار تونس قرطاج الدولي. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصل عصر امس الأول الى تونس في زيارة (صداقة وعمل) المحطة الثانية من اول رحلة يقوم بها خارج اوروبا منذ توليه مهامه في قصر الاليزيه في 16 ايار. وكان زار الجزائر. وفي مقابلتين نشرتهما صحيفتا (لابراس) و (الصباح) التونسيتان اعرب ساركوزي عن ارتياحه لما عبر عنه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من (اهتمام خاص) بمشروعه بشأن الاتحاد المتوسطي. ويطمح هذا المشروع الى ضم دول حوض المتوسط ، مثل تركيا، التي لا يمكن بحسب وجهة نظر ساركوزي ان تندمج في الاتحاد الاوروبي ولكن يمكن ان ترتبط بعلاقات خاصة مع الاتحاد الاوروبي. واكد الرئيس الفرنسي ان (امن اسرائيل وحق الفلسطينيين في وطن) يمثلان (ابرز مبادىء) ارضية ارساء السلام في الشرق الاوسط كما اشار الى اهمية المصالحة الوطنية العراقية والحوار بين كافة الاطراف في لبنان. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تونس عدم وجود (ادنى خلاف) مع المغرب مؤكدا بشكل خاص ان موقف فرنسا من مشكلة الصحراء الغربية لم يتغير. وذكر في مؤتمر صحافي على هامش زيارة عمل لتونس تلت زيارته الجزائر (لا اثر لادنى خلاف من الجانب الفرنسي كما هو الشأن من الجانب المغربي). وردا على سؤال بشأن الغاء السلطات المغربية زيارة كانت مقررة ضمن هذه الجولة المغاربية للمغرب اوضح ساركوزي ان (ملك المغرب رغب في ان تكون اول زيارة لي للمغرب زيارة دولة) التي تتطلب الاعداد لها (وفق بروتوكول خاص). واشار ساركوزي بشكل خاص بشأن الصحراء الغربية الى انه (لا يوجد تغيير) في الموقف الفرنسي الذي يعتبر مؤيدا للمغرب. واضاف (لقد قلت ذلك للرئيس بوتفليقة). تونس – أ ف ب (المصدر: صحيفة « الأنوار » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 12 جويلية 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)

السفير الفرنسي بتونس في لقاء صحفي:

** اللجنة المشتركة في نوفمبر وساركوزي بتونس أوائل 2008 ** المحـادثـات شملـت الملفات السياسية والهجرة والتنسيـق الأمنـي

 
تونس ـ الصباح: عقد السفير الفرنسي بتونس السيد سارج ديغالي مساء امس بمقر اقامته ندوة صحفية سلط فيها الاضواء على نتائج زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى تونس يومي الثلاثاء والاربعاء.. والمحادثات التي اجراها مع الرئيس زين العابدين بن علي.. وتلك التي اجراها وزيرا خارجية البلدين السيدان عبد الوهاب عبد الله وبرنار كوشنار.. واعلن السفير الفرنسي انه تقرر ان يؤدي الرئيس الفرنسي ساركوزي زيارة دولة الى تونس مطلع عام 2008.. وان تجتمع اللجنة المشتركة في نوفمبر القادم.. وان المحادثات بين وزيري خارجية البلدين ستمهد للحدثين حسب روزنامة المسؤولين في البلدين.. الاتحاد المتوسطي وحول اهم المحاور التي بحثها الرئيس الفرنسي في تونس والجزائر أورد السفير الفرنسي انها تهم بالخصوص التعاون الثنائي ومشروع الاتحاد المتوسطي الذي سيعنى خاصة بمحاور عديدة منها التنمية الاقتصادية والهجرة والبيئة والامن.. ومعالجة الاسباب العميقة للارهاب والهجرة غير القانونية عبر دعم جهود دول جنوب البحر الابيض المتوسط في مجالات احداث فرص تشغيل جدية ومكافحة البطالة وقيام مجتمعات عصرية ومتقدمة ذات اقتصاديات متوازنة وانتاجية مرتفعة قابلة لكسب ورقة المنافسة.. ويهم هذا الفضاء المتوسطي المقترح بلدان المغرب العربي ومصر  وسوريا ولبنان وفلسطين وتركيا واسرائيل وبلدان أوروبا المطلة على المتوسط أي قبرص واليونان ومالطا وايطاليا وفرنسا واسبانيا والبرتغال.. واعلن السفير الفرنسي ان اسبانيا والبرتغال رحبتا بالمشروع المتوسطي.. وان تونس والجزائر والمغرب دعمت المسار من حيث المبدأ.. ونفى وجود خلافات مغربية فرنسية وفسر تاجيل زيارة ساركوزي للمغرب الى اكتوبر القادم باجندا العاهل المغربي هذه الايام.. كما اعلن السفير الفرنسي ان باريس ستطلع القيادة الليبية على المشروع المتوسطي وتامل دعما منها له.. لانه ليس بديلا عن مسار برشلونة اوفضاء 5+5 او سياسة الجوار الأوروبية.. ولا عن الاتحاد المغاربي او غيره من الآليات.. الملفات السياسية وردا على اسئلة تهم الملفات السياسية الثنائية في محادثات الرئيس الفرنسي والوفد المرافق له في تونس نفى السفير الفرنسي ان يكون أي من اعضاء الوفد الفرنسي التقى على هامش الزيارة ممثلين عن منظمات المجتمع المدني «بسبب ضغط الوقت».. لكن السفير اورد ان محادثات ساركوزي في تونس شملت كل الملفات السياسية.. ومنها ملفات الحريات وحقوق الانسان واستمع كل طرف الى ملاحظات الطرف الاخر عن الاوضاع هنا وهناك.. بكامل الوضوح وفي سياق الشفافية.. بحكم انشغال كل طرف ببعض الملفات الفرنسية والتونسية.. وتشابك مصالح الشعبين ووجود مئات الالاف من التونسيين في فرنسا بينهم مئات الفرنسيين من حاملي الجنسية المزدوجة.. أول شريك تجاري لتونس ونوه السفير الفرنسي بالمناسبة بنتائج الزيارة والعلاقات الثنائية بين تونس وفرنسا وخاصة بتحسن مستوى المبادلات التجارية مما جعل فرنسا تحافظ على موقعها كشريك تجاري اول لتونس بما قيمته اكثر من 9 مليار دينار سنويا.. بل ان الميزان التجاري اصبح لاول مرة لصالح تونس.. نتيجة عوامل عديدة منها ارتفاع عدد المؤسسات التصديرية الفرنسية التونسية والمشتركة بتونس..  كما نوه السفير الفرنسي بتحسن مستوى التعاون بين وكالة التنمية الفرنسية وتونس الى نحو 300 مليون دينار تونسي عام 2006 فضلا عن بقية مجالات التعاون في قطاعات التربية والتعليم العالي والثقافة والشؤون الاجتماعية.. وردا على سؤال حوال معضلة الشعب الفلسطيني والصراع العربي الاسرائيلي اورد السفير الفرنسي بان ساركوزي اعلن انه مع «وطن للفلسطينيين ومع احترام امن اسرائيل».. ونفى السفير الفرنسي ان تكون القيادة الفرنسية الجديدة موالية دون شروط للسياسة الامريكية ومواقف الرئيس بوش الابن في المنطقة العربية. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 جويلية 2007)

أكد أنه لم يغيّر موقفه من الصحراء الغربية… وأن منتقدي وقف المسار الانتخابي في الجزائر كانوا سيجدون أنفسهم اليوم أمام «حكومة طالبان» … ساركوزي يعلن دعم بوتفليقة وبن علي مشروعه المتوسطي: لا أؤيد معاهدة صداقة مع الجزائر… ومسرور للتعاون مع تونس

 
تونس – رندة تقي الدين     شرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال لقاء مع الوفد الصحافي الذي رافقه في زيارته إلى الجزائر وتونس التي انتهت صباح أمس، مبادرته حول انشاء «اتحاد متوسطي»، وقال إنه حرص على عرضها على الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي قبلها، خصوصاً أنها أثارت سوء تفاهم حول مسار برشلونة ومسار مجموعة «5+5»، ما استدعى شرحها. وأضاف أن في إمكانه القول إن بوتفليقة والرئيس التونسي زين العابدين بن علي «أصبحا سفيرين لهذه الفكرة باندفاع». وذكر أن العقيد الليبي معمر القذافي أرسل وزيراً الى تونس ليطلع من بن علي عن مضمون المبادرة التي بدا أنها تثير الاهتمام في المنطقة. وأشار الى أن هذه المبادرة تقضي بعدم حصر العضوية في هذا الاتحاد المتوسطي بمجموعة معينة ولا الزامه بخطة مسبقة. وتابع أن الهدف من المؤتمر الذي يعقده قادة دول وحكومات المتوسط في الربع الأول من سنة 2008 مناقشة أربعة مواضيع. وتابع ساركوزي أن الموضوع الأول هو البيئة وجعل البحر الأبيض المتوسط أنظف بحار العالم، مشدداً على أن حماية هذا البحر تستدعي جهوداً من الجميع. وقال إن الموضوع التالي هو انشاء منطقة تنمية مع احتمال انشاء بنك لتنمية المتوسط، في حين ينص الموضوع الثالث على انشاء منطقة أمن لمكافحة الإرهاب والاتجار بالهجرة غير الشرعية، والرابع يقضي بانشاء منطقة حوار بين الثقافات. وذكر ساركوزي أن هناك أفكاراً حول بنية هذا الاتحاد، لكنه يفضل عدم كشفها خشية حرقها. لكنه اضاف أنه ووزير الخارجية برنار كوشنير يأملان في أن تتبلور المبادرة قبل تولي فرنسا الرئاسة الأوروبية في تموز (يوليو) 2008. وكشف أنه سيستقبل الرئيس المصري حسني مبارك في 2 آب (اغسطس) المقبل، ويتناول الموضوع معه، وأنه ارسل مستشاره جان دافيد ليفيت إلى تركيا حيث التقى رئيس الحكومة طيب رجب أردوغان وأبلغه أن الاتحاد المتوسطي ليس بديلاً عن أوروبا ولا عن مسار برشلونة. وقال إنه التقى في هذا الإطار قادة أوروبيين وحصل على دعم رئيسي الحكومتين الاسبانية خوزيه لويس ثاباتيرو والايطالي رومانو برودي، مشيراً إلى أن ثاباتيرو كان أبدى تخوفه على «مسار برشلونة». وعن زيارته لكل من الجزائر وتونس، أوضح ساركوزي أنه حاول القيام بإعادة تموضع للعلاقات الثنائية مع بوتفليقة على أساس ملموس، وتنظيمها وتجريدها من المشاعر العاطفية. وقال: «لم أكن يوماً من مؤيدي معاهدة الصداقة» بين البلدين، و «لم أتطرق إلى الموضوع، لأنني لاحظت أن الرئيس الجزائري أيضاً ليس من مؤيديها». وقال إنه ناقش المشاريع التي يمكن تنفيذها في قطاع الطاقة والغاز والطاقة البديلة والطاقة النووية المدنية. وأضاف أن بوتفليقة هاجسه الإعداد لمرحلة ما بعد النفط والغاز في الجزائر، لأن موارد البلاد ستدوم لحوالي 40 سنة وتنضب بعد ذلك، وأنه يفكر في مشاريع مستقبلية ويريد مشاركة فرنسا في مشاريع نقل التكنولوجيا. وذكر أنه تقرر أن يعمل وزيرا الخارجية الفرنسي والجزائري على مشاريع ملموسة يعلن عنها خلال زيارة دولة يقوم بها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وعما إذا كان الاتحاد المغاربي كله مهتماً بتطوير الطاقة المدنية النووية، قال إن «هذا الاتحاد لا وجود له لسبب أساسي هو أن الحدود المغربية – الجزائرية مغلقة». وأكد أن لدى فرنسا مشكلة في تجديد عقدها للغاز الجزائري (فرنسا تستورد حالياً 10 بلايين متر مكعب من الغاز سنوياً لمدة 25 سنة تنتهي في 2013)، وأن زيارته هذه تبدد التخوف بحيث سيعاد تجديد العقد، وأن هذا الموضوع سيطرح مجدداً خلال زيارة الدولة المقبلة له للجزائر. وعن صحة بوتفليقة، قال ساركوزي إنه «بصحة جيدة وإنه عمل وتحدث معه ساعات طويلة، وكان مستعداً لإطالة الجلسات». ولاحظ ساركوزي أن مشكلة مسار برشلونة أنه يضم 27 دولة أوروبية، وأن طريقة العمل هذه «غير مجدية». فعلّق كوشنير الذي حضر اللقاء في فندق إقامة الرئيس الفرنسي في تونس، بالقول إنه لمس لدى الأوروبيين الذين اجتمعوا الأسبوع الماضي في سلوفينيا «أن الفكرة ليست إعادة اطلاق مسار برشلونة». وعما إذا كانت فرنسا تستعيد موقعها الاقتصادي في الجزائر أمام المنافسة الأميركية والروسية، أجاب ساركوزي: «كوني قمت بأول زيارة خارج أوروبا إلى الجزائر يحمل معنى كبيراً ويرمز الى العلاقات الكثيفة، خصوصاً أنني زرت الرئيس الجزائري باستمرار منذ عام 2002». وعما إذا كان اتصل بسورية حول موضوع «الاتحاد المتوسطي»، قال «لم أجر أي اتصال مع سورية، ولكن هذا الأمر سيطرح نفسه بالطبع يوماً ما، ولكن نحن نتحرك الآن بين الأوروبيين والمغاربة وبقية الدول». وحول قضية الصحراء الغربية وما اذا كان غيّر موقفه لأن المغرب لم يرحب بأن تكون الجزائر المحطة الأولى في جولته، قال ساركوزي انه اطلع على تعليقات صحافية في هذا الشأن، لكن العاهل المغربي الملك محمد السادس تمنى أن تكون الزيارة الأولى له الى المملكة «زيارة دولة». وأضاف ان مثل هذه الزيارات يعد لها وفقاً لاجراءات خاصة. وذكر انه استقبل مبعوثين من العاهل المغربي و «ليست هناك أي مشكلة لا من الجانب الفرنسي ولا المغربي»، مؤكداً أنه لم يغيّر موقفه من قضية الصحراء وأنه قال ذلك لبوتفليقة. وتناول ساركوزي لقاءه مع بن علي وما إذا كان أثار معه موضوع حقوق الانسان، فقال: «تحدثنا مطولاً حول القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب، وأنا مسرور جداً للتعاون بين استخبارات البلدين». وأضاف أن «أمن الفرنسيين يمر عبر تعاون الاستخبارات في العالم، وأنا مسرور لمعاودة التعاون بين الاستخبارات الفرنسية والتونسية». وقال إن هناك نجاحاً اقتصادياً حققته تونس منذ نهاية الثمانينات و «هذا البلد يشهد مستوى نمو جيد… وعندما ينجح بلد ما اقتصادياً لا يمكن ادانته، وتونس بلد ينجح، والأمثلة في المتوسط على النجاح في هذا الاطار ليست عديدة، خصوصاً أن ليس لدى تونس موارد نفطية». وأشار الى أنه لم يكن يعرف بن علي وأنه ارتاح «للحوار الصريح والمهم معه والذي تناول كل المواضيع»، مضيفاً «سألتم إذا تحدثت خصوصاً عن حقوق الانسان، فإذا كان السؤال خصوصاً، فالجواب لا». وتابع: «أريد ان أقول لكم انه في اطار مكافحتنا للإرهاب والتطرف، فإن طموحنا ليس أن يتحول النظام التونسي الى التطرف، وكل الذين انتقدوا وفق المسار الانتخابي في الجزائر كانوا وجدوا اليوم حكومة طالبان في الجزائر، ولو حصل ذلك لما كانوا انشغلوا بمسألة حقوق الإنسان، وينبغي الإقرار بذلك». وعبّر ساركوزي عن تقديره لنجاح بن علي على الصعيد الاقتصادي مؤكداً ان هذا «لا يمنع ان أتكلم معه ببعض المسائل مثل مسيرة تونس نحو الديموقراطية». وعن قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني البلغاري، قال ساركوزي ان هذه القضية تحظى بأولوية لدى الديبلوماسية الفرنسية وأنه تناول الموضوع مرات عدة في أكثر من فرصة مع العقيد القذافي. وقال ان كوشنير ايضاً أثار هذا الموضوع، وأنه يفكر في الوقت نفسه بالأسر الليبية التي فقدت اولادها بسبب مرض «الايدز»، وهذا مهم «اذا أردنا حل هذه المشكلة». واضاف انه من الرؤساء الذين تناولوا أكثر ما يكون قضية الممرضات، «لكنني أريد أيضاً أن يقال انني مهتم جداً بكون العائلات فقدت خمسين من أولادها»، وأن ماساة هؤلاء يجب أن تؤخذ في الاعتبار. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جويلية 2007)  

مشروع ساركوزي المتوسطي.. « وعاء لمشاكل أوروبا »

 
 أحمد عطا « وعاء لحل المشاكل الأوروبية ».. هكذا يهدف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من وراء مشروع الاتحاد المتوسطي الذي كان محور جولة ترويجية في الجزائر وتونس.. تلك كانت رؤية محللين جزائريين في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت ». ففي زيارة إلى الجزائر أمس تبعتها زيارة اليوم إلى تونس، يحاول الرئيس الفرنسي الجديد تسويق فكرة إنشاء اتحاد متوسطي يربط دول شمال حوض البحر المتوسط بجنوبه. ونقلت صحيفة الخبر الجزائرية الأربعاء عن مصادر في الوفد الرسمي الفرنسي، أن فكرة ساركوزي حول مشروع اتحاد متوسطي تنطلق من رغبته في استحداث إطار تشاوري لمحاربة ظاهرة الإرهاب والتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تزحف بشكل متزايد على دول الضفة الشمالية لحوض المتوسط. مشاكل أوروبا ويرى المحلل السياسي الجزائري عبد العالي الرزاقي أن الاتحاد المقترح يهدف « لمعالجة المشاكل الأوروبية التي يأتي على رأسها مكافحة الإرهاب ». وقال: « ساركوزي لديه هاجس أمني كبير من العمليات الإرهابية، وهو يريد التنسيق مع دول المغرب العربي في هذا الشأن؛ حيث ينطلق من أراضيها ما يسمى بتنظيم القاعدة في المغرب العربي والجماعات الجهادية ». وأضاف أن ضبط الهجرة إلى فرنسا تحديدا وإلى أوروبا من الملفات الحيوية التي تطرق لها ساركوزي في حملته الانتخابية ويريد إنجازها سريعا. وتابع قائلا: « دول المغرب العربي تعد دول ممر إلى أوروبا؛ حيث يستخدم الأفارقة البائسون أراضيها للعبور إلى فرنسا وإسبانيا هاربين من الفقر الذي يلف إفريقيا ». وتنتقد بلدان المغرب العربي على لسان صحافتها المحلية إنشاء وزارة خاصة بالهجرة والهوية الوطنية بفرنسا، وخاصة عزم هذه الوزارة على « الحد من برنامج لمّ شمل العائلات المهاجرة » الذي أقره الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. أما الهدف الثالث – بحسب الرزاقي – فهو تحويل دول المغرب العربي إلى أسواق للمنتجات الفرنسية والأوروبية؛ حيث لا تجد هذه المنتجات مكانا كبيرا في السوق المغربية بسبب اجتياح المنتجات الصينية الأرخص. وقال الرزاقي: إن الاتحاد « الأورو – متوسطي » بهذا الشكل سيكون مكانا لحل كل هذه المشاكل الأوروبية بالدرجة الأولى، خاصة أن ساركوزي المعارض بشدة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي سيعمل على أن يكون الاتحاد المتوسطي بديلا لتركيا عن الاتحاد الأوروبي. نافذة لإسرائيل ومن ناحية أخرى، لفت الرزاقي إلى أن « قيام اتحاد متوسطي سيشمل إسرائيل بشكل تلقائي مما سيتيح لها علاقات تجارية وأمنية مع باقي دول الاتحاد، وهو ما سيخرق جدار التطبيع الرسمي لها ويحقق للدولة العبرية غايتها ». ومتفقا معه قال الكاتب السياسي الجزائري بوعلام غمراسة: « إن الاتحاد -وفي ظل الظروف السياسية الراهنة ووجود تحالفات عربية أمريكية وإسرائيلية فيما يعرف بمحور الاعتدال العربي الذي يشمل مصر والسعودية والأردن- سيتيح دورا كبيرا لإسرائيل في المغرب العربي ». وقال: « إن التداخل الاقتصادي والتجاري سيوفر على إسرائيل الجهود الدبلوماسية لأخذ اعتراف عربي بها، حيث سيكون هذا التعاون اعترافا واقعيا وتلقائيا ». لكنه أشار في الوقت نفسه إلى صعوبة تقبل الرأي العام تدشين علاقات اقتصادية بشكل « علني » مع إسرائيل، نظرا للمعارضة الشعبية التي ستلقاها حكومات دول المغرب العربي إذا ما أقدمت على مثل هذه الخطوة. وتقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية معلنة مع كل من مصر والأردن وقطر وموريتانيا، فيما تقيم علاقات ضيقة غير معلنة مع دول عربية أخرى. (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 11 جويلية 2007)

الصحافة الجزائرية تهاجم ساركوزي بسبب رفضه الاعتذار عن الفترة الاستعمارية

 
الجزائر ـ القدس العربي ـ من مولود مرشدي شكلت الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الي الجزائر الثلاثاء الحدث الابرز في الصحف الجزائرية التي علقت علي الزيارة بوجهات نظر متضاربة. ولكن الحديث انصب بشكل لافت علي تصريحات زعيم الاليزيه بخصوص الاعتذار عن جرائم فرنسا الاستعمارية التي حاول الرئيس الفرنسي القفز عليها بدعوي انه لم يعايش ثورة التحرير الجزائرية وان هناك في الضفة الاخري اناسا تضــرروا من تلك الحرب دون ان يحدد اوجه هذا الضرر وما اذا كان يرقي الي المآسي التي عاشها الجزائريون طيلة 132 عاما من استعمار استيطاني. وكانت العناوين الرئيسية لهذه الصحف ركزت في معظمها علي هذا الامر. وكتب محمود بلحيمر كاتب افتتاحية صحيفة الخبر ان الرئيس الفرنسي لم يأت بأي جديد باستثناء تسويقه لسياسة الاليزيه الجديدة دون الخروج بالملموس . وقال ان ساركوزي اراد ترتيب اموره في الضفة الجنوبية للمتوسط بالكيفية التي يحقق من خلالها مصالح فرنسا . واضاف ان ساركوزي يريد ترك التاريخ والذاكرة جانبا والمرور بكيفية براغماتية الي تطوير شراكة ممتازة بالافراط في نصح الجزائريين بعدم النبش في التاريخ الاستعماري لفرنسا لان ذلك لن ينفعهم في الحاضر . وبلهجة اشد كتبت صحيفة اليوم الناطقة بالعربية ان ساركوزي لم يلق الترحاب الذي سبق ان لقيه سابقه جاك شيراك في الجزائر لانه لم يمتلك الشجاعة للاعتراف بجرائم فرنسا في الجزائر . وقال كاتب افتتاحية الصحيفة ان ساركوزي يريد ان يقدم فرنسا وأوروبا علي طبق لأمريكا وفي نفس الوقت يريد ان يسترجع الموقع الفرنسي في المغرب العربي . وبنفس الخطاب كتبت صوت الأحرار المقربة من حزب جبهة التحرير الوطني تحت عنوان التاريخ يطارد ساركوزي : من حق ساركوزي ان يتنكر لتاريخ اسلافه بالجزائر (..) من حقه ان يفعل ذلك لان لاشيء يمكن ان يعتز به مما فعله المستوطنون وقوات الاحتلال الفرنسية، لكننا هنا بالمقابل يهمنا، ويهمنا جدا ان تبقي عيوننا علي مرآة التاريخ العاكسة حتي لا تنسي الأجيال معني ان يفقد شعب ما استقلاله . وكتبت ذات الصحيفة في مقال اخر ان ساكوزي جاء ليقول للجزائريين لم آت الي هنا لاقول انني تغيرت ولا لاطلب من الرئيس بوتفليقة ان يتغير. وهي اهم عبارة سنتذكرها من هذه الزيارة الخاطفة . واضافت ان الرئيس الفرنسي لا يعير لمطالبنا ادني اهتمام وهو لا يهمه ان يواصل المسؤولون الجزائريون ترديد نفس الكلام عن جرائم فرنسا الاستعمارية وتاريخها المخزي . اما مديرة جريدة الفجر حدة حزام فقد كتبت ان ما يهم الرئيس ساركوزي ليس معاهدة الصداقة مع الجزائر ولا الاعتذار للجزائريين بقدر ما يهمه احتياطي الصرف الجزائر الذي بلغ 90 مليار دولار في اشارة الي سعي فرنسا الاستحواذ علي صفقات المشاريع الضخمة التي يُعتقد ان الجزائر تسعي لها. واضافت ان ساركوزي قد ينجح خلال زيارة الدولة التي يعتزم القيام بها الي الجزائر شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم في اعادة موطئ قدم لبلاده في الجزائر والذي فقدته خلال السنوات الاخيرة من القرن الماضي.واصبح محل منافسة امريكية ظاهرة . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جويلية 2007)

 


الفتيات يُـزاحـمـن الرجال على المقاهي وشرب النرجيلة

 
تونس – فرح التومي لم يعد من الغريب أن ترى فتاة تجالس أخرى أو أخريات في مقهى عمومي يرتشفن عصيراً أو شاياً أو قهوة… يتجاذبن أطراف الحديث دون اعتبار لمن يجلس في المقعد المجاور… صورة أضحت مألوفة في المقاهي التونسية لم تعد تقتصر على العاصمة تونس، بل إن الظاهرة توسعت لتشمل المدن الكبرى أيضاً. فقد شهدت السنوات الأخيرة تزايد إقبال البنات والأولاد على حدّ سواء على المقاهي العمومية… دون حرج ولا قلق من إمكانية عدم تقبّل المجتمع التونسي لهذه الظاهرة بل إن الشيشة التي كانت حكراً على الذكور عرفت طريقها إلى شفاه البنات أيضاً بعد أن كانت السيجارة عيباً… كيف تنظر البنات إلى هذه الظاهرة الجديدة مقهى وشيشة في جو راق لا إزعاج يشوبه؟ ما هو موقف الأهل؟ ما هو مفهوم المقهى الجديد في أذهان الشباب؟ وقد صدرت مؤخراً بتونس دراسة مختصة أكّدت أن المقهى بات يمثل ظاهرة قائمة الذات في المجتمع التونسي حيث يقبل على ارتياده الكبير والصغير، كما البنات والأولاد على حدّ سواء، وأبرزت الدراسة أن الإقبال تضاعف على المقاهي من صنف الجيّدة أو الممتازة التي تفتح أبوابها للجنسين، وتوفر خدمات راقية للزبائن حتى وإن كان المقابل مرتفعاً. أمّا الشيشة أو النرجيلة بتعبير المشارقة فتستهوي الفتيات أيضا حيث غزت المقاهي وتضاعف عدد متعاطيها بالرغم من الحملات التحسيسية بضرورة الامتناع عن تدخينها لما لها من آثار على الصحة والجمال والشباب، ويعزى هذا الإقبال المتزايد على المقهى إلى الملل الذي يصيب الشباب من تشابه وسائل الترفيه داخل الفضاءات المخصصة لذلك, بالإضافة إلى اعتبار المقهى فضاء للترفيه… بل إنه أفضل مكان للترويح عن النفس، وتبادل الأفكار والأحاديث والنكات، وعقد الصفقات… وربّما ربط علاقات جديدة. الدّراسة أثبتت أن 327 بنتاً من مجموع 2000 يترددن على المقهى أكثر من ترددهن على صالات الرياضة والرشاقة ومراكز الإنترنت العمومية ودور الثقافة وحتى الفضاءات التجارية، وفي المقابل يفضّل 719 من الذكور من جملة 2000 شاب تم استجوابهم المقهىعلى بقية فضاءات الترفيه. رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المقاهي بتونس لا ينكر ظاهرة تزايد إقبال الفتيات على المقاهي معتبراً أن المقهى هي فعلا المدرسة الثانية بعد المدرسة الإعدادية وهي فضاء الأغلبية إذا ما قارناها بمختلف فضاءات الترفيه الأخرى: (المصدر: صحيفة « الجزيرة » (يومية – السعودية) الصادرة يوم 11 جويلية 2007) الرابط: http://www.al-jazirah.com/227168/ms5d.htm


 

الساراكوزية والشأن المغاربي:

رؤية مصلحية تطغى على المباحثات الثنائية

 
مرسل الكسيبي (*) خلال زيارته للجزائر وتونس أدلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساراكوزي بمجموعة من التصريحات والمواقف أبان خلالها عن عمق انشغاله بمشروعه الاقتصادي-السياسي الجديد الذي حمل يافطة تبشيرية عريضة تحتفي بلفظ الاتحاد المتوسطي . الواضح جدا أن الشراكة النفطية والغازية كانت أهم محور تداعى له بالحديث حين تناوله لمحور العلاقات الفرنسية الجزائرية عند استقباله رسميا يوم أمس الثلاثاء من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ملخص ثمار زيارته للجزائر تمحور حول اتفاقية اقتصادية ستمضى في شهر نوفمبر القادم بين عملاقة الغاز الجزائري سوناطراك وغاز فرنسا Gas de France  , هذا علاوة على ميول سياسية فرنسية معلنة للجزائر من خلال دعم موقفها الدولي والديبلوماسي من قضية الصحراء الغربية ,وهو مايعد تماهيا وتقاربا بين الموقف الساراكوزي والموقف الأمريكي الداعم لموقف الأمين العام الجديد للأمم المتحدة بان كي مون من موضوعة الصراع الاقليمي بين الجزائر والمغرب في ملف فكك عمليا الأواصر التأسيسية لاتحاد المغرب العربي .  المصالح الاقتصادية أو « المستقبل » مقدمان على الاعتذار من ماضي فرنسا الاستعماري : من خلال قراءة لفظية واضحة لاتحتمل التأويل بدى ساراكوزي أثناء تصريحاته لصحيفتي الخبر والوطن الجزائريتين متبرما بل رافضا الاعتذار عن ماضي فرنسا الاستعماري والذي كان سببا في رقم عالي جدا من الشهداء والضحايا الذين قدمتهم الجزائر من أجل ضمان رفع علم استقلالها الوطني مجددا سنة 1962 . بمثل هذه العبارات كان الرد الساراكوزي على مطامح الشعب الجزائري تجاه فرنسا ذات الماضي الاستعماري ,حيث ورد على لسانه ولسان  الناطق الرسمي باسم الايليزيه مايلي: باريس « لا تقبل بتقديم اعتذارات » ساراكوزي لم يأت الى الجزائر « لإضافة جروح وإهانات جديدة لجراح الماضي وإهاناته » « ذلك بات تاريخا… لننظر إلى المستقبل ». كلمات فرنسية مازالت تحمل روحا متعالية عن طموحات سكان الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط , حيث تنشد شعوب المنطقة اعترافا رسميا من قبل الاخر المصنع والمتماسك سياسيا ضمن رؤيته الأوروبية الاتحادية أو المتوسطية … اعتراف بكيان تاريخي وثقافي وبشري وجغرافي له من الحقوق والارث والتطلعات مايوازي أحلام سكان الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط , حيث يكون للبعد الحقوقي والسياسي العادل  دورا هاما في بناء أي جسور ثقة دائمة بين شعوب المنطقة المتوسطية .   الاتحاد المتوسطي قاطرة فرنسية للتطبيع مع اسرائيل ؟ حين رفض ساراكوزي الاجابة بشكل واضح على سؤال يتعلق بعضوية اسرائيل في الاتحاد المتوسطي الذي لم تكتمل رؤيته المشاريعية بعد لتتم المصادقة على بنوده ومعالمه من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي , بدى واضحا لدى كثير من المحللين والمعلقين السياسيين بأن فرنسا تريد لعب دور واضح في ادخال العرب الى بيت التطبيع مع الدولة العبرية , وهو ماعنى بأن الاتحاد المتوسطي قد يكون تكملة لمعاهدة برشلونة التي فشلت في اذابة كل الجليد القائم بين بعض الدول العربية واسرائيل . غير أن المنطق الديبلوماسي اللبق الذي تحدث به ساراكوزي حين أثيرت عليه موضوعات شرق أوسطية أثناء زيارته لتونس , أكد من جديد أن الدور الفرنسي قد يكون ألطف في مراعاة المصالح العربية من نظيره الأمريكي , اذ جاء في بعض تصريحاته الصحفية مايلي : « أمن اسرائيل وحق الفلسطينيين في وطن » يمثلان « أبرز مبادئ » ارضية ارساء السلام في الشرق الاوسط . كما اشار في سياق اخر الى اهمية المصالحة الوطنية العراقية والحوار بين كافة الاطراف في لبنان. زيارة تونس لم تخف قلقا ساراكوزيا حقوقيا وانتقائيا محدودا : من خلال بعض المصادر الاعلامية الموثوقة بالعاصمة تونس فقد اثار ساركوزي مساء الثلاثاء مع نظيره التونسي حالات انتهاك لحقوق الانسان غير انه اوضح ان تونس تحرز « تقدما » على درب الديمقراطية. وأوضح ساركوزي خلال مؤتمر صحافي « لقد تحدثنا عن حالات محددة ». وفي سياق التقييم للتجربة التونسية من زواياها الحقوقية والسياسية مضى الرئيس الفرنسي قدما في الافادة بما يلي : « الرئيس بن علي هو اول من يقر بانه هناك العديد من الاشياء التي تحتاج الى تحسين. لقد تحدثنا في ذلك وتحدثنا عن حالات محددة » بينها حالة المحامي محمد عبو الذي حكم عليه في 2005 بالسجن لعام ونصف العام بسبب نشره مقالا على الانترنت شبه فيه ممارسات تعذيب في تونس بتلك التي ارتكبها جنود اميركيون في سجن ابو غريب في العراق. وكالعادة لم يكن تقييم الأوضاع التونسية من زواياها الاقتصادية شاذا عن منظومة تصريحات فرنسية وغربية رسمية بهذا الصدد حيث ذكر ساراكوزي جارته التونسية في معرض المدح والاثناء مع اضفاء صورة وردية عن المسار الديمقراطي بها : « ان ذلك لا يمنعني من الاشادة بمستوى النمو الاقتصادي في تونس وتنامي تقدم تونس على درب الديمقراطية » أما موضوع التصدي للارهاب من قبل تونس الرسمية فهو مجال اخر يحظى بشهادات الاستحسان الغربية والفرنسية ولذلك فان تصريحات ساراكوزي حول الموضوع لم تشذ عن هذا السياق , حيث أشاد بالكفاح الذي تخوضه تونس « بنوع من الفعالية ضد قوى الارهاب المتطرفة ». ومن ثمة فقد كان مثل هذا الموضوع المطروح بقوة على الأجندة الأمريكية في علاقتها بدول شمال افريقيا ودول الاتحاد المغاربي , موضوع مباحثة رسمية فرنسية بينه وبين الرئيس بن علي ,اذ عبر  في تصريح لافت « عن ترحيبه الكبير باستئناف تعاون وثيق بين اجهزة مكافحة الارهاب في تونس وفرنسا ». وعلى العموم فان مثل هذه الزيارة الساراكوزية للجزائر وتونس تكون في تقدير المحلل مساهمة في توثيق علاقات البلدين بالدولة الفرنسية ومن ثمة دعم فرص الاستقرار الداخلي والاقليمي ولو على حساب الأوضاع الحقوقية والسياسية غير المريحة ببعض دول المغرب العربي , وهي من زاوية أخرى تكشف عن ترجيح الكفة الجزائرية في علاقتها بجبهة البوليساريو وهو مايجعل المغرب الأقصى في حالة قلق تجاه مايمكن أن تشكله الظاهرة الساراكوزية من تحولات في السياسة الخارجية تجاه موضوع طالما حظي بالتفهم الشيراكي والدعم الفرنسي الرسمي في المحافل الدولية  . (*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 11 جويلية 2007)


وزارة التربية توقف مرتب محمد حليم و أمين عام الاتحاد يحيله و زميله على لجنة النظام
 
في خطوة غير مسبوقة قامت وزارة التربية بوقف مرتب السيد محمد حليم الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي لشهر جوان بينما أحاله الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل و زميله السيد سليم غريس عضو النقابة العامة على لجنة النظام التابعة للمنظمة محملا إياهما مسؤولية ما جد في التجمع النقابي الذي قام به المعلمون في تونس و اعتداء قوات الأمن على الاتحاد و المعلمين في القصرين و ما جد في الندوة التي نظمها الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة في ذكرى أحمد التليلي . فكيف نفهم تزامن وقف المرتب و الشروع في إجراءات العزل من خلال دعوة السيد حليم للالتحاق بمركز عمله ببرقية مع إحالته وزميله على لجنة النظام و دعوة الأخير من قبل الأمن للتحقيق معه ؟ و هل تعي القيادة النقابية أنها في تعارض تام مع مقررات الهيئة الإدارية الوطنية التي دعت القطاعات و الجهات لمساندة قطاع التعليم الأساسي و الوقوف معه في المحنة التي يمر بها و تثمين الجهود النضالية التي يبذلها لحماية مكتسبات منظوريه و في مقدمتهم حركة النقل ؟ ثم ما مبررات الانتقائية في اختيار أسماء بعينها والحال أن ندوة قفصة حضرها عضو النقابة العامة السيد مستوري قمودي بينما لم يحل على لجنة النظام ؟ لا يمكن في اعتقادنا التوصل لفهم معمق لما يجري دون  الوقوف على الملاحظات التالية : ـ أن النقابة العامة للتعليم الأساسي رفضت الإمضاء على شهادة وفاة حركة النقل النظامية للمعلمين التي توصل لها المكتب التنفيذي للاتحاد مع وزارة التربية ما حرمها من تزكية النقابة لأحد الشطحات / الحلول التي تتصدى بها لمشاكل القطاع في إطار الاستفراد بالتعاطي مع أكبر الملفات الوطنية أهمية . ـ أن قطاعات التعليم الثلاث الأخرى تمكن المكتب التنفيذي من حملها على القبول بما توصل إليه مع وزارة التربية ما عدى الابتدائي ما سيفتح أمامها إمكانية المراجعة مثلما حصل لقطاع الصحة . ـ أن النظام الداخلي لا يمكن من إجراء تحوير ثان في المسؤوليات لنفس النقابة ما يستوجب « خيار » التجميد أو التجريد كمقدمة لطرح حزمة من البدائل التي لا تستبعد المؤتمر الاستثنائي و التي طفت على السطح لمدة شهرين مباشرة بعد مؤتمر المنستير. ـ أن التوقيت الذي اختاره المكتب التنفيذي ( بداية العطلة ) يؤشر على سعيه لحرمان النقابة من قوتها الضاربة ( نقابات جهوية و أساسية و قواعد ) كما يؤكد حرصه على فض الملف قبل مفتتح السنة الدراسية القادمة كي لا تتمتع النقابة بأوراق قوتها . أخذا في الاعتبار كل هذه الملاحظات متفاعلة يتبين لنا أن لا علاقة للأحداث بأهداف المكتب التنفيذي في إحالة الأخوين على لجنة النظام و إنما تجد المسألة تفسيرها في الحيلولة دون تنامي تيار الاستقلالية و تحجيم دوره في ضوء الاستحقاقات القادمة و في ضوء أجندا نقابية خاصة يعلمها العديد من النقابيين . و لا شك أن أبرز الاستحقاقات هي المفاوضات الاجتماعية التي حدد الأعراف و السلطة سقفها ( راجع لوائح مؤتمر الأعراف الأخير و قانون المالية لسنة 2007 ) ما يستلزم مفاوضا نقابيا يقبل بما لا يقبله النقابيون كما أن بروز وجوه نقابية ذات مصداقية في ضوء استحالة التجديد لأغلبية الأعضاء الحاليين للمكتب التنفيذي ينذر الحكم بفتح باب مراجعة العلاقة بين الاتحاد و الحكومة , ضمن هذا الأفق سيتحرك العمل النقابي و إعادة تركيب الصورة في التعليم الأساسي أحد مظاهره . محمد الهادي حمدة


 

منتهى الحرية:

صحفيون أحرار في ثلاجات مؤسسات العار

 
توفيق العياشي-
    تتنوع الأساليب الرخيصة و المتخلفة في منع الصحفيين من أداء رسالتهم الإعلامية فقد سعت بعض السلطات إلى ابتكار أساليب غاية في الوضاعة و النذالة لشل نشاطات الصحفيين الأحرار أما عن طريق الاعتداءات المباشرة والتي ينفذها عادة بعض الفتوات والبلطجية المحسوبين على الجهات الأمنية حيث يقدمون على تعقب الصحفيين بعد التنصت على مكالماتهم الهاتفية ويمنعوهم بالعنف من الوصول إلى أماكن العمل أو يستولون على معداتهم المهنية( الات تسجيل وتصوير ومعدات صوتية) مثلما يحدث بصفة مستمرة لصحفيي قناة الحوار التونسي حيث تحتجز السلطات الأمنية ماقيمته6 ألاف دينار من معدات تابعة للقناة استولت عليها بطريقة لصوصية في عديد المناسبات والأمر ذاته حصل مع الزميل لطفي الحيدوري الصحفي بمجلة كلمة الالكترونية حيث نهبته فرقة أمنية آلة التصوير(كاميرا)على ملكية المجلس الوطني للحريات كما تعرض الصحفي الموثق لنشاطات الحزب الديمقراطي التقدمي إلى السطو على ألتي تصوير تابعة للحزب.أما النصيب الاوفر من المنع والاعتداء فقد حضيا به كل من الصحفي لطفي حجي مراسل قناة الجزيرة الذي تعرض إلى الاعتداء بالعنف في عديد المناسبات من طرف » اعوان الامن » وكذالك الصحفي سليم بوخذير الذي لايمر يوما دون أن يبلغنا تعرضه إلى الضرب او الملاحقة وقد بلغت السفالة بالمعتدين حد استاجار إحدى بائعات الهوى لتدعي أن الصحفي سليم بوخذير كان يغازلها، هكذا.. ولا تقل بعض الأساليب الأخرى في تعقب أصحاب الكلمة الحرة رذالة عن الاعتداءات المباشرة فقد تم منذ أشهر تلفيق إحدى القضايا الكيدية ضد الزميل محمد الفراتي وصدر في حقه حكم غيابي  يقضي بسجنه وهو الآن يعيش في شبه منفى يتهدده السجن في صورة عودته لأرض الوطن ، وكل هذا التنكيل عقابا له على أرائه الحرة التي كان ينشرها في صحيفة الموقف عندما كان يشغل خطة أمين التحرير فيها.. أما عن الأسلوب الشيطاني الذي بات يؤرق عدد هام من الصحفيين الذين يشتغلون في المؤسسات الاعلامية العمومية أوشبه المستقلة فهو تعمد إدارة هذه المؤسسات تجميد نشاط الزملاء وشل أقلامهم عن طريق مصادرة المقالات وصنصرتها ودفنها في سلة المهملات إذا ما اشتمو في أعماق أعماقها رائحة رأي حر يحيد عن نسق التهليل و التكبير وتعديد الإنجازات.وفي حقيقة الأمر فان هذا الاسلوب ألمناوراتي الأخرق هو أخطر هذه الاساليب على استقلالية الصحافة وحرية التعبير وهو الذي يكبل نشاط الزملاء الصحفيين فعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر بالمظلمة التي يتعرض لها الصحفي محمود الذوادي من طرف ادارة صحيفة لابراس الحكومية حيث جمد نشاطه في هذه المؤسسة العجيبة منذ سنة 2004 وتعرضت مقالاته إلى المصادرة والصنصرة  مما أضطره إلى رفع قضية عرفية ضد الصحيفة ،أما الجرم الكبير الذي اقترفه الصحفي محمود الذوادي و الذي دفع بإدارة الصحيفة إلى الزج به في ثلاجة المؤسسة هو نشاطه الدءوب في صلب نقابة الصحفيين المنشودة، ومن المعلوم أن مؤسسة لابراس هي من أهم المؤسسات التي ينشط فيها مقص الرقيب ويتعرض الصحفيين المستقلين فيها إلى شتي صروف  المهانة و الإذلال ومن طرائف الأمور أن حمى الصنصرة قد طالت خطاب رئيس الدولة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة حيث تعمدت الصحيفة حجب جزء من رسالة الرئيس الذي وجهها للصحفيين والتي اشر فيها إلى تردي الأوضاع المهنية في مؤسسة لا براس. وبالنظر إلى كل هذه الهرطقات التي يتعرض لها الصحفيين الاحرار في تونس فقد بات من الضروري أن تتحمل نقابة الصحفيين إلى جانب الجمعية مسؤولياتها في الذود عن كرامة الصحفيين المهدورة وعلى حرية التعبير والصحافة التي لايمكن لاي شعب أن ينهض وينفض عنه غبار الخنوع والاستسلام في غيابها.أما عن المتمسكين بان يقتصر دور النقابة والجمعية على الدور المطلبي المهني البحت ويجرمون الخوض في مسالة الحرية ويلوحون بفزاعة التسييس فيجب أن يدركو أن الصحفي يختلف كل الختلاف عن الحرفيين والعمال في أي قطاع من القطاعات المهنية الأخرى لان شرف الصحفي في حريته وفي استقلاليته المهنية والفكرية عن السلطة وعن كل التيارات التي تريد ان تجعل منه مجرد بيدق مرتهن لغير ضميره وأخلاقيات مهنته.

 

خنيس: آفاق النهوض

 
بقلم عامر عياد تمثل الصناعات التقليدية إلى جانب  منتوج البحر اهم القطاعات المنتجة التي يقوم عليها اقتصاد مدينة خنيس -والتي رغم قربها من مدينة المنستير ما زالت تعاني من عديد مظاهر التخلف –ورغم كل الصعوبات مازالت هذه القطاعات تمثل المصادر الرئيسية للرزق ،هذه الصعوبات التي بدأت تتفاقم مما يهدد الاستقرار الاجتماعي: فبالنسبة لقطاع الصيد البحري: أكثر من ثلاث مائة بحار يقتاتون و يرتزقون من خيرات البحر، وقد مثل هذا القطاع أهم القطاعات المنتجة بالمدينة منذ بواكير تاريخها نظرا لموقعها على شاطئ ممتد وغني بثروته البحرية .ونظرا لجودة إنتاجه كثر الطلب عليه ، فكانت المدينة قبلة لنوعية من الحرفاء و المستهلكين الأثرياء مما خلق حركية تجارية واقتصادية إلا أن عوامل عديدة جعلت هذا القطاع يتراجع بل ويكاد الإنتاج يصبح منعدما مما خلق حالة من الركود وأحيل العديد على البطالة مما زاد في نسبة الحاجة والفاقة.و تعود الأسباب أساسا إلى ما يلي: *اعتماد البحارة على الأساليب التقليدية وعدم سعيهم إلى تجديد أسطولهم وتطوير آليات إنتاجهم ، ولا بد من الإشارة إلى أن السلط المحلية تتحمل هي الأخرى جزء من المسؤولية في هذا الخصوص وذلك بعدم تأهيل القطاع وعدم توعية البحارة بضرورة التطوير. *تلوث مساحة كبيرة من البحر لأنه أصبح مصبا لفضلات ديوان التطهير حيث يتقاسمه محطتي تطهير الأولى بالفرينة والثانية بوادي السوق ،وقد بلغ التلوث ذروته خلال الصائفة الفارطة حيث لوحظ موت أنواع من الرخويات و الأسماك. وما زاد الأمور تعقيدا وخلق جوا من التوتر في صفوف البحارة هو تساهل الجهات المسؤولة بل حماية المراكب الكبيرة التي تصطاد بالدرة وهو نوع اكبر من الكركارة الغير مسموح به خصوص في عمق معين لأنه يجرف معه كل أنواع الحياة في البحر ، من بيض و اسماك صغيرة غير مهيأة للصيد ونبات… وقد خلق هذا الوضع حالة من الغليان الاجتماعي بين البحارة الذين يمثلون شريحة مهمة من النسيج الاجتماعي في المدينة وقد بدوا بترويج عريضة للاحتجاج على أوضاعهم وتساهل بعض الاطراف في تطبيق القوانين ضمانا لمصالحهم. أما بالنسبة للصناعات التقليدية: فمنذ وقت غير بعيد كانت مدينة خنيس قبلة وكالات الأسفار على اعتبار أنها كانت مدرجة ضمن المسلك السياحي إضافة إلى ثراء منتوجها  من الصناعات التقليدية من الحرام العربي و الفوطة و البرنس الساحلي  و الزربية والقشابية و الفراشية والبطانية.. وقد وصل عدد زوارها من السياح إلى اكثرمن خمسين ألفا سنويا مما خلق حركية اقتصادية وجعل هذه الصناعة تتطور بل و تصدر منتوجها وعمالتها إلى عديد الدول المجاورة و قد بلغت هذه الصناعة أوجها حيث لا يكاد يخلو منزل من منازلها من ورشة أو نول أو غزل للصوف وغيره .. ولكن تضافرت عوامل عديدة كانت سببا في تقهقر هذه الصناعة التي هجرها الأهالي لانعدام المردوية الاقتصادية و انحسار التسويق في تعاضديه مترهلة كانت قطبا مشعا و محتضنا و جامعا وراعيا لها ومن أهم الأسباب هو إلغاء مدينة خنيس من المسلك السياحي  و تعويضها بمدينة قصر هلال التي لا تحوي إلا على خمسة أنوال في حين أن خنيس تظم أكثر من 150 نول حسب الديوان القومي للصناعات التقليدية هذا دون احتساب صناعة الزريبة و غزل الصوف وغيره ..هذا الإلغاء اعتبر ضربة قوية لتسويق المنتوج، ورغم المجهودات المبذولة من طرف بعض الارادت الخيرة  والتي تهدف إلى إحياء هذا التراث و النشاط الاقتصادي حتى تعود للبلاد حيويتها وذلك *باعطاءه بعدا ثقافيا من خلال إعادة مهرجان الصناعات التقليدية للنشاط بعد أكثر من سبعة سنوات من التجميد. *تنظيم معرض وطني للصناعات التقليدية من المنتظر أن يشارك فيه عدد من الولايات المعنية قد يصل إلى عشرة. *تنظيم ندوات وطنية حول الصناعات التقليدية و أفاق تطويرها بإشراف الديوان الوطني للصناعات التقليدية. إلا أن الإشكال  الأهم التي تعترض القطاع هي مشكلة التسويق التي يمكن حلها عبر إعادة إدراج المدينة عبر المسلك السياحي وإعادة إحياء دور تعاضديه النسيج التي تعاني سكرات الموت البطيء. كما انه لا بد من الإشارة أن المدينة قادرة ببنيتها التحتية و الطبيعية على استقطاب نوعية خاصة من السياح وبذلك ننوع من المنتوج السياحي ونخلق الحركية التي نريد في المدينة،ففي خنيس منطقة بحرية مفتوحة تسمى  » المقطوعة » تشبه بل تتطابق مع مقطوعة مدينة جرجيس المعروفة بنشاط سياحي فريد في تونس و هو سباقات الزوارق الشراعية le char à voile و أيضا سباق المناطيد هذا المنتوج السياحي لا يوجد إلا في منطقة جرجيس في أقاصي الجنوب التونسي فلم لا التفكير في إيجاده في مدينة خنيس وهو التي تتوسط قطبين سياحيين : مدينة المنستير و مدينة المهدية ولا تبعد سوى سبعة كيلومترات على خامس مطار في العالم والثاني في افريقيا على صعيد الاستقطاب السياحي في مستوى رحلات الشارتار.

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الدكتورة سلوى الشرفي: ماذا يجدي اعترافي؟

 
د. محمد الهاشمي الحامدي تحية طيبة، وسلام من الله عليك وعلى أهلك ورحمة وبركات. أرجو لك إجازة صيفية جميلة ومريحة، كما آمل أن تكون موجة الحر الشديد التي بدأ بها الصيف التونسي قد ولت وانتهت. سألت والدتي عن الطقس في الحوامد قبل قليل، فقالت إن نسمة من الهواء الشرقي جعلت الجو جميلا ورائقا. وسألتها عن الناس في الحوامد فقالت إنهم مشغولون بالأفراح: أعراس وحفلات ختان. الحقيقة أنني أناقشك عن الإستبداد والحوار مع الغرب وحقوق المرأة، وعقلي وقلبي مشدودان أحيانا كثيرة لأمور أبسط من هذا بكثير. بنفسي يا دكتورة سلوى شوق عارم وحنين جارف. أول الحنين إلى أمي. إلى جلسة بجوارها في صباح ربيعي جميل في مسقط رأسي. في قرية الحوامد. تذكرين ماذا قال محمود درويش، معبرا بلسان حالي هذا الصباح تماما: أحنُ إلى خبز أمي وقهوةِ أمي ولمسةِ أمي .. * * *                    وتكبر فيَّ الطفولةُ يوماً على صدر يومِ أعشق عمري لأني إذا متُّ أخجل من دمع أمي ! * * * خذيني .. إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهدبكْ وغطي عظامي بعشبٍ تعمَّد من طهر كعبكْ وشدِّي وثاقي.. بخصلة شعرٍ .. بخيطٍ يلوِّح في ذيل ثوبك.. * * * ضعيني إذا مارجعتُ وقودا بتنور ناركْ وحبل غسيل على سطح داركْ لأني فقدت الوقوف بدون صلاةِ نهاركْ هرمتُ فردّي نجوم الطفولة حتى اشاركْ صغار العصافير .. درب الرجوع .. لعُشِّ إنتظارك  !! * * * ردّي نجوم الطفولة حتى اشارك صغار العصافير درب الرجوع … لعش انتظارك !! * * * أمي على رأس قائمة طويلة من الأشواق. أشتاق لـ « لمَّة » أحباب وأصدقاء في قريتي الصغيرة. لجلسة في مقهى من مقاهي شارع الحبيب بورقيبة. لصلاة العشاء جماعة في جامع سيدي يوسف أو جامع الزيتونة، يؤمّها إمام حسن الصوت، يقرأ القرآن الكريم فتظن أنك تسمعه لأول مرة. أو لمواكبة مقابلة في الدور النهائي لكأس تونس يكون النادي الإفريقي طرفا فيها. النادي الإفريقي.. كيف بقي في ذاكرتي بعد واحد وعشرين عاما من الهجرة؟ أعترف لك أنه ما تزال بقلبي بقية من هواه. والبحر يا أستاذة، البحر صيفا في شواطئ بنزرت أو الوطن القبلي مع أصدقاء تشعر معهم بالحب والأنس والصداقة. أحب أن أرد على أسئلتك وتعليقاتك، لكن لا أدري ما أصابني هذا الصباح. ربما هي مكالمتي مع أمي قبل قليل. ربما هي رسالة وصلتني هذا الصباح من أخ كريم في فرنسا، جامعي وذي باع في البحث العلمي، قال لي فيها: « أود أن أعبر لك عن تقديري لتفانيك في محاولة الإصلاح بالكلمة الطيبة رغم تتالي الانتقادات والإساءات من أطراف عديدة. وأعي خطورة الأمر الذي تقف عليه وحاجته إلى صبر وسعة صدر وقوة إيمان وأنت أهل لذلك إن شاء الله. أخي العزيز مذ عرفتك وأنت يسكنك وجع البلاد وهاجس المصالحة بين أبناء البلد الواحد قد يفوق  بكثير من يقف على خط المقاومة الصدامية ». ربما تكون المكالمة الهاتفية هي السبب. وربما تكون الرسالة من صديقي التونسي الباريسي. النتيجة أنني لا أستطيع أن أكتب اللحظة حرفا في موضوعات النقاش التي بدأناها منذ أيام. سأحاول صباح الغد. غمامة من الشوق العارم لتونس تملأ عالمي كله من جميع الجهات. أقول لنفسي: اسكتي أيتها النفس. إنك تتنقلين بين بلدان العالم، بين أجمل بلدان العالم. تريدين الخضرة: وهل هناك خضرة أجمل من خضرة أوروبا، أو ماليزيا وبلدان شرق آسيا؟ تريدين الجديد والمثير في الحياة؟ وهل هناك جدة وحيوية أكثر مما هو موجود في أوروبا؟ اسكتي أيتها النفس. اسكتي. كل ما تريدين موجود خارج تونس. لكن نفسي ترد على نفسي. نفسي ترد عليّ بتمرد وإلحاح: الخضرة هناك أحلى. اعترف. الزيتون هناك أجمل. اعترف. لون البحر هناك أجمل من كل البحار. اعترف. حتى الرمل. حتى الأرض البلقع التي لا شجر فيها ولا ثمر. حتى الطرقات الصحراوية التي لا يحيط بها إلا الريح، والعج والغبار. كلها في نفسك أحلى. اعترف. والناس. أنسيت الناس؟ أمك وإخوتك وأخواتك. وأقاربك. وزملاء الدراسة في الحوامد وسيدي بوزيد ثم في كلية الآداب. يسكنك الشوق إليهم طيلة هذه السنوات، وأنت تكابر. وتكابر. وتكابر. اعترف. اعترف. اعترف. كلية الآداب؟ أذكرت كلية الآداب؟ يا ظالم. هل تستطيع أن تنساها؟ وكلية الحقوق. وصخرة سقراط. وكلية العلوم ومدرسة المهندسين. ومبيت رأس الطابية. والإجتماعات والتجمعات العامة والمظاهرات. ووجوه السجال بين أبناء تونس المتوزعين يمينا ويسارا بحمية الشباب التي تجعل العالم كله قابلا لإعادة التشكيل في عام أو عامين!! اشتقت لجولة في تلك الأماكن. بل اشتقت كثيرا. بل إن ما تعرفه من مفردات العربية لا يكفي للتعبير عما في قلبك من شوق. اعترف. اعترف. اعترف. والعاصمة. أية عاصمة أحلى منها؟ ورائحة الأحياء والشوارع والأزقة في المدينة القديمة، في سوق البلاط، وفي جامع الزيتونة والأحياء المحيطة به. وفي باب بحر والمدينة الحديثة. في شارع علي باش حانبة. حقا. ما الذي ذكّرك بشارع علي باش حانبة؟ آه. تذكرت. جريدة الصباح كانت هناك. وأنت كنت تحرر فيها صفحة الجامعة الإثنين والخميس من كل أسبوع. وقبلها كنت في مجلة « المغرب العربي ». وقبل ذلك في جريدة « الرأي ». تذكرت الوجوه في تلك الصحف والمجلات. وجوه النخبة التونسية من كل الإتجاهات. وجوه الكفاءات التونسية وهي تشعر بالتفوق والتفرد، تحاول صنع المعجزات بأقل الإمكانيات. تود لو تعود وتلقاهم جميعا. تشرب معهم فنجانا من القهوة. تقول لهم أنك تحبهم وتشتاق إليهم مهما كانت انتماءاتهم الفكرية والحزبية. وتقول لهم: يا إخوة، يا أصدقاء ويا رفاق: أترضون أن يضيع ما تبقى من عمري وأعماركم في قطيعة عبثية، وعداوات إيديولوجية. ألسنا جميعا أهلا وعائلة واحدة؟ اشتقت إليهم حقا. فاعترف. اعترف. اعترف. حلمك علي أيتها الذاكرة. اهدئي يا نفسي. أهدئي أرجوك. إنني معترف بكل هذا وأكثر. أشهد الله العظيم، وملائكته، والناس أجمعين، أنّي معترف. ولكن آه. ألف آه من لكن. قولي لي: ماذا يجدي اعترافي؟ يقول الصديق في رسالته: « أنتظر جواز السفر منذ عدة شهور، ويبدو أن جهات داخل الحزب لا تزال معترضة على عودتي وتحاول تعطيل حصولي على الجواز. وبمجرد حصولي عليه فسأزور تونس بإذن الله ». نفسي تسأل نفسي: هل ألمح من هذا النص أنك تريد عودة الآخرين قبلك؟ ربما. شيء في خاطري يا دكتورة سلوى يقول لي، كلما ألحت عليّ هذه الهواجس والأفكار: والآخرون يا محمد الهاشمي. وزملاء الدراسة المسجونون. والذين يرغبون في العودة ولا يستطيعون. وترد نفسي على نفسي: ولكنك استقلت من ذلك الماضي. تذكر ذلك جيدا. أنت استقلت. يا رجل، لقد استقلت منذ خمسة عشر عاما. ولست مسؤولا عن عودة أحد. ثم هل نسيت؟ افتح المواقع الإخبارية التونسية قبل شهرين فقط إن كنت نسيت. اقرأ كم هوجمت وكم أوذيت من الناس الذين تريد أن يعودوا قبلك. ألا ترعوي؟ ويرد بعضي على بعضي: لعلهم هاجموك لسبب غير الكراهية. لعلهم أرادوا تسوية لا تقوم على مبدأ التفضل والتجاوز وحده. لعلهم فضلوا الصبر للتوصل لتسوية تحفظ كرامتهم وحقوقهم وتضمن ألا يعودوا لمثل ما هم عليه الآن. لعل دافعهم، رغم كل ما في الظاهر من جلبة وخصومة، أمل دفين في أعماق القلوب أن الخصم من أبناء الوطن، سيقدر خواطرهم، رغم كل ما جرى، وسيعطيهم الصلح الذي يحفظ هذه الكرامة. ثم، كيف تستطيع أن تنسى أنهم أهلك وإن آذوك؟ وكيف تلتمس الأعذار لغيرهم ولا تلتمسها لهم؟ أحسن الظن بهم، كما تحسن الظن بغيرهم. يا إلاهي. لماذا أعود لهذا الموضوع الذي يؤلمني، وأنا موقن بالحسابات الواقعية أن مجال التأثير فيه محدود، بل محدود للغاية.  أمرٌ بين الرئيس بن علي وحكومته من جهة، وبين معارضيه من جهة أخرى. فلم تحمل نفسك ما لا تطيق؟ مشتاق أنا، وحائر في مآلات هذا الشوق في آن واحد. أحلم بالعودة. لكنني في نفسي حلما، أو أحلاما، أكبر منها. أقدم أهلي على نفسي. ويرتاب بي المتخاصمون من أهلي، ويهاجمني بعضهم بعنف، وإن ثارت نفسي، قلت لنفسي: أما ترين؟ كلهم أهلي. كلهم أهلي. لحظة من فضلك يا دكتورة سلوى. ها أنذا أعثر على مسرب صغير يعيدني لموضوع النقاش بيني وبينك. للأولويات التي تحدثنا فيها ووافقتني عليها. هل بوسعك، ولك الجزاء الأوفى، أن تدليني على طريق لم الشمل بين أبناء العائلة التونسية الواحدة، وسبيل العودة لكل المغتربين، والأمن والطمأنينة لكل المهمشين، والصلح النهائي بين السلطة والإسلاميين؟ أعترف لك أمام كل القراء بأنني حائر إزاء هذا السؤال الكبير ومرهق جدا من التفكير فيه. ساعديني برأيك، واسألي زملائك في الكلية، وفي جمعية النساء الديمقراطيات، إن كان لهم جواب على هذا السؤال. وأبلغي سلامي للدكتور محمد الشرفي رجاء وقولي له: هل لديه جواب؟ قولي له إنني التقيت قبل الإنتهاء من كتابة هذه الرسالة وفدا من منتدى العائلات الثكلى اليهودية الفلسطينية.  كل منهم فقد ابنا أو ابنة، أبا أو أما، أخا أو أختا، في النزاع بين الطرفين، ومع ذلك وجدتهم يتخذون من مآسيهم الشخصية أرضية حوار للقاء والحوار حول المستقبل. قولي له إن حديثهم ذكرني بخصومة أهون، هكذا يفرض المنطق، أليس كذلك، خصومة بين أبناء الوطن الواحد، خصومة طالت وتحتاج إلى نهاية. هل يعرف سر تلك النهاية المرجوة؟ هل يعرف كيف ينتصر الإنسان، بما فيه من قدرة على النسيان والتجاوز، في نفس كل واحد منا، من أجل أن نبتهج ونحتفل بكل يوم بقي من أعمارنا معا، في حضن الوطن؟ اسأليه، واسألي النساء الديمقراطيات. والرجال الديمقراطيين. والكتاب والعلماء، ودعاة اللائكية وخصومها. هل يعرف أحد منهم السر؟ ثم أجيبيني يا دكتورة سلوى لطفا وتكرما، بارك الله فيك.


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 261 على موقع تونس نيوز

خواطر ومقترحات بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية 25 جويلية 1957

الحلقة الثانية

 
 بقلم محمد العروسي الهاني على بركة الله أوصل الكتابة والمساهمة على موقع الأنترنات تونس نيوز الرحمة المهدات للأمة العربية في عصر التكنولوجيا والطرق السيارة والصحافة الالكترونية التي برزت في الأعوام الأخيرة لرفع الحواجز على الكلمة الحرة والأقلام الجريئة والشجاعة والرأي الحر الذي يدونه لا تقدم لشعب ولا ازدهار لأمة ولا حرية لمجتمع ولا صوت يعلو على حرية الرأي ومن هذا المنطبق أواصل المشاركة بواسطة هذا الموقع الديمقراطي الذي يكرس حرية الرأي والتعبير الحر الهادف وفي تقديري أن ميلاد الجمهورية يوم 25 جويلية 1957 هو ميلاد أمة وتحرير الشعب من العبودية والاستبداد والحكم المطلق للبيات الحكم الفردي… الذي أوصل البلاد إلى الحماية. وكما أسلفت في الحلقة الأولى يوم 11 جويلية 2007 فإن ميلاد الجمهورية التونسية جاء تتويجا لعيد الاستقلال الوطني 20 مارس 1956. وأراد الزعيم الحبيب بورقيبة الذي كافح من أجل استعادة الحقوق المشروعة بقيادته طيلة 22 سنة منها 17 سنة سجون ومنافي وهجرة وإبعاد وأراد وأن يتوج الاستقلال بالنظام الجمهورية وفعلا تحقق ذاك والحمد لله. وبعد أن قدمت في الحلقة الأولى 7 مقترحات عملية هامة أواصل اليوم بقية المقترحات والخواطر. 8)   ضرورة تكريم كل النواب الذين هم على قيد الحياة من المجلس التأسيس إلى النواب الحاليين دون استثناء، ودعوة أبناء وأحفاد وعائلات النواب السابقين الذين غادروا الحياة الدنيا وذلك في إطار ترابط الأجيال والعرفان بالجميل لكل من تقلد وتحمل المسؤولية في المجلس التأسيس إلى اليوم 2007. 9)   توسيم الولاة والمعتمدون والإطارات العليا بوسام الجمهورية في الذكرى الخمسين دون استثناء خاصة الذين لم يشملهم التوسيم سابقا أو وسام من درجة إلى درجة. 10) الإعلان على بعث جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ورموز الحركة الوطنية طبقا للمبادرة التي تقدمت بها مجموعة من العناصر الدستورية لطلب التأشيرة القانونية ولا أفضل من الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية للإعلان عن بعث الجمعية على غرار الجمعية التي بعثت وتأسست في فرنسا عام 2005 وتونس جديرة ببعث الجمعية قبل فرنسا… 11) دعم المناخ الديمقراطي داخل هياكل التجمع الدستوري الديمقراطي بمزيد توسيع قاعدة الانتخاب الحر المباشر دون تعيين على الصعيد المركزي والجهوي – في مستوى انتخاب اللجنة المركزية للتجمع في المؤتمر السلطة العليا للتجمع، دون تعيين… وكذلك على الصعيد الجهوي انتخاب دون تعيين أيضا في لجان التنسيق الحزبي بصفة مباشرة منذ عام 1988 12) تعديل المجلة الانتخابية على مستوى الأحزاب والقائمات المستقلة على حساب نسبة 3 % أي نظام النسبية وكل قائمة تحصل على 3 % من الأصوات تدخل البرلمان أو البلدية لضمان التمثيل النسبي الديمقراطي. 13) مزيد إدخال المرونة والتحيين على طلب استرداد الحقوق بصفة آلية بعد قضى المدة القانونية ودون طلب أو اجتهادات أحيانا تؤول حسب الاجتهاد الشخصي الذي يتسبب في تعطيل الإجراءات ويضيع حقوق المواطنين المدنية والسياسية. 14) ضرورة دعم فكرة التوازن المحلي في المعتمديات والعدل السياسي بين الجهات والمعتمديات فيما يتعلق بإسناد المسؤوليات الإدارية والسياسية واختيار المترشحين لمجلس النواب والمجالي النيابية. حيث أحيانا معتمديات لم يشملها التعيين مثلا في خطة معتمد أو والي أو سفير. وجهات محظوظة وبدون تعليق. 15) التأكيد على إعطاء الفرصة كل 5 أعوام لمناضل أو إطار مشع ومفيد لتحمل المسؤولية في المجالس النيابية دون احتكار شخص طيلة 3 دورات نيابية وحرمان غيره من المساهمة في المجالس النيابية خاصة والبلاد تعج بالإطارات والكفاءات والمناضلين وأصحاب الأيادي البيضاء والأخلاق. 16) مزيد التركيز على اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب و الطرف المناسب مع الحرص على النظافة والإشعاع والتفاني في خدمة الوطن والولاء لتونس ولا ولاء للأشخاص. 17) ضرورة التركيز على القيام بحملة واسعة النطاق لمقاومة التفسخ الأخلاقي والانحلال والتهور والسلوك الانحرافي والميوعة والانحراف واللباس الغير لايق الذي نزع الحياء والحشمة ووسائل الإعلام المرئية والمكتوبة زادت هذه اظاهرة تشجيعا عوضا عن القضاء عليها. 18) حرية الإعلام وما إدراكها ما الإعلام قضية الساعة. فحرية الإعلام مبتورة والأقلام مكبوتة والتعليمات والرقابة الذاتية تلاحق الكاتب والصحفي وصاحب الرأي الحر وحان الوقت لدفع الإعلام إلى الانفتاح والتفاعل لمواكبة العصر والتأقلم مع واقع الإعلام في العالم وفتح الأبواب الموصودة. 19) ضرورة مزيد إعطاء الحوار التلفزي والملفات السياسية والقضايا المطروحة والمشاغل هامش من الحرية لدعم الحوار التلفزي بمشاركة كل العائلات الفكرية والسياسية دون احتكار أو تهميش باعتبار درجة الوعي والنضج الذي بلغها الشعب التونسي على جميع المستويات العلمية والفكرية والثقافية والأدبية فالشعب أصبح راشدا. 20) التأكد من مزيد فتح أبواب الحوار داخل الهياكل والجمعيات والأحزاب بأكثر حرية ومشاركة إيجابية ودعم وسائل الحوار دون رقابة أو اقصاء او تهميش خاصة في منابر الحوار على مستوى التجمع الدستوري الديمقراطي – طبقا لشعار الرئيس بن علي – إن التجمع لا يضيق صدره ورحابه من أي رأي يطرح أو يصرع به صاحبه. 21) ضرورة التأكيد على إيلاء الزعماء مكانتهم التاريخية والعمل على رفع صورة الزعيم الحبيب بورقيبة الكبرى في قاعة الاجتماعات بمناسبة عيد الجمهورية في الذكرى الخمسين واختيار الصور التي واكبت حدث الإعلان عن ميلاد الجمهورية يوم 25/07/1957 وإبرازها في كل مكان حتى يشاهد الشباب صورة الزعيم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة مؤسس الجمهورية. وان ترسيخ هذه القيم في عقول الشباب والأجيال الصاعدة هي الأسلم والأجدر والأنفع للوطن في إطار التواصل لدعم أركان الجمهورية التي أسسها الزعيم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. الحلقة القادمة إن شاء الله حول « المشاغل الاقتصادية والاجتماعية » قال الله تعالى : « لمثل هذا فليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون » صدق الله العظيم. قال الله تعالى : « ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون » صدق الله العظيم. محمد العروسي الهاني معتمـد متصرف متقاعـد


عودة الصيد

الصيد عميد من جديد والمستقلون يخسرون معركة الهيئة

 
محمد الحمروني أُعلن مساء الأحد 1 جويلية الماضي عن فوز الأستاذ البشير الصيد بعمادة المحامين بعد منافسة شرسة مع الأستاذ شرف الدين الظريف. المستقلون حسموا معركة العمادة لصالحهم بفارق 100 صوت، فيما نجح محامو التجمع في الظفر بـ5 من جملة 7 مقاعد الهيئة الوطنية. وما بين كلمة الافتتاح المؤثرة جدا التي ألقاها العميد المتخلي الأستاذ عبد الستار بن موسى وإعلان آخر النتائج عرف الجلسة العامة تطورات كبيرة ولحظات شد وشذب انتهت في بعض الأحيان بالاعتداء بالعنف على الصحفيين والمحامين. فكيف كانت الجلسة؟ وما هي أهم التطورات التي عرفتها؟ وكيف كانت النتائج؟ وما هي العوامل التي حسمت الموقف بين المتنافسين؟ جلسة ساخنة ومع فتح باب التدخلات للمحامين ظهر جليا أن الجلسة العامة تتجه إلى أن تكون ساخنة جدا، وان كل طرف قد استعد لحسمها لفائدته بكل ما أوتي من قوة. وبدا هذا واضحا خاصة لدى محامي التجمع الذين لم يتركوا متدخلا إلا وعلقوا عليه أو قاطعوه بكل الوسائل الممكنة..بالهتاف والصياح أحيانا، وبالقوة أحيانا أخرى. وشن محامو التجمع خلال تدخلاتهم هجوما عنيفا على الأطراف المعارضة والمستقلة، وعلى العميد المتخلي الأستاذ بن موسى إذ اتهموه بعدم النزاهة والتحيز وغيرها من الشتائم.  وبلغ الأمر حد الاعتداء على الصحفيين وتعرض مبعوث جريدة الموقف إلى الاعتداء بالعنف وبالكلام البذيء، إذ حاولت مجموعة تتألف من 30 محاميا تجمعيا إخراجه بالقوة من قاعة الاجتماع وافتكاك آلة التصوير التي كانت بحوزته، ما دفع بعدد من المحامين إلى التدخل لحمايته ودفع المعتدين عنه فيما هدد العميد بن موسى بإيقاف أعمال الجلسة، كما تم الاعتداء على مراسل قناة الحوار التونسي أيضا. تدخلات المحامين، التي يفترض أن تناقش التقريرين الأدبي والمالي، تركت المسألتين جانبا وانخرطت في ما يشبه الحملة الانتخابية غير المباشرة. فهذا محام مستقل يستغرب في تدخله « ترشح احد الرموز السياسية التي تُمضي باسم طرف سياسي ويدعوا إلى عدم انتخابه » في إشارة واضحة إلى الأستاذ البشير الصيد. وذاك تجمعي يدعوا إلى انتخاب عميد يتمتع بالاستقلالية وقادر على تحقيق المطالب حتى وان كان معارضا. ظروف سيئة ودارت الجلسة في ظروف مادية ومعنوية سيئة للغاية. فالقاعة ضاقت بالحاضرين والحرارة المرتفعة ألهبت عطشهم فانتشروا في أنحاء النزل ما بين مقاهيه وحانته، يبحثون لهم عما يريح الجسد ويطفئ العطش. ولم توفر لجنة التنظيم الماء للحاضرين عدى الموجودين في المنصة الشرفية. كما لم يمكّن الصحافيون من أداء واجبهم، فلم توفر لهم أمكنة خاصة بهم للقيام بأعمالهم فاضطروا لقضاء الساعات التي استغرقتها الجلسة الأولى واقفين وسط أجواء حارة ولم يمكنوا حتى من الماء. بل هناك من المحامين من خير مغادرة النزل تماما والبحث في الأنحاء المجاورة عن أمكنة أرحب وأثمان أبخس. ضيق في المكان يعكس محدودية « المناصب » المتنافس عليها، وحرارة في الجو تكاد تطبق على الأنفاس تعكس حرارة الحملة الانتخابية. الصيد مرة أخرى صباح اليوم التالي ومع انطلاق عملية الانتخاب نشطت « الماكينات الانتخابية » لكل طرف واستعرت اللقاء الثنائية والثلاثية ونشط الاتصال بالغرف، فيما انتصب آخرون أمام المدخل الرئيسي للنزل يستقبلون القادمين بالمطويات الانتخابية ويوزعون عليهم الابتسامات. وفي الخارج نشط محامو التجمع في استقدام مناصريهم من النزل المجاورة فيما تحدثت بعض الأنباء عن تسخير حافلات وسيارات لاستقدام الأنصار… ملأت عقب السجائر زوايا النزل، وضاقت الأنفاس جراء دخانها الذي ملأ الأجواء، فيما تناثرت المطويات والإعلانات الدعائية على الأرض وداس المحامون صور زملائهم المرشحين وسادت المكان حالة كبيرة من الفوضى… وتواصل الشد العصبي وسط أجواء من التكهنات التي لا تنتهي، ومع بداية عمليات الفرز لنتائج الدورة الأولى بدا جليا أن المنافسة تتجه إلى ثنائية بين بشير الصيد وشرف الدين الظريف. لم تحصل المفاجأة إذا ولم تخرج النتيجة عن إطار ما كان متوقعا، وكان واضحا أن الوقت الذي يتوفر عليه كل مرشح  لإعداد عدته من جديد ضيق وان المطلوب من المحامين ومن المجموعات والتكتلات ان تحسم مواقفها في أسرع وقت ممكن قبل العودة إلى الصندوق من جديد. وكان واضحا أيضا أن الظريف الذي تحصل على 698 سيستفيد من الأصوات التي أعطيت لصلاح الدين الشكي المرشح الثاني للتجمع والمقدرة بـ437 صوتا، في حين سادت حالة من القلق أوساط المستقلين خشية أن تمسك بعض المجموعات عن التصويت. ونشطت الاتصالات مع رؤساء القائمات لتنتهي بحصول إجماع على ضرورة أن لا تخرج العمادة من أيدي المستقلين.  نحن الآن في ساعة متأخرة من ليلة الأحد وقد أدلى كل بدلوه وقد تغيرت الملامح وبدا عليها القلق وكثر التدخين وتثاقلت الخطى ولم يتبق إلا انتظار النتيجة التي انتهت بإعلان البشير الصيد عميدا جديدا ومن جديد للمحامين..حُمل الصيد على الأعناق وسط شعارات « محاماة حرة حرة والدستوري على برة ». فيما استدعي  محامو التجمع عن عجل إلى دار الحزب ليلتقوا احد المسؤولين الكبار هناك !!!! فرحة ناقصة الفرحة بفوز احد المستقلين بالعمادة سرعان ما غشتها سحب الخشية من أن يهيمن الطرف الممثل للسلطة على الهيئة، خاصة مع تتالي الأنباء من قاعة الفرز عن إمكانية فوز خمسة من التجمعيين من جملة سبعة مرشحين… نحن الآن في مساء الاثنين وقد مضى على انطلاق الجلسة العامة 3 أيام لم يذق خلالها المرشحون واغلب المحامين من النوم إلا قليلا..ونعيش الآن آخر فصول المعركة الانتخابية التي ستحدد بالتأكيد مستقبل المحاماة وستلعب ولا شك دورا مهما في تحديد ملامح الصراع بين السلطة وباقي مكونات المجتمع المدني في قادم الأيام.. عادت حالة الشد العصبي من جديد وهرع ما تبقى من حضور إلى القاعة يتابعون بانتباه شديد نتائج الانتخابات، واستغرق الجميع في عمليات حسابية لم ينهها إلا الإعلان النهائي عن قائمة الفائزين السبعة وقد مضى من ليلة الاثنين نصفها أو معظمها وبدا أن الفجر يستعد للإعلان عن تباشيره. انتهت الحملة..وكشفت الصناديق عن أسرارها، وعاد الفائزون يحملون فرح الدنيا بين جنباتهم و »بشّر » المنسحبون بأيام صعبة على المحامين، فيما أطنب آخرون في البحث عن خفايا التحالفات…صورة لعلها أحسن وأبلغ تعبير عن  واقع المهنة وما ينتظر القائمين عليها. وقبل أن ينتبه الفائزون من فرحتهم والمهزومون من صدمتهم أذّن الديك معلنا بداية يوم جديد وكأنه لم يعد في هذا الزمن متسع حتى للفرح. بن موسى ..المتشائل وكان العميد المتخلي الاستاذ عبجد الستار بن موسى القى كلمة قال فيها  « إن إصلاح المحاماة يتطلب تضامنا بين الزملاء وصِيانةً لروح الزمالة ووعيا بالمسائل المهنية وآلتزاما بالدفاع عن المهنة في إطار وحدة متكاملة، وتحت قيادة الهيئة الوطنية للمحامين ». واضاف بن موسى « الا ان تضامننا أصبح كاللّهيب الخابي الذي يكاد ينطفئ، وروح الزمالة أمست  كالزهرة الذابلة تنخرها الحسابات السياسوية والانتخابوية الضيقة » وتابع « في ختام هذه التجربة الحلوة والمرة في آن واحد اجد نفسي لا متشائما ولا متفائلا اجد نفسي متشائلا ». وشدد بن العميد قائلا « إنه لما كان رضاء الناس غاية لا تدرك، فإني عملت على إرضاء ضميري.. قد أكون لم أرض أحدا ولكن صدقوني أني ارضيت ضميري.. قضيت ربع قرن في خدمة الزملاء ولست بنادم على ذلك، غير ان ذلك كان على حساب اسرتي ومكتبي وصحتي وإني اطلب العفو والمعذرة من كل هؤلاء ». وختم بالقول « لقد حرصت على أن أعمل في المحاماة مثلما قال الشابي في الشعر :حسبي ان قلت شعرا ان يرتضيه ضميري…لتبق المحاماة مهنة الشرف والامانة والدفاع عن الحق والحرية مهما اشتدت الاعاصير والأنواء..ستبقى شامخة مناضلة عصية عن التوظيف والاحتواء وختاما تحية لكم وسلاما ». تنامي المظاهر سلبية ووقف التقرير الادبي على تنامي بعض المظاهر السلبية. وورد بالتقرير الذي تلاه الكاتب العام المتخلي، ان الهيئة نظرت خلال السنة القضائية المنقضية في 32 ملف تأديبي منها 20 الف من الفرع الجهوي بتونس. وتراوحت العقوبات بين المحو من الجدول بصفة نهائية وعدم المؤاخذة. وعبرت الهيئة عن انشغالها من تنامي المظاهر السلبية لدى بعض « الزملاء » في المهنة وحتى خارجها الشيء الذي نال من قيم الشرف والنبل والاستقامة والاعتدال ومراعات واجب الزمالة. وبين التقرير ايضا انه تم خلال السنة الماضية إحالة 158 محام على عدم المباشرة و 20 محاميا على التقاعد. وفي الجانب النقابي شدد التقرير على أن الحوار الذي تم مع وزارة العدل لم يكن مجديا ولا نافعا إذ أنه لم يحل دون تمرير مشاريعها، ومنها المصادقة على مشروع قانون معهد المحاماة والذي ارسى معهدا في شكل مؤسسة عمومية ذات صبغة ادارية خاضعة لوزارة العدل والتعليم العالي ومهمشا لدور الهيئة الوطنية لمحامين في التسيير والتكوين. وبناء عليه، واعتبارا لاقتناع الهيئة بان الوزارة تريد فرض مشاريعها تقرر عدم التعامل مع المعهد المزمع إنشاؤه وهو ما أدّى الى مقاطعة اشغال اللجنة المختصة بالنظر في المسائل الترتيبية للمعهد. وبخصوص التغطية الاجتماعية وهي إحدى الملفات التي تشغل كثيرا المحامين تحدث التقرير على ما توصل اليه مكتب الدراسات المكلف باعداد تصور شامل لتغطية مستديمة وتمحور التصور الجديد حول الإبقاء على الصندوق الحالي للتقاعد والتغطية الاجتماعية مع تطويره وتنظيم تسييره وذلك بالمحافظة على التامبر والترفيع في معلومه وإيجاد وسائل تمويل إضافية أخرى. وشرح التقرير بإطناب الخطوات التى قامت بها الهيئة من أجل توزيع التمبر بواسطة مؤسسة بنكية الامر الذي انتهى الى رفض الجهات المختصة – البنك المركزي- قيام احد البنوك بهذه المهمة. التقرير المالي أما بخصوص التقرير المالي فيمكن تسجيل ملاحظتين حوله: الأولى هي عدم إيلائه أي أهمية من طرف المحامين خلال تدخلاتهم، ما عدى بعض الإشارات إلى تضخم الرقم الخاص بالسفرات والمهمات إلى الخارج (40.934.065 منحة المهمات الخارجية+31.987.800 تذاكر المهمات الخارجية=72.921.865 المجموع). الثانية: وهي التي أثارت جدلا كبيرا ونالت حظا وافرا من الانتقاد فتتعلق بالجدول المفصل للاشتراكات غير الخالصة الوارد بالتقرير. وضمت القائمة مئات المحامين وتراوحت قيمة الاشتراكات بين 3.450  دينار و80 دينار فيث حين بلغت قيمتها الجملية 2.285.930.000 د.ت . ومدار الجدل بخصوص هذا الجدول تضمنه لمحامين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى، وهو ما اعتبره البعض اساءة لهم، وتضمنه أيضا أسماء عدد من المحامين الذين دفعوا ما عليهم من قيمة الاشتراكات، وبعضهم مرشح إما للعمادة أو الهيئة، مما أعطى للجدول أبعادا انتخابية – بمعنى حملة مضادة- ضدهم مثل ما وقع بالنسبة للأستاذة راضية النصراوي. (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 412 بتاريخ 6 جويلية 2007)

قالوا عن المؤتمر

قبل اعلان نتائج الهيئة بقليل

 
سعيدة العكرمي: فرحتنا ان الخط المهني المستقل هو الذي فاز بتسيير الهياكل. ونتمنى أن أن نبين للآخرين قدرتنا على العطاء بالشكل الجيد من اجل إصلاح هياكل المهنة وأن نتصالح مع الهياكل ونتواصل مع المحامين..المؤتمر كان صعبا باعتبار ان المنافسة كانت على اشدها ولكن الحمد لله ان وفقنا للفوز بالعمادة وانا ترشحت للهيئة ونلت ثقة زملائي. ليلى بن محمود: نحن معتزون بأن الانتخابات في العمادة تتم بصورة ديمقراطية. وهذا ما يميزنا عن عديد القطاعات الأخرى، وهذا ما يجعلنا فرحين دائما ومهما كانت النتائج. هناك للأسف أطراف تعمل على تشويه هذه التجربة من خلالها إصرارها على « الافتكاك » والقوة. والنتيجة كانت متقاربة جدا وهي في اغلبها رد فعل وليست « محبة » في المترشح الفائز…وللعلم فان المتشرح الذي خسر يحظى بتقدير واحترام كبيرين كمحامي وكإنسان، لكن ما حصل هو رد فعل عكسي على ما جرى خلال الجلسة من عنف سواء ضد المحامين أو الصحافيين الامر الذي اثر بنسبة تقارب الأربعين في المائة عن النتيجة. بالنسبة للهيئة لا يمكن الحكم عليها من خلال نتيجة اليوم لانها تتركب من الأعضاء السبعة الذين سيقع انتخابهم خلال الجلسة العامة و6 أعضاء آخرين هم رؤساء الفروع والكتاب العامين للفروع والعميد، أي 14 عضوا، وبالتالي فما جرى اليوم هو خطوة في اتجاه تحديد ملامح الهيئة فقط. وعسى ان تدفع نتيجة هذه الانتخابات، وخاصة في مستوى العمادة، الطرف المقابل الى فتح باب الحوار. سعيدة قراش: أنا أدافع عن فكرة التداول ذلك أننا كثيرا ما ننتقد النظام لأنه لا يقر بهذه السنة، ولكن عندما نكون نحن مطالبين بتطبيقها نجد أنفسنا أمام نفس الممارسة ..كنت أتمنى أن نرى في العمادة وجها قدم للقطاع وناضل من اجله  مثل راضية التي لا يشكك احد في نضاليتها واستقلاليتها وهي شاركت من قبل في تسيير الهياكل. تصويتنا للصيد هو رفض للهيمنة التي تريد السلطة فرضها على القطاع …والعنجهية التي تميزت بها تدخلات محامو التجمع هي التي حسمت الموقف ولا ننسى أن هذا الحسم جاء من صندوق المحامين المتمرنين..سنتمسك باستقلاليتنا وبمطالبنا من التأمين إلى توسيع مجال تدخل المحامي والتوزيع العادل للقضايا. محمد نجيب بن يوسف: الجلسة كانت ناجحة باعتبار أن الحكم كان صندوق الاقتراع، أتمنى أن يكون مثالا لباقي صناديق الاقتراع. ومهما تكن التركيبة لا بد للطرف المقابل التعامل مع المجلس بايجابية من اجل حل مشاكل المحاماة. أولى أولوياتي في الفترة القادمة الحسم في موضوع التغطية الاجتماعية والتفاوض مع السلطة بضوابط الحرص على مصالح المحاماة. مفاجئة الانتخابات كانت الفارق في الأصوات التي تحصل عليها كلا المترشحين والذي حسم الأمر هم المتمرنون. ما أكدته النتائج الأخيرة هو عدم صحة الرأي القائل بان محامو التجمع أصبحوا أكثر قوة وانضباطا منذ تكوين الخلية سمير ديلو :المؤتمر كان ناجحا بكل المقاييس إذ انتصر فيه الصوت المستقل المدافع عن حرية واستقلالية المهنة في معركة العمادة وافرز عميدا مستقلا رغم كل محاولات السلطة لإسقاطه. والذي حسم الموقف هو عدم انضباط بعض التجمعيين وعودة الوعي للذين راهنوا على بعض الحسابات الخاطئة. تحميل المستشار فؤاد الحوات مسؤولية خسارة التجمع بسبب اعتدائه على الزميل عبد الناصر العويني ليس دقيقا، واعتقد ان ذلك ربما زاد في تشويه صورة المحاميين التجمعيين ولكن لايفسر بصورة قاطعة ما حصل من نتائج. وبالنسبة للسنوات القادمة أرى ان المؤشرات للاسف لا تبعث على التفاؤل فنحن نتجه على ما يبدو الى مزيد من الانغلاق والتصعيد، ومزيد من اغلاق باب الحوار. وأرى ان اختيار البشير الصيد يمثل عقوبة للمحامين التجمعيين والسلطة، وهو في الوقت نفسه اصرار على تلازم (الحوار والنضال) من اجل فرض مطالب المحامين. هوامش المؤتمر ·احد المحامين كتب على ورقته: لا اليمين يقنع ولا اليسار ينفع . · بعض الورقات تضمنت كلاما بذيئا. · بعض المحامين كتبوا على ورقتهم الانتخابية: شرف الدين الظريف او صلاح الدين الشكي تماما مثل التوصية التي تلقواها وكانت الورقة ملغاة بالطبع. · احد المحامين صوت لفائدة سحنون الجوهري فيما رشح آخر فاطمة بوساحة. ·         · قيل ان محامو الطرف الذي لم يفز في الانتخابات أشعروا بعد الإعلان عن النتائج مباشرة عن إيقاف عملية التكفل بمصاريفهم من أكل وإقامة وان من يريد البقاء فعلى حسابه الخاص. · جرى فرز نتائج الهيئة في قاعة شبه فارغة مقارنة بنتائج العمادة. (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 412 بتاريخ 6 جويلية 2007)

منع نشطاء من حضور ندوة فكرية وتعنيف بعضهم

 
محمد الحمروني استنكرت عديد المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية الاعتداء الذي تعرض له السادة لطفي حجي الصحافي المعروف ومراسل قناة « الجزيرة » في تونس وحمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي والمناضل الحقوقي وعميد المناضلين السيد على بن سالم والناشطة الحقوقية المعروفة الأستاذة راضية النصراوي. وكانت قوات  أمن بالزى المدني طوقت مقر حزب التكتل الديمقراطي من  أجل العمل والحريات مانعة بذلك التحاقهم بالندوة التي نظمها منتدى 18 أكتوبر للحقوق والحريات حول  » حرية المعتقد والضمير ». وشمل المنع أيضا السيد على العريض الناطق الرسمي سابقا باسم حركة النهضة ولم تفهم الأسباب التي دعت إلى استثناء هؤلاء دون غيرهم من الحضور. وحوصر حجي مع مجموعة من الناشطين قبالة ساحة برشلونة فيما رفض زملاؤه التخلي عنه ومغادرة المكان. وبعد ساعة من الشد والدفع انتهت بالاتفاق على أن ينسحب حجي والهمامي وبن سالم والنصراوي من المكان عن طريق شارع جمال عبد الناصر الأمر الذي رفضته قوات الأمن أولا قبل أن تتراجع وتوافق على القرار. ومع بلوغ المغادرين مفترق الطريق بين جمال عبد الناصر ونهج انقلترا رفعوا شعارات « بالروح بالدم نفديك يا حرية  » ليتجاوب معهم المنسحبون من الجهة المقابلة وهنا سادت المكان حالة من الهرج والمرج وتجمع المواطنون يتساءلون عما يجري فيما تم تعنيف السيد بن سالم (75 عاما) ودفعه فسقط ارضا في حين تم ضرب حجي الهمامي والنصراوي في محاولة لأبعادهم عن المكان. ووسط اجواء التوتر هذه انطلقت الندوة واخذ السيد مصطفى بن جعفر الكلمة ليعبر عن أسفه الشديد لما حدث ويؤكد حرص هيئة 18 أكتوبر على مواصلة عملها مهما كان الثمن. وأعطيت الكلمة بعد ذلك للأستاذ عبد المجيد الشرفي الذي أكد في محاضرته على ما عرفه الإسلاميون من تطور في مواقفهم من قضية حرية المعتقد، لكنه قال إنهم  بقوا في منتصف الطريق (طالع تغطية مفصلة للندوة في ص 6-7) . وبعد ذلك أعطيت الكلمة لأصحاب الورقات فقدم الأستاذ احمد نجيب الشابي كلمة شدد فيها على أن الفكر الإسلامي ليس كتلة واحدة، وان في القرآن فسحة من الاختيار، وضرب  امثلة عديدة من الآيات التي تدل على حرية الاختيار. وشدد السيد علي العريض في ورقة تُليت في غيابه على أن حرية المعتقد أصل في القرآن وفي الفكر الإسلامي، وان التحديد الوارد في بعض المسائل  نجد له مثيلا في كل مواثيق حقوق الإنسان الدولية والعربية التي تربط دائما بين الحرية وبين الآداب العامة والأخلاق العامة والأمن العام. وعلق بعض المتدخلين على الظروف التي دارت فيها الندوة والتي جمعت بين شكلي المائدة المستديرة والندوة، وطالبوا بان يفسح المجال مجددا لمزيد التعمق و النقاش في هذه القضية. وشدد خميس الشماري الناشط والمستشار الحقوقي على الاستفادة التي حصلت له من خلال تدخل الأستاذ الشرفي. وعلق على ما جاء في ورقة العريض خاصة ما تعلق منها بميثاق حقوق الإنسان الإسلامي المعروف بإعلان القاهرة معتبرا أنه بعيد كل البعد عن المواثيق الدولية وحتى الإفريقية. وشدد سامي براهم على أن ما طرح في الجلسة هي قضايا محل نقاش أكاديمي معمق وطالب بحوار مع الأستاذ الشرفي يشمل مجمل تلك القضايا. محمد الحمروني (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 412 بتاريخ 6 جويلية 2007)
 

 

حوار الاديان : من سينوغرافيا الفضائيات إلى نفاق الأنظمة2/1

تصدير : « إن العلمانية هي نقطة الالتقاء بين الإسلام والمسيحية »

 
محمد أركون   ما هو متداول اليوم في الفضائيات العربية، خصوصا الخليجية، هو تبسيط واختزال شديدان لهذه الفكرة : فكرية أو تيمة ( Thème ) حوار الأديان  وكل استبدالاتها وتنويعاتها الأخرى مثل : حوار الحضارات، وحوار الثقافات ، وحوار الشرق و الغرب… الخ.   باختصار نقول إن وسائل الإعلام العربية ومن ورائها الأنظمة التي تملكها، تفهم حوار الأديان على هذه الشاكلة : جمع ناطقين باسم الأديان التوحيدية ، ما يسميهم  ماكس فيبير (M.Weber) بالمشرفين على شؤون التقديس. جمع شمل هؤلاء في أستوديو تلفزيوني تتلامح في خلفيته أضواء بانوارمية وتؤثثه سينوغرافيا ذات ملامح باروكية (Baroque ) للإيحاء، ولو بشكل سطحي، بجماليّة الاختلاف والتنوع. ثم ينطلق رؤساء الطوائف في ثرثرات وعظيّة وأخلاقية حول فكرة التسامح كل حسب مرجعياته ونصوصه، متجنبين الخوض في القضايا االلاهوتية الخلافية التي هي الجذر الأساسي للانقسام ولاستبعاد. وتنتهي هذه اللقاءات بعبارات المجاملة وكأن عصورا طويلة من الحروب ومن سوء الفهم ومن الهجاء المتبادل قد انتهت !   حوار الأديان كما تصنعه وتفهمه هذه المحطات التلفزيونية هو مجرد نشاط لفظي ودبلوماسي ينجز ويدار بعقلية مديري العلاقات العامة.   إن الهدف من طرح هذه المبادرات اليوم هو السعي إلى تحويل العلاقة بين الطوائف الدينية الكبرى من مستوى علاقات القوة والسيطرة والعنف والاستعباد المتبادل إلى علاقات  معرفة وتفاهم  وانفتاح.  هو هدف نبيل ومثالي بلا شك ولكن لا يمكن انجازه وتحقيقه من خلال إجراءات سهلة وبسيطة لا تختلف كثيرا عن حملات العلاقات العامة. فكل طائفة أو ملّة لا تزال منغلقة على ذاتها ومنكفئة داخل أنظمتها اللاهوتية الخاصة. ثم ذلك التاريخ الطويل والدرامي من الاضطهاد المتبادل والحروب والصراعات الدامية التي ما تزال يضغط بقوة على الحاضر من الجهتين.   الخلاف قديم ومستحكم ومازال حيا في ضمائر المسلمين والمسيحيين واليهود على حد السواء ولا يمكن أن نجد له  منفذا من خلال لقاءات تلفزيونية أو حتى مؤتمرات وندوات.   ولمعترض أن يقول بان هذه الملتقيات والمؤتمرات والندوات التي تجمع ممثلي الأديان سوف تأتي بنتائج جيدة وستحدث تقاربا أكيدا  بين هذه الأديان وترأب التصدعات القديمة والحديثة لو منحناها فسحة كافية من الزمن.   مباشرة نقول : لن يحصل ذلك . لماذا؟ لسبب بسيط : إن هؤلاء هم الناطقون الرسميون باسم الأرثوذكسيتين (الإسلامية المسيحية ونصرف الكلام إليهما فقط لان اللقاء الإسلامي- اليهودي لم يظهر بحكم أن الفلسطينيين و الاسرائليين لم يتوصلوا بعد إلى إبداع تركيبة سلام عادل). فهل يمكن، من حيث المبدأ ،أن يكون هناك حوار حقيقي بين أرثوذكسيات، بما يشترطه المفهوم العميق للحوار من انفتاح على الآخر عبر تعديل مستمر للمواقف والقناعات ، وبما يعنيه مفهوم الأرثوذكسية من انغلاق وإقصائية مفرطة واستبعاد؟    لنتوسع أولا ، في مفهوم الأرثوذكسية لأننا نرى أنه مفيد  في سياقنا هذا وفي سياقات أخرى. هذا المصطلح هو شائع الآن في العلوم الإنسانية ولا علاقة لمعناه بالمذهب الأرثوذكسي في المسيحية. فالمعنى الاصطلاحي هنا قد ينطبق حتى على الماركسية، فنقول الماركسية الأرثوذكسية مثلا.   وهو يعني بشكل عام مجموعة المسلمات والبديهيات والقناعات المشكلة للاعتقاد التي لا  يمكن الخروج عنها دون معاقبة صارمة، ابسطها الإدانة بالهرطقة والتحريفية. وبهذا المعنى أيضا يمكن أن نتحدث على الأرثوذكسية الكاثوليكية أو الأرثوذكسية الإسلامية التي تتفرع بدورها إلى أرثوذكسيتين إسلاميتين : السنية والشعبية.   وإذا ما حصرنا  الكلام أكثر داخل الأرثوذوكسية الدينية نقول أنها اعتقاد كامل بامتلاك الحقيقة الأولى والأصلية وغير المحرفة لتجربة الألوهة أو لحقيقة الوحي، فكل طائف دينية أو ملّة  تعتقد أنها تمتلك وحدها النسخة الموثوقة والصحيحة والكاملة عن الوحي، وهذا ما تعتقد الطائفة اليهودية والطائفة المسيحية والطائفة الإسلامية… وكل طائفة تحذف ما عداها. كل أرثوذكسية هي أصولية وإقصائية ومنغلقة ومتطرفة بالتعريف.   أما الحوار فهو بالتعريف انفتــــاح ونسبيّـــة ومشروطيــة وتذويـت (Subjectivation ) للآخر وللغيريّة.   بعد إضاءة المصطلحين يتضح أن الحقل المفهومي للحوار هو ليس من جنس الحقل ألمفهومي للأرثوذكسيات ولا هو من نوعها، بل هناك استحالة منطقية ودلاليّة بينهما وتعارض على خط مستقيم يمنع الجمع بينهما ولو توسّعا ومجازا.   إن حوار الأديان هو حقل لا ينبغي أن يلجه الشيوخ والفقهاء والكهنة والدعاة والمبشرين، لان هؤلاء هم حراس العقيدة وحراس الأرثوذكسية في الجهتين ولا أمل   في صنع حركة مصالحة بين الأديان أو تقارب من خلالهم.   حوار الأديان في تقديري، هو فضاء عمل خاص بمؤرخي الأديان وبالانتربولوجيين والباحثين في علم الأديان المقارن وفي اللاهوت المقارن. بتدخل هؤلاء يسترجع مصطلح الحوار ضمانته الانطولوجية والمعرفية التي منحته إياها الهيرمنيوطيقا الألمانية المعاصرة، ويكفّ عن أن يكون مستلبا داخل ثرثرة رجال الدين وداخل لغط الكهنة  والمطارنة والشيوخ والفقهاء.    في الحقيقة ، وكما يقول محمد أركون، هناك خطان للالتقاء بين الإسلام والمسيحية: الخط التقليدي المتمثل بالدخول في نقاشات كلامية ( من علم الكلام) عقيمة ولا نهاية لها بين ممثلي الديانات : مثلا قضايا الوحدانية والتثليث، ثم قضية ابن الله، وهي مشكل خلافي جدا بين الطائفتين. وقضية النبوة والوحي. وهو الخط الذي أطلقه مجمع الفاتيكان الثاني (Vatican II ) منذ 1963. وهو ما تعيد إنتاجه الفضائيات العربية والمؤتمرات المعقودة برعاية الأنظمة الآن.   أما الخط الثاني كما يقترحه أركون ويعمل عليه منذ عقود، فهو الابتداء بممارسة الانتربولوجيا واللسانيات وعلم التاريخ  على طريقة أحداث المؤرخين المعاصرين الذين يقدمون رؤية أخرى مختلفة عن الظاهرة الدينية وهو ما يتيح للأديان أن تعبر عن نفسها بلغة قادرة على أن تجعل المؤمنين من الجهتين يتجاوزن تلك المماحكات وأحكام القيمة والكليشيهات التي تقسم بينهم.     ينبغي طرح القضايا الدينية وتوضيحها ضمن الإطار المعرفي للحداثة وليس عن طريق الجهاز المفهومي للاهوت التقليدي من الجهتين.   محمد أركون لا يراهن أبدا على الخط الأول وعلى ما يسمى بحوار الأديان على الأقل كما يفهم ويمارس اليوم. ما يدعو إليه هو نشر وتعميم ثقافة تنويرية وعلمانية  جديدة لأنها المدخل الوحيد القادر على تفكيك تخيلات وأوهام كل طائفة عن الأخرى أو ما يسمى بالمخيالين المتقابلين. وهما مخيالان كبيران وجباران ناتجان عن  قرون طويلة من سوء الفهم والتقييمات المتحيّزة والصراعات الباردة والساخنة والحروب المعلنة دائما باسم الدين وباسم المقدسات.   بالنسبة للمسلمين فإن مشكلهم مضاعف، فهم، وفي ذات الوقت، لا يملكون معرفة علمية تاريخية عن ماضيهم وعن تراثهم وإنما مخيالا أسطوريا مضخّما، كما لا يملكون معرفة علمية عن الحداثة وعن أوروبا .هم يعانون من قطيعتين مزدوجتين: الأولى مع تراثهم الإبداعي في العصر الكلاسيكي (أو العصر الذهبي  بلغة التبجيليين) والقطيعة الثانية هي مع كشوفات الحداثة الغربية التي تمت على مدى أكثر من القرنين الماضيين. ما هو حاصل عندهم هو لا يفوق التخيلات والتصورات غير واضحة عن الذات، وتخيلات وتصورات ضبابية ومتقطعة عن الآخر. وهذا ما يجعل وضعهم الثقافي والوجودي الحالي صعبا جدا، وما يفسر الفوضى المعنوية الشاملة التي يعيشونها.******   (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 26 بتاريخ 4 جويلية 2007)

شواطئنا تفتقر إلى المرافق الصّحّية

 
بارتفاع درجة الحرارة و هبوب ريح الشهيلي كان توافد المواطنين على الشواطئ مبكرا هذه السنة حيث شاهدنا الشواطئ عامرة منذ النصف الثاني من شهر جوان و تمتدّ هذه الشواطئ على مسافة 1300 كلم منها 450 كلم شواطئ رملية ويبدو أن غالب الشواطئ الرملية صالحة للسباحة في حين أن بعض النقاط من بقية الشواطئ تمثل خطرا على صحّة المواطن حيث أثبتت بها لافتات تمنع المصطافين من السباحة بها و هذا عمل يبارك لكنه يمثل لبسا لأنه نوعيّة التلوّث و مداه غير مذكورين على اللافتة و المواطن قد يبتعد عن موضع اللافتة و يستحمّ و إذا تكاثر عدد المواطنين بالمكان يصبح الاستحمام بالأماكن المحظورة جائزا… الظاهرة الثانية هي عدم اهتمام البلديات بتركيز دورات مياه تجنب العائلات مشقّة البحث عن محلّ عمومي قد يرفض تأدية هذه الخدمة. زاد…..ما زادش….   جدل كبير يقوم في هذه الفترة بين تاجر المواد الغذائية و الحريف حول زيادة أثمان بعض المواد الغذائية كالسكر و الدقيق و البسكويت و أصبح المواطن لا يعرف ما ارتفع من الأثمان و ما لم يرتفع هذا التعتيم قد يستغله بعض الصائدين … لابتزاز المواطن الكريم فهل تفطنت الدوائر المسؤولة إلى ذلك و أين جمعية الدفاع عن المستهلك؟ صور من الحياة وزارة الفلاحة تفتح أبواب التعتيم…  بلغنا أنّ آفة الفطريات و القشريات أهلكت  صابة البطاطا و الفراولو و الطماطم و العنب… فغادرت العاصمة باتجاه مدينة قربة التي كانت من أكثر المنطق تضرّرا و كنت أنوي إنارة المواطن و توعية الفلاح بضرورة الاتصال  بخلايا الإرشاد الفلاحي و إبراز دور الهياكل المحليّة و الجهويّة و الوطنيّة في مقاومة آفات الزراعة التي تعدّدت هذه السنة نتيجة التقلبات المناخيّة… بلغت خليّة الإرشاد الفلاحي فإذا هي خالية إلا من حارس استوقفني خائفا مرتابا… و عدت بعد سويعات آملا أن ألتقي المسؤول الأول عن الخلية فينير سبيلي و سبيل المواطن فلم أجده و قبلني مهندس بكل احتراز و رغم أنه نجيب امتنع أن يمدني بأبسط معلومة عن الحدث… اتصلت بالمسؤول الأول عن هذه الخليّة هاتفيّا فعبّر لي عن عدم استعداده لقبولي ووجّهني  إلى مسؤول جهويّ، و هذا الجهويّ أكد لي أنه لا يستطيع خدمتي و عليّ أن أعود من حيث أتيت وأتصل بالوزارة… نعم أتصل بالوزارة فلعلّ الفطر أصاب مكاتبها و لم يصب المزارع في مدينة قربة… تعتيم كبير و استهتار بمصالح المواطن لا بدّ أن له مبرراته من التقصير و سوء التصرّف موضوع سنتابعه مع الفلاّحين. (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 26 بتاريخ 4 جويلية 2007)

إحياء ذكرى وفاة التليلي: احتجاجات غطّت على نجاحات

 
 نظّم قسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي بالاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد الجهوي بقفصة يومي 25 و26 جوان 2007 إحياء الذكرى الـ40 لوفاة المناضل النقابي والوطني أحمد التليلي تحت شعار من أجل وحدة مغاربية فاعلة  » وباشراف الأمين العام السيد عبد السلام جراد وبحضور أعضاء المركزية النقابية السادة محمد السحيمي ومنصف الزاهي وحسين العياشي ومحمد سعد ورضا بوزريبة وعبيد البريكي ومحمد شندول وبمشاركة عديد الإطارات النقابية من العاصمة والجهات ونقابيون ومناضلون من جهات قفصة وكان الكلّ يمنّي نفسه بأن تعرف التظاهرة النجاح المأمول على غرار سابقاتها، إلاّ أن تعدد الحلقات واحتداد النقاشات داخل قاعة الاجتماعات وخارجها أوحى بأن ليس كل شيء على أحسن ما يرام، فما أن دخل الأمين العام القاعة حتى علت الشعارات والهتافات والتصفير المحتجة على المركزية النقابية والمعبّرة أساسا عن مطالب المعلمين المزمنة، والصادرة عن آخر القاعة حيث تمركز عشرات النقابيين من مختلف القطاعات ( التعليم والصحة والاتصالات والبريد…) وإن غلب عليها نقابيين التعليم الأساسي، وعندما همّ السيد عبد السلام جراد بالحديث احتدت وتيرة الهتافات ورفعت لافتات تؤكد على أن تخلّي المركزية النقابية     على مطالب المعلمين لا يمكن السكوت عنه وعلى أن من واجب المكتب التنفيذي الوطني الانحياز إلى مطالب المعلمين والمعلمات ولقد ظن الجميع أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تبليغ رسالة وقعت مواجهته بالضحك المصطنع والتصفيق وقراءة وقراءة فاتحة مرة، ودعوة شاعر شعبي وفتح المجال لأولاد المناجم للغناء مرة أخرى إلاّ أن وتيرة الاحتجاج كانت في تصاعد لم تنفع معها لا الوسائط ولا نظرات  الوعيد لأصحاب العضلات المفتولة وضاعت في خضم كلمات الأمين العام غير القادر على استيعاب الحدث ممّا جعله يغادر القاعة بعد أكثر من ساعة في ظل انعدام أي إمكانية للتواصل والتحاور. وقد أرجع نقابيو الأساسي تحركهم ودرجة جدته إلى أسباب عدّة أهمها: 1- عدم تمكين القطاع من أخذ الكلمة للتعبير عن الاحتجاج. وقراءة بيان يؤكد على أن حرمان الوزارة لهم من النقلة لن يزيدهم إلاّ تمسكا بمطلبهم التاريخي، وعلى أنّ إدعاء الوزارة باحترام المربيين والحرص على مصلحة التلاميذ، خطاب للاستهلاك الخارجي لا غير تكذبه ممارسات تشريد المعلمين والمعلمات وضرب مجانية التعليم وعموميته، ودللوا على .. حجج الوزارة بغلق الإدارات الجهوية للتعليم واستعداء البوليس السياسي. ويبدو أن رفض الأمين العام لعقد لقاء مع ممثلي نقابات الأساسي بالجهة هو الذي دفع بالأمور للخروج عن السيطرة مع العلم أن الهيكل الجهوي للتعليم قد يكون برمج قراءة للبيان الاحتجاجي ومغادرة القاعة تعبيرا عمّا وصفوه  » بتخاذل المكتب التنفيذي  » 2- سوء إدارة المركزية لملف التعليم الأساسي واتهامه بالتواصل خاصة في ملف الحركة النظامية التي لا تكلف الوزارة أي مبالغ مالية إضافة إلى كونها مكسب مرّ عليه أكثر من أربعة عقود وترى نقابات الأساسي أن عدم تمكينهم من هيئة إدارية وارتجال المكتب التنفيذي الوطني بدعوته إلى هيئة إدارية  قطاعية حوّلها يوم 03 جوان 2007 إلى لقاء جهات قد دفعها إلى تبني مزيد التحركات الاحتجاجية الجهوية التي شهدت اعتداءات أمنية حادّة في القصرين بالخصوص. 3- إن علاقة القطاع بهيكلة المنظمة النقابية، تدعو القيادة إلى تبني الحدّ الأدنى من مطالبهم والتجنيد الفعلي للدفاع عنها خاصة في ظلّ التشدّد والمماطلة غير المسبوقين لوزارة الصادق القربي. ويؤكدون أنّ ذلك لم يحصل في أكثر من مناسبة حتى أنه وفي عمق الأزمة  » فرّت  » أغلبية القيادة إلى جنيف، وخاصة المنتميين منهم إلى القطاع، باعتبارهم المؤهلين لإدارة الحوار مع سلطة الإشراف في قضية الحركة ولكونهما الأقرب إلى مشاكل القطاع. 4- ولقد دللوا على صحة تحركهم بتفهم ممثلي قطاعات أخرى لاحتجاجاتهم والتفاعل معها ومشاركتهم الحدث أحيانا قاسمهم المشترك عدم رضاهم على أداء المركزية النقابية ومؤاخذتهم على أداء المكتب التنفيذي المنتخب حديثا والذي توسموا فيه القطع مع ما اعتبروه ممارسات بيروقراطية. ولقد استغلت الفعاليات المتبقية للتظاهرة للردّ على أحداث اليوم الافتتاحي حيث ندّد العديد بما حصل واعتبروه  » إهانة للأمين العام وللقيادة النقابية، ومنوا لو كان لو يحصل خاصة في جهة مضيافة ومناضلة كقفصة، فأكدّ الأمين العام المساعد السيد عبيد البريكي على أن تحديات الإتحاد الدّاخلية والخارجية وهجمة الاقتصاد المعولم تفرض على النقابيين الوحدة والتكتل بعيدا عن التجريح والمزايدة  مشيرا إلى أن استقلالية المنظمات ونضاليتها تدفع السلطة إلى عدم غفرانها خاصة مساندة التحركات النقابية ضد زيارة الوفد الصهيوني بمناسبة الشطر الثاني من قمة المعلومات، ومقاطعة مجلس المستشارين، وعدم إنظمامها إلى نادي البرقيات الدّاعية لترسيخ بن علي لانتخابات 2009، ليدفع أي شبهات بالخيانة والتواطؤ إدارية يومي 23و 24 جوان 2007 إلاّ أن فتح مفاوضات مع النقابة العامة قد أرجأ انعقادها بغرض دراسة مقترحات الوزارة. ولقد إتفقت عديد الأصوات على أنّ ما حصل يعتبر رجّة قوية للقيادة النقابية بدأت نذرها بتوزر وبورصة الشغل ممّا من شأنه أن يدفعها إلى تفعيل دورها ومراجعة أساليب عمم الوقوع فيما سمّوه فخ الانتظارية والمسايرة. وبمعزل عمّا حصل في الاجتماع العام، فإن بقية فقرات التظاهرة قد رافقها النجاح خاصة فيما يتعلق بمحاضرتي الأستاذين رضا التليلي وسالم الحدّاد حول البعد المغاربي والإفريقي في فكر التليلي، ولعل النقاش قد عمق كثيرا من رؤية المتدخلين في أكثر من جانب، فلئن دعى البعض إلى ضرورة الخروج من الطابع التاريخي لحياة ونضالات وأفكار وتطلعات الشغيلة، فقد عاب البعض الآخر تناسي شعار التظاهرة حول الشراكة المغاربية بما يعنيه من نقاش الوحدة المغاربية والسوق المغاربية وحدود دور الشعوب والحكومات في دفع هذا المسار. ولعل أطرف التدخلات التي ركزت على نزع الهالة التقديسية على التليلي من جانب علمي وموضوعي مستشهدة أساسا بوقائع ثلاث أولها أن الثورة التونسية هي الوحيدة التي حاولت نزع سلاحها وتسليمه سنة 1954 ، وكان التليلي أصدر أعضاء الهيئة المشرفة على تلك العملية، وثانيها أن اختيار التليلي الشعر إلى فرنسا سنة 1965 ورفضه لدعوتين من الجزائر ومصر الناصرية قد ينزع عنه بعض التطلعات العروبية وثالثهما اقتصار دور التليلي في العلاقة مع الثورة الجزائرية على مجرد  تأمين وصول الأسلحة عبر الجنوب الغربي. ولقد انتهت الندوة بدعوة البعض إلى إطلاق سراح السيد عبد الرحمان التليلي لأسباب صحية وإنسانية بمعزل عن موضوع ماضيه السياسي ودواعي سجنه ورؤوا في ذلك تكريما للفقيد ولعائلته. الفاهم بوكدوس   (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 26 بتاريخ 4 جويلية 2007)

بالعربي الفصيح…
 
بقلم : عمر الشاهد
ما وراء الأكمة إتحاد أم استعمار جديد …؟   في 16من ماي 2007 وبمناسبة  التولي الرسمي لمقاليد الحكم في فرنسا  أعلن ساركوزي عن مشروع » الإتحاد المتوسطي » وهو ما  أثار تساؤلات عديدة تعلقت أساسا بالسياسة الخارجية لفرنسا و الإتحاد الأوروبي ، سواء في ما يتعلق  بعلاقاتها المتوسطية أو بعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة المشروع المنافس على نفس المجال الحيوي .   لذلك أثار هذا المشروع جدلا واسعا على المستويين الرسمي والشعبي.وتمحور  حول جوانب متعددة من بينها : 1- ما هي الخفايا الحقيقية لهذا المشروع ؟ : يقول المفكر والديبلوماسي الفرنسي إيريك رولو « أنه من الصعب على ساركوزي أن يغير المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية الفرنسية،   لأنها ترتبط بالمصالح الأساسية لفرنسا كما حددها مؤسس الجمهورية الخامسة، الجنرال ديغول  » لما قال : »على أوروبا أن تقف على قدميها في منتصف الطريق بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية » .وتحول بذلك هذا الموقف السياسي منذ ذلك الوقت وإلى يوم الناس هذا إلى مبدأ حركي للسياسة الخارجية الفرنسية حتى بعد تفكك  الإتحاد السوفيتي . بلغة أخرى ،إن المتتبع لمسار  السياسة الخارجية الفرنسية يلاحظ وبوضوح كبير الخيط الرفيع الذي أرساه ديغول للسياسة الفرنسية ، حتى في الفترات التي حكمت فيها فرنسا من رؤساء غير ديغوليين،.فمشروع « الإتحاد المتوسطي » هو في الحقيقة امتداد للمبادرة الفرنسية الألمانية التي قدمت باسم الإتحاد الأوروبي في تجاوز مقصود للمشروع الأمريكي المسمى « الشرق الأوسط الكبير » ُثم » الشرق الأوسط الأكبر » . كل ذلك ، في إطار ما أصطلح على تسميته « بمسار برشلونة » ، و »مبادرة الشراكة الأوروبية المتوسطية  » .التي هي في الحقيقة محاولة فرنسية -أوروبية للوقوف في منتصف الطريق وكبح جماح المشروع الأمريكي الذي يعمل على التوسع شرقا وجنوبا . إذن كل ما يحصل الآن هو تكيف فرنسي مع المتغيرات الداخلية والدولية دون المساس  بذلك الثابت الديغولي المذكور في البداية « لفرنسا مصالح قومية عليا لا يمكن المساس بها  » غير أن المثير للانتباه هو التجاوز الذي تقدمت به هذه المبادرة » إتحاد » بدلا عن  » الشراكة » كما كان شيراك قد تقدم بها على لسان وزير خارجيته دمنيك دوفيلبان  والتي كانت محصلة بحث طويل قامت به وزارة الخارجية . فالإتحاد يعني درجة مساوية للاتحاد الأوروبي لكن هذه المرة مع محيط مختلف مع فرنسا وأوروبا على كل المستويات حتى بعد فشل  مسار برشلونة في عهد أسلاف ساركوزي  في إيجاد صيغة حقيقية للشراكة. فكيف سينجح في عهده في تحقيق الإتحاد …؟؟   بالعربي الفصيح نقول إن « الإتحاد المتوسطي » مشروع غائم الملامح، ومهما قيل عن العناصر الجديدة في « تقرير ابن سينا  » الذي أعده مستشارو ساركوزي وهو يستعد للانتخابات من رغبة في تجاوز ثغرات الأوربيين في تعاملهم مع قوى المجتمع المدني في بقية بلدان المتوسط واقتصارهم على الجهات الرسمية فإن « الإتحاد المتوسطي » لن يتجاوز حدود التزيد السياسي وسيرتد عند أول اختبار حقيقي إلى أصله -إنها فرنسا التاريخية تصارع على رأس الإتحاد الأوروبي دفاعا عن مناطق نفوذها التقليدية أو مستعمراتها القديمة ، في وجه التمدد الأمريكي على حسابها في أوروبا وإفريقيا – . كما أن وصفة حقوق الإنسان المذكورة في المشروع لن ترى طريقها إلى النور لأنها محكومة بهاجس الخوف من وصول قوى ردكالية إلى السلطة في حال توافرت عوامل حقيقية لحرية العمل السياسي. وهو نفس الهاجس الأمريكي في مشروع « الشرق ألأوسط الأكبر  » .   زيادة على أن الموقف الفرنسي والأوربي بقي على حاله من المقاومة في فلسطين إذ يعتبرها إرهابا  وبقي وفيا لخطاياه التارخية في دعمه » لإسرائيل » وتسليح فرنسا بالذات لها بالسلاح النووي و على الرغم من اعترافها  بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وسماح فاليري جيسكار ديستان بفتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في باريس وإرسال الأسطول الفرنسي لإنقاذ  ياسر عرفات المحاصر في طرابلس في سبتمبر من سنة تسعين .على الرغم من كل ذلك يبقى المشروع الفرنسي متماهيا مع المشروع الأمريكي والصهيوني في ما يتعلق بالصراع العربي « الإسرائيلي » حتى وإن حاول لعب دور جنود المطافئ بين الفترة والأخرى -كاستقبال رئيس السلطة الفلسطينية وضخ بعض المساعدات المالية  مثلا -. 2-  ما هي التحديات التي تواجه هذا المشروع ؟ :   -بقاء الموقف الفرنسي والأوروبي أسيرا للموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية جعله عرضة لما يطال هذا الأخير…   – التحدي الآخر هو الموقف التركي الرافض لهذا » الإتحاد المتوسطي » وتمسكه بالانضمام للإتحاد الأوروبي كحقيقة ممكنة فعلا ومدعومة من الولايات المتحدة التي تريد  تمطيط الإتحاد الأوروبي ليصبح رخوا أكثر وبالتالي إما أن يتفكك أو أن يبقى تحت سيطرتها . على أية حال، كل هذا لا يحجب عنا حقيقة أن فرنسا هي جزء من شبكة الرأسمالية العالمية المنسوجة على عناكب الولايات المتحدة الأمريكية  وأوروبا واليابان وبالتالي فإن هذه العلاقة يحكمها الصراع والوحدة كأي شبكة مصالح، فبقدر ما تتوافق السياسة الخارجية الفرنسية مع السياسة الأمريكية في ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي أو احتلال أفغانستان إلا إنه يحكمها الصراع والتنافر بل » التوريط » في ما يتعلق باحتلال العراق إذ أن الحلم الفرنسي وحتى البريطاني هذه المرة في العودة إلى المنطقة لا يمكن أن يكون إلا بانكسار المشروع الأمريكي. والعراق هي المكان المناسب لذلك وعلى عكس ما يوحي به المشهد التلفزي المتداول وقد يكون هذا غريبا لبعض القراء -ربما هذا ثأر تاريخي من الولايات المتحدة التي استفادت من هزيمة الأنقليز والفرنسيين في السويس سنة 1956  وتسنى لها بالتالي دخول الوطن العربي والمنطقة …-. -ثم إن الموقف الأمريكي من هذا المشروع يعتبر تحديا آخر باعتبار السياق الذي يرد فيه المشروع الأوروبي فالأوروبيون لا يريدون احتكاكا مع المصالح الأمريكية بل أن ساركوزي اظهر تعاطفا كبيرا مع إدارة اليمين الجديد في الولايات المتحدة وتفهما كبيرا لجرائم الاحتلال في فلسطين ومواصلة لنفس السياسة مما يجري  في لبنان. كما أن الأمريكيين سيتصدون لأي شكل من أشكال الإتحاد أو الوحدة حتى إذا ما صدقت نوايا فرنسا وإلا لماذا أنشأت إسرائيل ؟، فمشروعهم تفتيتي تحت حراسة » إسرائيل ».   زيادة على أن التعامل مع قوى المجتمع المدني لم تكن يوما أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية الفرنسية وإذا ما حصل تعديل في هذا الأمر فهو لن يكون إلا بالقدر الذي لا يتعارض مع أصدقائها التقليديين في الوطن العربي-  البؤرة المعنية أكثر بهذا المشروع -. ومع ذلك لن يصل الأمر إلى حد التلاعب بمصالح فرنسا العليا كما أرساها ديغول والديغوليون من بعده  بل غاية ما في الأمر أنه في حالات احتدام الصراع على مناطق النفوذ بين الولايات المتحدة و فرنسا وجزء كبير من أوروبا  يتعرض الوطن العربي لسيل من المشاريع  لضمان تدفق النفط والمواد الأولية بخسة التكلفة. إذن وبالعربي الفصيح « الإتحاد المتوسطي « استطالة مضخمة لمسار برشلونة الفاشل أصلا …  وما وراء الأكمة بات معروفا لمن يريد…   (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 26 بتاريخ 4 جويلية 2007)


 

                                   بسم الله الرّحمان الرّحيم    

 

البحث الأول:  نظام الحكم في الإسلام

نشأة   و صيرورة

الفصل  الأول : محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤسس الأول للدولة الإسلامية:

 

الحلقة الثانية  : الخصائص و المبادئ  العامة  لدولة النبي  صلى الله عليه و سلم :

 

:    مصطفى عبدالله الونيسي   

 

الدولة  التّي    أسسها  النبي (صلى الله عليه وسلم) تتمتع بعدة خصائص و مبادئ  ميّزتها عن بقية الدول الأخرى  .    لقد بنى (صلى الله عليه وسلم )   أول دولة  إسلامية على مبادئ  قويمة   استلهمها من الوحي المعصوم  ، انبثقت عنها  خصائص عامة شكلت الملامح الأساسية  لصورة النظّام  السياسي لدولة النبي (ص). و هذه المبادئ  مجتمعة  مثلت فلسفة نظام الحكم في الإسلام ، و بقدر ما

كانت هذه المبادئ حاضرة و معتبرة    ،بقدر ما كانت الصفة الإسلامية   هي  بدورها حاضرة و مهيمنة  و بارزة في المضمون و الشكل و في الخطاب و السلوك و في الفكر  و العمل ، و بقدر ما كانت هذه المبادئ  غائبة ولا حضور لها و مزهود فيها و مُستخف بها ، بقدر ما كانت  الصفة الإسلامية باهتة أو غائبة مرة واحدة و كان النظّام الإسلامي معزولا  عن شعوبه بل و فاقدا للشرعية في أحيان كثيرة ، فيجد نفسه حينئذ مضطرا ، كحال كل الأنظمة الشمولية المستبدة، ليقترب شيئا فشيئا من

أ نظمة الملك القائمة على القهر و الغلبة و التسلط و ذلك حتى ولو حافظ  هذا النظام على الصفة الإسلامية كشكل بدون محتوى أو كعنوان بدون مضمون ،للمغالطة و ذر الرّماد في العيون.

 

ومن المفيد أن نوضح أيضا أنّ الفصل بين المبادئ و الخصائص هو أمر صعب ،و

ذلك لأن المبادئ هي نفسها ، تقريبا،  خصائص على اعتبار أنّ الخصائص   هي

انعكا س و نتيجة للمبادئ و القيّم التّي يأتي بها أي نظام . و حديثنا عن المبادئ هو

حديث في نفس الوقت عن الخصائص على اعتبار أن هذه الأخيرة متضمنة في

الأولى. فما هي،إذا،هذه الخصائص وتلك المبادئ و القيم؟ 

 

1)  الدولة الإسلامية  أساسها المتين هي العقيدة  و الحاكمية  فيها لله تعالى  أولا  و

أخيرا  و لا مكان فيها  لعصبيات اللون أو الجنس  أو اللغة أو الحدود الجغرافية.

و هي   في التصور الإسلامي السوي ليست غاية في حد ذاتها و إنما هي

وسيلة لخدمة الأمة و الدفاع عنها ، وهي أيضا مشروع إسلامي حضاري له موقف

محدد وواضح من الخالق سبحانه ومن المجتمع ومن الوجود عموما ،و للإنسان في

هذا المشروع  مكانة مركزية ، إذ هو الخليفة وكل شئ مسخر لخدمته . و دور

الإنسان في هذا الوجود  هو الإستثمار النافع و المتوازن بلا ضرر و لا ضرار  وفق

 

ما يريد ه الله ويرضاه ،وهو لئن ملك (أي الإنسان) و استثمر ،فهو مالك على سبيل المجاز وليس على سبيل الحقيقة. يقول تعالى:(وإذ قال ربك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة……..)  البقرة 30  ويقول سبحانه(ولقد مكنّاكم    في الأرض و جعلنا لكم فيها معايش      قليلا ما  تشكرون  ) الأعراف10   .   فالصورة  المثلى لحكومة  البشر هو أن تؤمن الدولة بسيادة الله و رسوله صلى الله عليه و سلم الدينية و القانونية

.

2)  و هي دولة عالمية مفتوحة،وإذا ما وجدت في بقاع الأرض المختلفة دول إسلامية مماثلة ،كان عليها أن تتعاون فيما بينها على الخير لبناء سلام  عالمي عادل ،لتكون هذه الدول عامل توازن بين بقية  الأمم و الشعوب. و  كان   شعبها (أي الدولة الإسلامية)  على العهد النبوي يتكون من مجتمع إنساني  يضم  جميع المؤمنين بالعقيدة الإسلامية و الراغبين في       العيش في حماية و ظل هذه الدولة ، ومن غير المسلمين الذّين لا يحاربون الدولة و لا يعتدون على حرمات الأديان  وبني الإنسان. و بذلك كان الإسلام قد نقل الإنسانية من الإطار السياسي الضيق و من دولة القبيلة و القطر و مجتمع العشيرة إلى   الدولة  الإنسانية العالمية المفتوحة التي تضم جميع شعوب الأرض على اختلاف أحوالهم العرقية وانتماءاتهم القومية و عقائدهم الدّينية. هي دولة عالمية في عناصر تركيبها ووثائق تأسيسها ،  كما هي  عالمية في أصولها و مبادئها الفكرية و العقائدية . إنها دولة العقيدة و المنهج الرّباني ،دولة الإنسانية المفتوحة ،دولة المثل و القيم الإنسانية  التي  تحترم  كرامة الإنسان و تعلي من شأنه ، و تضمن لجميع  مواطنيها مسلمين و غير مسلمين حقوقهم و حرياتهم  التي هي أساس الدولة الفكري و قانونها الأعلى . لقد كانت الدولة النبوية  العالمية ذات الرسالة الإنسانية العالمية تنشر الإصلاح و ترفع عن النّاس الأغلال التي  كبلتهم  و تدفع  بتيار الحياة  العام  نحو الخير و الفضيلة و الأخوة الإنسانية  بعيدا  عن أجواء التناحر و التباغض و  الفساد و البعد عن الله.     

ونظام الحكم في الإسلام هو أيضا نظام جماعي ،بمعنى أنّ المسؤولية  فيه هي في الأصل جماعية يتحملها كل أفراد المجتمع رجالا و نساء و قد ورد في سورة النّور بصيغة الجمع (و عد الله الذّين أمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم….)النورآية55.  فكل فرد في جماعة المسلمين هو شريك في الحكم بشكل أو بآخر  و ليس لواحد من النّاس أو طبقة من الطبقات أي حق في سلب المواطنين سلطاتهم في الحكم و تركيزها في يد أو أيد ي أي جهة من الجهات ،وهذا ما يميز مبدئيا و نظريا   نظام الحكم في الإسلام و المعروف تاريخيا بنظام الخلافة إذا ما حاكمناه بحسب مصادره الأساسية ووثائقه الدستورية التأسيسية  عن نظام الحكم  في المملكة أو حكومة الطبقة أو حكومة رجال الدّين (الكهنوتية) أو حكومة المال أو غير ذلك من الحكومات. فالأمة الإسلامية بقيادة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم لم تكن في يوم من الأيام تكتلا أو حشدا  كميّا أو كيانا عدائيا يبني علاقاته مع الغير على أساس من الهيمنة والقهر الديني  ، و غاية ما تنشده الحكومة الإسلامية هو القيام على تنفيذ مشروعها الإنساني و الحضاري على أحسن و جه  ممكن حتى تتجسد من خلاله معاني  الإستخلاف  الرّباني في الأرض بما يحقق سعادة الإنسان في الدنيا و الآخرة، وذلك لأنّ  مكانة   الإنسان في هذا المشروع  ،فردا ومجتمعا و أمة،مركزية وليست الدولة  بهذا المعنى هي المخاطب الأصلي و إنما هي لا تعدو أن تكون شخصية معنوية تعكس إرادة الأمة و أداة من أدوات المجتمع ،على هذا الأخير أن يسخرها لخدمة الصالح العام للأمة و الإنسانية كافة .   

 

3)هي دولة أخلاقية ، و الأولوية  في كل الأحوال سواء عند اختيار القيادة و أهل الحل و العقد و غير ذلك من الأمور هي نظافة اليد و الضمير و الإخلاص للأمة ، و الكفاءة دائما مطلوبة و لكن كفاءة بدون مروءة و أخلاق عالية و تقوى لله تعالى لا تكفي . فالنظام الدّاخلي للدولة لا بد أن يبن على الصدق و العدل و الإنصاف . كما أن السياسة الخارجية للدولة  لا بد  أن تبن على الصدق التام  و  الإلتزام الكامل بالأقوال و القرارات و المعاهدات الأممية و تحري السّلام  و العدل الدّولي و حسن الجوار و تبني القضايا العادلة  بكل شجاعة و إقدام .  يقول الله تعالى :(لا يجرمنكم شنآن قوم

على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى………)     المائدة آية8

هي دولة تعمل على نشر الفضيلة  و ترسيخ المعروف و تحقيق العدل  الإجتماعي  و السياسي وإحياء قيم الخير و تعبيئة المواطنين بها و تربيتهم عليها ،و مقاومة المنكر  بكل الوسائل  الشرعية و استئصال  الشرور و المفاسد من جذورها .

الدولة  هي الضامن     بدرجة أولى للمساواة في الحقوق بين المواطنين ،و هي المسؤولة عن توفير الفرص للعمل و تفجير الطاقات المكنونة في النفس البشرية وتحقيق الإزدهار  بالتساوي بين كل المواطنين ما استطاعت إلى ذلك سبيلا و تطبيق القانون و تكريسه و التعاون على البر و التقوى و تنمية الشعور بالتضامن وعدم ترك أي فرد من المواطنين  محروما من حاجياته الضرورية و لوازم حياته. فالأمة كلها ، و على رأسها الدولة ،مسؤولة عن مصير البشرية و من خصائصها  الإضطلاع  دوما بدور الريادة  التي تؤمن بالعطاء الإنساني الحضاري الذي هو المقياس الصحيح للترجيح  و المفاضلة بين الأمم ، و هذا هو معنى الخيرية التي أشار إليها القرآن ( كنتم خير أمة أخرجت للنّاس )،فالخيرية كما وردت في القرآن هي مضمون حضاري وليست شعارا يرفع أو صفة تضفى.

 

4)هي دولة القانون، و السيادة العليا فيها للشريعة، فلا أحد فوق القانون ،حاكما أو محكوما، رجلا  أو   آمرأة ،غنيا أم فقيرا، أبيض أم أسود، مسلما أم غير مسلم……

فالدولة هي الحكم وهي الضامن للمساواة في الحقوق و الواجبات  بين المواطنين.

كما أنّ الدولة مطالبة بإحداث التوازن الدقيق بين  المصلحة الشخصية  للفرد  كمواطن و المصلحة العامة للمجمتع كشخصية معنوية و اعتبارية. والدولة ككيان دستوري و سياسي إنّما جعلت لخدمة المواطنين كل المواطنين و الأمة حيثما و جدت. فلا دولة متغولة   مهيمنة على كل شئ تحصي على النّاس أنفاسهم  ،فتسحقهم و تجعل منهم مجرد أرقام لإضفاء الشرعية التي يحتاجها الحكام من ناحية ، و لا مواطنين متواكلين يتلاعبون بحريات مطلقة بلا ضوابط قانونية و لا شروط أخلاقية  من ناحية ثانية ، فيسقط المجتمع نتيجة لذلك في الفوضى و تصبح الكلمة العليا للأقوياء و أصحاب رؤوس الأموال و يضيع الضعفاء و تداس حقوقهم …..،و تنشأ في المجتمع مجموعات ضغط  خارجة عن القانون  من مثل عصابات الموت  كالمافيا و غيرها  ،وهذا القانون لا يشذ عنه مجتمع مسلم  أو غير مسلم ،و الله يزع بالسلطان ما لا يزع   بالقرآن كما هو معروف. فالدولة واجبها و دورها إلزام المواطنين بآتباع  القانون الأعلى و إلزامهم  بنتائج  الشورى  التي هي ملزمة  دون تعسف أو عدوان على حرياتهم العامة  التّي كفلها لهم القانون أو انتهاك  لحقوقهم المشروعة . و جدير بالذكر في هذا السياق    الإشارة إلى   أنّ فلسفة الحكم في الإسلام  لا تعتمد على دقة القوانين و أحكامها ،و لا تعتمد على مهارة الحكّام  و حسن إدارتهم ، و إنّما تعتمد  أيضا على الشعور الدائم  من  المواطن أنّه مراقب من قبل الله سبحانه ليس فقط رقابة ظاهرية و لكن رقابة للباطن أيضا )قل إن تخفوا ما في صدوركم يعلمه الله  )آل عمران 29 . ونتيجة لهذه الرقابة الذاتية فإنّ الأمة لن تخالف الدستور و القانون الإلهي  ما دامت مؤمنة بالله حتّى في غياب عين  الحاكم لأنها تعلم أنّ الله يراقبها . هذه هي فلسفة الحكم في الإسلام ، فلو  فقه المسلمون هذه الفلسفة لكانت أمة الإسلام هي أكثر الأمم انضباطا في  تنفيذ القوانين ، و لأجل هذا قال الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للنّاس….)آل عمران آية 110 (1). لقد كانت دولة النبيّ صلى الله عليه و سلم أول دولة قانونية اكتملت فيها   جميع مقومات الدولة القانونية  بالمعنى الحديث ، إذ قد توفرت فيها  أركان الدولة القانونية المتعارف عليها اليوم من وجود الدستور و الفصل بين السلطات و التدرج في تنزيل القواعد الكلية القانونية و تنظيم الرقابة لحماية هذه  القواعد و  الإعتراف بالحقوق و الحريات الفردية و الجماعية .

 

5)العدل  بين النّاس : العدل بين النّاس مبدأ أساسي من مبادئ الإسلام و أصوله . و إقامة العدل بين النّاس أفرادا و جماعات و مجتمعات  و دولا و شعوبا ،ليست من الأمور التطوعية التي يمكن أن تترك لمزاج الحاكم ( شخصا أو هيئة) يتلاعب بها  كيف يشاء، بل إنّ إقامة العدل بين النّاس تعد من أقدس الواجبات و أهمها و أخطرها . و قد أجمعت الأمة على وجوب العدل و ضرورته . قال الرّازي ( أجمعوا (أي علماء الأمة) على أنّ من كان حاكما وجب عليه أن يحكم بالعدل )2   وهذا الحكم الذي نقله الرازي هو مستنبط من النصوص العديدة من القرآن و السنة  التي تفيد اليقين و القطعية  على أنّ إقامة العدل واجب مهما كانت الظروف ،ومن هذه النصوص  نذكر بعضها: قال تعالى)  :إنّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين النّاس أن تحكموا بالعدل )النّساء آية58  ويقول سبحانه 🙁 إنّ الله يأمر بالعدل و الإحسان )النحل 90  والقاعدة في الأصل  أنّ الأمر في القرآن  يفيد الوجوب  وقد قال سبحانه : ( يا أيها الذّين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله  و لو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى  بهما  فلا تتبعوا  الهوى أن تعدلوا  ….)سورة النساء آية 135  . الإسلام  ،إذا، ينظر إلى النّاس نظرة واحدة متساوية ،فهم قد خلقوا من نفس واحدة ، قال الله تعالى 🙁 يا أيها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم …)الحجرات آية13.وهو كدين و مشروع للحياة  يقرر أنّ النّاس سواسية كأسنان المشط ، و أنّ المقياس الذي يتفاضلون به هو مقدار التزامهم بأوامر الله سبحانه و إقامتهم لحدوده و وقوفهم عند أحكامه (3 ).  وهذا ما قرره الرّسول صلى الله عليه و سلم  في أكثر من حديث :(يا أيها النّاس ألا إنّ ربكم واحد لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر و لا لأحمر على أبيض إلاّ بالتقوى، إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) ( 4) . فالعدل هو أساس العمران  بالتعبير الخلدوني وهو صمام الأمان و الإستقرار  و الأمن وبه قامت السموات و الأرض.   

 

6) و من قواعد   الدولة في الإسلام  أنّ  طاعتها    في المعروف والعمل الصالح و النافع واجبة على كل المواطنين و لا طاعة في المقابل  للدولة في المعصية و كل ما يخالف القانون و الشريعة و لو كانت هذه الدولة مسلمة . يقول الله تعالى (و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان ….)المائدة  و يقول : (ولا تطع منهم آثما أو كفورا ) الإنسان 24.

فالدولة من حقها،بل من واجبها إجبار المواطنين    إن أبوا على طاعة القيادة و خاصة إذا كانت منتخبة في المعروف وفق قانون الله و شريعته و دفعهم للتعاون معها في الخير و المعروف و صدهم عن إيقاع الخلل في نظامها و بث الفوضى في أرجاءها و التقاعس عن التضحية بالروح و المال و النفس في سبيل حمايتها و الحفاظ عليها ، و ذلك لأنّ طاعة الدولة و خدمتها هي من طاعة الأمة و خدمتها ،إذ الدولة في التصور الإسلامي ليست إلاّ و سيلة لتحقيق مصلحة الأمة العامة وفرض عزتها و كرامتها .

 

 

7) و من قواعد الدولة إلزامية الشورى: إنّ تأسيس الدولة و انتخاب رئيسها  و بعض من أولي الأمر فيها و تشكيل  جزء من مؤسساتها على الأقل لا يتم إلاّ على أساس من التشاور و التناصح و ذلك بقطع النظرعن الصيغ التي يمكن أن يتم بها هذا التناصح و  التشاور و التي ينبغي أن تتطور بتطور الظروف . يقول الله تعالى (وأمرهم شورى بينهم )الشورى  آية 38  و يقول سبحانه (و شاورهم في الأمر )آل عمران آية159  . و يقول سيّدنا علي رضي الله عنه و كرّم الله وجهه ( سألت يوما  رسول  الله  لو وقع لنا بعدك ما لم نجد له حكما في القرآن  أو نسمع منك فيه شيء  فماذا نفعل؟ فقال صلى الله عليه و سلم [اجمعوا العابدين من أمتّي و اجعلوه بينكم شورى و لا تقضوا برأي واحد])    . وليس المراد  بالعابدين هم الذين تتوفر فيهم صفة العبادة وحدها و إنّما المقصود  بالعابدين أولئك الذين تتوفر فيهم صفة العبادة بالإضافة إلى صفة الكفاءة  حتّى يكونوا  أهلا للرأي و الشورى،كما ذهب إلى ذلك أبو الأعلى المودودي5        

8)و من قواعد الدولة مسئولية الحكومة أمام المواطنين: إنّ الحكومة و ما تملكه من ثروات مادية و معنوية وأموال و غير ذلك هي لله و للمواطنين ولا ينبغي التفريط فيها أو إيكالها إلاّ لأناس أكفاء و عدول يخشون الله و لا يحق لأحد مهما كان التصرف في هذه الأمانات إلاّ بالطرق الشرعية و في كنف الشفافية والمحاسبة الدقيقة . يقول الله تعالى : ( إنّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين النّاس أن تحكموا بالعدل…)النساء،58. فالحكومة مسئولة مسئولية كاملة عن كل اختياراتها و اجتهاداتها السياسية و الإجتماعية والإقتصادية والعسكرية والدينية و التعليمية والتربوية……أمام مواطنيها ،ولهؤلاء حق مساءلتها متى أرادوا ذلك.

 

 

9) من قواعد نظام الحكم : الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و بمقتضى هذه القاعدة يصبح من حق كل مواطن ،بل من واجبه أن يصدع بكلمة الحق متى تبين له ذلك و يأمر بالمعروف و يحمي الخير و يذب عنه و أن يبذل ما في وسعه قدر ما يستطيع بالطرق السلمية لمنع المنكر و النهي عنه . فممارسة  الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هي حق مقدس   من حقوق المواطن ،له أن يمارسه كشخص أو كجماعة أو كهيئة بشرط أن يكون ذلك بالطرق السلمية و القانونية،  هذا و قد وصف الله المؤمنين في كتابه العزيز قائلا :(الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله ….)التوبة آية112. و من  أقوال النبي صلى الله عليه و سلم:(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع  فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)6

(إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)7

(سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم يحدثونكم فيكذبونكم و يعملون فيسيئون العمل لا يرضون منكم حتى تحسنوا قبيحهم و تصدقوا كذبهم فاعطوهم الحق ما رضوا فإذا  تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيد )8

(من أرضى سلطانا بما يسخط ربه خرج من دين الله )9

 

هذه جملة من القواعد التي بني عليها نظام الحكم في الإسلام ، وجملة من الخصائص التي اتصفت بها دولة النبي صلى الله عليه و سلم ،أتينا على  بعضها لنذّكر بحقيقة خير أمة أخرجت للنّاس دينيا و أخلاقيا و حضاريا ، و حتى تكتمل الصورة لهذه الدولة  كان لابد أن نحاول استنطاق التاريخ و السيرة النبوية لنعرف كيف فعل النبي صلى الله عليه و سلم ميدانيا  لبناء هذه الدولة و حقيقة الجهد الذي بذله من أجل بناءها وما هي المراحل التي قطعها ؟ وما هو الأسلوب الذّي اتبعه لبناء الدولة ؟

 

 

           أ. مصطفى عبدالله  ونيسي

             باريس9.6.2007

 

المراجع:

1)تأسيس الدولة الإسلامية ،راغب السرجاني ،انظر موقعstory  www.islam

2)تفسير الرازي

3) النظام السياسي الإسلامي ،د.محمد عبدالقادر أبو فارس ص41

4)أخرجه البيهقي :روح المعاني

5)الخلافة و الملك:أبو الأعلى المودودي ص43

6)مسلم :كتاب الإيمان

7)رواه الترمذي و أبو داود

8) كنز العمال :علاء الدين الهندي

9) نفس المصدر


مشاركة 90 عالما وباحثا من 30 دولة عربية وإسلامية وأجنبية ..

ملتقى العلامة القرضاوي مع التلاميذ والأصحاب ينطلق صباح السبت 14 يوليو

د. البشير: الملتقى مبادرة من محبي القرضاوي لمزيد من التواصل مع فكره

 
عبدالله مهران بهدف المزيد من التواصل والتعارف تبدأ في فندق ريتزكارلتون الدوحة صباح السبت القادم فعاليات ملتقى الإمام القرضاوي مع التلاميذ والأصحاب وتستمر على مدى ثلاثة أيام. ينظم الملتقى الذي يشارك فيه ما يزيد على 90 عالما وباحثا من حوالي 30 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، كلية الشريعة بجامعة قطر ومركز إسهامات المسلمين في الحضارة، والمركز العالمي للوسطية بالكويت. وفي تصريح صحفي بمناسبة انعقاد الملتقى أكد الدكتور عصام البشير أمين عام المركز العالمي للوسطية بالكويت ورئيس اللجنة المنظمة للملتقى أن هذا الملتقى يأتي في سياق مبادرة من تلامذة ومحبي الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بهدف مزيد من التواصل الشخصي العلمي والعملي بينهم وبين فضيلة الشيخ القرضاوي لتعميق منهج الوسطية الذي يدعو إليه الشيخ ويتبناه منذ عقود والذي يمثل مشروعا حضاريا وتجربة علمية وفكرية متكاملة. وقال د. البشير: إن الملتقى سوف يسهم في إلقاء الضوء على مسيرة العلامة القرضاوي الذي أثرى الحياة العلمية والدعوية والثقافية بإنتاجه الغزير من الكتب والرسائل والمقالات والخطب والمحاضرات والأحاديث والبرامج التليفزيونية والإذاعية، وما لا يحصى من المشاركات في أنشطة ومؤتمرات وندوات في مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى حضوره المؤثر في كثير من الفعاليات الخيرية والسياسية لمناصرة هموم الأمة الإسلامية ومعالجة قضاياها الحية وإغاثة منكوبيها ونصرة مظلوميها على المستويات كافة رسمية وأهلية. وأضاف أن ملتقى الإمام القرضاوي يحضره نحو 90 عالما وباحثا من الرجال والنساء يتوزعون على 30 دولة عربية وإسلامية وأجنبية يستعرضون أكثر من 50 بحثا وورقة عمل تتناول جهود الإمام القرضاوي العلمية والعملية التي اشتغل بها طوال عمره المبارك. وقال د. البشير إن الدعوة لحضور الجلسات خاصة جلسة الافتتاح قد وجهت إلى العديد من القيادات الفكرية والإعلامية والثقافية وأعيان المجتمع القطري، موضحا أن من ابرز حضور الملتقى من قطر كلا من: الشيخ عبدالقادر العماري والدكتورة عائشة المناعي والدكتور علي القرة داغي والدكتور عبدالعظيم الديب والدكتور أحمد الحمادي والدكتور علي المحمدي والدكتور حامد الأنصاري والدكتور عثمان البيلي، ومن خارج قطر يحضر من مصر كل من: الدكتور أحمد العسال ود. عصام العريان ود. نصر عارف وابوالعلا ماضي ود. هبة رؤوف عزت، ومن فلسطين يحضر د. بشير نافع ومنير شفيق، ومن السعودية يحضر د. علي بادحدح، ومن المغرب يحضر كل من: أبوزيد الادريسي وخديجة مفيد وبسمة حقاوي، ومن الجزائر يحضر كل من: وسيلة خلفي ومحمد صايب، ومن لبنان يحضر الشيخ فيصل مولوي، ومن ليبيا يحضر حمزة ابوفارس،

ومن تونس يحضر راشد الغنوشي،

ومن اليمن يحضر د. عبدالوهاب الدليمي، ومن الكويت يحضر د. خالد المذكور، ومن الإمارات يحضر د. سعيد حارب، ومن البحرين يحضر الشيخ نظام يعقوبي ود. خالد سعد، ومن سوريا يحضر د. عبدالستار أبوغدة، ومن أمريكا يحضر د. طه جابر العلواني، ومن إندونيسيا د. محمد نور هداية، ومن ألمانيا بتينا غريف، ومن بريطانيا سالم الشيخي، ومن كندا د. جمال بدوي، ومن باكستان د. عبدالغفار عزيز، ومن الهند د. سلمان الندوي،

ومن فرنسا د. عبدالمجيد النجار،

وغيرهم من المفكرين والعلماء من تلاميذ الشيخ وأتباع منهجه. وبيّن د. عصام البشير أن مشاركات الحضور قد قسمت على تسعة محاور متصلة بمنهج الإمام القرضاوي في هذه المجالات وهي: أصول الفقه والمقاصد، والفقه والفتوى وقضايا الأمة، والدعوة والصحوة، والإصلاح والتجديد، والسياسة والاقتصاد، والفنون والإعلام، والسيرة والمسيرة، والبرامج والمشاريع. وختم تصريحه قائلا: إن الملتقى يزمع تدارس عدد من التصورات والخطط لمشاريع تهدف إلى تكريس العمل المؤسسي المنهجي الخادم لفكر الوسطية بالإضافة إلى آليات التواصل والتنفيذ التي سيعلن عنها في ختام الملتقى. (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 11 جويلية 2007)


الإمام القرضاوي آخر مجدد لآخر مائة.

( الجزء الأول ).

 
ينعقد في الدوحة ( قطر ) على إمتداد ثلاثة أيام ( من 13 حتى 15 يوليو تموز 07) بدعوة من المركز الدولي للوسطية ( أمينه العام الد. عصام البشير ) وكلية الشريعة بجامعة قطر ملتقى الإمام القرضاوي للتلاميذ والأصحاب. وبهذه المناسبة فإن واحدا ــ  ممن شرفته أقدار الرحمان الغلابة بالتتلمذ منذ يناير كانون الثاني 1983 م على مختلف فصول مدرسة الإمام القرضاوي في التفكير والتغييرــ يطيب له أن يساهم بالكلمات التالية : مخطط الرسالة : 1 ـ مقدمات عامة : ـ الإمام القرضاوي على خطى المنهج النبوي في توريث الفقه. ـ ألا ما أصدق تصاريف الأقدار لمن ألقى السمع وهو شهيد. ـ الإجتهاد المستقل : عماد عمل الإمام القرضاوي. ـ الإمام القرضاوي طالب علم دوما. 2 ـ الإمام القرضاوي آخر مجدد لآخر مائة : ـ الجمع بين الإجتهاد وبين الجهاد أو بين العلم والفقه وبين الدعوة والمقاومة. ـ قيام مشروع الإمام القرضاي على التجميع والتوحيد. ـ الجهاد على كل الجبهات باللسانين ( القلم أحدهما ) وبالعمل والمقاومة : أولا : جبهة التراث. ثانيا : جبهة الفقه الإسلامي. ثالثا : جبهة الصحوة الإسلامية المعاصرة. رابعا : جبهة المقاومة ضد العدو الغاصب في فلسطين. خامسا : جبهة الثقافة الإسلامية المعاصرة : ـ العلمانية وتجفيف منابع التدين. ـ الدولة والحريات والديمقراطية. ـ قضايا أخرى معاصرة ملحة ( المرأة ـ البيئة ـ الفنون ـ الغرب ـ التنصير ـ التقليد …). سادسا : جبهة التربية والتزكية. 3 ـ مدعمات تكميلية لكون الإمام القرضاوي آخر مجدد لآخر مائة : ـ مرتبة الإجتهاد المطلق. ـ إستكمال المشاريع الفكرية. ( الحلول المستوردة مثلا ). ـ إمام الوسطية سبقا وقولا وعملا. ـ إيثار الدعوة والجهاد في الصفوف الشعبية العامة المفتوحة. 4 ـ خاتمة عامة وخلاصات مركزة. مقدمات عامــة. الإمام القرضاوي على خطى المنهج النبوي في توريث الفقه : قال عليه الصلاة والسلام :  » بلغوا عني ولو آية فرب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه لمن هو أفقه منه « . كما قال :  » خيركم من تعلم القرآن وعلمه « . كما قال :  » ما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم وما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ليعلمن أقوام جيرانهم أو ليسلطن الله عليهم عذابا « . العلم هو الأمر الوحيد ضمن الموجودات المادية والمعنوية التي لا يزيدها الإهلاك إلا خصوبة وغنى وقوة ورسوخا مثله في ذلك مثل عود الإمام الشافعي الذي  » زاده الإحراق طيبا « . لو لم يكن في ميزان الإمام القرضاوي سوى هذه المبادرة في توريث العلم لخلفه من تلاميذه وأصحابه تعارفا بينهم وتعاهدا على العقد على راحلة جديدة بعد رحيل الإمام إلى ربه بعد عمر طويل وعمل صالح إن شاء الله تعالى .. لرجحت به يوم يرجح مداد العلماء دماء الشهداء. لا تشكو أمتنا حتى في أفقر مراحل حياتها وأشدها ضنكا من قلة العلماء ولكن تشكو حقا من مبارحة أولئك العلماء لمواطن السكون لحسن فقه جديد لزمن جديد في معركة جديدة. ألا ما أروع الفقيه الثائر إبن حزم حين ألهمه الله فصل الخطاب فميز بين الحافظ  الذي يملأ الرأس بما لا يحصى من الفروع والأصول حتى ليكون لفرط جموده أشبه بمسجل صوتي ما إن تغمزه ببنانك حتى يغرقك في يم من المعلومات لا أول لها ولا آخر .. وبين العالم الذي يقف بين أكوام الفتاوى السابقة وقوف الشرطي ينظم مرور الناس والعربات دون أدنى إجتهاد فلا ينظر في مآل ولا في مقصد .. وبين الفقيه الذي يجمع من التراث بعد محكمات الشرع المكينة ما يحتاج إليه في عصره فلا يقيل عن إجتهاد ولا يتأخر عن تجديد مصيبا تارة ومخطئا تارة أخرى يعالج مشكلات زمانه متأسيا بقالة الثوري :  » إنما الفقه رخصة من فقيه أما التشدد فيحسنه كل أحد « . ألا ما أدق تصاريف الأقدار لمن ألقى السمع وهو شهيد : رغم إيماننا بالإبتلاء عقيدة في صفوف الحركة الإسلامية في تونس لم يكن واحد منا ـ في المحيط الذي وجدت فيه ـ يستعد نفسيا لذلك أو يرقب شيئا منه ربما بسبب ما كانت تغمرنا من نشوات تشبه السكرات أحيانا لكوننا طائفة من الأمة لن تزال على الحق لا يضرها من خالفها. حتى جاءت محنة رمضان 1981م فأدركنا أن ما كنا نتحدث عنه سابقا من إبتلاءات وإمتحانات ونقرأ عنه في كتابات المرحومة زينب الغزالي  » أيام من حياتي  » وكتاب  » نافذة على الجحيم  » وغير ذلك من الأدبيات .. هو اليوم فينا حقيقة شاخصة ولكن الصبر عند الصدمة الأولى كما قال الحبيب الأكرم عليه الصلاة والسلام كان كفيلا بلعق الجراحات وإستئناف المسيرة. ثم كانت الفاجعة لما إمتحنت الحركة مرة أخرى بعد ذلك بعام ونصف أي في يناير كانون الثاني 1983 بعد أن وطنا أنفسنا على التعايش مع المحنة الأولى. عندها طفح الكيل عندي ورجعت إلى بيتي مغتما مهموما أعالج في نفسي مشكلة حيرتني عنوانها هو : هناك خلل فظيع فينا دون ريب إما أن يكشف أو أن نبحث لنا عن سبيل آخر إذ لا يفهم أن تنكشف ظهورنا مرتين إنكشافا ثقيلا في غضون بضعة عشر شهرا. ألفيت في إنتظاري يومها عددا جديدا من مجلة  » الأمة  » القطرية وفيها مقال للإمام القرضاوي يتحدث فيه عن جوانب القصور في الحركة الإسلامية وربما يكون ذلك مسودة لكتابه صغير الحجم من بعد ذلك  » أين الخلل « . لأول مرة في حياتي أقرأ شيئا من النقد الذاتي للحركة الإسلامية بصفة عامة فتنطبع في ذهني منه بصمات كأنها آثار كي لا تمحى حتى بعد سكون الألم. قرأت قبل ذلك تصريح الشيخ راشد الغنوشي ـ رئيس حركتنا يومها ـ لمجلة المجتمع الكويتية في أواخر عام 1980 حول تجربة الشهيد البنا في لقطات نقد عميقة ولكن لم تفعل في ما فعلته كلمات الإمام القرضاوي ربما لتطابق لسان حالنا يومها مع لسان قلمه ولساعات الإقتران بين الأشياء عجائب عجيبة. ومنذ ذلك اليوم حتى يوم الناس هذا وإلى أن ألقى ربي لم أدع كلمة للإمام القرضاوي دون إلتهامها كأنما ظفرت بكنز لم يظفر بمثله من قبلي أحد فوق الأرض. الإجتهاد المستقل : عماد عمل الإمام القرضاوي : يعرف كل من يتتلمذ على الإمام القرضاوي بإنتظام ومثابرة بأنه الأكثر أخذا عن عدد من الأئمة والمجتهدين الذين سبقوه منهم : الفاروق إبن الخطاب في فتوحاته العقلية والحبر إبن عباس في رخصه وفقيه المناسك إبن رباح وإمام دار الهجرة مالك في إستصلاحاته وإمام العراق أبو حنيفة في إستحساناته ( كما يلتقط دوما من المذاهب المندرسة للثوري وإبن عيينه والأوزاعي والليث وغيرهم وكذلك لكثير من بوارق الصواب للإمامين أحمد ـ الذي صحح صورته وصورة مذهبه عندي وعند تلاميذه بالتأكيد ـ ولصاحب المذهبين الإمام الشافعي ) وحجة الإسلام الغزالي والجويني والعز  وخاصة الإمام إبن تيمية وتلميذه إبن القيم والشاطبي في موافقاته والفقيه الثائر إبن حزم رغم ظاهريته ومن المفسرين : شيخهم إبن جرير وإبن كثير وأصحاب البيان : الزمخشري وإبن عاشور وصاحب الظلال سيد  ومن المصلحين شيخه الإمام البنا ومن قبله رشيد رضا وعبده والأفغاني وشيخه المرحوم الغزالي الخ… يصرح الإمام القرضاوي مرات كثيرة بأنه يوافق هذا هنا ويخالفه هناك ومن مثل ذلك : 1 ـ إيجاب الزكاة بشروطها المعلومة من مطلق ما أخرجت الأرض إمضاء للمطلق وهو عمدة كتابه الذي نال به شهادة الدكتوراه  » فقه الزكاة  » معديا بذلك ما يكاد ينفرد به أبو حنيفة في مقابل المالكية  » مدخر مقتات  » وغير المالكية. 2 ـ التفصيل في قضية الردة بما لم يكن موجودا من قبل : فردية أم جماعية وسلمية أم مسلحة ومرتبطة بالخارج أم  » وطنية « . تفصيل في الأصل وفي فروع التطبيق. 3 ـ مخالفة إبن تيمية ـ ولعله أكثر من يأخذ عنه ـ في مسائل كثيرة منها قوله بعدم وجود المجاز في القرآن الكريم ربما ضيقا بشطحات الصوفية المبتدعة والباطنية المتسيبة بمثل ما أنكر إبن حزم على علو كعبه القياس ضيقا بأيلولة الفقه في نظره وفي بعض مواطنه إلى عمليات ميكانيكية جامدة إستبدت بها التفاريع وحولتها التمحلات إلى أحجيات وطلاميس. 4 ـ مخالفة السلف في الصفات الخبرية في إطلاق التفويض حتى فيما قد يؤدي إلى التجسيم والتشبيه جريا وراء مصلحة الدعوة الإسلامية المعاصرة. 5 ـ خوض معركة حامية الوطيس مع عدم جواز إخراج قيمة الزكاة ( مالا ورؤوسا ) إنتصارا لمصلحة مستحقيها. 6 ـ مخالفة جمهور الفقهاء في قضية منع التوارث بين أهل ملتين بناءا على حديث صحيح. 7 ـ موافقة إبن تيمية بجواز طواف الحائض المتوقية لطهارة المكان ومخالفة كثير من أهل العلم في ذلك قديما وحديثا. وكذلك جواز الرمي في كل وقت. 8 ـ عدم نكاح اليهودية كلما كان أهلها محتلين وغاصبين معتدين ولا عبرة ـ هنا ـ بالأقلية فيهم المناصرة لنا في حربنا الدفاعية ضدهم أو المؤثمة لهم دينيا أو سياسيا. 9 ـ مخالفة الجمهور وموافقة إبن تيمية وإبن القيم في نسبة ولد الزنا إلى أبيه حفظا لنسبه وحقه في عدم تعلق الإثم به. 10 ـ المحرمية في سفر المرأة : الإنتصار لقول المالكية في الرفقة المأمونة عملا بمقصد الحكم وتيسيرا لحاجات الناس وإعتبار وسائل النقل المعاصرة رفقة مأمونة. 11 ـ تجويز التصوير ( بعد بيان خداع الكلمة من عصر لآخر) فيما تدعو إليه الحاجة أو الضرورة بعيدا عن ضروب من الشرك معاصرة معروفة سيما التصوير الفوتوغرافي تثبيتا وعسكا للمصور وبشروط أخرى معلومة من مثل البعد عن الفحشاء ودواعيها والتفصيل فيما له مادة تشغل حيزا أو له ظل الخ.. 12 ـ المساواة في دية المرأة بالرجل على أساس التسوية في مصدرية الخلق ولب الرسالة ومآل المصير وعلى قاعدة عموم الكرامة الآدمية مطلقا وهي معركة فقهية ظلت لأيام محتدمة. 13 ـ النظر إلى وفرة لحم الأضحية سيما عند تخلف شرط السن. 14 ـ معارضة تأويل المسيح الدجال بالحضارة الغربية حتى مع حولها الثقافي وعورها الفلسفي. بعض تلك الأمور أخذت بها بعض المجامع الفقهية سيما التي أسسها الإمام ولكن إجتهاد الإمام فيها كان أسبق لذلك التأسيس نفسه. الغرض من ذلك هو بيان أصالة المنهج الإجتهادي عند الإمام عملا بقالة الإمام مالك : كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر عليه الصلاة والسلام. ولا شك أن ذلك المنهج الجامع بين أصالة المصدر التشريعي الثابت ( القرآن الكريم والسنة النبوية ) وبين النظر في المستجدات والحادثات إستئناسا بالقديم و معالجة لشأن الناس بعين معاصرة تلبي مراعاة المقصد والمآل .. لا شك أن ذلك المنهج يصطدم بعقبات كأداء منها : 1 ـ عدم توفر الشجاعة الكافية لمواجهة رموز الفقه التقليدي الجامدة  شعارها : ليس في الإمكان أحسن مما كان وما ترك الألون للآخرين شيئا. 2 ـ عدم توفر الشجاعة ذاتها لمواجهة رغبات الناس وطلبات الجمهور وأسير التقليد هو أسير سجنين : سجن طبقة العلماء وسجن عامة الناس وسجن الناس بدوره سجنان : سجن المقلدين للأسلاف وسجن  » عبيد الفكر الغربي « . 3 ـ تحري وسطية أدق من الشعر للتمكن من حسن فقه المحكم الثابت في الأصلين الأوليين من ناحية وحسن إستخدام المقصد ومعرفة المآل من ناحية ثانية وعدم الوقوع في الغرور بركل الإجتهاد القديم بجرة قلم مهما يكن نفاد صلاحيته سيما أن أكثره ـ ربما ـ يصدق عليه ما قيل حول مخالفة صاحبي أبي حنيفة أبا حنيفة ( محمد وأبي يوسف ) :  » إختلاف عصر وزمان لا حجة وبرهان « . الإمام القرضاوي طالب علم دوما : ليس في العلم كبير كما تقرر عند أهله فهذا هدهد يعلم سليمان عليه السلام وذاك غراب يعلم إبن آدم الأول. ظل الإمام رغم علو كعبه طالب يعمل بتوجيه الفاروق لقاضيه أبي موسى  » ولا يمنعنك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه عقلك وقلبك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق فإن الحق قديم « . من ذلك : 1 ـ ما قصه في بعض كتبه عن إستفتاء تعرض له رفقة عدد من العلماء في أمريكا قبل عقود ثلاثة أو أربعة في مسألة إسلام المرأة وزوجها كافر. قال الإمام بأن السؤال باغته والحاضرين من حوله فطفق الدكتور الترابي يفتي بجواز  » بقاء ما كان على ما كان  » وعدم اللجوء إلى التفريق بينهما. قال الإمام : رجعت إلى موطني ( قطر ربما ) وأخذت أبحث فوجدت لإبن القيم فيها بحثا يحوي تسعة أقوال تقريبا بعضها منسوب إلى علي وغيره عليهم الرضوان. ثم آل الأمر في إجتهاداته إلى ما هو معلوم سيما بعد تبلور المجلس الأروبي للإفتاء والبحوث. 2 ـ في قضية أخرى معاصرة : شراء المساكن بالفوائد الربوية إضطرارا في ديار الغربة من لدن الأقليات المسلمة التي أصبحت لها تلك الديار وطنا. قال الإمام بأن الشيخ الزرقاء يفتي بجواز ذلك منذ عقود بينما ظللت أميل إلى غير ذلك حتى إنشرح صدري وإطمأننت إلى ذلك. 3 ـ كما تمكن الإشارة هنا إلى أمر يكاد ينفرد به الإمام في تآليفه وهو : حرصه دوما وفي كل قضية على حشد نقول مطولة إما ممن يأخذ عنه ( سيما الشيخين إبن تيمية وإبن القيم ) أو ممن يريد نقض حجته أمام القارئ. ذلك هو المنهج القرآني البديع الذي يستجلب دعاوي الشيطان والمشركين وأهل الكتاب وغيرهم ثم ينقضها ويرد عليها ويرسم التي هي أقوم وكل ذلك على مرأى ومسمع من الإنسان. ومن ذلك مثلا قيامه على شرح الأصول العشرين للإمام البنا رحمه الله سبحانه أصلا أصلا والحقيقة أني كنت ـ وربما كثير مثلي ـ غافلا عن الكنوز التي تستأثر بها تلك الأصول حتى وقفت على شروح الإمام لها وليس من رأى كمن سمع ومن ذاق إشتاق كما يقولون. فما إن ينقضي عجبك من يسرالعبارة عند الإمام البنا حتى تلطمك العبارة ذاتها بيسرها عند تلميذه الإمام القرضاوي. جرب بنفسك ولن تخسر سوى قليلا من وقتك إن كانت حياتك مشبعة بإهتمامات أخرى.

إلى اللقاء في الجزء الثاني من هذه الرسالة.

الهادي بريك ـ ألمانيا.


حملة كويتية لإزالة سوء الفهم بعد تهديد وزير الخارجية بوقف الاستثمارات في بعض الدول العربية

(من بينها تونس)

 
عمان ـ القدس العربي ـ من طارق الفايد: اجتهدت حكومة الكويت خلال اليومين الماضيين لكي تعالج سوء فهم باطني عكر مزاج علاقتها ببعض الدول العربية بعد نقل تصريحات لمسؤولين بارزين في الكويت خلال إجتماع برلماني تعيد إحياء لغة دول الضد حيث شهد المستوي البرلماني عودة للطروحات المتشددة التي تتحدث عن دول عربية تنكر فضل الكويت وتطالب بمعاقبتها ووقف المعونات الإقتصادية لها. وتلقت الحكومة الأردنية حصريا بقلق ما نقلته صحيفة الوطن الكويتية قبل عدة ايام عن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية محمد الصباح بخصوص وجود ملاحظات كويتية علي أداء حكومات رسمية في بعض الدول العربية ومنها الأردن وهي ملاحظات حسب الوزير الصباح تدفع الحكومة الكويتية لإعادة النظر بدعمها الإستثماري لهذه الدول. وبدأت الأزمة عندما نقلت صحيفة الوطن عن الوزير الصباح قوله بان بعض الدول العربية لا تقدم الرعاية الرسمية اللازمة لإستثمارات صندوق التنمية الكويتي، مشيرا لوجود منظمات مدنية تعارض الكويت او تعاديها وترتبط بعلاقات طيبة مع بعض الحكومات العربية ومنها الأردن. وحسب الوطن تفكر الحكومة الكويتية بإعادة النظر بإستثماراتها في ساحات عربية يفترض ان تقوم بالواجب تجاه الكويتيين، حيث تمت الإشارة لبلدان محددة من بينها اليمن وتونس والأردن والسودان، وكان الحديث المنقول خلال مداخلة تحت قبة البرلمان علي خلفية دعوة رئيس تجمع المستقبل الكويتي فهيد الكفيف الحكومة لإعادة النظر في دعم الحكومات التي تعادي الكويت ولا تحترم تضحيات الشعب الكويتي، وتتخذ مواقف مشينة ضد الكويت. ونقلت هذه التصريحات علي أكثر من صعيد عن الصحيفة الكويتية، وأثارت جدلا واسعا في الوسطين الصحافي والسياسي في الكويت والأردن، فيما تقدمت الحكومة الكويتية بعدة خطوات في حملة سريعة تستهدف تعديل مزاج التعليقات وإظهار ان ما نشر علي لسان وزير الخارجية لا يمثل حقيقة الموقف الرسمي. وعلي ضوء إستفهامات في الكواليس للحكومة الأردنية تم إستدعاء السفير الأردني في الكويت وإبلاغه بان ما نشرته صحيفة الوطن ليس دقيقا وكذلك ما نقل علي لسان الوزير الصباح الذي لا يشكل الموقف الرسمي للحكومة الكويتية، وتم إيلاغ السفير ايضا بعدم وجود أي مستجد بخصوص العلاقة الثنائية بين الجانبين وان الكويت لم تبدل او تغير طبيعة سعيها لتحسين وبقاء العلاقات مع الأردن وجميع الدول العربية ممتازة. وعبر الكواليس ايضا حصلت الحكومة الأردنية علي تأكيدات بان صندوق التنمية الكويتي الداعم لأهم إستثمارات كويتية في الساحة الأردنية سيستمر بالقيام بدوره وان الكويت ليست علي الإطلاق بصدد تغيير سياستها في رعاية إستثمارات في الساحة الأردنية. ويبدو ان رغبة الكويت في تخفيف حدة ونتائج ما نقل علي لسان وزيرها وصل لحد التأكيد مجددا علي عمق العلاقات مع الدول العربية والأردن حيث إستقبل القصر الملكي الأردني أمس مبعوثا خاصا لأمير الكويت هو المستشار عبد الرحمن العتيقي الذي سلم رسالة خاصة للعاهل الأردني من الشيخ صباح الأحمد تضمنت تجديد ثوابت العلاقة والتأكيد علي السعي لرعايتها وتثبيتها. ورغم ان الخبر الرسمي الأردني ربط بين زيارة العتيقي كمبعوث لأمير الكويت وبين الزيارة الأخيرة لولي عهد الكويت لعمان إلا ان الجانبين كانا بحاجة لكلمة مختلفة بالإعلام بعد ان اثارت التعليقات التي نشرتها الوطن علي لسان الوزير الصباح موجة جدل في أكثر من إتجاه. ويقول خبراء ومراقبون ان المواقف السياسية الأردنية والكويتية متماثلة إلي حد بعيد في هذه المرحلة ولايوجد قضايا سياسياة اساسية مختلف عليها فيما يقدر حجم الإستثمارات الكويتية في الأردن بنحو مليار دولار حتي نهاية عام 2006 . ويؤكد المعنيون ان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد يواجه بهدوء ومنذ اسابيع تقريبا محاولات منظمة من قبل بعض التيارات البرلمانية والقبلية والسياسية لإعادة إنتاج خطاب دول الضد بالرغم من سقوط النظام العراقي وإحتلال العراق، ويبدو ان تعليقات الوزير الصياح كانت تكتيكية بالصدد ولا تعكس موقفا رسميا بقدر ما تعكس سعيا من الحكومة للتواصل مع تيارات متشددة في المعادلة البرلمانية. وحسب مصادر أردنية تلقت شروحات من الجانب الكويتي فقد وظفت صحيفة الوطن عبارات وردت علي لسان الوزير الصباح لصالح أجندة سياسية محددة وتم إخراج مضمون ما قاله الرجل عن سياقه، خصوصا وانه كان يجامل تيارات برلمانية تعمل بشكل منظم ومنذ اسابيع علي إعاقة الإستثمارات الكويتية في الخارج وهي مجاملة تكتيكية لم تكن تعكس موقفا رسميا، الأمر الذي تحاول الكويت تداركه الآن. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جويلية 2007)

«القاعدة» استهدفت ثكنة عسكرية بشاحنة متفجرات … الجزائر: مقتل 10 جنود بعملية إنتحارية
 
الجزائر – محمد مقدم     قُتل عشرة جنود على الاقل وجُرح نحو 35 آخرين، في عملية انتحارية نفذها «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ضد ثكنة للجيش الجزائري في منطقة الأخضرية التابعة لولاية البويرة (75 كلم شرق العاصمة). وأفادت مصادر محلية أن العملية وقعت في حدود الساعة السابعة صباح أمس، عندما قاد شاب شاحنة – براد محمّلة متفجرات قوية بسرعة كبيرة في اتجاه مدخل الثكنة، قبل أن يُفجر حمولته. وقال تنظيم «القاعدة» في بيان على الانترنت إن الانتحاري صهيب أبو مليح قاد الشاحنة التي كانت «مملوءة بما لا يقل عن طن من المتفجرات واقتحم بها مقر ثكنة القوات الخاصة (…) ووصل إلى عمق الثكنة، داخل ساحتها، وفجرها (الشاحنة) مما أسفر عن تدمير كبير». وزعم أن العملية التي أسماها «غزوة صهيب» أدت إلى مقتل 70 عسكرياً وسقوط عشرات الجرحى «وتدمير ما لا يقل عن 8 آليات عسكرية». وتردد أن الشاحنة التي استخدمها الانتحاري كانت توصل الطعام والمؤن يومياً إلى الثكنة، وأن «القاعدة» خطفت سائقها قبل يوم من تنفيذ العملية، وقادها المهاجم الذي انتحل شخصيته. وتقع الثكنة المستهدفة في منطقة نشاط لتنظيم «القاعدة» في مرتفعات جبال الأخضرية، والتي شهدت خلال السنوات الأخيرة اعتداءات متكررة ضد أفراد الجيش والحرس البلدي. وجاء الاعتداء بعد أسبوع من دعوة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى تكثيف مكافحة الإرهاب، وقبل ساعات من افتتاح دورة الألعاب الرياضية الأفريقية التاسعة التي تستضيفها العاصمة الجزائرية. وقالت الوكالة الرسمية إن القتلى الثمانية جنود، فيما ذكر شهود أن بين الجرحى مدنيين كانوا يعبرون الطريق الرقم 5 الذي يربط العاصمة بمناطق شرق البلاد. وأحدثت قوة الانفجار حفرة عمقها نحو متر ونصف المتر، وأدت إلى حال من الذعر الشديد في أوساط سكان المناطق القريبة. ودوت صفارات الإنذار في المنطقة فور وقوع الانفجار، ونقلت سيارات الإسعاف الضحايا إلى مستشفيات الأخضرية والبويرة، فيما نُقل آخرون إلى مستشفى عين النعجة العسكري في العاصمة. وفرضت قوات الجيش والدرك طوقاً أمنياً في المنطقة الجبلية ومنعت الصحافيين والمصورين من الوصول إلى مكان التفجير. وكانت السلطات كثفت التعزيزات الأمنية تحسباً لاعتداءات مسلحة لمناسبة مرور 90 يوماً على تفجيرات «الأربعاء الأسود» التي استهدفت قصر الحكومة ومركزين أمنيين. وقبل يومين، وضعت مخططاً جديداً لتأمين أكثر من ثمانية آلاف رياضي يشاركون في أكبر تظاهرة رياضية في القارة الأفريقية. والاعتداء هو الأول بهذا الحجم في الجزائر منذ هجمات الحادي عشر من نيسان (أبريل) الماضي التي نفذها «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وأسفرت عن سقوط 32 قتيلاً وأكثر من 200 جريح. وقال محللون إن الاعتداء الجديد يؤكد تبني «القاعدة» منهج العمليات الانتحارية في اعتداءاتها، وهو اتجاه كان سبباً لجدل كبير بين قياداتها. من جهة أخرى، قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي في تصريحات الى «وكالة الأنباء الجزائرية» الرسمية أمس، إن المحادثات التي أجراها الرئيس بوتفليقة مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلثاء كانت «براغماتية»، مؤكداً وجود «عزيمة وصراحة كبيرتين لدى الطرفين». وكان زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» أبو مصعب عبدالودود (فرانس براس) انتقد جهود تطوير العلاقات بين الجزائر وفرنسا. ودعا باريس إلى «أن تعترف بكل جرائمها المرتكبة في حق المسلمين في الجزائر». وندد عبدالودود في بيان نشر على الانترنت بالجهود الرامية إلى توقيع معاهدة صداقة بين البلدين. وجاء في البيان الذي تزامن مع زيارة ساركوزي للجزائر: «لا يزال بين فرنسا والمسلمين سور عازل من الجماجم والأشلاء وبحر متلاطم من الدموع والدماء»، مضيفاً أن «الدين الإسلامي الصحيح يرفض مصطلح الصداقة مع الكفار». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جويلية 2007)

أميركا: الحكم الذاتي للصحراء حل « واقعي »
 
نيويورك – راغدة درغام      
ضاعفت الولايات المتحدة دعمها لاقتراح المغرب الحكم الذاتي لحل قضية الصحراء الغربية. وقالت المندوبة الأميركية السفيرة جاكي ساندرز أعضاء مجلس الأمن والصحافيين في أعقاب جلسة مغلقة للمجلس أمس أن الولايات المتحدة «ترحّب بجهود المغرب التي تتمتع بالجدية والصدقية وترمي إلى تحريك العملية الى الأمام بحثاً عن حلول … إننا نعتقد أن الوسيلة الواقعية التي لها فرصة نجاح في شأن الصحراء الغربية هي (اقتراح) الحكم الذاتي الحقيقي. والمبادرة المغربية مؤهلة لتوفير إطار واقعي لبدء المفاوضات على خطة تؤدي إلى توفير حكم ذاتي حقيقي رهن موافقة السكان المحليين عليه». وعلّق مندوب «بوليساريو» أحمد بوخاري قائلاً: «بغض النظر عن العلاقات المعروفة بين المغرب ودول أعضاء في مجلس الأمن، هناك التزام جماعي لكل أعضاء مجلس الأمن باحترام توصية القرار 1754 التي تقول ان هناك اقتراحين لحل نزاع الصحراء وليس اقتراحاً واحداً فقط» وأن المفاوضات المباشرة بين الجبهة والمغرب في آب (أغسطس) المقبل ستتم على أساس الاقتراحين (الحكم الذاتي أو استتفاء تقرير المصير). (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جويلية 2007)

أمريكا تؤيد خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية
 
الأمم المتحدة (رويترز) – ألقت الولايات المتحدة بثقلها يوم الاربعاء وراء المغرب في المفاوضات مع جبهة بوليساريو مؤيدة بذلك فعليا الحكم الذاتي للإقليم عوضا عن الاستقلال. ووصف بيان أمريكي خطة المغرب الخاصة بالحكم الذاتي للصحراء بأنها  » واقعية » وخلا من أي إشارة الى اقتراح بوليساريو إجراء استفتاء يكون الاستقلال من بين الخيارات المطروحة على الناخبين فيه. وقدم كل من المغرب وبوليساريو خطته الى الامم المتحدة في ابريل نيسان. وعقدا جولة افتتاحية من المفاوضات بوساطة الامم المتحدة قرب نيويورك الشهر الماضي وسيجتمعان من جديد هناك في العاشر من اغسطس اب. وضم المغرب الصحراء الغربية بعد انسحاب اسبانيا منها عام 1975 وتسعى جبهة بوليساريو لاستقلال الاقليم. وفي بيان قرئ عقب مناقشة لمجلس الأمن رحبت المبعوثة الامريكية جاكي ساندرز « بجهود المغرب الجادة والجديرة بالاعتبار لتحريك العملية الى الامام نحو الحل ». واضافت « نحن نعتقد ان السبيل المبشر والواقعي للتقدم الى الامام فيما يخص الصحراء الغربية هو حكم ذاتي حقيقي. » وقالت ساندرز « مبادرة المغرب قد توفر اطارا واقعيا لبدء التفاوض على خطة تقدم حكما ذاتيا حقيقيا على ان يوافق عليه سكان المنطقة. ونأمل ان يتحاور الجانبان بطريقة واقعية. »  وأشارت ساندرز الى ان خطة المغرب التي « تتسم بالمرونة » تقضي باجراء استفتاء. غير ان الرباط اوضحت ان ذلك الاستفتاء يقوم على الاجابة بنعم او لا على ميثاق للحكم الذاتي يتم التوصل اليه من خلال التفاوض وقال انه لن يشمل الان الاستقلال الكامل. وتسمح الخطة المغربية بحكم ذاتي محدود على ان تظل أدوات السلطة الاساسية في يدي الرباط. ولا تعترف أي دولة بحكم المغرب للصحراء لكن الولايات المتحدة تريد الان بفارغ الصبر التوصل الى اتفاق تأمل ان يفضي الى مزيد من التعاون بين بلدان شمال افريقيا وان يساعد في محاربة الجماعات الارهابية في المنطقة المتاخمة للصحراء. واشادت واشنطن بخطة المغرب من قبل لكن قراءة البيان علنا خارج قاعة مجلس الأمن يمنح ذلك التأييد قوة اضافية. وتؤيد فرنسا ايضا الرباط. ونفت ساندرز ان البيان صدر لان مجلس الامن الذي يؤيد بعض أعضائه الخمسة عشر بوليساريو رفض اعتماده. وفي التنازل الوحيد الذي قدمته لخطة بوليساريو قالت ان الوصول الى حل أمر يخص الطرفين. وفازت بوليساريو بالاعتراف الرسمي من قرابة 45 دولة وحصلت على عضوية الاتحاد الافريقي. وقال سفير جنوب افريقيا وهي عضو في مجلس الامن حاليا انه ينبغي عدم تفضيل خطة على الأخرى مضيفا « أغلبية ساحقة من أعضاء المجلس الذين تحدثوا تكلموا عن الحاجة الى التوازن. » ورحب المجلس نفسه في بيان قرأه رئيسه السفير الصيني وانج حوانجيا بجولة المفاوضات الاولى ودعا الى تحقيق تقدم في الجولة التالية. وقال ممثل بوليساريو في الامم المتحدة أحمد بخاري ان قرار الأمم المتحدة الذي تجرى المحادثات بموجبه « يفترض ان هناك اقتراحين لحل الصراع وليس اقتراحا واحدا وينبغي ان تعامل الأمم المتحدة الاقتراحين على قدم المساواة. »  من باتريك وورسنيب (المصدر: موقع « سويس إنفو » (سويسرا) بتاريخ 12 جويلية 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

بوش يعين سفيرا له في ليبيا وهو الأول منذ سنوات
 
واشنطن (رويترز) – في علامة على تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا أعلن الرئيس جورج بوش أنه اختار جين كريتز سفيرا للولايات المتحدة لدى طرابلس وهو منصب ظل شاغرا لسنوات. ويعمل كريتز جاليا نائبا لرئيس البعثة في السفارة الأمريكية في تل ابيب وقبل ذلك كان نائبا لرئيس البعثة في السفارة الأمريكية في دمشق.  وقد تحسنت العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا تحسنا كبيرا منذ قرار طرابلس عام 2003 بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل ومع ذلك فان الولايات المتحدة امتنعت حتى الان عن تعيين سفير لها في طرابلس. (المصدر: موقع « سويس إنفو » (سويسرا) بتاريخ 12 جويلية 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

بلدة بالضفة الغربية تتحد وسط الانقسامات الفلسطينية
 
الشيوخ (الضفة الغربية) (رويترز) – تزدهر الحياة في بلدة بالضفة الغربية تقع على قمة تل رغم مرور عام على العقوبات الغربية الصارمة ضد الحكومة التي تزعمتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ورغم إراقة الدماء بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة. وفي بلدة الشيوخ التي تقع الى الشمال من بلدة الخليل ويعيش بها حوالي عشرة آلاف مواطن تمتد مشروعات بناء تشمل إنشاء طرق وإقامة مدارس وتشييد المسجد الرئيسي بالبلدة والفضل يعود غالبا للتمويل الذي يقدمه ميسورو الحال من السكان. وتلقى حماس التي سيطرت على قطاع غزة الشهر الماضي بعد أسابيع من الاقتتال مع القوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس تأييد معظم أعضاء مجلس بلدية الشيوخ وغالبية ناخبيها. ورغم التوترات التي تصاعدت منذ ذلك الحين فإن كثيرين من ممولي مشروعات البناء الجديدة ينتمون لحركة فتح خصم حماس. وقال ياسين عويضات وهو من زعماء فتح « نحن عائلة واحدة ولا يمكن لأحد أن يمس وحدة الشعب مهما كان الخلاف بيننا سياسيا. « عندما يؤدي الناس واجباتهم فإنهم لا يدعمون بذلك فتح أو حماس. إنهم يحترمون أنفسهم. » وأوقفت الولايات المتحدة وغيرها من القوى الدولية المساعدات المقدمة الى السلطة الفلسطينية عقب فوز حماس على فتح في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في يناير كانون الثاني 2006. وصوت غالبية الناخبين في الشيوخ لصالح حماس رغم أن قاعدة النفوذ الأساسية لحماس توجد في قطاع غزة الأصغر مساحة. وأدى قطع المساعدات الى إصابة معظم المناطق الفلسطينية بالشلل. واستأنفت اسرائيل ودول الغرب إرسال أموال الى الضفة الغربية بعد سيطرة حماس على غزة في 14 يونيو حزيران واستمرار سيطرة فتح على الضفة. وينتمي معظم سكان الشيوخ الى ثلاث عائلات كبرى تهيمن على المشهد السياسي والاجتماعي. ويتمثل العمود الفقري للاقتصاد في المحاجر وبضعة مصانع صغيرة. وقالت سميرة الحلايقة وهي مسؤولة من حماس انتخبت في البرلمان الفلسطيني « هنا.. الحب والمجتمع لهما السيطرة. العائلة أكبر من فتح وحماس وتجعلنا أكثر قربا معا. » والاضطراب الذي شهده قطاع غزة الشهر الماضي وأدى الى تفاقم عزلته عن المناطق الاكثر كثافة بالسكان بالضفة الغربية لم يثر في الشيوخ تلك النوعية من الأعمال الانتقامية من قبل مسلحي فتح ضد مؤسسات حماس والتي حدثت في مدن أخرى بالضفة الغربية. لكن التوترات لاتزال قائمة. وقال كثير من سكان الشيوخ إن العنف في غزة غير رؤية الناس تجاه حماس. وقال عويضات « كان الناس صبورين وجائعين طواعية لكن بعد أحداث غزة أصبحت الحقيقة واضحة… الشعارات التي سمعناها خلال الانتخابات لم تترجم الى أفعال. » وقالت سميرة الحلايقة إنه يتعين إعطاء حماس الفرصة لتمارس الحكم وأضافت « اذا كانوا يريدون الحكم على حماس فعليهم القيام بهذا بعد أربع سنوات من الحكم في ظل ظروف طبيعية. »  من لبيب ناصر (المصدر: موقع « سويس إنفو » (سويسرا) بتاريخ 12 جويلية 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

دعا حركة فتح للعودة للكفاح المسلح والمقاومة كنهج واسلوب. وحمل عباس مسؤولية التوترات

فاروق القدومي: ابو مازن خضع لفاسدين ومراكز قوي.. وعناصر الوقائي جُمعوا من الشارع وزودوا بالسلاح

 
الدار البيضاء ـ القدس العربي من محمود معروف: اكد فاروق القدومي (ابو اللطف) امين سر حركة فتح رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية (وزارة الخارجية الفلسطينية) ان ما تشهده الاراضي الفلسطينية من مآس وما تعرفه القضية الفلسطينية من نكسات يعود اساسا الي اتفاقية اوسلو وما افرزته من منهج قاد العمل الوطني الفلسطيني. ودعا القدومي في حوار مع القدس العربي اجري معه اثناء زيارة خاطفة للدار البيضاء المغرب الي عودة حركة فتح الي الكفاح المسلح والمقاومة كنهج واسلوب اساسي في عملها ونضالها. ويحمل ابو اللطف زميله في اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) مسؤولية اساسية فيما تعرفه الساحة الفلسطينية من توترات لانه خضع لفاسدين ومراكز قوي توغلوا في حركة فتح وهيمنوا علي واجهتها ويؤكد ان مناضلي الحركة جادون في اعادة بنائها علي اسس وطنية وديمقراطية سليمة. ويدعو قدومي الي حوار وطني فلسطيني جاد لاعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ويؤكد انه لا يمكن لاية حركة وطنية ان تحقق اهداف شعبها بدون وحدة فصائلها، وفيما يلي نص الحوار: بعد ان جري ما جري في غزة الي اين تسير حركة فتح؟ حركة فتح تسير نحو المجهول اذا لم تأخذ مسار الاصلاح لانها بأمس الحاجة لهذا الاصلاح الذي يعني الوفاق حول برنامج العمل السياسي واعادة الهيكلة علي اسس نضالية ووطنية وسليمة. ان اتفاقية اوسلو اربكت حركة فتح ودقت اسفينا في صفوفها وأججت خلافاتها. لان اوسلو مبادرة سياسية ولكن فتح بدأت وقادت الشعب الفلسطيني كحركة تحرر وطني لتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في التحرر واقامة دولته المستقلة وعندما تصل الي تحقيق اهدافها يمكن ان نقول اننا سنبني سلطة، لكن من ذهب الي اوسلو وامن بها مارس بناء السلطة وان فلسطين تحررت والدولة الفلسطينية اقيمت. ان اوسلو كانت عقبة في طريق فتح وادت الي انفصالها عن منهجها الحقيقي وهو الكفاح المسلح من اجل تحرير الارض المغتصبة وبناء الدولة الفلسطينية. وبالنسبة لنا فإن كل المشاريع المقدمة والتي يمكن ان نتعاطي معها يجب ان تصل بشعبنا الي انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ان كانت هذه المشاريع خارطة الطريق او المبادرة العربية للسلام او مشروع الدولتين، لكن مع الاسف الشديد ان الجانب الاخر، وهو اسرائيل، يرفض ان يلتزم بكل هذه المبادرات التي يوافق عليها. ونجد ان الولايات المتحدة تساعدها علي ذلك وان الدول الاوروبية تدعمها، ليس شعوب الدول الاوروبية بل الحكومات الاوروبية التي كثيرا ما تأخذ مبادرات لا لتنفيذها وتطبيقها بل لتبدي حسن نواياها لكن مع الاسف الشديد هذه النوايا الحسنة لا تصل الي الواقع ولا تتحقق لذلك نتساءل عن فائدتها. اما دول الشرق فهي مع منظمة التحرير الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني ومع قوي المقاومة الفلسطينية ومنذ اللحظات الاولي قدمت لحركة فتح كحركة تحرير وطني كل الدعم والمساندة، وهذا ما يجب ان نضعه امام نصب اعيننا دائما لنعيد لحركتنا روحها كحركة تحرير ونعود لمنهج الكفاح المسلح. هل هذه دعوة من فاروق قدومي للعودة الي الكفاح المسلح؟ كانت الخطيئة الكبري التخلي عن الكفاح المسلح وهذا لا يجوز بل اقول بصوت عال ان التخلي عن الكفاح المسلح والمقاومة كان العامل الرئيسي لما نعرفه من انتكاسات داخلية وخارجية. لقد جربنا المفاوضات السياسية في الماضي وفي الحاضر وثبت بالملموس وفي كل يوم ان اوراقنا، نتيجة هذه المفاوضات، لا تزيد بل تنقص ولا تقوي بل تضعف، ونري ان مظاهر الممارسات اليومية تدلل علي الاستخفاف بحركة التحرر الفلسطينية. ولذلك لا بد ان تعود حركة فتح الي نهج الكفاح المسلح وهذا لا يعني اننا سنتخلي عن المفاوضات لكننا نريد مفاوضات جدية وليس لقاءات كما يقول المثل سلامات يا وحشني . ان ما يجري من لقاءات مع الاسرائيليين ليس مفاوضات بل محاولات للتغطية علي العجز والفشل في الدفع نحو مفاوضات جدية تصل الي نتيجة مستندة الي الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة. ان طبيعة المفاوضات التي كانت تجري، من اهم اسباب نقمة الشعب علي السلطة الفلسطينية والتي ادت في نهاية الامر الي هذه الصراعات المؤسفة التي نشهدها الان لان الطرفين (فتح وحماس) دخلا في لعبة السلطة وهي سلطة وهمية ومحلية ومع ذلك للاسف قام صراع علي هذه السلطة. يعني ما جري في غزة كان نتاج تراكمات الممارسات غير الصحيحة لحركة فتح؟ نعم، لذا لا بد من ان يعاد بناء حركة فتح من خلال مسؤوليتها وتنفيذ هذه المسؤولية بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية لان حركة فتح هي التي اطلقت وقادت المشروع الوطني القلسطيني وحافظت عليه ودخلت المنظمة مع 6 منظمات اخري تحت راية التحرير لان جميع هذه القوي تقاتل وكان شعار هذه القوي من اراد ان يدخل المنظمة عليه ان يمارس الكفاح المسلح ويقاتل وكان الشعار اللقاء في ارض المعركة وهذا يعني ان الكفاح المسلح هو الوسيلة الاساسية التي لا بد منها للوصول لأهداف الشعب الفلسطيني، واذا كانت هناك مفاوضات سياسية فليكن. لقد وضعنا هذا المبدأ منذ البداية وما نطق بع الراحل ابو عمار عندما قال امسك البندقية بيد وغصن الزيتون بيد فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي أي اني علي استعداد لان اصل الي اتفاق سلام لكن لا يمكن ان نصل الي اتفاق عادل الا من خلال الكفاح المسلح. هل ان اوسلو بات منهجا؟ لا شك ان اوسلو قد فعلت فعلها بالنسبة الي الانتماءات الفتحاوية لان جماعة اوسلو استخدمت المفاوضات واصبحت هذه المفاوضات، وان كانت عبثية، ايديولوجية ومنهجا وأصبح جيل من هؤلاء المفاوضين او الذين يتعاملون بالمفاوضات، اصبحت لديهم اتجاهات للتعايش السلمي مع اسرائيل لان هذه اللقاءات المستمرة والتنسيق مع اسرائيل غيب الكفاح المسلح، ونشأت فئة مفاوضة لا تريد الكفاح المسلح وعلي رأسها رئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) والذي يقول لا لعسكرة الانتفاضة. هؤلاء المفاوضون هم مجموعة المستفيدين من الارباك الذي تحدثت عنه؟ منذ دخلنا اتفاق اوسلو ومنذ ان بدأت المفاوضات السياسية ومنذ ان اصبحت فئة تقبض هذه الضرائب دون ان تكون هناك محاسبات لهذه الضرائب، في ظل الفوضي المالية وغياب الرقابة المالية برز الكثير من هؤلاء الفاسدين الذين عبأوا جيوبهم بالاموال دون ان يسألهم المسؤول عن كيف دخلت الاموال الي جيوبهم وكيف تخرج وعلي ماذا تصرف، بل استطيع القول ان هذا المسؤول كان يغطي علي هؤلاء الفاسدين الذين تغولوا في وعلي الحركة وعلي الشعب. لماذا لم تحاسبوا هؤلاء؟ ان الفساد البشع بدأ بعد دخولنا اتفاقية اوسلو واقامة السلطة بالضفة والقطاع وبرزت هذه الشخصيات التي اصبحت تمثل مراكز قوي داخل فلسطين ولانها تعيش تحت الاحتلال وتتحرك بحمايته بحرية لم نستطع محاسبتها، بمعني آخر اننا لا نستطيع دخول اراضينا المحتلة لان المسؤول وفاقد المسؤولية ايضا كانا مسؤولين عن هذه المظاهر السيئة، واعتقد ان ابو مازن حاول لكنه لم يفلح خاصة ان مراكز القوي تغولت فخضع لها. هل يمكن اعادة محاسبتها ومتابعتها؟ ليس سهلا محاسبة هؤلاء الا اذا تحررت الارض والا اذا كنا في بلد لنا فيه حرية الحركة والعمل. اعتقد ان الصدامات بيننا وبين الآخرين بسبب هؤلاء الفاسدين، وانا قلت عن (الوقائي) قبل سنتين انه غير منظم ولم يدخل في عملية تنظيم وتدريب لا القوانين ولا الضوابط الفتحاوية ولا القوانين والضوابط المعمول بها في كل اجهزة الشرطة والامن في العالم، وانما جمعوا من الشارع وحملوا السلاح وهذه كانت جريمة بحقهم وحق فتح وحق الشعب الفلسطيني. لوحظ مؤخرا تطاول كوادر من فتح علي اللجنة المركزية للحركة؟ ان هذا مظهر من مظاهر اليأس من هذه القيادة وسبب هذه المظاهر اذا كانت مظاهر الفساد هو عدم وجود نهج سياسي وترك البعض للعمل التحرري. بصراحة كل هذه المظاهر جعلت المواطن والمناضل والكادر ينتقد القيادة و يتبحبح بالاشارة الي هذه المظاهر من ان لآخر ولا شك ان وجود مراكز القوي يجعل البعض يتصرف حسبما يريد وهذه المراكز لها سياسات معينة وحسابات معينة ولديها اخطاء كثيرة تتصرف وكأن لا انتماء لها لحركة فتح سوي الاسم واستغلال هذا الاسم. هناك دعوتان لاجتماع اللجنة المركزية احداها في رام الله والاخري خارج فلسطين؟ ان ابو مازن يريد عقد اجتماع الللجنة المركزية في رام الله رغم انه يعرف ان عددا من اعضاء اللحنة المركزية لن يحضروا هذه الاجتماعات. وهذه الدعوة خطيئة ضمن الخطايا التي يسير بها منذ البداية والتي يريد منها عدم عقد اجتماع اللجنة المركزية. ومع الاسف الشديد ان عدم اجتماع اللجنة المركزية هو من احد مظاهر التسلط وعدم الرغبة بالخضوع لقوانين الحركة ومؤسساتها التي مارسها ابو مازن داخل الاراضي الفلسطينية. صحيح يجب تركيز العمل السياسي والكفاح المسلح والتنظيم والمفاوضات داخل الوطن لان هذا المشروع (مشروع السلطة) كان البعض يعتقد انه يمكن من خلاله ان نصل الي الاستقلال والسيادة لكننا لم نحقق شيئا، وبدل ان نرتب امورنا علي اساس الحقيقة التي تقول اننا لم نحقق شيئا بدأ البعض يتصرف وكأننا قضينا علي الاستيطان وقضينا علي الاحتلال وحررنا وطننا وما ينقصنا هو تحسين شروط عيشنا. وظهرت النتيجة ايضا ان هؤلاء تعايشوا مع الاستيطان وكأنه لا بد منه وتعايشوا مع الاحتلال وكأنهم قبلوه واعتبروا ان القضية هي تحسين ظروف العيش تحت الاحتلال وهذا ما نرفضه، ولذلك اصبح البون شاسعا بيننا وبينهم من خلال التجربة ومن خلال المبادئ التي امنا بها منذ البداية. هل هي ايضا في سياق الاستبعاد المستمر لكم؟ لا اعتقد ان هذا سيستمر. فبالرغم من ان ابو مازن اخبر منظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الافريقي والامم المتحدة وحركة عدم الانحياز والجامعة العربية ان ابو اللطف هو المسؤول عن الشؤون الخارجية لم يلتزم هو بهذا القرار. ونحن لا نريد ان نخلق مشكلة وأن نبقي شعبنا والعالم مشغولا بمشاكلنا وهو يعلم والعالم يعلم انه ونهجه لم ينجزوا شيئا لخدمة شعبنا، بل بالعكس ان كل النتائج التي اوصلونا اليها هي المجاعة للمواطنين والموظفين ثم هذه المشاكل والصدامات مع حركة حماس، لذلك نحن بريئون كل البراءة مما يقومون به وخاصة ان هذه الاعمال هي نتيجة ممارسة ابو مازن ومن معه وهذا بالفعل لا يمكن ان يكون من سلوكيات حركة فتح وخارج عن الصفات التي تتصف بها الحركة ومناضلوها والمبادئ والاهداف التي انطلقت من اجلها وسارت علي هديها كحركة تحرر. التناحر بين حركتي فتح وحماس سيبقي عنوان الوضع الفلسطيني؟ هذا شيء مؤسف. القضية بالفعل نشأت نتيجة اوضاع متعددة تدخلت بعض الدول العربية من اجل اصلاحها لكن للاسف الشديد وصلنا الي هذا الصدام والقيادة المحلية لحماس هي صاحبة هذا الصدام وايضا الثرثرات التي كانت تسمع هنا وهناك من الاخوة في فتح او من رجال الامن انهم سوف يفعلون كذا وكذا الي هذه الصدامات. وما هو الحل؟ لا شك ان الحل يكون من خلال اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية علي اسسس وطنية وديمقراطية والالتزام باهدافنا وسلوك مسلك حركة تحرر وطني هو السبيل الوحيد لجميع الوطنيين الفلسطينيين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جويلية 2007)

« من يقامر بالوطن ويرفض الحوار يتحمّل المسؤولية »

مشعل: « حماس » لا تمر بمأزق.. ولن تنجح أشكال الحرب على الشعب الفلسطيني

 
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية « حماس »، أن الحركة « لا تمر بمأزق »، مضيفاً « الذي يريد أن يراهن فليأخذ شهر واثنين وحتى سنة، ومن يريد أن يقامر بالوطن وأن يبقي الشرخ الفلسطيني هو يتحمل المسؤولية، ولن ينجحوا لأنهم يسلكون طريق خاطئ سيوصل لنتائج خاطئة ». وقال: « إن كل أشكال الحرب على حماس وعلى الشعب لن تنجح، ومن راهن من أمريكا والاحتلال على أسماء وخطط فها هي تروح أدراج الرياح، والشرعية لا تصنعها أمريكا ولا الكيان الصهيوني ولا بتعليق القانون والالتفاف عليه ». وشدد مشعل على أن « حماس » معتادة على أصعب الظروف، « ومن يريد أن يعاقب حماس والشعب من أبسط الأمور مثل الراتب، عليه أن يتحمل »، في إشارة إلى رئيس السلطة محمود عباس الذي أوقف رواتب آلاف الموظفين بحجة العمل مع حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها إسماعيل هنية. وأكد في حوار مع قناة الأقصى الفضائية، على أن « حماس » ما تزال تمد يدها للحوار، قائلاً: « نحن لا نستجدي الحوار رغم إننا نطلبه ولن نستجديه، ومن يغلق باب الحوار هو من يتحمل مسؤولية ما يجري ». ومضى يقول: « نحن لا نتحدث عن الحوار من باب الترف الفكري، ومن يفكر أن يسعى لحل دون الحوار فهو يسعى لأهداف لا تخدم المصلحة الوطنية، فحماس تريد الحوار وغالبية النخب الفكرية والعربية مع الحوار والدول العربية كلها مع الحوار ». وأضاف » الذي يريد أن يكون في مربع أولمرت (رئيس وزراء الاحتلال)، الذي يريد معاقبة حماس ويريد إقصائها ويهدد السلطة في رام الله إذا ذهبوا في طريق الحوار سيحاصرون، فليخسر كل منا مربعه .. ومن يريد أن يكون مع المنطق الصهيوني والأمريكي هو من يريد بقاء الصراع، أصبحت الخريطة واضحة وعلى كل منا أن يختار الآن ما هو الخيار الذي سينجح في النهاية ». وحول رؤية « حماس »؛ أوضح مشعل أنه بالنسبة للملف الأمني « نريد أمن مشترك والمقرات ملك للشعب الفلسطيني والمطلوب إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية تعمل لصالح الوطن وخاضعة للسلطة والحكومة وبعيدة كل البعد عن الحزبية، وأن يكون قادتها شرفاء وألا يوقع البعض منهم اتفاقات مع الاحتلال ويتآمروا على الشعب، ولا نريد محاصصة بأي شي ». كما طالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية مركزية لغزة والضفة معاً، وقال: « ما جرى في غزة أمر طارئ قاده الاضطرار لوجود فريق اختطف الأمن والوطن ويريد أخذه إلى مهب الريح ». وبخصوص أزمة معبر رفح الحدودي مع مصر؛ أكد أن هناك اتصالات بين الحكومة بغزة وبين الأخوة بمصر والدول العربية، لكنه أعرب عن أسفه أن « هناك طرف فلسطيني لا يريد حل هذه الأزمة، وأغلق الحوار معنا، وفتحت أبواب الحوار مع أولمرت، ونريد أن نرى أولمرت إلى أين سيقودكم؟! ». أما بشأن اتهامات رئيس السلطة محمود عباس لحركة « حماس » بأنها مرتبطة بتنظيم القاعدة؛ عقب رئيس المكتب السياسي لحركة « حماس » على ذلك بالقول: « هذا أمر غير معقول، وأي إنسان عاقل يمكن أن يحدد ذلك »، مبيناً أن الإعلام الصهيوني هو من روج لذلك وهذا تحريض على حماس وغزة وأهلها ومحاولة معاقبة حماس من قبل فتح. وجدد مشعل التأكيد على أن حماس « لا تريد الانفراد بغزة لا بعمل سلطة ولا دولة ولا شيء »، قائلاً: « نحن لا نجزأ الوطن نريد الوطن وحدة واحدة وسلطة واحدة وحكومة واحدة ». ولفت الانتباه إلى أن مصر ترفض إدخال قوات دولية لغزة، حسب تصريحات مسؤوليها، والقوات تدخل إما من مصر أو من الكيان الصهيوني، ومصر ترفض إذن الاحتلال الجديد سيأتي من الكيان الصهيوني. وقال مشعل: « بات واضحا الآن أنه يوجد رهان لوضع حماس في أقسى الظروف من تحريض وتضيق الخناق على غزة وحصارها ووقف عمل معبر رفح حتى ينتفض الشعب الفلسطيني على حماس ». وأوضح أنه خلال لقائه برئيس السلطة محمود عباس قبل أحداث غزة كان لبحث كيفية تعزيز اتفاق مكة وكيف يتم فرض الأمن وتعزيز دور وزير الداخلية السابق هاني القواسمي، مضيفا أنه تم التحذير خلال اللقاء مما يحضر بالخفاء، في إشارة إلى تيار فتح الذي كان يعد للانقلاب. وأعرب القيادي الفلسطيني البارد عن أسفه لأن « كل ما تم بحثه مع الرئيس عباس لم يجد نفعاً، لأنه كان يوجد فريق آخر في الساحة الفلسطينية يريد أن يسوق الساحة إلى الهاوية وفجر الأحداث وشد التوتر في غزة »، لافتاً إلى أن طرف في حركة « فتح » كان واضحاً من سلوكه أنه غير جاد في اتفاق مكة. وحول انتقاد أيمن الظواهري، القيادي في تنظمي القاعدة، قبل أيام لحركة حماس بأنها أخطأت بدخولها السلطة؛ قال مشعل: « نحن لن نفقد توازننا والدكتور الظواهري سامحه الله، ولكن نحن قلنا أن أي شخص تعاديه أمريكا أو الكيان الصهيوني فنحن لن نقوم بالإساءة له ولن نرد عليه لأننا نحترم وجهات الآخرين ». وأضاف » نحن على ثقة بأنفسنا وقراراتنا ونقول للظواهري أرفق بحماس التي قدمت الشهداء وقدمت قيادتها وهي حركة أصيلة لا تبيع ولا تشتري وتسير على طريق الأولين وتطلع إلى استعادة المقدسات بالمقاومة ». (المصدر: موقع المركز الفلسطيني للإعلام (فلسطين) بتاريخ 12 جويلية 2007)

تشظي الهوية الفلسطينية وتهميش القضية
 
توفيق المديني (*) أكدت الشراسة غير المبرّرة للمواجهات المسلحة التي دارت بين حركتي حماس وفتح في غزّة، والتي قادت إلى حسم حماس الصراع لمصلحتها، علماً بأنّ لا الولايات المتحدة ولا “إسرائيل “بخِلَتا في الوصول إلى ما وصلت إليه الساحة الفلسطينية من انقسام وانشقاق المجتمع الفلسطيني، وتشظي هويته الوطنية، اللذين تسارعا أيضاً بفعل ثمانية عشر شهراً من الحصار الدولي المفروض على الشعب الفلسطيني. وبات سؤال الهوية الوطنية الفلسطينية مطروحاً بقوة ومحملاً بمرارة الآمال الخائبة والأحلام المهيضة للشعب الفلسطيني الذي خذله “المجتمع الدولي” في إنشاء دولة فلسطينية، وإرساء فكرة سلام مرتكزة على قيام دولتيْن متجاورتيْن، في ضوء عمليات الثأر والنهب التي طبعت المعارك في غزة، واتهام كل معسكر للآخر بتلقي الأوامر من الخارج. فحركة حماس تتهم في خطابها السياسي قادة فتح والأمن الوقائي أنهم عملاء ل”إسرائيل” والولايات المتحدة، وفاسدون ومنحرفون. أما الخطاب السياسي لقادة فتح، فهو يندد بحماس، باعتبارها جزءاً من محور إقليمي إيراني – سوري، وينكر على حماس احتكار الخطاب الفلسطيني بالرغم من أغلبيتها البرلمانية، ويطالبها بالتوافق مع الثوابت الفلسطينية وإرادة الشعب. فعندما تضفي حركة سياسية مثل حماس التي تعمل في إطار فكر ديني، الطابع العسكري على المعركة السياسية، وترمي خصومها بالانحراف أو الخيانة الوطنية، إذا خالفوها الرأي في النظر إلى القضية الفلسطينية، أو خرجوا عن المألوف وعلى “ العقل السليم”، عند ذلك نكون إزاء الهوية الوطنية والفكرية الثقافية التي تعيش في التراث، فيتحول لديها مفهوم الهوية إلى مفهوم الجوهر الثابت والسرمدي، لكنها الهوية وقد نبتت لها أنياب وأظافر مسلحة. وعندما تتكيف حركة فتح مع انتهاك الاستعمار الصهيوني الاستيطاني وشروط الهيمنة الامبريالية الأمريكية، ومع واقع التأخر والاستبداد، وتتغنى مع ذلك بالخصوصية الفلسطينية، تكون الهوية الوطنية ارتكاساً قبيحاً وتعويضاً لا معنى له عن الذل والامتهان والفرقة والتشتت والضعف. ومن المسائل المهمة المتعلقة بإشكالية الهوية أيضا النظرة إلى القضية الفلسطينية. فبالنسبة إلى جناح السلطة الفلسطينية ممثلاً بالرئيس محمود عباس وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، فهو يقبل من دون تذمر البرنامج الأمريكي باعتباره الوسيلة الوحيدة لتأمين إنقاذ دولي للقضية الفلسطينية، وهو يرى أنه في ضوء التعقيدات والصعوبات التي يواجهها النضال الوطني الفلسطيني، وفي ضوء اختلال موازين القوى الساحق لمصلحة العدو الصهيوني، والتراجع المستمر في الموقف العربي الرسمي، لا بد من التخلي عن خيار المقاومة، وإيلاء أهمية كبيرة للعمل السياسي والدبلوماسي، والحرص على الحضور القوي داخل الحركة السياسية الإقليمية والدولية التي تدور حول القضية الفلسطينية، والسعي من أجل تحقيق “الهدف المرحلي” المتمثل في “إقامة الدولة الفلسطينية”. وبعد أن حسمت حماس المعركة في غزة، أصبحت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والنظام الرسمي العربي وحتى “إسرائيل” تطالب بالإجماع وبالصوت العالي، إنقاذ الرئيس محمود عبّاس، متقدمة باقتراحات جريئة: استئناف المساعدات للسلطة الفلسطينية: المال والسلاح والشرعيّة السياسية باتت تتدفق عليه من مختلف الجهات. وأصبح هو الولد المدلل للمجتمع الدولي، بعد أن رفعت العقوبات عن حكومة الطوارئ التي ألّفها بعد انفراط عقد حكومة الوحدة الوطنية. الآن، وبعد أن تحررت “إسرائيل” من الضغوط، اكتشف إيهود أولمرت فجأة أنّ الرئيس محمود عباس هو “شريكٌ” في عمليّة السلام. وبات المسؤولون في الكيان الصهيوني يتخيلون سيناريو يرضيهم. فالاختبار الجديد يقوم على إغراق الضفة بالمساعدات وحرمان غزّة؛ وفي هذا منتهى الظلم. أما حركة حماس، فهي إن كانت ترى أنه لا بد من التمسك بحزم بالثوابت الوطنية، ورفض الاعتراف ب”إسرائيل”، فإنها تعرف أن قسما من الناخبين الفلسطينيين الذين صوتوا لها لم يصوتوا لها لأنّهم يقبلون ببرنامج حركة حماس، فالشعب الفلسطيني في غالبيّته يتوق إلى حل قائم على دولتيْن. في الواقع، فهمت حركة حماس ذلك: إذ كانت قاعدتها السياسية الانتخابية مختلفة جداً عن ميثاقها الذي ينصّ، على غرار ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية في الستينات، تحرير كل فلسطين من النهر إلى البحر. غير أن حركة حماس التي جاءت إلى السلطة على أرضية اتفاقيات أوسلو، أي على أرضية الاعتراف ب”إسرائيل”، بات العديد من قادتها يعلنون أنّ حركتهم يمكن أن تنضم في ظل ظروف معيّنة، إلى إنشاء دولة فلسطينيّة محصورة فقط بالأراضي التي جرى احتلالها في العام 1967. ولكن، فوراً بعد انتخابات المجلس التشريعي في يناير/ كانون الثاني ،2006 تمّ وضع استراتيجية تديرها كلٌ من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، ومضمونة من قبل الاتحاد الأوروبي، كما اعتمدتها فئة من حركة فتح للإطاحة، بكافّة الوسائل الممكنة، بنتائج الانتخابات. إن الديمقراطية أهم ضمانات صيانة القضية الفلسطينية من التهميش، فضلا عن أنها تشكل أهم مضامين بناء هوية وطنية حقيقية قائمة على التعدد والاختلاف. أما في ما عدا ذلك، فإن استمرار المجتمع الدولي في جحوده ونكرانه للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ولاسيما حقه في إقامة دولته الوطنية المستقلة، وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم، سوف يقود الكيان الصهيوني إلى استغلال التناقضات الفلسطينية الداخلية لتصدير أزماته الداخلية، وإلى تقوية الجماعات الأصولية المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما يحصل في نهر البارد ومخيّمات اللاجئين في لبنان أو حتّى في غزّة. (*) كاتب تونسي مقيم بدمشق (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جويلية 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.