الخميس، 1 فبراير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2446 du 01.02.2007

 archives : www.tunisnews.net


 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسـان: بيـــــان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع سوسة: بيان لطفي الهمامي: الصحفي أيمن ألرزقي يتعرض إلى مضايقات البوليس طلبة تونس. أخبار الجامعة يو بي أي: وزير الداخلية الموريتاني يؤكّد وجود تنسيق أمني مغاربي لمكافحة الاٍرهاب القدس العربي: تونس تنفي اخبارا عن منع الجزائريين الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما من دخول ترابها وات:إبراز التطور الايجابي الذى شهدته العلاقات القائمة بين تونس والاتحاد الاوروبي الحياة: ليبيا تفرض نظام التأشيرة على «جميع العرب» .. موقع الجزيرة.نت: السلطات التونسية تنفي منع دخول جزائريين إلى أراضيها لقدس العربي: ليبيا تدافع عن قرارها فرض تأشيرة دخول علي العرب وتمهل العمالة الأجنبية شهرا لمغادرتها الحياة:انتشار الجماعة السلفية الجهادية في المغرب العربي الأستاذ الطيب البكوش لـ »مواطنون »:كل إنسان يبقى إنسانا… و يجب أن يعامل كإنسان لا كوحش، و لو ارتكب أعمال وحشية… الموقف: جراد في احتفال بالذكرى 61 لإنشاء الاتحاد – لن نقبل التدخل في شؤوننا من أيّ كان المركز المغاربي للبحوث والترجمة: تقديم كتاب الشيخ راشد الغنوشي « الحركة الإسلامية ومسألة التغيير » الشـاذليٌ العيٌــادي: إلى رئيس الجمهوريٌة التونسيٌةو القائد الأعلى للقوات المسلحة عبدالباقي خليفة: احذروا هذا المدلـّس المنجي الفطناسي: المصالحة الحقيقية تبدأ برحيله سفيان الطرابلسي: القرار- الخطوة الثانية في طريق النجاح عبد الحميد الحمدي :الإمام القدوة مالك بن أنس رضي الله عنه (الحلقة 3) الجزيرة.نت :ذي إندبندنت: لم يعد للسنة في العراق ملجأ آمـن! محمود محمد النـاكوع: حزب الله وطهران يخسران التأييد الشعبي محمد الهاشمي الحامدي:الأهواء السياسية إذ تعاند الحقيقة محمد المحسن حمدوني: ما هكذا يا دكتور الحامدي تورد الإبل
خالد بن سليمان: الشيعة وسر الرقم(12) وقذف عائشة!! الهاشمي بن علي: إيضاحات بالغة الأهمية


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســـان

 

تونس في 01 فيفـري 2007

بيــــــــان

 

تتابع الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بانشغال بالغ حملة الإيقافات والمداهمات والإختفاءات التي طالت أعدادا كبيرة من الشبان من مختلف مناطق الجمهورية في المدة الأخيرة . وقد تكثفت هذه الحملة بعد الأحداث الدامية التي شهدتها الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة ومدينة سليمان في الفترة من 23 ديسمبر إلى 03 جانفي 2007، فقد اتصلت عدة عائلات بالهيئة المديرة للرابطة وبفروعها لتعلم عن « اختفاء » بعض أفرادها إثر إيقافهم من طرف أعوان أمن عادة ما يكونون بالزي المدني، إذ تنكر مصالح الأمن بعد ذلك علمها بهؤلاء الموقوفين ويصل الأمر إلى حدّ التهديد بالإيقاف لمن يتصل بتلك المصالح للسؤال  عن « المختفي »، وقد بقيت دون نتيجة عديد المراسلات التي وجهتها الرابطة إلى وزارة الداخلية للمطالبة بإعلامها وإعلام العائلات بما يتم من إيقاف واحترام القانون وحقوق الأفراد.

 

ويتواصل « اختفاء » عدد من الموقوفين منذ أسابيع دون أن يتمّ إعلام عائلاتهم بأماكن إيقافهم والتهم الموجهة اليهم ودون احترام آجال الإحتفاظ المحددة بستة أيام كحدّ أقصى. كما تحجم مصالح الأمن عن إعلام عائلات الموقوفين مسبقا بإحالة هؤلاء الموقوفين على العدالة مما يحول دون تكليف محامين للدفاع عن هؤلاء الموقوفين عند إحالتهم على قضاة التحقيق ودون زيارتهم في السجن وإعداد وسائل الدفاع معهم.

 

وفي نفس الوقت يتواصل التضييق على عمل المحامين المكلفين بالدفاع عن الشبان المحالين بمقتضى قانون الإرهاب، إذ يجدون صعوبات جمة في الحصول على معلومات من مصالح المحكمة بخصوص حرفائهم ويتعمد الإتيان بهؤلاء الموقوفين دون تسجيل أسماء الكثير منهم بالدفاتر المعدّة لذلك وامتناع قضاة التحقيق من قبول نيابة المحامين وتمكينهم حضور استنطاقات منوبيهم ما لم يكونوا عارفين بعدد القضية، وهو العدد الذي تحجم مصالح وكالة الجمهورية عن مدّهم به في كثير من الحالات. كما تتعمد تلك المصالح إحضار بعض الموقوفين أمام قضاة التحقيق المتعهدين في أوقات متأخرة وحتى خارج أوقات العمل حتى تتمّ الإستنطاقات بدون حضور محامين.

 

والرابطة تذكر بموقفها الدائم من ضرورة احترام القانون وحقوق الإنسان واحترام الذات البشرية وعدم اللجوء إلى التعذيب مهما كانت المبررات واحترام حقوق الدفاع وعدم إيقاف أي مواطن خارج إطار القانون واحترام آجال الإحتفاظ  في كل الحالات، وهي  تلحّ مرة أخرى على ضرورة التعجيل بإحالة الموقوفين على القضاء واحترام كل شروط المحاكمة العادلة وإطلاق سراح كل من لم تتوفر أدلة قاطعة على ارتكاب الجرم المنسوب إليه.

 

وتذكر بما جاء في بيانها المؤرخ في 05 جانفي 2007 من إدانة للإرهاب وتذكير بأن مواجهة ذلك الخطر لا تكون فقط بالمعالجة الأمنية « ولكن بتشريك المجتمع بكل مكوناته، وإطلاق الحريات العامة، واحترام الحقوق الأساسية للمواطنين. فالديمقراطية وحقوق الإنسان هما من بين الضمانات الرئيسية لتشكيل رأي عام مضاد للجماعات الإرهابية ولمختلف المخاطر التي تهدد البلاد ومكاسبها ».

 

وتنبه الرابطة إلى خطورة الخلط بين من يحمل السلاح ويهدد أمن المواطنين وذلك بالاستناد على أفكار متطرفة وتكفيرية، وبين غيرهم من المواطنين بقطع النظر عن توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية وعقائدهم الدينية.

 

                          عن الهيئــة المديــرة

الرئيـــس

    المختــار الطريفـــي


 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع سوسة

 

                                                                  سوسة في 30 / 01 / 2007

بيان

 

  على اثر إيقاف العشرات من الشباب على خلفية المواجهات الأخيرة بين قوات الأمن و المجموعة السلفية المسلحة اتصل بفرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان العديد من العائلات تطالبه بالتدخل لدى السلط المعنية لتحديد أماكن إيقاف أبنائها و طبيعة التهم المنسوبة إليهم  و نذكر من بينهم =

1 – عماد بن عامر  33 سنة  أوقف يوم 27/12/2006

2 – أيمن ذويب  22 سنة  أوقف يوم 29/12/2006

3- ياسر الغالي   28 سنة أوقف يوم 18/01/2007

4- يوسف مازوز 20 سنة أوقف يوم 18/01/2007

 

استجابة لهذه الشكاوي و التزاما منه بميثاق الرابطة و بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان يتوجه الفرع للسلطة المعنية لمطالبتها

 

– باحترام الآجال القانونية للاحتفاظ التحفظي.

– بإطلاق سراح الموقوفين أو إحالتهم على القضاء.

– إعلام العائلات بأماكن تواجدهم و تمكين المحامين بالقيام بواجبهم.

 

– كما لا يفوته أن يعبر عن خشيته من أن يطال الإيقاف بعض الأشخاص الأبرياء و  لما قد يتعرض له  الموقوفين  من تعذيب.

 

و يؤكد على ضرورة احترام  الحرمة الجسدية للموقوفين و حقهم في محاكمة عادلة.

و لايفوته أن يذكر بإدانته للعنف كأسلوب للعمل السياسي و تأكيده على  أن تحصين المجتمع  يستوجب إطلاق الحريات العامة و الفردية و إشاعة الحرية و الديمقراطية.

 

عن هيئة الفرع الرئيس جمال مسلم


 

الصحفي أيمن ألرزقي يتعرض إلى مضايقات البوليس

تعرض الصحفي بقناة الحوار التونسي أيمن ألرزقي إلى المضايقة والاستعلاء على الكاميرا التي كانت بحوزته ,وذلك يوم 30جانفي الماضي, حيث تم تبعه على الساعة السابعة والنصف مساءا  من قبل أعوان بالزى المدني تابعين لمنطقة الأمن بباب بحر وذلك على اثر خروجه من مقر حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات ووقعت هذه المراقبة والمتابعة إلى حدود الدندان حيث وقع مناداة أيمن ألرزقي بالاسم واللقب من قبل هؤلاء الأعوان موجهين له أسئلة حول مكان تواجده أي بمقر حزب التكتل الديمقراطي, واستعملوا معه ألفاظا بذيئة مذكرين إياه أن عمله بقناة الحوار سوف يدفع ضريبته ,وتم تفتيشه ودفعه بالقوة والاستيلاء على كاميرا قناة الحوار التي كانت بحوزته .ولقد تنقل الزميل أيمن ألرزقي إلى منطقة الأمن لاستيضاح الأمر واستعادة ما سلبوه.  إلا أنهم اعلموه أن ما وقع له ليس من قبل أعوان امن وانه لا دراية لهم بذلك وحرر في الغرض محضر بالأوصاف بطلب من أيمن ألرزقي. علما وان أيمن ألرزقي قد تعرف على الأعوان الذين سلبوه الكاميرا واعتدوا عليه باللفظ وهم اللذين سبق أن تعرضوا إلى سبيل الزميل توفيق العياشى. والى حدود اللحظة لم يتمكن أيمن من استعادة الكاميرا. إن هذه الممارسات التي يتعرض لها صحفيي قناة الحوار التونسي من مضايقات  قصد ثنيهم, وتعطيل الكلمة الحرة والتضييق على العمل الصحفي النزيه والمسئول لن يثني طاقمها عن العمل والالتزام بالرسالة الصحفية التي أنشأت من اجلها القناة . وان هذا الأسلوب في التعاطي الأمني مع إطار إعلامي ديمقراطي وتقدمي لن يساهم إلا في مزيد الانغلاق والتحجر والتضييق على الكلمة الحرة التي هي بالأساس قوام الوطن الحر الذي نريده لتونس . وإضافة إلى مساندة الزميل أيمن الرزقى والمطالبة بإعادة ما سلب منه والكف عن مضايقة صحفيي القناة والإقرار بحقها في نقل الأحداث والتقارير الصحفية والآراء الحرة إلى كل تونسية وتونسي, فإنني أتوجه إلى كافة الصحفيين التونسيين من النزهاء وأصحاب الضمير الصحفي وأنصار الإعلام الحر والمستقل والى كافة القوى الديمقراطية التونسية بالوقوف إلى جانب القناة والتنديد بما تتعرض إليه من مضايقات متتالية لطفي الهمامي 31 جانفي 2007


طلبة تونس  

أخبار الجامعة

 السنة الأولى:  العدد رقم 17 الأربعاء 31 جانفي 2007

 
محاكمات في صفوف النقابيين الراديكاليين …… يقف كل من الطالبين حسين بن عون و الشاذلي كريمي اليوم الاربعاء 31 جانفي 2007  أمام المحكمة بتهمة اقتحام محل الغير؟؟؟ و المقصود بها الدخول الى كلية الحقوق بصفاقس التي كانا يدرسان بها و تم طردهما منها و يحاكم الطالبان بموجب شكاية تقدم بها الكاتب العام للكلية اثر الاجتماع العام الذي نظمته قيادة الاتحاد العام لطلبة تونس الموحدة  و تعد هذه المحاكمة الثالثة التي يتعرض لها الطالبان و بنفس التهم و يقول النقابيون الراديكاليون أن المحاكمات التي يتعرضون لها ليست حكرا على جهة صفاقس و انما شملت جل الجهات تقريبا حيث أحيل العشرات من المناضلين على المحاكمة في كل من بنزرت و صفاقس و قفصة و تونس …… و بدعوة من النقابيين الراديكاليين انتظم اجتماع عام يوم الاثنين 29 جانفي 2007 بكلية الحقوق بصفاقس لتدارس الأوضاع و آخر المستجدات بالكلية و أكد المتدخلون على ضرورة التصدي لحملة التتبعات و الاعتقالات و المحاكمات التي يتعرض لها مناضلو الحركة الطلابية و نددوا بالمحاكمات الجارية حاليا و طالبوا بحق الطلبة في حرية العمل النقابي و السياسي بالجامعة كما أعلنوا مساندتهم للجنة الوطنية الطلابية للدفاع عن الحريات و عبروا من ناحية أخرى عن رفضهم لكل محاولات التدخل في الشأن الطلابي أو محاولة التأثير على موازنات المؤتمر القادم نتائج امتحانات السداسي الأول على الأنترنيت ….. كان المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقبلي أول المبادرين بنشر نتائج امتحانات السداسي الأول على الانترنيت و ذلك يوم الاثنين 29 جانفي الحالي و من المنتظر أن تواصل بقية المؤسسات الجامعية نشر الأعداد التفصيلية لكل المواد التي اجتازهاالطلبة و بامكان هؤلاء الحصول عليها بمجرد ادخال رقم بطاقة التعريف الوطنية في المكان المخصص للاعلان عن النتائج في مواقع » الواب » التابعة لها  و قد ساعد نجاح التجربة النموذجية التي طبقت خلال السنة الجامعية 2004-2005 في المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية في تعميمها على بقية المؤسسات الجامعية آخر المعطيات حول مناظرات اعادة التوجيه للسنة الجامعية الحالية….. حدد آخر أجل لقبول مطالب اعادة المشاركة في مناظرات اعادة التوجيه بالنسبة للسنة الحالية ليوم 17 فيفري 2007 على أن يتضمن المطلب نسخة من بطاقة التعريف الوطنية و نسخة مطابقة للأصل من شهادة التسجيل للسنة الجامعية الحالية أو نسخة من شهادة تأجيل التسجيل للسنة الجامعية الحالية و نسخة مطابقة للأصل من كشف أعداد الباكالوريا أو ما يعادلها و ثلاثة ظروف خالصة معلوم البريد حاملة لعنوان الطالب و حوالة بريدية أو وصل قيمي ب 30 دينارا عن كل مناظرة ينوي اجتيازها المترشح باسم محتسب الجامعة المعنية التي تعود اليها بالنظر الشعبة التي يريد المترشح اجراء المناظرة بها مع التأكيد على أن المطالب ترسل مباشرة إلى مقر الجامعات المعنية و قد بادرت مختلف الجامعات إلى إعداد المناظرات التي تهم الطلبة المسجلين بالسنة الأولى في جميع شعب التعليم العالي ما عدا المراحل التحضيرية للدراسات الهندسية و المعهد الوطني للعلوم التطبيقية و التكنولوجيا و التقني السامي في الخدمة الاجتماعية بالمعهد الوطني للشغل و الدراسات الاجتماعية و الأستاذية في الصحافة و علوم الأخبار أو في علوم الاتصال و المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية و معهد النهوض بالمعاقين و المعهد الاعلى للتوثيق و المعاهد العليا للرياضة و التربية البدنية ووضعت الجامعات على مواقعها على شبكة الانترنيت تفاصيل وافية حول الشعب التي يمكن للطلبة اختيارها وعدد البقاع المتوفرة بالإضافة إلى كل التواريخ التي تهم المناظرة مع العلم أنه يمكن لاي طالب أن يترشح لمناظرة واحدة أو عدد غير محدود من المناظرات المفتوحة بجامعة واحدة و بعدة جامعات و ذلك في حدود ما تسمح به روزنامة الاختبارات و فيما يخص مناظرات دورة 2007 تم السماح للطلبة المسجلين بالسنة الأولى دون سواهم و المحرزين على شهادة الباكالوريا سنة 2005 أو2006 أو شهادة مشهود بمعادلتها و متحصل عليها خلال احدى السنتين المذكورتين بالترشح لمناظرات اعادة التوجيه سواء كانوا مسجلين بإحدى الجامعات التونسية أو بالخارج أو تحصلوا على تأجيل ترسيمهم و فيما يخص جامعة قابس فقد حددت فترة اجراء الاختبارات من 27 الى 30 مارس 2007 و سيتنافس الطلبة على 1057 مقعدا في كل الاختصاصات ب 14 مؤسسة جامعية راجعة لها بالنظر ماعدا اختصاصات الهندسة و الشعب التحضيرية أما جامعة تونس فقد ضبطت روزنامة الاختبارات التي تتواصل من 1 إلى 13 مارس 2007 و تهم عددا كبيرا من الشعب منها الفرنسية و الانقليزية و الاعلامية و التصرف و العلوم الاقتصادية و الموسيقى و المسرح تعميم  » قرى اللغات  » على جميع الشعب….. بعد تجربة أولى خلال الصائفة الفائتة خصصت لخريجي شعبة الانقليزية و شملت 620 طالبا أجروا تربصا طويل المدى داخل  » قرية اللغات  » بنابل قررت وزارة التعليم العالي تعميم التجربة على بقية شعب اللغة بصفة تدريجية و ستكون التجربة الثانية خاصة بخريجي شعبتي الايطالية و الاسبانية و »  قرية اللغات  » عبارة عن مبيت جامعي يعد خصيصا لخريجي اللغة مع تهيئة ملائمة تجعل من هذا المكان قرية لا يتم الحديث داخلها الا باللغة الانقليزية أو الايطالية أو غيرها من اللغات…. و تحل هذه التجربة الحديثة محل التربصات الخارجية لخريجي اللغات و التي تم ايقاف التعامل بها أمام تكاليفها الباهظة و عدم ضمان عودة الطالب المتربص الى أرض الوطن ايقاف مغتصبي الطالبة الجامعية بنابل….. بعد حوالي ثلاثة اشهر من البحث تم القاء القبض على المنحرفين الثلاثة الذين اغتصبوا بشكل فظيع طالبة جامعية تدرس بنابل تحت تهديد السلاح و قد حصلت هذه الواقعة فجر يوم الأحد 22 أكتوبر 2006 بمنطقة البرج بنابل حيث كانت تقطن بشقة رفقة زميلة لها كانت متغيبة أثناء الحادثة بسبب التحاقها بمنزل والديها    و قد روت الطالبة المتضررة حالة الرعب التي مرت بها عندما اقتحم المجرم وهو ملثم غرفة نومها شاهرا في وجهها سكينا وضعه اثر ذلك على رقبتها مهددا اياها بالقتل ان هي أبدت أي مقاومة ثم التحق به منحرفان آخران مسلحان أيضا و شرعوا في تجريدها من جميع ملابسها ثم قاموا باغتصابها بوحشية وهي تبكي متوسلة إياهم أن يخلوا سبيلها و لكنهم أصروا على التنكيل بها  ولم تنجح في الإفلات من قبضتهم الا بعد أن أوهمتهم بالذهاب الى بيت الراحة في حين انهمك المجرمون الثلاثة في تفتيش أدباش المتضررة حيث سطوا على هاتف جوال و قطع مصوغ فغافلتهم و غادرت المنزل مستنجدة ببعض الأجوار فماكان من المعتدين الا أن لاذوا بالفرار و قد احيل المجرمون الثلاثة على أنظار السلط القضائية بقرنبالية التي وجهت لهم مبدئيا تهم مواقعة أنثى غصبا باستعمال العنف و التهديد و دخول محل الغير دون ارادة صاحبه باستعمال الخلع و السرقة باستعمال العنف الشديد و التهديد به طبق أحكام الفصول 227 و228 و256 و257 و260 و261 من القانون الجنائي

 

دعــــوة
 
إن صحيفة « مواطنون » التي يصدرها التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات، يسرها أن تدعوكم إلى حضور الندوة التي تنظمها عشية الجمعة 2 فيفري و يوم السبت 3 فيفري 2007 بمقر التكتل، 4 نهج أنقلترا تونس، وموضوعها  :

« دور المجتمع المدني في بناء المغرب العربي الكبير »
 سيحاضر في هذه الندوة مسؤولون سياسيون و جامعيون و مختصون، و ذلك حول واقع المغرب العربي الكبير، وضرورة إقامته و مسؤولية المجتمع المدني و الأحزاب في الانطلاقة المغاربية المنشودة. و كذلك في موضوع وحدة المغرب العربي من منظور الشراكة مع أوروبا.و ستلتئم الجلسة الافتتاحية يوم الجمعة 2 فيفري 2007 على الساعة الثانية والنصف ظهرا.  

 البرنامج   الساعة الثالثة: د.مصطفى بن جعفر: تقديم الندوة.                   الأستاذ مصطفى الفيلالي: تساؤلات حول مستقبل المغرب العربي الكبير.                   الأستاذ عبد الجليل البدوي: المغرب العربي الكبير و ضرورة التوحّد.                                                       نقاش الرابعة و النصف: الأستاذة حفيظة شقير : دور المجتمع المدني في النهوض بأوضاع النساء المغاربيات.                    السيد فيليب كوردوري Philip Cordery)) : المغرب العربي في منظور الأوروبيين.                    السيد الأمجد الجملي: مغرب الديمقراطية و المواطنة: دور الشباب                                                      نقاش السادسة: الأستاذ سمير بالطيب: دور الأحزاب السياسية في بناء المغرب العربي الكبير.             السيد هارلام ديزيرHarlem Désir). أي دور للأحزاب في دعم الشراكة الأورو مغربية؟                                                      نقاش السابعة: حفل استقبال بمناسبة صدور جريدة « مواطنون »
د.  مصطفى بن جعفر مدير صحيفة « مواطنون ».

بــــــلاغ
 
بمناسبة إحياء ذكرى 5فيفري المجيدة ،تنظم اللجنة الطلابية لحزب الوحدة الشعبية ندوة سياسية حول:  » مسيرة الحركة الطلابية بين 5 فيفري 1972 و5 فيفري 2007 الواقع والآفاق  » وذلك بحضور نخبة من مختلف الأجيال الطلابية . هذا ونعول على حضوركم من أجل تفعيل الجدل وتعميم الفائدة بما فيه مصلحة الشباب الطلابي والحركة الطلابية، وذلك يوم الاثنين 5 فيفري 2007 على الساعة الخامسة مساءبمقر جريدة الوحدة   الكائن ب7 نهج النمسا بتونس العاصمة. عاشت الحركة الطلابية رافدا من روافد الحركة الديمقراطية عاش الإتحاد العام لطلبة تونس مستقلا و ديمقراطيا ومناضلا                                                                                والســـــــــلام رئيس اللجنة الطلابية   صابـر بن مصباح


وزير الداخلية الموريتاني يؤكّد وجود تنسيق أمني مغاربي لمكافحة الاٍرهاب

تونس / 31 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: شدد وزير الداخلية والبريد والمواصلات الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين على أن وزراء داخلية دول اٍتّحاد المغرب العربي عقدوا بتونس اٍجتماعا تشاوريا لتنسيق الجهود بشأن مكافحة الاٍرهاب. وقال محمد الأمين ليونايتد برس أنترناشيونال مساء اليوم الأربعاء على هامش اٍنتهاء أعمال الدورة الرابعة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب،اٍن هذا الاٍجتماع شارك فيه اٍلى جانبه كل من وزير الداخلية التونسي رفيق بالحاج قاسم ،والجزائري دحو ولد قابلية،والليبي صالح رجب،والمغربي شكيب بن موسى. وأضاف اٍنه تم خلال هذا الاٍجتماع الذي وصفه « بالتّشاوري والتّنسيقي » اٍستعراض الوضع الأمني في المنطقة المغاربية،كما تمّ خلاله أيضا اٍتّخاذ جملة من الاٍجراءات الهامة، رفض الكشف عن طبيعتها. ورفض الوزير الموريتاني ربط هذا الاٍجتماع التنسيق بتداعيات اٍعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية مؤخرا عن تغيير اسمها ليصبح « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاٍسلامي« . وقال اٍن التنسيق الأمني المغاربي ليس مرتبطا بمثل هذا الاٍعلان،كما أنه ليس مرتبطا أيضا بوجود تهديدات اٍرهابية جدّية تستهدف المنطقة المغاربية. وكانت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية التي يقدّر عدد أفرادها بنحو 500 عنصر،قد تبنّت مسؤولية عدّة هجمات اٍرهابية في الجزائر،منها تفجير حافلة تقل عمال نفط أجانب في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وقد أثار قرار اٍرتباطها رسميا بتنظيم القاعدة برئاسة أسامة بن لادن مخاوف عديدة في المنطقة المغاربية،لاسيما وأن قرارها هذا جاء بعد أيام قليلة من المواجهات المسلّحة بين قوات الأمن التونسي ومجموعة اٍرهابية مطلع الشهر الجاري بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة. ومن جهته أكّد وزير الأمن العام الليبي العميد صالح رجب اليوم الأربعاء عقد هذا « الاٍجتماع التنسيقي »،وشدّد على أهمية التّنسيق الأمني المغاربي في مجال مكافحة الاٍرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. وقال « نعم عقد مثل هذا الاٍجتماع،لأن هناك ضرورة للتنسيق،حتى تبقى المنطقة المغاربية آمنة ومستقرة، ثم ما هو المانع الذي يحول دون مثل هذا التنسيق؟« . وكانت تقارير سابقة تحدّثت عن تنسيق مغاربي لمحاصرة ظاهرة الاٍرهاب التي تعاني منها الجزائر،والتي ضربت في تونس في مطلع الشهر الجاري،وقبلها في المغرب وموريتانيا، حيث بدا واضحا وجود علاقات بين الجماعة السلفية الجزائرية والمجموعات المتطرفة الناشطة في المغرب،وتلك التي تمّت السيطرة عليها في تونس. وسبق لوزير الدّاخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني أن أكّد أكثر من مرّة أن أجهزة الأمن الجزائرية والتونسية تعمل بتعاون وثيق منذ عدّة سنوات،وقال اٍن التّنسيق الأمني مع السلطات التونسية بخصوص الاٍشتباك الأخير الذي وقع بين قوات الأمن التونسية ومجموعة مسلحة أثبت أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية لها علاقة بهذه العملية. وكان وزير الداخلية التونسي رفيق بالحاج قاسم قد أعلن في وقت سابق أن عددا من عناصر المجموعة الاٍرهابية التونسية تسللوا اٍلى تونس من الجزائر،وأشار اٍلى أن بلاده تواصل التّحقيق مع عناصر هذه المجموعة بالتنسيق مع بعض الدول .

 


السلطات التونسية تنفي منع دخول جزائريين إلى أراضيها

 

 
                             لطفي حجي-تونس نفت السلطات التونسية أن تكون منعت جزائريين من دخول أراضيها، مؤكدة أن جميع نقاط العبور بين تونس والجزائر مفتوحة أمام الجزائريين من مختلف الأعمار والمهن. وجاء النفي التونسي على خلفية ما تردد في الشارع الجزائري وما كتب في الصحافة الجزائرية عن أن تونس تمنع منذ شهر الدخول الجزائريين دون سن الثلاثين إلى أراضيها. وكانت صحيفة جزائرية (لوسوار دلجري) أوردت أن مسؤولا دبلوماسيا بقنصلية تونس بمدينة تبسة الجزائرية أكد قرار المنع، مضيفا أنه مؤقت ويهدف إلى إعادة ترتيب النقاط الحدودية بين البلدين. وتسارع رواج مثل تلك الأخبار في الساحة الجزائرية على إثر المواجهات المسلحة التي شهدتها تونس في الشهر الماضي بين قوات الأمن ومجموعة مسلحة وصفها وزير الداخلية التونسي رفيق الحاج قاسم « بالسلفية الإرهابية ». وقال إن عددا من عناصرها تسللوا إلى تونس عبر الحدود الجزائرية وبحوزتهم أسلحة نارية وكان من ضمنهم شخص موريتاني الجنسية. وتشهد المعابر الحدودية البرية بين تونس والجزائر منذ تلك الأحداث تشديد المراقبة في إطار ما بات يعرف بالسياسة الوقائية، التي فرضت تكثيف التنسيق بين المصالح المختصة في مكافحة الإرهاب في البلدين، خاصة بعد أن أعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر تغيير اسمها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقلل مراقبون من تأثير تلك الأخبار على تدفق الجزائريين على تونس والذين تجاوز عددهم المليون زائر في الصيف الماضي، خاصة وأن البلدين يرتبطان باتفاقيات تضمن حرية تنقل المواطنين.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (قطر) بتاريخ 1 فيفري 2007)

تونس تنفي اخبارا عن منع الجزائريين الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما من دخول ترابها

 
الجزائر ـ القدس العربي من مولود مرشدي:   نفت السفارة التونسية بالجزائر ان تكون السلطات التونسية قررت منع الجزائريين الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما من دخول التراب التونسي. وقالت السفارة في بيان لها امس ان الاخبار والمعلومات التي اوردتها بعض الصحف الجزائرية حول هذه القضية لا اساس لها من الصحة وانها مجرد تأويلات خاطئة ومغلوطة . واضافت مصالح السفارة ان اجراءات المنع المشار اليها غير موجودة بتاتا، كما ان الحدود التونسية ـ الجزائرية تبقي في كافة نقاط العبور البرية والبحرية والجوية مفتوحة امام المواطنين الجزائريين بمختلف اعمارهم وصفاتهم ومهنهم. وجاء رد السفارة عدة ايام بعد اخبار نشرتها صحف محلية اكدت ان السلطات التونسية اتخذت قرارا مفاجئا بمنع كل الجزائريين الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما من دخول ترابها دون أي مبررات مقنعة لمثل هذا القرار. ولكن البيان اكد ان التعاون الامني بين البلدين قد يدفع بالطرفين الي منع بعض الاشخاص المشتبه فيهم من عبور الحدود في الاتجاهين لاسباب امنية بحتة في تلميح الي العناصر المسلحة التي يمكن ان تلجأ الي هذا البــلد او ذاك. وجاء نشر هذا الخبر اسابيع بعد الهجوم المسلح الذي تعرض له مركز لقوات الامن التونسية من طرف مسلحين اكدت اجهزة الامن التونسية انهم قدموا من الجزائر ويعتقد انهم ينتمون الي الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي اصبحت تحمل اسم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بامر من امير التنظيم اسامة بن لادن. يذكر ان آخر احصاء رسمي في الجزائر اكد ان عدد الجزائريين الذين قصدوا تونس العام الماضي تجاوز مليون شخص معظمهم قضوا اجازات الصيف هناك بينما قصدها اخرون في محطة توجههم الي منطقة الشرقين الاوسط والادني. وغير الجزائريون منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي قبلتهم السياحية باتجاه الشواطئ والمدن التونسية بدلا عن المغربية بعد اغلاق الحدود الجزائرية ـ المغربية سنة 1994 حيث كان هذا البلد اكبر بلد مستقطب للجزائريين. وتتنافس تونس والمغرب علي هؤلاء السياح الذين ينفقون اكثر من مليار دولار خلال اشهر الصيف الثلاثة. وختم بيان السفارة التونسية ان تونس تبقي الوجهة المفتوحة لكل جزائري والذي سيبقي محل ترحاب حيث ما حل واينما نزل .

رئيس الدولة يهتم بسير نشاط المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية

 
 
 قرطاج 1 فيفري 2007 (وات) اتجه اهتمام الرئيس زين العابدين بن علي لدى استقاله يوم الخميس للسيد الصادق شعبان المدير العام للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية الى سير نشاط المعهد. وتلقى رئيس الدولة في هذا الاطار الاستراتيجية التي اعدها المعهد حول تنمية الصحراء وكذلك الدراسة التي انجزها حول جيوستراتيجية الطاقة في المنطقة الاوروافريقية. وكلف سيادة الرئيس المعهد من ناحية اخرى بالقيام بدراسة شاملة لتونس 2030 تتمحور حول المشاريع الكبرى المهيكلة للمستقبل في ضوء الاتجاهات الاساسية بعيدة المدى التي رسمها رئيس الدولة. كما كلفه باعداد دراسة حول الاستعدادت المختلفة للفضاء البحرى الوطني واخرى حول الاقتصاد الرقمي. واكد الرئيس زين العابدين بن علي اهتمامه بالجهود التي يقوم بها خبراء المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية موصيا بمواصلة المتابعة لتموقع تونس في المؤشرات والمقاييس الدولية المتقدمة.   (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 1 فيفري 2007)

رئيس الدولة يتلقى التقرير السنوي للمجلس الدستوري

 
قرطاج 1 فيفري 2007 (وات) تلقى الرئيس زين العابدين بن علي يوم الخميس من السيد فتحي عبد الناظر رئيس المجلس الدستورى التقرير السنوى للمجلس الذى يتضمن نشاطه في مختلف أوجه اختصاصاته ولاسيما على مستوى رقابة دستورية القوانين أو تقديم الاستشارات حول سير الموءسسات الدستورية. وأكد سيادة الرئيس ما يوليه من حرص على ترسيخ علوية الدستور في اطار دولة القانون مثمنا ما يقوم به المجلس من جهود تكريسا للمبادىء الدستورية. واطلع رئيس الدولة على الاستعدادات الجارية للاحتفال بمرور عشرين سنة على احداث المجلس الدستورى وذلك تحت سامي اشراف رئيس الجمهورية.   (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 1 فيفري 2007)

إبراز التطور الايجابي الذى شهدته العلاقات القائمة بين تونس والاتحاد الاوروبي

 
 بروكسال 1 فيفري 2007 (وات) تحادث يوم الاربعاء السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخار جية الذى يؤدى زيارة عمل الى بروكسال مع السيد خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية وللامن المشترك في الاتحاد الاوروبي. ومكنت المحادثة من ابراز التطور الايجابي الذى شهدته العلاقات القائمة بين تونس والاتحاد الاوروبي الى جانب تبادل وجهات النظر بشأن المسائل الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك وخاصة التطورات الاخيرة بمنطقة الشرق الاوسط قبيل اجتماع اللجنة الرباعية في واشنطن. واكد وزير الشؤون الخارجية في هذا السياق مجددا أهمية دفع مسار السلام والدور المنوط بعهدة الاتحاد الاوروبي مذكرا بالدعوات المتكررة للرئيس زين العابدين بن علي بهدف ارساء سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة. وتطرق المسوءولان على صعيد اخر الى تطور مسار اندماج اتحاد المغرب العربي الذى يعتبره الرئيس زين العابدين بن علي خيارا استراتيجيا لا محيد عنه ومكسبا حضاريا لا ريب فيه والى افاق تعزيز التعاون الاورومتوسطي قصد الاستجابة كاحسن ما يكون لانتظارات بلدان المنطقة كما كانت القمة المقبلة افريقيا/الاتحاد الاوروبي موضوع تبادل وجهات النظر بين الجانبين. وعقد السيد عبد الوهاب عبد الله من جهة اخرى اجتماع عمل مع السيدة بينيتا فيريرو فالدنر المندوبة الاوروبية المكلفة بالعلاقات الخارجية والسياسة الاوروبية للجوار. واتاح هذا الاجتماع مواصلة وتعميق الحوار والتشاور بين تونس واللجنة الاوروبية بشأن المسائل الثنائية وذات الاهتمام المشترك في كنف الشراكة المتضامنة والمتوازنة التي تتميز بالثقة والاحترام المتبادل. واعربت المندوبة الاوروبية خلال هذه المحادثة عن اعجابها بالتقدم الذى سجلته تونس في اطار العمل التنموى الشامل موءكدة عزم الاتحاد الاوروبي على دعم هذا العمل التنموى. وأكد الجانبان الاهمية التي توليها كل من تونس والاتحاد الاوروبي للمواعيد الثنائية المقبلة التي من شأنها تعزيز روابط الشراكة التونسية الاوروبية .   (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 1 فيفري 2007)

اجتماع المكاتب السياسية لاحزاب (اللقاء الديمقراطي)

 
تونس 1 فيفري 2007 (وات) جاء في بلاغ صادر عن  » اللقاء الديمقراطي  » انه تواصلا مع ما اقره اللقاء في بيانه التاسيسي وفي اطار تنزيل المهام الموكولة الي المكاتب السياسية للاحزاب المكونة لهذا اللقاء وهي حزب الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوى والحزب الاجتماعي التحررى وحزب الخضر للتقدم وبناء علي دعوة الامناء العامين اجتمع ممثلو الاحزاب السياسية المعنية برئاسة الامناء العامين يوم الاربعاء بمقر الاتحاد الديمقراطي الوحدوى وتناول الاجتماع بالتحليل والنقاش المستفيض الارضية التاسيسية للقاء ودوافعه واهدافه.   واوضح البيان ان المشاركين في الاجتماع توقفوا عند وقع هذه المبادرة في الساحة السياسية وحول ما تستدعيه المرحلة من تعميق للاصلاح السياسي وتسريع وتيرته واضاف انه حرصا من اللقاء الديمقراطي علي تفعيل دور المعارضة الوطنية وتاكيدا علي مكانته المحورية في المشهد السياسي فقد اقر تشكيل لجنة تتولي اعداد وثيقة مفصلة تقيم الواقع السياسي وتبلور تصورات للمستقبل وافاقه.   (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 1 فيفري 2007)
 


ليبيا تفرض نظام التأشيرة على «جميع العرب» …

وزراء الداخلية العرب اعتمدوا خطة جديدة لمكافحة الإرهاب

 
تونس – رشيد خشانة     اعتمد وزراء الداخلية العرب في ختام اجتماعات دورتهم الرابعة والعشرين أمس في تونس الخطة المرحلية الرابعة من «الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب». وترمي الخطة الجديدة إلى مواكبة المستجدات على صعيد الجرائم المنظمة والعابرة للقارات، خصوصاً تكثيف التنسيق في مكافحة تمويل الجماعات الإرهابية وغسيل الأموال وتجارة الأسلحة واستخدام المواد الكيماوية، بالاضافة إلى جرائم الانترنت. وأكد البيان الذي صدق عليه الوزراء ضرورة «دعم المسيرة الأمنية العربية المشتركة» معتبراً القرارات التي توصل إليها المجلس «لبنة جديدة قوية في بناء العمل العربي المشترك». وحض البلدان العربية على تقديم الدعم إلى جهازي الشرطة في العراق وفلسطين من دون تحديد طبيعة الدعم. وجدد الوزراء للسعودي الدكتور محمد بن علي كومان في منصب الأمين العام للمجلس لولاية ثانية تستمر ثلاثة أعوام. وكشف وزير الداخلية الأردني عيد الفائز في تصريحات أدلى بها على هامش الاجتماعات ان البلدان العربية اتفقت على تفعيل التعاون بينها في اجراءات البحث والتقصي والقبض على المشتبه بهم في قضايا ارهابية، بالاضافة إلى التنسيق من أجل تبادل الخبرات والمعلومات في الملفات المتصلة بتلك القضايا، بما في ذلك ادخال تعديلات مستمرة على «اللائحة السوداء» لمدبري العمليات الإرهابية ومنفذيها. وأكد ان الإرهاب هو أخطر المشاكل التي يواجهها العالم وليس العالم العربي فحسب. إلا أن وزير الداخلية السوداني بشير الزبير حض على أن يكون المخرج من هذا الخطر بالعودة الى الأسباب العميقة لانتشار العنف والإرهاب في العالم العربي. وشدد في تصريحات أدلى بها للصحافيين على هامش مشاركته في أعمال الدورة على «فهم مشاغل الشباب ودعم خطوات الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للقضاء على مبررات الإرهاب والتطرف». يذكر ان وزراء داخلية 16 بلداً حضروا الدورة السنوية للمجلس التي بدأت أعمالها أول من أمس في حضور الرئيس الفخري للمجلس وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز، فيما غاب عنها وزراء كل من البحرين ولبنان وفلسطين والإمارات وجيبوتي وجزر القمر. من جهة أخرى، (ا ب) قال وزير الأمن العام الليبي صالح رجب المسماري إن بلاده ستفرض قريباً تأشيرة الدخول على جميع المواطنين العرب الراغبين في زيارتها، في خطوة تهدف إلى مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة. وقال رجب للصحافيين خلال اجتماع لوزراء الداخلية العرب إن الاجراءات الجديدة ستعني أن أي عربي «من دون استثناء» سيخضع لنظام التأشيرة المفروضة على زوار ليبيا الأجانب. وتابع أن الاجراءات الجديدة ستسري قريباً، من دون تقديم تفاصيل. وأكد أن نظام التأشيرة لا يتعارض مع قوانين إنشاء اتحاد المغرب العربي الذي يضم ليبيا والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول كبير في وزارة الداخلية الجزائرية قوله على هامش اجتماعات تونس ان تنظيم «القاعدة» لا يُشكّل تهديداً جدياً لدول المغرب العربي، وإن شبكات تنظيم «الجماعة السلفية» التي غيّرت اسمها قبل أيام إلى «قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي» سيتم «القضاء عليها كلياً». واضاف انه لا يجب اعطاء أهمية أكثر من اللازم لتحالف «الجماعة السلفية» و «القاعدة». وزاد: «قاعدة أو غير قاعدة، سيُقضى تماماً على هذه الحركة (الجماعة السلفية)». (المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 فيفري 2007)


ليبيا تدافع عن قرارها فرض تأشيرة دخول علي العرب وتمهل العمالة الأجنبية شهرا لمغادرتها

 
 تونس ـ طرابلس ـ يو بي أي: دافع وزير الأمن العام الليبي العميد صالح رجب عن القرار الجديد الذي اتخذته بلاده بشأن فرض الحصول علي التأشيرة لكل عربي يرغب في زيارة ليبيا، ووصفه بـ الاجراء السيادي . وقال رجب في تصريح أدلي به مساء امس الأربعاء عقب انتهاء أعمال الدورة الرابعة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب، ان هذا الاجراء يأتي لضمان حقوق كل من يزور ليبيا وضبط اقامته في التراب الليبي، وبالتالي، الحيلولة دون الفوضي والجريمة المنظمة. ونفي أن تكون بلاده قد اٍستشعرت تهديدات معينة جعلتها تتخذ مثل هذا الاجراء، وقال لماذا ننتظر التهديدات؟ ولماذا لا نتوقع مبكرا أي طارئ؟ ثم ان كل دولة لها ترتيباتها الخاصة التي تهم أمنها . وكان الوزير الليبي قد دعا في وقت سابق الي خلق آليات عمل مناسبة من شأنها تبادل المعلومات عن الجماعات الارهابية بالشكل الذي يساعد علي اكتشاف وضبط عناصرها وتفكيك خلاياها وتجفيف منابعها . وكان الوزير الليبي قد أعلن في وقت سابق أن بلاده ستعيد العمل بنظام تأشيرات الدخول مع كافة الدول العربية بدون استثناء. كما دعا الدول العربية الي اتخاذ مثل هذا الاجراء لمنع استغلال التسهيلات الممنوحة في حركة تنقل الأفراد بين الدول . ولاحظ مراقبون أن الاجراء الليبي الجديد يتناقض مع الاتفاقيات الموقعة ضمن اطار اتحاد المغرب العربي التي تنص علي حرية حركة وتنقل الأفراد بين الدول المغاربية الأعضاء (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا). ولم يعلق الحبيب بن يحيي الأمين العام لاتحاد المغرب العربي علي الاجراء الليبي الجديد الذي يأتي في الوقت الذي تتولي فيه ليبيا الرئاسة الدورية للاتحاد المغاربي الذي يعاني من التعطيل منذ عدة سنوات. يشار الي أن القرار الليبي الذي قابله وزراء داخلية تونس والمغرب والجزائر والمغرب وموريتانيا بالصمت، جاء متزامنا مع الإجراءات التي إتخذتها ليبيا في وقت سابق لترحيل العمالة الأجنبية والتي حددت موعدا نهائيا لها نهاية شهر فبراير/شباط المقبل. وأعلنت وزارة القوي العاملة عن قرارها بمنح فرصة لتلك العمالة لإعفائها من تسديد الضرائب المتوجبة عليها خلال طيلة إقامتها غير الشرعية في حالة مغادرتها قبل الموعد المذكور. وكان وزير القوي العاملة في ليبيا معتوق معتوق دعا الأحد الماضي كافة العمالة الأجنبية التي ليس لها عقود عمل رسمية في ليبيا إلي مغادرتها، مؤكدا أن هذه الإجراءات تعد ضمانا لحق العامل والمجتمع وصاحب العمل تشمل. ونبهت الوزارة المتخلفين وغير الملتزمين بالموعد المحدد بأنهم سيتعرضون للمطالبة بكافة المستحقات الضريبية المترتبة عليهم وللعقوبات المترتبة علي التواجد غير المشروع في البلاد قانونا. وأشار معتوق إلي أن ما يقارب 670 ألف يدخلون ليبيا ويخرجون منها ويعملون فيها مسببين الكثير من المشكلات الصحية والاجتماعية نتيجة عدم تنظيم هذه العملية، متهما تلك العمالة باتخاذ الأراضي الليبية كنقطة عبور للهجرة غير الشرعية باتجاه اوروبا.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 فيفري 2007)

اخبار
 
إحصاءات … بيّنت إحصاءات الاستشارة الوطنية للشباب، أن المؤشرات المتصلة بالانتماء على المستوى الإقليمي لدى الشباب، يتعلق أساسا بثلاثة فضاءات مرتبة كالآتي: العالم الإسلامي (42.7%) المغرب العربي 24.2% والوطن العربي 22.6% ويأتي الدين في مقدمة العناصر المحددة للهوية (48.5%) تليه اللغة 35.7% ثم التاريخ 8%..   مصفاة الصخيرة ينتظر ان يتم فتح العروض العالمية الخاصة بالمناقصة الدولية لاقامة مصفاة لتكرير النفط بمنطقة الصخيرة في غضون اليومين القادمين والاعلان عن الطرف الفائز بهذه الصفقة التي تم نشر اعلان دولي بشانها منذ بداية السنة الفارطة وخلافا لما روجته بعض الأطراف فان الفائز بهذه الصفقة مازال مجهولا لحد الآن باعتبار ان العروض لم تفتح بعد.    الدائرة البلدية جامع الزيتونة لوحظ ان معظم فوانيس التنوير العمومي مطفأة في الليل وذلك بين المدرجين المؤديين الى مقام الولي الصالح سيدي محرز وهي منطقة تتميز بالحركة خصوصا ان المدرجين يؤديان الى سوق سيدي محرز وبطحاء باب سويقة.   التصرف في المنتزهات الحضرية عملا على تشريك الخواص في انجاز برامج استثمار في المنتزهات الحضرية ووضع الاطار القانوني والمؤسساتي والترتيبي للتصرف في هذه الفضاءات تم اصدار قانون يتعلق بضبط شروط واجراءات الاشغال الوقتي للمنتزهات الحضرية وشروط واجراءات منح لزمة وتشجيع الخواص على الاستثمار في هذا المجال، وقد تمت بعد الاجراءات بخصوص منتزه المروج.   ربط الغاز الطبيعي.. تستعد الدوائر المعنية بوزارة الصناعة، إلى ربط نحو 500 مؤسسة صناعية بشبكة الغاز الطبيعي خلال السنوات القليلة القادمة.. فيما يتمثل البرنامج بالنسبة لقطاع الخدمات، في إدراج تقنيات التكييف بالغاز الطبيعي، بغاية التحكم في طلب الكهرباء ..    مركز إقليمي… يتوقع أن تفتتح إحدى المؤسسات الدولية الهامة في مجال الكومبيوتر، مركزا إقليميا في تونس سيتم توجيهه لبلدان شمال إفريقيا..   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 فيفري 2007)

 

انتشار الجماعة السلفية الجهادية في المغرب العربي

 
رياض الصيداوي (*) اكتمل انتشار الجماعة السلفية الجهادية في ارجاء المغرب العربي كافة بعد أحداث تونس الأخيرة. فهي وُلدت وترعرعت في الجزائر معقلها الأساسي ثم ضربت تباعا في المغرب عبر تفجيرات الدار البيضاء وفي ليبيا من خلال الجماعات السلفية المقاتلة وفي الصحراء الموريتانية ثم أخيراً في تونس. أي هي أثبتت وجودها في الدول الخمس المشكلة للمغرب العربي الكبير. إن هذه الحركات السلفية الجهادية تمثل في الوقت نفسه قطيعة وتواصلا مع المناهج التي اتبعتها الحركة الإسلامية الأم في الماضي. فالقطيعة حدثت مع القيادات السياسية للجبهة الإسلامية للإنقاذ (جناح عباس مدني)، ومع حركة العدل والإحسان في المغرب، ومع حركة النهضة في تونس والإخوان المسلمين في ليبيا… أما التواصل فيجد نفسه في الفكر العميق لكل الحركات الإسلامية التي اعتاشت على فكرة الجهاد وغازلت شبابها كثيرا حتى وإن ألحت قياداتها السياسية على مفاهيم الانتخابات والديموقراطية وأعلنت نبذها للعنف. لكن خطابها الديني بقي سلفيا جهاديا في مضمونه حتى وإن نأى بنفسه عن الحركة. إن هذه الجماعات أصبحت موضوعا للبحوث السوسيولوجية التي اهتمت بتركيبتها البشرية من حيث الأصول الاجتماعية لمناضليها ومن حيث أعمارهم، ومستوى تعليمهم وخلفيتهم الفكرية النظرية وأسباب بروزهم المفاجئ. وهم تقريبا يلتقون في خصائص واحدة مشتركة مثل صغر سن أعضائها وسريتهم المطلقة والطبقات الاجتماعية التي ينتمون إليها وتأثرهم بخطابات سلفية تبث في بعض الفضائيات العربية إضافة إلى ثورة الإنترنت التي أتاحت لهم التواصل من دون عائق. لقد انتهجت هذه الجماعات الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافها. وفي سوسيولوجيا الإرهاب نركز على أنه فعل العاجز أي حينما تفشل إيديولوجيا في تحقيق غاياتها عن طريق التعبئة الاجتماعية الجماهيرية وحينما تبدأ إيديولوجيتها في الخسارة تلجأ إلى الفعل الإرهابي لتفرض نفسها على أجندة الإعلام وبالتالي الرأي العام وحتى لا تنقرض نهائيا من الساحة. ويكون أعضاؤها عادة من الجيل الشاب غير المنضبط كثيرا للقيادة الكلاسيكية والمتحمس للحركة والمستعجل لبلوغ الأهداف. لنبدأ بالخلفية النظرية الفكرية، حيث تجد الجماعة في الفكر الجهادي التكفيري بصفة عامة مرجعيتها الأولى. وتعد الجزائر الحضن الأول والمنبع الأساسي للفكر السلفي الجهادي في المغرب العربي. وليس مفاجأة أن يكون بعض مقاتلي هذه الجماعة قد تسللوا سرا إلى تونس ليكونوا النواة الصلبة للجماعة فيها. أو هم قد قاموا ببعض الأعمال التخريبية في موريتانيا وساعدوا رفاقهم في ليبيا… لذلك تبقى التجربة الجزائرية تجربة أماً ومرجعا أساسيا لكل هذه الحركات التي تبقى ثانوية في بقية البلدان. لقد تعاطفت الجهادية السلفية منذ بدايتها الأولى مع دعوات علي بن حاج إلى الجهاد. عندما أوقفت المؤسسة العسكرية الجزائرية الدورة الثانية من الانتخابات الجزائرية وأجبرت الرئيس الشاذلي بن جديد على الاستقالة في بداية سنة 1992، اتسعت دائرة المنادين باستخدام العنف لدى بعض أعضاء وأنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ الراديكاليين. وتعزز موقف علي بن حاج المتطرف بانتماء أعضاء جدد كثيرين لدعوته للجهاد أي حمل السلاح والخروج على الدولة. لقد عبر في أكثر من مناسبة عن دعمه وتشجيعه لحمل السلاح والقتال ضد الدولة الجزائرية. كما لم يتورع علي بن حاج في خطبه أو رسائله عن الدعوة إلى الجهاد. فهو يقول: «إن موقفي الآن هو نفسه موقف ذلك المجاهد الذي يقاتل في سبيل الله والذي يعتقد في الوقت نفسه أن الإسلام هو دين الكرم والتسامح ودين القوة، دين الجهاد والصوت ضد كل متكبر عنيد. إنه دين يجمع بين الكتاب الصحيح والسيف الغازي». ويذهب بعض المحللين إلى أن السلطة الجزائرية كان لها دور غير مباشر وغير مقصود في بروز هذه الجماعة. فهي حينما قامت بحملة واسعة لقمع الجبهة الإسلامية للإنقاذ في بداية سنة 1992 لتضع حدا لاندفاعها الكبير من أجل الاستيلاء على الدولة، نجدها قد ركزت في حربها على «أنتلجنسيا» الجبهة الإسلامية للإنقاذ، لأنها كانت ببساطة معروفة لديها. وكان عباسي مدني وعلي بن حاج أول المستهدفين، تلاهم الراحل عبدالقادر حشاني ومساعدوه، أي المنتمون لتيار «الجزأرة». ثم اتسعت الاعتقالات لتشمل كل النواب والإطارات المحلية التي فازت في الانتخابات السابقة. واعتمدت أجهزة الأمن على القوائم المعلنة. فكانت النتيجة عكس ما كانت تنتظره السلطات الجزائرية حيث برزت على السطح فجأة ومن دون سابق إنذار نخب أخرى غير معروفة أصبحت الفاعل الأساسي في عمليات العنف التي حدثت منذ 1992 إلى اليوم. شرح الباحث الجزائري عمار بلحمير بروز هذه النخبة ومكوناتها الاجتماعية. فهي حسب رأيه تتكون من «عناصر معزولة، عادة ما تكون أمية وذات ثقافة دينية محدودة». بل الأكثر من ذلك، لقد كانت هذه النخبة الجديدة مهمشة لوقت طويل من قبل قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ نفسها، نظراً الى مستواها العلمي أو التعليمي المحدود من جهة ونظراً الى صغر سنها. ولكننا نجدها منذ اندلاع أزمة 1992 تصبح في صدارة الأحداث، بل تزيح حتى رجال الجبهة الإسلامية للإنقاذ عزلا وقتلا وتكفر الشيخين مدني وبن حاج. سلاحها الوحيد هو قوة العنف الذي احتكرته. إنه جيل الجماعة السلفية الجهادية المسلحة. هذه الخصائص نفسها تقريباً تنطبق على بقية تجارب الحركات الجهادية السلفية في تونس والمغرب وموريتانيا وليبيا. ملاحظة أخرى يجب الانتباه إليها تتمثل في أن أغلب عناصر الجماعات السلفية ينتمون إلى المدن وليس إلى الريف الذي بقي تاريخيا من احتكار حركات التحرر الوطني الأولى مثل جبهة التحرير الوطني في الجزائر، والحزب الدستوري في تونس… يذكر عيسى خلادي، عالم السياسة الجزائري، أن المقاتلين المنتسبين للجماعة الإسلامية المسلحة والجهادية السلفية أو حتى المنتسبين للجيش الإسلامي للإنقاذ جاؤوا من أصول مدينية. وهم في مقتبل العمر، مستوى ثقافتهم الدينية أو السياسية متواضع. لم يتعدوا أفق التعليم الثانوي في غالبيتهم. جاؤوا من المدن الكبيرة كالجزائر العاصمة أو وهران أو بليدة. وهو ما تؤكده من جهتها الباحثة الفرنسية سيفرين لاباط، حيث تتفق مع خلادي وتؤكد أن أغلب المقاتلين الإسلاميين يتراوح سنهم بين 16 و25 سنة، وهم الأكثر تهميشا في المجتمع، والأقل اندماجا في الجبهة الإسلامية للإنقاذ وبناها التنظيمية. لم يترشحوا أبدا في أية انتخابات تذكر عندما حاولت قيادتهم مأسسة العمل السياسي عبر صناديق الاقتراع (أي النشاط من خلال المؤسسات الشرعية المعترف بها من قبل الدولة). فهم يمثلون، في حقيقة الأمر، جزائر المدن القصديرية: عاطلون عن العمل ومطرودون من النظام التعليمي… وهو ما برز في الجماعة التي حاولت أن تضرب في تونس حيث تبين منذ الوهلة الاولى أن أغلب الذين نشطوا فيها هم من صغار السن وغير المتزوجين وبخاصة من دون أنشطة سياسية سابقة. لقد أصبحت هذه الحركات الإسلامية عالمية كانت أو عربية في حصار شديد منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 الانتحارية ضد برجي مركز التجارة العالمي والبنتاغون في أميركا، وبعد تفجيرات مدريد ولندن… حيث أصبحت محاصرة من قبل حكوماتها في الداخل ومن قبل الدول الغربية في الخارج… ولنتذكر أن هذه الحركات نفسها كانت تجد نوعا من التفهم من قبل الحكومات الغربية وتتعاطف معها منظمات حقوق الإنسان الدولية، وحتى في الجامعات ومراكز البحوث الغربية وجدت تيارات فكرية تدعو إلى ضرورة إعطاء الإسلاميين فرصة الحكم وممارسته. بل وصل الأمر إلى شن حملات إعلامية عنيفة ضد السلطات التي تصدت في بلدانها للإسلام السياسي. فضباط الجيش الجزائري مثلا حصلوا على النصيب الأكبر من الاتهامات التي كادت توصلهم إلى محاكمات دولية كمجرمي حرب. كما انتقدت الأنظمة المصرية والتونسية والسورية بشكل قوي في أسلوبها الذي حاربت به هذه الحركات. لم يكن الغرب بصفة عامة مرتاحا لعمليات التعبئة الجماهيرية التي تقوم بها الحركات الإسلامية في مواجهة أنظمتها وفي مواجهة الغرب ذاته الذي اقتصر الصراع معه على الخطاب، لكن في الآن نفسه كان مستعداً للتعامل معها كواقع موجود على الساحة السياسية. وقد استفادت كثيراً من الحريات المتوافرة فيه لتنشر دعوتها وخطابها وتفعل ما لا تستطيع فعله في أوطانها، حتى أن البعض ذهب إلى أن لندن هي القلعة الفعلية للإسلام السياسي وليس قندهار ولا كابول. وذلك لتعدد التنظيمات، والوجوه الراديكالية التي تنادي بالجهاد، وكثرة النشرات التي تطبع… من دون محاسب ولا رقيب. اليوم، لم تعد لندن مرتعا خصبا كما في الماضي للحركات الإسلامية، بل على العكس أصبحت مراقبة هذه الحركات يومية والضغوط على قادتها منهجية ونسقية. وفي المغرب العربي مثلت التجربة الجزائرية خط الدفاع الأول للأنظمة العربية الذي صمد في مرحلة أولى ثم انتصر أو أوشك في المرحلة الثانية. تفطن عالم السياسة الفرنسي أوليفييه كاري مبكرا إلى بداية هبوط الحركات الإسلامية وأصدر كتابه الذي أثار الانتباه وعنوانه «فشل الإسلام السياسي» ثم جاء بعده جيل كيبيل المختص الفرنسي في قضايا الوطن العربي والعالم الإسلامي وأصدر سنة 2000 كتابه «الجهاد: توسع وانحطاط الإسلامية». وحتى خبراء ومفكرو الغرب يرون اليوم في هجمات 11 سبتمبر تأكيداً لرأيهم اعتماداً على نظرية في علم السياسة تقول ان اللجوء إلى الإرهاب يتم حينما تفشل الحركة السياسية في عمليات الاستقطاب والتعبئة الجماهيرية فتلجأ إلى العمليات الإرهابية كآخر حل لتبقى طافحة على الساحة ولا تندثر. والمثال الأبرز على هذه النظرية هو اليسار الأوروبي الذي كان شعبيا في الستينات حتى وصل أوجه في أحداث ايار (مايو) سنة 1968 ثم أصاب هذا اليسار نفسه الضعف في أواخر السبعينات فلجأ إلى تشكيل التنظيمات الإرهابية ليحافظ على وجوده، فبرزت منظمات «الجيش الأحمر» و «العمل المباشر» و «الألوية الحمراء»… ولكن الإرهاب يبقى سلاحا مؤكدا تتجاوز به هذه الحركات الفشل في الوصول إلى الحكم حتى تبقى على الصفحات الأولى من نشرات الأخبار العربية والعالمية. (*) كاتب تونسي مقيم في جنيف . (المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 فيفري 2007)

الأستاذ الطيب البكوش لـ »مواطنون »:

كل إنسان يبقى إنسانا… و يجب أن يعامل كإنسان لا كوحش، و لو ارتكب أعمال وحشية…

 
 في مشهد عربي يسيطر عليه التداخل بين العرقي و الطائفي و الديني و السياسي. و في ظل أوضاع عربية متخلفة اقتصاديا و مشوهة ثقافيا، ولم تجد نخبها بعد الطريق لتفعيل مشاركتها المدنية و السياسية من أجل بلوغ مستوى المواطنة، أي دور وأي معنى لحقوق الإنسان؟ هذا السؤال و غيره من الأسئلة التي قد تطرح على أذهان مواطنين أصبح الشك يطال مختلف أوجه حياتهم اليومية إلى درجة يصبح معها الحديث عن حقوق الإنسان مدعاة للسخرية.  « مواطنون »تأخذ بعين الاعتبار مختلف هذه الاشكاليات و تلتقي الدكتور الطيب البكوش رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان. لتسأله عن مواقفه بشأن قضايا حقوق الإنسان في المنطقة العربية وعن دور المعهد و نشاطاته.   الأمجد الجملي والصحبي صمارة   –  من خلال الرسالة التي وافانا بها المعهد والتي تتضمن موجزا لنشاطاته في الثلاثية الأخيرة من سنة 2006 يظهر أن المعهد يقوم بعمل دائم ومتنوع ومكثف. هل تجدون في وسائل الإعلام سندا للتعريف بهذه النشاطات؟  
· سؤال وجيه، وهذا السؤال يرتبط بما يلاحظه لنا العديد من الأطراف العربية وغير العربية من أن نشاط المعهد مكثف فعلا ولكن لا يظهر في وسائل الإعلام، وقد قيل لنا ذلك في عديد المرات والأسباب هنا متعددة، و قبل أن أذكر الأسباب أشير إلى أنه : أولا كلما قمنا بنشاط بأي بلد من البلدان العربية فإن وسائل الإعلام تعرف بذلك كثيرا وسائل الإعلام بجميع أصنافها المكتوبة والمسموعة والمرئية. لاحظنا هذا تقريبا في جميع الأقطار العربية. مع الأسف في تونس المجهود في هذا المستوى هو دون المطلوب و دون المأمول و دون ما يقع في بلدان عربية أخرى، رغم أنه كان من المفروض أن يكون أفضل لأن تونس تستضيف المعهد العربي لحقوق الإنسان. وأنا لا أريد أن أحكم على النوايا، و لا أحكم بالظن، أحكم بما يلاحظ فقط وما يلمس وهو أن كثيرا من الناس عندما يسمعون بوجود مشكل بين الإدارة و الرابطة، يخافون من الموضوع ويفضلون عدم الحديث فيه ليس معناه في كل دقيقة و في كل جزئية هناك تعليمات. يحصل ذلك في كثير من الأحيان خوفا من تحمل المسؤولية في مستوى من المستويات وينتج عنه الهروب من تحمل المسؤولية إطلاقا. أظن أن هذا ما يحدث في مستوى الإعلام. قد توجد بعض التعليمات من مسؤول من المسؤولين الذين لهم دخل في قضية الإعلام، قد يحدث ولا شك أنه يحدث ولكن بصفة عامة إذا ما تكرر ذلك فإن العاملين في  الحقل الإعلامي يميلون بصفة عامة إلى تجنب المشاكل وإلى عدم تحمل المسؤولية خوفا مما قد يحدث لهم من تبعات. قد يكون هذا سبب من الأسباب أما بصفة عامة فإعلامنا التونسي – وهذا ليس سرا- هو دون مستوى البلد و لا يعطي صورة جيدة عن بلادنا. هذه الملاحظات لاحظها المسؤولون بما في ذلك رئيس الدولة. ورغم هذا لا نرى تحسنا ملحوظا. فمثلا نحن نبعث بالإعلام بنشاط المعهد و قل ما  نجد من ينشر ذلك في تونس و ما ينشر لا يعطى الصورة الحقيقية لما يقوم به المعهد العربي لحقوق الإنسان .  
– هل هناك عراقيل أخرى لنشاط المعهد علاوة على مسألة الإعلام؟

·إذا استثنينا الأزمة التي وقعت ما بين سنتي 2004 و 2005 و التي لم تكن ناتجة عن علاقة المعهد العربي بالإدارة التونسية و إنما ناتجة –في حقيقة الأمر- عن الخلاف بين الإدارة التونسية و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و انعكست سلبا على المعهد باعتبار الرابطة من المنظمات المؤسسة للمعهد و ممثلة في مجلس الإدارة، إذا استثنينا هذه الأزمة التي دامت أشهرا فموضوعيا يجب أن نقول أن الإدارة التونسية لا تضع عراقيل أمام نشاط المعهد بل نجد منها العون الطبيعي في تسهيلات الدخول للضيوف الذين يأتون حاضرين ومؤطرين ومدربين ومشاركين في الأنشطة التي نقوم بها. وقد يقول قائل هذا من البديهيات لكن ومع الأسف قضية جوازات السفر و قضية الفيزا وتأشيرات الدخول في البلدان العربية جميعا فيها صعوبات كثيرة فنتحدث عن القومية العربية و نتحدث عن الوطن العربي والحواجز الموجودة بين البلدان العربية تتجاوز بكثير ما هو موجود بين الشمال والجنوب.   – الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إحدى المنظمات المؤسسة للمعهد وهي أقدم رابطة عربية، كيف تنظرون لأزمتها الحالية؟ و هل للمعهد من مقترحات لتجاوز وضعها الحالي ؟

* المعهد كمعهد ليس طرفا في ذلك بطبيعة الحال  لأن المنظمات المؤسسة أيضا لها مواقف في الموضوع وهي تحاول أن تساعد والمنظمات المؤسسة هي كما تعلمون اتحاد المحامين العرب ومقره القاهرة والمنظمة العربية لحقوق الإنسان ومقرها القاهرة كذلك وبطبيعة الحال منظمات الأمم المتحدة الممثلة في مجلس الإدارة مثل المفوضية السامية لحقوق الإنسان و اليونسكو و اليونيسيف واليوانديبي. هذه الأربعة هي أيضا ممثلة في مجلس إدارة المعهد الذي يقوم أحيانا كمجلس إدارة بتدخلات لدى السلطة التونسية من أجل المساعدة على إيجاد الحلول. شخصيا كرئيس مجلس الإدارة، وباعتباري أيضا أنتمي إلى الرابطة وترأست أحد فروعها مدة من الزمن، أقوم أيضا بما أستطيع من مساعي في هذا الاتجاه مع الرابطة ومع الأطراف الرسمية التي يمكن الحديث معها في هذا الشأن. ما يمكن أن أقوله في هذا الصدد هو أن المشكل يكمن أساسا في بعض النقاط التي يجب تجاوزها المشكل الأول هو انعدام الحوار لا يوجد حوار بين الإدارة التونسية و الرابطة وجد في فترات سابقة بصفة طبيعية وانقطع قي فترات أخرى وأصبح متقطعا ثم انقطع في السنين الأخيرة بصفة تكاد تكون نهائية. هذا وضع غير طبيعي ولا يمكن حل أي مشكل إذا انعدم الحوار . المشكل الثاني هو أن قضايا الرابطة التي يجب أن تحل بالحوار أحيانا تقع محاولات حلها عن طريق العدالة. شخصيا قلت في أكثر من مناسبة و أمام المسؤولين لايجب إقحام القضاء في مثل هذه القضايا لأن هذا يسيء إلى جميع الأطراف بما فيها القضاء، هذه القضايا السياسية يجب أن تحل بالحوار. هذا موقفي وهذا ما أسعى إليه شخصيا .
– هل ترون من الممكن إحراز تقدم في هذا الاتجاه ؟

*يمكن، ولكن إلى حد الآن أعتقد أن الأمور لم تنضج بعد ومن الأفضل أن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن .   – في نفس السياق و لكن هذا السؤال موجه إليكم لا بوصفكم رئيسا للمعهد العربي لحقوق الإنسان وإنما بصفتكم شخصية وطنية وأستاذا جامعيا و مواطنا معنيا بالشأن العام، كيف ترون التعامل الإعلامي مع الأحداث الأخيرة في بلادنا وهل أن البلاد مازالت في خطر من تهديدات مثل هذه الأحداث وهل أن المعالجة الأمنية وحدها كفيلة بحل هذا المشكل ؟
  *هذا يرتبط بما ذكرته سابقا من أن الإعلام التونسي مازال إعلاما متخلفا وخاصة الإعلام الرسمي. وما حدث أخيرا مازال يؤكد ذلك فلا يعقل أن يقدم معلومات في الأول غالطة ومخالفة للواقع ثم يضطر بعد ذلك إلى أن يعدل شيئا فشيئا كأننا نكتشف الأمر من جديد .أنا أتفهم أن يقع السكوت مؤقتا عن بعض المعطيات لأسباب أمنية ولأسباب لها علاقة بالبحث عن مجرمين أو التحقيق، نتفهمه ويتفهمه المواطن. لكن لا يجب أن نعطي معلومات غالطة تذهب بنا إلى مكان آخر فنكرر نفس الأغلاط التي ارتكبناها سابقا. مثلا ما حدث في جربة، الإعلام الذي قدم كان مخجلا في الأول وكانت انعكاساته سلبية على تونس و على السياحة فلماذا نكرر نفس الأخطاء؟ فنتحدث عن مخدرات أو مجرمين! فليس ثمة شيء يضر بتونس عندما نقول من الأول أننا إزاء مجموعة إرهابية تستعمل الدين أو جهاديين، و نضعها بين ضفرين لأنه ليس هذا هو الجهاد أو سلفيين جهاديين فليسوا لا سلفيين و لاجهاديين. هم أجهل الناس بالدين ليس في ذلك ضرر. بالعكس من مصلحة تونس أن يقال ذلك من البداية، فهذا يحدث في كل مكان في أوروبا وفي الشرق الأوسط وفي اليابان و في كل مكان و ربما يحدث في كل وقت. فالتعتيم لا يشرفنا ويسيء إلينا كتونسيين. مازال الإعلام إذا في هذا المستوى  دون المطلوب وفي هذا أيضا المسؤولية دائما مشتركة بين الإعلام وبين بعض المسؤولين الذين يعطون هذه المعلومات للإعلام.
– هذا فيما يخص الإعلام ولكن، فيما يتعلق ببقية جوانب السؤال، هل تكفي المعالجة الأمنية وحدها للبت في هذه المشاكل ؟

 * المعالجة الأمنية ضرورية هذا من طبيعة الأشياء في كل دولة ولكن لا تكفي. لابد من تحليل الأسباب والبحث عن الأسباب العميقة. ومن لم يتوصل إلى معرفة الأسباب ومعالجتها فإنه حتما سيجابه مشاكلا وقضايا لن تحل والمشاكل التي يمكن البحث فيها عديدة منها ما يتعلق بالمناخ العام في البلاد، بالديمقراطية باحترام حقوق الإنسان ومنها ما يتعلق بالثقافة الدينية السائدة ومنها ما يتعلق حتى بأوضاع اجتماعية و اقتصادية إلى آخره . إذا توجد الكثير من المعطيات التي لابد من مناقشتها وهذه المناقشة يجب ألا يقوم بها شخص أو طرف وهو يحاور نفسه. يجب أن تكون بين جميع الأطراف. أسمع أحيانا مناقشات في ملفات تلفزية أو إذاعية فأجد الذين يتحدثون لهم نفس اللغة و نفس الرأي في الوقت الذي يجب أن تكون الآراء فيه مختلفة و الأطراف متنوعة حتى تتبلور الأفكار والمقترحات. التماثل لا ينتج شيئا. اختلاف الرأي هو الذي يخلق الآراء الجديدة و يخلق المقترحات الجديدة ويوضح المشاكل بصفة أكثر. إذن علينا أن نعطي قيمة كبرى للحوار المتعدد في وسائل الإعلام.   – بشكل عام و بصفتكم خبيرا في مجال حقوق الإنسان كيف تنظرون إلى العلاقة بين منظومة حقوق الإنسان والإرهاب و بأكثر دقة هل يحق لمرتكبي  ما يعرف بجرائم « الإرهاب » التمتع بالحماية التي تضمنها منظومة حقوق الإنسان ؟
* هذا السؤال له وجهان مختلفان أي هو في الحقيقة يثير قضيتين مختلفتين: القضية الأولى تتعلق بأثر الإرهاب على حقوق الإنسان و المظهر الثاني هو من يمارس الإرهاب هل يستحق أن تطبق عليه مبادئ حقوق الإنسان . بالنسبة للمسألة الأولى من الأكيد أن كل عمل إرهابي له أثر سلبي على حقوق الإنسان من عدة جوانب.أولا لأنه يستهدف أبرياء يستهدف مدنيين ثم هو لا يبرر في العمل السياسي لأن في المبدأ العنف مرفوض سواء جاء هذا العنف من نظام حكم أو جاء من أطراف خارج الحكم، فالعنف في التعامل السياسي مرفوض مطلقا. قد يقول قائل العنف يولد العنف، هو يولد العنف موضوعيا ولكن ليس معنى ذلك أنه يجب أن نقبل هذا المنطق. العنف نقاومه بالطرق السلمية ويمكن أن يقاوم بالطرق السلمية سواء كان عنفا رسميا أو عنف دولة. بالنسبة للاستعمار شيء آخر هذا العنف يمكن أن يقاوم لأن ذلك هو حق الدفاع. أما في مستوى بلد واحد فالعنف الذي يمكن أن يمارسه نظام حكم لايمكن أن يقابل. لأننا بذلك ندخل في الفوضى لأنه يعالج سياسيا وبالدفاع عن حقوق الإنسان، والعنف أشكال: يس فقط العنف المسلح بل يمكن أن يكون لفظيا ومعنويا وقد يتخذ أشكالا متعددة. إذن توجد طرق قانونية وطرق تدخل في إطار حقوق الإنسان بصفة عامة، يمكن أن تعالج بها المشاكل. فما يسمى اليوم بالإرهاب يجب أن نتجنب الخلط فيه بين ما هو فعلا الإرهاب وبين المقاومة الحقيقية. لذلك التبست الأمور في كثير من الأحيان ما يوجد الآن في العراق فيه مقاومة وفيه إرهاب. توجد أعمال من قبيل المقاومة هي التي تستهدف المحتل فقط، ما عدى ذلك كل ما يمس مدنيين مهما كانوا و لو كانوا في  السلطة هو إرهاب.جيش البلد شرطة البلد هؤلاء هم أبناء البلد فقتلهم هو إرهاب أيضا لأنهم مبدئيا وظيفتهم هي حماية البلد. إذن المقاومة الحقيقية هي التي تتصدى للمحتل أما ما يمس أبناء البلد فهذا إرهاب .     أما بالنسبة إلى منظومة حقوق الإنسان وبالنسبة إلى القوانين والاتفاقيات الدولية، فهذا ليس فيه أي شك كل إنسان يبقى إنسان، ولو كان مجرما هو قبل كل شيء إنسان و يجب أن يعامل كإنسان لا كوحش، و لو ارتكب أعمال وحشية، معنى ذلك أنه يحاكم محاكمة عادلة ويمكن من حق الدفاع. وإلا قد نقتل شخصا ونقول هذا لا يستحق أن يحاكم لأنه إرهابي. ولكن من أدرانا أنه إرهابي؟ ما الذي يثبت ذلك ؟. ألا نجد في غوانتانامو المئات من الناس الذين تصفهم أمريكا بالإرهابيين ويمنعون من حق الدفاع عن أنفسهم، يمنعون حتى من حق المحاكمة. هذا لا يمكن قبوله هذا خارج عن القانون وخارج عن الشرعية وخارج عن المنطق وعن المبادئ الإنسانية ولهذا فإن أي إنسان حتى وإن كان من كبار المجرمين هو قبل كل شيء إنسان يحاكم و يحاسب كإنسان و لايجب أن يعامل معاملة استثنائية لأنه كان في سلوكه استثنائيا .   -عربيا إذا وعلاوة عما ذكرتم من تدخل استعماري، المنطقة العربية تشهد حالة من التوتر والصراعات المسلحة : السودان وقضية دارفور، الصومال والمحاكم الشرعية، لبنان وشبح الحرب الأهلية، العراق والتطييف والتقسيم ، فلسطين والاقتتال الداخلي… هل تتطلب إشكاليات وقضايا حقوق الإنسان معالجة خاصة في المنطقة العربية ؟
*هنا المسألة تتطلب التمييز بين أمرين : أولا المعالجة الخاصة باسم خصوصيات ثقافية والمعالجة الخاصة في مستوى المنهج. الجانب الأول وهو هل يمكن أن نعامل المنطقة العربية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان معاملة خاصة بحكم أن لها خصوصيات ثقافية؟! أقول لا، مبادئ الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان هي مبادئ كونية، وليست خاصة ببلد أو منطقة ويجب أن تحترم في جميع الأماكن. الحق في الحياة ليس فيه خصوصية، يشترك فيه جميع البشر. الحق في الكرامة والحق في العيش الكريم والحق في أن لا يعذب الإنسان، أن لا يسجن ظلما. هذه مبادئ عامة يجب أن تطبق على الجميع بدون استثناء و بدون تمييز. و لا يمكن أن نستثني المنطقة العربية في ذلك، حتى مبدأ المساواة بين الرجال والنساء. لماذا المنطقة العربية الوحيدة التي تتمسك بأن تستثنى في هذا المستوى؟؟  بأي حق؟ بتأويل عقيم للدين! بتأويل خاطئ للدين! بعدم فهم للمقاصد! لا يوجد أي مبرر. إذن لا يمكن الاستثناء في ذلك. المبادئ مبادئ كونية يجب أن تحترم في كل الأماكن وإلا وقعنا فيما يذهب إليه أيضا بعض الذين ينظرون إلينا من فوق ويقولون أن هذه المنطقة متخلفة، لا تستحق أن يعاملوا معاملة البشر فعند ذلك نعطي حجة حتى للذين يستنقصوننا لكي يواصلوا هذا الاستنقاص الذي يطمع فينا المستعمر ليستغل ثرواتنا.  أما فيما يتعلق بطريقة التعامل، طريقة التطبيق في المنهج فيمكن أن نأخذ بعين الاعتبار بعض الخصوصيات، أعطي مثالا عشناه هنا في المعهد العربي لحقوق الإنسان. عندما أصدرنا منذ سنوات كتيبا للأطفال لتبسيط الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل بالتعاون مع اليونيسيف. يوجد بند في الإعلان يتحدث عن حرية المعتقد واختيار الدين. فكرنا أنه لو وضعنا في كتاب الأطفال حرفيا هذا البند فإن الكثير من البلدان العربية لن تقبل توزيع هذا الكتاب على أطفالها ونكون قد أخطأنا السبيل فالغاية هي أن تصل هذه المبادئ. قلنا لماذا نبتعد كثيرا والمضمون موجود في القرآن توجد ما لا يقل عن عشرة آيات صريحة في حرية المعتقد. فوضعنا آية من الآيات للتعبير عن نفس الفكرة. الكتاب وزع في جميع البلدان العربية بفضل ذلك الاجتهاد.   – أليس في هذا توظيف للدين ؟
* لا لا الدين هو جزء من ثقافة أي مجتمع يوجد فرق بين التوظيف السياسي للدين و بين اعتبار الدين جزء من الثقافة ومن التراث. السياسيون يوظفون الدين أما هذا فليس توظيفا للدين لأنه يجب معالجة الدين باعتباره جزء من الثقافة وهي معالجة إيجابية وبطبيعة الحال لم نغير شيئا من المبدأ لكن طبقنا المبدأ منهجيا بطريقة تجعله متماشيا مع ثقافة المنطقة.
 
(المصدر: صحيفة « مواطنون » التي يصدرها التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات – العدد الثالث )

 

جراد في احتفال بالذكرى 61 لإنشاء الاتحاد

لن نقبل التدخل في شؤوننا من أيّ كان

 

محمد الحمروني

شدّد الأمين العام للاتحاد الشغل السيد عبد السلام جراد على أن  » الشغالين يدافعون عن كرامة تونس وأمنها ويجعلون ذلك في مقدمة اهتماماتهم، ولكن هؤلاء الشغالين واتحادهم لا يمكن أن يكونوا طرفا فاعلا ما لم تكن المنظمة شريكا كاملا ومستقلا وهم لا يقبلون التدخل في شؤون من أي طرف كان حزبي سياسي وغيره ».

بهذه الكلمات حاول الأمين العام أن يبدي موقفا حاسما من الذين يحاولون التدخل في شؤون المنظمة العمالية والضغط عليها لتوجيه خيارتها. ويبدو أن جراد أراد بهذه الكلمات إرسال أكثر من رسالة إلى عدة أطراف في أن واحد وعلى رأسها السلطة الحاكمة في بلادنا.

وقال جراد في كلمته التي ألقاها بمقر الاتحاد يوم 19 جانفي الجاري « نؤكد عن التزامنا بقضايا المجتمع المدني لان مجتمعا مدنيا قويا من شانه أن يصلب الوحدة الوطنية « .

وعن الأوضاع الاجتماعية أكد جراد على ضرورة إيقاف التصرف بدون مسؤولية تجاه الطرف العمالي بدءا من إيقاف عمليات الطرد التعسفي وغلق المؤسسات. كم أكد على ضرورة احترام الحق النقابي وإعطاء المكانة اللازمة للاتحاد كطرف اجتماعي وشريك رئيسي.

وحدد جراد المهام التي سيركز عليها الاتحاد في الفترة القادمة وحدد محاورها بالملفات الكبرى وهي:

ملف التأمين على المرضى: واعتبر أن الحديث في هذا الموضوع والتفاوض بشأنه أصبحا من الماضي والمطلوب الآن هو تطبيق ما تم الاتفاق عليه. ووعد جراد بان تكون السنة القادمة سنة تطبيق الاتفاقية.

المناولة: التي اعتبرها ضربا أساسيا للحق النقابي وللعلاقة بين الأطراف الاجتماعيين ولديمومة الشغل. ودعا القواعد للتحرك من اجل إيقاف العمل بالمناولة وهدد بان المركزية ستتدخل في حال أي تقصير للقيام بالتحركات اللازمة في هذا الخصوص. وقال « لا مساومة في القضاء على المناولة ».

التقاعد والصناديق الاجتماعية: التي أصبحت حسب رأيه في وضع لا يمكن تجاهله، ووعد الأمين العام بان يكون هذا الملف جاهزا في سنة 2007 حتى « نتمكن من حماية هذه الصناديق وحماية تواصل خدماتها ».

حماية المسرحين وإعادة إدماجهم: وفي هذا الصدد أطلق الأمين العام دعوة لإنشاء صندوق لحماية المسرحين وإعادة رسكلتهم قصد إدماجهم من جديد في الدورة الاقتصادية.

 

وكان الأمين العام بدأ كلمته باستعراض مطول لأهم المراحل التي عاشها الاتحاد قبل تكوينه وقال « 20 جانفي 1946 كان يوما حاسما في تاريخ الاتحاد ولكنه لم يكن الأول ». وعاد الأمين العام بالذاكرة إلى فترة محمد على الحامي « مؤسس الفكر الاجتماعي في بلادنا » وشدد على أن الاتحاد يثمّن عاليا المجهودات التي بذلها الحامي لذلك « نحن نعمل على إحياء ذكرى انبعاث جامعة عموم العملة التونسيين ».

وبعد الحديث عن فترة محمد على تحدث الأمين العام عن فترة القناوي التي مثلت محطة مهمة في تاريخ الاتحاد ووعد بان تخصص دراسات وبحوث من اجل كشف الغموض عن تلك المرحلة.

أما مرحلة حشاد فكانت حسب الأمين العام فترة انخراط المنظمة في معركة تحرير البلاد من الاستعمار وقال جراد « لا يوجد موطن قدم في البلاد لم يشهد نضالات الاتحاد وأبنائه حتى يتخلص هذا الشعب من ربقة الاستعمار ».

وحسب الأمين العام فان استشهاد حشاد  » كان إعلانا على أن الاتحاد له الجانب الأوفر في مسيرة تونس نحو الاستقلال وبناء الدولة ».

بعد ذلك استعرض الأمين العام أطوار  » المسيرة الصعبة والمريرة من الاستقلال إلى الآن حتى تكون تونس لكل أبنائها ». وتحدث عن مؤتمر بنزرت وأزمة 65 المفتعلة التي تواصلت حتى سنة 1969 كما تحدث عما عاشه الاتحاد سنتا 1978 و1985 .

وختم الأمين العام بالقول « ونظرا لما قدمته منظمتنا من تضحيات سواء خلال مرحلة التحرير أو بناء الدولة وإقامة السيادة فانه من حقنا أن نعامل كشريك كامل الحقوق في هذا الوطن وان يعامل الطرف النقابي بالإحترام الذي  يستحق ».

 

(المصدر: صحيفةالموقف العدد 390)

الحركة الإسلامية ومسألة التغيير

راشد الغنوشي

 
 
العنوان: الحركة الإسلامية ومسألة التغيير الكاتب: راشد الغنوشي الناشر: المركز المغاربي للبحوث والترجمة الطبعة الأولى: 2002 يعكف الشيخ راشد الغنوشي منذ ما يزيد على ثلاثة عقود على دراسة جدلية الفكر والواقع السياسي المعاصر في الساحة الفكرية، العربية منها والإسلامية والعالمية، وبعد كل تأمل فكري معمق، يخرج للساحة بعصارة تأملاته وقد صدر له عديد من الكتب والدراسات سواء المتعلقة منها بالمرأة و »الحريات في الدولة الإسلامية » أو العلاقة مع الغرب، أو الحداثة والتحديث أو السياسة الشرعية، أو ما سماها بالفعالية القرآنية، وغيرها من المواضيع، ومنذ سنوات بدأ بإصدار سلسلة مقاربات في الفكر السياسي المعاصر صدر منها جزءان الأول « مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني » والجزء الثاني « الحركة الإسلامية ومسألة التغيير ». وقد سبق للمجتمع أن قامت بعرض الجزء الأول وها هي تعرض الجزء الثاني وهو كتاب « الحركة الإسلامية ومسألة التغيير ». يقع الكتاب في 141 صفحة من القطع المتوسط وصادر عن « المركز المغاربي للبحوث والترجمة » وهو مطبوع في بيروت عن طريق المؤسسة الإسلامية للطباعة والصحافة والنشر * مسيرة الصحوة الإسلامية: يرى الغنوشي أن القرن الميلادي الجديد يحمل بشائر عظيمة لدعوة الإسلام حيث يقول: « آمل أن لا ينتهي القرن إلا وقد أرسى الإسلام نواة صلبة لعالم إسلامي جديد » ويستدرك قائلاً: « وهذا لايعني بحال أن تيار الصحوة الإسلامية بلا عيوب ولا مشاكل ولا عقبات فالصحوة لم تحرِّر من أمة الإسلام إلا القليل من الطاقات »، ثم تحدث عن العقبات التي تواجهها الحركة الإسلامية معتبرا « الجهل بالإسلام أعظمها » وتحدث عن مظاهر ذلك الجهل بالإسلام وهو « ربطه بالتعصب والتطرف والرجعية والإرهاب والعدوان على حريات الأفراد والشعوب ». أما التحدي الثاني الذي يواجه الصحوة الإسلامية فهو الاستبداد السياسي الذي يرزح تحته العالم الإسلامي. وقد دعا المؤلف مفكري الإسلام وعلماءه إلى « تأصيل مباديء الحرية والشورى والديمقراطية بكل أبعادها في أرض الإسلام ». كما دعا إلى « التعاون مع كل القوى المناهضة ». للاستبداد والمدافعة عن حقوق الإنسان والديمقراطية من كل ملة داخل العالم الإسلامي وخارجه، فالاستبداد شر كله وليس هناك نعمة بعد الهداية أفضل من الحرية ». التحدي الثالث للصحوة الإسلامية هو « إقامة نماذج إسلامية للحكم، ونماذج إسلامية اجتماعية ثقافية تبشر بعدالة الإسلام ». أما التحدي الرابع فيتمثل في العداء الغربي للإسلام وأمته، ولئن ذكر أن عدداً من الغربيين انجذب نحو الإسلام فإنه يؤكد أن الغالبية لاتزال تجهله وبالتالي تناصبه العداء، وعرج على دور الحركة الصهيونية التي انبثت بسمومها وتغلغلت منذ أكثر من قرنين في أعماق النسيج الغربي في آدابه وكنائسه، فضلاً عن إخطبوطها الإعلامي والاقتصادي وتغلغلها في مراكز القرار السياسي والإداري وحتى العسكري. ويدعو الغنوشي إلى العمل على إيجاد استراتيجية تهدف إلى فك الارتباط بين الإخطبوط الصهيوني والحضارة الغربية. * الحركة الإسلامية.. الواقع والآفاق: تحت هذا العنوان يتحدث عن سمات النشاط الإسلامي الذي قال عنه: إنه ذو طابع إصلاحي متمثلاً في « الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل العلماء لتقويم الخلل في الدولة الإسلامية » وبما أنه يضع الواقع الراهن في معظم أنحاء العالم الإسلامي على المشرحة فإنه يخلص إلى أن الدولة ابتعدت قليلاً أو كثيراً عن الإسلام وأصبحت علمانية قهرية تمثل إرادة خارجية ومنذ ذلك (التحول) اتخذ الإصلاح شكلاً جديداً. ثم يتطرق الغنوشي إلى أهداف الحركة الإسلامية من كدحها الدؤوب قائلاً: « هدف الحركة الإسلامية استعادة الشرعية الإسلامية المفقودة فكانت انطلاقة حركة الإخوان المسلمين بقيادة الشهيد حسن البنا بعد ثلاث سنوات من سقوط الخلافة وذلك أسلوب جديد يختلف عن طرق الإصلاح القديمة » حيث بدأت الدعوات لأسلمة « الثقافة والفكر والاقتصاد والفن والتربية والقضاء والسياسة بعد انتشار الوعي بأن الإسلام لم يعد دستور الدولة ». وفي معرض سرده للتجربة الإسلامية الحديثة في مجال الاقتصاد والبنوك أكد الغنوشي أن تجربة البنوك الإسلامية وغيرها من المشاريع الاقتصادية والتنموية الإسلامية « طريقة للتحرر الاقتصادي » ودعا الشباب الإسلامي للتوجه للميدان الاستثماري والتجاري وتأسيس الشركات والتعاونيات باعتبار ذلك من ميادين الجهاد الإسلامي المعاصر. واستعرض الغنوشي إنجازات الحركة الإسلامية في المجال الثقافي رغم وسائلها المحدودة فقد كان إنجازها معتبراً « لقد استطاعت أن تهمش العلمانية على امتداد العالم الإسلامي رغم أن العلمانية في الحكم والإسلام في المعارضة »، مستشهداً بنتائج الانتخابات النزيهة وموقف الحكم من المشاركة الإسلامية، والنشاط الثقافي الإسلامي، « لا يوجد اليوم منافس للكتاب الإسلامي ولا للأحزاب الإسلامية ولا للمجلات الإسلامية ولا للمشاريع والبنوك الإسلامية، وغدت معظم اتحادات الطلاب بأيدي الإسلاميين.. حتى لم يبق للعلمانية من مصدر للشرعية غير العنف والقهر والدعم الخارجي » مقابل ذلك بين فشل العلمانية في تحقيق وعودها كالازدهار الاقتصادي وتحرير فلسطين وتوحيد الأمة، وبشر في كتابه المفعم بالأمل بعودة الإسلام للحكم متحدثاً عن عوامل ذلك ومنها: 1- قوة الإسلام الذاتية. 2- حالة هرم المشروع المقابل: العلمانية. 3- فساد الأنظمة الحاكمة. 4- عمق الإسلام في نفوس الشعوب المسلمة رغم حالة الكمون العابر التي فرضها القهر. 5- الثروات الطائلة في العالم الإسلامي. 6- تقدم وسائل الاتصال. 7- انتشار الإسلام في الغرب. * حيرة الحركة الإسلامية بين الدولة والمجتمع: تحت هذا العنوان يستعرض الغنوشي علاقة الإسلام بالدولة، حتى إنه لايمكن تصور وجود إسلام كامل بدون دولة، فالرسول ص لم يفرق بين الإصلاح الاجتماعي والقيادة السياسية والتي أفضت إلى قيام دولة مترامية الأطراف، ثم يرسم الغنوشي صورة تاريخية لردة السياسة عن الدين أو ما أسماه بالانقلاب الذي « كان الخطوة الكبرى على طريق انفصال السياسة عن الدين » وينتقل للعصر الحديث حيث وبعد « فتن قاسية أوشكت أن تطيح بالكيان الإسلامي جملة اضطر العلماء للتنازل عن السلطة لصالح أصحاب الشوكة والقوة وبذلك كانت المعادلة أو الصفقة التاريخية: السياسة للحكام ولهم الطاعة ما خضعوا لأحكام الشريعة، وللعلماء ضبط أحكام الشريعة والقضاء والتعليم والإشراف على الأوقاف » غير أن تشريح الغنوشي للتاريخ السياسي لأمتنا يكشف عن عمق الزيغ الذي حصل بعد ذلك سيما بعد وقوع الأمة فريسة للاستعمار حيث قامت حكومات اتخذت من الدين وعلمائه مجرد أدوات تستخدم عند الحاجة ملحقة بالأجهزة الأمنية للدولة، « وبناء على هذا انقسم المعنيون بأمر الدين كما يقول الغنوشي إلى جهتين إحداهما آثرت السلامة الشخصية وانخرطت في الواقع بمساوئه وأخرى اتجهت للمعارضة لتنتهي إلى جماعة سياسية معارضة ». ويرد على من يظنون أن قيام أحزاب إسلامية يقسم الأمة قائلاً: لقد كان مثل هذا الكلام ذا معنى لما كانت الأنظمة القائمة مستندة للشريعة وكان العلماء قائمين على تفسير نصوصها والقضاء بأحكامها مطلقة أيديهم في الإصلاح الاجتماعي، أما وقد انهار ذلك البناء جملة فالقياس عليه مع وجود الفارق مُوقع في الوهم والزلل وتضليل الأمة عن مواجهة أعظم أسباب البلاء في حياتها وأشد العقبات في طريق نهضتها. * قصور الحركة الإسلامية: وحتى لاتعد دراسة الحركة الإسلامية في بيئتها ونشأتها والعوامل المحيطة بها وإنجازاتها من قبيل مدح الذات والنرجسية المفرطة تطرق الغنوشي إلى مظاهر القصور في الحركة الإسلامية حيث يرى أن الإسلاميين ظلوا بعيدين عن التأثير على القوى العاملة. ويرجع سبب ذلك إلى عدم وعي الإسلاميين بمشكلات القوى العاملة ذات الطبيعة الاجتماعية والسياسية في حين نظروا إليه من النواحي العقائدية والأخلاقية فقط، المثال الثاني الذي يضربه الغنوشي لقصور الحركة الإسلامية تعاملها مع القطاع النسائي. ويرى أن « الطرح الاجتماعي الفلسفي لقضية المرأة ينتهي إلى أن قضية المرأة ليست مجرد قضية تبرج وعري واختلاط فحسب بل إنها قضية اغتراب وظلم وإستبداد، إنها قضية إنسان سلبه الانحطاط إنسانيته وفي الضفة الأخرى (الغرب) تم استبدال مواقع الاستبداد وأخذت المؤسسة مكان الرجل. * الحركة الإسلامية والعلاقة مع الحاكم: يتحدث هنا عن العلاقة بين الحركة الإسلامية وأنظمة الحكم المختلفة « فالعلاقة تتراوح بين الاعتراف المتبادل والصريح والضمني » ويعود إلى علاقة الحركة الإسلامية مع الأنظمة الانقلابية فيقول: « إن المشكل لايتمثل في رفض الحركة الإسلامية الاعتراف والتعايش مع الدولة أو القبول بالمشاركة الجزئية فيها وإنما المشكل يتمثل في من يقنع هذا الغول المدعوم بأحدث تقنيات القمع والإخضاع، والمؤيد من قبل قوى الهيمنة المعادية لأمتنا وحضارتنا وكل الحضارات الأخرى، من يقنع هذا التنين بالتواضع والاعتراف بالشعب والآخر، من يروض هذا الوحش دون كفاح ناصب »؟!. * اختلاف الحركات الإسلامية: وبعد أن يذكّر الغنوشي بأن الاختلاف من طبيعة الفطرة التي فُطر الناس عليها سائقاً الأدلة من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة يخلص للقول بأن « أمتنا لم تفشل في شيء كما فشلت في إدارة الاختلاف وإفراغ المبدأ الإسلامي العظيم « الشورى » من مضامينه ». ويرجع الغنوشي ذلك إلى ما أسماها بالثقافات القطرية حيث « نشأت الحركة الإسلامية في إطار الكيانات الشاذة الخانقة » والتي أطلق عليها صفة « الأصنام البالية » وأعرب في كتابه عن خشيته من تهديد الثقافة القطرية للمشروع الإسلامي. * الحركة الإسلامية واستخدام القوة: أسهب المؤلف في تحليل جدوى استخدام القوة من عدمه، مستبعداً تحقيق النتائج التي يهدف إليها من يراهن على ذلك قائلاً: « إذا كانت الأمور بمآلاتها وكانت مقاصد الشريعة قد وجهت المسلم أن يهتدي بقاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد لاسيما عند سكوت نصوص الشريعة أو عدم قطعيتها فما ترجحت مصلحته كان خيراً وما ترجحت مفسدته كان شراً » ثم تحدث عن الكوارث التي حاقت بالحركة الإسلامية نتيجة التسرع في اتخاذ قرار استخدام القوة. وأشار إلى أن الانتفاضات الشعبية التي شهدتها فرنسا أو الصين أو إيران أو ما حدث من انتفاضات في أوروبا الشرقية كُتب لها النجاح بعد أن توفر لها زخم جماهيري، أما انتفاضات الحركات السياسية والأحزاب فإنها غالباً ما تؤدي إلى كوارث. إن هذا النوع هو الأجدر بالدراسة بسبب أنه أكثر ما عمّت به البلوى. ويشيد الغنوشي بتيار الوسطية الإسلامية الذي يرفض الانسياق وراء العواطف والاندفاعات ويعتصم برد أحد بني آدم لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين (28)(المائدة) فالوسطية الإسلامية كما يحددها الغنوشي تصر على الالتزام الكامل بأساليب الجهاد السلمي؛ أى بجهاد الكلمة الذي حرضت عليه الآية الكريمة وجاهدهم به جهادا كبيرا 52 (الفرقان). * مقومات الحركة الإسلامية: يحدد الكاتب خمسة مقومات للحركة الإسلامية: 1- الشمول: « فالإسلام كلٌّ مترابط: العقيدة والشريعة والعبادة وبالتالي لا مجال للتفريق بين الدين والسياسة والدين والدولة ». 2- القضية الوطنية: حيث « لاتناقض بين العالمية والوطنية إذ الوطنية منطلق العالمية فعناية المسلم بإصلاح وطنه واجب ديني ». 3- السلفية: ويعني بها استمداد الإسلام من أصوله دون تعصب فالأصل هو ما ورد في الكتاب والسنة وعصر الخلفاء. 4- البعد الإيماني: ومنه ضرورة الأخذ بالأسباب مع الاعتقاد بأن هذه الأسباب لاتؤدي إلى نتائجها إلا بإذن الله. 5- الشعبية: فالحركة الإسلامية ليست حركة فئوية معينة ولاطريقة صوفية تحصر أعمالها في مجموعة المريدين، إنها ضمير الأمة المتحرك وأعماقها الثائرة. * استراتيجية الحركة الإسلامية: يحدد الغنوشي ثمانية مباديء أساسية يتوجب على الحركة الإسلامية تحديد موقفها بوضوح منها وهي: 1- تحديد موقفنا من التراث.. ما هو ملزم منه وما هو غير ملزم. -2 تحديد موقفنا من الغرب: ماذا نأخذ وماذا نترك؟ -3 تحديد نظرتنا للواقع.. علاقتنا مع تشكيلاته 4- ما أدوات التغيير التي نستخدمها؟ وهل نعتبر الشعب فيصلاً في اختيار الحاكم ونعيد له حقه كخليفة لله في الأرض؟ -5 الدعوة إلى الإسلام من خلال حاجات الناس وهمومهم. -6 التربية المتكاملة على المستوى الفكري بتنمية الروح النقدية وتوخي الموضوعية 7- العالمية في الحركة الإسلامية تحقيقاً لمبدأ التوحيد وهو أساس العقائد الإسلامية فضلاً عن أن العالمية هي روح العصر. 8- الاعتماد على التخطيط والكم مبدأ أساسي في التخطيط، وكثيراً ما تهمل طريقة القياس الكمي وتلغى برفع شعار « المهم الكيف لا الكم »، والقرآن أشار إلى ذلك في قوله تعالى: وكل شيء عنده بمقدار (الرعد8). ويختم الغنوشي بحثه بالقول: « إن التحدي الحقيقي هو كيف يرى الناس الإسلام مجسداً في نظريات وتطبيقات، في الاقتصاد والسياسة والفن، ويعبر حمَلَة الإسلام عن مشروعهم لا بالدفاع والردود على الأطروحات السائدة فقط وإنما بتقديم البدائل ».
* المصدر: موقع المختار نقلا عن المركز المغاربي للبحوث والترجمة 

 

إلى رئيس الجمهوريٌة التونسيٌة

و القائد الأعلى للقوات المسلحة

لقد أتاني حديث الغاشية يوم 19من شهر يناير الحالي من السنة الجارية و على الساعة 16:48:28 من طرف صديقكم كبير المقام السيٌد حمٌادي الفرجاوي طالبا منٌي  الرجوع إلى أرض الوطن إذا كنت أكن لكم من الصداقة الشيء الملموس.

كما أكٌد  لي أنه لا علما لكم بما جرى لي و بالتالي بكل ما كتبته لكم من أشياء من خلال الإدارة العامة للمصالح المختصٌة  وحتى عن طريق موقع تونس نيوز الإخباري. وعرٌج في الأثناء على المكتوب الموجه إليكم  ثمٌ إلى كل من وكيل العام للجمهوريٌة بمحكمة الإستئناف بتونس و السيٌد المفقد العام لوزارة العدل و حقوق الإنسان  لاتقاء من يتربص بي شرا ويريد بي ضرٌا ممن لهم إعاقة ذهنيٌة وتخلف أمني من المركزيٌة الأمنيٌة التونسيٌة  في موضوع إتصال منظمة القاعدة بي عن طريق محامي جزائري.

إني مستعد للرجوع إلى أرض الوطن و خدمته بالصدق و العفاف على أن يتم بعث وكالة للأمن القومي و الحريات الأساسيٌة تتبع مباشرة رئاسة الجمهوريٌة و تدار من طرف لجنة تتضمن أسماء بارزة في الطهارة و نكران الذان من أهل  الإختصاص و القضاء  و رجال القانون و بعض عناصر السلطة الرابعة .  و إشهار ذلك بالرائد الرسمي للبلاد التونسيٌة ثٌم يتم الإفراج عن كل سجناء  الرأي و إبعاد  دون إذلال أو تجويع عن المركزيٌة الأمنيٌة  في الخاصة و الوظيفة العموميٌة في العامة كل من ساهم و تورط في التعذيب و إستصغار النفس البشريٌة  و هَتَك الجسد الآدمي .

 

هنا ألفت نظر بعض رجال الدكتور الظواهري على عدم قدرتي في الوفاء بتعاهدي للقيام بلقاء صحفي خاص بالتليفزيون السويدي و أقول لأحد رجاله بأنه لا داع في تهديدي بتدمير أسرتي في تونس فالغباء الملحوظ و الجهل المطبق وعدم الأهليّة البسكولوجيّة للمدعو (  Max Knutsson ) أحد أبرز عناصرإدارة الأمن الخارجي للدولة السويديّة ومندوب اللوبي المعروف لديها في الباطن ومسؤول على رأس لجنة إعلاميّة عليا تتبع رئاسة الوزراء في ظاهر من جهة  ورجال بن علي إبتداءا من محمد عليّ القنزوعي إلى غاية محمد صالح الهرماسي من جهة أخرىٌ قد تولوا ذلك بنجاح باهر حتى الشيطان لم يتفتق ذهنه في ذلك ولا أعتى مجموعة من المجتمع الأمني الإسرائيلي فكرت في تلك الطريقة منذ بعث دولة إسرائيل إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها .

و لاأترك أن  تفوتني الفرصة بأن أنصح رجال الدكتور الظواهري إذا كانوا يريدون مقارعة امريكا وقهرها فعليهم تعلّم طريقة بن عليٌ في التعامل مع شعبه و التفنن في إستصغاره إذلال  وأسلوب بطانته و آل أصهاره في تدمير النفس البشريٌة  وجعل من كل من ينتمي إلى الوطن جثة حية و روح ميٌتـــــــــة.

كما أعتذر للعلامة السيد محمد حسين فضل الله  على عدم إلتزامي بموعد لقاء سماحته في بيروت يوم 4/12/2006 على الساعة العاشرة لإجراء لقاء مطول في شكل  رسالة موجهة إلى الشعب السويدي، الذي لا تعرف الإمبرياليٌة منذ قرنين إلي نفسيته سبيلا.

وذلك لرفض اللوبي المعروف والمتربع على عرش مركزية القرار الإعلامي بالدول السكندنافيٌة والعالم بأسره (عفوا ليس هناك من رجل يمتهن الإعلام و ينضوي تحت السلطة الرابعة دون أن يكون البتة تحت مراقبة و رحمة السلطة الثالثة بعلمه او دون ذلك).

 

سيدي الرئيس،

 

هئنذا ألبي الطلب الشيطاني لرفيقكم المدعو الجنرال عليٌ السرياطي من خلال صديقكم السيّد حمٌادي الفرجاوي  بنشر المكتوب المشار إليه أعلاه الموجه إليكم و إلى أعلى سلطة تحقيقية ورقابيٌة في وزارة العدل دون أن يمسني من خوف شيئا وذلك لأني لم أخن أو اطعن احدا من خلف من جهة وإن الروح قد سئمت الجسد من وجود بطانتكم و عملائها على الساحة الوطنيٌة من جهة أساسيٌة أخرى .

 

لوكانت لكم سيطرة معنويٌة على المركزية الأمنيٌة وكان صديقكم الجنرال الدكتور قديٌش يخبركم بباطن الأمور و ظاهرها ولم يكن بجانبكم الوصولي المدعو عبد الرحمن بلحاج عليٌ ولو أمرتم بفتحت تحقيق في أصل الرسالة و فروعها لأنقضت بالحبٌ و النصح و التسامح تارة وبالصرامة المبررة عدليا و وطنيا تارة أخرى كل من حدثته نفسه أو إنقاد لا شعوريا في واد  ذلك المنهج الأعوج الذي سيؤدي بالعديم من الأمصار إلى التدمير المفتعل و المؤكد.

 

و حتى لا يفوت الأوان بالنسبة لتونس الجريحة أقول بما في الإنسانيّة و المحبة من معاني مقدسة انه ياسيادة الرئيس لا تعطى حريّة الطير فوق فهوات البنادق، و سعادة لحظات تنسي آلام سنين طوال وتلغي أحقاد راكن في الفكر و البال.

 

‏01‏/02‏/2007‏ 09‏:07‏:39‏ م‏                      فيينٌا في:

الشــــــــــــاذليٌ العيٌــــــــــادي

الحزب الإشتراكي الدستوري التونسي

مناضل شرفي بالتجمع الوطني الجمهوري الجزائري

إعلامي و خبير في الشؤون الأمنيّة 

 

ـ صدر الإنسانيّة في تقديس النفس البشريّة و إحترام الجسد الآدمي ـ 

رسـالة إلى السيـد الوكيـل العــام للجمهوريـة بالمحكمــة الإستئنـاف بتونس

المراجع : رسالة مسجلة ومضمونة الوصول عدد 74 في 2002/2/2 – برقية عدد ت ت 019 في 2001/10/23

 

وإلى السيد المفقد العام لوزارة العدل وحقوق الإنســــــــــــــــــان

المراجع : برقية عدد ت ت 013 بتاريخ 2001/10/20 وما يليها

 

لو علمنا الغيب لإخترنا الواقع في كلتا الحالتين

بادئ ذي البدء، في وجود السلطة المطلقة والهيمنة الأمنية، وفي غياب الحريّة الملتزمة وعدم المساءلة، يقع للأخيار ما يجب أن يصيب به الفجّار.

بمثلما صار في حيثيات عملية « قفصة التمويهية  » ليلة 27-26 يناير 1980، لم يكن في تكوين حفنة نافذة من مسؤولي المركزية الأمنية التونسية، ولا في نفسياتهم سماع رأي غيرهم من المجتمع الأمني في ما يخص المعلومات والتحليلات وطرق وأساليب الوقاية وذلك لإصابتهم منذ بداية تدرجهم في السلم الوظيفي بهلوسة كيفية الوصول بسرعة وبأية طريقة كانت إلى حسن المناصب والمراتب القيادية. مما جعل من  » الدرولة الدفينة والمشخصة Delire Cacher  » تلج في نفوسهم وتتمكن منهم في الصميم بمر السنون.

وإعتقاد البعض الآخر ممن تم تكوينهم وصنعهم وتأطيرهم من طرف  » الحفنة المذكورة  » منذ بداية عهد الحكومة الثالثة للجمهورية الاولى، أنه لا توجد جهة في الوطن مؤهلة ومخولة لحماية المجتمع سواهم رغم إعترافهم الداخلي بالنقص واليقين الراسخ عند جميع فئات المجتمع المدني والعسكري والأمني على حد سواء، بأنهم أكثر جهة حبّ للوجاهة والتعلق المرضي بالإنتفاعية الأمنية وجاه الوظيفة، وأقلها تكوين في ميدان سلامة أمن الدولة والحماية الخارجية والعمل الوقائي وفن التعامل مع مختلف تيّارات المجتمع المدني، والتحرك المدروس على الصعيد الداخلي لحماية المواطن بدلا من توريطه وكسب عداوات مجانية لمركزية صنع القرار. وإنارة سدة الحكم بواقع حال عوضا على إغلاطها وخداعها حتى يتسنى لهم إستمرارية ذاتية الوضع المصطنع الذي حسب إعتقادهم يثبّت مواقعهم ويضمن حوافزهم المجتمعية والمادية على حساب المجتمع وبالتالي الوطن برمته.

كما يبين المضمون المموه في الشكل والخبيث في الأصل للرسالة المرفقة لهذا، تم الإتصال بي سنة 1998 من طرف أحد فصائل بما يسمى بالجبهة الإسلامية العالمية الراكنة في قلب آسيا الوسطى والداكنة بتخوم دُول إسلامية وعربية إبان التحضيرات للأحداث التي نعيشها في هذه الأيام الحالكة. والتي لطخت عقلاء التديّن من زاوية وأساءت للدين الإسلامي الحنيف وما يحتويه من قيم إنسانية عاليّة من زاوية اخرى.

عندما زارني فجأة جزائري الجنسية كما هو مدون بالرسالة. وإستظهر بطريقة ذكية تدل على حسن التكوين بالنصف الثاني للورقة النقدية التركية.

وبعد تأكدي من أنها حقيقية ومطابقة للنصف الأخر الذي هو بحوزتي، وعندما هم بالكلام، قاطعته بالرفض لمعرفة أركان هويته وقلت له الآتي :

« متى ستغادر إلى الجزائر أو بالاحرى متى ستغادر أرض تونس ؟ « 

فرد علي بالحرف الواحد :
 » سأغادر تونس فور تلقي إجابتك على الرسالة و.. »
فقاطعت إسترساله في إتمام ما كان ينوي قوله، بما معناه :

 » لست من أهل الخيانة و الغدر، لا تخف لم تر الهجن هاهنا قط، والذي أرسلك يعرف هذا جيدا، فأطلب منك بإسم الإنسانية والإسلام مغادرة التراب التونسي في أقرب الأوقات وذلك لأني غير قادر على تلبية مضمون الرسالة للعديد من الأسباب « .

فتغير لون وجهه وتشنجت أعصابه، فأكدت له إني صفيّه وأنه سوف لا يتعرض لأي مكروه متأتي من شخصي أو من وشاية غادرة مني في تونس. وأن لا تحدس نفسه بلاء وشر مني ولكن عليه مغادرة البلاد في غضون 48 ساعة على أقصى تقدير. « 

فقبل ذلك واعلمني أنه سيقصد الحدود في التو واللحظة. فطلبت منه بكل أخوّة ومحبّة إعلامي فور مغادرته أرض تونس عبر أقرب جهاز هاتف يصادفه في طريقه إلى العمق الجزائري.

في يوم 11 فيفري من نفس السنة، تمت مهاتفتي من قبله من مدينة عنّابة، فتنفست الصعداء وذلك لانه كانت بحوزته مبالغ كبيرة من العملة الصعبة.

فشرعت في تحرير مكتوب في شكل دراسة أمنية تحتوي على 6 صفحات موجهة في الأصل إلى مركزية صنع القرار بالوطن بصفته من أحد القلائل في تونس المختص في ميدان سلامة أمن الدولة، ولأن الرسالة ضمت وأبرزت بعض سطورها بما يفهم أنه يوجد بعض عناصر وزاراة الوصاية ضمن مخطط روح الرسالة.

طلبت بشكل واضح ومباشر، ككل شخص في ميداني مؤمن بعذرية المجتمع والوطن من هذا الفيروس الفتاك، الذي سيدمر صورة بعض أجنحة المجتمع المدني التونسي، الذي يتحلى أمام العالم بالإعتدال ونبذ العنف من جهة. ويشوه سماحة الدين الإسلامي الحنيف، ويحاول إلغاء أمر الله الوارد في سورة « البينة » التي تمثل مرجعا إجتماعيا وسياسيا للإنسانية قاطبة من جهة اخرى. تمكيني من بعض عناصر القوات الخاصة للجيش والحرس الوطني وتخصيص مبالغ هامة قصد تكوين شبكة مبطنة مختصة في العمل المباشر بين تونس ولبنان. وذلك لتحييد اهل العداوة والحسد للمجتمع التونسي بأيادي أجنبية وتحميل المسؤولية على الغير أمام المجتمع الدولي بكل حرفية وإتقان. وأبرزت في الباطن انه لا يمكن الإستثاقة ببعض قياديي وزارة الداخلية.

في نهاية النصف الأول من يوم 14 فيفري من السنة نفسها، وجهت ما كتبته إلى رئيس الجمهورية بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحةٍ، وإلى أحد اصدقائه المقربين الجنرال الدكتور محمد قديش عن طريق رسائل مسجلة ومضمونة الوصول تحت الأعداد الآتية : 339 و340 .

وبعد مدة من عدم إرادة مركزية صنع القرار الحصول على أصل الرسالة وما تحتويه من انصاف أوراق نقدية وإخضاعها كما يجري به العرف، لبعض التحاليل الكميائية والإشعاعية لمعرفة عناصرها، ومن أين أتت، وعلى أي عدد من أيدي مرت إلخ

أرسلت بنفس الطريقة يوم 1998/2/24 نظير من الدراسة وما إحتوته من عناصر إلى شيخ المناضلين وبانئ المجتمع المدني التونسي، مؤسس ورئيس شرفي للمعهد العربي لحقوق الإنسان، السيد حسيب بن عمّار ( أطال الله في عمره في كنف الصحة الجيدة ). وأودعت في نفس اليوم مغلف يحتوي على نفس الإرسالية بمكتب الضبط للهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وذلك كله لتفادي غدر ومحال بعض مسؤولي وزارة الداخلية من جهة وللإعلام والتوثيق من جهة أخرى.

وبعد فترة وجيزة أعلمت بالموضوع احد المحامين لدى التعقيب (1) المعروف عنه إنتمائه إلى بعض الأسماء البارزة في المركزية الأمنية التونسية الذي تم تكليفه في السابق بالوساطة بين النظام والسيد محمد المزالي  بشهادة مختار بن محمد المزالي و السيدة فتحية بن مختار حرم المزالي ). وله علاقة وطيدة باحد الشخصيات في المركزية الأمنية البريطانية، وذلك لغاية في نفس يعقوب لا يفقه مراميها إلا اهل الذكر.

وبعد مدة طويلة نسبيا، وقعت مخاطبتي من طرف الجزائري المذكور قصد إعلامي بان هناك شخص تونسي من البوليس على حد زعمه مكلف بتدميري. كما اعلمني أن أحد أصدقائه على الساحة الفرنسية أحاط علما أحد مواقعنا الديبلوماسية باوروبا بموضوع الشروع في التخطيط لإيذائي.

على إثر هذا، وجهت نسخ من الرسالة ومحتوياتها مع  » شريط صوتي  » إلى بعض اهل الذكر النافذين في الميدان الأمني والإعلامي، والمعروفين بولائهم المميت لأوطانهم وللخّط الإشتراكي، في كل من الشقيقة الكبرى الجزائر العظيمة وسوريا قلعة الآنفة وعزة النفس، والبوابة الشرقية للمغرب الكبير، القطر المصري. وإلى جهة مرموقة أمنيا وقوميا بلبنان قصد أخذ الحيطة من الموضوع، وخطورته على مستقبل جموع العرب.

وتجدر الإشارة هنا، انه قد طلب مني تسليم الرسالة ومحتوياتها قصد إجراء التحاليل اللازمة من طرف دولة عظمى أدين لها بالولاء والعرفان بالجميل لما فعلته من اجل تونس أثناء حركتنا التحريرية. وأكن لمجتمعها المدني ولمركزية أمنها أسمى آيات الإحترام.

رفضت ذلك بكل نديّة ، وأفهمت محدثي أن بإمكانه طلب أصل الرسالة من مركز صنع القرار أو من المركزية الامنية بتونس، إذا أراد وإستحسن ذلك.

وليس بإمكاني تسليمه إلا نسخة مجردة. فوافق طالبا مني ترجمة الرسالة من العربية إلى الفرنسية أو الإنجليزية، فكان له ذلك بإعانة احد العناصر البارزة (2) والمعروفة  » بالإعتدال  » وعدم معاداة النظام من المجتمع المدني التونسي.

هناك سابقة أخطر في الشكل والمحتوى ( تفجيرات اسقاطية من وحّي  أبو هاني – عدنان حسين ياسين – أفرج عنه مؤخرا- الذي طلب مني العمل لصالحه بعد تسليمه مجموعة شعارات عسكرية لصالح قوات 17 مصمّمة و منفذة من طرفي أعلمت بالموضوع مدير الاستعلامات عبر عيسى بن فرحات ، الذي لم يتمكن من الاستيعاب لمحدودية تكوينه في الميدان و انعدام الحس المخابراتي لديه وسلمت له كدليل « منتوج » اسرائيلي لا يمكن اخراجه من اسرائيل الا بواسطة شخص – و يعيش الآن في النرويج ) أثناء تطبيع العلاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني، مسجلة في تاريخه لدى إدارة امن الدولة في عهد السيد  » جنيح  » أول من طلب بتدمير صحتي النفسية بعد تفننه في تجويعي- سامحه الله وعفاه من كل أمراضه العضوية والنفسية- ومن جملة ما قلته آنذاك عبر مكتوب موجه إلى المركزية الأمنية التونسية:

 » في إعتقادي أن إدارة امن الدولة غير قادرة على حماية 1640 متر مربع مساحة مكاتبها فكيف لها أن تحمي 164.000 كلم مربع دون أي خيال أمني وحس مخابراتي. ومتابعة المتحدث إلى النهاية ليتم تصنيفه ووضعه في الخانة التي يستحقها بدون إذلال وتطاول والدخول تحت طائلة الأحكام المسبقة وآلية الأمن العام « —  » أطلب من أهل الذكر الإقلاع عن التهديد والوعيد لانه سلاح الضعفاء- ولا تعطى حرية الطير فوق فوهات البنادق « .

أقول لشرفاء وزارة الداخلية، ولذي الخوارق والسطوة والبأس فيها. ما قاله  » فولتار » (Voltaire) من حيث المضمون في شأن تقديس الحريات وإحترام النفس البشرية والجسد الآدمي والرأي الآخر وهو اني اختلف مع جلهم في أسلوب العمل وطريقة معاملة السواد الأعظم من الناس بمختلف إتجاهاتهم وصنوفهم.

ولكن أضحي بالمهج والنفس من اجل مجتمع أمني يتحلى بإنسانية مرموقة. ويحكّم العقل وروح القانون. ويبرز محّبة الآخر في ممارسته لأعماله المشروعة المبطنة منها والعلنيّة.

وأذكر في هذا السياق قول سيد المرسلين، عليه الصلاة والسلام. في حديثه الشريف، الذي رواه الطبراني في الأوسط : – » رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس وإصطناع المعروف إلى كل بر وفاجر « -.

وورد عن لوقا (Luc) في الإنجيل المقدس- العهد الجديد.6:28-27 و36-32/11: 13-9 :

 » 45– فهو يطلع الشمس على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والضالين. فإن كنتم تحبون الذي يحبونكم، فأي أجر لكم ؟ « –  » 12– عاملوا الآخرين مثلما تريدون أن يعاملوكم. هذه خلاصة الشريعة وتعاليم الانبياء « .

كما أذكر كل متعالي بمنصبه أو بمركزه القيادي أو بمرتبته المجتمعية والجمعياتية، أن في التواضع اصل المسؤولية، وفي الإحساس بالغير صدر الإنسانية، وفي الإنسانية وقاية فعّالة لجهاز مناعة المجتمع المدني من جهة. وإرتباط وثيق بين جميع شرائح المجتمع ومركزية صنع القرار من جهة آخرى. إذ قال الله في كتابه العزيز مخاطبا رسوله الكريم في الأية 169 من سورة آل عمران :

بسم الله الرحمن الرحيم
 » لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر. »
صدق الله العظيم.

إن الشدائد تعين على تقدير مقاييس الرجال أكثر مما تعين عليه مناسبات النصر والظفر.. والعبرة بمعدن الإنسان وصفاء وطنيته مهما كانت درجة التجويع والتهميش والمهانة ومعاذير التعذيب الأكثر بشاعة من سجن أبو غريب.

فمن يصبر للشدائد والنوازل والجائعات ويغالبهم ولا يستسلم لهم، خليق بأن يصل النصر في اعماله وحقيق أن يبلغ ما يريد مهما أثخنوا النافذين في النفس والجسد الجراح .

بسم الله الرحمن الرحيم

 » قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي و من اهتدى  » – سورة طه آية 135                      صدق الله العظيم

في الأخير، في الوطنية كنز لا يفنى على الإنفاق، وذخيرة لا يضرب لها بالإملاق، وحلة لا تخلق جدتها، ولذة لا تصرم مدتها. وبكل صدق ومحبة وإحترام أطلب من الله ان يجعل في ساعد وفكر كل وطني مخلص، من أحفاد يوغورطة وأبناء عقبة بن نافع، يقدس الحريات ويعشق الحق من المجتمع الأمني والسلطة الرابعة وسلك القضاء، لأعداء تونس نقم ولمن سالمونا الســــــلام.

1-المحامي لدي التعقيب هو حسن الغضباني (صديق شخصي لمحمد الناصر حلاس).

2-العنصر البارز من المجتمع المدني المشهور بعدم معاداة النظام هو الصحفي و الكاتب السيّد صلاح الدين الجورشي

 

ملاحظة:

نشرت هذة العريضة مع مؤيداتها الأصليّة من مكتب الحقوقي الأستاذ سمير بن عمر بموافقه وموافقة كل من المحامي و الحقوقي  عبد الرؤؤف العيّادي والمحامي و الحقوقي محمد عبّو بموقع تونس  نيوز في غضون سنة 2000 بعد وصول نظائر منها الى كل من أحد الضباط الساميين من أتباع فقيد الجزائر الشهيد قاصدي مرباح (باني أكبر جهاز أمن عسكري في القارة الإفريقيّة) كما وصلت إلى قيادة وزارة الدفاع السورية عبر سفيرها في تونس الصديق و الأخ  السيّد وليد رجب و إلى لبنان عن طريق الإعلامى الكبير و الأستاذ الجامعي الفقيد سمير قصير

ـ لأعداء تونس نقم و لمن سالمونا السلام ـ

 

محل مخابرته مكتب الأستاذ عبد الرؤوف العيادي

شارع باب بنات تونس

0021671572.983 / الفاكس : 71.573.021

الهاتف الجوّال 98317192 00216

الهاتف الشخصي : 00216 .22.671.340

 

جوال المحامي مختار الطريفي ، رئيس الرابطة التونسية للدفتع عن حقوق الإنسان:0021698440878

جوّال الأستاذ صلاح الدين الجورشي ، نائب رئيس الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان: 00216986457007

جوال المحامي سمير بن عمر 0021698340964
جوال المحامي محمد عبّو 98352320  (في السجن الآن من أجل رأيه)
الشاذليّ بن عليّ العيّادي
الحزب الإشتراكي الدستوري التونسي
مناضل شرفي بالتجمع الوطني الجمهوري الجزائري
إعلامي و  خبير في الشؤون الأمنيّة

 

ـ صدر الإنسانيّة في تقديس النفس البشريّة و إحترام الجسد الآدمي ـ


 
 

احذروا هذا المدلـّس

 
عبدالباقي خليفة (*) قرأت في تونس نيوز يوم 31 يناير ( مقال ) برهان بسيس نقلا عن صحيفة الصباح ،والذي قام فيه بتدليس بعض ما ورد في مقالي ليؤكد ما ذهبت إليه من فساد عقيدته فيما يتعلق بسيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا السلام ،ولا أريد في هذا الرد المقتضب أن أماريه في ثرثرته المعهودة و تلعثم عباراته عندما يكون مازوما ، حيث لا يستنتج منه القارئ سوى، قبض الريح . وكان عليه الالتزام بالامانة ،ولكن فاقد الشئ لا يعطيه. فقد حرف كلامي لأبدوا ، عليه من الله ما يستحق ، كما لو أني أسخر من السيد المسيح . وأهمس في أذنيه ما هكذا تنصر الدعوات ، وإني لأرجو من أسرة تونس نيوز أن تعيد نشر المقال ليتبين الجميع مقدار الجرم الذي ارتكبه بسيس بقوله إني كنت  » مستهزئا من بكاء المسيح عيسى حين كان معلقا على الصليب وهو يستصرخ إلاهه لينقذه ليقول: اين هي شجاعة عيسى من شجاعة صدام حسين امام المشنقة أو شجاعة سيد قطب امام من اعدمه  » فقد استخدم ألفاطا من عنده وخرج باستنتجات  مقصودة ليكذب علي متعمدا في أمرين رئيسيين ، الاول كذبه علي بأني استهزأت بالسيد المسيح عليه وعلى نبينا السلام ،والثاني كذبه بأني ممن يعتقدون بأن المسيح صلب ،وهو اعتقاده الشخصي على ما يبدو ،( رغم إنه لم ينف عن نفسه ذلك ) وهذا كذب فاضح أراد به التلبيس على القراء في موضوع محسوم ، ليس لدى المسلمين عامة فحسب ، بل لدى الكثير من النصارى الذين باتوا يعتقدون بأن خرافة الصلب غير قابلة للتصديق العقلي . و إني أدعوه على طريقة قساوسة النصارى إلى مناظرات في العقيدة بعيدا عن حرج الاعلام الرسمي و عبر البريد الالكتروني abdulbakihalifa@hotmail.com وما قلته في مقالي حول هذه القضية بالحرف الواحد  هو الآتي : إن من أؤكد عرى الايمان والانتماء للاسلام هو الاعتقاد بأن عيسى عليه وعلى نبينا السلام لم يقتل ولم يرفع على الصليب ،وإنما شبه لهم ، كما يؤكد القرآن الكريم ،  ومن يقول بذلك يكون خارجا عن الاسلام ، فلينظر البعض فيما فيه من اعتقاد ، إن كان حقا ينتمي لامة الاسلام بالعقيدة لا بالاسم أو الميلاد . في إحدى المناظرات قلت لاحد النصارى إنكم تقولون أن عيسى إلها وروح القدس الها والآب إلها ،وهم مع ذلك إلها واحدا ، فضرب بعض الأمثلة المتهافتة فقلت له ، إن إلهكم كما تقولون ليس إلها واحدا ، وإنما مجلس ألوهية ، فقول مجلس لا ينفي تعدد أعضائه ، ولأزيدك أكثر ،عندما نقول شعبا واحدا ، ليس كقول فرد واحد ، فالفرد لا يقبل القسمة ، أما المجلس ( الاقانيم ) أو الشعب يقبل القسمة ، وبالتالي نشوب الخلاف والاختلاف والصراع بينهم وبغي البعض على البعض الآخر ،أمر وارد تفرضه طبيعة التعدد كما يحصل في المجالس وبين الافراد ،وإن جمعت بينهم تسمية واحدة ، مجلس شعب ، لجنة ، مجلس رئاسة ، هيئة ، أسرة ، إلخ ، فبهت الرجل ولم ينبس بشئ . وفي أساطير النصرانية أن عيسى عليه السلام كان يبكي ويستصرخ إلهه لينقذه ،ويسأله لماذا تركه ، فهل كان عيسى لا يعرف طبيعة المهمة التي جاء من أجلها ، أم نسي أم غير رايه في الموضوع ! البعض قال إن عيسى له طبيعتين بشرية وأخرى ألوهية أو اللاهوت والناسوت ،وأن الناسوت هو الذي كان يبكي ، خرافة تعالى نصدقها ، هل كان ناسوت صدام حسين رحمه الله أقوى من ناسوت عيسى ؟!!! لماذا بكى الاول وتقدم الثاني بشجاعة للمشنقة . لقد ذكرت صدام حسين لان الجميع شاهد ذلك عبر الفيديو ، هل كان سيد قطب رحمه الله أكثر شجاعة من المسيح ، عندما قال لذلك الشيخ المسكين الذي جاء يعلمه الشهادة  » نحن نموت من أجلها وأنتم تأكلون بها الخبز  » كما يأكل البعض الخبز بسبنا . وهل كان الآلاف من الاحرار من مختلف الدينات والمذاهب بما في ذلك الملحدون أكثر شجاعة أمام المشنقة والمقصلة والكرسي الكهربائي والسيف والرمي للوحوش ، من ( رب جاء ليتقذ البشرية بالموت على الصليب ) فإذا به يبكي كالاطفال هلعا وجزعا ، هل من عقول تفكر وتتدبر وتعلم أن الذي علق على الصليب بالتأكيد ليس عيسى عليه السلام ، وتقول مع القرآن  » بل رفعه الله إليه  » . فانظروا الفرق بين ما ساقه بسيس ، وما كتبته في مقالي  » من ظلمات اليسار إلى ظلمات النصرانية ولعنة العداء للحركة الاسلامية  » إن من جملة ما أجمع عليه علماء المسلمين قديما وحديثا هو ، القول بكفر من خالف القرآن في مسائل الاعتقاد وخروجه من الملة ومن ذلك القول بصلب المسيح فكيف أثبت ذلك واستهزئ به ،استهزا الله بك يا بسيس . وإن كان هناك رأي آخر لم نسمع به فنورونا يرحمكم الله . الفرق بين الاسلام و غيره من الاديان هو أن ديننا يعترف بالاديان الاخرى و يطلب منا التعامل معها بالتي هي أحسن ، بينما لا يلقى الاسلام ذلك الاعتراف منها جميعا . وقلت أيضا أن أعمال المسلمين مجرد اجتهادات مهما حاول البعض إلصاقها بالاسلام ،وقد قامت بعض الجماعات التي مارست العنف في الماضي بالتراجع عن مواقفها مثل الجماعة الاسلامية في مصر رغم أنها ألبست ما قامت به سابقا لبوس الاسلام ،و هو أمر يمكن أن يتكرر مع النصرانية و اليهودية والمذاهب الوضعية كالشيوعية ،ومن لديه إلمام بالصراعات بين المدارس المختلفة داخل هذه المنظومات يدرك ذلك أيما إدراك . كما تحدثت عن موضوع تكفير النصارى لبعضهم البعض حتى لا يخال البعض أن ذلك من بدع الملل و النحل عند ملة دون أخرى . وإني أرجو أن نخرج جميعا من مأزق التلاعب بالالفاظ ، ونواجه بعضنا بعضا بدون تزوير أو تلفيق أو لعب دور الوصي على الامة ،واتهام الآخرين في عقولهم و صحتهم النفسية  من باب ، رمتني بدائها وانسلت . لقد تحدث عن عبوس البعض و يبدو أنه لم يشاهد برامج الشيخ الدكتور عمر عبدالكافي ، أو عمر خالد  ليرى البشاشة والانشراح  بينما هو لا يجيد الابتسامة فضلا عن الضحك ،و لست في حاجة لادلة ،و اللبيب بالاشارة يفهم . (*) كاتب و صحافي تونسي

 

الأمة، المصحة، وليخسأ الخاسئون!!

بقلم: برهان بسيس ضحايا الاقتتال الداخلي بين ابناء الامة المجيدة الرشيدة ما فتئت اعدادها تتصاعد وتتضاعف منقولة على جناح ملاك الخير المتجول بين العواصم والمدن من بغداد وكربلاء الى غزة وبيروت. يتساقط المئات بكل لطف وهدوء وعناية ولا تودعهم تعاليق كبار المعلقين وضباط الديماغوجيا العربية وجنودها المظفرين سوى بكلمات الاسف وكثير من جمل التبرير اللامبالية لايمان خفي مستقر في ارواحنا العربية بان ملاك الخير قرر اطلاق حملة الابادة الذاتية تلبية لرغبة جامحة امسكت بالافكار والاذواق والمشاعر حولتنا الى امة تعبد الموت وتتلذذ به. كتب الصحفي الامريكي «طبعا العدو الكافر الملحد، النصراني، الحاقد، الشرير، القبيح، الركيك ـ الخ» توماس فريدمان في ركنه بصحيفة نيورك تايمز منذ اسبوع مستغربا حالة العقل الجمعي العربي الذي هب منتفخا ضد الرسوم الدانماركية في حق نبينا الكريم في حين يعاين بكل هدوء ورصانة وطمأنينة ولا مبالاة تساقط المئات والالاف من المسلمين في معارك الاقتتال الطائفي والمذهبي بين ابناء محمد عليه السلام الى درجة بدت فيها متابعتنا لحملة الابادة الداخلية في نفس درجة هدوء ورتابة متابعة نشرات الطقس والاحوال الجوية على حد عبارة فريدمان. تساءل «المغفل» الامريكي الا يوجد بين المسلمين والعرب مارتن لوثركينغ واحد ليقود مسيرة مليونية تصرخ بوجوب حلم ضروري «ان نعيش بسلام كما شعوب الارض، ان نعيد لانسانيتنا قيمتها فوق المذهب او الطائفة او العرق او الديانة؟!! جند السماء وجند الارض، احزاب الله واحزاب الجهاد، اهل السنة والجماعة وقوات بدر وجيش المهدي والجيش الاسلامي، كتيبة القعقاع وسرية الضرغام، جند الشام وجند المغرب والجماعة المقاتلة والسلفية المجاهدة فيلق الرافدين وقاعدة الجهاد، المحاكم الشرعية والدرر الطالبانية. هل يمكن ان تبقي هذه النجوم الساطعة هامشا لظهور ما يشبه مارتن لوثركينغ في سمائنا العربية الاسلامية؟! بالتأكيد لا والاخطر من ذلك هو الرصيد الاحتياطي لهذه الجيوش الجرارة التي تتصدى لقيادتنا نحو نصرنا / نحرنا المحتوم ذاك الرصيد الضخم من المقاولين والسماسرة وتجار الحرب من الساسة وصناع الرأي والاعلاميين وهم يتنافسون على كسب ود الحشود والجماهير المهووسة بمهرجان الموت والمنجرفة الى احتفالاته بكل حماس وايمان في ما يشبه حالة تاريخية نادرة تتحول خلالها امة باكملها الى مصحة نفسية واسعة يتقاسمها مرضى مهووسون واطباء لا يقلون عنهم هوسا!! في مكتب احد الاصدقاء التقيت شابا من رجال الاعمال المشتغلين في حقل الاعلامية وخدماتها، ضحوك ، بشوش تبدو عليه كامل علامات الرفاه، ساقنا الحديث الروتيني للسامر حول احداث العراق فنطق صديقنا رجل الاعمال الشاب بكل حماس واتقاد : «اتعرفون يا جماعة والله العظيم لقد خسرنا ابا مصعب الزرقاوي، كما اتمنى ان تنفجر السيارات المفخخة وسط هؤلاء الشيعة الخونة الذين سيحجون الى كربلاء غدا بمناسبة عاشوراء». خرجت من مكتب صديقي متلحفا صدمتي ومتدثرا بكثير من الخوف والجزع اذ كان هذا هو حال تفكير رجل اعمال شاب متعلم وناجح فكيف بالجملة، العاطلين المهمشين؟! ادرت ظهري للصدمة بفتح الكمبيوتر والابحار في مواقع النقاش وتلاقح الافكار بين النخب والكتاب فعثرت على بعضهم ممن تفاعلوا مشكورين مع مقالتي الفارطة حول «القس بيار» احدهم ذكر القراء بانه لا يصح الترحم على غير المسلم منددا بالجريمة التي اقترفتها بالترحم على القس بيار اذ الاسلام دين الرحمة، دين القرآن الذي يخاطب نبيه فيقول له: «وما ارسلناك الا رحمة للعالمين» وتتصدر لغة قومه بسملة تكرر دوما من صفات الله الواحد صفة الرحمان الرحيم هذا الاسلام الذي يخاطب البشر: «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم» بحزم برأي المنتقد الغاضب الترحم على غير المسلم!! على كل رحم الله الزرقاوي لا رحمة الله على القس بيار ورحمة الله على شيوخنا وكل ائمتنا فقرائهم واغنيائهم طالت لحيهم او قصرت سمنت ارصدتهم لدى الله والبنوك او خفت ولا رحمة الله على تلك الامريكية الشابة التي اغتالتها الجرافة الاسرائيلية وهي تدافع عن منزل احد المستضعفين في فلسطين لتجد لها مكانا مريحا في مربع منعش في جهنم تتقاسمه مع باستور ونيوتن وانشتاين وديكارت وفريق العلماء الذين يخترعون ويكتشفون لعل ائمتنا وهم يستمتعون ببحبوحة لذائذ الجنة يشفعون لهؤلاء الكفرة ذنوبهم على الاقل انهم اخترعوا لنا الدواء حين مرضنا وبعض دولهم ومجتمعاتهم الكافرة استقبلت مجاهدينا حين ضاقت بهم الارض!! معلق اخر على مقالتي حول «القس بيار» مر بعد استفاضة اكاديمية في فضح الشيعة والنصرانيين واقامة الحجة والدليل على اني من التبشيريين المنتقلين من المنجل الشيوعي الى الصليب المسيحي مر مباشرة الى حجج مفحمة لا يملك المرء امامها الا الاعجاب بعمق تفكير واستنتاجات صاحبها لله درهُ وهو يتصدى بضربة رجل واحد الى الاطاحة بحجج الشيعة والشيوعيين والمسيحيين مجموعين امامه في رزمة واحدة اعانه الله يمضي صاحبنا بارك الله في ذوقه الجمالي مستهزئا من بكاء المسيح عيسى حين كان معلقا على الصليب وهو يستصرخ إلاهه لينقذه ليقول: اين هي شجاعة عيسى من شجاعة صدام حسين امام المشنقة او شجاعة سيد قطب امام من اعدمه؟!! ثم يمر الى فضح القس بيار الذي كان يساعد الفقراء لتنصيرهم والام تيريزا التي ذهبت الى الهند لاصطياد فقرائها لفائدة الصليب، وهي حجج لعمري منطقية وصائبة والا لماذا وقف القس بيار وحيدا. منفردا في مساندة المفكر روجي غارودي وهو يواجه ملاحقات اللوبي الصهيوني في فرنسا ان لم يكن ذلك من اجل اعادته الى النصرانية بعد ان اعلن الرجل اسلامه!! من مكتب صديقي الى مواقع الجدل الالكتروني تصر الصدمة على استقرارها في العقل والروح وهي تعاين حجم الردة في التفكير وحجم التألق والانتعاش لدعاوي الحقد والكراهية والتكفير. لكن لا بأس والطوفان من حولنا يهدر سنصرخها «بكل اطمئنان وسعادة» «عاشت الامة وليخسأ الخاسئون.. » فعلا اشياء كثيرة ينبغي ان تخسأ حتى تضمن هذه الامة حظوظا حقيقية في الحياة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 31 جانفي 2007)

 بسم الله الرحمان الرحيم

القرار : الخطوة الثانية في طريق النجاح

  سلسلة إصنع حياتك بيديك

 
 سفيان الطرابلسي ـ ألمانيا Sofian2302@hotmail.com سئل أحد الأغنياء الذي كون ثروته بيديه وقد إنطلق من الصفر بعد أن عضه الجوع وذاق مرارة الحرمان : كيف أستطعت النجاح وتحقيق هذه الثروة ؟ فأجاب بكلمة واحدة : القرار … قررت أن أكون غنيا ! سبق أن قلنا من قبل أن التمني لا ينفع إذا لم يخالطه الأمل واليوم أقول أن الأمل لا ينفع إذا لم يخالطه القرار … إذا كنت تتمنى أن تشارك أمة الإسلام الأمم الأخرى في قيادة العالم فلا بد أن تقرر أنك ستنخرط في إعادة بناء مجد أمتك … إن هذه الأمة لن تنهض مرة أخرى بعصى موسى عليه السلام ولكنه ستقود العالم إذا سارت على خطى حبيبها صلى الله عليه وسلم … القرار أهم مرحلة لأصحاب الأمل … القرار هو أن تخرج من الأحلام والأماني إلى الجدية والإيجابية .. القرار هو لحظة الإستفاقة واليقضة … لقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم في مناسبتين متتاليتين بالقيام ـ المزمل و المدثر ـ وكل الأنبياء كانوا أصحاب عزيمة وقرار … إن اليوم الذي لم يتخذ فيه آدم عليه السلام قرار معصية الشيطان أخرج عليه السلام من الجنة …. أنا الذي أريده منك فقط أن تقرر … أن تقرر المشاركة في مجد أمتنا .. يمكن أن تسأل وكيف ذلك ؟ إن إمكانياتي ضعيفة ولا أعلم ماذا يجب علي أن أفعل …أقول لك فقط أريدك أن تعقد النية .. أريدك فقط أن تعزم … قل اليوم ومن الآن أنا سأعمل على أن تستيقظ أمتي من جديد .. لا تذهب بعيدا لا تفكر في العوائق .. فكر فقط في أنك ستنطلق .. إنك مستعد … جيد إنك الآن أخذت القرار … أن هذه الأمة ليست ملك أحد من العالمين .. هي ملكنا نحن جميعا نحن شركاء في هذه الأمة لذك سيكون الحمل خفيفا إذا قررنا جميعا … نحن نحتاج إلى كسر قيد الخوف من الفشل والخوف من المستقبل والخوف من الآخر …وسلسلة الخوف التي لا تنتهي عند الكثيرين .. لكنها عندك أنت مجرد وهم … إنك قادر على صنع قرارك بيديك ..أنت مستقبل هذا الدين … أنت من أبناء الحبيب صلى الله عليه وسلم … أنظر إلى حبيبك وهو يصنع قرارات النجاح والتمكين والنصر والعزة … أنظر إيه في غزوة بدر وقد فلتت منه القافلة التي خرج من أجلها .. وعلم بخروج جيش قريش … لم يرجع صلى الله عليه وسلم إلى المدينة باحثا عن حجج الفشل … بل أخذ قرار النصر والتمكين .. فسمي ذلك اليوم بيوم الفرقان .. يوم إنكسرت فيه قريش أمام قرار النبي صلى الله عليه وسلم في النجاح والتمكين … أنظر إليه في الحديبية وقرار الصلح وكاد الأصحاب أن يموتوا من شدة الغيظ … لماذا نصالحهم ونرض بهذه الدنية وهذه الشروط القاسية …ولكنه هو هو رسول الله صاحب قرار الحرب في بدر وصاحب قرار الصلح في الحديبية وكان نصر بدر لا يفوق نصر الحديبية فعلى إثرها فتح الله مكة لنبيه وللمسلمين … قرر الآن مرة أخرى بأنك ستضع يديك في يد إخوانك من أجل مجد أمتنا .. من أجل نصرة رسولنا صلى الله عليه وسلم من أجل راية الإسلام عالية في السماء من أجل المحرومين والجائعين والبائسين …..قرر الآن من أجل شربة من يد حبيبك يوم القيامة … قرر الآن من أجل جنة عرضها السموات والأرض …  أليس الإسلام غال عند ؟ فقرر من أجله …

المصالحة الحقيقية تبدأ برحيله

المنجي الفطناسي

 

خطأ قاتل وكارثي ارتكبته المعارضة التونسية بكل أطيافها حين منحت هذا الطاغية إثر اغتصابه للسلطة ثقة ودعما لا يستحقهما

.

هذا الخطأ كلفنا عشرين سنة من المعاناة والويلات والمحن والسجون والمقابر والمنافي والله وحده يعلم ما تدخره لنا مقبلات الأيام نسأل الله السلامة

.

هذا الخطأ ساهمت فيه حركة النهضة حين مدت يدها لتصافح جلاد الأمس واليوم وتضفي عليه شرعية زادته ظلما وإجراما رغم أن هناك من مؤسسيها وأبناءها البررة من حذر مبكرا من مغبة الإنزلاق في هذا المستنقع

..

وساهم فيه محمد مواعدة زعيم الديموقراطيين الإشتراكيين وصاحب نظرية المعارضة المساندة وسفيره إلى العراق إبان حرب الخليج الثانية

.

وساهم فيه محمد الشرفي الذي نسي أنه كان رئيسا للرابطة التونسية لحقوق الإنسان وانخرط في الحرب على الإسلام منفذا بكل إخلاص وتفان الشق الثقافي من خطة تجفيف الينابيع الشيء الذي تسبب في دمار جيل التسعينات. هذا الجيل سيتحمل الشرفي وزره كاملا يوم القيامة

.

كما أنه كان المسؤول المباشر عن عقوبة التجنيد الإجباري التي تعرض لها الطلبة مع ما رافقها من انتهاكات خطيرة

.

وساهمت فيه بعض الأطراف اليسارية التي سعدت كثيرا بضرب عدوها اللدود الحركة الإسلامية وأيدت ذلك سرا وعلانية ظانة أن الساحة ستخلو لها لتعلي راية أربابها لينين وماركس وماوتسي

تونغ في بلد جامع الزيتونة فاكلت يوم أكل الثور الأبيض.

وساهمت فيه الجمعيات الحقوقية والمنظمات الأهلية والنقابات العمالية التي آثرت الصمت والحياد السلبي

.

وساهم فيه الشعب التونسي بمختلف شرائحه عندما رضي طوال هذه الفترة أن يحكمه هذا الأفاك الأثيم

.

ورغم أن الحصاد مر والضريبة باهظ ة فإن العديد من الأطراف لم تستفد من التاريخ ولم تستوعب الدرس وتريد أن تجرب المجرب ( ولي يجرب المجرب عقلو مخرب ) وتريد أن تلدغ من نفس الجحر مرتين

.

هذه الأطراف ترفع عقيرتها بين الفينة والأخرى وتصرخ مطالبة بالمصالحة الوطنية

.

هذه الدعوة تنم إما عن غباء سياسي وإما عن تقية الشيعة العراقيين الذين جاء بهم الإحتلال والمواليين لأهل البيت الأبيض وإما عن مصالح ذاتية ضيقة

.

لقد تمت المصالحة بعد التغيير فماذا كانت النتيجة وماذا كانت المحصلة ؟

لا يفهم من كلامي أني ضد الصلح والمصالحة فهذا من صميم ديننا، ولكن السؤال المصالحة بين من ومن والمصالحة مع من ؟

المصالحة لا يمكن أن تنجح إلا إذا سبقتها مساءلة ومحاسبة للمجرمين وهذا محال في تونس الحاضر

.

(إن الله لايصلح عمل المفسدين ) هذه سنة حياتية واجتماعية إذا لم يتب الظالم والمفسد ولم يبرهن على ذلك عمليا فإن الله لا يصلح فساده

.

المصالحة لا يمكن أن تتم بين نخب تونسية مثقفة راقية في مستواها وبين حاكم جاهل قال فيه المولى عز وجل ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون).

المصالحة لا يمكن أن تتم بين مجتمع مدني متحضر وبين دولة بوليسية متخلفة تعامل مواطنيها على أنهم قطيع يقاد بالعصا. المجتمع التونسية أرقى من أن تحكمه عصابة من الأوغاد

.

ثم المصالحة مع من ؟

المصالحة كما قال الدكتور المرزوقي مع الفساد المستشري في كل شبر من تراب الجمهورية

.

المصالحة مع آلة التعذيب التي لم تتوقف يوما واحدا منذ التغيير اللعين

.

المصالحة مع فرق الموت ومغاوير الداخلية التي تداهم وتختطف وتذبح في وضح النهار ولا رقيب ولا حسيب

.

المصالحة مع أعداء الإسلام ومحاربي المساجد والحجاب ومدنسي المصحف ومشيعي الفاحشة والجريمة

.

لقد قامت العديد من الشخصيات التونسية والعربية والإسلامية بمبادرات ومساع ووساطات كثيرة من أجل المصالحة الوطنية ولكنها باءت جميعها بالفشل واصطدمت بنظام لا مثيل له في التصلب والتسلط والحماقة

.

إن المصالحة الحقيقية تبدأ برحيل هذا النظام الجائر الغريب عن طبيعة تونس المحبة تونس التسامح تونس التعايش الأخوي بين كل الفرقاء

.

المطلوب في هذه المرحلة المزيد من رس الصفوف وتوحيد الجهود والعمل يدا واحدة وبكل الوسائل السلمية الممكنة من أجل إسقاط هذا النظام الشمولي وبعدها لكل حادث حديث

.

 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 1 فيفري 2007)

 

ذي إندبندنت:

لم يعد للسنة في العراق ملجأ آمـن!

    

 
                   كتب باتريك كاكبيرن من صحيفة ذي إندبندنت تقريرا من بغداد أكد فيه أن العراق يشهد الآن أكبر هجرة جماعية يشهدها الشرق الأوسط منذ النكبة التي حلت بالفلسطينيين على أيدي الإسرائيليين عام 1948, مشيرا إلى أن السنة العراقيين لم يعد لهم ملجأ آمن في بلادهم.   أين المفر؟ ونسب المراسل لأبي مصطفى, أحد سكان بغداد قوله « لقد أجبرنا على ترك بيتنا قبل ستة أشهر, ومنذ تلك اللحظة غيرنا مكان إقامتنا ثماني مرات, والعنف الطائفي وصلنا الآن في مخيمات اللاجئين, لكن أين المفر؟ ». وأكد كاكبيرن أن العراقيين في فرار مستمر بداخل العراق وخارجه, مشيرا إلى أن المفوضية العليا للاجئين تقدر عدد العراقيين الذين يتركون منازلهم, خوفا على حياتهم, بخمسين ألفا كل شهر. وأضاف أن كل العراق, ما عدا إقليم كردستان يشهد عنفا خطيرا, قوض عدد المناطق المختلطة. وقال إن هذه الوضعية الجديدة أعطت المليشيات السنية والشيعية المتناحرة في بغداد حرية أكبر في قصف كل منها لمنطقة طائفة الآخر بالهاون دون اكتراث بمن سيقتلونهم ما داموا من الطائفة الأخرى. وذكر أن هذا الوضع الصعب دفع أعدادا كبيرة من العراقيين إلى الفرار وبالخصوص إلى سوريا والأردن. وقال إن بإمكان الشيعة الانتقال إلى المناطق الجنوبية في العراق, أما السنة فلم يعد لهم ملجأ آمن في العراق. واستطرد يقول إن سنة بغداد محشورون الآن في مناطق تتضاءل مساحتها شيئا فشيئا, أما مدنهم الخاصة بهم كالرمادي والفلوجة فهي مدمرة جزئيا وخطيرة. ونقل كاكبيرن عن محمد صاحب علي, المقيم حاليا في مدرسة بمحافظة صلاح الدين, والذي قال إن المليشيات الشيعية طردته من حي الحرية في بغداد، قوله « إننا نموت هنا, فليس لدينا غذاء كافٍ ولا ماء وأطفالي الثلاثة لم يعودوا يذهبون إلى المدارس, إننا في حيرة من أمرنا, لا ندري ما نفعل ».   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (قطر) بتاريخ 1 فيفري 2007 نقلا عن صحيفة ذي إنديبندنت البريطانية)
 

 


الأهواء السياسية إذ تعاند الحقيقة

 
                                                       بقلم: الدكتور محمد الهاشمي الحامدي بعض الذين يكنون البغض لأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ولابنتيهما أم المؤمنين عائشة بنت الصديق وأم المؤمنين حفصة بنت الفاروق رضي الله عنهما، وهم قلة في التعداد العام للمسلمين قديما وحديثا، نسبتهم تقرب أو تزيد قليلا عن العشرة بالمائة، يقولون إن عبارة أهل البيت الواردة في سورة الأحزاب يجب ألا تشمل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لأن ضمير المخاطب في قوله تعالى  » إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا »  جاء بصيغة « عنكم » وليس « عنكن ». جواب هذا الإلتباس أن العبارة القرآنية، أو الفضل الإلهي الكريم يشمل سيد البيت وأهله. أي أنه يشمل النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته. والقاعدة المشهورة والمعتمدة في اللغة العربية أن مخاطبة جمع من المذكر والمؤنث يكون بضمير المذكر. ثم إن القرآن الكريم لم يذكر عبارة « أهل البيت » في هذا الموضع وحده، وإنما استخدمها في مواضع أخرى، بما يدل دلالة قاطعة لا شبهة فيها على أنها تعني بالضرورة عائلة الرجل وأزواجه. وهذه أمثلة تؤكد صواب هذا الرأي وقوة حجته، أولها خطاب مباشر من الملائكة لزوجة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام: « ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما. قال سلام. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ. فلما رأى ايديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة. قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط. وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق. ومن واء اسحاق يعقوب. قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا، إن هذا لشيء عجيب. قالوا: أتعجبين من أمر الله؟ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد » (هود: 69-73) وهناك أمثلة أخرى كثيرة من القرآن الكريم تدل دلالة لا لبس فيها على أن النساء من صميم أهل بيت الرجل، علما بأن العبارة تتسع أيضا لأفراد عائلة الشخص، رجلا كان أو امرأة: « واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا. وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ». (مريم: 54-55) « وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهلي امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى ». (طه: 9-10) « وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها، لا نسألك رزقا، نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ». (طه: 132) « فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا ». (القصص: 39) وفي بعض المواضع الأخرى من القرآن الكريم نسبة الأهل للمرأة أيضا، فللرجل أهله، وللمرأة أهلها، كما في قوله تعالى: « وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين. وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ». (يوسف: 26-27) وكما في سورة النساء أيضا:                « وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا ». (النساء: 35) وفي موضع آخر في القرآن الكريم بيان للمعنى العام لأهل الشخص، بمعنى أنهم قرابته جميعا: « يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ». (التحريم: 6) هناك أمثلة أخرى كثيرة في القرآن الكريم تؤكد كلها المعنى اللغوي الشائع المتداول للأهل ولأهل البيت. لماذا إذن، وبأي وجه حق، تكون زوجة النبي موسى عليه السلام داخلة في معنى أهله الذين خاطبهم وقال لهم « امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس »،  وتخرج نساء النبي محمد صلى الله عليه وسلم جميعا من قوله تعالى » إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا »؟ ولماذا، وبأي وجه حق، تكون زوجة النبي ابراهيم الخليل عليه السلام معنية ومخاطبة بقوله تعالى: « أتعجبين من أمر الله؟ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد »،  وتخرج نساء النبي محمد صلى الله عليه وسلم جميعا من قوله تعالى » إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا »؟ ولماذا، وبأي وجه حق، تكون زوجة النبي إسماعيل بن إبراهيم عليها السلام معنية ومشمولة بقوله تعالى: « وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة »،  وتخرج نساء النبي محمد صلى الله عليه وسلم جميعا من قوله تعالى » إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا »؟ لا يقول بهذا الرأي الشاذ إلا من يستشعر عداوة مع زوجات النبي عليه الصلاة والسلام. ولكن، كيف تطيب نفس مؤمن بحمل العداوة والبغضاء في قلبه لنساء النبي صلى الله عليه وسلم؟ يحمل هذه البغضاء قلة من المسلمين، ويتوارثونها، لموقف سياسي اتخذوه حول مسألة من يتولى السلطة السياسية في الدولة الإسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. فالذين غضبوا لأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يتول الحكم مباشرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وجدوا في أنفسهم موجدة عظيمة على الخلفاء الراشدين الثلاثة الذين تولوا الخلافة قبله. ومن جراء هذا الغضب نشأ غضب آخر على السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى السيدة حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وكان من نتائج هذا الغضب أن تعمد هؤلاء المسلمون وقادتهم من أهل العلم والسياسة إخراج زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من سياق المخاطبين بقوله تعالى  » إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ». فعلوا ذلك ولو قيل لواحد منهم إن زوجته ليست من أهل بيته لغضب غضبا شديدا ولرد الفعل بطيش وعنف ورعونة!! الأهواء السياسية متقلبة، وكثيرا ما يجانبها الحق والمنطق. والناس يثورون ويضحون لمبادئ سياسية كثيرة ومتضاربة. حدث هذا في كل مراحل التاريخ البشري. وأولى بالنص القرآني ألا يفسر في ضوء آثار الصراعات السياسية على الحكم، لأن السياسة تفرق بين المرء وأخيه، وبين الوالد وولده. ومن الظلم لدين عظيم جاء رحمة للعالمين، أن يؤتى ويظلم من باب الخلاف حول الحكم والسلطة في عصر من العصور.
 
 

 

حزب الله وطهران يخسران التأييد الشعبي

 
محمود محمد النـاكوع (*)   عندما انتصرت الثورة الايرانية الاسلامية في عام 1979 كنت بلندن وعشت اجواء ذلك الانتصار مع جموع المسلمين من كل طيف ومن كل جنس، وكانت تلك الجموع في تظاهراتها وشعاراتها وخطبها تعتبر ذلك النصر نصرا لها ولحقوقها وقضاياها، وكانت تهتف بصوت واحد هو صوت المستضعفين المنتشين برياح التغيير نحو الأفضل، ومن طبيعة المستضعف ان يهتز لأي نصر يتحقق ضد الطغاة والظالمين مهما كان لونهم او اصلهم. وعندما زرت الولايات المتحدة في اوائل الثمانينيات، وشاركت في بعض الملتقيات، وخاصة ملتقيات الشباب الليبي، وجلهم من الدارسين شاهدت انتشار التدين بينهم، ولمست أثر الثورة الاسلامية، وعلمت منهم كيف تأثروا بالمد الإسلامي دون التوقف عند المذاهب الفقهية، وتفاصيل الاختلافات المذهبية والفقهية، وكان تركيزهم علي الاسلام وشموله، فالاعتزاز كان بانتصار اسلامي علي طغاة وعملاء لقوي استعمارية استغلالية.   وما حدث مع الشباب الليبي في اوروبا والولايات المتحدة وغيرهما، حدث مثله مع الشباب القادمين الي دول الغرب ـ للدراسة ـ من كل بلدان العالم الإسلامي، ومن تلك الجموع من الشباب برزت ظاهرة (الصحوة الاسلامية) بروزا لم يعرف من قبل، واصبح الكلام عن الإسلام، والكتابة عن الاسلام من الموضوعات الإعلامية والبحثية في الدوائر الغربية وعلي كل المستويات. ولكل ذلك اصبحت طهران مركزا للمؤتمرات والمنتديات الاسلامية، وصارت تستقطب آلاف الشخصيات الإسلامية باعتبارها عاصمة اسلامية تناصر الحركات والأحزاب الإسلامية في كل العالم.   وعندما خاض حزب الله اللبناني حرب المقاومة في صيف عام 2006 ضد القوات الإسرائلية المعتدية، وحقق انتصارا واضحا علي قوات الدولة الاسرائلية فرح المسلمون، وخاصة العرب بسنتهم وشيعتهم بذلك الإنتصار، ووقفت الجماهير مؤيدة ومباركة لذلك النصر، بل وذهبت تلك الجماهير ونخبها الفكرية والسياسية الي حد ادانة كل نظام عربي يتردد في تأييد المقاومة، والوقوف معها ومع لبنان. واصبح السيد حسن نصر الله بطلا وقائدا ورمزا تجاوز حدود لبنان وحدود المذهب الشيعي، وراهن كثيرون علي قدراته وحكمته، وانه سيكون صوت الأمة، وليس صوت حزب صغير في لبنان، وليس صوت مذهب، او محور من المحاور السياسية.   ثم جاءت ازمة العراق، واحتلال العراق، ودخول المعارضة العراقية علي ظهر دبابات امريكية بصورة رئيسة، وكان للاحزاب الشيعية المعارضة دورها وسهمها الكبير في التغيرات السياسية التي حدثت بعد سقوط بغداد وانتهاء حقبة حزب البعث وقيادته. ومن نتائج ذلك الإحتلال دخول طهران الي العراق كقوة لاعبة بصورة واضحة ومؤثرة، فالأحزاب الحاكمة في بغداد احزاب عراقية شيعية، كانت تحتضن من ايران الدولة، وكانت تلقي كل الدعم وكل التأييد.   العراق الذي كان يدار بقبضة حديدية بقيادة الرئيس صدام حسين، وغير ديمقراطية، تحول الي ساحة مفتوحة، واختلط الحابل والنابل، وبدأت شعارات الفتنة تطل برأسها، وانطلق مسلسل التكفير والاقتتال. وأدت مجمل التطورات التي نعرفها الي ان تضع جميع المنطقة امام امتحان عسير، ويشمل الإمتحان الساسة والعلماء وزعماء الأحزاب والنخب الفكرية….. وتابع الجميع موقف حزب الله، وخطابات زعيمه السيد حسن نصر الله، كما تابع الجميع موقف نظام طهران ازاء ما يجري في العراق من اقتتال. فماذا كانت النتيجة؟ وماذا حدث في اوساط الرأي العام العربي والإسلامي الذي كان يهتف ويؤيد طهران الثورة، ثم حزب الله المقاوم؟   ان المتابع لما يقال في الفضائيات، وما يكتب في شتي وسائل النشر، لا بد ان يلاحظ حدوث شرخ كبير في الجبهة التي كانت تؤيد او تتعاطف مع طهران وحزب الله، وخاصة بعد اعدام صدام حسين بالطريقة التي شاهدها العالم، وما تجسده من منافاة لتقاليد التعامل مع حالة الموت، ثم مع التعامل مع عمليات الاقتتال في العراق. لا شك ان الشعبية التي تمتعت بها الثورة الايرانية في بداياتها، كما الشعبية التي تمتع بها حزب الله ومقاومته الشجاعة ضد اسرائيل وجيشها، قد بدأت تنحسر وتتلاشي في اوساط اسلامية كثيرة.   أقول هذا الكلام وانا احد الذين كتبوا عن الثورة الاسلامية في ايران، فقد نشرت بحثا في رسالة صغيرة بعنوان (علي هامش صحوة العالم الاسلامي) عام 1979 وقلت فيه: في بداية عام 1979 قامت اول جمهورية اسلامية في ايران وبحركة شعبية لم يشهد لها التاريخ المعاصر العالمي مثيلا. فالشعب الأعزل المنطلق من المسجد ومن المزرعة ومن المتجر ومن المصنع وتحت شعار الإسلام اسقط اعرق نظام ملكي، ولم تسعفه كل الامكانات التقنية والمالية والبشرية المتوفرة لديه. والآن تمر هذه التجربة بامتحان صعب من جميع الوجوه. ونحن كمسلمين ننظر اليها باعجاب وبفخر، ولكننا في نفس الوقت نشفق علي هذه التجربة، لأنها تواجه تحديات كبيرة، ولا نعلم مدي قدرتها علي الإستمرار، وعلي تجسيد وتحقيق الدولة المنشودة انتهي النص.    وعندما كانت مقاومة حزب الله تخوض معاركها البطولية في جنوب لبنان صيف العام الماضي كتبت اربع مقالات نشرتها بـ القدس العربي بلندن اشدت فيها بانتصاراتها، كما اشدت بقيادتها وبحكمة امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله. وكنت ازعم ان حكمته ستجعله قادرا علي التعامل مع التحديات السياسية التي ستواجهه داخل لبنان مع شركاء الوطن.   والآن اري ان كلا من قيادة طهران، وقيادة حزب الله، لم تكن في مستوي التحديات السياسية التي يمر بها العراق، ولا تلك التي يمر بها لبنان، فالعراق سقط في اتون الفتنة المذهبية، ولبنان علي شفا تلك الفتنة. والمنطقة العربية كلها تدفع الي مستقبل مجهول ومخيف، وهناك فرصة أخيرة لإنقاذ ما يمكن انقاذه، والحكمة تقتضي من جميع القيادات السياسية والفكرية والدينية في كل البلدان العربية ان تعمل علي افشال المخططات الخارجية، وان تعمل في الوقت ذاته علي احتواء ومحاصرة الفتنة المذهبية التراثية التي لا تحقق اي مصلحة لشعوب المنطقة.   (*) كاتب من ليبيا يقيم في بريطانيا   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 فيفري 2007)


 

 ما هكذا يا دكتور الحامدي تورد الإبل

بقلم/ محمد المحسن حمدوني (*)

 

من حين إلى آخر، بل وكل يوم تقريبا، غدت تونس نيوز، تتحفنا ببعض المقالات التي تمجد فريقا وتذم آخر، وببعض الكتابات التي تعرض آراء جهة أو ترد على أخرى. وقد لفت انتباهي عنوانا  بارزا: « أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم » للدكتور محمد الهاشمي الحامدي، على صفحات تونس نيوز بتاريخ 31/01/2007.

 

فضلت قراءته عن غيره من المقالات لأمرين اثنين: الأول أنه يدور حول أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والثاني أنه بقلم الدكتور محمد الهاشمي الحامدي. قرأت المقال بكل تمعن وبدا لي أن أقول بعده ما يلي:

لم أكن أنتظر أن أقرأ من شخص مثل الحامدي وهو الدكتور مقالا حول هكذا مسألة بهذه الطريقة التي افتقرت ببساطة إلى ما تقتضيه الكتابة العلمية. وغلب عليها طابع الكتابة الصحافية.

إنه وكما يعلم الدكتور الحامدي أن أبسط ما تقتضيه الكتابة العلمية هو أن لا يتناول المرء أي مسألة كانت، وخاصة إذا ما كانت شائكة وخلافية بهذه البساطة، بل عليه أن يبحث وينظر في معناها الإصطلاحي  إلى جانب معناها اللغوي وأن يدقق في ما قيل حولها من آراء مختلف الفرقاء، وألا يغفل خصوصا آراء الفريق الذي ينتمي إليه ويدافع عن آراءه وخياراته وأعني هنا رأي جهابذة علماء أهل السنة والجماعة.

هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية إنه وكما هو معلوم لدى الجميع ولا أظنه يخفى على الدكتور أن القرآن نزل منجما ومجزأ: بعض آيات، وآية، وحتى جزء آية لا كما نقرأه الآن آيات وسور…

 ومن ثم من اللازم ـ وأقول هنا من اللازمـ  على كل من يعمد إلى تفسير أية آية أن ينظر في أسباب نزولها ويتأكد إن كان للآية مجملة سبب واحد أم أن لكل جزء منها سبب، ثم هل نزلت هذه الآية أو تلك برمتها في موقع واحد وزمان واحد هذا بالإضافة إلى الإحاطة بكل ما روي في شأن كل جزء منها إلى غير ذلك من المسائل التي ينبغي مراعاتها.

وتبقى مسألة أخرى ينبغي الإشارة إليها أيضا هي أنه وكما يعلم الجميع أن القرآن لا بد له من مبين وكانت أقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في عهده مبينة للقرآن، وعليه فإن فصل الحديث عن أي قضية بمثل هذه الطريقة التي تبناها الدكتور ـ الحديث عنها من خلال القرآن ثم يأتي في مقال آخر الحديث من خلال السنة ـ  لهو خلل منهجي كان على الدكتور الحامدي ألا يغفل عنه

وحتى لا أشعب المسائل إليكم ملخص ما جاء حول هذه القضية في بعض المصادر والكتب…

يحددّ المفهوم اللغوي لكلمة أهل بما يضاف إليها ، فأهل القرى : سكانها ، وأهل الشيء : صاحبه ، وأهل الكتاب : أتباعه أو قرّاؤه ، وكذلك أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الرجل : عشيرته وذوو قرباه (القاموس المحيط | مجدالدين الفيروزآبادي 1 : 331 ـ مادة أهل ـ ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت)، وأخصّ الناس به (لسان العرب | ابن منظور 11 : 28 ـ 29 ـ مادة أهل)، ومن يجمعه وإياهم نسب أو دين (مفردات الراغب : 29 ـ أهل ـ ، المكتبة المرتضوية). وقال تعالى ( يا نُوحُ إنَّهُ ليسَ مِن أهلِكَ ) (سورة هود : 46) مشيراً إلى ابنه ، وهو من أهله من حيث النسب ، لكنه تعالى أراد أنه ليس من أهل دينك وملتك والسائرين على منهجك وأهل بيت الرجل : ذوو قرباه ومن يجمعه وإياهم نسب (4)، وأطلقت في الكتاب الكريم على أولاد إبراهيم عليه السلام وأولاد أولاده ، قال تعالى : (رحمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ عَليكُم أهلَ البيتِ إنَّهُ حَميدٌ مجيدٌ ) (سورة هود : 73). وصار «أهل البيت» متعارفاً بين المسلمين في آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم (مفردات الراغب : 64 ـ بيت ـ)، تبعاً للنصوص والذين نزلت فيهم آية التطهير ( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً)( سورة الاحزاب : 33 ، راجع : صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة 4 : 1883 | 2424 . وسنن الترمذي ـ كتاب التفسير 5 : 351 | 3205 . ومصابيح السُنّة | البغوي 4 : 183 | 4796. وجامع الاصول 9 : 155| 6702 و6703 و6705 . ومسند أحمد 4: 107 . ومستدرك الحاكم 2 : 416 و3 : 147 ـ 148 . )..  ويطلق عليهم آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عترته أيضاً والآل مقلوب عن الأهل(مفردات الراغب : 30 ـ آل ـ) والعترة هم أهل البيت ، صرّح به ابن منظور ، مستدلاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي »قال : فجعل العترة أهل البيت (لسان العرب 9 : 34 ـ عتر ـ). وثمة فرق بين أهل الرجل وأهل بيت الرجل ، فقد عُبّر في اللغة مجازاً بأهل الرجل عن امرأته ، قال الزبيدي في تاج العروس : (ومن المجاز : الأهل للرجل زوجته) (تاج العروس من جواهر القاموس | محمد مرتضى الزبيدي 7 : 217 ـ أهل ـ ، المطبعة الخيرية ـ مصر ط1 .). أما أهل بيت الرجل : فهم من يجمعه وإياهم نسب ، وتُعورِف في أسرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم (مفردات الراغب : 29 ـ أهل ـ .).

 

ولـ «أهل البيت» في لسان الكتاب والسُنّة معنى خاص ، فالمراد من أهل البيت هم : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والإمام علي ، وفاطمة الزهراء ، وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهم السلام ، ويلحق بهم الذرية الطاهرة ، وهؤلاء هم أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخصّهم به من حيث العلم ، وأعرفهم بدينه ، وأعلمهم بسنته ونهجه . وهناك جملة وافرة من الروايات الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطرفين المصرّحة بأسمائهم (اُنظر ينابيع المودة | القندوزي الحنفي 3 : 281 | 1 ، دار الاُسوة ط1  وهذا ما ينطبق تمام الانطباق على ما جاء في الصحيحين ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن الأئمة اثنا عشر وكلهم من قريش (صحيح البخاري 9 : 147| 79 باب الاستخلاف ، عالم الكتب ـ بيروت ط5 . وصحيح مسلم 4 : 1883 .). وقد اختصّ عنوان أهل البيت بهم دون غيرهم ، مهما كان قربه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، سواء بذلك نساؤه أو أتباعه أو ذوو قرباه ، وهذا ما نطق به القرآن الكريم ، وما ذكرته السُنّة النبوية المطهّرة ، وما نقله الصحابة والتابعون ورواة الحديث . جاء عن أم سلمة أنه عندما نزلت ( إنَّما يُريدُ اللهُ ليُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تطهيراً) قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : «هؤلاء أهل بيتي» (المستدرك على الصحيحين 3 : 158 | 4705 . والسنن الكبرى | البيهقي 7 : 63.). وعن عائشة قالت : كان أحبّ الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ تعني الإمام عليّاً، لقد رأيته وقد أدخله تحت ثوبه ، وفاطمة وحسناً وحسيناً، ثم قال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي» (ترجمة الاِمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق 2 : 163 ـ 164 | 642 . وشواهد التنزيل لقواعد التفضيل | الحاكم الحسكاني 2 : 61 |  2 ـ 684 ، مجمع احياء الثقافة الاِسلامية ط1. وعمدة عيون صحاح الاَخبار في مناقب إمام الاَبرار | ابن البطريق : 40 | 23). وعن الإمام علي أنّه عندما نزلت آية التطهير قال : « فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي هذه الآية نزلت فيك وفي سبطيَّ والأئمة من ولدك » (كفاية الاَثر في النصّ على الاَئمة الاثني عشر | أبو القاسم الخزاز الرازي :).   هذا بالاضافة إلى أن المراد من البيت في لفظة (أهل البيت) ليس المسكن ، وإنما المراد هو بيت الرسالة أي البيت النبوي ، وأهل البيت هم الذين تربّوا ودرجوا في أحضان الرسالة ، ونشئوا في بيت الطهارة والعلم ، وعرفوا كل صغيرة وكبيرة ، وأحاطوا بكل شاردة وواردة ، لذلك تجد أنهم قد أجابوا على كل مسألة ومعضلة وجّهت إليهم وفي كل مجالات الدين وعلومه ، ولا تجد ذلك عند غيرهم مهما بلغ في العلم والمعرفة . روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، عندما قرأ قوله تعالى : ( في بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيها اسمُهُ) سُئل : أي بيوت هذه ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «بيوت الأنبياء » ، قال أبو بكر : يا رسول الله ، هذا البيت منها ؟ ـ يعني بيت علي وفاطمة ـ قال صلى الله عليه وآله وسلم : « نعم ، من أفاضلها» (الدر المنثور 5 : 50 . وروح المعاني | الالوسي 18 : 174 . وشواهد التنزيل 1 : 567 ـ 568 .).   وقال الإمام الحسين: « إنّا أهل بيت النبوّة» (الإمام الحسين | الخوارزمي 1 : 184 ، مكتبة المفيد ـ قم . واللهوف في قتلى الطفوف | ابن طاووس : 10). أخرج مسلم في الصحيح بالإسناد إلى عائشة ، قالت : خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداةً وعليه مِرط مرجّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) (صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة ـ 4 : 1883 | 2424 .). وذكر الفخر الرازي هذه الرواية في تفسيره وعقّب عليها بقوله : واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحّتها بين أهل التفسير والحديث (التفسير الكبير 8 : 85 عند الآية 61 من سورة آل عمران .). وأخرج الترمذي في سننه حديث أم سلمة : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءً وقال : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . قالت أمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ فقال : إنك على خير» (سنن الترمذي 5 : 351 | 3205 كتاب التفسير ، و5 : 663 | 3787 ، و669 | 3871 كتاب المناقب .). وأخرج الحاكم في المستدرك عن أمّ سلمة ، قالت : في بيتي نزلت (إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) ، قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : «هؤلاء أهل بيتي» . قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه (المستدرك على الصحيحين 3 : 146 .).

وعن واثلة بن الأسقع ، قال : أتيت علياً فلم أجده ، فقالت لي فاطمة : «انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوه » فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخلا ودخلت معهما ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين ، فأقعد كل واحد منهما على فخذيه ، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ، ثم لفّ عليهم ثوباً وقال : ( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) ، ثم قال : « هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهل بيتي أحق» . قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (المستدرك 3 : 146 ـ 147 .).

ولولا خوف الإطالة لعرضت المزيد والمزيد من الروايات من مصادر أهل السنة والجماعة  لكني أعتقد أن في مثل هذه الأدلة كفاية  » لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ».

 

وختاما إليكم أبيات قالها الإمام الشافعي في أهل بيت النبي صلى الله عليه وعليهم أجمعين.

 

يا أهل بيت رسول الله حبكم                        فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم الشأن أنكم                          من لم يصل عليكم لا صلاة له

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم                     مذاهبهم في أبحر الغي والجهل

ركبت على اسم الله في سفن النجا                 وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل

وأمسكت حبل الله وهو ولاؤكم                     كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل

   

ويشتهر عنه قوله:

إن كان رفضاً حب آل محمد                        فليشهد الثقلان أني رافضي.

 

 » قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ » (البقرة 110) صدق الله العظيم

 

(*)  جمعية أهل البيت الثقافية ـ تونس

acte114@yahoo.fr

 

باريس 01/02/2007

 

 


 

نقد أصول التشيع 3

الشيعة وسر الرقم(12) وقذف عائشة!!

خالد بن سليمان

نواصل مناقشة أصول معتقدات الشيعة من خلال النصوص التي أوردها السيد الهاشمي بن علي. وهي نصوص إما موضوعة مفبركة وضعيفة لا يُحتج بها، أو هي نصوص ثابتة لا تؤيد تخريجاتهم بل تناقضها في الكثير من الأحوال.والسيد الهاشمي يعتمد أسلوب التكثيف من (نقل وتوريد) النصوص دون تمحيص أو تدقيق أو تحليل للمضمون على طريقة (إثارة الغبار للتعمية)، ولذلك كان لزاما الرد على أدلته بما يوضح مستوى تلك النصوص من حيث الحجية،وإذا ثبتت  نناقش مضمونها، وهي عملية -مقارنة بمنهج (النقل والتوريد)- ليست سريعة. وفي كل الأحوال سنجيب تباعا بإذن الله تعالى على كل النصوص التي أوردها،مع التركيز على أصول المذهب. وبهذه الأدلة يسعى التشيع لتأسيس مشروعية دينية لمعتقدات متطرفة ولدت في مراحل متأزمة من التاريخ الإسلامي: مثل القول (بالحق الإلهي) في الحكم لآل البيت من دون الحاجة إلى الشورى،والقول(بعصمتهم) فهم لا يخطئون كسائر الناس مما يجعلهم أقرب إلى الملائكة منهم إلى البشر،والقول بأن الله يوحي إليهم بنوع من أنواع الوحي حتى يكملوا الدين ويحفظوه، ومثل القول بارتداد الصحابة رضي الله عنهم وغصبهم لحق آل البيت في الحكم المنصوص عليه-حسب قولهم- بالوصية النبوية،ومثل لعن الصحابة نتيجة لذلك وسبهم، وخاصة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما،ومثل اتهامهم للسيدة عائشة أم المؤمنين.وسنعود بإذن الله لكل هذه النقاط واحدة واحدة ولكن قبل ذلك نركز اليوم على نقطتين،الأولى:

عودة إلى الرقم (12)!!

 ذكرت في مقال سابق خطأ استدلال الشيعة بالحديث الصحيح الذي رواه مسلم والذي جاء فيه:

  » (لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت ‏‏لأبي ‏ما قال فقال( كلهم من قريش) « وبينت أن هذا الحديث الصحيح لا يسعفهم للدلالة على نظريتهم: إذ لا رابط بين النظرية الإمامية وبين هذا الحديث إلا الرقم (12)!!فالحديث يذكر( خليفة) وهم يتحدثون عن إمام وأغلب أئمتهم لم يحكموا،والحديث يذكر أن (كلهم من قريش) وهم يحصرونهم في بني هاشم بل في أبناء علي بل في أبناء الحسين، وهذا تحكّم بلا دليل كما يقول علماء الأصول.(والمتوقع طبعا أن يكون عند السيد الهاشمي (أدلة) من (مبتكرات الشيعة و مخترعاتهم) المعروفة لدى المطلعين بمستواها ونوعيتها، لكنه يخفيها مخافة أن يفاجأ القراء بغرابة مثل تلك الروايات القادمة من عالم العجائب!!).

وللرد على هذه الاعتراضات المحددة والدقيقة جاء السيد الهاشمي بكلام عمومي من مثل أن تلك الردود تنطلق من منطلقات سياسية ضيقة بعيدة عن أية رؤية معرفية شاملة،أو هي النظرة الرسمية  للتاريخ المناقضة للرؤية المعارضة في الثقافة العربية الإسلامية،كما حاول أن يجعل لفظ (خليفة) الوارد في الحديث مرادفا لمصطلح (إمام)كما يتصورونه،لكنه لم يدلل على ذلك لا من اللغة ولا من الاصطلاح.ويضيف(فإن فهمنا كلمة الخليفة بشمول يكون الحديث مخطئا لأن الخلفاء كانوا أكثر من اثني عشر كما يخبرنا التاريخ وإن كان بمعنى أن الخلفاء حقا والمستحقين للصفة بعلمهم وعدلهم وأحقيتهم يكون من المشروع للشيعة أن تأخذ به على حيث تقصد من الدلالة على إمامة أهل البيت).وهذا مردود أيضا لأن الحديث – وبصرف النظر عن مفهوم لفظة خليفة-  لا يقدم إحصاء شاملا لعدد الخلفاء في التاريخ ولا يعطي أية دلالة غيبية أو قيمية لمفهوم الإمامة.فمما يفيده الحديث:

1)أن المقصود بالخليفة هو المفهوم السياسي أي الحاكم، لأن الحديث يتحدث على (لا يزال الإسلام عزيزا)، و(عزة الإسلام) هذه تشير إلى كيان الأمة وموقعها الريادي بين الأمم الأخرى، وهذا له علاقة وثيقة بالرباط السياسي بين المسلمين ووحدتهم وعلاقاتهم الدولية وقوتهم العسكرية، والمصطلح السياسي (خليفة) له تعلق بكل هذا.

2)مما يدل على أن المقصود بالخليفة هو المفهوم السياسي أي الحاكم:كون أول من أطلق عليه هذا اللقب هو أبوبكر فهو خليفة رسول الله الأول،وقد تم ذلك في سقيفة بني ساعدة بعد الحوار المشهور الذي كان حوارا في السياسة وعن الإمارة ولم يكن له أية دلالات أو مرجعيات غيبية.

3) وفي الحديث نبوءة مستقبلية حول فترة عزة الدين إلى الخليفة رقم (12).وبما أن الأمر أمر مستقبلي تبقى أية محاولة لتحديد المعنى الدقيق ظنية:فهل هؤلاء الخلفاء كانوا بالتسلسل بداية من عهد النبي؟أم يمكن أن يكونوا بغير تسلسل؟وهل تكون فترة عزة الإسلام حصرا على 12(خليفة) فقط في كل التاريخ الإسلامي إلى يوم القيامة ؟وهو مستبعد،أم أن المقصود فحسب الفترة القريبة لعهد النبوة؟وهو الأرجح،والله أعلم.لكن في كل الأحوال فإن المعنى الذي يصر عليه الشيعة من هذا الحديث غير متوفر بالمرة:إذ لو قلنا بقول الشيعة وأن الحديث يشير للأئمة الـ12 الذين يؤمنون بهم لاقتضى ذلك أن يعتبر الشيعة كل الفترة من سنة 11هـ سنة وفاة النبي إلى سنة 329هـ سنة غياب الإمام الثاني عشر أي فترة وجود الأئمة هي فترة (عزة للإسلام)؟أي كل الفترة بداية من خلافة أبي بكر مرورا بعمر وعثمان وعلي والحسن والعهد الأموي والعهد العباسي هي فترة عزة للإسلام!!!. فهل يوافق الشيعة على هذا ؟؟لا أعتقد ذلك. ثم أين يضعون فترة غياب المهدي التي نعيشها الآن ومنذ أكثر من ألف سنة:فالشيعة يؤمنون بأن الإمام حي يرزق إلى الآن وأنه حجة على العباد وقائم بدوره،فهل يعتبرون المرحلة الحالية داخلة في فترة (عزة الإسلام) الواردة في الحديث أم خارجها أم أنها ستبدأ عند ظهور الإمام من جديد وما دليلهم على ذلك؟؟؟. إذن أمام السيد الهاشمي خياران لا ثالث لهما:إما القول بأن الحديث يدل على أئمة الشيعة الاثني عشر-وهو ما يقوله فعلا-وبالتالي القول بأن كل فترات وجودهم كانت فترة عزة للإسلام -حسب منطوق الحديث-، وهي الفترة المقابلة لوجود خلفاء وحكام يعتبرهم الشيعة غاصبون لحقوقهم ،أي أن فترة عزة الإسلام حكمها أعداء الشيعة،إما أن يقولوا بهذا وهو مرفوض لديهم بالتأكيد إذ ينسف مذهبهم من الأساس ،وإما أن يلغوا هذا الدليل من مستنداتهم ويبحثوا لهم عن دليل آخر!!! وأنَّى لهم ذلك وقد أسسوا مذهبهم على مثل هذا الحديث وعلى الرقم(12)حتى تسمَّوْا به!!.فكلا الخيارين إذن يقدح في أساس المذهب الشيعي الإمامي الإثني عشري.  

وفي كل الأحوال فإن أحاديث النبوات التي تشير إلى أمور مستقبلية مثل هذا الحديث- عندما تكون صحيحة – يجب التعامل معها بطريقة سليمة. وأهم قاعدة في هذا المجال هو أن الشرع لم يكلفنا بالأحداث القدرية ولكن أمرنا بالتكليفات الشرعية.وأحاديث النبوءات المستقبلية أحاديث في الأقدار وليس في التشريع،مثلها في ذلك مثل أحاديث علامات القيامة: فنحن مطالبون بالإيمان بها والاستعداد لها بالعمل الصالح وليس انتظارها أو تحليل الأحداث لإثبات أنها قربت أو تحديد تاريخها!!ويؤكد هذا المعنى العملي الإيجابي في تعامل المؤمن مع هذا الباب من العقيدة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها)(رواه أحمد).

إذن حديث (12) خليفة هو حديث في المستقبليات القدريات وليس في التكليفيات المطلوبات.وبالتالي فإن أحسن طريقة للتعامل مع هذا الحديث هو في أن يبذل الجميع جهودهم لإفراز حكام يحققون عزة الأمة والدين فقط لا غير…

إلا أن السيد الهاشمي عاد لموضوع هذا الرقم(12) في مقال آخر وأورد فيه دليلا جديدا بعد حديث مسلم الذي كنا بصدده قبل قليل.وليته لم يفعل فقد جاء بالعجب العجاب!!!

   ‏وهاكم ما أورده حرفيا في مقاله بتاريخ 18/1/2007:‏   

(البيهقي دلائل النبوة جماع أبواب غزوة تبوك

 2895 – وقد قال أبو الجلد وكان ينظر في الكتب ، ما أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا سعدان بن نصر ، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن أبي بحر ، قال : كان أبو الجلد جارا لي قال : فسمعته يقول – يحلف عليه – : إن هذه الأمة لن تهلك حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق ، منهم رجلان من أهل بيت النبي (ص) أحدهما يعيش في أربعين , والآخر ثلاثين سنة. قلت : ومعقول لكل من خوطب بما روينا عن النبي (ص) في اثني عشر خليفة , وفي بعض الروايات اثني عشر أميرا ، أنه أراد خلفاء أو أمراء تكون لهم ولاية وعدة وقوة وسلطة ، والناس يطيعونهم ويجري حكمهم عليهم , فأما أناس لم تقم لهم راية , ولم تجز لهم على الناس ولاية وإن كانوا يستحقون الإمارة بما كان لهم من حق القرابة والكفاية ، فلا يتناولهم الخبر ، إذ لا يجوز أن يكون المخبر بخلاف الخبر ، والله أعلم).(انتهى النص).

التعليق على هذا النص:

أولا:بحثت في ما أمكن من مصادر الحديث فلم أعثر عليه.

ثانيا:هذا النص لم يرد إلا عند البيهقي في (دلائل النبوة).

ثالثا:الظاهر أن هذا ليس بحديث بل هو قول (أبوالجلد)، ومن يعيد قراءة النص فسينتبه إلى ذلك في قوله(وقد قال أبوالجلد وكان ينظر في الكتب) وفي قوله( كان أبو الجلد جارا لي قال : فسمعته يقول – يحلف عليه:…).

 رابعا:وقد بحثت عن(أبو الجلد) في كتب رجال الحديث المعروفة فلم أعثر على ترجمته.

خامسا:لنفترض أن هذا حديث ثابت فإنه يفيد عكس ما يطرحه الشيعة من معتقدات، فلنتأمل:

1) الجزء الملون بالأحمر قريب في معناه من حديث مسلم الذي علقنا عليه سابقا وتنطبق عليه نفس التعليقات فلا فائدة من الإعادة .

2)الجزء الثاني من النص (باللون الأزرق)ماذا يقول:(منهم رجلان من أهل بيت النبي)!!السيد الهاشمي يريد أن يثبت أن الائمة 12 وأنهم كلهم من آل البيت فيأتينا بنص يقول :منهم رجلان فقط من أهل بيت النبي:يعني 2 من 12!!!فهل كان السيد الهاشمي في وعيه لما جاء بهذا الحديث أم هي الغفلة مرة أخرى أم محاولة جديدة للتلبيس على الناس لمجرد وجود رائحة الرقم 12 واسم آل البيت النبي؟؟؟.

3)الجزء الثالث من النص(باللون الأخضر) ويبدأ من قوله(قلت) وهو تعليق البيهقي، عُد إليه واقرأه فلن تجد فيه إلا ما قلناه من أن معنى الخلافة معنى سياسي بحت بعيدا عن التهويمات الغيبية المفتقدة للدليل، وأن حديث (الـ 12 خليفة) لا ينطبق على من لم يتول الحكم ولو كان له فيه حق بالقرابة أو الكفاءة،وهي إشارة إلى آل البيت. وبالتالي فإن هذا النص يعطي دليلا ضد ما يذهب إليه السيد الهاشمي وليس معه!!!. إلى الآن لم أفهم لماذا استشهد بهذا النص؟؟؟..

 

قذف الشيعة للسيدة عائشة رضي الله عنها:

 رغم أن الآيات جاءت تفند أقاويل الإفك وتبرئ أم المؤمنين عائشة، إلا أن الشيعة وإلى حد الآن لا يزالون يرددون في كتبهم ومجالسهم وثقافتهم الشعبية المتداولة تلك الأقوال التي نشرها المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.وقد ندد القرآن الكريم في سورة النور بمن تكلم في السيدة عائشة فقال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ* لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ* لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ*وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ*إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ*وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ* يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(النور:11-17)

انظروا إلى هذه الآيات القوية كيف تحدثت عن الموضوع وبأي ألفاظ:(الإفك/الإثم/كبره/عذاب عظيم/إفك مبين/الكاذبون/لمسّكم/عذاب عظيم/ليس لكم به علم/تحسبونه هينا/وهو عند الله عظيم/سبحانك/بهتان عظيم/يعظكم الله/أن تعودوا لمثله/أبدا/إن كنتم مؤمنين)!!!!..

بعد كل هذا التقريع العنيف والوعيد الشديد يأتي أحد (علماء) الشيعة ويقول:(قالوا برأها الله في قوله: »أولئك مبرءون مما يقولون » قلنا ذلك تنزيه لنبيه عن الزنا، لا لها كما أجمع المفسرون)(الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم/ تأليف(العلامة المتكلم الشيخ زين الدين ؟؟؟؟) أبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي).فهل قرأ هؤلاء القرآن؟وهل يفهم هؤلاء القرآن؟(أم على قلوب أقفالها)؟الآية تقول:( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) وهم يعودون لمثله بل يتقربون إلى الله بذلك -حسب زعمهم-!! فكيف تعودون لمثله إن كنتم مؤمنين؟؟!!!

 الجواب طبعا جاهز عندهم: إن المرجع المذكور ليس معروفا ولا معتمدا. لكن المرجع وإن كان غير مشتهر إلا أنه يشير إلى إجماع تفاسير الشيعة على قذف السيدة عائشة!!!ولنأخذ كمثال على تأكيد هذا الإجماع قول أحد أهم تفاسيرهم وهو تفسير القمي عن آية الإفك فيقول:(فإن العامة(يعني الأهل السنة) رووا أنها نزلت في عائشة، وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة، وأما الخاصة(ويقصد الشيعة) فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به بعض النساء المنافقات)(انظر تفسير القمي ج 2 ص318/319)!!إذن القول باتهام عائشة ليس قول أفراد من الشيعة-كما يحاولون التمويه كلما ووجهوا بهذه الأقوال من كتبهم- بل هو رأي عامة الشيعة أي هو الرأي الرسمي للطائفة أو(الخاصة)كما سماهم القمي.ولمعرفة موقع هذا التفسير عند الشيعة نذكر ما جاء في مقدمته التي وضعها السيد طيب الموسوي فقال:(تفسير القمي تحفة عصرية، ونخبة أثرية لأنها مشتملة على خصائص شتى قلما تجدها غيرها فمنها:

1)أن هذا التفسير أصل أصول للتفاسير الكثيرة

2)أن رواياته مروية عن الصادقين عليهما السلام مع قلة الوسائط والإسناد،ولهذا قال في الذريعة(إنه في الحقيقة تفسير الصادقين عليهما السلام)

3)مؤلفه كان في زمن الإمام العسكري(وهو الإمام رقم 11 في قائمتهم المعروفة)

4)أبوه الذي روى هذه الأخبار لابنه كان صحابيا للإمام الرضا

5)أن فيه علما جما من فضائل أهل البيت عليهم السلام التي سعى أعداؤهم لإخراجها من القرآن.)(انظر تفسير القمي/المقدمة ص 20)هذا هو تفسير القمي وتلك أقواله وأقوالهم في السيدة عائشة.هل تعلمون أيها السادة ماذا يعني رفض تبرئة القرآن للسيدة عائشة ومواصلة اتهامها بالفاحشة من طرف الشيعة؟؟يعني ببساطة أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل الحياة الزوجية الأسرية الحميمية  مع (زوجة زانية) من سنة 5 هـ تاريخ غزوة بني المصطلق إلى السنة 11هـ تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلم!!يعني 6 سنوات كاملة وإلى أن مات صلى الله عليه وسلم والرسول لم يفعل شيئا تجاه هذا الأمر!!!الرجل العربي العادي لا يفعل هذا وله من الكرامة والغيرة ما يدفعه للطلاق على أقل تقدير إن لم يفعل أشياء أخرى تسيل فيها الدماء!!!الرجل العربي والمسلم العادي لا يسكت والنبي المرسل صاحب الدعوة والوحي والقدوة يصمت هكذا؟؟ هل هذا ممكن؟؟؟لا تقولوا أيها الشيعة إنها (تقية) مرة أخرى!! تقية ممن ولماذا؟؟وهل يقبل أي واحد منا -بما في ذلك السيد الهاشمي أو أي شيعي أو سني- أن يعيش مع(زوجة زانية) ؟؟هل نحن أكثر غيرة من النبي؟أليس في قذف السيدة عائشة بهذه الطريقة ونفي التبرئة القرآنية لها واستمرار الحياة الزوجية بينها وبين النبي إلى تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلم أليس في ذلك قدح في النبي نفسه واتهامه بأنه ديوث لا غيرة له؟؟؟ (حاشاك يا رسول الله)..ما هذا أيها الشيعة؟؟ ألا تعقلون؟؟ (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)(الكهف: من الآية5).

 إذن فإن الطعن في عائشة طعن في محمد وفي الإسلام.

 طبعا الإجابة جاهزة عندهم دائما:أن هذا ليس إلا رأي فرد ، أو لا يمثل رأي كل الشيعة..إلخ..لكن أوضح رد على هذا الإنكار المخادع هو تلك الثقافة السائدة حاليا في البيئات الشيعية حيث لا يسمي الناس بناتهم  باسم عائشة، وعندهم هذا الاسم إذا نوديت به المرأة فهو قذف واتهام لها بالزنا!!!.فقذفهم وازدراؤهم لعائشة ليس كلام كتب وثقافة علمائية فحسب بل هي عقيدة شعبية وثقافة يومية للشيعة المعاصرين مع الأسف.

أما الكلمات (الإيجابية) عن السيدة عائشة من طرف السيد الهاشمي كقوله(أم المؤمنين) أو (زوج النبي المصون) فيمكن أن يعتبره البعض نوع من (التقية) كمرحلة مؤقتة لتمرير دعوته الشيعية في (تونس نيوز) وفي تونس عموما. لكني أفضل أن أعتبرها تبرئة شخصية له من تهمة القذف حتى يثبت العكس. لكن كلامه المعسول عن السيدة عائشة لا يبرئ التراث الشيعي والثقافة السائدة عندهم من وصمة القذف لأم المؤمنين كما سماها الله في القرآن:فهي أمي وأم الهاشمي وأم من يقرأ هذا المقال وأم كل المسلمين سنة وشيعة.السنة موافقون فما رأي الشيعة؟؟.

وعوض أن يتوجه إلينا نحن في تونس بهذا الكلام (الجميل) عن السيدة عائشة أولى بالسيد الهاشمي أن يتوجه بكلامه (المعسول) هذا لشيعته في إيران والعراق وفي حوزاتهم العلمية وكتبهم فيقنعهم بأن السيدة عائشة هي فعلا أم المؤمنين وأنها زوج النبي المصون بعدها يمكن أن يكون لقوله مصداقية لدينا!!وبالمناسبة ماذا فعل (الشيعة المتنورون)-مثلما يحاول الهاشمي أن يظهر نفسه-لإزالة هذا الركام الضخم وغربلة التراث الشيعي من ثقافة القذف واللعن والسب والهجاء والتشفي والثأر والدماء والعدوانية ،تلك الثقافة التي يسميها السيد الهاشمي تارة باسم علموي(نقد الصحابة) وتارة أخرى هي عنده من (روايات الإخباريين الضعيفة).وفي الحقيقة ماذا سيبقى من معتقدات التشيع إذا غربلنا هذه الأقاويل؟؟.

 إن المواقف الأخيرة من الشيعة للشيخ العلامة يوسف القرضاوي -حفظه الله ونفع به وأمد في عمره وبارك فيه – لتؤكد على  صحة وحقيقة تأصل ثقافة القذف واللعن في الأوساط الشيعية حاليا وليس في الكتب فقط أو التاريخ كما يحاول إيهامنا (الدعاة الشيعة).والشيخ يوسف أبعد ما يكون عن شبهة التشدد أو نفي الآخر أو العداء للشيعة، بل كان دائما من رموز الاعتدال ومن أبرز الداعين لوحدة المسلمين سنة وشيعة ضد أعداء الأمة. وقد أحسن الشيخ القرضاوي عندما أكد على ضرورة أن يتوقف الشيعة عن هذا الافتراء على السيدة عائشة وجعلَه أحد شروط استئناف جهود التقارب.وأسمح لنفسي أن أقترح على الشيخ القرضاوي والعلماء والتيارات الإسلامية في العالم أن يصعّدوا في هذه النقطة ويطالبوا الإيرانيين إذا أرادوا التقارب وإذا أرادوا أن يساندهم الناس في معاركهم المتوقعة وكدليل على حسن نواياهم أن يعلقوا هذه الآيات من سورة النور على مدخل مجلس الشورى الإيراني إن كانوا صادقين في قولهم بأنهم يبرؤون السيدة عائشة كما يبرئها القرآن.كما أدعو إلى أن تنتقل مسألة القذف هذه وسب الصحابة ولعنهم من مجال النصح والتوجيه والمطالبة إلى مجال القضاء والمحاكم وملاحقة كل من يتجرأ على قدف وسب الأخيار من صحابة رسول الله وزوجاته،فإن القوانين في كل البلدان تعاقب على السب والشتم وإشانة السمعة وترويج الإشاعات والأكاذيب على الأفراد إلا بدليل.وهؤلاء قدواتنا وأقرب الناس لنبينا صلى الله عليه وسلم وليسوا أقل من المسؤلين الحكوميين المحميين بالقانون،والقانون أيضا يحمي أي إنسان من الإساءات والبذاءات.ويمكن العمل على استصدار قوانين تجرّم سب وقذف الصحابة والقيام بحملات من أجل ذلك في البلدان التي لا تملك مثل هذه القوانين.     

 ولكن ما سر هذا الموقف الشيعي من السيدة عائشة؟.إنه بالتأكيد موقفها في بدايات خلافة الإمام علي حين خرجت هي ومجموعة من الصحابة ووقع ما عرف بموقعة الجمل، وكان للسيدة عائشة موقف معارض للإمام علي حيث كانت ترى أولوية القصاص من قتلة عثمان في حين أن علي كان يرى أن الوقت غير مناسب وأن تلك المهمة غير ممكنة وقتها.وقد أقرت السيدة عائشة بخطإ اجتهادها هذا،و ذكر هذا المعنى الشيخ القرضاوي في معرض حديثه عن دور المرأة في العمل السياسي فقال:(على أن الآية الكريمة :  » وقرن في بيوتكن  » لم تمنع أم المؤمنين، أفقه نساء الأمة، عائشة رضي الله عنها، أن تخرج من بيتها، بل من المدينة المنورة، وأن تسافر إلى البصرة على رأس جيش فيه الكثير من الصحابة، وفيهم اثنان من العشرة المبشرين بالجنة، ومن الستة المرشحين للخلافة، أصحاب الشورى : طلحة والزبير، تطالب بما تعتقد أنه حق وصواب، من المبادرة بالقصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه.وما يقال من أنها ندمت على هذا الخروج، فهذا ليس لأن خروجها كان غير مشروع، بل لأن رأيها في السياسة كان خطأ.)(من موقع إسلام أون لاين.نت/الفتاوى). إنه خطأ في السياسة التي هي مجال اجتهادي بشري.والنبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في الأمور السياسية بصفته رئيسا للدولة وإماما للمسلمين وحاكما للمدينة:فاجتهد اجتهادا معروفا حول الأسرى في غزوة بدر وسانده أبو بكر في رأيه وخالفهما عمر وكان الصواب مع عمر بنص القرآن،واجتهد النبي في اختيار موقع المعركة في بدر أيضا واقترح الحباب موقعا آخر اعتبره أفضل من مقترح النبي فوافقه النبي وتنازل عن رأيه،واجتهد النبي في غزوة الخندق فاقترح على الأنصار أن يقدم المسلمون مبلغا سنويا للمشركين مقابل رفع الحصار فلم يقبل الأنصار ذلك وقالوا:والله لا نعطيهم إلا السيف،فاستجاب لهم النبي، وغيرها من الاجتهادات…لكن الشيعة لا يرون أن السياسة أو الحكم أو الخلافة أو الإمامة تخضع للاجتهاد والرأي وتقدير المصالح والمفاسد بل يرونها بابا عقائديا محتكرا لفئة محددة (بنص ديني) و(حق إلهي) مزعوم وبالتالي فهم يكفّرون كل مخالف لهم ولأئمتهم باجتهاد بشري شرعته نصوص القرآن كحق إنساني وواجب شرعي:( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ )(الشورى: من الآية38)( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)(آل عمران: من الآية159). كما أنهم يكفرون عائشة ومن معها ممن قاتل عليا من الصحابة مثل طلحة والزبير بسبب قتالهم وحربهم للإمام، وهذا خطأ فادح مخالف للقرآن يقول تعالى:(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا )(الحجرات: من الآية9)فالطائفتان من المؤمنين وإن خالفوا مطلوب الشرع في عدم الاقتتال. لكن توالى الأحداث الدامية والمؤسفة ونيل الشيعة للنصيب الأكبر من المصائب والكوارث كان سببا آخر لرد فعلهم النفسي والفكري المتمثل في الثأر والانتقام من الجميع بالعودة إلى الماضي وكتابة التاريخ بمفعول رجعي كتابة مزيفة تكفَر وتخون وتنفّق(من النفاق) كل الصحابة غير آل البيت.بل ولم يكتفوا بكتابة التاريخ بل قاموا بقراءة كاملة للنص القرآني بناء على نظرية المؤامرة:(مؤامرة الصحابة على آل البيت).والغريب أن هذا الموقف التكفيري من طرف الشيعة لكل الصحابة الذين خالفوا عليا هو نفس موقف الخوارج: فيلتقي بذلك الطرفان النقيضان على موقف تكفيري متشدد واحد، في حين تقف عموم الأمة الإسلامية والطوائف المعتدلة في الموقع الوسطي الطبيعي المناسب لروح هذا الدين ونصوصه.

 ولْقارن الآن موقف هؤلاء المتعصبين التكفيرين الشيعة بموقف من يدّعون أنهم أتباعهم وهم الإمام علي والحسن ابنه وعمار ابن ياسر، ولْنرى موقف هؤلاء الصحابة الأجلاء من السيدة عائشة من الناحية العقدية ومن الناحية الإنسانية قبل الحرب وبعدها. ونبدأ أولا بما قاله عمار بن ياسر وبحضور الحسن بن علي قبل الحرب وقد بعثهما الإمام علي ليستنفرا  أهل الكوفة للانضمام لجيشه ضد الجيش الآخر الذي فيه عائشة و طلحة و الزبير كما جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر:(روى بن أبي شيبة من طريق شمر بن عطية عن عبد الله بن زياد قال: قال عمار: إن أمّنا(يعني أم المؤمنين عائشة) سارت مسيرها هذا وإنها والله زوج محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلانا بها ليعلم إياه نطيع أو إياها).(ويعلق بن حجر مباشرة): ومراد عمار بذلك أن الصواب في تلك القصة كان مع علي وأن عائشة مع ذلك لم تخرج بذلك عن الإسلام ولا أن تكون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فكان ذلك يعد من إنصاف عمار وشدة ورعه وتحريه قول الحق)(فتح الباري ج 13  ص58). وأما بعد المعركة وانتصار علي فجاء في فتح الباري:( إن أول ما وقعت الحرب أن صبيان العسكرين تسابوا ثم تراموا ثم تبعهم العبيد ثم السفهاء فنشبت الحرب وكانوا خندقوا على البصرة فقتل قوم وجرح آخرون وغلب أصحاب علي ونادى مناديه لا تتبعوا مدبرا ولا تجهزوا جريحا ولا تدخلوا دار أحد ثم جمع الناس وبايعهم واستعمل بن عباس على البصرة ورجع إلى الكوفة وأخرج بن أبي شيبة بسند جيد عن عبد الرحمن بن أبزى قال انتهى عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي إلى عائشة يوم الجمل وهي في الهودج فقال يا أم المؤمنين أتعلمين أنى أتيتك عندما قتل عثمان فقلت ما تأمريني فقلت الزم عليا فسكتت فقال اعقروا الجمل فعقروه فنزلت أنا وأخوها محمد فاحتملنا هودجها فوضعناه بين يدي علي فأمر بها فأدخلت بيتا وأخرج أيضا بسند صحيح عن زيد بن وهب قال فكف علي يده حتى بدءوه بالقتال فقاتلهم بعد الظهر فما غربت الشمس وحول الجمل أحد فقال علي لا تتمموا جريحا ولا تقتلوا مدبرا ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن وأخرج الشافعي من رواية علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال دخلت على مروان بن الحكم فقال ما رأيت أحدا أكرم غلبة من أبيك يعني عليا ما هو الا ان ولينا يوم الجمل فنادى مناديه لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح)(فتح الباري لابن حجر ج 13  ص57).

الكامل في التاريخ لابن الأثير:  وجاء في

(وعُقر الجمل، واحتمل محمد ابن أبي بكر عائشة فأنزلها وضرب عليها قبة، فوقف علي عليها وقال لها: استنفرت الناس وقد فروا وألبت بينهم حتى قتل بعضهم بعضاً. فقالت عائشة: ملكت فأسجع، نعم ما ابتليت قومك اليوم، فسرحها وأرسل معها جماعة من رجال ونساء وجهزها بما تحتاج)( ج 2 / ص 52). هذا هو الإمام علي الذي يعرفه المسلمون:هل كفّرها؟هل قتلها؟هل سباها مملوكة إن كانت كافرة كما يقول الشيعة؟هل لعنها وهل سبها؟هل قال لها ما تقوله الشيعة الآن في عرضها؟ هل(انتقم) الإمام علي منها وأخذ بالثأر- يا أصحاب(عقيدة الثأر)- وهو الذي حمّلها مسؤولية القتلى؟؟أرأيتم أخلاق الإسلام وأخلاق الأئمة عند القدرة؟؟وانظر ماذا يفعل الشيعة الآن في العراق من قتل أهل السنة على الهوية  باسم (مذهب آل البيت) و(الطائفة) و(المذهب الحق)؟؟.

وأختم بهذا الرأي للعلامة الدكتور موسى الموسوي (وهو أحد علماء الشيعة وصاحب الشهادة العليا في الفقه الإسلامي (الاجتهاد)، والتي نالها من المرجع الديني الأعلى زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء) وهو يحاول إظهار المذهب الأصلي لآل البيت في خضم هذا البحر المتلاطم من التشدد الشيعي فيقول:(لكن الحيرة كل الحيرة في الطريقة التي اتبعتها الشيعة في معالجتها لمشكلة الخلافة فهي تتناقض كل التناقض مع سيرة الإمام علي وسيرة أولاده من أئمة الشيعة.ولذلك تتملكني الحيرة والدهشة عندما أرى أن شعار الشيعة هو حب الإمام علي وأولاده ولكنهم يضربون عرض الحائط سيرة علي والأئمة من ولده) (موسى الموسوي/الشيعة والتصحيح:الصراع بين الشيعة والتشيع/ طبعة 1987ص11). ولذلك حَقّ للموسوي أن يعتبر هذا المذهب بمحتوياته التي نقرأها ونسمعها الآن بمثابة انقلاب على مذهب آل البيت الأصلي وانحراف عنه، فسمى مذهب آل البيت الأصيل بالتشيع ويفصله عن الأتباع وهم الشيعة فيقول:(وبعد الإعلان الرسمي عن غيبة الإمام في عام 329هـ حدثت في التفكير الشيعي أمور غريبة أدعوها بالصراع بين الشيعة والتشيع أو عهد الانحراف.وكانت أولى هذه الأمور في الانحراف الفكري ظهور الآراء القائلة بأن الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في علي وبالنص الإلهي وإن الصحابة ما عدا نفر قليل منهم خالفوا النص الإلهي بانتخابهم أبابكر) (موسى الموسوي/الشيعة والتصحيح:الصراع بين الشيعة والتشيع/ ص 14)ويواصل فيؤكد أن مسار الانحراف وتوليد الأفكار الجديدة في إطار هذا الخط المبتدع لم تتوقف بل تواصلت إلى الآن داخل هذا المذهب فيقول:(لا بد من القول أنني أواجه أمرين متناقضين أحدهما التشيع والآخر الشيعة.ومن هنا بدأت أستنتج أن ذلك الصراع الذي حدث بين الشيعة والتشيع في الفكر الشيعي بعد الغيبة الكبرى هو السبب الأساسي لكل الانحرافات التي حدثت في الفكر الشيعي بعد الغيبة الكبرى إلى يومنا هذا)(موسى الموسوي/الشيعة والتصحيح:الصراع بين الشيعة والتشيع/ ص11).


 

 

لتعارفوا (7)

إيضاحات بالغة الأهمية

الهاشمي بن علي

Hachemib2007@yahoo.fr

 

 

قال السيد خالد بن سليمان معلقا على ما كتبته سابقا ما يلي:

 

« هل يعقل أن يكون السيد الهاشمي ينقل ما قدمه له غيره هكذا دون تمحيص ولا تدقيق؟أم هي محاولة متعمدة لاستغفال القارئ بالإكثار من إيراد النصوص وتكثيفها في محاولة لتمريرها وجعلها حججا لمقولات واهية؟أم هي مراهنة على تعقيدات مصطلح الحديث بحيث لا يستوعبها القارئ غير الملم بهذا المجال؟.ومهما يكن فإن استعمال هذا النص بهذه الطريقة مؤشر آخر على مستوى تعامل أتباع هذا المذهب مع النصوص النبوية« 

 

أود مرة أخرى أن ألفت السادة القراء إلى أن ما أنشره من نصوص في سياق هذا الجدل المذهبي عنونته قصدا ب لتعارفوا ذلك أن الهدف الذي يحرك ما أكتبه من نصوص ليس حمل الآخرين على الاعتقاد بصحة ما أراه، فهذا شأنهم وهم أحرار في أن يتفاعلوا مع ما يكتب من أي زاوية شاءوا.إنما القصد هو رفع الكثير من اللبس الذي ران على صفحات الحوار المذهبي وجعل تصورات الأطراف المعنية به غير دقيقة. وكنت في السابق قد دعوت بوضوح إلى الاعتراف المتبادل وإلى التعارف والحوار البعيد عن ثقافة التشويه والتشنيع.

 

كما فضلت أن يكون البحث العلمي واسطة الناس في التعارف كي لا تخلط الأفكار ببعض الممارسات التي لا تلزم إلا أصحابها ولا تجد تفسيرها إلا في رهانات التاريخ وصراعاته.

 

وأذكر أنني دعوت إلى عدم التسرع بإطلاق الأحكام وتعميمها وذلك فقط كي لا نكون في جانب مثيري الفتن التي يقف وراءها متعصبو وغلاة الشيعة والسنة على حد سواء.

كما إنني وأمام إيراد روايات تقدح في صحة إسلام الشيعة من جهة الموقف من تحريف القرآن قدمت تفسيرا مقبولا للجميع وهو أن مثل تلك الروايات موجودة في بطون الكتب تبقى في محلها كرويات أحاد لا اعتبار لها في مقام العقائد التي تبنى على القطعي من النصوص.

ولا أذكر أنني أنكرت وجود نصوص تحوي تخليطا ومنكرات قلت إنه يجب الضرب بها عرض الحائط مع الإشارة هنا إلى أن التراث السني يحوي بدوره أمورا عجيبة قد يذهل أمامها أي سني لم يسبق له أن قرأها ولم يحصل له أن غاص في بطون الكتب مكتفيا بما اشتهر من كتبهم.

 

والفيصل عندنا هي هذه الروايات التي نراها ترسم الميزان الصحيح لقبول أورد الروايات:

 

الكليني الكافي الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 69 )

 

عن أيوب بن الحر قال : سمعت أبا عبد الله (ص) يقول : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف .

 

محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن إبن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم وغيره ، عن أبي عبد الله (ص) قال : خطب النبي (ص) بمنى فقال : أيها الناس ما جاء كم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاء كم يخالف كتاب الله فلم أقله .

 

 وهذا هو الميزان الذي تجري عليه بحوث كثير من المحققين الذين أنفقوا أعمارهم في غربلة التراث الذي يحمل كما قلنا الغث والسمين فهدا هو المحقق السيد جعفر مرتضى  يروي في موسوعته الصحيح من السيرة الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 268 )

 

عن جعفر ، عن رسول الله (ص) ، أنه خطب ، فقال : إن الحديث سيفشو علي ، فما أتاكم عني يوافق القرآن ، فهو عني ، وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني .

 

وعن علي (ص) : ستكون عني رواة يروون الحديث ، فاعرضوه على القرآن ، فإن وافق القرآن فخذوه ، وإلا فدعوه .

 

 

 من ناحية الخطاب تبرأت وبوضوح من أي خلق يقوم على السب والشتيمة وقلت إنه ليس من خلق الدين و الإنسانية في شيء وأعترف أنه توجد كتابات متخلفة كتبها بعض المنتسبين للتشيع مسوا يها بعض من عاش مع النبي، بينما المشروع هو دراسة سيرهم ونقدها على ضوء مقاييس الإسلام لتحقيق معنى القدوة فيما حمله لنا التراث من أخبارهم.

 

وأشرت إلى أن العلوم الإنسانية الحديثة تدرس هذه المواضيع على ضوء فرضيات وليس مصادرات لا تلزم سوى عقول أصحابها. ولفت الانتباه إلى أن الملاحدة والباحثين عن الحقيقة يسألنا عن صدق النبي من كذبه وعن حقيقة أنه كان يحب القتل ويشجع على « الإرهاب ». وقلت إنه ليس أمامنا سوى أن يتسع صدرنا للشبهات وأصحابها كي نفهم ما يوردونه على فكرنا وكيف نبدد أوهامهم بالحقائق.

 

أشكل علينا الأخ خالد بن سليمان أننا نأخذ من نصوص السنة ما نشاء ونترك ما نشاء وقلت له إن منهج النقد الداخلي يتيح لنا أن نلزم أية منظومة بما تلزم به نفسها وسقت له دليلا أن مناقشة النصارى قد تتطلب إلزامهم الحجة عبر أيآت الإنجيل ونحن نفعل لذلك دائما كما هو واضح في منهج الفقيد أحمد ديدات رحمه الله، فهل يجب على ديدات أن يتنصر حتى يناقش النصارى بنصوصهم؟ أم هل عليه أن يسلم أن كل الإنجيل لم يحرف حتى يسوغ له ذلك الاستدلال عليهم ببعض ما ورد فيه؟

 

هذه قضايا منهجية واضحة لست أفهم لماذا تثير حساسية لدى الإخوة المخالفين، ولعل بعض ردودهم المتشنجة جاءت كذلك لأنهم مسكونون بعقدة كحاصرة الآخر وتشويهه تمهيدا لعزله وبالتالي تصويره خطرا على الإسلام، تلك النقطة التي هي وبوضوح تطرف في التفكير وتشريع لمنهج التكفيريين الذين عندهم رسالة واحدة تقول: هؤلاء كفرة ويجب أن  يكونوا كذلك بأي طريق ممكن لكي نجهز على شرهم في المهد.

أشكل علينا الأخ المحترم خالد أننا نستعمل نقولا دون التثبت في بعض تفاصيلها مما يجعلنا مثلا كما دلل على ذلك نستعمل رواية فيها مطعن مع أنها قد ترد من طريق آخر صحيح واستنتج أنني إما لا أفهم ما أنقل أو أنني أدلس على الناس.

 

في هذا المقام لن تأخذني العزة بالإثم لذا أقول صادقا والله شهيد على كلماتي إن كثرة النصوص المخالفة وقفزها من قضية لأخرى و تركيزها على بعض النصوص دون أخرى أكثر منها أهمية وأوضح منها صحة جعلني أنقل بعض الاستدلالات ربحا للوقت حيث لا فائدة من إعادة كتابة نفس الفكرة بأسلوب مختلف قليلا في نشرة يومية لا تمنحنا الكثير من الوقت كي نستدرك بالرد ما مر من نصوص ونتابع الجديد منها.

لهذا الواقع حدثت أخطاء أقر بها كان من الممكن تلافيها  مع التذكير أن الأخ خالد عاد ليقر بصحة رواية : »أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم ».

 

بيد أن الأخ خالد في المقابل لم يرد بشيء على نصوص من الصحاح الستة أوردتها وهي تحمل معان خطيرة من قبيل أحاديث الحوض التي يقر فيها النبي أن مآل بعض أصحابه هو النار وأنهم استحقوا مصيرهم لنهم بدلوا بعده وشبه نفسه فيهم  بالنبي صالح في قومه وهو تشبيه مكتنز بالمعاني..ولم يذهب معي إلى العمق : إلى حيث القراءة التاريخية للمجتمع الإسلامي وهل كان فيتلك الصورة الملائكية التي يرسمها البعض؟ وهل تتيح لنا حروب صدر القرون الأولى أن ندرس خلفيات وتداعيات تلك الحروب؟ أم أن تهمة سب الصحابة والطعن فيمن نقلوا لنا القرآن والحديث جاهزة تترصد كل باحث في هذا الشأن؟

غير أن أطرف ما قرأته للأخ خالد هو تفسيره لبعض العبارات التي استعملتها، فقد اقتطعها من سياقها واستفرد بها يحاكمها بأسلوب من الأسف أن أقول إنه طفولي للغاية كقولي « نحن من نحرناه وأذينا فاطمة عليها السلام..إلخ »

 

ذهب « المحقق » الحصيف إلى تفاسير غاية في الغرابة والتعسف بدأت بالتساؤل عن المقصود بنحن ومرت بتفصيل في فكرة »العقدة التاريخية » وحطت الرحال عند » عقدة الخطيئة الأصلية »..فلله درك من باحث « استثنائي » توسل بكل الطرق غير الشفافة وغير الموضوعية لإصدار حكم جائر على النيات مما جعله في تقديري يستحق عن جدارة جائزة أفضل الأعمال في علم الرجم بالغيب و  ديبلوم المهارة في لي عنق الجمل كي تعترف تحت سياطه المذهبية بأنها تدل على « الحقد الدفين » وتعترف بصلتها بأعمال التصفية الطائفية في العراق ولما لا بالمرة العمالة للأجندة الإيرانية..وهكذا تكتمل الحزمة وينجح الأخ خالد فيما يحوك في نفسه التي تشي كلماته ومناهجه بنظرته للشيعة.

 

الواضح من عباراته أنه يحمل لهم مشاعر العداء ويدخر لهم جهود الإدانة، فهو لا يترك شاردة ولا واردة إلا ووظفها في « التنكيل » المعرفي بهم.

 

ربما دافع الأخ عن منهجه بأن البحث العلمي فيما يراه أملى عليه ذلك!!!!لكنني أقول له بأخوية صادقة..عزيزي:

أنسيت قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام  فيما معناه : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

 

إن كنت تكرهنا إلى هذا الحد وترانا فيما توحي به عباراتك شياطين أدهى و أنكى من شياطين الإنس، كيف لك أن تتواصل معنا؟ كيف لك أن تنقل لنا ما تراه خيرا؟

 

في الواقع آن الأوان لأعلن خوفي الحقيقي والمتعاظم من صعود تيار التشدد والتكفير الظاهر والخفي، تيار الإقصاء والعنف المستتر المتحفز للانقضاض على الآخرين بين إسلاميي تونس وخاصة الساكنين بلاد المهجر.

 

هؤلاء ومع الأخبار المتزايدة عن مشاركة أوسع لتونسيين في برامج وعمليات تنظيم القاعدة الإرهابي وفي مواقع متقدمة، أصبحوا يشكلون خطرا على ثقافة التسامح التي أشربتها تونس لأبنائها من تراثها المالكي العريق البعيد عن تعصب السلفية المستورد من شيوخ نجد المتقوقعين داخل ذهنية الأعراب.

لقد دخلت بعض مواقع التونسيين من إسلاميي المهجر (دون تعميم طبعا) ووجدت هناك درجة من التشدد والإقصاء استغربت منه.

أهم ما أثار استغرابي هو أن هؤلاء هم أنفسهم ضحايا الإقصاء فكيف يمارسونه على غيرهم وهم فيما هم فيه من الأوضاع المزرية؟

كيف تراجع بهم التفكير إلى الوراء وهم يعيشون في مجتمعات منفتحة على الحوار والتعددية فأصبحوا مشاريع قاعديين وتكفيريين من الذين يرضعون ثدي السلفية المنغلقة؟

 

يزيد خوفي خوفا على خوف، مع العملية الإرهابية التي كانت المجموعة القادمة من الجزائر تعد لها لتغرق البلاد في ظلام المواجهات المسلحة وتقضي على أمل حل النزاعات الفكرية والسياسية سلميا.

 

ولكي تتضح الصورة عند الأخ خالد، أقول إن استعمال نحن في ذلك المقام هو من قبيل الاستعمال الرمزي الذي يشير الإطار الحضاري الواسع الذي جرت فيه واقعة كربلاء وغيرها. تلك الحوادث جرت في فضاءنا العربي الإسلامي أين تتقاطع الجغرافيا بالتاريخ بالفكر والسياسة لتصنع مشهدا نتحمل فيه مسؤولية الوعي والموقف الصحيح في نهاية الموقف.

 

يمكن لأي من أخي خالد أن يقف على أعتاب القرن الواحد والعشرين فيقول : »و احسر تاه لقد أضعنا فلسطين..أو نحن من يتحمل مسؤولية الفشل في تغيير الواقع العربي: »

 

فهل تفهم عزيزي من العبارة أن نحن تشمل الجميع بنفس المعنى والدرجة؟

 

أليس واضحا للحليم في بطن أمه أن المعنى هو أننا نتحمل مسؤولية شرعية وتاريخية في أن نفهم جيدا ما وقع ونتخذ منه الموقف الصحيح؟

 

أليس الواضح هنا  أن ضمير نحن إنما هو من باب حث الأمة على تحمل المسؤولية والأمانة في تلك الوقائع؟ أليس المعنى الأخص واضحا في اتجاهه فقط لمن تورط في الاعتداء على أهل البيت عليهم السلام؟

 

بمعنى أيها المسلمون..ما دمتم مسلمين هل يعقل أن تسمعوا بذلك وترضون به أو تترضون على من نحر ابن بنت نبيكم؟..هل يعقل أن تدعوا حب محمد وأنتم تهمشون المصيبة التي أدمت قلبه الشريف وأبكت ابنته التي قال إنه يغضب لغضبها؟

 

هذا هو المعنى فلما اختطفته وهربت به بعيدا..إلى حيث فرضت عليه معنى من عندك لم أقصده أبدا..أم هي الرغبة في تشويه الآخر وإدانته بأي وسيلة؟..لعل الأمر فعلا كذلك.

 

على صعيد آخر انصرف الأخ خالد إلى نصوص يمارس فيها هوايته المعتادة : لي العنق صرفا للمعنى الواضح إلى آخر تفوح رائحة التعسف منه بدرجة لا تحتمل.

 

دعونا نأخذ مثال حديث الأئمة الإثني عشر مثالا لهذا الأمر:

 

بداية ليكن واضحا أن النص صحيح لم يستطع التشكيك في صحته لأنه مروي في الصحاح وهذا هو نصه من الصحيحين فتمعن معي أخي القارئ:

 

البخاري التاريخ الكبير الجزء : ( 8 ) – رقم الصفحة : ( 410 )

 

3520 يونس بن أبي يعفور العبدي ( عن ليث – 1 ) واسم أبي يعفور وقدان قال فضيل بن عبد الوهاب نا يونس بن أبي يعفور العبدي قال حدثنا عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال سمعت النبي (ص) يقول لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .

 

 

صحيح مسلم الإمارة – الناس تبع لقريش والخلافة في قريش رقم الحديث : ( 3393 )

 

حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جرير ‏ ‏عن ‏ ‏حصين ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن سمرة ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏النبي ‏(ص) ‏يقول ‏ ‏ح ‏ ‏وحدثنا ‏‏رفاعة بن الهيثم الواسطي ‏ ‏واللفظ له ‏ ‏حدثنا ‏ ‏خالد يعني إبن عبد الله الطحان ‏ ‏عن ‏ ‏حصين ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن سمرة ‏ ‏قال : ‏دخلت مع أبي على النبي ‏ (ص) ‏ ‏فسمعته يقول ‏ ‏إن هذا الأمر لا ‏ ‏ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ‏‏قال ثم تكلم بكلام خفي علي قال فقلت ‏ ‏لأبي ‏ ‏ما قال قال ‏كلهم من ‏قريش .

 

الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3393&doc=1

 

 

ولكي ننتهي من قصة صحته مرة واحدة وللأبد هذا شيخك الألباني يا خالد يصححه:

 

الألباني كتب تخريج الحديث النبوي الشريف رقم الحديث : ( 376 )

 

نوع الحديث : صـحـيـح

 

نص الحديث لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش . وفي لفظ : لا يزال هذا الأمر عزيزا منيعا ينصرون على من ناوأهم عليه إلى اثني عشر خليفة ، كلهم من قريش ، أخرجه مسلم وأحمد وابنه . وله طريق أخرى بلفظ : لا يزال هذا الأمر ماضيا حتى يقوم اثنا عشر أميرا كلهم من قريش ، أخرجه أحمد واسناده صحيح .

 

الرابط:

http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=7806

 

 

 

أولا لي أن أسأل الأخ خالد ومن ورائه الدكتور السالوس الذي ينقل عنه من موسوعته التي كتبها في الرد على الإمامية: بقطع النظر عن توظيف الشيعة »المتعسف » لمعنى النص،

 

لماذا  يا أهل السنة تكتمتم على مثل هذا النص فلم يسمع به المسلمون إلا في مقام الرد على الشيعة؟

 

 

إن النبي يتحدث عن زمن عزة الدين وتقويه باثني عشر أميرا لا ينقضي أمر الدنيا والدين إلا بأن يتصدوا لقيادة الأمة..من هم هؤلاء؟ ما هي الصفات التي استحقوا بها هذا المقام؟ هل المقصود هو المعنى السياسي لمفردات الخليفة والإمام والأمير قصرا؟

 

وإذا كانت الخلافة قد سقطت وقد تداولت عليها أسماء كثيرة فمن هم في عداد من حكمنا قديما وحديثا؟

هل من الممكن أن يكون لهذا الحديث الذي يرسم معالم هامة من مستقبل التجربة الإسلامية صلة ما بالحديث الصحيح:

أخرجه مسلم في صحيحه ، والبيهقي في السنن ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، والتبريزي في مشكاة المصابيح ، والألباني في السلسلة الصحيحة وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

 

« من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية « 

 

صحيح مسلم 3 / 1478 كتاب الإمارة ، باب 13 ، ح 58 ، السنن الكبرى 8 / 156 ، مجمع الزوائد 5 / 218 مشكاة المصابيح 2 / 1088 ح 3674 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة 2 / 715 ح 984 .

 وهو أيضا في مسند أحمد 4 / 96 ، مجمع الزوائد 5 / 218 ، مسند الطيالسي ، ص 259 ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 7 / 49، حلية الأولياء 3 / 224 ، كنز العمال 1 / 103 ح 464 ، 6 / 65 ح 14863 .

مجمع الزوائد 5 / 224 ، 225 ، كتاب السنة ، ص 489 ح 1057 ، قال الألباني : إسناده حسن ورجاله ثقات

وإنني والله أسأل عن حالك وحال من هو في مثل وضعك هل في عنقكم بيعة؟ وربما أجبتموني نعم إن في عنقنا بيعة لقادة حركاتنا..لكن للحديث النبوي الكريم صلة بآخر غيره هو التالي:

 

« من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية »

 

 

وهذا سنده: صحيح البخاري 5: 13 باب الفتن، صحيح مسلم 6: 21 ـ 22 | 1849.

 

هنا نحن أمام فرضيا حسمها الشيعة بالقول إن الأئمة هنا عبر عنهم بألفاظ مختلفة تلتقي في النهاية عند معنى الحجية الذي فسرته سابقا وقلت إنه أوسع من المعنى السياسي الضيق، واستدللت بأن أغلب الأنبياء لم يكونوا مبسوطي اليد بل إن منهم من وزره فرعون في دولته والمقصود يوسف عليه السلام، لكنه في ميزان الحجية يبقى حجة الله على خلقه فهو الأمير وهو الخليفة وهو الإمام حقا.

 

ويقول الشيعة إن الأمة لم تختلف في قدر وعلم أئمتها بل إن ألفاظ العلماء وعامة الجمهور تفيض بتقديرهم حد التبرك بآثارهم الشريفة لا فرق في ذلك بين سني أو شيعي. وهم يقولون إن أيمتنا كانوا أهل السبق في العلم والخلق ولم يسجل عليهم التاريخ كذبة أو سقطة أو خيانة، بل كانوا مثلا راقية ومرايا صافية عكست مفاهيم الإسلام وقيمه، وبالتالي هم المقصود من كل مصاديق الإمارة والخلافة والإمامة سواء حكموا أو لم يحكموا.

 

ويستدل الشيعة على صحة ما يذهبون إليه بأدلة تشير إلى أن المعني بتلك الكلمات المحمدية إنما هم الإمام علي وبنوه حتى اشتهر علي عليه السلام بلقب الوصي في الأفاق و لك أن تجول في القواميس لتبحث في مفردة وصي وأقرأ أخي ما تجده وأعجب معي:

 

فقد ورد في مادة الوصي من تاج العروس :  » والوصي كغني لقب علي رضي الله تعالى عنه  » .وفي لسان العرب :  » وقيل لعلي ( ع ) وصي  » ، وسيأتي قول المبرد في الكامل في اللغة بعيد هذا . وورد ذكره في شعر الشعراء منذ عصر الصحابة مثل قول حسان بن ثابت شاعر النبي ( ص ) في قصيدته بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله :

جزى الله عنا والجزاء بكفه * أبا حسن عنا ومن كأبي حسن حفظت رسول الله فينا وعهده * إليك ومن أولى به منك من ومن ألست أخاه في الهدى ووصيه * وأعلم منهم بالكتاب والسنن

 

 

وأحسب كما قلت سابقا أن العقل السني وقع ضحية القراءة الرسمية للتاريخ وهي عقدة لا تقل خطورة عن « عقد المظلومية والثأر التاريخي » فصاحبها ينطلق في البحث مشبعا بذهنية أنه الفرقة الناجية وشعب الله المختار وصاحب الحقيقة وهو الأكثر عددا والأطول يدا له الأمر من قبل ومن بعد ويجب شكره في اليوم ألف مرة لأنه تسامح وسمح للشيعة بمجرد الكينونة

( تذكروا الكلمات المؤسفة للشيخ القرضاوي في مؤتمر التقريب في الدوحة) والتي لم نجد لها من إعراب في سياق فكرة التعددية وحق الاختلاف.

 

في المقابل ماذا فعل علماء السنة أمام هذا النص الورطة:

 

كالعادة، سادتي المسلمين أخواتي المسلمات أريد أن أقول لكم إن السيد خالد بن سليمان ومن وراءه السالوس ومن قبلهما الذهبي وأتباع مدرسة ابن تيمية تصريحا وتلميحا عملوا ما وسعهم في إطفاء نور آل محمد فلووا أعناق النصوص ووهنوا أخرى بتعلات واهية، أما ألخطر فهو أنهم حرفوا نصوصا أخرى وتركوا من وراء محاولتهم المرتبكة أثر الجريمة عارا لن تمحوه القرون المتتالية.

 

سادتي إن أقوى دليل على أن المقصود بالإثني عشر إنما هم أيمتنا، هو عين ما فعله كبار الرواة والمفسرين والمتكلمين من تحريف و بتر وتدليس للرواية. هم أدركوا المقصود منها وعلموا مدى قوة كلالتها على صحة معتقد الإمامية فتناولوها بيد بعيدة عن الموضوعية والأمانة العلمية والأخلاقية.

 

وهذا أولا اضطرابهم في تعيين المقصودين بالرواية الشريفة:

 

فقد قال ابن العربي في شرح سنن الترمذي :  » فعددنا بعد رسول الله ( ص ) اثني عشر اميرا فوجدنا ابا بكر . عمر . عثمان . علي . الحسن . معاوية . يزيد . معاوية بن يزيد . مروان . عبد الملك بن مروان . الوليد . سليمان . عمر بن بعد العزيز . يزيد بن عبد الملك . مروان بن محمد بن مروان . السفاح . . .  » . ثم عد بعده سبعا وعشرين خليفة من العباسين إلى عصره ، ثم قال :  » وإذا عددنا منهم اثني عشر انتهى العدد بالصورة إلى سليمان وإذا عددناهم بالمعني كان معنا منهم خمسة ، الخلفاء الأربعة وعمر بن عبد العزيز ولم أعلم للحديث معنى . « 

شرح ابن العربي على صحيح الترمذي 9 / 68 – 69

وقال القاضي عياض في جواب القول : أنه ولي أكثر من هذا العدد :  » هذا اعتراض باطل ، لأنه ( ص ) لم يقل : لا يلي إلا اثنا عشر ، وقد ولي هذا العدد ، ولا يمنع ذلك من الزيادة عليهم « 

شرح النووي على مسلم 12 / 201 – 202 وفتح الباري 16 / 339 واللفظ منه وكرره في ص 341

ونقل السيوطي في الجواب :  » أن المراد : وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى القيامة يعملون بالحق وان لم يتوالوا « 

تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 12

وفي فتح الباري :  » وقد مضى منهم الخلفاء الأربعة ولابد من تمام العدد قبل قيام الساعة  »

وقال ابن الجوزي :  » وعلى هذا فالمراد من ( ثم يكون الهرج ) : الفتن المؤذنة بقيام الساعة من خروج الدجال وما بعده « 

فتح الباري 16 / 341

قال السيوطي :  » وقد وجد من الاثني عشر الخلفاء الأربعة والحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز ، هؤلاء ثمانية ، ويحتمل ان يضم إليهم المهدي العباسي لأنه في العباسيين كعمر بن عبد العزيز في الأمويين ، والطاهر العباسي أيضا لما أوتيه من العدل ويبقى الاثنان المنتظران احدهما المهدي لأنه من أهل البيت « 

الصواعق المحرقة ص 19 ، وتاريخ السيوطي ص 12 .

وقيل :  » المراد : أن يكون الاثنا عشر في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام واستقامة أموره ، ممن يعز الإسلام في زمنه ، ويجتمع المسلمون عليه « 

 أشار إليه النووي في شرح مسلم 12 / 202 – 203 ، وذكره ابن حجر في فتح الباري 16 / 338 – 341 والسيوطي في تاريخه ص 12

وقال البيهقي :  » وقد وجد هذا العدد بالصفة المذكورة إلى وقت الوليد بن يزيد بن عبد الملك ثم وقع الهرج والفتنة العظيمة ثم ظهر ملك العباسية ، وإنما يزيدون على العدد المذكور في الخبر ، إذا تركت الصفة المذكورة فيه ، أو عد منهم من كان بعد الهرج المذكور « 

نقله ابن كثير في تاريخه 6 / 249 عن البيهقي

وقالوا : والذين اجتمعوا عليه : الخلفاء الثلاثة ثم علي إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين فتسمى معاوية يومئذ بالخلافة ، ثم اجتمعوا على معاوية عند صلح الحسن ، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك ، ثم لما مات يزيد اختلفوا إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير ، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة : الوليد ثم سليمان ثم يزيد ، ثم هشام ، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز ، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك اجتمع الناس عليه بعد هشام تولى أربع سنين.

تاريخ الخلفاء ص 11 ، والصواعق ص 19 ، وفتح الباري 16 / 341

ونقل ابن الجوزي في  » كشف المشكل  » وجهين في الجواب : أولا :  » انه ( ص ) أشار في حديثه إلى ما يكون بعده وبعد أصحابه ، وان حكم أصحابه مرتبط بحكمه ، فأخبر عن الولايات الواقعة بعدهم فكأنه أشار بذلك إلى عدد الخلفاء من بني أمية ، وكأن قوله :  » لا يزال الدين  » أي الولاية إلى أن يلي اثنا عشر خليفة ، ثم ينتقل إلى صفة أخرى أشد من الأولى ، وأول بني أمية يزيد بن معاوية وآخرهم مروان الحمار ، وعدتهم ثلاثة عشر ، ولا يعد عثمان ومعاوية ولا ابن الزبير لكونهم صحابة ، فإذا أسقطنا منهم مروان بن الحكم للاختلاف في صحبته، أو لأنه كان متغلبا بعد أن اجتمع الناس على عبد الله بن الزبير صحت العدة ، وعند خروج الخلافة من بني أمية وقعت الفتن العظيمة والملاحم الكثيرة حتى استقرت دولة بني العباس ، فتغيرت الأحوال عما كانت عليه تغييرا بينا «  فتح الباري 16 / 340

وقال قوم :  » يغلب على الظن انه عليه الصلاة والسلام اخبر – في هذا الحديث – بأعاجيب تكون بعده من الفتن حتى يفترق الناس في وقت واحد على اثني عشر أميرا ، ولو أراد غير هذا لقال : يكون اثنا عشر أميرا يفعلون كذا فلما أعراهم عن الخبر عرفنا أنه أراد أنهم يكونون في زمن واحد . . .  » فتح الباري 16 / 338

قال ابن حجر :  » وهو كلام من لم يقف على شئ من طرق الحديث غير الرواية التي وقعت في البخاري هكذا مختصرة . . .  » فتح الباري 16 / 338

هكذا ترون كيف ذهبت بالقوم مذاهب شرقا وغربا في صرف معنى الحديث ولم يروا في نص الحديث ما يمكن وصله بأحاديث ونصوص أخرى أهمها حديث الثقلين الذي ضمن للأمة أنها إن تمسكت بأهل البيت فلن تضل أبدا لأنهم مثل القرآن منجاة من الذنوب وإلا فإن الرسول ما كان ليضمن فيهم وهو إذ يفعل ذلك إنما بأمر من ربه وليس اجتهادا من عنده صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد كنت أود أن أواصل إمطار الأخ خالد بالنصوص المفبركة الموضوعة من الصحاح الستة دون غيرها وهو ما قطعته على نفسي ولكن شاء القدر اليوم غير ذلك فلنا غدا عودة إلى نصوص أخرى مع الإشارة إلى أن الأخ خالد جعل يقول ويعيد في قصة النصوص المنكرة التي تحمل في طياتها الغلو أو الحط من مقامات شريفة بنحو أو آخر وها أنا أبشره والقراء الكرام أن تهيئوا قريبا لنصوص الصحاح الستة التي يشيب من هولها الولدان ولتكن الأيام القليلة القادمة مهلة يفزع فيها صديقي خالد بن سليمان إلى فيصل نور وإلى مواقع التطرف السلفي يلوذ بها علها تنجده في حربه على فضائل آل محمد وعلى صورة محبيهم من غير أبناء مذهبه الذي سمى نفسه : أهل السنة ..وهل نحن ننشر إلا سنة كتموها وعتموا عليها قرونا تليها قرون.

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.