To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســـان
تونس في 01 فيفـري 2007
بيــــــــان
تتابع الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بانشغال بالغ حملة الإيقافات والمداهمات والإختفاءات التي طالت أعدادا كبيرة من الشبان من مختلف مناطق الجمهورية في المدة الأخيرة . وقد تكثفت هذه الحملة بعد الأحداث الدامية التي شهدتها الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة ومدينة سليمان في الفترة من 23 ديسمبر إلى 03 جانفي 2007، فقد اتصلت عدة عائلات بالهيئة المديرة للرابطة وبفروعها لتعلم عن « اختفاء » بعض أفرادها إثر إيقافهم من طرف أعوان أمن عادة ما يكونون بالزي المدني، إذ تنكر مصالح الأمن بعد ذلك علمها بهؤلاء الموقوفين ويصل الأمر إلى حدّ التهديد بالإيقاف لمن يتصل بتلك المصالح للسؤال عن « المختفي »، وقد بقيت دون نتيجة عديد المراسلات التي وجهتها الرابطة إلى وزارة الداخلية للمطالبة بإعلامها وإعلام العائلات بما يتم من إيقاف واحترام القانون وحقوق الأفراد.
ويتواصل « اختفاء » عدد من الموقوفين منذ أسابيع دون أن يتمّ إعلام عائلاتهم بأماكن إيقافهم والتهم الموجهة اليهم ودون احترام آجال الإحتفاظ المحددة بستة أيام كحدّ أقصى. كما تحجم مصالح الأمن عن إعلام عائلات الموقوفين مسبقا بإحالة هؤلاء الموقوفين على العدالة مما يحول دون تكليف محامين للدفاع عن هؤلاء الموقوفين عند إحالتهم على قضاة التحقيق ودون زيارتهم في السجن وإعداد وسائل الدفاع معهم.
وفي نفس الوقت يتواصل التضييق على عمل المحامين المكلفين بالدفاع عن الشبان المحالين بمقتضى قانون الإرهاب، إذ يجدون صعوبات جمة في الحصول على معلومات من مصالح المحكمة بخصوص حرفائهم ويتعمد الإتيان بهؤلاء الموقوفين دون تسجيل أسماء الكثير منهم بالدفاتر المعدّة لذلك وامتناع قضاة التحقيق من قبول نيابة المحامين وتمكينهم حضور استنطاقات منوبيهم ما لم يكونوا عارفين بعدد القضية، وهو العدد الذي تحجم مصالح وكالة الجمهورية عن مدّهم به في كثير من الحالات. كما تتعمد تلك المصالح إحضار بعض الموقوفين أمام قضاة التحقيق المتعهدين في أوقات متأخرة وحتى خارج أوقات العمل حتى تتمّ الإستنطاقات بدون حضور محامين.
والرابطة تذكر بموقفها الدائم من ضرورة احترام القانون وحقوق الإنسان واحترام الذات البشرية وعدم اللجوء إلى التعذيب مهما كانت المبررات واحترام حقوق الدفاع وعدم إيقاف أي مواطن خارج إطار القانون واحترام آجال الإحتفاظ في كل الحالات، وهي تلحّ مرة أخرى على ضرورة التعجيل بإحالة الموقوفين على القضاء واحترام كل شروط المحاكمة العادلة وإطلاق سراح كل من لم تتوفر أدلة قاطعة على ارتكاب الجرم المنسوب إليه.
وتذكر بما جاء في بيانها المؤرخ في 05 جانفي 2007 من إدانة للإرهاب وتذكير بأن مواجهة ذلك الخطر لا تكون فقط بالمعالجة الأمنية « ولكن بتشريك المجتمع بكل مكوناته، وإطلاق الحريات العامة، واحترام الحقوق الأساسية للمواطنين. فالديمقراطية وحقوق الإنسان هما من بين الضمانات الرئيسية لتشكيل رأي عام مضاد للجماعات الإرهابية ولمختلف المخاطر التي تهدد البلاد ومكاسبها ».
وتنبه الرابطة إلى خطورة الخلط بين من يحمل السلاح ويهدد أمن المواطنين وذلك بالاستناد على أفكار متطرفة وتكفيرية، وبين غيرهم من المواطنين بقطع النظر عن توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية وعقائدهم الدينية.
عن الهيئــة المديــرة
الرئيـــس
المختــار الطريفـــي
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع سوسة
سوسة في 30 / 01 / 2007
بيان
على اثر إيقاف العشرات من الشباب على خلفية المواجهات الأخيرة بين قوات الأمن و المجموعة السلفية المسلحة اتصل بفرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان العديد من العائلات تطالبه بالتدخل لدى السلط المعنية لتحديد أماكن إيقاف أبنائها و طبيعة التهم المنسوبة إليهم و نذكر من بينهم =
1 – عماد بن عامر 33 سنة أوقف يوم 27/12/2006
2 – أيمن ذويب 22 سنة أوقف يوم 29/12/2006
3- ياسر الغالي 28 سنة أوقف يوم 18/01/2007
4- يوسف مازوز 20 سنة أوقف يوم 18/01/2007
استجابة لهذه الشكاوي و التزاما منه بميثاق الرابطة و بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان يتوجه الفرع للسلطة المعنية لمطالبتها
– باحترام الآجال القانونية للاحتفاظ التحفظي.
– بإطلاق سراح الموقوفين أو إحالتهم على القضاء.
– إعلام العائلات بأماكن تواجدهم و تمكين المحامين بالقيام بواجبهم.
– كما لا يفوته أن يعبر عن خشيته من أن يطال الإيقاف بعض الأشخاص الأبرياء و لما قد يتعرض له الموقوفين من تعذيب.
و يؤكد على ضرورة احترام الحرمة الجسدية للموقوفين و حقهم في محاكمة عادلة.
و لايفوته أن يذكر بإدانته للعنف كأسلوب للعمل السياسي و تأكيده على أن تحصين المجتمع يستوجب إطلاق الحريات العامة و الفردية و إشاعة الحرية و الديمقراطية.
عن هيئة الفرع الرئيس جمال مسلم
الصحفي أيمن ألرزقي يتعرض إلى مضايقات البوليس
تعرض الصحفي بقناة الحوار التونسي أيمن ألرزقي إلى المضايقة والاستعلاء على الكاميرا التي كانت بحوزته ,وذلك يوم 30جانفي الماضي, حيث تم تبعه على الساعة السابعة والنصف مساءا من قبل أعوان بالزى المدني تابعين لمنطقة الأمن بباب بحر وذلك على اثر خروجه من مقر حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات ووقعت هذه المراقبة والمتابعة إلى حدود الدندان حيث وقع مناداة أيمن ألرزقي بالاسم واللقب من قبل هؤلاء الأعوان موجهين له أسئلة حول مكان تواجده أي بمقر حزب التكتل الديمقراطي, واستعملوا معه ألفاظا بذيئة مذكرين إياه أن عمله بقناة الحوار سوف يدفع ضريبته ,وتم تفتيشه ودفعه بالقوة والاستيلاء على كاميرا قناة الحوار التي كانت بحوزته .ولقد تنقل الزميل أيمن ألرزقي إلى منطقة الأمن لاستيضاح الأمر واستعادة ما سلبوه. إلا أنهم اعلموه أن ما وقع له ليس من قبل أعوان امن وانه لا دراية لهم بذلك وحرر في الغرض محضر بالأوصاف بطلب من أيمن ألرزقي. علما وان أيمن ألرزقي قد تعرف على الأعوان الذين سلبوه الكاميرا واعتدوا عليه باللفظ وهم اللذين سبق أن تعرضوا إلى سبيل الزميل توفيق العياشى. والى حدود اللحظة لم يتمكن أيمن من استعادة الكاميرا. إن هذه الممارسات التي يتعرض لها صحفيي قناة الحوار التونسي من مضايقات قصد ثنيهم, وتعطيل الكلمة الحرة والتضييق على العمل الصحفي النزيه والمسئول لن يثني طاقمها عن العمل والالتزام بالرسالة الصحفية التي أنشأت من اجلها القناة . وان هذا الأسلوب في التعاطي الأمني مع إطار إعلامي ديمقراطي وتقدمي لن يساهم إلا في مزيد الانغلاق والتحجر والتضييق على الكلمة الحرة التي هي بالأساس قوام الوطن الحر الذي نريده لتونس . وإضافة إلى مساندة الزميل أيمن الرزقى والمطالبة بإعادة ما سلب منه والكف عن مضايقة صحفيي القناة والإقرار بحقها في نقل الأحداث والتقارير الصحفية والآراء الحرة إلى كل تونسية وتونسي, فإنني أتوجه إلى كافة الصحفيين التونسيين من النزهاء وأصحاب الضمير الصحفي وأنصار الإعلام الحر والمستقل والى كافة القوى الديمقراطية التونسية بالوقوف إلى جانب القناة والتنديد بما تتعرض إليه من مضايقات متتالية . لطفي الهمامي 31 جانفي 2007
وزير الداخلية الموريتاني يؤكّد وجود تنسيق أمني مغاربي لمكافحة الاٍرهاب
تونس / 31 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: شدد وزير الداخلية والبريد والمواصلات الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين على أن وزراء داخلية دول اٍتّحاد المغرب العربي عقدوا بتونس اٍجتماعا تشاوريا لتنسيق الجهود بشأن مكافحة الاٍرهاب. وقال محمد الأمين ليونايتد برس أنترناشيونال مساء اليوم الأربعاء على هامش اٍنتهاء أعمال الدورة الرابعة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب،اٍن هذا الاٍجتماع شارك فيه اٍلى جانبه كل من وزير الداخلية التونسي رفيق بالحاج قاسم ،والجزائري دحو ولد قابلية،والليبي صالح رجب،والمغربي شكيب بن موسى. وأضاف اٍنه تم خلال هذا الاٍجتماع الذي وصفه « بالتّشاوري والتّنسيقي » اٍستعراض الوضع الأمني في المنطقة المغاربية،كما تمّ خلاله أيضا اٍتّخاذ جملة من الاٍجراءات الهامة، رفض الكشف عن طبيعتها. ورفض الوزير الموريتاني ربط هذا الاٍجتماع التنسيق بتداعيات اٍعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية مؤخرا عن تغيير اسمها ليصبح « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاٍسلامي« . وقال اٍن التنسيق الأمني المغاربي ليس مرتبطا بمثل هذا الاٍعلان،كما أنه ليس مرتبطا أيضا بوجود تهديدات اٍرهابية جدّية تستهدف المنطقة المغاربية. وكانت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية التي يقدّر عدد أفرادها بنحو 500 عنصر،قد تبنّت مسؤولية عدّة هجمات اٍرهابية في الجزائر،منها تفجير حافلة تقل عمال نفط أجانب في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وقد أثار قرار اٍرتباطها رسميا بتنظيم القاعدة برئاسة أسامة بن لادن مخاوف عديدة في المنطقة المغاربية،لاسيما وأن قرارها هذا جاء بعد أيام قليلة من المواجهات المسلّحة بين قوات الأمن التونسي ومجموعة اٍرهابية مطلع الشهر الجاري بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة. ومن جهته أكّد وزير الأمن العام الليبي العميد صالح رجب اليوم الأربعاء عقد هذا « الاٍجتماع التنسيقي »،وشدّد على أهمية التّنسيق الأمني المغاربي في مجال مكافحة الاٍرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. وقال « نعم عقد مثل هذا الاٍجتماع،لأن هناك ضرورة للتنسيق،حتى تبقى المنطقة المغاربية آمنة ومستقرة، ثم ما هو المانع الذي يحول دون مثل هذا التنسيق؟« . وكانت تقارير سابقة تحدّثت عن تنسيق مغاربي لمحاصرة ظاهرة الاٍرهاب التي تعاني منها الجزائر،والتي ضربت في تونس في مطلع الشهر الجاري،وقبلها في المغرب وموريتانيا، حيث بدا واضحا وجود علاقات بين الجماعة السلفية الجزائرية والمجموعات المتطرفة الناشطة في المغرب،وتلك التي تمّت السيطرة عليها في تونس. وسبق لوزير الدّاخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني أن أكّد أكثر من مرّة أن أجهزة الأمن الجزائرية والتونسية تعمل بتعاون وثيق منذ عدّة سنوات،وقال اٍن التّنسيق الأمني مع السلطات التونسية بخصوص الاٍشتباك الأخير الذي وقع بين قوات الأمن التونسية ومجموعة مسلحة أثبت أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية لها علاقة بهذه العملية. وكان وزير الداخلية التونسي رفيق بالحاج قاسم قد أعلن في وقت سابق أن عددا من عناصر المجموعة الاٍرهابية التونسية تسللوا اٍلى تونس من الجزائر،وأشار اٍلى أن بلاده تواصل التّحقيق مع عناصر هذه المجموعة بالتنسيق مع بعض الدول .
السلطات التونسية تنفي منع دخول جزائريين إلى أراضيها
تونس تنفي اخبارا عن منع الجزائريين الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما من دخول ترابها
رئيس الدولة يهتم بسير نشاط المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية
رئيس الدولة يتلقى التقرير السنوي للمجلس الدستوري
إبراز التطور الايجابي الذى شهدته العلاقات القائمة بين تونس والاتحاد الاوروبي
اجتماع المكاتب السياسية لاحزاب (اللقاء الديمقراطي)
ليبيا تفرض نظام التأشيرة على «جميع العرب» …
وزراء الداخلية العرب اعتمدوا خطة جديدة لمكافحة الإرهاب
ليبيا تدافع عن قرارها فرض تأشيرة دخول علي العرب وتمهل العمالة الأجنبية شهرا لمغادرتها
انتشار الجماعة السلفية الجهادية في المغرب العربي
كل إنسان يبقى إنسانا… و يجب أن يعامل كإنسان لا كوحش، و لو ارتكب أعمال وحشية…
جراد في احتفال بالذكرى 61 لإنشاء الاتحاد
لن نقبل التدخل في شؤوننا من أيّ كان
محمد الحمروني
شدّد الأمين العام للاتحاد الشغل السيد عبد السلام جراد على أن » الشغالين يدافعون عن كرامة تونس وأمنها ويجعلون ذلك في مقدمة اهتماماتهم، ولكن هؤلاء الشغالين واتحادهم لا يمكن أن يكونوا طرفا فاعلا ما لم تكن المنظمة شريكا كاملا ومستقلا وهم لا يقبلون التدخل في شؤون من أي طرف كان حزبي سياسي وغيره ».
بهذه الكلمات حاول الأمين العام أن يبدي موقفا حاسما من الذين يحاولون التدخل في شؤون المنظمة العمالية والضغط عليها لتوجيه خيارتها. ويبدو أن جراد أراد بهذه الكلمات إرسال أكثر من رسالة إلى عدة أطراف في أن واحد وعلى رأسها السلطة الحاكمة في بلادنا.
وقال جراد في كلمته التي ألقاها بمقر الاتحاد يوم 19 جانفي الجاري « نؤكد عن التزامنا بقضايا المجتمع المدني لان مجتمعا مدنيا قويا من شانه أن يصلب الوحدة الوطنية « .
وعن الأوضاع الاجتماعية أكد جراد على ضرورة إيقاف التصرف بدون مسؤولية تجاه الطرف العمالي بدءا من إيقاف عمليات الطرد التعسفي وغلق المؤسسات. كم أكد على ضرورة احترام الحق النقابي وإعطاء المكانة اللازمة للاتحاد كطرف اجتماعي وشريك رئيسي.
وحدد جراد المهام التي سيركز عليها الاتحاد في الفترة القادمة وحدد محاورها بالملفات الكبرى وهي:
ملف التأمين على المرضى: واعتبر أن الحديث في هذا الموضوع والتفاوض بشأنه أصبحا من الماضي والمطلوب الآن هو تطبيق ما تم الاتفاق عليه. ووعد جراد بان تكون السنة القادمة سنة تطبيق الاتفاقية.
المناولة: التي اعتبرها ضربا أساسيا للحق النقابي وللعلاقة بين الأطراف الاجتماعيين ولديمومة الشغل. ودعا القواعد للتحرك من اجل إيقاف العمل بالمناولة وهدد بان المركزية ستتدخل في حال أي تقصير للقيام بالتحركات اللازمة في هذا الخصوص. وقال « لا مساومة في القضاء على المناولة ».
التقاعد والصناديق الاجتماعية: التي أصبحت حسب رأيه في وضع لا يمكن تجاهله، ووعد الأمين العام بان يكون هذا الملف جاهزا في سنة 2007 حتى « نتمكن من حماية هذه الصناديق وحماية تواصل خدماتها ».
حماية المسرحين وإعادة إدماجهم: وفي هذا الصدد أطلق الأمين العام دعوة لإنشاء صندوق لحماية المسرحين وإعادة رسكلتهم قصد إدماجهم من جديد في الدورة الاقتصادية.
وكان الأمين العام بدأ كلمته باستعراض مطول لأهم المراحل التي عاشها الاتحاد قبل تكوينه وقال « 20 جانفي 1946 كان يوما حاسما في تاريخ الاتحاد ولكنه لم يكن الأول ». وعاد الأمين العام بالذاكرة إلى فترة محمد على الحامي « مؤسس الفكر الاجتماعي في بلادنا » وشدد على أن الاتحاد يثمّن عاليا المجهودات التي بذلها الحامي لذلك « نحن نعمل على إحياء ذكرى انبعاث جامعة عموم العملة التونسيين ».
وبعد الحديث عن فترة محمد على تحدث الأمين العام عن فترة القناوي التي مثلت محطة مهمة في تاريخ الاتحاد ووعد بان تخصص دراسات وبحوث من اجل كشف الغموض عن تلك المرحلة.
أما مرحلة حشاد فكانت حسب الأمين العام فترة انخراط المنظمة في معركة تحرير البلاد من الاستعمار وقال جراد « لا يوجد موطن قدم في البلاد لم يشهد نضالات الاتحاد وأبنائه حتى يتخلص هذا الشعب من ربقة الاستعمار ».
وحسب الأمين العام فان استشهاد حشاد » كان إعلانا على أن الاتحاد له الجانب الأوفر في مسيرة تونس نحو الاستقلال وبناء الدولة ».
بعد ذلك استعرض الأمين العام أطوار » المسيرة الصعبة والمريرة من الاستقلال إلى الآن حتى تكون تونس لكل أبنائها ». وتحدث عن مؤتمر بنزرت وأزمة 65 المفتعلة التي تواصلت حتى سنة 1969 كما تحدث عما عاشه الاتحاد سنتا 1978 و1985 .
وختم الأمين العام بالقول « ونظرا لما قدمته منظمتنا من تضحيات سواء خلال مرحلة التحرير أو بناء الدولة وإقامة السيادة فانه من حقنا أن نعامل كشريك كامل الحقوق في هذا الوطن وان يعامل الطرف النقابي بالإحترام الذي يستحق ».
الحركة الإسلامية ومسألة التغيير
راشد الغنوشي
إلى رئيس الجمهوريٌة التونسيٌة
و القائد الأعلى للقوات المسلحة
لقد أتاني حديث الغاشية يوم 19من شهر يناير الحالي من السنة الجارية و على الساعة 16:48:28 من طرف صديقكم كبير المقام السيٌد حمٌادي الفرجاوي طالبا منٌي الرجوع إلى أرض الوطن إذا كنت أكن لكم من الصداقة الشيء الملموس.
كما أكٌد لي أنه لا علما لكم بما جرى لي و بالتالي بكل ما كتبته لكم من أشياء من خلال الإدارة العامة للمصالح المختصٌة وحتى عن طريق موقع تونس نيوز الإخباري. وعرٌج في الأثناء على المكتوب الموجه إليكم ثمٌ إلى كل من وكيل العام للجمهوريٌة بمحكمة الإستئناف بتونس و السيٌد المفقد العام لوزارة العدل و حقوق الإنسان لاتقاء من يتربص بي شرا ويريد بي ضرٌا ممن لهم إعاقة ذهنيٌة وتخلف أمني من المركزيٌة الأمنيٌة التونسيٌة في موضوع إتصال منظمة القاعدة بي عن طريق محامي جزائري.
إني مستعد للرجوع إلى أرض الوطن و خدمته بالصدق و العفاف على أن يتم بعث وكالة للأمن القومي و الحريات الأساسيٌة تتبع مباشرة رئاسة الجمهوريٌة و تدار من طرف لجنة تتضمن أسماء بارزة في الطهارة و نكران الذان من أهل الإختصاص و القضاء و رجال القانون و بعض عناصر السلطة الرابعة . و إشهار ذلك بالرائد الرسمي للبلاد التونسيٌة ثٌم يتم الإفراج عن كل سجناء الرأي و إبعاد دون إذلال أو تجويع عن المركزيٌة الأمنيٌة في الخاصة و الوظيفة العموميٌة في العامة كل من ساهم و تورط في التعذيب و إستصغار النفس البشريٌة و هَتَك الجسد الآدمي .
هنا ألفت نظر بعض رجال الدكتور الظواهري على عدم قدرتي في الوفاء بتعاهدي للقيام بلقاء صحفي خاص بالتليفزيون السويدي و أقول لأحد رجاله بأنه لا داع في تهديدي بتدمير أسرتي في تونس فالغباء الملحوظ و الجهل المطبق وعدم الأهليّة البسكولوجيّة للمدعو ( Max Knutsson ) أحد أبرز عناصرإدارة الأمن الخارجي للدولة السويديّة ومندوب اللوبي المعروف لديها في الباطن ومسؤول على رأس لجنة إعلاميّة عليا تتبع رئاسة الوزراء في ظاهر من جهة ورجال بن علي إبتداءا من محمد عليّ القنزوعي إلى غاية محمد صالح الهرماسي من جهة أخرىٌ قد تولوا ذلك بنجاح باهر حتى الشيطان لم يتفتق ذهنه في ذلك ولا أعتى مجموعة من المجتمع الأمني الإسرائيلي فكرت في تلك الطريقة منذ بعث دولة إسرائيل إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها .
و لاأترك أن تفوتني الفرصة بأن أنصح رجال الدكتور الظواهري إذا كانوا يريدون مقارعة امريكا وقهرها فعليهم تعلّم طريقة بن عليٌ في التعامل مع شعبه و التفنن في إستصغاره إذلال وأسلوب بطانته و آل أصهاره في تدمير النفس البشريٌة وجعل من كل من ينتمي إلى الوطن جثة حية و روح ميٌتـــــــــة.
كما أعتذر للعلامة السيد محمد حسين فضل الله على عدم إلتزامي بموعد لقاء سماحته في بيروت يوم 4/12/2006 على الساعة العاشرة لإجراء لقاء مطول في شكل رسالة موجهة إلى الشعب السويدي، الذي لا تعرف الإمبرياليٌة منذ قرنين إلي نفسيته سبيلا.
وذلك لرفض اللوبي المعروف والمتربع على عرش مركزية القرار الإعلامي بالدول السكندنافيٌة والعالم بأسره (عفوا ليس هناك من رجل يمتهن الإعلام و ينضوي تحت السلطة الرابعة دون أن يكون البتة تحت مراقبة و رحمة السلطة الثالثة بعلمه او دون ذلك).
سيدي الرئيس،
هئنذا ألبي الطلب الشيطاني لرفيقكم المدعو الجنرال عليٌ السرياطي من خلال صديقكم السيّد حمٌادي الفرجاوي بنشر المكتوب المشار إليه أعلاه الموجه إليكم و إلى أعلى سلطة تحقيقية ورقابيٌة في وزارة العدل دون أن يمسني من خوف شيئا وذلك لأني لم أخن أو اطعن احدا من خلف من جهة وإن الروح قد سئمت الجسد من وجود بطانتكم و عملائها على الساحة الوطنيٌة من جهة أساسيٌة أخرى .
لوكانت لكم سيطرة معنويٌة على المركزية الأمنيٌة وكان صديقكم الجنرال الدكتور قديٌش يخبركم بباطن الأمور و ظاهرها ولم يكن بجانبكم الوصولي المدعو عبد الرحمن بلحاج عليٌ ولو أمرتم بفتحت تحقيق في أصل الرسالة و فروعها لأنقضت بالحبٌ و النصح و التسامح تارة وبالصرامة المبررة عدليا و وطنيا تارة أخرى كل من حدثته نفسه أو إنقاد لا شعوريا في واد ذلك المنهج الأعوج الذي سيؤدي بالعديم من الأمصار إلى التدمير المفتعل و المؤكد.
و حتى لا يفوت الأوان بالنسبة لتونس الجريحة أقول بما في الإنسانيّة و المحبة من معاني مقدسة انه ياسيادة الرئيس لا تعطى حريّة الطير فوق فهوات البنادق، و سعادة لحظات تنسي آلام سنين طوال وتلغي أحقاد راكن في الفكر و البال.
01/02/2007 09:07:39 م فيينٌا في:
الشــــــــــــاذليٌ العيٌــــــــــادي
الحزب الإشتراكي الدستوري التونسي
مناضل شرفي بالتجمع الوطني الجمهوري الجزائري
إعلامي و خبير في الشؤون الأمنيّة
ـ صدر الإنسانيّة في تقديس النفس البشريّة و إحترام الجسد الآدمي ـ
رسـالة إلى السيـد الوكيـل العــام للجمهوريـة بالمحكمــة الإستئنـاف بتونس
المراجع : رسالة مسجلة ومضمونة الوصول عدد 74 في 2002/2/2 – برقية عدد ت ت 019 في 2001/10/23
وإلى السيد المفقد العام لوزارة العدل وحقوق الإنســــــــــــــــــان
المراجع : برقية عدد ت ت 013 بتاريخ 2001/10/20 – وما يليها
لو علمنا الغيب لإخترنا الواقع في كلتا الحالتين
بادئ ذي البدء، في وجود السلطة المطلقة والهيمنة الأمنية، وفي غياب الحريّة الملتزمة وعدم المساءلة، يقع للأخيار ما يجب أن يصيب به الفجّار.
بمثلما صار في حيثيات عملية « قفصة التمويهية » ليلة 27-26 يناير 1980، لم يكن في تكوين حفنة نافذة من مسؤولي المركزية الأمنية التونسية، ولا في نفسياتهم سماع رأي غيرهم من المجتمع الأمني في ما يخص المعلومات والتحليلات وطرق وأساليب الوقاية وذلك لإصابتهم منذ بداية تدرجهم في السلم الوظيفي بهلوسة كيفية الوصول بسرعة وبأية طريقة كانت إلى حسن المناصب والمراتب القيادية. مما جعل من » الدرولة الدفينة والمشخصة Delire Cacher » تلج في نفوسهم وتتمكن منهم في الصميم بمر السنون.
وإعتقاد البعض الآخر ممن تم تكوينهم وصنعهم وتأطيرهم من طرف » الحفنة المذكورة » منذ بداية عهد الحكومة الثالثة للجمهورية الاولى، أنه لا توجد جهة في الوطن مؤهلة ومخولة لحماية المجتمع سواهم رغم إعترافهم الداخلي بالنقص واليقين الراسخ عند جميع فئات المجتمع المدني والعسكري والأمني على حد سواء، بأنهم أكثر جهة حبّ للوجاهة والتعلق المرضي بالإنتفاعية الأمنية وجاه الوظيفة، وأقلها تكوين في ميدان سلامة أمن الدولة والحماية الخارجية والعمل الوقائي وفن التعامل مع مختلف تيّارات المجتمع المدني، والتحرك المدروس على الصعيد الداخلي لحماية المواطن بدلا من توريطه وكسب عداوات مجانية لمركزية صنع القرار. وإنارة سدة الحكم بواقع حال عوضا على إغلاطها وخداعها حتى يتسنى لهم إستمرارية ذاتية الوضع المصطنع الذي حسب إعتقادهم يثبّت مواقعهم ويضمن حوافزهم المجتمعية والمادية على حساب المجتمع وبالتالي الوطن برمته.
كما يبين المضمون المموه في الشكل والخبيث في الأصل للرسالة المرفقة لهذا، تم الإتصال بي سنة 1998 من طرف أحد فصائل بما يسمى بالجبهة الإسلامية العالمية الراكنة في قلب آسيا الوسطى والداكنة بتخوم دُول إسلامية وعربية إبان التحضيرات للأحداث التي نعيشها في هذه الأيام الحالكة. والتي لطخت عقلاء التديّن من زاوية وأساءت للدين الإسلامي الحنيف وما يحتويه من قيم إنسانية عاليّة من زاوية اخرى.
عندما زارني فجأة جزائري الجنسية كما هو مدون بالرسالة. وإستظهر بطريقة ذكية تدل على حسن التكوين بالنصف الثاني للورقة النقدية التركية.
وبعد تأكدي من أنها حقيقية ومطابقة للنصف الأخر الذي هو بحوزتي، وعندما هم بالكلام، قاطعته بالرفض لمعرفة أركان هويته وقلت له الآتي :
« متى ستغادر إلى الجزائر أو بالاحرى متى ستغادر أرض تونس ؟ «
فرد علي بالحرف الواحد :
» سأغادر تونس فور تلقي إجابتك على الرسالة و.. »
فقاطعت إسترساله في إتمام ما كان ينوي قوله، بما معناه :
» لست من أهل الخيانة و الغدر، لا تخف لم تر الهجن هاهنا قط، والذي أرسلك يعرف هذا جيدا، فأطلب منك بإسم الإنسانية والإسلام مغادرة التراب التونسي في أقرب الأوقات وذلك لأني غير قادر على تلبية مضمون الرسالة للعديد من الأسباب « .
فتغير لون وجهه وتشنجت أعصابه، فأكدت له إني صفيّه وأنه سوف لا يتعرض لأي مكروه متأتي من شخصي أو من وشاية غادرة مني في تونس. وأن لا تحدس نفسه بلاء وشر مني ولكن عليه مغادرة البلاد في غضون 48 ساعة على أقصى تقدير. «
فقبل ذلك واعلمني أنه سيقصد الحدود في التو واللحظة. فطلبت منه بكل أخوّة ومحبّة إعلامي فور مغادرته أرض تونس عبر أقرب جهاز هاتف يصادفه في طريقه إلى العمق الجزائري.
في يوم 11 فيفري من نفس السنة، تمت مهاتفتي من قبله من مدينة عنّابة، فتنفست الصعداء وذلك لانه كانت بحوزته مبالغ كبيرة من العملة الصعبة.
فشرعت في تحرير مكتوب في شكل دراسة أمنية تحتوي على 6 صفحات موجهة في الأصل إلى مركزية صنع القرار بالوطن بصفته من أحد القلائل في تونس المختص في ميدان سلامة أمن الدولة، ولأن الرسالة ضمت وأبرزت بعض سطورها بما يفهم أنه يوجد بعض عناصر وزاراة الوصاية ضمن مخطط روح الرسالة.
طلبت بشكل واضح ومباشر، ككل شخص في ميداني مؤمن بعذرية المجتمع والوطن من هذا الفيروس الفتاك، الذي سيدمر صورة بعض أجنحة المجتمع المدني التونسي، الذي يتحلى أمام العالم بالإعتدال ونبذ العنف من جهة. ويشوه سماحة الدين الإسلامي الحنيف، ويحاول إلغاء أمر الله الوارد في سورة « البينة » التي تمثل مرجعا إجتماعيا وسياسيا للإنسانية قاطبة من جهة اخرى. تمكيني من بعض عناصر القوات الخاصة للجيش والحرس الوطني وتخصيص مبالغ هامة قصد تكوين شبكة مبطنة مختصة في العمل المباشر بين تونس ولبنان. وذلك لتحييد اهل العداوة والحسد للمجتمع التونسي بأيادي أجنبية وتحميل المسؤولية على الغير أمام المجتمع الدولي بكل حرفية وإتقان. وأبرزت في الباطن انه لا يمكن الإستثاقة ببعض قياديي وزارة الداخلية.
في نهاية النصف الأول من يوم 14 فيفري من السنة نفسها، وجهت ما كتبته إلى رئيس الجمهورية بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحةٍ، وإلى أحد اصدقائه المقربين الجنرال الدكتور محمد قديش عن طريق رسائل مسجلة ومضمونة الوصول تحت الأعداد الآتية : 339 و340 .
وبعد مدة من عدم إرادة مركزية صنع القرار الحصول على أصل الرسالة وما تحتويه من انصاف أوراق نقدية وإخضاعها كما يجري به العرف، لبعض التحاليل الكميائية والإشعاعية لمعرفة عناصرها، ومن أين أتت، وعلى أي عدد من أيدي مرت إلخ…
أرسلت بنفس الطريقة يوم 1998/2/24 نظير من الدراسة وما إحتوته من عناصر إلى شيخ المناضلين وبانئ المجتمع المدني التونسي، مؤسس ورئيس شرفي للمعهد العربي لحقوق الإنسان، السيد حسيب بن عمّار ( أطال الله في عمره في كنف الصحة الجيدة ). وأودعت في نفس اليوم مغلف يحتوي على نفس الإرسالية بمكتب الضبط للهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وذلك كله لتفادي غدر ومحال بعض مسؤولي وزارة الداخلية من جهة وللإعلام والتوثيق من جهة أخرى.
وبعد فترة وجيزة أعلمت بالموضوع احد المحامين لدى التعقيب (1) المعروف عنه إنتمائه إلى بعض الأسماء البارزة في المركزية الأمنية التونسية الذي تم تكليفه في السابق بالوساطة بين النظام والسيد محمد المزالي بشهادة مختار بن محمد المزالي و السيدة فتحية بن مختار حرم المزالي ). وله علاقة وطيدة باحد الشخصيات في المركزية الأمنية البريطانية، وذلك لغاية في نفس يعقوب لا يفقه مراميها إلا اهل الذكر.
وبعد مدة طويلة نسبيا، وقعت مخاطبتي من طرف الجزائري المذكور قصد إعلامي بان هناك شخص تونسي من البوليس على حد زعمه مكلف بتدميري. كما اعلمني أن أحد أصدقائه على الساحة الفرنسية أحاط علما أحد مواقعنا الديبلوماسية باوروبا بموضوع الشروع في التخطيط لإيذائي.
على إثر هذا، وجهت نسخ من الرسالة ومحتوياتها مع » شريط صوتي » إلى بعض اهل الذكر النافذين في الميدان الأمني والإعلامي، والمعروفين بولائهم المميت لأوطانهم وللخّط الإشتراكي، في كل من الشقيقة الكبرى الجزائر العظيمة وسوريا قلعة الآنفة وعزة النفس، والبوابة الشرقية للمغرب الكبير، القطر المصري. وإلى جهة مرموقة أمنيا وقوميا بلبنان قصد أخذ الحيطة من الموضوع، وخطورته على مستقبل جموع العرب.
وتجدر الإشارة هنا، انه قد طلب مني تسليم الرسالة ومحتوياتها قصد إجراء التحاليل اللازمة من طرف دولة عظمى أدين لها بالولاء والعرفان بالجميل لما فعلته من اجل تونس أثناء حركتنا التحريرية. وأكن لمجتمعها المدني ولمركزية أمنها أسمى آيات الإحترام.
رفضت ذلك بكل نديّة ، وأفهمت محدثي أن بإمكانه طلب أصل الرسالة من مركز صنع القرار أو من المركزية الامنية بتونس، إذا أراد وإستحسن ذلك.
وليس بإمكاني تسليمه إلا نسخة مجردة. فوافق طالبا مني ترجمة الرسالة من العربية إلى الفرنسية أو الإنجليزية، فكان له ذلك بإعانة احد العناصر البارزة (2) والمعروفة » بالإعتدال » وعدم معاداة النظام من المجتمع المدني التونسي.
هناك سابقة أخطر في الشكل والمحتوى ( تفجيرات اسقاطية من وحّي أبو هاني – عدنان حسين ياسين – أفرج عنه مؤخرا- الذي طلب مني العمل لصالحه بعد تسليمه مجموعة شعارات عسكرية لصالح قوات 17 مصمّمة و منفذة من طرفي أعلمت بالموضوع مدير الاستعلامات عبر عيسى بن فرحات ، الذي لم يتمكن من الاستيعاب لمحدودية تكوينه في الميدان و انعدام الحس المخابراتي لديه وسلمت له كدليل « منتوج » اسرائيلي لا يمكن اخراجه من اسرائيل الا بواسطة شخص – و يعيش الآن في النرويج ) أثناء تطبيع العلاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني، مسجلة في تاريخه لدى إدارة امن الدولة في عهد السيد » جنيح » أول من طلب بتدمير صحتي النفسية بعد تفننه في تجويعي- سامحه الله وعفاه من كل أمراضه العضوية والنفسية- ومن جملة ما قلته آنذاك عبر مكتوب موجه إلى المركزية الأمنية التونسية:
» في إعتقادي أن إدارة امن الدولة غير قادرة على حماية 1640 متر مربع مساحة مكاتبها فكيف لها أن تحمي 164.000 كلم مربع دون أي خيال أمني وحس مخابراتي. ومتابعة المتحدث إلى النهاية ليتم تصنيفه ووضعه في الخانة التي يستحقها بدون إذلال وتطاول والدخول تحت طائلة الأحكام المسبقة وآلية الأمن العام « — » أطلب من أهل الذكر الإقلاع عن التهديد والوعيد لانه سلاح الضعفاء- ولا تعطى حرية الطير فوق فوهات البنادق « .
أقول لشرفاء وزارة الداخلية، ولذي الخوارق والسطوة والبأس فيها. ما قاله » فولتار » (Voltaire) من حيث المضمون في شأن تقديس الحريات وإحترام النفس البشرية والجسد الآدمي والرأي الآخر… وهو اني اختلف مع جلهم في أسلوب العمل وطريقة معاملة السواد الأعظم من الناس بمختلف إتجاهاتهم وصنوفهم.
ولكن أضحي بالمهج والنفس من اجل مجتمع أمني يتحلى بإنسانية مرموقة. ويحكّم العقل وروح القانون. ويبرز محّبة الآخر في ممارسته لأعماله المشروعة المبطنة منها والعلنيّة.
وأذكر في هذا السياق قول سيد المرسلين، عليه الصلاة والسلام. في حديثه الشريف، الذي رواه الطبراني في الأوسط : – » رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس وإصطناع المعروف إلى كل بر وفاجر « -.
وورد عن لوقا (Luc) في الإنجيل المقدس- العهد الجديد.6:28-27 و36-32/11: 13-9 :
» 45– فهو يطلع الشمس على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والضالين. فإن كنتم تحبون الذي يحبونكم، فأي أجر لكم ؟ « – » 12– عاملوا الآخرين مثلما تريدون أن يعاملوكم. هذه خلاصة الشريعة وتعاليم الانبياء « .
كما أذكر كل متعالي بمنصبه أو بمركزه القيادي أو بمرتبته المجتمعية والجمعياتية، أن في التواضع اصل المسؤولية، وفي الإحساس بالغير صدر الإنسانية، وفي الإنسانية وقاية فعّالة لجهاز مناعة المجتمع المدني من جهة. وإرتباط وثيق بين جميع شرائح المجتمع ومركزية صنع القرار من جهة آخرى. إذ قال الله في كتابه العزيز مخاطبا رسوله الكريم في الأية 169 من سورة آل عمران :
بسم الله الرحمن الرحيم
» لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر. »
صدق الله العظيم.
إن الشدائد تعين على تقدير مقاييس الرجال أكثر مما تعين عليه مناسبات النصر والظفر.. والعبرة بمعدن الإنسان وصفاء وطنيته مهما كانت درجة التجويع والتهميش والمهانة ومعاذير التعذيب الأكثر بشاعة من سجن أبو غريب.
فمن يصبر للشدائد والنوازل والجائعات ويغالبهم ولا يستسلم لهم، خليق بأن يصل النصر في اعماله وحقيق أن يبلغ ما يريد مهما أثخنوا النافذين في النفس والجسد الجراح .
بسم الله الرحمن الرحيم
» قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي و من اهتدى » – سورة طه آية 135 – صدق الله العظيم
في الأخير، في الوطنية كنز لا يفنى على الإنفاق، وذخيرة لا يضرب لها بالإملاق، وحلة لا تخلق جدتها، ولذة لا تصرم مدتها. وبكل صدق ومحبة وإحترام أطلب من الله ان يجعل في ساعد وفكر كل وطني مخلص، من أحفاد يوغورطة وأبناء عقبة بن نافع، يقدس الحريات ويعشق الحق من المجتمع الأمني والسلطة الرابعة وسلك القضاء، لأعداء تونس نقم ولمن سالمونا الســــــلام.
1-المحامي لدي التعقيب هو حسن الغضباني (صديق شخصي لمحمد الناصر حلاس).
2-العنصر البارز من المجتمع المدني المشهور بعدم معاداة النظام هو الصحفي و الكاتب السيّد صلاح الدين الجورشي
ملاحظة:
نشرت هذة العريضة مع مؤيداتها الأصليّة من مكتب الحقوقي الأستاذ سمير بن عمر بموافقه وموافقة كل من المحامي و الحقوقي عبد الرؤؤف العيّادي والمحامي و الحقوقي محمد عبّو بموقع تونس نيوز في غضون سنة 2000 بعد وصول نظائر منها الى كل من أحد الضباط الساميين من أتباع فقيد الجزائر الشهيد قاصدي مرباح (باني أكبر جهاز أمن عسكري في القارة الإفريقيّة) كما وصلت إلى قيادة وزارة الدفاع السورية عبر سفيرها في تونس الصديق و الأخ السيّد وليد رجب و إلى لبنان عن طريق الإعلامى الكبير و الأستاذ الجامعي الفقيد سمير قصير
ـ لأعداء تونس نقم و لمن سالمونا السلام ـ
محل مخابرته مكتب الأستاذ عبد الرؤوف العيادي
شارع باب بنات تونس
0021671572.983 / الفاكس : 71.573.021
الهاتف الجوّال 98317192 00216
الهاتف الشخصي : 00216 .22.671.340
جوال المحامي مختار الطريفي ، رئيس الرابطة التونسية للدفتع عن حقوق الإنسان:0021698440878
جوّال الأستاذ صلاح الدين الجورشي ، نائب رئيس الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان: 00216986457007
جوال المحامي سمير بن عمر 0021698340964
جوال المحامي محمد عبّو 98352320 (في السجن الآن من أجل رأيه)
الشاذليّ بن عليّ العيّادي
الحزب الإشتراكي الدستوري التونسي
مناضل شرفي بالتجمع الوطني الجمهوري الجزائري
إعلامي و خبير في الشؤون الأمنيّة
ـ صدر الإنسانيّة في تقديس النفس البشريّة و إحترام الجسد الآدمي ـ
احذروا هذا المدلـّس
الأمة، المصحة، وليخسأ الخاسئون!!
القرار : الخطوة الثانية في طريق النجاح
سلسلة إصنع حياتك بيديك
المصالحة الحقيقية تبدأ برحيله
المنجي الفطناسي
خطأ قاتل وكارثي ارتكبته المعارضة التونسية بكل أطيافها حين منحت هذا الطاغية إثر اغتصابه للسلطة ثقة ودعما لا يستحقهما
.
هذا الخطأ كلفنا عشرين سنة من المعاناة والويلات والمحن والسجون والمقابر والمنافي والله وحده يعلم ما تدخره لنا مقبلات الأيام نسأل الله السلامة
.
هذا الخطأ ساهمت فيه حركة النهضة حين مدت يدها لتصافح جلاد الأمس واليوم وتضفي عليه شرعية زادته ظلما وإجراما رغم أن هناك من مؤسسيها وأبناءها البررة من حذر مبكرا من مغبة الإنزلاق في هذا المستنقع
..
وساهم فيه محمد مواعدة زعيم الديموقراطيين الإشتراكيين وصاحب نظرية المعارضة المساندة وسفيره إلى العراق إبان حرب الخليج الثانية
.
وساهم فيه محمد الشرفي الذي نسي أنه كان رئيسا للرابطة التونسية لحقوق الإنسان وانخرط في الحرب على الإسلام منفذا بكل إخلاص وتفان الشق الثقافي من خطة تجفيف الينابيع الشيء الذي تسبب في دمار جيل التسعينات. هذا الجيل سيتحمل الشرفي وزره كاملا يوم القيامة
.
كما أنه كان المسؤول المباشر عن عقوبة التجنيد الإجباري التي تعرض لها الطلبة مع ما رافقها من انتهاكات خطيرة
.
وساهمت فيه بعض الأطراف اليسارية التي سعدت كثيرا بضرب عدوها اللدود الحركة الإسلامية وأيدت ذلك سرا وعلانية ظانة أن الساحة ستخلو لها لتعلي راية أربابها لينين وماركس وماوتسي
تونغ في بلد جامع الزيتونة فاكلت يوم أكل الثور الأبيض.
وساهمت فيه الجمعيات الحقوقية والمنظمات الأهلية والنقابات العمالية التي آثرت الصمت والحياد السلبي
.
وساهم فيه الشعب التونسي بمختلف شرائحه عندما رضي طوال هذه الفترة أن يحكمه هذا الأفاك الأثيم
.
ورغم أن الحصاد مر والضريبة باهظ ة فإن العديد من الأطراف لم تستفد من التاريخ ولم تستوعب الدرس وتريد أن تجرب المجرب ( ولي يجرب المجرب عقلو مخرب ) وتريد أن تلدغ من نفس الجحر مرتين
.
هذه الأطراف ترفع عقيرتها بين الفينة والأخرى وتصرخ مطالبة بالمصالحة الوطنية
.
هذه الدعوة تنم إما عن غباء سياسي وإما عن تقية الشيعة العراقيين الذين جاء بهم الإحتلال والمواليين لأهل البيت الأبيض وإما عن مصالح ذاتية ضيقة
.
لقد تمت المصالحة بعد التغيير فماذا كانت النتيجة وماذا كانت المحصلة ؟
لا يفهم من كلامي أني ضد الصلح والمصالحة فهذا من صميم ديننا، ولكن السؤال المصالحة بين من ومن والمصالحة مع من ؟
المصالحة لا يمكن أن تنجح إلا إذا سبقتها مساءلة ومحاسبة للمجرمين وهذا محال في تونس الحاضر
.
(إن الله لايصلح عمل المفسدين ) هذه سنة حياتية واجتماعية إذا لم يتب الظالم والمفسد ولم يبرهن على ذلك عمليا فإن الله لا يصلح فساده
.
المصالحة لا يمكن أن تتم بين نخب تونسية مثقفة راقية في مستواها وبين حاكم جاهل قال فيه المولى عز وجل ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون).
المصالحة لا يمكن أن تتم بين مجتمع مدني متحضر وبين دولة بوليسية متخلفة تعامل مواطنيها على أنهم قطيع يقاد بالعصا. المجتمع التونسية أرقى من أن تحكمه عصابة من الأوغاد
.
ثم المصالحة مع من ؟
المصالحة كما قال الدكتور المرزوقي مع الفساد المستشري في كل شبر من تراب الجمهورية
.
المصالحة مع آلة التعذيب التي لم تتوقف يوما واحدا منذ التغيير اللعين
.
المصالحة مع فرق الموت ومغاوير الداخلية التي تداهم وتختطف وتذبح في وضح النهار ولا رقيب ولا حسيب
.
المصالحة مع أعداء الإسلام ومحاربي المساجد والحجاب ومدنسي المصحف ومشيعي الفاحشة والجريمة
.
لقد قامت العديد من الشخصيات التونسية والعربية والإسلامية بمبادرات ومساع ووساطات كثيرة من أجل المصالحة الوطنية ولكنها باءت جميعها بالفشل واصطدمت بنظام لا مثيل له في التصلب والتسلط والحماقة
.
إن المصالحة الحقيقية تبدأ برحيل هذا النظام الجائر الغريب عن طبيعة تونس المحبة تونس التسامح تونس التعايش الأخوي بين كل الفرقاء
.
المطلوب في هذه المرحلة المزيد من رس الصفوف وتوحيد الجهود والعمل يدا واحدة وبكل الوسائل السلمية الممكنة من أجل إسقاط هذا النظام الشمولي وبعدها لكل حادث حديث
.
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 1 فيفري 2007)
لم يعد للسنة في العراق ملجأ آمـن!
الأهواء السياسية إذ تعاند الحقيقة
حزب الله وطهران يخسران التأييد الشعبي
ما هكذا يا دكتور الحامدي تورد الإبل
بقلم/ محمد المحسن حمدوني (*)
من حين إلى آخر، بل وكل يوم تقريبا، غدت تونس نيوز، تتحفنا ببعض المقالات التي تمجد فريقا وتذم آخر، وببعض الكتابات التي تعرض آراء جهة أو ترد على أخرى. وقد لفت انتباهي عنوانا بارزا: « أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم » للدكتور محمد الهاشمي الحامدي، على صفحات تونس نيوز بتاريخ 31/01/2007.
فضلت قراءته عن غيره من المقالات لأمرين اثنين: الأول أنه يدور حول أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والثاني أنه بقلم الدكتور محمد الهاشمي الحامدي. قرأت المقال بكل تمعن وبدا لي أن أقول بعده ما يلي:
لم أكن أنتظر أن أقرأ من شخص مثل الحامدي وهو الدكتور مقالا حول هكذا مسألة بهذه الطريقة التي افتقرت ببساطة إلى ما تقتضيه الكتابة العلمية. وغلب عليها طابع الكتابة الصحافية.
إنه وكما يعلم الدكتور الحامدي أن أبسط ما تقتضيه الكتابة العلمية هو أن لا يتناول المرء أي مسألة كانت، وخاصة إذا ما كانت شائكة وخلافية بهذه البساطة، بل عليه أن يبحث وينظر في معناها الإصطلاحي إلى جانب معناها اللغوي وأن يدقق في ما قيل حولها من آراء مختلف الفرقاء، وألا يغفل خصوصا آراء الفريق الذي ينتمي إليه ويدافع عن آراءه وخياراته وأعني هنا رأي جهابذة علماء أهل السنة والجماعة.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية إنه وكما هو معلوم لدى الجميع ولا أظنه يخفى على الدكتور أن القرآن نزل منجما ومجزأ: بعض آيات، وآية، وحتى جزء آية لا كما نقرأه الآن آيات وسور…
ومن ثم من اللازم ـ وأقول هنا من اللازمـ على كل من يعمد إلى تفسير أية آية أن ينظر في أسباب نزولها ويتأكد إن كان للآية مجملة سبب واحد أم أن لكل جزء منها سبب، ثم هل نزلت هذه الآية أو تلك برمتها في موقع واحد وزمان واحد هذا بالإضافة إلى الإحاطة بكل ما روي في شأن كل جزء منها إلى غير ذلك من المسائل التي ينبغي مراعاتها.
وتبقى مسألة أخرى ينبغي الإشارة إليها أيضا هي أنه وكما يعلم الجميع أن القرآن لا بد له من مبين وكانت أقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في عهده مبينة للقرآن، وعليه فإن فصل الحديث عن أي قضية بمثل هذه الطريقة التي تبناها الدكتور ـ الحديث عنها من خلال القرآن ثم يأتي في مقال آخر الحديث من خلال السنة ـ لهو خلل منهجي كان على الدكتور الحامدي ألا يغفل عنه
وحتى لا أشعب المسائل إليكم ملخص ما جاء حول هذه القضية في بعض المصادر والكتب…
يحددّ المفهوم اللغوي لكلمة أهل بما يضاف إليها ، فأهل القرى : سكانها ، وأهل الشيء : صاحبه ، وأهل الكتاب : أتباعه أو قرّاؤه ، وكذلك أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الرجل : عشيرته وذوو قرباه (القاموس المحيط | مجدالدين الفيروزآبادي 1 : 331 ـ مادة أهل ـ ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت)، وأخصّ الناس به (لسان العرب | ابن منظور 11 : 28 ـ 29 ـ مادة أهل)، ومن يجمعه وإياهم نسب أو دين (مفردات الراغب : 29 ـ أهل ـ ، المكتبة المرتضوية). وقال تعالى ( يا نُوحُ إنَّهُ ليسَ مِن أهلِكَ ) (سورة هود : 46) مشيراً إلى ابنه ، وهو من أهله من حيث النسب ، لكنه تعالى أراد أنه ليس من أهل دينك وملتك والسائرين على منهجك وأهل بيت الرجل : ذوو قرباه ومن يجمعه وإياهم نسب (4)، وأطلقت في الكتاب الكريم على أولاد إبراهيم عليه السلام وأولاد أولاده ، قال تعالى : (رحمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ عَليكُم أهلَ البيتِ إنَّهُ حَميدٌ مجيدٌ ) (سورة هود : 73). وصار «أهل البيت» متعارفاً بين المسلمين في آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم (مفردات الراغب : 64 ـ بيت ـ)، تبعاً للنصوص والذين نزلت فيهم آية التطهير ( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً)( سورة الاحزاب : 33 ، راجع : صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة 4 : 1883 | 2424 . وسنن الترمذي ـ كتاب التفسير 5 : 351 | 3205 . ومصابيح السُنّة | البغوي 4 : 183 | 4796. وجامع الاصول 9 : 155| 6702 و6703 و6705 . ومسند أحمد 4: 107 . ومستدرك الحاكم 2 : 416 و3 : 147 ـ 148 . ).. ويطلق عليهم آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عترته أيضاً والآل مقلوب عن الأهل(مفردات الراغب : 30 ـ آل ـ) والعترة هم أهل البيت ، صرّح به ابن منظور ، مستدلاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي »قال : فجعل العترة أهل البيت (لسان العرب 9 : 34 ـ عتر ـ). وثمة فرق بين أهل الرجل وأهل بيت الرجل ، فقد عُبّر في اللغة مجازاً بأهل الرجل عن امرأته ، قال الزبيدي في تاج العروس : (ومن المجاز : الأهل للرجل زوجته) (تاج العروس من جواهر القاموس | محمد مرتضى الزبيدي 7 : 217 ـ أهل ـ ، المطبعة الخيرية ـ مصر ط1 .). أما أهل بيت الرجل : فهم من يجمعه وإياهم نسب ، وتُعورِف في أسرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم (مفردات الراغب : 29 ـ أهل ـ .).
ولـ «أهل البيت» في لسان الكتاب والسُنّة معنى خاص ، فالمراد من أهل البيت هم : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والإمام علي ، وفاطمة الزهراء ، وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهم السلام ، ويلحق بهم الذرية الطاهرة ، وهؤلاء هم أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخصّهم به من حيث العلم ، وأعرفهم بدينه ، وأعلمهم بسنته ونهجه . وهناك جملة وافرة من الروايات الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطرفين المصرّحة بأسمائهم (اُنظر ينابيع المودة | القندوزي الحنفي 3 : 281 | 1 ، دار الاُسوة ط1 وهذا ما ينطبق تمام الانطباق على ما جاء في الصحيحين ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن الأئمة اثنا عشر وكلهم من قريش (صحيح البخاري 9 : 147| 79 باب الاستخلاف ، عالم الكتب ـ بيروت ط5 . وصحيح مسلم 4 : 1883 .). وقد اختصّ عنوان أهل البيت بهم دون غيرهم ، مهما كان قربه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، سواء بذلك نساؤه أو أتباعه أو ذوو قرباه ، وهذا ما نطق به القرآن الكريم ، وما ذكرته السُنّة النبوية المطهّرة ، وما نقله الصحابة والتابعون ورواة الحديث . جاء عن أم سلمة أنه عندما نزلت ( إنَّما يُريدُ اللهُ ليُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تطهيراً) قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : «هؤلاء أهل بيتي» (المستدرك على الصحيحين 3 : 158 | 4705 . والسنن الكبرى | البيهقي 7 : 63.). وعن عائشة قالت : كان أحبّ الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ تعني الإمام عليّاً، لقد رأيته وقد أدخله تحت ثوبه ، وفاطمة وحسناً وحسيناً، ثم قال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي» (ترجمة الاِمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق 2 : 163 ـ 164 | 642 . وشواهد التنزيل لقواعد التفضيل | الحاكم الحسكاني 2 : 61 | 2 ـ 684 ، مجمع احياء الثقافة الاِسلامية ط1. وعمدة عيون صحاح الاَخبار في مناقب إمام الاَبرار | ابن البطريق : 40 | 23). وعن الإمام علي أنّه عندما نزلت آية التطهير قال : « فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي هذه الآية نزلت فيك وفي سبطيَّ والأئمة من ولدك » (كفاية الاَثر في النصّ على الاَئمة الاثني عشر | أبو القاسم الخزاز الرازي :). هذا بالاضافة إلى أن المراد من البيت في لفظة (أهل البيت) ليس المسكن ، وإنما المراد هو بيت الرسالة أي البيت النبوي ، وأهل البيت هم الذين تربّوا ودرجوا في أحضان الرسالة ، ونشئوا في بيت الطهارة والعلم ، وعرفوا كل صغيرة وكبيرة ، وأحاطوا بكل شاردة وواردة ، لذلك تجد أنهم قد أجابوا على كل مسألة ومعضلة وجّهت إليهم وفي كل مجالات الدين وعلومه ، ولا تجد ذلك عند غيرهم مهما بلغ في العلم والمعرفة . روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، عندما قرأ قوله تعالى : ( في بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيها اسمُهُ) سُئل : أي بيوت هذه ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «بيوت الأنبياء » ، قال أبو بكر : يا رسول الله ، هذا البيت منها ؟ ـ يعني بيت علي وفاطمة ـ قال صلى الله عليه وآله وسلم : « نعم ، من أفاضلها» (الدر المنثور 5 : 50 . وروح المعاني | الالوسي 18 : 174 . وشواهد التنزيل 1 : 567 ـ 568 .). وقال الإمام الحسين: « إنّا أهل بيت النبوّة» (الإمام الحسين | الخوارزمي 1 : 184 ، مكتبة المفيد ـ قم . واللهوف في قتلى الطفوف | ابن طاووس : 10). أخرج مسلم في الصحيح بالإسناد إلى عائشة ، قالت : خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداةً وعليه مِرط مرجّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) (صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة ـ 4 : 1883 | 2424 .). وذكر الفخر الرازي هذه الرواية في تفسيره وعقّب عليها بقوله : واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحّتها بين أهل التفسير والحديث (التفسير الكبير 8 : 85 عند الآية 61 من سورة آل عمران .). وأخرج الترمذي في سننه حديث أم سلمة : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءً وقال : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . قالت أمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ فقال : إنك على خير» (سنن الترمذي 5 : 351 | 3205 كتاب التفسير ، و5 : 663 | 3787 ، و669 | 3871 كتاب المناقب .). وأخرج الحاكم في المستدرك عن أمّ سلمة ، قالت : في بيتي نزلت (إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) ، قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : «هؤلاء أهل بيتي» . قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه (المستدرك على الصحيحين 3 : 146 .).
وعن واثلة بن الأسقع ، قال : أتيت علياً فلم أجده ، فقالت لي فاطمة : «انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوه » فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخلا ودخلت معهما ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين ، فأقعد كل واحد منهما على فخذيه ، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ، ثم لفّ عليهم ثوباً وقال : ( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) ، ثم قال : « هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهل بيتي أحق» . قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (المستدرك 3 : 146 ـ 147 .).
ولولا خوف الإطالة لعرضت المزيد والمزيد من الروايات من مصادر أهل السنة والجماعة لكني أعتقد أن في مثل هذه الأدلة كفاية » لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ».
وختاما إليكم أبيات قالها الإمام الشافعي في أهل بيت النبي صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له
ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم مذاهبهم في أبحر الغي والجهل
ركبت على اسم الله في سفن النجا وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
وأمسكت حبل الله وهو ولاؤكم كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل
ويشتهر عنه قوله:
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي.
» قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ » (البقرة 110) صدق الله العظيم
(*) جمعية أهل البيت الثقافية ـ تونس
باريس 01/02/2007
نقد أصول التشيع 3
الشيعة وسر الرقم(12) وقذف عائشة!!
خالد بن سليمان
نواصل مناقشة أصول معتقدات الشيعة من خلال النصوص التي أوردها السيد الهاشمي بن علي. وهي نصوص إما موضوعة مفبركة وضعيفة لا يُحتج بها، أو هي نصوص ثابتة لا تؤيد تخريجاتهم بل تناقضها في الكثير من الأحوال.والسيد الهاشمي يعتمد أسلوب التكثيف من (نقل وتوريد) النصوص دون تمحيص أو تدقيق أو تحليل للمضمون على طريقة (إثارة الغبار للتعمية)، ولذلك كان لزاما الرد على أدلته بما يوضح مستوى تلك النصوص من حيث الحجية،وإذا ثبتت نناقش مضمونها، وهي عملية -مقارنة بمنهج (النقل والتوريد)- ليست سريعة. وفي كل الأحوال سنجيب تباعا بإذن الله تعالى على كل النصوص التي أوردها،مع التركيز على أصول المذهب. وبهذه الأدلة يسعى التشيع لتأسيس مشروعية دينية لمعتقدات متطرفة ولدت في مراحل متأزمة من التاريخ الإسلامي: مثل القول (بالحق الإلهي) في الحكم لآل البيت من دون الحاجة إلى الشورى،والقول(بعصمتهم) فهم لا يخطئون كسائر الناس مما يجعلهم أقرب إلى الملائكة منهم إلى البشر،والقول بأن الله يوحي إليهم بنوع من أنواع الوحي حتى يكملوا الدين ويحفظوه، ومثل القول بارتداد الصحابة رضي الله عنهم وغصبهم لحق آل البيت في الحكم المنصوص عليه-حسب قولهم- بالوصية النبوية،ومثل لعن الصحابة نتيجة لذلك وسبهم، وخاصة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما،ومثل اتهامهم للسيدة عائشة أم المؤمنين.وسنعود بإذن الله لكل هذه النقاط واحدة واحدة ولكن قبل ذلك نركز اليوم على نقطتين،الأولى:
عودة إلى الرقم (12)!!
ذكرت في مقال سابق خطأ استدلال الشيعة بالحديث الصحيح الذي رواه مسلم والذي جاء فيه:
» (لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي ما قال فقال( كلهم من قريش) « وبينت أن هذا الحديث الصحيح لا يسعفهم للدلالة على نظريتهم: إذ لا رابط بين النظرية الإمامية وبين هذا الحديث إلا الرقم (12)!!فالحديث يذكر( خليفة) وهم يتحدثون عن إمام وأغلب أئمتهم لم يحكموا،والحديث يذكر أن (كلهم من قريش) وهم يحصرونهم في بني هاشم بل في أبناء علي بل في أبناء الحسين، وهذا تحكّم بلا دليل كما يقول علماء الأصول.(والمتوقع طبعا أن يكون عند السيد الهاشمي (أدلة) من (مبتكرات الشيعة و مخترعاتهم) المعروفة لدى المطلعين بمستواها ونوعيتها، لكنه يخفيها مخافة أن يفاجأ القراء بغرابة مثل تلك الروايات القادمة من عالم العجائب!!).
وللرد على هذه الاعتراضات المحددة والدقيقة جاء السيد الهاشمي بكلام عمومي من مثل أن تلك الردود تنطلق من منطلقات سياسية ضيقة بعيدة عن أية رؤية معرفية شاملة،أو هي النظرة الرسمية للتاريخ المناقضة للرؤية المعارضة في الثقافة العربية الإسلامية،كما حاول أن يجعل لفظ (خليفة) الوارد في الحديث مرادفا لمصطلح (إمام)كما يتصورونه،لكنه لم يدلل على ذلك لا من اللغة ولا من الاصطلاح.ويضيف(فإن فهمنا كلمة الخليفة بشمول يكون الحديث مخطئا لأن الخلفاء كانوا أكثر من اثني عشر كما يخبرنا التاريخ وإن كان بمعنى أن الخلفاء حقا والمستحقين للصفة بعلمهم وعدلهم وأحقيتهم يكون من المشروع للشيعة أن تأخذ به على حيث تقصد من الدلالة على إمامة أهل البيت).وهذا مردود أيضا لأن الحديث – وبصرف النظر عن مفهوم لفظة خليفة- لا يقدم إحصاء شاملا لعدد الخلفاء في التاريخ ولا يعطي أية دلالة غيبية أو قيمية لمفهوم الإمامة.فمما يفيده الحديث:
1)أن المقصود بالخليفة هو المفهوم السياسي أي الحاكم، لأن الحديث يتحدث على (لا يزال الإسلام عزيزا)، و(عزة الإسلام) هذه تشير إلى كيان الأمة وموقعها الريادي بين الأمم الأخرى، وهذا له علاقة وثيقة بالرباط السياسي بين المسلمين ووحدتهم وعلاقاتهم الدولية وقوتهم العسكرية، والمصطلح السياسي (خليفة) له تعلق بكل هذا.
2)مما يدل على أن المقصود بالخليفة هو المفهوم السياسي أي الحاكم:كون أول من أطلق عليه هذا اللقب هو أبوبكر فهو خليفة رسول الله الأول،وقد تم ذلك في سقيفة بني ساعدة بعد الحوار المشهور الذي كان حوارا في السياسة وعن الإمارة ولم يكن له أية دلالات أو مرجعيات غيبية.
3) وفي الحديث نبوءة مستقبلية حول فترة عزة الدين إلى الخليفة رقم (12).وبما أن الأمر أمر مستقبلي تبقى أية محاولة لتحديد المعنى الدقيق ظنية:فهل هؤلاء الخلفاء كانوا بالتسلسل بداية من عهد النبي؟أم يمكن أن يكونوا بغير تسلسل؟وهل تكون فترة عزة الإسلام حصرا على 12(خليفة) فقط في كل التاريخ الإسلامي إلى يوم القيامة ؟وهو مستبعد،أم أن المقصود فحسب الفترة القريبة لعهد النبوة؟وهو الأرجح،والله أعلم.لكن في كل الأحوال فإن المعنى الذي يصر عليه الشيعة من هذا الحديث غير متوفر بالمرة:إذ لو قلنا بقول الشيعة وأن الحديث يشير للأئمة الـ12 الذين يؤمنون بهم لاقتضى ذلك أن يعتبر الشيعة كل الفترة من سنة 11هـ سنة وفاة النبي إلى سنة 329هـ سنة غياب الإمام الثاني عشر أي فترة وجود الأئمة هي فترة (عزة للإسلام)؟أي كل الفترة بداية من خلافة أبي بكر مرورا بعمر وعثمان وعلي والحسن والعهد الأموي والعهد العباسي هي فترة عزة للإسلام!!!. فهل يوافق الشيعة على هذا ؟؟لا أعتقد ذلك. ثم أين يضعون فترة غياب المهدي التي نعيشها الآن ومنذ أكثر من ألف سنة:فالشيعة يؤمنون بأن الإمام حي يرزق إلى الآن وأنه حجة على العباد وقائم بدوره،فهل يعتبرون المرحلة الحالية داخلة في فترة (عزة الإسلام) الواردة في الحديث أم خارجها أم أنها ستبدأ عند ظهور الإمام من جديد وما دليلهم على ذلك؟؟؟. إذن أمام السيد الهاشمي خياران لا ثالث لهما:إما القول بأن الحديث يدل على أئمة الشيعة الاثني عشر-وهو ما يقوله فعلا-وبالتالي القول بأن كل فترات وجودهم كانت فترة عزة للإسلام -حسب منطوق الحديث-، وهي الفترة المقابلة لوجود خلفاء وحكام يعتبرهم الشيعة غاصبون لحقوقهم ،أي أن فترة عزة الإسلام حكمها أعداء الشيعة،إما أن يقولوا بهذا وهو مرفوض لديهم بالتأكيد إذ ينسف مذهبهم من الأساس ،وإما أن يلغوا هذا الدليل من مستنداتهم ويبحثوا لهم عن دليل آخر!!! وأنَّى لهم ذلك وقد أسسوا مذهبهم على مثل هذا الحديث وعلى الرقم(12)حتى تسمَّوْا به!!.فكلا الخيارين إذن يقدح في أساس المذهب الشيعي الإمامي الإثني عشري.
وفي كل الأحوال فإن أحاديث النبوات التي تشير إلى أمور مستقبلية مثل هذا الحديث- عندما تكون صحيحة – يجب التعامل معها بطريقة سليمة. وأهم قاعدة في هذا المجال هو أن الشرع لم يكلفنا بالأحداث القدرية ولكن أمرنا بالتكليفات الشرعية.وأحاديث النبوءات المستقبلية أحاديث في الأقدار وليس في التشريع،مثلها في ذلك مثل أحاديث علامات القيامة: فنحن مطالبون بالإيمان بها والاستعداد لها بالعمل الصالح وليس انتظارها أو تحليل الأحداث لإثبات أنها قربت أو تحديد تاريخها!!ويؤكد هذا المعنى العملي الإيجابي في تعامل المؤمن مع هذا الباب من العقيدة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها)(رواه أحمد).
إذن حديث (12) خليفة هو حديث في المستقبليات القدريات وليس في التكليفيات المطلوبات.وبالتالي فإن أحسن طريقة للتعامل مع هذا الحديث هو في أن يبذل الجميع جهودهم لإفراز حكام يحققون عزة الأمة والدين فقط لا غير…
إلا أن السيد الهاشمي عاد لموضوع هذا الرقم(12) في مقال آخر وأورد فيه دليلا جديدا بعد حديث مسلم الذي كنا بصدده قبل قليل.وليته لم يفعل فقد جاء بالعجب العجاب!!!
وهاكم ما أورده حرفيا في مقاله بتاريخ 18/1/2007:
(البيهقي – دلائل النبوة – جماع أبواب غزوة تبوك
2895 – وقد قال أبو الجلد وكان ينظر في الكتب ، ما أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا سعدان بن نصر ، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن أبي بحر ، قال : كان أبو الجلد جارا لي قال : فسمعته يقول – يحلف عليه – : إن هذه الأمة لن تهلك حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق ، منهم رجلان من أهل بيت النبي (ص) أحدهما يعيش في أربعين , والآخر ثلاثين سنة. قلت : ومعقول لكل من خوطب بما روينا عن النبي (ص) في اثني عشر خليفة , وفي بعض الروايات اثني عشر أميرا ، أنه أراد خلفاء أو أمراء تكون لهم ولاية وعدة وقوة وسلطة ، والناس يطيعونهم ويجري حكمهم عليهم , فأما أناس لم تقم لهم راية , ولم تجز لهم على الناس ولاية وإن كانوا يستحقون الإمارة بما كان لهم من حق القرابة والكفاية ، فلا يتناولهم الخبر ، إذ لا يجوز أن يكون المخبر بخلاف الخبر ، والله أعلم).(انتهى النص).
التعليق على هذا النص:
أولا:بحثت في ما أمكن من مصادر الحديث فلم أعثر عليه.
ثانيا:هذا النص لم يرد إلا عند البيهقي في (دلائل النبوة).
ثالثا:الظاهر أن هذا ليس بحديث بل هو قول (أبوالجلد)، ومن يعيد قراءة النص فسينتبه إلى ذلك في قوله(وقد قال أبوالجلد وكان ينظر في الكتب) وفي قوله( كان أبو الجلد جارا لي قال : فسمعته يقول – يحلف عليه:…).
رابعا:وقد بحثت عن(أبو الجلد) في كتب رجال الحديث المعروفة فلم أعثر على ترجمته.
خامسا:لنفترض أن هذا حديث ثابت فإنه يفيد عكس ما يطرحه الشيعة من معتقدات، فلنتأمل:
1) الجزء الملون بالأحمر قريب في معناه من حديث مسلم الذي علقنا عليه سابقا وتنطبق عليه نفس التعليقات فلا فائدة من الإعادة .
2)الجزء الثاني من النص (باللون الأزرق)ماذا يقول:(منهم رجلان من أهل بيت النبي)!!السيد الهاشمي يريد أن يثبت أن الائمة 12 وأنهم كلهم من آل البيت فيأتينا بنص يقول :منهم رجلان فقط من أهل بيت النبي:يعني 2 من 12!!!فهل كان السيد الهاشمي في وعيه لما جاء بهذا الحديث أم هي الغفلة مرة أخرى أم محاولة جديدة للتلبيس على الناس لمجرد وجود رائحة الرقم 12 واسم آل البيت النبي؟؟؟.
3)الجزء الثالث من النص(باللون الأخضر) ويبدأ من قوله(قلت) وهو تعليق البيهقي، عُد إليه واقرأه فلن تجد فيه إلا ما قلناه من أن معنى الخلافة معنى سياسي بحت بعيدا عن التهويمات الغيبية المفتقدة للدليل، وأن حديث (الـ 12 خليفة) لا ينطبق على من لم يتول الحكم ولو كان له فيه حق بالقرابة أو الكفاءة،وهي إشارة إلى آل البيت. وبالتالي فإن هذا النص يعطي دليلا ضد ما يذهب إليه السيد الهاشمي وليس معه!!!. إلى الآن لم أفهم لماذا استشهد بهذا النص؟؟؟..
قذف الشيعة للسيدة عائشة رضي الله عنها:
رغم أن الآيات جاءت تفند أقاويل الإفك وتبرئ أم المؤمنين عائشة، إلا أن الشيعة وإلى حد الآن لا يزالون يرددون في كتبهم ومجالسهم وثقافتهم الشعبية المتداولة تلك الأقوال التي نشرها المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.وقد ندد القرآن الكريم في سورة النور بمن تكلم في السيدة عائشة فقال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ* لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ* لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ*وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ*إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ*وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ* يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(النور:11-17)
انظروا إلى هذه الآيات القوية كيف تحدثت عن الموضوع وبأي ألفاظ:(الإفك/الإثم/كبره/عذاب عظيم/إفك مبين/الكاذبون/لمسّكم/عذاب عظيم/ليس لكم به علم/تحسبونه هينا/وهو عند الله عظيم/سبحانك/بهتان عظيم/يعظكم الله/أن تعودوا لمثله/أبدا/إن كنتم مؤمنين)!!!!..
بعد كل هذا التقريع العنيف والوعيد الشديد يأتي أحد (علماء) الشيعة ويقول:(قالوا برأها الله في قوله: »أولئك مبرءون مما يقولون » قلنا ذلك تنزيه لنبيه عن الزنا، لا لها كما أجمع المفسرون)(الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم/ تأليف(العلامة المتكلم الشيخ زين الدين ؟؟؟؟) أبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي).فهل قرأ هؤلاء القرآن؟وهل يفهم هؤلاء القرآن؟(أم على قلوب أقفالها)؟الآية تقول:( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) وهم يعودون لمثله بل يتقربون إلى الله بذلك -حسب زعمهم-!! فكيف تعودون لمثله إن كنتم مؤمنين؟؟!!!
الجواب طبعا جاهز عندهم: إن المرجع المذكور ليس معروفا ولا معتمدا. لكن المرجع وإن كان غير مشتهر إلا أنه يشير إلى إجماع تفاسير الشيعة على قذف السيدة عائشة!!!ولنأخذ كمثال على تأكيد هذا الإجماع قول أحد أهم تفاسيرهم وهو تفسير القمي عن آية الإفك فيقول:(فإن العامة(يعني الأهل السنة) رووا أنها نزلت في عائشة، وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة، وأما الخاصة(ويقصد الشيعة) فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به بعض النساء المنافقات)(انظر تفسير القمي ج 2 ص318/319)!!إذن القول باتهام عائشة ليس قول أفراد من الشيعة-كما يحاولون التمويه كلما ووجهوا بهذه الأقوال من كتبهم- بل هو رأي عامة الشيعة أي هو الرأي الرسمي للطائفة أو(الخاصة)كما سماهم القمي.ولمعرفة موقع هذا التفسير عند الشيعة نذكر ما جاء في مقدمته التي وضعها السيد طيب الموسوي فقال:(تفسير القمي تحفة عصرية، ونخبة أثرية لأنها مشتملة على خصائص شتى قلما تجدها غيرها فمنها:
1)أن هذا التفسير أصل أصول للتفاسير الكثيرة
2)أن رواياته مروية عن الصادقين عليهما السلام مع قلة الوسائط والإسناد،ولهذا قال في الذريعة(إنه في الحقيقة تفسير الصادقين عليهما السلام)
3)مؤلفه كان في زمن الإمام العسكري(وهو الإمام رقم 11 في قائمتهم المعروفة)
4)أبوه الذي روى هذه الأخبار لابنه كان صحابيا للإمام الرضا
5)أن فيه علما جما من فضائل أهل البيت عليهم السلام التي سعى أعداؤهم لإخراجها من القرآن.)(انظر تفسير القمي/المقدمة ص 20)هذا هو تفسير القمي وتلك أقواله وأقوالهم في السيدة عائشة.هل تعلمون أيها السادة ماذا يعني رفض تبرئة القرآن للسيدة عائشة ومواصلة اتهامها بالفاحشة من طرف الشيعة؟؟يعني ببساطة أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل الحياة الزوجية الأسرية الحميمية مع (زوجة زانية) من سنة 5 هـ تاريخ غزوة بني المصطلق إلى السنة 11هـ تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلم!!يعني 6 سنوات كاملة وإلى أن مات صلى الله عليه وسلم والرسول لم يفعل شيئا تجاه هذا الأمر!!!الرجل العربي العادي لا يفعل هذا وله من الكرامة والغيرة ما يدفعه للطلاق على أقل تقدير إن لم يفعل أشياء أخرى تسيل فيها الدماء!!!الرجل العربي والمسلم العادي لا يسكت والنبي المرسل صاحب الدعوة والوحي والقدوة يصمت هكذا؟؟ هل هذا ممكن؟؟؟لا تقولوا أيها الشيعة إنها (تقية) مرة أخرى!! تقية ممن ولماذا؟؟وهل يقبل أي واحد منا -بما في ذلك السيد الهاشمي أو أي شيعي أو سني- أن يعيش مع(زوجة زانية) ؟؟هل نحن أكثر غيرة من النبي؟أليس في قذف السيدة عائشة بهذه الطريقة ونفي التبرئة القرآنية لها واستمرار الحياة الزوجية بينها وبين النبي إلى تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلم أليس في ذلك قدح في النبي نفسه واتهامه بأنه ديوث لا غيرة له؟؟؟ (حاشاك يا رسول الله)..ما هذا أيها الشيعة؟؟ ألا تعقلون؟؟ (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)(الكهف: من الآية5).
إذن فإن الطعن في عائشة طعن في محمد وفي الإسلام.
طبعا الإجابة جاهزة عندهم دائما:أن هذا ليس إلا رأي فرد ، أو لا يمثل رأي كل الشيعة..إلخ..لكن أوضح رد على هذا الإنكار المخادع هو تلك الثقافة السائدة حاليا في البيئات الشيعية حيث لا يسمي الناس بناتهم باسم عائشة، وعندهم هذا الاسم إذا نوديت به المرأة فهو قذف واتهام لها بالزنا!!!.فقذفهم وازدراؤهم لعائشة ليس كلام كتب وثقافة علمائية فحسب بل هي عقيدة شعبية وثقافة يومية للشيعة المعاصرين مع الأسف.
أما الكلمات (الإيجابية) عن السيدة عائشة من طرف السيد الهاشمي كقوله(أم المؤمنين) أو (زوج النبي المصون) فيمكن أن يعتبره البعض نوع من (التقية) كمرحلة مؤقتة لتمرير دعوته الشيعية في (تونس نيوز) وفي تونس عموما. لكني أفضل أن أعتبرها تبرئة شخصية له من تهمة القذف حتى يثبت العكس. لكن كلامه المعسول عن السيدة عائشة لا يبرئ التراث الشيعي والثقافة السائدة عندهم من وصمة القذف لأم المؤمنين كما سماها الله في القرآن:فهي أمي وأم الهاشمي وأم من يقرأ هذا المقال وأم كل المسلمين سنة وشيعة.السنة موافقون فما رأي الشيعة؟؟.
وعوض أن يتوجه إلينا نحن في تونس بهذا الكلام (الجميل) عن السيدة عائشة أولى بالسيد الهاشمي أن يتوجه بكلامه (المعسول) هذا لشيعته في إيران والعراق وفي حوزاتهم العلمية وكتبهم فيقنعهم بأن السيدة عائشة هي فعلا أم المؤمنين وأنها زوج النبي المصون بعدها يمكن أن يكون لقوله مصداقية لدينا!!وبالمناسبة ماذا فعل (الشيعة المتنورون)-مثلما يحاول الهاشمي أن يظهر نفسه-لإزالة هذا الركام الضخم وغربلة التراث الشيعي من ثقافة القذف واللعن والسب والهجاء والتشفي والثأر والدماء والعدوانية ،تلك الثقافة التي يسميها السيد الهاشمي تارة باسم علموي(نقد الصحابة) وتارة أخرى هي عنده من (روايات الإخباريين الضعيفة).وفي الحقيقة ماذا سيبقى من معتقدات التشيع إذا غربلنا هذه الأقاويل؟؟.
إن المواقف الأخيرة من الشيعة للشيخ العلامة يوسف القرضاوي -حفظه الله ونفع به وأمد في عمره وبارك فيه – لتؤكد على صحة وحقيقة تأصل ثقافة القذف واللعن في الأوساط الشيعية حاليا وليس في الكتب فقط أو التاريخ كما يحاول إيهامنا (الدعاة الشيعة).والشيخ يوسف أبعد ما يكون عن شبهة التشدد أو نفي الآخر أو العداء للشيعة، بل كان دائما من رموز الاعتدال ومن أبرز الداعين لوحدة المسلمين سنة وشيعة ضد أعداء الأمة. وقد أحسن الشيخ القرضاوي عندما أكد على ضرورة أن يتوقف الشيعة عن هذا الافتراء على السيدة عائشة وجعلَه أحد شروط استئناف جهود التقارب.وأسمح لنفسي أن أقترح على الشيخ القرضاوي والعلماء والتيارات الإسلامية في العالم أن يصعّدوا في هذه النقطة ويطالبوا الإيرانيين إذا أرادوا التقارب وإذا أرادوا أن يساندهم الناس في معاركهم المتوقعة وكدليل على حسن نواياهم أن يعلقوا هذه الآيات من سورة النور على مدخل مجلس الشورى الإيراني إن كانوا صادقين في قولهم بأنهم يبرؤون السيدة عائشة كما يبرئها القرآن.كما أدعو إلى أن تنتقل مسألة القذف هذه وسب الصحابة ولعنهم من مجال النصح والتوجيه والمطالبة إلى مجال القضاء والمحاكم وملاحقة كل من يتجرأ على قدف وسب الأخيار من صحابة رسول الله وزوجاته،فإن القوانين في كل البلدان تعاقب على السب والشتم وإشانة السمعة وترويج الإشاعات والأكاذيب على الأفراد إلا بدليل.وهؤلاء قدواتنا وأقرب الناس لنبينا صلى الله عليه وسلم وليسوا أقل من المسؤلين الحكوميين المحميين بالقانون،والقانون أيضا يحمي أي إنسان من الإساءات والبذاءات.ويمكن العمل على استصدار قوانين تجرّم سب وقذف الصحابة والقيام بحملات من أجل ذلك في البلدان التي لا تملك مثل هذه القوانين.
ولكن ما سر هذا الموقف الشيعي من السيدة عائشة؟.إنه بالتأكيد موقفها في بدايات خلافة الإمام علي حين خرجت هي ومجموعة من الصحابة ووقع ما عرف بموقعة الجمل، وكان للسيدة عائشة موقف معارض للإمام علي حيث كانت ترى أولوية القصاص من قتلة عثمان في حين أن علي كان يرى أن الوقت غير مناسب وأن تلك المهمة غير ممكنة وقتها.وقد أقرت السيدة عائشة بخطإ اجتهادها هذا،و ذكر هذا المعنى الشيخ القرضاوي في معرض حديثه عن دور المرأة في العمل السياسي فقال:(على أن الآية الكريمة : » وقرن في بيوتكن » لم تمنع أم المؤمنين، أفقه نساء الأمة، عائشة رضي الله عنها، أن تخرج من بيتها، بل من المدينة المنورة، وأن تسافر إلى البصرة على رأس جيش فيه الكثير من الصحابة، وفيهم اثنان من العشرة المبشرين بالجنة، ومن الستة المرشحين للخلافة، أصحاب الشورى : طلحة والزبير، تطالب بما تعتقد أنه حق وصواب، من المبادرة بالقصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه.وما يقال من أنها ندمت على هذا الخروج، فهذا ليس لأن خروجها كان غير مشروع، بل لأن رأيها في السياسة كان خطأ.)(من موقع إسلام أون لاين.نت/الفتاوى). إنه خطأ في السياسة التي هي مجال اجتهادي بشري.والنبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في الأمور السياسية بصفته رئيسا للدولة وإماما للمسلمين وحاكما للمدينة:فاجتهد اجتهادا معروفا حول الأسرى في غزوة بدر وسانده أبو بكر في رأيه وخالفهما عمر وكان الصواب مع عمر بنص القرآن،واجتهد النبي في اختيار موقع المعركة في بدر أيضا واقترح الحباب موقعا آخر اعتبره أفضل من مقترح النبي فوافقه النبي وتنازل عن رأيه،واجتهد النبي في غزوة الخندق فاقترح على الأنصار أن يقدم المسلمون مبلغا سنويا للمشركين مقابل رفع الحصار فلم يقبل الأنصار ذلك وقالوا:والله لا نعطيهم إلا السيف،فاستجاب لهم النبي، وغيرها من الاجتهادات…لكن الشيعة لا يرون أن السياسة أو الحكم أو الخلافة أو الإمامة تخضع للاجتهاد والرأي وتقدير المصالح والمفاسد بل يرونها بابا عقائديا محتكرا لفئة محددة (بنص ديني) و(حق إلهي) مزعوم وبالتالي فهم يكفّرون كل مخالف لهم ولأئمتهم باجتهاد بشري شرعته نصوص القرآن كحق إنساني وواجب شرعي:( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ )(الشورى: من الآية38)( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)(آل عمران: من الآية159). كما أنهم يكفرون عائشة ومن معها ممن قاتل عليا من الصحابة مثل طلحة والزبير بسبب قتالهم وحربهم للإمام، وهذا خطأ فادح مخالف للقرآن يقول تعالى:(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا )(الحجرات: من الآية9)فالطائفتان من المؤمنين وإن خالفوا مطلوب الشرع في عدم الاقتتال. لكن توالى الأحداث الدامية والمؤسفة ونيل الشيعة للنصيب الأكبر من المصائب والكوارث كان سببا آخر لرد فعلهم النفسي والفكري المتمثل في الثأر والانتقام من الجميع بالعودة إلى الماضي وكتابة التاريخ بمفعول رجعي كتابة مزيفة تكفَر وتخون وتنفّق(من النفاق) كل الصحابة غير آل البيت.بل ولم يكتفوا بكتابة التاريخ بل قاموا بقراءة كاملة للنص القرآني بناء على نظرية المؤامرة:(مؤامرة الصحابة على آل البيت).والغريب أن هذا الموقف التكفيري من طرف الشيعة لكل الصحابة الذين خالفوا عليا هو نفس موقف الخوارج: فيلتقي بذلك الطرفان النقيضان على موقف تكفيري متشدد واحد، في حين تقف عموم الأمة الإسلامية والطوائف المعتدلة في الموقع الوسطي الطبيعي المناسب لروح هذا الدين ونصوصه.
ولْقارن الآن موقف هؤلاء المتعصبين التكفيرين الشيعة بموقف من يدّعون أنهم أتباعهم وهم الإمام علي والحسن ابنه وعمار ابن ياسر، ولْنرى موقف هؤلاء الصحابة الأجلاء من السيدة عائشة من الناحية العقدية ومن الناحية الإنسانية قبل الحرب وبعدها. ونبدأ أولا بما قاله عمار بن ياسر وبحضور الحسن بن علي قبل الحرب وقد بعثهما الإمام علي ليستنفرا أهل الكوفة للانضمام لجيشه ضد الجيش الآخر الذي فيه عائشة و طلحة و الزبير كما جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر:(روى بن أبي شيبة من طريق شمر بن عطية عن عبد الله بن زياد قال: قال عمار: إن أمّنا(يعني أم المؤمنين عائشة) سارت مسيرها هذا وإنها والله زوج محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلانا بها ليعلم إياه نطيع أو إياها).(ويعلق بن حجر مباشرة): ومراد عمار بذلك أن الصواب في تلك القصة كان مع علي وأن عائشة مع ذلك لم تخرج بذلك عن الإسلام ولا أن تكون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فكان ذلك يعد من إنصاف عمار وشدة ورعه وتحريه قول الحق)(فتح الباري ج 13 ص58). وأما بعد المعركة وانتصار علي فجاء في فتح الباري:( إن أول ما وقعت الحرب أن صبيان العسكرين تسابوا ثم تراموا ثم تبعهم العبيد ثم السفهاء فنشبت الحرب وكانوا خندقوا على البصرة فقتل قوم وجرح آخرون وغلب أصحاب علي ونادى مناديه لا تتبعوا مدبرا ولا تجهزوا جريحا ولا تدخلوا دار أحد ثم جمع الناس وبايعهم واستعمل بن عباس على البصرة ورجع إلى الكوفة وأخرج بن أبي شيبة بسند جيد عن عبد الرحمن بن أبزى قال انتهى عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي إلى عائشة يوم الجمل وهي في الهودج فقال يا أم المؤمنين أتعلمين أنى أتيتك عندما قتل عثمان فقلت ما تأمريني فقلت الزم عليا فسكتت فقال اعقروا الجمل فعقروه فنزلت أنا وأخوها محمد فاحتملنا هودجها فوضعناه بين يدي علي فأمر بها فأدخلت بيتا وأخرج أيضا بسند صحيح عن زيد بن وهب قال فكف علي يده حتى بدءوه بالقتال فقاتلهم بعد الظهر فما غربت الشمس وحول الجمل أحد فقال علي لا تتمموا جريحا ولا تقتلوا مدبرا ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن وأخرج الشافعي من رواية علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال دخلت على مروان بن الحكم فقال ما رأيت أحدا أكرم غلبة من أبيك يعني عليا ما هو الا ان ولينا يوم الجمل فنادى مناديه لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح)(فتح الباري لابن حجر ج 13 ص57).
الكامل في التاريخ لابن الأثير: وجاء في
(وعُقر الجمل، واحتمل محمد ابن أبي بكر عائشة فأنزلها وضرب عليها قبة، فوقف علي عليها وقال لها: استنفرت الناس وقد فروا وألبت بينهم حتى قتل بعضهم بعضاً. فقالت عائشة: ملكت فأسجع، نعم ما ابتليت قومك اليوم، فسرحها وأرسل معها جماعة من رجال ونساء وجهزها بما تحتاج)( ج 2 / ص 52). هذا هو الإمام علي الذي يعرفه المسلمون:هل كفّرها؟هل قتلها؟هل سباها مملوكة إن كانت كافرة كما يقول الشيعة؟هل لعنها وهل سبها؟هل قال لها ما تقوله الشيعة الآن في عرضها؟ هل(انتقم) الإمام علي منها وأخذ بالثأر- يا أصحاب(عقيدة الثأر)- وهو الذي حمّلها مسؤولية القتلى؟؟أرأيتم أخلاق الإسلام وأخلاق الأئمة عند القدرة؟؟وانظر ماذا يفعل الشيعة الآن في العراق من قتل أهل السنة على الهوية باسم (مذهب آل البيت) و(الطائفة) و(المذهب الحق)؟؟.
وأختم بهذا الرأي للعلامة الدكتور موسى الموسوي (وهو أحد علماء الشيعة وصاحب الشهادة العليا في الفقه الإسلامي (الاجتهاد)، والتي نالها من المرجع الديني الأعلى زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء) وهو يحاول إظهار المذهب الأصلي لآل البيت في خضم هذا البحر المتلاطم من التشدد الشيعي فيقول:(لكن الحيرة كل الحيرة في الطريقة التي اتبعتها الشيعة في معالجتها لمشكلة الخلافة فهي تتناقض كل التناقض مع سيرة الإمام علي وسيرة أولاده من أئمة الشيعة.ولذلك تتملكني الحيرة والدهشة عندما أرى أن شعار الشيعة هو حب الإمام علي وأولاده ولكنهم يضربون عرض الحائط سيرة علي والأئمة من ولده) (موسى الموسوي/الشيعة والتصحيح:الصراع بين الشيعة والتشيع/ طبعة 1987ص11). ولذلك حَقّ للموسوي أن يعتبر هذا المذهب بمحتوياته التي نقرأها ونسمعها الآن بمثابة انقلاب على مذهب آل البيت الأصلي وانحراف عنه، فسمى مذهب آل البيت الأصيل بالتشيع ويفصله عن الأتباع وهم الشيعة فيقول:(وبعد الإعلان الرسمي عن غيبة الإمام في عام 329هـ حدثت في التفكير الشيعي أمور غريبة أدعوها بالصراع بين الشيعة والتشيع أو عهد الانحراف.وكانت أولى هذه الأمور في الانحراف الفكري ظهور الآراء القائلة بأن الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في علي وبالنص الإلهي وإن الصحابة ما عدا نفر قليل منهم خالفوا النص الإلهي بانتخابهم أبابكر) (موسى الموسوي/الشيعة والتصحيح:الصراع بين الشيعة والتشيع/ ص 14)ويواصل فيؤكد أن مسار الانحراف وتوليد الأفكار الجديدة في إطار هذا الخط المبتدع لم تتوقف بل تواصلت إلى الآن داخل هذا المذهب فيقول:(لا بد من القول أنني أواجه أمرين متناقضين أحدهما التشيع والآخر الشيعة.ومن هنا بدأت أستنتج أن ذلك الصراع الذي حدث بين الشيعة والتشيع في الفكر الشيعي بعد الغيبة الكبرى هو السبب الأساسي لكل الانحرافات التي حدثت في الفكر الشيعي بعد الغيبة الكبرى إلى يومنا هذا)(موسى الموسوي/الشيعة والتصحيح:الصراع بين الشيعة والتشيع/ ص11).
لتعارفوا (7)
إيضاحات بالغة الأهمية
الهاشمي بن علي
قال السيد خالد بن سليمان معلقا على ما كتبته سابقا ما يلي:
« هل يعقل أن يكون السيد الهاشمي ينقل ما قدمه له غيره هكذا دون تمحيص ولا تدقيق؟أم هي محاولة متعمدة لاستغفال القارئ بالإكثار من إيراد النصوص وتكثيفها في محاولة لتمريرها وجعلها حججا لمقولات واهية؟أم هي مراهنة على تعقيدات مصطلح الحديث بحيث لا يستوعبها القارئ غير الملم بهذا المجال؟.ومهما يكن فإن استعمال هذا النص بهذه الطريقة مؤشر آخر على مستوى تعامل أتباع هذا المذهب مع النصوص النبوية«
أود مرة أخرى أن ألفت السادة القراء إلى أن ما أنشره من نصوص في سياق هذا الجدل المذهبي عنونته قصدا ب لتعارفوا ذلك أن الهدف الذي يحرك ما أكتبه من نصوص ليس حمل الآخرين على الاعتقاد بصحة ما أراه، فهذا شأنهم وهم أحرار في أن يتفاعلوا مع ما يكتب من أي زاوية شاءوا.إنما القصد هو رفع الكثير من اللبس الذي ران على صفحات الحوار المذهبي وجعل تصورات الأطراف المعنية به غير دقيقة. وكنت في السابق قد دعوت بوضوح إلى الاعتراف المتبادل وإلى التعارف والحوار البعيد عن ثقافة التشويه والتشنيع.
كما فضلت أن يكون البحث العلمي واسطة الناس في التعارف كي لا تخلط الأفكار ببعض الممارسات التي لا تلزم إلا أصحابها ولا تجد تفسيرها إلا في رهانات التاريخ وصراعاته.
وأذكر أنني دعوت إلى عدم التسرع بإطلاق الأحكام وتعميمها وذلك فقط كي لا نكون في جانب مثيري الفتن التي يقف وراءها متعصبو وغلاة الشيعة والسنة على حد سواء.
كما إنني وأمام إيراد روايات تقدح في صحة إسلام الشيعة من جهة الموقف من تحريف القرآن قدمت تفسيرا مقبولا للجميع وهو أن مثل تلك الروايات موجودة في بطون الكتب تبقى في محلها كرويات أحاد لا اعتبار لها في مقام العقائد التي تبنى على القطعي من النصوص.
ولا أذكر أنني أنكرت وجود نصوص تحوي تخليطا ومنكرات قلت إنه يجب الضرب بها عرض الحائط مع الإشارة هنا إلى أن التراث السني يحوي بدوره أمورا عجيبة قد يذهل أمامها أي سني لم يسبق له أن قرأها ولم يحصل له أن غاص في بطون الكتب مكتفيا بما اشتهر من كتبهم.
والفيصل عندنا هي هذه الروايات التي نراها ترسم الميزان الصحيح لقبول أورد الروايات:
الكليني – الكافي – الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 69 )
– عن أيوب بن الحر قال : سمعت أبا عبد الله (ص) يقول : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف .
– محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن إبن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم وغيره ، عن أبي عبد الله (ص) قال : خطب النبي (ص) بمنى فقال : أيها الناس ما جاء كم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاء كم يخالف كتاب الله فلم أقله .
وهذا هو الميزان الذي تجري عليه بحوث كثير من المحققين الذين أنفقوا أعمارهم في غربلة التراث الذي يحمل كما قلنا الغث والسمين فهدا هو المحقق السيد جعفر مرتضى يروي في موسوعته – الصحيح من السيرة – الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 268 )
– عن جعفر ، عن رسول الله (ص) ، أنه خطب ، فقال : إن الحديث سيفشو علي ، فما أتاكم عني يوافق القرآن ، فهو عني ، وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني .
– وعن علي (ص) : ستكون عني رواة يروون الحديث ، فاعرضوه على القرآن ، فإن وافق القرآن فخذوه ، وإلا فدعوه .
من ناحية الخطاب تبرأت وبوضوح من أي خلق يقوم على السب والشتيمة وقلت إنه ليس من خلق الدين و الإنسانية في شيء وأعترف أنه توجد كتابات متخلفة كتبها بعض المنتسبين للتشيع مسوا يها بعض من عاش مع النبي، بينما المشروع هو دراسة سيرهم ونقدها على ضوء مقاييس الإسلام لتحقيق معنى القدوة فيما حمله لنا التراث من أخبارهم.
وأشرت إلى أن العلوم الإنسانية الحديثة تدرس هذه المواضيع على ضوء فرضيات وليس مصادرات لا تلزم سوى عقول أصحابها. ولفت الانتباه إلى أن الملاحدة والباحثين عن الحقيقة يسألنا عن صدق النبي من كذبه وعن حقيقة أنه كان يحب القتل ويشجع على « الإرهاب ». وقلت إنه ليس أمامنا سوى أن يتسع صدرنا للشبهات وأصحابها كي نفهم ما يوردونه على فكرنا وكيف نبدد أوهامهم بالحقائق.
أشكل علينا الأخ خالد بن سليمان أننا نأخذ من نصوص السنة ما نشاء ونترك ما نشاء وقلت له إن منهج النقد الداخلي يتيح لنا أن نلزم أية منظومة بما تلزم به نفسها وسقت له دليلا أن مناقشة النصارى قد تتطلب إلزامهم الحجة عبر أيآت الإنجيل ونحن نفعل لذلك دائما كما هو واضح في منهج الفقيد أحمد ديدات رحمه الله، فهل يجب على ديدات أن يتنصر حتى يناقش النصارى بنصوصهم؟ أم هل عليه أن يسلم أن كل الإنجيل لم يحرف حتى يسوغ له ذلك الاستدلال عليهم ببعض ما ورد فيه؟
هذه قضايا منهجية واضحة لست أفهم لماذا تثير حساسية لدى الإخوة المخالفين، ولعل بعض ردودهم المتشنجة جاءت كذلك لأنهم مسكونون بعقدة كحاصرة الآخر وتشويهه تمهيدا لعزله وبالتالي تصويره خطرا على الإسلام، تلك النقطة التي هي وبوضوح تطرف في التفكير وتشريع لمنهج التكفيريين الذين عندهم رسالة واحدة تقول: هؤلاء كفرة ويجب أن يكونوا كذلك بأي طريق ممكن لكي نجهز على شرهم في المهد.
أشكل علينا الأخ المحترم خالد أننا نستعمل نقولا دون التثبت في بعض تفاصيلها مما يجعلنا مثلا كما دلل على ذلك نستعمل رواية فيها مطعن مع أنها قد ترد من طريق آخر صحيح واستنتج أنني إما لا أفهم ما أنقل أو أنني أدلس على الناس.
في هذا المقام لن تأخذني العزة بالإثم لذا أقول صادقا والله شهيد على كلماتي إن كثرة النصوص المخالفة وقفزها من قضية لأخرى و تركيزها على بعض النصوص دون أخرى أكثر منها أهمية وأوضح منها صحة جعلني أنقل بعض الاستدلالات ربحا للوقت حيث لا فائدة من إعادة كتابة نفس الفكرة بأسلوب مختلف قليلا في نشرة يومية لا تمنحنا الكثير من الوقت كي نستدرك بالرد ما مر من نصوص ونتابع الجديد منها.
لهذا الواقع حدثت أخطاء أقر بها كان من الممكن تلافيها مع التذكير أن الأخ خالد عاد ليقر بصحة رواية : »أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم ».
بيد أن الأخ خالد في المقابل لم يرد بشيء على نصوص من الصحاح الستة أوردتها وهي تحمل معان خطيرة من قبيل أحاديث الحوض التي يقر فيها النبي أن مآل بعض أصحابه هو النار وأنهم استحقوا مصيرهم لنهم بدلوا بعده وشبه نفسه فيهم بالنبي صالح في قومه وهو تشبيه مكتنز بالمعاني..ولم يذهب معي إلى العمق : إلى حيث القراءة التاريخية للمجتمع الإسلامي وهل كان فيتلك الصورة الملائكية التي يرسمها البعض؟ وهل تتيح لنا حروب صدر القرون الأولى أن ندرس خلفيات وتداعيات تلك الحروب؟ أم أن تهمة سب الصحابة والطعن فيمن نقلوا لنا القرآن والحديث جاهزة تترصد كل باحث في هذا الشأن؟
غير أن أطرف ما قرأته للأخ خالد هو تفسيره لبعض العبارات التي استعملتها، فقد اقتطعها من سياقها واستفرد بها يحاكمها بأسلوب من الأسف أن أقول إنه طفولي للغاية كقولي « نحن من نحرناه وأذينا فاطمة عليها السلام..إلخ »
ذهب « المحقق » الحصيف إلى تفاسير غاية في الغرابة والتعسف بدأت بالتساؤل عن المقصود بنحن ومرت بتفصيل في فكرة »العقدة التاريخية » وحطت الرحال عند » عقدة الخطيئة الأصلية »..فلله درك من باحث « استثنائي » توسل بكل الطرق غير الشفافة وغير الموضوعية لإصدار حكم جائر على النيات مما جعله في تقديري يستحق عن جدارة جائزة أفضل الأعمال في علم الرجم بالغيب و ديبلوم المهارة في لي عنق الجمل كي تعترف تحت سياطه المذهبية بأنها تدل على « الحقد الدفين » وتعترف بصلتها بأعمال التصفية الطائفية في العراق ولما لا بالمرة العمالة للأجندة الإيرانية..وهكذا تكتمل الحزمة وينجح الأخ خالد فيما يحوك في نفسه التي تشي كلماته ومناهجه بنظرته للشيعة.
الواضح من عباراته أنه يحمل لهم مشاعر العداء ويدخر لهم جهود الإدانة، فهو لا يترك شاردة ولا واردة إلا ووظفها في « التنكيل » المعرفي بهم.
ربما دافع الأخ عن منهجه بأن البحث العلمي فيما يراه أملى عليه ذلك!!!!لكنني أقول له بأخوية صادقة..عزيزي:
أنسيت قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فيما معناه : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
إن كنت تكرهنا إلى هذا الحد وترانا فيما توحي به عباراتك شياطين أدهى و أنكى من شياطين الإنس، كيف لك أن تتواصل معنا؟ كيف لك أن تنقل لنا ما تراه خيرا؟
في الواقع آن الأوان لأعلن خوفي الحقيقي والمتعاظم من صعود تيار التشدد والتكفير الظاهر والخفي، تيار الإقصاء والعنف المستتر المتحفز للانقضاض على الآخرين بين إسلاميي تونس وخاصة الساكنين بلاد المهجر.
هؤلاء ومع الأخبار المتزايدة عن مشاركة أوسع لتونسيين في برامج وعمليات تنظيم القاعدة الإرهابي وفي مواقع متقدمة، أصبحوا يشكلون خطرا على ثقافة التسامح التي أشربتها تونس لأبنائها من تراثها المالكي العريق البعيد عن تعصب السلفية المستورد من شيوخ نجد المتقوقعين داخل ذهنية الأعراب.
لقد دخلت بعض مواقع التونسيين من إسلاميي المهجر (دون تعميم طبعا) ووجدت هناك درجة من التشدد والإقصاء استغربت منه.
أهم ما أثار استغرابي هو أن هؤلاء هم أنفسهم ضحايا الإقصاء فكيف يمارسونه على غيرهم وهم فيما هم فيه من الأوضاع المزرية؟
كيف تراجع بهم التفكير إلى الوراء وهم يعيشون في مجتمعات منفتحة على الحوار والتعددية فأصبحوا مشاريع قاعديين وتكفيريين من الذين يرضعون ثدي السلفية المنغلقة؟
يزيد خوفي خوفا على خوف، مع العملية الإرهابية التي كانت المجموعة القادمة من الجزائر تعد لها لتغرق البلاد في ظلام المواجهات المسلحة وتقضي على أمل حل النزاعات الفكرية والسياسية سلميا.
ولكي تتضح الصورة عند الأخ خالد، أقول إن استعمال نحن في ذلك المقام هو من قبيل الاستعمال الرمزي الذي يشير الإطار الحضاري الواسع الذي جرت فيه واقعة كربلاء وغيرها. تلك الحوادث جرت في فضاءنا العربي الإسلامي أين تتقاطع الجغرافيا بالتاريخ بالفكر والسياسة لتصنع مشهدا نتحمل فيه مسؤولية الوعي والموقف الصحيح في نهاية الموقف.
يمكن لأي من أخي خالد أن يقف على أعتاب القرن الواحد والعشرين فيقول : »و احسر تاه لقد أضعنا فلسطين..أو نحن من يتحمل مسؤولية الفشل في تغيير الواقع العربي: »
فهل تفهم عزيزي من العبارة أن نحن تشمل الجميع بنفس المعنى والدرجة؟
أليس واضحا للحليم في بطن أمه أن المعنى هو أننا نتحمل مسؤولية شرعية وتاريخية في أن نفهم جيدا ما وقع ونتخذ منه الموقف الصحيح؟
أليس الواضح هنا أن ضمير نحن إنما هو من باب حث الأمة على تحمل المسؤولية والأمانة في تلك الوقائع؟ أليس المعنى الأخص واضحا في اتجاهه فقط لمن تورط في الاعتداء على أهل البيت عليهم السلام؟
بمعنى أيها المسلمون..ما دمتم مسلمين هل يعقل أن تسمعوا بذلك وترضون به أو تترضون على من نحر ابن بنت نبيكم؟..هل يعقل أن تدعوا حب محمد وأنتم تهمشون المصيبة التي أدمت قلبه الشريف وأبكت ابنته التي قال إنه يغضب لغضبها؟
هذا هو المعنى فلما اختطفته وهربت به بعيدا..إلى حيث فرضت عليه معنى من عندك لم أقصده أبدا..أم هي الرغبة في تشويه الآخر وإدانته بأي وسيلة؟..لعل الأمر فعلا كذلك.
على صعيد آخر انصرف الأخ خالد إلى نصوص يمارس فيها هوايته المعتادة : لي العنق صرفا للمعنى الواضح إلى آخر تفوح رائحة التعسف منه بدرجة لا تحتمل.
دعونا نأخذ مثال حديث الأئمة الإثني عشر مثالا لهذا الأمر:
بداية ليكن واضحا أن النص صحيح لم يستطع التشكيك في صحته لأنه مروي في الصحاح وهذا هو نصه من الصحيحين فتمعن معي أخي القارئ:
البخاري – التاريخ الكبير – الجزء : ( 8 ) – رقم الصفحة : ( 410 )
3520 – يونس بن أبي يعفور العبدي ( عن ليث – 1 ) واسم أبي يعفور وقدان قال فضيل بن عبد الوهاب نا يونس بن أبي يعفور العبدي قال حدثنا عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال سمعت النبي (ص) يقول لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .
صحيح مسلم – الإمارة – الناس تبع لقريش والخلافة في قريش– رقم الحديث : ( 3393 )
– حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن حصين عن جابر بن سمرة قال سمعت النبي (ص) يقول ح وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي واللفظ له حدثنا خالد يعني إبن عبد الله الطحان عن حصين عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على النبي (ص) فسمعته يقول إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة قال ثم تكلم بكلام خفي علي قال فقلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش .
الرابط:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3393&doc=1
ولكي ننتهي من قصة صحته مرة واحدة وللأبد هذا شيخك الألباني يا خالد يصححه:
الألباني – كتب تخريج الحديث النبوي الشريف – رقم الحديث : ( 376 )
نوع الحديث : صـحـيـح
– نص الحديث لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش . وفي لفظ : لا يزال هذا الأمر عزيزا منيعا ينصرون على من ناوأهم عليه إلى اثني عشر خليفة ، كلهم من قريش ، أخرجه مسلم وأحمد وابنه . وله طريق أخرى بلفظ : لا يزال هذا الأمر ماضيا حتى يقوم اثنا عشر أميرا كلهم من قريش ، أخرجه أحمد واسناده صحيح .
الرابط:
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=7806
أولا لي أن أسأل الأخ خالد ومن ورائه الدكتور السالوس الذي ينقل عنه من موسوعته التي كتبها في الرد على الإمامية: بقطع النظر عن توظيف الشيعة »المتعسف » لمعنى النص،
لماذا يا أهل السنة تكتمتم على مثل هذا النص فلم يسمع به المسلمون إلا في مقام الرد على الشيعة؟
إن النبي يتحدث عن زمن عزة الدين وتقويه باثني عشر أميرا لا ينقضي أمر الدنيا والدين إلا بأن يتصدوا لقيادة الأمة..من هم هؤلاء؟ ما هي الصفات التي استحقوا بها هذا المقام؟ هل المقصود هو المعنى السياسي لمفردات الخليفة والإمام والأمير قصرا؟
وإذا كانت الخلافة قد سقطت وقد تداولت عليها أسماء كثيرة فمن هم في عداد من حكمنا قديما وحديثا؟
هل من الممكن أن يكون لهذا الحديث الذي يرسم معالم هامة من مستقبل التجربة الإسلامية صلة ما بالحديث الصحيح:
أخرجه مسلم في صحيحه ، والبيهقي في السنن ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، والتبريزي في مشكاة المصابيح ، والألباني في السلسلة الصحيحة وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
« من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية «
صحيح مسلم 3 / 1478 كتاب الإمارة ، باب 13 ، ح 58 ، السنن الكبرى 8 / 156 ، مجمع الزوائد 5 / 218 مشكاة المصابيح 2 / 1088 ح 3674 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة 2 / 715 ح 984 .
وهو أيضا في مسند أحمد 4 / 96 ، مجمع الزوائد 5 / 218 ، مسند الطيالسي ، ص 259 ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 7 / 49، حلية الأولياء 3 / 224 ، كنز العمال 1 / 103 ح 464 ، 6 / 65 ح 14863 .
مجمع الزوائد 5 / 224 ، 225 ، كتاب السنة ، ص 489 ح 1057 ، قال الألباني : إسناده حسن ورجاله ثقات
وإنني والله أسأل عن حالك وحال من هو في مثل وضعك هل في عنقكم بيعة؟ وربما أجبتموني نعم إن في عنقنا بيعة لقادة حركاتنا..لكن للحديث النبوي الكريم صلة بآخر غيره هو التالي:
« من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية »
وهذا سنده: صحيح البخاري 5: 13 باب الفتن، صحيح مسلم 6: 21 ـ 22 | 1849.
هنا نحن أمام فرضيا حسمها الشيعة بالقول إن الأئمة هنا عبر عنهم بألفاظ مختلفة تلتقي في النهاية عند معنى الحجية الذي فسرته سابقا وقلت إنه أوسع من المعنى السياسي الضيق، واستدللت بأن أغلب الأنبياء لم يكونوا مبسوطي اليد بل إن منهم من وزره فرعون في دولته والمقصود يوسف عليه السلام، لكنه في ميزان الحجية يبقى حجة الله على خلقه فهو الأمير وهو الخليفة وهو الإمام حقا.
ويقول الشيعة إن الأمة لم تختلف في قدر وعلم أئمتها بل إن ألفاظ العلماء وعامة الجمهور تفيض بتقديرهم حد التبرك بآثارهم الشريفة لا فرق في ذلك بين سني أو شيعي. وهم يقولون إن أيمتنا كانوا أهل السبق في العلم والخلق ولم يسجل عليهم التاريخ كذبة أو سقطة أو خيانة، بل كانوا مثلا راقية ومرايا صافية عكست مفاهيم الإسلام وقيمه، وبالتالي هم المقصود من كل مصاديق الإمارة والخلافة والإمامة سواء حكموا أو لم يحكموا.
ويستدل الشيعة على صحة ما يذهبون إليه بأدلة تشير إلى أن المعني بتلك الكلمات المحمدية إنما هم الإمام علي وبنوه حتى اشتهر علي عليه السلام بلقب الوصي في الأفاق و لك أن تجول في القواميس لتبحث في مفردة وصي وأقرأ أخي ما تجده وأعجب معي:
فقد ورد في مادة الوصي من تاج العروس : » والوصي كغني لقب علي رضي الله تعالى عنه » .وفي لسان العرب : » وقيل لعلي ( ع ) وصي » ، وسيأتي قول المبرد في الكامل في اللغة بعيد هذا . وورد ذكره في شعر الشعراء منذ عصر الصحابة مثل قول حسان بن ثابت شاعر النبي ( ص ) في قصيدته بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله :
جزى الله عنا والجزاء بكفه * أبا حسن عنا ومن كأبي حسن حفظت رسول الله فينا وعهده * إليك ومن أولى به منك من ومن ألست أخاه في الهدى ووصيه * وأعلم منهم بالكتاب والسنن
وأحسب كما قلت سابقا أن العقل السني وقع ضحية القراءة الرسمية للتاريخ وهي عقدة لا تقل خطورة عن « عقد المظلومية والثأر التاريخي » فصاحبها ينطلق في البحث مشبعا بذهنية أنه الفرقة الناجية وشعب الله المختار وصاحب الحقيقة وهو الأكثر عددا والأطول يدا له الأمر من قبل ومن بعد ويجب شكره في اليوم ألف مرة لأنه تسامح وسمح للشيعة بمجرد الكينونة
( تذكروا الكلمات المؤسفة للشيخ القرضاوي في مؤتمر التقريب في الدوحة) والتي لم نجد لها من إعراب في سياق فكرة التعددية وحق الاختلاف.
في المقابل ماذا فعل علماء السنة أمام هذا النص الورطة:
كالعادة، سادتي المسلمين أخواتي المسلمات أريد أن أقول لكم إن السيد خالد بن سليمان ومن وراءه السالوس ومن قبلهما الذهبي وأتباع مدرسة ابن تيمية تصريحا وتلميحا عملوا ما وسعهم في إطفاء نور آل محمد فلووا أعناق النصوص ووهنوا أخرى بتعلات واهية، أما ألخطر فهو أنهم حرفوا نصوصا أخرى وتركوا من وراء محاولتهم المرتبكة أثر الجريمة عارا لن تمحوه القرون المتتالية.
سادتي إن أقوى دليل على أن المقصود بالإثني عشر إنما هم أيمتنا، هو عين ما فعله كبار الرواة والمفسرين والمتكلمين من تحريف و بتر وتدليس للرواية. هم أدركوا المقصود منها وعلموا مدى قوة كلالتها على صحة معتقد الإمامية فتناولوها بيد بعيدة عن الموضوعية والأمانة العلمية والأخلاقية.
وهذا أولا اضطرابهم في تعيين المقصودين بالرواية الشريفة:
فقد قال ابن العربي في شرح سنن الترمذي : » فعددنا بعد رسول الله ( ص ) اثني عشر اميرا فوجدنا ابا بكر . عمر . عثمان . علي . الحسن . معاوية . يزيد . معاوية بن يزيد . مروان . عبد الملك بن مروان . الوليد . سليمان . عمر بن بعد العزيز . يزيد بن عبد الملك . مروان بن محمد بن مروان . السفاح . . . » . ثم عد بعده سبعا وعشرين خليفة من العباسين إلى عصره ، ثم قال : » وإذا عددنا منهم اثني عشر انتهى العدد بالصورة إلى سليمان وإذا عددناهم بالمعني كان معنا منهم خمسة ، الخلفاء الأربعة وعمر بن عبد العزيز ولم أعلم للحديث معنى . «
شرح ابن العربي على صحيح الترمذي 9 / 68 – 69
وقال القاضي عياض في جواب القول : أنه ولي أكثر من هذا العدد : » هذا اعتراض باطل ، لأنه ( ص ) لم يقل : لا يلي إلا اثنا عشر ، وقد ولي هذا العدد ، ولا يمنع ذلك من الزيادة عليهم «
شرح النووي على مسلم 12 / 201 – 202 وفتح الباري 16 / 339 واللفظ منه وكرره في ص 341
ونقل السيوطي في الجواب : » أن المراد : وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى القيامة يعملون بالحق وان لم يتوالوا «
تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 12
وفي فتح الباري : » وقد مضى منهم الخلفاء الأربعة ولابد من تمام العدد قبل قيام الساعة »
وقال ابن الجوزي : » وعلى هذا فالمراد من ( ثم يكون الهرج ) : الفتن المؤذنة بقيام الساعة من خروج الدجال وما بعده «
فتح الباري 16 / 341
قال السيوطي : » وقد وجد من الاثني عشر الخلفاء الأربعة والحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز ، هؤلاء ثمانية ، ويحتمل ان يضم إليهم المهدي العباسي لأنه في العباسيين كعمر بن عبد العزيز في الأمويين ، والطاهر العباسي أيضا لما أوتيه من العدل ويبقى الاثنان المنتظران احدهما المهدي لأنه من أهل البيت «
الصواعق المحرقة ص 19 ، وتاريخ السيوطي ص 12 .
وقيل : » المراد : أن يكون الاثنا عشر في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام واستقامة أموره ، ممن يعز الإسلام في زمنه ، ويجتمع المسلمون عليه «
أشار إليه النووي في شرح مسلم 12 / 202 – 203 ، وذكره ابن حجر في فتح الباري 16 / 338 – 341 والسيوطي في تاريخه ص 12
وقال البيهقي : » وقد وجد هذا العدد بالصفة المذكورة إلى وقت الوليد بن يزيد بن عبد الملك ثم وقع الهرج والفتنة العظيمة ثم ظهر ملك العباسية ، وإنما يزيدون على العدد المذكور في الخبر ، إذا تركت الصفة المذكورة فيه ، أو عد منهم من كان بعد الهرج المذكور «
نقله ابن كثير في تاريخه 6 / 249 عن البيهقي
وقالوا : والذين اجتمعوا عليه : الخلفاء الثلاثة ثم علي إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين فتسمى معاوية يومئذ بالخلافة ، ثم اجتمعوا على معاوية عند صلح الحسن ، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك ، ثم لما مات يزيد اختلفوا إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير ، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة : الوليد ثم سليمان ثم يزيد ، ثم هشام ، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز ، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك اجتمع الناس عليه بعد هشام تولى أربع سنين.
تاريخ الخلفاء ص 11 ، والصواعق ص 19 ، وفتح الباري 16 / 341
ونقل ابن الجوزي في » كشف المشكل » وجهين في الجواب : أولا : » انه ( ص ) أشار في حديثه إلى ما يكون بعده وبعد أصحابه ، وان حكم أصحابه مرتبط بحكمه ، فأخبر عن الولايات الواقعة بعدهم فكأنه أشار بذلك إلى عدد الخلفاء من بني أمية ، وكأن قوله : » لا يزال الدين » أي الولاية إلى أن يلي اثنا عشر خليفة ، ثم ينتقل إلى صفة أخرى أشد من الأولى ، وأول بني أمية يزيد بن معاوية وآخرهم مروان الحمار ، وعدتهم ثلاثة عشر ، ولا يعد عثمان ومعاوية ولا ابن الزبير لكونهم صحابة ، فإذا أسقطنا منهم مروان بن الحكم للاختلاف في صحبته، أو لأنه كان متغلبا بعد أن اجتمع الناس على عبد الله بن الزبير صحت العدة ، وعند خروج الخلافة من بني أمية وقعت الفتن العظيمة والملاحم الكثيرة حتى استقرت دولة بني العباس ، فتغيرت الأحوال عما كانت عليه تغييرا بينا « فتح الباري 16 / 340
وقال قوم : » يغلب على الظن انه عليه الصلاة والسلام اخبر – في هذا الحديث – بأعاجيب تكون بعده من الفتن حتى يفترق الناس في وقت واحد على اثني عشر أميرا ، ولو أراد غير هذا لقال : يكون اثنا عشر أميرا يفعلون كذا فلما أعراهم عن الخبر عرفنا أنه أراد أنهم يكونون في زمن واحد . . . » فتح الباري 16 / 338
قال ابن حجر : » وهو كلام من لم يقف على شئ من طرق الحديث غير الرواية التي وقعت في البخاري هكذا مختصرة . . . » فتح الباري 16 / 338
هكذا ترون كيف ذهبت بالقوم مذاهب شرقا وغربا في صرف معنى الحديث ولم يروا في نص الحديث ما يمكن وصله بأحاديث ونصوص أخرى أهمها حديث الثقلين الذي ضمن للأمة أنها إن تمسكت بأهل البيت فلن تضل أبدا لأنهم مثل القرآن منجاة من الذنوب وإلا فإن الرسول ما كان ليضمن فيهم وهو إذ يفعل ذلك إنما بأمر من ربه وليس اجتهادا من عنده صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد كنت أود أن أواصل إمطار الأخ خالد بالنصوص المفبركة الموضوعة من الصحاح الستة دون غيرها وهو ما قطعته على نفسي ولكن شاء القدر اليوم غير ذلك فلنا غدا عودة إلى نصوص أخرى مع الإشارة إلى أن الأخ خالد جعل يقول ويعيد في قصة النصوص المنكرة التي تحمل في طياتها الغلو أو الحط من مقامات شريفة بنحو أو آخر وها أنا أبشره والقراء الكرام أن تهيئوا قريبا لنصوص الصحاح الستة التي يشيب من هولها الولدان ولتكن الأيام القليلة القادمة مهلة يفزع فيها صديقي خالد بن سليمان إلى فيصل نور وإلى مواقع التطرف السلفي يلوذ بها علها تنجده في حربه على فضائل آل محمد وعلى صورة محبيهم من غير أبناء مذهبه الذي سمى نفسه : أهل السنة ..وهل نحن ننشر إلا سنة كتموها وعتموا عليها قرونا تليها قرون.