الجمعة، 9 أكتوبر 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس 

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3426 du 09.10 .2009

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:إدارة سجن برج الرومي..تتحدى قانون السجون ..

كلمة:عشرات المساجين السياسيين في إضراب عن الطعام بسجن برج الرومي

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين :مصير مجهول لثلاث شبان معتقلين منذ عام كامل   

الهيئة الوطنية للمحامين الفــرع الجهوي للمحامين تونس:بيــــــــــان

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس:البوليس يعتقل الوالدة والجد (84 سنة) كرهينتين!!!

مؤسسي نقابة الصحافیین التونسیین:إعلان فك إرتباط نقابتنا مع النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين

كلمة:الاتحاد الجهوي بقبلي يعقدمؤتمره يوم 21 اكتوبر

نقابي من جهة توزر:حول » لمّة » الاحتفال باليوم العالمي للعمل اللائق بتوزر

النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ببنزرت:بـــيـــان المرأة …. هي المدرسة الأولى التي نتعلم منها جميعا

عريضة وطنية للدفاع عن كرامة الجامعي واستقلال المؤسسة الجامعية

رويترز:تونس: تقرير حقوقي يعتبر نتائج الانتخابات المقبلة محسومة سلفا

باريس: تجمع احتجاجي لا للرئاسة مدى الحياة… لنفضح مهزلة 25 أكتوبر…

 علاء كمال:همجية النظام التونسي

بسام بونني:الكتاب السياسي

 

مرسل الكسيبي:إحصائيات تونسية مزيفة وولع بالأرقام

مدونة « بنت عايلة »:أشـــــعر بالغــثـــــيان

  

جامعة الحـــــزب الديمــــقراطي التــقدّمـــي بكـــنـدا:تنظّم حفل إستقبال

صابر التونسي :قائمة محمد زين العابدين

   كلمة:المجلس الدستوري يتراجع عن قبول قائمة حركة التجديد بالمنستير

المنذر ثابت الاجتماعي التحرّري لـالصباح العديد من القوى من الداخل والخارج تتربّص بالتّجربة الديمقراطية التونسية

الصباح:بعد الاستماع للأحزاب السياسية:المرصد الوطني للانتخابات يجتمع بالمستقلين

عماد الدين الحمروني:الحركة الإسلامية في تونس هموم الحاضر و آفاق المستقبل 2

قدس برس:تونس: تحذير رسمي من ظهور لأنفلونزا الخنازير

السبيل أونلاين:الحيّ الصناعي بنابل مشروع فاشل ويفتقد الإهتمام

رويترز:صحفية تونسية تحصل على جائزة افضل انتاج اعلامي حول المرأة العربية

العرب أولاين:18335 مليون دينار … ميزانية تونس لسنة 2010

الصباح:رغم صعوبة الظرف الاقتصادي العالمي: ارتفاع تحويلات المهاجرين من العملة الصعبة

محمد العروسي الهاني: اقتراحات بمناسبة خطاب الرئيس زين العابدين بن علي يوم 11 اكتوبر

الشروق:عبّـــــــاس يلــــوّح بالاستقـــــالــــة

عبد الستار قاسم:أخطار قيادات فلسطينية على فلسطين

  د. بشير نافع:ولدت السلطة ملحقا لدولة الاحتلال، وتبقى كذلك

برهان غليون: »هارا كيري » في القيادة الفلسطينية

عبد الباري عطوان:احذروا: هيكل سليمان يتبلور

عزيز مشواط:هل فعلاً ينتمي ابن رشد إلى حضارتنا؟

رويترز:المجلس الأعلى للأزهر يُـثـنـي رئيسه عن موقفه من النقاب

القدس العربي:ليبيا تعيد تطبيق شروط سفر المصريين اليها


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009
      جويلية 2009                                         

 


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 09 أكتوبر 2009

إدارة سجن برج الرومي..تتحدى قانون السجون ..

 


زجّت إدارة سجن برج الرومي بالسجين حسني بن عبد الله اليفرني بالسجن الإنفرادي مدة 10 أيام ، بعد أن شنّ إضراباً عن الطعام إحتجاجاً على  إجباره على إفتراش الأرض للنوم بحجة الإكتظاظ ، كما حرمته إدارة السجن منذ بداية صائفة 2009 وإلى الآن من التمتع بحقه في تلقي أموال من عائلته وفق ما ينصّ عليه قانون السجون، وكإجراء عقابي قام أعوان السجن بسحله من رجليه ويديه عند إخراجه من السجن الإنفرادي، على أرضية مفروشة بالحصى مما خلف له كدمات و خدوشا و جروحا بليغة في مستوى الكوعين، وقد حملت كل تلك الانتهاكات السجين الشاب حسني بن عبد الله اليفرني إلى شرب مادة الـ champoo ، مما دعى إلى المسارعة بنقله إلى قسم الإستعجالي بمستشفى مدينة بنزرت. وقد عاينت والدة السجين يوم الخميس 8 أكتوبر 2009 خلال مقابلة ابنها ما يعانيه من صعوبة في المشي وما أفصح لها به من إرتفاع لدرجة حرارة جسمه مع أوجاع في البطن ، وقد أعلمها ، بعد رفضه للقفة ، أنه لم يوقف بعد إضرابه عن الطعام مع عدد أخر من السجناء المحالين في قضايا تتعلق بقانون 10 ديسمبر 2009 لـ   » مكافحة الإرهاب » . والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تذكر بالسجل السلبي لإدارة برج الرومي منذ بداية عشرية التسعينات السوداء فإنها تحمّلها المسؤولية الكاملة عن أي مساس بالسلامة الجسدية للسجين حسني اليفرني كما تطالب السلط المعنية بالتدخل لوقف الإنتهاكات التي يشهدها برج الرومي بحق مساجين ما يسمى  » مكافحة الإرهاب  » …
عن الجمعيـة لجنة متابعة أوضاع السجون  


 

عشرات المساجين السياسيين في إضراب عن الطعام بسجن برج الرومي

 


حرر من قبل التحرير في الخميس, 08. أكتوبر 2009 أفادت عائلات مجموعة من المساجين السياسيين المعتقلين في « برج الرومي » على خلفية قانون مكافحة الإرهاب، أنّهم رفضوا مؤونة الزيارة أمس الخميس، بسبب دخولهم في إضراب عن الطعام منذ الاثنين الماضي، بمشاركة بضع عشرات منهم. وأعلن بعض المساجين أنّهم سيواصلون إضرابهم احتجاجا عن الوضعية السيئة التي يعيشونها والمعاملة القاسية التي يتعرضون لها من اعتداء بالعنف واستفزاز وحرمان من الفرش في ظل اكتظاظ رهيب.  وقد أكد المضربون لعائلاتهم أنّهم عازمون على مواصلة تحركهم في ظلّ تجاهل الإدارة لمطالبهم.  ونُقل في هذا الصدد أنّ السجين محمد بن محمد تعرض لاعتداء بالعنف من قبل أعوان السجن كما ردّ زميله حسني اليفرني على تعرضه للضرب بتجرع كمية من غسول الشعر نُقل على إثرها إلى المستشفى الاستعجالي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 8 أكتوبر 2009)


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 19 شوال 1430 الموافق ل 09 أكتوبر 2009

أخبار الحريات في تونس

 


1)   مساجين الرأي بسجن برج الرومي يواصلون إضرابهم عن الطعام: يواصل مساجين الرأي بسجن برج الرومي إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الخامس على التوالي للمطالبة بإطلاق سراحهم وللاحتجاج على المعاملة السيئة التي يتعرضون لها من قبل إدارة السجن المذكور، فقد مارس أعوان هذا السجن اعتداءات متكررة في إطار سياسة التنكيل والتشفي التي يمارسونها ضد المعتقلين، وآخر ضحية لهذه الاعتداءات سجين الرأي حسني المرسيني الذي تعرض منذ أيام للضرب المبرح على أيدي الأعوان مما تسبب له في كسر بإحدى يديه. 2)   اعتقال الشابين التليلي وبن مبروك بصفاقس: اعتقل أعوان البوليس السياسي بعد ظهر اليوم الجمعة 09 أكتوبر 2009 الشابين محمد أمين التليلي ومازن بن مبروك واقتادوهما إلى منطقة الشرطة بحي البحري، ثم أفرج عنهما بعد حوالي نصف ساعة.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


مصير مجهول لثلاث شبان معتقلين منذ عام كامل


السبيل أونلاين – تونس – خاص في سابقة خطيرة للغاية ، ما يزال مصير ثلاث شبّان أعتقلوا منذ 08 أكتوبر 2008 ، مجهولا ، وهم  معزّ الورغي ، أحمد العكايشي و أيمن بن نور الدين العجنقي الذى كان يعمل بـ »الكاليبسو » (وهو مقهى ليلي) في مدينة الحمامات ، ولاتعرف عائلاتهم عنهم أي شيء فقد إنقطع التواصل بينهم .  وكان أعوان من فرقة أمن الدولة بتونس قد إتصلوا منذ ثلاثة أشهر بعائلات الشبان الثلاث المقيمين بحي جامع الروضة ببرج الوزير التابع لولاية أريانة (أحد ولايات تونس الكبرى) ، ليسجلوا عليهم بطاقات إرشادات بحقهم وحق أبناءهم ، من دون إعلامهم عن مكان تواجدهم وهل هم على قيد الحياة أم في عداد الأموات . وتخشى عائلات الشبان على أبناءها أن يكون قد اصابهم مكروه ، وتطالب بالحصول على معلومات وافية عن مكان إحتجاز أبناءها ، أو إستلام جثثهم إن كانوا قد توفوا لحظة مغادرة تراب الجمهورية عبر البحر . تونس – من مراسلنا زهير مخلوف ( المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 08 أكتوبر 2009)  

 الهيئة الوطنية للمحامين الفــرع الجهوي للمحامين تونس تونـس فــــي :2009/10/08  
بيــــــــــان  

على اثر الاعلامين الموجّهين لمجلس الفرع والصادرين من الزميلين الاستاذ عبد الرؤوف العيادي والأستاذة راضية النصراوي يعلمان فيهما تعرّض سيارة الاستاذ عبد الرؤوف العيادي إلى  الخلع ودسّ سائل قابل للانفجار بخزّان وقودها ، واستهداف العجلات الاربعة لسيارة الأستاذة راضية النصراوي بواسطة آلة حادة ما أدى إلى انفلاقها . وعلى اثر المعاينة المجراة للحادثين من طرف رئيس الفرع شخصيا:         يعبّر مجلس الفرع الجهوي للمحامين بتونس الملتئم بجلسة يوم 08/10/2009 :   أولا :عن استنكاره وتنديده للعمل الإجرامي والتخريبي الذي يستهدف حياة الزميلين وعائلتهما. ثانيا: يحمّل السلط العمومية المسؤولية لضمان سلامة الزميلين وعائلتهما وأملاكهما. ثالثا: يعبّر عن تضامنه المطلق مع الزميلين ووقوفه إلى جانبهما تجاه المحنة التي يتعرضان لها.   عن مجلس الفرع رئيــس الفــرع عبد الرزاق كيلاني        قصر العدالة شارع باب بنات تونس الهاتف 71.560.979/71.573.360 الفاكس 71.564.705/71.571.976  

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 2084233070- 7903274826

البوليس يعتقل الوالدة والجد (84 سنة) كرهينتين!!!

 


أقدم عناصر من البوليس السياسي بمدينة العالية من ولاية بنزرت يوم أمس الخميس على اعتقال السيدة حياة بن محمود بن عيسى ووالدها السيد محمود بن عيسى البالغ من العمر 84 سنة، واحتجازهما كرهينتين لأكثر من ساعتين ونصف، للضغط على ابنها الشاب فيصل بن عباس حتى يسلم نفسه، في حين ان الشاب فيصل لم تصدر في حقه برقية تفتيش ولا بطاقة جلب، وإنما دأب البوليس السياسي على استدعائه بغير مبرر، واستنطاقه بشأن تدينه والمساجد التي يصلي فيها.   وإن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس، اذ تدين هذا السلوك اللااخلاقي واللاقانوني ضد والدة الشاب فيصل بن عباس، وجده الذي تجاوز الثمانين، فإنها تذكر بالتجاوزات الخطيرة التي يتعرض لها الشباب السلفي وعائلاتهم، اذ اعتقلت السلطات أكثر من ألفي شاب لا يزالون رهن الإعتقال،  فيما تتعرض عائلاتهم الى مضايقات واعتداءات متنوعة تطبيقا لأسلوب العقاب الجماعي الذي ينتهجه البوليس السياسي دون رادع قانوني او اخلاقي.    الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس  
علي بن عرفة لندن   9 أكتوبر 2009

إعلان فك إرتباط نقابتنا مع النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين

   


  تونس في 9 أكتوبر 2009    بعد أن أعادت السلطة إحكام قبضتھا على النقابة الوطنیة للصحافیین منھیة بذلك كل الآمال التي راودت الصحافیین التونسیین في بعث نقابة مستقلة تدافع عن مصالحھم، نسجل، نحن مؤسسي نقابة الصحافیین التونسیین المستقلة، أن الأسباب التي كانت دعتنا إلى إعلان توحید نقابتنا مع النقابة الوطنیة للصحافیین قد انتفت، خاصة بعد مؤتمر 15 أوت الانقلابي.  ونحن إذ نُحیّي مواقف الزملاء الرافضین لكل أشكال الوصاية،فإننا انطلاقا من المبادئ التي قامت علیھا نقابتنا، باعتبارھا أول نقابة مستقلة للصحافیین رافضة لكل أشكال الوصاية والولاء لأي طرف سیاسي. نعلن فك الارتباط، الذي كنّا أعلنّاه سنة 2008 مع النقابة الوطنیة للصحافیین بمقتضى بیان التوحید الصادر بإمضائنا، ونعتبر أنفسنا في حلّ منه ومما يترتب عنه.     عن مؤسسي نقابة الصحافیین التونسیین محمود الذوادي    محمد معالي    لطفي حجي  

الاتحاد الجهوي بقبلي يعقدمؤتمره يوم 21 اكتوبر

 


حرر من قبل التحرير في الخميس, 08. أكتوبر 2009 قرر الاتحاد الجهوي للشغل بقبلي عقد مؤتمره العادي يوم 21 اكتوبر القادم وانتخاب مكتب تنفيذي جهوي جديد. وبهذا يبقى الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت، الهيكل الجهوي الأخير الذي ينتظر عقد مؤتمره.  ولاتستبعد مصادرنا ان يتم ذلك اواخر الشهر الجاري. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 8 أكتوبر 2009)
 


حول » لمّة » الاحتفال باليوم العالمي للعمل اللائق بتوزر


خلافا لما  طالعناه حول برنامج الاحتفال باليوم العالمي للعمل اللائق على صفحات جريدة « الشعب  » (عدد يوم السبت 3 أكتوبر 2009) و الدّاعي إلى تنظيم تظاهرات في كافة دور الاتحادات الجهويّة فإنّنا في جهة توزر فوجئنا بعقد (ندوة) و قعت الدّعوة إليها بصفة انتقائيّة و مضيّقة , فيما تعرّف التظاهرة بأنّها فعاليّة مفتوحة لعموم الشغّالين سواء كانوا إطارات نقابيّة أو قواعد خاصّة في مناسبة عالميّة ذات طبيعة تحسيسيّة و تعبويّة . و للحقيقة فإنّ أسلوب التضييق في المناسبات النقابيّة (الاحتفاليّة و التوعويّة ) بجهة توزر هو  ابتداع محدث من المكتب التنفيذي الجديد الذي فاجأ الجميع يوم مؤتمر الاتحاد الجهوي المنعقد في 23/07/2009 بغلق أبواب النزل في وجه حتّى المترشّحين ؟؟؟ مطالبا بالاستظهار بالاستدعاءات التي وزّعت بطريقة انتقائيّة على قاعدة الولاءات الانتخابيّة …و قبل ذلك  ابتدع أسلوب  » اللّمّة » في الطريقة الملتوية  لتنظيم « الساعات  التضامنية  »  مع سجناء الحوض المنجمي بمقر الاتحاد المحلّي بنفطة ضبط فيها الحضور ضبطا محكما  يتماشى مع خلفيّة رفع العتب     و عدم الإكثار من « الزازة » ؟؟؟ و يبدو أنّ هذا الأسلوب  في التضييق يمتد ّ  إلى صلب المناسبات النقابيّة  الجماهيريّة  التي يفترض أن يحشد لها  الاتحاد الجهوي كل منتسبيه لا أن  ينظمها على طريقة اللمّة اعتقادا منه في حرمان « الخصوم » من نعمة المشروبات الغازيّة وقطع المرطّبات التي كانت شعارا كبيرا للمرحلة .
 نقابي من جهة توزر  

 
 
 

النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ببنزرت بنزرت في 5/10/2009 بـــيـــان المرأة …. هي المدرسة الأولى التي نتعلم منها جميعا  

أيها الزملاء أيتها الزميلات كعادتهم في بداية كل سنة دراسية يمطرنا عباقرة الإدارة الجهوية بوابل من المناشير و التعليمات الشفوية (تعليمات لا مراجع إدارية لها أو أن الإدارة تجد حرجا في توزيعها لتناقضها مع دستور البلاد …) حيث يتلقفها البعض من زبانيتهم لتضييق الخناق على الأساتذة و إقلاقهم. و رغم بداية سنة دراسية صعبة و مليئة بالمشاكل المهنية (جداول أوقات لا بيداغوجية ، تحول المعاهد إلى حظائر بناء، انعدام قاعات المراجعة للتلاميذ ، الاكتظاظ ، عدم توفر التجهيزات ، تهالك فضاءات التدريس، النقص الفادح في أعوان التاطير ……..) و عوض ان تتفرغ الإدارة الجهوية ممثلة في مديرها الجهوي لمعالجة هده المشاكل و التعاون مع الأساتذة و هياكلهم النقابية لتوفير الظروف الملائمة للمدرسين قصد تحسين مرودهم البيداغوجي ومكافئتهم على تحسن النتائج الجهوية في الامتحانات الوطنية ( المرتبة 8 في الباكالوريا بعد ان كانت 16 ) فان هذا الأخير تناسى معاناة الأساتذة وتضحياتهم و تفرغ لجولات مكوكية بين المعاهد و المدارس الإعدادية لفرض مناشير إدارية مسقطة هي محل خلاف بين الوزارة و الطرف النقابي (منشوراللباس اللائق و منشور الدروس الخصوصية ) بطريقة لا حضارية ولا قانونية ولا أخلاقية حيث توجه إلى إحدى الزميلات مشيرا لها ببنانه و طلب منها الحضور للإدارة الجهوية و هناك أجبرت على إمضاء التزام.إنما أقدم عليم المدير الجهوي للتربية و التكوين ببنزرت من دعوة الزميلات للباس اللائق ( بعضهن ترتدي فولارة تونسية ) إنما تندرج في إطار التسلط والتحرش الإداري و العنف المعنوي ضد زميلاتنا و استفزازهن و الحط من كرامتهن و الأخطر من ذلك فهي تدخل سافر في الحريات الشخصية التي يكفلها الدستور. ان حرص الإدارة الجهوية على تطبيق هذه المناشير بداعي المحافظة على المؤسسة التربوية و حمايتها يتناقض مع دعوة أبنائنا التلاميذ في السنوات الفارطة إلى سهرات و حفلات مشبوهة داخل المؤسسات التربوية تحت شعارالتنشيط الثقافي حيث تحولت هذه المؤسسات إلى ما يشبه العلب الليلية.ايها الزملاء أيتها الزميلات :إن اقدام المدير الجهوي للتربية و التكوين ببنزرت على إحياء بعض المناشيرالمقبورة و تدخلاتها الفجة في التعامل مع بعض الزميلات المعقدة هو انحراف بالمؤسسة التربوية إلى منزلقات خطيرة سيكون عواقب وخيمة. أيها الزملاء أيتها الزميلات : إن ما صدر عن المدير الجهوي يتطلب منكم وقفة نضالية حازمة لوضع حد لمثل هذه التصرفات التسلطية .  
السيد المدير الجهوي : ان المرأة التي استهدفتها بتسلطك و استغلالك لنفوذك و بعقلية قروسطية استعلائية تحط من شأنها إنما هي المدرسة التي نتعلم منها جميعا – نتعلم منها اللياقة و الأناقة – ….- عاشت نضالات الأساتذة عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا ديمقراطيا و مستقلا و مناضلا . مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية


عريضة وطنية للدفاع عن كرامة الجامعي واستقلال المؤسسة الجامعية

 


نحن الجامعيين و المربين والمثقفين ونشطاء المجتمع المدني بعد إطلاعنا على ما يقوم به  بعض  المسؤولون الأولون  والكتاب العامون بالمؤسسات الجامعية من ترويج في الكليات والمعاهد العليا لعريضة مساندة لأحد المرشحين للرئاسة : 1 –  نعبر عن استغرابنا من صمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا عن هذه الممارسة التي تمس في الصميم مبدأ حياد الإدارة واستقلالية المؤسسة التعليمية الجامعية. 2 – نستنكر لجوء المسؤولين الذين يروجون العريضة إلى استعمال ضغوط ضمنية وأحيانا صريحة للحصول على التواقيع ، خاصة حين يعمدون إلى تذكير عدد من الأساتذة الجامعيين الشبان بوضعيتهم الإدارية الهشة كمتعاقدين ونصف متعاقدين و ملحقين ومساعدين غير مرسمين . 3 – نطالب وزارة التعليم العالي بالتدخل الفوري لإبطال هذه الممارسات المنافية للقانون الذي يلزم الإدارة بالحياد في العملية الانتخابية والماسة من كرامة الجامعي وحقه في التعبير الحر عن مواقفه السياسية دون ضغوط أو استغلال نفوذ للإمضاء على العريضة الرجاء إرسال الاسم واللقب والصفة إلى البريد الالكتروني التالي solidarite.tunisie@gmail.com


تونس: تقرير حقوقي يعتبر نتائج الانتخابات المقبلة محسومة سلفا

 


تونس- خدمة قدس برس خلص تقرير حقوقي إلى أنّ نتائج الانتخابات التونسية المقبلة المزمع تنظيمها في 25 تشرين أول (أكتوبر) الجاري، محسومة مسبقا مثلها مثل سابقاتها. و أوضح التقرير الذي أطلق الأربعاء (7/10) في باريس أنّ تونس ستظل قابعة تحت قبضة سلطة مهيمنة تزداد شخصية زعيمها ثقلا، وتتواصل فيها سيطرة الإدارة الخاضعة للسلطة. وكشفت الوثيقة التي أعدتها « الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان » والمجلس الوطني للحريات بتونس بمناسبة تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري أنّ الوضع الحالي مسدود لا يفسح أي مجال للتعبير أمام الشخصيات والأحزاب المستقلين حقا وأنّ حظوظ تلبية مطالب المعارضة في هذا الشأن ضئيلة في ظل الظروف الراهنة. والتقرير المقدّم هو نتيجة استجوابات تمت خلال الأشهر السابقة مع عدد من الفاعلين المعنيين، منهم ممثلون عن أحزاب سياسية وحقوقيون ومنظمات غير حكومية وصحفيون إلخ. لكن لم يكن من الممكن اللقاء مع السلطات التي رفضت، حسب ما ورد بالتقرير، في أبريل (نيسان) 2008 لقاء الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان التي كانت مفوضة للتحادث معها بشأن التحضيرات للمواعيد الانتخابية المقبلة. وأكّدت الوثيقة أنّ البيئة التي ستنطلق فيها الحملة الانتخابية محكومة بنظام الحزب الواحد ومنظومة سياسية تتميز بسلطة تنفيذية لا تنازعها أية سلطة أخرى. وتخضع فيها الصحافة للمراقبة بشكل كامل ما عدا ثلاث صحف معارضة. أما بالنسبة إلى المجتمع المدني فهو لا يكاد يحظى بأي فضاء لإسماع صوته. إذ أنّ الجمعيات القليلة المستقلة فعلا تمنع من بلوغ جزء أوسع من الرأي العام. ونبّه التقرير إلى أنّ حملة الرئيس الحالي « المترشح لخلافة نفسه » بدأت منذ أكثر من عامين في حين لاتدوم الحملة الرسمية سوى ثلاثة عشر يوما وهو ما يعود بالسلب على بقية المترشحين الذين لا يمكنهم استخدام وسائل الإعلام التي تملكها الدولة ولا يحظون بدعم الإدارة. ووجه التقرير انتقادات للقانون الانتخابي باعتباره نمط يمزج بين حيل تقوم على التلاعب بالإجراءات واستثناءات قانونية يعتمد عليها النظام الحاكم لاختيار حلفائه السياسيين.  (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 8 اكتوبر  2009)  

باريس: تجمع احتجاجي   لا للرئاسة مدى الحياة… لنفضح مهزلة 25 أكتوبر…

 


يعقد نظام بن علي « انتخابات » رئاسية وتشريعية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، لا تعدو أن تكون مجرّد مهزلة انتخابية معلومة النتائج مسبقا على غرار سابقاتها. فهي تجري في ظل أوضاع تتسم بحرمان الشعب التونسي من أبسط حقوقه ومن أيّ حرية، فهو لا يتمتع بحرية التعبير والتظاهر والتنظم… يتعرض المعارضون ونشطاء المجتمع المدني لشتى المضايقات والاعتداءات التي ما فتئت تتصاعد في الأيام الأخيرة، وتواجه الحركة الاجتماعية القمع والتنكيل فلا يزال مناضلو الحوض المنجمي يقبعون في السجون منذ جوان 2008 بعد أن صدرت في حقهم أحكام جائرة بالسجن تجاوزت 8 سنوات بالنسبة لبعضهم. يدعو ائتلاف مقاطعة انتخابات أكتوبر 2009 إلى تجمّع احتجاجي يوم الأحد 11 أكتوبر 2009 على الساعة الواحدة بعد الزوال بكورون بالعاصمة الفرنسية باريس (مترو كورون – الخط رقم 2) للتنديد بهذه المهزلة الانتخابية بمساندة: النهج الديمقراطي – فرع فرنسا ؛ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي – فيدرالية أوروبا ؛ اللجنة الثقافية من أجل الديمقراطية بالبينين ؛ الحزب الشيوعي الفرنسي ؛ حزب العمال الشيوعي الفرنسي ؛ الحزب الجديد المناهض للرأسمالية ؛ المؤتمر من أجل الجمهورية ؛ حزب العمال الشيوعي الفرنسي  

همجية النظام التونسي

 


 علاء كمال  » النظام الحاكم التونسي  » من أكثر النظم الحاكمة – ليس فقط بالشرق الأوسط – بل تقريبا علي مستوي – همجية وعنف ، وقسوة في التعامل مع مخالفيه ، مع الاستهانة الشديد بأرواحهم ، والقدرة علي إيذائهم بدنيا بشكل مفرط في العنف .  منذ أيام قليلة ذكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان  ، وموقع جسور  » بوابة المجتمع المدني بين الشرق والغرب  »  أن البوليس السياسي التونسي قام بالاعتداء البدني الشديد علي حمه الهمامي المناضل التونسي الناطق بأسم حزب العمال الشيوعي التونسي – والذي ساهم أيضا في إنشاء هيئة 18 أكتوبر للحريات في تونس ، التي تكونت قبيل استضافة تونس لقمة المعلوماتية تحت شعار « الجوع ولا الخضوع » ،حيث ساهمت هذه الحركة في كشف الطبيعة البوليسية شديدة القمع للحكومة التونسية بقيادة بن على – وذلك بعد إجراءه لحوار مع قناة الجزيرة القطرية ، وحوار أخر مع قناة 24 الفرنسية. و جاء الاعتداء من قوات البوليس السياسي على الهمامي ، انتقاما منه على الانتقادات الشديدة التي وجهها للممارسات البوليسية لنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن منذ استيلائه على الحكم في تونس قبل 22عاما. أنتقد الهمامي كذلك وضع حقوق الإنسان بتونس ، والإجراءات والممارسات التي تقوم بها السلطة التونسية تمهيدا لانتخابات 25 أكتوبر الرئاسية . وقد نقل موقع جسور عن المناضلة التونسية راضية نصراوي – ناشطة حقوق الإنسان وزوجة الهمامي – قولها : « لم يعد يحق لنا بالكلام في تونس. عندما نجرؤ على انتقاد النظام في وسائل الإعلام الأجنبية، يعاقبوننا بالاعتداء الجسدي علينا. وقد أصبحت هذه الممارسات العملة السائدة في البلاد. ولم يعد من حاجة إلى زج الناس في السجن حالياً ». وأضافت النصراوي : توجهت إلى المطار لأقلّ زوجي من المطار إثر عودته من فرنسا حيث أجرى مقابلة في 25 أيلول/سبتمبر الماضي مع قناة الجزيرة انتقد في خلالها النظام وآليات تنظيم انتخابات 25 تشرين الأول/أكتوبر ووضع حقوق الإنسان في تونس. وقد استعادت قناة فرانس 24 تصاريحه في المساء التالي توجهت بسيارة أجرة لأن إطارات سيارتي الأربعة قد ثقبت في الليل. ولدى وصولي، انتابني الشك بوجود حاجز للشرطة يراقب الداخلين إلى المطار. فقلت في نفسي: « يبدون متأهّبين قليلاً، لعلهم يخشون أن يحضر ناشطون لاستقبال حمة. وفي بهو المطار، لاحظت أن عدد عناصر الشرطة أكبر من عدد المسافرين. فاتصلت بزوجي لأبلغه ولكنه أعلمني بأنه يمر بالجمارك وأنه ملاحق. ومن ثم، حاولت الاتصال به غير مرة ولكنني عبثاً فعلت. كان المطار قد بدأ بأن يفرغ من المسافرين حتى رأيت حمة يصل، وفمه ينزف ونظارتاه مكسورتان والكدمات تعلو وجهه وحوالي عشرين شرطياً يحيطون به فيما يستمرون في ضربه وإهانته. ومع أنني أخذت بالصراخ، إلا أن السيّاح قد غابوا عن المطار. عندئذ، دنا شرطي مني وانتزع هاتفي الجوّال من يدي ورماه بعنف. عندما عدنا إلى المنزل، علمنا بأن السلطات التونسية أبلغت فرانس 24 بأن حمة عاد إلى دياره بسلام ». وقد أصدرت العديد من منظمات حقوق الإنسان التونسية ومنها : الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب ، منظمة حرية وإنصاف ، الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ، المجلس الوطني للحريات في تونس ، الودادية الوطنية لقدماء المقاومين و المرصد الوطني للحقوق والحريات النقابية بيانا  أدانت فيه بشدة ما تعرض له السيد حمة الهمامي وزوجته الأستاذة راضية النصراوي من اعتداءات من قبل موظفين من المفروض فيهم تطبيق قوانين البلاد لا دوسها ، واعتبرت أن ما تعرض إليه السيد حمة الهمامي يشكل نوعا من الانتقام لإدلائه بآراء مخالفة حول الوضع السياسي بالبلاد ، وطالبت المنظمات السلطات بالكف عن مثل هذه الاعتداءات التي سبق وأن طالت عديد النشطاء كما تطالب بفتح تحقيق جنائي جدي ونزيه وإحالة الموظفين المسئولين على الاعتداء أمام القضاء. ومن جانبها أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بشدة قيام البوليس السياسي التونسي بالاعتداء البدني على حمه الهمامي الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي في مطار تونس ، وقالت الشبكة إن الاعتداء على حمه الهمامي كان متوقعا ، فهو مصير كل من يتجرأ على التعبير عن رأيه وانتقاد نظام بينوشيه العربي في تونس ، لكن هذا الاعتداء يبقى جريمة غير مقبولة ، ولابد أن يحاسب المسئولين عنها أن آجلا أو عاجلا ».
  (المصدر: موقع كاتب الإلكتروني  بتاريخ  5 أكتوبر 2009) http://www.katib.org/about
 
 

حديث الجمعة – صحيفة الموقف التونسية الكتاب السياسي

 


بقلم بسام بونني فاجأ الأستاذ محمد البوصيري بوعبدلي الشارع التونسي بنشره كتابا اختار له عنوانا « يوم أدركتُ أنّ تونس لم تعد بلد حرية ». هذا الرجل المشهود له بالاستثمار في مجال التعليم عرف مظلمة كادت تقضي على مشروع تربوي تجزم قطاعات واسعة من التونسيين بأنّه من أنجح المشاريع الخاصة في تاريخ البلاد. لكن، ما من أحد كان يتوقع أن تتحوّل هذه المظلمة إلى كتاب يجمع بين الشهادة الشخصية في المقدّمة والبرنامج السياسي في المضمون. وبصرف النظر عن رأينا في الكتاب الذي سقط بعد أيام قليلة من صدوره على الشبكة العنكبوتية بين أيدي الرقابة الالكترونية التي حجبت موقع السيد بوعبدلي، فإنّ مجرّد نشر مؤلّف عن الواقع السياسي الحالي في تونس يُعتبر حدثا في حدّ ذاته. ففي السنوات الأخيرة، لم تجُد قريحة الكتّاب والمثقفين والصحفيين والجامعيين، سواء داخل البلاد أو خارجها، بما يكفي من الدراسات أو الكتب والشهادات التي تساعد جميع الأطراف على مزيد التفكير في واقع البلاد ومستقبلها وتضعها أمام مسؤولية المراجعة وضرورة النقد الذاتي، بينما تمّت مصادرة المحاولات الجادّة التي ارتأى أصحابها التعبير عن رأي ما أو طرح بديل لمشكل ما لا يتماشى بالضرورة مع سياسات الحكومة أو توجهاتها. في المقابل، تتالت الشهادات التي تروي فصولا هامّة من العهد السابق وكتب الفضائح و »نشر الغسيل » بالإضافة إلى بعض القراءات العقيمة والمؤلفات الإنشادية التي لا تُطرب إلا بعض الجهات. ولئن أسالت بعض هذه الكتب الكثير من الحبر فإنها لم تروِ عطش الرأي العام المتطلع إلى جدل حقيقي حول واقع البلاد ومسقبلها. وحتى خارج البلاد، يشكو عديد الباحثين غياب ببليوغرافيا كافية ومراجع شافية يستندون إليها في دراساتهم عن تونس. ولا يمكن أن يخرج هذا الجدب البيبليوغرافي عن واقع الحريات في بلادنا. فالكتاب السياسي يعرف نفس مصير الصحافة، في تيّاريها المستقلّ والمعارض، والمتمثّل إمّا في الحظر أو المصادرة. وهو ما يدفع بالكتّاب آليا إلى الرقابة الذاتية البغيضة التي تشل كلّ عمل فكري جادّ يخرج عن سرب التصفيق والتهليل أو عن جوقات الشيطنة والاشتباكات المجانية. نحن فعلا في أمسّ الحاجة إلى الخروج عن السرب والتأني في القراءة والتخلّص من الحسابات ومجابهة غول التموقع على ساحة سياسية معقّدة التركيب والملامح، مازالت لم تتخلّص إلى الآن من بعض رواسب الحقبة البورقيبية، لا سيّما في علاقة الدولة بالحزب الحاكم وعلاقة هذا الأخير بالأطراف الأخرى، معارضة ونقابات ومجتمعا مدنيا ومواطنين. ومن المؤلفات التي خرجت فعلا عن السرب وفرضت نفسها ككتاب سياسي بامتياز نذكر خصوصا كتاب الزميل لطفي حجي « بورقيبة والإسلام » و شهادة الوزير السابق الأستاذ الباجي قايد السبسي « Bourguiba : le bon grain et l’ivraie »  وخلاصتهما أنّ مؤسّس الجمهورية التونسية لم يكن لا ملاكا ولا شيطانا. وبعيدا عن الحسابات الضيقة والضغوط التي تُمارس ضد كلّ جهد فكري قيّم، وجب القول إنّ من الأمانة الفكرية والمسؤولية التاريخية أن يساهم كلّ مواطن من موقعه في بناء الدولة التي نريد، دولة مستقلّة لكنها حرّة ذات سيادة، وبيد شعبها القرار عبر المؤسسات الرسمية والآليات القانونية. على كلّ فرد فيها واجبات ولكن له أيضا حقوقا يضمنها الدستور. وحسنا فعل الأستاذ بوعبدلي حين ذكّر بهذه الخلفية القانونية كسند لحقّه في التعبير عن رأيه وإن اختلف معه البعض في آرائه وتوجهاته. ومن دون التوغل أكثر في أسباب نشر الكتاب ومسبباته نرجو أن يكون صدوره ظاهرة صحية، لا فرصة لكي تدقّ بعض الجهات ناقوس خطر « تجاوز خطوط حمراء » هُم من وضعها للنيل من الكاتب والتنكيل به من أجل رأي مخالف عبّر عنه أو لفكرة جديدة لا تروق لهم. ذلك هو السبيل لإعادة الروح لساحة سياسية تعرف كسادا منذ سنوات، ولتجديد الأفكار والقوى السياسية في البلاد


إحصائيات تونسية مزيفة وولع بالأرقام


مرسل الكسيبي*- صحف-الوسط التونسية : طلب مني قبيل عودتي لتونس أواخر سنة 2008 البحث عن جمعية حقوقية ألمانية تسند جائزة للرئيس بن علي في مجال حقوق الانسان … قيل لي حينها بأن اسناد الجائزة سيكون مقابل عطايا مالية ولن يكون مجانيا وبالتالي فان الأمر يصبح من قبيل الممكن والمتاح ..! ضحكت يومها فعلا وأجبت الجهة السياسية العارضة بأنه لاوجود لجمعيات ألمانية تنشط في كنف القانون وتقبل على القيام بعمل قد ينظر له من قبل الدولة على أساس أنه رشوة … ألحت علي نفس الجهة السياسية وبعد أيام قلائل بذكر نفس الطلب ! …فقلت ممتعضا بأن مثل هذه الجوائز لايمكن أن تسند الا من بعض الجمعيات الايطالية المتعودة على التمعش من عطايا بعض الجهات الرسمية أو الحكومات ..! كنت أضحك في قرارة نفسي على نظام سياسي يبحث عن جوائز مزيفة في بيت العلة التونسية وهي مجال حقوق الانسان… حادثة حقيقية رويتها لكم بعد أن تيقنت من خلالها أن الكثير من الأرقام والاحصائات المعلنة بخصوص الوضع السياسي التونسي هي مجرد شهادات مزيفة تستند الى الرشى أو بعض الهدايا لشخصيات نافذة في بعض المؤسسات الاقليمية أو الدولية المعنية بمراقبة أداء بعض الحكومات في قطاعات مصرفية أو تنموية أو حتى سياسية … حدثتني مسؤولة حقوقية ألمانية عن عروض اغرائية لها من قبل جهات رسمية تونسية في مقابل زيارة تونس والتمتع باقامة فاخرة ومجانية لتدلي بعدها بشهادات وردية عن الوضع الحقوقي والسياسي المتأزم …! أخطأت الديبلوماسية التونسية الوجهة , فالسيدة الألمانية لها باع ورصيد نضالي صاحبها الى عقد الستينات , وقد عرفتها شخصية صلبة في الدفاع عن الحريات وكرامة مواطنينا لفترة زادت عن العقد ونصف .. على مدار سنوات وأنا أتابع تزييف الوعي والتاريخ ومغالطة الرأي العام من خلال الاعلان عن أسماء نوادي ومنظمات دولية بوبت تونس متفوقة على ايطاليا واسبانيا وجنوب افريقيا وحتى فرنسا في بعض مجالات الأداء الاقتصادي .., حتى أن القارئ يخال نفسه أمام سنغفورة أو كوريا الجنوبية أو حتى ماليزيا أو اندونيسيا في طور ثوبتها الاقتصادية… هل يمكن لبلد ينخره الفساد والاستبداد وتملأ أخبار انتهاكات حقوق الانسان اليومية مسمع ومرأى العالم ثم مواطنيه أن يحتل هذه المكانة متفوقا على كل بلاد افريقيا والمنطقة العربية وبعض بلاد القارة الأوروبية , لولا استبلاه المواطن ورشاوى تقدم هنا وهناك ؟! طبعا لا وألف لا… اخر  وأطرف وأعجب ماقرأت هو  احصائية لمؤسسة عربية اعتبرت تونس هي الأولى مغاربيا في مجال الحكم الرشيد…هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ! لست أدري ان كان اعتقال مواطنينا لدوافع سياسية وملاحقة معارضينا في كل حدب وصوب والاعتداء على محامينا وقادة الرأي عند وصولهم الى مطار تونس قرطاج ..ثم ممارسة التعذيب في مخافر الشرطة , وتجويع الالاف من عوائل المعارضين , وتشريد الالاف من شباب تونس في المنافي … لست أدري ان كان كل هذا الرصيد الرهيب من الانتهاكات حكما رشيدا  تستحق تونس أن تبوب فيه متفوقة على المغرب والجزائر وموريتانيا التي تشهد ومنذ عشرية أو أكثر دينامية سياسية  جعلت تونس في ذيل الأنظمة العربية والمغاربية على صعيد موضوعات الاصلاح والدمقرطة واحترام حقوق المواطنة ؟!!! نحن بلاشك أمام نظام سياسي يريد أن يسخر من عقول مواطنيه ويحتقر شعبا عرف شبابه بالتفوق العلمي والمعرفي وعرفت نخبته بسبقها على صعيد مطالبتها بالمأسسة والتداول والاصلاح …ولكنها قوبلت بنظام شمولي عاد بتونس القهقرى الى مرحلة ماقبل الثمانيانات من القرن العشرين…! يؤسفني أن أقول بأن تونس اليوم أمام منعرج تاريخي حاسم .., فاما أن نكون أو لانكون …! , بعبارة أخرى اما أن نفرض ارادة الشعب في الحياة الحرة والكريمة والا فستستمرئ السلطات سخريتها من عقولنا ومن تطلعاتنا لتفرض على شبابنا الهجرة في قوارب الموت أو اليأس والاحباط ومن ثمة الانخراط لاقدر الله في تيارات الجريمة والارهاب والانحراف السلوكي … حان الوقت كي يدرك الجميع بأن الشأن الوطني ليس حكرا على الأحزاب أو النقابات أو الجمعيات الحقوقية .., بل انه شأن عام يهم 11 مليون تونسي متواجدين داخل وخارج حدود تراب الجمهورية التونسية .. انه مستقبلنا جميعا ومستقبل أبنائنا عبر وضع حد للرداءة والتأسيس لجمهورية ثالثة تحترم الحريات العامة والفردية وتكرس تساوي التونسيين والتونسيات أمام القانون وتضع عقدا سياسيا واجتماعيا يتأسس على احترام حرية التفكير والتعبير والاحترام الكامل للسلامة الجسدية ووضع حد نهائي للتعذيب مع تجريمه ومحاكمة مرتكبيه . ان الجمهورية الثالثة لابد أن تتأسس على احترام وعي مواطنيها واختلاف أفكارهم ورؤاهم ومشاربهم وعلى التداول السلمي على الحكم وعلى وضع حد نهائي لاحتكار السلطة بأساليب العنف أو بالتوظيف الفاسد للمال العام .. لابد أن نؤسس الجمهورية الثالثة على تقييد الفترات الرئاسية بدورتين على أقصى تقدير وعلى الفصل الصارم بين السلطات وعلى الاستقلال الثابت والقوي للسلطة القضائية.. ولاننسى أيضا أن من المقومات الحقيقية للجمهورية وجود مؤسسات محاسبة مالية قوية تراقب أوجه تصريف المال العام وتدقق في موضوعات الاثراء الفاحش على حساب الغير .. ان كل ماذكرت هو من مقدمات الجمهورية المنشودة , وأحسب أن الشرعية الحقيقية لاتستمد من جوائز اقليمية أو دولية مزيفة ومكذوبة أو من الولع بالاحصائيات والأرقام وأساليب التغرير فيها .., وانما من رضى شعبي واسع لايتحقق الا ببسط المشاركة والعدل والحرية وتكريس قيم المواطنة والمساواة …
 
(المصدر: « الوسط التونسية » (محجوبة في تونس) بتاريخ 9 أكتوبر 2009) *كاتب واعلامي تونسي مقيم بألمانيا : reporteur2005@yahoo.de  


مدونة « بنت عايلة »:أشـــــعر بالغــثـــــيان

   


بعتم الوطن، أرخصتم الإنسان وجّهتوا رصاصكم الى صدرونا و سوّرتوا ارواحنا بالقضبان توسّلتوا.. كي تَقْبَلَ بِرَفْسِكُم اقدام صهاينة العدوان صفقة محمول؟؟ لِمَ بِعْتُونَا في سوق العَمَالَةِ بأبخس الاثمان لِمَ لَمْ تقولوا لم تعد تكفيكم كراسي الطغيان؟ كنّا في مناقصة الوطن وهبناكم ما تركتم لنا، اغانى الاسرى و حتّى لقمة الهوان… حُماة الدّيار… الى مزبلة التاريخ سيروا ليس لكم منّا سوى « تفوووه عليكو » عمر من الحقد و بحر من الغثيان. (المصدر: مدونة « بنت عايلة » بتاريخ 9 أكتوبر 2009) الرابط:http://bent-3ayla.blogspot.com/2009/10/blog-post_09.html


جامعة الحـــــزب الديمــــقراطي التــقدّمـــي بكـــنـدا

تنظّم حفل إستقبال

 


بمناسبة: ° بدء الحملة الإنتخابيّة للـ’حـــدت‘ لتشريعيّات 2009 °الإحتفال بإنطلاق بثّ « إذاعة الأمل »، إذاعة الواب الخاصّة بالـ’حـــدت‘، من كندا. ° الإحتفال بالمتصفّح رقم مليون لموقع واب الحزب (محجوب في تونس): www.pdpinfo.org انّ كفاح التونسيين والتونسيات من أجلّ الحرّية مايزال طويلاً وشاقًا، لكنّنا لن نفقد الأمل أبدًا. فقناعتنا راسخة بأنّ الشعب التونسي يستحقّ ما هو أفضل… التاريخ: السبت 10 أكتوبر 2009 (سيتمّ تحديد ساعة اللقاء ومكانه لاحقًا) للمشاركة، رجاءً الإتّصال بنا. عبر الهاتف: 5149638059 / 5146521861 أو عبر البريد الإلكتروني: be.pdp@pdpinfo.org
 


قائمة محمد زين العابدين


صابر التونسي أوردت الصباح في عددها الصادر بتاريخ 6 أكتوبر أن المجلس الدستوري نقض القرار الإداري القاضي باسقاط قائمة « التكتل من أجل العمل والحريات » في بنزرت والتي يتراسها السيد « محمد زين العابدين البجاوي »، ونحن وإن كنا لا يعنينا أمر التكتل وقوائمه ـ من بعيد أو قريب ـ فإننا نحمد للمجلس الدستوري تدارك الأمر! … قبل أن تحل لعنة الأرض والسماء على تونسنا الحبيبة! … فإسقاط قائمة يحمل رئيسها اسم « عاهلنا » واسم « ولي عهدنا » فيه ما فيه من الدهاء والمكر والفأل السيء! … وما أحسب أن القرار الإداري قرار حيادي أو هو مجرد صدفة! … إنما أتوقع أن يكون في الأمر كيد أو دس من الجهات الإدارية التي ربما يكون بعض أعضائها من المندسين والمناوئين! … الذين أعجزهم أن يسقطوا قائمة الزعيم رغم توفر المبررات القانونية لذلك! … فأسقطوا قائمة أخرى نكاية في الإسم لا في المسمى!  بل لعل بعض أعضاء الإدارة لديهم مشكلة مع « التوريث » فبدأوا التدرب علي رفضه من الآن! وفاتهم أن المرحلة مرحلة توريث وأن تونس ليست بدعا من جوارها وأمتها! … فقد تجاوزنا بسلام مرحلة تأبيد الرئاسة! … والرهان القادم هو تحقيق إنتقال سلمى وسلس للسلطة إلى الجيل الثاني من أبناء الرؤساء إقتداء بنظرائهم من أبناء الملوك!  الشكر مجددا لمجلس دستورنا الموقّر، الضامن القانوني لتأبيد زعيمنا على عرشه وتوريث أسلافه! … فليس بالإمكان أحسن مما هو كائن! « وإلي تعرفو تونس خير من إلي ما تعرفوش ».
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 8 أكتوبر 2009)  


المجلس الدستوري يتراجع عن قبول قائمة حركة التجديد بالمنستير


حرر من قبل التحرير في الخميس, 08. أكتوبر 2009 أسقط المجلس الدستوري قائمة حركة التجديد بالمنستير بعد أن كان قد ألغى الأحد الماضي قرار رفضها من قبل ولاية المكان. وتم التراجع عن قبول القائمة بعد أن تقدم رئيس قائمة الحزب الحاكم بالجهة بطعنٍ ضد ترشح على الحربي عضو قائمة التجديد، فتم إقرار طعنه وإسقاط القائمة التي ترأسها السيد الجنيدي عبد الجواد.  وبذلك يكون عدد القائمات المتبقية في السباق الانتخابي لهذه الحركة 13 قائمة من جملة 26 قدمت مطلبها في مختلف الولايات. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 8 أكتوبر 2009)

المنذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرّري لـالصباح العديد من القوى من الداخل والخارج تتربّص بالتّجربة الديمقراطية التونسية

 


 
تونس-الصباح: تشهد بلادنا هذه الايام حركية سياسية كبرى استعدادا للانتخابات الرئاسية والتشريعية المحددة ليوم 25 أكتوبر الجاري.  وللحديث حول هذه الانتخابات والواقع السياسي الراهن والمستقبلي في تونس.. كان لـ »الصباح » هذا اللقاء مع السيد المنذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري. * في كل مرة يتحدث فيها المنذر ثابت،يكثر النقاش ويحتد.وآخرها بعد الندوة الصحفية التي عقدها في مقر حزبه والحديث عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية. فهل الى هذا الحد يمكن اعتباركم من المنظرين او ممن يحملون أفكارا مختلفة تثير الجدل؟ – يبدو بالفعل أن طروحاتي وأفكاري وتصوراتي للمشهد السياسي في تونس وحتى غيره تثير انزعاج العديد من الأطراف حتى تلك المحسوبة على الاعتدال. وللتذكير فإن موقفنا من الانتخابات الرئاسية لخمس وعشرين أكتوبر 2009 لم يكن وليد الظرف ولا مؤسس على معطيات خطية ضيقة فمنذ جويلية 2006 رفع الحزب الاجتماعي التحرري شعار أن الأحزاب ليست بديلا عن الوطن واضعا بذلك المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار متجاوزا منهج الأحزاب التقليدية في تعاطيها مع الاستحقاقات ذات البعد الوطني وما يثير استغرابنا أن التحرري وإن كان السبّاق في حسم هذه المسألة فهو ليس الحزب الوحيد الذي تبنى هذا الطرح بل إن أحزابا أخرى التحقت بطروحاته وأكدت أن هذه المقاربة تنسجم بالفعل مع طبيعة المرحلة التي تعبرها بلادنا. والغريب ان سهام النقد لم توجه إلا إلى التحرري وكأن حزبنا بما شهده من إصلاحات ومن تحولات نوعية يربك حسابات أطراف ساهمت بأساليب عدة في الأزمة التي عبرها تحت القيادة السابقة وليس من المصادفة أن تأسف هذه الأطراف عن مشاركة التحرري في الانتخابات الرئاسية لسنة 2004؟! و للتوضيح فإن موقفي وموقف حزبي من الانتخابات الرئاسية كنت قد أعلنت عنه في حوار صدر بمجلة الأهرام العربي المصرية بتاريخ 20 أكتوبر 2007. أي أن التحرري حسم المسألة قبل صدور القرار الرئاسي المنقّح استثنائيا للفصل 40 من الدستور والذي منحه عمليا إمكانية ترشيح أمينه العام فالموقف من الترشح إلى الانتخابات الرئاسية لم يكن نتاج ظرف بل استند إلى قراءة دقيقة لمفردات الواقع السياسي الراهن والقائمة على مجموع المقدمات التالية : – أن الوضع السياسي الراهن يكرّس حالة تقدم في اتجاه تعددي. – أن سياسات الانفتاح الاقتصادي قد أفرزت في الوضع الراهن مراكز قوى لا تزال تنظر باحتراز للتطور التعددي الذي تشهده الساحة الوطنية. – أن الرئيس بن علي أثبت خلال ممارسته للحكم أنه بالفعل رئيس لكل التونسيين وأنه الضامن لتقدم المشروع الإصلاحي والداعم الوحيد للتعددية وبناء عليه قدّرالحزب الاجتماعي التحرري أن المرحلة الانتقالية لا تزال جارية وأن تونس لا تزال تحتاج للرئيس بن علي على رأس الدولة. أما بالنسبة لبعض الأطراف « المشبوهة » التي استفاق أصحابها بعد سبات ثلاث سنوات لتتحدث عن مؤتمر جويلية 2006 فإن قيادة التحرري تعتبر أن الوفاق الذي أفرز قيادة الحزب الاجتماعي التحرري يكرس معاني الديمقراطية العقلانية الهادئة التي أنقذت الحزب من أزمة الشرعية والانهيار التي عصفت به منذ جويلية 1991 والتي سعت بعض الأطراف إلى تأبيدها واحتفلت باستمرارها مانعة ومعارضة لحركة الإصلاح التي أسسنا لها منذ ذلك التاريخ لتنتصر بعد استقالة القيادة السابقة وما تحقق خلال ثلاث سنوات في الداخل والخارج سياسيا وتنظيميا يغني عن كل عرض. أين الشباب والنساء؟ * في برامجكم وخطاباتكم وتصريحاتكم السابقة وخاصة ندواتكم ركزتم على أهمية دور المرأة والشباب في الحقل السياسي لكن نسبة هذين العنصرين المشاركين في قائماتكم الانتخابية هل ترونه يتماشى مع تعديدكم لأهميته؟ واذا اعتبرتم ان هذا غير كاف فالى ماذا ترجعون هذا النقص خاصة على صعيد حضور المرأة؟ – بكل تأكيد المواقف المبدئية للحزب الاجتماعي التحرري من مشاركة الشباب والمرأة في العمل السياسي تعد من كلاسيكيات الأدب السياسي في بلادنا فنحن أنصار المساواة الكاملة بين الجنسين ودعاة منتصرين لقضايا الشباب ولهمومه نعادي الوصاية عليه وندعو الى تأسيس منظمة شبابية ديمقراطية تفعل دوره في الساحة العامة لكننا نرفض تحويل حضور المرأة والشباب الى مجرد ديكور نخفي وراءه هنات تنظيمية وسياسية. اختلافات * ما هي الخطوط العريضة لبرنامجكم الانتخابي؟ وما هي نقاط اختلافكم عن بقية الأحزاب؟ – الحزب الاجتماعي التحرري هو الحزب الليبرالي الوحيد في البلاد الذي يتبنى الفرد كمبدأ وكقيمة ويراهن على تحريره من كل المكبلات والمعوقات ليكون المبدأ والغاية في عملية التنمية الشاملة والمستدامة التي يسعى البرنامج الليبرالي إلى تحقيقها من هذا المنظور طرحنا معادلة حيوية بين شروط النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وأكدّنا على ضرورة مواصلة عملية الخصخصة والتصفية الكاملة لأملاك الدولة في المجال العقاري واعتبرنا أن الاحاطة بالمؤسسات وتجميعها من شأنه أن يؤهلها لكسب معركة المنافسة واكتساح الأسواق الخارجية الجديدة واعتبرنا أن هذا التمشي يفترض في المقابل إصدار قانون مانع للاحتكارات إيمانا منا بأن مثل هذا التشكل من شأنه أن يهدد الأمن الاقتصادي والسياسي وأكدنا على ضرورة إرساء العدالة الجبائية وخفض مستوى الضريبة بما يؤهل اقتصادنا للاستفادة من فرص ما بعد الأزمة. وفي سياق آخر أكدنا على أن التنمية الجهوية تفترض تكريس اللامركزية وإرساء مرونة التشغيل وانتخاب المجالس الجهوية لخلق حالة تنافس إيجابي بين الجهات في مستوى جلب الاستثمارات واستقطاب اليد العاملة بما يعيد التوازن. أما المستوى السياسي فيحتل مكانة أساسية في برنامج التحرري الذي يعتبره نقطة مركزية في دائرة الاهتمام الوطني خلال المرحلة القادمة من أهم مطالبنا في هذا السياق الفصل بين الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية،الارتقاء بالمجلس الدستوري الى مرتبة المحكمة الدستورية، التسجيل الآلي للناخبين وتعميم نظام النسبية في نمط الاقتراع… هذه بالطبع بعض النقاط التي يتضمنها برنامجنا والبقية سيكتشفها الناخب عند الاعلان عن انطلاق الحملة الانتخابية. حصص للمعارضة * تحدثتم عن الانتخابات والرهانات السياسية القادمة، لكن وبالرغم من أن نظام « الكوتا » (أي �الحصص�) هو الذي ساهم في دخول بعض الاحزاب السياسية المعارضة للمجلسين النيابيين فان بعض الهياكل أو بعض الأطراف تعلن عن رفضها لهذا النظام وللتعامل بـه..فهل ترى أن بعض الأحزاب قادرة على المنافسة ودخول مجلسي النواب والمستشارين اذا ما تم التخلي عن « الكوتا؟ – لنكن في منتهى الصراحة في هذا المجال.فالمعطى الأول هو أن « الكوتا » ليست بدعة.. بل هي من الآليات المعتمدة لدعم الأقليات وضمان حضورها داخل المجالس النيابية وليست ميزة تونسية وان كانت غالبا ما توظف في اطار ضمان حق المرأة في التواجد داخل البرلمانات أو المجالس الاستشارية بالنسبة للعديد من البلدان الغربية.في تونس هناك فرصة تاريخية تم تفويتها فيما يتعلق بالمنعرج التاريخي من 1987 الى 1989 وهو مقترح القائمات الائتلافية الموحدة التي يمكن ان تضم مختلف الاحزاب.. آن ذاك طرحت فكرة قائمة وطنية موحدة تضم الحزب الحاكم وعدد من الأحزاب الديمقراطية الناشئة في تلك الفترة.وبالطبع رفض المشروع من قبل العديد من الأطراف السياسية المعارضة وبعض الأطراف التي كانت آن ذاك في السلطة. والآن الاشكال هو هل يمكن للمعارضة أن تكون حاضرة داخل البرلمان خارج نظام « الكوتا ».. وبالنسبة لنا فرأينا واضح.. نقول أن هذا غير ممكن وذلك لعدة اعتبارات منها قلة الامكانيات المادية والبشرية بالنسبة لأحزاب المعارضة بكل أطيافها ودون تمييز.. راديكالية ومعتدلة.. باختلاف مشاربها الايديولوجية ونقول أن خارج « الكوتا » لن يكون ثمة حضور. بعد الانتخابات * كيف تنظرون – لنقل كيف تستشرفون- المشهد السياسي التونسي عقب الانتخابات التي نحن على أبوابها؟ – المرحلة المقبلة مصيرية في مسيرة الإصلاح تفترض شجاعة خاصة من قيادات المعارضة لمجاوزة مواطن الضعف وتحمل المسؤولية في تخطي أخطاء الماضي كما يشكل الارتقاء بمستوى الإصلاح السياسي شرطا حيويا لدفع مسيرة التنمية وإعادة الشباب بالخصوص الى حضيرة الفعل المدني. وما ننتظره في الايام القادمة هو التغيير على المستوى المشهد السياسي.وأعتقد أن هناك اتجاه نحو التقارب بين الأحزاب الكلاسيكية والأحزاب التقليدية.وفي تقديرنا هذه الأحزاب سجلت حضورا في الساحة السياسية.. هذه الأحزاب ككل كيان تعبرها عمليات مراجعة واوضاع فتور وهناك قوى جديدة صاعدة في الساحة مرشحة للبروز في المشهد كعناصر اضافية.ونحن نعلم جيدا ان الساحة السياسية في بلادنا ما تزال محكومة بسلوكيات وبردود فعل محافظة والبعض لا يزال يفكر بمنطق الثمانينات ولا يزال يعتقد أن المشهد السياسي لم يتغير نوعيا ونحن نخالف هذا الرأي ونقر بوجود إضافات وبوجود رموز جديدة .ولا يمكن الفصل في الواقع بين الشخصيات السياسية وبين المراكمة الرمزية وبين الأحزاب والرؤى وبين البرامج… أعتقد ان كل هذا سيفرض بالضرورة أوضاعا جديدة وتحالفات جديدة. حاوره: سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية � تونس) الصادرة يوم 09 أكتوبر 2009)  


بعد الاستماع للأحزاب السياسية

المرصد الوطني للانتخابات يجتمع بالمستقلين


تونس ـ الصباح: أشرف السيد عبد الوهاب الباهي، رئيس المرصد الوطني للانتخابات صباح أمس بمقر المرصد على اجتماع بالمترشحين على القائمات المستقلة الحاملة لعنوان من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.  وحضر هذا الاجتماع ثلة من أعضاء المرصد وعدد من أعضاء القائمات المستقلة المترشحة للانتخابات التشريعية القادمة. واستمع المرصد لملاحظات المستقلين واقتراحاتهم بالنسبة إلى العملية الانتخابية، وأخذ عدد هام من الحضور الكلمة لتبليغ آرائهم بكل حرية. ونوّه الحاضرون بدور المرصد الذي لم يقتصر تعامله مع الأحزاب فقط، وإنما تعامل مع كل مكونات المشهد الانتخابي بما في ذلك المستقلين. واعتبر نوفل الزيادي أن مشاركة المستقلين إنما تأتي في إطار تعزيز المشهد الديمقراطي والتعددي في البلاد، وحرصًا منهم على ممارسة مواطنتهم وتطوير الساحة السياسية عامة والانتخابية خاصة أنهم يشاركون بـ9 قائمات في هذه المحطة. كما اقترح الحاضرون التطوير في التشريع الانتخابي حتى يسمح للمستقلين إمكانية الفوز بمقاعد برلمانية في المستقبل وذلك بتدعيم التمثيل النسبي للمعارضة، وطالب المترشحون المستقلون بالاستغناء عن بطاقة الناخب وذلك بتعويضها بالانتخاب الآلي والاكتفاء بالاستظهار ببطاقة التعريف الوطنية عند الانتخاب. ويذكر أن المرصد الوطني للانتخابات قام بزيارات عمل إلى جميع الأحزاب السياسية المشاركة في العملية الانتخابية بما فيها الحزب الحاكم واستمع إلى كل المقترحات والمآخذ من كل الأطراف المشاركة في هذه العملية، كما فتح خطًا هاتفيًا على مدار اليوم تقريبًا منذ بداية اشتغاله. ويرفع المرصد الوطني للانتخابات تقريرًا �أكد السيد عبد الوهاب الباهي أنه مطابق للمؤشرات والمواصفات العالمية� إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في نهاية العملية الانتخابية. أيمن الزمالي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 09 أكتوبر 2009)
 


الحركة الإسلامية في تونس هموم الحاضر و آفاق المستقبل 2

 


تميّزت بلادنا تونس عبر العصور بموقعها المعرفي و قدرة أهل العلم فيها على بذل الجهد و الإجتهاد و الجهاد و المحافظة على أصالة الإنتماء الإسلامي مع شعور وطني قوي تبلورمنذ أواسط القرن الثامن عشر، سعى روّاد الحركة الإسلامية الوطنية في تونس خصوصا الأستاذ خير الدّين باشا التونسي و الشيخ أحمد بن علي الضياف و العلامة السيد محمود قبادو الشريف و تلميذه الشيخ الجليل سالم بوحاجب ، إلى بناء مدرسة فكرية تجديدية ذات مرجعية شرعية تتبنى وسائل حديثة في التعليم و الإدارة و الحكم ، لبناء مجتمع صناعي مدني دستوري، يجمع بين التقدم العمراني و بين العدل و الحرية.لم تكن تونس في حاجة إلى الاستعمار حتى تنهض بنفسها بل كانت كل الشروط قائمة في المنتصف الثاني من القرن التاسع عشر لتحقيق النهضة والتقدّم على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية إلاّ أنّ الاستعمار كان أسرع في إيقاف هذا المدّ النهضوي. وإذا كانت أهمية الاستقلال الأولى تكمن في الوفاء للزعماء والشهداء والمناضلين الذين بذلوا من وقتهم ودمائهم ما به تحررت البلاد، فإن الأهمية الثانية، والتي لا تقل أهمية عن الوفاء لمن قاموا بتخليص الوطن من براثن الاستعمار، تكمن في بناء الدولة ومؤسسات الإدارة ودواليب الاقتصاد وتنشيط الفلاحة وتعصير طرق العمل بها، وإرساء تعليم وطني في نطاق إصلاح تربوي شامل ينحت المواطن التونسي الوفي لأمجاده، المخلص لوطنه، الحريص على التعلم والتكون في مجالات العلم والمعرفة والتقنية، وكذلك تكمن في الرفع من مستوى عيش كل أبناء تونس اجتماعيا وثقافيا وصحيا. أن النضال ضد المستعمر من أجل الاستقلال قد تحول اليوم إلى «نضال واجتهاد في سبيل التقدم والرقي والدفاع عن مناعة البلاد وتكريس حرية القرار الوطني. مع بداية قيام الدولة الحديثة ، ظهرت كتلتين ثقافيّتين تستند إحداهما إلى إطار مرجعي عروبي شرقي محض بينما تستند الأخرى بصورة رئيسية إلى إطار مرجعي فرنساوي علماني لائيكي ، و بدت الدولة و كأنّها حليف طرف ضد آخر و إستطاع التيّار المتفرنس أن يتمترس داخل مؤسّسات الدولة و تبنّى مواقف رواد الإصلاح المسلمين خصوصا في قضايا مثل حقوق المرأة و الحريّات العامة و المجتمع المدني و أسسوا جمعيات تحت النمط الشيوعي و الإشتراكي الفرنسي و إخترقوا الحزب الحر الدستوري وذلك للإطباق على حركة الإصلاح الوطنية الإسلامية في تونس .  حاول هذا التيار ضرب المشروعية المركزية للدولة و تحويلها إلى مجرد مركزية الفئة المسيطرة على السلطة و ضرب الأمن الثقافي و الإجتماعي و تصوير الدولة كسلطة تابعة للغرب.  مثّلت حركة السابع من نوفمبر 1987التي قادها رئيس الجمهورية السيد زين العابدين بن علي و ثلت من أهم رجالات الدولة ، نقطة تحول مبارك ، أعادت التوازن للمنظومة الإجتماعية و للثوابت الوطنية وقد فات عن الكثير من التيارات السياسية أن تونس دولة قبل أن تكون نظاما و أن الحركة الإسلامية أكبر من أن تكون حزبا أو جماعة ورجالاتها هم آباء الدولة التونسية الحديثة بثوبها المدني الدستوري الجمهوري. على كل مثقف تونسي متديّن أن ينظر إلى موروثه الوطني بكل فخر وإعتزاز و إلى دولته الحديثة كأهم إنجاز لعلماء و فقهاء تونس منذ ثلاث قرون ، و يعتبر ماتحقق على إمتداد إثنى وعشرون عاما في العديد من المجالات خصوصا الإقتصادية و   الإجتماعية، تطوير الإصلاح الإداري و منظومة الإتصالات و المواصلات و إحياء التراث الديني و تنمية الإستقلال الوطني من هم إنجازات رئيس الجمهورية السيد زين العابدين بن علي . يجب على كل مخلصا لدينه و وطنه أن يساهم في دعم إستقلالية الإرادة الوطنية و بناء الدولة المدنية القوية القادرة على مواكبة العولمة بالشكل الذي يتعولم به ، و يمثل السيد زين العابدين بن علي اليوم  الشخصية التي تتوفر فيها مواصفات الإرادة و القيادة لتحقيق المشروع الوطني التونسي الجامع، إنّنا نساند إعادت إنتخاب السيد زين العابدين بن علي رئيسا للجمهورية التونسية و ندعوا كل أبناء الإسلام العزيز إلى المشاركة الفاعلة في هذه الإنتخابات و إبراز حرصهم على إستقلال دولتهم و سلامة شعبهم. إن كل من يدعوا إلى مقاطعة الإنتخابات ،إمّا جاهلا أو  غير مدركا لمصلحة الإسلام و المسلمين وكل من يتماها مع الحركة اليسارية البورجوازية من المتدينين، غير آبه بتاريخ هذه الحركة المشبوه ، هو معطّل للمصالحة الوطنيّة الشاملة  لا يجوز أن يبقى المتدين في بلادنا لعبة بيد علمانيين إنتهازيين و متأمركين لا يملكون أدنى حس للكرامة الوطنية، و  لا يملكون الحد الأدنى من العلوم الشرعية ، يجب على أبناء الحركة الإسلامية وخصوصا رموزها الملتزمة بعزة تونس و كرامة أهلها ، أخذ المبادرة و الخروج من الحصار المضروب علينا و التعاون على البر و التقوى مع كل مسلم وطني شريف.و العض على الجراح و تقديم الأهم على المهم و إلتزام نهج علمائنا أمثال الشيخ عبد العزيز الثعالبي رحمه الله ، و غيره من عظماء تونس منارة الإسلام. نأمل من سيادة رئيس الجمهورية السيد زين العابدين بن علي أن يفعّل مشروع الميثاق الوطني و الإفراج عن كل من لم يثبت تورطه في أعمال إرهابية و إنشاء حكومة وفاق وطني ، تعمل على تنمية جهات الجنوب الغربي و الشرقي و مناطق الشمال الغربي و إيجاد الحلول الملائمة لتشغيل حاملي الشّهادات العليا و تشجيع المؤسّسات الصغرى و المتوسّطة و إنشاء منظمة حقوقية تتبى قضايا الفقراءو المحتاجين، دمتم فخرا و عزّا لتونس العربيّة المسلمة. السيد عماد الدين الحمروني hamrouni.imededdin@gmail.com


 

تونس: تحذير رسمي من ظهور لأنفلونزا الخنازير


تونس – خدمة قدس برس كشفت نشرة إعلامية أعدّها مرصد الأمراض الجديدة والمستجدّة التابع لوزارة الصحة التونسية، عن بداية ظهور محلّي لوباء أنفلونزا الخنازير من المتوقع أن ينتشر في الأيام المقبلة. وذكرت الوثيقة الصادرة بتاريخ (5/ 10) الجاري أنّه سجّلت في 26 أيلول (سبتمبر) الماضي، أولى الحالات المحلية للإصابة بأنفلونزا الخنازير في عدة مؤسسات تعليمية بضواحي العاصمة تونس، دون أن يكون لها علاقة بتسرب العدوى من خارج البلاد. وأظهر المرصد أنّه تم تسجيل 91 إصابة بأنفلونزا الخنازير في تونس منذ اكتشاف أولى الحالات في حزيران (يونيو) الماضي، بينهم 9 فرنسيين و16 مصابا من جنسيات أجنبية مختلفة. وبيّن كذلك أنّ 47 من الحالات ناجمة عن انتشار العدوى في تونس في حين وفدت البقية من الخارج. وسجلت أكثر الإصابات بالعدوى في المعهد الفرنسي منداس فرانس (27 حالة بينها مدرّسان) و3 حالات بمعاهد في الضاحية الشمالية بالعاصمة وحالتين بمدرستين في أحياء « سيدي حسين » و »الحرايرية » ذوي الكثافة السكانية العالية غرب العاصمة. ولم تعلن الوثيقة عن أية حالة وفاة لدى الإصابات المكتشفة. وكانت وزارات الصحة والتربية والتعليم العالي التونسية، قد أعلنت في بداية العام الدراسي أنّها أعدت بشكل مشترك خطة للوقاية والتدخل السريع للتصدي لانتشار الوباء. كما أعلنت وزارة الشؤون الدينية بداية الأسبوع الجاري عن إلغاء الحج لعدم توفر اللقاح المضاد لفيروس « ايتش 1 ان 1 » وذلك بعد إلغائها لجميع رحلات العمرة منذ ظهور هذا المرض. وأوصى مرصد الأمراض الجديدة باتخاذ عدة إجراءات لمحاصرة ظهور الإصابات بأنفلونزا الخنازير محلّيا منها مراقبة تواتر حالات الأنفلونزا العادية الوافدة على المستشفيات والانتباه إلى أي حالات غياب غير عادية بين التلاميذ أو الموظفين.  (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 9 اكتوبر  2009)
 

الحيّ الصناعي بنابل مشروع فاشل ويفتقد الإهتمام


السبيل أونلاين – تونس   تعتبر ولاية نابل من الولايات التي تساهم مساهمة فعّالة في الاقتصاد الوطني وفي مشاريع التنمية، وُتعد قطبا تصديريا هاما إذا تساهم بـ 10 % من مجموع صادرات البلاد كما تساهم بـ 15 % من الإنتاج الزراعي الوطني. وتوجد بالولاية 1309 مؤسسة صناعية خفيفة ، منها 508 مؤسسة تصديرية ، وتُعد الصناعات التقليدية بالولاية من مميزات الجهة ، وقد أولى المسئولون بالجهة اهتماما متفاوتا بهذا القطاع الحيوي ، كما انشغل المتساكنون بالولاية بهذا المجال في علاقتهم المباشرة بالقطاع السياحي المساهم في التنمية . من أجل ذلك قرّر المسئولون بالجهة تركيز منطقة صناعية لصناعة الفخّار وذلك سنة 1990 لتنظيم وتطوير وتشجيع قطاع الصناعات التقليدية .   فما هي أهم المشاكل التي حفت ببناء وتركيز الحي الصناعي بنابل ؟   وما هي إشكالات هذا الحيّ وهموم الحرفيين فيه ؟   وكيف يتعامل المسئولون مع هذه الإشكالات ؟   وما هي الحلول الكفيلة لإخراج القطاع والمنطقة الصناعية بنابل مما تتخبط فيه ؟ كان سكان مدينة نابل قبل سنة 1990 يعانون من التلوث الناجم عن أفران الفخار التقليدية وقد اضطر سكان نابل المسئولين بالجهة إلى اتخاذ قرار بتركيز منطقة صناعية خارج المدينة تقيهم شر التلوث والأمراض ، وانطلق مشروع الحي الصناعي على أمل أن يتخلص المتساكنون من غبار الأفران والدخان والتلوث ، وعلى أمل أن يتمكن العمال والحرفيون من ظروف تسمح لهم بتطوير صناعاتهم التقليدية حتى تخوض غمار التصدير ومعركة المنافسة ، ولكنهم فُوجئوا منذ الأيام الأولى بثلاث مشاكل أساسيّة ، الأولى تتمثل في   الإشكال العقاري حيث وقع إسناد مقاسم في الحي الصناعي إلى الحرفيين ولم يتم ترسيم عقود البيع لهم لمدّة فاقت 14 سنة ، ذاق فيها المهنيون ويلات الانتظار والمراسلات والتسويف ، وقد استطاعوا أخيرا تحصيل عقودهم وتسوية وضعيات تملك مقاسمهم ، أما المشكل الثاني فيتمثل في البنية التحتية للحي الصناعي حيث انعدمت فيه أبسط الظروف الضرورية للأحياء الصناعية والحرفية، فافتقدت المنطقة كلها إلى الطرقات المعبّدة فضلا عن الأرصفة وأنعدم التنوير الكهربائي وفوجئ الحرفيون بعدم وجود قنوات لتصريف مياه الأمطار ، بل أكثر من ذلك صُدموا بانعدام وجود قنوات الصرف الصحيّ . وفي أشهر الشتاء حين تتهاطل الأمطار يعجز الحرفيون والمهنيون في الحي الصناعي عن مباشرة العمل والوصول إلى أماكن شغلهم بسبب الطرقات اللزجة والمتطينة وإن استعملوا سياراتهم تكون الكارثة أكبر إذ تتعطّل المحركات وتتعطل معها الحركة والتصنيع والشحن . والغريب أن المنطقة يوظف عليها أداء التطهير والأداء البلدي رغم افتقادها لمثل هذه المرافق ، أما المشكل الثالث وأخطرهم فيكمن في المشكل البيئي   فالسلطات المحلية حين فرضت على الحرفيين الانتقال سنة 1990 إلى منطقة الحي الصناعي على أساس تجنيب البلاد والعباد مخاطر الدخان والتلوث إلا أن ذلك لم يحدث حيث ازدادت المخاطر بازدياد عدد الأفران وتمركزها في منطقة عُلويّة تبعد كلم واحد عن المدينة واستعمال المواد السامة مثل بقايا الجلود المصنّعة وإطارات السيّارات وبقايا الحشايا والقماش والبلاستيك وغيرها في إيقاد الأفران ممّا سبّب في انبعاث غازات خطيرة مضرّة بالإنسان والبيئة ومسبّبة للأمراض والعلل الخطيرة . وهناك عديد التقارير الطبيّة التي تشير إلى دخان الأفران كمسبّب أساس في الأمراض التي تصيب سكّان المدينة وخاصة منهم الأطفال . والذي يزور مدينة نابل في أيّام وليالي يكون فيها الريح شرقيّا ، يدرك حجم الكارثة التي تتهدّد المواطنين . ورغم ذلك لم تُعر السلطات الجهويّة بنابل هذا المشكل البيئي أي اهتمام ..   كل ما سقناه يؤثر بشكل مباشر في تخلّف المجال في ميدان المنافسة وعدم القدرة على التصدير، ويسبّب عزوف المهنيين عن الاستثمار في هذا القطاع وعدول الحرفيين عن تطوير مشاريعهم وتحسين البنية التحتيّة والتصنيعيّة لها .   فما هي الحلول الكفيلة بإخراج القطاع والمنطقة الصناعيّة بنابل ممّا تتخبط فيه؟؟؟ لا يسعنا في هذا المجال إلا أن نشير إلى مجموعة من النقاط الضروريّة للانطلاق بالحيّ الصناعي ليأخذ مكانه الطبيعي في الدورة التصديريّة والشّغليّة والتصنيعيّة والمنافستيّة مع الحفاظ على الصحّة والبيئة من التلوث والأمراض الحلول المقترحة   عرض تسهيلات بنكيّة للحرفيين والمهنيين للعمل على تغيير أفرانهم بأفران حديثة تُوقد بالغاز الطبيعي تخفيض ثمن سعر الغاز لتشجيع الحرفيين على الإنتاج وتحسين المردوديّة خاصة أن هذه التجربة قد خاضها عشرة مهنيين منهم وقد أتت أكلها . نشير في هذا الصدد أن أحد رجال الأعمال الطليان وفي لقاء عام مع وزير الصناعات التقليديّة أشار إلى أن الغاز الطبيعي في إيطاليا هو أقلّ سعرا من تونس .   تحسين البنية التحتيّة والأساسيّة للحي الصناعي ووقف توظيف الأداء البلدي المجحف على الحرفيين   – تأسيس هيكل تجاري وصناعي يسهر على تحسين مردوديّة الحرفيين وتسهيل عمليّات تصدير سلعهم وتذليل الصعوبات التي تعترضهم. إعطاء صلاحيات أكبر للبطاقة المهنيّة عند شراء المواد الأوّليّة من أجل تخفيض الأداء على القيمة المضافة من 18إل10 بالمائة.خاصّة أن القيمة المضافة للصناعات التقليديّة عند البيع هي 6 بالمائة فقط .   – تفعيل دور لجنة صيانة الحي التي تأسّست سنة1997 ودعم مواردها وترسيخ استقلاليّتها. – صرف العطايا التي تهبها الدول المانحة للمحافظة على البيئة في المجال دون غيره. – وقف التوريد العشوائي للبضائع التي تضرّ بالصناعات التقليديّة وبالاقتصاد الوطني والتي لا يستفيد منها إلا فئة معيّنة من المورّدين.   http://www.facebook.com/home.php#/video/video.php?v=1219921588166   الإمضاء زهير مخلوف من نابل (المصدر: السبيل أولاين بتاريخ 8 أكتوبر 2009 )  

صحفية تونسية تحصل على جائزة افضل انتاج اعلامي حول المرأة العربية

 


تونس (رويترز) – فازت صحفية من تونس بجائزة افضل انتاج اعلامي حول المرأة العربية التي تمنحها منظمة المرأة العربية لهذا العام. وقالت المنظمة يوم الجمعة ان الجائزة التي تبلغ قيمتها 20 الف دولار منحت للتونسية كريمة الوسلاتي عن برنامجها الاذاعي « عيون في طرفها ألم ». وترأس السيدة ليلى بن علي حرم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي منظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية.وحجبت المنظمة الجائزة الخاصة بالاعمال المكتوبة والالكترونية لعدم استيفاء الاعمال الترشحة لشروط الجائزة وهدفها العام.وحصلت الصحفية المصرية نجلاء بسيوني على جائزة احسن عمل مرئي عن فيلمها التسجيلي « لسن عرائس حلوة ». وتمنح جائزة أفضل انتاج اعلامي حول المرأة العربية كل ثلاث سنوات من جانب منظمة المرأة العربية لاحسن عمل اعلامي ينقل صورة موضوعية وايجابية للمرأة العربية داخل الاسرة والمجتمع سواء كان هذا الانتاج مكتوبا او مسموعا او الكترونيا.وتعمل منظمة المرأة العربية على دمج قضايا المرأة في اولويات خطط التنمية الشاملة وتصحيح صورة المرأة العربية في وسائل الاعلام
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 أكتوبر 2009)  

18335 مليون دينار … ميزانية تونس لسنة 2010

تونس24- عقد مجلس الوزراء اجتماعه يوم الخميس باشراف الرئيس زين العابدين بن علي .ونظر المجلس في مستهل أشغاله في مشروع قانون يتعلق بمشروع تطوير الغاز الطبيعي الذى تنجزه الشركة التونسية للكهرباء والغاز حتى يشمل مناطق جديدة. ثم نظر المجلس في مشروع قانون المالية لسنة 2010 الذى يتضمن في جزئه الاول تقديرات ميزانية الدولة للسنة القادمة على مستوى نفقات التصرف والتنمية والموارد المرصودة لانجاز هذه النفقات وفي جزئه الثاني الاحكام القانونية والجبائية لتجسيم هذه التقديرات ودفع نسق التنمية ودعم البنية الاساسية وتعزيز فرص التشغيل واحداث المؤسسات. وتقدر ميزانية الدولة لسنة 2010 بحوالي 18335 مليون دينار مسجلة تطورا ب5.4بالمائة مقارنة بميزانية سنة 2009. وتبلغ الاعتمادات المخصصة للاجور 6825 مليون دينار مسجلة ارتفاعا ب 8 بالمائة مقارنة بالسنة الحالية وهي تمثل 80 بالمائة من نفقات التصرف دون اعتبار الدعم وفوائد الدين العمومي. ويأتي هذا التطور نتيجة الزيادة في الاجور وارتفاع حجم الانتدابات في الوظيفة العمومية الى أكثر من 16 الف عون جديد من بينهم 3 الاف عون في اطار البرنامج الاستثنائي. كما تبلغ الاعتمادات المخصصة للدعم بعناصره الثلاثة المواد الاساسية والمحروقات والنقل 1500 مليون دينار وهو ما يجسم البعد الاجتماعي للسياسة التنموية للبلاد من خلال مواصلة تحسين الاجور من جهة ومساهمة الميزانية في تعزيز فرص التشغيل خاصة لاصحاب الشهادات العليا من جهة أخرى. وتأكيدا لدور ميزانية الدولة في دفع الحركة الاقتصادية ومعاضدة المجهود الوطني لتعزيز الاستثمار تسجل الاعتمادات المخصصة للتنمية ارتفاعا بنسبة 18 بالمائة حيث قدر حجمها ب 4600 مليون دينار مقابل 3900 مليون دينار في قانون المالية الاصلي لسنة 2009. ويعكس هذا الارتفاع الحرص المستمر على تنشيط الحركة الاقتصادية بما يستجيب لتطلعات المتعاملين الاقتصاديين الخواص ويتلاءم والسياسة العامة للدولة في مجال البنية الاساسية والتجهيزات الجماعية دعما للتنمية الجهوية والمحلية . وأكد الرئيس زين العابدين بن علي على أن تستجيب ميزانية الدولة للاهداف المرسومة خاصة في مجال التشغيل وتحسين ظروف عيش المواطنين والحفاظ على مقدرتهم الشرائية من جهة ودعم الانتاجية والقدرة التنافسية للمؤسسة الاقتصادية والحفز على المبادرة من جهة أخرى. كما أكد بن علي ضرورة مراعاة التوازنات المالية الكبرى والمحافظة على ما تحقق من نتائج ايجابية في مجال التحكم في نسب الدين العمومي والتقليص منه . ثم تطرق المجلس الى الجزء الثاني من مشروع قانون المالية لسنة 2010 الذى تضمن اجراءات وأحكاما تمحورت بالاساس حول : مواصلة الاجراءات الهادفة الى مزيد الرفع من القدرة التنافسية للمؤسسة ودفع الاستثمار وتعزيز مواطن الشغل ودعم امكانيات التصدير من خلال تبسيط الاجراءات المتعلقة بالتجارة الخارجية، إضافةالى مواصلة تحديث المنظومة الجبائية ومزيد تصويب أحكامها نحو حفز المبادرة الاقتصادية وتخفيف العبء على المؤسسات المنتجة وتبسيط اجراءات المراقبة الجبائية وتوضيح صيغها وذلك تكريسا للمصالحة بين الادارة والمواطن في هذا المجال وتجسيم مبادىء الشفافية والعدالة الجبائية . واستمع المجلس بعد ذلك الى بيان حول مشروع الميزان الاقتصادى لسنة 2010 تعرض بالخصوص الى النتائج المرتقبة لسنة 2009 والاهداف المرسومة بمنوال التنمية لسنة 2010 وكذلك السياسات والبرامج التنموية المزمع تنفيذها في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية. واستعرض البيان في هذا الصدد أهم النتائج المنتظرة لسنة 2009 في ضوء التطورات التي شهدها الوضع الاقتصادى على الصعيدين الوطني والدولي والذى برهن على القدرة التي اكتسبها الاقتصاد الوطني على مجابهة الضغوطات الخارجية الى جانب تحقيق نتائج ايجابية في مجالات التنمية البشرية والاجتماعية وتعزيز مقومات التنمية المستدامة وذلك بفضل الادارة المحكمة لدواليب الاقتصاد والاثر الايجابي للاصلاحات الواردة في البرنامج الرئاسي لتونس الغد والتدابير والاجراءات الرئاسية الهامة التي تم اعتمادها في الابان لمساندة الموءسسات وتنشيط الحركية الاقتصادية. وتطرق البيان الى افاق التنمية وأولويات العمل التنموى لسنة 2010 التي ستشكل سنة محورية لتجسيم اهداف المرحلة القادمة بما يساهم في تعزيز مسار التنمية وخلق الثروات والعمل من اجل تدعيم النجاحات المحققة في مختلف الميادين ودفع نسق النمو والتشغيل خاصة لفائدة خريجي الجامعات فضلا عن تحسين الدخل والمقدرة الشرائية للمواطن مع المحافظة على التوازنات المالية والاقتصادية. كما سيتواصل تعميق الاصلاحات الرامية الى دعم القدرة التنافسية ومناخ الاعمال وتوسيع مجال الاندماج الاقتصادى وتحسين مقومات الانتاجية وامتلاك التكنولوجيات الحديثة علاوة على مزيد تعزيز التنمية البشرية والاجتماعية خاصة في مجالات التعليم والصحة والاحاطة بالفئات الهشة وكذلك دفع حركية التنمية في المناطق الداخلية والاستغلال المحكم للموارد الطبيعية والنهوض بظروف العيش بكافة الجهات وذلك خاصة من خلال توطيد مقومات اقتصاد المعرفة والتفتح المتزايد على الدورة العالمية ومواصلة تحديث الادارة وتطوير التشريعات وتعصير البنية الاساسية واللوجيستية بما يجعل تونس قبلة الاستثمار ويسهم في تحسين مردودية موءسسات الانتاج ودعم تنافسيتها وقدرتها على التموقع في الشبكات العالمية . وأوصي بالعمل على توفير افضل الظروف لتنفيذ السياسات والاستراتيجيات والبرامج التنموية واحكام متابعتها بما يجسم الاولويات والاهداف التي ضبطها منوال التنمية للسنة القادمة خاصة في ما يتعلق بمزيد تنشيط الحركة الاقتصادية واستحثاث نسق احداث مواطن الشغل.xhxcxtu24xxlocx
 (المصدر: موقع صحيفة « العرب أولاين » (يومية – لندن) بتاريخ 9 أكتوبر 2009)

رغم صعوبة الظرف الاقتصادي العالمي: ارتفاع تحويلات المهاجرين من العملة الصعبة

تونس ـ الصباح: رغم ارتفاع عائدات القطاع السياحي بتونس خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي بنسبة 3.6% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.  إلا ان التوقعات تشير إلى أن تحويلات التونسيين بالخارج قد تفوق نظيرتها من القطاع السياحي، بنسبة طفيفة بعد أن حققت إلى حدود نهاية جوان الماضي ارتفاعا ب7,6 بالمائة مقارنة بتحويلات السنة الماضية.   علما أن تحويلات الجالية المقيمة بالخارج بلغت سنة 2008 ما يناهز 2436 مليون دينار، ويتوقع أن ترتفع مع نهاية السنة لتفوق 2600 مليون دينار. وتمثل مصدرا اساسيا للعملة الصعبة وعاملا للتوازن المالي الوطني خاصة فيما يتصل بمستوى ميزان الدفوعات والاحتياط الوطني للعملة الصعبة. وتأتي العائدات المحققة بالنسبة للقطاعين رغم صعوبة الظرف الاقتصادي، وتداعيات الازمة المالية العالمية التي مست بشكل أكثر وضوحا القطاع السياحي. كما ان تحويلات التونسيين بالخارج فاقت التوقعات على اعتبار أن الازمة العالمية أثرت أيضا على ظروف عمل الجالية التونسية بالخارج. ارتفاع العائدات السياحية وقد تحدت ايرادات القطاع السياحي تباطؤ الانفاق من جانب السياح الغربيين. وتراجع عددهم، مقارنة بالسنة الماضية، علما وأن السياحة تغطي قرابة 75% من العجز التجاري لتونس وهي المصدر الاول للعملة الاجنبية. تجدر الاشارة إلى أن عدد السياح تراجع بنسبة 2% خلال الاشهر التسعة الاولى إلى 5,5 مليون سائح بينما بلغت الايرادات 2.625 مليار دينار. وينتظر ان ترتفع النسبة الجملية للايرادات خلال الثلاثية الاخيرة من السنة الجارية، علما وأن مداخيل السياحة التونسية بلغت خلال العام الماضي، حوالي 3.3 مليار دينار مقارنة بنحو 3 مليار دينار سنة 2007. وتمكن قطاع السياحة وغيره من القطاعات الهامة من الصمود بفضل إجراءات المساندة الاقتصادية التي أقرها الرئيس زين العابدين بن علي منذ اندلاع الازمة المالية. تحويلات المقيمين بالخارج رافد تنموي وتعتبر تحويلات التونسيين بالخارج مصدرا لتنمية الثروات وإحداث مواطن الرزق وبعث المشاريع. كما تمثل رافدا هاما للمسار التنموي لما لها من انعكاس ايجابي في توفير العملة الصعبة وتحسين التوازنات المالية. وفاقت عدد المشاريع المحدثة من قبل التونسيين بالخارج بتونس خلال عقدين 11 ألف مشروع أحدثت أكثر من 46 ألف موطن شغل.   علما أن عدد الجالية التونسية بالخارج يفوق المليون بقليل نصفهم تقل أعمارهم عن 25 سنة. ويتمركز أكثر من 80 بالمائة منهم في دول أوربية، ينشط معظمهم كعمال وأجراء بنسبة 80 بالمائة، وإطارات بنسبة 9 بالمائة ومهن حرة بنسبة 11 بالمائة. يذكر أن تحويلات التونسيين بالخارج بلغت خلال الفترة (1987-2008) حوالي 24.261 مليار دينار منها 76.6%، أي ما يعادل 18.589م.د، تحويلات مالية و23.4% أي ما قيمته 5.672م.د تحويلات عينية. وسجلت هذه التحويلات منذ سنة 1987 نموا متواصلا حيث يبلغ معدل نسبة النمو السنوي 8.9 % لترتفع من 403 مليون دينار سنة 1987 (357م.د تحويلات مالية و46م.د تحويلات عينية) إلى 2.436 مليار دينار سنة 2008 منها 1929م.د تحويلات مالية 507م.د تحويلات عينية. كما تتجلّى أهميّة هذه التحويلات من خلال مقارنتها بالناتج المحلّي الاجمالي إذ تمثّل 4.8% وتمثل أيضا 21.8% من إجمال الادخار الوطني و43.7% من العجز التجاري الخارجي سنة 2007. وتحتل تحويلات مدخرات التونسيين بالخارج التي بلغت 2.199م.د سنة 2007 المرتبة الرابعة من موارد العملة الصعبة بعد النسيج والملابس والجلود والاحذية اضافة الى الصادرات من الصناعات الميكانيكية والالكترونية والعائدات السياحية. وقامت هذه التحويلات التي تشمل التحويلات المالية والحوالات البريدية والتحويلات البنكية والبريدية وعمليات الصرف المباشر والمنافع الاجتماعية الواردة من قبل صناديق الضمان الاجتماعي بدور كبير في عملية التنمية وفي تنشيط العديد من القطاعات الاقتصادية الى جانب مساهماتها في دعم الادخار الوطني ومعادلة ميزان الدفوعات.  رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 09 أكتوبر 2009)  

بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على افضل المرسلين
تونس في 07/10/2009 
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل و كاتب في الشان الوطني
و العربي و الاسلامي التجمع حزب الريادة و الاتجاز و الفعل الرسالة 384 على موقع الانترنات 
الحلقة 18

اقتراحات بمناسبة خطاب الرئيس زين العابدين بن علي يوم 11 اكتوبر 20069 في افتتاح الحملة الانتخابية الرئاسية و التشريعية

 


 بكل شوق و لهف وانتظار وتفاؤل واستبشار ينتظر الشعب بفارغ الصبر خطاب الواقعية والمصداقية والجدية والنقلة النوعية كما عودنا رئيسنا في كل المناسبات التي عشناها طيلة الحملات الرئاسية السابقة والتي كانت تحمل الجديد وتحمل البشائر والبرامج الرائدة والهادفة والمفيدة لتطور شعبنا وتقدم بلادنا ومناعة وطننا وازدهار مجتمعنا ورفاهية شبابنا وطلابنا وكل الأجيال .وان البرنامج الرئاسي للحملة الانتخابية لسنة 2004 كان على غاية من الوضوح والشفافية و الجدية وقد حرص الرئيس شخصيا على انجاز كل البنود التي وردت في البرنامج الرئاسي وعهد الى هياكل التجمع الدستوري الديمقراطي الحزب الحاكم و المؤتمن على التغيير المبارك بمتابعة البرنامج على الصعيدين الوطني و الجهوي و المحلي وقد تحقق البرنامج بحماس وجدية وعمق ومتابعة يومية من لدن سيبادة الرئيس فضلا على الهياكل التي عهد لها بالمتابعة والسهر على تنفيذ كل البنود والتي وردت في البرنامج الرئاسي لعام 2004 كما حصل في البرامج السابقة لسنوات 1989 و1994و1999 في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية وحقوق الانسان .وتحسين ظروف العيش والسكن والصحة والتعليم والدراسة والبنية الاساسية والطرقات ودعم منلطق الظل وتطوير الاحياء الشعبية و تحسين ظروف العيش لاهل الريف ومناطق الظل. واحداث البنوك الخاصة لدعم مشاريع الشباب وبعث مواطن الشغل وموارد الرزق.وتطوير الاجور طيلة عقدين كاملين بصفة منتظمة ومستمرة دون انقطاع رغم بعض الصعوبات والعناية بضعاف الحال والعائلات المعوزة وعمال الحظائر والفئات الاجتماعية والشرائح وتطوير شبكة الاتصال و التكنولوجيات وتوفير كل الخدمات وتقريب الادارة من المواطن وتطوير الفلاحة ودعمها وتحسين الخدمات البنكية وتطوير القروض المتعلقة بوكالة الاستثمار في مجال وكالة النهوض بالاستثمارات الخاصة بالفلاحة للشبان في مجال الفلاحة والصيد البحري . كل هذا تحقق بفضل البرنامج لفترة طويلة عقدين  وطيلة العقدين الكاملين دون انقطاع  وبعناية ورعاية ومتابعة رئاسيودعم رئاسي هام ودعم التنمية الشاملة ودورية جعم المجالس الجهوية للمرة الخامسة منذ سنة 1990 وقد حققت برامج التنمية في الجهات قفزة نوعية في جميع المجالات في المدينة والريف ومناطق الظل وقد بلغت الاعتمادات المالية لبعض الجهات في مستوى حجم ميزانية الدولة السنوية وقد خصصت الدولة اكثر من 145 الف مليار لكامل الولايات طيلة 19 سنة من 1990 الى اليوم منذ الانتخابات الرئاسية لسنة 1989 الأولى في العهد الجديد وان البرنامج الجديد لعام 2009 -2014 سيكون في مستوى طموحات شعبنا وفي مستوى عناية ورعاية رئيسنا الذي وهب حياته لخدمة شعبه الوفي الأبي . واعتقد ان البرنامج الرئاسي الجديد 2009 سيكون حلم الشعب التونسي ويحمل بشائر كبرى وطموحات عظمى في مختلف المجالات والميادين وبقدر عمق حب الرئيس لشعبه الوفي سيبكون البرنامج ثري وهام وغزير وهادف ويتماشى مع طموحات شعبنا لتحسين مستوى العيش ويتماشى مع طموحات شباينا الذكي المتعلم و المثقف والواعي والناضج والذي ينتظر بكلى شغف وشوق ان يسمع خطاب رئيسنا زين العابدين بن علي الذي سيعمل بشائرة جديدة ومفاجئات سارة ومفيدة للشعب التونسي ولشباب تونس ولعل طليعة الطموحات : الاقتراحات : 1/ مزيد العناية برجال الدين وتحسين دخلهم وظروف عيشهم 2/ الترفيع في منحة شريحة المناضلين والمقاومين الذين ضحوا من اجل استقلال تونس وسيادتها ومناعتها 3/ تحسين وتطوير المنحة العائلية للاطفال المجمدة منذ 15 سنة 4/ دعم العائلات المعوزة والترفيع في منحتهم. 5/ مزيد تكريس العدالة الجبائية وطرح الاداء على الجباية لمن دخلهم السنوي اقل من 3الف دينار الاجرى الادنى .والتخفيظ في الاداء الجبائي للمتقاعدين من 10ال 5 بالمائة 6/ الترفيع في القروض المعدة لشراء الاراضي للشبان دون سن الاربعين 7/ العمل على مزيد العناية بالسكن الاجتماعي للاجراء من 5 الى 3 بالمائة 8/ العمل على التخفيظ في قيمة الفائض للسكن عن طريق بنك الاسكان والصناديق الاجتماعية من 6.75 بالمائة الى 5 بالمائة والسعي لتوفير مقاسم للاراضي السكنية لضعاف الحال باثمان رمزية 9/ العمل على مزيد تسوية عمال الحظائر وترسيمهم ودعم الطاقة الشرائية لهم. 10/ مزيد الجهود لدعم قضية التشغيل وما ادراك ما التشغيل لاصحاب الشهائد العليا المعضلة الكبرى 11/ العمل على فسخ المجال لاصحاب الشهائد العليا بالاندماج في الوظيفة العمومية بسن قانون ثوري لتحديد سن التقااعد في التعليم والصحة ب 55 سنة عوضا عن 60 عاما 12/ مزيد توزيع اراضي الدولة باكثر شفافية ووضوح . 13/ دعم قضية التشغيل باعتماد المناظرات والانتدابات السنوية باشراف لجنة من رئاسة الجمهورية والوزارة الاولى ووزارة التشغيل. 14/ العمل على مزيد المصالحة الوطنية و الصفح  والعفو لطي صفحة الماضي ودعم استرجاع الحقوق حسب ارادة سيادة الرئيس شخصيا بقلبه الطاهر 15/ تطوير الإعلام وحرية الصحافة ودعم حرية الراي والتعبير وتوسيع المشهد الاعلامي في بلادنا 16/ مضاعفة الجهود في مجال تطوير الفلاحة والتشجيعات والحوافز في مجال دعم الغذاء الفلاحي وتشجيع الشبان على اقتحام ميدان الفلاحة و الصيد البحري 17/ دعم المشاريع الصغرى لفائدة الشبان والسعي لتطوير منظومة التعليم والتكوين 18/ بعث شعب جديدة في مجال التكنولوجيا والتعليم التقني حسب تصور المعاهد العليا للتكنولوجيا 19/ دعم فكرة تقريب الإدارة للمواطن ببعث المعتمديات الجديدة و الولايات ودعم التقسيم الترابي ومراجعته. 20/ احداث البلديات والعمادات 21/ مزيد العناية بمناطق الظل ودعمها في مختلف المجالات وتعهدها ومتابعة وصيانة المشاريع التي أنجزت وتطويرها 22/ دعم العناية بتشغيل أبناء مناطق الظل في التعليم وكل المجالات. 23/ مواصلة اتمام التنوير وإيصال الماء الصالح للشراب ببقية المناطق ومزيد الرهانات على مناطق الظل ومواهب أهلها وأبنائها وطاقتهم ودعم الملاعب الرياضية بها ودور الشباب والثقافة  وإن مناطق الظل في حاجة ملّحة إلى مرافق الشباب 24/ دعم رهان العدل الاجتماعي والسياسي وخاصة في التمثيل الجهوي والمحلي في إسناد المسؤوليات السياسية والإدارية ودعم فكرة التمثيل المحلي باكثر شفافية ووضوح. حيث ان بعض المعتمديات لم تكن ممثلة في مجلس النواب وفي سلك المعتمدين مثل معتمدية الحنشة بولاية صفاقس على سبيل المثال. 25/ العمل على دعم رهان التصدير وكسب الاسواق وترويج الانتاج الفلاحي وخاصة زيت الزيتون والبرتقال والتمور ودعم الفلاح في هذه المواسم الفلاحية. 26/ مزيد رفع الاداء على الجمارك طبقا لاتفاقية المنظمة العالمية للتجارة حتى يتسنى للمواطن شراء سيارة بالتخفيضات العالمية الواضحة 27/ توفير الحماية اللازمة لكسب رهان المنافسة والتصدير .والعمل على مزيد تشجيع الفلاحين. 28/ ايجاد الحوافز في مجال انتاج الحبوب. 29/ تطوير منحة الطلبة الدارسين في الداخل والخارج 30/ مزيد العناية بالجانب الروحي والأخلاقي وتكثيف الحملات الواسعة الخاصة بالتوعية والوقاية للقضاء على كل مظاهر التفسخ الأخلاقي والتهور والسلوك الغير حضاري بواسطة وسائل الإعلام والردع ان لزم الأمر حتى تزول مظاهر الانحلال الاخلاقي والاغتصاب والجريمة والنشل والسرقات وذلك باكثر صرامة وحزم . 31/ إعطاء الإذن من سيادتكم  لتسوية وضعية المطرودين واعادة الاعتبار لهم في عهدكم السعيد واعادة البسمة لهم ولعائلاتهم  حــتي تنتهي مأساتهم . 32/ العمل على تمكين كل مواطن من جواز سفر مهما كان اتجاهه الفكري و السياسي لان النظام لا يخاف ولا يخشى مادام رصيده ثري وقوي  وان حق جواز السفر جاء به الدستور 33/ الإذن بالإسراع بانجاز بطاقة رقم3  في ظرف أسبوع دون الإشارة الى ذكر الخطايا التي وقع خلاصها منذ أعوام تجسيما لما جاء في القرارات الأخيرة المتعلقة بعدم ذكر الخطايا الأقل من ألف دينار أو الحكم الأقل من 6 أشهر بدون استثناء. 34/ رفع قرار ايقاف وتعليق قرار موسم  مناسك الحج لسنة 2009 حتى يتسنى مشاركة تونس مع سائر الدول العربية والإسلامية وحتى تكون تونس في صف الدول الإسلامية وإن الموت و الحياة بيد الله وهو الحامي بحجاج بيته الحرام  وهذا ليس بعزيز ولا بعسير على سيادتكم  و حتى نسحب البساط من تحت إقدام المتاجرين و السماسرة الذين جعلوا من هذا الاجراء قضية  كبرى وهم دوما يصطادون في الماء العكر ..؟  35 / العمل على رفع الرقابة المسلطة على الكتاب والكتاب طبقا لقراراتكم في هذا المجال   ولكن وزارة  الثقافة لم تطبق وضوح قرارتكم. هذه الاقتراحات الجريئة هي من مشاغل كل المواطنين واعتقد أن سيادتكم احرص المسؤولين على دعمها وانجازها باعتباركم الأب الروحي وصاحب القلب الكبير وأنجزتم الشئ الكثير . وان اقتراحاتي نابعة من صدق انتمائي ووفائي للوطن وحبي للرموز والزعماء واعجابي الشديد بالأعمال الهادفة لسيادتكم ومواقفكم وقراراتكم الشجاعة . واعتقد أن رئيسنا محاط بهذه المقترحات التي تتجاوب مع القمة وهذا سر نجاح نظامنا الجمهوري الذي يعتمد على المواطن باعتباره صاحب القول الفصل وإن  الرئيس يدرك جدوى المقترحات وكثيرا ماعمل بها  وهو سباق لمثل هذه الأعمال وأنجز الكثير ولعل يوم 11/10/2009 ياتي بالجديد انشاء الله. قال الله تعالى » يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديد  » صدق الله العظيم                                                                      محمد العروسي الهاني                                                                            22022354

 عبّـــــــاس يلــــوّح بالاستقـــــالــــة

 


رام الله ـ (وكالات): هدّد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالاستقالة من منصبه بعد موجة التنديد العارمة التي أثارها تأجيل التصويت على تقرير غولدستون فيما شكّك مراقبون في قدرة أبي مازن على الصمود امام الغضب المحلي والاقليمي المتفاقم. ونقلت صحيفة الشروقالمصرية في عددها الصادر أمس عن مصادر فلسطينية مطلعة قولها ان محمود عباس هدد بالرحيل عن السلطة مضيفة انه ابلغ عواصم عربية بعزمه على اتخاذ قرار الاستقالة. نوبة غضب حادة وأشارت المصادر ذاتها الى ان الرئيس الفلسطيني دخل في نوبة غضب حادة على خلفية ـ تنازل العواصم العربية التي ساندت قرار الارجاء عن موقفها الاول وتنصلها من المسؤولية. وأوضحت ان درجة الشجب الداخلي وصلت الى درجة اتهامه من قبل الدائرة السياسية المحيطة به ومستشاريه بالتخلي عن الثوابت الوطنية الفلسطينية. وبيّنت في هذا السياق، ان عباس بدأ يشعر بالوحدة خاصة بعد ان نأى عنه أقرب المؤيدين لسياساته. في المقابل قلّلت جهات رسمية في القاهرة وعمان من امكانية رحيل محمود عباس معللة موقفها بدأب الأخير على التهديد المتكرر بالمغادرة بعد كل موجة غضب عليه وعلى السلطة الفلسطينية. تشكيك في الاستمرار من جهة أخرى شكك متابعون للشأن الفلسطيني في قدرة أبو مازن على مجابهة موجة الغضب المحلي والإقليمي المتعاظمة معتبرين أن تعرّضه الى تبرم قوي من قيادات فتحاوية تتماهى معه في خيار التسوية مع الكيان الصهيوني يكشف عن حجم المأزق الذي بات يهدد مستقبل عباس التنظيمي. وأضاف المحللون ان التنديد الواسع الذي أثاره تأجيل احالة تقرير ريتشارد غولدستون الى التصويت في مجلس حقوق الانسان كان بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، مشيرين الى ان الشجب ما كان له ان يكون بتلك الحدة لولا سوء تصرّف السلطة الفلسطينية في العديد من الملفات المصيرية والحساسة. وأبرز المتحدثون ان قبول محمود عباس عقد لقاء ثلاثي مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على الرغم من رفض السلطة المعلن اجراء محادثات قبل تجميد الاستيطان عُدّ في نظر الأطراف السياسية تنازلا فلسطينيا لصالح تل أبيب وواشنطن. وعزوا هذا الرأي الى ان أبا مازن لم يستطع إعادة اسرائيل الى طاولة المفاوضات بشروط فلسطينية. وأكدت المصادر ذاتها ان رئيس السلطة الفلسطينية لم يعد مقبولا حتى من تل أبيب التي تعتقد ان ضعف عباس في مواجهة �حركة حماس� بقطاع غزة يجعله غير قادر على ضمان أمن اسرائيل. وشدّدت على ان حركة �فتح� ستعيد ترتيب صفوفها من جديد وستبحث عن قيادات جديدة شابة قادرة على ضخ دماء المقاومة في شرايين الحركة موضحين ان الأنظار الفتحاوية تتجه الى مروان البرغوثي الذي من المرتقب اطلاق سراحه في صفقة تبادل الأسرى.
(المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم  الاربعاء 09 أكتوبر 2009)

أخطار قيادات فلسطينية على فلسطين

  


عبد الستار قاسم عهد الحاج أمين الحسيني عهد عرفات في الضفة الغربية وغزة عهد عباس هم يصنعون قيادات لفلسطين ماذا عن عباس؟
هذا مقال سيكره بعض الناس قراءته إما لأنه يعريهم ويعري أعوانهم، وإما لأنه يقتحم قناعات لديهم فيتساءلون عن قدراتهم في الوصول إلى النتائج حول الظواهر السياسية. إنما والحال الفلسطيني قد انقشع بما لا يدع مجالا للشك بعد قرار السلطة الفلسطينية تأجيل التصويت على تقرير غولدستون، فإنني أرى ضرورة توضيح أخطار شكلتها قيادات فلسطينية على فلسطين، وهي أخطار تساهم في فهم لماذا قدم الشعب الفلسطيني كل هذه التضحيات الجسام على مدى مائة عام ليقف في النهاية بعض أبنائه حراسا على مملكة إسرائيل؟ هذا الفشل الذريع الذي مني به الشعب الفلسطيني نحو استعادة بعض حقوقه وتحقيق نوع من السيطرة على الذات، لم يكن صدفة ولا بفعل قوى خارجية فقط. لا شك أن القوى الخارجية وعلى رأسها بريطانيا وقادة عرب، ومن ثم أميركا والعديد من الدول الغربية، ساهموا مساهمة مباشرة وفاعلة ولعينة في تشريد الشعب الفلسطيني واغتصاب فلسطين، وإعمال القتل والتعذيب والتنكيل بالفلسطينيين صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونسائهم. لكن هذا لا يعفي قادة فلسطينيين من المسؤولية، أو من التآمر مع هذه القوى الخارجية لإركاع الشعب وتطويعه وتحويله إلى مجرد أفراد هائمين يبحثون عن لقمة الخبز، أو ينتظرون راتب آخر الشهر من أيدي أعدائهم. وهنا أوضح بعض الأمور بخصوص قيادات أو أشخاص لعبوا أو يلعبون دورا في إدارة شؤون القضية الفلسطينية. عهد الحاج أمين الحسيني  » أرادت بريطانيا اعتقال الحاج أمين الحسيني  للتحقيق فهرب إلى الأقصى, لكن من المهم أن نعرف أن الحسيني لم يهرب من المسجد إلى لبنان بقدراته، وقد كشف التاريخ أنه هرب بمساعدة ضابط بريطاني بمعرفة السلطات البريطانية  » حكم على أمين الحسيني الذي لم يكن قد أدى فريضة الحج بالسجن غيابيا لمدة عشر سنوات بسبب مشاركته في مظاهرة ضد سياسة بريطانيا في فلسطين والشام عموما عام 1920. استغل السيد أمين غيابه ليلتحق بجامعة الأزهر في القاهرة. توفي رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الفلسطيني عام 1922، فرأت بريطانيا ضرورة إعادة الاعتبار لآل الحسيني الذين كانوا يتنافسون مع آل النشاشيبي الذين سلمتهم بريطانيا رئاسة بلدية القدس بعد إقالة الرئيس المنتمي لآل الحسيني، ذلك كجزء من لعبتها القميئة « فرق تسد ». كانت التعليمات تنص على قيام بلدية القدس بترشيح ثلاثة أشخاص للبلدية، ومن ثم ينتقي المندوب السامي البريطاني (الحاكم الفعلي لفلسطين) أحدهم ليكون رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى. أوصت بلدية القدس بثلاثة أشخاص لم يكن السيد أمين من بينهم، لكن المندوب السامي قام بالضغط على أحد الثلاثة ليسحب ترشيحه فيصبح السيد أمين الثالث. اختار المندوب السامي أمين الحسيني رغما عن آل النشاشيبي. سامحت بريطانيا السيد الحسيني بسنوات السجن، وأرسلت إليه للعودة إلى فلسطين من أجل استلام المنصب. هل هذا كرم بريطاني أم تترتب عليه تبعات سياسية؟ يأتي أحدهم ليقول إن الحاج أمين الحسيني اختبأ عام 1937 في المسجد الأقصى لأن بريطانيا أرادت اعتقاله. تشير المعطيات التاريخية إلى أن الحاج أمين أيقن تماما عدم رغبة بريطانيا في إنصاف شعب فلسطين بعد قرارها تقسيم البلاد، فاتصل ببعض الثوار الذين ربما كان لهم ضلع في اغتيال الضابط البريطاني حاكم الناصرة حينئذ.. أرادت بريطانيا اعتقاله للتحقيق فهرب إلى الأقصى. لكن من المهم أن نعرف أن الحاج أمين الحسيني لم يهرب من المسجد إلى لبنان بقدراته، وقد كشف التاريخ أنه هرب بمساعدة ضابط بريطاني بمعرفة السلطات البريطانية. عهد عرفات كتبت عام 1979 أن منظمة التحرير الفلسطينية ستعترف بإسرائيل، فثارت أعصاب الكثير من الناس ضدي على اعتبار أن كلامي تشويه للثورة، ومن ضمنهم الشهيد خليل الوزير. كتبت توقعي لأنني كنت أرى في لبنان والأردن تصرفات من قبل قيادات فلسطينية ومن قبل أفراد فدائيين يندى لها الجبين، وكنت أتساءل عما إذا كان هناك من يراقب هذه التصرفات ويعمل على ردعها. كان مجمل التصرفات مثل حمل السلاح في شوارع المدن وإطلاق النار، والتدخل في الحياة الخاصة للآخرين، والإساءة إلى فتيات، أو إلى موظفين حكوميين ووزراء.. يشير إلى أن هناك من هو معني بدفع الشعبين الأردني واللبناني دفعا إلى كراهية الفلسطينيين. كنت شابا في تلك الفترة، ولم أدرك إلا بعد سنين أن الهدف كان يصب في النهاية في عزل القضية الفلسطينية عن محيطيها العربي والإسلامي. كانت الدوريات المقاتلة الفلسطينية تخرج -من المفروض في سرية تامة- من شرقي الأردن ومن جنوب لبنان لمقاتلة العدو الصهيوني، لكن في الغالبية الساحقة من الأحيان كانت تصطدم بالجيش الإسرائيلي ينتظرها عند النقطة التي كان من المفروض أنها ستعبر منها. كان الجيش الإسرائيلي يستعمل مكبرات الصوت ليقول للفدائيين الفلسطينيين إنه يعرف بقدومهم وبهدفهم، وينصحهم بتسليم أنفسهم وإلا ماتوا.  » ووفق القضاء الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية والمعمول به حتى الآن، فإن العديد من القادة فلسطينيين يجب رميهم بالرصاص عدة مرات بسبب مخالفاتهم للميثاق الوطني الفلسطيني, كالاعتراف بإسرائيل وبقراري مجلس الأمن، وبإعلان دولة وفق قرار التقسيم عام 1988  » كان من النادر جدا أن تنجح عملية عسكرية للمقاتلين الفلسطينيين، وعلى مدى نحو 13 عاما لم تنجح للفلسطينيين إلا عدة عمليات تقل عن عدد أصابع اليد الواحدة. كان الإسرائيليون يفتكون بأبنائنا بسبب أسلحتهم المتطورة، وكان قادة فلسطين يصدرون بيانات تبشر بعودة المقاتلين إلى قواعدهم سالمين بعد إمعانهم في قتل الإسرائيليين. كان يحصل هذا، ولم يكن هناك من يحقق في الأمر، ولم نسمع يوما عن القبض على شبكات التجسس التي نخرت جسد الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج، ولا عن المسؤول عن التسيب الأمني، ولماذا تُرك ظهر الفدائيين الفلسطينيين مكشوفا طوال الوقت؟ في الوقت الذي كان الفلسطينيون يهتفون فيه للمقاومة ويؤيدونها ويقدمون لها الدعم المطلق، كان هناك من يشتري الولاءات على حساب الكفاءة في العمل العسكري. وتم إلهاء المقاومين بالرواتب وبالرتب العسكرية، وتحول شارع الحمرا إلى مقاطعة لقادة عسكريين. في حرب عام 1982، كل ما عملته القيادة العسكرية في جنوب لبنان هو الهرب. ولت القيادة الأدبار، وتركت المقاتلين يواجهون العدو بطرقهم الخاصة. وقد نُقل عن قائد القوات أنه قال إن عرفات هو الذي أمره بالانسحاب الفوري من الجنوب اللبناني. لم يعجب الأمر الشهيد سعد صايل الذي كان القائد العام لقوات الثورة، ولكنه تعرض للاغتيال بعدما فتح تحقيقا. في عهد عرفات تم انتهاك الميثاق الوطني الفلسطيني مرارا ولم يستمع أحد للاحتجاجات. تم اختراق الميثاق عندما أعلنت المنظمة خطتها نحو إقامة دولة ديمقراطية علمانية تضم جميع الأديان، وعندما زار عرفات مصر عام 1983، وعندما صدر إعلان نبذ الإرهاب عام 1985، وعندما قام المجلس الوطني الفلسطيني بالاعتراف بإسرائيل وبقراري مجلس الأمن، وبإعلان دولة وفق قرار التقسيم عام 1988، وبالذهاب إلى مدريد عام 1991، وبتوقيع اتفاق أوسلو عام 1993. ووفق القضاء الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية والمعمول به حتى الآن، فإن العديد من القادة فلسطينيين يجب رميهم بالرصاص عدة مرات بسبب مخالفاتهم. لماذا تم تجاوز الميثاق؟ ولمصلحة من؟ هنا لا بد أن أقول إن صحفيا غربيا سألني عما أريد قوله لعرفات حيث كان هذا الصحفي سيلتقيه في اليوم التالي، قلت له أن يبلغه بأنني أعرف عن علاقات له مع مخابرات ألمانيا الغربية في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين.. تم اعتقالي في ذات اليوم. في الضفة الغربية وغزة مثلما حصل تسيب أمني في لبنان، كان هناك تسيب أمني في الضفة الغربية وغزة. واضح أن أعداد المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل لا تتناسب بتاتا مع حجم ما أنجزوه ضد إسرائيل. كانت الخلايا الفلسطينية تسقط قبل أن تقوم بالعمل بسبب ما كان يملكه العدو من معلومات. وقع أبناؤنا فرائس للتسيب الأمني الذي ما زال قائما ويوقع بالشعب الخسائر المتتابعة. طبعا القائد الذي لا يكترث بالتسيب الأمني والاختراقات الأمنية من قبل العدو يصبح متهما.  » بعد قدوم السلطة الفلسطينية انتشرت الوساطات والمحسوبيات بصورة هائلة، وانتشر الفساد في كل ركن، وانتشر الزعران والقبضايات ليعربدوا على الناس ويبتزوهم, وقد تضرر النسيجان الاجتماعي والأخلاقي بصورة فادحة وبطريقة صلفة  » ومن أخطر ما تطور في الضفة وغزة هو التسول والاعتياد على اليد السفلى التي -لا مفر- تدين لصاحب اليد العليا. وقد ظهر أيضا العمل الوطني المدفوع الأجر الذي حول النضال الفلسطيني إلى استثمار مادي. وقد تكرست هذه المهانة بعد قيام السلطة الفلسطينية، ولم يعد من العار بالنسبة للعديد من الفلسطينيين قبول الذل والهوان مقابل المال. وكيف تحرر وطنا بأناس لا يأكلون من عرق جبينهم، ولا يشعرون بعار الانحناء؟! بعد قدوم السلطة الفلسطينية، انتشرت الوساطات والمحسوبيات بصورة هائلة، وانتشر الفساد في كل ركن، وانتشر الزعران والقبضايات ليعربدوا على الناس ويبتزوهم. وقد تضرر النسيجان الاجتماعي والأخلاقي بصورة فادحة، وبطريقة صلفة. كيف يمكن لقائد أن يقيم دولة أو يحقق استقلالا بأناس لا يتحلون بالكفاءة، ولا يملكون قدرة إلا الإساءة لأنفسهم وللآخرين؟ وكيف له أن يحقق مستقبلا بقضاء منهار، وبتقديم الجاهل على العالم، والخسيس على الكريم، والأزعر على المحترم؟ هذه أعمال لا تشير إطلاقا إلى نية لإقامة دولة، وإنما إلى نية مبرمجة متعمدة لتحويل الشعب الفلسطيني إلى قطيع يبحث عن لقمة الخبز، ولا أظن أحدا في الساحة الفلسطينية لم يسمع فلسطينيين يتمنون عودة الاحتلال بسبب ممارسات السلطة. قامت القيادة الفلسطينية بعمل خطير جدا بعد أوسلو وهو وضع لقمة الشعب الفلسطيني بيد العدو عبر ما يسمى بالدول المانحة. من القائد عبر التاريخ الذي يضع رغيف خبز شعبه وقوت أطفال شعبه بيد عدوه؟ هذا استعباد للشعب، وتحويل له ليصبح أسير الرواتب والمنافع المادية، وهو في النهاية سلب صارخ للإرادة السياسية الحرة لشعب فلسطين. عهد عباس الأميركيون هم الذين فرضوا على عرفات تنصيب عباس رئيسا للوزراء بعدما قرروا أن على السلطة الفلسطينية أن تقيم رئاسة وزراء، وهم الذين ضغطوا من أجل نقل العديد من الصلاحيات من رئاسة السلطة إلى رئاسة الوزراء، وهم الذين ضغطوا أيضا من أجل نقل هذه الصلاحيات من رئاسة الوزراء إلى رئاسة السلطة بعد فوز حماس في الانتخابات. وقد وصفه عدد من مساعدي عرفات قبل وفاة الأخير بأنه كرزاي فلسطين، وأشارت استطلاعات للرأي العام أن شعبيته لم تتجاوز 6% في الأرض المحتلة عام 1967. فجأة وقف خصومه معه في الانتخابات الرئاسية، وحصل على قرابة 63% من أصوات الناخبين.  » عباس وفياض حوّلا الضفة الغربية إلى أرض مستباحة لبغاة الغرب والصهاينة، وعملا على إلغاء الناس مقابل الحصول على المال أو على وعود كاذبة بتحقيق إنجازات، وحوّلا الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني إلى راتب وسيارة ونزهة  » استعان عباس بالدكتور سلام فياض الذي طالما امتدحه الأميركيون وأصروا على تبوئه منصبا رفيعا كشرط لاستمرار تدفق الأموال إلى السلطة الفلسطينية، وأصروا حتى على بقائه وزيرا للمالية في عهد حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت عقب اتفاق مكة عام 2007. وفي عهد عباس ارتفعت سلطة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على الناس، وأصبحت الضفة الغربية تحت سيطرة القنصل الأميركي والجنرال دايتون، مع تدخل سري صامت ومكثف من قبل المخابرات المركزية الأميركية. عباس وفياض حوّلا الضفة الغربية إلى أرض مستباحة لبغاة الغرب والصهاينة، وعملا على إلغاء الناس مقابل الحصول على المال أو على وعود كاذبة بتحقيق إنجازات، وحوّلا الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني إلى راتب وسيارة و »شمة هوا ». ووصل الحد في عهدهما إلى أن فريقا عسكريا فلسطينيا -وفق ما صرح به دايتون الذي درب هذا الفريق وغيره في الأردن- يقتل مقاوما فلسطينيا هو عبد المجيد دودين من دورا/الخليل بقيادة ضابط إسرائيلي. هم يصنعون قيادات لفلسطين من هم؟ الإسرائيليون وبعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. هذا موضوع شائك وطويل وشرحه يحتاج إلى مجلد، ولكن لا بد من الإشارة إليه كي تكتمل الصورة. ذكرت منذ فترة على شاشة قناة الجزيرة أن الإسرائيليين عرضوا أن يجعلوا مني زعيما فلسطينيا.. قالوا إنهم سيوظفون عدسات التلفاز لتغطية خروجي من السجن، وسيركزون علي وعلى نشاطاتي في الإعلام، وخلال أسبوعين سيحملني شعبي الفلسطيني على الأكتاف مبتهجين. سألتهم عن المقابل، فقالوا لك أن تلقي خطابات رنانة وحماسية ضد إسرائيل، وأن تدعو إلى تحرير حيفا ويافا، ولكن عد إلى بيتك ولا تصنع شيئا. هذا مجرد نموذج، وأنا على يقين بأن الذين وافقوا على مثل هذا الطرح كثر، ولولا الملاحقات القانونية المتوقعة لذكرت عددا من الأسماء، لكنني على استعداد لذكر أسماء أصبح أصحابها يقررون للشعب حازت على دعم إعلامي إسرائيلي أمام لجان تحقيق. يساعد الإسرائيليون والغربيون عملاءهم من العرب والفلسطينيين ماليا وإعلاميا، خاصة إذا كانوا من الماسونيين المتمرسين في الخيانة، ويضغطون من أجل الصعود في سلم المسؤولية. إنهم يوفرون لهم المال الضروري للحركة، وللتفرغ للأعمال الخيانية دون إعاقات تمس حيواتهم المعيشية أو شهواتهم الترفيهية. إنهم يسهلون لهم الكثير من الأعمال والأشغال، ويوظفون لهم وسائل إعلام، ويروجون لهم حول ما يسمى المهنية والعبقرية والذكاء الخارق، ويعطون عنهم انطباعا بأن الشعب ستسوء أحواله بدونهم. ونحن نشهد كيف يتم استقطاب المثقفين والأكاديميين عبر الجمعيات الحكومية للعمل لصالح الغرب من خلال البحث العلمي والمؤتمرات، ونشهد كيف يتم إغداق المال لكي يتنافس أكاديميون على خيانة شعبهم ووطنهم. يعتبر رسم صورة وطنية للعملاء من أبرز أدوات إسرائيل في دعم عملائها وإصعادهم في سلم المسؤولية الفلسطينية. تعمد إسرائيل أحيانا إلى اعتقال عميلها لفترة قد تطول، وتتعمد نقل أخبار اعتقاله في وسائل الإعلام من أجل التأثير على الجمهور الفلسطيني وعلى الفصيل الذي ينتمي إليه، وربما تسرب أخبارا كاذبة عن تعذيبه والتنكيل به وعن صموده تحت التحقيق. أما داخل السجن فمن المحتمل أن تعزله انفراديا أو تتظاهر بذلك، من أجل أن يصبح معتقلا زعيما يشارك في إدارة شؤون المعتقلين والتعرف على أسرارهم التي يتم نقلها في النهاية إلى المخابرات.. وهكذا.  » يساعد الإسرائيليون والغربيون عملاءهم من العرب والفلسطينيين ماليا وإعلاميا، خاصة إذا كانوا من الماسونيين المتمرسين في الخيانة ويضغطون من أجل الصعود في سلم المسؤولية  » وقد لاحظت أن إسرائيل تسارع إلى القيام بحركة ما من أجل تعزيز مواقع من يتعاونون معها مثل شن هجوم إعلامي عليهم بسبب تصريحات معينة، وربما تطلب منهم هي التطرف ضدها في أحاديثهم من أجل أن تقوم برد فعل يلهب مشاعر الجماهير تأييدا لهم. وهنا أذكر ذات مرة أن أحد القادة الفلسطينيين صرح بأنه سيحرق المصالح الأميركية في دول الخليج، وذلك على مدخل بار في بيروت. كان شبه سكران، لكن وسائل الإعلام غطت تصريحه جيدا مما ألهب مشاعر العرب والفلسطينيين الناقمين على أميركا. ومن المحتمل أن تقوم إسرائيل بإبعاد الشخص لكي يصبح قائدا خارج فلسطين، أو ليعود إلى فلسطين قائدا. واضح أن هذه الحركات مدعومة من قبل المؤسسة القيادية الفلسطينية التي لم تكترث بالحذر والاحتياطات الأمنية والتحقيق الأمني المسهب مع الراغبين في الانضمام إلى المقاومة أو الاستمرار فيها. أشير هنا إلى محاولة إسرائيل لجرّي إلى مؤتمر مدريد عام 1991 علّ في هذا عبرة للجمهور على امتداد الوطن. حاول أميركي زيارتي في بيتي بنابلس قبل مؤتمر مدريد لإقناعي بأن أكون عضوا في الوفد الفلسطيني الذي كان ضمن الوفد الأردني.. رفضت استقباله مرتين، بعدها طلبني الحاكم العسكري في طولكرم ليسألني عن سبب رفضي للذهاب إلى مدريد، وحاول إقناعي بالذهاب بكلام ناعم.. رفضت.. طلبني مرة ثانية بعد يومين وهددني بالاعتقال أو الإبعاد إن رفضت الذهاب إلى مدريد. لم أكترث لتهديده، لكنني سألته إن كان لديه القدرة على تعييني في وفدنا الفلسطيني إلى مدريد، فقال إن عليّ ألا أشغل نفسي بهذا. طبعا كنت أعي أنه سيتصل بوزير حرب إسرائيل إن وافقت، والذي كان سيتصل بدوره بالقنصل الأميركي في القدس، ومن ثم يتصل القنصل بفلسطيني من المدينة، والفلسطيني يتصل بتونس، وتقوم قيادة تونس بإصدار مرسوم بتعييني في وفد مدريد، ومن ثم تصفق لي جماهير الشعب وتمتدح القائد على حسن الاختيار. هذا النمط من التحرش لم يكن يهدف إلى استقطابي، وإنما يهدف إلى حرقي حتى لا أكون قادرا في المستقبل على التحدث بصراحة ووضوح. وبالنسبة للجمهور فإنه لن يدري كيف وصلت إلى مدريد وأصبحت زعيما أتبجح بكلام ناري وطلاسم سياسية. ماذا عن عباس؟  » إسرائيل وأميركا آسفتان للضجة التي تحصل الآن ضد عباس، وهما بالتأكيد تفكران بكيفية رأب الصدع, ولهذا من المتوقع حدوث شيء ما لكي تعود هيبة عباس على الأقل لدى جزء من الشعب الفلسطيني، وليعود هذا الجزء يدافع عنه  » عباس لن يستقيل من منصبه الآن بناء على دعوات فلسطينيين على مستوى أفراد وجماعات. الذي يقرر الاستقالة هو ذاك الذي يكسب منصبه بعرق جبينه، أما أولئك الذين يتلقون الدعم من الخارج، أو تتم صناعتهم من خارج صفوف الشعب لا يستقيلون. هؤلاء يُقالون أو يُقتلون من قبل من نصّبهم، لكنهم لا يملكون حرية الاستقالة. تقديري أن إسرائيل وأميركا آسفتان للضجة التي تحصل الآن ضد عباس، وهما بالتأكيد تفكران في كيفية رأب الصدع، ولهذا أتوقع أمرا ما لكي تعود هيبة عباس على الأقل لدى جزء من الشعب الفلسطيني، وليعود هذا الجزء يدافع عنه. فمثلا قد يطلق عباس تصريحا قويا لدعم المقاومة، فتتظاهر إسرائيل بالغضب، فيصدر نتنياهو أمرا بمنع عباس من السفر لمدة أسبوعين. أو من المحتمل أن يتم تسريب وثيقة مزورة حول مخطط يقوم به عباس مع أجهزة من السلطة الفلسطينية لشن هجوم مفاجئ على إحدى المستوطنات، وتقرر إسرائيل بعد ذلك عدم تسليم السلطة أموال المقاصّة.. أو أي شيء مشابه آخر.. عندها سينسى الناس غولدستون وسيقلبون الموجة للتحدث عن بطولات عباس. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  8أكتوبر 2009)  

ولدت السلطة ملحقا لدولة الاحتلال، وتبقى كذلك

د. بشير نافع  
كان الحدث الذي شهدته اجتماعات مجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف يوم الجمعة الماضي (3 تشرين الاول/أكتوبر) أقرب إلى اللامعقول السياسي منه إلى الدبلوماسية الدولية. فبعد أن كان من المفترض أن يصوت المجلس على قرار، رعته مجموعة الدول العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز، يدين تقاعس الدولة العبرية عن التعاون مع فريق الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الذي قاده القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون، ويتبنى تقرير غولدستون ويرفعه إلى مجلس الأمن، تقدمت باكستان، نيابة عن الدول الراعية للقرار، بطلب إرجاء التصويت حتى موعد الجلسات العادية التالية للمجلس في آذار/مارس المقبل. وقد برر المندوب الباكستاني في المجلس، الذي يضم 47 دولة من أعضاء الأمم المتحدة، الطلب بأن التأجيل سيتيح مزيداً من الوقت من أجل بحث شامل وواسع للتقرير. قلة، بالطبع، تعتقد أن تقرير غولدستون سيجري بحثه في المجلس من جديد، إن ترك الوضع على ما هو عليه؛ لأن الدوافع خلف التأجيل لا علاقة لها بمزيد من الوقت أو مزيد من البحث. طبقاً لمصادر إسرائيلية وأمرdكية وفلسطينية، ولما أشار إليه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، كان التأجيل قراراً فلسطينياً في أصله، وافقت عليه مجموعة الدول الراعية لمشروع القرار. الدبلوماسي الفلسطيني بصفة مراقب، المتواجد على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان (كون السلطة الفلسطينية ليست عضواً في المجلس)، السفير إبراهيم خريشة، والذي يفترض أن يكون ممثلاً للضحية، هو الذي طلب تأجيل التصويت على القرار، الذي كان يؤمل أن يوفر فرصة نادرة لإدانة الجلاد في محفل دولي. بمعنى أن الموقف الفلسطيني في المجلس، وفي اللحظة الأخيرة، مد يد العون لدولة الاحتلال، وقدم المساهمة الأهم لإنقاذها من الإدانة. وكان تقرير القاضي غولدستون قد وجه اتهامات للدولة العبرية بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة (إضافة لاتهامات مشابهة، ولكن أقل خطورة لحماس)، وحض مجلس الأمن الدولي على إحالة الاتهامات على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، إذا لم تحقق السلطات الإسرائيلية وحركة حماس، على السواء، مع المشتبه بتورطهم في هذه الجرائم وتقدمهم للقضاء في غضون ستة أشهر. بالنظر إلى خطورة الأمر والاهتمام العالمي به، فإن طلب التأجيل الذي تقدم به السفير الفلسطيني لمجموعة الدول الراعية لم يكن بالتأكيد مبادرة أو اجتهاداً شخصياً، ولابد أن يكون قد صدر مباشرة عن رئيس سلطة الحكم الذاتي محمود عباس. ما أن أخذت التقارير الصحافية في تسريب حقيقة الموقف الفلسطيني، في المساء السابق لانعقاد جلسة مجلس حقوق الإنسان، حتى أصاب السلطة الفلسطينية الارتباك؛ وقد تراوحت تصريحات مسؤوليها بين الكذب الصريح والتبرير الهش والصمت المطبق. صائب عريقات، المتواجد في واشنطن للتباحث حول استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، أعطى الانطباع بأن موقف السلطة لم يزل على ما هو عليه. رياض المالكي، وزير خارجية حكومة فياض في رام الله، تحدث عن ضغوط أمريكية هائلة خلف قرار التأجيل. أما رئيس الحكومة سلام فياض، المخطط الكبير لإقامة دولة فلسطينية، والرئيس عباس، صاحب التصريحات الصارخة في إدانة المقاومة الفلسطينية، فقد أصابتهما حالة من الصمت، وكأن لا شأن لهما بما يجري. الحقيقة، أن سلطة الحكم الذاتي لم تذعن للضغوط الامريكية وحسب، بل وللإسرائيلية أيضاً. قبل أيام من انعقاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كان وزير الخارجية الإسرائيلي ديفيد ليبرمان قد وجه الإنذار المستبطن الأول للسلطة الفلسطينية عندما كشف في حديث صحافي أن السلطة كانت تطالب الإسرائيليين بمواصلة الحرب على قطاع غزة وإطاحة حكومة حماس. ثم جاء دور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي هدد بأن التصويت على رفع تقرير غولدستون إلى مجلس الأمن سيوجه ضربة قاضية لمباحثات السلام، إضافة إلى أنه سيؤدي إلى إيقاف الدولة العبرية لترخيص شبكة هاتف محمول فلسطينية جديدة. على مستوى الحسابات السياسية الآنية، تأمل السلطة الفلسطينية، كما الإدارة الأمريكية، أن تستأنف عملية التفاوض من جديد، وأن يوفر التفاوض فرصة لتسوية ما ورافعة سياسية للسلطة وقيادتها في التدافع المستمر على روح الشعب الفلسطيني. وهذا هو معنى وجود عريقات في واشنطن، وتراجع المطالب الفلسطينية والامريكية عن شرط الإيقاف الكلي للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية. وقد سربت مصادر فلسطينية ما يفيد بأن فياض كان من أقنع عباس بالتخلي عن مشروع قرار مجلس حقوق الإنسان، استجابة للضغوط الامريكية والتهديدات الإسرائيلية، فيما يتعلق بعملية السلام وباقتصاد ومالية السلطة. ولكن الموقف الفلسطيني سرعان ما أثار غضباً عارماً في الدوائر الشعبية الفلسطينية، سيما في قطاع غزة، وفي دوائر منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والعربية والغربية. وعلى مستوى الحسابات السياسية الآنية، لا يمكن النظر إلى الموقف الفلسطيني سوى أنه يمثل خيانة صريحة لمصالح الشعب الوطنية، وتوكيداً على مصداقية اتهامات ليبرمان أن دوائر السلطة شجعت على استمرار الهجوم الإسرائيلي الدموي على القطاع وأهله. إن كان الأمر كذلك، فإن لجنة فتح المركزية الجديدة تقف الآن أمام أول امتحان جاد لها. بعيداً عن تصريحات عريقات البلهاء حول ما وقع في جنيف، ثمة عدد من أعضاء لجنة فتح المركزية الجدد الذين وصلوا إلى موقعهم القيادي تحت شعار إعادة بناء الحركة ودورها النضالي، وعلى هؤلاء أن يسألوا أنفسهم الآن ما إن كان من المسوغ استمرار فتح في تقديم الغطاء لحكومة سلطة الحكم’الذاتي وسياستها، وما إن كان من حق اللجنة المركزية أن تحاسب رئيسها. بيد أن التراجع الفلسطيني المخجل في جنيف لا يتعلق بالحسابات السياسية الآنية وحسب، بل أيضاً، وهذا هو الأهم، بالأسس التي اقيمت عليها السلطة، بجوهر الوظيفة التي أوكلها بها اتفاق أوسلو، الحاضنة القانونية الشرعية الوحيدة حتى الآن لسلطة الحكم الذاتي. أوسلو، كما هو معروف، لم يكن اتفاقاً لتوفير الاستقلال الوطني الفلسطيني، لم يكن اتفاقاً لإقامة الدولة الفلسطينية، ولا اتفاقاً لضمان السيادة الفلسطينية. منح أوسلو لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، أو لجزء من هذه القيادة، الحق في إقامة إدارة ذاتية على اجزاء متفرقة ومجزأة من الضفة وقطاع غزة، سيما تلك التي تضم كثافات سكانية عالية؛ بمعنى أنه حرر الإسرائيليين من عبء السكان الفلسطينيين ووضع هذا العبء على عاتق الفلسطينيين أنفسهم. ولكن حتى هذه الإدارة لم تعط للفلسطينيين مرة واحدة وعلى كل المناطق التي قرر الإسرائيليون أن تدار ذاتياً، بل خضعت لسياق تفاوضي قاس ومتدرج ومشروط، بدأ كما هو معروف بغزة – أريحا. كما صنفت مناطق الحكم الذاتي إلى عدة أصناف من حيث التواجد الأمني الفلسطيني، والمدى المفترض لصلاحيات الإدارة الفلسطينية. ولأن سيادة بالمعنى السياسي للحكم والدولة لم تتوفر لهذه الإدارة، فسرعان ما استباحت القوات الإسرائيلية كل مناطق الحكم الذاتي بعد انطلاق الانتفاضة الذاتية، بغض النظر عن التصنيف الذي قرر لها. طبقاً لأوسلو، تسيطر الدولة العبرية على حدود وفضاء وأرض ومقومات اقتصاد ومالية وتجارة مناطق الحكم الذاتي. ولكن سلطة الحكم الذاتي هي المسؤولة في مناطقها عن إدارة شؤون السكان، وضمان أمن الدولة العبرية، بما في ذلك منع ومحاصرة وتقويض كل توجهات المقاومة الوطنية التي تراها الدولة العبرية مصدر تهديد لأمنها. وعندما تدخلت الإداة الامريكية’لإيجاد طريقة لإخماد الانتفاضة الثانية، أعادت خارطة الطريق التوكيد على مسؤوليات السلطة الأمنية. وتحمل السلطة إضافة إلى ذلك مسؤولية استجداء المجتمع الدولي لجلب المساعدات الضرورية لحياة السكان الواقعين ضمن دائرة إدارتها، على أن تتحكم الدولة العبرية في مستوى تدفق هذه المساعدات، كما في معظم موارد السلطة المالية أيضاً. ليس ذلك وحسب، بل أن الدولة العبرية تتحكم في حاجات السلطة التنموية والحياتية، من مؤن وبضائع وأدوات انتاج وصناعة. ولأن لا سيادة للسلطة على أرض وشعب محددين (وهو المقصود بالدولة القومية الحديثة)، فقد صمت أوسلو كلية عن النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية. ولم يتم التطرق للاستيطان إلا بعد ان اكتشف المفاوض الامريكي لخارطة الطريق فداحة التوسع الاستيطاني وتهديده لفكرة الدولة الفلسطينية، التي افترضت الإدارة الامريكية أنها ستكون نتاج الحل النهائي للمسألة الفلسطينية. وقع اتفاق أوسلو في خريف 1993، وبعد 16 عاماً على توقيعه، يبدو واضحاً أن الدولة العبرية حصلت على ما ضمنه لها الاتفاق وزيادة، بينما لم يحصل الجانب الفلسطيني إلا على ما حمله الاتفاق إياهم من أعباء، بدون تحقق للوعود. منذ توقيع أوسلو، وحتى بعد اتفاق خارطة الطريق، استمر الاستيطان بلا هوادة، وحافظت الدولة العبرية على مستوى تحكم مذل بمقدرات الحكم الذاتي وحياة سكانه واستباحة مناطقه. في الجانب الآخر، خاضت سلطة الحكم الذاتي معركة تلو الأخرى ضد شعبها، بهدف توفير الحماية والأمن والسلام لدولة الاحتلال. ما أسس له اتفاق أوسلو كان إقامة إدارة فلسطينية ملحقة بنظام الاحتلال، إعادة بناء لنظام الاحتلال هذا بحيث تلعب إدارة فلسطينية وطنية دوراً رئيسياً في إدامته وتأمين أهدافه الكلية والنهائية. قيادات السلطة الفلسطينية هي بالطبع قيادات وطنية، ولكن هذه ليست المرة الأولى في تاريخ حركات التحرر الوطني التي تنقلب فيها قيادات وطنية على شعبها ونضاله. وربما من الإنصاف القول أن عرفات، المسؤول الرئيسي عن توقيع اتفاق أوسلو، حاول في الانتفاضة الثانية التصدي للخل الفادح في علاقات القوة التي أسس لها أوسلو بين السلطة ودولة الاحتلال. عباس، المسؤول الرئيسي عن التفاوض الذي أوصل إلى الاتفاق، خضع كلية لهذا الخلل وللدور الذي أوكله الاتفاق لسلطة الحكم الذاتي. وتراجع جنيف ليس إلا تعبيراً عن هذا الخضوع. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 أكتوبر  2009)  

« هارا كيري » في القيادة الفلسطينية

برهان غليون كائنا من كان المسؤول الفلسطيني الذي اتخذ قرار مطالبة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتأجيل مناقشة تقرير غولدستون بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، فإن ما حدث لا يشكل استهانة لا حدود لها بحياة الفلسطينيين الذين قضوا بسلاح الدمار الشامل الذي استخدمته إسرائيل، ولا بحياة أولئك الذين سيقضون به بعد الآن، ولكنه يمثل أكثر من ذلك ضربة أليمة للقضية الفلسطينية برمتها، وخاصة لجميع أولئك الذين يكافحون في بيئة دولية معادية ومنحازة لتل أبيب في السراء والضراء، للكشف عن حقيقة ما يجرى في فلسطين، وتسليط الضوء على ما يعانيه شعبها من هدر للحقوق، وما تعتمد عليه إسرائيل في سعيها لتوسيع رقعة الاستيطان ولإبقاء الاحتلال، من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. جميع الأسباب التي يقدمها مسؤولون فلسطينيون لتبرير قرارهم الفريد مرفوضة من الرأي العام العربي ولا تصمد أمام أي تحليل سياسي، سواء ما تعلق منها بالضغوط الأميركية القوية التي ذكرت صحيفة هآرتس أنها مورست على الرئيس الفلسطيني باسم حماية مفاوضات السلام من التردي، أو التهديدات التي ذكرت بعض المصادر الدبلوماسية أنها وجهت إلى رئيس وزرائه بقطع جميع المساعدات التي تمنحها الإدارة الأميركية للسلطة الفلسطينية، وكذلك توقيف إسرائيل عائدات الضرائب التي تعتمد عليها السلطة في دفع رواتب موظفيها، أو المخاوف من أن تنعكس نتائج ذلك على الأداء الاقتصادي في الضفة الغربية. أما التذرع بقبول الدول العربية والإسلامية بالقرار أو مشاركتها فيه، وهو ما ثبت بطلانه بعد التصريحات التي صدرت عن العديد من ممثليها فهو حجة أقبح من ذنب. ذلك أن المسؤول عن مصير الشعب الفلسطيني والمخول في اتخاذ القرار المطلوب للحفاظ على حقوقه هو القيادة الفلسطينية. ومن واجبها أن تتخذ القرار الصائب سواء حصلت على تأييد الدول العربية والإسلامية أم لا. فالحال أن الرأي العام العربي، الملدوغ أكثر من مرة من جانب العدالة الدولية، بالكاد صدق صدور مثل هذا التقرير واحتمال تحويله إلى مجلس الأمن. فقد وقعت إسرائيل لأول مرة تقريبا في الفخ، ووجدت نفسها بسبب مغالاتها في الاستهانة بالرأي العام العالمي، واعتدادها بمقدرتها على طمس الحقائق، ونتيجة صورة المعاناة القاسية التي نقلتها أجهزة الإعلام عن الحرب غير المشروعة وغير المبررة التي خاضتها ضد شعب غزة، وتحت ضغوط قوية ومتواصلة لقطاعات واسعة من الرأي العام ومئات منظمات حقوق الإنسان الدولية، أقول وجدت إسرائيل نفسها أمام ما يمكن أن نسميه احتمال التعرض لمحاسبة سياسية وقانونية وأخلاقية نادرة الحصول على ممارساتها غير الإنسانية المستمرة في فلسطين منذ أكثر من 50 عاما. وكان العرب، مثلهم مثل أنصار الحق الفلسطيني في العالم كله، ينتظرون بفارغ الصبر مثل هذه الفرصة ليضعوا حكومات العالم « الديمقراطي والحر » التي تدعم إسرائيل، وتغض النظر عن جميع ما تقوم به من تصرفات، وترتكبه من جرائم أمام الحقيقة، وتوقف مساعيها الدائمة لحماية إسرائيل وتجنيبها المحاسبة والعقاب. في هذا السياق النادر الحصول، أمكن لأول مرة تشكيل لجنة تحقيق دولية ونشر تقرير من قبل وفد تابع للأمم المتحدة، أنيطت رئاسته بشخصية جنوب أفريقية لا يستطيع أحد من أنصار إسرائيل أن يتهمها بالانحياز للعرب أو الفلسطينيين. وصدر التقرير المنتظر يندد، رغم نقائصه العديدة، بسياسة الحرب الإسرائيلية، وينتقد استخدام إسرائيل لأسلحة دمار شامل، مثل قنابل الفوسفور الأبيض والقذائف المسمارية في مناطق مأهولة بالسكان. ويبين على لسان أطباء أجانب أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل دايم ضد المدنيين، منبها إلى خطورة هذه القنابل رغم أنها غير محظورة في القانون الدولي، كما يشير إلى احتمال استخدام الجيش الإسرائيلي قنابل اليورانيوم المنضب وغير المنضب. ولا يخفي التقرير ما قام به الجيش الإسرائيلي من اعتداءات على أسس الحياة المدنية في قطاع غزة، وتدميره البنية الصناعية التحتية، وشبكات الإنتاج الغذائي، ومنشآت المياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي والسكن. وهو ما يشكل -حسب التقرير- انتهاكا للقانون الدولي، ويمكن أن يشكل جريمة حرب. بانكشاف مثل هذه الحقائق للرأي العام لم يكن هناك أدنى شك في أن إسرائيل كانت ستتعرض لإدانة علنية، وربما إلى ملاحقات قانونية لبعض قادتها ومسؤوليها العسكريين الذين أثبت التقرير أنهم قاموا بجرائم حرب عندما استخدموا المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية، وقصفوا مؤسسات يعرفون أنها تحولت إلى ملاجئ للمدنيين الفارين من القصف الهمجي، وفي مقدمها مقر الأونروا الذي كان يحوي ما بين 600 و700 مدني، ومستشفى الوفاء في مدينة غزة وتقاطع الفاخورة قرب مدرسة تابعة للأونروا في جباليا كانت تؤوي 1300 مدني. وبالكاد يصدق الإنسان أن القيادة الفلسطينية اتخذت مثل هذا القرار الذي ستكون الخاسرة الوحيدة منه. فهو لن يعزز سلطتها المترنحة منذ وقت طويل ولكنه يوجه لها ضربة قاضية من الصعب أن تقف على رجليها بعدها. وبعكس ما اعتقد أصحاب هذا القرار، لن يدفع التبرع بإخراج إسرائيل من هذا الفخ تل أبيب إلى تليين موقفها أو التعامل بصورة أفضل مع السلطة الفلسطينية ولكنه سيزيد من استهانتها بها واحتقارها لها بقدر ما سيعزز ثقة قوى التطرف الإسرائيلية القابضة على الحكم في إسرائيل، بصحة سياساتها ونجاعتها. وقد أعلنت قيادات حماس منذ الآن أن من المستحيل عليها الجلوس مع من اتخذ هذا القرار، ما يعني أن أحد أسوأ آثاره تعطيل عملية المصالحة الوطنية الفلسطينية التي كدنا نعتقد باستحالتها قبل أن يعلن بعض المسؤولين الفلسطينيين عن قرب انعقاد مؤتمرها في القاهرة في نهاية هذا الشهر. وبقدر ما سيشجع هذا القرار المشؤوم إسرائيل على الاستمرار في سياستها التقليدية المستهينة بأي قانون، سوف يحبط جميع أولئك الذين يعملون من أجل العدالة والإنصاف في العلاقات الدولية، وفي مقدمهم المنظمات المدنية التي بذلت وتبذل جهودا استثنائية من أجل كسر جدار الصمت والحماية المحيط بإسرائيل. وقد أجهز منذ الآن على معنويات جميع أولئك الذين كانوا يراهنون على تفعيل القانون وتفعيل ضغط الرأي العام من أجل الدفع في اتجاه حل تفاوضي يقطع الطريق على الحرب والتطرف معا. ومما يزيد من أثر المأساة أن قادة فلسطينيين كان من المنتظر منهم أن يستغلوا مثل هذا الحدث أقصى استغلال للضغط على إسرائيل وحرمانها من إمكانية التستر الدائم على جرائم انتهاك حقوق الفلسطينيين كانوا شركاء في جريمة قتل القانون وإجهاض التضامن العالمي مع حقوق الفلسطينيين وإحباط كل من يأمل بحل سياسي للنزاع الدموي القائم. لا شيء يمكن أن يعوض الخسائر الكبرى الناجمة عن هذا القرار الذي حرم الشعب الفلسطيني من حقه في أن يعرف الرأي العام بمعاناته التاريخية وما يتعرض له يوميا من تنكيل واضطهاد، بمثل ما حرم الرأي العام العالمي من حقه في معرفة ما يجري في فلسطين من مصادر لا يشك أحد في احتمال انحيازها للعرب والفلسطينيين. ماذا تستطيع تصريحات المسؤولين الفلسطينيين التي تسعى إلى التخفيف من وقع الصدمة الفضيحة بالتأكيد على أن القرار يقضي بتأجيل النقاش على التقرير ولا يعني إلغاءه؟ وفي أي مناخ سوف تحصل مناقشة التقرير في مارس/آذار القادم بعد أن جاءت الضربة القاسية للدول والمنظمات المدنية المدافعة عن حقوق الفلسطينيين من الفلسطينيين أنفسهم؟ وأي جدوى لاستمرار العمل على فضح انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان إذا كان قادة الفلسطينيين هم أنفسهم أول المساهمين في تجنيب إسرائيل المساءلة وفي الاستهانة بحقوق شعبهم والتضحية بها؟ وماذا يستطيع تشكيل لجنة تحقيق أن يفعل بعد أن أجهض التقرير، وانهارت الثقة بالسلطة الفلسطينية التي اتخذته، ودخلت قضية الوحدة الوطنية في أزمة جديدة حادة، وأثبتت الولايات المتحدة أيضا في هذه المناسبة أن أسلوبها في العمل من أجل السلام، القائم على تأكيد حرصها على مصالح إسرائيل وإرضاء قادتها مهما كانت مطالبهم وممارساتهم، لا يعمل من أجل تحقيق تسوية عادلة تنهي النزاع الشرق أوسطي ولكنه يقود بشكل مستقيم، وهذا ما يحصل منذ سنوات، إلى تقويض ثقة الشعب الفلسطيني بقيادته وتكريس الوضع القائم الذي تريده إسرائيل لاستكمال مشروعها الاستيطاني العلني والرسمي. ليس هناك ما يمكن أن يعيد للرأي العام الفلسطيني الثقة ويطمئن المنافحين عن حقوق الفلسطينيين في العالم العربي والخارجي معا سوى تقديم أولئك المسؤولين لاستقالاتهم وإفساح المجال أمام جيل جديد من القادة، أكثر إحساسا بمعاناة الفلسطينيين واحتراما لمشاعرهم وتفكيرهم، للحلول محلهم. فنحن لسنا هنا أمام سياسة يمكن فهمها وتبريرها وإنما أمام ما ينبغي تسميته « هارا كيري » (طريقة انتحار يابانية للساموراي) فلسطينيا سوف يترك آثارا لا تمحى على مسار القضية الفلسطينية لأعوام عديدة قادمة. ولا تستطيع القيادة القائمة بعد الآن أن تتحدث باسم الفلسطينيين ولم تعد تملك الصدقية التي تخولها الدفاع عن حقوقهم. —————————— أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  8أكتوبر 2009)  

احذروا: هيكل سليمان يتبلور

 


عبد الباري عطوان  
آلاف الفلسطينيين المرابطين سيتدفقون اليوم من مختلف الاراضي المحتلة الى مدينة القدس لنصرة المسجد الاقصى، ولمؤازرة المعتكفين فيه، وكسر الحصار المفروض عليه من قبل القوات الاسرائيلية طوال الايام الخمسة الماضية. الفلسطينيون الذين يقومون بهذه المهمة الاخلاقية والدينية، ويتحدون جبروت الاحتلال وآلته القمعية الجبارة، يفعلون ذلك نيابة عن مليار ونصف مليار مسلم ينتشرون في مختلف قارات العالم. لا يملكون الصواريخ، ولا الدبابات، ولا الطائرات، ولا حتى البنادق، ويدركون جيدا انهم يخوضون معركة غير متكافئة، مع عدو مدجج بالاسلحة الحديثة، ومع ذلك لا يترددون لحظة واحدة في خوض المواجهة بصدورهم العارية، الا من الايمان والعزيمة القوية المترسخة بضرورة الدفاع عن مقدساتهم، والشهادة من اجل حمايتها، وتكريس عروبتها واسلاميتها. المرابطون في الارض المحتلة يقومون بواجبهم، وينتصرون لضميرهم وقلوبهم المؤمنة، وهم على دراية عميقة بالمخططات الاسرائيلية لتهويد مدينتهم، وتدمير اقصاهم، وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه. في مطلع هذا القرن وبعد انهيار مفاوضات كامب ديفيد، وصل اسماعيل جيم، وزير الخارجية التركي في حينها، الى مطار غزة، طالبا اللقاء على وجه السرعة بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لانه يحمل رسالة على درجة كبيرة من الاهمية لا تحتمل التأخير. الرئيس عرفات رحّب بضيفه التركي الترحيب اللائق، فقد كان يقدّر دائما حجم تركيا وتاريخها واهميتها الاستراتيجية كدولة اسلامية وريثة الخلافة الاسلامية، تضم شعبا يحمل في اعماقه غضبا عارما تجاه المؤامرة الاسرائيلية، فهؤلاء هم احفاد السلطان عبد الحميد الذي طرد وفد الحركة الصهيونية من مجلسه عندما حاولوا رشوته وحكومته من اجل القبول بدولة يهودية في فلسطين. الضيف التركي طلب لقاء مغلقا مع الرئيس الفلسطيني لا يحضره الا المترجم. فما كان من الاخير الا ان لبى طلبه فورا، وطلب من احد وزرائه (فريح ابو مدين وزير العدل) ان يكون هذا المترجم، رغم ان لغته الانكليزية ليست افضل كثيرا من لغة رئيسه، ولكنه اراد ان يكون شاهدا على التاريخ. السيد جيم قال للرئيس عرفات انه يحمل اليه عرضا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مرفوقا بمساعدات مالية سخية، وباعـــتراف دولي شــامل من امريكا والدول الكــبرى، وحل القضــايا المعلقة بما فيهــا قضايا اللاجئــين والقــدس والمستوطــنات، شريطــة ان يوافـــق الرئيس الفلســطيني على اقامة كنيس يهودي صغير في باحة المسجد الاقصى، وليس مهما لمن تكون السيادة لهذا الكنيس، او اي علم يرفع عليه، المهم ان يقام الكنيس، وان يطلق عليه ‘هيكل سليمان’. ‘ ‘ ‘ الرئيس الراحل بفطرته ونظرته الثاقبة حول هذه المسألة، فاجأ الضيف التركي بابتسامة عريضة، مؤكدا له انه موافق كليا على العرض، فانشرح صدر الوزير التركي، وهجم على الرئيس عرفات يقبله، ولكنه قال ان هذه الموافقة على قيام هذا الكنيس مشروطة بموافقة الشعب التركي، فإذا وافق الشعب التركي على الاقتراح فإنه سينفذه فورا، اذهب الى هذا الشعب التركي، مخاطبا الوزير، واستفتْه في الامر وانا سأطبق رغبته فورا. كلام الرئيس عرفات وقع كالصاعقة على الوزير التركي، فقد امتقع وجهه، واندفع خارجا من المكتب متوسلا الرئيس عرفات ان ينسى الموضوع كليا، وان لا يتحدث مطلقا عن هذا العرض، واستقل طائرته عائدا الى انقرة. بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة تريد بناء هذا الكنيس، على انقاض المسجد الاقصى، فهي تقوّض اساساته ببناء الانفاق تحته، وترسل المتطرفين اليهود الى باحته من حين لآخر، لجعل هذه الاقتحامات طبيعية يتقبلها الفلسطينيون كأمر واقع، تماما مثلما فرضوا التطبيع والمستوطنات والمفاوضات العبثية، والسلام الاقتصادي. اجندة نتنياهو واضحة: اولا: التوسع في الاستيطان وقد فرضه على امريكا والسلطة التي استأنفت المفاوضات معه، والتقاه رئيسها تحت خيمة القمة الثلاثية. وثانيا: فرض الاعتراف باسرائيل دولة يهودية، وقد حقق اختراقا كبيرا بدفع الرئيس الامريكي باراك اوباما للقبول بهذه الحقيقة عندما اشار اليها الاخير في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة. وثالثا تهويد القدس واقامة الهيكل المزعوم، وقد حقق الشق الاول بخنق المدينة بكتل استيطانية وتدمير بيوت اهلها، وجعل اليهود اغلبية مطلقة فيها، وها هو يسعى حاليا لتحقيق الشطر الثاني، اي بناء الكنيس اليهودي وتدمير الاقصى. اليوم يجب ان يكون بداية تحرك عربي واسلامي مكثف لنصرة المرابطين المتصدين لهذا المشروع الخبيث، فإما ان تبعث الشعوب العربية رسالة تضامنية واضحة الى العالم بأسره تعكس استعدادها للدفاع عن مقدساتها، والا فإن علينا ان نتوقع خسارة اولى القبلتين وثالث الحرمين، تماما مثلما خسرنا فلسطين، والحرم الابراهيمي، والكرامتين العربية والاسلامية في ارض الرباط. نخاطب الشعوب لأننا يئسنا من هذه الانظمة بعد ان تأكد عمالة معظمها، ورضوخها الكامل للاملاءات الاسرائيلية والامريكية، وانعدام اي نخوة او كرامة لدى الغالبية الساحقة من المسؤولين فيها من رأس الهرم الى قمته. فهؤلاء لا يريدون ان يلقوا مصير الراحل ياسر عرفات، ولا يتطلعون للشهادة مثله ومثل سبعة آلاف فلسطيني استشهدوا منذ اندلاع الانتفاضة الاولى. ‘ ‘ ‘ ان مؤامرة الصمت التي تشارك فيها الانظمة العربية، لا تقل اجراما في حق القدس المحتلة عما يقوم به اليهود المتطرفون والجيش الاسرائيلي الذي يدعمهم من اعتداءات واقتحامات لباحة الحرم الشريف. لولا اننا نعرف الواقع المر والمخجل للسياسة العربية لقلنا ان مشهد استباحة الاقصى يستحق من القيادة المصرية اكثر من ‘اصدار التوجيهات الى الخارجية والاجهزة المعنية بسرعة التدخل لتهدئة الاوضاع في المسجد الاقصى’ كما بشرتنا الصحف المصرية بالأمس. توقعنا ان نسمع او نرى موقفا قويا من القمة السورية ـ السعودية التي اختتمت اعمالها أمس، ووصفها وزير الاعلام السعودي بأنها قمة تاريخية، ولكن يبدو ان خادم الحرمين الشريفين منشغل بتشكيل حكومة لبنانية اكثر من انشغاله بالقدس المحتلة. حتى العاهل الاردني الراعي الرسمي للصخرة المشرّفة الذي تكفّل والده بترميم قبتها، على نفقته الخاصة، اقتصرت ردة فعله على استدعاء وزير خارجيته للقائم بالأعمال الاسرائيلي في عمان، لابلاغه باحتجاج رسمي قوي اللهجة. اما رئيس لجنة القدس، العاهل المغربي محمد السادس، فلم نسمع منه شيئا حتى الان. لا نطالب بتحريك الجيوش، فهذا شرف لم نعد نقترب منه، ولكننا نطالب بخطوات عملية، مثل اغلاق السفارات الاسرائيلية، والتحرك بقوة لدى الحليف الامريكي، الذي خضنا جميع حروبه في افغانستان والعراق. فهل هذا كثير على القدس واقصاها وقبة صخرتها؟ نعترف، وبكل ألم وحسرة، ان الكنيس اليهودي قد يقام قريبا، واقرب مما نتصور في باحة المسجد الاقصى، او على انقاضه، طالما استمر هذا الوضع العربي المخجل. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 أكتوبر  2009)

هل فعلاً ينتمي ابن رشد إلى حضارتنا؟ منبر الحرية


عزيز مشواط    
حاجتنا أكيدة إلى عقلانية ابن رشد و عقلانية ابن رشد مفقودة و أضعنا فكر ابن رشد، فتخلفنا… مقولات لا يكف المثقفون والمفكرون العرب عن ترديدها بمناسبة أو بدونها. ولم يخرج لقاء ثقافي نظمته إحدى المنظمات الثقافية بالدار البيضاء المغربية حول فكر ابن رشد عن المشهد نفسه، إذ بعد ترديد المقولات الجاهزة السالفة، انخرطت أصوات عديدة أخرى فيما يشبه جلد الذات التي فرطت في �عقلانيةٍ ما أحوجنا إليها اليوم�، قبل أن ينخرط الجميع في الإشادة بهذا الفيلسوف العظيم الذي ظلمه التطرف، فضاع بين دهاليز السياسة والمكر، قبل أن تتلقفه الأرض الأخرى فيزهر عقلانية غربية، أفرزت علما وحضارة وتنويرا. من فرح أنطوان إلى عاطف العراقي مروراً بعبدالرحمن بدوي وزكي نجيب محمود وصولا إلى محمد عابد الجابري وغيرهم، يجري التأكيد على حاجتنا اليوم إلى روح العقل التي تختزنها فلسفة ابن رشد. ورغم اختلاف المنطلقات والمرجعيات بين كل هؤلاء المفكرين، نكاد نجزم أنهم يشتركون، حين الحديث عن ابن رشد، في ذلك الحنين المأساوي نحو �ماضينا المشرق� الذي تجسده عقلانيته الفذة. وهنا نتساءل هل فعلا ابن رشد منتوج عربي مسلم، أم أن انتماءه لهذه الحضارة مجرد انتماء بيولوجي فيما انتماؤه الحقيقي إلى الحضارة التي تبنته وعانقت أفكاره؟ ثم لماذا لم تستطع كل هذه الدعوات المرتفعة من كل حدب وصوب المشيدة بعقلانية ابن رشد، في استنبات عقلانية عربية يكون جذرها الأصيل ابن رشد، الذي انتمى في تاريخٍ ما إلى هذه التربة؟ في العالم الإسلامي تعرّض ابن رشد للتكفير وحوكم وأحرقت مؤلفاته ونُفي، بينما ترجمت أوروبا مؤلفاته ودارت معارك فلسفية حول آرائه، وانقسم الفلاسفة في أوروبا إلى فريقين: فريق مؤيد، وفريق معارض، وفي النهاية انتصر الفريق المؤيد لعقلانية ابن رشد وسار في الطريق العقلاني لتأسيس التنوير. إن هذا التمايز بين العالم الغربي والعالم الإسلامي في تبنى عقلانية ابن رشد وترجمتها، سينتج نموذجين ثقافيين بمسارين مختلفين. الآخر الغربي منتج عصر النهضة وعصر التنوير اللذين يمثلان الأساس الثقافي الذي أفضى إلى بزوغ الثورة الصناعية في القرن الـ 19 والتي بدورها أفرزت الثورة العلمية والتكنولوجية في القرن الـ 20، والعالم العربي الإسلامي الذي نفى ابن رشد ويستمر في رفض المشاركة في المسيرة التي مثلت النهضة والتنوير منتوجهما. لا شك أن هذه ملاحظة على قدر كبير من الأهمية، خاصة أن أعداء العقلانية الذين يرفضون مبدأ نسبية الحقيقة وتعددها، فيما يختص بالاجتهادات البشرية في فهم النص الديني، والمتشبثون بحرفية النص الديني يستمرون في الوقت الحاضر في إدارة دفة الأمور في اتجاه مزيد من التردي. هناك نقطة أخرى لا تقل أهمية ينبهنا إليها التاريخ. لقد اتهم ابن رشد بالزندقة والكفر وحاكمه الخليفة الموحدي علناً في جامع قرطبة، ولعنه الحاضرون، وأخرج مهاناً وجمعت كتبه وأحرقت ووضعت قراءتها تحت طائلة العقاب الصارم. وبعد وفاته دفن في مراكش. وبعد أشهر ثلاثة نقلت رفاته إلى مقبرة أجداده بقرطبة. الوقوف على مشهد طرد جثة ابن رشد إلى �الضفة الأخرى� يحمل أكثر من دلالة. إنه مأساة حقيقية، إذ لم يكن مجرد جنازة معزولة لفيلسوف عاش مضايقات فكرية ومعاناة كبيرة، بل كانت الجنازة لموكب الفلسفة العقلانية المهزومة في ديارها والمطرودة إلى الضفة الشمالية. رمزية المشهد المأساوي تتمثل في طرد جثمان الفلسفة العقلانية العربية وتوجهها غربا إلى البر الأوروبي حيث سيوارى التراب، قبل أن يزهر بعد أن تلقفته الجامعات الغربية نقدا وتمحيصا وشرحا. كل المؤشرات إذن تفيد أن ابن رشد يشكل أرقى ما وصلته الحضارة العربية الإسلامية، لكن انتماءه الحقيقي يظل محل ريب. إنه ينتمي بيولوجياً إلى هذا العالم العربي الإسلامي، في حين يعود انتماؤه الثقافي إلى الغرب الذي ترعرعت فيه عقلانيته بعد أن تم طرده حقيقة ورمزاً من سياقنا الثقافي والحضاري. ولكن إذا وافقنا على هذا التشخيص، ألا يطرح هذا إشكال حلقة جلد الذات المفرغة التي لا فكاك منها؟ الاعتراف في بعض الحالات يشكل نصف العلاج. أما الواقع فيعلمنا أن الموت الذي أصاب العقلانية العربية وحرية الفكر والنظر العقلي لا تزال تبعاته تشد أعناقنا حتى الآن وترخي بظلالها على اللحظة الراهنة، إذ تستمر آثارها ونتائجها السلبية في الفكر والسياسة والاجتماع. مأزق العقلانية في العالم العربي الإسلامي ناتج في جزء كبير منه عن هذا الطرد الذي تعرض له �أرقى ما وصلته الحضارة العربية الإسلامية� مما أفرز في الوقت الراهن تفاوتا شديدا بين نخبة مثقفة تحاول استعادة العقلانية المطرودة، ومجتمعات أكثر من نصفها أمي، ناهيك عن بؤس الناس وفقرها الشديد وتفشي الجهل، مما يسهل اختراقها وانجرافها مع توجهات قيم التطرف التي دفعت إلى طرد ابن رشد. هذه الازدواجية في المجتمعات العربية، تؤشر على وجود أزمة معنى مستفحلة. أزمة استفحلت في السنين الأخيرة ووصلت ذروتها مع تحول أحلام النهضة إلى انحطاط وتطرف ولا عقلانية تكاد تطيح بكل شيء، إذ تصطدم الدعوات إلى العقلانية بكثير من الأوهام العربية المسنودة بالأصوليات الحاضرة. إن الرسالة الأساسية الكامنة وراء تذكر محنة عقلانية ابن رشد يجب أن ترتكز على سبل استعادته من غربته القسرية، وسبل إعادة توطين فكره، ليس كما أنتجه إبان حياته فقط، بل كما طورته الإنسانية، بعيدا عن قيود الفكر المتطرف الذي لم يكتف فقط بالتضييق على عقلانيته المتنورة، ولكن طرد حتى جثته في اتجاه الغرب، وحكم عليه بالمنفى فانحدر الوضع إلى استنبات تيارات متطرفة تستمر في إدارة العجلة إلى الخلف. ينشر بالتعاون مع مشروع منبر الحرية www.minbaralhurriyya.org � كاتب وباحث من المغرب   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 09 أكتوبر 2009)


المجلس الأعلى للأزهر يُـثـنـي رئيسه عن موقفه من النقاب

القاهرة (رويترز) – قال المجلس الأعلى للأزهر يوم الخميس ان النقاب مسموح به في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر في وجود الرجال ناقضا بذلك قول رئيسه شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي انه لن يسمح بالنقاب في مؤسسات التعليم الأزهري. وكان طنطاوي خلال تفقده بدء العام الدراسي الجديد يوم السبت وَبَخ طالبة في معهد أزهري في القاهرة لانها ارتدت النقاب حال دخوله ومن معه من الرجال الفصل الذي تدرس فيه. وقال وهو يجبرها على خلع النقاب انه سيصدر قرارا بمنع الطالبات والمدرسات من ارتداء النقاب في دور التعليم الأزهري. ونشرت صحيفة محلية واحدة على الاقل قوله للطالبة « أنا أفهم في الدين أكثر منك ومن اللي (الذين) خلفوكي » (أنجبوكي) ». وأثارت الواقعة غضب رجال دين وطالبت جماعة الاخوان المسلمين بعزله من منصبه. لكن رجال دين آخرين قالوا ان النقاب ليس مفروضا في الاسلام الذي أقر بأن وجه المرأة ويديها ليس من « العورات ». وقال المجلس الأعلى للازهر في بيان عقب اجتماع طاريء برئاسة طنطاوي انه يسمح بارتداء النقاب في أفنية المعاهد الازهرية بما فيها التي يقتصر التدريس فيها على نساء. وأضاف « الممنوع فقط هو استعماله داخل الفصل الدراسي الخاص بالبنات والذي يقوم بالتدريس فيه المدرسات من النساء فقط. » وتابع المجلس في البيان الذي تلاه طنطاوي على الصحفيين أنه قرر « منع الطالبات في جميع مراحل الدراسة في الازهر وفي جامعته من ارتداء النقاب في قاعات الامتحانات الخاصة بالفتيات والتي لا وجود للرجال معهن في هذه القاعات وتكون المراقبة عليهن أثناء الامتحانات مقصورة على النساء فقط. » ورفض طنطاوي الاجابة عن أي سؤال قائلا ان البيان فيه من الوضوح ما يكفي لبيان موقف الأزهر من النقاب. وكان برفقة طنطاوي حال دخوله الفصل الدراسي في معهد أحمد الليبي بضاحية مدينة نصر في شرق القاهرة يوم السبت مسؤولان في التعليم الأزهري وصحفيان والضابط المكلف بحراسته. وقالت صحيفة المصري اليوم ان احدى المدرسات بالمعهد قالت لشيخ الازهر  » الطالبة… لم تقم بارتدائه (النقاب) إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل. » وأضافت الصحيفة أن طنطاوي قال حين كشفت الطالبة عن وجهها « لما انت كده أمال لو كنت جميلة شوية كنت عملتى ايه.. » وهو ما اعتبره منتقدون إهانة للطالبة. ويتكون المجلس الأعلى للأزهر من رئيس و17 عضوا بينهم وزير الاوقاف بصفته ورئيس جامعة الازهر بصفته والامين العام لمجمع البحوث الاسلامية بصفته. وأغلب أعضاء المجلس من علماء الدين. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 8 أكتوبر 2009)  


ليبيا تعيد تطبيق شروط سفر المصريين اليها


القاهرة ـ أعادت الجماهيرية الليبية مساء الخميس تطبيق شروط السفر على المصريين المسافرين إليها والتي تتضمن ضرورة وجود عقد عمل موثق أو ألف دولار وتذكرتي سفر وعودة مع الراغبين في دخولها. وكانت ليبيا قد طبقت الشروط الجديدة لمدة 24 ساعة ثم ألغتها قبل ستة أيام ، وصرح أحد مسئوليها بأنه لا يمكن وضع شروط على دخول المصريين إليها ثم عادت وطبقتها. وقالت مصادر ملاحية بمطار القاهرة: »وصل إلى شركات الطيران العاملة بمطار القاهرة منشورا عاجلا من الجماهيرية الليبية يطلب منها التنفيذ الفوري للشروط الجديدة بناء على تعليمات مصلحة الطيران المدني الليبي ». وأضافت « سادت حالة من الارتباك في صالتي السفر بالمطارين القديم والثالث حيث تغادر منهما الرحلات المتجهة إلى ليبيا ، وتجمع المئات من الركاب بعدما فوجئوا بتنفيذ الشروط الجديدة حيث تم تطبيقها على رحلة الخطوط الليبية المتجهة إلى بني غازي حيث غادر عليها 85 راكبا فقط بينما تم منع أكثر من 150 راكبا لعدم انطباق الشروط عليهم وتجمعوا أمام صالة السفر في حالة ضيق خاصة وأن بعضهم لديهم ارتباطات مالية هناك حيث كانوا يقضون أجازة في مصر إلا أن سلطات الأمن قامت بتهدئتهم وانصرفوا أملا في أن تتراجع السلطات الليبية مثلما حدث من قبل ». (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  09 أكتوبر 2009)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

22 août 2003

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1189 du 22.08.2003  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: تأجيل النظر

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.