TUNISNEWS
6 ème année, N° 2146 du 07.04.2006
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات باريس: النظام التونسي يشن حملة من الاعتداءات على الحركة الديمقراطية اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور المنصف بن سالم: البروفيسور المنصف بن سالم على قناة الجزيرة الرابطة التونسية لأصحاب الشهادات العاطلين عن العمل: بيان اللقاء الإصلاحي الديمقراطي »برلمان تونسي » صيحة مازالت لم تجد صداها الحياة: الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستمضي في تنشيط التطبيع مع العواصم المغاربية الصباح:قضايا أحداث محطة الاستخلاص بهرقلة – المحكمة نظرت أمس في التهم المنسوبة إلى 29 موقوفا رافع عنهم 40 محاميا نورالدين الخميري: الد.منصف بن سالم وإرهاب السّلطة الحبيب مـبـاركي: تُـذكـر الرجال.. لما نتحدث عن البروفيسور المنصف بن سالم الأستاذ محمد الجلالي: إلى محمد عبو الشيخ راشد الغنوشي: حقوق الانسان في الاسلام-هل من حد فاصل بين خطاب اسلامي عربي وآخر اسلامي غير عربي؟ نصر الدّين بن حديد: صمتك صرخة وخواؤهم خاوٍ.إلى تيسير عليوني… لم نفارقك حتّى نلقاك ثانيًا نصر الدّين بن حديد: الاستقلال: المعاني العديدة والدلالات المتعدية… حسين المحمدي تونس: أمريكا وإسرائيل وتوجهات الحاكم العربي ومعارضته بعد5سنوات من 11/9/2001؟ توفيق المديني: الفرنسيون ينقلبون على الرأسمالية … مجلة البلاد: الباحث الجامعي عميرة علية الصغيّر:منابر البحث التاريخي هدفها الحفاظ على الذاكرة الوطنية مجلة البلاد: تاريخ تونس المعاصر في كتاب « تونس 1956-1987 » للدكتور الهادي التيمومي مجلة البلاد: التاريخ الذي لن يُكتب مجلة البلاد: في الوطن وفي الذاكرة المنسية
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات باريس
بلاغ إعلامي
النظام التونسي يشن حملة من الاعتداءات على الحركة الديمقراطية.
إن هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بباريس تحيط الراى العام الوطني والدولي بالمستجدات الخطيرة في تونس, فلقد أدار في الآونة الأخيرة حملة شرسة على المناضلات والمناضلين الديمقراطيين وعلى رموز وقيادات جمعياتية وسياسية بلغت حد التهديدات بالقتل والتشويه والنيل من أعراضهم ونشر ادعاءات ضدهم ,كما كثف النظام من حملات الاعتداء على المناضلين النقابيين في الحقل الطلابي وصلب الحركة الاجتماعية المنادية بأبسط حقوقها إضافة إلى المزيد من تدهور الأوضاع بالسجون وما يتكبده المساجين السياسيون من معانات وخاصة المضربين عن الطعام منهم.
-حملة تهديدات واعتداءات وتشويه تطال رموز وشخصيات وطنية.
يشن هذه الحملة البوليس السياسي و أشخاص نافذون في الحزب الحاكم وفي الدولة ناهيك عن الصحف المأجورة ومواقع الكترونية وطالت هذه الحملة مناضلات ومناضلين من مختلف الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات المدنية المناضلة و الشخصيات الوطنية, ومن بينهم السيد المختار الجلالي(نائب سابق بالبرلمان) واحمد نجيب الشابي(الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي) وراضية النصراوى(رئيسة الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب) والمنصف المرزوقي ( رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية)ومختار الطريفي(رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان) ومصطفى بن جعفر(الأمين العام للتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات ) وكمال الجندوبي(عضو هيئة 18 اكتوبر بباريس) وخميس قسيلة(عضو لجنة الحريات بباريس ) وخميس الشماري(عضو لجنة 18 أكتوبر بتونس) وغيرهم من المناضلات والمناضلين الذين انتهكت أعراضهم, ولقد بلغ هذا التشويه والتحريض إلي التهديدات والاعتداءات, حيث روج البوليس السياسي يوم 27 مارس خبرا مفاده ان السيد حمة الهمامي(الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي) قد قتل وفي ذات المدة تفطن عبد الرؤوف العيادى(عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات في تونس) إلى سد ثقب مفتاح سيارته وتلقى سمير ديلو(عضو هيئة 18 أكتوبر) مكالمات هاتفية من البوليس السياسي تتوعده بالقتل وتفطن الأسعد الجوهري(عضو المجاس الوطني للحريات) إلى قطع كباحات سيارته واستدعي السيد على العريض(الناطق السابق باسم حركة النهضة ) إلى مصالح وزارة الداخلية حيث تم التنبيه عليه من مغبة اتصالاته السياسية.ولقد سبقت هذه التهديدات جملة من الاعتداءات خلفت أضرار جسدية لعدد من المناضلين مثل الاعتداء الذي تعرض له عبد الجبار المدوري يوم 24 فيفري ثم يوم 14 مارس والاعتداءات التي طالت عائلات المساجين السياسيين يوم 17 مارس على اثر تجمعهم أمام سجن 9 افر يل بالعاصمة احتجاجا على ما يلقاه السجناء من همجية,وفي نفس اليوم قمع النظام بكل شراسة تجمع دعت إليه هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات في تونس بساحة الاستقلال بمناسبة مرور الذكرى الخمسين على إعلان الاستقلال.
أما في ما يخص الأحزاب والمنظمات فان النظام التونسي شدد من الإجراءات القمعية ضد أي نشاط بما في ذلك بمقرات الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات, و بالإضافة للحملة ضد الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والتمادي في عدم السماح لها بعقد مؤتمرها وملاحقة مناضليها فان الحزب الحاكم بمعية البوليس السياسي نظم انقلابا على جمعية المحامين الشبان يوم 11مارس 2006 ووسع من دائرة التضييق على القيادة الشرعية لجمعية القضاة وأمعن في معاقبتهم إذ تعرض كل من القاضي محمد الخليفي وعبد الباقي كريد إلى خصم مرتبهما لمدة شهرين بتعلة الغياب في حين تم توجيه استدعاءات للعديد من القضاة من قبل التفقدية العامة التابعة لوزارة العدل.
إضرابات عن الطعام بالسجون التونسية و تنكيل بعائلات المساجين.
تعرض سجين الرأي المحامى محمد عبو إلى اعتداء يوم 30 مارس 2006 بسجن الكاف وهو في حالة إضراب عن الطعام كان قد بدأه منذ 11 مارس مطالبا بإطلاق سراحه وخلال هذه المدة منعت عائلته من زيارته عديد المرات و قد تعرضت زوجته سامية عبو إلى الهر سلة من قبل البوليس السياسي والى حملة تشويه من قبل النظام وهو ألان في حالة خطرة صحيا وفي ظروف قاسية داخل السجن.كما بلغ إضراب مساجين المهدية أسبوعه الثاني والذي ينفذه كل من هادي الغالي وبوراوى مخاوف وعبد الحميد الجلاصي ومحمد الصالح قسومة, وتلقى عائلاتهم شتى أنواع التضييق والمعانات كعقوبة جماعية بلغت الآن عشرات السنين بشكل متواصل.أما عن بقية الإضرابات التي تخاض ببقية السجون التونسية فهي تكاد تكون على مدار السنة من سجن 9 افريل بالعاصمة إلى برج الرومي والناظور ببنزرت إلى القيروان والكاف وصفاقس حيث أن السيد محمد العكروت تدهورت صحته من جراء الإضراب الذي بدأه منذ 9 فيفري الماضي والسيد حبيب اللوز الذي تضرر في عينه وغيره من الحالات الخطيرة.
الأوضاع الاجتماعية تزداد سوءا والنظام يواجهها بالقمع.
ازدادت وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية وخاصة حركة المعطلين عن العمل فبعد التحركات التي انطلقت في قفصه شنت السجينة السياسية السابقة عفاف بالناصر إضرابا عن الطعام وهي حامل مطالبة بحقها في الشغل وذلك بجهة قفصه خلال الشهر الماضي ولكن السلطة استمرت في تجاهلها لهذه المطالب, كما انطلقت جملة من الاعتصامات شنها حاملو الشهادات العليا بمدينة قفصه مجددا أيام 1و3و4 افر يل أمام الولاية.أما عمال شركة فنطازيا (80 امرأة و 10 رجال ) فان اعتصامهم الذي انطلق يوم 22 مارس بالعاصمة من اجل المطالبة بحقوقهم اجبروا على فكه يوم 4 افر يل بعد اعتقال بعض المناضلين اللذين ساندوهم (صلاح الداودى ممثل المنتدى الاجتماعي للشباب التونسي ومحمد راقوبى وصالح العجيمي وسالم العياري ووليد العزوزي عن الاتحاد العام لطلبة تونس – مؤتمر التصحيح ) و اقتيادهم إلى منطقة الأمن بباب البحر بالعاصمة.
كما أعلن سليم بوخذير الصحافي بجريدة الشروق ومراسل العربية نت بتونس عن دخوله في إضراب عن الطعام أمام مقر جريدة الشروق وذلك على اثر قرار فصله من العمل بهذه الصحيفة وبالرغم من الاعتداء الجسدي الذي تعرض له من قبل البوليس إلا انه لازال مستمرا في إضرابه.
مواجهة المطالب الطلابية بالطرد.
أقدم عميد كلية صفاقص للعلوم على طرد كل من أسامة بن سالم وإسماعيل السويفى وعلى عمرو وكريم الحناشى وبسام النصري بتعلة الإقدام على إحداث تحركات تعطل السير العادي للدروس و في حقيقة الأمر يتنزل هذا الطرد النهائي لبعضهم في إطار مواجهة الإدارة لكل نشاط نقابي أو سياسي داخل الفضاء الجامعي الذي يسيطر عليه الأمن و يلاحق المناضلين الطلابيين. كما سيحال كل من مراد عوايشية والسبتي بن عمر وحسان الشابى وعفاف السويسي على مجلس التأديب بالمعهد العالي للتنشيط الشبابي ببئر الباي وذلك على اثر الإضرابات المطلبية الطلابية الأخيرة التي دعي إليها الاتحاد العام لطلبة تونس – مؤتمر التصحيح-.
كما دخل الدكتور منصف بن سالم وعائلته في إضراب عن الطعام تنديدا لما تتعرض له عائلته منذ سنوات من سلب لحقوقها وما تعرض له ابنه أسامة بن سالم من حرمانه من الدراسة بسبب أنشطته النقابية بكلية صفاقس والهر سلة المتواصلة لبقية أفراد أسرته ويحاصر الأمن منزله في الوقت الذي تزداد حالته الصحية تدهورا.
إن هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بباريس تعبر عن.
1- تضامنها مع كل الأحزاب والمنظمات والجمعيات وكل الشخصيات من المناضلات والمناضلين الذين يتعرضون إلى حملة مسعورة من التشويه والتحريض ضدهم والتضييق عن أنشطتهم والاعتداءات الجسدية التي طالتهم وتدين هذه الممارسات الهمجية التي تعتمدها السلطة ضد معارضيها.
2--2اقس سلة المتواصلة لبقية افراد اسرته ويحاصر الامن منزله في الوقت الذي تزداد حالته الصحية تدهورا .بيب اللوز الذي تضرر في عينه م تضامنها مع كل المساجين السياسيين و تشد على يد المضربين منهم ومؤازرة عائلاتهم التي تتعرض للتنكيل اليومي.
3- دعمها لكل التحركات الاحتجاجية النقابية والسياسية منها دفاعا عن الحقوق والحريات.
4- تدعو كل القوى المناضلة في تونس إلى المزيد من التكتل والصمود والجرأة لمقاومة الدكتاتورية والاستبداد, من اجل فرض الحقوق والحريات.
باريس في 7 افر يل 2006
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات باريس
اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور المنصف بن سالم
بلاغ إعلامي
الجمعة 7 أبريل 2006
الساعة الثالثة بتوقيت وسط أوربا
البروفيسور المنصف بن سالم على قناة الجزيرة
أجرت قناة الجزيرة حديثا مباشرا مع البروفسور منصف بن سالم في ساعة بث النشرة الإخبارية لمنتصف اليوم قال فيه البروفسور بأنه يلجأ اليوم إلى آخر وسيلة من الوسائل السلمية لمقاومة المظالم الرهيبة المسلطة عليه من طرف النظام التونسي منذ تسعة عشر عاما، حيث نالته كل أنواع القمع و القتل البطيء، من السجن لسنوات إلى المنع من العمل والملاحقات المشينة بدون وجه حق.
وقال البروفيسور الد. بن سالم بأن النقطة التي أفاضت الكأس هي طرد ابنه من الجامعة، و تعنيف ابنته ومضايقتها بطرق متكررة لا تترك شكا في أن وراءها أجهزة القمع في تونس.
وطالب البروفسور بحقه في جواز السفر والعمل هو وكافة أفراد أسرته والذين حُـرمـوا من هذه الحقوق منذ فترة زادت عن العقد ونصف، كما أهاب بالرأي العام التونسي و العربي و العالمي بأن يقف إلى جانبه إلى غاية رفع المظالم المسلطة عليه وعلى ذويه مؤكدا أنه لن يتراجع عن طلب حقوقه من مغتصبيها.
وإذ تثمّن اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور بن سالم هذه المبادرة من قناة الجزيرة وتحيي طاقمها الإعلامي الرائد، فانها تدعو وسائل الإعلام العربية والدولية للتجنّد من أجل الدفاع عن واحد من أبرز العلماء العرب الأجلاء والمضطهدين بشكل مخجل في تونس.
عن اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور الد. منصف بن سالم
الامضاء
د.فيولات داغر – الرئيسة
مرسل الكسيبي – المنسق
الجمعة 7-04-2006
علمنا منذ قليل ومن خلال متابعة دقيقة من قبل مصادرنا في تونس بأن السجين السياسي فرج الجمي يكون قد دخل منذ مدة في اضراب عن الطعام احتجاجا على ظروفه السجنية المتردية والمهينة وأنه قد تم منع عائلته من زيارته اليوم داخل السجن أو حتى من مجرد امداده ببعض المواد الغذائية ضمن تقليد عرف في تونس تحت مسمى قفة السجين
الرابطة التونسية لأصحاب الشهادات العاطلين عن العمل
تونس في 07 أفريل 2006
بيان
على أثر التحركات التي قام بها طلبة المعهد العالي للتنشيط الشبابي ببئر الباي منذ ما يقارب الشهرين للمطالبة بحقهم في التشغيل و بعد أن راج في الفترة الأخيرة أخبارا عن عزم وزارة الأشراف التقليص في الانتدابات السنوية لهذا الصنف من الخريجين وتقليصها إلى الثلث تقريبا مما يهدد بشكل جدي حقهم في العمل ويتركهم عرضة لبطالة خانقة باتت تهدد كل خريجي الجامعة وفي كل الاختصاصات .أقدمت أدارة المعهد على تعليق الدروس يوم الخميس 06 أفريل 2006 وأعلام الطلبة بأن عودتهم تكون باصطحاب أوليائهم وذلك للضغط عليهم . وعمدت إلى أحالة الطلبة الآتية أسمائهم على مجلس التأديب
* مراد عواينية سنة رابعة
* حسان الشابي سنة رابعة
* عفاف سويسي سنة ثالثة
* السبتي بن عمر سنة ثالثة
هذوقد بلغ الى علم الجمعية أنه يقع الأعداد لإحالة كل من
* وسام الصغير سنة ثالثة
* مراد عواينية
*محمد المناصري سنة رابعة
على القضاء بتهم تتعلق بالاعتداء على الأملاك العامة والاعتداء على موظف أثناء القيام بمهامه والتحريض على الإضراب ……
أن الرابطة التونسية لأصحاب الشهادات العاطلين عن العمل وإذ تثمن عاليا نضال جموع الطلاب من أجل حقهم في العمل باعتبارهم مشاريع بطالة مستقبلية فأنها
– تعبر عن مساندتها المطلقة لكل الطلبة السالف ذكرهم.
– تطالب السلط وبكل إلحاح بغلق ملف التصفيات عبر مجالس التأديب والمحاكمات وفتح حوار جدي و مسئول مع الأطراف المعنية بقضية البطالة من أجل وضع حد لهذه الآفة.
– تنبه إلى أن المعالجات الأمنية لمطالب العاطلين عن العمل سوف لن يزيد الوضع ﺇلا تأزما.
تهيب بكل الأطراف الوطنية بمزيد العناية بقضايا البطالة وما يترتب عنها من إقصاء و تهميش.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللقاء الإصلاحي الديمقراطي
« برلمان تونسي »
صيحة مازالت لم تجد صداها
تتوالى الذكريات تباعا في تونس، وهي تذكّر بتاريخ شهد محطات مجيدة، وحاضر تخلف عن مجده..، تعلن حضور الأجداد وغياب الأحفاد في مواطن وجب فيها الوقوف..
في مثل هذه الأيام الغالية 8 و9 أفريل من سنة 1938، خرجت جموع المواطنين التونسيين تنادي عالية « برلمان تونسي » فجابهها المستعمر بالحديد والنار وسقط العديد من الشهداء، وارتوت أرض الخضراء بدماء الطهر والنضال، من أجل تونس للتونسيين، كل التونسيين…
في هذا اليوم، وبعد قرابة 70 عاما من هذه الانتفاضة، وبعد أن سقط ضحايا الكرامة والوطنية من أجل برلمان تونسي يمثل التونسيين، نحتفل مجدّدا بهذه الذكرى العزيزة ونحن لازلنا نبحث عن برلمان تونسي… مازلنا نصيح ونهتف، ولو من بعيد، ولو بصوت خفي أحيانا، ولو وراء المظاهرات الرمزية… ببرلمان تونسي.
لم يدفع تونسيون أرواحهم الطاهرة وسكبوا دماءهم الزكية من أجل برلمان تونسي فقط، ولكن من اجل برلمان حر يحمل الكلمة الحرة والكلمة المتعددة والرؤى المختلفة داخل إطار تونسي مستقل.
لم تخرج هذه الألوف من المواطنين العزل الأبرياء عارية الصدر، عارضة نفسها على الرصاص لترى أحفادها مشتتين يقصي بعضهم بعضا ويستفرد فصيل منهم ويستبعد آخرين… لم يستشهد الأجداد ليتأسس برلمان ذو لون واحد، ورائحة واحدة، يتزين باختلاف مغشوش، وفرز وإقصاء واستبعاد…
إن البرلمان الحق هو تعبير عن ديمقراطية حقة وغير مغشوشة..إن البرلمان الحر هو صورة لمجتمع حر ومبادر ومسئول. ولا نخال برلماننا اليوم إلا تعبيرا عن صورة غياب الحرية في المجتمع وتهميش التعدد السياسي الحقيقي في البلاد.
واللقاء الإصلاحي الديمقراطي من موقع المسؤولية وتكريس المواطنة الصحيحة يدعو من جديد إلى تفعيل سليم لمشهد سياسي متعدد، واستجابة حقيقية لدعوة الأجداد حتى لا تبقى صيحة « برلمان تونسي » قائمة لم ينته صداها ولم يحصل مبتغاها.
عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي
د.خالد الطراولي
باريس في 8 أفريل 2006/ 10 ربيع الأول 1427
المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستمضي في تنشيط التطبيع مع العواصم المغاربية
تونس – رشيد خشانة
أكدت مصادر غربية أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تعتزم المضي في الخطة التي باشرتها الحكومة السابقة والرامية لتنشيط التطبيع مع العواصم المغاربية وبخاصة البلدان التي سبق أن أقامت علاقات ديبلوماسية كاملة مع الدولة العبرية. وكانت تونس والمغرب أقامتا علاقات سياسية في مستوى مكاتب تمثيلية اعتبارا من السنة 1995 وجمَدتاها لاحقا خلال القمة العربية التي عُقدت في القاهرة السنة ألفين، فيما أقامت موريتانيا علاقات ديبلوماسية مع الدولة العبرية في السنة 1999 في مستوى السفراء. وتشمل الخطة الإسرائيلية تكثيف الجهود لإقناع ليبيا بتطوير العلاقات معها من خلال تنظيمات اليهود الليبيين في اسرائيل مع استثمار الإجراءات الليبية الخاصة بدفع تعويضات لأصحاب العقارات المؤممة في السبعينات لتيسير زيارة الوفود اليهودية لليبيا.
وفي معلومات المصادر الغربية أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستمنح الأولوية لتنفيذ الأجندة التي وضعها نائب الأمين العام لوزارة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية المتخلية جاكوب هاداس أندلسمان، الذي قام بجولة مغاربية في شباط (فبراير) الماضي بحث خلالها مع مسؤولين في المغرب وتونس وموريتانيا آفاق تطوير التعاون الثنائي في المجالات السياسية والتجارية والسياحية والثقافية.
تشجيع أميركي
ويحظى ملف التطبيع المغاربي – الإسرائيلي باهتمام واشنطن التي ما انفكت تشجع على معاودة العلاقات الديبلوماسية بين الدولة العبرية وكل من تونس والمغرب. كذلك منح الأميركيون مكانة خاصة لترطيب الأجواء مع اسرائيل لدى مناقشتهم تطبيع العلاقات الليبية – الأميركية وشددوا على أن التقارب معها يشكل عنصرا مساعدا على رفع اسم ليبيا من لائحة الدول الداعمة للإرهاب والإسراع إلى تسمية سفير أميركي لديها. وكان هذا الموضوع استأثر بقسم مهم من محادثات المسؤولين الأميركيين الذين زاروا المنطقة في الفترة الأخيرة وفي مقدمهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ويلش اللذان قاما بزيارتين منفصلتين لكل من الجزائر وتونس والرباط. ويربط الأميركيون تقدم الشراكة بين الجانبين في مكافحة الإرهاب بتحقيق خطوات على محور التطبيع. وحض مدير مكتب شمال أفريقيا في الخارجية الأميركية وليام جوردن في لقاءات مع مسؤولين ليبيين أخيرا على اتخاذ «مبادرات إيجابية في اتجاه اسرائيل»، مُلمَحا إلى أن تلك الإشارات ستقوَي من استعداد واشنطن لترفيع مستوى التمثيل الديبلوماسي مع ليبيا من مكتب اتصال حاليا إلى سفارة، كذلك رفع اسمها من اللائحة السنوية للبلدان الراعية للإرهاب.
تكثيف التعاون الثنائي
ولوحظ أن العلاقات التجارية بين اسرائيل والبلدان المغاربية تكثفت في الفترة الأخيرة وتطورت الزيارات المتبادلة بين رجال الأعمال وتوسع التعاون الأمني وتبادل الخبرات وبخاصة في مجال مكافحة الإرهاب. وبينما أحجمت العواصم المغاربية عن إرسال مسؤولين رسميين إلى اسرائيل في ظل التجميد المُعلن للعلاقات، استمرت اللقاءات بين وزراء مغاربيين واسرائيليين في أوروبا وأميركا على هامش اجتماعات دولية، فيما يقوم رؤساء الطوائف اليهودية المغاربية بدور موفدين رسميين إلى اسرائيل. وفي هذا الإطار أدى الأمين العام لمجلس الجماعات اليهودية في المغرب سيرج بيرديغو الذي تولى منصب وزير السياحة (1993-1995) وأندري أزولاي المستشار الخاص للملك محمد السادس زيارات منفصلة أخيرا لاسرائيل، فيما أرسلت الحكومة التونسية رئيس الطائفة اليهودية عضو مجلس المستشارين روجي بيسميث إلى اسرائيل ليعود شارون في مستشفى هداسا وينقل لمحيطه رسالة تعاطف باسم الحكومة التونسية. وأفادت المصادر أن السفيرالإسرائيلي في باريس نسيم زفيلي (المتحدر من أصول تونسية) يلعب حاليا دورا مهماً في تنشيط التطبيع المغاربي- الإسرائيلي بصفته صلة الوصل بين حكومته والمسؤولين المغاربيين الذين يزورون فرنسا.
وبعدما أرجأت السلطات الليبية زيارة كان رئيس المنظمة العالمية لليهود الليبيين رامي كحلون يعتزم أداءها لليبيا طبقا لما كشفت عنه صحيفة «جيروزاليم بوست» في عددها الصادر يوم 3 آذار (مارس) الماضي، عاد الليبيون، نزولا عند ضغوط أميركية، ووجهوا له الدعوة بعنوان «زيارة بيت أهله ومناقشة مسألة تعويض اليهود عن ممتلكاتهم». ويُتوقع أن يلعب كحلون دورا مركزيا في إنضاج مسار التطبيع الليبي – الإسرائيلي. وطبقا للرواية الإسرائيلية فإن ثلاثين ألف يهودي غادروا ليبيا منذ استقلال البلد في سنة 1952 وتركوا وراءهم عقارات وممتلكات .
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 7 أفريل 2006)
قضايا أحداث محطة الاستخلاص بهرقلة:
المحكمة نظرت أمس في التهم المنسوبة إلى 29 موقوفا رافع عنهم 40 محاميا
أحد المتهمين تورط أثناء الأبحاث في قضية استهلاك مخدرات وآخر فضحته صورة التقطت له في الملعب
واصلت الدائرة الجناحية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس امس النظر في 10 قضايا تورط فيهما 29 متهما وجهت لهم تهم الاضرار عمدا بملك الغير والمشاركة في معركة وتعطيل حركة الجولات طبق احكام الفصول 220 و304 و315 و320 من القانون الجزائي، وقد حضر أهالي الموقوفين وغصت بهم قاعة الجلسة وحضر قرابة 40 محاميا منهم من رافع ومنهم من طلب التأخير في 6 قضايا وحددت المحكمة جلسة 10 أفريل للنظر فيها.
القضية الأولى
بالنسبة للقضايا التي رافع فيها المحامون فقد تورط في القضية الاولى 3 متهمين من بينهم موظف بقناة تلفزية تونسية وقد ضبطهم الاعوان وهم بصدد المشاركة في اعمال الضرب وتهشيم السيارات بمحطة هرقلة كما حجزت سيارة احدهم 131 قارورة جعة، وباستنطاقهم من طرف القاضي نفوا مشاركتهم في عملية العنف، وساندهم في الانكار المحامون وذكروا ان المتضرر بين ان الاشخاص الذين هشموا سيارته كانوا يرتدون قمصان الترجي الرياضي التونسي وهو خلاف لما كان يلبسه منوبيهم ساعة الحادثة وطلبوا الحكم ببراءتهم لبطلان اجراءات التتبع وعدم كفاية الادلة.
القضية الثانية
تورط فيها متهم واحد ضبط مع اثنين آخرين ولما عرض على التحليل البيولوجي اتضح ان نسبة تركيز المخدرات في بدنه قدره بـ75 ننوغراما، وقد تورط هذا المتهم في قضية ثانية وثالثة مع 3 متهمين آخرين شاركوا في أعمال العنف والشغب وقد أنكر المتهم ما نسب اليه بالنسبة لاستهلاك المخدرات مؤكدا على انه من المحتمل ان يكون استنشق المخدرات في الملعب.
وقد قررت المحكمة تأخير القضيتين الاخريين الى 10افريل.
القضية الثالثة
تورط فيها 3 متهمين احدهما يكنى بـ«الجن» والثاني بـ«النا» وقد أنكروا خلال استنطاقهم تورطهم في اعمال العنف والشغب وطلب محاموهم القضاء بعدم سماع الدعوى في حقهم.
القضية الرابعة
تورط فيها متهمان احدهما له سوابق في اعمال العنف وجرائم الملاعب في كرة اليد ووقعت تخطئته بـ80 دينارا وذكر المتهمان انهما كانا بملعل المرسى ووقع الاحتفاظ بهما دون ان يشاركا في اي عمل اجرامي، ورأى المحامون انه ليس من المعقول العمل بالمثل القائل «إلّي حضر يخلّص» ففي غياب آلات التصوير لا يمكن ادانة منوبيهم.
القضية الخامسة
تورط في هذه القضية متهمان غادرا ملعب المنستير وشاركا في اعمال العنف وقد اعترف احدهما امام باحث البداية انه اغتاض لما حصل من جرائم وهو ليس راض عن الترجي وعن التغييرات الحاصلة فيه.
القضية السادسة
واما القضية السادسة وقع تأخيرها الى جلسة 10 افريل وتورط فيها 3 متهمين.
القضية السابعة
وبالنسبة للقضية السابعة فقد تورط فيها 5 متهمين كانوا ساعة الحادثة عائدين من ملعب المنستير وقاموا بتهشيم سيارة من نوع بيجو 309، وامام المحكمة انكروا ما نسب اليهم، وذكر احدهم انه نزل من السيارة لقضاء حاجة بشرية فوقع ايقافه.
القضية الثامنة
واما الثامنة فقد تورط فيها متهم واحد يكنى بكنية «كحلة» وقد ضبط وهو عائد من المنستير ونفى امام المحكمة مشاركته في اعمال العنف والشغب.
القضية التاسعة
وبالنسبة للقضية التاسعة فقد تورط فيها 4 متهمين هشموا سيارة من نوع « Mazda » كانت علي متنها امرأة وانكروا ايضا امام المحكمة.
القضية العاشرة
القضية الاخيرة التي وقع النظر فيها تورط فيها شاب وقد استظهر له القاضي بصورة التقطت له في ملعب المنستير، وقد اعترف انه هو وكان بالصورة يقوم باعمال غير لائقة.
وقد قررت المحكمة حجز القضايا التي وقع الترافع فيها للمفاوضة اثر الجلسة.
مفيدة القيزاني
(المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 7 أفريل 2006)
الأحكام تراوحت بين 3 سنوات سجنا… و6 سنوات و6 أشهر و15 يوما سجنا وخطية بــ1200 دينار
الأحكام التي أصدرتها ليلة أمس الدائرة الجناحية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس كانت كما يلي:
– الحكم على كل المتهمين بـ3 سنوات و6 أشهر سجنا مع النفاذ و15يوما مؤجلة التنفيذ وخطية بـ260 دينارا.
– الحكم على المورط في قضية استهلاك المخدرات بـ3 سنوات سجنا نافذة وخطية بألف دينار إضافة إلى الحكم السالف الذكر وهو (3 سنوات و6 أشهر سجنا مع النفاذ و15 يوما مؤجلة التنفيذ وخطية بـ260 دينارا).
– الحكم على المتهم الذي ضبطت في سيارته قوارير الجعة بـ6 أشهر مع النفاذ و200 دينار من أجل السكر داخل عربة إضافة إلى 3 سنوات و6 أشهر سجنا مع النفاذ و15 يوما مؤجلة التنفيذ وخطية بـ260 دينارا.
– الحكم على المتهم الذي تولت والدته جبر الأضرار الحاصلة بملعب المنستير وقدمت للمحكمة اسقاطا من البلدية بـ3 سنوات سجنا.
وهكذا فإن الأحكام تراوحت بين 3 سنوات سجنا و6 سنوات و6 أشهر و15 يوما سجنا وخطية بـ1200 دينار (وهو الحكم الأقصى).
حسن عطية
(المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 7 أفريل 2006)
هوامــــــش
* أحد المتهمين حضر في قضية بمفرده وقبل استنطاقه عرض عليه القاضي صورة فوتوغرافية تثبت الحاق اضرار بتجهيزات الملعب وعن وجوده من عدمه اشار باصبعه الى مكان تواجده ولاحظ ان ذلك حصل بين الشوطين لما كان فريقه منهزما وان من كان بجانبه تعمد انتزاع العمود الحديدي الحامل لمضخمات الصوت وعن اعترافه ذكر انه طلب منه الامضاء فامضى. لسان دفاعه يسانده في افكاره ولاحظ انه رغم ذلك فان والدة منوبه اتصلت ببلدية المنستير لجبر الضرر ودفعت مبلغ 200 دينار والمبلغ الذي حددته البلدية.
وتسلمت شهادة في جبر الاضرار طلبا مراعاتها واعفاء منوبه من عقوبة سالبة للحرية.
* اشار بعض المحامين الى الفصل 104 لسنة 1994 الخاص باجراء المباريات الرياضية والذي ينص على العقوبات.
* من بين المتهمين ثلاث تلاميذ وطالب بصدد مناقشة مشروع تخرجه.
* محضر صيدلي وموظف سام بقناة تلفزية كانا من بين الموقوفين.
* احد المتهمين عضو بلجنة التنظيم بالمنتخب الوطني.
* من بين الموقوفين متهم له سابقة في جرائم.
* جل تدخلات المحامين تركزت على الاخلالات الاجرائية.
* متهم تم ايقافه يوم ابرام عقد زواجه المقرر لنهاية هذا الشهر.
* تركزت جل مداخلات الدفاع حول الاكتظاظ الحاصل بسبب كثرة السيارات.
* متربص بشركة اتصالات وثلاثة شبان مقيمون بالخارج تورطوا في هذه الاحداث.
* تم تأخير النظر في 5 قضايا تخص 8 متهمين الى يوم الاثنين 10 افريل بطلب من الدفاع.
خليــل
(المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 7 أفريل 2006)
بعثة دينية الى الدول الأوروبية
بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سيتم ايفاد بعثة دينية من شيوخ واساتذة الى عدد من البلدان الاوروبية لتقديم محاضرات ودروس لفائدة التونسيين المقيمين بالخارج حيث ستتناول هذه المحاضرات مواضيع متعلقة بقيم الاعتدال والسماحة والحوار والتعايش السلمي التي يتميز بها الاسلام الحنيف وهو ما من شأنه ان يساعد المهاجرين المنتمين خاصة الى الجيلين الثاني والثالث على تبصيرهم بشؤون دينهم وتعميق صلتم بحضارتهم ومساعدتهم على التوفيق بين التمسك بمقومات الشخصية الوطنية والتعامل مع مجتمعات الاقامة.
(المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 7 أفريل 2006)
الد.منصف بن سالم وإرهاب السّلطة
تُـذكـر الرجال.. لما نتحدث عن البروفيسور المنصف بن سالم
الحبيب مـبـاركي – سويســــرا
مرّ الإسلاميون في تونس وما يزالون بمحنة خارج التوصيف على يد نظام الجنرال بن على وزبانيته، ولكن رغم القبض على جمر المحنة الملتهب منذ 19 سنة موصولة ليلها بنهارها تبقى للرجال مواقف تُـنـقـش على جدار الزمن بأحرف من ذهب تحلى صدور كل الشرفاء في تونس.
وأحد من دون بعض هذه المواقف عالم الرياضيات الأخ المنصف بن سالم. لقد كنت أحد من عاش مع البروفسور فترة في السجن… ففي أوائل سنة 1992 كنا نزلاء بسجن القصرين وقد كان الدكتور المنصف في وضع العزلة عن بقية إخوانه مع عملة السجن وأصحاب قضايا الحق العام وهذا الإجراء هو إجراء عقابي له من إدارة السجن.
وقد نجح البروفسور المنصف بن سالم في التأثير كأبرز ما يكون في المساجين معه وقد لمست ذلك بنفسي حين أتخذ بحقي أنا الآخر إجراء العزلة في نفس المكان ومع نفس النزلاء بعد أننقل الدكتور المنصف إلى سجن آخر، وأكتفي بأحد القصص الذي أسر لي بها أحد سجناء الحق العام والذي كانت قضيته سرقة المساجد وما يعرف « بمزارات الأولياء » فقد حدثني عن يومياته مع الشيخ المنصف بن سالم حيث كانا متجاورين في أسرة النوم في الغرفة وقد تمكن البروفسور المنصف من تحفيظه سورة البقرة كاملة وبحفظ جيد جدا كما لقنه بعض قواعد علم الفلك وللعلم فإن هذا السجين شبه أمي كما كان للشيخ المنصف الفضل بعد الله تعالى في تحقيق بعض مطالب السجناء من إدارة السجن التي كانت تهابه كما أنقذ الدكتور المنصف أحد المساجين عندما حاول الانتحار.
في تلك الظروف التي عاشها البروفسور بن سالم أتته الدنيا زاحفة إلى داخل سجنه، فقد أسر إلينا آنذاك بخبر وبطرق يتحيلها السجناء عن سجانيهم أنه تلقى زيارة مسئول أمريكي رفيع، عرض عليه منحه الجنسية الأمريكية وإخراجه من السجن وتسفيره للعيش في أمريكا مقابل تفاصيل لم يتسنّ الإطلاع عليها إلى اليوم بحكم عدم اللقاء مع الدكتور المنصف بعد ذلك ولكنه برجولة نادرة رفض هذا العرض دون تردد والذي يعتبره الكثير أكثر من مغر ولكن للرجال الأفذاذ همة ورأى آخر في أوقات المحن والشدائد.
نسأل الله تعالى أن يكشف السوء عن البروفسور المنصف وعائلته ونتمنى على كل الضمائر الحية في العالم أن تتدخل عاجلا لصالحه.
« من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه » الآية
إلى محمد عبو
خويا يا محمد عبو، ليش نسمات الصبح بعدهم ما هبو… كسد السوق وضاقت الخلوق وشيعت من بعيد بروق : نيران في جاش الاحرار بركان راهم شبو… خويا يا محمد عبو، مراحيل مثل الجراد يحطو … فازعين في البلاد ايهطو… حتى البحر باعوه، باعو شطو، وتقاسموا البلاد خبزة قطو، وفي رغيف ملح الغلابة نازلين ايعبوا… خويا يا محمد عبو، فرسان خيل الكز، نهار الخز، قلام السخا سنين الكز، مرهونين في لحباس يتقعدوا وبالعز ما اينكبوا … خويا يا محمد عبو، انت حببتنا في حاجات مثل الموت بالصح ما ينحبوا السجن صار بيك مزيان حلا في العين ماازينو وما شبو… خويا يا محمد عبو، في البلاد ثمة حرار رافعين الراس ما ينخبوا … اذا تكدرت الامواه نهار الضمأ، فوق العطش زادو غبو. خويا يا محمد عبو الشاعر الأستاذ محمد الجلالي
حقوق الانسان في الاسلام: هل من حد فاصل بين خطاب اسلامي عربي وآخر اسلامي غير عربي؟
ملاحظة هامّة إلى قراء موقع تونس نيوز:
قمت بإرسال مقال » الاستقلال: المعاني العديدة والدلالات المتعدية… » وكذلك رسالة لا تحتمل التأجيل الموجه إلى الزميل تيسير علوني، إلى موقع « البلاد » بتاريخ 22 مارس الفارط، وأودّ أن أعترف أنّ لا أحد من أسرة تحرير الموقع وعدني بالنشر صراحة أو تلميحًا ولم يحصل البتّة بيني وبين من أسّسوا هذا الموقع أدنى اتّفاق أو تفاهم، والأمر ببساطة شديدة لا يتعدّى مجرّد الأمل من قِبلي أو هو الحلم بمشاركة متواضعة ومساهمة بسيطة في هذا الموقع…
صدر العدد الثاني من هذه الصحيفة الإلكترونيّة بدون ما أرسلت من مواد، وليس لي أن أطلب تفسيرًا أو أطالب بتعليل، فأصحاب الموقع يملكون الحريّة التامّة في قبول ما يستسيغون ورفض ما لا يريدون، فقط أعيد وأكرّر أنّ الأمر كان حلمًا من قبلي ومن الأكيد أن الغبيّ وحده من يجعل غيره مسؤولا عن حلمه…
أقوم بنشر المقال والرسالة على موقع تونس نيوز لعلمي أنّ هذا الموقع هو كالوطن تمامًا، الوطن الذي نحلم به ونسعى لتأسيسه يتّسع الجميع، ولذلك وجب القول واستوجب التوضيح رفعًا للبس ودرءا للشبهات…
كنت قد أسّست مدوّنة لكتاباتي باللّغة العربيّة: www.maktooblog.com/nasrbenhadid هي مملكتي أضع فيها ما أريد وأجعل على صفحاتها ما أبغي حين لا يمكن أن أطالب ممالك غيري بأن تنفتح أمامي…
أرجو من قراء هذا الموقع زيارة ورأيًا أستنير به وملاحظة قد أستوضح بها أمري…
————————————-
رسالة لا تحتمل التأجيل
صمتك صرخة وخواؤهم خاوٍ.
إلى تيسير عليوني… لم نفارقك حتّى نلقاك ثانيًا.
«ليس في الأمر غرابة أو مبعث للدهشة»، هكذا قال من أسّس الحَرْفَ وبنى للعلّة سراديب تنخر الأعمدة المنكسرة. الصمت منك سلاح والصبر درع في وجه الأسئلة المحرّمة. من جاء بالأنواء جعلناه سيّد النفوس الحارقة، من جهر بالموّال، بَنَيْنَا لصمته سدّة القيامة المنكسرة. من جابه السؤال بالتساؤل، أنبتنا بين يديه كلّ العيون المنفجرة، من قارب الصمت ورفع الكلمات أذقناه كلّ الأعين الفاجرة. من راود المنايا وسحب منها النفس، غرسنا أسفل مراياه كلّ مياهنا الفضيّة الجامدة. «الشفاه أرديناها مقام الوجوه الحالمة»، هكذا قال من غرس فينا دهرًا من البغي الطاهر وراح يبحث بين رموشنا عن سدنة المياه الحارقة، لن تأتي المقامات واقفة ولا كان النورس سيّد الكلمات المارقة. بين الحروف ضاعت علل وجاءت أخرى تسبّح باسم من جعل الصحاري ملاذ الأرواح المتجمّدة. الصبر منك مضيعة لتفاهاتهم الحاقدة وصوتك الرخيم أزعج صواريخهم المبهمة. من أسقط القذائف وراح يذرف الأفراح بحثًا عن تماسيح جاهزة؟ من أرسل الطيّار وقسّم الأرزاق بين القبائل الجاهزة؟ من قذف السؤال وراح يستجدي الأجوبة من على العتبات الملوّنة؟ البيضاء للفَجر كانت رمز الطهارة الفاجرة، والكبيرة أبقت سدنتها بعيدا عن ريح السموم وتساءلت عن علاقة ريح الصبا بأقبية النفط الجاهزة… يا سامعي، نبت في تلك البلاد من أحرق السفن وأقام للشرف سراديق العهد الباقية، لا يزال الخيال منك قائم وإن جاءت كلّ القيامات الزائفة، حينها يصغر «الوادي الكبير» ويستحي من آهاتهم المتبرّجة، حينها يطلّ فلاسفة القرون وقد أزاحوا عن آذانهم شمع الأسئلة المارقة، حينها تنبت في الأفق البعيد زهرة يطعن شذاها كلّ الجبال المكلّلة بثلوج الصحاري الهاربة، حينها يستحي القلم ويصير المداد دموع الأفراح الذائبة… يا سامعي، لم نعهد منك سوى شجرة أحرقت نيرانهم حين أرسلوا في طلب رأسك وحاولوا حبس رموشك الواقفة… شهد الركبان بما لم يره السيّارة حين رماك من جعلتهم إخوتك في بئر الكلمات الفاجرة… «يضيق السجن وتصير القضبان ريش طيور الفاجعة»، هكذا قالت جدائل السجّان وقد أرخت الصوت بين آهات عهر صادق وتموجات خيانة موثوقة عابرة. يا سامعي، عليك أن تصغي إلى حروف العلّة الصادقة، منها صمتنا وفيها نفثنا كلّ تمنياتنا المستحيلة القادرة… مِنْ صَبْرِ أمثالك نشعل سراج الذكرى وننحت في صبيتنا كلّ الذكريات الباقية… صدقوك القول لمّا جعلوها حربا، حين لم تبرح نفوسهم مواقع «الزلاقة» وكلّ المعارك القديمة القائمة. الأقنعة منهم جميلة، بل هي كأفاعي العهد الغابرة، تؤسّس لخيال قَلَبَ الواقع، حين نحت في أدمغتنا كلّ الحقائق القائمة… «السجن فينا وسجنك أرحب وشتّان بين من هزم القضبان ومن أنبتها في عيوننا الجاحظة»، هكذا قالت العنقاء، حين راحت الجموع تستفتيها عن علاقة المكوث بالبحث عن تعلات التراجع البارزة. يا سامعي، يضيق الصدر منك حين ترى النفاق استوى بما جعلناها آيات النشيد الخالدة… حينها نُنزل المخادع من عليائها وننادي في البدو بقيام الجهالة وقد مسحنا أدمغتنا من كلّ الشعارات القائمة، حينها، تنبت محاكم التفتيش لتسأل الموال عن علاقة الآهات بالأبراج الهاوية، حينها أشعلوا النيران وجعلوها تاج المحاكم الجامدة، حينها لن تنفع الكلمات وتصير الحروف حمّالة علّة قائمة… «ينقلب الراوي حكاية وتصير الكلمات وشمًا على أذرع فارعة»، هكذا قالت اليمامة وقد أرخت جناح الرجولة القائمة، صمت الجلاّد حين تجمّدت الكلمات في حلقه وصار الدمع منه في لون السحب المهاجرة، وقد أصبح للقضبان أجنحة حملتها إلى حيث الضباع الحاكمة… صاح في البدو نبيّ، أن أفيقوا وقد جاءت النبوءات كاذبة… راح الصبية في الأعراب يهيمون ولم يتركوا مضارب القبائل المهاجرة، أن أصحوا من أضغاط حقائقكم الواهمة وعُودُا إلى كوابيس اليقظة النائمة. لم يأت من أزاح الصبر عن انتظاراتنا الواقفة ومن أجلس العربان عند المضيق يكرعون من أطرافه المالحة. العدو فينا ولن يكون أمامنا والبحر في أشعارنا المنافقة، وليس لنا أن نكون وإيّاك سوى كان الدوام حين جاءت كانهم ناقصة… نبت على حافة «الحمراء» حديث أزهر لمّا إنقلب السجّان حبيس كلماتك الساجنة، حينها أطلت الشموس ذلك اليوم من كوّة لم تراود النور بل تفتّحت على بسمتك الساحرة… حينها تناثرت الكلمات لتقرع في القلوب بقايا الأمل الباقية. حينها حاصرت «الجزيرة» بحرها ولم تنفع السجّان أقفاله الواثقة. الريح من كلامك صَبَا وفي عيونهم انقلبت سموم المرحلة. يحزّ العجز فينا حين نكتفي بالكلمات العاجزة. أبترٌ أَلِفُنَا والباء عاقر والجيم لا تقدر على الصمود في وجه الفراشات الفاجرة، حروف العلّة أصابها برء والصحيحة فقدت مناعتها المكتسبة. لم يبق فينا نفس حين صَدَحْتَ في وجه الجلاّد أنّ أقفاله تالفة، قالها المختار وقد لفّوا الحبل وحبال صوتك صادحة… أه، ستبقى الصورة أقوى من السيف وأدمى من خناجرهم الغادرة، والصورة منك تبتلع صورهم الخائبة، هكذا قال الرواة ومن حضروا الواقعة، ذلك سحر ومنك الحقيقة وكيف للسفح أن يعاند الجبال الشامخة… «لن يمرّوا… لن يمرّوا… لن يمرّوا» هكذا أقسمت من ارتقت الحواجز وقد كشفت الصدر عن عقدنا الراسخة، حينها تهاوت أصنامهم وصرنا نبحث عن علاقة دمّ البراغيث بالمياه المعلّبة. حينها استردّ ذلك «الصغير» ملكه وقد جعلناه سلطان الكلمات الباسقة، حينها ينبت بين ثنايا النوايا علقم وقد جاء في حلاوة وعودهم الفاجرة، حينها أسقطنا تلك اللاءات وقد جعلناها موافقة صريحة فارقة… يا سامعي، السؤال علقم والنوايا مواضع والكلمات فقدت رنين الأزمة الغابرة… يا سامعي، المدد منّا كلمات ومنك الصبر حين ضاقت الصدور وصارت كمثل نوايانا الملوثة…
المرسل : نصر الدّين بن حديد.
الإقامة : حين التقينا على حواشي الذاكرة.
الرجاء : أن تصنع من تراجعاتنا دلالات الصبر القائمة.
——————————
الاستقلال: المعاني العديدة والدلالات المتعدية…
ملاحظة هامّة: من نافلة القول أنّه لا يمكن أن نحصر معنى الاستقلال أو دلالته بالواقع التونسي وكذلك لا يجوز البتّة منهجيّا وإجرائيّا أن نفصل الواقع ضمن هذا البلد عن محيطه الحضاري وتواصله البشري، وأيضًا لا يجوز التعمية على خصوصيات هذا القطر أو ذاك…
ربّما نحتاج نحن ـ العرب والمسلمون ـ إلى الوقوف أكثر من غيرنا عند المحطّات الكبرى ـ أو ما بدا لنا في تلك الصورة ـ لحاجة أكيدة ورغبة كامنة في أعماقنا إلى مثل هذه المرجعيّات، علّنا نشدّ بها من أزرنا أو نحتاجها مناسبة للذكر وفرصة التذكّر؟؟؟ لم تفارقنا لحظة ـ منذ عقدين على الأقلّ ـ تلك الأحاسيس أو هي تشخيصات الوضع بأنّ الأمس أفضل من اليوم واليوم أفضل من الغد، فما بالك باستقلالات جاءت منذ عقود طويلة ومثّلت سواء عند البحث عن تحصيلها أو لحظة الإمساك بها مناسبة إن لم نقل تعلاّت للحلم بغد أفضل…
الاستقلال لم يشكّل ضمن المجال العربي الإسلامي طلبًا أو فعل إرادة بقدر ما كان ضرورة من ضروريات الحياة، حين أحسّست النخب بدرايتها ومعارفها والشعوب بحدسها وشعورها أنّ سقف ما يطرحه الاستعمار بجميع ملله ونحله من إصلاحات أو غيرها من التسميات لا يتوافق البتّة ولا يتلاقى بأيّ صورة مع الحدّ الأدنى من مطالب النخب وتطلعات الشعوب…
جاء الاستقلال في صورته الأولى والمؤسّسة في صورة حلم النقيض أو نقيض الواقع، أيّ نسخ المعيش الموبوء آنذاك واستبداله ليس فقط بحاجة طبيعيّة لدى البشر للحريّة والإنعتاق بل أيضًا بمحاولة استدراك المجد الأثير والماضي المجيد، حين لا تزال كامل المنظومة الحضاريّة والثقافيّة التي نرتادها متشبثة ومشبّثة إيّانا بطريقة أو بأخرى بما أسّس الأجداد من مجد وما أقام الأوّلون من صرح…
من ثمّة يأتي الاستقلال في أبعاده المختلفة وغير المتناقضة حلم من عاشوا الغبن وذاقوا الأمريّن وهو كذلك تلك اللحظة المفصليّة ونقطة التحوّل بين منطقين كلّ منهما نقيض الأخر وأيضًا عهد نقيض العهد السابق وكذلك فترة ربط الحلم الجميل بالواقع الذي حلمنا به رائعًا…
أيّ الاستقلالات نعني أو بالأحرى أيّ المعاني نعني حين نعطي للفظ الاستقلال؟؟؟
يمكن الجزم أنّ الأبعاد الثلاثة متداخلة ومترابطة في أذهاننا وغير مفصولة عن بعضها في وعينا، لكنّ المنهجيّة الصحفيّة أو بعض الإجرائيّة العلميّة تجبرنا لزامًا على استقراء الألفاظ ضمن حقيقة كنهها وعدم تعويم معانيها أو حين يتشبّث البعض من أهل هذه الحرفة بما يتقنون من حذلقة لغويّة يراوحون بها مكانهم ولا يبرحون البتّة لحظة البدء!!!
الأكيد والذي لا يقبل الجدل البتّة يكمن في عدم قدرتنا على الفعل سوى في راهننا بغية التأثير فيه ومن ثمّة محاولة صناعة قادمنا، وبالتالي يصير الواقع الذي بين يدينا ومن ثمّة المستقبل الذي ينتظرنا أبهى [أو أسوأ] صورة لما نراه أو نعتبره من استقلال.
لا يختلف عاقلان أنّنا نعيش واقعًا ملتبسًا تتنازعنا ضمنه متناقضات كثيرة فمن ناحية نشهد دلالات متعدّدة عن حالات التردّي والأوضاع المأساويّة سواء ما يخيّم على واقعنا من سحابات سوداء لم تستطع فضائيّات الرقص والغناء الماجن سوى ترسيخها، ومن ناحية أخرى تبدو لنا دلالات مبشّرة في فلسطين أو العراق أو غيرهما…
مفهوم الدولة القطريّة التي جاءت نتاج الحركات الاستقلاليّة تآكل ليس فقط بفعل التأثيرات الخارجيّة، بل أيضًا لعدم قدرة النخب الفاعلة على تطوير الاستقلال ضمن مفاهيمه المتعدّدة وصولا به إلى ملائمة الأوضاع القائمة المختلفة موضوعيّا وبنيويّا عمّا كان عليه الوضع سواء أثناء قيام الحركات التحريريّة أو العشريات المنصرمة…
كذلك لم تحصل قطيعة بنيويّة حاسمة بين المرحلة التي سبقت لحظة الاستقلال وبين التي تلتها، فخلاف ما كانت قطاعات غالبة من النخب والشعوب تحسب أنّها انتقلت من « جهنّم » إلى « جنّة الخلد »، جاءت الأنظمة بدون استثناء متماهية مع من سبقها من خلال السطوة والجبروت وكبت الحريات ولجم الأفواه، تارة باسم الدفاع عن هذا الاستقلال والذود عنه وأخرى تحت تعلّة أنّ تحرير الأرض يستوجب توحيد الصفوف ومن ثمّة صارت الديمقراطيّة والحريّة من الترف وقد أفتنانا البعض بالتأجيل أو هو التحريم والحرمان.
مفهوم الاستقلال صار راهنًا بل هو رهان ضمن الأولويات الإستراتيجية حين صار السقف العربي الرسمي المعبّر عنه من خلال القمم العربيّة المنقضية لا يتعدّى سواء في فلسطين أو العراق الشروط الأمريكية الموضوعة سلفًا، حيث نشهد بما لا يدع للشكّ أو الجدال انحسار هذا المدى أو « تكمّشه »، فما نشهده [ضمن المجال البيّن، دون القدرة أو الرغبة في استقراء الدواخل] يجعلنا نجزم بأنّ اللعبة بدأت أو هي قائمة بـ »سلطنة » هذه الأنظمة أيّ جعلها على شاكلة ما يسمّى السلطة الفلسطينية التي جاءت باجماع خبراء القانون الدولي حالة شاذّة ومنبتّة ودون رابط بواقع الأمر أو رغبة الشعب الفلسطيني في الاستقلال أو تطلعات النخب الن التي راودها حلم كبير!!!
نصر الدين بن حديد
(ملاحظة من هيئة تحرير « تونس نيوز: تبين لنا من خلال مراجعة محتويات العدد الثاني من مجلة البلاد أن هذا المقال قد نُشر فيها)
أمريكا وإسرائيل وتوجهات الحاكم العربي ومعارضته بعد5سنوات من 11/9/2001؟
حسين المحمدي تونس
اخيرا فتحت الحرة ركنا من اركانها لمعارص من تونس.لها الشكر.واعتبر نفسي مرسما في قائمة الانتظار.
تنويه إلى كل من فيه بذرة الحرية والى كل قلم حرعبر العالم.
…النظام العربي الرسمي لم يغيرقيدأنملةمن معاملاته وتعاملاته مع المواطن قضائياوامنيا
وعلاقاتياعلى الرغم من متابعته لمحاكمة صدام؟وتركيز المجتمع الدولي على القضاء الصوري؟
وأفضل دليل قريب جدا على هذه العقلية الإرهابية الرافضة للتطوّر..دفع النظام التونسي رهائنه
لكتابات عبرالصحف والانترنت هر سلةللمعارضين الجديين من ناحيةوفبركة لقضاياوشهود
وحيثيات لي شخصياعلى غرار ما ورد بتاريخ 23مارس2006 من رهينة تونسية كانت حوكمت سابقا؟من جهة أخرى.وهناأدعو كل رجل حرأن يعودإلى صحيفةالحدث التونسيةلمارس2004
نعم مارس2004.وسيجد بها ضمن ركن سري…مسئول محلي سيمثل أمام حاكم التحقيق؟وعلمت
قبل نشر الخبر أن جنابي هو المقصود.وان ما نشر يوم 23مارس2006كان جاهزا منذ يومها إلى
جانب روايتين أخريين؟ولأكون أكثرتوضيحا.خبر الصّحيفة خرج 10ايّام بعدأن قال احد الأصدقاء
إلى عدد من زملائه عن عزمي الترشّح إلى منصب رئيس الجمهورية؟وورد هذا ضمن كتابي
وكتاباتي.والرجل حيّ يرزق وعاش معي نشر الخبروشهد لي بصحة معلوماتي ودقتها…هذا هو النظام التونسي؟قلت سأفرض محاكمتي التي تجهزت لها كما ينبغي وقبل نهاية جويلية المقبل
وسيرى العالم من هو الفريق الحاكم؟وكيف يرزح أشباه الرجال تحتهم.ما سيبرز عنهم من اغرب ما يكون.
من أين يستمدالنظام التونسي على غرارغيره من العرب؟القوة لتحدي المجتمع الدولي؟النظام التونسي يمارس الإرهاب في أقسى أشكاله وهناك حماية غربية؟كيف نعيش؟وكيف نعبّرعن هذا للمجتمع الدّولي؟اتركونا نبرز إلى جانب التاريخ(محاكمة صدام)ما يجري اليوم في تونس المعتدلة والعاملة للسلام؟وحقيقة ما يجري داخل الأحزاب والعمل لصالح الحداثة والتحديث والسلم والأمن الدوليين؟لقد وردهذا في كتابي الذي وقع السطوعليه بمالنا؟اتركونانقول للعالم هذا مباشرة وعبرالوثائق والحجج فيكون في هذا حكمة كبيرة جدا وسنرى كيف يكون التغييرعربيا.
وكيف لا يكون هناك جندياواحدا ولا من يضحك على أمريكاويغرّربها و…
حكمة اليوم
الأولى
1-خلال جلسة 15مارس2006 لمحاكمة صدام وأعوانه’ركّزالادّعام العراقي على عرض وثائق
من إعداد المخابرات العراقيةلسنة1987متابعة لمآل قضية الدجيل من حيث الأحكام والمحكومين
وتنفيذ العقوبات من عدمها وغيرها.(القضية وقعت1982).
2-هذاالإجراء هوعمل مخابراتي بحت يبرّر به الدكتاتورنفسه بعدأن أمربكل شيء.من هنا يأمر ويحددالعقوبة ونوعيتهاومكانهاومن يسهرعليها.وبعد مدة يجري تفقدا؟وأبحاثا؟حرصا منه على
القانون؟وفي الواقع هي عملية مسح يقوم بهاالدكتاتورحتى يخرس من قام بالعمل ويتحول إلى مجرم إن غضب عليه صاحب الأمر والفضل.عمليات تفقّد لتكوين ملفّات.تفقّد يكلف ماليا؟وعلى
فكرة عربيا كل من أعدت لهم ملفات من جراء تفقد ما تمت ترقيتهم وفي وزارات حساسة؟
3-هذه التقنيةمعمول بهاعربياعبركل الأنظمة.اطلب منك واصنع لك ملفا؟التفقديات العامةهذاعملها
كل من طلب منه طلباواحدا في التعذيب والقتل والاعتداء والضرب والحكم وإعدادالتقاريرالمزيفة هواليوم تحت الرحمة.ولكن الدكتاتوريرفض أن يكون تحت الرّحمة؟لهذا حرّك ودوّر وشلّك و…
4-التركيزعلى هذه التقاريرفيهاحكمة دوليةكبيرة.تقول لكل من أجرم ويجرم ومن يوغل في ذلك
انظرالمثل.غداالدكتاتوريتفصّى ويتحمل المسئولية من أعدّوحرّروجلب وإعتدى وعذّب وتسوّرمنزلا
واخذأووضع بضاعة؟وحكم وأودع السجن وسهرعلى العقوبة….الدكتاتور يخاف النظيف…ونحن قرانا الحساب باكرا.محاولات المس بناهناتزيدنا قوة.وهو ما يجري حاليا.واليوم دوليا الامرواضح
هل يمكن أن يكون التغيير والسلام برجال من العن ما يكون؟وبمعارضة ربما انتن من الحاكم؟الم
تكن العراق درسا أول هنا؟ولبنان درسا ثانيا؟وفلسطين درسا ثالثا؟لنرى اليوم بعد 5سنوات من الضجيج ما فعله الحاكم العربي ومعارضته للأمن الدولي والسلام؟وما هي نتائج عمل وتحركات الحاكم العربي الحليف لأمريكا واليهود؟ماذا ابرز لهم؟من عطل ويعطل فعليا أي تغيير عربي حقيقي؟والى متى اللعب على أنظمة مفلسة وتفلس ومعارضة أتعس منها؟
الثانية
.النظام عاجز.الأحزاب لا وجود لها.زيارات غربية والاجتماع بالاثنين؟المستقلون عماد الطبقة الوسطى والتغييرمحكوم عليهم الانتماء إلى الأحزاب الحاكمة؟أوالأحزاب الورقية؟أولا تعبير لهم؟أي مجموعة تجاوزعددهااثنان يأتيهاالبوليس.هناالحكمة تكوين مجموعات؟اوالتحرك كأفراد
لنشرالفكرالحروالاستقلالية؟منذ5سنوات فقط بعد11سبتمبروالعالم يراوح هنا.الانتخابات الحرة في كافة مراحلها وحدها تعطينا برلمانا على غرار ما رأيناه في إسرائيل منذ أيام فقط.
اللوبي اليهودي ليس هدفا ولا بالمثل الجندي الأمريكي.بل الفساد والفكر الانقلابي.
…بعدالكاريكاتير’يتم التركيز هذه الأيام على حكاية تغلغل اللّوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا’.اللوبي لا يمكن أن يتكوّن وان يثبت الذات والوجود والدورخاصة في بلاد مثل أمريكا إلا إذا كان يملك ما به يقبل وسط مجتمعات ليبرالية مدنية ديمقراطية لا مكان فيها إلا للذّكاء والخلق والابتكار والاستحقاق والتفوق.
.ومن هنا فان ما نراه نحن’أشباه رجال السياسة والقلم والفكروالادعاء بالباطل في اغلب المجالات’عيباوربما خطرا على أمريكا نفسها(نحس مكانهم؟)هو في الواقع بمعايير الاستحقاق والامتيازنقطة من نقاط قوة أمريكا ونجاحها وريادتها للعالم أمس واليوم ولوقت قادم وطويل.
.على هذا الأساس نحن متخلفون جدافي الفهم الاجتماعي للتفاعلات المجتمعية داخل قوة عظمى.وعليه نحن ضرورة بنينا ونبني تحاليلنا وعلاقاتنا على ما هو غالط من الأساس ولذلك نحن خارج التاريخ ونصر على أن نكون كذلك؟
.اللوبي اليهودي المنتشر في كل المجالات الحيوية داخل الولايات المتحدة الأمريكية والذي يملك المال ويساهم في تمويل الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية بما يتراوح بين 60و75في المائة
يعمل لقوة أمريكا ونهضتها وتقدمها أكثر.لا يكرس وقته وجهده للتفكير في التغلغل لأهداف غير واضحة.ولا يستند إلى دكتاتوريات من اعفن ما يكون.ولا يعمل لدكتاتوريات أعماها العطش المالي والأخلاقي.أو أحزابا دينية أو منتوجات لها رأى العالم مشاريعها وأفكارها وما تحمل للعالم إن صارت قوة؟
.المشكلةلا تكمن في وجود لوبي يهودي داخل أمريكاأوفرنساأوغيرها.بل في مشاريعنانحن وأهدافنا
من السياسة أصلا.ومن يطّلع على ما تكتبه المعارضات التونسية عبر مختلف المواقع الالكترونية والصحف والدوريات ومشاركات رجالها عبر الفضائيات وعبر علاقاتها المباشرة
وتحولات رجالها من الأبيض إلى الأسود مرة واحدة وبعيون مفتوحة…يصاب بالقرف..في حين كان الأولى وإقتداء باللوبي اليهودي.نعم.تحديد اولويات ومحاوروالذهاب مباشرة إلى الهدف تعريفا بقضاياناالاساسية وأين لا يزال يسمع كذب النظام لتجاوزه بالحق والموضوعية والتفسيرات المقنعة والتأسيس معها لتوجهات فكرية وسياسية جديدتين لا يخشاها اللوبي اليهودي نفسه وأية جماعة من جماعات الضغط الأخرى.
.العكس تونسيا.ويتكرر هذا منذ عهود.ويتواصل.ونريد أن يسمع صوتنا وان يرحمنا هذا اللوبي وذاك.أو نريدان نجره إلى تفاهاتنا وكذبنا وتخلفنا.وعكس ذلك صياح وضجيج من أتعس ما يكون ونتصور ذلك سياسة ونضالا وفكرا.لا بل من يرفض هذا تحاصره معارضة؟قبل الحاكم؟
.يوم ضرب بن لادن.تصوّرت لو كان لديه سلاحا نوويا؟وكل الكتابات والتعليقات والحديث من بيت لبيت ومن شخص ومن صحافة الحاكم العربي.نعم.تقول بان ما وقع دعاية وفبركة مخابراتية أمريكية؟فكر مؤامراتي من العن ما يكون من الحاكم ومنتوجاته وان اتخذت ركنا يقابل الحاكم في المفردات والنعوت ولكن نتيجة هو ذات سلوك الحاكم؟
.اللوبي صناعة.يعني عقلا وقدرة على النفاذ والإقناع وسط مجتمع مفتوح.لوبي يساهم في كل شيء داخل الولايات المتحدة الأمريكية.لدينا نحن إذا قدر لواحد أن يبرز فان الحاكم يجنده لصالح الفساد أو الإرهاب؟أو يحاصره هناك حتى لا يكبر.أين زويل؟وأين عشرات الآلاف من زويل؟
المعارضة نفسها تتقن الحصار والمحاصرة.بل الكثير من رجالها يجرون الاتصالات السرية اليومية ويتفقون مع الحاكم على سبيل المثال منذ11سبتمبر بمحاصرة عناصر الفكر الليبرالي إلى أن يذهب بوش؟وجهرا يكتبون مقالات تنقد الحاكم؟آخرون تزوّدهم المخابرات بما يكتبون؟
اللوبي اليهودي لم يضرب أمريكا ولا في نيته تدميرها ولا تسليم العالم إلى دكتاتوريات
.يوم 11سبتمبر2001ضربت جماعة أنتجتها السعودية ومصر وبدرجة اقل اليمن.وتقريبا الدول العربية من
أصحاب التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واليهود…في أمريكا بالذات..
.هل تغير شيئا بعد الحديث المتواصل عن الحرب العالمية على الإرهاب؟وكيف هو الوضع داخل البلدان العربية ؟ومن حول إسرائيل؟ولماذا أصلا ربط إسرائيل بموضوع التداول على الحكم عربيا؟
.تركيزي على إسرائيل نابع من عمل الدكتاتوريات العربية للسلم والسلام والأمن عبر العالم.واعتبار لوبيات يهوديةلأسباب متعددة أنظمة تونس ومصر والسعودية تحديداأنها معتدلة وقابلة لإسرائيل وتعمل لأمنها.والأنظمة العربية عملت وتعمل على أن يكون مقابلها ما نراه اليوم عربيا.حركات دينية ترفض وجود إسرائيل أصلا وأخرى يسارية لا تنام على رأي.إلى جانب عدم جعل ولو بذرة واحدة للحرية تنبت.وهو ما جسمه خير تجسيم حزب الوفد مؤخرا.الحاكم اللعين أو الإسلام السياسي.ورجال الإسلام السياسي منشرحون ولم يدركوا بعد أنّ هذا خرّبهم وسيخرّبهم أكثر.ومن الأمثلة الدّالة على هذا.
محيط إسرائيل
.إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومنذ منتصف السبعينات وتحديدا بعد زيارة المرحوم أنور السادات
إلى القدس وهي تراهن على قيادة مصر للأنظمة العربية نحو السلام وقبولها الواحد بعد الآخر لإسرائيل؟
.النتيجة اليوم مع بدايةالشهرالرابع من سنة2006’أي’بعد 33سنة’ومع أول انتخابات في مصر’برز الإخوان
بإرادة مبارك’تخويفا لإسرائيل.لأننا رأينا ببساطة تقارير الهيئات القضائية نتيجة ونسب ترسيم ومشاركة.
فلماذا كان الإخوان وليس غيرهم؟وقلت هذا منذ يوم 1جويلية في رسائل الكترونية وجهتها إلى شخصيات دولية(الأرشيف موجود).رأيت فوز الإخوان منذ ذلك اليوم وقمت الأسباب.رأيت فيها ما جرى ويجري في فرنسا؟…
.مبارك هذاقبض مليارات ومليارات.إذا تمت قسمة الأموال التي تحصّل عليهافقط نظام مبارك منذ1981
من العرب والأمريكان والاتحاد الأوروبي’نجد أن المواطن المصري تحصّل على نصيب كبير جدّا ومع
ذلك هو مكانه فكرياوسياسياومشاركة وقبولا للآخر…
.من المفروض بعد 36سنة من الحديث عن الانفتاح الاقتصادي والحرية الاقتصادية والليبرالية والحداثة والتحديث والحياةالحزبيةوملايين المتخرجين من الجامعات والمعاهد العليا…أن تكون هناك توجّهات ليبرالية وديمقراطية…والمبادرةالخاصةوالتحررالاقتصادي من المفروض أن يلد ولو بعد40عاما من الحديث عنه ولو
القليل؟هذا اليوم غائب تماما…أموال رهيبة وتنمية وحديث عن الخوصصة والأحزاب وعشرات الآلاف من الجمعيات والنتيجة إخوان وإخوان؟وهنا الخراب عربيا هو صناعة من الحاكم وكومبارسات تلعب أدوارا؟
.مال غربي رهيب وحماية لمبارك لا مثيل لها وتبرير لقمعه ولمنعه الحرية.والنتيجة أن إسرائيل على بعد أمتار منه جاءها الإخوان؟.سبعون مليونا في مصرينتجون مشتلة الإخوان.بجانبهم حماس والجهاد.وبجانبهم
حزب الله.وبجانبهم الإخوان في الأردن وبجانبهم الإخوان في سوريا.هذا فقط في مستوى دول المحيط.
.نذهب قليلا فنجد الكويت يسيطرعليها نفس الأشباح.واليمن حدّث ولاحرج.والسعودية هي الحاضنة والمنبت والممول بالمال والفكر الوهابي والحماية الغربية لشطحاتها لمالها ونفطها؟وفي قطر حفنة وحديث عن كل شيء إلا عن دولة وأحزاب ونموذج.وابعد قليلا إيران وما صارت ترمز له وبه من حماية للحركات الإسلامية.في كلمة في الشرق الأوسط واسيا الوسطى تقريبا هذا هو النموذج التي يتبلور بعد عقود من الاستقلال ومن دول حليفة إلى أمريكا وإسرائيل؟مال ونفط وتعليم حديث وقطاع خاص حيوي وملايين فرص العمل منذ نحو 3عقودوالنتيجة غياب كلي للفكر الليبرالي؟وسيطرة للإسلام السياسي؟
.في المغرب العربي ذات المظهر والنتيجة.رأيناالجزائر لسنوات وذات الشبح يتواصل اليوم.بل خلال انتخابات
رئاسةالجزائرالأخيرة كان تحالفااخوانيا مع بوتفليقة ضد بن فليس.وهو ما يجري في تونس لسنة2009…من ذات الذهن والمرجعيات…سياسة قطرة قطرة(قبل2009بقليل)وحزب ديني هش حاليا ومحاصرة لكل من فيه رائحة الليبرالية داخل وخارج تونس واثبات حسن النية عبر محاصرتي شخصيا ودفع رجالا محددين للكتابة والهر سلة…من عوامل الوصول إلى 2009بنفس الرئيس أو بتعيس من اختياره(قوة قاهرة)..انتخابات جمعية المحامين الشبان احد المؤشرات القوية؟
.في موريتانياذات المظهر وفي المغرب أيضا.تقريبا الدول العربية مستنسخة ذات الشبح والأشخاص والفكر.
.أين الخلل؟ما جرى في حزب الوفد من اخطر ما يكون على محاربة الإرهاب؟
.كل الأنظمة العربية الحالية’بما فيها النظام العراقي السابق’كانت وهي ممسوكة من الغرب وبرضى إسرائيلي.بل تبرير لقيامها بكونها تخدم السلام.أو لنقل لا تشكل عليه خطرا هاما.وكنا نصرخ أنها منبت ومصنع الإرهاب ولكن…وأفضل واحد من هذه الأنظمة بعد حماية له ولمدة لا تقل عن 50سنة أنتج لحلفائه حركات إسلامية ثم حاربها؟منعا للحرية واليوم ينسق معهالان تقبل به لمدة قادمة؟مقابل تسريح مناضليها على جرعات وأحزابا من بقايا القومية واليسار ومن إسلاميين مرتدين لا تملك أكثر من مقر وجريدة تصدر في المناسبات إلى جانب رابطات حقوقية تسلل إليها اليسار والإسلام السياسي والقومية…
يعني الحليف الأمريكي اليوم أمامه حاكما من افسد ما يكون ومشاتل له تعمل بذات الذهن والسلوك والإطار..
هذه الذهنيات حولت الليبرالية والاستقلالية إلى عدو حقيقي اليوم وليس الإسلام السياسي وغيره من الدكاكين.
وأتقنت الفضائيات العربية إخراج هذا الليبرالي وذاك في شكل تعيس ومستقو بالأجنبي؟والحال أن الحاكم برمته قام ويقوم على حماية غربية أساسا؟وحتى وهو يسيء اليوم هو محمي غربيا؟والحركات الإسلامية بغباء منها وحسابات خاطئة تطيل له العمر…
.تتواصل هذه الأغنية منذ سنوات.وكل النخب العربية ذبحت تحت هذه التخمينات والروايات.ودون فلسفة كبيرة هل إسرائيل في مأمن بفضل هذه السياسات والرهانات؟ماذا أنتجت هذه الحماية الرهيبة للفاسدين والمفسدين على امتداد قرونا؟وما هي نوعية منتجات الأنظمة العربية الحليفة لإسرائيل ولأمريكا تحديدا؟وهل هذه المنتجات تخدم السلام والآخر والتسامح ولو بالحد الأدنى؟هذا ما يوجه إلى إسرائيل الداخل واللوبيات؟
السلام فكر وإنسان وشخص ومصالح ورؤية
.اختارت إسرائيل وأمريكا نماذج عسكرية.وهذه أحاطت نفسهابهيئات لقيطة من أحزاب وجمعيات.الأحزاب لا وجودا شعبيا لها.بل محرم عليها ذلك بما فيها الأحزاب الحاكمة إلى جانب الفساد وهو ما جعلها أجساما ضخمة وفارغة.كان من الطبيعي أن تستغله الحركات الإسلامية لتبسط نفوذها وتوسّع من مجالات تواجدها ووجودها.الجمعيات يكونهّاالحاكم على شاكلة الأحزاب.ورابطات حقوق الإنسان عربيا لجا إليها شيوعيون وقوميون وإسلاميون.ومن النادرجداأن هذاالثلاثي يؤمن بالديمقراطية.بل بالفكر الطبقي وبالسلطة المركزية.وبفكر وولاية الفقيه.وبالدولة القومية المركزية.
.ولعله هنا من النادرانه لم تقم هيئة حقوقية واحدة بدراسة هذا وعلى امتداد عهود.إذن عمليا إسرائيل هي بين
مجموعة من الأعداء.أحزبا وجمعيات وهيئات.ونرى لقاءات واجتماعات.ولكن المراوحة في المكان.النظام
مع إسرائيل والجمعيات مع أمريكا وإسرائيل والشعوب لا وجود لها.بل لا تنتخب.فكيف يفوز الإسلام السياسي؟
.ثم الحاكم العربي مكانه منذ دهرا.فكيف يكون منتوجه حركات يسارية وقومية وإسلاما سياسيا وهو حليف لأمريكا ولإسرائيل؟وتنسيق امني ومخابراتي وعلاقاتي على امتداد الأيام والأشهر والسنوات؟وإصلاح تربوي في اقل بلد منذ 20سنة؟وفي تونس فقط منذ 7نوفمبر1987تخرج على الأقل بين أصحاب مهن حرة وأساتذة ومعلمون مليونان على الأقل؟ما يفوق عدد الناخبين؟
الحالة التونسية…
سابدأفقط منذ 1987’تاريخ ولوج السيد زين العابدين بن علي قصر قرطاج’عبر انقلاب عسكري.ابعد الرجل كل من فيه رائحة النزاهة والفكر.ووضع تونس بين يدي حفنات من اليساريين والعياشة.مات الحزب الحاكم.تقرب من عناصر النهضة وتقربوا منه قبل 7نوفمبر1987ومع بداياته.وكان تدبير وختلة الواحد بالاخرمصيبة على تونس إلى حد اليوم .بل إلى أن يرث الله الأرض.انصح رجالها بتغييرات جذرية قبل
فوات الأوان ولفظ علنا ما بهم صار النظام يلعب ويتلاعب…وعدم جعل نضالات رجال عرفوا السجون والإهانات والمرض لسنوات تضيع هباء منثورا…تونس صغيرة جدا.كل شيء يسمع ويحكى ويعرف…
.النظام طيلة 18سنة يعمل بالعناصر القومية واليسارية والإسلاميين المرتدين وفاسد من كل مجال ولكل مجال.كان وسيكون من نتائج هذا تدمير الدولة والقيم والفكر.وهذا عربيا وليس تونسيا.والأغرب أن هذا قاله مبارك خلال زياراته لأوروبا ويقوله كل رئيس عربي لزواره…الانتخابات تأتي بالإسلام السياسي؟
.هذا العمل أنتج للحركات الإسلامية مجالات واسعة جدا للتحرك ولكسب الأنصار وبالمجان.والنظام من أهدافه الوصول إلى هذا .وجسّم هذا مبارك خير تجسيم خلال انتخاباته الأخيرة.قال لليهود ولدولة إسرائيل إما أنا وإما الإخوان؟وبن علي يصنع الأمرنفسه.وفي سوريا.وفي الأردن وفي لبنان.ليس ابن الحريري من يتحكم بل حزب الله والأيام بيننا.بل إيران تحمي النظام التونسي.وحزب الله قناة المنار تعمل للنظام التونسي. اليوم استراتيجية الحركات الإسلامية المحافظة على الدكتاتوريات وليس العكس.بقاء الفاسد هو إعطاء يوميا مئات الآلاف من الأنصار إلى الحركات الإسلامية دون مواجهات مع الأنظمة والأنظمة مقدرة هذا.اتركني أكمل المشوار.ونتفاهم.وأقذر الأدوار لعبتها وتلعبها الجزيرة…
.هذاالعمل جعل إسرائيل اليوم جغرافيا محاطة بمحاضن تفرّخ للإسلام السياسي ملايين الرجال.وحاكم عربي فاسد يتهاوى يوميا لصالح من.؟وهنا كانت دائما أسئلتي.إسرائيل ومهما كانت لديها من قوة على مختلف الواجهات فهي في حاجة لجيران يتداولون الحكم.يحتكمون إلى صناديق الاقتراع حتى يدرك الإنسان نوعية ما يجري هنا وهناك.الجمود اكبر خطر يهدد الأمن الدولي.
قمت بالتجربة تونسيا
.النظام في تونس صحفه المختارة منه والتي لا تكتب إلا تحت بصره تعدّ أتعس صحافة عربية من حيث الكتابات حول أمريكا وإسرائيل؟علما وانّ النظام محمي إلى ابعد مجال من اليهود والأمريكان؟وهو يدّعي التخصّص في محاربة الإرهاب؟ولكن عمليا يعمل بإسلاميين مرتدين؟ومع الإسلاميين عبر العالم.اتركوني أكمل المشوار وكل مرة أطلق لكم سراح مجموعة من السجناء وهناك اتفاقا.وبالمقابل لا حرية ولا ليبرالية ولا يسار ولا فكرا مدنيا ينبت.وجرى ويجري هذا بامتياز.وكل الأحزاب والحركات تحت رحمة البوليس السياسي من هنا والإخوان من هناك.
هنا ما هي مصلحة إسرائيل وأمريكا؟
منذ بدأت الكتابة والمخبرين عبر أوروبا وأمريكا يجوبون من بيت لبيت عربيا وليس تونسيا فقط…انه امريكاني ويحملون الفقرات التي اكتبها حول اليهود…بل كتبت اليوم أكثر من 1500صفحة لم يكن هناك تعليقا واحدا حول المضامين؟بل كل ما برز يحيل إلى أمريكا واليهود؟والحال أن جل هؤلاء من أصدقاء أمريكا واليهود؟بل هناك من يتمسح على أبواب أمريكا طمعا في محاضرة وفي تدخل منه لدى النظام؟
.حملات واسعة ومنظمة ومنتظمة تستهدف شخصي ولكن إعلاميا يشار إلى هذا وذاك؟صناعة لمناضلين؟
أشنع حملات تستهدفني من معارضين؟ورجال حكم.البقية النظام يهرسلهم؟يجدون هذا وذاك ليدافع عنهم..كتابي تمت محاصرته من رجال الجهوية ومن أشباه معارضين ورجال إعلام ومال عربي وفرنساتحديدا من بيت لبيت ؟لماذا؟طالما أنني معزول؟ولا احد ورائي؟وحديث عن حقوق الإنسان والظلم والانغلاق و….
.باختصار شديد….اليوم في باريس تحديدا جولات مكوكية من … على هذا وذاك لتنبيهه من خطورة الأمريكان واليهود ومن جريمة الاقتراب مني.وقائمة في العناصر الليبرالية التي يمكن أن تشكل خطراحالياعلى الأنظمةالمتهالكة وعلى طموحات رجال الإسلام السياسي وعلى ما يقال عنها أحزابا؟في نفس الوقت الذي يجري فيه استغباء هذا الشخص وذاك للمتاجرة به غربيا…
.داخل تونس تكفل هذا وذاك لان يكونوا شاهدي زور؟وبتلقيني درسا في الوطنية والكره لليهود.بل احد الصحفيين من أصدقاء اليهود والأمريكان.سألته.وقلت له انظر في العين عندما يطرح عليك سؤالا….اعرف تمسّحك أمام اليهود في باريس تحديدا فلماذا تكتبون بهذه الفضاعات….بسرعة قال حرفيا….هو لتبرير شيئا ما…وحتى تبقى جذوة العروبة والإسلام حية؟وجاء مخبرفتغيّر الحديث؟
.يعني ببساطة شديدة بعد 50سنة عربيا من مساندة أمريكية ويهودية للحاكم العربي تجد إسرائيل نفسها أمام دكتاتوريات تنهار مع كل يوم تضيفه مكانها وإسلاما سياسيا يتعملق.وما عليها غدا إلا أن تقبل اللعبة وإلا عدّت عدوة للديمقراطية؟حالها اليوم مع حماس؟وغدا مع تونس؟وغدا مع مصر؟عفوا الملك عبدالله يساند مبارك من الآن تحسبا لهذا الأمر؟
الحرب في العراق بيّنت أن التكنولوجيا لوحدها لا تساوي شيئا.وان القلم والفكر والإيمان والإرادة هي أقوى الأسلحة.وإسرائيل وأمريكا اليوم لا يملكان غير النووي والإسلام السياسي صاريملك الباقي.حتى من هو غير
إسلامي صار بالضرورة إسلاميا نتيجة دعم أمريكا وإسرائيل لرجال العجز والفساد.هذا قليل من كثير.يعني ببساطة شديدة الدكتاتور العربي كان أذكى من أصحاب الفضل عليه.
هو صنعهم تبريرا لوجوده واليوم يخرجهم للتحالف معهم.فهم من ناحية مثل غيرهم لهم حق الحياة ومن ناحية ثانية منهكين ومطلوب منهم اليوم محاربة الغرب ورجاله.أليسوا هم أولى بالحكم بعد الدكتاتور؟هذا الشعور هو القاسم المشترك بين كل الاخوانيات عربيا وصاحبنا في تونس يعول على هذه الروح..
.على كل يهودي عبر العالم أن يضع هذا أمامه وسيرى مستقبل السلام وقبولناالواحد للآخر كيف هو فعليا؟أقول هذا من موقع التجربة والدراية وان الليبرالية هي مستقبل العالم.الإسلام السياسي هو عينه مع تكتيكات صغيرة جدا.القضية لا تكمن في من يرفع شعار العنف ومن يرفضه.بل في من يحرم ويحلل ويفتي ويحنط.وهذه المفردات تشكل قاسما مشتركا بين رجال الإخوان عربيا.وكلها لم تتطور قيد أنملة من حيث فهمها للحرية والرأي والرأي الآخر والقسمة السياسية.علاقات الإخوان دائما مع الحاكم.معه تبيع وتشتري.اليوم كل الخطرترك العالم العربي بين شطحات اخوانية وحسابات للدكتاتوريات وفضائيات
إعلامية وليدة هذا النتاج…هذا الزواج جعل ويجعل…
الوضع عربيا من افسد ما يكون.
الوضع في تونس وفي مصر وفي السعودية وفي سوريا وفي الأردن وفي غيرها….من اخطر ما يكون على الحرية والفكر المدني وعلى أولاد فلسطين وإسرائيل.إذا ذهب هذا الحاكم الفاسد وذاك ولو بعد 10سنوات أخرى سيكون هناك إسلاما سياسيا من أتعس ما يكون.لأنه ببساطة إضافة إلى عمله بالمقدس فهو ورث شبح صديق فاسد.إذا ما أضفنا إليه وضعا هو عينه ليبيا وجزائريا وموريتانيا ومغربيا بدرجة اقل؟
.وهناالإعلام الحر والمراقبة الدولية لكافة مراحل العمليات الانتخابية ومحاسبة رجال الحكم من عمدة إلى رئيس دولة على من أين لك هذا هي المداخل الوحيدة اليوم لان ينحبس الخطر.
العملية الانتخابية هي فرص متساوية وتسجيل ناخبين ودعاية وإعلام وتعريف بالذات….الوضع عربيا من
أتعس مايكون.يلزمه منذ جوان القادم ولسنتي2007و2008عملا في العمق إعلامياليس عبرالحرة بشكلها الحالي
ولا الجزيرة ولا العربية ولا صحف الحياة والشرق الأوسط والقدس….بل عبر قنوات إعلامية لا تخضع
للمال والابتزاز والضّحك على الرّجال…هنا فقط يمنع الموت عن أولاد فلسطين وإسرائيل وتموت تربة الاستنجاب للإسلام السياسي.
حاكم ومعارض من أتعس ما يكون.ما العمل؟
.لقد جرّب العالم عرفات ورجال فتح.والنتيجة تعرفونها أكثر مني.واليوم هناك حماس.والحاكم العربي تاجر
أمس بعرفات وسيتاجر اليوم بحماس.وفي الواقع بموت أولاد إسرائيل وفلسطين وأولادنا نحن.ومبارك بعد أن كان يرى شارون عقبة أمام السلام صار يوجّه الدعوة لالمارت؟استعداد لان يضحك من جديد…وغيره
في تونس..وغيره ….إلى متى؟الم يكن عرفات لعبة بيد مبارك؟وتونس؟والسعودية؟ماذا فعل؟إذا كانوا لم يقدروا على عرفات فهل يقدرون على حماس؟المشكلة داخل إسرائيل وفي الجاليات اليهودية وليس خارجها.
إسرائيل بصدد تدمير وجودها أصلا بنفسها من خلال المراهنة على أنظمة جامدة.الحرية في تونس وليبيا وموريتانيا مداخل أساسية جدالان تتغيرالأوضاع عربيا.وتركيزي على الجاليات اليهودية والأمريكان..منطلقه التجربة…معركتنا تربح وسط مكاتب الدراسات ووسط الجاليات اليهودية ومراكز القوى
الأمريكية…والإعلام هو أهم عنصر…ومع عناصر إسلامية…مناظرات ومطارحات فكرية…من هنا ليبراليا
ومن هناك إسلاميا أو ممثلا لدكتاتور وحديث في العمق وليس عناوين احمد منصور والقاسم وبن جدو..
القمة العربية الأخيرة قالت بهذا.الدكتاتوريات لم تعد ورقة.في ظرف اقل من ثلاث سنوات لن يكون
بمستطاع عربياواحداأن يقول بينه وبين نفسه أمريكا طيبة واليهود لهم حق الوجود أصلا.أو الليبرالية معقولة كفكر للبشرية ..انظروا كتابات المعارضة التونسية ومحاور تركيزها ومتى تتحرّك؟
العطش المال والأخلاقي أعمى البصائر.لقد جربتم الحلول الأمنية والمخابراتية والحاكم العسكري الفاسد والنتيجة أمامكم.سلوك بن علي في تونس قنبلة موقوتة لكم ولنا.ولا اشخّص فالمعروض من معارضة تونس بقيادة الإسلام السياسي أتعس من الموجود.إن تركناالموجودكماهو زادت التعاسات والخطر.وان خلعناه دون خطة لسنتين على الأقل أعطيناالبلادلإسلام سياسي له امتدادفي ليبياوفي الجزائر.والجزائر كما هي ليبيا على حدودنا.ولنا تداخلات عائلية وعلاقاتية واقتصادية كبيرة.من يبنيها؟ومن يؤسس لها؟أنظمة منهارة وتنهار؟وقوى اسلامية تتحرك؟وعناصر ليبرالية لان مشروع الشرق الأوسط الكبير هناك مقموعة ومحاصرة بالليل والنهار؟الإسلام السياسي له الجامع والمسجد في أتعس الحالات 5مرات في اليوم والليبرالي من منزله في حالات كثيرة ممنوع من الخروج؟وذلك حيلة من الحاكم لعزله.وبما انه فردا ومفردا فلا يمكن الرهان عليه.وهكذا تظل بلداننا بين الفساد والإسلام السياسي وأمام أنظار العالم.الإعلام وحده يصنع الحرية.الدكتاتور يخاف العقل.والإسلام السياسي حتى وان توجه إلى نخب فانه يغلب الانضباط على الاستقلالية والفكر والتفكير.يعني في ظرف وجيز لا يكون إلا الحلال والحرام.وهنا الفكر الليبرالي له مجالات كبيرة ومتنوعة.على رجال الإسلام السياسي فهم وإدراك هذا جيدا.تونس تتسع للجميع في إطار جديد نبنيه على غرار عقلية ونموذج اللوبيات اليهودية التي وضعت هدفا استراتيجيا لها قبل بنائها أصلا…التكتل لبناء قوة تتاعظم وتتنامي.ولهذا شخصيا درست وادرس هذه اللوبيات وأسعى لان استفيد من قوتها وتأثيرها خدمة للحرية والليبرالية وليس لنشر التزوير والفساد والإرهاب ومحاولة الاحتماء بهم أو تدميرهم؟وسنرى هنا أن العقل التونسي مبدع.وان سعيه داخل إسرائيل نفسها من اجل رؤية سياسية جديدة تنحبس معها ما أمكن المتاجرة بالحياة والأرواح.كان كاديما احد نتائجها المؤقتة؟سنرى لاحقا هنا…
حسين المحمدي
محلل سياسي ليبرالي.ممنوع من العمل منذ غرة اوت2003.محاصر من الداخل والخارج.إلى أن يركع وينخرط في حزب معارض صنعه فريق الفساد والإرهاب وبعد أن يحرر رسالة إكبار إلى رجال العجز والفساد والإفساد.عكس هذا لا عمل ولا تنقلات ولا مال ولا بطاقة تعريف وطنية ولا جواز سفر؟رابطة حقوق الإنسان بتونس أخذت علما يوم 3اوت2005؟جمعيات وهيئات حقوق الإنسان الدولية أخذت علما منذ ديسمبر2004؟من هوهناالارهابي؟من يرد الفعل؟أم من يصنعه ويعيش به؟
تونس في 6افريل2006
ملاحظة
.هذاالمقال يكمّل على وجه الخصوص ما كتبته يوم22مارس2006الى السيدستيف هادلي بعنوان..
الحرية يحقّقها الحاكم العربي الفاسد وأحزاب المعارضة اللّقيطة؟
.من يمر من وزارة الداخلية لا يكون أبدا رئيسا جيدا أن قدر له ذلك لهول ما يرى من حقائق عن البشرو…هذا الاستنتاج قاله احد الرؤساء العرب بعد مروره بوزارة داخلية…قال حرفيا..
اعرف أنني رئيس غير جيد لأنني رأيت الخمج والنفاق والازدواج والزحف ونوعية وعدد المخبرين وأخلاق هذا وذاك.ولهذا قلت وأعيد…رئاسة الجمهورية لا تعني لي شيئا لأنني رأيت وعرفت واحتقر هذا وذاك.
هل عرفتم لماذا بنعلي في تونس وزير الداخلية أمينا عاما للحزب؟يأتي به ليرى ويعرف البشر
ثم يأخذه إلى الحزب.هل فهمتم؟وشخصيا أدخلوني الداخلية لأرى واعرف.
.كلنا يعلم بحكاية الخلية الامنية ليوم 8نوفمبر1987’اليوم احد رجالها صار من حاملي الحفائب في الداخل وفي الخارج ومن رجال الفريق الحاكم.سنرى الحكاية برمتها فربيا جدا وهي واحدة من مئات.
توفيق المديني: الفرنسيون ينقلبون على الرأسمالية …
توفيق المديني (*)
إن التظاهرات التي شارك فيها أكثر من مليون شخص ، و شملت أطيافا اجتماعية من الموظفين وطلاب الجامعات وتلامذة الثانويات مع النقابات و اليساريين في مختلف أنحاء فرنسا خلال النصف الثاني من شهر مارس الماضي ، يمكن وصفها بأكبر حركة تمرد اجتماعي تعيشها فرنسا منذ العام 1995.فالمتظاهرون الذين قدموا استعراض قوة جديد ضد القانون حول « عقد العمل الأول » الخاص بالشباب، الذي يسمح للشركات بطرد العمال الشباب من العمل خلال عامين من عقد الخدمة الاول من دون إعطاء اي سبب، تعكس تظاهراتهمم ميولا راديكالية بعيدة الدلالة. فالجمهور في الشارع يتحدى شكلاً من أشكال الاقتصاد الرأسمالي، الذي يعتبره قسمٌ كبير من الفرنسيين ـ إن لم يكن الأكثرية ـ خطراً على القواعد الوطنية للعدالة، والأكثر من ذلك: المساواة، وهي القيمة الموروثة عن الثورة الفرنسية، والتي تنفرد بها فرنسا بين الدول الديموقراطية: « الحرية والمساواة والأخوة ».
و على الرغم من أن فرنسا شهدت في خريف 2005 ثورة شباب الضواحي الذين لم يكملوا دراساتهم الجامعية ،و تظاهروا للتعبير عن أوضاعهم السيئة ، و رغبتهم في الاندماج فإنه اليوم ، و من خلال المظاهرات ضد عقد العمل الأول ، نجد أن الطلاب الذين يتمتعون بمستوى تعليمي أرقى هم الذين يعبرون عن خوفهم من نظام التوظيف الجديد.
و خلف هذه اللوحة الاجتماعية القاتمة ، يرتسم قلق وجودي، يشاطره الأهل ،بشأن دخول أبنائهم إلى عالم الرشد. و الحال هذه ، الجميع في مأزق:الوضع الحالي غير مقبول في ظل ارتفاع معدل البطالة، و رفض الشباب الإصلاحات الواحدة تلو الأخرى المقدمة من قبل السياسيين ، في إطار ردة فعل للحماية أو الدفاع .
لقد تدهورت الحالة الاقتصادية لحملة الشهادات الجامعية في عام 2001، ما بين فترة تخرجهم من الجامعة و الوضع الحالي.فقد انتقل معدل البطالة في صفوفهم من 12% في مارس 2002 إلى 8% في مارس 2003، قبل أن يرتفع من جديد إلى 11% في مارس 2004.و هذا الخوف من تدهور أوضاعهم الاجتماعية ، هو الذي دفعهم إلى الالتحاق بالشباب العاطلين عن العمل ، إذ إن أي منهم لا يشعر أنه بمنأى من الخطر الذي يحدق بالجميع ، حتى و إن كانت نسبته ضعيفة لحملة الشهادات الجامعية ، من الشباب الاخرين .بيد أن التأثير السلبي للحالةالاقتصادية و غياب أفاق الخروج من النفق المظلم يجعلان الصدمة السيكلوجية أُسّيّة … ويدفعان حاملي الشهادات الجامعية من الشباب إلى القبول بشروط عمل مؤقتة دائما.
ولأن المصاعب الاقتصادية للشركات الفرنسية هي التي دفعتهم أيضا إلى قبول أشكال التوظيف المؤقتة و القليلة التكاليف.و حسب المجلس الاقتصادي و الاجتماعي (يوليو 2005)، وظفت الشركات الفرنسية 800000 متدرِّبا سنويا، منهم 60000 إلى 120000، حسب التقديرات ، يتطابقون مع وظائف العمل ذات الدوام الكامل.أما العروض المتعلقة بالدورات فهي مصاغة في الأعم الأغلب كعروض عمل ، منشورة على السندات عينها لهذه الأخيرة،و مدارة من قبل أجهزة اختيار الموظفين بطريقة مماثلة.
وهناك قسم كبير من الشباب عيّنوا لفترة اختبارتدوم نصف شهرمن قبل أرباب العمل الذين وظفوهم . أ ما الدورات التدريبة فهي تمدّد بانتظام ، لكي يوقع الشاب المتدرب في النهاية على عقد عمل محدود ( من ستة اشهر إلى سنة).و بالمقابل ، نادرا ما تتجاوز المكافأة الحد الأدنى من أجر العمل(السميك)، حتى للذين يحملون شهادات جامعية (باكلوريا +5)!وعندما تكون المكافأة أقل من الأجر الأدنى بنحو 30%، يكون رب العمل معفيا من تحمل الأعباء الاجتماعية. و أبعد من هذه العتبة،يحصل المتدرب على حقوق التقاعد… و لكن لاعلى حقوق البطالة .و في الحقيقة ، تبدو الدورة التدريبية أكثر جاذبية لأرباب العمل من عقد العمل المؤقت الذي طرحه رئيس الحكومة دومينيك دوفيلبان .
العامل الثاني الذي يشرح لنا تطورهذا الشعور بعدم الثبات في العمل، يكمن في تغيير التّرتيب الذي يتعرض له الشباب حملة الشهادات الجامعية عقب دخولهم سوق العمل ، و الذي يمتد أكثر فأكثر إلى ما أبعد من هذه التجربة الأولى.و هكذا ، فإن مركز الدراسات و الأبحاث حول التوظيف و التخصص، قد حسب أن معدل حملة الشهادات الجامعية الذين وظفوا بعد ثلاث سنوات من تاريخ تخرجهم من الجامعة في مستوى أقل من مستوى من الشهادة التي تفتح لهم سوق العمل بشكل طبيعي، قد انتقل من 22% في عام 1981 إلى 43% في سنة 1997بالنسبة للباكلوريا +2 ، أي الحاصل على شهادة ديبلوم جامعي، و من 36% إلى 45%بالنسبة لحملة الشهادات الجامعية من الليسنانس فما فوق.
لقد تنامى الشعور بالقلق من قبل حملة الشهادات الجامعية الذين يدخلون سوق العمل حديثا، و السبب في ذلك أن معظم التحقيقات التي قام بها الخبراء حول الحياة المهنية خلال السنوات القليلة الماضية تظهرمدى تخفيض قيمة الشهادة الجامعية كاداة حماية ضد البطالة والعمل المؤقت.فالشباب من حملة الشهادات الجامعية باتوا على قناعة أن مزاولة التعليم الجامعي لا يعطي امتيازا في سوق العمل.و السبب في ذلك ان هذا الجيل الجديد يتحمل وزر الاسقاطات المدمرة للعولمة الرأسمالية المتوحشة ، فضلا عن أن أفاق النموذج الاقتصادي الفرنسي تثير العديد من التساؤلات .
ولقد ازداد هذا القلق الفرنسي داخل أوساط الجيل الجديدإثرعملية التوسع الذي شهدها الاتحاد الأوروبي، بعد وصول أعضائه الى 25 عضواً. والفرنسيون ليسوا وحيدين في هذا الهمّ. فالشكل الملائم لمستقبل الرأسمالية ظلّ موضع نقاش في ألمانيا على الدوام، وهو يتسبّب اليوم في اضطراب عمالي واسع. واللجنة الأوروبية تبحث هذا الأمر بعد توسيع الاتحاد، وتخليه عن طابعه « الاجتماعي » لاقتصاد الرفاه. وحتى في بريطانيا، حدث في الأسبوع الماضي أوسع إضراب منذ عشرينات القرن العشرين، حول مسألة المعاشات التقاعدية.
كان الفرنسيون دائماً ضد « الرأسمالية المتوحشة ». وفي استطلاع دولي، رأى 74% من الصينيين أن اقتصاد السوق هو أفضل صيغ الاقتصاد وأشكاله، في حين لم يحظ في فرنسا إلاّ بنسبة 36%، وكذلك في ألمانيا الى حد ما! بيدَ أن السؤال الأساسي يبقى: عن أي رأسمالية نتحدث؟ منذ السبعينات كان هناك تغييران كبيران في النموذج (الأميركي) للرأسمالية. الأول أن « حامل الأسهم » بعد النيوديل في الولايات المتحدة، حلّ محلّه في حقبة ما بعد الحرب الثانية، نظام للتعاون العام، والمسؤولية الشاملة. في الصيغة السابقة كان المبدأ أن الشركة عليها واجب تأمين العاملين فيها لسائر النواحي، إضافة الى واجبها تجاه المجتمع (بما يعني بشكل رئيسي دفع الضرائب المفروضة على الشركات). وقد حلّ محلّ ذاك النظام الصيغة القائلة أن إدارات الشركات مسؤولة عن إيجاد « قيم » قصيرة الأمد للمالكين من خلال تقييم الأسهم، والأرباح الفصلية. وكانت نتيجة هذا النظام الجهد المستمر لخفض الأجور ومنافع العمال (بما كان يؤدي أحياناً الى سرقة معاشات التقاعد وجرائم أخرى)، وكسب الأنصار السياسيين والرأي العام لصالح خفض الضرائب على الشركات، والتي تذهب الى تمويل الحكومة، والمصالح العامة. وباختصار؛ فإن النظام في الدول المتقدمة، منذ الستينات، تحول لأخذ الثروة من العمال، ومن عطاءات الحكومة، وتحويلها الى حملة الأسهم، وإلى إداريي الشركات.
إن النقد الذي ينصبّ من جانب جيل الشباب الجديد في فرنسا ، لا سيما من حملة الشهادات الجامعية ، الذي وجد مساندة قوية من النقابات العمالية ، التي وجد ت في هذه التعبئة الشعبية ضد عقد العمل المؤقت متنفسا جديدا للنضال النقابي،إذ تسمح هذه المعركة ضد قانون العمل الأول أخيرا للنقابات بإيجاد موقع قدم داخل أوساط الشباب، هو في الحقيقة نقد موجه لهذا النمط من الرأسمالية التي يديرها رؤساء ومديري الشركات ، الذين يسيطرون على مجالس الإدارة، وهم أكبر المستفيدين من العولمة الرأسمالية المتوحشة، ولا يُراقبون إلاّ من جانب مديري قروض الاستثمار، الذين يهتمون أيضاً بزيادة الأرباح، وليس بالدفاع عن العمال أو المصالح العامة (وقد استعمل جون بوغل، الاقتصادي الأميركي المعروف هذه الحجة في كتابه الأخير عن الصراع على روح الرأسمالية).
إن الإسقاطات المدمرة للعولمة تتمثل في التطورات التي أحدثتها في المجتمعات الرأسماية ذاتها ، من خلال وضع العمال في الدول المتقدمة في منافسة عميقة مع العمال في أفقر الدول على ظهر الأرض،واستمرار الأجور في الانخفاض لتصل الى الدرجات الدنيا فعلاً. ولاتخرج مظاهرات فرنسا عن هذا السياق . وبعد أسابيع من الاحتجاجات التي أثارها قانون عقد الوظيفة الاولى، والتي هددت بشكل مباشر السلطة التنفيذية الفرنسية وصعّبت من رحلة رئيس الحكومة دومينيك دوفيلبان نحو قصر الاليزيه، توجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى الشبان يوم 31 مارس الماضي ، معلناً عن حل وسط لنزع فتيل الازمة، عبر موافقته على القانون، شرط إدخال تعديلين أساسيين عليه.
ويعتبر موقف شيراك وسطياً بين دوفيلبان والنقابات، فهو لم يكن قادراً على التخلي عن شريكه والتراجع عن قانون صوتت عليه الغالبية البرلمانية اليمينية المؤيدة له، ولا كان قادراً على مواجهة الشارع الغاضب الذي يستعد لرفع وتيرة التظاهرات والاضرابات.
ولكن من غير المنتظر أن تقبل النقابات والتنظيمات اليسارية هذا التعديل، خصوصاً أن أحزاب اليسار التي تداعى 12 منها امس لمواجهة القانون، بدأت تجد في هذا التحرك الجامع لحركات وتنظيمات طلابية ونقابية كثيرة، فرصة ذهبية لتحسين شروطها السياسية قبل حوالى 13 شهراً من الانتخابات الرئاسية.
(*) كاتب وباحث تونسي
(المصدر: صحيفة « الخليج » الإماراتية الصادرة يوم 6 أفريل 2006)
ملف العدد الثاني من مجلة البلاد الألكترونية
في
العودة إلى الذاكرة الوطنية
الباحث الجامعي عميرة علية الصغيّر:
منابر البحث التاريخي هدفها الحفاظ على الذاكرة الوطنية
شغلت الندوات والمحاضرات والكتب التي تنبش في تاريخ الحركة الوطنية وتاريخ بناء الدولة بعد الاستقلال عددا كبيرا من الباحثين والمتابعين في المدة الأخيرة. وقد تكثفت حلقات النقاش والبحث وخاصة في مؤسسة التميمي ومنتدى الجاحظ حول هذه المحاور بمناسبة خمسينية الاستقلال. كما حققت بعض الكتب والدراسات التي نشرت أخيرا نجاحا ملحوظا في المبيعات وفي إثارة الجدل ومن بينها كتاب الهادي التيمومي « تونس بين 1956 و 1987 » ومن قبله كتاب لطفي حجي « بورقيبة والإسلام » وكتاب عدنان المنصر « دولة بورقيبة ».
لفهم هذا التوجه في نبش الذاكرة الوطنية تحدثنا إلى الأستاذ والباحث في قسم التاريخ عميرة بالجامعة التونسية عليّة الصغيّر الذي له تجربة من خلال متابعته الدقيقة لهذه المنابر وإصداره كتابا عن المقاومة الشعبية في تونس.
مطلب نخبوي؟
حول الحاجة إلى استرجاع الأحداث الوطنية الكبرى و مكانة هذه الحلقات البحثية والمنابر قال الأستاذ عميرة أن الإجابة بدقة تتطلب معاينة أرضيّة لردود الفعل ومكانة هذه الأنشطة متنوعة المشارب سواء في المؤسسات البحثية أو في الجامعة أو على منابر مختلفة لدى عامة الناس. وهذا يتطلب جهد من المجازفة القول بأن له ردود فعل لدى الناس.
لكن الأنشطة التي تناولت المحطات التاريخية القريبة سواء كانت تهم الفترة الاستعمارية القريبة أو فترة حكم بورقيبة ولقيت تغطية من بعض الصحف وأحيانا الإعلام الرسمي خاصة إذا كانت تحت تنظيم أطر رسمية ( الحزب الحاكم.. مؤسسات جامعية) تلقى هذه الأنشطة صدى مما يدلّ على « طلب » اجتماعي وهذا مرتبط بأوضاع خاصة بتونس وبتواصلها بالأحداث بالعالم العربي بصورة عامة كالحرب في فلسطين أو المقاومة والحرب في العراق وقضايا سوريا و » الإرهاب » والسيطرة من قبل الإمبريالية الأمريكية. كل هذه التحديات تخلف نوعا من إرادة البحث في الذات التاريخية واستحضارها وتجميع المعطيات للدفاع عن الذات وتحصينها إمّا ضدّ عدوّ خارجي أو ضدّ منافس أو محاور داخلي داخلي.
البحث في تاريخ الحركة الوطنية أو تتبع الأحداث التاريخية هو مطلب نخبوي بالأساس ولكن هناك اهتمام واسع ببعض حلقات الذاكرة الوطنية من قبل الجميع خاصة لدى نشره في كتب أو صحف وأعطيك مثال كتابي » المقاومة الشعبية في تونس الخمسينات. انتفاضة المدن الفلاقة- اليوسفية » ولاقى هذا الكتاب مبيعات واسعة وكذلك كتاب عدنان المنصر » دولة بورقيبة » وكذلك كتاب لطفي حجي » بورقيبة والإسلام »، مما يدلّ على أن القضايا المتعلقة بالأحداث الوطنيّة لازالت تلقى انتباه ومازال هناك اهتمام ملحوظ بها في مختلف الأوساط. كما نجد أيضا عددا كبيرا من الندوات التي نظمتها مؤسسة التميمي حول حركة آفاق واليوسفية ومحاولة انقلاب 1962 وفترة حكم بورقيبة وأحداث جانفي 1978 وأحداث قفصة ومعركة بنزرت. كلها لفتت الانتباه ليس فقط من قارئي الصحف بل حتى من الدوائر الرسمية التي تفاعلت معها سلبا وإيجابا.
محطات مهملة
بالنسبة لتناولي لموضوع المقاومة الشعبية (مقاومة الفئات الواسعة من المجتمع من الفلاحين والعمال والتجار والحرفيين ومهمشي المدن والأرياف ولنساء والشباب). هؤلاء أهملهم التاريخ المتداول وغير الرسمي وحتى إن وقع ذكرهم فيأتي لتأثيث أحداث كبرى تلمع فيها أسماء الزعامات الوطنية فقط. فالمجابهات والمصادمات أثناء المظاهرات وأحداث الأنهج والشوارع أو في الإضرابات أو مقاطعة السلع أو أعمال العنف كتحطيم وسائل النقل وحرق المباني العمومية ورموز القمع الاستعماري (مراكز الجندرمة والبوليس والبناءات العمومية) أو التعرّض بالاغتيالات للمتعاونين ومرموز الاستعمار أو المقاومة المسلحة في الأرياف وتحركات » الفلاقة » كلّها نضالات أهملت لأنها من فعل الصغار والذين لا يمتلكون القدرة على كتابة تاريخهم ولا على فرض حقيقة فعلهم الذي صودر من طرف القيادات تشريعا للسلطة ولمراكزهم فيها.
مصادر شحيحة
والتطرّق كذلك لحكم فترة بورقيبة أو أحداث كبرى حدثت في عهده مثل محاولة انقلاب 1962 أو معركة بنزرت أو
إحداث الخبز أو الصراع بين السلطة والنقابة كلها إحداث لم يتطرق لها البحث العلمي الرصين وبقيت في ذاكرة الناس كتجربة مباشرة أو كصورة رسمها الإعلام الرسمي فحسب لذلك كان التعطّش لمعرفة الحقيقة وكانت رغبة المشرفين على هذه الأنشطة العلمية أو المنتجين لهذه المادة التاريخيّة أولا الحفاظ على الذاكرة الوطنية وثانيا تقديم مادة تاريخية أقرب ما يكون للموضوعية.
كل فترة تاريخية وكل حدث تاريخي مهما كتب فيه لا يمكن أن نغلق الباب دونه لأنه دائما قابل للإثراء والتجديد والقراءات من زوايا مختلفة ارتباطا أوّلا بتجديد مناهج البحث وثانيا التجديد في المادة التاريخية في علاقة بالمصادر المتاحة فتاريخ تونس القريب سواء في الفترة الاستعمارية أو تحت الحكم البورقيبي لازالت بعض مصادره مجهولة وغير مفتوحة للباحثين خاصة الأرشيفات. وفي الفترة البورقيبية يكاد المصدر الأرشيفي ينعدم لذاك فكلّ القضايا كطبيعة الحكم في عهد بورقيبة أو السياسات الاجتماعية والثقافية أو موضوع الحريات أو العلاقات الدولية أو العلاقة مع النخبة أو كيفيّة استغلال الدولة أو إدارة الأزمات كلّها مواضيع لازالت قابلة للبحث خاصّة إذا كان هناك طلب فعلي وضغط في اتجاه فتح أرشيفات الدولة وخاصة وزارتي الداخلية والعدل.
(المصدر: مجلة البلاد الألكترونية، العدد الثاني بتاريخ 6 أفريل 2006)
تاريخ تونس المعاصر في كتاب
« تونس 1956-1987 »
للدكتور الهادي التيمومي
محمد فوراتي
لفت الكتاب الجديد للدكتور الهادي التيمومي « تونس 1956-1987 » أنظار النقاد والمتابعين للشأن التاريخي والسياسي للبلاد التونسية. وأثار الكتاب جدلا واسعا بين المؤرخين حول عديد المحطات التاريخية التي تناولها الباحث بالدرس وعبّر فيها عن وجهة نظره في سياسة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.
الكتاب الصادر عن دار محمد علي الحامي تميز بشموليته لا فقط من الناحية التاريخية إذ طال كل الفترة البورقيبية من الخمسينات إلى تاريخ تغيير نوفمبر 1987، بل أيضا من حيث تنوّع الميادين التي طالها البحث (السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة و الفن الخ) ومن حيث ثراء المقاربة (التاريخ والجغرافيا السياسية وعلم الاجتماع اللغوي وعلم النفس اللغوي..). وقد اعتبره البعض أول دراسة شاملة لتاريخ تونس البورقيبية إذ لم يقتصر على دراسة الجانب السياسي بل تجاوزه إلى الجانبين الاقتصادي والثقافي.
وظهرت في هذا العمل قدرة الكاتب وهو المحاضر في قسم التاريخ والمعروف بكتاباته في التاريخ الإجتماعي والاقتصادي على الجمع بين الرصد التاريخي لكل المحطات التي تناولها منذ حصول تونس على الاستقلال والجراة التي جعلته يبدي رأيه في بورقيبة ورجاله وسياسته ومعارضيه. كما أن فصول الكتاب كشفت عن جوانب لم يكن المؤرخ يهتم بها وتتعلق بالحياة اليومية للتونسي من لباس وأكل وعادات وتقاليد وغيرها. والدكتور التيمومي له عديد الكتابات الاخرى التي تصب في التاريخ الإجتماعي والسياسي ومنها كتب ( نقابة الأعراف التونسيين 1932 حتى 1955 وكتاب انتفاضات الفلاحين في تونس المعاصرة مثال 1906 وكتاب تاريخ تونس الاجتماعي وكذلك كتاب ضخم صدر عن كلية العلوم الإنسانية بتونس » الاستعمار الرأسمالي والتشكيلات الاجتماعية ما قبل الرأسمالية.. الكادحون والخماسة في الأرياف التونسية 1943 حتى 1961). والكتابة في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي شكلت نقلة نوعية في البحوث الجامعية التونسية والكتابة التاريخية بصفة أعم. فقبل هذه الدراسات للدكتور التيمومي انحصر البحث في الذاكرة الوطنية فقط في الجانب السياسي الذي يصعب درسه دون دراسة الواقع الإجتماعي والاقتصادي الذي انتجه.
حاول الاستاذ التيمومي الرجوع بشكل موجز إلى الفترة الاستعمارية قبل الغوص في المحطات التاريخية التي تناولها الكتاب إذ يقول في المقدمة » كانت القاعدة التي انطلقت منها السياسات التنموية لدولة الاستقلال مما تركه الاستعمار الفرنسي المباشر من هياكل إدارية واقتصادية وتعليمية وغيرها وإن تميزت بسلبيات كثيرة وهذا طبيعي وإلا لما كان الاستعمار استعمارا ». ثم يقول في صفة 8 » لقد حول الاستعمار الفرنسي بداية من 1881 تونس كما هو معروف إلى مصدر للمواد الفلاحية والمنجمية والجنود وللعمال احيانا ».
حقبة الاستقلال
وبعد ان وضع الإطار التاريخي للاستقلال في موضعه وبعد خروج الإستعمار من تونس جاء الكتاب ليقوم برصد وتحليل حقبة الاستقلال والتحولات التي شهدتها البلاد والهزات الاجتماعية والسياسية. واعتمد المؤلف على التقويم الزمني بدءا بارساء الدولة وتحديث المجتمع والمراهنة على اقتصاد السوق أو سنوات النخوة التي تنتهي في الستينات. كما تحدث عن مؤسسات السيادة السياسية والاقتصادية وعن دستور 1959 وبعث النظام الجمهوري حول توحيد التشريع وتوحيد التعليم وتعصيره. كما حلل التحولات التي شهدتها البلاد. أما في الفصل الثاني فقد تناول الكتاب فترة الستينات وما شهدته البلاد من أزمة من خلال دولنة الاقتصاد والمجتمع وفرض نظام الحزب الواحد وهو ما عبر عنه « بالسنوات المتجهه ». وتناول موضوع العودة إلى اقتصاد السوق وأسبابه والتحول البنويوي للمجتمع التونسي خلال الفترة 1970 حتى 1987 وهو ما أعتبره « الحقبة المؤسسة للرأسمالية وما تبعها من أزمات.
فصول الكتاب احتوت أيضا على تحليل لدور المعارضة خلال فترة حكم بورقيبة والاحداث المهمة التي تسببت في قلاقل واضطرابات كالمحاولة الانقلابية في 1962 وأحداث الخبز وأحداث قفصة. وقد عزا المؤلف فشل عملية قفصة مثلا والتي قام بها كومندوس تونسي مدعوم من ليبيا والجزائر يوم 27 جانفي 1980 إلى جهل أصحابها المطبق بصلابة الجبهة الداخلية التونسية. ويقول الدكتور محمد الرحموني الأستاذ في الجامعة التونسية في معرضه نقده لهذا التفسير « إن المؤلف بهذا التفسير يجعل العملية وكأنها مسقطة و يلغي أي رابط عضوي بينها وبين ما سبقها من أحداث مهدت لها ( انتفاضة 26 جانفي 1978 ، الأحداث التلمذية 1979- 1981 ، الثورة الإيرانية 1979…). لقد مثلت عملية قفصة نقلة نوعية في أساليب المعارضة التونسية كما ذكر التيمومي وكونها مدعومة من ليبيا والجزائر فإن ذلك لا يلغي حقيقة هامة هي أن » مقولات الكتاب الأخضر قد مارست تأثيرا حقيقيا على الكثير من شباب تونس آنذاك الذين كانوا ينظرون إلى العقيد القذافي على أنه فعلا وريث عبد الناصر . وإذا كانت العملية قد فشلت فلا يعود ذلك في رأينا إلى تماسك الجبهة الداخلية- فهذا تفسير السلطة آنذاك- بل إلى عدم الإعداد الجيّد لها على كل المستويات وإلى فهم مبسط للعمل المسلح ».
بورقيبة والسّلام
من جهة اخرى لم يغفل الدكتور التيمومي علاقة الرئيس بورقيبة مؤسسة الدولة الوطنية ببعض الاحداث الدولة وخاصة القضية الفلسطينية. وقد أثار خطاب أريحا الشهير ردود فعل وأسئلة كثيرة بين انصار بورقيبة ومعارضوه. فبعد اعتراف الفلسطينيين بدولة إسرائيل وقبولهم تسوية سياسية لقضيتهم ارتفعت أصوات تونسية كثيرة » ترد الاعتبار » لموقف بورقيبة « العملي والواقعي » عام 65 عندما دعا الفلسطينيين والعرب إلى الاعتراف بدولة إسرائيل والقبول بقرار التقسيم كخطوة أولى في انتظار الظرف المناسب للتحرير الكامل( سياسة خذ وطالب). و يعتقد المؤلف أن بورقيبة كان له تأثير كبير في قبول الفلسطينيين بمسار السلام فهم لم يتخلّوا عن « تطرفهم ومثالياتهم » إلا عندما أقاموا مدة في تونس بعد سنة 1982. وفي معرض حديثه عن هذه القضية يورد المؤلف معلومة خطيرة مفادها أن بورقيبة دعا إلى الاعتراف بدولة إسرائيل عقب قيامها بسنتين أو ثلاثة.
ضغط الحاضر
إذا كان الكتاب يحتوي على قيمة تاريخية كبيرة فإنه أيضا مثير للجدل و النقد. ولعل النقاش الذي أحدثه داخل أسوار قسم التاريخ ومن خلال الصحافة الوطنية يعبر عن حالة صحية في تناول مواضيع ومحطات هي هاجس نخوبي وشعبي ويثير الحديث حولها وجهات نظر متعددة. وإذا كان الكتاب محاولة لتقييم موضوعي لتاريخ تونس القريب(1956-1987) إلا أن هذا التاريخ كما يعتقد الذكتور محمد الرحموني كان قريبا جدا من المؤلف بحيث لم يستطع أخذ المسافة المطلوبة في مثل هذه الحالات ولذالك كان الحاضر موجها لمواضيع الكتاب واستنتاجات المؤلف. فماذا يعني إطنابه في الحديث عن حرية الصحافة وفترتها الذهبية في عهد الاستعمار؟ وماذا يعني انشغاله الكبير بضمور الحس الديمقراطي لدي التونسي وميله إلى الخضوع والرضوخ؟ وماذا يعني مروره مرور الكرام على المعارضة التونسية لحكم بورقيبة (تحدث عنها عرضا)؟ وماذا تعني الصورة الإيجابية المبالغ فيها أحيانا عن فترة حكم بورقيبة؟
هذه الأسئلة وغيرها حركها كتاب الهادي التيمومي الذي جاء إضافة متميزة للمكتبة التونسية و منبرا جديدا يضاف إلى غيره من الكتب والندوات التي جاءت كلها لنبش الذاكرة الوطنية ولإعادة قراءة التاريخ وإن بأشكال مختلفة ومتعارضة أحيانا.
(المصدر: مجلة البلاد الألكترونية، العدد الثاني بتاريخ 6 أفريل 2006)
التاريخ الذي لن يُكتب
لطفي حجي
تكثر في المناسبات التاريخية الهامة المطالب بإعادة قراءة التاريخ وتتعدد الشهادات بالمناسبة، وتبرز بين الحين والآخر معطيات جديدة تثير النقاش وتحرك السواكن وتطرح عددا من الأسئلة الجوهرية.لكن السؤال الذي يطرحه المتابع لتلك الشهادات وما تثيره من جدل هو: هل هناك تاريخ صحيح يمكن أن يكتب في يوم ما؟
ومرد السؤال هو ما يلاحظه المتابع المهتم بأحداث التاريخ من تضارب شديد بين الفاعلين السياسيين في رواية تفاصيل حادثة واحدة وهو تضارب يمس الوقائع والمعطيات ولا يتعلق بالتأويل لأنه لو تعلق بذلك لكان أمرا طبيعيا.
والجواب الذي نصل إليه بعد الاطلاع على العديد من كتب المذكرات، والشهادات التاريخية حول الأحداث السياسية هو – أي الجواب – انه يصعب أن نحلم بقراءة تاريخ صحيح يوما ما لأنه لا يوجد تاريخ صحيح في السياسة ليس لان الفاعلين السياسيين يختلفون حتى في رواية الوقائع كما أسلفنا بل لان عوامل عديدة تتدخل في تأويل تلك الوقائع أو تحويرها أو تحريفها من قبل الذين يعتبرون أن تلميع صورتهم انفع من ضمان تاريخ الأوطان.
وعندنا في العالم العربي أمراض ذاتية في رواية التاريخ الوطني تمنع الدقة المنشودة والموضوعية الضرورية في أي مبحث تاريخي.يأتي في مقدمتها تضارب الشرعيات كلما فتح باب قراءة التاريخ. فالشرعية التاريخية يمكن أن تبرر لأصحابها كل شيء من ذلك الاستعلاء على التاريخ نفسه ليصبحوا محوره، يغيرون احداثه ، ويعيدون صياغة فصوله، فهم اعلم من غيرهم باعتبار أنهم سبقوا الجميع في النضال السياسي.
وهناك أيضا الشرعية الثورية وهي علاوة على خطورتها في إبانها إذ باسمها ترتكب المجازر، وتمارس التصفيات، وتنصب المحاكم الثورية، وتملأ السجون ..علاوة على ذلك تصبح فيما بعد سيفا مسلطا على كل من يريد أن يقرأ التاريخ قراءة مغايرة، فالزعماء الثوريون يحب أن تحنط سيرهم ، ولا يجوز أن تبرز إلا » خصالهم الثورية العظيمة » حتى وإن اخطأوا في حق منظوريهم، أو مارسوا سرا عكس ما ينشرونه في العلن أو توصلوا إلى نتائج على عكس ما بشروا به، فكل ذلك لا يهم ما دامت الشرعية الثورية قائمة.
ومع تصادم الشرعيات في قراءة التاريخ تجذ الأمراض الذاتية / المنهجية وفي مقدمتها أن يحول صاحب الشهادة نفسه إلى محور التاريخ والأحداث فيقدم نفسه على انه صاحب الآراء السديدة والحلول الصائبة والمنقذ الذي لولاه لحلت بالوطن كوارث لا تحصى.
وتؤدي محورة الأحداث حول الذات تؤدي إلى التأكيد على أن الآخرين وحدهم يخطئون في حين انه لا يخطئ ، وفي ذلك تقزيم واضح لمجهود الغير في الوقت الذي يدرك فيه الجميع ان العمل السياسي هو عمل جماعي يتطلب تلاقي المعارف و المقترحات والاختيارات ، واعتماد ذلك المنهج في قراءة الأحداث التاريخية عادة ما يسقط صاحبه في العكاظيات والخطب واللغة الإنشائية بدل سرد الوقائع وتحليلها. و ذلك انزلاق خطير لأنه ما افسد التاريخ قدر ما أفسدته العكاظيات والنعوت التي تفوح مجاملة و نفاقا فكأننا لم نخرج من دائرة » العالم العلامة البحر الفهامة وحيد عصره وفريد زمانه ».
وهناك مرض آخر لا يقل خطورة عن السابق و تجلى في العديد من الشهادات التي قدمت في تونس حول تاريخ الفترة البورقيبية و يتمثل في حرص صاحب الشهادة على تقديم نفسه كديمقراطي في عصر كان القمع خاصيته الأساسية و كان هو يتحمل مسؤوليات في الحكومة، في حين أن المعني بالشهادة لم يكتب يوما فصلا في الديمقراطية، و لم يعلن احتجاجه على ممارسات قمعية كان شاهدا عليها أو صانعا لها إن شئنا باعتباره جزءا من نظام مارس مثل تلك الممارسات.
فالعديد من الوزراء/الشهود أصبحوا فجأة ضد تصفية اليوسفيين بالطريقة التي نعلمها جميعا ، وضد صباط الظلام ( المكان الذي عذب فيه اليوسفيون مما أدى إلى موت العديد منهم) ، وضد المحاكمات السياسية التي امتدت طوال العهد البورقيبي، وضد طرد زملاء لهم من الحكومة ، وضد سياسة التعاضد وضد تزييف الانتخابات، لكننا لم نسمع لهم موقفا حول تلك المسائل حين وقوعها بل العكس هو الذي حصل.
وحتى لا نسقط في التعميم غير العلمي فان قلة قلية من الذين أدلوا بشهاداتهم تحملوا مسؤولياتهم فيما مارسوه وتسلحوا بشجاعة لتحمل جميع اختيارات النظام الذي كانوا جزءا منه وذلك بناءا على مقولة منهجية مفادها: « إذا كنت لم احتج ولم أغادر الحكومة، فأنا أتبنى جميع ممارساتها بحلوها ومرها ».
ويضاف إلى الديمقراطية عقدة أخرى عند البعض هي حرصهم على إبراز نظافة أياديهم عندما كانوا في الحكم دون أن يطلب منهم ذلك وكان هناك شعورا نفسيا عميقا يؤرق صاحب الشهادة الذي يستغل أول فرصة للرد على شبهات تحوم حوله، أو مزاعم روجت ضده أوهي رغبة عند البعض للتبرؤ من نقد وجه للنظام الذي كان جزءا منه على الرغم من انه لم يجرؤ على ذلك في حينها وهو الاختيار الأسلم.
هناك أيضا مسألة أخرى تعيق كتابة تاريخنا المعاصر وهي خوف العيد من الذين يملكون معلومات هامة من نشرها، وهو خوف غير مبرر إذا أدركنا أن أصحاب تلك المعلومات بلغوا سنا متقدمة وأنهم خارج أية مسؤولية اليوم ، وأن الأحداث المعنية مرت عليها سنوات عديدة وغاب عدد هام من الفاعلين فيها بما يجعل الكتابة عنها أكثر أريحية لكنهم لا يتجرؤون،
وتبقى الأسباب غامضة وتصبح جميع التبريرات لتي يقدمونها غير مقنعة.
قد نفهم سكوت البعض الذين كانت بيوتهم من زجاج لكننا لا يمكن أن نبرر سكوت البعض الآخر الذي يمكنه الإصداع بالحجة الدامغة والكشف عن حقائق بقيت مخزونة في صدور الرجال.
إن تلك العوامل تدفع إلى القول إن الإصداع بالحقيقة التاريخية صعب من جيل له تلك الخصائص، وأن المنشود لا يقع على كاهل الفاعلين السياسيين لأن اغلبهم تحركهم العوامل التي ذكرنا، وإنما يقع على الباحثين والصحفيين الذين عليهم بذل الكثير من الجهد للمقارنة بين الروايات والتنقيب عن الثغرات فيما عساهم يجمعون قطع لوحة التاريخ المنشود.
(المصدر: مجلة البلاد الألكترونية، العدد الثاني بتاريخ 6 أفريل 2006)
في الوطن وفي الذاكرة المنسية
محمد الهادي المالكي
تزخر الدول العربية ومن بينها تونس بعدد من الأعياد والمناسبات الوطنية التي لا تدخر الدول جهدا في إحيائها واستثمارها في سياق سياسي مخصوص عادة ما يظهر نفسه في خطاب وطني يستعيد لحظات التأسيس ويشرع لرموز وسياسات في الذهن الجمعي.
هذه الرهانات قد لا تترك من المجال متسعا للتفكير ولتقليب ما يبدو للوهلة الأولى بديها لا يستحق كثير تفسير أو تعليق فضلا عن نظم من القول والتفكير مغايرة للسائد الذي يملك من عناصر السطوة ما به يستطيع أن يحسم الجدل لصالحه بالحسنى أو بغيرها. لكن الملاحظ هو أن الخطاب الوطني الذي يستعيد الذاكرة الوطنية في سياق الحاضر، يستمر في أداء وظيفته وسط تحديات صعبة وتنام لاختلافات في الأفهام هما نتاج يكاد يكون طبيعيا لتطور العملية التعليمية ولافرازات معارك التنمية التي تزداد شراسة يوما بعد يوم.
بكثير من التبسيط يمكن لأي واحد منا أن يتوقف للحظة وهو في موقع التلقي للخطاب الوطني ليدقق في جغرافية التعاطي مع ذلك المجال الرمزي وسيجد نفسه على الأغلب مصروفا إلى هموم الحياة لا تكاد تعتقه للحظة وسوف لن يعني له القاموس الوطني إلا بالمقدار الذي تقع ترجمته في تفاصيل الحياة اليومية. كما سيجد نفسه أبعد يوما بعد يوم عند جدل قديم جديد في المفاهيم التي تصاحب الاشتغال بالذاكرة الوطنية.
بالمعنى الأول عملت الآليات الرسمية في تدبير الشأن العام أخذ في الابتعاد شيئا فشيئا عن الايديولوجيا بمعناها التقليدي الذي يسهل تصنيفه إلى يمين أو يسار، وفي نفس التوجه أعفت الدولة الحديثة نفسها من نقاش ساخن صاحب ولادتها القيصرية يتعلق بالهوية الفكرية التي يجب تبنيها ومعها يحسم الخلاف لصالح مفاهيم دون أخرى.
بعد تجارب مرتجلة في اتجاه اليمين واليسار(بالمعنى الشعاراتي) عادت الدولة بالتمظهرات المختلفة للسلطة التي أدارتها إلى معنى معيشي للشرعية التي تمنحها الاستمرار، فالاستمرار في الحاضر يعني في الأساس تأمين معيشة الناس وتمكينهم من جهاز مفاهيمي يفسر لهم ولو إلى حين معنى الوضع الذي يعيشونه. كما يهدف هذا التدبير إلى الإقناع بالواقعية وبفهم يواكب المتغيرات. ولو شئنا أن نقوم بعمل احصائي نجمع فيه مفردات القاموس الرسمي لوجدناه يدور في فلك السياسة الرشيدة والنظرة الحكيمة والتواصل مع نضال الأجداد لحفظ مكاسب التحرر والعمل الدؤوب والناجح في الغالب لتحقيق طموحات الشعب في الرفاهية والازدهار. ومما لاشك فيه أن الطريق لم تكن دائما سالكة بين هذا الخطاب وبين من يتلقاه. فقد حفظت لنا الذاكرة الوطنية أيضا هزات عنيفة أربكت هذا الخطاب وجعلته يقف رغما عنه أمام حصاده الذي لم يكن في أحايين كثيرة ورديا. لم تكن لغة الاقناع هي السائدة في تلك المنعرجات الصعبة فعقل الدولة في ذلك الطور يتوسل البقاء بأي ثمن، عندما تتحسس الدولة الخطر تقدم وجودها على كل وجود فردي أو جماعي. على هذا الصعيد يجد الخطاب الرسمي نفسه انتقائيا بشكل أو بآخر: فهو يستعيد الذاكرة بنحو مخصوص فيعلي من شأن فترات دون أخرى ويعلي من شخصيات ليخفض من قدر غيرها.
داخل هذه الاشكاليات المختزلة لما يقتضيه المقام تطرح تساؤلات تريد أن تعيد التفكير في مبتنيات الذاكرة الوطنية. فنحن نتدارس ذلك المخزون بما يتاح لنا من شهادات ومن وثائق ومن امتدادات ما تزال ماثلة إلى اليوم في أجواء توحي ببداهة بعض المفاهيم التي يوحي استعمالها بأن الجدل فيها قد حسم وزال التدافع فيه.
لكن واقع الحال يخبرنا بغير ذلك فارضا علينا السؤال عن أي وطن وعن أي ذاكرة له تتحدثون؟
بالمعنى السائد اليوم دفعت الدول العربية وغيرها في اتجاه قطري محددة رقعة النظر في حدوده، فعندما تسأل أحدهم عن المقصود بالذاكرة الوطنية فلن يتردد في الاجابة وفق قانون « القرب » الذي يبحث في روبطه الأقرب.
هل يعني ذلك أن الدوائر الإقليمية والقومية والدينية والأممية لم تكن سوى مستوردات طارئة لنخب صاعدة جمحت بأفكارها وجنحت بمفاهيمها بعيدا فلفظها الواقع التاريخي لأنها لم تكن تمتلك أي موطئ راسخ لأقدامها في الواقع؟ تخشى أية إجابة تعالج هذا السؤال أن تغفل منابت حيوية عاملة ناشطة في الذاكرة الوطنية(بالمعنى الواسع) وليس أدل ربما على أن هذه الأفكار كانت تمتلك قدرا من الأصالة جعلها تطفو على سطح المجتمعات التي ظهرت فيها. ولكي لا يبقى الخطاب هنا نظريا دعونا نتساءل عن الوعي »المغاربي » المبكر في أدبيات الحركة الوطنية وفي نصوص دولة الاستقلال؟
ربما كانت هناك عدة تفسيرات من بينها أن الخطاب المغاربي كان استجابة طبيعية لتفاعل الكيان الوطني الجديد مع محيطه الطبيعي الذي يشكل شئنا أم أبينا عمقا له، وربما قيل إن الفكرة المغاربية كانت حلا وسطا بين الانكفاء القطري وبين خطاب قوموي ناهض متعاظم التأثير. ولعله قيل إن الفكرة المغاربية كانت السقف الأعلى لدولة ناهضت نخبة ناهضة الاستعمار معجبة بمرجعياته التحديثية ما عدا الجانب السياسي فيها.
لكن الأكيد هو أن الفكرة المغاربية بل والقومية نفسها جاءت امتدادا لرباط طبيعي وحضاري شعرت به شعوب المنطقة ومارسته في لحظات عصيبة من كفاحها من أجل الانعتاق. وهي أي تلك المنابع ما تزال تعمل في وجدان الناس حاثة النخب من مواقع التفكير والقرار على عدم تجاهلها. وإلى هذا الحين ما تزال العلاقة بين هذه المستويات المختلفة متداخلا ملتبسا نتيجة عوامل بعضها محلي وبعضها فرضته ظروف وإرادات خارجية.
في وعي الناس يتذكر الناس الكثير ويستحضرون مستويات عدة عند الحديث عن الوطن فبالمعنى القانوني والسياسي المباشر، الوطن هو تلك البلاد التي نرتبط معها بأشدّ الأواصر، من بين أشد تلك الأواصر منظومة حقوق وواجبات لا توفرها أية رقعة أخرى في الأرض حتى تلك التي تجمعنا بها وشائج اللغة والدين والحضارة.
بالمعنى الأوسع للوطن مفاهيم وأنصار مختلفون لكل منهم تصريفا خاصا لذاكرته: القومي يرى الوطن عربيا تختزله تجربة ناصرية أو بعثية. والوطن عند غيرهم يمتد أينما بسطت العقيدة جناحيها وطرحت قضاياها فهي المسلمون أينما حلوا وأينما اقتضى الحال نصرتهم وتمتين الروابط بهم. وربما كان الوطن مفهوما محدود الوطأة في وعي أممي يرى نفسه في ساحة التاريخ أملا للبشرية أينما أدركها مخاض التحول الاجتماعي العظيم. ربما كانت ثورة 17 أكتوبر حملا كاذبا أو وليدا أجهضته الأيام لكنه عندهم لم يحسم الحرب التاريخية في جولة لا تذكر جنب ما خاضته الليبرالية لتوطد كيانها الجبار. في المنظورين الأخيرين تحفل الذاكرة برموز طبعت التاريخ بمياسمها المتناقضة من مثل حسن البنا أو فلاديمير لينين. ربما كان علينا أن نحترم رأي هؤلاء وغيرهم في أنّ التاريخ لم يدرك محطته الأخيرة وأن أدلوجة المحطة الأخيرة خارطة طريق مغشوشة تصادر على الناس سعة الأفق والاختيارات الأخرى الممكنة.
إن الأثر المباشر لهذا التعدد »الوطني » يلوح متناقضا، فمن ناحية هو مظهر للثراء والتعدد في مقاربة الشأن الوطني بما يتيح في حال كان الحوار سلميا بين مختلف هذه المدارس اختيارات متعددة في البحث عن توجه داخل سبل الحياة. وهو من ناحية أخرى واحد من أقوى مباعث الانتقائية في التعامل مع الرصيد الوطني أو قل الذاكرة الوطنية. بتعدد الدول أو التجارب التي مرت بها قبل الاستقلال وبعده تجده روايات مختلفة تجتمع عند طمس مساحات من تلك الذاكرة إذ تسعى حثيثا لطمسها لفائدة قول مرتب يخدم وضعا راهنا. هذا الجانب يدفعنا للتفكير فيما أهملته الذاكرة الوطنية من شخوص وأحداث تستحق المراجعة وإعادة فهم ما درجت مدونة الذاكرة الوطنية على تسويقه كمسلمات، ولعله بمستطاعنا أن نشير إلى مباحث لم تصل حدّ البحوث الواسعة تناولت الفئات الاجتماعية المهمشة والأقليات والوافدين الجدد على هامش الحقب الاستعمارية، إضافة إلى ظواهر سياسية وفكرية طرأت على الساحة الوطنية في أحايين من تاريخها. هذا عدا عن الارث الاعلامي والديني مما شكلت معالجته جزءا من هواجس راهنة اقتضت تحجيم جوانب منه لفائدة التحديات الراهنة.
ما نود أن نقرأه مستقبلا هو ما لم يقل من الذاكرة الوطنية ذلك أن خطابا تكراريا بات شبه ناجز جاهز للاستهلاك لم يعد يحتفظ ببريق باهر خُلّب.
هي مساحة احتلت مكانة لها فيما بات يعرف غربيا بواجب الذاكرة ففي أدبيات الهولوكوست التي يتم الاشتغال بها وعليها سنويا فيما يعرف بصناعة المحرقة، تعمل الآلة الإعلامية على ابتكار الزوايا والتنقيب في تفاصيل التفاصيل للبحث عن المداخل الجديدة الثرية بالمعنى والتي توظف طازجة في سياقات أخرى نعرفها جميعا.
وليس من الانصاف أن نغبط غيرنا على النجاح فيما فشلنا فيه. ليس من فراغ ضعف الذاكرة الذي يصيب العرب في مقتل صميم فنحنا فيما يبدو أكثر التاس نسيانا أو ربما رغبة في النسيان تملصا من ضريبة الذاكرة التي توقظ المسؤولية من رقادها اليومي وتجعلنا وجها لوجه مع تلك الأسئلة:
عن أي وطن نتحدث؟
إلى أية ذاكرة نتطرق؟
عندما نصل إلى إجابة ما، نعرف ما ينبغي أن نتذكر وذلك كي لا ننساه.
(المصدر: مجلة البلاد الألكترونية، العدد الثاني بتاريخ 6 أفريل 2006)