الجمعة، 5 أكتوبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2692 du 05.10.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: متابعات إخبارية

حرّية و إنصاف: بيان 1- 2 – 3

الحزب الذيمقراطي التقدمي يوميات الصمود (13 – 14 – 15)

الجزيرة.نت:في تونس، يضربون عن الطعام من أجل الحرية

موقع « سويس انفو » :إضراب جوع مُـعـارضـيْـن بين اهتمام الخارج وتجاهل السلطة

يو بي أي:الحزب الحاكم في تونس يتهم معارضين مضربين عن الطعام بالاستقواء بالأجنبي

نحو انطلاقة جديدة للمبادرة/الائتلاف

حركة التجديد: إلى الأستاذ محمد جمور المحترم

أصداء إضرابات الثانوي

عبدالكريم الهاروني يتعهّد أهله بالرّسائل:رسالة عبدالكريم الهاروني إلى أبناء أخته…

منتجات صهيونية في السوق الموازية بقابس

بدر السلام الطرابلسي: في تونس…. حتى المعتدلين لم يسلموا من العصا الغليظة للسلطة!!

معز الجماعي: منتجات صهيونية في السوق الموازية بقابس

مرسل الكسيبي: الأحزاب التونسية الحاكمة » وحديث العمالة: بطولة وهمية

محمد عمامي: من آليات تحكم البيروقراطية النقابية في هياكل الإ.ع .تـ.ش

جـــامــعــي و نقابي:أيها «الشيخ الرفيق السيستاني !!»، لا سبيل أمامك…فإما أن تضع «نظامك الداخلي» أين تعرف وتتخلى عن أوهامك في الوراثة…

صالح حمودة: ثلاثون الفاضل الجزيري:فيلم تروي احداثه قمعا يسلط على شخصياته

صالح حمودة ممثل محترف: كواليس الإبداع المسرحي في تونس:هل نحن في حاجة للمسرح ؟

جريدة « الصباح »:في منزل تميم إيقاف شبكة مخدرات تضم 13 نفرا من بينهم 3 أطفال

صحيفة « الراية »:مزاح.. برصاصة في القلب

رويترز: صحيفة: تونس تتوقع محصول زيتون وفيرا في 2007

وكالة الأنباء الكويتية كُــونا:موسيقى الإنشاد الدينى والطرق الصوفية تزدهر خلال شهر رمضان في تونس

رويترز: مهرجان ليالي رمضان تونس يحتفي بالموسيقى الفرنسية الكلاسيكية

صحيفة « العرب الدولية » :«يوميات».. ابن خلدون فى المغرب والأندلس والمشرق

صحيفة « الشرق : على شاشة الجزيرة الوثائقية ..حراس الحضارات.. وثائقي يصوّر دور القلاع والحصون في حضارة المسلمين

الحياة: رضا الباهي يكتب ويصور «براندو وبراندو» أميـركي الاسـم… عربـي الهويـة

الشرق: 30% من إجمالي الطاقة العالمية ..ارتفاع الإنتاج العربي من الفوسفات إلى 54 مليون طن عام 2010

موقع إسلام أونلاين.نت :وحشية العسكر تنال المسلمين في ميانمار

الجزيرة.نت :خمسمائة مليار دولار أصول المصارف الإسلامية

               إسلام أونلاين: مخرج فرنسي يتحدى المحظور بفيلم عن حرب الجزائر

الراية: سياسات واشنطن « المتغطرسة » بالمنطقة تُـحـرج دعاة الإصـلاح

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


هام : على إثر تجند مليشيات الحزب الحاكم وعناصر الأمن السياسي التونسي من أجل إفساد تجمع المساندة لإضراب مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي ، ومن أجل إنجاح التحرك قررت لجنة المساندة الحفاظ على نفس التوقيت مع تغير مكان التجمع إلى محطة بلفيل بباريس Metro  belleville ligne 2 samedi 6 octobre 2007 à 15h

وتوجه نداء إلى كل التونسيين والديمقراطيين وأصدقاء الشعب التونسي للحضور من أجل دعم التحرك يوم السبت 6 أكتوبر 2007 على الساعة الثالثة بعد الظهر

 


 
أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس، الهاتف : 71324847

** متابعات إخبارية **

 
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السابق فتحي الورغي المسرح بموجب السراح الشرطي في 5/11/2006 قد قدم مطالب عديدة من أجل إعادة الترسيم بالجامعة إلى جهات إدارية مسؤولة عديدة وبعد سنة ونصف من التسويف بلغه رد رسمي من رئيس جامعة تونس بتاريخ 21/8/2007  » بتعذر الإستجابة لمطلبه لإستنفاذ حقه في الترسيم  » . مع العلم أن رئيس الجامعة قد فوت على السجين السياسي   فتحي الورغي فرصة التسجيل بالسنة الجامعية 2006 ــ 2007 حيث رد عليه بتاريخ 6 مارس 2007 ما نصه :  » يتعذر على الجامعة الإستجابة لمطلبكم نظرا لفوات الآجال وتقدم السنة الجامعية هذا مع العلم أنه يمكنك  تجديد مطلبك في السنة المقبلة  » . والجمعية الدولية لمساندةالمساجيـن السياسيين إذ تذكر بكون السجين السياسي فتحي الورغي قد إنقطع عن دراسته بقسم الفلسفة ـ كلية 9 أفريل ـ  بسبب دخوله السجن وأنه أضرب عن الطعام داخل السجن  في أربع مناسبات للمطالبة بحقه في التسجيل ومواصلة دراسته الجامعية  , وأن وضعيته الصحية الحالية متدهورة جدا ويعاني من أمراض  كثيرة فضلا عن البطالة . ـ تؤكد على حقه المشروع والدستوري في مواصلة دراسته وتدعو وزير التعليم للتدخل من أجل إعادة ترسيمه بالجامعة . ـ تستنكر كل تمييز لا مبرر له ضد المساجين السياسيين المسرحين في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن المساواة والحق في التعلم مدى الحياة . ـ تناشد السجين السياسي فتحي الورغي عدم الدخول في إضراب عن الطعام قد يعرض حياته للخطر في ظل القائمة الطويلة من الأمراض التي يعانيها وأن يترك فرصة للشرفاء والمناضلين الحقوقيين والجمعيات حتى تدافع عن حقه إلى حين عودته إلى الجامعة مجددا.   ****************************   زار وفد من الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  القياديين في الحزب الديمقراطي التقدمي  السيدة مية الجريبي والأستاذ أحمد نجيب الشابي بمقر حزبهما لتقديم المساندة والدعم  لحقهما المشروع في رفع كل أشكال الحصار والتضييق عن مقرات الحزب وعن  المنبر الإعلامي المناضل  » الموقف  »   , وكان الوفد مكونا من رئيس الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي ـ و أعضاء الهيئة المديرة : الكاتب العام الأستاذ سمير ديلو ـ وأمين المال السيد رشيد النجار ـ والمكلف بملف المساجين المسرحين السيد فوزي الصدقاوي والمكلف بمتابعة أوضاع السجون السيد لطفي العمدوني .   ****************************   علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  أن السجين السياسي السابق السيد محمود البلطي قد تحصل من محكمة الكاف على شهادة في كف تفتيش في ثلاثة مناشير تفتيش قديمة  منذ بداية التسعينات  وقدمها للسلطات الأمنية بمنطقة جندوبة من أجل حذف اسمه من قائمة المفتش عنهم المدرجة بالكمبيوتر المركزي بوزارة الداخلية باعتبار الضرر الحاصل له من إيقافه مرارا متكررة وتعطيل مصالحه والحد من حريته في التنقل . لكن المصالح الأمنية  بالجهة لم تحذف اسمه إلى الآن ورغم تقديمه للوثائق الرسمية التي سلمتها له محكمة الكاف التي تثبت دعواه .   والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تستنكر هذا التضييق المقصود بحق السيد محمود البلطي  تطالب السلطات الأمنية المسؤولة بتطبيق القانون وحذف اسمه من قائمة  المفتش عنهم المدرجة  بالكمبيوتر والكف عن معاملته كمشتبه به بعد انقضاء عقوبته التي دامت 16 سنة سجنا .   ****************************   علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  أن المصالح الأمنية بمنطقة الحرس الوطني ببن عروس تواصل امتناعها عن تسليم السجين السياسي السابق السيد لمجد بن إبراهيم الشارني جواز سفره بعد أكثر من عام ونصف على تقديم مطلب في الحصول عليه مرفقا بكل الوثائق الإدارية اللازمة .    والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  إذ تؤكد على حقه القانوني في الحصول على وثيقة السفر كأي مواطن تونسي عادي  تستنكر هذه الإجراءات التي تمثل في ذات الوقت تمييزا مقيتا بين المواطنين وتكريسا لنظام العقوبة  » الأبدية « ..!  سياسة التمييز بحق هذا الصنف من المواطنين ـ المساجين السياسيين ـ  وتدعو السلطات الأمنية لتسليمه جواز سفره في أقرب الآجال.
 
عن الجمعية  الرئيس  الأستاذة سعيدة العكرمي


حرّية و إنصاف

للدفاع عن المساجين السياسيين ومساجين الرأي و الحريات العامة

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

 

تونس في 5 أكتوبر 2007

بيان

يتعرض أعضاء منظمة  » حرية و إنصاف  » لمضايقات من طرف البوليس السياسي بمنعهم من الاتصال ببعضهم البعض ، فقد وقع التعرض لرئيس المنظمة يوم 3 أكتوبر 2007 بنهج شارل ديغول بتونس من طرف سبعة أعوان من البوليس السياسي و منعوه من الدخول إلى مكتب الأستاذ عبد الرؤوف العيادي الكاتب العام لمنظمة  » حرية و إنصاف  » كما وقع منع السيد سليم بوخذير يوم 4 أكتوبر 2007 على الساعة الحادية عشر من الدخول إلى مقر المنظمة و الاتصال برئيسها و ببعض أعضائها.

إن منظمة  » حرية و إنصاف  » تعتبر هذا المنع تعطيلا لنشاط الجمعيات الحقوقية و اعتداء على الناشطين الحقوقيين و منعهم من القيام بواجبهم في إطار القانون.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الأستاذ محمد النوري

 


حرّية و إنصاف

للدفاع عن المساجين السياسيين ومساجين الرأي و الحريات العامة

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

 

تونس في 5 أكتوبر 2007

بيان

يواصل كل من السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي و السيد أحمد نجيب الشابي المدير المسؤول لجريدة الموقف إضرابهما المفتوح عن الطعام لليوم السادس عشر على التوالي للاحتجاج على سعي السلطة لإخراجهم من المقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي       و لجريدة الموقف الذي يشغلانه منذ ثلاثة عشر سنة .

و قد أبدت عدة أحزاب و منظمات و شخصيات وطنية في الداخل و الخارج تضامنها مع المضربين  و أبدت استياءها من محاولة حرمان أحزاب المعارضة من حقها في مقرات خاصة و فضاءات عمومية تمكنها من أداء دورها السياسي الذي ضمنه لها الدستور.

و كانت منظمة  » حرية و إنصاف – و هي المنظمة المختصة في الدفاع عن المساجين السياسيين   و مساجين الرأي و الحريات العامة – من أول من أبدى تعاطفه مع المضربين منذ بداية الإضراب   و تنقل رئيس المنظمة خصيصا لمقر الحزب الديمقراطي التقدمي للتعبير عن مساندة المنظمة للحزب المذكور لكن أعوان البوليس السياسي تدخلوا لمنعه بصفة خاصة و حاولوا استعمال العنف لصده عن الدخول لمقر الديمقراطي التقدمي لزيارة المضربين.

و قد تكونت لجنة وطنية لمساندة المضربين كان من بين أعضائها رئيس المنظمة.

إن منظمة  » حرية و إنصاف  » :

1)    تؤكد تضامنها مع الحزب الديمقراطي التقدمي و تعتبر أن ما تعرض له هذا الحزب يشكل خطرا على حرية العمل السياسي في تونس خاصة وأن إلزام الديمقراطي التقدمي بالخروج من مقره المركزي كان تتويجا لسلسلة من المضايقات و الضغوطات تهدف إلى إخراجه من أغلب مقراته الجهوية ( مقرات الجامعات ).

2)    تدين الزج بالقضاء و توريطه في تصفية حسابات سياسية الغرض منها تصفية المعارضين و تكميم الأفواه بعدم تمكينهم من الفضاءات و قد بدا ذلك جليا في الطريقة التي وقع توخيها لإصدار الحكم و تلخيصه و رقنه و تسجيله و تسليم نسخة تنفيذية منه في يوم واحد وهو ما كان يستغرق الشهور في القضايا العادية.

3)     تكبر روح النضال و التضحية التي اتسم بها كل من السيدة مية الجريبي و الأستاذ أحمد نجيب الشابي من أجل ترسيخ الحق في العمل السياسي و حرية التنظم و استغلال الفضاءات العامة.

 

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الأستاذ محمد النوري

 


حرّية و إنصاف

للدفاع عن المساجين السياسيين ومساجين الرأي و الحريات العامة

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

وردت علينا رسالة من سجين الرأي السيد خالد العيوني المعتقل حاليا بسجن المرناقية الرسالة التالية نوردها كما هي : « 

بسم الله الرحمان الرحيم

يقول خالد العيوني السجين المضطهد في سجون تونس  » قوم يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، يدعون رعاية حقوق الإنسان و يفعلون خلاف ما يدعون ، مثلهم كمثل من لبس ثوبا أوسع مما ينبغي أن يكون فبدا فيه كالمهرج و هو يظن انه في منتهى الأناقة « .

و أما ما أتعرض له و أمثالي من المساجين الذين ألقى بهم القدر بين سندان فقدان الحرية و مطرقة الممارسات القمعية و الانتهاكات الجلية لحقوق الإنسان. و إني أبيت على نفسي الجلوس في زاوية معتمدا بخدي على كفي مستسلما لأساليب الظلم و القهر ، ساكتا عن الحق سكتة الشيطان الأخرس ،  و إن كان غيري اكتفى بالصمت خشية أن يلحقه الأذى فأنا قررت الدفاع عن حقوقي و حقوق المساجين و الوقوف في وجه أي شكل من أشكال القمع و الإذلال و المعاملات اللاإنسانية بمختلف طرق الاحتجاج و التنديد.

لن أتحدث عن ظروف الاعتقال و أساليب التحقيق فهذا موضوع يعجز اللسان عن وصفه لما حواه من الأهوال و أكتفي بالقول :  » الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا  » إلى أن تتاح الفرصة المناسبة للحديث عنها.

  أول احتجاج قمت به كان إثر تعنيف شديد لأحد المساجين السياسيين تم على إثره إدخاله إلى السجن المضيق ، هذه الواقعة احتج عليها كل المساجين و طالبوا بإخراجه من السجن المضيق و كان ذلك في صيف 2006 حينها وسعت الإدارة من نشاطها العقابي ليشمل كل المحتجين و فرقتهم في سجون بعيدة من مختلف جهات البلاد ، نقلوني إلى السجن المدني بقفصة و الذي يبعد عن مقر إقامة عائلتي قرابة500 كلم وهناك تجرعت مرارة الحرمان طيلة أربعة أشهر تقريبا و تعرضت لأبشع الانتهاكات الجسدية و اللفظية ، أقمت في زنزانة مظلمة خالية من كل أسباب الصحة و النظافة ، التهوية منعدمة ، الإنارة مفقودة ، الصراصير تغمر المكان و أثر نهشها لساقي لا يزال إلى الآن ، المرحاض متصل بالصرف دون حاجز مائي مما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة و خانقة . منعت في هذه الزنزانة من جميع أغراضي ، لا أغطية و لا وطاء و لا ملابس و لا مواد تنظيف و لا شيء و كذلك  حرمت من الفسحة حتى صارت عيناي تؤلمني من طول المدة التي قضيتها في الظلمة ، و كذلك الحمام حيث كنت استخدم حنفية المرحاض ، أصبت بداء الجرب المرض الجلدي الخبيث الذي أسهرني الليالي من دون أن يغمض لي جفن و أذاقني شر ما يذوقه الإنسان من الألم و العذاب . كل هذه الظروف القاسية جعلتني أضطرب نفسيا و أتعرض إلى نوبات عصبية و أضربت عن الطعام في مناسبتين حتى اخضر لوني و دخلت في مرحلة حرجة جدا و طلباتي لم تتجاوز تمكيني من أغراضي كالصابون و الشامبو إلا أن الوحشية التي غلبت على طباعهم كانت من الاستحالة و لما قمت محتجا بصوت عال و أصفهم بالظلم و الانتهاك لحقوق الإنسان أخرجوني من الزنزانة و انهالوا عليّ بضرب مبرح و رفسوني بأقدامهم رفسا و مزقوا ثيابي و كبلوا يداي إلى الوراء و بقيت أياما لا أقوى على الحركة من أثر العنف الشديد الذي تعرضت له.

 و في أواخر نوفمبر 2006 قررت إدارة السجون نقلي إلى سجن المرناقية ، و في موفى جانفي اتهمتني الإدارة بالتراسل مع العائلة بطريقة غير شرعية و أدخلوني إلى السجن المضيق و تحديدا في الغرفة 64 من الجناح (د) ثم نقلوني إلى الغرفة 23 حيث قام أحد الأعوان بتعنيفي و منعوني من الصلاة إلا و يداي مكبلة إلى الوراء ثم أوقفوني بالسرير حيث أجبرت على الصلاة إيماء برأسي ، بقيت على تلك الحالة إلى اليوم الذي نقلوني فيه إلى سجن صفاقس الذي يبعد عن مقر إقامة عائلتي قرابة 400 كلم و بعد أسبوعين أعادوني إلى سجن المرناقية بتونس و صارت رسائلي لا تصل إلى أهلي حيث يتم حجزها من غير سبب يذكر ، الجريدة غالبا ما تكون محجوزة ، دخلوا علي ذات يوم واخذوا مني الدواء الذي وصفه لي الطبيب المختص في الأمراض الجلدية و الذي لا غنى لي عنه    و تركوني أتخبط في الآلام و الأوجاع و لقد حاولت استرجاعه لكن دون جدوى و اخذوا مني بعض الملابس و الأغراض و المأكولات و لا ادري ما هدفهم من وراء هذه الأفعال الرخيصة فان كان هدفهم إذلالنا و كسر شوكتنا فهذا لن يحصلوا عليه أبدا ، أما إن كانوا يهدفون لاستفزازنا و حملنا على الانفعال فهذا قد نجحوا فيه حيث أشعلوا في داخلي نارا هوجاء وقودها القهر و الإحساس بالظلم.

قررت حينها ان اضرب عن كل شيء الا عن الخبز الجاف الذي به معاشي لا طعام و لا فسحة و لا حمام و لا جريدة و لا كتب و لا قنوة و لا زيارة عائلية و لا محامي و لا شيء محتجا بذلك على سوء المعاملة وفقدان الرعاية الطبية.

بقيت على تلك الحال أكثر من شهر و في صباح 12 ماي 2007 و هو الموعد المقرر لمحاكمتي امتنعت عن الخروج لحضور المحاكمة و التي اعتبرها مهزلة و ذلك لسببين الأول هو أني لا أقول باستقلالية القضاء في تونس و المحكمة في نظري تفتقر إلى المصداقية و السبب الثاني هو أني بريء من أي جرم و البريء غير محتاج إلى محاكمة و إنما إلى إفراج فوري و غير مشروط.

مقاطعتي المحكمة أثارت غضب المسؤولين فبعد ساعة تقريبا من امتناعي عن الخروج جاء الملازم على رأس ما يقارب عشرة أعوان و كبلوا يداي إلى الوراء و أخرجوني عنوة حافي القدمين في اتجاه غرفة التفتيش و التي تبعد عن الجناح الذي أقيم فيه حوالي 300 متر ، كل تلك المسافة و احد من الرهط لم يفتر عن اللطم على الوجه و اللكم على الرأس و الصك و السب و التقبيح و لم اعلم أن المفاجأة الحقيقية كانت تنتظرني في غرفة التفتيش حيث أدخلوني و انهالوا علي بضرب جماعي رهيب لو تعرض له جمل لخر أرضا و ليتني أحسن التعبير حتى اصف لكم إحساسي و أنا صريع تقذفني الأرجل من كل جانب ، لا ادري كم بقيت فاقدا للوعي ، أفقت لأجد نفسي أقطر ماء ملابسي متسخة بأرضية الغرفة ، البصاق في وجهي ، أوجاع في الرأس و الظهر ، وعجز عن الحركة ، مشهد لم أقو فيه على حبس دموعي . ألقوني في السيارة و سلكوا الطريق إلى المحكمة الابتدائية بتونس، امتنعت عن الوقوف للقاضي فتم إبعادي و بما أن هذا لا يشفي غليلهم استأنفوا معي شوطا جديدا من الضرب      و التقبيح ، يوم أسود بكل ما تعنيه الكلمة.

قررت حينها الإضراب عن الطعام إضافة إلى ما أضربت عنه من الخدمات السجنية ، و بعد خمسة أيام و تحديدا يوم الجمعة 17 ماي 2007 قرروا نقلي من المجمع (م) إلى المجمع (و) حيث الإقامة الجماعية و بما أني شخص مرهف لا أحتمل صخب الناس ( مساجين الحق العام ) و بذاءة ألسنتهم   و استعمالهم المفرط للتدخين فقد رفضت الإقامة حينها فاجأني أحد الأعوان بلطمة قوية على وجهي سقطت على إثرها مغشيا علي إلا أن هذا لم يكن كافيا فما أن أفقت حتى اجتمعوا على تعنيفي و لم يتركوني حتى أغمي علي ثانية .

كانت حالتي الصحية حرجة للغاية ذلك لأني كنت مضربا عن الطعام إضافة إلى ما تعرضت له يوم 12 ماي 2007 و الاعتداء بالعنف و أنا على تلك الحال يترجم بوضوح اللاإنسانية التي جبلوا عليها.

أخذوني الى السجن المضيق و تحديدا إلى الغرفة 55 من الجناح (د) و بعد ما يقارب ثلاثة عشر يوما من الإضراب تدهورت حالتي الصحية و دخلت مرحلة خطرة تفرض تحولي الى المستشفى ، لكن وقع ما ليس في الحسبان حيث قدم مدير السجن بصحبة نائبه و مدير المركز 1 و معهم مجموعة من الأعوان و كبلوني و يداي إلى الوراء و طرحوني أرضا و أحكموا تثبيت رأسي بأيديهم حتى لا أتحرك و فتحوا فمي عنوة و سدوا أنفي و صبوا الحليب في فمي و لا سبيل إلى التنفس إلا بابتلاع الحليب و لم يتركوني حتى شربت ما يقارب اللتر.

إقامتي في السجن لم تخل من سوء المعاملة ، حرمت من الزيارة المباشرة ، حرمت من زيارة أخي رغم أننا نقيم في نفس الجناح ، الجرائد غالبا ما تكون محجوزة و لا حق في التلفاز ، الأكل سيء    و مع هذا لا حق لنا في القنوة  » Cantine  » إلا مرة في الشهر ، و المشرب ( Buvette ) مرة في الأسبوع ، الأجواء موحشة و مخيفة ، مساجين يصيحون و يستغيثون طول النهار و أعوان تسب     و تشتم و تلطم و تجلد بعصي من المطاط الصلب.

آخر احتجاج قمت به كان في 10 أوت 2007 حيث أضربت عن الطعام طيلة ثلاثة وعشرون يوما محتجا بذلك على سوء المعاملة و الإقامة و الخدمات ، لن أكون مبالغا إذا قلت أني أوشكت على الهلاك و مع هذا لم أحصل على ما طالبت به ، أنا على يقين أن الأمور ستتحسن يوما ما و لكن إذا وجد أناس يضحون من أجل الدفاع عن الحقوق و القيم و الأخلاق ، فمن أمكنه أن يضع يده في يدي من أجل أشرف المبادئ فليفعل فإن يدي ستظل مبسوطة حتى ينتصر الحق على الباطل أو أهلك دون ذلك « .

إن منظمة  » حرية و إنصاف  » :

– تندد بهذه الاعتداءات التي تستهدف المساجين السياسيين و هي انتهاكات فظيعة من شأنها توتير الجو السياسي و الحقوقي في بلادنا .

– و تطالب بوضع حد لهاته الممارسات المخالفة للقانون.

–  كما تطالب بفتح تحقيق و إحالة مرتكبي هذه الفظائع لمقاضاتهم من أجل التعذيب.

       


حرّية و إنصاف

للدفاع عن المساجين السياسيين ومساجين الرأي و الحريات العامة

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

 

تونس في 5 أكتوبر 2007

بيان

علمت  » حرية و إنصاف  » بأنه وقع الإفراج عن عدد من مساجين الرأي المعتقلين بسجن برج الرومي و سجن المرناقية و قد كاد هذا الخبر أن يبعث انفراجا لدى الرأي العام لو لا تواتر أخبار من أماكن عديدة تفيد إلقاء القبض على أعداد أخرى ممن وقع اتهامهم بالانتماء للفكر السلفي نذكر من بينهم :

       السيد محمد أمين ريدان  – السيد محمد ياسين الجلاصي – السيد طارق – السيد خالد الساسي – السيد فيصل السعداني – السيد محمد أمين – السيد سمير النجار – السيد محمد بوجمعة …

إن منظمة  » حرية و إنصاف  » تعبر عن بالغ انشغالها حيال هذه الإيقافات المتواصلة في صفوف السلفيين و تطالب بوضع حد لها خاصة و أنها تقع في جو من الذعر و الرعب و الارهاب و الترويع للعائلات.

 

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الأستاذ محمد النوري

 


 

الحزب الديمقراطي التقدمي

جامــعة بنزرت

نهج بلجيكا بنزرت

 

دعـــــــوة

 

 تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الندوة  التي تنظمها تحت عنوان

«  حق التنظم والمشاركة السياسية « 

تتضمن الندوة مداخلة للسيد رشيد خشانة عضو المكتب السياسي للحزب .

 وذلك يوم السبت 6 أكتوبر2007 على الساعة التاسعة بمقر الجامعة .


يوميات الصمود (13)

ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوع 2/10/2007

 
الندوة الصحفية 1. على إثر صدور الحكم يوم 1 أكتوبر 2007 بإلزام الحزب الذيمقراطي التقدمي و صحيفة الموقف بالخروج من المقر المركزي عقد الأخوان مية الجريبي الأمينة العامة و أحمد نجيب الشابي مدير الجريدة ندوة صحفية سلطا فيها الأضواء من جديد على الخلفيات السياسية لمجمل القضايا المرفوعة ضد الحزب لإخراجه من مقره المركزي و أغلب مقرات جامعاته بالولايات الداخلية. 2. الندوة الصحفية حضرها عدد هام من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية و وكالات الأنباء الأجنبية و منها صحف الصباح و لوطون و حقائق و الشروق و الطريق الجديد و مواطنون و أخبار الجمهورية و الموقف و وكالة الأنباء الفرنسية و الأسوشايتد براس و رويترز و قناة الحوار التونسي . 3. كما حضر عدد من الشخصيات الوطنية و النقابية و الحقوقية و ممثلي الأحزاب الديمقراطية السادة مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات و حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي و حاتم الشعبوني عضو سكرتارية حركة التجديد و مصطفى الزيتوني ممثل حزب تونس الخضراء و عبد الرؤوف العيادي نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية و مصطفى التليلي عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان،هذا و قد واصل اعوان الامن منع كل من الصحافي لطفي الحاجي و الاخوة علي العريض و زياد الدولاتلي قياديين من حركة النهضة من الالتحاق بالندوة الصحفية. 4. و سجلت الندوة حضور ممثلين عن البعثات الديبلوماسية لكل من فرنسا و ألمانيا و هولندا و مفوضية الاتحاد الأروبي. 5. في البداية تولت الأمينة العامة تلاوة نص الندوة الصحفية و جددت عزم المضربين عن الطعام مواصلة إضرابهما حتى تحقيق نتائجه و قالت إن القضية سياسية و إضرابنا حركة سياسية لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها السياسية. 6. تم توزيع ملف مفصل بالمكان و الزمان عن مختلف التضييقات التي تتعرض لها مقرات أحزاب المعارضة و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و مكاتب المحامين و أفرد الحزب الديمقراطي التقدمي بملف بالمعطيات الدقيقة عن استهدافه في مقراته. 7. توجه المضربان عن الطعام بشكر خاص إلى كل الأحزاب و المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية في الداخل و المهجر و منظمات التونسيين بالخارج و الأحزاب الصديقة و أعضاء البرلمانات التي ساندت مطالب الحركة الإضرابية و التي أجمعت على شرعية مطالب المضربين و ضرورة وضع حد لتدهور أوضاع الحريات في تونس. كما خص المضربان أعضاء الهيئات الدبلوماسية التي زارتهما بمكان الإضراب للاطلاع و متابعة تطورات القضية. 8. اجاب الأستاذ أحمد نجيب الشابي عن سؤال للشروق حول زيارة وفود السفارات الأجنبية للمضربين و قال « أمام عجز الحكومة على مواجهة الأسباب السياسية للإضراب و أمام قوة و شرعية مطالبنا لم تجد الحكومة طريقا غير حملة تشويهية لم تعد تنطل على أحد عمادها الطعن في وطنية المعارضين الذين تعرف الساحة الوطنية و الدولية مدى تمسكهم باستقلالهم في الرأي منذ ما يزيد عن الأربعة عقود. 9. الدكتور فتحي التوزري تدخل في الندوة الصحفية و أعطى بسطة على الحالة الصحية للمضربين عن الطعام واصفا إياها بالمتدهورة و قال إن الفريق الطبي ينتابه القلق إزاء بعض مؤشرات الإرهاق و التحاليل البيولوجية.   وفد فرنسي تونسي في الخارجية الفرنسية ببادرة من لجنة احترام الحريات و حقوق الإنسان في تونس التقى بيار تينار المستشار لدى كاتب الدولة المكلف بالشؤون الخارجية و حقوق الإنسان و السيدة ناتالي لوازو نائبة رئيس قسم المغرب العربي بوفد فرنسي تونسي يتكون من السيد كريم الحديجي نائب رئيس الرابطة الدولية لحقوق الإنسان و السيدة أنياس تركوار عضوة المكتب التنفيذي لرابطة حقوق الإنسان الفرنسية و السادة آلان شينال المفوض الوطني المكلف بالمتوسط في الحزب الاشتراكي الفرنسي و المسؤول عن العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي الفرنسي و بتريك فاربيار مسؤول العلاقات الدولية في حزب الخضر و خميس الشماري عن هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات و خميس كسيلة الكاتب العام للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و طارق بلهيبة المستشار الجهوي و عضو لجنة احترام الحريات و حقوق الإنسان بتونس و الناطق الرسمي باسم لجنة مساندة مية الجريبي نجيب الشابي و من أجل الحريات السياسية و الجمعياتية بتونس. و قد تطرق اللقاء إلى أوضاع الحريات في تونس ووضع الرابطة التونسية بالتركيز خاصة على إضراب الجوع الدي يشنه مية الجريبي و أحمد نجيب الشابي. و سجل الوفد المشترك اهتمام الخارجية الفرنسية بموضوع اللقاء و عبر عن الأمل أن يتحول هذا الاهتمام إلى مبادرات عملية لإيجاد مخرج إيجابي لهذا الإضراب.   الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين تساند أدى وفد من الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين تتقدمهم الرئيسة الجديدة للجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي زيارة إلى مقر الحزب الديمقراطي التقدمي و التقى الوفد مية الجربي و أعرب لها عن المساند التامة لها و لللأستاذ الشابي في مطالبهما المشروعة و سلم الوفد بيانا في هذا المعنى صادرا عن الجمعية.   سراح وقتي لعبد السلام العريض أحيل المناضل لشاب عبد السلام العريض مسؤول مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس على القضاء و تقرر الإفراج مؤقتا على الأخ العريض في انتظار تعيين جلسة المحاكمة.   الأستاذ الشارني ينوب المناضل الجلاصي بادر الأستاذ منذر الشارني بالاتصال بوكيل الجمهورية بكل من تونس و بن عروس و أعلن نيابته عن المناضل محمد ياسين الجلاصي عضو مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي ببن عروس طالبا اطلاق سراحه أو توفير كل الضمانات القانونية له و إعلام عائلته بمكان و سبب اعتقاله.   صحافة البذاءة تتهجم على قيادات التقدمي انطلقت صحافة البذاءة في حملة مسعورة « للدفاع عن مالك المحل » و التهجم الرخيص على قادة الحزب الديمقراطي التقدمي و خاصة المضربين عن الطعام الأخت مية الجريبي و الأستاذ أحمد نجيب الشابي. الحكومة التي لم تجد في الإعلام العالمي من يروج لدعايتها الباهتة و التي عجزت عن مجاراة النسق الإعلامي المرتفع و الحضور المميز للمضربين عن الطعام في الفضائيات العربية و المحطات الأجنبية والصحف والمجلات الدولية….التجأت إلى صحافة البذاءة ممثلة في جريدتي الإعلان والحدث لأطروحاتها بأسلوب رخيص لن يحقق إلا النتائج العكسية لما أريد له.   شخصيات تزور المضربين أدت السيدات خديجة الشريف و علياء الشماري و حفيظة شقير و السادة علي المحجوبي و الحبيب بن عبد الله و عبد الرزاق الكيلاني و محمد القلوي زيارات تضامن و مساندة إلى المضربين عن الطعام   وفد كما زار المضربين وفد من ولاية جندوبة عبر أعضاؤه عن تضامنهم المطلق مع مية الجريبي و نجيب الشابي و مساندتهم الكاملة لمطالب حزبهم المشروعة و عبروا عن انشغالهم لحالتهم الصحية و تخوفهم من الأخطار التي تتهددها.   (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 2 أكتوبر 2007)


يوميــــــات الصمــود (14)

ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوعيوم 3 أكتوبر 2007

 
الاعلام بالحكم بادر « مالك العقار » بسرعة عجيبة باستخراج نسخة من الحكم الصادر بتاريخ 01-10-2007 و القاضي باخراج الحزب وصحيفة الموقف من المقر و القيام باجراءات الاعلام القانوني بالحكم صباح هذا اليوم 03-10-2007 وللتدليل على الطابع « المدني العقاري » للقضية فقد تحصل المالك على نسخة الحكم يوم 02-10-2007 أي أن الحكم الذي تم التصريح به يوم 01-10-2007 تم تلخيصه و رقنه وتسجيله بالقباضة في نفس اليوم 01-10-2007 كما يتضح من النسخة التي أعلم بها الأستاذ الشابي. هكذا هي الأحكام العادية في القضايا »المدنية العقارية »التي لا دخل فيها للسلطة!   رفض الاستئناف جدد الحزب الديمقراطي التقدمي موقفه القاضي بعدم القيام باجراءات الاستئناف وعدم الدخول في متاهات قضائية خبرها الجميع في كل القضايا التي وضعت الحكم في مواجهة خصومه السياسيين.   محمد ياسين الجلاصي …أمام التحقيق مثل صباح هذا اليوم 03-10-2007 المناضل محمد ياسين الجلاصي أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس بعد حوالي أسبوع من ايقافه. وتمسك الأخ محمد ياسين الجلاصي بحضور محاميه مما حدا إلى تأجيل الاستماع إليه ليوم 15-10-2007.   بيان المضربين على اثر تلقي الاعلام بالحكم أصدر الأخوين مية الجريبي و أحمد نجيب الشابي بيانا للرأي العام جددا فيه التأكيد على الطابع السياسي للقضية و على السرعة غير المعتادة في تلخيص ونسخ وتسجيل الحكم في نفس اليوم. وجددا عزمهما على مواصلة اضراب الجوع ورفضهما القيام باجراءات الاستئناف. ودعيا كل الديمقراطيين الى تكثيف التعبئة للتصدي لهذه المظلمة.   حديث للعربية على اثر صدور الحكم، أجرت قناة العربية حوارا مع الأخت مية الجريبي في نشرة منتصف ليلة 02-10-‏2007‏‏ جددت فيه عزمها والأستاذ أحمد نجيب الشابي مواصلة الاضراب حتى تحقيق أهدافه السياسية و حمل الحكومة على الاعتراف والإقرار الفعلي بحق التونسيين في المشاركة السياسية الحرة.   لجنة جهوية بصفاقس لمساندة الاضراب تشكلت بجهة صفاقس لجنة جهوية لمساندة إضراب الجوع الذي يشنه الأخوين أحمد نجيب الشابي ومية الجريبي بهدف توسيع دائرة التضامن وتوحيد كل الطاقات من أجل تحقيق مطالبهما المشروعة و مطالبة السلطة بوضع حد لكل أشكال التعسف التي تستهدف الحزب الديمقراطي التقدمي و كل مكونات المعارضة وهيئات المجتمع المدني. وتتكون الهيئة من السيدات والسادة : باسم قطاطة (محام) سعاد مرزوق (ناشطة حقوقية) فتحي الهمامي (حركة التجديد) عبد السلام عبد الله ( مسؤول نقابي) الهادي التريكي(سجين سياسي سابق) هيثم محجوب(طالب نقابي وسجين سياسي سابق) علي الزيتوني(ناشط حقوقي) جلال بوزيد(التكتل اليمقراطي من أجل العمل و الحريات) عارف معالج (جامعي نقابي)   على اثر صدور الحكم .. حزب العمال يدين استنكر حزب العمال الشيوعي التونسي إصدار محكمة ناحية تونس حكمها بإخراج الحزب الديمقراطي التقدمي من مقره المركزي وجدد تضامنه مع الحزب وأمينته العامة ومدير صحيفته. ودعا حزب العمال كافة الأحزاب والجمعيات المتضررة الى تكتيل صفوفها لوقف تنفيذ الحكم والدفاع بقوة عن حرية العمل السياسي والجمعياتي.   موقف لجنة حماية الصحافيين أصدرت « لجنة حماية الصحافيين » الدولية بيان تضامن مع « الموقف » على إثر القرار القضائي بإخراجها من مقرها. وتضمن البيان استنكارا للتضييق على حرية التعبير في تونس وضرب الحريات الإعلامية وطالب الحكومة التونسية بالتراجع عن حملتها التعسفية على « الموقف ».   … ومن منظمة الفصل 19 كما أصدرت منظمة الفصل 19 (اسم مستوحى من الفصل 19 من ميثاق الأمم المتحدة) بيانا انتقدت فيه بشدّة الإجراءات التعسفية المسلّطة على « الموقف » وطالبت بوقفها.   وفد تونسي في الخارجية الكندية استقبل وفد من الحزب الديمقراطي التقدّمي في كندا من قبل مسؤول في الخارجية الكندية. وسلم أعضاء الوفد للمسؤول عريضة تضامن مع المضربين عن الطعام الأخت ميّة الجريبي والأخ نجيب الشابي وقّع عليها 400 مواطن كندي.   مســــاندة وإضــــراب دخل السّادة عبد القادر بن خميس ويوسف السمعلي ومختار العويني ورياض الخياري وطارق العبيدي في إضراب عن الطعام تضامنا مع الجريبي والشابي بمدينة الكاف   (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 3 أكتوبر 2007)


يوميــــــات الصّمــــــــود (15)  ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوع

04/10/2007

 
تأخر صمود 13: تأخر العدد (13) من يوميات الصمود لساعات طويلة نتيجة عوامل داخلي (يمكن السيطرة عليها) مما أدخل اضطرابا على موعدها المعتاد…نعتذر لكم وسنعمل على تجنب ذلك في المستقبل.   أساتذة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية يتضامنون: زار وفد هام من أساتذة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية مقر الحزب الديمقراطي التقدمي صباح يوم 04/10/ 2007، حيث التقى بالمضربين عن الطعام الأمينة العامة للحزب مية الجريبي، وأحمد نجيب الشابي. تركب الوفد من الأساتذة : حياة عمامو ،عمر بلهادي ،مختار كريم،أحمد الخصخوصي، حسين بوجرة،عبد الستار السحباني،محمد الجويلي،عبد الكريم العلاقي،مهدي مبروك… ودار حديث مطول بين الوفد والمضربين عن الطعام حول أوضاع الحريات في البلاد وأهمية النضال المشترك من أجل تطويرها.وقد عبر الوفد على لسان الأستاذ عبد الستار السحباني عن تضامنه المطلق مع المضربين وحركتهما النضالية، ومساندتهم لمطالب الديمقراطي التقدمي التي هي في حقيقة الأمر مطالب تشترك فيها جميع قوى الحرية والديمقراطية.   رأي حرّ للمنصف بن مراد: تناول السيد منصف بن مراد مدير جريدة أخبار الجمهورية موضوع الإضراب عن الطعام الذي يشنه قياديي من الديمقراطي التقدمي، واعتبر أن  » وفاة أي تونسي بسبب إضراب جوع غير مقبول » وأضاف « إني أحترم كل من يغامر بحياته من أجل أفكاره ما عدا الإرهابيين وأن « قضية » المحل باتت قضية سياسية تتناولها وكالات الأنباء وتهتم بها السفارات .وقال أنه فخور بما تحقق من إنجازات في تونس بقيادة الرئيس بن علي ولهذا فهو يحتفظ بحقه في النقد. ودعا السيد بن مراد صاحب المحل إلى إمهال الحزب بعض الوقت إلى أن يتمكن من إيجاد مقر جديد في العاصمة.   إضراب تضامني في بن عروس: يشن بداية من اليوم مناضلو الرابطة والنقابيين والأحزاب السياسية في بن عروس إضراب جوع تضامني مع مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي.   فلاسفة يساندون: أدى وفد من أساتذة مادة الفلسفة في جهة أريانة زيارة مؤازرة وتضامن لمقر الحزب الديمقراطي التقدمي للتعبير عن تضامنهم ومساندتهم للمضربين عن الطعام ولمطالب الحزب في تحرير الحياة السياسية.   الاضراب على قناة تونس 7: خصصت نشرة الإنباء الرئيسية لقناة تونس 7 ليوم 04/10/2007 لتغطية نشاط التجمع الدستوري الديمقراطي و كلمة أمينه العام إلى اجتماع الإطارات التجميعية بالعاصمة. وقد خص أمين عام التجمع جزء هاما من كلمته للتنديد بالتحالف بين أقصى اليسار و أقصى اليمين واستقوائه بالخارج متوقفا عند   « إضراب الجوع الذي شنته أقلية لغايات مشبوهة وتوظيفها لنزاع ذا طابع عقاري و تحويله لقضية سياسية « . و هكذا يفرض إضراب الجوع على قناة تونس 7 التحدث عنه و لو في إطار حملة تشويهية ذكرت المشاهدين بعهد الحزب الاشتراكي الدستوري و حملاته على الصائدين في الماء العكر والشرذمة الضالة رغم مرور عشرين عاما.   اجتماعات سياسية: من المتوقع أن تشهد نهاية الأسبوع سلسلة من الاجتماعات التضامنية مع الإضراب عن الطعام و تفعيل حملة مساندة في كل من بن عروس الجمعة 05-10-2007 و تونس و مدنين السبت 06-10-2007 و أريانة الاثنين 08-10-2007   الحالة الصحية تتعكر: طالب الفريق الطبي المتابع للحالة الصحية للمضربين مساء اليوم من الأخت مية الجريبي ملازمة الفراش طوال الوقت و عدم بذل أي جهد خلال الأيام القادمة نتيجة حالة الإعياء و الإرهاق التي أصبحت تعاني منهما. كما تابع الفريق الطبي الحالة الصحية للأخ احمد نجيب الشابي التي لازالت تشكو من نقص مادة البوتاسيوم.   (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 4 أكتوبر 2007)


في تونس، يضربون عن الطعام من أجل الحرية

واضراب جوع آخر : دفعا للظلم ولاصرار الحكم الاستبدادي في تونس على غلق كل مربعات الاجتماع والتعبير الحر للاحزاب والجمعيات وسائر الشخصيات المستقلة.

ومنذ 20 سبتمبر دخل كل من السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي وأحمد نجيب الشابي أحد قيادي الحزب ومدير جريدته في اضراب لانهائي عن الطعام حتى تكف السلطة عن تجنيد الأمن السياسي والقضاء التابع لغلق مقره المركزي ومقراته الجهوية وتعطيل جريدته وحجب مواقعه الالكترونية، ولم تتأخر المحكمة الخاضعة في إصدار حكمها يوم الإثنين 1 اكتوبر يقضي بفسخ العقد واخلاء مقر الحزب والجريدة.

إن الحصار الأمنـي وغلق المقرات، وحرقها والتضييق على حرية الإجتماع والتعبير، هي سياسة منهجية مسلطة على كل حزب غير موال وعلى كل جمعية مستقلة، وعلى كل ناشط وناشطة من اجل الحريات وكل الحقوق للشعب التونسي .  ان لجنة مساندة مطالب الحزب الديمقراطي التقدمي، والمضربين عن الطعام في تونس :

1-   تشد على أيادي المضربين وتعلن مساندتها المطلقة لمطالب الحزب الديمقراطي التقدمي وكل الأحزاب المعارضة والجمعيات المستقلة والنشطاء بحقهم في مقراتهم وفي الفضاءات العمومية وفي حرية الاجتماع والتعبير والتنظم ومطلبنا جميعا لاطلاق سراح المساجين السياسيين وسن العفو التشريعي العام .

2-   تدعو الاحزاب والمنظمات ووسائل الاعلام والشخصيات الصديقة للشعب التونسي أن تتحرك بسرعة وفعالية لادانة سياسة الاستبداد في تونس والضغط على حكوماتهم الفرنسية والأوروبية والشريكة لوضع حد لتغطيتها ودعمها للنظام التونسي

لجنة مساندة مية الجربيي وأحمد نجيب الشابي من أجل حرية العمل السياسي والجمعياتي في تونس

اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الانسان في تونس التضامن التونسي – اتحاد العمال المهاجرين التونسيين،باريس- فدرالية التونسيين مواطني الضفتين – جمعية صوت حر – جمعية التونسيين بفرنسا، فرع باريس – الحقيقة والعمل – اللجنة العربية لحقوق الانسان – جمعية المغاربة بفرنسا – جمعية العمال المغاربيين بفرنسا – المنتدى المغربي للحقيقة والانصاف، فرنسا – جمعية الدفاع عن حقوق الانسان قي المغرب، فرنسا – الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان – الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان – الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب – حركة النهضة التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات – حزب العمال الشيوعي التونسي- الحزب الديمقراطي التقدمي – المؤتمر من اجل الجمهورية – هيئة 18 اكتوبر – الحزب الشيوعي الفرنسي – حزب الخضر، فرنسا

 

 سرد لمسار أزمة الحريات بتونس خلال سنة 2007           

 

شهدت سنة 2007 استمرارا للأزمة بين الحكومة التونسية وبين بعض الجمعيات الحقوقية والشخصيات والأحزاب السياسية. ومن أبرز محطات تلك الأزمة:

 

    * 7 يناير/كانون الثاني 2007: منع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من عقد اجتماع مجلسها الوطني.

    * 15 يناير/كانون الثاني 2007: التحقيق مع عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ناجي مرزوق.

    * 7 فبراير/شباط 2007 إيقاف مدير قناة الحوار التونسي التلفزية والمشرف على موقع آفاق تونسية الطاهر بلحسين.

    * 8 مارس/آذار 2007: محاصرة مقر المجلس الوطني للحريات بهدف منع ندوة صحفية مشتركة بين المجلس ومنظمة (ريبريف) الحقوقية البريطانية.

    * 29 مارس/آذار 2007 بدء محاكمة مدير تحرير مجلة كلمة الإلكترونية عمر المستيري.

    * 6 أبريل/نيسان 2007: احتجاز المحامي طارق العبيدي من قبل دورية تابعة للحرس الحدودي قرب مدينة قلعة سنان وهو في طريق عودته إلى مدينة الكاف.

    * 16 مايو/أيار 2007: تعرض الصحفي سليم بوخذير للاعتداء من طرف الشرطة بعد أن كتب مقالات عن مسؤولية أحد أقرباء الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن وفاة عدة مراهقين إثر تدافع.

    * 18 مايو/أيار 2007: منع ندوة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كان من المقرر إقامتها بدعوى وجود حكم قضائي يمنع الهيئة المديرة من أي نشاط باستثناء عقد مؤتمر.

    *يونيو/حزيران 2007: تمديد عقوبة النفي القسري المفروضة على عبد الله زواري في جرجيس التي تبعد 500 كلم من تونس العاصمة.

    * يونيو/حزيران 2007: محاصرة مقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.

    * 30 يونيو/حزيران 2007: محاصرة مقر حزب التكتل الديمقراطي للعمل والحريات حيث كانت تنظم ندوة حول شأن حرية المعتقد.

    * 18 أغسطس/آب 2007: محاصرة وإغلاق مكاتب المجلس الوطني للحريات.

    * 24 أغسطس/آب 2007: منع السجين السابق محمد عبو من السفر إلى لندن حيث كان مدعوا من طرف قناة الجزيرة للمشاركة في برنامج حول وضع حقوق الإنسان في تونس.

    * 31 أغسطس/آب 2007: إحراق مكتب المحامي العياشي الهمامي.

    * 1 سبتمبر/أيلول 2007: مضايقة الناشط السياسي والحقوقي أحمد السميعي.

    * 12 سبتمبر/أيلول 2007: الهجوم على مقر جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بمدينة نفطة.

    * 28 سبتمبر/أيلول 2007: مضايقة الصحفي لطفي حجي ومنعه من دخول مقر الحزب الديمقراطي التقدّمي في تونس.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 5 أكتوبر 2007)

 


إضراب جوع مُـعـارضـيْـن بين اهتمام الخارج وتجاهل السلطة

صلاح الدين الجورشي – تونس

 

يتواصل الإضراب عن الطعام، الذي يقوم به منذ يوم 20 سبتمبر، كل من رئيسة الحزب الديمقراطي التقدمي الآنسة مية الجريبي ومدير صحيفة « الموقف » السيد نجيب الشابي، وذلك دون أفق واضح.

 

وقد دخل الإضراب مُـنعرجا جديدا بعد أن أصدرت محكمة الناحية بتونس العاصمة حُـكما يقضي بفسخ عقد الإيجار وإلزام الحزب بالخروج من مقرّه المركزي وتسليمه إلى صاحبه، وبذلك يكون المضربان قد خسرا نهائيا المعركة القضائية، وهو أمر كان ينتظرانه منذ بداية المواجهة.

بقي الرأي العام المسيس ينتظر حاليا ما الذي ستُـسفر عنه المعركة السياسية الدائرة بين هذا الحزب المتمسك بحقّـه في النشاط وبين السلطة التي يبدو أنها مُـصرة من جهتها على تحجيم هذا الخصْـم المُـشاكس، الذي يريد أن يقود المعارضة الاحتجاجية ويفرض بوسائله السلمية مبدأ التداول الديمقراطي على الحكم. فإلى أين تسير الأحداث؟

 

قرّر الحزب الديمقراطي التقدمي عدم اللجوء إلى استئناف الحكم، وذلك لاعتقاد قيادته بأنه ذو طابع سياسي، كما أعلن المضربان في مؤتمرهما الصحفي الأخير (يوم 2 أكتوبر) عن عزمهما الاستمرار في إضرابها المفتوح، وقد بدا واضحا أنهما سيبذُلان جُـهدا استثنائيا – سيكون قاسيا بلا شك – لبلوغ موعِـد الذكرى العشرين لاستلام الرئيس بن علي السلطة يوم 7 نوفمبر المقبل.

 

 وإذا ما تمكّـنا فعلا من الصّـمود شهرا آخر، فسيتسبَّـبان مُـؤكّـدا في إفساد أجواء الاحتفالات بهذه المناسبة الرمزية، وبالتالي، خلق مشكلة سياسية ليست في صالح النظام الذي يتهيّـأ منذ أشهر لمثل هذا الحدث الاستثنائي، خاصة وأن هذه الذكرى قد ارتبطت بانتظارات وتسريبات تُـوحي بأن قرارات ستُـتخذ من أجل « دعم التعددية ».

 

 وبالتالي، فإن استمرار هذا التحرّك الاحتجاجي، من شأنه أن يُـربِـك السلطة ويفسد عليها عُـرسها ويقلل من أهمية ما قد يقع الإعلان عنه، والذي سيفسَّـر بأنه جاء « تنازلا » تحت الضغط، وليس « هدية » من النظام.

 

عوامل ورهانات

 

 هذا التزامن بين الحدثين هو الذي يفسِّـر الحملة الإعلامية الموجّـهة ضد الجريبي والشابي، والتي انخرطت فيها بحماس بعض الأحزاب السياسية التي تربطها علاقات جيِّـدة مع الحكم. فـ « حزب الخضر للتقدم »، الذي حصل على تأشيرة الاعتراف بدلا عن حزب الخضراء، اعتبر أن « الدخول في تحرّكات احتجاجية في مثل هذا التوقيت لا ينم عن روح مسؤولة تُـجاه مكاسب البلاد ».

 

أما حزب الوحدة الشعبية، فقد أدرج الإضراب ضِـمن سياق دولي وإقليمي، حيث عبَّـر عن إدانته لما وصفه بالدور المشبوه الذي تقوم به سِـفارات بعض الدول « التي تُـعادي الحقوق العربية المشروعة وتدعم العدو الصهيوني » (في إشارة للزيارة التي قام بها السفير الأمريكي إلى المضربين)، وبناء عليه، فإنه يُـعلن عن تصدّيه « لكل مَـن ينْـساق في خِـدمة مشاريع الفوضى البنّـاءة، التي تنتهك سيادة الدول »، والمقصود به طبعا، المضربان والحزب الديمقراطي التقدمي.

 

في هذا السياق، من الطبيعي أن يتساءل المُـراقب عن العوامل أو الرِّهانات التي يستمد منها المُـضربان حماسهما لمواصلة الإضراب عن الطعام وتعريض نفسيهما للخطر.

 

أول هذه العوامل، اعتقادهما بأنه كلَّـما تشنّـج النظام في ردود أفعاله ولجأ إلى مزيد من الضغوط والوسائل الاستثنائية، إلا واعتبرا ذلك دليلا على أن معركتهما ليست مع صاحب مقر، وإنما هي مع الحُـكم مباشرة، وبذلك، يتم إضفاء الطابع السياسي على ما يجري من تطورات، وهما ينتظران حاليا تدخّـل قوات الأمن لتنفيذ الحُـكم القضائي الصادر ضِـد الحزب بإخلاء المقر وإعادته لمالكه، ليجعلا من ذلك لحظة تحدّي ورفع معنويات المناضلين والظهور بمظهر الضحية والمضطهد.

 

أما العامل الثاني، الذي يستند عليه المضربان لتبرير إصرارهما على الاستمرار، هو المساندة الواسعة لهما ولحزبهما من قِـبل أوساط الحركة الديمقراطية والمجتمع المدني، فرغم الخلافات القائمة والتحفّـظات التي يستبطنها هذا الطرف أو ذاك، فإن أغلب الأوساط الديمقراطية من أحزاب وجمعيات وجدت نفسها مدعوّة للتَّـعبير عن تضامنها وتقديم الدّعم السياسي للمضربين.

 

 انزعاج السلطة

 

هذه الأوساط، التي لم تكتف برفض الرواية الرسمية وما قدّمته من مُـبررات، وإنما أكّـد العديد منها عن اعتقاده بأن ما يجري هو صِـراع بين إرادات سياسية وأن ما تعرّض له الحزب الديمقراطي التقدمي ليس شأنا خاصا به، وإنما يشكِّـل تهديدا للحركة الديمقراطية برمّـتها.

 

هذه المساندة والحركية التي أحدثها الإضراب، جعلت الجريبي والشابي يعتقدان بأنهما قد ربحا المعركة السياسية، وإن خسرا المعركة القانونية، وهذا يعني أن الحكم فشل في عزل الحدث وتهميشه أو حتى التقليل من أهميته.

 

أخيرا، راهن المضربان ولا يزالان على دور العامل الخارجي، وهو عامل كان دائما حاضرا في كل التحركات الاحتجاجية التي قام بها المعارضون التونسيون بمختلف تياراتهم، والذي تُـسميه الأقلام المدافعة عن السلطة بـ « الاستئساد » بالخارج.

 

ولا شك في أن السلطة قد انزعجت كثيرا ولا تزال، من الاهتمام المتزايد لسفارات الدول الغربية بإضراب الجوع، خاصة الزيارة المفاجئة التي قام بها سفير الولايات المتحدة لمقر الحزب الديمقراطي وقضى حوالي ساعة في حوار مُـطوّل مع المضربين، حيث أكّـد لهما « اهتمام حكومة بلاده بمسألة الحريات والإصلاح السياسي في تونس ».

 

 وقد شكّـل هذا الاهتمام الخارجي المُـتزايد عُـنصر ضغط واضح على السلطة، لأنه يتضمّـن رسالة صريحة من قِـبل حكومات هذه السفارات، مضمونها أن الدّعم الغربي القوي لنظام الحكم في تونس واستقرارها، لا يعني التغاضي عن الانتهاكات التي قد يتعرّض لها المعارضون لسياستها، خاصة إذا كان هؤلاء ليسوا إسلاميين أو متطرفين دينيين، وإنما جزء من الوسط الليبرالي الديمقراطي. فالأستاذ أحمد نجيب الشابي معروف لدى الأوساط الغربية، التي تعتبره معارضا يحظى بالاحترام، وهكذا يتبيّـن أن السلطة تجِـد صعوبة واضحة في تحسين صورتها وفي إقناع أصدقائها بسلامة اختياراتها في مجال الحريات السياسية.

 

المضار أكثر من المنافع

 

وفي ردّ على سؤال وجّـهته لها سويس أنفو حول اتِّـهام السلطة لها ولزميلها بتحريض الخارج على تونس وما اعتبره أحد الكتَّـاب بـ « الخطأ الاستراتيجي »، في إشارة إلى اللقاء الذي جمعهما بالسفير الأمريكي، قالت رئيسة الحزب مية الجريبي إنه « من المؤسف أن تهتَـم الأوساط الدبلوماسية الغربية بالإضراب، في حين تُـبدي الحكومة التونسية تجاهُـلها لذلك »، وأكدت بأن للحزب مواقف معروفة من القضايا العربية مثل « فلسطين والعراق » وأن الحزب « لا يقبل دروسا في الوطنية من أيٍّ كان، خاصة من السّـلطة التي وجّهت دعوة إلى شارون، والتي تربطها علاقات خفِـية ومُـعلنة بالكيان الصهيوني »، وأضافت الأمينة العامة للحزب بأن العلاقات الخارجية « ليست حِـكرا على الحكومة، وأن الاتهامات الموجهة إلينا هي جزء من محاولة للالتفاف على الدّعم الداخلي والخارجي الذي لا زلنا نتلقّـاه ».

 

بالرغم من أهمية هذه العوامل والرِّهانات، غير أن ذلك لا ينفي أنه في ظل تصلّب الحكم والتظاهر بعدم اهتمامه بما يجري، قد يجد المُضربان نفسيهما إلى جانب حزبهما في مأزق سياسي، يسيران نحو نهاية مجهولة.

 

من جهتها، تراهن السلطة على عدد من العوامل التي قد تساعدها على تطويق هذا التحرك الاحتجاجي. فهي أولا تتوقّـع أن يؤدّي إغلاق المقر المركزي للحزب الديمقراطي وعدد من مقرّاته في الجهات، إلى الحد من حيويته، كما يُـفقد ذلك في الآن نفسه أوساط الحركة الديمقراطية الاحتجاجية فضاءً هاما، كانت تستغله للتنسيق والتجمع في مرحلة يصعب فيها على المعارضين الحصول على أماكن عمومية لتنظيم التظاهرات السياسية، التي لا ترضى عنها السلطة، لكن بعض أصدقاء السلطة أو أعضاء الحزب الحاكم يتساءلون همسا عن الجدوى السياسية من هذه المعركة، التي تدور حول مقر حزب صغير؟ أليست مضارّها أكثر من نفعها، رغم ما تستند عليه من وجاهة قانونية؟

 

 كما تتوقع أوساط السلطة بأنه سيكون من الصّعب أن يستمِـر الإضراب شهرا آخر، وبالتالي، فإن هناك احتمال أن يؤدي تدهور صحّـة المضربين إلى وضع نهاية لهذا التصعيد، وهو احتمال وارد، لكنه لن يُـقلل كثيرا من التداعِـيات السياسية على الأجواء العامة، فالتقارير الطبية والتجارب السابقة تُـدلل على أن المعنيين بالأمر، بإمكانهما الاستمرار لفترة أخرى.

 

 الرهان الثالث، الذي قد تنتظره السلطة بشكل من الأشكال، هو احتمال حصول أزمة بين قيادة الحزب الديمقراطي وبقية مكوِّنات حركة 18 أكتوبر أو حتى اندلاع خلاف داخل صفوف الحزب نفسه.

 

 خطأ تكتيكي

 

فالأوساط القريبة من السلطة تُـروِّج إلى أن الإضراب جاء نتيجة « مزايدات بين طرفين مختلفين داخل الحزب حول كيفية التعامل مع الحكم »، كما تشير نفس الأوساط إلى أن بعض مكوِّنات 18 أكتوبر فوجِـئت بقرار الإضراب، وهو ما جعلها تشعُـر بأنها قد أصبحت رهينة اختيار لم تُـستشر فيه، خاصة إذا كان لذلك صلة بالاستحقاق الرئاسي القادم.

 

مع أهمية هذه الإيحاءات أو الاحتمالات، إلا أن هذه الأوساط قد لا تدرك أنه كلّـما كان هناك طرف مستهدَف من قبل السلطة، إلا وكان ذلك عامِـلا قويا مساعدا على تجاوُز الخلافات وإعطاء الأولوية لدعم الحليف الموضوعي، ولو بصفة ظرفية، وبالتالي، فإن الحل لا يكمُـن في انتظار انفِـجار التَّـحالفات القائمة، بل في كيفية معالجة المِـلف السياسي برمَّـته.

 

 فالنظام يتمتّـع حاليا بكل قِـواه ولا توجد مخاطِـر حقيقية يُـمكن أن تبرر الاستمرار في سياسة القبضة الحديدية الممارسة ضد الأحزاب المعارضة والمنظمات المستقلة، ولهذا، يعتقد المراقبون، (وحتى بعض الأصوات الخافتة التي تهمس في أذن هذا الطرف أو ذاك)، بأن السلطة ارتكبت خطأ تكتيكيا بإثارتها لهذا الملف وفي هذا التوقيت بالذات.

 

 فماذا كان سيضيرها، لو استمر الحزب الديمقراطي التقدمي في مقره وقامت السلطة بفتح قنوات حوار معه ومع غيره من الأحزاب والجمعيات المغضوب عليها؟ بل إن البعض قد يذهب إلى أكثر من ذلك بالتساؤل: هل فكّـر أصحاب القرار في حساب الرّبح والخسارة لو أفضت الانتخابات التشريعية القادمة إلى توسيع الحضور تحت قبّـة مجلس النواب، لتشمل ممثلين عن مُـعظم مكوِّنات حركة 18 أكتوبر؟

 

للإجابة عن هذا السؤال، في إمكان الناصحين أن يُـلفتوا الأنظار إلى الحالة الجزائرية أو حتى المصرية على سبيل المثال، لكن هل أضحت مطالبة السلطة باستشراف مختلف للمرحلة القادمة طلبا مستحيلا أم أنها لم تعُـد قادرة على تجاوز السيناريو الذي وضعته عام 1994، عندما قررت تخصيص نسبة 20% من مقاعد البرلمان للأطراف السياسية التي تعتبرها الأكثر قُـربا منها، في الوقت الذي يتّـفق فيه جميع المراقبين على أن ذلك السيناريو قد استنفد أغراضه وأن مضارّه أصبحت تفوق منافعه بكثير.

 

(المصدر: موقع « سويس انفو » (سويسرا) بتاريخ 5 أكتوبر 2007)


 

الحزب الحاكم في تونس يتهم معارضين مضربين عن الطعام بالاستقواء بالأجنبي

 

بي تونس / 5 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: اتهم حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس معارضين مضربين عن الطعام،بالاستقواء بالأجنبي،وذلك في أول رد فعل على حركتهما الإحتجاجية المتواصلة منذ أسبوعين. وقال الهادى مهني الأمين العام للحزب،إن هناك بعض الأصوات « الخارجة عن منظومة الوفاق الوطني،تسعى من حين إلى آخر إلى المس من نجاحات تونس وبث الإشاعات المغرضة والإستقواء بالأجنبي ». ووصف في كلمة ألقاها خلال ندوة إقليمية لكوادر حزبه بمحافظات تونس وأريانة ومنوبة وبن عروس،نشر نصها اليوم الجمعة،الإضراب عن الطعام الذي أعلنه المعارضان التونسيان مية الجريبي،وأحمد نجيب الشابي،بأنه  » إضراب مفتعل ». وكانت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي،وأحمد نجيب الشابي مدير صحيفة « الموقف » الناطقة بلسان الحزب المذكور قد دخلا منذ العشرين من الشهر الماضي في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة برفع ما سمياها المضايقات المفروضة من قبل السلطات الرسمية على حزبهما . ويتّهم الحزب الديمقراطي التقدمي السلطات التونسية بمحاولة طرده من مقره المركزي بالعاصمة من خلال الضغط على مالك المقر،في حين تنفي السلطات بشدة هذه الإتهامات ،وتؤكد أن النزاع المتعلق بمقر صحيفة الحزب »هو نزاع مدني عقاري بين مالك ومستأجر ». وقال الأمين العام للحزب الحاكم إن بلاده « لا يمكن أن تكون أرضية لرواج مثل هذه الأطروحات المفلسة والتي أثبتت الأيام أن المجتمع التونسي لفظها ». واستغرب ما وصفه بالتحالف « المشبوه بين أقصى اليسار وأقصى اليمين »،واتهمه ب »السعى إلى النيل من مكاسب الوطن وإنجازاته،ولزعزعة أمنه واستقراره » . وأكد بالمقابل أن الخيار الديمقراطي في تونس « ثابت لا رجعة فيه،وأن أحزاب المعارضة تنشط بكل حرية في إطار القانون،وفي إطار الثوابت الوطنية الرامية إلى صون مناعة البلاد واستقلالية قرارها ». ويوجد في تونس تسعة أحزاب سياسية،وقد انتقد ثلاثة منها(حزب الوحدة الشعبية والحزب الإجتماعي التحرري،وحزب الخضر) هذا الإضراب فيما أعرب حزبان هما حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا)،والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات،عن مساندتهما له،بينما اتنعت حركة الديمقراطيين الإشتراكيين،وحزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي عن التعليق على هذا الأمر الذي مازال يتفاعل بقوة.


 

أصداء إضرابات الثانوي

 
إضراب التعليم الثانوي بمارث   أضرب اليوم 4 أكتوبر 2007 أساتذة التعليم الثانوي بمعتمدية مارث ولاية قابس وذلك بدعوة من النقابة الأساسية حول مطالب القطاع وخاصّة مطلبي إعادة الأساتذة المطرودين لأسباب نقابية والتراجع عن الحركة التعسفية التي شملت عشرات الأساتذة، وقد كان نجاح الإضراب معتبرا إذ شمل ثمانية مؤسسات من جملة إحدى عشر مؤسسة.   إضراب التعليم الثانوي بجلمة   يتواصل إلى حد اليوم الرابع من أكتوبر الإضراب الاحتجاجي الذي شنّه أساتذة معهد جلمة (ولاية سيدي بوزيد) منذ يوم 1 أكتوبر وذلك دفاعا عن حق زملائهم المطرودين في العودة ومن أجل التراجع عن الحركة التعسفية التي شملت خاصّة اثنين من أساتذة المعهد. وقد تمكّنت النقابة الأساسية من مقابلة مسؤولي الإدارة الجهوية للتعليم بسيدي بوزيد، لكن اللقاء لم يتجاوز العشرين دقيقة إذ انسحب الوفد النقابي احتجاجا منه على عدم جدّية مسؤولي الإدارة، هذا ومن المنتظر أن يتواصل الإضراب حتى تحقيق أهدافه، علما وأن إدارة المعهد وهياكل التجمّع الدستوري الديمقراطي حاولوا تأليب التلاميذ ضدّ أساتذتهم لكن انقلب السحر على الساحر إذ عبّر أغلب التلاميذ عن مساندتهم لمطالب ونضالات أساتذتهم.   إضراب التعليم الثانوي بالمهدية   فاقت نسبة المشاركة في الإضراب الجهوي للتعليم الثانوي بولاية المهدية الـ 80 % وذلك يوم الأربعاء 3 أكتوبر 2007 بدعوة من النقابة الجهوية للتعليم الثانوي احتجاجا على طرد أساتذة على خلفية نشاطهم النقابي وكذلك للتعبير عن رفض النقل التعسفية التي طالت العشرات من الأساتذة المضربين والمشاركين في أنشطة نقابية ونضالية قطاعية، وقد تداول على الكلمة بعديد المعاهد أعضاء النقابة الجهوية والنقابات الأساسية وذلك لشرح مطالب القطاع وتوضيحها، هذا وقد طالبت القواعد الأستاذية من النقابة العامة مزيدا من الصرامة والنضالية في الدفاع عن المطالب المشروعة منادين بانعقاد الهيئة الإدارية الوطنية من أجل اتخاذ الإجراءات النضالية المناسبة في الردّ على عسف الوزارة وتعنّتها.


نحو انطلاقة جديدة للمبادرة/الائتلاف

 
التقى يوم الأريعاء 3 أكتوبر 2007 عن حركة التجديد والحزب الاشتراكي اليساري وحزب العمل الوطني الديمقراطي بمقر حركة التجديد، للتشاور وتبادل الآراء حول الوضع العام بالبلاد وما يتطلبه من عمل مشترك لمواجهة التحديات والتأثير معا على مجرى الأمور في اتجاه الإصلاح الديمقراطي بوصفه ضرورة وطنية لا تحتمل مزيد التأجيل.   وسجل المشاركون في الاجتماع الالتقاء الواسع لوجهات النظر بين أحزابهم في مجمل القضايا السياسية المطروحة على البلاد، كما أكدوا عزمهم على تكثيف الجهود المشتركة حتى تستعيد قوى الديمقراطية والحداثة والتقدم المسك بزمام المبادرة استعدادا للاستحقاقات السياسية المقبلة وخاصة منها انتخابات 2009 ، وعلى إعطاء دفع جديد لتحالف تلك القوى لا سيما بالعمل على إيجاد الصيغ والآليات الكفيلة بتحقيق انطلاقة جديدة للمبادرة / الائتلاف الديمقراطي، وذلك بالتعاون والتنسيق مع المناضلين المستقلين ومع كافة الأطراف السياسية الوطنية المعنية بالمعركة المشتركة من أجل بناء بناء القطب الديمقراطي التقدمي.     عن حركة التجديد        عن الحزب اليساري الديمقراطي    عن حزب العمل الوطني الديمقراطي أحمد إبراهيم                     محمد الكيلاني                      عبد الرزاق الهمامي  


حركة التجديد 6، نهج المطوية، تونس تونس في 27 سبتمبر 2007   إلى الأستاذ محمد جمور المحترم

 
أيها الرفيق العزيز،   أمام ما تتعرضون له من ملاحقة تعسفية تحت غطاء إعادة التقويم الجبائي وما يمثله ذلك من تصعيد في المضايقات ضدكم بوصفكم وجها حقوقيا متشبثا بقيم الحرية والمواطنة ومناضلا وطنيا وديمقراطيا معروفا، ومن تهديد صارخ لكم في مورد رزقكم وفي ممارستكم النزيهة لمهنتكم كمحام مشهود له بالكفاءة والاستقامة، أعبر لكم عن استنكاري الشديد لمثل هذه الأساليب، وأؤكد لكم من جديد تضامني وتضامن رفاقي الكامل في حركة التجديد معكم، ووقوفنا جميعا إلى جانبكم وإلى جانب الرفاق في حزب العمل الوطني الديمقراطي في نضالنا المشترك من أجل الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية.   وتقبلوا، أيها الرفيق العزيز، خالص عبارات الأخوة والتآزر.   أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد


            

عبدالكريم الهاروني يتعهّد أهله بالرّسائل

 

1) –رسالة عبدالكريم الهاروني إلى أبناء أخته:

 

بسم الله الرّحمن الرّحيم والصّلاة والسّلام على النّبيّ الصّادق الأمين

وكتب في 21 شعبان 1428 الموافق لـ 3 سبتمبر 2007.

أبناء أختي الأعزّاء وأحفاد أمّي الطيّبين زينب ومحمّد أنور ومحمّد ناجي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الحمد لله الذي وهبنا الحياة إنّه كريمٌ، وخلقنا في أحسن تقويم إنّه بديعٌ، وهدانا للإيمان إنّه حكيمٌ، وألّف بين قلوبنا إنّه عزيزٌ، ويسّر نجاحنا إنّه قديرٌ، ورزقنا من الطيّبات إنّه غنيٌّ، وأفرغ علينا صبرا إنّه قويٌّ، وسمع دعاءنا إنّه مجيبٌ. نحمده حمدا كثيرا طيّبا على نِعمه « وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها ». صدق الله العظيم.

 

رحم اللهُ أمّنَا وسيّدتنا الحبيبة إلى قلوبنا والعزيزة على نفوسنا والباقية في ذاكرتنا طول حياتنا، رحمها اللهُ رحمة واسعة وجمعنا بها في الجنّة مع الذين أنعم الله عليهم من النّبيّين والصدّيقين والشّهداء والصّالحين. قال تعالى: ﴿ربّ اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي للمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلاّ تبارا﴾. صدق الله العظيم.

 

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « عجبا لأمر المؤمن إنّ أمرَه كلّه له خيرٌ وليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن، إذا أصابته سرّاءُ شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضرّاءُ صبر فكان خيرا له« .

 

أبنائي الأعزّاء، أرجو أن تصلكم رسالتي هذه ,انتم في أحسن حال، في صحّة وعافية وقد استمتعتم بعطلة الصيف بعد سنةٍ من الاجتهاد حتّى النّجاح وملأتم بيت جدّكم عمرَ حفظه الله فرحا بوجودكم بين أخوالكم ثمّ وأنتم تستعدّون لاستقبال شهر رمضان المعظّم، شهر الصّيام والصّلاة والقرآن وتجدّدون العهد والعزم على مواصلة مسيرة النّجاح في الدّراسة والتربية والحياة حتّى تكونوا دائما عند حسن ظنّ أمّكم وفّقها الله لإسعادكم وتحقّقوا أمل جدّتكم السيّدة رحمها الله في حسن تربيتكم وفخرا لأهلكم بين النّاس فتصبحوا بعون الله خير خلف لخير سلف.

 

أبنائي الأوفياء، لقد أسعدتني كثيرا رسالتكم الأخيرة ككلّ رسالة أو أكثر فرُحتُ أقرأها مرارا وتكرارا دون تعب ولا ملل بل باهتمام بالغ وتأثّر عميق ودعوات لكم بكلّ خيرٍ. فقد حوت معاني كثيرة في كلمات قليلة وفي مقدّمتها البطاقة المشتركة بين ابنتنا الكبيرة زينب وابننا الكبير محمّد أنور بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة أمّ يالطيّبة وجدّتكم الحنون رحمها الله. فأنا فخور بكم وأشكركم شكرا جزيلا لصبركم عند الصدمة الأولى ووفائكم عند الذكرى الأولى، وهذا دليل على حبّكم الكبير لأمّكم ولجدّتكم من ناحية وعلى حسن أخلاقكم من ناحية أخرى، فقد علّمنا نبيّنا عليه الصّلاةُ والسّلامُ بقوله: « ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخُلُق وإنّ الله يُبغض الفاحشَ البذيءَ« . وكما تعلّمنا من حياة أمّنا دروسًا علينا أن نأخذ من موتها عبرًا تنفعنا في حياتنا. فالموتُ حقٌّ والحساب حقٌّ ﴿كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت ثمّ إلينا تُرجعونولا يعلمُ الغيبَ إلاّ اللهُ﴿وما تدري نفسٌ ماذا تكسبُ غدا وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ إنَّ اللهَ عليمٌ خبيرٌ﴾، تلك حكمة اللهِ في خلقه حتّى يجتهدَ الإنسانُ في العملِ ﴿الذي خلقَ الموتَ والحياةَ لبلوّكم أيّكم أحسنُ عملاً وهو العزيزُ الغفورُ﴾، فالميّتُ يتركُ نسبه وماله وأهله ولا يأخذُ معه إلاّ عمله ﴿ولقد جئتمونَا فرادَى كما خلقناكم أوّل مرّةٍ وتركتُم ما خوّلناكم وراء ظهوركم﴾ حتّى أنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قال لابنته فاطمة رضي الله عنها: « اعملي يا فاطمة فإنّي لا أغني عنك من الله شيئا« . والنّتيجة لخّصها قوله تعالى: ﴿ألاَّ تزِرُ وازرةٌ وِزر أخرى وأن ليسَ للإنسانِ إلاّ ما سعَى وأنّ سعيَه سوف يُرى ثمّ يُجزاه الجزاء الأوفى وأنَّ إلى ربِّك المنتهَى﴾. إذن قيمة الإنسانِ الحقيقيّة عند الله وعند النّاس هي عمله، فاعملوا صالحا يا أبنائي واجتهدوا ولا تضيّعوا وقتا ولا جهدا لما فيه خير دنياكم وآخرتكم فتكونوا مع الفائزين والله معكم ونحن معكم ﴿يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم واخشَوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إنّ وعد الله حقّ فلا تغرّنكم الحياةُ الدّنيا ولا يغرّنّكم بالله الغرورُ﴾. ولكم في جدّتكم رحمها الله قدوة حسنة، فقد كانت إمرأة مؤمنة تحبّ الله ورسوله وتصلّي وتصوم وتذكر الله كثيرا وتصبر على ما أصابها وتعفو عمّن ظلمها وتحسن للجميع زوجها وأبنائها وأحفادها وأقاربها وجيرانها فأحبّها الصغير والكبير، القريب والبعيد، فكان موتُها حدثا أحزن كثيرا من النّاس في البلاد وفي العالم وتحوّل المأتمُ إلى عرس لأنّه جمع العائلة والأحباب والأصدقاء يذكرون جدّتكم بكلّ خير، فعملها وسمعة أسرتها هو الذي رفعها إلى هذه الدّرجة العالية في قلوب النّاس ولعلّ ذلك دليل على أنّ الله يحبّها فلنحرص جميعا على أن نحافظ على سمعة العائلة التي جاهدت جدّتكم لبنائها وفاء وإكراما لها، فإلى مزيد من طاعة الله والنّجاح في العلم والعمل وحسن الخُلق ﴿وفي ذلك فلينافس المتنافسون﴾.

 

أبنائي الطيّبون، في نفس الشهر، شهر أوت نحيى وفاة أمّنا رحمها الله ونحتفل بذكرى ابنينا محمّد أنور ومحمّد ناجي وفّقهما الله. وتلك سنّة الحياة نعطي كلّ حقّ حقّه، لا يمنعنا الحزن من الفرح ولا الموت من الحياة ولا الماضي من المستقبل كما علّمنا نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم « لربّك عليك حقّ ولنفسك عليك حقّ ولأهلك عليك حقّ ». فتهانيّ الحارّة للمولودين المباركين في الرّابع والعشرين من أوت ولكافّة العائلة وفي مقدّمتهم أمّهما وأختهما حفظهم الله جميعا.

 

وأرجو أن تعجبهما الهدايا، فالفرحة التي تجدونها يا أبناء أختي الأعزّاء كلّما زرتم بيت جدّكم عمر تسعدني كثيرا حتّى يجمع الله شملنا قريبا إن شاء الله فأنا بشوق كبير للقياكم، فبلّغوا سلامي الحارّ إلى جدّكم عمر وإلى أخوالكم الذين يحبّونكم ماهر وإلياس وهند مع سلام خاصّ لأمّكم الطيّبة أختي التوأم كريمة، كما أرجو أن تبلّغوا البطاقة المصاحبة للرّسالة هديّة منّي إلى أختي العزيزة عليّ كثيرا وخالتكم الحنون هند بمناسبة ذكرى ميلادها المبارك أسعدها الله وإيّاكم جميعا في الدّنيا والآخرة. كما أوصي زينب ومحمّد أنور أن يعتنيا باخيهما الصّغير محمّد ناجي حتّى يبدا مسيرته في الدّراسة بنجاح مثلهما، فأصعب الأمور مبادئها خاصّة وأنّه لم يمرّ بالسّنة التحضيريّة. لقد أعجبتني صوركم فهل من مزيد، وإنّي على ثقة أنّكم ستكونون دائما عند حسن ظنّي بكم. رمضان مبارك وسنة دراسية موفّقة. إنّي بخير والحمد لله مع سلامي للجميع…

 

خالكم كريم

 

2 ) – رسالة عبدالكريم إلى أخته هند، وهي عبارة عن بطاقة تهاني بريدية:

 

بسم الله الرحمن الرّحيم والصّلاة والسّلام على النّبيّ الصّادق الأمين.

 

أختي الفاضلة والمناضلة « هندة »، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. قال تعالى: ﴿فاستجاب لهم ربّهم أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض﴾. صدق الله العظيم.

 

كلّ عام وكلّ يوم وكلّ ساعة وأنت بخير، يا أهلاً لكلّ خير في الدنيا والآخرة.

 

إحتفالا بذكرى ميلادك المبارك أهديك هذه الباقة الجميلة من الورد لأنّ الوردة حسنة المنظر طيّبة الرّائحة قويّة الشوكة، وأنت يا وردة أسرتنا ومفخرة بلادنا ومستقبل إمرأتنا حسنة المنظر طيّبة الخُلق قويّة الشخصية في الحقّ. فأنا معتزّ بأخوّتنا ومقدّر لتضحياتِك ومتشوّق للقائِك لأتعلّم منكِ ونواصل المشوار معًا، نتعاون على البرّ والتقوى وننفع البلاد والعباد، فنلقى الله وهو راضٍ عنّا ونجتمع بأمّنا الصالحة في الجنّة.

والله معكِ يوفّقكِ ويرزقكِ ويرعاك يا أستاذتي العزيزة!…

 

من أخيك الذي يحبّك كثيرا ويحترمك أكثر ويعتزّ بأخوّتك أكثر وأكثر، « كريم« .

 


 

منتجات صهيونية في السوق الموازية بقابس

 
معز الجماعي   تباع خلال هذه الفترة في السوق الموازية بقابس مشروبات غازية من إنتاج شركة « كوكاكولا » ،سعتها 2.5 لتر بدينار و نصف فقط و هو سعر زهيد مقارنة بأسعار المغازات ،مما جعل المواطنين يقبلون على اقتناءها بشكل مدهش دون التثبت في مصدرها و انتهاء مدة صلاحيتها رغم غرابة شكلها و عدم تدوين أي معلومات على غلافها الخارجي مثل (تاريخ الصنع، البلد المصنعة، الرمز العمودي…) .    أثناء جولتنا في السوق رصدنا أكثر من ألف قارورة معروضة للبيع عند معظم التجار الذين حاولوا التهرب من الإجابة عن أسئلتنا خلافا للمرة السابقة أثناء قيامنا بتحقيق حول » خطورة السوق الموازية على مستقبل المراكز التجارية للملابس و الأحذية ».   و بإلحاحنا على بعض التجار لمعرفة طريقة وصول هذه المنتجات إلى السوق ،أجابنا السيد (مختار.ج) عن بعض تساؤلاتنا و أعلمنا بأن هذه المنتجات يزودهم بها تجار الجملة في « بن قردان » جالبيها من « الجماهيرية الليبية » و أن موزعها الأصلي شركة « الخليج للإستراد  التصدير » الأردنية.   بدون أي مغالطة و تحرج أكد لنا السيد (سالم) بأن هذه الشركة الأردنية تستورد كل البضائع مثل قوارير « كوكاكولا » من الكيان الصهيوني وتقوم بتوزيعها في أسواق (مصر، سوريا، ليبيا، تونس…).   يحصل كل هذا في السوق الموازية بقابس دون أي مراقبة من وزارة الصحة للتأكد من مدة انتهاء صلاحية هذا النوع من المشروبات ،و غياب كلي لوزارة التجارة للتثبت في مصدرها و طريقة وصولها إلى السوق التونسية.   (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 4 أكتوبر 2007)


 

في تونس…. حتى المعتدلين لم يسلموا من العصا الغليظة للسلطة!!

 
بدر السلام الطرابلسي/صحفي/تونس essalembader@yahoo.fr       قامت عناصر من الأمن بالزى المدني منذ قرابة الأسبوعين باختطاف الشاب ياسين الجلاصي ( طالب بمعهد الصحافة وناشط في صلب الشباب الديمقراطي التقدمي/الفصيل الشبابي للحزب الديمقراطي التقدمي) من منزله ببن عروس واقتياده إلى جهة أمنية مجهولة.      تم هذا الاختطاف على اثر إضراب الجوع البطولي الذي يخوضه اثنان من أبرز قيادي الديمقراطي التقدمي(مي الجريبي الأمين العام للحزب وسلفها أحمد نجيب الشابي ) من أجل الدفاع عن مقرهم والذي أصدرت فيه السلطة قرارا بالإخلاء, ومنعتهم من ممارسة نشاطهم السياسي داخله، مما جلب لهم تضامنا واسعا من القوى الوطنية بالداخل والخارج، إضافة للمساندة التي لقيها من عديد الجهات الحقوقية والدولية (برلمانيون أوروبيون، شخصيات دبلوماسية كندية، سفارة الولايات المتحدة بتونس…). ولعل ما يثير الاستغراب هو في استراتيجيا الاعتقالات الجديدة التي لم تعد تقتصر على السلفيين والمتشددين، بل إنها طالت كذلك المعتدلين سياسيا ومذهبيا وخير دليل هو ما حصل للشاب ياسين الجلاصي وقبله محمد عبوا.       يبدو أن السلطة في هذا المقام تريد لي ذراع المضربين حتى يعدلوا عن هذا الإضراب الذي أخرجها داخليا وخارجيا، وذلك من خلال استعمال العديد من الأوراق سواء بمنع العديد من الشخصيات من زيارتهم، أو بغلق موقعهم على شبكة الواب أو من خلال هرسلة مناضلاتهم و مناضليهم أو كذلك عن طريق الاعتقالات التي طالت شبابهم الذي نشط جيدا في فترة الإضراب بدءا بعبد السلام العريض مرورا بياسين الجلاصي الذي تعقد جلسته يوم 15أكتوبر2007 ليحاكم بموجب قانون الإرهاب ( سيئ الذكر) لسنة 10 ديسمبر 2003 !!!! إن سياسة لي الذراع وتضييق الخناق على المعارضة الديمقراطية و »مكونات المجتمع التونسي » (كما يصفها السيد رشيد خشانة رئيس تحرير صحيفة الموقف) لن تكون لا في صالح تونس، ولا شعبها الذي يرزح تحت نير الفقر والبطالة والخوف من المستقبل الذي يبق مفتوحا على كل الاحتمالات بغثها وسمينها وخيرها وشرها. وفي كلمة، فئن تمادي السلطة في هذا النهج الأمني يجعلها تحفر قبرها بيدها. وكما يقول المثل الشعبي التونسي »الفهيم من غمزة… »، ورياح التغيير قادمة لا محالة شاء من شاء وأبى من أبى.


« الأحزاب التونسية الحاكمة » وحديث العمالة: بطولة وهمية

 
مرسل الكسيبي (*)   مازال اضراب الأستاذين الشابي والجريبي ملقيا بظلاله على المشهد الاعلامي والسياسي في تونس , فهو حديث النخبة والمواكبين للشأن العام منذ يوم 20 سبتمبر تاريخ اعلانهما الدخول رسميا في اضراب مفتوح عن الطعام  . السبب المعلن عند اعلان هذه الحركة الاحتجاجية المعارضة , لم يخرج عن اطار التصدي للمحاولات الحكومية الهادفة الى خنق الفضاء العمومي عبر مصادرة مقرات فاعليه واخضاعهم الى معزوفة نجاحات الحزب الحاكم وتفرده موسيقيا بقيادة اوركيسترا المشهد السياسي.   وبالاستناد الى حكم قضائي صدر قبل أيام ,فان الحزب الديمقراطي التقدمي يصبح ملزما باخلاء مقره المركزي وتسليمه الى مسوغ أخضع لضغوطات أمنية وسياسية لاطاقة له على تحملها .   قادة الحزب التقدمي الذي يعد واحدا من أقوى الأحزاب المعارضة وأبرزها , لم يتوانوا عن التمسك بقرارهم مواصلة الاضراب والاعتصام بمقر بات قبلة المعارضين والنقابيين والحقوقيين والاعلاميين والديبلوماسيين .   الحدث الذي هز السلطة وأزعجها أيما ازعاج كان بلا شك توافد مجموعة من أبرز الديبلوماسيين الغربيين على خلية النحل السياسية التي التأم شملها بمقر جريدة الموقف حيث يعتصم المضربان .   وكما هو معلوم فان الزيارات التي قامت بها وفود عن سفارات بريطانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا وسويسرا…تخللتها زيارات تضامن ومساندة أدبية قامت بها وفود رسمية عن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالعاصمة تونس , ليتوج هذا التدفق الديبلوماسي في وقت لاحق بزيارة أكثر أهمية أشرف عليها شخصيا السفير الأمريكي بتونس روبرت غوديك .   الجهاز الاعلامي الرسمي أو القريب من الوسط الحكومي بقي مترددا الى حد ما في التعليق على صدى الاضراب الناجح اعلاميا وسياسيا في تحريك المشهد العام , غير أنه أوعز له التدخل بكثافة هجومية معاكسة بعد أن تطور الأمر الى نسج علاقات ديبلوماسية مؤثرة تعودت السلطة على احتكار مغانمها السياسية والخارجية في تسويق صورة اعلامية اتسمت بالهشاشة وتشويش ناجح من قبل المعارضين .   وبالتأمل في الجهات السياسية التي حاولت التغبيش على تحرك قادة الحزب الديمقراطي التقدمي , فان حزبي الوحدة الشعبية والاجتماعي التحرري بالاضافة الى وجوه تتقاسم الدور السياسي والاعلامي مع أجندات الحزب الحاكم , كانت قد أشرفت رسميا وقبيل أيام على اطلاق شرارة هجوم معاكس حاول التشكيك عبثا في وطنية الأستاذين الشابي والجريبي عبر اتهامهما بالانسياق في  » خدمة مشاريع الفوضى البناءة التي تنتهك سيادة الدول، وتعيق تقدم الشعوب» -يراجع في ذلك بيان الوحدة الشعبية-.   مادعى اليه الحزب الاجتماعي التحرري من  » …التصدي لمحاولات التدخل الخارجي في الشأن الوطني. » , لم يختلف كثيرا عما كتبه الأستاذ برهان بسيس حين كتب قائلا قبل أيام :   »  شيء مهم غاب عن الحساب أن من يحكم تونس هو زين العابدين بن علي الذي لا يساوم على استقلال البلاد وقوّة نظامها كطريق آمن لتعميق الخيارالديموقراطي. »   واذا كان من المسلم به وطنيا هو عدم رغبة التونسيين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم في ادخال البلاد في لعبة التجاذبات الخارجية , فان القاصي والداني يعلم بأن قادة الحزب التقدمي لايقلون وطنية وانتماء لتونس عن غيرهم من مناضلي الأحزاب القريبة من الحكم أو الأقلام التي انبرت قناعة أو مداورة للدفاع عن رصيد تونس من السيادة والاستقلال .   اللافت للنظر في ماوصفته شخصيا بالهجوم المعاكس الذي شنته السلطة على القادة المضربين ,أن الجواب والتعليق على التحرك المعارض لم ينبثق من هياكل التجمع الدستوري الديمقراطي وهو الحزب الحاكم في تونس بل انبثق من جبة أحزاب شبه حاكمة كثيرا ماأثارت ازدراء الشارع العام في ظل توصيفها بأحزاب الديكور الديمقراطي .   السلوك الاعلامي والسياسي للسلطة يبقى مفهوما طالما أن المستهدف من هذه الحملة هو أيضا السفير الأمريكي الذي لايملك الحزب الحاكم القدرة على مواجهته بشكل مباشر ضمن حملته المضادة لاكتساح اعلامي وسياسي باهر حققه قادة الحزب الديمقراطي التقدمي .   وبين الاكتساح المعارض بقيادة التقدمي والهجوم المعاكس الرسمي في تونس , استعاد المضربون المبادرة حين نجحوا في عقد ندوة صحفية بتاريخ 2 أكتوبر الجاري أكدوا فيها عزمهم على مواصلة الاضراب , وهو مالقي التفافا سياسيا وحقوقيا واعلاميا واسعا في الداخل والخارج في ظل شعور عام بخيبة أمل كبرى أمام مايحصل لتونس من حالة احتباس سياسي حال دون تصدرها المشهد الديمقراطي في المنطقة العربية .   واذ يتواصل الاضراب ويدخل بنجاح أسبوعه الثالث فان الالة الاعلامية الرسمية ظلت الى حد الان فاشلة في مواجهة حجج المعارضين برغم محاولة هشة لتوظيف زيارات الديبلوماسيين الغربيين كدليل متهافت على المس باستقلالية القرار السيادي لتونس .   الكثير من الأسئلة الداخلية حول قضايا الوضع العام تبقى رهينة مدى توفر الارادة السياسية العليا في استحداث اصلاحات سياسية تونسية تقنع الشارع وتهدئ من روع النخبة وتقطع مع أساليب التسكين التي سئمها التونسيون  …   الاتهام بالعمالة للأجنبي والارتماء في أحضان القوى الخارجية باتت أمرا فاشلا في اقناع الطبقة السياسية والشارع العام بما تقدمه السلطة للمواطنين من وجبات سريعة لم تعد تفي بمطامح التونسيين والتونسيات في فضاء سياسي حر وأكثر موائمة لأرصدتهم التاريخية والنضالية والمعرفية .   (*) رئيس تحرير صحيفة « الوسط التونسية »   (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 4 أكتوبر 2007)

 

من آليات تحكم البيروقراطية النقابية في هياكل الإ.ع .تـ.ش

 

محمد عمامي

 

إن من دواعي حيرة الملاحظ لوضع الاتحاد العام التونسي للشغل هو قدرة البيروقراطية النقابية، ومن ورائها السلطة والأعراف، على التحكم في قاعدة نقابية كبيرة وديناميكية وذات تقاليد استقلالية عريقة، وتوصل القيادة البيروقراطية في الأخير، وإثر كل أزمة، إلى الخروج منتصرة من مواقف تكون، في مستهلها، في وضع المورّط والمدان على رؤوس الملأ.

 

وإذا كنت تطرّقت في السابق إلى بعض مفاتيح الجواب عن هذا الإشكال مثل المركزية المقننة والتي تطبع المناضلين النقابيين الأكثر « تمردا » واستقلالية، بالإمتثالية في ما يخص أهم المسائل الجوهرية التي تضع فعلا السيطرة البيروقراطية موضع سؤال، وكذلك التحكم في الموارد المالية للإتحاد بما في ذلك الإنخراطات، مما يجعل القطاعات مغلولة اليدين وقاصرة على المبادرة بالتحرك، إلا بما يسمح به الكفيل المالي، أي المكتب التنفيذي للمركزية؛ فإني أركز هذه المرة على عنصر آخر لا يقل أهمية عن سابقيه فضلا عن أنه مرتبط شديد الإرتباط بها. وهو عنصر التفرغ للعمل النقابي.

 

من يحدد التفرغ ولماذا؟

 

منطقيا، التفرغ هو استجابة لضرورة النشاط النقابي بقطاع ما أو هيكل ما أو مصلحة ما من مصالح المنظمة النقابية. وهو يخضع، بالتالي، لضوابط محددة من قبل المؤتمر ويتخذ ضمن هياكل القرار القطاعية إن كان ذلك يهم القطاعات، والمركزية إن كان ذلك يهم الإتحاد العام. وتضبط قائمة المتفرغين حسب المهام المحددة التي تستدعي تفريغ كوادر نقابية يقع اختيارهم حسب استجابتهم لتلك المهام.

 

ويمكن لقطاع ما أن يحدد متطلباته وأن يقرر تفرّغ عدد معين من الإطارات النقابية حسب تلك المتطلبات. كما يمكن لهيكل مركزي أن يقوم بنفس الشيء في ما يخص متطلباته، ولكنه لا يجب أن يحدد مكان الهياكل القطاعية حاجتها من المتفرغين. فهياكل القرار القطاعية هي المعنية بذلك. وهي حرة في تحديد عدد متفرغيها، ونوعيتهم ومن ثمّ تحديد أسماء المنتدبين حسب ضرورات النشاط الخاص بها.

 

ومن هذا المنظور، نؤكد على أن هياكل القرار لا هياكل التنفيذ هي من يحدد تلك التفرغات، وهي المسؤولة على تمويلها وضمان تقنينها وفرضها على سلط الإشراف. إن ذلك يتطلب تحكمها في موارد قطاعاتها من الإنخراطات وغيرها من النشاطات الممولة مثل المشاريع أو التظاهرات الداعمة ماليا (بيع بوستارات، منشورات، مطبوعات، حملات تبرع…) لا المكتب التنفيذي للإتحاد العام.

 إن تحكم هذا الأخير في التفرغات ليس سوى مظهرا آخر من مظاهر التسلط البيروقراطي الذي يعيق تطور النضال النقابي في اتجاه خدمة مصالح المنخرطين والشغالين عموما. لقد حوّل المكتب التنفيذي، باحتكاره للموارد المالية، التفرغات إلى عملية ابتزاز وشد من المعدة للمناضلين النقابيين أسوة بالنظام البوليسي القائم .

 

التفرغ المعمول به في صلب الإ.ع.تـ.ش رشوة

 

ما زلنا نرى نقابات قطاعات كبرى مثل التعليم الذي يضم بفروعه الثلاثة ثلث منخرطي الإتحاد، تستجدي المكتب التنفيذي كي يمكنها من تفريغ بعض العناصر لتسيير نشاطها اليومي ومتابعة أوضاع قطاعاتها والقيام بواجباتها تجاه منخرطيها. وهي تشحذ سيارة هرمة لتأمن تنقلات أعضائها بين الجهات و ترسل المطلب تلو المطلب كي تفوز بمنة من قسم المالية لتغطية مصاريف نشاط ما تتعهد بعدم تجاوزه الخطوط الحمراء التي يرسمها المموّل!

 

وما زلنا بالمقابل نرى زمرة تافهة من المرتشين لا ثـقل لها إلا ما يبديه قياديو الهياكل الوسطى من طاعة وولاء، تمنع حق النقابات في تسيير نشاطها بما تراه مناسبا، وتوزع التفرغات منة أو رشوة حسب معايير الولاء والمحسوبية لعناصر لا جدارة لها وليس لها ما تضيفه سوى احتراف النميمة، والتطبيل لأولياء النعمة.

 

إن الإتحاد يزخر بالمتفرغين بلا موجب، وهم رهن إشارة أسيادهم الذين يسارعون بقطع أرزاقهم متى تحركت فيهم بقية من كرامة غابرة.

 

الإستقلالية المالية شرط التفرغ السليم

 

طالما أن النقابات لم تحقق استقلاليتها في قراراتها وماليتها فسيظل المكتب التنفيذي للإتحاد العام يفرّغ من يريد ويحجب التفرغ عمن يريد بالتنسيق مع السلطة ويبتز النقابيين ويتلاعب بأموال المنخرطين لشراء الذمم وكسر المقاومة العمالية.

 

 إن الإقتطاع الآلي للإنخراطات هي طريقة جهنمية أريد بها التحكم في مصائر النقابيين. فالإدارة تتحكم في الإنخراطات وهي المصفاة الأولى قبل أن نصل إلى مصفاة البيروقراطية النقابية. ونحن نعرف كم من النقابيين منعوا من الترشح للهياكل لمجرد إيقاف الإدارة اقتطاع معلوم اشتراكهم قبل المؤتمر، فيصبحون في وضع غير المنخرطين أصلا. وكم من الطاقات الشابة تمنع من الإنخراط لأن الإدارة لا تريد تخريطها. وأكثر من ذلك، كثيرا ما أنفقت الأموال المتأتية من انخراطاتنا في مهمات محاصرة نشاطاتنا وتكسير اضراباتنا أو أهدرت قي انتداب ميليشيات لقمعنا وفرض الأمر الواقع علينا.

 

إن إقرار العمل ببطاقات الإنخراط التي توزعها الهياكل المستقلة بقواها الذاتية هي الطريقة التي تحمي استقلالية القرارات النقابية وتمنع السماسرة من تقرير مصائرنا عوضا عنا. ومن هذه المبالغ يمكن أن نفرّغ من تكون لنا به حاجة، وأن نمول نشاطنا وصمودنا والتصدي للحسابات الشخصية والخوف من سيف التجريد وإنهاء التفرغ، والقضاء على عقلية « دبر راسك »، و »امش تحت الحيط »، « وشد مشومك لا يجيك ما أشوم… »

 

لقد أصبحت، إذن، الرشوة في صلب الإتحاد العام التونسي للشغل مؤسسة لها رأسمالها وموظفيها وقواعدها وآلياتها. وإن استنهاض الحركة النقابية بعد ما يقارب العشريتين من الإحباط والخبل سيمر دون شك بمعبر كنس تقاليد الرشوة التي سرت في مفاصله، وذلت جزءا هاما من مناضليه ونخرت عددا من هياكله وأطره. 

 

http://fr.groups.yahoo.com/group/contre_tajrid

 

 
تونس، في 03 أكتوبر 2007   «فضيلة الشيخ الرفيق!!» علي رمضان المكنى «بالسيستاني» يواصل ملاحقة و تصفية مناضلي اليسار الديمقراطي على الهوية و يحول قسم النظام الداخلي خاصة و الإتحاد عموما إلى ما يشبه أجهزة البوليس السياسي القمعية في الدول الفاشية أو الكليانية   أيها «الرفيق الأمين العام !!»، ألغي العقوبات التي سلطت على النقابيين و اجلس للتفاوض حول إعادة هيكلة الإتحاد و تحوير نظامه الداخلي لتحل الأزمة النقابية و يعود الدر إلى معدنه و تتفرغ إلى طرح مطالب العمال و الموظفين قبل أن يجهز «فضيلة الشيخ الرفيق !!» السيستاني على ما تبقى من مصداقيتك ليدفع الإتحاد إلى أزمة كبرى فيخلفك قبل الأوان أو يتسبب في تفتيت المنظمة وإجهاز السلطة عليها  

أيها «الشيخ الرفيق السيستاني !!»، لا سبيل أمامك…فإما أن تضع «نظامك الداخلي» أين تعرف وتتخلى عن أوهامك في الوراثة… أو ترحل قبل أن يقذف بك العمال إلى مزبلة التاريخ

 
بقلم : جـــامــعــي و نقابي   تحت غطاء مقاومة «الفوضى و إرباك الاتحاد !!» يواصل «شيخنا الفاضل الرفيق !!» علي رمضان «المكنى بالسيستاني» ، بهمة و نشاط، ملاحقة مناضلي اليسار الديمقراطي على الهوية و تصفيتهم خدمة لمآربه الشخصية و لطموحه في خلافة عبد السلام جراد. و الأغرب من ذلك هو أن زبانيته كلما استعصى عليهم تلفيق تهمة لأحد المناضلين النقابيين المستهدفين أصبحوا يعمدون إلى نصب الكمائن لهم مستعملين وسائل مشبوهة تذكر بعادات عصابات الجريمة المنظمة مثل المافيا و الياكوزا أو بأجهزة المخابرات في الأنظمة الفاشية و الكليانية و الشمولية.    إن التمعن في قائمة المحالين على لجان النظام، لجان القهر و الطغيان، و المجردين من النقابيين أو الذين سحبت منهم التفرغات و في قائمة التهم الموجهة لهم، يؤدي بنا، بدون مجانبة الصواب، إلى النتائج التالية : 1) التهم الملفقة و الموجهة عمليا للنقابيين حسب القرارات الرسمية للتجميد أو الإيقاف الوقتي عن النشاط النقابي أو حسب التصريح الذي أدلى به أحد أعضاء لجنة النظام الوطنية لجريدة مواطنون : أ)  «المشاركة في اجتماع غير مرخص فيه!!»، و هو ما يقصد به تجمع المعلمين ببهو الاتحاد العام ببطحاء محمد علي بتونس المنظم يوم 20 جوان 2007 و قد وجهت هذه التهمة، على سبيل المثال، إلى الرفاق  لمين الحامدي، سعاد الإينوبلي،…إلخ ب) «المشاركة في اجتماع غير مرخص فيه!!»، و هو ما يقصد به، في هذه الحالة،  تجمع المعلمين ببطحاء محمد علي بتونس يوم 9 جويلية 2007، و قد وجهت هذه التهمة، على سبيل المثال، إلى الرفاق إبراهيم الساعي، لمين الحامدي، ساسي بوعلاقي، رضا البرهومي…إلخ ت)  «المشاركة في الأحداث التي جدت أثناء إحياء ذكرى وفاة الزعيم النقابي أحمد التليلي يوم 25 جوان 2007 بقفصة!!» وهو ما يقصد به الشعارات التي رفعت ضد الأمين العام احتجاجا على عدم تدخله و أخذه لموقف إثر الاعتداء على النقابيين بالقصرين و عدم دعمه لنضالات التعليم الأساسي و رفضه استقبال وفد من الغاضبين بناءا على الطلب الذي تقدم به علنا الكاتب العام للإتحاد الجهوي بقفصة و الذي رد عليه الأمين العام بدفعه و رمي الميكروفون في وجهه و التلفظ بعبارات نابية…و قد وجهت هذه التهمة، على سبيل المثال، إلى الرفاق إبراهيم الساعي و مختار العباسي و حسين المبروكي…إلخ ث)  «التجاوزات المنسوبة (إليهم !!) و خاصة منها استعمال العنف اللفظي (!!) و المس من كرامة النقابيين (!!) و عدم الالتزام و تجاوز قرارات الإتحاد وطنيا (!!) و جهويا (!!) و قطاعيا (!!) و عدم مطابقة النشاط لقرارات الهياكل النقابية (!!)…!!» وقد وجهت هذه التهم ، على سبيل المثال، إلى كل الرفاق المذكورين أعلاه. 2)  التهم الملفقة و الموجهة للذين سحبت منهم التفرغات : أ)    عدم الحضور للنشاطات النقابية و عدم خدمة القطاع، ب)  عدم تناسب عدد المتفرغين في القطاع مع حجمه، و هي تهم واهية، قد رد عليها الكثيرون في هذا الفضاء، و أثبتوا أن الذين سحبت منهم التفرغات من أكثر العناصر نشاطا و خدمة للقطاع و أن قطاعي التعليم الأساسي و التعليم الثانوي المستهدفين بهذا الإجراء لا يتمتعون إلا ببضع تفرغات و هم الذين يجمعون 100 ألف منخرط في حين يسمح «الرفيق الأمين العام !!» بتفرغ مئات الأشخاص لحساب منظمات رسمية و أحزاب و على حساب الإتحاد  بدون ممارسة أي نشاط نقابي و داخل الإتحاد بدون ممارسة أي نشاط نقابي حقيقي و بدون أن يكونوا منتخبين و لو في هياكل دنيا. 3)  نصب الكمائن و استعمال وسائل المخابرات للإيقاع بمن تعذر على زبانية علي رمضان تصويره و إثبات وجوده بالتجمعات المذكورة أعلاه و إحالته على لجنة النظام الوطنية : بعد أن استعصى على زبانية علي رمضان تصوير و إثبات تواجد الرفيق عبد العزيز دبيب الكاتب العام للفرع الجامعي أو النقابة الجهوية للمياه بتونس بالتجمعات المذكورة أعلاه و التي أحيل بمقتضى الأحداث التي عرفتها عديد النقابيين على لجان النظام، عمد بعض الرهوط من مليشيات «فضيلة الشيخ الرفيق !!» علي رمضان «المكنى بالسيستاني!!» (و هم عضو لجنة النظام الوطنية نورالدين الطبوبي و عضو لجنة الشباب العامل مراد ساسي) إلى نصب كمين لهذا المناضل النقابي أمام مقرات الإتحاد و على التوالي يومي 01 أكتوبر 2007 و 02 أكتوبر 2007 تولوا استفزازه و شتمه و دفعه بعنف قصد إجباره على رد الفعل و التورط في قضية تبادل العنف و ذلك بشهادة الشهود الحاضرين و هم خاصة الكاتب العام للنقابة العامة للصحة لأطباء الصحة العمومية سامي السويحلي و عضو الإتحاد الجهوي للشغل بتونس لطفي اللطيفي (خلال الواقعة الأولى بتاريخ 01 أكتوبر). و أمام إمساكه عن ذلك و تقديمه لتقارير للجنة النظام الداخلي للأخذ بحقه و تقديم الشهود أحاله «فضيلة الشيخ الرفيق !!» علي رمضان و بسرعة مدهشة (يوم الأربعاء 03 أكتوبر 2007) أمام لجنة النظام الوطنية للتحقيق معه و ليس من المستبعد إيقافه عن النشاط النقابي أو تجميده. إن هذه الوسائل المشبوهة المستعملة لتذكر بما تعودت عليه المخابرات في الأنظمة الفاشية أو الكليانية و الشمولية حتى لا نقول في عصابات الجريمة المنظمة مثل المافيا و الياكوزا. 4) التهم الحقيقية لجميع المحالين على لجان النظام أو الذين سحبت منهم التفرغات : أ)  مناضل يساري و/أو ديمقراطي و فوق ذلك مشتبه في انتماءه بشكل أو بآخر إلى حزب العمال الشيوعي التونسي أو الوطنيين الديمقراطيين !! ب)  مناضل نقابي ملتزم، نزيه و لا يمكن شراء ذمته …ملتصق بهموم منخرطي قطاعه…لا يساوم و يحترم قرارات المنخرطين الذين انتخبوه لا قرارات المرتزقة المندسين في الهياكل القطاعية و الوطنية العليا للسمسرة بعرق العمال و الموظفين بغية التقرب من النظام لنيل عطاياه و مكافآته أو في سبيل صرف نظره عن فتح ملفات فسادهم المالي و سرقاتهم و حتى يستطيعوا «التقاعد!!» و مغادرة المنظمة للتمتع بما نهبوه من أموال و هم آمنون على أنفسهم و على كنوزهم «كمكافأة نهاية الخدمة !!» على الخدمات الجليلة التي قدموها للسلطة…إلخ إن نوعية التهم التي وجهت إلى النقابيين الذين جردوا بعد أو أوقفوا عن النشاط النقابي أو الذين سحبت منهم التفرغات  و تصريحات زبانية المكتب التنفيذي للصحافة و على رأسهم «الرفيق الأمين العام!!» و خاصة آخر ما جاد به أحد رهوط لجنة النظام الوطنية من تصريحات لصحيفة مواطنون الصادرة هذا الأسبوع و التي يتحدث فيها عن تهمة «المشاركة في اجتماع غير مرخص فيه !!» لتفضح تورط «الشيخ الرفيق علي رمضان !!» و الرهوط المحيطة به في صفقة رخيصة مع السلطة، و إلا فما معنى أن يوجه تهما من هذا النوع إلى النقابيين المنتخبين و يجردهم على أساسها من مسؤولياتهم النقابية في حين تستحي السلطة نفسها في المجال السياسي من توجيه مثلها إلى المناضلين السياسيين أو تكتفي بتوجيهها من باب الضغط و الابتزاز بدون معاقبتهم ؟ و ما معنى أن يتحول الإتحاد العام التونسي للشغل الذي ولد من توحد مجموعة من الكنفيديراليات و عمل على ذلك الأساس، إلى حدود تاريخ غير بعيد، أي على أساس كنفيديرالي بحيث تتمتع كل نقابة قطاعية بالسيادة (souveraineté) داخل قطاعها و تحدد مطالبها و تفاوض باسم القطاع و تصدر بنفسها برقيات الإضراب، و بحيث لا يلعب المكتب التنفيذي الوطني إلا دورا تنسيقيا بين الهياكل القطاعية عند الحاجة إلى تفعيل التضامن النقابي بشن إضراب عام أو بشن  إضرابات في أكثر من قطاع، إلى منظمة شديدة المركزة في هيكلتها على شاكلة المنظمات الفاشية أو الكليانية و الشمولية حتى لا نقول عصابات الجريمة المنظمة مثل المافيا و الياكوزا فيمسك المكتب التنفيذي الوطني المكون من 13 نفر، إلى جانب الاتحادات الجهوية، التي بعثت كهياكل موازية لضرب النقابات القطاعية، بكل سلطات القرار و يصادر صلاحيات الهياكل القطاعية و يلغي سيادتها على شؤون قطاعاتها (souveraineté) و يتفاوض باسمها (قل يساوم أو يرتزق أو يبيع…!!)  و يمضي بعض الاتفاقيات القطاعية بدون موافقة ممثلي القطاع في بعض الأحيان و يمنعها من الاجتماع بمنخرطيها و التداول في قضاياها و أخذ القرارات بدون حضوره و يحتكر لنفسه سلطة إصدار برقيات الإضرابات المقررة بكل ديمقراطية و شرعية من طرف قواعدها و ممثليها أو رفض إصدارها و الحكم عليها بعدم الشرعية ؟ و ما معنى أن يتحول دور المشرف من المركزية النقابية أو من الاتحادات الجهوية على المجالس القطاعية للنقابيين من منسق، يشد أزر القطاع جهويا و وطنيا و يؤكد بحضوره للسلطة و للأعراف وقوف بقية الجهات أو القطاعات إلى جانبهم عند الضرورة، إلى رئيس يحاول مصادرة صلاحيات قرارهم و يشترط إملاء مضمون لوائحهم حتى يمضي عليها ؟ و ما معنى أن يتحول هؤلاء المنسقون، عند حضورهم اجتماعات النقابيين و مؤتمراتهم و هيئاتهم الإدارية، من منتخبين يحاسبون ،عند هكذا محطات و يحاولون تبرير مواقفهم و الاعتذار و تقديم النقد الذاتي، إلى ملوك و سلاطين يرفضون أي نقد و يفرضون تضمينه داخل تلك البدعة التي طلعوا علينا بها و سموها «اللائحة الداخلية !!» حتى لا يطلع الرأي العام النقابي على أفعالهم المشينة، و يقمعون و يتهمون «بالفوضى والاعتداء على كرامة النقابيين !!» كل من أصدع بصوته بالنقد و توجه حضوريا أو عن طريق وسائل الإعلام البديلة (بعد أن تحولت الشعب من لسان حال النقابيين إلى صحيفة في خدمة السلطة !!) إلى الرأي العام النقابي للاحتكام إليه؟ و ما معنى أن تمضي المركزية النقابية صكا على بياض للسلطة بالموافقة على الآلية الاجتماعية التعديلية، وليدة ألمانيا و البلدان الاسكندينافية، بعد إفراغها من محتواها لتتحول المفاوضات الاجتماعية من مناسبة تلتقي فيها الأطراف الاجتماعية (الأعراف و العمال مع تركيب الوفود بحيث يمثل كل قطاع) و تتفاوض بكل ندية عن حجم الزيادات في الأجور لمدة ثلاثة سنوات بحيث تغطي تدهور المقدرة الشرائية للعمال و تمكنهم من جزء عادل من ثمار النمو الاقتصادي و زيادة الإنتاجية و يتعهد الأعراف و الدولة المحايدة (!!) بالتحكم في الأسعار مقابل تعهد العمال، عبر نقاباتهم، بعدم المطالبة بزيادات أخرى بدون موجب و صيانة السلم الاجتماعية إلى مناسبة يصيبنا الاتحاد فيها بالقرف نتيجة تطبيله شهورا للتحضيرات و الاستعدادات الجبارة التي يقوم بها و الدراسات الكثيرة التي يغدق عليها الأموال الطائلة لمعرفة مدى تدهور المقدرة الشرائية للعمال، و تخرج فيها الدولة عن الحياد لكي يحصد العمال و الموظفون في آخر المطاف فتاتا لا يسمن و لا يغني عن جوع تمن به عليهم السلطة و تقبله المركزية النقابية ضاربة عرض الحائط بالمطالب العامة للنقابيين و المطالب الخصوصية للقطاعات بعد ان تكون المفاوضات قد تعثرت في أغلبية القطاعات. ثم تتنكر السلطة و الأعراف لتعهداتهم التي أمضوا عليها و يثقلوا كاهل العمال و الموظفين بعشرات الزيادات المجحفة في الأسعار طوال السنوات الثلاثة للاتفاقيات المشتركة بدون أن يحرك الإتحاد ساكنا ؟ و ما معنى أن تتحمل إطارات النقابات الأساسية كليا و الهياكل القطاعية جزئيا مصاريف النشاط النقابي (على نفقتهم الخاصة!!) في حين تجني المركزية النقابية مداخيل الإنخراطات و تصرفها على السيارات الفاخرة و البعثات العقيمة إلى الخارج للاستجمام و منح شراء الذمم و مصاريف الدراسات المفتعلة لبعض المرتزقة (حتى أن بعضهم يعيد نفس المداخلات في كل المناسبات و لسنوات…) و حلقات التكوين الجوفاء ؟ و ما معنى أن يقر الإتحاد بلا قانونية الإضرابات التضامنية و لا شرعية الإضرابات القطاعية أو الجهوية و المحلية التي لا تمضي برقياتها المركزية النقابية ؟ و ما معنى أن تمضي المركزية النقابية على تسريح العمال و خوصصة القطاع العام و المتاجرة باليد العاملة كالرقيق الأبيض و ضرب التعليم العمومي المجاني و قطاع الصحة العمومية ؟ و ما معنى أن تساهم، بالسكوت أحيانا و بالموافقة أحيانا أخرى، في ضرب النصوص القانونية (الخاصة بقانون الشغل) التي كانت تحمي العمال ؟ ….إلخ إن الإجابة على الأسئلة المطروحة بديهية كبداهة الحق الطبيعي (الذي يعلو على الدساتير و القوانين و لا يحتمل الإلغاء)  في الحرية و الاختلاف و التفكير و التعبير و المعتقد و هو ما لا يجد له مكانا عند القيادة الحالية للإتحاد و كبداهة أن التسيير الديمقراطي للمنظمات الجماهيرية يقضي بأن مصدر الشرعية هي القاعدة و على القيادة النقابية أن تمتثل لقرارات الهياكل النقابية القاعدية و الوسطى (القطاعية و الجهوية) وأن تخضع لمحاسبتها و لنقدها و لو كان لاذعا. إن ما لا يدركه «فضيلة الشيخ الرفيق !!» علي رمضان و من لف لفه هو أن القوانين (النظام الداخلي) التي صاغوها طوال سنين و فصلوها على قياسهم لاغية لأنها تتعارض مع الحق الطبيعي للعمال و لأنها قلبت الأمور رأسا على عقب لتصبح أقلية من المرتزقة و المرتشين تصدر صكوك الشرعية و القانونية لآلاف العمال و الموظفين الذين انتخبوها (على فرض أن ذلك صحيحا !!) و ألغت أية مصلحة للعمال و الموظفين في الانتماء إلى الإتحاد العام التونسي للشغل عوض تكوين كنفيديراليات قطاعية بعد أن وافق الإتحاد على تجريم الإضرابات التضامنية و الإضراب العام الذي كان يلعبان كسلاح ردع يعدل ميزان القوى لصالح النقابات القطاعية المنضوية تحت المركزية النقابية و يشعرها بالعزوة و الحماية و هذا ما يفسر عزوف القطاع الخاص عن الانخراط و ضعف عدد المنخرطين. لقد حولت البيروقراطية النقابية طوال عقود الإتحاد العام التونسي للشغل من منظمة عتيدة تدافع عن حقوق العمال و الموظفين إلى منظمة جوفاء منخرطة انخراطا كاملا في خيارات السلطة و جزءا لا يتجزأ من النظام السياسي. كما تحولت قيادته إلى مجموعة من المرتزقة تختطف الإتحاد لترعى مصالح السلطة و تقمع العمال عوضا عنها مقابل العطايا و الهبات و مقابل السكوت عن نهب أموال و عرق العمال و الموظفين. و هكذا فقد الإتحاد بريقه و مصداقيته و تحولت مع الوقت حالة الانحسار إلى ذبول و تعفن ينذر بالاندثار على أن لا تجهز عليه السلطة قبل ذلك. إن ما نشاهده اليوم من ارتماء «فضيلة الشيخ الرفيق !!» علي رمضان في أحضان السلطة للحصول على دعمها في معركة الخلافة رغم الثمن الباهظ الذي طلبته (حملة تصفية المناضلين النقابيين الديمقراطيين) يبرهن، بدون أي شك، على أنها تخطط بدورها لدفع الإتحاد إلى أزمة كبرى حتى تجهز على ما تبقى فيه. كما أن مواصلة «فضيلة الشيخ الرفيق!!» علي رمضان المكنى «بالسيستاني» ملاحقة و تصفية مناضلي اليسار الديمقراطي على الهوية و تحويله قسم النظام الداخلي خاصة و الإتحاد عموما إلى ما يشبه أجهزة البوليس السياسي القمعية في الدول الفاشية أو الكليانية رغم اعتراض بعض عناصر المكتب التنفيذي الوطني و الهياكل الجهوية و القطاعية و ابتداء الضغط على الأطراف الهشة للإتحاد (بعض الاتحادات الجهوية) لإقحامها في الصراع السياسي و جبرها على تزكية مرشح الحزب الحاكم لدورة أخرى (راجع مسرحية ما يقع داخل الإتحاد الجهوي للشغل بسليانة !!) زيادة على أنه خروج عن المهام النقابية (حتى لا أقول معارض للنظام الداخلي) فهو يدل على أن ذلك هو بقية المقابل المطلوب من السلطة و على أن «فضيلة الشيخ الرفيق !!» علي رمضان «المكنى بالسيستاني!!»  لن تثنيه قذارة أية خيانة عن إكمال الصفقة للوصول إلى« العرش المنشود!!». و لهذا، و في انتظار أن يتوحد المناضلون النقابيون اليساريون و الديمقراطيون حول برنامج عمل لإنقاذ الإتحاد و تفويت الفرصة على المتربصين به من «جماعة التوريث» و السلطة، فقد وجب علي توجيه هذا النداء الأخير إلى «الرفيق الأمين العام !!» للإتحاد العام التونسي للشغل : أيها «الرفيق الأمين العام !!»، ألغي العقوبات التي سلطت على النقابيين و اجلس للتفاوض حول إعادة هيكلة الإتحاد و تحوير نظامه الداخلي لتحل الأزمة النقابية و يعود الدر إلى معدنه و تتفرغ إلى طرح مطالب العمال و الموظفين قبل أن يجهز «فضيلة الشيخ الرفيق !!» السيستاني على ما تبقى من مصداقيتك ليدفع الإتحاد إلى أزمة كبرى فيخلفك قبل الأوان أو يتسبب في تفتيت المنظمة و إجهاز السلطة عليها كما وجب علي توجيه هذا التحذير الأخير إلى ذاك الطامع في العرش و المتربص بصاحبه «فضيلة الشيخ الرفيق !!» علي رمضان «المكنى بالسيستاني !!» لتذكير النقابيين بخيانات الصفويين للعراق : أيها «الشيخ الرفيق السيستاني !!»، لا سبيل أمامك…فإما أن تضع «نظامك الداخلي» أين تعرف وتتخلى عن أوهامك في الوراثة… أو ترحل قبل أن يقذف بك العمال إلى مزبلة التاريخ.   (*) جـــامــعــي و نقابي http://fr.groups.yahoo.com/group/contre_tajrid/links

ثلاثون الفاضل الجزيري

فيلم تروي احداثه قمعا يسلط على شخصياته فيلم تروي كواليسه قهرا وإقصاء  يسلط على المبدع

 
ما فتئ الممثل المحترف في تونس يعاني التهميش والإقصاء ويفقد حقه في التواجد في فضاءه الطبيعي (خشبة المسرح أو الشاشات الكبيرة والصغيرة ) ليترك مكانه لفئة من الوصوليين رأوا في الفن وفي التمثيل مهنة من لا مهنة له والطريق الأسرع الذي لم يكن  ليخطط له احدهم لولا الصدفة وهشاشة هذا القطاع وهامشيته وعدم تنظمه ولولا  سعي البعض من رموزنا الفنية والمسرحية لإفساح المجال أمامهم على حساب الممثل المحترف وذلك لغايات قد يفضح سردنا لوقائع كواليس الإعداد لفيلم ثلاثون للمخرج والمنتج الفاضل الجزيري البعض منها ويضعنا أمام تساؤلات أصبح من الملح طرحها إن لم نقل إيجاد حلول عاجلة لها. امتدت فترة التحضير للفيلم طيلة 3 أشهر يوميا بدون مقابل مادي في مقابل تحصل كل  ممثل على دور أكد المخرج الفاضل الجزيري على أهميته بأنه  » باش يزيد في رقبتو شبر » على حدّ تعبيره وأنه لا يقل عن 17 يوما تصوير كحدّ أدنى وكان يعيد هذه الوعود في كل مرة تخر فيها عزيمة المجموعة في ظلّ الظروف الأقل من ملائمة (مع العلم ان فترة التمارين إمتدت  لفترة 3 أشهر أخرى على شكل مجموعات أو حصة للمثل الواحد) الفاضل الجزيري كان على علم مسبق بتوزيع الأدوار وكان يستغل المجموعة للحصول على الأفكار أو للتجريب والتمرين على مشاهده التي غالبا ما كانت تتطلب عددا كبيرا من الممثلين مثل مشهد « مسيرة الجلاز » أو إجتماعات الحزب كاجتماع « فندق الحرارية  » او « لمة المولد » او مشاهد افراح « كطهور خو العصفور »… وقد كنا طيلة هذه الفترة في خدمة شخصيتين أهمها الدور الذي سيجسده الجزيري الابن « الطاهر الحداد » هذا الممثل الذي لا علاقة له بميدان التمثيل لا من قريب ولا من بعيد وإنما هو هدية الجزيري الأب للمشهد الثقافي كما صرح للصحافة. وواصل الفاضل الجزيري يراوغ في توزيع الأدوار وحتى في إعطاء فكرة أو نسخة عن السيناريو بحجة الخوف من اطلاع أطراف خارجية تضمر نية الوقوف ضد كل مشروع فني وطني هي في اعتقادي وبعد ان خبرت هذا المخرج طيلة 6 أشهر لا تعدو أن تكون سوى المتضررين من ممارساته الاستغلالية في أعماله السابقة. وكان مساعدوه الذين تم تسخيرهم بأجور زهيدة في الأثناء يوثقون« Story Board » … وياخذون صورا فوتوغرافية وتسجيلات فيديو لخلاصة العمل على المشهد وتواصلت مسيرة المراوغات في مسألة العقود وآجال التصوير إلى أن أتم حاجته من المجموعة عندها بان الوجه الحقيقي الذي كنا نتوقع ظهوره ولكن راعنا قبحه إذ لم نتوقع ان يتخلى عن فكرة الأدوار المهمة وعن « الشبر اللي يدزاد في رقبتنا » وعن مدة 17 يوم تصوير كحد أدنى لمجموعة ساهمت معه مجانا طيلة هذه الفترة الطويلة من التحضير ولكن ما راعنا هو تخليه عن هذا الاتفاق بكل هذه السهولة فعند استدعائنا لمناقشة العقود اكتشفنا ان  ايام التصوير تتراوح بين اليوم الواحد والعشرة أيام ومجملها كان لا يتجاوز اربعة أيام اما عن الأجر الذي يتقاضاه كل ممثل في هذا الفيلم التي تصل ميزانيته إلى أكثر من مليارين والذي لم يكلف الفاضل الجزيري كاتب السيناريو ومخرج ومنتج ووالد بطل هذا الفيلم الكثير في فترة تحضير طويلة كانت ستكلفه الكثير لولا تطوع الممثلين مجانا واستغلال طلبة وخريجي الفنون الجميلة بمبالغ رمزية مع العلم أن الفضاء الذي سيقع تصوير فيه القسط الاكبر من الفيلم هو « ستاغ حلق الوادي » وهب للفاضل الجزيري. رغم الميزانية الضخمة للفيلم وكل التسهيلات التي تمتع بها اقترح على الممثلين أجرا لا يتجاوز المائة دينار في اليوم . الممثل المحترف الذي يعاني الخصاصة طيلة السنة في تونس ينتظر « ميسرة رمضان » أو فيلم يصوّر وغالبا لا يقع الالتجاء إليه وإنما إلى وجوه يقع اكتشافها في المقاهي أو العلاقات العائلية والخاصة فالفاضل الجزيري يقر بأنه لا يحتاج إلى ممثل  » والليقة تجيب » على حدّ تعبيره. قد يصنع الفاضل الجزيري فلما ناجحا على حساب التقنيين ومصممي الديكور والممثلين … وهم في أغلبيتهم يحترفون العمل في هذا القطاع وهو مورد رزقهم الوحيد هم وعائلاتهم حتى أن البعض سوّغ منزلا حتى يتمكن من التواجد أثناء فترة التصوير التي أجلت المرة تلو الأخرى حتى ناهزت الثلاثة أشهر ليفاجؤوا بان  قيمة العقد المقترح لا تغطي كلفة الكراء دون اعتبار المصاريف الأخرى طيلة فترة التمارين وفترة المماطلة ومن الطريف ان هذا الممثل وافق على هذا العقد المقترح بعد التردد كما وافق آخرون دون أن يتحمل المنتج الفاضل الجزيري عناء اقناعهم ولعلّ نظرية المخرج « الليقة تجيب » والتي تنفي وجود الممثل المحترف سواء المتكون أكاديميا وميدانيا أو المتكون ميدانيا هو الذي جعله يلتجىء لفئة من المؤدين هما التكسيست والطبال والزكار والرياضي إضافة إلى أولاده، أحبابو وأولاد أحبابو والحال أن هذه النزعة هي في الحقيقة لغاية في نفس المنتج. أليس من المفروض ان يكون الدعم المخصص لهذا الفيلم ولكل فيلم أو عمل مسرحي محترف والمقدم من قبل وزارة الثقافة والمحافظة على التراث هو مال المجموعة الوطنية ولا يمكن التلاعب به خاصة وأن هذا الدعم يعدّ استثناءا في الوطن العربي أوليس من المفروض أن يستفيد منها أهل المهنة والحال أن قانون هذا الدعم ينصّ على وجود ثلثي الممثلين من المحترفين. فإلى متى سيظلّ من نصبوا أنفسهم أوصياء ورموز على الثقافة والفن يبتزون بإسم تاريخهم وتضحياتهم المزعومة المهنة وأهل المهنة ليستحوذوا بارونات الفن على الريع كاملا على حساب حياة وجوع وخصاصة…. موت أهل الاختصاص. وفي هذا المقام وجب تنبيه المخرج الفاضل الجزيري إذا ما أراد تطبيق تصوراته ونزواته وأطروحاته في علاقة بمهنة التمثيل فاليفعل ذلك من ماله الخاص لا على حساب أموال المجموعة الوطنية. وإن لم تكن هذه الحادثة الأولى فلن تكون الأخيرة ما دام القطاع يعاني التهميش وحالة الفوضى مما يخلق مجالا للاستغلال والمسّ بأبسط مبادىء المهنة ويأثر سلبا على قدرة المبدع على الخلق إذ يتحول هاجسه اليومي  اللهاث وراء الحد الادنى من اجل البقاء. فإلى متى سبقى الممثل عرضة للاستغلال والابتزاز ؟؟؟ وإلى متى يبقى أهل المهنة في تشتتهم وسلبيتهم ؟؟؟ وإلى متى سيبقى حلم تأسيس نقابة المهن الدرامية حلما صعب المنال؟؟؟   صالح حمودة ممثل محترف بطاقة احتراف عدد 352

كواليس الإبداع المسرحي في تونس

هل نحن في حاجة للمسرح ؟

 
أي مسرح ؟ هل يتماشى وواقعنا وأرضيتنا الفكرية الاجتماعية السياسية… هل يفعل المسرح في حاضرنا ؟ – السياسي – الاجتماعي – الفكري… هل يمكن أن يكون وسيلة للنقد ووضع إصبع على الداء؟ هل يمكن أن يكون وسيلة للتغيير؟ ماذا لو اكتشفنا أو أقررنا بأن المسرح في حد ذاته في حاجة إلى النقد والتغيير حتى يوجد أو حتى يرتقي لمرتبة الآليات التي يمكن أن تغير في الواقع. ماذا لو أقررنا أو تصالحنا مع أنفسنا لنجزم بان الفنان (المخرج، الممثل…) لا يرتقي ليغير حتى يغير ما بنفسه، ما بوضعه، أو فلينسحب. تغيير جذريا في: –  النظرة للفن، للمسرح في علاقته بالواقع –  لمفهوم الفنان، الممثل، ما هو ؟ من هو؟ –  العلاقة الإنتاجية – ظروف هذا الفن وهذا المسرح.     هل يمكن أن يفعل الفنان (الممثل من واقع التجربة الشخصية) وهو يعاني التهميش والخصاصة، والخصاصة والخصاصة لا في علاقة بالسلطة فقط وإنما الأدهى في علاقة بالهياكل المنظمة والمنتجة هل يمكن أن نعلن موت الممثل؟ هل يمكن إن لم نعلن بأن نرضى أو أن نسكت على احتضار الممثل ؟ هل يأتي اليوم الذي يعوض فيه الممثل؟ هل صحيح يمكن تعويض الممثل؟ لما لا نعلن صراحة الاستغناء عن الممثل (كمهنة)؟ هل نحن بحاجة للمثل أو لمهنة الممثل؟ هل نخن في حاجة للمسرح؟ أي ممثل ؟ أي مسرح؟   ماذا لو دار جدل بين محرك عرائس وعروسته؟ حول جدوى كل منهما  ماذا لو انفصلا؟ ماذا لو أقر كل منهما باستغنائه على الآخر؟ ماذا لو شككت العروسة في فاعلية وقدرة المحرك وصرحت بسابيته ماذا لو حركت العروسة المحرك؟ ماذا لو ماذا لو… ماذا لو استغنت الهياكل المنتجة على المحرك وابقت على العروسة؟ ماذا لو حررت العروسة عقدا عقدا عقدا؟ هل لي أن ادخل غرفة العمليات، أمسك بالمشرط، أطلب  أو دون أن اطلب من الجراح المختص  بان يقف جانبا ويراقبني وأنا اخرج أحشاء المريض أو قلبه وأعبث بجسده فأخرب روح الجراح وأتقاضى أجره… فلا تشبيه اقرب وأصدق من هذا هذه جريمة يعاقب عليها القانون: انتحال صفة أو مهنة (ممثل) أطلب بتطبيق القانون إن وجد في محاولة ليعرف الفنان نفسه بنفسه يضع نفسه في تساؤلات تبين حجمه الفعلي بعيدا عما كتب وعن التنظير وإنما في علاقة بواقع مهني يهمشه يعوضه بعرائس تتحرك وتتكاثر يوما بعد يوم ليندثر الممثل. حتى لا يبقى الهاجس اليومي للممثل (شينكة ولا عشرة حتى يصبو الدعم). وجب العودة إلى أعراف المهنة ، إلى القوانين التي وردت في الاحتراف. علاقة الدعم بالاحتراف. مدى التطبيق. هل من متابعة؟؟؟   صالح حمودة ممثل محترف بطاقة احتراف عدد 352

السيـــــــــرة الذاتــــــية
صالح حمودة ممثل محترف
 
 البيانات الشخصية: o      الاسم                      : صالح o      اللقب                      : حمودة o      تاريخ ومكان الولادة  : 13/07/1976 صفاقس o      الجنسية                  : تونسية o      العنوان                   : 6 نهج ابن الهاني باب سعدون تونس o      الهاتف                    : 004 561 22   الشهائد المتحصل عليها:   v   شهادة الباكلوريا آداب 1998- 1999 v   استاذية في التربية المسرحية   المستوى التعليمي:   v   السنة الثانية مرحلة ثالثة v   الشهادة: ماجيستار في العلوم الثقافية (اختصاص مسرح)   التجربة المسرحية:   v   1994-1997: المسرح المدرسي Ö      (« بيت العم ميمون »، « اللعبة »، « سي أحمد »…) نادي المسرح المدرسي معهد محمد علي الحامي صفاقس بإشراف الأستاذة علياء العاتي. v   1997-1999: Ö      المنتخب الجهوي للمسرح المدرسي بصفاقس. Ö      مسرحية « عطيل » (دور ياغو) إشراف الاستاذ الهاشمي العاتي. المسرح الجامعي v   مشاريع تخرج بالمعهد العالي للفن المسرحي (ممثل، مخرج، موضب…) v   2001-2002: المبيت الجامعي المنزه 1: إخراج مسرحية العزيزة (جائزة الإخراج) v   المسرح الهاوي v   1997-1998: Ö      دار الثقافة بصفاقس: مسرحية قلق سفيان مزيد (ممثل) v   2000-2001: Ö      دار الثقافة احمد خير الدين باب العسل إخراج مسرحية زعمة (جائزة العمل المتكامل) المسرح المحترف: v   2002-2003: Ö      مسرحية بائعة علب الكبريت إخراج انيس جمعة (ممثل) v   2003-2004: Ö      مسرحية مراد الثالث إخراج محمد إدريس (ممثل) v   2003-2004: Ö      عرض ريحة البلاد (افتتاح مهرجان قرطاج) إخراج منير العرقي (موضب) Ö      مسرحية قرنطة إخراج عبد الحميد قياز (مساعد مخرج) v   2004-2005: Ö      مسرحية كرنفال إخراج حمادي المزي (ممثل) Ö      مسرحية سايع إخراج غازي الزغباني (ممثل) v   2005-2006: Ö      مسرحية موال إخراج حمادي المزي (ممثل) Ö      مسرحية الحارس إخراج رؤوف اليرماني v   2006-2007: Ö      عرض حفل الاستقلال إخراج البشير الدريسي، منير العرقي، سليم الصنهاجي، حاتم دربال (مساعد مخرج)   الأعمال التلفزية: Ö      سلسلة كان يا ما كان  حلقة العزام إخراج  المنصف الكاتب Ö      مسلسل شرع الحب إخراج حمادي عرافة Ö      مسلسل شعبان في رمضان إخراج سلمى بكار Ö      حكايات العروي إخراج الحبيب الجمني (حلقة صندوق اللويز والرزق والبركة)   الأعمال السينمائية: Ö      المشاركة في كتابة سيناريو اللمبارة إخراج علي العبيدي Ö      فيلم انقليزي « Les apôtres   » للمخرج جو فري انتاج دار السندباد Ö      في صدد الانجاز : فيلم ثلاثون للمخرج الفاضل الجزيري   التربصات: v   2004-2005: Ö      Carte blanche au metteur en scène avec Yan Joel Colin v   2005-2006: Ö      المسرح المعاصر أفينيون فرنسا   التنشيط: Ö      رياض الاطفال، المهرجانات، النزل…   تنظيم الحفلات: v   1996-2001: Ö      تنظيم وإخراج حفلات شبابية (4 حفلات) بفضاء مسرح الهواء الطلق سيدي منصور بصفاقس وفي فضاءات أخرى في عدة مناسبات Ö      تنظيم إخراج مسابقة ملكة جمال سيدي عباس بصفاقس (صيف 2001) Ö      تنظيم عروض أزياء لمصمم الأزياء وسام بن عمر Ö      تربص في فن الحكاية مع جهاد درويش
 
 

القطّوس

وزارة النقل اقتنت عربات للمترو الخفيف لا يتماشى ارتفاعها مع مستوى المحطات… إنّها حقا لحكاية غريبة فكأنهّا لم تتثبت في صلوحية هذه القاطرات.

المفروض أن تشتري بضاعة على قياس رصيف المترو القديم… كي لا تضطرّ كما هو الحال إلى الإصلاح والترميم.

إنّي أريد أن أتوجّه بسؤال صغير للإدارة… هل رأت المترو الجديد قبل اقتنائه أم ابتاعت «مترو في شكارة»؟!

 

محمد قلبي

 

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 أكتوبر 2007)


  

في منزل تميم

إيقاف شبكة مخدرات تضم 13 نفرا من بينهم 3 أطفال

 

نجح أعوان الفرقة العدلية بمنزل تميم يوم 26 سبتمبر 2007 في إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص المنخرطين في ميدان المخدرات وعددهم عشرة أشخاص من بينهم بنتان وقد تمكنوا من إيقافهم على إثر ورود معلومات على أعوان الفرقة مفادها تواجد مجموعة من الأنفار بأحد المنازل المهجورة بالجبل المتاخم لحي البياضة بمنزل تميم.

 

وبمداهمة المكان تمكن الأعوان من إلقاء القبض على المجموعة المتكونة من 10 أنفار من ضمنهم بنتان مفتش عنهما لفائدة عائلتيهما. وقد كانوا بصدد استهلاك المخدرات وقد أمكن  حجز قطعة صغيرة من المادة المخدرة بعلبة السجائر التابعة لأحد أفراد المجموعة والذي باستنطاقه أفاد بأنه متعود على استهلاك المادة وقد قام باقتنائها من أحد أصدقائه وباستنطاق هذا الاخير اعترف بدوره بأنه إقتناها من المتهم الثالث الذي بجلبه انكر ترويجه للمخدرات وأفاد بأنه توسط لصديقه في شرائها من شخص خامس.

 

وباستنطاق المتهم الثالث الذي ذكره المتهم الثاني عثر لديه على قطعة مخدرة أفاد بأنه نسيها هناك وهي الجزء المتبقي من القطعة التي استهلك منها ورفاقه وبعرض جملة المتهمين على التحليل ثبت بأن أربعة منهم وبينهم فتاة غير متعودين على استهلاك المخدرات في حين كانت نتيجة التحليل  للبقية ايجابية

 

وخلال الاستنطاقات ارتفع عدد المجموعة الى 13 شخصا باعتبار أن المجموعة الموقوفة تعرضت الى ذكر اسماء افراد آخرين مندمجين معهم في الميدان نجح الأعوان في القاء  القبض على أحدهم واتضح أن الثاني يقضي عقوبة بالسجن أما الثالث فقد أحيل بحالة فرار.

 

وقد أحيل 11 فردا من المجموعة وبينهما فتاتان على قلم التحقيق بقرمبالية وتتراوح أعمارهم بين 16 عاما 29 سنة وهو عمر احدى الفتاتين اضافة الى طفلين اخرين عمرهما 17 عاما وقد وجهت لبعضهم  تهم المسك بنية الاستهلاك واستهلاك مادة مخدرة مدرجة بالجدول «ب» وأحيل المتهم الثاني عشر بحالة فرار أما المتهم الثالث عشر فهو موقوف على ذمة قضية أخرى.

 

ومازالت التحقيقات متواصلة في القضية.                        

 

فاطمة الجلاصي

 

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 أكتوبر 2007)


 

مزاح.. برصاصة في القلب

 

تونس – إشراف بن مراد : لا أحد كان يتصور أن نهاية هذا الشاب ستكون علي يد صديق عمره، هذا ما أثبتته وقائع هذه القضيةالتي جدّت في منطقة ريفية من ولاية سليانةفي الوسط الغربي لتونس.

 

وفي تصريح صحفي للصباح الأسبوعي، روي أحد أشقاء الضحية قائلا إنّ أخاه غادر منزل العائلة في حدود الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الحادث حيث التقي بصديقه وتوجها معا إلي المرعي مثلما جرت العادة ولكن هناك وسط احد الحقول حصلت المأساة عن غير قصد .

 

وأضاف: في ذلك اليوم حمل صديق شقيقي معه بندقية متروكة كانت في منزل والديه وتعود إلي الخمسينات او حتي الاربعينات علي ما اظن وداخل الحقل حاول ممازحة اخي وإخافته ولكن فجأة انطلقت خرطوشة من فوهة البندقية (عيار 16 ملم) وأصابت أخي في قلبه فاردته طريح الأرض وسط حيرة صديقه وبكائه وهو الذي لم يكن علي علم أصلا بان البندقية بها خراطيش.

 

(المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أكتوبر 2007)


 

صحيفة: تونس تتوقع محصول زيتون وفيرا في 2007

 

تونس (رويترز) – أفادت صحيفة تونسية يوم الخميس أن تونس أكبر بلد مصدر لزيت الزيتون في شمال افريقيا تتوقع أن يبلغ محصول الزيتون 200 ألف طن في 2007 بزيادة 18 في المئة عن الموسم السابق.

 

وقالت صحيفة لو كوتيدين اليومية « في أعقاب الموسم الماضي الذي كان ايجابيا يشير التقدير الى ارتفاع المحصول الجديد الى 200 ألف طن… يتميز المحصول الجديد بزيادة كمية زيت الزيتون التي من المتوقع أن تبلغ 18 ألف طن بزيادة 15 في المئة عن العام الماضي. »

 

ولم يتسن على الفور الوصول الى مسؤولين حكوميين للحصول على تعقيب.

 

وكان المتوسط السنوي لمحصول الزيتون في تونس 145 ألف طن على مدى السنوات العشر الاخيرة. وزاد محصول العام الماضي الى 170 ألف طن من 130 ألف طن في 2005.

 

وتعد وفرة محاصيل الزيتون لمواسم متتالية أمرا نادرا في تونس حيث يميل الناتج الى الارتفاع والانخفاض من عام لاخر.

 

ويشكل زيت الزيتون نصف الصادرات الزراعية لتونس والتي تمثل بدورها أكثر من عشرة بالمئة من اجمالي الصادرات. ويعول القطاع كثيف العمالة أكثر من 500 ألف أسرة في البلد الذي يقطنه عشرة ملايين نسمة

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 أكتوبر 2007)


تونس تخصص 77 مليون دولار لتوسيع شبكة المترو

 

تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الخميس إن الحكومة بدأت مشروعا لتوسيع خط المترو في ضواحي العاصمة بتكلفة 95 مليون دينار (77 مليون دولار).

 

واضافت المصادر ان اشغال مد شبكة المترو الى ضاحية منوبة بدأت منذ يومين وستنتهي في سبتمبر ايلول من عام 2009.

 

وسيستفيد من المشروع الذي ينتظر ان يصل الى حدود منطقة الجامعات بمنوبة قرابة 30 الف شخص اضافة الى نحو 40 طالب يدرسون بمنوبة.

 

وتوفر خدمات المترو مئات الرحلات باتجاه ضواحي العاصمة يوميا وتنقل ما لايقل عن مليون راكب سنويا حسب مصادر من الادارة العامة لشركة النقل

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 أكتوبر 2007)


 

موسيقى الإنشاد الدينى والطرق الصوفية تزدهر خلال شهر رمضان في تونس

 

من ناصر مطير تونس – 5 – 10 (كونا) — تشهد موسيقى الانشاد الديني والطرق الصوفية المتطورة والمنتشرة منذ القدم في تونس ازدهارا خاصا خلال شهر رمضان باعتبارها احد الروافد البارزة للتراث الموسيقي التونسي والحافظة للذاكرة الثقافية والفنية والروحانية.

 

وتتميز العديد من سهرات شهر رمضان باقامة حلقات الانشاد الديني والمدائح والاذكار الدينية من جانب ابرز فرق الموسيقى الصوفية في المساجد وزوايا ومقامات الاولياء الصالحين الموجودة في المدن والقرى التونسية وابرزها جامعا الزيتونة والقيروان.

 

ومن الزوايا ومقامات الاولياء الصالحين التاريخية التي تشهد حلقات كبيرة واحيانا مهرجانات بكاملها مقام سيدي بلحسن الشاذلي وسيدي محرز وسيدي بولبابة الانصاري في مدينة قابس وسيدي بوعلي في واحة نفطة.

 

ويحتل هؤلاء الاولياء مكانة خاصة في الذاكرة الثقافية والروحانية للتونسيين لاسيما ان عددا منهم يعتبر شيوخ طرق اسهموا في اثراء المدونة الموسيقية الصوفية التونسية التي استلهم منها مؤلفو المالوف والموشحات والأزجال التى تؤديها فرق معروفة مثل فرقة الشيخ بودية وفرقة (الربايبية) بقيادة الشيخ مصطفى بن رمضان.

 

واطلق على هذه الفرقة البارزة للانشاد (الربايبية) لان هذا الانشاد يصاحب بآلتين ايقاعيتين وآلة نغمية هي (الرباب) قديما ومن هنا جاءت تسمية الربايبية التي أطلقت سابقا على الفرق الموسيقية النسائية التي كانت تمارس في الزوايا شكلا من أشكال الانشاد.

 

وشهدت هذه الممارسة الموسيقية تطورا مع مرور الزمن حيث استعيض عن الرباب بالكمنجة ولم تعد فرق الربايبية حكرا على النساء بل اصبح الفنان الشيخ مصطفى بن رمضان من بين آخر المحافظين على هذه التقاليد لاسيما انه تتلمذ على يد نخبة من أبرز المختصين في هذا اللون الموسيقى الصوفي في تونس على غرار علي بوقرة واحمد ريدان.

 

وشاركت هذه الفرقة بعروض متميزة في المهرجانات والتظاهرات الثقافية والموسيقية التي تقام خلال شهر رمضان الكريم وتحظى بقبول ملحوظ لدى شرائح واسعة من التونسيين على غرار مهرجان سيدى بولبابة الانصاري ومهرجان موسيقات الذي يحتضنه مركز الموسيقى العربية والمتوسطية.

 

ومن ابرز تظاهرات الموسيقى الصوفية خلال شهر رمضان ايضا مهرجان الموسيقى الروحية الذي تقيمه جمعية الابداع الموسيقي برئاسة الخبير التونسي بهذا المجال الدكتور لطفي المرايحي.

 

وعزا المرايحي فى حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ازدهار هذا النوع من التراث الموسيقي خلال شهر رمضان الفضيل الى ما تمثله الطرق الصوفية اجمالا من قسم بارز في التراث الموسيقي في تونس وينعت (بمالوف الجد) وهو مصطلح يقابله (مالوف الهزل) بالنسبة للموسيقى أو الغناء الدنيوي.

 

واشار المرايحى الى ضرورة العمل على تطوير الخطاب اللغوي بهذه الموسيقى على غرار ما حدث في مجال الموسيقى الدنيوية للمحافظة على تراث الموسيقى الصوفية.

 

واوضح ان الموسيقى العربية الدنيوية اخذت منذ الاربعينات منحى تجديديا في حين ظلت الموسيقى الصوفية الروحانية على تقاليدها المعروفة ما ادى الى حدوث هوة بين هذين النوعين من التراث.

 

واكد ضرورة تطوير كتابة اللغة الصوفية الغنائية مبينا ان محاولات التجديد التي قام بها البعض مثل الموسيقي سمير العقربي والموسيقي فاضل الجزيري من خلال ادخال (فن الحضرة) لم تكتمل حتى الان مقابل نجاح الموسيقار التركي المتخصص في الموسيقى الصوفية قطفي ارغنار وباسلوب تجديدي في ملاءمة هذا النوع من الموسيقى التقليدية مع الاستمتاعات الموسيقية الحديثة الدنيوية.

 

وعزا انتشار الموسيقى الصوفية الروحانية لاسيما في تركيا ودول شمال افريقيا مقارنة ببعض الدول الاخرى الى اسباب تاريخية دينية وثقافية واجتماعية وروحانية مرتبطة اساسا بظهور الطرق الصوفية مشيرا الى ما جاء في دراسة كان قد أعدها الموسيقي التونسي فتحي زغندة بعنوان (الانشاد في الطريقة السلامية-قراءة موسيقية).

 

ويؤكد المؤرخ للتراث الموسيقي التونسي زغندة ان الانشاد الصوفي في تونس شهد ازدهارا ملحوظا لاسيما في القرن ال15 .

 

وتعتبر الطريقة الشاذلية المرجع الأساسي للطرق الصوفية في تونس وهي منسوبة الى أبي الحسن الشاذلي الذي لعب دورا كبيرا في ترسيخ تيار التصوف في البلاد وله مقام كبير في العاصمة.

 

ويذكر المؤرخون ان الشاذلي الف 22 حزبا وان مصطلح الحزب هنا يطلق على مجموع الادعية التي يكون محورها طلب الرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى يتلوها اتباع مؤلفها الذي يكون شيخا من الشيوخ البارزين.

 

وتتضمن حصص الذكر في الطريقة الشاذلية تلاوة ما تيسر من القران الكريم وقراءة الأحزاب والأدعية ويتناوب فيها المنشدون المشاركون في الفرقة التي تحيي حلقة الانشاد.

 

(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُــونا (رسمية) بتاريخ 5 أكتوبر 2007)

 


اقتصادي / تونس / زراعة
تونس – وأس – توقعت مصادر زراعية تونسية ان تبلغ المساحات المزروعة بالحبوب للموسم الحالي 5ر1 مليون هكتار مقابل 3ر1 مليون هكتار بالنسبة للموسم الماضي . واوضحت ادارة الانتاج الفلاحي بتونس ان هذه المساحات تتوزع على 833 الف هكتار بولايات الشمال وحوالي 667 الف هكتار بولايات الوسط والجنوب . وتقدر حاجيات القطاع من البذور الممتازة بحوالي 171 الف قنطار وما يناهز55 الف قنطار من البذور العادية .. فيما تتمثل الحاجيات الاجمالية من الاسمدة للموسم الحالي فى حوالي 130 الف طن من الامونيوم سلفات نيترات و60 الف طن من اليوريا . ويتزامن الموسم الزراعي الحالي مع توجه جديد قائم على التخلي نهائيا على مادة الامونيتر وتعويضها بمادتي الامونيوم سلفات نيترات واليوريا واعتماد الخرائط الزراعية بكل ولاية من اجل تجنب زراعة الحبوب في المناطق الهامشية وغير الملائمة لها واعتماد التداول الزراعي لتحسين مردودية الحبوب والحد من انتشار الامراض . تجدر الاشارة الى ان انتاج الحبوب بتونس الموسم الماضى بلغ 20 مليون قنطار مقابل 16 مليون قنطار لموسم 2005 /2006 .   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 3 أكتوبر 2007)

 

مهرجان ليالي رمضان تونس يحتفي بالموسيقى الفرنسية الكلاسيكية

 

تونس – رويترز – تدفق الليلة قبل الماضية جمهور غفير على المسرح البلدي بالعاصمة التونسية للاستمتاع بروائع الموسيقى الكلاسيكية الفرنسية التي اداها المغني جيرار لي نورمان.

وقدم لي نورمان الحفل في اطار الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان ليالي رمضان تونس بعد غياب استمر 28 عاما عن المهرجانات التونسية.

واستعاد الجمهور الحاضر لحظات جميلة من الاغنية الرومانسية الفرنسية التي تعتمد على نصوص شعرية بمرافقة موسيقى هادئة وعذبة.

وقدم المغني الفرنسي عددا من اغانيه الناجحة التي صنعت شهرته من بينها « ذات مساء » و »الايام السعيدة » و »حنين » التي انتشى لها الحاضرون وتراوحت الالحان بين مشاعر الشجن والفرح.

وصاحب لي نورمان في الحفل ايريك ازهار على الجيتار ورالف ادان على البيانو.

وحاز لي نورمان عام 1978 على جائزة الاسطوانة الذهبية في فرنسا عن البومه « حنين ».

ويستمر مهرجان ليالي رمضان تونس الذي افتتح بحفل للمغني التونسي لطفي بوشناق حتى التاسع من تشرين الاول.

وسيستضيف ايضا ميادة بسيليس من سورية وفرقة كورو من البرزايل وليلى حجيج من تونس والعازف جهاد عقل من لبنان.

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 5 أكتوبر 2007)


 

«يوميات».. ابن خلدون فى المغرب والأندلس والمشرق

رشيد حسني

 

« يوميات: المختصر من حياة ابن خلدون فى تونس والمغرب والأندلس والمشرق »، إصدار جديد لدار النشر التونسية « أليف »، ضمن سلسلة منشورات المتوسط للكاتب التونسى عادل الأحمر والذى قدمه فى السهرة الرمضانية ليوم الأربعاء الماضى فى فضاء النادى الثقافى الطاهر الحداد بحضور عدد هام من الكتاب والباحثين والإعلاميين والقراء.

 

وجاء الكتاب فى 72 صفحة من الحجم المتوسط مدعما برسوم وتخطيطات لحمادى محمد بمثابة كنش سفر العلامة عبد الرحمان بن خلدون المولود بتونس سنة 749هـ/1348م والمتوفى سنة 808هـ/1405م، الذى خلف عدة مؤلفات أهمها كتاب « المقدمة » وكتاب « العبر » وكتاب « التعريف بابن خلدون ورحلته مشرقا ومغربا  » والذى استقى منه المؤلف أهم مفاصل كتابه الجديد.

 

تبسيط التراث

 

قدم الكاتب عادل الأحمر كتابه « يوميات » فى تصريح خص به العرب أونلاين قائلا: « الكتاب يندرج ضمن ما يعرف بتبسيط بعض أعلام التراث العربي، وفكرة تبسيط التراث، فكرة قديمة ومعروفة وكنت قد تناولتها فى كتاباتى الموجهة إلى الأطفال مثل محاولاتى التى اعتنيت فيها بكتاب « كليلة ودمنة » وكتاب « نزهة المشتاق » للإدريسى وكذلك تبسيط العلوم واختصار سيرة بعض العلماء وكل ما يتعلق بمجال الإيقاظ العلمى لتعليم الصغار… ».

 

وأضاف المؤلف قائلا: « أما فكرة تناول حياة ابن خلدون فهى قديمة عندى أيضا ومتروكة منذ زمن بعيد لأننى كنت قد طالعت كتاب « التعريف بابن خلدون ورحلته مشرقا ومغربا »، لكن تظاهرة السنة الوطنية لعبد الرحمان بن خلدون فى تونس مؤخرا حركت فى ذهنى فكرة الكتاب وشرعت فى تأليف الكتاب تجاوبا مع احتفاليات الذكرى المئوية السادسة لوفاة العلامة ابن خلدون فى تونس… ».

 

ويتميز كتاب « يوميات » ابن خلدون بالإخراج الطريف والتصميم المتقن ويظهر ذلك من خلال الغلاف وخصوصا من خلال اعتماد الخط العربى فى الكتابة واتباع أسلوب التزويق الذى نجده عادة فى المخطوطات القديمة.كما ينطلق نص الكتاب مباشرة منذ الصفحة الأولى أى أنه يخالف العادة المتبعة فى طبع الكتب وذلك تقيدا بطبيعة المؤلف الجديد الذى جاء فى شكل « كنش سفر » أو مذكرات…

 

ويفتتح الكتاب بما يلى « فى هذا البيت بمدينة تونس، غير بعيد عن جامع الزيتونة كانت ولادتى فى غرة رمضان سنة 732 للهجرة/27 ماى 1332 للميلاد ». أصل أسرتنا من حضر موت جنوب اليمن، وجدنا خالد بن عثمان المعروف بخلدون. دخل الأندلس مع طلائع الفاتحين المسلمين فى نهايات القرن الأول للهجرة « أوائل القرن الثامن الميلادي » ونزل بمدينة قرمونة وسط الأندلس ثم انتقل أبناؤه إلى اشبيلية فى النواحى نفسها. وكان بيت بنى خلدون فى اشبيلية بيت علم وسياسة ».

 

ويعتمد المؤلف هنا ضمير المتكلم المفرد وكأن الكتاب من تأليف عبد الرحمان بن خلدون فهو إذن أشبه بمخطوط للعلامة عثر عليه صدفة. كما جُعل أول حرف فى الجملة الأولى « في » باللون الأحمر وكذلك آخر جملة فى الفقرة المقتطفة أعلاه وذلك لإبرازها وشد انتباه القارئ والإيحاء له بأنه يقرأ مخطوطا قديما، أما اسم الإشارة فى الجملة الأولى من الكتاب « هذا » فهى تحيل على الرسومات وتخطيط البيوتات والمدن « بيت نشأة عبد الرحمان ومدينة حضر موت وقرمونة واشبيلية ودمشق والقدس »، وهكذا دواليك إلى آخر الكتاب.

 

حلقة نقاش حول العلامة

 

بعد تقديم المؤلف لكتابه فى الجلسة الأدبية المخصصة للإهداء والإمضاء وعرض إصدارات دار أليف للنشر، أدار الإعلامى التونسى الحبيب جغام النقاش الذى كان حافلا بالتدخلات والملاحظات القيمة حول حياة ابن خلدون قدمها بعض الأساتذة الجامعيين والباحثين والأدباء والذين نذكر من بينهم الأساتذة: راضى دغفوس وخالد كشير ومحمد الكحلاوى وخيرة الشيباني… كما شاركت فى النقاش وجوه إعلامية مثل التونسى محمد بن رجب والفلسطينى جمال شولاق وكذلك الباحث المغربى ميلود حبيبى الذى أشار فى كلمته إلى أن الكتاب يعتمد وجهة نظر سيميائية وليست تاريخية فهو نص مفترض لابن خلدون وهناك تقنيات واضحة معتمدة فى الظهور والتخفى وكذلك اعتماد تقنية التبئير للتركيز على فترات معينة من حياة الرجل.

 

وأجمع المتدخلون فى مداخلاتهم القيمة على أن شخصية ابن خلدون الفذة والجذابة والعجيبة كانت كافية لأن الرجل ملأ الدنيا وشغل الناس كما يقال عادة فى شأن جهابذة الفكر والأدب العربي.

 

كما أطنب الأساتذة المتدخلون فى إثراء الجلسة الأدبية حول مسألة الدسائس التى رافقت حياة ابن خلدون أينما حل وأينما توجه، كما أن هنالك عدة أقطار عربية متاخمة للعالم العربى أو هى فى حوض المتوسط تتقاسم إرث العلامة وكل قطر يعتبر الرجل علما مؤسسا فى ذاكرته وفى ثقافته، مثل تونس والمغرب والجزائر ومصر واليمن وشبه الجزيرة الإيبيرية « الأندلس ».

 

دار « أليف »… روضة الكتب

 

وعلى هامش الجلسة الأدبية المخصصة لكتاب « يوميات » أجرينا لقاء خاطفا مع الناشر محمد صالح بالطيب مدير دار أليف للنشر التى تأسست منذ سنة 1978 بتونس وانطلقت فى طبع ونشر وتوزيع الكتب المصورة وكتب الأطفال وبعض الكتب ثنائية اللغة وكتب أخرى بلغات عدة مثل الانجليزية والفرنسية والألمانية وحتى باللغة اليونانية والرومانية.

 

ونشرت الدار إلى حد الآن ما يزيد عن 150 كتابا وقد تصل عدد النسخ التى تطبعها إلى حدود 20 ألف نسخة من العنوان الواحد وهى تصدّز منشوراتها بالأساس إلى أوروبا والعالم الغربى بالإضافة إلى الساحة العربية. وقال الناشر محمد صالح بالطيب أن الدار أصدرت منذ شهرين مؤلفا ضخما بالاشتراك مع دار النشر الفرنسية العريقة غاليمار ويكشف ذلك عن مدى التطور الذى بلغته هذه الدار رغم المصاعب التى تعترضها مما جعلها تشترك فى تنفيذ مشاريع معرفية كبرى مثل إصدارها كتب مجسمة فاخرة وانخراطها فى إصدار مجموعة من الكتب حول تاريخ تونس منذ عهد البرابرة وصولا إلى أيامنا من خلال كتاب « تونس منظورا لها من فوق » الذى ساهم فيه الناشر محمد صالح بالطيب باعتباره يشتغل فى الأصل مصورا فوتوغرافيا منذ عدة سنوات وهو يمتلك فى حوزته حوالى 250 ألف صورة فوتوغرافية حول تونس هو الآن بصدد إعدادها رقميا لتصبح متداولة لدى القراء عبر النت.

 

نأمل أن تواصل هذه الدار إصداراتها بخطى عملاقة واثقة حتى تغنى المكتبات العربية والعالمية.

 

(المصدر: صحيفة « العرب الدولية » (يومية – لندن) بتاريخ 5 أكتوبر 2007)


 

على شاشة الجزيرة الوثائقية ..حراس الحضارات..

وثائقي يصوّر دور القلاع والحصون في حضارة المسلمين

بقلم: محمد فوراتي

 

تبث قناة الوثائقية ضمن باقتها الرمضانية الفيلم الوثائقي « حراس الحضارات » الذي أخرجه أكرم العدواني وكتب نصه الكاتب والصحفي رشيد خشانة.

 

ويسعى هذا العمل إلى كشف احد أكبر الأسرار والإنجازات الحضارية التي خلفها المسلمون في إحدى دول المغرب العربي وهي القلاع والحصون البحرية، ويسلط الضوء على دورها الحربي والعلمي والروحي والمعماري، مبرزا اعتمادا على الصورة والتحليل العلمي قدرة هذه الأمة على صنع المعجزات، وبناء القدرات عندما يكون هناك طموح وطلب للعلا.

 

ويستعرض الفيلم بشكل مكثف ألفي سنة من الصراع بين الحضارات في البحر الأبيض المتوسط قلب العالم القديم وشريان الملاحة البحرية بين الشرق والغرب منذ فجر التاريخ. وعبر جولة بين القلاع والأبراج المنتشرة على طول السواحل التونسية يعود بنا الشريط إلى مسرح الأحداث حيث احتدم الصراع بين إمبراطوريات ساعية للسيطرة على هذا الممر البحري الإستراتيجي.

 

ويتحدث في الشريط خبراء ومؤرخون متخصصون في تاريخ المتوسط من بينهم الدكتور ناجي جلول الذي ألف بحوثا كثيرة عن القلاع البحرية في العهد العثماني والفرنسي كريستوف بيكار المتخصص في التاريخ الأوروبي الوسيط والدكتور طاهر المنصوري الخبير في تاريخ قرطاج الفينيقي والروماني والدكتور حبيب أبوبكر المتخصص في الجغرافيا.

 

ويدلف المشاهد من خلال الشريط إلى العالم المتواري وراء الأسوار الشامخة المُطلة على البحر لكي يكتشف أن تلك القلاع لم تكن مجرد ثكنات للجيش كما يتصور العديد وإنما كانت عالما خاصا، محصّنا وبسيطا في الآن ذاته، سكنه أناس طبعوا بطابعهم المجال الذي احتضنهم ثقافة وأرضا. كانوا عينا يقظة على البحر تدرأ عن ساحله السفن المتربصة، لكنهم كانوا أيضا مرابطون يولون الثقافة أهمية قصوى.

 

ويكشف لنا الشريط أن هناك حوالي ألف موقع عسكري مُحصن من مدن مُسورة وحصون ورباطات وأبراج مراقبة على طول 1300 كيلومتر من السواحل من شمال تونس إلى جنوبها، لكنه يُركز على نماذج مُعبرة هي قلعة قليبية وقلعة المنستير وقلعة غازي مصطفى في جزيرة جربة وقلعة الحمامات.

 

يفتح الشريط كتاب التاريخ بأسلوب بسيط ليرصد تنامي قوة الدولة الفينيقية في قرطاج وحروبها المريرة مع روما للسيطرة على الحوض الغربي للمتوسط، مستدلا بالموانئ الحربية القرطاجية التي كانت متوارية عن الأنظار لحماية الأسطول الحربي من الهجمات الرومانية المباغتة.

 

لكن بعد هزيمة قرطاج في القرن الخامس قبل الميلاد سعت إلى تأسيس سلسلة من الحصون من بينها حصن قليبية الذي مازال شامخا إلى اليوم فوق قمة جبل، والذي كان يُعد درعا من دروع العاصمة الفينيقية.

 

أما قلعة المنستير فاكتسبت أهميتها الإستراتيجية من قربها من القيروان عاصمة المغرب الإسلامي بعد الفتح العربي، وكذلك إشرافها على الطريق البحري الرابط بين الإسكندرية والأندلس. تتجول الكاميرا داخل المعلم الصغير الذي أسسه هرثمة بن أعين والذي يبدو من نمط معماره أنه جُلب من العراق وخاصة عمارة الخانات العراقية.

 

حتى من الناحية الإنشائية تم تطويع عمارة الآجر العراقية إلى تقاليد الحجارة الأفريقية. ويُظهر الشريط أن المجهود الحربي للعرب لم يقتصر على مراقبة السواحل وحماية المدن بل شمل أيضا إنشاء قوة بحرية لمواجهة الخطر البيزنطي آنذاك. ثم انطلق الفاتحون من المنستير لفتح جزر المتوسط (صقلية، مالطا، قوصرة…) وأدت هذه الحملات البحرية إلى فتح جزء من إيطاليا وحصار روما.

 

ويتطرق الشريط إلى الدور الروحي الذي لعبته القلاع والحصون إذ كانت رباطات للعلم ومراكز هامة لنشر الفكر السني في بلاد سيطر عليها الخوارج في وقت مبكر. ثم أصبحت في مرحلة ثانية لما ظهرت محنة الاعتزال وهيمن الفاطميون على بلاد المغرب ملاذا للمخالفين من أهل السنة يتحصنون بها من ملاحقة أعوان السلطة لهم.

 

وفي هذا السياق كشف الشريط عن وجه آخر للمنتجع السياحي الشهير الحمامات، مُلقيا الضوء على قلعتها التي شُيدت لمراقبة خليج تونس حيث تنام العاصمة الفينيقية قرطاج والعاصمة الإسلامية تونس.

وتعود النواة الأولى لهذه القلعة إلى الفتح العربي بعد تأسيس القيروان. وتطل القلعة على المدينة التي حافظت على هندستها القديمة التي تعود إلى العصر الإسلامي الأول. البيوت تتكثف حول أزقة ضيقة. المساحات متشابهة فهي لا تتجاوز عادة تسعين مترا مربعا. ويكتسي المعمار هنا طابعا خاصا يختلف عن الحواضر الإسلامية الأخرى مثل تونس والقيروان والمهدية.

 

وتنقلنا الكاميرا إلى ضريح سيدي بوحديد، أشهر سكان رباط الحمامات وهو من رجال القرن الثاني عشر الميلادي الذي تحدثت عنهم كتب الطبقات، ويلاصق ضريحه سور القلعة. ويرصد الشريط مع المؤرخ كريستوف بيكار ظهور قوى جديدة في المتوسط في القرنين الرابع عشر والخامس عشر خاصة برشلونة ومرسيليا، بالإضافة للإيطاليين. وكانت الهيمنة إقتصادية وبحرية في الآن نفسه مما مكن الأوروبيين من البروز، لكن بدأت تتشكل أيضا علامات القوة الإسبانية والبرتغالية اللتين ستبدآن بغزو مناطق من المغرب العربي، اعتبارا من تلك الحقبة يمكن الحديث عن بداية تفوق عسكري.

 

وشكل سقوط الأندلس في سنة 1492 ميلادية بداية صعود الإسبان في المتوسط وانطلاق الحرب الشرسة التي خاضوها على المغرب العربي. وهنا ينقلنا الشريط إلى قلب القلعة الكبيرة في جزيرة جربة حيث يرقد القائد العثماني غازي مصطفى، الذي ساعد أهل الجزيرة على التحرّر من احتلال اسباني دام أكثر من مائة عام.

 

(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أكتوبر 2007)


 

رضا الباهي يكتب ويصور «براندو وبراندو» أميـركي الاسـم… عربـي الهويـة

القاهرة – نسرين الزيات    

 

نبرات صوته الهادئة تحمل قدراً كبيراً من التمرد والحزن، الصدق والقوة، وعشقه للسينما… أمور تجعلنا نتأكد من أن المخرج التونسي رضا الباهي لا يزال في رحلة بحث – دائمة – عن الذات، عسى أن يجد طريقاً آخر للحرية من طريق الفن. في أفلامه مثل «شمس الضياع» و «الملائكة» و «وشم على الذاكرة» وحتى «صندوق عجب» (آخر أفلامه عام 2002)، يكمل رضا الباهي تجربته السينمائية المتأثرة بطفولته وشبابه، بمشروع – شخصي جداً – هو خليط من النضج والجنون والثقة. بدأ المشروع الجديد صدفة عندما التقى الباهي شاباً تونسياً يشبه إلى حد كبير الممثل الأميركي مارلون براندو وكانت تلك هي البداية لكتابة سيناريو فيلم يحمل اسم «براندو براندو» في عام 2003.

 

الفيلم كان حلماً بالنسبة الى رضا الباهي في أن يعيد به مارلون براندو إلى السينما، هو الذي يعتبر واحداً من أهم نجوم السينما العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين، لكن سرعان ما أصيب الباهي بحالة إحباط وحزن بعد وفاة براندو في تموز (يوليو) 2004، أي قبل ثلاثة أسابيع من بدء تصوير الفيلم.

 

يروي الباهي، بتأثر، أنه ظل طوال ستة أشهر بعد وفاة براندو وهو في صدمة وحالة ضيق، بعدها نهض من حالته هذه وقال لنفسه: «أمي ماتت وأبويا مات، يبقى خلاص!». وهكذا جعل من وفاة براندو حادثاً درامياً ضمن سيناريو الفيلم الذي اضطر الباهي لتعديله، ليتحول إلى عمل من نوع «الدوكيدراما» يمزج بين الروائي والوثائقي الذي يعتبره الباهي أهم جزء في الفيلم، والذي يربط بين الأحداث وبين الفترة القصيرة جداً، التي التقى فيها مارلون براندو قبل وفاته. فاختار أن يصور الجزء الوثائقي في الفيلم في منزل براندو في مدينة لوس أنجليس مع مواد أرشيفية لبراندو إضافة إلى رواية رضا الباهي عن رحلته مع مشروع الفيلم وتجربته مع براندو بصوته المسجل ضمن الجزء الوثائقي للفيلم.

 

القصة كتبها الباهي بنفسه وتدور حبكتها الأساسية في تونس. إذ تبدأ مع زيارة فريق تصوير فيلم أميركي إلى تونس وهناك يلتقي الممثل الاميركي كريستوفر ولكن بالصدفة بشاب يشبه مارلون براندو فيقنعه بضرورة ذهابه إلى أميركا للقاء براندو ودخول عالم التمثيل. ويبدأ الشاب في تعلم اللغة الإنكليزية ومشاهدة كل أفلام براندو، الى درجة أن الشاب كاد يصل الى مرحلة الجنون، إذ راح يقف أمام المرآة متأملاً نفسه. وتساعده ابنة خالته (تقوم بدورها هند صبري) بإعطائه المصروفات حتى يسافر الى أميركا بحثاً عن الشهرة ويتزامن ذلك مع مرحلة ما بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر). وهكذا بعد وصوله إلى أميركا يبدأ مكتب التحقيقات الفيديرالي في ملاحقته اشتباهاً فيه كإرهابي. ويلقى القبض عليه من جانب الاستخبارات ويرسل إلى معتقل غوانتانامو، حيث يفاجأ بخبر وفاة براندو.

 

موافقة مفاجئة

 

لقاء رضا الباهي بالشاب التونسي كان قبل سبعة أعوام، عندما شاهد ممثلاً تونسياً اسمه أنيس الرعاش الذي قام ببطولة فيلم «THE ZOO». وقتها جاءت فكرة الفيلم ورشح الرعاش لبطولة الفيلم لكونه شبيهاً لبراندو. وأرسل الباهي نسخة من السيناريو مع صورة للممثل التونسي ورسالة شخصية من طريق الممثلة العالمية إليزابيت تايلور. وكانت مفاجأة للباهي عندما وافق براندو على الفيلم وطلب مقابلته.

 

في الجلسة الأولى التي جمعتهما – كما قال رضا الباهي- كانت لبراندو بعض الملاحظات والتعديلات التي أرادها في السيناريو، وتم تعديله فعلياً في جلسات عمل جمعت الاثنين في منزل براندو ما يقرب من اسبوعين. وطلب براندو كذلك تغيير اسم الفيلم. ومن بين التعديلات مثل تساؤل الشاب التونسي «من هو براندو» وكان اعتراض براندو أيضاً على حبكة الفيلم والتي ترتكز في شكل كبير على حلم الشاب للوصول إلى العالمية والشهرة من طريق التمثيل ولقائه ببراندو.

 

التعديلات التي أجريت على السيناريو احتفظ بها رضا الباهي بعد وفاة براندو معتبراً إياها بمثابة خلاصة تجربة لممثل يزيد عمره على ثمانين عاماً، بدأ عمله منذ عام 1947 وأكد الباهي أن «الدروس السينمائية لا تشترى بأموال الدنيا». في حين قال أيضاً إن حكاية براندو أصبحت حكايته هو وليست حكاية ممثل ينتظر رؤية ممثل بحجم مارلون براندو وعالميته. ويقول الباهي انه استقر على الممثل المصري خالد أبو النجا للقيام بدور الشاب بدلاً من الممثل أنيس الرعاش الذي تغيرت ملامح شكله بسبب تأخر البدء في تصوير الفيلم، وهو ما اضطر خالد أبو النجا إلى الإقامة فترة طويلة في تونس لإتقان اللهجة التونسية.

 

وجاء اختيار الباهي له لأن أبو النجا على حد قوله، «يشبه براندو في شبابه» إذ اكتشف ذلك بعد أن شاهد له اثنين من أفلامه هما «سهر الليالي» و «مواطن ومخبر وحرامي». أما تصوير الفيلم فسيبدأ خلال تشرين الأول (أكتوبر) الجاري ويتواصل لفترة تزيد على سبعة أسابيع ما بين لوس أنجليس وتونس ثم عشرة أيام في مدينة دبي، التي بنى فيها ديكورات معتقل غوانتانامو داخل استديوات دبي باعتبارها شريكاً في الانتاج مع تونس وفرنسا لموازنة تصل إلى ثلاثة ملايين دولار. وبالطبع فالموازنة تم تخفيضها كثيراً بعد وفاة براندو إذ كانت وقتها تزيد على الخمسة ملايين دولار كما يقول رضا الباهي.

 

رضا الباهي تحسب له الجرأة ويصفق له بصوت عال لشجاعته وقدرته على أن يكون المخرج العربي الذي استطاع خرق جدار السينما الاميركية بفيلم مثل «قاتل براندو» كما سماه فيما بعد أحداث 11 أيلول من دون أن يكون هناك تأثير في شخصيات الفيلم، وربما كان هذا هو السبب الذي شجع براندو للموافقة على الفيلم.

 

وعلى رغم أن رضا الباهي سبق له ان حقق أفلاماً عالمية عدة مع عمر الشريف وجاك بيران وجولي كريستي، إلا أنه لا يزال يعتبر نفسه سينمائياً عربياً، مؤكداً ان هوليوود لا تعنيه، مفسراً ذلك بقوله: «الممثل الأميركي أو الإنكليزي الذي آتي به إلى فيلمي، أوظفه إذاً في فيلم تونسي عربي، وليس فيلماً تونسياً. وعندما آتي بممثلة عالمية مثل جولي كريستي، فإن هذا سيجتذب ممولين وتلفزيونات عالمية تشتريه وتتبنى المشروع. كذلك الحال في فيلم «براندو» حيث وجدت منتجين وموزعين عالمين من دون أن يكون فيلماً أميركياً. ان غايتي هي أن أحافظ على هوية الفيلم العربي».

 

هي معادلة صعبة يحاول رضا الباهي أن تكون ناجحة فهو لا يعمل فيلماً كما يقول، «أنسخ فيه حالي، وأمسخ السيناريو». الفيلم يعرض مشكلة النظرة العربية والعالمية الى الأميركيين مؤكداً انهم لا يشبهون كلهم بوش، فمثلاً مارلون براندو كان يدافع عن السود والهنود الحمر، لذلك وجد في فيلم رضا الباهي ملامح عمل تعبر عن هواجسه من الحروب والظلم الذي يتعرض له آلاف من السود والهنود.

 

الفيلم لا يحمل أية إشارات أو مضامين سياسية ولكن أراد الباهي ان يوضح فيه أن الاميركيين ليسوا كلهم أعداء للعرب، كما أراد أن يتحدث عن الهجرة التي تجعل الشباب الضائع في العالم العربي يحلم بالسفر والغربة، للهروب من «واقع موجود في حياتنا» كما يقول الباهي الذي يصور في الفيلم واقعاً «مُرّاً» تعيشه المجتمعات العربية وبلاد المغرب العربي. ولأن السينما تجعلنا نحلم لهذه الأسباب فالفيلم سياسي بالدرجة الأولى، بحسب الباهي.

 

(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 5 أكتوبر 2007)


 

30% من إجمالي الطاقة العالمية ..

ارتفاع الإنتاج العربي من الفوسفات إلى 54 مليون طن عام 2010

** تونس، ثاني منتج في العالم (7 ملايين و812 ألف طن)

القاهرة – أحمد سيــد :

 

توقع الاتحاد العربي للأسمدة ارتفاع حجم الإنتاج العربي من الفوسفات بحلول عام 2010 إلى حوالي 54 مليون طن .. فيما يتوقع ان تصل الصادرات إلى 24.5 مليون طن.

 

ولفت الاتحاد في تقرير اصدره امس إلى ان الإنتاج الحالي من صخر الفوسفات يبلغ 48 مليون طن، بينما الصادرات تصل لحوالي 23.2 مليون طن، مؤكدا ان نسبة الإنتاج العربي من الفوسفات مقارنة بالإنتاج العالمي تبلغ 34 %، فيما تصل نسبة الصادرات إلى 81 % .

 

وأرجع التقرير ارتفاع الإنتاج العربي من الفوسفات بحلول عام 2010 إلى المشروعات التى يجري حاليا تدشينها في كل من السعودية والمغرب .. حيث يتم حاليا وضع اللمسات النهائية على مشروع « الجلاميد » التابع لشركة معادن السعودية والمقدر ان تصل طاقته الإنتاجية إلى 4.5 مليون طن سنويا وسيتم بدء الإنتاج عام 2010، إضافة إلى مشروعات لزيادة الطاقة الإنتاجية بمجموعة المكتب الشريف للفوسفات بالمغرب والتى من المتوقع ان تنتج حوالي مليوني طن سنويا .

 

وسجلت المغرب المركز الاول عربيا في انتاج وتصدير الفوسفات، حيث بلغ انتاجها 27 مليونا و94 ألف طن فيما بلغت صادراتها 13 مليونا و505 الاف طن، تليها في الإنتاج تونس (7 ملايين و812 ألف طن)، الأردن (5 ملايين و805 آلاف طن)، سوريا (3 ملايين و684 ألف طن )، مصر (2 مليون و177 ألف طن) والجزائر بانتاج مليون و510 آلاف طن سنويا.

 

وبالنسبة للصادرات العربية من الفوسفات فقد سجلت الأردن المركز الثاني بصادرات بلغت 3 ملايين و254 ألف طن، سوريا بـ (2 مليون و762 ألف طن) ثم الجزائر ومصر بـ (مليون و515 ألفا ومليون و487 ألف طن على التوالي) وتونس بصادرات بلغت 768 ألف طن.

 

واشار التقرير إلى ان حجم الاستخدامات المحلية للفوسفات في الوطن العربي بلغت 25 مليونا و920 ألف طن، وتعد المغرب اكبر دولة عربية في هذه الاستخدامات والتى تصل لحوالي 13 مليونا و593 ألف طن، تليها تونس (6 ملايين و535 ألف طن) ثم الأردن (2 مليون و341 ألف طن) ومصر بـ (مليون و209 آلاف طن).

 

واكد الدكتور شفيق الأشقر الأمين العام للاتحاد ان صناعة الأسمدة تعد من الصناعات المهمة في الدول العربية سواء تلك التي يتوافر فيها مخزون للغاز الطبيعي مثل مصر وسوريا وقطر، أو تلك التي تتوافر بها خامات للفوسفات مثل تونس والمغرب والأردن. واستجابة للطلب المحلي والعالمي، فقد شهدت صناعة الأسمدة تطورا ملحوظا خلال عقد الثمانينيات مما جعلها تحتل مركزا مرموقا على الصعيد العالمي حيث أن حصة الأسمدة المنتجة في العالم العربي تمثل نسبة كبيرة متزايدة من إجمالي الصادرات العالمية. أما بالنسبة للطاقة الإنتاجية، فان طاقة إنتاج صخر الفوسفات في الدول العربية قد مثلت عام 2000 حوالي 30% من الطاقة الإنتاجية العالمية، بينما مثلت طاقة إنتاج ثلاثي الفوسفات الرفيع والذي يعد أهم مدخرات الأسمدة 20% من إجمالي الطاقة العالمية.

 

وقال ان حصة الدول العربية تشكل 60 في المائة من صادرات الفوسفات العالمية وتقدر بنحو 20 مليون طن من أصل 30 مليونا وتشير الإحصاءات المتاحة إلى أن إنتاج مختلف أنواع الأسمدة ومنتجاتها الوسيطة قد ارتفع من 109 ملايين طن عام 1999، إلى نحو 112 مليون طن خلال السنوات الأخيرة، وترجع الزيادة إلى ارتفاع إنتاج الأمونيا النيتروجينية وصخر الفوسفات .. لافتا إلى ان الاهتمام بهذا القطاع الحيوي يأتي انطلاقاً من الأهمية الكبرى التي تلعبها الأسمدة في تعزيز الإنتاجية الزراعية وبالتالي الوصول إلى درجة معقولة من الأمن الغذائي الذي ظل يشكل هاجساً حقيقياً في الكثير من البلدان العربية.

 

وأوضح الأشقر ان العالم العربي يتميز بمقومات أولية عديدة يمكن أن تجعل منه واحداً من أهم مناطق إنتاج الأسمدة على المستوى العالمي إذا ما توافرت الاستراتيجيات المناسبة اللازمة لتفعيل هذه الصناعة، فالعالم العربي يحتل المركز الأول عالمياً من حيث الاحتياطي النفطي ومكامن الغاز الطبيعي، فهو يحوي على 60-70% من الاحتياطي العالمي للبترول وينتج 60% من مجموع الإنتاج العالمي للنفط. والقطاع النفطي هو المحرك الرئيسي للقطاع الاستخراجي الذي هو بدوره المحرك الأكبر لقطاع صناعة الأسمدة.

 

(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أكتوبر 2007)

 


وحشية العسكر تنال المسلمين في ميانمار

 

رويلي (الصين) – في الوقت الذي ينظر فيه العالم إلى الأساليب القمعية التي تتبعها الحكومة العسكرية في ميانمار مع المتظاهرين المطالبين بتحقيق الديمقراطية بقيادة الرهبان البوذيين، ألقى تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية الضوء على ما تعانيه الأقلية المسلمة في تلك الدولة الواقعة بجنوب شرق آسيا من تمييز عرقي منذ سنوات طويلة في صمت.

ويقول « نِك تشيسمان » -الخبير في شئون جنوب آسيا بـ »مفوضية حقوق الإنسان في آسيا »- لوكالة الأنباء الفرنسية مستخدمًا اسم ميانمار القديم: « لم ينالوا (المسلمون) نفس الحقوق مثل مواطني الأقليات الأخرى في بورما »، مضيفا « أن وضعهم سيئ للغاية ».

ويصل التعداد السكاني لمسلمي ميانمار إلى نحو 5% من إجمالي عدد سكان الدولة الذي يزيد على 50 مليون نسمة.

وتضم الأقلية المسلمة في ميانمار 3 مجموعات، أكبرها أقلية منتمية للعرق البنغالي، والمعروفة باسم الروهينجايز، يليها في العدد المسلمون من ذوي الأصول الهندية والذين يعيشون في العاصمة القديمة رانجون، وكذلك مسلمو العرق الصيني المعروفون باسم بانثاي.

 

عمال بالسخرة

ويتركز الروهينجايز شمالي ولاية « راخين ستايت » غربي ميانمار، وهي واحدة من سبع ولايات للأقليات العرقية تم تشكيلها بموجب دستور ميانمار الصادر في عام 1974. لكن تعديلا تم إدخاله على قوانين الجنسية في عام 1982 حرمهم من جنسيتهم، ليجعل منهم فجأة مهاجرين غير شرعيين في داخل بلادهم.

وللروهينجايز تاريخ طويل من الصراع في ظل الحكم العسكري الذي فرض أشكالا عديدة من القيود عليهم وحرمهم من حقوقهم الأساسية.

وتقول منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان: إن الروهينجايز يتم استخدامهم عادة كعمال بالسخرة على الطرقات وفي المعسكرات العسكرية.

وتضيف: « إنهم عرضة كذلك لأشكال مختلفة من الابتزاز والضرائب الاستبدادية ومصادرة الأراضي والطرد من المنازل بالقوة وتدمير المنازل وقيود مادية على الزواج ».

ويعيش حوالي 20 ألفا من الروهينجايز في اثنين من معسكرات الأمم المتحدة للاجئين بالقرب من حدود بنجلاديش مع ميانمار.

 

أين دفن أصدقائي؟

 

وفيما تابع المشاهد المؤثرة لقمع المحتجين في وطنه، تذكر سراج الإسلام بمرارة صراعه الشخصي مع المجلس العسكري الحاكم.

وقال سراج الإسلام (51 عامًا) في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية من منزله الجديد بمدينة رويلي جنوب غربي الصين: « لم يكن بمقدور أحد أن يساعدني »، موضحا أنه أجبر على الفرار من بلاده بعدما شارك في دعم الاحتجاجات العارمة المطالبة بتطبيق الديمقراطية عام 1988، والتي تمكن الجيش من سحقها بوحشية؛ ما أسفر عن مقتل نحو 3 آلاف شخص.

وعن ضحايا انتفاضة 1988، يقول سراج الإسلام وعيناه مغرورقتان بالدموع: « لم أعرف حتى أين دفن أصدقائي ».

وأضاف أنه قضى خمسة أشهر كهارب في الجبال بعد هذه الانتفاضة، ثم هرب إلى دولة بنجلاديش المجاورة ليلحق بالمئات من سكان بلاده الفارين. وأردف: « اضطررت للفرار، فقد كان جنود الجيش ينتقلون من منزل إلى منزل بحثا عني ».

وعاش سراج الإسلام لمدة 16 عامًا كواحد من بين 100 ألف لاجئ من ميانمار في بنجلاديش، وشكل مع عدد من رفاقه جبهة وطنية تهدف إلى إعادة اللاجئين إلى بلادهم مجددًا، غير أن هذه الجبهة لم تلقَ ترحيب السلطات البنغالية التي قررت تضييق الخناق على اللاجئين ممن لا يملكون وثائق تثبت جنسيهم.

ونتيجة هذا الخناق انتقل سراج الإسلام قبل عامين إلى مدينة روبلي الصينية التي يملك فيها حاليًّا محلاً صغيرًا لبيع المجوهرات.

وباتت المدينة حاليًّا ملاذًا آمنًا لجالية ميانمارية تتكون من نحو 10 آلاف شخص أغلبهم من المسلمين.

ويتابع المسلمون في هذه المدينة الصغيرة قمع الجيش للمظاهرات الاحتجاجية الحاشدة التي يقودها الرهبان البوذيون حاليا ضد الحكومة العسكرية.

وقال مسلم من ميانمار في مسجد رويلي، الذي بني عام 1993 ليلبي احتياجات اللاجئين: « إن الأمور سيئة بالفعل في ميانمار ».

وجالسا في محله أعرب سراج الإسلام عن أمله في اللحاق بالمظاهرات والانضمام لما وصفه بزملائه الوطنيين، وقال: « لست رجل أعمال.. أرغب في النضال من أجل شعبي، لكن لا يمكنني أن أفعل شيئا من هنا ».

 

(المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 4 أكتوبر 2007)


 

خمسمائة مليار دولار أصول المصارف الإسلامية              

 

ارتفع حجم الأصول المالية في المصارف الإسلامية في العالم إلى خمسمئة مليار دولار وبلغت حصة الشرق الأوسط منها 25% في شكل مشاريع بالمنطقة.

واحتلت الكويت المرتبة الأولى في إجمالي حجم الأصول المالية على مستوى دول الخليج بما يقترب من 28.5% تلتها السعودية بنسبة 27% وجاءت الإمارات في المرتبة الثالثة بنسبة 15.2% ثم قطر والبحرين بنسبة بلغت 7.2% بينما جاءت سلطنة عمان في نهاية القائمة بنسبة 2% حسب تقرير أصدرته شركة بانتيرا كابيتال المحدودة.

وأشار تقرير مصرفي نشر في الإمارات الخميس إلى أن صناعة المنتجات المالية الإسلامية استطاعت تحقيق نمو كبير في فترة قصيرة للغاية.

وتجاوزت هذه الصناعة نسب النمو في مثيلاتها التقليدية لاسيما مع دخول كبرى البنوك الأجنبية العالمية في هذه الصناعة بمنطقة الخليج عبر إدارة الصناديق أو من خلال تقديم خدمات بنكية متوافقة مع الشريعة الإسلامية.

وذكر التقرير أن نمو الصناعة الإسلامية يتراوح بين 15-20% سنويا، مؤكدا أن صناعة الخدمات المالية الإسلامية نجحت في تلبية احتياجات شريحة عريضة من العملاء والجمهور وتطورت منتجاتها وأدواتها سواء من بنوك إسلامية متخصصة أو شركات استثمار.

وأوضح التقرير أن دول الخليج استفادت من حجم السيولة الضخمة المتوفرة لديها في تطوير وطرح منتجات مالية جديدة متوافقة مع الشريعة الإسلامية.

وأشار إلى أن من أهم التحديات التي تقف أمام صناعة المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية افتقارها إلى المعايير الدولية وبعض التعقيدات والاختلافات، إضافة إلى قلة الأدوات المالية قصيرة الأجل التي تستخدمها.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 5 أكتوبر 2007 نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية DPA)


 

« قاعدة الجزائر » تطيح بقائدها « الودود »

عبد الرحمن أبو رومي

 

الجزائر – أطاح القادة الميدانيون لـ »تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » بقائد التنظيم عبد المالك دروكدال الشهير بأبي مصعب الودود، في إطار إستراتيجية جديدة لتطوير أساليب قتال التنظيم في الجزائر.

وأرجع هؤلاء القادة تلك الخطوة إلى أن كل العمليات الانتحارية التي نفذها التنظيم في ظل قيادة الودود استهدفت حتى الآن مدنيين، وحادت عن نهج القاعدة الذي يركز على استهداف المصالح الأجنبية، بحسب ما نقلته صحيفة الخبر الجزائرية عن مصادر أمنية.

جاء ذلك بينما اعتقلت السلطات الجزائرية 11 شخصًا بتهمة الضلوع في محاولة اغتيال فاشلة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

ونقلت « الخبر » في عددها الصادر اليوم الأربعاء عن مصادر أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب أن عنصرًا قياديًّا شهيرًا باسم « أحمد هارون » خلف دروكدال في زعامة التنظيم، مشيرة إلى أنه لم يتم التعرف حتى الآن على اسمه الحقيقي.

 

استهداف المدنيين

وقالت الصحيفة: « إن قرار قادة التنظيم الإرهابي بعزل دروكدال يندرج في إطار إستراتيجية جديدة تركز على استهداف المصالح الأجنبية ومؤسسات الدولة الحساسة، والابتعاد عن استهداف المدنيين من خلال تكثيف العمليات الانتحارية باستعمال الأحزمة الناسفة خاصة في العاصمة وولاية تيزي وزو ».

وفي السياق ذاته لفتت الصحيفة إلى أن « الإطاحة بدروكدال من قيادة التنظيم جاءت في أعقاب الاجتماع الذي عقده 9 من قياديي التنظيم الإرهابي في نهاية شهر أغسطس الماضي، في المكان المسمى (جراح) الكائن على الحدود بين ولايتي البويرة وبومرداس اللتين تعدان من أبرز معاقل التنظيم ».

وأرجعت الصحيفة تغيير دروكدال إلى رغبة قياداته في تحديث أساليب القتال بعد الخناق الذي فرضته الأجهزة الأمنية على الإرهابيين في العديد من الأماكن التي كانت تأوي المجموعات الإرهابية التابعة للتنظيم.

ورأى القادة الميدانيون –بحسب الصحيفة– أن العمليات الانتحارية التي نفذها التنظيم حتى الآن التي استهدفت المدنيين أثبتت أنها بعيدة كل البعد عن نهج تنظيم القاعدة الذي يستهدف أيضًا المصالح الأجنبية.

واعتبروا أن ذلك هز صورة دروكدال عند أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، مشيرين إلى أنه لم يبارك أعمال « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »، مما جعل القادة الميدانيين يبادرون بذلك التغيير، بحسب الصحيفة.

وفي السياق ذاته قال مراقبون: إن عدم قدرة التنظيم على تجنيد انتحاريين حقيقيين -على اعتبار أن معظم الذين نفذوا تفجيرات انتحارية كانوا يعتزمون التراجع، لكن سرعان ما يتم تفجيرهم من قبل زملاء لهم عن بُعد- دفعت القيادة في نهاية المطاف إلى إسناد زعامة التنظيم إلى شخص لديه ميول إلى العمل الانتحاري، وبالتالي بث الروح الانتحارية لدى عناصره.

 

اعتقالات

وفي سياق متصل قالت صحيفة لوكويتيديان دوران المحلية اليوم: إن السلطات الجزائرية اعتقلت 11 شخصًا بتهمة الضلوع في محاول اغتيال فاشلة للرئيس بوتفليقة، بحسب رويترز.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قضائية أن محققًا أصدر أمر اعتقال هؤلاء الأشخاص يوم الإثنين 1-10-2007؛ للاشتباه في تورطهم في التفجير الانتحاري الذي استهدف بوتفليقة بمدينة باتنة يوم 6 من سبتمبر الماضي وأوقع 22 شخصًا على الأقل.

ولم تعطِ الصحيفة مزيدًا من التفاصيل بشأن التهم الموجهة إليهم أو موعد المحاكمة المحتمل. ولم يتسنّ على الفور الحصول على تعليق من مسئولين حكوميين.

ويضم التنظيم في صفوفه نحو 500 فرد ما زالوا يرفضون الاستجابة لنداء المصالحة الوطنية الذي أطلقته السلطات تجاههم، بحسب مصادر أمنية.

وأضافت المصادر أن التنظيم يقف وراء العمليات الانتحارية التي شهدتها الجزائر منذ بداية العام الجاري وأبرزها استهداف القصر الحكومي في 11 من إبريل الماضي ومحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها بوتفليقة.

وفي هذا الإطار لفتت المصادر إلى أن التنظيم يضم في صفوفه أكثر من 60 قاصرًا جنّدهم لتنفيذ عمليات انتحارية على غرار ما قام به مراهق في الـ15 من عمره ضد ثكنة عسكرية بمدينة دلس الساحلية مؤخرًا، ما أدى إلى مقتل 37 عسكريًّا وجرح ما لا يقل عن 50 آخرين.

 

(المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 4 أكتوبر 2007)


 

مخرج فرنسي يتحدى المحظور بفيلم عن حرب الجزائر

محمود رضا

 

تحدى المخرج الفرنسي فلوجون إيميليو سيري المحظور وأنتج أول فيلم سينمائي فرنسي يتناول حرب الجزائر التي شنتها المقاومة الجزائرية الباسلة لنيل الاستقلال عن فرنسا خلال الفترة ما بين عامي 1954 و1962 والتي راح ضحيتها ما يقرب من مليون شهيد جزائري.

فعلى العكس من السينما الأمريكية التي أنتجت عشرات الأفلام التي تتناول حرب فيتنام وتصنع أفلاما في الوقت الراهن حول الغزو الأمريكي للعراق نجد أن صناعة السينما الفرنسية تجنبت إنتاج أفلام تتناول الحروب الفرنسية في العصر الحديث، بحسب صحيفة « ذا جارديان » البريطانية في عددها الصادر اليوم الخميس.

وعرض الفيلم الذي يحمل عنوان « العدو الحميم » للمرة الأولى في حفل افتتاح الليلة الماضية بالعاصمة الفرنسية باريس.

ويتناول الفيلم الآثار والمخاوف النفسية التي كان يعانيها الجنود الفرنسيون خلال الحرب، كما عرض صورا للوحشية التي كان يتعامل بها الاستعمار الفرنسي بإلقائه قنابل النابلم على الجزائريين، وباستخدام محققيه أساليب التعذيب مع رجال المقاومة.

كما عرض الفيلم صورا لما وصفه بـ »حملة الترهيب التي شنتها جبهة التحرير الوطني الجزائرية ضد الجيش الفرنسي ».

وكتب سيناريو الفيلم المؤرخ الفرنسي بارتريك روتمان بناء على شهادات مستقاة من روايات مئات الجنود الفرنسيين. واعتبر منتجو الفيلم أنه يدشن عهدا جديدا سيتيح لفرنسا أن تصطلح مع ماضيها.

وتقول « ذا جارديان »: إن الاهتمام العالمي بحرب الجزائر تزايد بعدما كشف الرئيس الأمريكي جورج بوش أنه يعكف على قراءة دراسة أنجزها المؤرخ البريطاني ألاستير هورن بشأن هذه الحرب بهدف استخلاص دروس تساعده على التعامل مع الوضع في العراق. مضيفة « أن الحديث عنها لا يزال أمرا غير مريح في فرنسا ».

ونال الفيلم استحسان معظم النقاد السينمائيين بمن فيهم نقاد جريدة « لوموند » الفرنسية الذين امتدحوا الفيلم بسبب تصديه للفشل الذي شاب حربا قالوا إنها « لم تصطلح بعد مع الضمير الجمعي ».

واتفق النقاد الفرنسيون على الحاجة لإنتاج مزيد من الأفلام لاستكشاف حرب الجزائر التي كانت يوما ما توصف بأنها « حرب محظورة ».

وقال المؤرخ بارتريك روتمان عن فيلمه: « لقد خرجت فرنسا من زمن يغلب فيه المشاعر إلى زمن يمكنها فيه النظر إلى تاريخها »، مضيفا أن إنتاج هذا الفيلم لم يكن يمكن إنتاجه منذ 20 عاما مضت.

يذكر أن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أعلن الأسبوع الماضي عن إنشاء « مؤسسة ذاكرة حرب الجزائر » عقب حفل لتكريم الجزائريين الذين تنكروا لبلادهم وانضموا للجيش الفرنسي لمقاتلة أبناء وطنهم خلال حرب الاستقلال، غير أنهم بعد التحاقهم بفرنسا بعد انتهاء الحرب لم يجدوا إلا التمييز والمعاملة الدونية.

 

(المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 4 أكتوبر 2007)


 

سياسات واشنطن « المتغطرسة » بالمنطقة تُـحـرج دعاة الإصـلاح

 

بيروت – من أليستير ليون ترى الولايات المتحدة نفسها منارا للقيم الديمقراطية لكن اصلاحيين ايرانيين وعربا يقولون ان سياساتها في الشرق الاوسط تتناقض كثيرا مع مثلها ليصبح الدعم الأميركي لقضيتهم أمرا مضرا.

وكثيرا ما تلجأ الانظمة القمعية في المنطقة سواء كانت حليفة للولايات المتحدة أم عدوة لدودة لها الى استغلال المشاعر المعادية لأميركا لاتهام الليبراليين المحليين بأنهم جواسيس ينفذون برنامجا أميركيا اسرائيليا. وتتبع الحركات الاسلامية الاسلوب ذاته.

ومن ثم يسعى نشطاء حقوق الانسان لكي ينأوا بأنفسهم عن التصرفات الأميركية في العالم العربي والاسلامي.

وقال المعارض الايراني أكبر جانجي الذي أمضى ستة أعوام في السجن في خطاب مفتوح للامين العام للامم المتحدة بان كي مون الشهر الماضي ان السياسة الأميركية « أبعد عن أن تكون ساعدت على تنمية الديمقراطية بل ان السياسة الأميركية على مدى الخمسين عاما الماضية ألحقت الاذى بمؤيدي الحرية والديمقراطية في ايران ».

وكانت رسالة جانجي بالاساس نداء للامم المتحدة لكي تدين انتهاكات حقوق الانسان في ايران التي « فاقت الاحتمال ».

لكنه استهلها بالقول ان موافقة الرئيس الأميركي جورج بوش على دفع أموال لتعزيز الديمقراطية في بلاده « جعل من السهل على النظام الايراني أن يصف معارضيه بأنهم مرتزقة للولايات المتحدة ويسحقهم دون رادع ».

وأضاف أنه حتى الحديث عن احتمال اللجوء لعمل عسكري ضد ايران يجعل حياة منظمي حملات حقوق الانسان شاقة.

وثمة خلافات مريرة بين ايران والولايات المتحدة منذ الثورة الاسلامية عام 1979 لكن الليبراليين في مصر التي تحصل على ملياري دولار سنويا مساعدات من واشنطن اتفقوا مع تصريحات جانجي.

وقال سعد الدين ابراهيم عالم الاجتماع وناشط حقوق الانسان البارز في مصر من بيروت هذا الاسبوع « الولايات المتحدة في عهد بوش أضرت بكفاحنا ».

واضاف « أرحب بأي شخص يمد يد المساعدة لكن في ظل تاريخ أميركا في هذه المنطقة وصورتها كقوة متغطرسة تتعامل بانحياز عندما يتعلق الامر باسرائيل تكون هناك حالة سلبية تجعل تأييدهم للديمقراطية يرتد على المكافحين منا من أجلها منذ كان بوش طفلا ».

واعتقل ابراهيم في القاهرة عام 2000 قبل الانتخابات البرلمانية المصرية ثم برأ من جميع التهم التي وجهت له في عام 2003 لكنه يعيش الان في المنفى الاختياري خوفا من أن يعتقل مجددا.

وحكم على عشرة صحفيين مصريين بالسجن الشهر الماضي في اطار حملة فيما يبدو ضد المعارضة في الوقت الذي تستعد فيه مصر لانتقال حتمي للسلطة من الرئيس حسني مبارك (79 عاما).

وقالت جميلة اسماعيل زوجة أيمن نور الزعيم المعارض الذي يقبع حاليا في السجن والقيادية البارزة بحزب الغد ان أنصار زوجها كانوا يتهمون بأنهم عملاء للغرب كلما دعت قوى أجنبية للافراج عنه.

وذكرت أن حماس ادارة بوش في بادئ الامر للاصلاح السياسي في مصر فتر. وقالت انه بسبب وجود مصالح أخرى في المنطقة تراجع الاصلاح الى ذيل القائمة وعبرت عن اعتقادها بأن الولايات المتحدة لم تعد جادة بشأن الاصلاح والديمقراطية.

ويرى نشطاء حقوق الانسان التمويل الأميركي لدعم الديمقراطية في بلاد مثل ايران وسوريا أنه في أسوأ الاحوال طعنة خفية « لتغيير النظام » وفي أفضلها بادرة رمزية.

وقال ابراهيم يزدي أول زير خارجية لايران بعد الثورة وزعيم حركة الحرية المحظورة « الاموال (الأميركية) لن تساعد عملية التحول للديمقراطية هناك ».

وعندما أنشأت الولايات المتحدة العام الماضي صندوقا لتعزيز الديمقراطية في سوريا أعلنت دمشق جميع الانشطة الأميركية في البلاد « هدامة » الامر الذي خلق مصاعب للمؤسسات الأميركية الخاصة التي تشارك في أنشطة تعليمية وتنموية.

وأعرب أندرو تابلر وهو أميركي يرأس تحرير صحيفة سيريا توداي التي تصدر بالانكليزية عن الأسي للضرر الذي لحق بالعلاقات السورية الأميركية.

واضاف « ربما يكون هناك صراع بين الادارتين لكن يتعين على الأميركيين أن يجدوا سبيلا جديدا للتحاور مع السوريين وليظهروا لهم ما نحن عليه فعلا ».

وبالنسبة لكثير من العرب والايرانيين فقد تضررت صورة واشنطن بسبب انتقائها لقضايا الديمقراطية وحقوق الانسان الى جانب دعمها لاسرائيل وقال نديم حوري من منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ومقرها الولايات المتحدة ان « الولايات المتحدة خسرت الكثير من مصداقيتها في قضايا حقوق الانسان بسبب جوانتانامو وأبو غريب والسجون السرية ».

وأضاف « قد يستعيدون بعضا منها اذا لم يقصروا نقدهم فقط على الانظمة التي لا تعجبهم في ايران وسوريا فحسب بل أيضا حلفاءهم مثل الاردن ومصر بالشكل ذاته ».

لكنه أضاف أن الاخفاقات الأميركية ليست عذرا للحكومات العربية لنزع المصداقية عن الجماعات المؤيدة للديمقراطية.

وقال المعلق المقيم في بيروت رامي خوري ان العداء تجاه السياسات الأميركية متأصل لدرجة أنه حتى الحلفاء العرب يكرهون فكرة الارتباط الوثيق براعيتهم.

وأضاف « ومن ثم فنحن نشهد أسوأ نتائج هذا التقليد القائم على المعايير المزدوجة الأميركية والنفاق العربي ».

 

(المصدر: صحيفة « الرأي » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 5 أكتوبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.