الجمعة، 28 مارس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2865 du 28.03.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 

تحيين العـــريـضــة الوطنية ضــد الــفــساد اللجنة من أجل إحترام الحريات و حقوق الإنسان بتونس :نداء عاجل !! الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع  بسوسة : بيان اللجنة الوطنية لمساندة طلبة سوسة: الأمن يحاصر كل الطرق المؤدية إلى قصر العدالة بسوسة  اليوم الثامن من إضراب الجوع اللجنة الوطنية لمساندة طلبة سوسة: إطلاق سراح: كريمة بوستة، وائل نوار، أحمد شاكر بن ضية،محمد أمين بن علي   الطلبة المستقلون:عاجل: انتهاك خطير لأهم وأبرز الحريات الأساسية موقع « إيلاف »:تونس: انفراج في أزمة الطلبة الموقوفين في سوسة رويترز: الاقتصاد التونسي نما بمعدل 5.8 بالمئة في الربع الأخير من 2007 موقع « إيلاف »: حزمة من المشاريع الإيطالية بتونس رويترز: تونس تشن حملة على محلات التدليك لحماية الآداب الأنباء السعودية: مؤشر اسعار الاستهلاك العائلى فى تونس يسجل انخفاضا خلال شهر فبراير صحيفة « الخليج »: محامو تونس والعراق يطالبون بمحاكمة مجرمي الغزو رويترز: « جاز في قرطاج » يجتذب نجوما عالميين من امريكا واوروبا الرسالة الثانية لمحمد أمين بن علي  من داخل السجن عبدالباقي خليفة: نظام لا يريد أن يعرف الحقيقة  ؟ – عزوف الشباب عن السياسة مرده إلى غياب المثال عامر عياد:خنيس: رئيس بلدية يعطل مشاريع التنمية شادية السلطاني :المنوعات الترفيهية على قناة تونس 7: نقطة استفهام محسن المزليني: في كتاب جديد الباحثة الإجتماعية تراكي الزناد: »لا مكان للنسيان في ذاكرة الشعوب » محمـد العروسـي الهانـي:أمانة مكاسب الاستقلال عظمى واغتنام فرصة ذهبية مازالت أمام التونسيين لدعم الذاكرة … « البديـل عاجل »:الديكتاتوريّة النوفمبريّة تُمعن في الإستهتار بالبلاد والعباد « البديـل عاجل »:انتفاضة الفقراء بالحوض المنجمي: دروس جوهرية… « البديـل عاجل »:تغيّرت الطبول وبقيت الأنغام صحيفة « مواطنون »:علمني … علمني … تحيا تونس لأبنائها «البررة» و«العاقّين» صحيفة « مواطنون »:صور من الحياة:هذا مشعوذ  ( الحلقة الأولى) صحيفة « مواطنون »:ورقة التوت:من وزير إلى وزر، حرف علّة مؤكّدة!!! صحيفة « مواطنون »:كاد المعلّم أن ينقلب تاجرًا؟؟؟ صحيفة « الوطن » :أهداف الحوار أن يهتم الشاب أكثر بالشأن العام حتى لا تفتك منه حركات أخرى رؤيته ومشروعه لتونس صحيفة « الوطن » :السياسات الاقتصادية للدول الغربية:حلال عليهم … حرام علينا ! صحيفة « الوطن » :تفاعلا مع دعوة الحوار الوحدوي:الديمقراطية: أساس الحوار القومي الوحدوي صحيفة « الوطن » :ندوة « الوطن »:قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في تونس:الواقع وآفاق الحلول  الشروق: حركة «التجديد» تقدّم قراءتها لمضامين الاجراء الرئاسي الأخير: إيجابية التخلي عن التمييز بين الأحزاب القانونية النفطي حولة: بمناسبة انعقاد القمة العربية في دورتها العشرين توفيق المديني:  القمة أمام حقيقة الانقسام العربي الدكتور بشير عبد العالي: الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الجزء الثاني صحيفة أوان: القمة أمام حقيقة الانقسام العربي صحيفة « القدس العربي »: تجربة أدب السجون كما يرويها بعض كتابها صحيفة « القدس العربي »: رفضوا استقلال الجزائر لانها فرنسية واستهدفوا ديغول لانه فرّط فيها رويترز: صحف: محكمة تركية تتسلم تقريرا بشأن إغلاق حزب اردوغان عمر نجيب: علمانيو تركيا والانقلاب علي الديمقراطية د. محمد خلف: اردوغان يحارب القضاء بسلاح الدستور


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

تحيين العـــريـضــة الوطنية ضــد الــفــساد

 
بالنظر لكون الشعب التونسي هو صاحب السيادة وانطلاقا من مسؤوليتنا كمواطنين ومن قيم الوطنية التي تعني فيما تعنيه التضامن بين أبناء الوطن الواحد وانطلاقا من الغيرة على مصلحة الوطن ووقاية له من الهزات التي قد تحصل جراء الاستبداد وغياب السلطة المضادة وتحصينا لشباب تونس من الوقوع في اليأس من النضال السلمي والتوجه نحو الحلول المتطرفة وبالنظر لكون الشعب هو المتضرّر من الفساد ونتائجه فإنّ الموقعين على هذه العريضة يعلنون أن الأوضاع التالية لم يعد من المقبول السكوت عليها :   1استغلال بعض الأشخاص لنفوذهم المستمد من القرابة العائلية وتكديسهم للثروات على حساب الأموال العامة ومصلحة الاقتصاد الوطني ومصلحة المواطنين.
2  تخلّي القضاء عن القيام بواجبه في حماية حقوق المواطنين مع إقصاء ومعاقبة النزهاء من القضاة وعدم وجود سلطة تضمن احترام القوانين وتشعر المواطنين بالأمان على أنفسهم وأملاكهم. 3 انتشار ظاهرة الرشوة في الإدارة و في كلّ المجالات بما في ذلك في الانتدابات التي يتطلع إليها الشبان العاطلون عن العمل الذين ارتفع عددهم بشكل يدعو إلى الفزع. 4غياب مبدأ المساواة وتكافئ الفرص والشفافية الذي تجلى في كثير من الصفقات العمومية وعمليات الخوصصة المشبوهة. 5استعمال مختلف مؤسسات الدولة لتجويع المعارضين وغير الموالين ومحاصرتهم اقتصاديا وقطع موارد رزقهم كتوظيف إدارة الجباية أو مضايقة الموظفين منهم بتسليط النقل التعسفية عليهم وغير ذلك من الأساليب. 6منح امتيازات غير قانونية لغاية استقطاب المدافعين عن النظام كتوزيع الإعلانات الرسمية على الصحف الموالية وشراء ذمم أصحاب الأقلام المأجورة والتدخل في توزيع قضايا المؤسسات العمومية والشركات التي تساهم فيها الدولة وغيرها على المحامين التابعين للنظام وهي السياسة المتبعة في جلّ القطاعات والتي جعلت الولاء يحلّ محلّ الكفاءة ونشرت الأحقاد والفوضى داخل الكثير من القطاعات والمؤسسات. ويتوجه الموقعون على هذه العريضة إلى سائر مؤسسات الدولة لمطالبتها بضمان احترام الدستور والقوانين ووضع حدّ  لهذه الممارسات والتحقيق في الموضوع وإرجاع الحقوق إلى أصحابها وتغليب مصلحة الوطن. ويعلن الموقعون على هذه العريضة إصرارهم على التصدي بكلّ الوسائل السلمية والقانونية لهذه الممارسات حتى تتوقف نهائيا وتضامنهم مع كل ضحايا هذه السياسة مع حثهم على الخروج عن الصمت للمطالبة بحقوقهم وعلى تحدي الخوف بما يكرس ثقافة التصدي السلمي للاستبداد باعتبارها الطريق نحو التغيير الديمقراطي المنشود.   للإمضاء على العريضة يرجى إرسال بريد إلكتروني إلى العنوان الآتي : ccorrupt@yahoo.com     1أحمد العلوي، طالب 2أحمد الورغمي، ناشط ولاجئ سياسي، باريس 3أحمد بوعزّي، جامعي 4أحمد نجيب الشابي، مدير جريدة الموقف 5الأزهر السمعلي، مهندس 6إسماعيل الكوت، طالب 7ألفة حسني، طالبة 8أمين بوبكر، طالب 9أنور الذوادي 10أنور عزالدين، وكيل تجاري 11أنيس العوني، لاجئ سياسي، الجبهة الإسلامية التونسية 12توفيق العياشي، صحفي 13جابر القفصي، جامعي 14جلال الماطري، ناشط حقوقي، سويسرا 15جلول عزّونة، جامعي 16جمال الجاني، جمعية حماية الأشخاص في المغرب- كندا 17جمال الدين الفرحاوي، شاعر، ألمانيا 18الجمعي زيدي، لجنة أصحاب الشهائد المعطلين- قفصة 19الحبيب العماري، معارض وناشط حقوقي 20الحبيب ستهم، محاسب بشركة 21حمة الهمامي، الناطق باسم حزب العمال الشيوعي التونسي 22حمزة حمزة، حقوقي 23خالد الكريشي، محام، عضو الهيئة المديرة للمحامين الشبان 24خالد وناس، إعلامي 25خلدون العلوي، طالب 26خميس الشماري، خبير مستشار 27خميس قسيلة، الكاتب العام للرابطة التونسية لحقوق الإنسان 28رابح الخرايفي، محام 29راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة 30راشد ناصري، متخرج عاطل 31رجاء شامخ، ناشطة نسوية، باريس 32رشاد محمدي، طالب 33رشيدة النفزي، ألمانيا 34زهير العرفاوي، الحزب الديمقراطي التقدمي 35زهير لطيف، صحفي 36زهير مخلوف، حقوقي 37سامي بلحاج دحمان، مهندس في الإعلامية، باريس 38سامي نصر، دكتور في علم الاجتماع 39سامية عبّو، ناشطة حقوقية 40سامية عماري، الحزب الديمقراطي التقدمي 41سعاد القوساني، أستاذة تعليم ثانوي 42سليم بقة، صحفي 43سليم بن حميدان، دكتور في القانون، باريس 44سهام بن سدرين، صحفية 45سيد الفرجاني، لندن 46السيد المبروك، الحزب الديمقراطي التقدمي، نابل 47شاهين السّافي، طالب 48شكري يعقوب، ناشط حقوقي، سويسرا 49شوقي الطبيب، محام 50الصحبي صمارة، صحفي 51ضحى بالطيب، طالبة 52طاهر العبيدي، صحفي، باريس 53طه بعزاوي، كاتب صحفي، ألمانيا 54عارف معالج، أستاذ تعليم عالي 55عبد الباسط عثمان، أستاذ وناشط نقابي وسياسي، مدنين 56عبد الباقي خليفة، صحفي 57عبد الجبار المداحي، فرع بنزرت لرابطة حقوق الإنسان 58عبد الحميد العداسي، مهجر بالدانمارك 59عبد الرؤوف العيادي، محام 60عبد الرزاق داعي، مهندس مساعد 61عبد السلام العريفي، طالب 62عبد القادر نصيري، مقاول 63عبد الله الزواري، صحفي 64عبد الناصر نايت ليمان جمعية ضحايا التعذيب في تونس، سويسرا 65عبد الوهاب عمري، قابس 66عبد الوهاب معطر، محام 67عبير حرّاث، طالبة 68عبير حميدة، طالبة 69عطيّة عثموني، الحزب الديمقراطي التقدمي 70علي بن سالم، رئيس ودادية قدماء المقاومين 71علي طاهر التليلي، اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان 72علي عمار، إطار إداري 73عماد الدايمي، مهندس، باريس 74عماد المنصوري، محام 75عمر الجليطي، النمسا 76عمر المستيري، صحفي 77العياشي الهمامي، محام 78غزالة محمدي، متخرجة عاطلة 79غسان بن سالم، طالب 80غفران بن سالم، مربية، باريس 81فاطمة بوعميد قسيلة، الكاتبة العام للجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان 82فتحي الجربي، جامعي 83فريد خدّومة، شاعر وروائي 84قادري زروقي، مؤسس موقع الحوار نت 85كريم المسعودي، لاجئ بألمانيا 86كمال الجندوبي، رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان 87كمال العبيدي، صحفي 88لسعد بوعزيزي، تاجر 89لطفي الهمامي، صحفي 90لطفي حجي، صحفي 91لطفي حيدوري، صحفي 92لطيفة بوعزيزي، طالبة 93ليلى بن محمود، محامية 94مالك الصغيري، طالب نقابي 95ماهر حنين، أستاذ تعليم ثانوي 96محسن الجندوبي، ألمانيا 97محسن الذيبي، خبير في الإعلامية، باريس 98محمد الحمروني، صحفي 99محمد الزمزمي، ألمانيا 100محمد الطاهر الشايب، جامعي 101محمد المختار الجلالي، محام 102محمد الهادي بن سعيد، فرع بنزرت لرابطة حقوق الإنسان 103محمد بحر، فنان موسيقي 104محمد براهمي، موظف 105محمد بشير بوعلي، جامعي مغترب 106محمد عبدلي، تقني في الإعلامية 107محمد عبّو، محام 108محمد معالي صحافي وكاتب ديمقراطي، تونس 109مختار الخلادي، باحث 110مراد رقية، أستاذ جامعي، سوسة 111مروان العلوي، طالب 112معز الجماعي، موظف بوزارة التربية والتكوين 113منجي اللّوز، ناشط سياسي الحزب الديمقراطي التقدمي 114منجي صالح، طالب 115منصف بن سالم، أستاذ جامعي ممنوع من العمل 116منيار حسني، أستاذة تعليم ثانوي 117مهدي الدالي، طالب 118مولدي الفاهم، مهندس 119نزيهة رجيبة، كاتبة صحفية 120نورالدين ختروشي، كاتب، باريس 121الهادي خليفي، أستاذ تعليم ثانوي 122هيثم جماعي، مهندس وناشط سياسي 123هيكل الزياني، أستاذ جامعي، كلية العلوم بتونس 124وائل الزريبي، طالب 125وائل بوزياني، طالب 126وسام سعيدي، محام 127وليد البناني، نائب رئيس حركة النهضة

 

نداء عاجل !!

اللجنة من أجل إحترام الحريات و حقوق الإنسان بتونس

 
تواصل السلطات الإيطالية تنكيلها بالمواطن التونسي المحتجز لديها السيد نسيم السعدي بالرغم من إدانتها من طرف المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في قرار تاريخي من نوعه إتخذته ضدها يوم 28 فيفري 2008 والقاضي برفض مطلب الحكومة الإيطالية بإيداع المعني بالأمر للسلطلت التونسية بحجة أن تسليم السيد نسيم السعدي لسلطات بلاده تعرضه  للتعذيب و المعاملة المشينة و اللاإنسانية ! إن إ ستهتار السلطات الإيطالية بالحكم البات الصادر عن أعلى سلطة قضائية أوروبية وصل بها إلى رفض إطلاق سراح المتهم و نقله إلى سجن « بينيفنتو » بالجنوب الإيطالي تنكيلا به حتى لا « يستمتع » بزيارة زوجته (إيطالية الجنسية) و إبنه البالغ من العمر 7 سنوات. هذا القرار الجائر و الغير قانوني نفذ قبل يوم واحد من موعد زيارة عائلة المحتجز قسرا و على وجه غير قانوني. و إن العقلية الإنتقامية للسلطات الإيطالية حدت بها كذلك إلى منع السيد نسيم السعدي من إجراء و لو مكالمة هاتفية واحدة مع أفراد عائلته المقيمين بتونس !!! إن هكذا تشفي لا يليق بتاتا بدولة تدعي العراقة في إنتسابها للديمقراطية و إحترام حقوق الإنسان. هذا و قد أبلغنا محاميا السيد السعدي (الأساتذة « سندرو كليمنتي » و « بربرا منارا ») بأنهما عارضا الإحتجاز اللاقانوني لموكلهما حيث عينت الجلسة يوم 11 أفريل 2008 قصد النظر في طعون الدفاع. غير أنه لن يتسنى للموقوف الحضور لهذه الجلسة نظرا لوجود سابقات قضائية (غير شرعية ) في هذا الشأن. كما يجدر التذكير بأن السيد نسيم السعدي حوكم غيابيا من طرف المحكمة العسكرية لمدينة تونس التي قضت في شأنه بــ20 سنة سجن !! بتهمة الإرهاب العالمي الذي برأته منه المحكمة الجنائية لمدينة ميلانو ! وإن اللجنة من أجل الدفاع عن الحريات و حقوق الإنسان بتونس تشجب بشدة تعنت السلطات الإيطالية و رفضها الإلتزام بقرار المحكمة الأوروبية ؛ كما أنها تطالب تلكم السلطات بالإفراج الفوري عن السيد نسيم السعدي و تعبر للمعني بالأمر عن تضامنها معه و مع عائلته التي تعاني الأمرين منذ سنين ؛ و هى كذلك تغتنم هذه المناسبة لدعوة السلطات التونسية كى تقتدي بفقه قضاء المحكمة الأوروبية القاضي بالتحريم المطلق للتعذيب و المعاملات المشينة و المحطة بكرامة الإنسان و تجدد مطالبها في إحترام إستقلال القضاء و حقوق الدفاع و المحاكمة العادلة…. و اللجنة تتوجه بنداء عاجل و مُلِحّ للجمعيات و المنظمات المحلية و الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان كي تنسق جهودها و تظافرها بغاية رفع الكابوس الذي إستبد و لا يزال بالسيد نسيم السعدي و عائلته. اللجنة من أجل إحترام الحريات و حقوق الإنسان بتونس

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع  بسوسة
سوسة في 26 مارس 2008  بيان
 
بلغ إلى علم فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسوسة أن الطلبة الموقوفين في السجن المدني بالمسعدين قد دخلوا منذ يوم20 مارس 2008 في إضراب مفتوح عن الطعام و هم على التوالي: – وائل نوار الذي بدأ إضرابه بطريقة وحشية ( بدون ماء و سكر) – محمد شاكر بن ضية الذي قابل أمه اليوم الأربعاء 26 مارس 2008 مستندا إلى اثنين من المساجين – محمد أمين بن علي الذي رفضت إدارة السجن، حسب ما بلغنا، تمكينه من دواء ضد مرض الجرب   الذي أصيب به جراء الظروف الصحية المتدنية في سجن المسعدين. إن فرع الرابطة بسوسة بقدر ما يتفهم دخول الطلبة المذكورين في إضراب عن الطعام باعتبار عدم ملائمة الأعمال المنسوبة إليهم مع الإيقاف بالسجن لما يقارب الثلاثة أشهر،فانه يناشد الطلبة المضربين وحشيا عن الطعام لوضع حد لهذا الإضراب لما قد يكون له من عواقب وخيمة على صحتهم. – يجدد الفرع مطالبته بإطلاق سراح الطلبة الموقوفين و حفظ القضية في شانهم و في شان الطلبة المطلوبين لدى المحكمة – يساند فرع الرابطة بسوسة التحركات السلمية التي قامت اللجنة الجهوية و اللجنة الوطنية لمساندة طلبة سوسة. رئيس الفرع جمال مسلم 


     تونس في: 27 مارس 2008  بيان اللجنة الوطنية لمساندة طلبة سوسة

الأمن يحاصر كل الطرق المؤدية إلى قصر العدالة بسوسة  اليوم الثامن من إضراب الجوع

 
دعت اللجنة الوطنية واللجنة الجهوية لمساندة طلبة سوسة لتجمع تضامني مع الطلبة الموقوفين بالسجن المدني بالمسعدين بقصر العدالة بسوسة وذلك صبيحة الخميس 27 مارس 2008، إلا أنّ أعدادا كبيرة من قوات الأمن حاصرت منذ الساعات الأولى قصر العدالة بسوسة كما منعت عائلات وأمّهات الطلبة حتى من إرتياد المقاهي المجاورة، (إخراج حميدة الدريدي والدة وائل نوار بالقوّة من إحدى المقاهي). الشيء الذي حال دون وصول ممثلي المجتمع المدني (فروع الرابطة، نشطاء المجتمع المدني) إلى قصر العدالة، وبعد أن تجمع الحضور بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة، توجه ثانية باتجاه قصر العدالة إلا أنّ قوات الأمن حاصرت التجمع وحالت دون تقدمه. كما حاولت بعض الفرق الأمنية بالطريق الرابطة بين مدينة القيروان وسوسة منع الأخ مسعود الرمضاني رئيس فرع القيروان من الوصول إلى مدينة سوسة كما يهمّ اللجنة إعلام الرأي العام أنّ طلبة سوسة بالسجن المدني بالمسعدين يدخلون اليوم الثامن من إضراب الجوع الذي أعلنوه بداية من الخميس 20 مارس 2008 مرة أخرى إنّ اللجنة التي تقدر عاليا الإستجابة الواسعة للأساتذة المحامين الذين رافقوا الطلبة الموقوفين سواء لدى الشرطة العدلية أو لدى قاضي التحقيق أو بزيارتهم للسجناء أوبتقديم نياباتهم، تهيب بكل الأحزاب والمنظمات الديمقراطية والمستقلة وأصحاب الضمائر الحية لحشد المزيد من الدعم والمؤازرة لطلبة سوسة من أجل إطلاق سراح الموقوفين وإيقاف تتبع بقية المطلوبين من أجل عودتهم إلى مقاعد الدراسة.    عن اللجنة عبد الرحمان الهذيلي

بيان اللجنة الوطنية لمساندة طلبة سوسة

إطلاق سراح: كريمة بوستة، وائل نوار، أحمد شاكر بن ضية،محمد أمين بن علي

 
 تم عشية اليوم الجمعة 28 مارس 2008 إطلاق سراح الطلبة: كريمة بوستة، وائل نوار، أحمد شاكر بن ضية، ومحمد أمين بن علي من السجن المدني بالمسعدين. إنّ اللجنة الوطنية لمساندة طلبة سوسة إذ تحي الطلبة الذين أطلق سراحهم كما تهنأ عائلاتهم وبالخصوص أمهاتهم اللاتي أبدين من الشجاعة والمبدئية والصمود في كل التحركات من أجل إطلاق سراح أبنائهم. تحية تقدير عالية لتلك الأمهات: فتحية بن ضية، نزيهة بن علي، حميدة الدريدي …اللاتي دافعن بجرأة عالية في كل المحطات من أجل إطلاق سراح كلّ الطلبة. إنّ اللجنة الوطنية التي تعبّر عن إرتياحها لقرار إطلاق سراح كريمة بوستة، وائل نوار، أحمد شاكر بن ضية ومحمد أمين بن علي، تعاهد رشيد عثماني وفوزي حميدات بمواصلة العمل والجهد والنضال بنفس المبدئية والإلتزام حتى إطلاق سراحهم وإنها على يقين بأنّ عائلات الطلبة الذين أطلق سراحهم ستواصل معنا بنفس المبدئيّة وبنفس الإلتزام من أجل العمل على إطلاق سراح رشيد عثماني وفوزي حميدات  مرة أخرى نقدر عاليا دور الأساتذة المحامين كما نهيب بكل الأحزاب والمنظمات الديمقراطية والمستقلة وأصحاب الضمائر الحية لحشد المزيد من الدعم والمؤازرة لطلبة سوسة من أجل إطلاق سراح بقية الموقوفين ومن أجل غلق ملف طلبة سوسة.          عن اللجنة عبد الرحمان الهذيلي
 

بســم الله الرحمــان الرحيـــم

عاجل انتهاك خطير لأهم وأبرز الحريات الأساسية

 
قامت إدارة كلية العلوم بصفاقس منذ أيام بانتهاك خطير لأهم وأبرز الحريات الأساسية وهي حرية التدين، حيث أقدم كاتب عام الكلية على غلق قاعة صغيرة مساحتها لا تتعدى 4 متر مربع كانت تستعمل منذ سنوات كمكان للصلاة من قبل الطالبات، حتى تكون هذه العملية حلقة من حلقات مسلسل تجفيف منابع التدين في تونس، وعند سؤاله عن سبب قراره هذا كانت إجابته « المصلّى خراب للبيوت وخلاء للديار » فكانت هذه الإجابة كافية لكي  توقد نار الغضب في قلب كل طالب غيور على دينه مدافعا عن كلمة الله، ليدخل بعد ذلك الطلبة في إضراب شامل عن الدراسة تواصل على مدى أسبوع كامل تخلله القيام باجتماعات عامة يومية ورفع شعارات إسلامية ومنددة بهذا القرار الظالم  فكان هذا التحرك هو عبارة عن موقف صمود مشرف شارك فيه آلاف الطلبة ليس من أجل دراسة ولا من أجل أنفسهم بل هذه المرة من أجل الله وحده، وبعد أيام من الإضراب قامت منطقة الشرطة بحي البحري ممثلة في فرقة الإرشاد بالقبض على ثلاث طلبة من أمام مسجد الحي بعد صلاة العشاء وهم الطالب عمر أولاد أحمد بن علي والطالب باسم النصري والطالب علي عمر حيث استمر التحقيق معهم على مدى الستة ساعات ليطلب منهم في النهاية بالإمضاء على التزام لكن رفض الإمضاء كان الموقف الموحد لهؤلاء الطلبة ليتواصل الإضراب في اليوم الموالي. ورغم ما أكدوه لنا من استحالة قبول مطلبنا في فتح مصلى يكفي أن الإضراب قد حقق نجاحا لم يكن يتوقعه وخاصة على مستوى ازدياد عدد الشباب المقبل على الصلاة وتدين الكثير من الفتيات أثناء الإضراب هذا إضافة لما حققناه من نجاح في مجال إيجاد مكان لعبادة الله.  وفي أثناء عطلة الربيع قام عميد الكلية بإرسال برقيات استدعاء على مجلس التأديب لخمسة من طلبة الكلية وهم الطالب باسم النصري والطالب عبد السلام المحضي  والطالب عمر أولاد أحمد بن علي والطالب علي عمر ممثل الطلبة والطالب محمد إسماعيل الشويقي في محاولة أخيرة منه للحد من ضاهرة العمل الإسلامي بالكلية الذي لقي نجاحا كبيرا حيّر الصديق قبل العدو، ونحن من موقع مسؤوليتنا أمام الله وأمام طلابنا الأعزاء نؤكد على: ü    استنكارنا الشديد على مواصلة حصار ومراقبة مساجدنا. ü    رفضنا لكل أشكال المتابعة الإدارية لنا وخاصة المجالس التأديبية. ü    مواصلتنا النضال من أجل نصرة ديننا والإصلاح ما استطعنا. ü    مواصلتنا العمل من أجل فك القيود عن الحريات الأساسية وعلى رأسها حرية التدين وحرية التعبير. ونؤكد أن أي إجراء إداري قمعي يطال أحد طلبتنا المستدعون لمجلس التأديب ليوم الجمعة 28 مارس 2008 سيكون له تبعات وردود طلابية يمكن أن تطال مسيرة الدراسة بالكلية يتحمل مسؤوليتها العميد وحده.                                    ممثل الطلبة عن الطلبة المستقلين الطالب علي عمر

تونس: انفراج في أزمة الطلبة الموقوفين في سوسة

 
إسماعيل دبارة من تونس :   شهدت مابات يعرف بقضية الطلبة الموقوفين في سوسة اليوم انفراجا بعد أن ّأقدمت السلطات التونسية على إطلاق سراح 4 من جملة الطلبة الستّ الموقوفين منذ 29 ديسمبر من العام الماضي . وكانت القضية التي أثارت اهتمام الراي العام الحقوقي والسياسي في تونس قد انطلقت بتحركات احتجاجية خاضها عدد من الطلبة الناشطين صلب الاتحاد العام لطلبة تونس (منظمة نقابية قانونية ) للمطالبة بتعجيل صرف الدفعة الأولى من المنح الجامعية لمستحقيها.   وقد تدخل الطلبة المحتجون آنذاك لتوزيع الأكلة الجامعية مجانا على طلبة كلية الآداب بمدينة سوسة الساحلية (200كلم جنوب العاصمة). وقد وجه القضاء التونسي تهما إلى عدد من الطلبة اثر اعتقالهم ومن بينها تعطيل حرية العمل وانتزاع ملك عقاري من يد الغير بالقوة في إشارة إلى المطعم الجامعي العمومي والنهب الواقع من طرف جماعة بقوة علنية لمواد الأكل. إلا أن محامو الدفاع في هذه القضية وعدد من الأحزاب والمنضمات الحقوقية ترى في قضية طلبة سوسة « ضربا لحرية العمل النقابي والسياسي داخل الجامعات « . وقد تشكلت لجان مساندة في عدد من محافظات تونس والأجزاء الجامعية تضامنا مع الطلبة الموقوفين.   ويرجح رياض لحوار منسق لجنة المساندة الجهوية بسوسة في تصريح لإيلاف اليوم أن يفرج عن الطالبين الموقفين المتبقيين « في القريب العاجل « . ويقول لحوار: »من المنتظر أن ينظر غدا السبت في قضية كل من فوزي حمدات و رشيد عثماني اللذان لا يزالان قيد الاعتقال »   (المصدر: موقع « ايلاف » (بريطانيا) بتاريخ 28 مارس 2008)
 


أخـبار
 
 -1- زيارة.. قام يوم الأحد 23 مارس وفد يتكون من فتحي تيتاي ورؤوف مزيود (فرع قفصة للرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان)، وعفاف بالنّاصر (منسّق اللجنة الجهويّة للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة)، وعمّار عمروسيّة (حزب العمال الشيوعي التونسي) بزيارة تضامنيّة للمحتجّين بكل من الرديف وأم العرايس، حيث عقدوا جلسة بالرديف مع النقابيين والمعطّلين، وتمّ التعرض لكافة التحرّكات على الصعيدين الشعبي والنقابي، وقد عبّر الضيوف عن تقديرهم للحركة ونُضجها ومساندتهم المطلقة لأساليبها النضالية ومطالبها المشروعة. كما كان للضيوف زيارة لأصحاب الشهائد المعتصمين بدار الإتحاد المحلّي بأم العرايس عبّروا عن تقديرهم لصمود المعتصمين أكثر من شهرين في ظروف قاسية ومأساويّة.   -2- زيارة.. حلّ السيد سليمان ماجدي عضو المكتب التنفيذي السابق للاتحاد العام التونسي للشغل والمدير السابق لنزل أميلكار صباح الأحـد 23 مارس بالاتحاد المحلي للرديف مُتضامنا مع المُحتجّين ليُقدّم شهادة على الفساد داخل الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة والمركزيّة النقابيّة.   -3- مرتزقة.. استـدعى معتمد أم العرايس الجديد 12 رجلا من عُمّال الحضائر من ذوي الإمكانات البدنيّة الهائلة والذين قدموا بسرعة طمعا في ترسيم أو شغل قار، لكنّهم فوجؤوا به يعرض عليهم العمل كحرّاس لباب المُعتمديّة لتعنيف كل من يروم الدخول إليها من العاطلين، لكنّهم رفضوا أن يكونوا مُرتزقة لديه..   -4- تصعيد في زانوش اعتصم صباح الإثنين 24 مارس2008 عشرة (10) من ناشطي اللجنة المحليّة للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل بزانوش (معتمدية السند) بمقر المجلس القروي دفاعا عن حقهم في التشغيل بعد ما لمسوه من وعود كاذبة وتسويف، وبعد عديد الإتصالات من قبل المسؤولين المحليين، وكان معتمد السند قد وعدهم بدراسة ملفاتهم ومطالبهم، لكنّهم فوجؤوا في اليوم الموالي بغلق المجلس القروي، فقرّر 40 مُعطّلا الإعتصام أمامه وسط مساندة كبيرة من الأهالي الذين هدّدوا بمشاركتهم التحرّك ممّا حدى بوالي قفصة إلى ارسال من يتحدّث إليهم طالبا إيّاهم بتشكيل لجنة تفاوض ليوم الإربعاء 26 مارس..   -5- ملامح حلّ في أم العرايس.. قرّر مُعطلو أم العرايس إنهاء تحرّكهم بعد منتصف يوم الإثنين 24مارس بعد الوصول إلى ملامح اتّفاق يقضي بتمتيع 20 مُعطّلا من احـدى المناولات، يأتي هذا الإتفاق بعد شهرين من الإعتصام في العراء بدار الاتحاد في خيمة تظل رمزا للصمود والتحدّي..   -6- احتجاجات في المظيلة.. تجمّع صباح الثلاثاء 25مارس أكثر من مائة (100) مُعطّل أمام مقر معتمديّة المظيلة معلنين انتهاء المهلة لتسوية أوضاع تشغيلهم، ومطالبين معتمد المكان بالإسراع فورا بتنفيذ وعوده وبأنّهم جاهزون لمعاودة التحرّكات..   -7- اكتموها.. طالب معتمد أم العرايس أصحاب الشهائد الذين وصلوا إلى اتفاق يقضي بتشغيلهم عـدم اعـلان هذا الإتفاق حتّى لا يكون ذلك مثار احتجاجات جديدة.. هذا صنيعهم وتلك عاداتهم..   (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلات موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 27 مارس 2008)


 

الاقتصاد التونسي نما بمعدل 5.8 بالمئة في الربع الأخير من 2007

 
تونس (رويترز) – أظهرت بيانات رسمية يوم الجمعة ان الاقتصاد التونسي نما بمعدل سنوي 5.8 بالمئة في الربع الأخير من عام 2007 مع تحسن أداء قطاع المواصلات والاتصالات. وحسبت رويترز النمو في العام بكامله عند مستوى 6.26 بالمئة متجاوزا توقعات الحكومة السابقة بأن يبلغ ستة بالمئة. وبلغ الناتج المحلي الاجمالي 6.074 مليار دينار (5.267 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة الاخيرة من العام ارتفاعا من 5.739 مليار في الفترة نفسها من العام السابق وفقا لبيانات نشرها معهد الاحصاءات الحكومي. ونما قطاع المواصلات والاتصالات بمعدل 16 بالمئة في الربع الأخير في حين نما قطاع الصناعة التحويلية بنسبة 11 بالمئة. وأدى تحسن الصادرات الى دعم قطاع المنسوجات الرئيسي في البلاد فنما بمعدل 9.7 بالمئة في الربع الأخير في حين نما قطاع الصناعات الغذائية بمعدل 4.4 بالمئة. وتستهدف الحكومة التونسية معدل نمو يبلغ 6.1 بالمئة في عام 2008.   وتأمل الحكومة أن يؤدي تعزيز القطاع الخاص وبخاصة قطاعات تكنولوجيا المعلومات والخدمات الى تسريع معدل النمو السنوي المتوسط الى 6.3 بالمئة في السنوات العشر المقبلة من خمسة بالمئة في السنوات العشر السابقة للمساعدة في الحد من البطالة. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ معدل النمو التونسي الى 5.7 بالمئة هذا العام مع ارتفاع اسعار السلع وتراجع الاسواق الاوروبية.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 مارس 2008)

حزمة من المشاريع الإيطالية بتونس

 
إيهاب الشاوش من تونس: في الوقت الذي كشف فيه برونو ايرمولي رئيس مؤسسة (بروموس) الايطالية بأن العمل جار مع كل الأطراف التونسية و الإيطالية في ما يتعلق بآفاق ومجالات التعاون الثنائي بقصد تشخيص ما وصفها خلال مؤتمر صحفي ب »برامج التعاون »، التي من المنتظر أن تدعم أساسا قطاعات البنية التحتية والبناء والصناعات الميكانيكية والالكترونية ونقل التكنولوجيات الحديثة والغاز والنسيج، فإن بنك الأمان بتونس أمضى اتفاق تعاون مع البنك الايطالي « بانكا اغريليزينغ » تتضمن وضع شبكة متابعة واستشارة فضلا عن توفير خدمات لفائدة المؤسسات الايطالية الراغبة في التمركز في تونس.   وتتمثل جملة الخدمات المقترحة لفائدة المؤسسات الايطالية، بحسب بنك الأمان، في تمويل حاجياتها الجارية طبقا للتشريع التونسي في مجال الصرف والتجارة الخارجية. كما تنص الاتفاقية على تامين الظروف المشجعة لتعبئة ادخار المقيمين التونسيين في ايطاليا حيث خصص « بنك الأمان » لفائدتهم منتجا سمي مخطط الادخار السكني « وطني » يوفر خاصة إعفاء كليا من الرسوم البنكية وإمكانية تحويل الأموال بالعملة الصعبة عند الحاجة.   تأتي هذه الخطوات بالتوازي مع إعلان المجمع العقاري السياحي الايطالي « برياتوني » عزمه استثمار ما قدره 22 مليار دولار في مشروع سياحي بمنطقة الشمال الغربي التونسي وذلك حسب موقع « توستاكس » وهو الموقع التونسي المختص في نشر مختلف مؤشرات الأسواق المالية .   ومن المتوقع أن يضم هذا المشروع الراقي وحدات فندقية وفضاءات ترفيهية وموانئ ترفيهية بحرية « مارينا ». وينتظر أن يتم الانطلاق في المشروع الذي سينجز في منطقة طبرقة/عين دراهم موفى سنة 2008 على أن يتم استكماله على مدى 12 سنة . ويمتلك مجمع « برياتوني » بميلانو سلسلة الوحدات الفندقية « دومينو » التي يصل عددها إلى 40 نزلا موزعة على 15 بلدا.   و تحتل ايطاليا المرتبة الثانية ضمن البلدان التي تستثمر في تونس بحجم استثمارات جملي يفوق 954 مليون و800 ألف دينار ،دون احتساب الاستثمار في قطاع الطاقة. وتنشط في تونس أكثر من 600 مؤسسة ايطالية او بمساهمة ايطالية مما ساهم في إحداث ما يفوق 46 ألف موطن شغل. أما حجم المبادلات التجارية فقد بلغ 6840 مليون دينار سنة .2005 و تعد ايطاليا ثالث سوق سياحية نحو تونس، بمداخيل فاقت 206 ملايين دينار.كما تجمع البلدين علاقات في المجال البرلماني من خلال جمعية الصداقة البرلمانية تونس/ايطاليا ومجموعة الصداقة البرلمانية ايطاليا/تونس التي تضم 60 برلمانيا.   (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 27 مارس 2008)

تونس تشن حملة على محلات التدليك لحماية الآداب

 
تونس (رويترز) – قالت تقارير صحفية يوم الجمعة إن السلطات التونسية اغلقت هذا الاسبوع عدة محلات للتجميل بالعاصمة ضمن حملة للتصدي لبعض السلوكيات المخلة بالاداب. وتنتشر في العاصمة تونس وعدد من ضواحيها الراقية عدة محلات للتجميل والتدليك يتردد عليها كثيرون بحثا عن الوسامة ولكن ايضا بحثا عن متعة جنسية. وقالت صحيفة الشروق اليومية ان الجهات المختصة اغلقت يوم الخميس محلين للتدليك بضاحية المرسى واعتقلت ثلاثة عمال وست عاملات بعد ان ضبطتهم في أوضاع مخلة بالاداب. واضافت ان السلطات اغلقت خلال هذا الاسبوع ثلاث محلات اخرى بجهة المنار والمنزه واعتقلت أكثر من ثمانية اشخاص.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 مارس 2008)

الواردات التونسية من العطور

 
تونس 20 ربيع الأول 1429 هـ الموافق 28 مارس 2008 م واس افادت مصادر تجارية بان المعدل السنوى للواردات التونسية من العطور ومواد التجميل والمواد شبه الصيدلية يصل الى 39 مليون يورو . و تتأتي معظم هذه المواد من فرنسا التي تستأثر بنسبة 59 بالمائة من السوق التونسية تليها إيطاليا وألمانيا ثم بريطانيا . يشار الى ان تونس تخصص ما يفوق الألف هكتار لإنتاج النباتات العطرية التى تسوق فى اوروبا وتدرّ سنويا ما يقارب 4 ر1مليون دينار // 2ر1 مليون دولار//   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 28 مارس 2008)

مؤشر اسعار الاستهلاك العائلى فى تونس يسجل انخفاضا خلال شهر فبراير

 
تونس / اقتصاد تونس – واس – سجل مؤشر اسعار الاستهلاك العائلى فى تونس انخفاضا خلال شهر فبراير الماضى بنسبة 3ر0 بالمائة وحافظ التضخم على استقراره في حدود 7ر5 بالمائة وفق احدث المعطيات الاقتصادية والمالية الدورية التى يصدرها المعهد التونسى للاحصاء بشأن اداء الاقتصاد التونسى . وقد ساهم في انخفاض مؤشر الاسعار تراجع اسعار الكساء بنسبة 7ر5 بالمائة بسبب موسم التخفيضات الشتوية وفي المقابل سجلت اسعار اغلب المواد الاخرى ارتفاعا من ذلك تطور اسعار التغذية بنسبة 3ر0 بالمائة وزيادة اسعار النقل بنسبة 2ر5 بالمائة .. كما نتج عن ارتفاع فاتورة الكهرباء والغاز بنسبة 3 بالمائة تطور فى مستوى اسعار الطاقة بنسبة 2ر2 بالمائة مقارنة بالشهر السابق. وبخصوص تدفق الاستثمار الاجنبي نحو تونس فقد سجل تطورا خلال العام المنصرم مقارنة بسنة 2006 بنسبة تزيد عن 7ر35 بالمائة لتبلغ قيمته 9ر2157 مليون دينار مكنت من احداث 19156 موطن شغل. وقد بلع حجم الاستثمار الاجنبي خلال الشهرين الاولين من السنة الحالية 3ر380 مليون دينار بتطور نسبته 2ر173 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2007.. وقد استأثر قطاع الطاقة بنسبة 42 بالمائة من هذه الاستثمارات . وشهد رسملة السوق في البورصة تطورا بنسبة 9 ر18 بالمائة مقابل 43 بالمائة سنة 2006 وتطور عدد السندات المتداولة بنسبة 24 بالمائة مقابل 35 بالمائة سنة 2006 الى جانب ارتفاع مؤشرات السوق المالية. ونبه تقرير المعهد التونسى للاحصاء الى ان الاقتصاد التونسى يواجه تحديات تفرضها مؤشرات الظرف الاقتصادى العالمى فى المرحلة الحالية.. مشيرا الى ان ارتفاع اسعار المواد الاولية فى الاسواق الدولية يشكل ضغوطا على التوازنات المالية الخارجية والموازنة التونسية .   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 28 مارس 2008)

محامو تونس والعراق يطالبون بمحاكمة مجرمي الغزو

 
دعا محامو تونس والعراق إلى تنسيق الجهود والفعاليات المشتركة باتجاه تحقيق مساءلة جنائية قضائية لمرتكبي التعذيب في سجن أبو غريب وكل الذين ارتكبوا جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب في العراق. وأكدوا في بيان مشترك للهيئة الوطنية للمحامين التونسيين ونقابة المحامين العراقيين، أن غزو العراق واحتلاله بالقوة العسكرية الأمريكية والبريطانية، هو “عدوان على استقلاله وسيادته الغاية منه تقسيمه ونهب ثرواته الوطنية”.
وجددوا في البيان، رفضهم القاطع لمشاريع وخطط الاحتلال الأمريكي المتمثلة في تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات على أساس طائفي واثني وعرقي والتمسك بوحدة العراق وهويته العربية. وطالبوا بتضافر الجهود من أجل دعم نضال شعب العراق وجهاده من أجل التحرير وتقرير المصير، وتقديم كافة أشكال المناصرة للحركة الوطنية والمقاومة العراقية، إلى جانب البحث من زاوية القانون الدولي في سرقة الآثار العراقية التي تمثل حضارة إنسانية عالمية وإعادتها إلى الوطن الأم. وشددوا بالمقابل على ضرورة إطلاق سراح كل المعتقلين العراقيين في سجون الأجهزة الأمنية العراقية، ومراكز الاعتقال الأمريكية لأسباب تتعلق بالموقف الوطني من الاحتلال العسكري الأمريكي والبريطاني.          (يو.بي.آي)   (المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الشارقة)  الصادرة يوم 28 مارس 2008)

« جاز في قرطاج » يجتذب نجوما عالميين من امريكا واوروبا

 
تونس (رويترز) – قال منظمون يوم الجمعة ان عددا من نجوم العالم في موسيقى الجاز والبلوز سيشاركون في مهرجان « جاز في قرطاج » الذي يبدأ في العاشر من الشهر المقبل في ضواحي العاصمة تونس. وقال مراد المطهري المشرف على تنظيم المهرجان ان الدورة الرابعة لمهرجان « جاز في قرطاج » ستشهد مشاركة نجوم الجاز والبلوز من الولايات المتحدة واوروبا وامريكا اللاتينية. واصبح المهرجان يحظى بصيت ذائع بعد ان استضاف في دوراته السابقة عدة نجوم ابرزهم المغنية الامريكية الشهيرة باربره اندريكس. وقال المطهري ان المهرجان « سيعقد بضاحية قمرت بمشاركة يايا كون ديوس من بلجيكا وجاك شوارز بارت من فرنسا وجيلبرتو جيل من البرازيل والثنائي ماريا جو وماريا لاجينها من البرتغال وجينو باولي من ايطاليا ». وتتميز أيضا دورة هذا العام باستضافة مغنية الجوسبال ليز ماكومب الضاربة جذورها الموسيقية في الفن الزنجي الامريكي. ودعي الى هذا المهرجان عازف جيتار الفلامنكو « كانازريس » من اسبانيا. ويقيم المهرجان أيضا عروضا موازية بقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد تحت شعار « الجاز بطريقة مختلفة » يشارك فيه عدد كبير من الموسيقيين من البرزايل وفرنسا وهولندا اضافة الى موسيقيين من مصر وتونس سيقدمون ألوانا من الجاز الشرقي.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 مارس 2008)

 

مكان محمد أمين بن علي وإخوانه  مدارج الكليات وليس السجن……

الرسالة الثانية لمحمد أمين بن علي  من داخل السجن

 
ومحمد أمين بن علي طالب قومي ناصري ،تجاوز العشرين بقليل ،مسجل بالسنة أولى عربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة (القطر العربي التونسي) مولود بالمنستير في 20 سبتمبر 1987 ، تم إعتقاله يوم 27 ديسمبر2007  على إثر التحركات الطلابية الإحتجاجية التي شهدتها بعض الأجزاء الجامعية بسوسة منتصف شهر نوفمبر 2007 ومازال إلى حد الآن موقوفا على ذمة التحقيق صحبة عديد الطلبة الناصريين واليساريين والذين يخوضون إضرابا عن الطعام منذ 20 مارس 2008 للمطالبة بإطلاق سراحهم ،وفيما يلي رسالته الثانية من داخل السجن لإخوته ورفاقه بالإتحاد العام لطلبة تونس والحركة الطلابية وللشباب العربي في جميع الأقطار:  
باسم الله الرحمان الرحيم   أيّها الإخوة القوميون الأفاضل في القطر العربي التونسي، أيّها المناضلون والأحبة ، يا مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس ومناضلي الأمة، من داخل الزنزانة رقم 9 بالسجن المدني بالمسعدين سوسة أكتب إليكم هذه الرسالة وكلي أمل على اللقاء قريبا في خط أخضر واحد،إنناّ ورغم كل ما نمر به داخل السجن مازلنا كما عاهدتمونا قبضة من نار وأخرى من حديد من أجل أمتنا العربية المجيدة،لقد تعرضت الأسبوع الفارط للإهانة العلنية اللفظية والمادية أنا وباقي مساجين الغرفة 9- عفوا الزنزانة 9 – وقد تم إجبارنا على الإنبطاح أرضا على البطون والزحف على الركب خلال يومين كاملين و قد أشبعنا من الضرب المجاني(صفعا،ركلا،و عصا و سبا)بسبب خصومة إثنين من المساجين في الزنزانة معي و قد بقيت لمدة 3 أيام شبه غير قادر على المشي بسبب الضرب و الحال أني مصاب في رأسي و لا أمتلك عظاما في جناب رأسي الأيمن جراء عملية جراحية سنة 2003 و هو ما عاد على صحتي بالتعكر إلى جانب أن الحال داخل الزنزانة 9 سيئة سواء من أو في المعاملات أو الظروف وأنا أنام على سرير مع 4 أشخاص آخرين أي 5 أشخاص و ليس لي سرير وحدي و صحتي جراء انعدام النظافة، وليس لي الحق أن أمرض يوما في الأسبوع فقط لأن الطبيب يعمل ليوم واحد في الأسبوع و حين مقابلته يرفض مدي بالدواء، وأيها الأحبة الأفاضل أنا لا أكتب لكم هذا ضعفا وألما لكن أردت إعلامكم بوضعيتنا داخل السجن  كي لا تنطلي عليكم كذبة العدو و كي تؤمنوا أننا على إستعداد دائم للتضحية من أجل الأمة بكل نفيس و غال، لقد آمنت بأنه لا يقدر على دفع ضريبة الدم إلا الذّين يقدرون شرف الحياة و أنّي على إستعداد دائم لدفع ضريبة الدم من أجل الأمة و العزة و الشرف و الكرامة. أيّها الإخوة القوميون أبلغوا تحياتي إلى إخوتنا و أحبتنا في كل شبر من الوطن العربي الكبير و خاصة الإخوة القوميون في القطر العربي المصري و إلى كل من ساندنا في محنتنا هذه. أيّها الأحبة إنه لا صلح و لا إعتراف و لا تفاوض مع العملاء و الخونة و إن جاء ما سأقوله لكم متأخرا إلا أن الظروف التي نمر بها داخل هذا المعتقل صعبة و أني لم أتمكن من إرسال الرسائل الفارطة بسبب التفتيش المسلط علينا وإننا ننعي و بكل أسف و حسرة و نرفض رفض الأحرار من الإخوة العراقيين علم العراق الجديد الذي وافقت عليه الحكومة العميلة للإمبريالية الأمريكية المتعفنة و إننا نعتبر أن هذا واحدا من أساليب الحكومات العربية الإقليمية العميلة و بأنه تصرف رجعي من حكومات رجعية عميلة. أيها الإخوة و الأحبة الأفاضل ميعاد كل شيء في هذه الحياة محدد بوقت معلوم و ميعادنا إن شاء الله تعالى في دولة الوحدة العربية ،إننا فكرا و ساعدا أحرارا و مسجونين مع إخواننا في القطر العربي الفلسطيني و بأنه لا بد لنا أن نمر ذات يوم بالنضال في الأرض العربية الفلسطينية لتحرير الأمة ومثلما هو معلوم أن فلسطين لم تتحرر إلا بتحرر بقية العواصم العربية ،ربما لا يكون الوقت المناسب للحديث عن هذا لكنه هو الواجب الذي تحتمه علينا قوميتنا و خياراتنا و قراراتنا. أيها الأحبة لا يسعني قبل الإنتهاء من هذه الرسالة إلا أن أقول لكم أن لا تقلقوا بشأني و بشأن الإخوة و الرفاق فإننا أخترنا طريقنا على درب النضال و العزة و الشرف و إنه لا بد لنا من التضحية  والسجن جزء منها. على أمل اللقاء بكم قريبا في وطن كبير واحد ،خط أخضر واحد نسير عليه، حلم أخضر واحد نحلم به والخزي و العار للعملاء و الخونة. عاش نضال شعبنا العربي  في سبيل دولة الحرية والوحدة والإشتراكية. عاش الإتحاد العام لطلبة تونس. عاشت نضالات الحركة الطلابية.   الطالب الناصري محمد أمين بن علي الزنزانة رقم 9 بالسجن المدني المسعدين سوسة في:21/03/2008.   الحرية  للطلبة الموقوفين بسجن سوسة    ·للتضامن مع الطالب محمد أمين بن علي يرجى الإتصال بوالدته على الرقم التالي: 0021695940540 ·للتضامن مع الطالب أحمد شاكر بن ضية يرجى الإتصال بوالدته على الرقم التالي:     0021697954001. · للتضامن مع الطالب وائل نوار يرجى الإتصال بوالدته على الرقم التالي: 0021698296874

 

نظام لا يريد أن يعرف الحقيقة  ؟

عزوف الشباب عن السياسة مرده إلى غياب المثال

 
عبدالباقي خليفة (*)   إذا كان معيار القوة لأي نظام قمعي هي جرعة الاستبداد ، فالنظام الحاكم في تونس اليوم قوي ، أما إذا كانت القوة هي ما تستند إليه الأنظمة الديمقراطية الشرعية ،من تفويض شعبي ديمقراطي ،فالنظام الحاكم في تونس أضعف من بورقيبة وهو في الغرغرة .   كان الاحتلال الفرنسي يعدد ( انجازته ) ومن بينها بناء المدارس وتعبيد الطرق ،لكنه كان احتلالا بغيضا ،ولم تشفع له ( انجازاته ) في إقناع الشعب التونسي بشرعية احتلاله ،ولم تثنيه عن المطالبة بمختلف الوسائل برحيل المحتل . وهذا ديدن كل شعب وقع تحت نيرالاحتلال مع كل محتل في التاريخ . وإذا كان العدوان الخارجي المهيمن عسكريا واقتصاديا وثقافيا احتلالا أجنبيا ، فإن الاستبداد هو احتلال داخلي بتعبير منصف المرزوقي . وإذا كان الاحتلال يقوم بتحويل البلد المحتل إلى مصدر نهب للثروات وتعمير بلده بخراب البلاد المحتلة ،ونشر ثقافته ليتسنى له التحكم فيها بعد فترة الاحتلال المباشر.   إذا كان الاحتلال الأجنبي كذلك ،فإن الاستبداد يحول البلاد إلى مزرعة خاصة ، لا يختلف فيها الانسان عن أي كائن حي ،بل ربما فضلت الحشرات والحيوانات عليه لانها لا تعارض ، بل بعضها يدافع عنه كالكلاب ،أويركبها كالحمير والخيول ، أو يستفيد منها لحما ولبنا كالبقر والضآن والماعز ،ويصنع من قرونها أبواقا وأسلحة للطعن والتجريح . ويصبح الشعب بتعبير الشيخ راشد الغنوشي حفظه الله  » شعب الدولة  » .   ولأن النظام الحاكم المستبد ينظر للشعب على إنه شعب الدولة ، فما الذي يمكن انتظاره من مثل هكذا نظام ؟ وهو من طينة ذلك الحاكم الذي عندما سئل عن حقوق الانسان أجاب « وما شأنكم ،هذا شعبي وأنا حر فيه  » ؟ وربما يوجد ممن هو على قناعة بأن بن علي وصل للسلطة بالطريقة التي يعرفها الجميع ، ولسان حاله يقول  » و  » الشاطر من يفعل مثله « ،أويحرر البلاد من الاحتلال الأجنبي ( على طريقة بورقيبة ) ليكسب الشرعية ،وما دون ذلك قطع الرقاب ،وهوما أشار إليه أحمد نجيب الشابي في معرض اصراره على الترشح لانتخابات 2009 م ،والذي يعنيه هو وحزبه فقط .   لكن البعض لم يكتف بمصادرة حق الشابي في الترشح فحسب ،بل حق حزبه أيضا ،وعوض أن يلوم النظام على تلاعبه بالقانون والدستور حيث يخيط قانونا جديدا في كل انتخابات للفرز السياسي ، يسلط اللوم على الشابي لانه لم يقبل بتدنيس الدستور والقانون بتلك الطريقة السمجة والمتخلفة .    والنتيجة كما يقر النظام نفسه هو وجود 70 في المائة من الشباب غير منخرطين في الاحزاب السياسية و الجمعيات المختلفة بالبلاد ، وهي نسبة كبيرة جدا . لكن النظام ومن لف لفه لم يغوصوا في أبعاد عزوف الشباب عن العمل السياسي . إذ أن السياسة إذ مارسها المرء تعد في تونس جريمة ، في نظر محترفي الاستبداد وأقانيمه المختلفة ،ما لم يكن مؤطرا وفق القوالب التي صنعوها . فقبل الاعتراف بالاحزاب السياسية ، كان خطاب النظام يصر على أن « الحزب الاشتراكي الدستوري « هو الاطار الوحيد للعمل السياسي المشروع ،وعندما فشلوا في استقطاب الجماهير ، صنعوا بعض الأحزاب الديكورية ، ونادو من أراد العمل السياسي فليكن ضمن هذه الأطر السياسية التي سمحنا بها ،ولا توجد خيارات أخرى أمام الشعب ، لانه شعب الدولة ، والدولة أعرف بمصلحته من نفسه بنفسه . شعب الدولة قاصر ،وفي حاجة لمن يفكر نيابة عنه ،ويحكم باسمه نيابة عنه ،ويختار له الاحزاب التي يجب أن ينضم إليها ،ولكن بشروط أن لا يتعدى الخطوط الحمراء . وإلا أصابه ما أصاب حركة النهضة عندما شاركت في انتخابات 1989 م .   لكن لماذا حركة النهضة وهو أمر مر عليه أكثر 19 سنة ، وأمامنا مثال  » الحزب الاشتراكي التقدمي  » حزب معترف به رسميا يتعرض لألوان من العرقلة والاستفزاز والاضطهاد بدءا بمعركة المقار الحزبية ومرورا بتغيير قانون الانتخابات وانتهاءا بالاعتداء على مناضليه في سوسة وغيرها  ؟!!!   يتحدث البعض عن انتصار النظام على حركة النهضة ، وقد يظن من لا يدري أن الشعب التونسي اصطف وراء النظام الحاكم في معركة انتخابية ، أقصت حركة النهضة من الميدان . أو انتصر في معركة عسكرية جرت بين الطرفين على طريقة بني تغلب وبني مرة . والجميع يعلم ما حدث ،وكيف كان انتصار النظام على شعبه أو تيار داخل الشعب باستخدام أدوات حماية المواطنين لقمعهم ، وأدوات نشر الأمن لترويعهم ،وأدوات تحقيق العدالة لارتكاب أكبر جريمة ضد الانسانية في تاريخ تونس . لم ترتكب حركة النهضة أي جريمة سوى مطالبتها بتغيير معادلة « شعب الدولة « إلى معادلة « دولة الشعب « وكانت تلك جريمة لا تغتفر ارتكبتها النهضة في نظر النظام القمعي ، وهو ما لا ينساه التاريخ .   وكعادة الانظمة الاستبدادية فقد استندت في حربها ضد حركة سياسية سلمية على حوادث معزولة كحادث باب سويقة أو عملية محرز بودقة رحمه الله ،على ما بينهما من فاصل زمني طويل . وهي حوادث لا علاقة لقيادات النهضة بها ، وهو ما يمكن إثباته من خلال تحقيقات عادلة أو أحكام قضائية مستقلة لا يشك في نزاهتها . ولو أرادت النهضة مواجهة أمنية مع النظام لربما تغير وجه تونس منذ زمن بعيد ، ولكن حركة النهضة لا تريد انتصارا دمويا كما جنح لذلك النظام ، وعلى أساس ذلك يحكم اليوم ويعربد .   وعودة لحوار الشباب الذي يدعو إليه نظام الاستبداد ، بهدف إفراغ طاقات الشباب وحماسه في الكلام . وهي طريقة نفسية لتنفيس ما يعتمل في داخل الشباب من غضب وحنق على النظام الديكتاتوري . فالشباب بتعبير المقربين من السلطة يروم « الخروج على ما هو رسمي « أو أنه  يشعر بأن الخطاب الرسمي  » خطاب ديماغوجي لا يصدقه الناس « وقيل ذلك على فضائية تونس 7 . ولذلك فإن مشروع حوار الشباب هو شكل من أشكال خوار النظام ،( بنصب الخاء ) وهو مشروع محكوم عليه بالفشل ما لم تتوفر الحرية الحقة التي تفجر الابداع وتدفع للمشاركة والنضال من أجل الوطن والتفاني في خدمته.   والحرية لا تتجزأ ،وفي مقدمتها حرية الصحافة ،وحرية تشكيل الأحزاب ، وحرية العبادة ، وحرية اللباس ، والتمهيد لكل ذلك بعفو تشريعي عام .   إن العفو التشريعي العام والسماح بهامش من الحريات كمرحلة تدريجية هو الحل الوحيد لكسب ثقة الشباب ، فلا يمكن أن تكسب ثقة الجيل الجديد في تونس ، وأنت تقدم له نماذج يومية على كذبك ، من خلال ما يقرأه على شبكة الانترنت و يطلع عليه من خلال الفضائيات المحترمة على واقع بلاده ، وقبل ذلك ما يلمسه ويشاهده في الشارع ، حتى أصبحت لوحات السيارات تحمل أسماء الصعاليك من الشنفرة وحتى ولد شلبية .    شباب عاطل عن العمل ،أو صدعته وسائل النقل من شدة اكتضاضها والمضايقات التي يعانيها داخلها ، كيف يمكن أن يستمع لوعودك بوسائل الترفيه في دور الشباب والثقافة ؟!!!   إن ذلك يشبه دعوة الجياع لأكل البسكويت وهم لا يجدون الخبز ، كما حدث ذات يوم في فرنسا . هل نهنئء أنفسنا على ذلك ، لأننا على طريق الحداثة  طالما سرنا على خطى تطورات التاريخ الفرنسي !!!   هناك أزمة ثقة بين الشباب والنظام الحاكم ، فكيف يثق الشباب بالنظام وسلوك منتسبيه وبعض ممثليه مشينة سواء على الصعيد السياسي أوالفساد والنهب الاقتصادي أو السلوك الاخلاقي . مقربون من النظام يرفلون في الحلل ويسوقون السيارات الفارهة ويحتكرون رخص الشركات ويسيطرون على التصدير والاستيراد ، والشعب يعاني من الفاقة والحرمان وحملة الشهادات بدون عمل .   الشباب يريد أن يعترف به أولا ، وبحقوقه ، وأن يرى العدالة في توزيع الثروة بين الجهات وبين الافراد . يريد أن يرى حرية حقيقية تشجعه على المبادرة وعلى طرح الافكار دون مواضيع محرمة . ولكن عندما يكون جاره في السجن منذ 17 سنة وزميله في مركز البوليس لانه جلس مع زملاء له في المقهى ثم يطلب منه عدم الجلوس معهم ،وإلا أدخل السجن ، وعندما تكون احدى قريباته قد تعرضت للاعتداء في الشارع أو طردت من المعهد لأنها محجبة كيف سيصغى لبن علي وهو يقول  » ليس هناك مواضيع محرمة  » كيف بربكم ؟،كيف تكذبون دون إجادة حتى تقنية الكذب ؟!!!   اعترفوا  بالآخر قبل أن تحاوروه وقبل أن تطلبوا منه رأيه .اعترفوا بحق الشباب في التنظيم وحاوروه من هذا المنطلق . تنازلوا قليلا عن كبريائكم الكاذب وانظروا للشباب وأشواقه للحرية ولا تنظروا له من خلال احتياجاته التي يشترك فيها مع النبات والحيوان فحسب .وإذا كان الشباب هو الحل وليس المشكلة ، وقد سمع رأيكم فيه ، هل بامكانكم استرقاق السمع ،وهذه مهنتكم ، لتعرفوا رايه فيكم ، وماإذ كنتم الحل وليست المشكلة بالنسبة إليه . هل بامكانكم معرفة الحقيقة لانفسكم وليس لنا أو الشعب ، يهمنا أن تعرفو الحقيقة ،وليس شرطا أن تخبرونا عنها اجعلوها سرا من أسراركم  ،وما أكثرها .   وللحديث بقية بعون الله   (*) صحافي تونسي   (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 28 مارس 2008)
 

خنيس:رئيس بلدية يعطل مشاريع التنمية

 
بقلم : عامر عياد لأنه فلتة من فلتات الزمان .. و لان المدينة لم تنجب إطارا ساميا قادرا، مثله قرر أولي الأمر التمديد  في نيابة السيد رئيس بلدية خنيس لفترة ثالثة رغما عن انف المجلة الانتخابية ، ليكون بذلك أول مسؤول بلدي في ولاية المنستير يحتل هذا المنصب لثلاث دورات متتالية. و كان أمل المسؤولين أن يكون رجل المرحلة ..و في مستوى ما تشهده المدينة من نهضة عمرانية و فكرية و أن تجعل هذه الثقة  السيد رئيس البلدية أكثر تفانيا في خدمة المجموعة المحلية و أكثر حرصا على تنفيذ المشاريع الجهوية و الوطنية و التي تعتزم السلطة تنفيذها بالتعاون مع السلطة البلدية.. كان الامل كبيرا في ان تكون هذه التضحية  سبيلا للنهوض بمستوى عيش المواطنين و تحسين ظروفهم الحياتية و البيئية من مسؤول اعتاد المسؤولية و اعتادته ..إلا أننا اكتشفنا و اكتشف أولي الأمر أن الثقة كانت في غير محلها .. و أن التمديد لم يزده إلا مللا من خدمة المجموعة و سعيا إلى عرقلة المشاريع  التنموية والاستهتاربالمصلحة العامة…اكتشف اولي الامر ان الامر يزداد سوءا يوما بعد يوم في ظل رئاسة لم تعد تحترم ادنى اخلاقيات المسؤولية .. واصبح تواجده عبئا على الحزب الذي رشحه لانه لم يعد الورقة المفيدة التي تخدم اولا البلاد و العباد. و يبرز ذلك خصوصا في: *علاقة متشنجة بالمجلس البلدي: يجمع أعضاء المجلس البلدي  أن المجلس مختزل فقط في رئيسه الذي همش جميع أعضاءه و اعتبر كل من يقف  مناقشا أو مستفسرا  » معارضا  » مع ما يعنيه ذلك من تبعات أمنية و سياسية ، لذلك عزف اغلب أعضاء المجلس عن التواجد داخل قصر البلدية  و عن حضور الدورات البلدية التي لا يكتمل نصاب عقدها القانوني إلا بعد  جولة  على المقاهي و الحوانيت لجمع من تيسر من الأعضاء..هذا الوضع ادخل ارتباكا كبيرا على سير عمل البلدية المرتبطة فقط بالمسؤول الاول..و على المواطن انتظار يوم راحته حتى يقضي شؤونه لان لا احد يحق له التصرف في صغائر الأمور و كبائرها غيره .و ضع غير طبيعي يناقض روح و جوهر قانون البلديات و المناشير الوزارية التي تدعو للمشاركة في اخذ القرار  و تيسير قضاء شؤون المواطنين الذين تتعطل اعمالهم في انتظار ايام الراحة الموعودة للسيد رئيس البلدية. و للعلم فان بلديتنا لا تزال منذ أكثر من ثلاث سنوات بدون خطة كاتب عام و المكلف بهذه المهمة هو احد الموظفين الذي  كثرت تجاوزاته و تشكيات المواطنين و العمال من تصرفاته و تجاوزاته و سوء تقديره للامور-خصوصا ايام الكوارث الطبيعية-مما حدا ببعض السكان الى التهديد برفع قضايا ضده لولا تدخل اهل الخير!!! *تهميش عمل الجمعيات رغم تشجيع السلطات على عمل الجمعيات  الا ان بلديتنا الموقرة سعت إلى قتل كل نفس جمعياتي و ذلك عبر غلق حنفية الدعم أو عدم تيسير عملها و للعلم فان في مدينة خنيس حوالي سبعة عشرة جمعية لا تنشط منها إلا جمعية  » الكورة  » التي توضع أمامها أيضا العراقيل المتتالية و لولا تضحية أبناءها و مسؤوليها لكان مآلها الاضمحلال   و النسيان.وللعلم فان آخر ضحايا البلدية جمعية الغرفة الفتية التي تم تاسيسها بمبادرة شجاعة يوم 09-10-2007 الا انها وئدت نظرا لتقاعس السيد رئيس البلدية عن الوفاء بوعده في مدها بمساعدة مالية بسيطة لا تتجاوز ال250 د كعنوان معلوم تسجيل الجمعية !! *تعطيل عمل الأحزاب رغم انه لا يوجد في مدينة خنيس الا  حزب واحد و هو التجمع الدستوري الديمقراطي إلا أن ذلك لم يمنع السيد رئيس بلدية المكان من تعطيل عمل شعب هذا الحزب و ذلك بحجب معدات البلدية و عدم مساهمته في تعليق مظاهر الزينة بمناسبة الأعياد و المناسبات الوطنية و الدينية، وقد برز ذلك واضحا ايام المولد النبوي الشريف و عيدي الشباب و الاستقلال حيث كانت  الساحات و الشوارع معبرة عما تعانيه المدينة من اهمال  وما تلقاه هذه المناسبات من تهميش و الغاء متعمد رغم حرص السلطة المتواصل على الاحتفاء بها من اعلى المستويات.  هذا إضافة إلى علاقته المتوترة مع ممثلي هذا الحزب في المدينة و قد وصل الأمر إلى حد السباب و التلاعن أمام  أنظار و دهشة  المواطنين و المارة..علاقة يريدها السيد رئيس البلدية علاقة عمودية يمارس من خلالها سلطته على الجميع دون حوار او مشاركة..هذه العلاقة المتوترة ساهمت الى حد بعيد في تصحير الأوضاع الثقافية و مزيد تعفين الحياة السياسية في المدينة. *تعطيل المشاريع التنموية و سوء التصرف في إطار النهضة العمرانية و التنموية الشاملة التي تعيشها تونس زاد الاهتمام بمدينة خنيس لكونها معبرا رئيسيا للمسلك السياحي الذي يمتد من مدينة المنستير إلى مدينة المهدية لذلك سعى المسؤولون الجهويون الاهتمام بنهضة هذه المدينة    كجزء من الاهتمام بالوطن و رصدت لذلك ميزانية هامة إلا أن السيد رئيس بلدية المكان سعى و بكل قوة إلى إفشال و تعطيل مثل هذه المشاريع التي تتناقض و مصالحه الخاصة من ذلك تخصيص أكثر من أربعة عشرة ألف دينار لتهيئة منتزه مؤقت يقضي فيه و شلته أيام الصيف..علما أن مكان المنتزه مخصص أصلا لأحدى المشاريع الكبرى.  ورغم تخصيص حوالي 20 الف دينار  خلال المخطط الاستثماري 2007-2008 لتعهد و صيانة البنية الاساسية فما زالت طرقاتنا و مسالكنا مزدانة بالحفر التي تعيق المترجل و الراكب على السواء مما يطرح سؤالا عن مآل هذه الاموال المرصودة و اوجه التصرف فيها. ان العمل البلدي هو عمل تطوعي بالاساس هدفه خدمة الصالح العام بدون حسابات شخصية..هو عطاء بلا حدود ..تضحية بالمال و الجهد و الوقت من اجل خدمة المجموعة..و لا نعيب على المتطوعين خدمة وجاهتهم الشخصية بقدر ما نعيب عليهم تعطيلهم لمشاريع التنمية التي تسعى للنهوض بالمدينة. ان ما يقوم بهم سؤول بهذا الحجم و هذا المستوى من تعطيل لعمل الجمعيات و مساهمته في تكريس الرداءة و تهميش عناصر التنمية بكل وجوهها ليطرح علينا اسئلة عديدة حول نوعية تفكيره و اتجاهاته الفكرية التي تسمح له الاستعاضة و تخصيص جل اوقاته للعب الرامي مع شلته عن خدمة المجموعة التي تطوع اصلا لخدمتها؟:

 


المنوعات الترفيهية على قناة تونس 7: نقطة استفهام

 
أمام ما تفرضه الحياة من ضغوطات سواء نتيجة البطالة أو العمل أو الدراسة أو غير ذلك اعتبر الترفيه حاجة أساسية لتحقيق التوازن النفسي لدى الإنسان عامة و لدى الطفل و الشاب على وجه الخصوص، و من هنا لا يمكن إلا أن ننوه بتوافر المادة الترفيهية في برمجة قناتنا الفضائية تونس 7، غير أن التساؤل المطروح في هذا السياق يتصل بنوعية البرامج الترفيهية المقدمة و مدى ما تحققه من توازن بين الجانب الترفيهي و بين الجانب التثقيفي حتى لا تنحرف الرسالة الاعلامية عن هدفها و رسالتها و رهانها على صعيد المساهمة في الارتقاء بشخصية الفرد و تنمية الجانب التثقيفي و التوعوي فيه. تتنوع البرامج الترفيهية على الفضائية التونسية منها الخاصة بالرياضة و التي تخصص لها مساحات زمنية هامة و يجند لها فريق هام لمتابعة أنشطتها لحظة بلحظة مع التحليل العميق بكل نزاهة و شفافية و الذي لو تناولت به قضية الشرق الأوسط لحلت منذ زمن، و يأتي هذا الاهتمام بالمادة الكروية خاصة، نظرا للقاعدة الجماهيرية التي تحظى بها و التي لم تزدها متابعة هذه البرامج إلا تعصبا للفرق الرياضية و تكسيرا لأجهزة الملاعب و السيارات و وسائل النقل عملا بعقلية « رزق البيليك » إلى جانب التراشق بالحجارة و غيرها بين أحباء الفرق الرياضية و أحيانا بين أحباء الفريق نفسه، إضافة إلى البرامج الفنية و خاصة الغنائية ـ الشغل الشاغل لمؤسستنا الاعلامية الأولى ـ و التي لا تقل أهمية عن سابقتها من حيث التوقيت الاستراتيجي و العناية الخاصة التي تلقاها من قبل القائمين على البرمجة في تلفزتنا الوطنية، بحيث تصرف الملايين من أموال الشعب من أجل استضافة رموز « الطرب الأصيل » في الوطن العربي أمثال باسكال مشعلاني و رامي عياش و خريجي ستار أكاديمي و غيرهم ممن منت علينا بهم الساحة الفنية، هذا إضافة الى ما يصرف على ماكياج وشعر و لباس مقدمات هذه البرامج للظهور على الطريقة اللبنانية، طبعا دون أن ننسى برامج الألعاب و المسابقات التي ترصد لها جوائز وهمية عفوا مالية هامة كي تستقطب الأنظار و تحقق نسبة مشاهدة عالية على غرار برامج الفن و الكرة مع العمل على عدم ارهاق المشارك بأسئلة صعبة حتى يتسنى له ربح و لو بعض الملايين… و بالتالي اغراء بقية المشاهدين لبعث ارساليات قصيرة تعريفتها لا تتجاوز دينار و احد فقط للمشاركة في هذه البرامج، و من هنا نستشف الدور الريادي و المجهود الجبار الذي تقدمه تلفزتنا العزيزة من أجل ضمان راحة المشاهد و تجنيد العاملين بها لتأمين المادة الترفيهية له و بثها في الوقت المناسب في حين تترك البرامج الثقافية لتذاع في آخر الليل… تتميز عديد البرامج الترفيهية على فضائيتنا تونس 7 بالاستنساخ من ألفها إلى يائها، ولا غرابة في ذلك مادامت الاحصائيات أثبتت أن 70 بالمائة من البرامج المقدمة على الفضائيات العربية عموما مستوردة من الغرب فكيف لقناتنا إذن أن تكون خارج السرب! و كأن جانب الخلق و الابداع يغيب لدى الطاقات التي تتوفر عليها بلادنا من مختلف الاتجهات، مع غياب المضمون الهادف للتوعية و التثقيف في هذه الاطباق الاعلامية الدسمة، ففيما يخص البرامج الرياضية فلم نلحظ فيها حثا على تعاطي الرياضة لما في ذلك من فوائد على الجسم و العقل بل طبعت في قلوب الشباب فكرة الحلم بالنجومية الآفلة و الثروة الطائلة التي لا تحققها لا الشهائد العلمية و لا المرتبات الشهرية و بالتالي ترسيخ ثقافة القدم بدل ثقافة القلم كما يقال، أما بالنسبة للمنوعات فإن مضامينها هشة في عمومها كما أنها لا ترتقي إلى الاضطلاع بدورها في التوعية و صقل الشخصية و توجيهها الاتجاه الصحيح حيث يغلب عليها الطابع التجاري بالعمل على جلب اهتمام المشاهد بكل الطرق من خلال تأثيثها في غالب الأحيان بوجوه غنائية معروفة عربيا و اهمال الفن و الفنان التونسي الذي لا يقع اللجوء إليه إلا لملأ الفراغ الذي يتركه الأجنبي، من هذه المنوعات ما يحمل اسم « موزيكا و فرجة » و لا أدري لماذا الاصرار على كلمة موزيكا التي لا توجد في قاموسنا العربي، ثم برامج الألعاب همها الكبير استنزاف مال المواطن التونسي البسيط الذي زرعت فيه حب الربح السريع و الخروج من نار الحرمان و الخصاصة إلى جنة النعيم و الرفاه بمجرد بعث ارسالية الحظ و الفرتونة، من هذه الأعمال الخاصة بالمسابقات التي تتحفنا بها التلفزة التونسية برنامج حظيت باكتشافه منذ أيام خلت و هو بعنوان « احنا هكة » و لا أدري من يقصدبكلمة أحنا؟، هذا البرنامج من اعداد سامي الفهري أخذه كالعادة عن تجارب غربية لكنه تخفى هذه المرة وراء الاعداد و حسنا فعل..، وهو يحمل من الاستهتار بعقول المواطنين لاسيما البسطاء الكثير، فيا تلفزتنا المصون أفبأسئلة عن » الحاجة الي نطيبو بيها التاي خلف الحشيشة » أو « الحاجة الي نجمو نخبيوها في القجر »  أو  » الفنانة الي تتمنى تتعشى معاها » تنهضين بوعي المواطن و تساهمين في تثقيفه و صقل مواهبه و اعداد الأجيال الناشئة لتكون واعية ومسؤولة لتحمل لواء الارتقاء بتونس، في ظل تجند الدولة و مؤسسات المجتمع المدني للنهوض بقطاع الشباب خاصة، و الذي جرفته تيارات الفضائيات العربية و الغربية إلى غياهب التزمت و الميوعة،فأين أنت من كل هذا؟ أين أنت و الآلاف من ذوي الكفاءات يقبعون خلف أسوار البطالة في الوقت الذي تعولين فيه  على أشباه مبدعين  في برامج مستنسخة تجاوزها التاريخ …! هذه إذن مجرد قراءة فيما تقدمه الفضائية تونس 7 من برامج ترفيهية و التي يجب أن تكون الوسيلة المثلى لتمرير الثقافة التي للأسف هجرها المواطن، لكن ما لاحظناه هو تغييب شبه كلي للجانب التثقيفي باستثناء بعض الجوانب المضيئة في برمجة قناتنا منها برنامج « نسمة صباح » و الذي تحققت فيه المعادلة نوعا ما بين ماهو ترفيهي و ما هو تثقيفي من خلال مختلف الأركان التي يتضمنها هذا البرنامج. شادية السلطاني


  في كتاب جديد الباحثة الإجتماعية تراكي الزناد:

« لا مكان للنسيان في ذاكرة الشعوب »

 
محسن المزليني mezlini@yahoo.fr   على الرّغم من تزايد الدراسات الإجتماعية في الوطن العربي إلى حدّ يمكننا من الحديث عن تخمة، إلاّ أنّ الكثير من الأحداث غير المتوقعة أثبتت أنّ هناك أزمة حقيقية في كيفية التعامل مع الواقع الإجتماعي. وإذا كان من البديهي القول أنّ التنبؤ بهكذا ظواهر وتحولاتها مردّه صعوبة التناول العلمي للظاهرة الإنسانية أيّا كان المكان والزمان، طالما أنّ الإنسان، بما يتمتّع من حريّة وقدرة على التجاوز، عصيّ على التحديد الذي تخضع له الظواهر الطبيعية، إلاّ أنّ ذلك لا يبرّر عجز عديد الأبحاث الإجتماعية العربية عن فهم أسباب أزمات إجتماعية كثيرة منها ما تعلّق بمحدودية نجاح عملية التحديث، أو تفجّر نزاعات ذات طبيعة طائفية أو قبلية، بشّر أغلب علماء الإجتماع بدخولها متحف التاريخ. وأكّدت عودة هذه الظواهر إلى سطح الأحداث أزمة مزدوجة للواقع ولطريقة تناوله أيضا. فقد ركّزت أغلب الدراسات على النظريات التفسيرية الكبرى للواقع، لأهداف في الغالب إيديولوجية تحاول البرهنة على صحّة النظرية ولو اضطرّها إلى التعسّف على الواقع. في هذا الفضاء المعرفي المأزوم، تبدو مقاربة الدكتورة تراكي الزناد بوشرارة أكثر قدرة على الإنصات للواقع، طالما أنّها تنطلق من الميدان لتعود إليه باستنتاجات هي أقرب للفهم منها للأحكام المسبقة. وفي هذا السياق المعرفي وانطلاقا من منهجية المورفولوجيا الإجتماعية التي تمرّست الباحثة على اعتمادها مفتاحا لفكّ طلاسم الظواهر، تأتي دراستها الأخيرة « ذاكرة المعيش » التي نشرتها باللغة الفرنسية وصدرت عن دار Serec EDITION في 156 صفحة متوسّطة الحجم.
كلمة السر
لا شكّ أنّ طرافة المقاربة المنهجية التي تعتمدها الباحثة تعود جذورها إلى ما تعلّمته من أستاذها بالجامعات الفرنسية العليا جون ديفينيو من أنّ الظواهر الإجتماعية هي جماع الوجود الإنساني الذي لا يتوقف على السطح العقلاني وإنّما يضرب جذوره في عمق الكائن ولاشعوره فيتحوّل إلى ذاكرة تهيكل وعيه وتتحكّم في ذوقه وفكره وطريقة وجوده… إنّها كلمة المفتاح لفهم ظواهر كثيرة تبدأ بالنزوح وما يرافقه من مشهد معماري يُختصر عادة بتوصيفه بالفوضوية، في حين رأت فيه الباحثة منطقا مختلفا. ففي تلقائيته يخفي البناء الظاهر إحداثيات يتداخل فيها الماضي السحيق، ماضي الترحال والإنتقال، بعواطف تدفع أو تمنع. فالناس » لا يحييون كأموات  » ضمن الفضاء الذي يضمهم ولا ينقطعون عن ماضيهم مهما حلّوا أو ارتحلوا. ذلك أنّ الفرد، مثله مثل الجماعة، ينقل معه حينما يتنقل كلّ موروثه الثقافي وتصوراته وآماله وأساطيره وتمثلاته، ليضفيها على الفضاء الذي يؤسسه. فيصبح المكان ومن خلال علاقته بالجسد مكوّن constituant  ومكوّن constitué. وهو ما يعني أنّ هذا المخزون أو الطبقة الجيولوجية العميقة (الثقافية) يكوّن الذاكرة ويصبغ الفضاء الذي يشغله الفاعلون ويتمظهر في طريقة تعاملهم معه وشغلهم له عبر ممارساتهم اليومية. إنّ المعيش يصبح، طبق مقاربة الزنّاد، ليس جمعا لردود فعل « بافلوفية » دافعها الحاجة المادية، وإنّما خطاطة من الممارسات تنطلق من الطبقات السحيقة لتتفاعل مع الحاضر بكل تفاصيله العاطفية والعقلية.
 مقاومة التغيير
أمّا البعد الثاني أو الكلمة ــ المفتاح الأخرى، فهو ما سمّته الباحثة بـ « استراتيجيات المقاومة ». والمقاومة هنا في معناها العام، ذلك أنّ التحول ينقسم إلى مستويين: تحوّل مرغوب وآخر مفروض، كما يقول ديفينيو مؤكّدا أنّ التغيير الحقيقي هو ما يكون مرغوبا. والرهان الحقيقي الذي تقدّمه هذه المنهجية هي قدرتها على تفسير الأزمة التي تشهدها المجتمعات العربية سواء في مستوياتها المجهرية أو حتى في مواجهة القضايا الكبرى. فمن طريقة البناء في الأحياء الطرفية (مثل حيّ نقّز بأريانة الشمالية)، إلى سلوك بعض القرى والمدن الصغيرة (كما هو الشأن في دراستها العودة إلى شبيكة، أو أكثر من قرية في ولاية جندوبة)، ترسم الدكتورة تراكي الزناد شبكة تحليلية تكشف ما لم تقدر الدراسات الإجتماعية التقليدية على كشفه، نظرا لنزعتها الأرتدوكسية التي تسبق وحدتها المنطقية على فعاليتها التفسيرية… إنّها منطقة المشاعر، تلك التي يرتسم في رحمها فعل الإنسان. كما تمكننا هذه الؤية المنهجية من فهم سلوكات المهاجرين في هجرتهم، وسلوكات الشعوب المقاومة لفرض العولمة. وتلك منطقة بكر، دخلتها الباحثة متسلّحة بأحدث المناهج العلمية. أوليست التجربة البحثية مغامرة بالإبحار في العوالم الصعبة والمتحرّكة، حيث يتيه من لم يدقق النظر ويعيد القول. تلك بعض الشذرات من كتاب يحملك إلى عوالم هي أقرب إليك من نفسك، ويتكلّم عنك ومنك، ويؤكّد أنّ النسيان ليس من طبيعة الكائنات الثقافية بانفتاحه على عوالم المعنى، خاصية الإنسان الأولى.
 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين  الرسالة رقم 425 على موقع الحق والحرية

أمانة مكاسب الاستقلال عظمى واغتنام فرصة ذهبية مازالت أمام التونسيين لدعم الذاكرة الوطنية من لدن من عاشروا وواكبوا الزعيم الراحل بورقيبة

 
بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي   في المقال رقم 424 تحدثت على أهم المحطات البارزة والتي تزامنت مع شهر مارس على امتداد 74 سنة من 2 مارس 1934 انعقاد مؤتمر قصر هلال في 2 مارس 1934 لإرساء بناء حزب عتيد حرر البلاد والعباد وابرز قيادة سياسية حكيمة حققت ما يطمح إليه الشعب التونسي في الحرية والسيادة والاستقلال. وذكرت المحطات الأخرى التي تمت في شهر مارس على النحو التالية : محطة 26 مارس 1945 قبل 63 سنة وهذا اليوم غامر فيه زعيم الوطن الحبيب بورقيبة وسافر برا وبحرا وغامر بحياته وصحته من أجل تونس والتعريف بالقضية الوطنية، وهذه المحطة التاريخية الهامة لم تحضى بالاهتمام وبالرعاية والعناية والإشارة في وسائل الإعلام مع الأسف. ونرجو أن نسمع مستقبلا على الأقل الحديث عن هذه الذكرى في قناة المستقلة وهي المستقلة كما فعلت خلال عيد الجمهورية الذكرى الخمسين خصصت حصص وبرامج كاملة للحوار وتسليط الأضواء على مسيرة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله.   أما المحطة الثالثة عيد الاستقلال التام 20 مارس 1956. وهذه الذكرى الخالدة لن تمحى من ذاكرتنا الوطنية وهي مرتبطة بتضحيات ونضالات الزعماء والأبطال وفي طليعتهم الزعيم العملاق الحبيب بورقيبة الذي لم نعطيه ما يستحق من العناية في مجال وسائل الإعلام خاصة المرئي والمسموع… والمحطة الرابعة حصلت يوم 25/3/1956 موعد أول انتخابات تشريعية لأول مجلس تأسيسي منتخب في تونس المستقلة فهل أخذت هذه الذكرى حظها في الإعلام؟؟؟ أم تجاهلتها وسائل الإعلام.   واليوم بعد مرور 74 سنة على أول مؤتمر وطني جمع أحرار الحزب أقلية فاعلة ستون شعبة دستورية في كامل أنحاء البلاد غيرت وجه التاريخ. وزعيم شاب حقق المعجزات ودعما للذاكرة الوطنية ومزيد تفعيلها وضمان استمرارها وتجسيم هذه الذاكرة تجسيما فاعلا على أرض الواقع ومزيد ترسيخها في الأذهان ولدى الشباب التونسي والأطفال باعتبار أن فقدان الذاكرة وإهمال التاريخ وتهميشه هو أكبر خطر على ذاكرة الشعب ولا قيمة لشعب لم يحافظ على رصيده وتاريخه والاعتزاز بماضيه المجيد والعرفان بالجمل لزعمائه وأبطاله وأب الاستقلال الزعيم الراحل الذي لم نسمع بفتح حوار واسع مع الشباب حول تاريخ الحركة الوطنية ودور الزعماء وكفاح وتضحيات الزعيم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. وان الحوار الجاري مع الشباب وبعضهم يقول نريد أن يهتم الشباب بالسياسة كلام هام لكن نقول لهذا الدكتور ما تعني بالسياسة فهل لها حدود والكلام على الماضي بمقدار…؟ وبصفة محتشمة وحوالي 5 دقائق فقط حتى عندما نحيي ذكرى 2 مارس بقصر هلال الكلام على الذكرى بمقدار وباختصار شديد أما الإعلام لا يبرز إلا الحاضر…؟؟؟ واعتقد أن مسؤولية المحافظة على الذاكرة الوطنية مسؤولية جماعية. وخاصة من طرف المسؤولين والوزراء والمناضلين الكبار الذين عاشروا وعاشوا وناضلوا وشرفهم الحزب والزعيم الراحل بورقيبة بتحميل المسؤولية في قيادة الحزب والحكومة والدولة. أمثال السادة محمد المصمودي، أحمد المستيري، الباجي قائد السبسي، محمد مزالي، محمد الصياح، محمد الناصر، عبد المجيد شاكر، ادريس قيقة، رشيد ادريس، مصطفى الزعنوني، الشاذلي العياري، حمادي السخيري، أحمد قلالة، عبد الله بشير، الحبيب بولعراس، الشاذلي القليبي، الهادي البكوش، مصطفى الفيلالي، محمد بن عمارة، عزوز الأصرم، نجل الزعيم الحبيب بورقيبة الابن أمده الله بالصحة والعافية، عبد الرزاق الكافي، التجاني مقني، محمد شاكر، محرز بالأمين، ومحمد اليعلاوي، الصادق جمعة، لسعد بن عصمان، رشيد صفر، الطاهر بلخوجة، البشير بن يحمد، الهادي الزغل، صالح البحوري وقاسم بوسنينة وغيرهم.   هؤلاء العناصر المناضلة لها مسؤولية كبرى وتاريخية لنشر مبادئ وثوابت الحزب وكل المحطات التاريخية والشباب التونسي متعطش لتاريخ بلاده والإخوة المذكورين هم الأجدر والأنفع لحمل مشعل التاريخ في بلادنا والمحافظة على التراث البورقيبي مع الشرفاء وكل المناضلين والأجيال والأشبال حتى يبقى تاريخنا الوطني شامخا غير مهمش أو غابرا ومجهولا في إعلامنا خاصة المرئي… والمصيبة في الإعلام المرئي الذي هدم الماضي وأهمل التاريخ… قال الله تعالى :  » وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين  » صدق الله العظيم   محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354

 

الديكتاتوريّة النوفمبريّة تُمعن في الإستهتار بالبلاد والعباد

 
أحيت الطغمة الحاكمة ما دأبت على تسميته « عيدي الإستقلال والشباب » وكعادتها أنفقت الأموال الطائلة في مهرجانات وندوات عمّت كل البلاد بما فيها الأرياف القصيّة. وكعادتها كثفت من الصّراخ والدعاية حول « منجزات العهد الجديد » وأغدقت الوعود بالمشاريع المستقبليّة ضمن حملة إعلاميّة مسعورة قوامها الإفتراء على النّاس وتزوير الملامح العامة لواقع البلاد، فعلت كل ذلك غير مكترثة لا بالظروف العصيبة التي تحياها الأغلبيّة السّاحقة من جماهير شعبنا ولا باللامبالاة الكبيرة التي أبداها ويبديها الشعب حيال مثل هذه الإحتفالات العبثيّة التي افتضح أمرها ولم تعد قادرة حتّى على تحقيق القليل من أهدافها المرجوّة، بل إنّ مثل هذه المناسبات بما يصحبها من هدر للمال العام وتنشيط للكذب والديماغوجيا أضحت مثار للسّخط وحتّى التهكّم على السّلطة ورجالاتها وهو أمر منطقي ومعقول بالنظر إلى الأوضاع السياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة القائمة التي كانت حصيلتها اتّساع دائرة المتضرّرين وحتّى الساخطين على النظام الديكتاتوري بما يُنذر جديّا بقرب دخول البلاد مساحات الهزّات الإجتماعيّة الخطيرة، ولا نظنّ أنّ انتفاضة الحوض المنجمي إلا بداية بهذه الطريق والصورة المُصغّرة لما قد يأتي لاحقا ضمن أفق أعمّ وأشمل.. وكما يُقال « العزُوزة هازّها الواد وهي تقول العام صابــة ». ولعــلّ هذا المثل أفضل مُعبّر عمّا تفعله حكومة بن علي وعن المصير المُهلك الذي يدفعون إليه البلاد والعباد وبعدها يجدون الجرأة لإقامة الإحتفالات الصاخبة والندوات الكاذبة، فعن أي استقلال يتحدّثون؟ وعن أي كـرامة يخطبون؟ وعن أي شباب يتباكون؟ يعرف الكثيرون أنّ 20 مارس 1956 ليس سوى محطّة مُؤلمة في تاريخ الحركة الوطنية التونسيّة بما أنّه مثل في جانب منه انتصارا لجناح البورجوازية العميلة بقيادة بورقيبة على الشق الوطني بزعامة صالح بن يوسف، فما يُسمّى « استقلالا » لا يتجاوز حدود التغييرات الشكليّة التي أدخلت تونس بصفة رسميّة ضمن ما يُعرف بالإستعمار الجديــد. ودون الخوض كثيرا في هذه التفاصيل على أهميّتها فإن واقع تونس الآن، وحتّى بعد أكثر من 50 سنة من حُكم الرجعيّة الدستورية يُؤكــد بما لا يدع مجالا للشك ارتهان البلاد أكثر من أي وقت مضى للقوى والدوائر الإمبريالية والإستعماريّة، وهو ارتهان قضى على مجمل مُقوّمات السيادة الوطنية في مُختلف مجالاتها السياسية والإقتصادية والثقافية، ولا نظن أنّ أي ملاحظ للشأن التونسي إلا أن يُقرّ بهذه الحقيقة التي تُفرغ الخطاب النُّوفمبري من كل مصداقيّة في هذا الباب. إنّ الكـرامـة الوطنيّة التي ضحّى من أجلها التونسيات والتونسيون على مدى أجيال مازالت مطلبا محوريّا في البرنامج العام للحركة الوطنية والتقدّميّة ببلادنا.. والإستقلال الذي سقط من أجله شهداء كثيرون قبل 1956، وقدّم آخرون تضحيات جسام من أجله بعد هذا التّاريخ مازال مطلبا منشودا يستدعي حشد كل الطاقات والإمكانات للوصول إليه مع ما يقتضيه من مستلزمات عديدة على رأسها تخليص البلاد من حكم الفاشيّة الدستورية واقامة نظام وطني وديمقراطي يُعيد لتونس عزّتها وللشعب كرامته.. حينها فقط بالإمكان الحديث بل الإحتفال بهذا العيد أو ذاك بعيدا عن الديماغوجيا الكاذبة التي تُخيّم علينا اليوم.. فالشباب الذي يزعم بن علي إقامة عيد له يُمثل الضحيّة الأبرز في ظل حُكمه، والشباب الذي يقصدونه من وراء هذه الإحتفالات يدفع ثمنا غاليا لإستمرار الحكم النوفمبري وخياراته اللاديمقراطية واللاشعبيّة التي حوّلت الأغلبيّة السّاحقة من الشباب إلى كتل بشريّة دون آفاق مستقبليّة تتجاذبُها إمّا تيّارات البورجوازيّة المُتفسّخة والهابطة، وإمّا قوى التخلف الموغلة في الماضويّة والخرافة، وهو المـآل الذي تعمل دولة بن علي ليلا نهارا وعلى جميع الصُّعد لإيصال الكل نحــوه. فأيّ معنى لعيد الشباب وهذه الشريحة بذكورها وإناثها، متعلّمين وغير متعلمين، تحيا هذه الظروف العسيرة وتكتوي كما لم يحدث من قبل بسياط الإستبداد السياسي والتهميش الإجتماعي والتغريب الثقافي؟ وأيّ معنى لهذا العيد والآلاف من الشبان يقبعون وراء القضبان في سجون هذا النظام بتهم ملفقة ومحاكمات غير عادلة ضمن قانون سيّء الصيت « مكافحة الإرهاب »؟ وأيّ معنى لهذا العيد والطالبة كريمة بُوستّة ورفاقها يقبعون في زنزنات هذه السلطة بعيدا عن دراستهم وآهاليهم؟ وأيّ معنى لهذا العيد واعتصام السيد جمال عليّة ومن معه من المعطّلين في أم العرايس يدخل شهره الثالث من أجل حق بسيط لا يتجاوز الشغل وفق مُؤهلاتهم العلميّة سواء في القطاع العمومي أو الخاص؟ وأي معنى لهذا العيد وهذه السلطة مُصرّة على إدارة الظهر لتطلّعات الشباب في الخبز والحريّة حتّى أنّها بعد أكثر من شهرين من احتجاجات السيد حسن بنعبد الله ورفاقه من ذوي الشهادات العليا بالرديف لم تقدر إلاّ على المراوحة بين التسويف والحلول المُهينة كالحضائـر… (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلات موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 27 مارس 2008)


انتفاضة الفقراء بالحوض المنجمي: دروس جوهرية…

 
لقد شكلت « انتفاضة الفقراء » بالحوض المنجمي بقفصة محطة مضيئة في تاريخ تونس المعاصرة لاسيما في العشرينية الأخيرة التي اتسمت بوضع سياسي قوامه دكتاتورية غاشمة تحمي خيارات اقتصادية فاشلة، وتكرس الفقر والبؤس والتبعية المطلقة للدوائر الإمبريالية الكبرى، كما تدافع عن مصالح برجوازية كبيرة تكثفت في شكل عصابة مافيوزية لا يهمها إلا الربح والربح الأقصى ضاربة بعرض الحائط الدور « التعديلي » (régulateur) المفروض للدولة. هذا وبينت مجمل الاحتجاجات التي خاضتها الجماهير الشعبية في كل من الرديف، أم العرائس والمظيلة وبدرجة أقل المتلوي والسند، اتساع الهوة الاقتصادية والاجتماعية بين شعب مستغل، محروم ومُفَقَر، وبين مُسْتَغَل يمثل حفنة من الملاكين والخواص السماسرة المتصلين بالحزب الحاكم والعائلات ذات النفوذ. لكن الأكيد وأن الزخم النضالي الذي عرفته الاحتجاجات، يحسب لمتساكني الجهة الذين فندوا أقصوصة « الشعب الجبان » التي كثيرا ما ترددها بعض النخب السياسية العاجزة عن الفعل السياسي الميداني الملتصق بهموم أبناء الشعب الكادح، وكي تبرر وقوفها فوق الربوة متلحفة بالشعارات الفضفاضة. كما أن التنوع في أشكال التحركات من إضرابات جوع واعتصامات داخل مقرات الاتحادات المحلية للشغل « أم العرائس، الرديف » كذلك في الشوارع تحت الخيام/ »القواطين »، إضافة إلى المسيرات الحاشدة التي ساهم فيها المعطلون بمختلف مستوياتهم التعليمية والنقابيون الشرفاء والتلاميذ والشيوخ والنساء والأطفال… إن هذا التنوع الخلاق والسلمي يأخذ أهمية قصوى من زاوية قدرة الجماهير على الانتفاض وخلق قيادات ميدانية من رحمها. إن المتابع عن كثب للتطورات التي شهدتها هذه الاحتجاجات منذ إنطلاقها في 5 جانفي 2008 – مع ما يمثله شهر جانفي من رمزية تاريخية في الذهنية العامة للشعب التونسي حيث ارتبط تاريخيا بأحداث 26 جانفي 1978 الدامية وانتفاضة الخبز 1984- ينتبه إلى مدى الإحراج السياسي التي وجدت المعارضة بكافة تلويناتها نفسها فيه، فلئن كانت انتفاضة الفقراء موجهة سهامها بدرجة أولى نحو النظام النوفمبري فإنها لم تستثن ولو بدرجة أقل « المعارضة ». فمن الطبيعي أن تكون السلطة المتهم الرئيسي في أعين الجماهير الشعبية بتحميلها أسباب الأزمة وتبعاتها. فهي التي كرست الفساد والمحسوبية وغيبت عن قصد آليات تنمية حقيقية قادرة على استيعاب آلاف من المعطلين رغم ما تمثله جهة قفصة من ثقل اقتصادي بما توفره من مساهمة هامة في الاقتصاد الوطني عبر استغلال الفسفاط منذ أكثر من قرن. كما لا يمكن أن نغفل على قدرة أهالي قفصة في الكشف عن أكاذيب السلطة وخزعبلاتها في تحقيق نسب نمو عالية تجاوزت 5 بالمائة يضاف إليها إقرار النظام منذ أكثر من سنة عبر أعلى هرم في السلطة بأن الرديف وأم العرائس هما من المعتمديات ذات « الأولوية في التشغيل » فكانت إجابة الجماهير ميدانيا برفع شعار: « شغل، حرية، كرامة وطنية ». إذا نجاح الجماهير في تعرية الواقع بعيدا عن أوهام الدعاية الرسمية يتطلب بالضرورة وجود بديل مجتمعي. فإلى أي مدى نجحت « المعارضة » بمختلف تشكيلاتها في التعاطي مع هذا الحدث الشعبي والاجتماعي لاسيما وأن ما وقع بالجهة يمكن أن يندرج ضمن « بروفة » لانتفاضة شعبية على شاكلة « انتفاضة الخبز »؟ إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تنامي كل الأسباب والظروف المؤدية للانفجار الشعبي على المستوى الوطني في ظل أزمة اقتصادية خانقة قوامها غلاء المعيشة وتدهور المقدرة الشرائية وتنامي المؤشرات العامة للبطالة (جميع المستويات، أصحاب شهادات عليا، مسرحين أو مطرودين من المصانع والشركات والمعامل نتيجة لسياسات الإصلاح الهيكلي والتفويت العشوائي للخواص حتى لو كانت المؤسسات تحقق أرباحا كاتصالات تونس…) يضاف لكل هذا استبداد سياسي مطلق، تحاصر فيه كافة الحريات الفردية والعامة عن طريق التشريع والبوليس بقبضة ديكتاتورية من حديد ونار. يمكن في البداية التأكيد على أن شرارة التحركات فاجأت الجميع بما فيها السلطة النوفمبرية التي راهنت طوال عشرين سنة على « الخوف » و »الجبن » للمسحوقين، لكن هذه الملحمة قد استبقت تطلعات المعارضة رغم ما تبديه هذه الأخيرة في استقرائها لتطور الوضع من حتمية تململ الشعب وخاصة الفئات الأكثر فقرا والأقل حظا في التنمية مما أصاب جميع مكونات المعارضة بحالة من البهتة فانعكس على كيفية التعاطي مع الأحداث. فبالنسبة للأحزاب المحسوبة ظلما على « المعارضة » لم يتعد حدود تفاعلها مستوى جامعاتها بجهة قفصة والتي أصدرت بيانا تساند فيه الحركة « باحتشام » وتطرح بعض الحلول السطحية دون التعبير عن عمق الأزمة التي تعيشها الجهة والبلاد عموما ومن هو المتسبب الرئيسي فيها، لكن لطف هذه الأحزاب لم يجلب لها إلاّ المساءلة والتحذير على عدم التدخل من طرف قياداتها الحزبية. أمّا الأحزاب القانونية و »الراديكالية » فقد تعاملت مع الأحداث بنوع من اللاّمبالاة حيث أن تعاطيها الإعلامي لم يتعد بعضا من التحقيقات والأخبار وهذا ما أثار حفيظة متساكني الجهة، وهو ما ظهر في رفض المعتصمين بالرديف لاستقبال السيدة « ميّة الجريبي » عن الحزب الديمقراطي التقدمي بمدينة الرديف. أما زيارة السيد « أحمد إبراهيم » عن حركة التجديد للمساندة فإنها لم تتجاوز رسالة إلى رئيس الدولة لتنبيهه إلى خطورة الوضع بالجهة. ونمرّ للأحزاب المحرومة من النشاط القانوني فباستثناء حزب العمال الشيوعي التونسي الذي أعطى اهتماما ذا بال لما يحدث في الحوض المنجمي عبر تغطيته الدقيقة والمستمرة عبر جريدته الإلكترونية  » البديل العاجل » ولسانه المركزي « صوت الشعب »، فإنه لا يمكن ذكر أي تعامل جدّي باستثناء بعض البيانات. وإجمالا فإن المساندة افتقدت لممارسة ميدانية لهذه الأحزاب رغم نجاح قناة « الحوار التونسي » في النقل الحي للاحتجاجات، ويعود ذلك حسب اعتقادي إلى عجز هذه التنظيمات عموما على احتواء هذه الحركة سياسيا بسبب الحصار المفروض عليها من الدكتاتورية، لكن هذا لا يمكن أن يلفت انتباهنا عن مسألة جوهرية وهي أن العمل السياسي في ظل الفاشية الدستورية يتطلب التضحيات بما تعنيه من مواجهة للأزمة بكل جرأة والابتعاد عن الفصل بين العمل السياسي والعمل الاجتماعي أي عن العمل النخبوي. فالفشل إذا في التعاطي الناجح مع أحداث قفصة 2008، هو بالضرورة فشل في استلهام دروس 03 جانفي 1984 وهو فشل لـ20 سنة من العمل السياسي. كما أن التواري وراء العجز بتعلات ساهم حزب الدستور وأذنابه في تمريرها على شاكلة وأن هذه الاحتجاجات لا تعبر إلاّ عن حسابات قبلية و »عروشية » ضيقة يصعب التعامل معها، يعد من قبيل التجني على أهالي الرديف وأم العرائس والمظيلة وعلى التاريخ الذي تخطه الأرامل بأوجاع الماضي وآلام الحاضر. إن ما يصيبنا من وجع في القلب هو أن « التقييمات الحزبية » حول ضرورة الربط العضوي بين العمل السياسي والعمل الاجتماعي لم يتعد المستوى النظري ولم يجد طريقة في النضال اليومي. فالهوة القائمة بين الحركة السياسية من أحزاب وجمعيات من جهة وبين الشعب بكل فئاته من عمال وفلاحين ونساء وشيوخ وشباب عاطل عن العمل ومهمشين من جهة أخرى والتي تساهم الطغمة الدستورية في تكريسها منذ أكثر من 50 سنة، ستتسع وتصبح أكثر عمقا فالطبيعة لا تتحمل الفراغ ويكون ذلك وجهة الشعب، إمّا العودة للسكون والهدوء ويتم بذلك الالتفاف حول مطالبها من طرف النظام الحاكم، وإمّا أن تصبح هذه الجماهير الباحثة على بديل عقلاني احتياطي للحركات « الإسلاماوية » و » السلفية ». قبل الختام، على الحركة السياسية أن تنظر بعيون ثاقبة للأحداث الأخيرة والتي تعتبر ناقوس خطر ومحكا حقيقيا لمدى قدرة الأحزاب السياسية للتعاطي مع الحركات النضالية الشعبية. كما من واجبها أن تتحمل مسؤولياتها في الوصول إلى الطبقات الكادحة والدعاية لبرامجها كبدائل سياسية واقتصادية والعمل على تنظيم الجماهير حتى تكون قادرة على الارتقاء بوعيها وتوجيهه نحو اللحظة الحاسمة حيث تنتصر الجماهير الشعبية على الدكتاتورية الغاشمة وتحقق بذلك الحرية والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية. بلقاسم بنعبدالله (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلات موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 27 مارس 2008)


تغيّرت الطبول وبقيت الأنغام

 
كانت « البديل » في المدّة الأخيرة أشارت أكثر من مرّة إلى خبر تعدّد الإقالات التي طالت الكثير من المسؤولين بأجهزة الدولة والحزب الحاكم بالجهة، ومنذ افتتاح هذه القائمة برحيل كلّ من معتمد أم العرايس وكاتب عام جامعتها الدستوريّة، نبّهنا إلى أمرين: أوّلهما أنّ قائمة الرّاحلين مفتوحة إلى حدود كبيرة وليس من المُستبعد أن تأتي على كل المُتنفذين، وثانيهما فشل هذه الحركة في امتصاص نقمة الأهالي وعودة الهدوء للجهة. وقد جاءت وقائع الأيام الأخيرة لتُؤكد صحّة توقعاتنا، ففي المستوى الأول -أي الإقالات- توسّعت القائمة كما لم يحدث من قبل لتشمل والـي الجهة وكل معتمدي الحوض المنجمي وحتّى غيره (السند، تمغزة…) إضافة إلى كاتب عام لجنة التنسيق الحزبي وكاتب عام جامعة الحزب الحاكم بأم العرايس، دون أن ننسى مسؤولين بمصالح ومؤسسات جهويّة (المركب الكيمياوي، الفلاحة، التشغيل…). أما في المستوى الثاني -أي فشل الحركة- فإنّ مجمل هذه التغييرات مع كل ما رافقتها من إشاعة للأوهام المبشّرة بتغيير الأحوال لم تقدر على وأد الإحتجاجات واستمرارها حتى اليوم على الأقل بمنطقتي الرديف وأم العرايس، أكثر من ذلك فإنّ الهدوء السائد خارجهما يعود أوّلا وقبل كل شيء إلى أمور مرتبطة بعوامل ذاتيّة تتّصل بدرجة الوعي العام للآهالي وبغياب القيادات والأطر التنظيميّة الكفيلة باستمرار الحراك. وفوق هذا فإنّ الهدوء المذكور ليس إلاّ حالة ظرفية وهشّة من الممكن أن تنقلب في كل لحظة إلى ضدّها وهو ما تمّ فعليّا أكثر من مرّة بمدينة المظيلة، بل أنّ مُؤشّرات عديدة تُؤكّد الإمكانات الواقعيّة لإنتشار « عدوى » الإحتجاجات إلى الضفة الصامتة حتى الآن من جهة قفصة، ولعلّ تعدّد تحرّكات أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل بزانوش-السند في الآونة الأخيرة يُمثل اللبنة الأولى لذلك التوسّع القادم دون ريب. إنّ حملة الإقالات رغم اتّساعها ما زالت مفتوحة على وجوه أخـرى بالتجمّع ومختلف أجهزة الدولة السياسيّة والإداريّة والأمنيّة، ونكاد نجزم برحيل الجميع في الأيّام والأسابيع القادمة، وهي القناعة الحاصلة لدى الكل بما فيها المُتبقين من المسؤولين الجهويين على اختلاف مواقعهم وخططهم الوظيفيّة، حتّى أنّ البعض منهم إما دخـل دوائر اليأس والإحباط من أولياء نعمته وإما انغمس في ترتيب رحيله القادم. تأتي السلطة هذه الحركة ضمن سياق وحيد يهدف إلى ربح الوقت وإيهام الرأي العام الشّعبي وخصوصا بالحوض المنجمي بأن ما أتته وتأتيه من نقل لرجالاتها هو الحل لمطلب التشغيل والتنمية العادلة، ولعلّ وقوف النّظام على الفشل الواقعي لهدفها المذكور هو ما يدفعها إلى التقسيط المُمل في إزاحـة المسؤولين بالجهة حتّى تضمن التّمادي في هذه المسرحيّة العبثيّة وكي تعطي من جهة الإنطباع بجديّة قراراتها، ومن جهة أخـرى التستّـر على ضعفها وعجزها الفظيع عن المعالجة الجادّة لمشكلات الجهة. ومن سوء حظ هذه السلطة أنّ مثل هذا التكتيك لم يلق إلا الإستهجان والإمتعاض ليس فقط من قبل العناصر الواعية بسوء الأوضاع وإنّما حتّى من قبل الفئات الشعبيّة محدودة الوعي التي يجمع لابين أجزاء كثيرة منها تعليقات وأراء، وحتّى النكات وكلّها يصبّ في خانة التشكيك في جدوى مثل هذه التحويرات، ويصل الأمر حدّ اليأس من هكذا تحويرات وفق المثل الشعبي « اقلع بصلة.. اغـرس ثـومة ». ولا يستنكف البعض الآخـر عن المُضي أبعد في توصيف ما يقع، فبين من يرى المُقالين مجرّد أكباش فداء لاحتياجات عامّـة، وبين من نظر إلى هذه التحويرات على أنّها ترقيات وحماية لمجموعة لصوص تندرج ضمن إعادة ترتيب البيت لمن يحكُم. والحقيقة أنّ كلّ هذه الآراء على قدر كبير من الصواب ذلك أنّ مطالب المُحتجّين بعد أكثر من شهرين أضحت معروفة ولا لُبس فيها، وما يعلمه القاصي والداني أنّ سلطة بن علي مُطالبة أوّلا وقبل كلّ شيء لنزع فتيل الأزمة التوجّه بصفة مُباشرة إلى مُعالجة المشاكل القائمة، وذلك بتحقيق الحد الأدنى المعقول من مطالب الغاضبين والسّاخطين، وغنيّ عن البيان أنّ هذا الحد الأدنى لن يقع الإتفاق بشأنه إلاّ ضمن حوار مسؤول بين قطبي الصراع (السلطة، والأهالي)، وهو ما يتوجّب من هذه السلطة الإعتراف بهيئات المجتمع المدني الناشئة من رحم الإحتجاجات في كل من الرديف وأم العرائس، فلا نظنّ أحدا بإمكانه انكار الدّور المحوري الذي لعبته ولا زالت تلعبه لجنة تأطير التحرّكات في الرديف، ولا نظن عاقلا بمقدوره طمس التطوّر الكبير للجنة أصحاب الشهائد المُعطلين عن العمل في أم العرائس، فالأولى رأسها الأكثر شعبيّة هو السيد عدنان حاجّي، والثانية وجهُها الصاعد السيد جمال عليّة. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلات موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 27 مارس 2008)
 

 
علمني … علمني … 

تحيا تونس لأبنائها «البررة» و«العاقّين»

 
ألقاكم هذا الأسبوع حزينا كئيبا و كان عليّ أن ألقاكم و في يدي زهرة تفوح منها رائحة الربيع و في اليد الثانية مزمار أنفخ فيه احتفالا بعيدي الشباب و الاستقلال… ألقاكم حائرا مغتاظا بعد أن بلغني خبر اختطاف السائحين النمساويين… تونس التي ظلت معبر الحضارات و قبلة الشعوب يختطف فيها الضّيوف!!! خبر سكتت عنه وسائل الإعلام الرسمية لتفسح المجال للتّأويل و التّهويل… أعلنوا الخبر و اكشفوا الحقيقة… فتونس آمنة… آمنة بفضل وفاء أبنائها و حبّهم لوطنهم… أوفياء جعلوا من أجسادهم دروعا تحميها… و أعمدة ترفع سقفها… و صخورا تشدّ أركانها… نزل عليّ الخبر نزول الصاعقة لأنه حاول قطع شريان من شرايين الاقتصاد و من يقطع الشريان يحاول القتل… فهل يحب الخاطفون بلادهم؟ … اختطف السائحان في أعماق الصحراء… سائحان جاءا مع الآلاف لزيارة تونس فيدفؤوا بشمسها الساطعة… و ينتعشوا بشطآنها الجميلة… و يتمتعوا بجمال صحرائها الرائعة… و يأنسوا بشعبها الكريم المضياف… «خطفوا» في الصحراء… و «أرهبوا» في سليمان و «فجّروا» في جربة… فحاولوا قطع الشريان… ووضع الدّروع… و تحطيم الأعمدة… و لكن تونس ستظل شامخة آمنة في قلوب من أحبوها… إن من يحب تونس يضع في جيدها طوقا من زهر الفلّ و الياسمين لا حبلا من مسد يقطع أنفاسها… إن من فجّروا… و أرهبوا… و خطفوا… هم من أبناء تونس و إذا أنجبت تونس أبناء «بررة» فإنها ما انفكت تنجب أبناء«عاقين»… فمن المسؤول عن عقوقهم؟… إن كل من يحبون تونس سيضعون هذا السؤال نصب أعينهم حتى تأمن تونس على كل أبنائها «البررة»…   سي يوسف (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 54 بتاريخ 19 مارس 2008 )


صور من الحياة

هذا مشعوذ  ( الحلقة الأولى)
 
يوسف الجربي التقيت ذات يوم صديقا من متساكني الضاحية الجنوبية، صديق يعرفه كل متساكني الضاحية لأنه ظريف حاضر البديهة، طلق المحيى، له ثقافة اجتماعية و علمية محترمة… سلمني صديقي(ز. لا) ورقة مطوية و طلب منّي أن أقرأها… فتحت الورقة فإذا عليها كتابة بقلم «فوتر» أسود… كانت الكتابة شبيهة بما نقرؤه على العقود القديمة… كتابة ذات حروف غليظة و معلقة… و هذا محتوى الورقة: «بسم الله الرحمان الرحيم… الحمد لله الذي أطلع بعض عباده على الأسرار… و أخفاها عن الكفار و الفجّار… و غفر لنا و لكم جميع الذنوب و الأوزار… ووعدنا بجنات تجري من تحتها الأنهار… سبحانه الواحد القهّار… تملّك بك جنّ مارد… كافر شارد… أوله ساخن و اخره بارد… أقسم بالسقف المرفوع… أن مصيرك به مطبوع… إنه يجني… عليك و سيواصل الإساءة إليك… لأنك اعتديت على حرمه الأمين… من غير أن تذكر اسم الرحمان الرحيم… و عليك المثول أمامي… و زيارتي في داري… حتى تبقى تحت أنظاري… و سأخرج لك كتابك المقبور… بحول الله العزيز الغفور… بالجاوي و البخور… و تمائم السرسام التي بها أخلاط الأتربة… مما وصفه أهل التجربة…» قرأت الورقة و أغرقت في الضحك و قلت: دخلت الميدان يا صديقي… قال: هي رسالة سلمني إياها «دڨاز» عرفني به صديقي الحلاق فزرته حبّا في الاطلاع فكب لي هذه الرسالة التي أرقتني و حيّرتني… و لا أخفي سرّا إذا قلت لك أن الأبواب قد أغلقت في وجهي هذه الأيام و أصبحت أشك في أن ما قاله «الدڨاز» فيه البعض من الحقيقة إن لم تكن كل الحقيقة… قلت: إن ما تحس به هو مجرد أوهام… و أمثال هذا«الدڨاز» يستغلون ضعف حرفائهم ليدخلوا في عالم الشعوذة معتمدين على كلامهم المنظوم و خبرتهم و ذكائهم… لا تحزن يا صديقي… سنزور«الدڨاز» الذي فتح «عيادته» بمنطقة بومهل و سترى و تلمس حقيقة أمره…   في الحلقة القادمة تقرؤون بقية الحكاية مع المشعوذ«و» بمنطقة بومهل… – إلى اللقاء- (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 54 بتاريخ 19 مارس 2008 )


ورقة التوت من وزير إلى وزر، حرف علّة مؤكّدة!!!

 
قطعًا ودون أدنى شكّ، صارت الصحافة وانقلب العاملون فيها ذلك «الحمار القصير»، القادر من هبّ ودبّ ومن شاء وأراد امتطاءه ولعب دور الفارس أو هو المنظّر أو المرجع… قطعًا صار ركوب الصحافة أقلّ خطرًا من امتطاء الطائرات أو القطارات أو السيّارات أو حتّى الدرجات الناريّة أو الهوائيّة منها، حين لا يحتاج الأمر إلى رخصة سياقة أو شهادة طبيّة أو حتّى شهادة حسن سيرة أو نقاء السلوك.. بالأمس اجتمع وزراء الإعلام العرب في القاهرة، وطلعوا علينا بخطبة «عصماء» عادت بنا إلى عصر النابغة الذبياني، حين كان أصل الكلام في جماله، ورأوا في أمر الإعلام ما شاؤوا وأرادوا، كأنّ على التكنولوجيا أن تعود إلى الوراء، إلى زمن المذياع الخشبي، الذي تتداعى إليه قرية بكاملها أو هو الحيّ، زمن الصحيفة التي يتبلّغ عبرها من يفكّ الخطّ بحرب القرم وسقوط الخلافة في الأستانة بعد أسابيع من وقوع الأمر… زمن لا حاجة فيه لساعة يدويّة أو حائطيّة، حين كان الكلّ يعدّل أيّامه ومشاريعه على نسق السوق الأسبوعيّة وتغيّر الفصول… جاءت التكنولوجيا، وصارت جزءا من حياتنا، لكنّها عجزت أو نحن عجزنا على أن نجعلها جزءا من منظومة عقولنا… ليس عارًا أنّنا نصنّع النجوم كمثل هيفاء وهبي ونانسي عجرم بدل صناعة الأقمار الصناعيّة… ليس عيبًا أنّنا لا نزال نتفنّن في البحث عن عبارات المديح وصناعة كلمات التملّق وغيرنا يصنّع الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعيّة… ذلك هو قدرنا، وتلك هي حالنا، ورثناها عمنّ سبقنا وسنورثها من سيخلفنا، لكن علينا فقط أن نعرف قدرنا ونجلس عنده، حين رفضنا من باب الكبرياء أن نجلس دونه… على هؤلاء الوزراء والجميع أن يفهم أنّنا ليسنا «صرّة العالم» أو ربّما «قلبه النابض»، وأنّ العالم والتكنولوجيا لن يركعا لمشيئتنا، لمجرّد أنّنا قلنا:«كن» لشيء لن يكون كما نريده أن يكون أبدًا!!! بالأمس القريب طلع علينا وزير، في ندوة صحفيّة ليرى أنّ الصحافة ولا شيء غيرها يحمل وزر هذا الشباب الرابض على حافة الأمل والقابع على تخوم الحياة… ربّما ينادي غيره بالقصاص أو يطالب أخر بمجازاة الفاعلين، لنتخيّر عشر من أهل القطاع، يكون إعدامهم في الساحات العامّة أفضل مثال وخير عبرة لمن «تسوّل نفسه الأمّارة سواء بالخير أو بالشرّ»، أن يقترب من موضوع حسّاس كمثل ما هو حال الشباب.. فهمنا ـ منذ درس القراءة على لسان ذلك الحلاّق الشهير ـ أن السياسة والسياسيّين والرّوس واليابانيّين موضوع حسّاس والدين كذلك، والأخلاق كذلك، والمسائل العسكريّة كذلك، والشؤون الخارجيّة كذلك والأبعاد الداخليّة كذلك، وعلية القوم كذلك، وكرة القدم صارت كذلك، وأزمة الخبز في مصر كذلك، وارتفاع سعر الحليب في منغوليا كذلك، وتضاءل القدرة الشرائيّة في جزر مارشال كذلك، وارتفاع عدد المتسولين في زمبيا كذلك، والدعارة بأنواعها في البيرو كذلك… دون أن ننسى ضحايا السيدا (أو الإيدز حسب رواية أخرى) من الجنود الأمريكيين في مواخير مانيلا!!! عمّا سنكتب إذًا؟؟؟ عن تحرير سعر المحروقات في أرمينيا بدلا عن تحرير الأرض والذات!!! وعن انقطاع العادة الشهريّة لدى الفنّانة [….] (حذفنا أسمها تفاديا للمساءلة القضائيّة) بدلا عن انقطاع الدعم الرسمي للسلع الأساسيّة، وعن العلاقة بين تكاثر الحيتان على شواطئ أفريقيا الجنوبيّة وتبدّل اتّجاه الريح في أرخبيل اليابان، بدلا عن تكاثر مصّاصي دماء «الغلابى» من الصحافيين أمثالنا… عمّا كان عليه لون الحصان الأبيض للملك هنري الرابع، بدلا من السؤال عن لون الاستغلال الذي لا لون ولا طعن ولا رائحة ولا نكهة له… عن تأثير الابستيمولوجيا في نموّ الصيصان البيضاء، بدلا عن تأثير مبيدات الحشرات على صحّتنا المعلولة أصلا… بمقدرونا أن نواصل الكتابة عن «صدّق أو لا تصدّق» عن العرّافات التقيّات والعرّافين الزهّاد، وعن نجاحاتهم الباهرة في فكّ العجز الجنسي وليس العجز عن اللحاق بركب الأمم المتقدّمة، عن «ولد اللبّة» الذي هوى على من يهوى بهراوة، وعن تلك التي تمّ ضبطها تمارس الدعارة منذ أن أمعن زوجها  البقاء في «بيت خالته»، دون أن نسأل عن غياب المحيط العائلي ودور المجتمع في مثل هذه الجريمة… الصحفي لا يمكن أن يتحوّل إلى «عنتر شايل قلمه»، إنّه يبحث عن الخبر الساخن، مكتفيا ببعض الخبز أو هو الفتات البارد أو ربّما المثلّج، فقط على وزراء الإعلام العرب، وكذلك الوزير الذي اتّهمنا أن يوردوا ـ معاليهم ـ قائمة بالمحظورات، عفوا بالمواضيع المسموح بها، لأنّها أقلّ عددًا، حينها سنصدر المقال التالي، نقدّم طالعه لضيق المساحة: «بمجرّد أن التأم اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب في القاهرة، صار الرغيف الأبيض يتكاثر من تلقاء ذاته، فملأ الشوارع والحارات وغطّى الساحات والميادين وطفا فوق النيل، والعمارات أصبحت تنمو من الأرض أسرع ممّا نرى في الخيال، وتكاثر اللحم وصار الجنيه المصري يساوي مائة دولار… بل تمّ ضبط مئات من الأوروبيين ـ أغلبهم من السويسريين ـ وهم يحاولون التسلّل إلى أرض الكنانة بحثًا عن عمل في الحظائر والحقول» يقولون أنّ زمن المعجزات ولّى؟؟؟ بركاتك يا سيدي… (بمقدور القارئ العربي أن يضع اسم الوزير الذي يريد، حين أراد كلّ أن يتبنّى هذه المعجزة)…. نصر الدين بن حديد (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 54 بتاريخ 19 مارس 2008 )


كاد المعلّم أن ينقلب تاجرًا؟؟؟

 
نزّلت المنظومة المجتمعيّة المعلّم منذ القدم مكانة رفيعة، وجعلت له دورًا ـ أخلاقيّا على الأقّل ـ يوازي أو يزيد عمّا هو عليه مكانة الوليّ، ومن ثمّة صارت كلمات المعلّم حقيقة بيّنة لا تحتاج إلى برهان وطلباته من المقدّسات التي لا يجب ـ مهما كانت الأعذار الشرعيّة ـ التراخي في تطبيقها… أيضًا وجب القول أنّ للمعلّمين دور ولا يزال، في تنشئة التلاميذ وتمكينهم ـ إضافة إلى المواد التعليميّة المقرّرة ـ جملة من المرجعيات الأخلاقيّة، التي تصقل الشخصيّة وتجعلها قادرة على مواجهة الواقع!!!! الواقع الراهن انقلب في جانب منه على هذه الصورة المثاليّة، وصار من المعلّمين من يعرض خدماته، بل يلحّ في إصرار ويصرّ في إلحاح، على جعلها من أساسيات العلم وفرض عين يستوجبه الارتقاء.. الدروس الخصوصيّة صارت ـ رغم المنع القانوني ـ من الأمور الدارجة أو هي المألوفة والعادية، وقد انقلب البعض من الإطار التعليمي رفقة بعض العاملين في المدارس إلى «تجارة أخر» تدرّ ربحًا وفيرًا، بدءا بيوميات العام الجديد التي لا يزيد سعر الكلفة عن النصف لتجد طريقها إلى جيوب الآباء بما لا يقلّ عن الدينارين، وعلينا أن نسأل أين تذهب هذه الأموال الطائلة ومن المستفيد منها، إذا اعتبرنا أنّنا أمام مدرسة عدد تلاميذها 500؟؟؟ أيضًا هناك الصورة التذكاريّة التي وصل سعرها ـ حسب بعض المصادر ـ إلى 3 دينارات كاملة؟؟؟ بين هذا الفرض وذاك ابتدع هذا وذاك بعض الأنشطة، كمثل بين المجلاّت أو القصص أو تنظيم عروض بمختلف أنواعها، ليكون السؤال المنطقي والمشروع عمّن يستفيد فعلا من هذا «البزنس»، إضافة إلى السؤال الأخلاقي الخطير عن توظيف سلطة العلم من أجل تحقيق مآرب تجاريّة محضة!!!! وجب على وزارة التربية أن تقف عند هذه الظاهرة وتوليها من الاهتمام والمتابعة ما تستحقّ، وليس المطلب في اجتثاث مثل هذه الأنشطة ومنعها، بل في تنظيمها، وجعل مداخيلها ـ غير القليلة ـ تعود إلى صندوق يتمّ تخصيصه للمعوزين من التلاميذ… (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 54 بتاريخ 19 مارس 2008 )


رئيس اللجنة الوطنية للحوار مع الشباب:

أهداف الحوار أن يهتم الشاب أكثر بالشأن العام حتى لا تفتك منه حركات أخرى رؤيته ومشروعه لتونس

 
تونس/الوطن عقد السيد الصادق شعبان رئيس اللجنة الوطنية للحوار مع الشباب يوم السبت الفارط ندوة صحفية موضوعها أهداف الحوار مع الشباب وكيفية تنظيمه. وقال السيد الصادق شعبان إن الهدف من الحوار هو « أن يصوغ كل الشباب رؤيته لتونس… رؤية يؤمن بها ومشروعا مجتمعيا يعمل من أجله… وأن هذا الحوار هو دعوة لشبابنا لإبراز ثوابتنا الحضارية وخياراتنا الكبرى… وهو تحسيس بأهمية العمل الوطني وبأهمية الانخراط في نشاط المنظمات والأحزاب وقضايا المجتمع المدني بصفة عامة، لصياغة هذه الرؤية والالتزام بتجسيمها… » وأضاف أن « واجبات المواطنة تقتضي من الشباب أن يهتم أكثر بالشأن العام وأن يكون حاضرا في الفضاءات المدنية والسياسية حتى لا تفتك منه حركات أخرى رؤيته ومشروعه لتونس. وحتى لا تبرز على الساحة رموز وسلوكيات ومظاهر دخيلة علينا، يكون شباب الغد غير قادر على احتوائها، غير محصن منها… » وفي خصوص تنظيم هذا الحوار قال السيد الصادق شعبان أنه سيتم تنظيمه على ثلاثة مستويات: -حوارات مباشرة في مختلف معتمديات الجمهورية. – حوارات من خلال وسائط الإعلام -حوارات على شبكة الإنترنيت. وقال السيد الصادق شعبان أن أحزاب المعارضة الوطنية ساهمت في تنظيم هذا الحوار وطنيا وجهويا كما تساهم في الإشراف على بعض هذه الحوارات… كما وجه الأمناء العامون للأحزاب نداء لمنخرطيهم للحضور في الحوارات المبرمجة. » (المصدر: صحيفة « الوطن »  (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 28 – الصادر في 28 مارس 2008)


السياسات الاقتصادية للدول الغربية حلال عليهم … حرام علينا !

 
محمد مسيليني جدل كبير تشهده بريطانيا هذه الأيام بلغ صداه الأوساط السياسية والإعلامية والدستورية  في هذه البلاد حول قرار اتخذته الحكومة يتمثل في تأميم بنك « نورثرن روك ». البنك هو مؤسسة خاصة متخصصة في العقارات الصغيرة يعيش منذ مدة صعوبات نتيجة أزمة تمويل العقارات التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية وكان على أبواب الإفلاس.  نظرا لان البنك كان مطالبا بقرابة 50 مليار دولارا من الأموال العامة، فقد تدخلت الحكومة وعملت على بيعه وقد انحصرت العروض المقدمة في عرضين وطالبت الحكومة بتطوير العروض أكثر من مرة  ثم قررت تأميم البنك وتركت الجدل يدور بين كل الناس. البعض اعتبر الأمر عودة إلى الزمن السوفيتي والبعض الأخر سخر من قرار الحكومة أو استغرب إقدامها على هذا ولكنها وجدت بالتأكيد بعض التأييد. القرار الذي اتخذته الحكومة يتعارض مع كل التزاماتها ومع كل القوانين المعتمدة في ضل النظام اللبرالي  هذا النظام الذي  لا يترك مجالا للدولة للتدخل في الشأن الاقتصادي إلا بالقدر الذي يسمح لها بمراقبة احترام المنافسة وعدم التلاعب بقوانين السوق وعدم تحول القطاع الخاص إلى ما يشبه القطاع العام في السيطرة على السوق »monopole ». هذه الحكومة هي حكومة دولة عريقة في الالتزام باقتصاد السوق وحرية المبادرة ومن مؤسسي نظام » بريتن وودز ». ماذا لو أن دولة من العالم النامي  المنخرطة  والمندفعة في اتجاه العولمة واتفاقيات الشراكة  قد أقدمت على مثل هذه الخطوة؟ لا نريد أن نعلق ولكن من حقنا طرح  سؤال على أهل الحل والعقد في بلادنا العربية المعنية ومنها تونس لماذا يسرعون ويلهثون وراء التفويت في القطاع العام أسوة بالدول الكبرى ويشنفون أذان الناس بالمدح والشكر الذي يتلقونه على نبوغهم في ميدان تشجيع المبادرة الخاصة واقتصاد السوق ثم يصمتون عندما تطبق هذه الدول عكس ما تطالبنا به؟ هل هو سؤال منطقي أم أننا عدنا للتصيد في المياه العكرة كما كنا نسمع من زمان؟ جدل كبير تشهده فرنسا هذه الأيام شاركت فيه العديد من الأطراف السياسية والعلمية والإعلامية ويتعلق بتراجع القطاع الصناعي في فرنسا »la désindustrialisation de la France  » أي تراجع الصناعة الفرنسية من خلال غلق العديد من المؤسسات والوحدات الصناعية وتراجع الاستثمار في الميدان الصناعي. هذا الوضع اثر على سوق العمل مما حدا بالنقابيين إلى اتهام أرباب العمل بتضخيم هذه الظاهرة من اجل ترسيخ مبدأ « ليونة سوق العمل أو قوانين العمل ». اختلف الناس حول هذا الموضوع فمنهم من اعتبر أن الأمر طبيعي وأن قطاع الخدمات وما بلغه من تطور وما أثبته من  رسوخ قادر على  تعويض تراجع الصناعة في مستوى سوق العمل وفي مستوى القيمة المضافة للاقتصاد الوطني كما حذر من تدخل الدولة في ما يجري وأكد على ترك المجال للاقتصاد الحر ليلعب دوره كاملا.  فريق ثان   دق ناقوس الخطر وربط التطور العلمي والمعرفي بتطور الصناعة على خلفية أن الاختراعات والإبداع العلمي في مستوى البحث والتطبيق كان دائما مرتبطا بالإنتاج الصناعي. قطاع الخدمات في تصور هذا الفريق لا يستطيع تعويض الصناعة ولا يضمن ملأ فراغ تراجعها لأنه لا يضمن القيمة المضافة المطلوبة ولا يمكن من مواكبة سوق العمل. هذا الطرف أكد دور الدولة فيما يتعلق بالحفاظ على النسيج الصناعي لفرنسا التي لا يمكن تصورها بدون قلاعها الصناعية في العديد من المجالات والاختصاصات. وقد أدلت السلطة الفرنسية بدلوها في الجدل الدائر وصرح الرئيس الفرنسي السيد ساركوزي خلال زيارة له لأحد المصانع والتقاءه بالعمال  بان على فرنسا الاحتفاظ بصناعتها والمحافظة عليها وتطويرها. إنها ليست المرة الأولى التي يدافع فيها الرئيس الفرنسي عن هذا التوجه فقد سبق للرجل أن سخر من منتقديه لاستقباله العقيد ألقذافي بأن أكد انه استقبله من اجل الصناعة الفرنسية وسوق العمل في فرنسا. السيد ساركوزي زعيم لليمين ولا أحد يمكن أن يتهمه بالولاء لليسار وهو من أقرب زعماء أوروبا للسياسة الأمريكية ومع ذلك يؤمن بالحفاظ على القطاع العام في العديد من الميادين وبالصناعة الفرنسية ودورها في الاقتصاد وبدور الدولة في النشاط الاقتصادي. هذا ما يطبق في فرنسا ويلتقي حوله السواد الأعظم يمينا ويسارا لكنّ هذه الدول الكبرى الرأسمالية تطالب دوما الدول النامية وتضغط على حكوماتها من أجل إنتهاج سياسة انفتاح كاملة لا تترك للدولة أي دور في النشاط الاقتصادي. هذه هي العولمة التي تطبق المبدأ الكنسي المعروف « افعل ما أقول ولا تفعل ما أفعل ». جدل كبير عاشته ألمانيا سنة 2007 حول مراقبة مصدر الأموال التي تدخل البلاد وتستثمر في شراء المؤسسات الألمانية.  الموضوع لا علاقة له بمنع تبييض الأموال والسماح بتهريب المخدرات أو تمويل الإرهاب ولكن الأمر يتعلق بضرورة أن تبقى المؤسسات الألمانية ملكا للمواطنين الألمان. هذا الإجراء لم يطبقه اليسار من الاشتراكيين والخضر ولكن جاء به اليمين  إنها الوطنية الصرفة التي لا تعترف في عمقها  حتى ببقية الأوروبيين. كل القوانين والاتفاقيات  التي وضعت على المستوى الدولي والإقليمي  تستهدف مما تستهدف حرية تنقل رأس المال والاستثمار وإلغاء كل القوانين المعطلة والعراقيل من  أمامه، أي أن الاستثمار المباشر أو غير المباشر يخضع لقانون العرض والطلب إذا استثنينا طبعا الجانب المتعلق بتبييض الأموال. لا تهم جنسية المستثمر وديانته أو ميولاته الشخصية وقانون الانفتاح والمنافسة يفترض معاملة المستثمرين على قدم المساواة ووفق نفس القوانين. الساسة الألمان من اليمين يبدو أنهم لا يؤمنون بهذه القاعدة ويعملون جاهدين على رفض دخول الأجانب للسوق الوطنية. ماذا لو كانت إحدى دول العالم النامي مارست نفس الممارسة ورفضت عرضا أو مستثمرا بسبب الجنسية أو الدين والانتماء… أم أن الأمر حلال عليهم حرام علينا ! لقد قلنا أكثر من مرة إن المعاملات الاقتصادية بين الدول والمجموعات لا تحكم بمجرد القوانين الاقتصادية المتعارف عليها. أننا مازلنا نعتبر الدولة وحدها قادرة على  إدارة حركة المال والاقتصاد كما أننا مازلنا وسنبقى نؤمن بان التوجه جنوبا يمكن أن يساعد الكل على التنمية أما التمسح  غربا  فلا يمكن أن يعطي حلولا للتحديات. أو ليست الاستثمارات الخليجية الأخيرة أكبر دليل؟ جدل هنا، جدل هناك في كل المواضيع التي ترتبط بحياة الشعوب ومستقبلها وما هذا إلا قليل من كثير. وحدنا في الوطن العربي باختلاف أقطاره ونظمه السياسية مازلنا مشدودين إلى  حروب البسوس وداحس والغبراء ومعركة صفين وواقعة التحكيم  ودور عمر ابن العاص ومازلنا نعالج إشكالية الاختلاط  ونتداول « الفتاوي ».  أما الجدل في مستقبلنا ومصير وطننا فهو من الكماليات وذلك لغياب الحرية والديمقراطية وثقافة الاختلاف والرأي الآخر. الحكومات وحدها لها حق التفكير والقدرة على قراءة المستقبل واستنباط الحلول. الجهات الرسمية  السياسية والدينية وحدها تستطيع التفكير والتصور والانجاز. شيوخ الطوائف والعشائر والطرق الدينية وأحزاب الإسلام السياسي المنتشر في وطننا العربي بقدر انتشار التخلف وحدهم يملكون الحقيقة والفهم الصحيح للدين وعلاقته بالعصر والواقع. أما بقية الشعب فما عليه إلا السير صامتا خلف الحكومات أو الطوائف أو »زعماء الهرطقة الدينية   (المصدر: صحيفة « الوطن »  (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 28 – الصادر في 28 مارس 2008)


تفاعلا مع دعوة الحوار الوحدوي

الديمقراطية: أساس الحوار القومي الوحدوي

 
بقلم محمد لشيهب   المبادرة التي دعا إليها حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بدأت تثمر تفاعلا واضحا سواء على صفحات جريدة « الوطن » أم على مستوى مناضلين ومثقفين وحدويين في مختلف الجهات. وهذا يؤشر على ضرورة وراهنية مسألة الحوار بين مختلف القوى الوحدوية باعتبار الظرف الدقيق الذي  تمر به الأمة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والذي ينبئ بأخطار تحدق بالأمن القومي العربي وتهدد مستقبل الأجيال القادمة. ولا يختلف اثنان على أنّ هذه المخاطر لا تستثني أحدا ولا تفرق بين وحدوي خالص ونصف وحدوي ووحدوي موال أو إصلاحي. ذلك أن الاستهداف مقصده وغايته مقدرات الأمة وأمنها وثوابتها وبالتالي وجودها وهو ما استشعرته ولو بعد حين بعض القوى القومية وارتأت  إطلاق هذه المبادرة للحوار ولمّ الشمل نحو أفق سياسي أرحب يؤسس لمقاربات واقعية لحال الأمة ويؤدي إلى توحيد الجهود الوحدوية للتغيير والإصلاح. إلا أن هذه المبادرة لا يمكن أن تؤسس على النوايا الحسنة فقط بل تتطلب أولا وقبل كل شيء قدرا كبيرا من تجاوز الذات والتحلي بروح الصدق والإخلاص والمسؤولية واعتبار مصلحة الأمة والوطن فوق الاعتبارات الأخرى. وذلك لن يتسنى تحقيقه إلا بوضع آليات وضوابط تلتقي حولها مختلف القوى وتؤمّن انطلاق مسيرة الحوار نحو غايتها دون معوقات أو انتكاسات. ولعل أبرز هذه الآليات والضوابط تكمن في تفعيل المنهج الديمقراطي فكرا وممارسة بشكل يراعي الاختلاف ويؤكد على ثوابت الفكر الوحدوي. فالديمقراطية – رغم ما أصابها من تشويه وسوء استغلال من طرف قوى الهيمنة وأتباعهم- ولنا في تجربة العراق مثال صارخ تبقى الصيغة الأمثل للحوار وإدارة الاختلافات لتحقيق غايات مشتركة وهي إلى حد الآن تمثل أحدث ما توصل إليه العقل البشري لتسيير الشأن العام في أي مجتمع من المجتمع كما أنها كانت نتاج مخاض تاريخي عسير بين قوى الظلم والهيمنة والإقطاع والتي ولدت من رحمها حركات التنوير التي أسست لحق الاختلاف وسلطة الشعوب على مقدراتها وجعلت من الحرية قيمة إنسانية كبرى. وانطلاقا من هذا المعطى ولضمان أكبر قدر من الجدوى والفعالية لمبادرة الحوار القومي الوحدوي نرى لزاما علينا أن نحدد الآليات الديمقراطية المناسبة التي يجب تفعيلها والعمل على ضوئها لتأمين انطلاقة جدية وعقلانية لهذا الحوار. وتتمثل أبرز هذه الآليات فيما يلي: 1- نبذ النخبوية السياسية وعقلية امتلاك الحقيقة المطلقة ودعاوي الشرعية التاريخية. 2- تحديد الغايات والأهداف بكل دقة مرحليا واستراتيجيا. 3- إيجاد لجان من مختلف الحساسيات القومية المشاركة في الحوار للمتابعة والتقييم. 4- العمل على تكثيف منابر الحوار سواء على أعمدة الصحف أم في مقرات الأحزاب لمزيد تقريب وجهات النظر وتحديد سبل التقدم بالمبادرة. 5- إسناد مهام واضحة لكل مناضل وحدوي اقتنع بجدوى المبادرة – وكل حسب إمكاناته – للمساهمة في تجذير وتفعيل فكرة التوحيد وحتى لا يكون الحوار لمجرد الحوار. إن هذه الضوابط بالإضافة إلى قناعات وصلت إليها القوى القومية في القطر كما في الوطن بضرورة التقارب ونبذ الخلافات بينها، تمثل بداية مسيرة يجد فيها المناضلون الوحدويون إطارا عاما وفسيحا للمساهمة والفعل وتكريس رؤاهم الخاصة في إطار استراتيجية مؤسسة على فكرة « الفعل والتجاوز » دون وصاية ولا مكابرة ولا ادعاء. فالوحدة هي قدر الأمة ولا بد أن يكون دعاتها وحدويين فيما بينهم. هذا العمل ليس بالهين وهو ما يتطلب قدرا هاما من المسؤولية ومن فهم دقة المرحلة التي تمر بها الأمة وإدراك أنه لم يتبق كثير من الوقت للمناضلين للسير على درب التوحيد لإنقاذ أجيال الحاضر والمستقبل من مصير مجهول بدأت تُرى بشائره في العراق وفلسطين وكثير من أقطار هذا الوطن الكبير.   (المصدر: صحيفة « الوطن »  (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 28 – الصادر في 28 مارس 2008)
 
 


اتّحاد المغرب العربي : مطلب شعبي ـ 3 ـ
 
د. نورالدين بنخود   يبدو جليّا عند أغلب الملاحظين أنّ من أهمّ الأسباب المباشرة للتعثّر الحاصل في بناء الاتحاد المغرب العربي هو التوتّر بين الجزائر والرباط الراجع إلى مشكلة حدوديّة قديمة مستمرّة ومشكلة الصحراء الغربيّة. ويعتبر بعض الدارسين أنّ استمرار المشكلتيْن دون حلّ يعود في عمقه إلى صراع حول زعامة المنطقة. وبصرف النظر عن حقيقة هذا السبب العميق ومدى جدّيته، إذ أنّ الكثيرين منّا قد لا يتمالكون عن التعجّب أمام التنافس على الزعامة في مشرق الوطن العربي ومغربه، يبدو مهماّ مع ذلك أن نتابع تاريخ التوتّر متابعة موجزة لنقف على ما تفعله بعض الأنظمة العربية بنفسها وبالأقطار التي تحكمها وبالشعب العربي كلّه. أمّا المشكل الحدودي فيعود إلى زمن الاحتلال الفرنسي للجزائر. ففي آب ( أوت) 1844، جرت  » حرب إيسلي  » التي واجه فيها المقاومون المغاربة والجزائريّون جيش المستعمر. لكنّ هزيمة المقاومة العربية مكّنت فرنسا من فرض شروطها على المغرب ، ومنها إجبار المغاربة على التخلّي عن دعم الأمير عبد القادر الجزائري واعتباره خارجا عن القانون ومطاردته. واستطاع المستعمر من موقع القوّة أيضا اقتطاع أراض ( منطقة تندوف، الصحراء الشرقيّة ) كانت تحت السلطة المغربية وإلحاقها بالتراب الجزائري. وأثناء الثورة الجزائريّة، حاول المستعمر دون جدوى استغلال هذه الورقة عبر إغراء الحكومة المغربية بإرجاع الأراضي المقتطعة مقابل مواقف ضد الثورة .  ويبدو أنّ النظام المغربي كان يأمل في التفاهم مع قادة الجزائر المستقلّة وعودة الحدود إلى ما كانت عليه بين المغرب والدولة العثمانيّة. لكنّ النظام الجزائري، قبل انقلاب بومدين عام 1965 وبعده، ظلّ متمسّكا بالحدود التي تركها المستعمر. وتفاقم الخلاف إلى حدّ المواجهة العسكريّة عام 1963 ( حرب الرمال، عندما تقدّمت القوات المغربية إلى منطقة تندوف) وعام 1967 . ولم تفلح الوساطة العربيّة إلاّ قليلا. وساهم اكتشاف الحديد في تندوف في تغذية الصراع وأثّر بشكل خطير في الموقف الجزائري من الصحراء الغربية. فرغم مفاوضات بين الطرفيْن ( 1969، 1970 ، 1972 ) تُوّجت بمعاهدة نصّت على اعتراف المغرب بجزائريّة تيندوف والمشاركة في إنتاج حديدها وتسويقه ودعم الجزائر لحق المغرب في الصحراء الغربيّة، ورغم التصريحات الجزائرية الرسمية وخطاب الرئيس بومدين في القمّة العربية بالرباط 1974 مؤكّدا أنّ مشكلة الصحراء الغربية لا تعني غير المغرب وموريتانيا وأنّ الجزائر تؤيّد تحرير الصحراء وسبتة ومليلية وبقيّة الجزر التي يحتلّها الاسبان، احتدّ  النزاع من جديد بانقلاب الموقف الجزائري منذ 1975 تاريخ المعاهدة مع مدريد التي قضت بخروج القوات الاسبانيّة وصار النظام الجزائري، الذي اعتبر أنّه استبعد من المفاوضات، مؤيّدا للبوليزاريو وقيام دولة صحراويّة. لم تر الحكومة الجزائريّة في استرجاع المغرب لجزء من الصحراء الغربية إلاّ تهديدا لوحدة الجزائر ووسيلة لتطويقها وإجهاض ثورتها، كما صرّح بذلك الرئيس بومدين في خطاب له. وعملت على مواجهة الاتّفاقية بمختلف الوسائل, فكانت المواجهة العسكريّة مع المغرب في كانون الثاني ( جانفي ) 1976، وقد انتهت بوساطة عربية. وقدّمت الجزائر دعما كبيرا للانفصاليين ( البوليزاريو) ماليّأ وعسكريّا ودبلوماسيا، إذ نجحت في إقناع عدد كبير من الدول بالاعتراف بما سُمّي  » الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطيّة » المعلنة في شباط ( فيفري ) 1976 ، والضغط على منظّمة الوحدة الافريقيّة حتّى أعطيت العضويّة الكاملة للبوليزاريو في المؤتمر العشرين للمنظّمة ( أديس أبابا، 1984 ). ولا يتّسع المجال هنا لعرض مختلف محطّات هذا النزاع المستمرّ الذي لا يكاد يهدأ حتّى يستعر من جديد عبر الاتّهامات المتبادلة وقطع العلاقات وترحيل المواطنين المساكين من الجانبيْن وتدبير الدسائس الدبلوماسية وغير الدبلوماسية والاستقواء بالنفوذ الأجنبي الباحث عن الغنائم السهلة. وإنّما يهمّنا أن نتبيّن أهمّ نتائج هذا الصراع ونرصد تأثيراته الخطيرة. لا يشكّ عاقل في أنّ نزاعا طويلا ومدمّرا كهذا النزاع يترتّب عليه بالضرورة استنزاف كبير للقدرات الذاتية للقطريْن وتبديد نصيب هام من الثروة القومية في تكديس السلاح (مشتريات الجزائر بمليارات الدولارات من بريطانيا وروسيا وغيرهما) وتمويل الانفصاليين (ليبيا حتّى عام 1988، الجزائر) في الوقت الذي يعيش فيه ملايين المغاربة والجزائريين تحت مستوى الفقر. وبينما كانت الأجيال المغاربية المتعاقبة تحلم باتّحاد المغرب العربي قلعة حصينة أمام الاستعمار بأشكاله المتجدّدة ومجالا لتنمية حقيقيّة وتقدّم حضاري ، لم يعصف النزاع الجزائري المغربي وما وراءه من أحلاف ثنائيّة وثلاثيّة بين الأنظمة المغاربيّة بذلك الحلم فحسب، وإنّما ضاعف تبعيّة الأنظمة والأقطار سياسيّا واقتصاديّا وفتح المغرب العربي أمام تنافس دولي ضار على الجزائر وليبيا باعتبارهما خزّان نفط وعلى المغرب باعتبار موقعها الاستراتيجي. وفضلا عن الاستغلال الاقتصادي، بحكم ضعف الموقف التفاوضي لكلّ دولة مغاربيّة منفردة، خضعت الأقطار الخمسة لابتزاز سياسي متواصل كان من أخطر مظاهره دفع الحكومات إلى جلسات أو مفاوضات سرّية مع الصهاينة أو فتح مكاتب لهم أو التعامل الديبلوماسي الصريح معهم والاعتراف بالكيان الصهيوني ( موريتانيا، 1999 ). إنّ استمرار الصراع بين النظاميْن الجزائري والمغربي لا يقف تأثيره الخطير عند تدمير كلّ مشروع اتحاد بين أقطار المغرب العربي، وإنّما هو مساهم أيضا في مزيد تجزئة الوطن العربي و خادم لمشاريع البلقنة المتعدّدة فيه ( لبنان، السودان) ومضاعف لانشغال العرب المغاربة عمّا يجري لإخوانهم في المشرق وخاصّة ما يتّصل بقضيّة العرب المركزيّة فلسطين، ومقدّم لاقتصاديات هذا الوطن وثرواته لقمة سائغة أمام الشراهة الأمريكية والأوروبية والصهيونيّة. ولكن هل مظاهر التناحر والفشل والتبعيّة من مسؤوليّة الأنظمة الحاكمة وحدها أم للأحزاب والمنظّمات الأهليّة والتشكيلات النقابيّة والمثقّفين ومختلف المهتمّين بالشأن السياسي والوطني نصيب وافر من المسؤوليّة عمّا يجري من دمار منذ عقود ؟     (المصدر: صحيفة « الوطن »  (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 28 – الصادر في 28 مارس 2008)


 
 

الشؤون الوطنية حركة «التجديد» تقدّم قراءتها لمضامين الاجراء الرئاسي الأخير: إيجابية التخلي عن التمييز بين الأحزاب القانونية

* تونس ـ الشروق: بادرت الهياكل القيادية لحركة التجديد بالتفاعل مع الاجراء الرئاسي الأخير القاضي بتنقيح الفقرة الثالثة من الفصل 40 من الدستور والمتعلقة بشروط الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009. وسجل بيان للحزب ايجابية التخلي عن التمييز بين الاحزاب القانونية على أساس تواجد أو عدم تواجد ممثلين عنها في مجلس النواب والاعتراف تبعا لذلك بمشروعية حقها جميعا دون استثناء في تقديم مرشحين الى رئاسة الجمهورية، وطالبت الحركة باتخاذ التدابير القانونية والادارية الكفيلة بتجسيد مبدإ المساواة في التعامل مع الأحزاب في المجالات الأخرى مثل التمويل العمومي وغيره. وفي جانب آخر دعت الحركة الى إلغاء الشروط التعجيزية الواردة في الدستور والمتعلقة بشروط الترشح لرئاسة الجمهورية وتجاوز الاجراءات الاستثنائية في مناسبات قادمة الى اقرار نص فيه مقومات الاستقرار قانونا وممارسة وشروط التلاؤم مع روح الدستور والقيم الجمهورية بضمان حق الترشح الى رئاسة الجمهورية لجميع المواطنين سواء أكانوا أعضاء في أحزاب أو شخصيات مستقلة. وتحدث بلاغ حركة التجديد عن أهمية مراجعة المجلة الانتخابية مراجعة جوهرية ودعت في هذا الصدد الى حوار وطني جاد ومسؤول حول محتويات وصيغ هذه المراجعة الضرورية وبما يوفر أكبر الضمانات لانتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية في المواعيد القادمة. * خالد الحداد  
(المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس)  الصادرة يوم 28 مارس 2008)


بمناسبة انعقاد القمة العربية في دورتها العشرين

 
بمناسبة انعقاد القمة العربية في دورتها العشرين بسوريا  وخاصة في ظل أوضاعنا العربية  الراهنة التي لا نحسد عليها من احتلال العراق إلى فلسطين وحصار غزة المصحوب بالمحرقة الصهيونية بدعم من الإدارة الأمريكية وكذلك الاعتداءات المتكررة على الضفة  إلى جرائم الإبادة الأمريكية البريطانية لأبناء شعبنا المقاوم في العراق من شماله إلى جنوبه  وفي ظل العجز الرسمي العربي وأمام  رد الفعل الباهت للشارع العربي  نتذكر تلك المقولة – اتفق العرب على ألا يتفقوا- التي تختزل إلى حد بعيد أوضاعنا نحن العرب المتفرقون والمتشرذمون في عدم الاستجابة للتحدي الداخلي والخارجي . فها هي بعض الدول العربية تقاطع القمة على هناتها المتعددة وأخرى تخفض من مستوى تمثيلها الدبلوماسي على خلفية الأزمة اللبنانية وكأن الشأن اللبناني شأنا أجنبيا لا عربيا وكان القضية الفلسطينية لم تعد القضية المركزية في الصراع العربي الصهيوني .  وبالتالي فهذه المقولة – اتفق العرب على ألا يتفقوا- إن شئت تلخص سلوكنا السلبي حكاما ومحكومين أنظمة وجماهير  أحزابا ومنتمين جمعيات ومنظمات ومنخرطين.وهكذا صرنا خاصة في زمن الاستقطاب الأمريكي وان شئنا نقول في عصر إرهاب الدولة الأمريكية الرسمي  من سيئ إلى أسوأ. فصرنا لا نجتمع ولا نتحد حتى في الأدنى وباتت بيوتنا مخترقة وصفوفنا مشتتة وقلوبنا مبعثرة .وها هو العم سام متربعا على العرش وحكامنا المخلصين له يسبحون بحمده يهللون له ويطوفون ببيته ويصلون في كعبته. فهاهي الجامعة العربية حرسها الله لا تجتمع حتى لتعدد جثث قتلانا  وشهدائنا منخرطة بالكامل مع سنفونية البيت الأبيض .. بل لعلها مأمورة بأن تلعب الدور القذر في زرع الخلافات  العربية وهاهي حكمتها الرشيدة تأتينا  من لبنان فتزكي من لا يستحق باسم الأخوة العربية الملوثة  برائحة النفط. فهلا زالت قمم اللاآت الثلاث؟ أم عوضت بقمم التطبيع في الصلح والاعتراف والتفاوض؟ فهلا زالت قمم الصمود والتصدي ولو شعارا يردد باحتشام؟ أم عوضت بقمم مقاومة الصمود والتصدي لما يسمى بالإرهاب باسم قانون مكافحة الإرهاب؟  وها هو شريط مسلسل السلام على النمط الصهيوني الأمريكي التي تسانده  الأنظمة العربية الرجعية وكل المطبعين مع العدو  و المتواطئين معه لم يقف يوما عن البث من جنين إل غزة ومن  ومن نابلس إلى رام الله  ومن الضفة إلى القطاع  ومن جنوب لبنان إلى جنوب بيروت جنوب السودان إلى دارفور ومن جنوب العراق إلى شماله من الفلوجة إلى الانبار من مقديشو إلى فلسطين المحتلة.ففي مشهد السلام  المزعوم هذا وفي صلبه اتحدت مصائب الوطن في شلالات الدماء السائلة انهارا واتفق الاعداءوالاشقاء على زيادة تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتعددت أنواع الجرائم والإرهاب ضد أبناء شعبنا العربي ابتداء من القصف بالصواريخ والطائرات المقاتلة المحدثة الصنع الحاملة الخطر أنواع القنابل المحظورة دوليا كاليورانيوم المنضب والقنابل الفسفورية والعنقودية بل والقنابل التي تزن الأطنان كل هذه الأسلحة وغيرها جربوها فينا.كل هذا يحدث بتوقيت أمريكي صهيوني فيعلنون حروبهم العدوانية الوحشية على الأمة بعد أن يعلنوا ساعة إيقافها  على وقع مشاريع المؤتمرات الدولية التي اصمت آذاننا وهي تدعو للسلام الملطخ برائحة الدم وهي تدعو للسلام الموهوم ولعل آخرها ما يسمى بمؤتمر انابوليس الذي اجمع على التحالف ضد المقاومة الوطنية الفلسطينية والتي يطلق عليها في قاموسه اللاشرعي  مصطلح ما يسمى بالإرهاب.  وما المحرقة الأخيرة في غزة إلا تأكيدا على طبيعة هذا التحالف المعادية لطموحات شعبنا وامتنا في التحرر من نير الاستيطان والاحتلال. وفي هذا الصدد أقول : اتفق العرب الرسميون على الهزيمة على ألا يطعنوا أسيادهم من وراء الباب من الثقب من الخلف  . اتفق العرب الرسميون أن يمشوا في جنازة النظام العربي يودعونه  دون مواربة ولا تردد ولا خوف اتفق العرب الرسميون على الاستبداد الممنهج  على التوريث على التنكيل بالشعب على القمع والخطف اتفق العرب الرسميون على الخراب على الدمار على الهدم على الانهيار على الخروج من الصف فها هى غزة تحترق وهاهي الضفة تنغلق وها هوا لعراق يسحق وها هو لبنان كاد ينزلق وها هو السودان يتعرض  للتقسيم وها هي الصومال تشكو من التعتيم فاتفق كالعادة العرب الرسميون على التنديد و الوعد والوعيد وابرقوا في صمتهم  لصاحب الشأن عبر الجامعة العربية الموقرة إلى مجلس الأمن يحملونه المسؤولية مسويين بين الجلاد والضحية .  كما اتفقوا على أن يؤمنوا  بقضية فلسطين كقضيتهم الشخصية ويخرجوا منها ملايين الجماهير العربية حتى يتفرغوا للحلول السلمية والصلح والمفاوضات التي أشبعونا بها صباح مساء كل يوم في المغرب وعند العشاء. وتمخض هذا الاتفاق الممزوج بالنفاق فكان في الأصل يجري حثيثا من وراء الشعب العربي من اجل تحييد مصر ثم الأردن ثم لبنان باتفاقيات ومعاهدات تعود بالنفع على سلطانهم وسلطاتهم وعلى ملكهم وعروشهم. فاخرجوا الجماهير العربية صاحبة المصلحة الحقيقية في التحرر من نير الاستعمار والاحتلال والاستيطان. إلا أنهم والحق يقال سعوا إلى إخراجها من الشباك فدخلت من الباب عبر المقاومة الوطنية الصامدة. ومنذ ذلك التاريخ والمقاومة الوطنية في لبنان تسطر بأحرف من دم عربي شريف مرحلة التحرر والتحرير فهاهو العدو الصهيوني يخرج من جنوب لبنان يجر أذيال الخيبة سنة 2000  . وها هي المقاومة الوطنية الفلسطينية الصامدة في وجه الاستيطان الصهيوني لا زالت تكبده الخسائر والهزائم . وها هي المقاومة الوطنية العراقية الصامدة تفشل مخططات العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني المحتل وتفسد عليه مشاريعه وجوقته فيغرق وسط الوحل العراقي وان شاء الله لن يخرج إلا مهزوما مذموما مدحورا . وها هي المقاومة الوطنية اللبنانية  الصامدة تسطر مرة أخرى بأحرف من ذهب الانتصار التاريخي على العدو الصهيوني وحليفه الاستراتيجي الامبريالية الأمريكية والمتواطئين معه في الحرب العدوانية الأخيرة في تموز  2006.  فإذا كان اتفاق العرب الرسميين على حساب تحرر الأمة ووحدتها وتقدمها وأمنها واستقرارها فان اتفاق الجماهير العربية صاحبة السيادة على أرضها هو مواصلة معركة النضال والصمود التي سيظل نورها يبدد الظلمة داخل النفق حتى تطأ شمس حريته أرضنا العربية الطاهرة من الماء إلى الماء ومن المحيط إلى المحيط. النفطي حولة :28 مارس 2008
 


القمة أمام حقيقة الانقسام العربي
 
توفيق المديني

قمة دمشق العربية، رغم تشاؤم المراقبين، فهي لاتختلف عن سابقاتها الا من حيث ظاهر الخلافات العربية.. فلا جدول أعمال واضحاً أو متفقاً عليه، ولا نيّة لجعلها مناسبة لحل الخلافات بدل أن تكون شرطاً مسبقاً للتوصل إلى حلول. فالكل بات يعرف أن الخلافات الحقيقية بين العرب لا تدور لا حول رئيس لبنان ولا رأس السلطة الفلسطينية ولا حتى حول مصير عروبة العراق، بل هي تتعلق بما وصفته كوندوليزا رايس بـ“الاصطفاف الاستراتيجي الكبير” في الشرق الأوسط بين إيران وحلفائها، من جهة، وبين أميركا وأصدقائها، من جهة أخرى. ثم إن هذه ليست المرة الأولى التي يختلف فيها العرب على “فلسفة” المؤتمرات العربية ووظيفتها. ففي حين كانت المنطقة منقسمة إلى معسكرين “تقدمي ورجعي” في منتصف القرن الماضي، كانت القمم العربية مناسبة للمناورات والمؤامرات، أكثر منها فرصة للإجماعات والاتفاقات. عرش الزعامات العربية بكلمات أوضح: القمم العربية، سواء انعقدت أو لن تنعقد، كانت تجسيداً صريحاً للحروب الأهلية العربية – العربية التي كانت تدور رحاها حول عرش الزعامة على الأمة العربية بين القاهرة وبغداد والرياض. فهل ستكون القمة العربية المرتقبة في دمشق بعد أيام، قمة إعادة المنطقة إلى التعقل، لمواجهة المحن التي تعصف بها، وتفكيك بؤر الأزمات التي تحكم طوقها من لبنان إلى العراق مرورا بفلسطين؟ لقد قاد أسهم انهيار عملية التسوية اعتبارا من أواخر العام 2000، والتحول الذي حدث في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط في ظل هيمنة “المحافظين الجدد” على إدارة بوش الابن الأول، وفي أجواء ما بعد هجمات أيلول (سبتمبر) 2001، وحرب تموز 2006، في تحويل دفة السياسة السورية من النظام العربي الرسمي، الذي أصبح وفق رؤية دمشق، شبه منهار وفاقد القدرة على المناورة أو التكتيك أو حتى تحسين المواقع التفاوضية. فهذا النظام العربي بات خاضعا لضغوط غير عادلة من جانب واشنطن، وبات يرى في المقاومة عبئاً عليه. من هنا كانت بداية التحول في موقف سورية، التي اتجهت منذ ذلك الوقت إلى التمايز عن مصر والسعودية. ومع تراكم هذا الاتجاه، تحول التمايز افتراقا في الوقت الذي اشتد التوتر في المنطقة عندما تأكد عزم واشنطن على غزو العراق، وما أعقب ذلك من أحداث جسام. فقد كشفت حرب إسرائيل على لبنان تموز 2006 قراراً سورياً بالتمايز عن الاتجاه العام في النظام العربي الرسمي. فاختارت دمشق الطريق الذي قاد إلى الفراق الاستراتيجي مع السعودية، وبدرجة ما مع مصر، عندما ذهب الرئيس السوري إلى أقصى مدى في مهاجمة التخاذل الرسمي العربي من الحرب. مناخ إستراتيجي معقد وتأتي قمة دمشق في ظل مناخ جيو- استراتيجي معقد حيث الكثير من الأسئلة والهواجس التي تشغل العالم العربي شعوباً وأنظمة، وهي أسئلة استراتيجية يتوجب على النظام العربي والإقليمي أن يجيب عنها. فالعالم يعيش في ظل نظام دولي أحادي القطبية تسيّره و تقوده أميركا بمفردها على الأقل مؤقتا. بيد أن الوضع الدولي يشهد جملة مبادرات وتحركات لجهة بناء نظام دولي متعدد الأقطاب، يشهد على ذلك صعود العملاق الروسي من جديد كلاعب أساسي، إلى جانب العملاق الصيني، في مواجهة الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية. ومما لا شك فيه أن الشرق الأوسط العربي، والإسلامي بات يحتل حيزاً مهماً من هذا الصراع الدولي، بسبب وجود النفط، وبسبب التركيز الأميركي على ما يسمى الحرب على الإرهاب، إضافة إلى حقيقة باتت من بديهيات العرب جميعهم، وهي انحيازهم للمفاوضات والصلح والاعتراف بإسرائيل. فضلا عن أن الدول الإقليمية العربية الكبرى التي تقود عادة النظام العربي، أصبحت على هذا النحو من الارتباك والضياع، لجهة عجزها على تطوير دينامياتها الخاصة. فالعراق أكبر شاهد على حال الدول العربية، إذ حوّله الغزو الأميركي من دولة كبرى إلى دولة فاشلة كبرى، كما أوشك على الاختفاء من خارطة العالم. أما مصر، فهي نموذج لحالة أخرى للدول العربية، إذ تتعرض لضغوط حتى لا تمارس دورها الطبيعي كدولة لها كيان وثقل سياسي. وسوريا هي العينة الثالثة، التي أعلن الرئيس الأميركي أنها من “محور الشر”، وباتت تعاني من حصار الأسرة الدولية. وإذا كان لبنان ومعه سورية، وتلك الانقسامات تعتبر أخطر الملفات أمام القمة، فإن دمشق تعمل لتأمين انعقاد القمة العربية، لكنها ليست مهتمة فعلا بمصيرها وبنجاحها أو إخفاقها لأن ذلك، من وجهة نظرها، مسؤولية عربية لا مسؤولية سورية. وتشكل الأزمة اللبنانية، ولاسيما تأمين انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وتنقية الأجواء العربية، أهم معضلة حقيقية تواجه القمة العربية. التطبيع والشرق الأوسط الكبير أولاً أما الشعب الفلسطيني فلايزال ينتظر من قمة دمشق أن تبادر إلى كسر الحصار الدولي المفروض عليه منذ نحو عام، وتنتقل لاحقا إلى تقديم الدعم اللازم للمقاومة الفلسطينية، على الصعد كافة، وعدم الرضوخ لضغوط الإدارة الأميركية الرامية من خلال حركتها الدبلوماسية النشطة التي تقودها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في المنطقة إلى خفض سقف القمة العربية المقبلة، ودفعها باتجاه تسريع قضية التطبيع مع إسرائيل، والتمهيد لمنظومة الشرق الأوسط الجديد، مستغلة تفكك النظام العربي الذي لا يملك أي مشروع مستقبلي للمنطقة العربية، في ظل إصابته بالإعياء الشديد، وتنصله من التزاماته وقضاياه، ولاسيما أن المسؤولين العرب ليسوا على استعداد حتى للممانعة. وهم يشعرون بأن القضية الفلسطينية أصبحت عبئا عليهم، ويرغبون في تقديم التنازلات للتخلص من هذا العبء. ولايزال النظام الرسمي العربي غير قادر على تقديم أجوبة مقنعة وجادة ومسؤولة للتحديات التي تواجه الأمة العربية. ومازالت معظم الأنظمة العربية تقول للإدارة الأميركية الحالية ولسابقاتها أيضا، ماقاله المتنبي لسيف الدولة: فيك الخصام وأنت الخصم و الحكم… إن السياسات التي ستكرسها قمة دمشق لن تخرج عن سياق القمم العربية المختلفة، والتي تقوم على مايلي: – أولا، حرية كل نظام عربي في إنتهاج السياسات التي يراها داخليا وخارجيا، ومنع أي تدخل في شؤون هذه الأنظمة.. وهكذا كرست القمم العربية السياسات القطرية، وأكدت ضرورة حمايتها.. فتحديات الأمة العربية معروفة منذ زمن، لكن القمم العربية لم تلتفت إليها لاعتبارات عدة أبرزها: الانقسام تحت شعارات من طراز “دول معتدلة وأخرى متطرفة”، والكل يحمل أجندته الخاصة. وأمام هذا الواقع، فإن الاستعانة بالأجنبي لحل المشكلات فاقمها تعقيداً، بينما المطلوب هو إحداث تغيير في الاستراتيجيات لجهة إيجاد خطاب حازم وحاسم للولايات المتحدة الأميركية، يقنعها بأن مصالحها مرتبطة بتسوية قضايا المنطقة بشكل عادل وغير منحاز لإسرائيل. – ثانيا، تكريس الحل الاستسلامي للقضية الفلسطينية، لأنه ينسجم مع هذه السياسات القطرية، ويتوافق مع سياسات الطبقات الحاكمة المتجهة نحو تعميق الارتباط بسياسة الإدارة الأميركية. إن الدول العربية، تكثر الحديث عن “السلام” وتعلن مبادرات “السلام”. و مع ذلك، فإن الحروب، تقوم، ولا تتوقف… فهناك الحرب الأميركية على الشعب العراقي المستمرة منذ أكثر من سبع عشرة سنة، وهناك العدو الصهيوني بقيادة أولمرت يخوض حرب إبادة حقيقية ضد الشعب الفلسطيني لاقتلاعه من أرضه، و تهويد كامل فلسطين. كاتب من تونس صحيفة أوان(يومية كويتية)الجمعة, 28 مارس 2008

 


بسم الله الرحمن الرحيم السبيل أونلاين

الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الجزء الثاني
كتبه : الدكتور بشير عبد العالي نخلص من خلال هذه المقاربة الحداثية لمسألة الحرية إلى القول بأن مسألة الحرية في الغرب الليبرالي تجاوزت حدود التنظير الفلسفي وانتهت إلى أن الحرية عبارة عن ممارسات واقعية خاصة في المجال السياسي، ولأن هذه الحرية والحقوق هي صنعة نظام سياسي معين فإنها تعكس إلى مدى بعيد القيم السائدة في ذلك النظام، وشكل العلاقات فيه، وكيفية توزيع القوى بين مكوناته، ومن ثم فهي متغيرة كمَّا ومفهوماً بتغير الموازنات(1). وينبني على هذا أن الحرية في الغرب يحدد مفهومها أصحاب القوة والسلطة والمال الذين يمارسون إكراهاً خفياً قد يتخذ صوراً تبلغ من الدقة والخفاء درجة لا يشعر بها الضحية عند ممارسة عمله، وهو ما يحصل فعلاً في المجتمعات الديمقراطية حيث تسيطر الدولة والمؤسسات الرأسمالية على أدوات الاتصال والتعليم والتثقيف مما يجعل لها نفوذاً عظيماً على عقول الجماهير وتكييف أذواقها مما يكفل إدارة اللعبة السياسية في الإطار المحدد لها(2)، وبالإضافة إلى هذا العامل الخارجي الذي يحد من الحرية الشخصية المقدسة لدى الغرب يوجد عامل داخلي ـ ولعله الأهم  ـ سواء كان عائداً إلى سيطرة الاندفاعات والنزوات، أو إلى غياب الوعي ونقص المعرفة(3).     وإذا ما تجاوزنا الغرب الليبرالي وحاولنا الإطلال على الغرب الماركسي ـ الذي صار تاريخاً ـ نجد أن الماركسية قد تركز نقدها للحريات  الشخصية على شكلياتها بسبب عريها عن ضمانات التحقق، وهي أساساً في نظره احتياز الثروة في يد الرأسماليين، وأنه لا سبيل إلى الحريات السياسية طالما لم تنزع الملكية الخاصة، وتنتقل إلى الجماعة فتسقط تلقائيا كل أسباب الاستعباد، بل وتتلاشى الدولة ذاتها لانعدام مبرر وجودها.  ولكن الذي تحقق أن السلطة لم تتلاش بل عظمت وتضخمت وأحاطت بالفرد من كل جانب واحتكرت وسائل البطش والإغواء: (النفوذ والثروة والثقافة) دون منازع الأمر الذي هيأ لها المجال فسيحاً لفرض نظريتها في الحرية(4). نخلص في النهاية إلى أن مفهوم الحرية في الغرب الليبرالي والاشتراكي تحدده موازين القوى … وذلك هو معبود الغرب ومصدر قيمه، وعبثا يحاول المستضعفون إقناع الغرب بالقيم  الإنسانية بل وحتى بالمواثيق الدولية … ولكن يظل كل ذلك محض انخداع ويظل المنطق الوحيد الذي يفقهه الغرب هوموازين القوى فما العدل إلا إذا تعادلت القوى(5). حول مفاهيم الحرية في الإسلام : يقتضي الحديث عن مفهوم الحرية في الإسلام الحديث عنها في مصادره الرئيسة: القرآن والسنة، ثم رصد المسألة في التراث الإسلامي في مختلف مراحله. أولاً: الحرية في المصدرين الرئيسين: {القرآن والسنة}. [1] الحرية في القرآن الكريم : القرآن الكريم يمثل وثيقة جوهرها وروحها تحرير الإنسان: بالمعنى الكامل والواسع والعميق للكلمة. {أ} فعلى المستوى الفكري العقيدي جاء القرآن ليشن حملة لا هوادة فيها على عقائد الكهانة { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } (6) فلا واسطة بين العبد وربه ولو كان نبياً مرسلاً أو ملكاً مقرباً: {وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}(7) . كما رفض القرآن صراحة أن يكره إنسان على اعتقادٍ ما، قال تعالى: { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}(8) أورد الطبري أن الآية نزلت في قوم من الأنصار كان لهم أولاد قد هودوهم، فلما جاء الإسلام أرادوا إكراههم عليه فنهاهم الله عن ذلك حتى يكونوهم يختارون الدخول في الإسلام(9).   فليس لبشر أن يكره بشراً على الإيمان ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }(06) يقول الزمخشري في تفسير الآية الكريمة: يعني إنما يقدر على إكراههم واضطرارهم إلى الإيمان هو لا أنت (…) لأنه هو القادر على أن يفعل في قلوبهم ما يضطرون عنده إلى الإيمان، وذلك غير مستطاع للبشر(11). وقد تكرر هذا المعنى وهو حصر وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم في البلاغ ولا شأن له في إكراه الناس على شيء أكثر من عشر مرات في القرآن الكريم، أما الآيات الدالة على أن الله هو الفعال لما يريد، الهادي لمن يشاء المضل لمن يشاء بعلمه وحكمته وعدله فقد تكررت بما لا يحصي عداً. وليس ـ في المنهج القرآني ـ لأحد أن يمثل الواسطة بين الله وعباده،   فالقلوب منطقة حرام ليس لأحد السيطرة عليها إلا باريها، لذلك لم يقبل القرآن اعتذار  الضعفاء بأنهم أطاعوا السادة والكبراء أو أنهم كانوا مستضعفين في الأرض وفي هذا المعنى يقول تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} (71)ويصور القرآن ذلك الحوار الرائع بين التابعين والمتبوعين: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِين َقَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  } (81) ويصور لنا القرآن حجاجاً آخر بين أهل النار (الضعفاء والذين استكبروا) فيقول عز من قائل {َإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّار ِقَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَاد} (49)ِ  وهكذا وبهذا الوضوح والإسهاب دافع القرآن يكل قوة وصرامة عن حرية اختيار المعتقد دون إكراه من أحد، بل جعل ذلك الإكراه غير مقدور لأحد إلا لله لو أراده عز وجل، من أجل ذلك لم تكن نهاية الاستضعاف بأحسن حالاً من نهاية الاستكبار فهما وجهان لعملة واحدة. أما الطاعة التي يفرضها القرآن للحكام والعلماء فهي متقيدة بطاعة الله تعالى، فقد جاء في تفسير الرازي في تفسير قوله تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}(15) إنهم ربما وجدوا في كتاب الله تعالى ما يخالف أقوال الأحبار والرهبان فكانوا يأخذون بأقوالهم وما كانوا يقبلون حكم الله(16)، والخلاصة أن لا واسطة بين العبد وربه، ولا سلطان لبشر على بشر ولو كان رسولاً: {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}(17). {ب} الدعوة إلى التفكر والتعقل والتدبر ومخاطبة أولي الألباب، وردت مادة (عقل) ومشتقاتها في القرآن الكريم نحو خمسين مرة، وردت منها عبارة (أفلا تعقلون) اثنتي عشرة مرة(18)، وهي عبارة إنكار وتوبيخ على ترك مدركات العقول،  يقول الزمخشري في تفسير قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}(19) (توبيخ عظيم بمعنى: أفلا تفطنون لقبح ما أقدمتم عليه حتى يصدكم استقباحه عن ارتكابه، وكأنكم في ذلك مسلوبو العقول، لأن العقول تأباه وتدفعه(010). ووردت مادة (دبّر) ومشتقاتها مما له علاقة بالتدبر(21)، أربع مرات(22)، كلها متعلقة بالنظر في القرآن والتفكر في معانية، وهذا يعني أن القرآن لم يفرض نفسه على الناس إلا من خلال إقناع العقول. ووردت مادة (فكر) ومشتقاتها ثمانية عشرة مرة: منها خمس مرات ارتبط فيها التفكر بالآيات المتلوة(112)، وتسع مرات ارتبط فيها التفكر بالخلق الجامد والمتحرك(24)، وثلاث مرات ارتبط فيها التفكر بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم وما دعا إليه(25)، ومرة واحدة عرّض فيها القرآن بالتفكير غير النزيه عند أعدائه وكيف آل إلى نتائج عكسية(26). وجاء الحديث عن التذكر في نحو خمسين موضعاً مقترناً مرة بضرب الأمثال، ومرة بقصص الماضين، ومرة بالخلق، ومرة بالمقارنة ما بين منهجين، ومرة بآيات الله المتلوة، ومرة بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وشخصه … إلى غير ذلك من الموضوعات مما يضيق المقام بتفصيله. وخاطب أولي الألباب في ستة عشر موضعاً مقترناً بموضوعات مختلفة قريباً مما تقدم. {ج} وفي المقابل شن القرآن حملة قوية في عشرين موضعاً على التمسك بموروثات الآباد والارتهان إليها دون نظر في مضمونها ولا تأمل فيما يوجه إليها من نقد أو يقدم عنها من بديل، ونوّع أسلوبه في ذلك فمرة يحكي إجابتهم إذا دعوا إلى إتباع ما أنزل الله وهي التمسك ما كان عليه الآباء(27)، ويعقب أحياناً على تلكم الإجابة بالتساؤل أو لو كان ما جاء به القرآن أهدى مما وجدوا عليه الآباء(28)، وأحياناً يحكي اعتذارهم عن فعل الفاحشة بأنهم وجدوا عليها الآباء(29)، وأحياناً يحكي شدة إنكارهم أن يعبدوا الله وحده ويتركوا معبودات الآباء(30)، وأحياناً يحكي اتهامهم للرسل بأنهم يريدون صرفهم عن معبودات الآباء لتحقيق مكاسب سياسية(123)، ومرة يصور تعجبهم من دعوة الرسل المخالفة لما كان عليه الآباء وأنهم كانوا يتوقعون منهم خيراً، ليخلصوا إلى الشك في أهداف الدعوة(133)، ومرة يدعو الرسول إلى عدم التردد في بطلان ما عليه المشركون من عقائد إذ لا مستند لهم إلا فعل الآباء(143)، ومرة يصور شكهم في صحة ما جاء به الرسل لا لشيء إلا لأنهم لم يسمعوا به في آبائهم الأولين(153)، ومرة يتحدث عن تعبئتهم الناس ضد دعوة الرسل بأنهم يريدون صدهم عما كان يعبد الآباء(163)، ومرة يخبرنا بأنهم استحقوا العذاب يوم القيامة لجريهم وراء موروثات الآباء دون تعقل ولا تدبر(173)، وقد يدعوهم أحياناً من خلال تمسكهم بمنهج الآباء إلى الإيمان بالله ربهم ورب آبائهم الأولين(183)، ويخبرنا أحياناً أن منهج المشركين في التمسك بتراث الأولين في مواجهة كل جديد سنة مطردة وليست بدعة من قوم الرسول صلى الله عليه وسلم (193). وهكذا ومن خلال هذا العرض السريع المقتضب لمنهج القرآن في تحرير الإنسان يتضح بوضوح لكل منصف وذي بصرة ما قررنا في مستهل حديثنا عن هذا المنهج بأن القرآن حقاً وثيقة جوهرها وروحها تحرير الإنسان بالمعنى العميق  والدقيق للكلمة. ————————————————————————————————– الهوامش : 1.انظر مسألة الحرية في مدونة ابن عاشور، ص: 148. 2.الحريات العامة، ص: 33. 3.المصدر السابق، نفس الصفحة. 4.المصدر السابق ص: 33/34. 5.راجع المصدر السابق ص: 34، وما بعدها. 6.سورة التوبة، الآية: 31. 7.سورة أل عمران الآية 80. 8.سورة البقرة الآية:256. 9.الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن الكريم تفسير الآية:256 من سورة البقرة. 10.سورة يونس: الآية:99 11.الزمخشري، الكشاف.تفسير الآية 99 من سورة يونس. 12.سورة الأحزاب الآية:67 13.سورة سبأ: الآية:31 ـ 33 14.سورة غافر: الآية: 47، 48 15.سورة التوبة: الآية:31 16.الرازي، مفاتيح الغيب.تفسير الآية 272 من سورة البقرة. 17.سورة البقرة: الآية:272. 18.وهي البقرة: (44) ، (76)، آل عمران: (65)، الأنعام: (32)، الأعراف: (169)، يونس: (16) هود: (51)، يوسف: (159)، الأنبياء: (15) ، (67) ، المؤمنون: (80)، القصص: (65)، الصافات: (138). 19.سورة البقرة الآية:44. 20.الزمخشري، الكشاف.. تفسير الآية 44:من سورة البقرة. 21.أي بعد حذف ما كان في معنى الدبر أو الأدبار. 22.هي النساء: (8)، المؤمنون: (68)، ص: (29)، محمد: (24). 23.وهي البقرة: (219) ، (266)، الأعراف: (176)، النحل: (44)، الحشر: (21). 24.وهي آل عمران: (191)، يونس: (24)، الرعد: (3)، النحل: (11) ، (69)، الروم: (8) (21)، الزمر: (42)، الجاثية: (13). 25.وهي الأنعام: (50)، الأعراف: (84)، سبأ: (41). 26.وهي الآية: (18) من سورة المدثر. 27.انظرالبقرة (170) والمائدة: (104) والأنبياء: (53) والشعراء: (74)والزخرف (22) ولقمان: (21). 28.انظر مثلاً البقرة: (170)، والمائدة: (104)، والزخرف: (24). 29.انظر مثلاً الأعراف: (28). 30.انظر مثلاً الأعراف: (70). 31.انظر مثلاً يونس: (78). 32.انظر مثلاً هود: (62). 33.انظر مثلاً هود: (109). 34.انظر مثلاً المؤمنون: (24) والقصص: (36). 35.انظر مثلاً سبأ: (43). 36.انظر مثلاً الصافات: (69). 37.انظر مثلاً الصافات: (126) ، والدخان: (8). 38.انظر مثلاً الزخرف: (23). المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 28 مارس 2008

 

تجربة أدب السجون كما يرويها بعض كتابها:

يمكن للسجين ان يتحطم تماماً… أو أن يقاوم محاولات تحطيمه بالارادة… والأمل!

 
شيرين القطاونة   عمان ـ القدس العربي ـ من شيرين القطاونة: تعتبر تجربة الادباء ممن قضوا في السجن فترات من الزمن محطة مميزة في رحلة الابداع الادبي ككل ان كان في كتابة الشعر او القصة، و يقول الروائي الالماني هيرمان هيسه عن ذلك حقا لا يعد حكيما من لا يعرف الظلام .. نعم وانت في هذا المكان المغلق ستكون افكارك اشبه بالمفاتيح التي ستفتح بها مغاليق الظلمات لتنبعث بعدها موسيقي الحرية بكامل البهاء والجمال، ان ضجيج افكار السجناء سيكون هديرا مجنونا تماما كما يهدر البحر في الاصداف التي خرجت منه . اما الاديب والمسرحي محمد الماغوط فقد وصف تجربته في السجن بقوله: عندما أتعب أضع رأسي علي كتف قاســـيون وأستريح ولكن عندما يتعب قاسيون علي كتف مَن يضع رأسه؟ القاص والروائي سالم النحاس اكد علي ان تعريف السجن اصلا هو العجز الكامل للمواطن عن محيطه ووقف اي تأثير او عمل عنه وهذا حسب القضية التي وجهت له، وانا اقصد السجن السياسي وليس اي سجن عادي او عقابي فنحن لم نقدم للمحاكمة ابدا، والتهمة كانت الانتماء لحزب غير مشروع وانتهي بعد 1992 عندما صرح للاحزاب بالوجود، وتجربتي في السجن والتي تندرج تحت باب ادب السجون موجودة في كتابي الساحات لأن ساحات النضال ليست واحدة فالنضال مع النفس والنظام، بالاضافة الي مسرحية الانتخابات و تلك الاعوام ، وانا داخل السجن حاورت كل ما هو موجود حولي وكنت يوميا اتحاور لمدة ثلاث ساعات تقريبا، وكنت في سجن انفرادي لمدة 9 شهور لم يكن مسموحاً في وقتها وجود قلم او ورقة للكتابة الا في حالة الاعتراف، والمسؤول عني كان دائم السؤال ماذا تفعل؟ واجيب باني اكتب، ويرد كيف تفعل من دون أوراق وقلم؟ واجيب انا احفظ كما اكتب صما، وهذا كان يثير غضبه وهو شيء سلبي بالنسبة لي وليس ايجابيا، وفي كل تحقيق يردد علي هل بدأت برؤية وجوه علي الحائط اي بدعوي انني بدأت بالجنون ولكن الاجابة كانت لا. لم توجه لي اي كلمة سيئة او اهانة ولم يوجه لي ولا كف واحد وعندما كان يوجه لي السؤال هل تعرف لماذا لم يوجه لك اي شيء من هذا كنت اقول، لانني كاتب والخوف مني كبير عندما اخرج بان اعمل مشاكل وافضح كل شيء. وكان تعريفي للحرية هو الخروج من هذا المكان السجن. والعزلة تدفع الكاتب الي ان يبحث عن رد مناسب وهو محاولة لفضح هذا الفعل او التصرف لكل ما هو ضد كينونية الانسان وحريته، والكاتب دائما هاجسه الكتابة والكلمة وكل ما كنت اكتبه لم يكن ليخرج إلي النور وانا داخل السجن لانه يمر علي اكثر من مراقبة.   واضاف النحاس بعد ان نقلت من سجن القصر الازرق الي سجن السلط تمكنت من اخذ قلم واوراق والكتابة دون السؤال وكنت اجلس علي الدرج المؤدي لسطح السجن ويمر الحرس من جانبي ويسألونني ماذا تفعل فاجيب اكتب ويجيبون فقط بابتسامة.   اما عن اعماله فقد اكد النحاس بأن مسرحية الانتخابات تحكي قصة انتخابات في احدي المدن الاردنية انتخب فيها رئيس البلدية وبقي لمدة 53 عاما وهي مدة تتجاوز حكم الملكة فكتوريا والذي بقي خمسين عاماً، و تلك الاعوام تؤرخ الحياة السياسية والفكرية لأهل مأدبا منذ مطلع القرن الي نكبة الـ 48. ومنعت هذه الاعمال من الدخول إلي الاردن باعتبارها صهيونية او شيئاً من هذا القبيل بحكم القانون الانكليزي 1939، ولكن بارادة الشعب الاردني عام 1992 تم ايجاد قانون الاحزاب الاردنية وانتهينا من تهمة الانتماء للاحزاب، ورغم العزلة كنت اشعر بالحرية في السجن فهو المكان الوحيد الذي كنت فيه حرا واستطعت ان اقول كلمة لا فالحرية ممارسة والحرية بالدفاع عن قضية ما.   من جهته اكد الكاتب سعود قبيلات بأن اي تجربة صعبة يمر فيها الانسان تدخله بين خيارين اما التعامل بايجابية او السلبية والتي تؤدي للانكسار والتحطم من الداخل، اما التجربة الايجابية فهي مدخل للاستفادة من هذه التجربة الصعبة، ويطور من خلالها ردود الفعل ونمط الفهم للحياة بكل تفاصيلها، أنا ازعم بانني تعاملت بايجابية مع الظروف وحولتها الي مادة لاغناء معرفتي بالحياة، وبذلت جهدا كبيرا لتأمل هذه التجربة بعمق والتعبير عن ذلك من خلال كتاباتي، واصبحت هناك ثمرة ابداعية خاصة بهذه التجربة وقد كتبت الكثير من القصص والروايات والمقالات والتي تم نشر جزء كبير منها، وقد تحدثت عن الافكار التي تكونت لدي حيال السجن، وكتابي بعد خراب الحافلة والعديد من القصص وكتبت يوميات نشرت القليل منها… .   واضاف قبيلات :اما ادب السجون بشكل عام فالمقصود فيه التجربة الادبية التي يعبر فيها الاديب عن طبيعة الحياة داخل السجون وقد يكون هناك تجارب اخري مماثلة في صورتها مثل تجربة الحرب وانا تحدثت عن السجن بعد ما اصبحت خارجه اكثر مما في الداخل، والسجن ليس عاملا مشجعا علي الابداع ففي داخل السجن يكون الشخص مشغولا بالحفاظ علي ذاته وتكوينه النفسي محاولا ان يحميه من اي اثار سلبية لمواجهة الضغوطات والاعباء للابقاء علي الانسانية ويبقي مساحة صغيرة يمكن ان يخضعها للابداع ولكن بصعوبة.   اما الناقد نزيه ابو نضال فقد بدأ حديثه عن ادب السجون قائلا: انشغلت مبكرا بقضايا القمع العربي وبأدب السجون وبما يلقاه المناضلون والمبدعون من منوعات التعذيب في الزنازين العربية، ومن هنا ربما كنت من أوائل الذين اصدروا كتابا كاملا أسميته أدب السجون عام 1981 وصدر عن دار الحداثة في بيروت، وفي نفس العام أصدرت كتاب الثقافة والديمقراطية مع فيصل دراج، والياس خوري وحيدر حيدر، وصدر عن اتحاد الكتاب الفلسطينيين، فرع لبنان. وبعد عام أصدرت كراس المثقفون في التجربة عن اتحاد الكتاب الفلسطينيين، دمشق 1982، مضيفا ان الالتفات لهذه الظاهرة جاء بعد أن تحول القمع إلي ظاهرة عامة في الحياة العربية، لها صفة الديمومة والشمول، فقد تعرض ألوف الكتاب والمفكرين والفنانين لآلة القمع، وعبروا تجربة السجن والتعذيب، وعاشوا في ظل الارهاب والمطاردة والحصار.. بعد هذا كله لم يكن غريباً ان تتلقي المكتبة العربية هذا الفيض من الأعمال الإبداعية الروائية التي تعكس ظاهرة القمع، وتسجل تجربة السجن والمعاناة والرعب والصمود.. فكان ان ظهر نوع ادبي جديد هو أدب السجون، وهذا النوع لا يقتصر علي بلد عربي دون آخر، فقد شكل ظاهرة روائية عربية، يتعاظم انتشار كتابها من المحيط الي الخليج!   وإذا ما أردنا مقاربة تعريف عام لأدب السجون وخاصة الرواية وهي الجنس الأدبي الأكثر تعاطيا مع هذه الظاهرة لقلنا بأن رواية السجن تندرج اساساً في إطار الرواية الدرامية كونها الأقرب للشكل المسرحي الدرامي، وحيث المعتقل هو ذاته الحدث في حالة الفعل والحركة.. إنه الحياة في ذروة احتدام الصراع بين الحدود القصوي لمكوناتها في مكان ضيق: الضحية في مجابهة الجلاد.. المناضل الأعزل المدجج بقناعاته، والمسكون بعناصر الضعف الإنساني المشروع، في مواجهة المحقق والسجان المدججين بكل آلات البطش والتنكيل.. الخضوع البهيمي للغرائز البدائية الأولي او التشبث النبيل والبهي بصمود الروح، وفي الارتقاء بالكائن الانساني نحو غد اجمل.   اما عن رواية السجن فقد اكد ابو نضال انها تعبير حار ومتوتر للرواية الدرامية، تسجل التجربة الإنسانية الكاملة للحدث من خلال الشخصيات ذاتها، انطلاقاً من التوغل التفصيلي في التجربة الحية.. غير أن الزنزانة، كمكان محدد ليست هي الموقع الوحيد للصراع، فمن حيث الجوهر لا فرق هناك بين مواطن مسجون في زنزانة وآخر مسكون بالرعب خارجها، فآلة القمع واحدة، وتطال الجميع، سواء باستخدام السوط أو التهديد به، ولا يتبقي امام هذا المواطن من خيار، سواء داخل السجن أو خارجه، سوي الصمود أو السقوط.   ولعل الحديث عن تجربة أدب السجون في الاردن سابق لأوانه إلا في حدود الترميز القابل للنشر مثل بعض كتابات وقصص سعود قبيلات وهاشم غرايبة وبعض شعر عرار، أو المذكرات كما عند يعقوب زيادين وبهجت أبو غربية، وقبلهما غالب هلسا وغازي الخليلي وصبحي غوشة الذين نشروا مؤلفاتهم في فضاء بيروت. وأنا هنا أتحدث عن الكتب التي تناولت تجربة السجن وليس عن موضوع القمع الذي نجده في معظم نتاجنا الأدبي….. .   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 مارس 2008)

رفضوا استقلال الجزائر لانها فرنسية واستهدفوا ديغول لانه فرّط فيها

وعود ساركوزي تشجع غلاة المستوطنين الفرنسيين بـ الجزائر الفرنسية علي الاحتفاء بإرهاب مارسوه في 1962

 
باريس ـ القدس العربي من فوزي سعد الله: وضع نحو ستين شخصا من قدماء المنظمة السرية المسلحة ، الفرنسية الإرهابية الشهيرة بـOAS، إكليلا من الزهور بمحاذاة شعلة قوس النصر عند رأس جادة الشانزيليزيه في باريس مساء الأربعاء، وذلك إحياء لذكري رفاقهم الذين لقوا مصرعهم يوم 26 آذار/مارس 1962 وسط مدينة الجزائر خلال حرب استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي. جاء هؤلاء الإرهابيون والمتعاطفون معهم، والذين ما زالوا يحنون للماضي ولـ الأمجاد الاستعمارية الفرنسية في الجزائر كما في غيرها من المستعمرات، وهم في غالبهم تجاوزوا العقد السادس من العمر، حاملين الرايات الفرنسية يرددون بأعلي أصواتهم أمام أنظــار السواح ومرتادي جادة الشانزيليزيه النشيد القـــومي الفـــرنسي ونشيد الأفارقة هم نحن (C’est nous les Africains) الذي اشتهرت به جيوش فرنسا في إفريقيا إبان الحرب العالمية الثانية. ما جعل المطلعون علي تاريخ الاستعمار في الجزائر يتعجبون كيف لم تهدأ نار الحقد في قلوب هؤلاء الناس رغم الجرائم التي ارتكبوها في الجزائر في حق الجزائريين، وحتي الفرنسيين الذين لم يناهضوا استقلال الجزائر، ورغم مرور 45 سنة علي استقلال هذا البلد وطي صفحة تلك الأحداث. قبل ذلك، زار قدماء منظمة OAS والمتعاطفون معهم كنيسة نوتردام دو باريس وسط أجواء احتفالية كاثوليكية، بالإضافة إلي نصب تذكارية قومية مرتبطة بالاستعمار الفرنسي في الجزائر. وOAS هي منظمة ارهابية أنشأها غلاة المستوطنين الفرنسيين بالجزائر في آخر سنوات الاحتلال تزامنا مع اتفاق وقف اطلاق النار بين الدولة الفرنسية وجيشها من جهة، والثوار الجزائريين من جهة أخري. وتأسست المنظمة احتجاجا علي استقلال الجزائر وكان مؤسسوها يطالبون صراحة بقاء فرنسا في الجزائر لأنها فرنسية . وارتكبت المنظمة اعمالا ارهابية فظيعة من قتل وتخريب بلغ ذروته في قتل الأديب الجزائري مولود فرعون واحراق مكتبة الجامعة المركزية بقلب العاصمة التي كانت تحتوي كنوزا من الكتب والمطبوعات. كما ارتكبت اعمالا اجرامية بحق فرنسيين وصفتهم بالمستسلمين ودبرت لاغتيالات سياسية طالت الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول.   الارهاب يحتفل بـ أمجاده   أمام قوس النصر، لم يجد بقايا المنظمة أنفسهم لوحدهم، لأن منتسبين لجمعيات مدنية وجمعيات ضحايا المنظمة المسلحة السرية أبوا إلا أن يفسدوا عليهم الاحتفال الذي يعد الأول من نوعه عند هذا النصـب الرمزي القومي منذ خروج فرنسا من الجزائر. وجاء عشرات المتظاهرين، أغلبهم في العقد السادس والسابع من العمر، ليحتجوا علي سماح السلطات الرسمية لهؤلاء الناس بإحياء ذكري يعتبرونها مخزية في تاريخ فرنسا الحديث وتبادلوا معهم التراشق بالكلام والشعارات المناوئة، وعبروا عن رفضهم أن يمنح الرئيس نيكولا ساركوزي قتلي يوم 26 اذار/مارس 1962 في العاصمة الجزائرية وبنص قانوني صفة ضحايا من أجل فرنسا لأن هؤلاء المحتجين يعتبرون المنظمة المسلحة السرية ومن تعاون معها من اليمينيين المتطرفين إرهابيون. عشية الاحتفال بهذه الذكري، استنكر المنتخبون الشيوعيون في العاصمة باريس قبول السلطات المحلية منح قدماء OAS الترخيص بالتجمع عند قوس النصر إحياء لذكري ما يعتبرونه ضحاياهم في الجزائر. وقال بيان المنتخبين الشيوعيين إن المجموعة الشيوعية في مجلس مدينة باريس تهب بكل قواها ضد هذه الرخصة الممنوحة للذين لا يزالون يحنون الي الجزائر الفرنسية بعد كل المآسي التي سببوها للجمهورية الفرنسية. ويضيف البيان ان قوس النصر الذي يحتضن جميع احتفالاتنا الجمهورية ليس من طبيعته أن يجمع حفنة من بقايا قدماء الإرهابيين والميليشيات ، وأن احتفالهم بذكري ضحاياهم في الجزائر شتيمة لعالم المكافحين والجنود وموظفي الدولة الذين كانوا يواجهون إرهابيي OAS . هذا التحرك الشيوعي جاء في أعقاب طلب جمعية ذكري 26 اذار/مارس 1962 رخصة إحياء هذا اليوم من عام 1962، العام الذي استقلت فيه الجزائر، حيث وقف المتطرفون الفرنسيون ضد الاستقلال سياسيا وعمليا بالعصيان المدني والعمليات الإرهابية ضد الجزائريين، وحتي الفرنسيين الذين لم يقفوا ضد مبدأ تقرير المصير والاستقلال. كانت جبهة التحرير الوطني الجزائرية والمفاوضون الفرنسيون، باسم رئيس الجمهورية آنذاك الجنرال شارل ديغول، قد أعلنوا وقف إطلاق النار يوم 19 اذار/مارس 1962 بين الجيش الاستعماري والوطنيين الجزائريين، عندما قرر المتطرفون الفرنسيون في الجزائر الدخول في مواجهة مزدوجة ضد الجزائريين من جهة، وحكومة بلادهم من جهة أخري. وبلغ بهم الأمر الي حد تدبير عمليات إرهابية قضت علي ما تبقي من أمل في التعايش بين أوروبيي البلاد والأهالي ونفذوا عملية اغتيال فاشلة ضد الرئيس آنذاك الجنرال ديغول. وفي يوم 26 اذار/مارس 1962 خرج هؤلاء المتطرفون إلي الشارع في قلب مدينة الجزائر، رغم عدم ترخيص السلطات المدنية والعسكرية، في حركة عصيان مدني عنيفة حاول الجيش الفرنسي وقفها لكنه اضطر الي اطلاق الرصاص علي المتظاهرين، ما أدي الي مقتل 46 شخصا وإصابة العديد بجروح.   عصيان مدني   هذه هي الأحداث التي قامت جمعية ذكري 26 اذار/ماس 1962 بإحيائها الأربعاء مساء بمباركة مديرية شرطة باريس ووزارة قدماء المحاربين الفرنسية. وهي نفسها التي وقف الشيوعيون ضدها مستنكرين حيث دعوا الي تجمع جمهوري مضاد لهذا الاحتفال عند نصب الجندي المجهول عند أقدام قوس النصر. وتساءل شيوعيو باريس إن كانت هذه الرخصة لا تعبر عن رغبة رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي في إعادة الاعتبار لمنظمة OAS الإرهابية، خاصة وأن وصوله الي قصر الإليزيه لعبت فيه أصوات اليمين المتطرف دورا هاما. من جهتها، تحركت عائلات ضحايا هذه المنظمة من خلال الجمعية الوطنية من أجل حماية ذاكرة ضحايا OAS و جمعية أصدقاء ماكس مارشان ومولود فرعون ورفاقهم ضد احياء ذكري 26 آذار/ماس 1962 مذكرة بأن الذكري هي احياء للمنظمة الإرهابية المنبثقة عن الانقلاب العسكري الفاشل ضد الرئيس ديغول في نيسان/أبريل 1961. وقالت الجمعيتان إنه غير مقبول أن يعمد مسؤولون جمعويون كانوا في السابق أعضاء في OAS الي الاحتفال بجرائمهم تحت قوس النصر . وقال المحتجون غير مقبول كذلك أن يجري هذا الاحتفال وبتأطير من قدماء القتلة في OAS عند أقدام قوس النصر الذي يكتسي مغزي رمزيا كبيرا في تاريخنا القومي . ووصفوا أصحاب هذه المبادرة بـ الإرهابيين الذين ما زالوا يشبهون في خطابهم الجنرال ديغول بهتلر . وذكَّروا بمسؤولية ساركوزي في هذا التحول الذي يرونه خطيرا لأن الرئيس الفرنسي كان وعد ناخبيه من اليمين المتطرف بأنه سيعتبر الذين ماتوا في مظاهرات 26 اذار/مارس 1962 قتلي من أجل فرنسا . وأضافوا أن كل المؤشرات تدل علي أن هذا الوعد سينجز عن قريب . وتأتي هذه التظاهرة بعد إحياء أحداث يوم استقلال الجزائر في 5 تموز/يوليو 1962 التي انتهت بمجزرة في مدينة وهران (غرب الجزائر) بسبب OAS. وهو ما جعل العديد من الفرنسيين والجزائريين في فرنسا كما في الجزائر يتساءلون ان لم تكن هذه المبادرة إشارة علي تحول في السياسة الفرنسية في عهد الرئيس ساركوزي الي اعادة الاعتبار لإرهابيي المنظمة المسلحة السرية وإعادة فتح الجراح القديمة التي لا تخدم العلاقات الجزائرية الفرنسية.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 مارس 2008)
 

صحف: محكمة تركية تتسلم تقريرا بشأن إغلاق حزب اردوغان

 
انقرة (رويترز) – ذكرت الصحف يوم الجمعة أن المحكمة الدستورية التركية تسلمت رأي مقررها بشأن دعوى لاغلاق حزب العدالة والتنمية الحاكم لمحاولة تقويض النظام العلماني في البلاد. وفي وقت سابق من هذا الشهر طلب كبير ممثلي الادعاء من المحكمة اغلاق الحزب بذريعة أنه يحاول اقامة دولة اسلامية في تركيا العلمانية التي يغلب عليها المسلمون وهو ما ينفيه حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية. وقال رئيس المحكمة يوم الخميس ان المحكمة ستبدأ تقييم دعوى اغلاق الحزب يوم الاثنين بشرط أن يقدم المقرر تقريره بحلول الجمعة. وقالت صحيفة حريت « وزع التقرير المكتمل على أعضاء (المحكمة) الليلة الماضية للنظر فيه ». ولم تقرر المحكمة بعد ما اذا كانت ستواصل نظر القضية التي يعتبر رأي المقرر فيها غير ملزم. وقالت صحيفة ميليت ان من المتوقع أن تتخذ المحكمة قرارها يوم الاثنين بشأن ما اذا كانت ستمضي قدما في نظر القضية. وتعتقد النخبة العلمانية في تركيا التي تضم القضاة وجنرالات الجيش وأساتذة الجامعة أن حزب العدالة والتنمية يحاول تقويض الفصل بين الدولة والدين. كما حاول المدعى حظر 71 من مسؤولي الحزب بمن فيهم رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان والرئيس عبد الله جول من ممارسة السياسة لمدة خمسة أعوام بسبب أنشطة مناهضة للعلمانية. واضطربت الاسواق المالية في تركيا بسبب المخاوف من ان تشهد الاسواق فترة تمتد عدة شهور من عدم الاستقرار السياسي اذا قررت المحكمة نظر القضية. وقالت صحيفة حريت ان رأي المقرر حدد مبررات لقبول القضية من عدمه. ونقلت الصحيفة عن التقرير قوله « يمكن رفض الاتهام اذا تعذر جمع أدلة على حدوث جرم ». وامتنع مقرر المحكمة عن التعليق بشأن التقرير.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 مارس 2008)

 

علمانيو تركيا والانقلاب علي الديمقراطية

 
عمر نجيب (*)   البعض يصفها بمحاولة الرمق الأخير لمن يطلقون علي أنفسهم وصف المدافعين عن علمانية تركيا وإرث كمال اتاتورك، والبعض الآخر يصفها بالانتقال من مرحلة الانقلابات العسكرية إلي الانقلابات القضائية. علمانيو تركيا ومن ورائهم علي ما يظهر بعض قادة المؤسسة العسكرية وحلفائها من مختلف التكتلات والتي توصف أحيانا بالدولة العميقة اختاروا السير ضد تيار الديمقراطية وخيار غالبية الشعب التركي بالعمل علي حظر حزب العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد منذ سنة 2002 والذي حقق فوزا كبيرا في انتخابات تموز (يوليو) 2007 بحصوله علي تأييد أكثر من 46 في المائة من الناخبين، حيث صوت لصالحه حوالي 17 مليون ناخب، بعد ان نجح خلال سنوات حكمه الأولي في انجازات اقتصادية وسياسية غير مسبوقة منذ تأسيس تركيا الحديثة سنة 1923. مدبرو محاولة الانقلاب علي هذا الحزب الذي وصفه الكاتب التركي الحائز علي جائزة نوبل للاداب اورهان باموق بانه أكثر ديمقراطية من علمانيي تركيا، لا يبالون بما ستجلبه محاولتهم من ضرر بليغ لتركيا، فهي ان نجحت ستضع البلاد امام خطر حرب أهلية تدمر كل ما حقق علي مدي عقود وتحطم تطلعات انقرة في الارتباط بشكل أو بآخر بالاتحاد الاوروبي، وتحدث قطيعة مع كل من وجد في تركيا القرن الحادي والعشرين بارقة أمل لتوازن قوي جديد في المنطقة وتحول ديمقراطي يمكن أن يكون مثالا يحتذي به خاصة أنه يقبل الغير ويرفض نظريات انصار الاستئصال. والمحاولة ان لم تنجح ستشوش علي الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد لأشهر وتخيف الاستثمار. قال اوزغور التوغ كبير الاقتصاديين في مؤسسة رايموند ديمس بعد تراجع البورصة التركية بأكثر من 7 في المائة ان هذا الهبوط مرتبط بمحاولة حظر حزب العدالة والتنمية لان الحكومة ستضطر الي استخدام طاقتها السياسية لحل هذه القضية ما سيؤدي حكما الي ابطاء الاصلاحات التي يطالب بها كل من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي . واضاف المستثمرون قلقون ايضا مما سيحصل علي صعيد الاستقرار السياسي اذا ما تم حظر حزب العدالة والتنمية . ولعل السؤال الذي يدور في أذهان الكثير هو: من الذي لا يحترم قواعد اللعبة الديمقراطية في تركيا؟ هل هم الإسلاميون أم العلمانيون؟ أليست الديمقراطية في الأصل هي نزول الأقلية عند رأي الأغلبية؟ إذن لماذا ترفض الأقلية العلمانية رأي الأغلبية في تركيا؟ من هم أصحاب الفكر الإقصائي: الذين يستندون إلي رأي غالبية الشعب، أم الذين يحاربون الإسلاميين علي رغم كثرتهم في كل مكان وزمان؟ ألا يخجل زعماء الغرب حين يزعمون أنهم يريدون الديمقراطية للشعوب المسلمة في حين يحاربونها عبر وكلائهم في كل بلاد؟ تري لو كان هذا الانقلاب علي الشرعية التي جاءت عبر صناديق الاقتراع من محكمة إسلامية ضد حزب علماني في أي بلد مسلم، كيف يكون موقف العلمانيين ومن ورائهم الدول الغربية الداعمة لهم؟ لقد بدأت المحكمة الدستورية في تركيا النظر في طلب لحظر حزب العدالة والتنمية الحاكم بسبب قيامه بـ انشطة تتعارض مع العلمانية ، وقال نائب رئيس المحكمة الدستورية علي فياض بكسوت للصحافيين ان اللائحة الاتهامية وزعت علي اعضائنا ونحن بصدد تسمية مقرر لدراستها . واضاف بما انها دراسة اولية فلا يتوقع ان يستغرق ذلك اكثر من عشرة ايام وربما اقل . وسينظر اعضاء المحكمة الدستورية الاحد عشر اولا في امكانية قبول الدعوي التي تقدم بها مدعي عام محكمة التمييز عبد الرحمن يالتشينكايا من حيث الشكل قبل النظر فيها من حيث الموضوع. وفي حالة قبول الدعوي لا ينتظر صدور الحكم قبل اشهر عدة. وعلق نائب رئيس حزب العدالة والتنمية دنغير مير محمد فيرات علي الموضوع بقوله ربما تجنب المحكمة الدستورية تركيا الغرق في العار وترفض الملف . ويفسر عدد من المحللين النزاع الدائر علي انه صراع بين نخبة علمانية شاخت تحاول تجديد نفسها بالتشبث بنموذج من الأفكار المتشددة كتلك التي يتبناها المحافظون الجدد في مواجهة صعود قوي لطبقة متوسطة جديدة محافظة يمثلها حزب العدالة والتنمية الذي يتبني افكارا يمكن نسبها الي الوسطية في الإسلام. وقالت المحللة السياسية نوراي ميرد في صحيفة وطن الشعبية ان النظام يقاوم التغيير، والتجاذب بين القضاء والحكومة يشكل ازمة سياسية كبري مؤكدة ان احدا لا يمكنه معرفة اين سيتوقف هذا . ويخشي العلمانيون والأتاتوركيون والقوميون من ان تكون هذه فرصتهم الأخيرة لاستخدام هذا السلاح قبل احالة عدد من قضاة المحكمة الدستورية العليا الذين عينهم الرئيس السابق العلماني المتشدد أحمد نجدت سيزر، علي التقاعد، والمعروفين بمواقفهم العلمانية والسياسية المتشددة، ليخلفهم قضاة يعينهم الرئيس غل في نهاية السنة، وهو ما يعني أن سلاح المحكمة الدستورية شارف علي الخروج من أيدي العلمانيين الذين تتراجع قوتهم مع ارتفاع شعبية حزب العدالة والتنمية.   (*) كاتب من مصر مقيم في المغرب   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 مارس 2008)


اردوغان يحارب القضاء بسلاح الدستور
د. محمد خلف   دعوة مدعي عام محكمة التمييز التركية عبد الرحمن يالتشين قايا من المحكمة الدستورية حظر حزب العدالة و التنمية الحاكم ومنع زعيمه رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان و رئيس الجمهورية عبد الله غول و 69 شخصا اخر من ممارسة العمل السياسي، اربكت الاقتصاد التركي الذي يعاني اصلا من الفوضى على الرغم من النمو الاقتصادي الجيد، اذ وفق الخبراء ان البلاد تكبدت في يوم واحد فقط اكثرمن 20 مليار دولار خسائر، مع تراجع البورصة التركية فيما عرف ب » الاثنين الاسود » بمعدل 7،46 %، وتراجع سعر صرف الليرة امام اليورو و الدولار وارتفعت الفوائد الى 18،35 %. الحالة الناشئة في تركيا اثر اعلان طلب قايا اعادت الى الذاكرة احداثا مماثلة في الماضي حينما تم العام 1997 حظر حزبين سياسيين اخرين لانهما ليسا علمانيين، او لانهما اسلاميين متشددين، هما حزب الرفاه بزعامة نجم الدين اربكان، وحزب الفضيلة الذي لقي المصير نفسهالعام 2001. وتواجه المحكمة الدستورية الان تحديين، اذ ينبغي ان تقرر في مسألتين استثنائيتين، القانون الجديد الذي يجيز ارتداء الحجاب في الجامعات، واذا ما سيبقى الحزب الاسلامي الحاكم في السلطة ام لا؟. يرى المراقبون ان هدف قايا هو منع حزب العدالة و التنمية من تغيير دستور العام 1982 الرامي الى تقليص دور الجيش و القضاء العلمانيين ونفوذهما في الدولة. ووصف المحلل شاهين الباي في جريدة  » زمان  » المقربة من الاسلاميين ما يجري بانه  » صراع سياسي لا علاقة له بالعلمانية « ، معتبرا » ان الدعوى تمثل ضربة للاستقرار و لعلاقات تركيا الدولية  » مشيرا الى  » انهم يريدون معاقبة الحزب في قضية ارتداء الحجاب في الجامعات و انفتاحه على المسأله الكردية ». هذا فيما اعتبر نوراي ميرت في جريدة  » راديكال » ان الامر يرتبط بازمة نظام وليس ازمة سياسية  » وشدد المحلل علي بيرم اوغلو على  » ان مايجري هو محاولة انقلاب عبر القضاء، وان الدعوى مقدمة و بداية لاغلاق حزب العدالة و التنمية ». وشن المحلل العلماني ديريا سازاك انتقادات عنيفة ضد طلب مدعي عام محكمة التمييز قائلا » ان تركيا يجب الا تسقط في التجربة الباكستانية، وانقرة لا يمكن ان تكون ديمقراطية حين تصبح مقبرة للاحزاب  » معتبرا  » ان معاقبة الاحزاب على اخطائها يكون فقط عبر الانتخابات ». ورفض المحلل في جريدة  » جمهورييت  » مصطفى بلباي اعتبار طلب المدعي العام قرارا سياسيا وقال  » ان الحزب الحاكم خرج علينا ببدعة دستور جديد وفرض علينا خطته و سن قانون رفع الحظر على الحجاب في الجامعات معتبرا نفسه فوق القانون وان الشعب اوكله التحكم فيه ». ويحتدم التباين في الاراء و المواقف من طلب حظر العدالة و التنمية وتوجه الاتهامات المتبادلة بين المؤيدين و الرافضين، وتبدو تركيا الان منقسمة الى حد اللعنة على خلفية استقطاب سياسي و ديني وعرقي، والاتهامات طالت القضاء  » الذي يسئ استخدام وظيفته » و  » الرضوخ الى عصابات الجريمة المنظمة » حسبما ورد على لسان وزير الثقافة ارطغرل غوناي الذي قال  » ان اغلاق حزب العدالة و التنمية يهدف الى سد الطريق امام محاكمة شبكة » ارغينيكون » المتغلغلة في هيئات الدولة، و المتهمة بالوقوف وراء العديد من الاغتيالات و التخطيط لعمليات اغتيال اخرى، من بينها محاولة اغتيال اردوغان نفسه ». الا ان زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض دينيز بيكال امتدح المطالعة التي قدمها المدعي العام مشيرا الى انها  » لم تكن انفعالية و لاسياسية، وانما موضوعية و قانونية وفي اطار حدود المسؤولية ». وكان المدعي العام شبه الحزب الحاكم بالحركة النازية في المانيا و الثورة الاسلامية في ايران، وتضمنت مطالعته 61 تصريحا لاردوغان و16 تصريحا لرئيس البرلمان السابق بولنت ارينتش و10 تصريحات لرئيس الجمهورية غول عندما كان وزيرا للخارجية،تصب كلها في هدف اقامة دولة دينية. وشكك اردوغان في امكان حظر حزبه وقال متحديا ان ما حدث سيزيد من اصوات ناخبيه في المستقبل، معلنا استعداده لخوض انتخابات جديدة. ودخلت جمعية الصناعيين ورجال الاعمال الاتراك التي تعتبر الهيئة الاقتصادية الاكبر و الاهم في تركيا على خط المساجلات بعد ان اكتشفت ان الجنرالات ليسوا الجهة التي تقف وراء رفع الدعوى، اذ اعتبرت في بيان اصدرته  » تصرف المدعي العام امرا غير مسؤول سيضر باقتصاد البلاد ». القوى الرافضة لالغاء الحزب الحاكم تتحرك لمنع استصدار مثل هذا القراروهي ليست مرتبطة فقط به، اذ سارع حزب الحركة القومية بزعامة دولت باهتشلي الذي لديه 70 نائبا في البرلمان الى طرح مقترح بتعديلات دستورية تحظر الاحزاب في حال ممارستها العنف وتلقيها اموالا من الخارج ويتعارض نظامها مع الدستور مستهدفا بالتحديد حزب المجتمع الديمقراطي الكردي الذي تدرس المحكمة الدستورية مسألة منع نشاطه و حظره، مقابل مقترح آخر لحزب اردوغان بتعديل المادتين 68 و69 من الدستوربحيث تزداد موانع و شروط اغلاق الاحزاب، وتطبيق معايير  » البندقية » لدول الاتحاد الاوروبي التي تشترط ان يكون الدستور واضحا للغاية في طبيعة كل تهمة و عقوباتها، ليكون المخالف على معرفة تامه من دون اي اجتهاد. لقد بدأت الاحزاب توقيع المذكرة التي تدعو الى تعديل الدستور الذي من المرتقب ان يتم في غضون 10 ايام، ووفقا للمصادر فان الحزب الحاكم ينوي اضافة فقرة تفيد بان التعديلات الجديدة تشمل الدعاوى التي فتحت ولم يصدر بعد حكم بشأنها، لكي يحمي نفسه من المنع. من الواضح ان تركيا دخلت في مرحلة سياسية شديدة التعقيد، وسيشهد الوضع الداخلي تأزيما جديدا مع توجه جديد لدى الحزب الحاكم بطرح التعديلات الدستورية المحدودة على استفتاء شعبي يرفضه العلمانيون المتشددون الذين يعتبرونه وفق بيكال  » محاولة من الحزب الحاكم لتحويله ضمنا الى الاختيار بينه وبين العلمانية، بينما العلمانية لايجب ان تكون موضع استفتاء ». ومن الواضح ان اردوغان على الرغم من محاولته استقبال المخاطر التي تهدد وجود حزبه و حكومته بمزيد من الهدوء و عدم المبالاة، الا انه مستفز للغاية و يتخذ قرارته بشكل متسرع خاصة ايعازه للقوى الامنية باعتقال اطراف يعتقد بانها تقف خلف قرار المدعي العام المتهم معها بالارتباط بمنظمة  » ارغينيكون » معتقدا انها تشكل اطارا للتحرك ضد حزبه وفي مقدمتهم الصحافي العلماني المعروف وصاحب امتياز جريدة  » جمهورييت » ايلهان سلجوق ورئيس حزب العمل دوغان بيرينيشك ورئيس جامعة اسطنبول السابق كمال علمدار ومدير قناة  » اولوصال » فردي ايلسفير و اخرون. بعض المحللين الغربيين اعتبر تصرف قايا  » مفاجأة سيئة و خطأ كبيرا » ولكن الاكيد هو ان الديمقراطية في تركيا تواجه تحديا جديدا و اختبارا جديا لايمكن التكهن بنتائجه اولا، و لا معرفة ما يدور في ذهن المؤسسة العسكرية التي تراقب بصمت ما يجري بعد ان كان رئيسها الجنرال يشار بيوك خرج للتو من معركة قاسية مع القوى السياسية التي صبت عليه جام غضبها لايقافه العملية العسكرية في شمال العراق،وصف خلالها السياسيين بانهم  » اسوأ من الخونة » لانهم وجهوا للجيش  » اتهامات حقيرة وغير مبررة » حسب تعبيره.   (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 27 مارس 2008)
 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.