Home – Accueil
في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS
10ème année, N°3839 du 26.11.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
د.خـالد الطراولي:السلطة المطلقة مفسدة مطلقة والتعذيب مفسدتها العظمى
بيان من فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حول منع السيد علي بن سالم من السفر
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:في تصعيد للإعتداءات على المساجين السياسيين السابقين :إيقاف القاضي السابق صالح بن عبد الله ..
محمد العكروت:رسالة مظلم إلى وزير الداخلية
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب «
كلمة:السجين حسن بن عبد الله يدخل في إضراب مفتوح عن الطعام
الطاهر العبيدي: »المهجّرون التونسيون من هم « ؟
الصباح:شخصيات رابطية وحقوقية لإدارة المصالحة في رابطة حقوق الإنسان
الاستاذ فوزي بن مراد:في عدم قانونية المؤتمر الاستثنائي غيرالانتخابي:نهاية زمن الاسترخاء على الكراسي
كلمة:بلحسن الطرابلسي شقيق زوجة الرئيس يستعد لاطلاق قناة تلفزية
كلمة:بنك إيطالي يستعد لبعث بنك جديد في تونس بشراكة أحد أصهار الرئيس
عبدالسلام الككلي:زنقة ضيقة:جمال القمر
كلمة:الهيئة الإدارية للتعليم الثانوي:تعيين رئاسة الهيئة من مشمولات المكتب التنفيذي
الصباح:الهيئة الإدارية الاستثنائية للتعليم الثانوي تقرر الإضراب مجددا
كلمة:الأطباء الجامعيون يقررون الإضراب
طلبة تونس:أخبار الجامعة
الصباح:منظومة وطنية لمقاومة الظاهرة:أكثر من نصف التونسيات تعرضن إلى عنف جسدي
د. راشد الغنوشي لـ » إسلام أون لاين: »:دولةالاستبداد نقطة الضعف الأولى في بنية الأمة اليوم,والإسلام همَّش مذاهب العلمانية ودفعها للاحتماء بعنف الدولة (الحلقة الأولى)
د. عبدالله تركماني:دروس الإسلام والحداثة في التجربة التركية
الجزيرة.نت:بعد الدعوة لتحقيق دولي بأحداث العيون:المغرب ينتقد موقف برلمان أوروبا
القدس العربي:حملة إعلامية للحزب الحاكم ضد الاخوان المسلمين قبل 48 ساعة من الانتخابات :القضاء يلغي انتخابات الأحد في عدة دوائر بمصر
الجزيرة.نت:تأكيد قضائي لوقف دوائر انتخاب مصرية
عبد الباري عطوان :الرئيس مبارك ونصائحه الكارثية
الجزيرة.نت:إسبانيا والبرتغال تنفيان طلب مساعدة
الجزيرة.نت:عقب التحذير من أعمال إرهابية:مسلمو ألمانيا بين الخوف والاتهام
الجزيرة.نت:القضاء ينصف مسلمي بريطانيا
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
السلطة المطلقة مفسدة مطلقة والتعذيب مفسدتها العظمى
د.خـالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr عندما تعود من سفرك وترتمي في أحضان الطفولة والبراءة وتعيش نعمة اللقاء في ابتسامة طفلك وفرحة أهلك، تفاجئك أخبار سيئة تعيدك إلى مربع الحقيقة والواقع المر، لأنك تنسى أنك لا تعيش لأهلك فقط ولكن لوطن ولأمة…
عندما تبصر من حولك في عوالم وأجناس ونحل وأقوام، يعود إليك البصر حاملا معه حقيقة مدوية جميلة أن تكريم الله للإنسان كان كاملا شاملا، أن جعله خليفة لعمارة الأرض وعرض عليه الأمانة فقبلها فكان تكريما في السماء مثلته الملائكة وهي تسأل عن هذا الخلق العجيب، وتكريما في الأرض حمله الطبع والشرع والعرف والهدى، بصرامة وحزم…
عندما تتفقد عالم الطير والحيوان وكل الدواب، الزاحف منها والماشي والطيار، تظهر لك رفعة الإنسان ومنزلته، غير أن حالة عجيبة غريبة تبرز على السطح لتجعل من العجب اشمئزازا ومن الغرابة رفضا ومقاومة! حالة لعلها بنيت على العقل والعقل منها براء، حالة انفرد بها الإنسان على جميع الكائنات، انفراد بؤس وسواد، حالة كنا نظنها إلى الوحوش أقرب وإلى عالمهم ألصق، فوجدنا الوحش ينبذها والإنسان سيدها وراعيها!
العذاب والتعذيب شعبة من شعب الظلم التي حرمها مقدسنا أشد تحريم وكان واضحا وحاسما في نبذها ومقاومتها لأنها تمثل المقابل الطبيعي لكل ما يحمله الإسلام من تكريم وتقدير للذات البشرية، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم « ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا امرأة ولا وليدا »، وكانت وصية أبي بكر المشهورة « ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة » وفي وصية عمر رضي الله عنه « ولم استعملكم لتضربوا أبشارهم أو لتأخذوا أموالهم » ويزيد علي كرم الله وجهه هذه المنظومة الأخلاقية والعبادية تأصيلا وتمكينا « ولا تكشفوا عورة ولا تمثلوا بقتيل..، ولا تهتكوا سترا ولا تدخلوا دارا إلا بإذن..، ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاكم » حتى أنه أوصى برعاية قاتله قائلا لابنه الحسن « أطيبوا طعامه وألينوا فراشه »!!!
هذه الصفحات البيضاء التي تقارب الأسطورة قد خطتها مرجعية ومارسها رجالها وكانت بداية تحوّل حضاري بُنيَ أساسا على مجتمع القيم ودولة الحق والقانون، ولما انفلت العقد برزت صور مغشوشة وتمكنت بعض العناوين السوداء وحملت مشاهد ساهمت في سقوط حضارة وفنائها.
بين حَجَّاجِ الأمس واليوم خيمات للصراخ
لقد صاحب الصراع على السلطة لما سقطت منظومة القيم ترهلات وتجاوزات رهيبة حملتها محطات رهيبة كانت عناوينها المباشرة ولاة وحكام، وكان الاستبداد مرافقا لمشاهد وصور عارية لآلة الظلم لما تستفرد بالرعية، وكان لهذه الخيم السوداء تواصل رهيب مع حاضرنا اليوم، فلِحَجَّاجِ الأمس حَجَّاجِ اليوم، بل تجاوزه اختراعا وإبداعا في مجال الظلم والعذاب. لقد كانت مشاهد الأمس على قلتها في هذه المحطات السوداء، تصاحبها بعض الأنوار من هنا وهناك وإن ظل الجميع الطريق، غير أن حَجَّاجَ اليوم مزَّق الحجب والستر، وصال وجال، واعتدى على العفاف والشرف، وأسقط منظومة القيم وتعدى على الأخلاق، ونكَّل بمنافسيه، وابتدع من أجل ذلك صورا من العذاب يشيب لها الولدان…
لن نخطئ العنوان حين نرى تلازم الاستبداد والاستفراد بالسلطة مع الرذائل والمفاسد، وكما قيل السلطة المطلقة مفسدة مطلقة. وإذا كانت للشورى أو الديمقراطية منظومات قيمية ترعاها وتلازمها، فإن للاستبداد ثقافة وعقلية تولّد ممارسة معينة، أركانها الجور والحيف والاستخفاف والاستحمار، وليس التعذيب إلا شعبة كريهة من الظلم، يلتجأ إليها المستبد لتركيز ملكه وتقوية نفوذه وإرهاب منافسيه وأعدائه، وإن كان العدو نخبة أو طبقة أو حتى شعب بأكمله!!!
صورة من جهنم
لقد وقفت هذه الأيام على فضيحة أمام المحاكم التونسية حيث صرّح أحد المعتقلين وهو أخ فاضل قضى نصيبا من عمره وراء القضبان ظلما وعدوانا، صرح بأنه تعرض لاعتداء فضيع مسّ عفته وشرفه من بعض من فقد آدميته وسعى إلى خسران دنياه وآخرته! الحادثة ليست الأولى كما يبدو من بعض الروايات المتواترة والقصص الأسطورية، لذلك كم يسودني العجب أن تنطلق العرائض والأقلام شاجبة مستنكرة غاضبة لتختفي بعد لأي وكأن الحادثة منعزلة وليست مسارا دائما متواصلا يمثله منهج وخطة وفعل يكاد يكون مُقنّنا في الخفاء.
الساهرون على هذا الفعل في كل مستويات القرار ليسوا استثناء، وهذه الحالة الجديدة ليست منعزلة، واقرأوا إن شئتم روايات من بات ليلة أو عقود في سجون الاستبداد وستسمعون الآهات والصياح بين السطور، وستلمسون الدماء والدموع وهي تنازل نقاط الحروف المتساقطة حياءً.
لحظة صدق وفعل
الوقوف ضد التعذيب ليس فقط موقفا حزبيا ضيقا يدافع عن « الأخ » وينسى « الرفيق » أو العكس…
الوقوف ضد التعذيب ليس فقط موقفا سياسيا يلعب ورقة العرائض والاستنكار على ظهور زرقا وحمراء أشبعت ضربا وجلدا تفوح منها رائحة الشواء…
الوقوف ضد التعذيب ليس فقط موقفا حقوقيا يبدأ بإرسال المحامين إلى محكمة صورية غاب فيها العدل في الدهاليز المظلمة مرافقا خفافيش الليل…
الوقوف ضد التعذيب ليس فقط مناسبة لاستعراض خطابات المقاومة والصمود والغضب العارم، تنتهي بشفاء « المريض » أو هكذا يُخَيَّل، أو المراهنة على النسيان ودخول منازل الحياء والتقوقع…
الوقوف ضد التعذيب قيمة أخلاقية للجميع وفرض عين تلزمه كرامة الإنسان، وهو عندنا قيمة دينية ثابتة لا تنتهي بانتهاء المناسبة وانقطاع الصياح…ولا تنطفئ بانتهاء حقوقها ولا تخفت حين ننساها، ولا تموت حين لا تصبح صفقة سياسية مربحة!!!
الوقوف ضد التعذيب هو لحظة صدق مع الذات.. هو كلمة حق نرفعها عالية مدوية لا نخاف منها لومة لائم، هي شهادة حق لا نريد غبنها والمساومة عليها ببدائل مغشوشة أو مكاسب شخصية أو أوراق خريف صفراء بالية. والحمد لله أن أكرمنا بمنزلة اليد العليا التي تجعلنا نستطيع أن نقول للمسئ أسأت وللمعذِّبِ أفحشت وللمظلوم صبرت رغم عذابات المهجر ومظلمة النفي والتهجير.
ما العمــل
وحتى نكون عمليين ولا نقف في مستوى التنظير والشجب رغم قلة ما في اليد أمام ضخامة « ماكينة » الاستبداد، فإني أقترح على القراء الأعزاء وعلى كل مواطن غيور وكل كريم، هذه المبادرة البسيطة في ثلاث مضارب :
1/ أن يتم تسخير يوم سنوي لمقاومة التعذيب للتذكير بهذه الفاحشة، تجتمع فيه كل المواقع المعارضة لتحمل شارة سوداء وتنشر المقال والفيديو والبيان والقصيدة والقصة لتعرية الاستبداد وفضح القائمين على هذه المجزرة.
2/ أن يكون أول يوم جمعة من كل شهر منبرا خاصا في كل المواقع لطرح واقعة تعذيب موثقة ومسئولة.
3/ أن يتم إنشاء موقع خاص لتجميع وتوثيق هذه الوقائع حتى تبقى عبرة ونغصا ووثيقة حقوقية ثابتة.
بيان من فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حول منع السيد علي بن سالم من السفر
منع السيد علي بن سالم ، رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ورئيس ودادية قدماء المحاربين من السفر إلى برشلونة ، تلبية لدعوة من مؤسسة – سوديباو- الثقافية التي أرادت تكريمه بجائزة تقديرية لنضاله الطويل من اجل التحرر من الاستعمار والدفاع عن حقوق الإنسان. كما كان سيقدم مداخلة حول:الديمقراطية والتسامح. ومعلوم أن السيد علي بن سالم يعيش حصارا امنيا في منزله منذ سنوات .
يعتبر رؤساء فروع الرابطة الممضين أسفله أن مثل هذا المنع يمثل اعتداء على حقه في التنقل ويطالبون باحترام حياته الخاصة والكف عن مضايقته ومضايقة العديد من مناضلي الرابطة امنيا. كما يؤكدون أن مثل هذا المنع لا يعدّ مؤشرا ايجابيا لإرادة الحوار مع الرابطيين.
رؤساء فروع:
· حلق الواد، المرسى: صفية المستيري · بنزرت: علي بن سالم · حمام الأنف، الزهراء: رضا بركاتي · مدنين : صلاح الوريمي · قربة، قليبية: عبد القادر الدردوري · سليانة: عبد الستار بن موسى · جندوبة: الهادي بن رمضان · المنستير: سالم الحداد · سوسة: جمال المسلم · القيروان : مسعود الرمضاني · المهدية: محمد عطية · نفطة، توزر: شكري الذويبي · قفصة: زهير اليحياوي · تونس المدينة، باب بحر: عمر المستيري · أريانة : حسين الكريمي · ماطر: محمد صالح النهدي · كاتب عام فرع قبلي : محمد بن زايد · كاتب عام فرع قابس : المنجي سالم
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com نهج الجزيرة تونس 43 26/11/2010
في تصعيد للإعتداءات على المساجين السياسيين السابقين : إيقاف القاضي السابق صالح بن عبد الله ..
تعرض السجين السياسي السابق صالح بن عبد الله للشتم و الإعتداء البدني صباح اليوم الجمعة 26 نوفمبر 2010 بعد أن عمد أعوان التراتيب البلدية مرفوقين بعمدة حي المروج الخامس إلى منعه بالقوة من مزاولة عمله بالسوق حيث يقوم ببيع الخضر وأصروا على حجز بضاعته وأدواته ، و إزاء رفضه الإنصياع لهذه الإجراءات التعسفية تعرض للتعنيف و السب و الشتم ، و كالعادة في مثل هذه الحالات انقلب الضحية متهما بعد أن عمد رئيس مركز الشرطة بالمروج الخامس ، بعد التشاور مع رؤسائه ، بفبركة قضية كيدية للسيد صالح بن عبد الله واتهامه بـ » الاعتداء « على موظف وايقافه على ذمة القضية بمركز إيقاف » القرجاني » سيء الذكر ، وقد سارع عدد من المحامين و النشطاء الحقوقيين إلى مركز الشرطة المذكور وعاينوا آثار التعنيف الجلية على السيد صالح بن عبد الله.
علما أن السيد صالح بن عبد الله قيادي سابق بحركة النهضة ، قضى سنوات طويلة بالسجن بعد محاكمات سياسية عديدة و شغل قبل محاكمته خطة مستشار مساعد بدائرة المحاسبات التابعة للوزارة الأولى (برتبة قاض ) وهو متزوج وله 5 أبناء ويبلغ من العمر ستين سنة و اضطر بعد مغادرة السجن للعمل بائعا متجولا بالأسواق بعد أن منعه البوليس السياسي من مزاولة أي عمل آخر.
و الجمعية إذ تدين احتجاز السيد صالح بن عبد الله دون موجب بعد الإعتداء عليه و تطالب بالإفراج عنه فإنها تنبه إلى خطورة التمادي في تلفيق القضايا ضد المعارضين و النشطاء بدلا من محاكمة من يعتدون عليهم.
عن الجمعية نائب رئيس الأستاذ عبد الوهاب معطر
بسم الله الرحمان الرحيم
السيد وزير الداخلية
تحية واحتراما يليقان بالمقام
منذ اكثر من عشرين عاما وبلدية شنني قابس مشكورة تقوم بدورها في حمل فضلاة منزلي كسائر اهل الحي دون تمييز بين مواطن واخر الا انها منذ اكثر من شهر بدات تاخذ فضلات الديار المقابلة لنا وتترك فضلاة منزلي الراجح عندي ان هنالك من اوعز الى اعوان البلدية باني سجين سياسي سابق معارض ,,,,,فارادوا التقرب الى بعض الجهاة المسؤولة بتقليقي ومعاملتي على اني مواطن من درجة ثانية ,,,, اليوم الثلاثاء الثالث والعشرون من نوفمبر 2010حاول اعوان البلدية استفزازي بوضع القمامة امام دكاني التجاري عوضا عن وضعها في الشاحنة المخصصة لذلك فمنعتهم من ذلك فهاتفوا رئيس البلدية و ما هي الا دقائق معدودة حتى كان شرطي البلدية منتصبا امامي مهددا اياي بتحرير مخالفة ضدي امرا اياي بتحويل القمامة الى امام دكاني او ان اخبره عن الذي وضعها هناك فقلت له ما اشتغلت صبابا سابقا و لا يمكن ان اقوم بها لاحقا اهكذا يفعل بنا ياسيادة الوزير .
اليوم الاربعاء زارني العمدة مصحوبا وطلبا مني التبرع لفائدة 26,,26 ربما يكون استفزازا من نوع ثان خاصة وهو يعلم اني حديث عهد بالخروج من السجن بعد ان قضيت 16 سنة وكنت محكوما بالمؤبد كان من المفروض ان يقع تعويضي عن سنوات الحرمان التي عشتها وعائلتي لا ان اطالب بالتبرع لفائدة 2626 والجميع يعرف مذا يعني الامتناع عن التبرع والساتر الله .
حضرة الوزير ومن يهمه الامر من السادة المسؤلين اطالب بالتدخل لرفع هذه المظالم وغيرها كثير والسلام محمد العكروت
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس تونس في 26 نوفمبر 2010
كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب «
* أحيل اليوم الجمعة 26 نوفمبر 2010 أمام الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني في القضية عدد 15623 التي يحال فيها مجموعة من الطلبة و هم كل من : عبد الرؤوف بن محمد بن بلقاسم عايدي ( من مواليد 18/04/1986 ) وفاخربن الصادق بن محمد عايدي (من مواليد 01/05/1985)- بحالة إيقاف – ومحمود بن الحبيب بن حمد فرح (من مواليد 04/05/1986 ) – بحالة سراح – و ذلك لمقاضاتهم من أجل تهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية والانضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و عقد اجتماعات غير مرخص فيها بالنسبة للأول و الثاني وعدم إشعار السلط بما بلغه من معلومات وعقد اجتماعات غير مرخص فيها بالنسبة للثالث .وقد وقع استنطاق الشبان المحالين الذين أنكروا ما نسب إليهم ،ثم ترافعت عنهم هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة سمير بن عمر و خالد الكريشي و صحبية بلحاج سالم .وقد طالب الدفاع بالحكم بالبراءة لتجرد التهم و لعدم توفر أركانها القانونية ، و بعد ختم المرافعات صرفت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة .وقد أصدرت المحكمة بعد المداولة حكمها الذي قضى بإقرار الحكم الابتدائي مع تعديل نصه و ذلك بالنزول بالعقاب البدني الصادر في حق كل من عبد الرؤوف العايدي و فاخر العايدي من ستة أعوام إلى عامين كالنزول بالعقاب البدني الصادر في حق محمود فرح من أربعة أعوام إلى عام واحد مع اسعاف هذا الأخير فقط بتأجيل التنفيذ .
** نظرت اليوم الجمعة 26 نوفمبر 2010 أمام الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني في القضية عدد 15622 التي يحال فيها كل من : أحمد بن علي بن حسن بن أحمد ( من مواليد 06/05/1983 ) و شكري بن عبد الحميد بن محمد الجمالي ( من مواليد 10/09/1979 ) و حمزة بن الهادي بن ابراهيم النافلة ( من مواليد 28/10/1984 ) – جميعهم بحالة إيقاف – و ذلك لمقاضاتهم من أجل تهم الانضمام إلى تنظيم و وفاق له علاقة بالجرائم الإرهابية و التبرع بأموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية و جمع أموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية . و قد وقع استنطاق الشبان المحالين الذين أنكروا ما نسب إليهم ، ثم ترافعت عنهم محاميتهم التي طالبت بالحكم بالبراءة لتجرد التهم و لعدم توفر أركانها القانونية ، و بعد ختم المرافعات صرفت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة . و تجدر الإشارة الى أن أغلب الشبان المحالين في هذه القضية يقطنون بجهات السواسي . *** مثل اليوم الجمعة 26 نوفمبر 2010 أمام الدائرة الجناحية 15 بمحكمة الاستئناف بتونس في القضية عدد 2010/8990 كل من : محمد الدبار و شكري القوي و نوفل ضيف الله و المختار المطيار و جمال الورشفاني – بحالة سراح – و ذلك من أجل تهمتي عدم إشعار السلط المختصة بالجرائم الإرهابية و عقد اجتماعات غير مرخص فيها . و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 24/12/2010 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأستاذين سمير بن عمر و جمال مارس. و تجدر الإشارة الى أن الشابين المحالين في هذه القضية يقطنون بمدينة بنقردان . عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية الكاتب العام الأستاذ سمير بن عمر
السجين حسن بن عبد الله يدخل في إضراب مفتوح عن الطعام
حرر من قبل التحرير في الخميس, 25. نوفمبر 2010 أعلن السجين حسن بن عبد الله عن دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم 25 نوفمبر الجاري احتجاجا على ظروفه السجنية وللمطالبة بإطلاق سراحه. ويقضي حسن بن عبد الله عقوبة بأربع سنوات على خلفية مشاركته في الاحتجاجات السلمية التي شهدها الحوض المنجمي سنة 2008.
وطالبت اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي في بيان لها صدر يوم الخميس 25 نوفمبر بإطلاق سراح الفاهم بوكدوس وحسن بن عبدالله وسن عفو عام عن كل الذين حوكموا على خلفية التحركات الاحتجاجية التي شهدتها المنطقة سنة 2008. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 نوفمبر 2010)
» المهجّرون التونسيون من هم « ؟
الطاهر العبيدي taharlabidi@free.fr ذاك هو عنوان كتاب سيصدر قريبا باللغة العربية عن منشورات
» المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين « ، بإمضاء المهندس » عماد الدايمي « ، والذي سيكون موجودا في الأكشاك والمكتبات، والفضاءات المعرفية، ومختلف المساحات والأطر الثقافية والفكرية، في أوروبا والدول العربية. وهو عبارة عن وثيقة متفرّدة من حيث المضمون والطرح وتناول الموضوع، الذي انطلق من فكرة متناغمة مع واقع المهجّرين المعاش، ضمن طرح جملة من الأسئلة الضوئية القريبة من مشاغل وهموم المهجّرين التونسيين، المنتشرين في العديد من دول العالم، حول بداية مرحلة البحث عن الاستقرار وما رافقها من متاعب وهموم، وصولا إلى مرحلة التأسيس والاستقرار في المجتمعات الحاضنة، والتعريج على حالة التخبط والنجاح والحلم والأمل والألم، وأوجاع الغربة ووخزات الحنين، والتحديات والآفاق، والاندماج والفعل والحراك والانجاز، وقد زاوج الكتاب بين الحدثية التاريخية، وبين التنفس الاجتماعي، وبين الدراسة الرقمية، فكانت هذه الوثيقة إحدى الورقات الشاهدة على المنعرجات الحدباء للدولة الوطنية، وخلطة متنوعة امتزج فيها الاجتماعي بالسياسي بالفكري بالحقوقي، ليكون الكتاب فسيساء تصيّد اللحظات التاريخية، واقتنص محطات من الزمن السياسي المهجري، الذي تدثر بالرداء الاجتماعي لشريحة من التونسيين الذين لطمتهم سنوات الغربة والتهجير، بشكل يكون متفرّدا من حيث التجربة التي سيّجتها الأحزان ولوّنتها الانجازات، وطبعتها حالة التماوج العلني والأخرس بين هنا وهناك، فقد نجح الكاتب في أن يلتزم الحياد في نقل الصور، وهندسة هذه التجربة بشكل يتيح للمتابع استبيان ملامح هذه التجربة في أبعادها الاجتماعية والسياسية، ومدى تأثيرها في الزمن السيكولوجي القادم. وقد اختار الكاتب تسطير هذه التجربة بطريقة جيومترية، استندت إلى قراءة في عملية استفتاء، شارك فيها العديد من المهجّرين التونسيين الموزعين في العديد من دول التبني، عبر طرح أسئلة أرضية اختصرت مسافات البحث والتنقيب، لتكون أجوبة هؤلاء مختبرا حمّضت فيه صور الأجوبة، لتكون المشاهد بارزة بالألوان، من خلال القراءة والاستقراء والتعليق والتوغل بين منعرجات وأخاديد الأجوبة. وقد حاول الكاتب نسج هذه التجربة ضمن جداول وأرقام واستشهادات، واجتهاد في استنطاق الصامت من المتكلم، مستندا على حقائق وأرقام ومعرفة بالملف، حيث أن الكاتب هو أحد المهجّرين، ممّا جعله ملما بحيثيات الموضوع ومساربه وثناياه المتشعبة.
كتاب » المهجرون التونسيون من هم؟ « ، في رأينا هو انجاز مهجري يشد الانتباه، وجهد معتبر يجعل من المهجر إحدى الشهادات الصارخة التي تؤرخ لأثر سيظل وشما في جبين التاريخ، وستكون لنا إنشاء الله عودة للكتاب للقراءة والاستقراء والتحليل والوقوف حين يكون الكتاب قد انبلج صبحه في الأسواق.
شخصيات رابطية وحقوقية لإدارة المصالحة في رابطة حقوق الإنسان
تونس ـ الصباح ـ علمت الصباح من مصادر وثيقة الاطلاع أنه تم تشكيل لجنة وطنية ستشرف على إدارة عملية المصالحة داخل الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، وتتكون اللجنة من السادة منصر الرويسي وعبد الوهاب الباهي وتوفيق بودربالة وعبد اللطيف الفراتي ولزهر القروي الشابي.
وجميعهم رابطيون وحقوقيون ينتظر منهم تنشيط الحوار بين الفرقاء والوصول إلى حل يرضي كل الأطراف في غضون ستة أشهر، كما كان الرئيس زين العابدين بن علي قد أعلن في خطابه بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والعشرين للتغيير في 7 نوفمبر الماضي.
وعلمت الصباح أن أعضاء اللجنة الجديدة سيجتمعون إلى بعضهم في أقرب وقت على أن يتولوا وضع خطة عمل أو خارطة طريق لإخراج الرابطة من أزمتها التي تجاوزت العقد من الزمن، وذلك ببدء سلسلة وساطات وحوارات مع الفرقاء الرابطيين.
وتعتبر الخطوة الجديدة فرصة سانحة وفرها رئيس الدولة لجميع الرابطيين من أجل الانخراط في حوار جدي بعيدا عن أي وصاية حزبية من أجل أن تستعيد الرابطة التونسية لحقوق الإنسان دورها الريادي والإنساني في المجتمع التونسي، وكانت قد سبقت هذه الجولة الجديدة المقبلة، جولة أولى قادها العميد السابق عبد الوعاب الباهي، ثم جولة ثانية بمعية السيد منصر الرويسي، دامت بضعة أشهر وأحرزت تقدما ملحوظا من أهم ملامحه اقتناع الجميع بأن الأزمة رابطية رابطية، وأن السلطة لم تدّخر جهدا في تأمين أدوات التقريب بين المتنازعين، وقد أحرزت الجولة الأخيرة كسرا للجليد بين الطرفين المتنازعين، لكنها توقفت بعد بروز خلافات فنية، ستعمل اللجنة الخماسية الجديدة على إذابتها. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2010)
في عدم قانونية المؤتمر الاستثنائي غيرالانتخابي: نهاية زمن الاسترخاء على الكراسي
بقلم الاستاذ فوزي بن مراد لم أكن – في حقيقة الأمر- متحمسا للمساهمة في النقاش الدائر حول الفصل 10 من القانون الأساسي والنظام الداخلي للاتحاد العام التونسي للشغل, الا أن الأمر , أصبح يتجاوز الغاء الفصل أو ابقاءه… بل أضحى البعض يحاول خلق حالة من الانفصال والقطيعة بين الاتحاد و المجتمع.
تنامت في الفترة الأخيرة ، وفي صفوف النقابين ، ظاهرة العرائض والمقالات في الصحافة الورقية -حصريا في جريدة الموقف – أو الصحافة الالكترونية تدافع عن المضمون الديمقراطي للفصل 10 … ونتيجة لذلك ، برزت عقلية جديدة داخل هياكل الاتحاد رافضة النقاش العلني في هذا الموضوع و معتبرة هذه العرائض مرفوضة « لأنها تتعرض لمسائل داخلية يجب ألا تناقش خارج الأطر والهياكل النقابية المسيرة للأتحاد ذلك أن عرض هذه المسائل على العموم قد يجد فيه اعداء الاتحاد فرصة للإساءة للمنظمة « ( جريدة الشعب – 09/10/2010 ) .
ان من خصائص التجربة التاريخية التونسية ، أنه لا يمكن فصل تاريخ الحركة النقابية, منذ تجربة محمد علي الحامي, عن تاريخ النضال الاجتماعي والسياسي الذي خاضه المجتمع التونسي, منذ بداية القرن المنصرم.. بل احتوى الفعل النقابي في بعض الفترات التاريخية مضامين سياسية اختزلت متطلبات المرحلة وقد جسم ذلك في ابهى مظاهره الزعيم الوطني فرحات حشاد …كما عرف الاتحاد في محنه العديدة مساندة كل الحركات السياسية، التي تمسكت بقياداته الشرعية وسيادة قوانينه ، في مواجهة سياسة الانقلابات والاحتواء… كما كان الاتحاد الحضن الدافئ الذي حمى عديد المناضلين – نقابيين أو غيرهم – من قساوة القمع و شراسة الملاحقات …وكان كذلك محضنة للتنوع الفكري والسياسي ورائدا في الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية – ليس للنقابيين فقط – بل للجميع …اذ جاء في لوائح المؤتمر الخامس للاتحاد تمسك النقابيين وأصرارهم علــــى « الكفاح الى جانب الشعب بتمامه من أجل ارساء نظام سياسي ديمقراطي قائم على التمثيل الشعبي ».
ان رصيد المنظمة الشغيلة التاريخي ، أدى الى قيام علاقة حميمة بينها وبين شرائح واسعة من المجتمع ولو لم تكن منخرطة في العمل النقابي… فما يجري داخلها أو ضدها يهم الجميع…
يحدد القانون الأساسي أو الداخلي للإتحاد صلاحيات كل الهياكل النقابية و طرق البلوغ اليها والتداول عليها وأساليب ممارستها ومراقبتها وشروط انعقادها ولا يخرج الفصل 10 عن هذا الأطار العام… وان ما ورد به من تسقيف تحمل المسؤولية النقابية بالمكتب التنفيذي لدورتين فقط كان استجابة لارادة النقابيين في مؤتمر جربة 2002 وتم الاصرار على تثبيت ذلك في مؤتمر المنستير2006 .
ان النقابيين في مؤتمر جربة 2002 بقدر رغبتهم في انقاذ منظمتهم من الترهل وذلك بمنحها جرعة من الديمقراطية بقدر ما كانوا يعبرون في نفس الوقت عن تطلعات مجتمعهم الذي يردد- ولو همسا – « نهاية زمن الاسترخاء فوق الكراسي «
فعلى ماذا ينص هذا الفصل الذي تحول الى وحش كاسر يسعى العديد الى اغتياله والتنكيل بجثته ؟
جاء فيه مايلي : «يتركب المكتب التنفيذي للأتحاد العام التونسي للشغل من ثلاثة عشر عضوا يتم انتخابهم من قبل المؤتمر العام بالاقتراع السري لمدة 5 خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة »… عبارات واضحة وصريحة ولا تحتاج الى أي تأويل أو تفسير
فكيف السبيل اذن للتخلص من هذا الفصل الذي لا يجيز لأغلبية أعضاء المكتب التنفيذي الحالي تجديد ترشحاتهم ويمنع كذلك في المستقبل من تشكل بيروقراطية جديدة تعيق تطور الاتحاد؟.
في بادئ الأمر تم تحريف وقائع مؤتمر المنستير 2006 والادعاء بأنه فوض الى المجلس الوطني أمر النظر في هيكلة الاتحاد ومنها مراجعة الفصل العاشر… وقد تم التصدي لهذا السيناريو بشدة وتفنيده (أنظر المقالات المنشورة بجريدة الموقف والمحررة من طرف السادة عبد السلام الككلي في 19/09/2010 – فرج الشباح في 24/09/2010 – جيلاني الهمامي في 29/10/2010 ) مما أجبر أصحاب هذا التمشي الى التخلي عنه. غير ان هناك سيناريو ثانيا وقع تداوله بكثرة في الفترة الاخيرة في الساحتين النقابية والاعلامية والمتمثل في عقد مؤتمر استثنائي عير انتخابي يكون عنوانه البراق » اعادة الهيكلة » وهدفه الرئيسي التخلص من الفصل 10 . فهل تسمح بذلك قوانين الاتحاد؟ ان الحاح كثير من النقابيين ان المؤتمر الاستثائية بصيغته غير الانتخابية هو الفرضية الوحيدة المتبقية امام القيادة لتحوير الفصل العاشر مع ضمان حقها في الترشح هو الذي يدفعنا هنا الى النظر في قانونية او عدم قانونية هذا المؤتمر.
تنقسم المنظومة القانونية للإتحاد العام التونسي للشغل الى فرعين هما القانون الأساسي والنظام الداخلي و ما يلفت الانتباه أن أغلب الفصول في كلا الفرعين تتميز بالاطالة والاطناب غير المجديين فضلا على افتقادها للدقة الواجبة عند صياغة النصوص القانونية مما يجعلنا مضطرين الى تجنب سرد الفصول برمتها .
يعتبر المؤتمر أعلى هيكل في الاتحاد مما يجوز معه اعتباره برلمان النقابيين اذ يقع صلبه مناقشة التقريرين الأدبي والمالي للمكتب التنفيذي المتخلي والتصويت عليهما من طرف النواب… وله كذلك سلطة سيادية متمثلة خاصة في انتخاب هيئة ذات وظيفة مزدوجة تسييرية من جهة وتنفيذية لمقراراته من جهة ثانية تدعى المكتب التنفيذي… وللمؤتمر كذلك – وهو الاختصاص الذي يهمنا في هذا المقال – سلطة تشريعية للقوانين الأساسية والداخلية المنظمة للإتحاد سنا وتعديلا… ونظرا لأهمية هذا الهيكل واتساع صلاحياته أطنب القانون الأساسي أو النظام الداخلي في تحديد آجال وشروط انعقاده.
وبالرجوع الى النصين المذكورين أعلاه سنجد مؤسسة المؤتمر تأخذ صيغتين مختلفتين إما صيغة المؤتمر الوطني العادي وإما صيغة المؤتمر الوطني الاستثنائي… واذا انعقد المؤتمر سواء في صيغته الأولى ( العادية ) أو صيغته الثانية (الاستثنائية ) فان القانون الأساسي أو النظام الداخلي يفرض وجوبا على المكتب التنفيذي الوطني فتح باب الترشح لمدة عشرة أيام كاملة كما ينتخب نواب المؤتمر قبل بداية الأشغال عدة لجان أهمها لجنة فحص النيابات ومراقبة فرز الأصوات فهذه الموجبات فرضها المشرعون للقانون الأساسي والنظام الداخلي كلما انعقد المؤتمر مهما كانت صيغته عادية أو استثنائية… بل ولمزيد التأكيد على ان غايتهم تنحو هذا المنحى تم التعرض لصيغتي المؤتمر في نفس الفصل دون وجود أي فرق بينهما سوى اجراءات الدعوة لعقد المؤتمر وهي حسب الفصل الخامس من النظام الداخلي مركبة في حالة المؤتمر الاستثنائي نظرا لصبغته الاستثنائية ونظرا لما يحيط به القانون هذه الصيغة من شروط مشددة للتمكين من عقده اذ يصدر الطلب اولا عن ثلثي أعضاء المجلس الوطني الذين يمثلون أغلبية المنخرطين على قاعدة التمثيل النسبي عملا بأحكام الفصل الثامن من نفس النظام. وبعد التحقق من قانونية الطلب من قبل لجنة النظام تدعو الهيئة الادارية اليه مع تحديد اجلي الاجرائين الاخيرين . هذا من جهة ومن جهة اخرى فان الصيغة الاستثنائية كانت دائما محكومة بظروف خاصة وخطيرة تستوجب عقده على وجه السرعة ودون انتظار انتهاء المدة النياية ولغايات انتخابية اولا وقيل كل شيء .وتجد هذه القراءة جذورها في تاريخ الاتحاد الذي « عرف منذ تأسيسه أربعة مؤتمرات استثنائية وهي على التوالي : *- المؤتمر السابع لتعويض أحمد بن صالح بأحمد التليلي (سنـة1957) *- المؤتمر العاشر لإزاحة الحبيب عاشور وتعويضه ببلاغة( سنة 1965) *- المؤتمر الثاني عشر لإرجاع حبيب عاشور وإزاحة بلاغة ( سنة 1970) *- المؤتمر الخامس عشر ليعوض مؤقتا نور الدين حشاد – التيجاني عبيد حتى مؤتمر قفصة وقد عرفت هذه المؤتمرات تدخلا سافرا ومباشرا من الحزب الدستوري لفرض قيادة على قياسه … (قراءة في تاريخ الحركة النقابية » حمة الهمامي– دار النشر صامد ماي 1989 ص 36) وكانت والحالة تلك جميعها انتخابية بل بامكاننا القول ان مهامها الانتخابيةالعاجلة هي التي فرضت عقدها….مع التذكير لاكمال الجدول السابق ان الأمين العام الحالي وجانبا من أعضاء المكتب التنفيذي قد صعدوا الى دفة التسيير في انتخابات مؤتمر جربة 2002 الاستثنائي بدوره والذي لا يختلف عن غيره من المؤتمرات الاستثنائية التي كانت دائما وأبدا نتيجة أزمة حادة مستعصية استوجبت تغيير القيادة حسبما تقتضيه متطلبات المرحلة من جميع جوانبها السياسية وغيرها…
فاذا كانت هناك رغبة حقيقية في اعادة هيكلة الاتحاد بما يتلاءم مع حجمه التنظيمي ودوره الوطني دون محو الفصل 10 فان ذلك لا يتحقق الا في مؤتمر عادي غير استثنائي عملا بأحكام الفصل 86 من النظام الداخلي الذي نص على أنه « لا يجوز تنقيح القانون الأساسي للأتحاد العام التونسي للشغل الا من قبل المؤتمر الوطني …» ولم يشأ واضعو قوانين الاتحاد – وهم على صواب – جعل طرح مسائل تنظيمية وقانونية للنقاش في مؤتمرات استثنائية قد تحكمها ظروف وملابسات مشحونة كما ان الدفاع عن الفصل 10 يهم كافة الديمقراطيين داخل الاتحاد أوخارجه لما يمثله من آلية ديمقراطية تنظم التداول على المسؤولية في أكبر منظمة في البلاد مما يتجه تصويب أحكامه نحو جميع الهياكل المسيرة للإتحاد حتى يظل دائما يمثل نبض المجتمع
الموقف العدد بتاريخ 26 نوفمبر
بلحسن الطرابلسي شقيق زوجة الرئيس يستعد لاطلاق قناة تلفزية
حرر من قبل التحرير في الخميس, 25. نوفمبر 2010 يستعد بلحسن الطرابلسي شقيق زوجة الرئيس التونسي بن علي لبعث قناة تلفزية جديدة تحمل اسم « قرطاج »، وذكر موقع « بزنس نيوز » أن شركة « كاكتوس للإنتاج » لصاحبها الطرابلسي تضع اللمسات الأخيرة لبعث قناة ستكون برامجها مشابهة لبرامج » تي أف 1″ الفرنسية حسب المنتج سامي الفهري ومن المنتظر حسب الموقع المذكور أن ينطلق بث تلفزيون قرطاج قبل نهاية السنة.
يذكر أن المشهد الإعلامي التونسي قد أصبح في معظمه بيد عناصر مقربة من السلطة بعد امتلاك صخر الماطري زوج ابنة الرئيس لدار الصباح وإذاعة الزيتونة، وبلحسن الطرابلسي لإذاعة موزاييك، وسيرين بن على لإذاعة « شمس أف أم »، وابن محمد قديش طبيب الرئيس إذاعة « اكسبريس أف أم ». وكانت النقابة التونسية للإذاعات الحرة قد انتقدت ما اعتبرته انحياز السلطة في إسناد الرخص لصالح عائلة الرئيس بن على والمقربين منه، دون سواهم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 نوفمبر 2010)
بنك إيطالي يستعد لبعث بنك جديد في تونس بشراكة أحد أصهار الرئيس
حرر من قبل التحرير في الخميس, 25. نوفمبر 2010 يستعد بنك الاستثمار الايطالي « ميديا بنكا » لبعث بنك جديد بتونس بالشراكة مع رؤوس أموال من شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وقد أكد الموقع الايطالي « صول 24 اور » أن رجل الأعمال التونسي سليم زروق سيكون ابرز المساهمين في البنك المذكور ب30 بالمائة كما ستساهم مؤسسات مالية من ليبيا والجزائر في تمويل هذا البنك. وحسب الموقع الايطالي فإن المشروع في انتظار تأشيرة البنك المركزي التونسي والايطالي.
وذكرت مصادرنا أن رجل الأعمال سليم زروق هو زوج لابنة الرئيس من زوجته الأولى، وقد حقق صعودا سريعا في عالم المال والأعمال بعد أن كان موظفا في وزارة الداخلية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 نوفمبر 2010)
زنقة ضيقة جمال القمر
في الندوة الدولية السنوية التي عقدها التجمع الدستوري الديمقراطي في مطلع الشهر الجاري خصصت عديد المداخلات فقرات لدراسة ظاهرة عزوف الشباب التونسي عن الاهتمام بالشأن العام أي بعبارة أخرى عزوف الشباب عن الاهتمام بالسياسة مما حدا بالتجمع إلى الدعوة إلى الانكباب على هذه الظاهرة قصد معالجتها. لا ادري لماذا ذكرني موقف الحزب الحاكم هذا بذلك الرجل الذي كان يضرب زوجته ويخيفها ثم يسألها مستغربا كيف هي عاجزة عن رؤية جمال القمر. حتى قالت له يوما : « إن وجودك بالذات يا زوجي العزيز هو الذي يحجب عني رؤيته فزل من أمامي يا سيدي وسأرى جماله !!! ».
عبدالسلام الككلي الموقف العدد بتاريخ 26 نوفمبر2010
الهيئة الإدارية الاستثنائية للتعليم الثانوي تقرر الإضراب مجددا
حرر من قبل التحرير في الخميس, 25. نوفمبر 2010 أنهت الهيئة الإدارية الاستثنائية للتعليم الثانوي أشغالها في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس الخميس 25 نوفمبر الجاري. وقد علمنا أن عضو المكتب التنفيذي والأمين العام المساعد المنصف الزاهي قد ترأس الجلسة رغم معارضة عدد كبير من أعضاء الهيئة الإدارية لذلك. وقد رفعت النقابة العامة للتعليم الثانوي تقريرا للهيئة حول اللقاء الذي جمعها بوزير التربية يوم 22 نوفمبر الجاري. وتتجه النية حسب مصادرنا إلى إعلان إضراب عام يوم 27 جانفي 2011 القادم.
كما ناقش أعضاء الهيئة إمكانية القيام بوقفات احتجاجية أمام المندوبيات الجهوية للتربية تختم بتجمع عام أمام وزارة التربية قبل الإضراب. وقد خاض قطاع التربية إضرابا أولا يوم 27 أكتوبر الماضي للمطالبة بقانون أساسي للقطاع وتحسين القدرة الشرائية عبر زيادات خصوصية وتخفيض سن التقاعد لاعتبار مشقة المهنة وإرجاع المطرودين وتطبيق اتفاقية 2005 في خصوص معلمي التربية البدنية. وكان وزير التربية عبر عن استغرابه من خوض الأساتذة للإضراب معتبرا أن الاحتجاج غير مبرر وان النقابة تضع أمامه مطالب تعجيزية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 نوفمبر 2010)
الهيئة الإدارية للتعليم الثانوي تعيين رئاسة الهيئة من مشمولات المكتب التنفيذي
أوضح أعضاء الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الثانوي المنعقدة يوم 25 نوفمبر 2010 بدار الاتحاد العام التونسي للشغل، في توضيح لـ«الصباح» بأن تعيين رئاسة الهيئات الإدارية القطاعية لجميع القطاعات من مشمولات المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد لم تكن أبدا محل إشكال، وأنّ محمد المنصف الزاهي يرأس الهيئة الإداريـة في إطار الاحترام والتقدير المتبادل والتفاعل الديمقراطي. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2010)
الأطباء الجامعيون يقررون الإضراب
حرر من قبل التحرير في الخميس, 25. نوفمبر 2010 قرر الأطباء الجامعيون الذين عقدوا مجلسهم القطاعي يوم الاربعاء24 نوفمبر الجاري الدخول في إضراب بيومين أواخر الشهر القادم في المستشفيات الجامعية في غير المراكز الاستعجالية والانقطاع عن التدريس بداية من يوم 17 جانفي القادم في كافة كليات الطب للاحتجاج على عدم مبالاة سلطة الإشراف بمطالب القطاع وتحسين مقدرتهم الشرائية عبر إقرار زيادات في بعض المنح الخصوصية (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 نوفمبر 2010)
طلبة تونس أخبار الجامعة الجمعة 26 نوفمبر 2010 العدد الحادي عشر – السنة الخامسة –
الهيئــــة الإداريــــة لنقابـــة التعليـــم الثانـــوي : تهديــد بالتصعيــد و بتنفيـــذ تحرّكـــات نوعيـــة …
بعد اللقاء الفاشل مع الوزير و بسبب ضغط الأساتذة في اتجاه اعتماد أسلوب أكثر جرأة في مواجهة تعنّت وزارة التربية و رفضها مطالب الأساتذة المشروعة تتّجه نية النقابة العامة للتعليم الثانوي إلى إعلان إضراب عام يوم الخميس 27 جانفي 2011 يسبقه وقفات احتجاجية أمام المندوبيات الجهوية للتربية و تتوّج بتجمّع عام أمام مقرّ الوزارة بتونس …
و كان أساتذة التعليم الثانوي و الإعدادي قد نفذوا إضرابا ناجحا يوم الإربعاء 27 أكتوبر 2010 للمطالبة بقانون أساسي لقطاع التعليم الثانوي و بتخفيض سنّ التقاعد إلى 55 سنة اعتبارا لمشقة المهنة التي تصنّف عالميا كثاني أشق مهنة بعد المناجم و تحسين المقدرة الشرائية للمربّين عبر زيادات خصوصية و إرجاع المطرودين و تطبيق إتفاقية 2005 المتعلقة بمعلمي التربية البدنية …. سوســة : إحالــــة مجموعـــة مـن الطلبة النقابييــن علـى المحكمــة ….
سيمثل أمام أنظار المحكمة الإبتدائية بسوسة يوم الإربعاء 1 ديسمبر 2010 مجموعة من نشطاء الإتحاد العام لطلبة تونس كانوا نظّموا في ديسمبر 2008 اعتصاما من أجل تحقيق بعض المطالب في كلية الآداب و العلوم الإنسانية بسوسة و من ضمنها الإحتجاج على التأخير الحاصل في صرف المنحة الجامعية و قاموا بتنظيم تحرّك في المطعم الجامعي » سهلول » حيث تناول الطلبة الأكلة من دون دفع معلومها كشكل من أشكال الإحتجاج … و يبلغ عدد الطلبة الذين تمّ استدعاؤهم للمثول أمام المحكمة 14 طالبا وهم : جواهـر شنّـة ، فــريد سليمانــي ، عبـد الله الحـاج علـي ، زيـاد عبّـاس ،فـوزي حميـدات ، رشيـد عثمانـي ، محمــد أميــن بـن علــي ، وائــل نــوّار ، عبـد الواحـد جـاب الله ، أحمـد شاكـر بـن ضيــة ، كريمــة بوستّــة ، مجـدي حــواس ، عبـد النائـب المسعـودي ،علـي الغابــري أما عن التهم الموجّهة إليهم جميعا فهي : » تعطيل حرية الشغل و افتكاك عقار بالقوّة العلنية من يد صاحبه و نهب موادّ صالحة للأكل » … و في حركة تضامنية مع الطلبة المحالين على المحكمة دعت جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي » جميع المناضلين و مكوّنات المجتمع المدني و الطلبة للحضور بمقرّ الجامعة و ذلك يوم الأحد 28 نوفمبر 2010 على الساعة 11.00 صباحا إلى يوم تضامني مع الطلبة النقابيين …. » تونس : تأجيل النظر في قضية الطالب علي بن عون …..
قرّرت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي تأجيل النظر في قضية الطالب علــــــي بـن عــــــــــون و من معه إلى يوم الإثنين 29 نوفمبر 2010 مع النظر في مطالب الإفراج المقدّمة من المحامين …. يذكر أن الطالب علي بن عون الذي يزاول دراسته بالمرحلة الثالثة في المعهد العالي لأصول الدين التابع لجامعة الزيتونة أحيل يوم الثلاثاء 22 نوفمبر بحالة سراح مع كل من علي الحرابي ( بحالة إيقاف ) و علي فرحات ( بحالة إيقاف ) و سيف الدين محجوب ( بحالة سراح ) و محمد الهاشمي بن طالب و أيمن بن مسعود و محمد الهادي بن عبد الله ( ثلاثتهم بحالة فرار ) بتهم » عقد اجتماع غير مرخّص فيه و المشاركة في إعادة تكوين جمعية لم يعترف بوجودها و إعداد محلّ لعقد إجتماع غير مرخّص فيه و جمع التبرّعات بدون رخصة طبق الفصول 2 و 5 و 7 و 23 و 24 من قانون 24 جانفــــي 1969 و الفصول 1 و 2 و 3 و 4 و 5 و 6 و 10 و 30 من قانون 7 نوفمبر 1959 و الفصل 6 من الأمر المؤرّخ في 21 ديسمبر 1944 ( الصادر زمن الإحتلال الفرنسي لتونس ) المتعلّق بجمع التبرّعات و قد تولّى الدفاع و المرافعة عن المتّهمين كل من الأساتذة إيمان الطريقي و سمير ديلو و نورالدين البحيري و خالد الكريشي و البشير بن لطوفة و بوبكر بن علي …. تونــــس : الطالبـــة هــدى الورتانــي تغـــــادر السجــــن ….
بعد قضائها قرابة التسعة أشهر في الإعتقال أطلق سراح الطالبة هــــــدى الورتانــــــي يوم الإثنين 22 نوفمبر 2010 وهو اليوم الذي أصدرت فيه الدائرة الخامسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي التوهامي الحافي حكمها في القضية التي أحيل فيها زوجها زياد العبيدي ( نال 20 سنة سجنا ) و رفيق علي ( 5 سنوات ) و هاني المشيشي ( سنتان ) و غيث الغزواني ( 8 أشهر ) و قد تمّ اعتقال الطالبة هدى و زوجها في شهر مارس 2010 أثناء محاولتهما اجتياز الحدود التونسية الجزائرية و ألقي القبض عليهما في قرية ببّوش و قد تمّت محاكمتهم جميعا بموجب قانون » مكافحة الإرهاب » قفصـــــة : حول قضية إيقــــاف الطالـــب جميــــل العبدلّـــــي ….
بعد إبقائه في الإيقاف لمدة تسعة أيام أطلق سراح الطالب جميل العبدلّي دون أن توجّه له أي تهمة و قد تمحورت الأسئلة الموجّهة إليه من قبل المحققين حول قناعاته الدينية و ميوله السياسية و كذلك علاقته بالإتحاد العام لطلبة تونس و أكّد العبدلّي أنه – خلال فترة إيقافه – لم يتعرّض لأيّ شكل من أشكال التعذيب …. يذكر أنه تم اختطاف الطالب جميــــــــل العبدلّــــــــــي يوم السبت 13 نوفمبر 2010 من أمام إحدى المؤسسات الجامعية في المركب الجامعي زرّوق بقفصة من قبل أعوان البوليس السياسي الذين قاموا باقتياده إلى مسكنه لتفتيشه و من ثمّ إلى فرقة أمن الدولة بوزارة الداخلية بتونس و راجت إشاعات تقول بأن إيقافه تم على خلفية شبهات بتبنّي الفكر الجهادي و بالتالي تمّ بحثه بموجب » قانون مكافحة الإرهاب » و ينحدر الطالب جميل العبدلّي من منطقة بن عون من ولاية سيدي بوزيد وهو يزاول دراسته بالسنة الثانية هندسة مدنية بالمعهد العالى للدراسات التكنولوجية بقفصة …. مناظــــرة الكفــــاءة لأستاذيـــة التعليـــم الثانــــوي » الكابــــاس » : الــــوزارة تحــــدّد موعـــد إجــراء الإختبـــــــارات ….
و أخيرا حدّدت وزارة التربية موعد إجراء مناظرة » الكاباس » حيث أشارت في بلاغ إلى إجراء المناظرة على مرحلتين حسب موادّ الإختصاص : الإثنين 20 ديسمبر 2010 : العربية ، الفرنسية ، الإنقليزية ، الفلسفة ، التاريخ و الجغرافيا ، التربية الإسلامية ، التربية المدنية ، التربية التقنية ، التربية الموسيقية ، المسرح ، علوم الحياة و الأرض ، الآلية و الكهرباء . الثلاثاء 21 ديسمبر 2010 : الألمانية ، الإسبانية ، الإيطالية ، الإقتصاد ، التصرّف ، الإعلامية ، الرياضيات ، العلوم الفيزيائية ، التربية التشكيلية . و تجري اختبارات المناظرة بالمراكز المفتوحة بالمندوبيات الجهوية للتربية التي يرجع لها المترشّحون بالنظر ، كل حسب عنوانه المضمّن ببطاقة التعريف الوطنية . و يمكن للمترشّحين سحب استدعاءاتهم على الموقع الموجود على الشبكة التربوية : www.capes.edunet.tn و ذلك بداية من يوم الجمعة 10 ديسمبر 2010 زغــــــوان : وزارة التربيـــة تتعنّـــت فــي عـــدم إرجـــاع الأستـــاذ المتميـــّز ريـــــاض الشعيبـــــي إلـــى سالـــف عملــــه ….
مظلمة جديدة من مظالم وزارة التربية المتعدّدة و المتكرّرة يرتكبها مسؤولوها في حقّ أحد أبرز أساتذة الفلسفة في تونس الأستاذ المتميّز ريــــــاض الشعيبـــــــي حيث قامت باتخاذ إجراء جائر في حقّه من خلال عزله من التدريس معتمدة في ذلك على تقرير مشحون للبوليس السياسي و ذلك بالرغم من مطالبة النقابة العامة للتعليم الثانوي بإرجاعه إلى سالف عمله كما لم تعر الوزارة أيّ اهتمام لتحرّكات زملائه في معهد الناظور بزغوان الذين شنّوا إضرابا لمدّة أسبوع كامل مساندة لزميلهم فضلا عن الإضراب الجهوي و التجمّع و الإعتصام الذي تمّ تنفيذه أمام الإدارة الجهوية للتعليم بزغوان …. علما بأنه سبق للأستاذ رياض الشعيبي أن حوكم سنة 1991 بسبب نشاطه ضمن الإتحاد العام التونسي للطلبة ثم حوكم مرّة ثانية سنة 1997 بتهمة الإنتماء إلى جمعية غير مرخّص فيها …. و رغم قضائه أكثر من 15 سنة ما بين السجون و المتابعة و المراقبة الإدارية فقد استطاع الحصول على الإجازة في الفلسفة ثم الماجستير في الفلسفة السياسية المعاصرة و تمّ انتدابه سنة 2006 للتدريس بالثانوي و قد تميّز في عمله – و ذلك بشهادة تلامذته و زملائه – حق التميّز كما يشهد على كفاءته حصوله على عدد إداري مرتفع بلغ 78/100 و قد قام بإنجاز العديد من البحوث و الدراسات في مجال اختصاصه و في مجال التجديد البيداغوجي و هو يقوم حاليا بإعداد رسالة دكتوراه في مجال اختصاصه … فهل – بهذه المظلمة الجديدة – تركت وزارة التربية الكفاءة و العطاء الغزير لصالح المنظومة التربوية جانبا و فضّلت الإنصياع لأوامر وزارة الداخلية ؟ تونــــــس : الأستـــــــاذ الجامعـــي مهــــدي مبــــروك يمنـــع مـــن إلقـــــاء محاضــــــرة ….
بالرغم من حصوله على دعوة رسمية منذ ما يقرب من الستة أشهر من ديوان الأسرة و العمران البشري لإلقاء محاضرة حول » العنف اللفظي لدى الشباب » يوم الخميس 25 نوفمبر 2010 فقد اتصلت مديرة ديوان الأسرة بالباحث الإجتماعي مهــــــدي المبـــــروك صباح اليوم المحدّد لإلقاء محاضرته و اعتذرت له عن عدم إمكانية تقديم مداخلته بسبب » قرار حكومي و سياسي اتّخذ في شأنه » علما بأن الأكاديمي المبروك سبق له أن تدخّل عدة مرات في النشرة المغاربية لقناة » الجزيرة » التي تبثّ يوميا على الساعة العاشرة مساء بتوقيت تونس لتحليل عدة ظواهر اجتماعية في المجتمع التونسي و كان آخرها منذ حوالي أسبوعين شكّك فيها في مصداقية نتائج الدراسة التي أعدّها المرصد الحكومي للشباب حول » اهتمامات الشباب التونسي المستخدم للإنترنت » و أكّد خلالها الأستاذ المبروك على أن اهتمامات الشباب المستعمل للإنترنت ليست محصورة في الجنس و الهجرة كما زعم التقرير المذكور و إنما هناك اهتمامات أخرى كثيرة و بارزة له بالشأن السياسي و القضايا العامة …. قبلــــي : هــل تكــون السنـــة الجامعيـــة القادمــــة بدايــــة الدراســــة فـــي المعهــــد العالـــــــــي للإعلاميــــة و الملتيميديـــــا ؟
رغم إدراج إنشائه في المخطّط الحادي عشر بتكلفة مقدّرة بـــ 8 مليارات و 220 مليون لا زال مشروع المعهد العالي للإعلامية و الملتيميديا المقرّر إنجازه بمدينة قبلي متعثرا و ينتظر التحقيق على أرض الواقع مع العلم بأن قبلي تضمّ مؤسسة جامعية وحيدة هي المعهد العالي للدراسات التكنولوجية الذي درس به خلال السنة الجامعية الفارطة 709 طالبا و يقترح البعض افتتاح المعهد خلال السنة الجامعية القادمة مع الإعتماد على البنايات و التجهيزات الموجودة بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية في انتظار تشييد و تجهيز المقرّ المزمع إحداثه و يؤكّد هؤلاء على أن مثل هذه الإجراءات قد تمّت بنسبة كبيرة من النجاح عند بعث العديد من المؤسسات الجامعية الجديدة المحدثة في مختلف جهات البلاد … حـــيّ التحريـــر – تونـــس : سيّـــارة تدهـــس الطالــب هيثـــم الجــودي مباشــرة إثـــر أدائــه لصــلاة المغـــرب فــي اليـوم الثانـي مـن أيام عيـد الإضحـــى …
لفظ الطالب هيثــــــــم الجــــــــــودي أنفاسه الأخيرة في ثاني أيام عيد الإضحى يوم الإربعاء 17 نوفمبر 2010 بعد أدائه لصلاة المغرب رفقة ابن خاله في مسجد بحيّ التحرير بتونس حيث استقلا درّاجة نارية للعودة إلى المنزل العائلي و لكن فاجأتهما سيّارة تقودها إمرأة فصدمت الدرّاجة متسبّبة في إلقاء هيثم على المعبّد فيما سقط قريبه على حافة الطريق و لاذت السيّارة بالفرار و تزامن ذلك مع قدوم سيارة ثانية قامت بدهس هيثم و قتله على عين المكان … و قد حضر موكب تشييع جنازة الفقيد – الذي احتفل قبل يوم واحد فقط بعيد ميلاده الثالث و العشرين و عرف بطيبة المعشر – حشود كبيرة دعت له بالرحمة و المغفرة من الله العزيز القدير. رحم الله هيثم رحمة و اسعة و رزق أهله و ذويه جميل الصبر و السّلوان و إنّا لله و إنّا إليه راجعون نابـــــل : طالبـــة جامعيــــة تتعـرّض إلــى الإغتصــاب مـن قبــل مجموعــة مـن المنحرفيــن ….
أحيل على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الإبتدائية بقرمبالية ثمانية شبان بتهمة تحويل وجهة طالبة جامعية عمرها 20 سنة وهي أصيلة باجة و تدرس بالسنة الأولى بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بنابل و قد حصلت الحادثة ليلة 7 مارس 2010 عندما قفلت راجعة – بعد تناولها العشاء مع زميل لها في مدينة نابل – إلى المبيت الجامعي الذي تقيم فيه في جهة » المرازقة » و لكنّ وصولها متأخّرة بعد الساعة التاسعة ليلا ( وهو الوقت المحدّد لغلق أبواب المبيت ) تسبّب لها في المغامرة الحزينة و المرعبة التي تعرّضت لها حيث وقفت بالقرب من المبيت – وكان الظلام حالكا – و لم تمض إلا دقائق قليلة حتى فوجئت بقدوم درّاجة نارية يمتطيها شابان شرعا في معاكستها و لم يمهلاها كثيرا حيث قاما بإجبارها على ركوب الدرّاجة بعد أن اعتديا عليها بالضرب و قاما بتحويلها إلى بناية مهجورة أين قاما باغتصابها ثم قاما بتقديمها فريسة إلى مجموعة أخرى من أصدقائهما حيث عبثوا بها … و في الأخير قاموا بإطلاق سبيلها … و قد تمّ إلقاء القبض على جميع المعتدين الذين وجّهت لهم تهم » تحويل وجهة أنثى باستعمال العنف و التهديد و مواقعة أنثى غصبا و الإعتداء بفعل الفاحشة على أنثى دون رضاها و السرقة باستعمال العنف » و قد تمّ تأجيل المحاكمة إلى جلسة قادمة لاستدعاء المتضرّرة … صفاقــــس : خرّيــــج يلقـــى حتفـــه إثـــر سقوطـــه مـــن الطابـــق الرابـــع ….
لقي أحد الخرّيجين الجدد و يبلغ من العمر 24 سنة صباح يوم السبت 13 نوفمبر 2010 حتفه إثر سقوطه من الطابق الرابع لبناية كان يعمل بها في إحدى ضواحي مدينة صفاقس …. ففي حدود الساعة التاسعة صباحا و أثناء قيام الفقيد ببعض الأعمال في الطابق الرابع لبناية يتمّ تشييدها تحت إشراف مقاول من أقاربه انزلقت ساقه و سقط أرضا فأصيب بإصابات خطيرة أدّت إلى وفاته … رحمه الله رحمة واسعة و رزق أهله جميل الصبر و السلوان و إنا لله و إنا إليه راجعون سيــــدي سالــــم – بنــــزرت : طالبــــة جامعيــــة تتعــــرّض للطعـــن مــن قبـــل شـــاب ….
تعرّضت طالبة – 19 سنة – أصيلة إحدى جهات الوطن القبلي و تدرس بالسنة الأولى بإحدى المؤسسات الجامعية ببنزرت إلى الطعن بسكّين من قبل شاب حيث باغتها بعدة طعنات من خلف دون أن تتمكّن من الدفاع عن نفسها فأصابها إصابات بالغة ثم قام بطعن نفسه في محاولة للإنتحار و لكن تمّ إنقاذه في حين تم نقل الطالبة إلى المستشفى ببنزرت أين تمّ الإحتفاظ بها تحت العناية الطبية المركّزة و قد تجاوزت مرحلة الخطر و حالتها الصحية في استقرار و قد جدّت الحادثة في سيدي سالم ببنزرت قبل عيد الإضحى بأيام قليلة و من غير المستبعد أن يكون الشاب قد مرّ بأزمة نفسية حادّة جعلته يتصرّف على تلك الشاكلة و قد تم إيقافه على ذمّة التحقيق بعد تحسّن حالته الصحية و خروجه من المستشفى و إيداعه سجن الإيقاف …. تونــــس : خرّيــــج عاطـــــل عــن العمــــل يتحيّــــل علــــى عـــدد مــن البنــــوك ….
أحيل يوم الإربعاء 24 نوفمبر 2010 على الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بتونس خرّيج متحصّل على الإجازة في اللغة الفرنسية بتهمة التحيّل على عدة بنوك من خلال افتعال وثائق و من بينها شهادة عمل مزوّرة استطاع استعمالها للحصول على قروض بنكية بلغ مجموعها 117 ألف دينارا و قد اعترف المتّهم بما نسب إليه مبرّرا فعلته بالحاجة إلى المال خاصة و أنّه عانى من البطالة طويلا إضافة إلى أن والده كان مضطرا لخلاص دين بقيمة 24 ألف دينار …. و نزولا عند طلبه بإنابة محام قرّرت هيئة المحكمة تأخير النظر في القضية إلى جلسة يوم الإربعاء 8 ديسمبر …. و فـــــي الختـــــام :
» … في هذا السياق الدولي الجديد بدت نزعة المؤسّسات الدولية إلى لعب دور متزايد في مجال التبشير بالحكم الصالح و الشفافية و مكافحة الفساد و كأنها جزء من عملية تحوّل سياسي و إيديولوجي أكبر يستهدف دعم نفوذ القوى السياسية و الإيديولوجية المنتصرة في الحرب الباردة ، و ملاحقة و تصفية فلول القوى المهزومة ، و التأكيد على أن هزيمتها كانت هزيمة فكرية و سياسية قبل أن تكون عسكرية ، و أنه بات عليها بالتالي أن تتخلّى عن أطروحاتها الإيديولوجية و مواقفها السياسية التقليدية ، و تتبنّى أطروحات القوى المنتصرة و مواقفها . و بهذا المعنى تصبح صورة المؤسّسات الدولية أقرب ما يكون إلى أدوات تستخدمها القوى المنتصرة في حروبها الباردة و الساخنة لتثبيت و دعم مواقعها الجديدة المكتسبة . و على صعيد آخر تعدّ هذه النزعة نتاجا طبيعيا للتغيّر الذي طرأ على هيكل توزيع القوّة في النظام الدولي ، و تعكس بالتالي تزايد وزن و نفوذ القوى المنتصرة في الحرب الباردة داخل المؤسّسات الدولية ، و تراجع وزن و نفوذ دول العالم الثالث داخل هذه المؤسّسات ، بما فيها الفروع و الهيئات التي ما تزال تملك فيها أغلبية عدديّة تمكّنها نظريا على الأقلّ ، من التأثير في عملية صنع القرار فيها . و بهذا المعنى تبدو صورة المؤسّسات الدولية و كأنها مجرّد مرآة تعكس خريطة توزيع القوى في النظام الدولي ، أو مجرّد بنية فوقية تعكس توجّهات و مصالح القوى المهيمنة في النظام الدولي . و أيّا كان الأمر ، فلا جدال في أن هذه الرؤية قد تعكس جانبا من الحقيقة و ليس كل الحقيقة ، و لذلك تقصر العوامل الإيديولوجية – السياسية عن الإحاطة وحدها بمجمل الأسباب و العوامل التي أدّت إلى تصاعد دور المؤسّسات الدولية في مجال مكافحة الفساد و الترويج للحكم الصالح . » دور المؤسســـات الدوليــة و منظمـــات الشفافيـــة فـــي مكافحــة الفســاد » حســـن نافعـــة – أستاذ العلوم السياسية في كلية الإقتصاد و العلوم السياسية، جامعة القاهرة –
منظومة وطنية لمقاومة الظاهرة أكثر من نصف التونسيات تعرضن إلى عنف جسدي
تتعرض 63.66 بالمائة من النساء إلى العنف الجسدي ـ وقرابة 8 بالمائة منهن يعانون عنفا جنسيا حسب ما جاء في الإحصائيات المتعلقة بمكالمات الخط الأخضر لمقاومة العنف ضد المرأة منذ إحداثه في 25 نوفمبر 2008 إلى موفى شهر أوت 2010… وفقا لما صرحت به السيدة هاجر النيال المشرفة على الخط الأخضر بوزارة شؤون المرأة خلال مداخلتها التي ألقتها يوم أمس بمناسبة إعطاء إشارة انطلاق أشغال إرساء منظومة وطنية لمتابعة وتقييم العنف المبني على النوع الاجتماعي وذلك تحت إشراف السيدة ببية بوحنك شيحي وزيرة شؤون المرأة والأسرة والمسنين والسيدة ليلى جودان ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان بتونس. وفي تصريح « للصباح » بينت السيدة ليلى جودان أن هذه المنظومة التي هي ثمرة تعاون بين صندوق الأمم المتحدة للسكان ووزارة شؤون المرأة والهياكل المعنية ينتظر منها أن تحد من ظاهرة العنف إذا ما توصلنا إلى تشخيص جيد لمظاهرالعنف المبني على النوع الاجتماعي الذي سيسفر عن إرساء برامج وآليات لتجاوزه. ووضحت في هذا السياق انه سيقع العمل على تشخيص وضعية النساء المعنفات لإرساء برامج تتكفل بهن من ذلك انه إذا ما لوحظ أن هنالك نسبة هامة من النساء تعنف في الليل فسيقع العمل على بعث مراكز تتكفل بهذه الحالات. وأضافت أن هذه المنظومة ستعمل على متابعة جميع حالات العنف وتقييمها عبر البرامج والآليات المعتمدة لمعرفة مدى نجاعتها في التقليص من ظاهرة العنف اعتبارا انه عمل شبكي يقوم على تدخل جميع الأطراف المعنية. ومن جهته بين السيد سمير المؤدب خبير في مجال المراصد لـ »الصباح » أن هذه المنظومة تفرض تدخل أطراف متعددة في مجال مقاومة العنف وتستوجب نظرة دقيقة لحالات العنف وتبعا لذلك تقوم على ضبط طرق التكفل بالمرأة المعنفة إلى جانب تحديد مستوى تواجدها (مراكز الشرطة،مراكز الصحة،مراكز الرعاية الأساسية،مراكز الإيواء…). وأضاف الخبيران هذا التكامل بين مختلف الأطراف المتدخلة من شانه أن يضفي معطيات إضافية حول حالات العنف. وسيخول تقييم هذه الحالات توجيه المسؤولين ومختلف الفاعلين لاتخاذ القرارات والإجراءات القضائية اللازمة. وكانت وزيرة شؤون المرأة والأسرة والمسنين قد أشارت في مستهل هذا اللقاء إلى أن إرساء « منظومة رصد ومتابعة وتقييم العنف القائم على النوع الاجتماعي تعتبر آلية هامة لرصد ومتابعة تطور ظاهرة العنف من الناحية الإحصائية واتخاذ الإجراءات الملائمة لمقاومتها بالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية بدءا بعملية تجميع وتحليل المعطيات مرورا بالرعاية والإحاطة بالنساء المعنفات وصولا إلى إدماجهن الفاعل. منال حرزي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2010)
المفكر الإسلامي د. راشد الغنوشي أمين عام « حزب النهضة » في تونس لـ » إسلام أون لاين: »
دولة الاستبداد نقطة الضعف الأولى في بنية الأمة اليوم والإسلام همَّش مذاهب العلمانية ودفعها للاحتماء بعنف الدولة
الحلقة الأولى
الغنوشي : الإسلام همَّش مذاهب العلمانية ودفعها للاحتماء بعنف الدولة بضاعتنا هزيلة في ثقافة الحرية والتعددية وفن إدارة الاختلاف سلمياً، وهو ما نجح فيه الغرب
أجرى الحوار : وحـيــد تاجا يتبوأ المفكر الإسلامي التونسي راشد الغنوشي مكانة رفيعة على الصعيد السياسي والفكري ليس في تونس وحدها بل وفي العالم الإسلامي أجمع.
وفي لقاء مطول لإسلام أون لاين معه رسم المفكر الغنوشي صورة للواقع الذي تعيشه الأمة اليوم، وحلل أسباب فشل النهضة العربية والإسلامية، راصدا الدور الذي لعبه الغرب في إعاقة النهضة. ولم ينس التوقف مطولا عند العامل الذاتي الذي لعب دورا كبيرا في هذه الإعاقة أيضا، كما تحدث أمين عام حزب النهضة التونسي المحظور عن أولويات المفكر الإسلامي في هذه المرحلة؛ مستعرضا أهم سمات الخطاب الإسلامي الواجب طرحه في مايسمى مرحلة العولمة. وعرج المفكر الغنوشي على تجربة الحكم الإسلامي في كل من السودان وتركيا وإيران، مروراً بموقف الإسلام من العنف ومن التعددية والديمقراطية، ورأيه في الحوار مع الغرب ومع العلمانيين ومع أهل الكتاب، كما خصصنا جزءاً من هذا الحوار المطول للحديث عن واقع ونشوء الحركة الإسلامية في تونس. * بداية، اذا حاولنا رسم خارطة تبين وضع العالم العربي والإسلامي اليوم.. كيف ترسم ملامحها؟ ** بصراحة ما أراه جدل متواصل محتدم بين فريقين من المهمومين بتشخيص أمراض الأمة كالتجزئة، والفقر، واحتلال فلسطين، والأمية، وسائر مظاهر التخلف. أحد الفريقين ما يفتأ يؤكد أن السبب هي القوى الخارجية المتربصة بنا والمصممة على عرقلة كل سبيل لنهوضنا تأبيداً لتخلفنا وضعفنا حتى يتيسر لها استمرارها في نهب ثرواتنا وفرض هيمنتها علينا والحؤول دون عودتنا إلى الساحة الدولية منافسين لها عبر امتلاكنا مجدداً لأدوات صنع مصيرنا، ومنها تجاوز حالة التشرذم التي فرضوها علينا بالحديد والنار منذ قرنين؛ حيث رجحت كفة الموازين الدولية لصالحهم، فوضعوا أيديهم على مصائرنا من خلال سيطرتهم على طرق تجارتنا وعلى سائر مواردنا، متخذينها كلأ مباحاً لنهبهم وتيسير رفاهيتهم، حائلين دون توظيفها لصالح نهضة أمتنا وإرساء نهضة علمية وصناعية تحسن اكتشاف ثرواتنا الطائلة، وتحسن توظيفها لاستئصال الفقر والمرض والأمية من حياتنا، ولتطوير أجهزتنا الدفاعية بما يضمن قد رتنا الردعية لكل عدوان على أرضنا، وإرساء أنظمة عادلة ديمقراطية تعبر عن إرادة شعوبنا ومصالحها وتقود الأمة نحو استكمال مشروعها النهضوي، بدءاً بأنظمة ديمقراطية قُطرية، وصولاً إلى اتحاد للأمة ديمقراطي . وكل هذه المطالب تعتبر ضمن الاستراتيجية الغربية – حتى الآن- خطوطاً حمراء، تقديراً من واضعي السياسات الغربية منذ قرنين على الأقل أن تحقيق هذه المطالب يضر بمصالحهم في الهيمنة العالمية ويمثل عائقاً وعقبة كئوداً في طريقها. * وكيف يمكننا ربط كل هذه الخيوط والإشارات ببعضها البعض ؟ بدأ التفكير منذ أولى غزوات الغرب الحديثة لأمتنا على يد نابليون في غرز خنجر في القلب من أمتنا في فلسطين؛ خنجر يقطع وحدتها الجغرافية ويستنزف مواردها، ثم جمعوا أساطيلهم لتفكيك أول مشروع نهضوي في النصف الأول من القرن التاسع عشر في مصر على يد القائد النهضوي محمد علي، وفعلوا الأمر ذاته مع كل المحاولات التوحيدية والنهضوية التي عرفتها الأمة بعد ذلك . كانت الأساطيل جاهزة للتصدي للجيش المصري فيما لو حاول التصدي لانفصال سورية على يد زمرة من الضباط المغرر بهم. كما أن الملك فيصل وقبله مصدّق في إيران لقيا المصير نفسه عندما تجرأا على التحكم في ثروة النفط. وتعرض المفاعل العراقي النووي للتدمير. وكان الكيان الصهيوني المزروع في القلب الأداة الغربية الجاهزة؛ وكلب الحراسة المسعور الذي يعد الحفاظ عليه وإمداده بكل مقوّمات البقاء واجباً؛ لا مجرّد البقاء فحسب؛ بل التفوق على البلاد العربية مجتمعة. وما تتعرض له إيران اليوم من ضغوط رهيبة لمنعها من تجاوز خط من الخطوط الحمراء وامتلاك ناصية التقدم الصناعي المعاصر والتقنية النووية ليس إلا واحداً من شواهد كثيرة على وجود تلك الاستراتيجية الغربية الثابتة – حتى الآن – لعرقلة كل مسعى نهوض حقيقي في أمتنا؛ إن على جبهة توحدها أو على جبهة تقدمها الصناعي أو على جبهة تحولها الديمقراطي. فكل باب ومجال للنهضة تقف في وجه أمتنا صوب ولوجه ترسانات من الأسلحة الرهيبة جاهزة للاستعمال، والمبررات أيضاً جاهزة؛ ومؤسسات القانون الدولي عادة لا تتخلف في إضفاء الشرعية القانونية الدولية وحتى الصبغة الإنسانية على مخططات العدوان والهيمنة، وحتى لو تخلفت كما حصل في غزو العراق تمضي الأساطيل عارية من كل غطاء للشرعية الدولية لا تبالي. * أشرت في إحدى حواراتك الى وجود فريقين أو نظرتين لإعاقة مقومات النهوض في أمتنا؟ ** ـ هذا صحيح، فهناك فريق يركز على العامل الخارجي ممثلاً في التفوق الغربي والاستراتيجية الثابتة في تعويق مقومات النهوض في أمتنا وهذا الفريق ينقسم طرحه إلى قسمين: أ- لا يبرئ الذات من تبعة أوضاع المهانة والضعف التي تتلظى بها الأمة ولكنه يصر على أولوية العامل الخارجي سبباً رئيساً في استمرار هذه الأوضاع وإفشال كل محاولات النهوض. ب- وهو وإن شمل الغرب على وجه التغليب بحكم واحد فإنما يعني القوى الرئيسية فيه وبالخصوص الولايات المتحدة حيث انضافت إلى الدعائم الاستراتيجية لهذه السياسة الغربية التقليدية المعادية لنهضة العرب والمسلمين أسس عقدية منحدرة إلى مراكز القرار من كنائس إنجيلية متعصبة تصاعد نفوذها – وبالخصوص في إدارة جورج بوش الثاني – الذي كان متأثرا برؤيتهم الدينية للصراع العربي – الإسرائيلي الذي أعطي أبعاداً دينية تتعلق بأساطير تتحدث عن معارك نهايات التاريخ وعودة المسيح عبر إعادة بناء هيكل مزعوم. وهي الثغرة الأخرى التي دخلت منها مجموعات الضغط الصهيونية المتعصبة للتأثير الذي يكاد ينفرد بوضع السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، عبر عدد من المراكز القوية والمفكرين النافذين على رأسهم مسعر الحرب على العرب والمسلمين وملهم الإدارة الحالية المستشرق المشهور برنارد لويس وتلاميذه أمثال مارتن كرامر ودانيال بايبس وستيفن إمرسون وشارل بيرل وعدد من المتنفذين في البنتاغون أمثال بول وولفيتز ودوغلاس فايث الذين اختطفوا إلى حد بعيد السياسة الأمريكية وبالخصوص المتعلق منها بالشرق الأوسط وبالعرب والمسلمين. غير أنه بحكم رسوخ التعدد في المجتمع الأمريكي فإن وجهة النظر الأخرى يبقى لها أنصار وربما يتزايدون بقدر فشل خيار الاستئصال كاشفين عن الأخطاء الفادحة بل الكوارث التي تسببت فيها لأمريكا هذه المدرسة السبتية وعلى رأسها غزو العراق والدعم اللامشروط للتطرف الليكودي في « إسرائيل » وكذا الدعم الأمريكي لأنظمة حكم فاسدة دكتاتورية بدل دعم التحول الديمقراطي، وهو ما شكل الأرضية المناسبة التي يتغذى منها التطرف والإرهاب؛ كل ذلك بحجة مقاومة الإرهاب وهو ما زاد الإرهاب انتشاراً والسياسة الأمريكية تورطاً وبالخصوص في العراق وفلسطين وأفغانستان؛ وهو ما نشر الكراهية للأمريكان على أوسع نطاق في العالم وبالخصوص في عالم الإسلام بل عمَّق الهوة بين عالم الإسلام؛ وعالم الغرب وعرض المؤسسات الدولية ل خطر الشلل. بينما السبيل الأقوم لدى أصحاب وجهة النظر الأخرى من المفكرين والاستراتيجيين الأمريكان لمقاومة الإرهاب إنما يكون بتضييق منافذه وأسبابه من خلال التشجيع على التحول الديمقراطي في دول العرب والمسلمين حتى ولو أتى ذلك بالتيار الإسلامي الوسطي وهو التيار الرئيسي في الحركة الإسلامية. ومن هؤلاء المفكرين البرفسور جون سبوزيتو وجون فول ولويس كانتوري ومارك قيرشيتس وريتشارد بولليات ونوح فيلدمان والباحثة شيري بيرنارد. وعلى أهمية هذه الأصوات تبقى السياسة الأمريكية مختطفة لدى الفريق بالغ العداوة والكراهية للعرب والمسلمين، والمناصر لكل عدو لهم وبالخصوص الكيان الصهيوني؛ إلا أن براغماتية العقل الأمريكي ستدفعه غير بعيد إلى مراجعة هذه السياسة كلما ارتفعت تكاليف تنفيذها وتوالت خيباتها كما يحصل اليوم في العراق، وإلى أن يحدث ذلك فليس هناك غير الثبات والصبر. * ـ وما هي نظرة أو رؤية الفريق الثاني ؟ ** ـ الفريق الثاني لا يهمل دور الخارج في العرقلةوالتعويق؛ ولكنه يعتبر ذلك عاملاً ثانوياً بالقياس إلى العامل الرئيسي في تخلفنا وانحطاطنا وهو العامل الذاتي المتمثل أساساً في الإرث الفكري الثقافي وثقافة الخنوع والاستسلام للأقدار؛ والتهوين من شأن الفرد وحرياته وحقوقه ومسؤوليته على مصيره بما يؤول بشخصيته إلى الانحسار والذوبان كذرة متناهية الصغر في هذا الكون، أو قطرة متلاشية في محيط الأمة والجماعة، فيغدو راضياً بكل ما يعطى قابلاً لكل صورة مصفقاً لكل ناعق محتقراً لنفسه ضائقاً ذرعاً بمجرد ذكرها والشعور بها. أما المرأة نصف المجتمع والتي بين أحضانها يتربى النصف الآخر فوضعها أشد تعاسة في مثل هذه المجتمعات؛ إن من جهة النظر إليها وحتى من جهة نظرها لنفسها. ولقد تأسس هذا التصور على رؤية للحياة جملةً وللنشاط فيها والبناء والازدهار والاستمتاع الجسدي وللفن والجمال على أن كل ذلك رجس من عمل الشيطان ومن عوائق السعادة في الدار الآخرة ومن مغضبات الرب. ومن شأن كل ذلك أن يثمر حالة عامة من السكون والاستسلام للطبيعة والتحرك فيها للضرورة بأقل جهد، والاستسلام لما هو قائم من أوضاع اجتماعية مثل وضع التفاوت الظالم وأوضاع سياسية مثل وضع الاحتلال الخارجي أو الاحتلال الداخلي ممثلاً في الاستبداد وتأليه الحكام بتقدير كل ذلك جزءاً من نظام الكون الذي أراده الله !!. وهكذا قاد هذا الإرث الفكري إلى الاستبداد. والأصوب القول إن هناك علاقة متبادلة بين عقائد الجبر في الكلام وسيادة التقليد في الفقه وهيمنة التصوف والطريقة في التربية حيث يغدو الفناء هدف التربية، وسبيلُها أن يغدو المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي مغسله، علاقة تبادل بين تلك الثقافة بعناصرها تلك وبين نظام الاستبداد الذي حكم مراحل شاسعة من تاريخنا. ويدفع هذا الفريق حجج الفريق الآخر بلفت الأنظار إلى أمم أخرى تعرضت للاحتلال ولمكايد السياسات الغربية ولكن ذلك لم يحل بينها وبين بناء نهضتها ومغالبة كيد أعدائها، مثل دول في أمريكة الجنوبية وأخرى في آسيا كاليابان والصين، بل إن بعضها تعرض لحروب مدمرة ساحقة، ثم من تحت الركام والأشلاء نهضت كالعملاق حتى نافست في التقدم أعداء الأمس، فلماذا يظل العرب وحدهم يلوكون قصة التفسير التآمري للتاريخ؟ ويتهربون بها من مواجهة الأسباب الحقيقية لتخلفهم واستمرار تموقعهم في ذيل الأمم !!؟.
* ـ وأين الحقيقة إذاً !؟ ** ـ الحقيقة واضحة كوضوح الشمس، ففي صميم ثقافتهم وفكرهم ومعتقداتهم وأنظمتهم الجبرية يكمن داؤهم الذي لا دواء له من غير الوعي به ومواجهته بما يستحق من معالجات جذرية لنظامهم الفكري والقيمي، وهو ما حاول رجال الإصلاح الكبار فعله بدءاً بمقاومة عقائد الجبر المترسخة في جذور العقل العربي بالتأكيد على حرية الإنسان ومسؤوليته على أفعاله. كما دعوا في مجال الفقه إلى فتح باب الاجتهاد وممارسته والتمييز الواضح بين النص المنزل قطعيِّ الدلالة وهو الملزم للمؤمن وبين ما تأصل في تاريخنا من اجتهادات مهما عظمت مكانة أصحابها لا تعدو بالنسبة لنا كونها حقلاً للتجربة يستفاد منه فيما يناسب عصرنا وحاجاتنا. كما دعوا في مجال السياسة إلى مناهضة أنظمة الاستبداد والجبر التي حكمت تاريخنا وانتهت إلى إطفاء شعلة النهضة في أمتنا، وذلك بالدعوة إلى إحياء قيمة الشورى وضبطها بآليات النظام الديمقراطي بتقديره أقوم سبيل معاصر لتجسيد ذلك المبدأ العظيم واستئصال آفة الاستبداد وانفراد الفرد بالتقرير في مصير الجماعة بينما تؤكد الشورى على » وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ »، فلا يجوز بحال أن يستقل به فرد مهما بلغ علماً وحكمة. بل الاستبداد شرٌ كله ولا يأتي بخير » وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ » دلالة كل ذلك واضحة أننا المسؤولون عما حل بنا من تخلف وانحطاط وغلبة الأمم علينا . داؤنا كامن في أحشائنا، من صنع أيدينا قلتم أنى هذا ؟ » قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ »، بل حتى حكامنا المستبدون ليسوا إلا الانعكاس المباشر لثقافة مجتمعنا وضحالة قيمة الحرية والكرامة لدى المواطن عندنا، بما يسهل على كل طاغية حشد الناس حوله والتهليل له لدرجة تسليطهم على كل مصلح وتشويه صورته لديهم وتهميشه. وفي ظل هذا النمط من الثقافة تغدو مسألة مصادرة الحريات واضطهاد الأحرار وتزييف الانتخابات مسألة لا تثير غضب الجماهير؛ بل تجد تأييداً غير قليل من قطاعات واسعة من النخب. ولك أن تقارن بين ردود أفعال نخب وجماهير غربية على تزييف محدود جداً للانتخابات في بلادها حيث تندلع المسيرات العارمة ملتفة حول نخب معارضة موحدة لا يصرفها قر ولا حر ولا تهديد عن مواصلة وتصعيد تحركاتها فلا تعود إلى بيوتها وأعمالها حتى يسقط الدكتاتور أو تعاد الانتخابات، قارن بين ما حدث في يوغسلافيا وجورجيا وأوكرانيا وبين ما حدث ويحدث في عدد من الدول العربية، حيث التزييف السافر لإرادة الجماهير فلا يتعدى الاعتراض إصدار بيانات الشجب المحتشم. أليس ذلك عائداً إلى الفرق بين قيمة الحرية في المنظومتين الغربية والإسلامية؟ وهل يرجى تحول في أوضاعنا قبل أن نعي بهذه الحقيقة الوعي الكامل؟، فنقدم على إحداث الجراحات الضرورية في جسمنا الثقافي تأسيساً جديداً في ثقافتنا لقيمة الإنسان وحقوقه المقدسة في ا لحرية والكرامة ولقيم الاختلاف والتعددية والإنسانية وسلطة الأمة أساساً لشرعية الحكم.؟؟ غير أنه رغم ما تتوفر عليه هذه الأطروحة من حقائق ومن منهجية إصلاحية، ترفض صرف طاقات الجماهير تهيم بحثاً عن مشجب تعلق عليه مشاكلها، بل تردّها إلى ذاتها تبحث فيها عن أسباب فشلها وانحطاطها وغلبة الأمم عليها من مثل التأكيد على قيمة الحرية وما أصابها من إعطاب – بل دمار – جراء طغيان عقائد الجبر عليها، وأنظمة الجور ومناهج الجمود الفقهي والتربوي، مما انصبت عليه جهود المصلحين المسلمين المعاصرين بالنقد والإصلاح، بما جعل هذه الأطروحة تبدو على قدر غير قليل من التماسك والواقعية والفاعلية. * ـ ألا تتفق مع القول إن السبيل الأفضل لتغيير سلوك الإنسان يمر حتماً بتغيير منهجه الفكري والعقدي؟ ** ـ من المؤكد أني اتفق مع هذا الرأي، ولكن رغم ذلك فالأطروحة لا تخلو من جانب جدلي شكلي؛ ومن مبالغات غير قليلة قد تصل إلى حد جلد الذات وتبرئة العدو والإنتهاء بالأمة إلى حال من تعميق الشك في قدراتها واليأس من إصلاح ذاتها. وأخطر من ذلك قفزها فوق حقائق الواقع والعلم، إذ تقع فيما يشبه خطيئة القياس – مع وجود الفارق – فيما تستظهر به من أمثلة لدول حققت نهوضها رغم تعرضها للاحتلال وللمكائد الاستعمارية مثل الصين واليابان وألمانيا ودول في أمريكا اللاتينية. الفارق واضح بين الموقف الغربي من دول وأمم لا تمثل للغرب منافساً حضارياً وإنما هي مجرد منافس سياسي أو اقتصادي يمكن ضبطه، وبين أمة إسلامية تعد تاريخياً المنافس الأساسي للحضارة الغربية. ولكم أن تقارنوا بين رد فعل كل من أمة اليابان والأمة الألمانية على الاحتلال الغربي، إذ قبلتا بشروط المتغلب فاندمجتا بالكامل في إطار منظومته الحضارية والاقتصادية والعسكرية، فلم تكد تنطلق منهما رصاصة واحدة مقاومة للهيمنة الغربية، فقد قبلتا السير بكل انضباط على السكة التي رسمها لهما المحتل، قارن بين ذلك وبين ردود أفعال أمتنا على الاحتلال الغربي وآخرها احتلال العراق، حيث لم تنته الحرب بسقوط الدولة بل هي قد بدأت، إذ بسقوط الدولة تحررت الأمة من نقطة ضعفها الأساسية: الدولة المستبدة المغتربة، لتتولى أمرها بنفسها من دون وصاية، مفجّرة مقاومة أذهلت المحتلين والمتعاونين معهم، بينما كانوا موعودين باستقبالات وردية وكان العراق موعوداً بأن يجعل منه الاحتلال الأمريكي أنموذجاً للتقدم في الشرق الأوسط يكرر الأنموذج الياباني والألماني لو أنه ودع خطيئة المكارم جانباً كما نصح الزبرقان: دع المكارم لا ترحل لبغيتها *** واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي ولكن شطراً كبيراً من شعب الرافدين صمم على رفض ما عرض عليه مما تتمتع به مجتمعات النمل؛ وأبى إلا أن يرحل يبتغي مكارم الحرية والعزة والاستقلال على غرار ما فعلت شعوب إسلامية وحرة أخرى، ولذلك هو يتعرض اليوم للسحق على يد أشرس آلة عسكرية عرفها تاريخ البشرية من أجل أن يفرض عليه القبول بشروط المتغلب كما قبلت بها أمم أخرى. وهو ما يفسر لنا أيضاً ازدواجية الموقف الغربي من تقديم كل صنوف الحماية والدعم لانتفاضات معينة كالسلافيين والجورجيين والأوكرانيين من أجل الديمقراطية وصمتهم على الدبابات الروسية وهي تدك البرلمان، ومباركتهم لما تقوم به أنظمة حليفة لهم في بعض الدول العربية من تزييف سافر لإرادة الشعب. * ـ وكيف تبرر الازدواجية في الموقف الغربي في هذه الحالة ؟ ** ـ السبب واضح. الديمقراطية في أوربا الشرقية سبيل لنقل أمم من صف العدو إلى الانضواء تحت لواء الحلف الأطلسي والسوق الرأسمالي، ولذلك تستحق الدعم؛ بينما الديمقراطية في دول أخرى قد تطيح بأصدقاء وتأتي بفريق أقل ما يقال عنه إنه غير مضمون، وهو ما يفسر ازدواجية الموقف الغربي تجاه طلبات الانضواء في الاتحاد الأوربي، فقد قبلت دون عناء دولاً خرجت لتوها من المعسكر الشيوعي بينما ظل الطلب التركي تحت الأخذ والرد رغم ما بذل الأتراك من جهود محمومة لخلع ملابسهم الشرقية الإسلامية طمعاً في القبول بهم غربيين ولكن دون جدوى. ومنذ مائتي سنة باءت بالفشل الذريع محاولة مماثلة من قبل محمد علي في السير سيرة الغربيين من أجل الحصول على بركات التقدم العلمي والقبول به في النادي الغربي. وانظروا ما فعلت القيادة المصرية منذ السادات من مساع محمومة من أجل القبول بمصر شريكاً لـ » إسرائيل » في تمثيل المصالح الأمريكية في المنطقة أملاً في الفوز بمستحقات « الحراسة » ولكن دون تحقيق نجاح يذكر، لأنها لم تنسلخ من جلدها بالكامل. بينما ينعم الكيان الدخيل بدعم وحماية غير محدودين. * وأين يوصلنا تجاهل العامل الخارجي في إعاقة النهضة العربية والإسلامية؟
* ـ إن تجاهل العائق الخارجي لكل مشاريع نهوض أمتنا أو التخفيف والتهوين من شأنه ممثلاً في ميزان القوة الدولي المائل ضد أمتنا ضرب من تجاهل حقائق العلم والواقع، وأسلوبٌ من جلد الذات وتبرئة العدو. جلد الذات الذي نهايته اليأس من أنفسنا بدوام اتهامها وترسيخ مشاعر القصور الذاتي. وإننا وقد فشلنا في تحقيق أهدافنا الكبرى فلسنا نصلح لشيء ولن يصلح حالنا دون الانضواء تحت ألوية الآخر والسير سيرته فيما يحب ويكره من أجل أن نكون له أنداداً كما نصح طه حسين في كتابه مستقبل الثقافة بمصر. * إذا كانت الأمة بسبب العوائق الخارجية واستمرار العوائق الداخلية لم تحقق أهدافها في الوحدة والنهوض وتحرير فلسطين فهل يعني هذا أن جهود قرنين من النهضة والإصلاح ذهبت سدى؟ كلا؛ لقد أمكن لجهود الإصلاح هذه أن تعيد قطاعاً واسعاً من المسلمين إلى ساحة الفعل التاريخي بعد أن همشه الانحطاط. وكان من ثمار ذلك إعادة الربط بين الدين والحياة، واستيعابه لثمار الحداثة دون أن يضحي بشيء من تعاليمه وقيمه، خلافاً للمنتظمات الدينية والثقافية الأخرى التي اخترقتها الحداثة واحتوتها. وكان من نتائج ذلك قيام حركات على امتداد العالم الإسلامي لمقاومة الاحتلال، حتى اضطرت دول الاستعمار إلى الانسحاب مدحورة وما بقيت غير بقاع محدودة من عالم الإسلام تحت الاحتلال لا تفتأ ضربات الجهاد تلاحقه فيها وتدخل عليه الرعب وتوقع به أشد الخسائر رغم تفوقه المادي. وهاهي صحوة عارمة تخترق عالم الإسلام وحيثما وجد مسلمون؛ مناضلة من أجل إصلاح أنظمة حكم تابعة فاسدة تمثل الخارج أكثر مما تمثل شعوبها، صحوة تبغي استرجاع دول اغتربت وتحرير إرادة شعبية قهرت. الثابت اليوم أن الإسلام قد أمكن له أن يهمش في كل أقطاره مذاهب العلمانية وألجأها إلى الاحتماء بعنف الدولة والظهير الخارجي للبقاء. والثابت كذلك أن الأجيال الجديدة في العالم الإسلامي أحسن إسلاماً من سالفاتها منذ قرون بما لا يرتاب معه دارس جاد أن جيل المستقبل في عالم الإسلام على كل المستويات بما في ذلك مستوى الحكم، إسلامي بإذن الله. ومن مؤشرات ذلك حمل الإسلام لأنبل الرايات، مثل راية الجهاد لتحرير فلسطين والعراق وحمل راية الحرية والديمقراطية والدفاع عن المستضعفين ومقاومة الفساد والتبشير باستعادة وحدة الأمة المغدورة، وذلك عبر تعميق وتوسيع مشروع الإصلاح، فلا يقف عند المستوى الفكري العقدي والتربوي وتعبئة الأمة ضد الاحتلال الخارجي؛ وهي منطلقاته الأساسية بل هو قد عمل فيها تعميقاً وتوسيعاً وامتد بها إلى كل المستويات الاجتماعية وكل مؤسسات المجتمع المدني وعلى امتداد العالم. خذ على سبيل المثال ما أنجزه على مستوى الطبقة الوسطى عبر نقاباتها: الأطباء والمهندسون والمحامون والصحفيون.. إلخ، من اختراقات هائلة فضلاً عن فئة الشباب والنساء، فضلاً عن إنجازاته المتفوقة في خدمة المجتمع عبر الانتشار الواسع في مؤسسات المجتمع الأهلي مثل الجمعيات الخيرية والمدارس والنوادي الرياضية. ولولا كوابح الدكتاتورية وحواجزها وما تلقاه من دعم خارجي غير محدود، لفاضت سيوله على السهل والوعر. الثابت أيضاً أن الإسلام لأول مرة في التاريخ يغدو عالمياً بالجغرافيا، فهو أسرع الديانات انتشاراً على خريطة الكرة الأرضية، ولأول مرة يصبح تناول الإسلام في الصحافة الغربية جزءاً من صفحاتها المحلية، ولن يمض زمن بعيد حتى تنمو مشاركته على كل صعيد. وسيقتنع الغرب بدءاً بالأمم الأكثر براغماتية مثل الأمريكان والإنكليز أنه لا سبيل لضمان المصالح الغربية في عالم الإسلام دون قبول بشراكة إسلامية مع الإسلام وأمته، وتخلٍّ عن فكرة المركزية الغربية أو أمركة العالم؛ أي القبول بدل ذلك بتعددية حضارية، وذلك من خلال التعامل مع التيار الوسطي في الحركة الإسلامية اقتناعاً وقبولاً بدور للإسلام في تحديد السياسات الدولية بعد قرن أو يزيد من التهميش. * وهل تعد كل ذلك فشلاً؟ ** قد يكون، إذا لم نأخذ بعين الاعتبار ميزان القوة الدولي المستمر ميلانه منذ قرنين لصالح القوى الغربية، ولكنه يتحول تدريجاً لصالح الإسلام وأهله وفي اتجاه عالم متعدد على أنقاض المركزية الغربية. إن النصر – أي تحقيق الأهداف – قابل للتجزئة، فيمكن تحقيقه بالنقاط أي التقدم التدريجي صوبه وليس فقط بالضربة الحاسمة. فهل ما ذكر من نقاط قليل حتى لا يبقى في قاموس خطابنا غير الحديث عن الفشل؟، اللهم إلا في اعتبار بعضهم أن مقياس النجاح هو مدى تحقق القطيعة بين الدين والحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية للأمة على غرار ما يعتقد أنه سبب نهوض الغرب، إذا كان الأمر كذلك فحقيق عليهم إدمان الصراخ صبحاً وعشياً بفشل الأمة. * هل يقاس نجاح المشروع الإسلامي في الحصول على الدولة أو النجاح في إدارتها ؟ مع أن هذا الهدف ليس أعز مطالب الحركة الإسلامية في زمن اختلال موازين القوى لصالح خصوم الإسلام – وهو ما يفسر جزئياً على الأقل تعثر تجارب الحكم الإسلامي (إيران) أو فشلها الذريع (السودان) – والحقيقة أن جوهر المشروع ليس سياسياً هو الدولة وإنما فكري اجتماعي تربوي متجه أساساً إلى الفرد، وإلى المجتمع، وإلى الناس كافة وعلى أساس ما ينجزه في هذه الصعيد يقاس نجاحه أو فشله، وهو ما يجعل الحرية والعدالة على رأس مطالبه بحسبانهما قيمة أساسية في الإسلام ومدخلاً لا بديل عنه لكل إصلاح. وما أحسب أنها قليلة على هذا الصعيد منجزات المشروع الإسلامي وذلك رغم استمرار العوائق الخارجية أساساً وعلى رأسها دولة الاستبداد نقطة الضعف الأولى في بنية الأمة اليوم، وما تستظهر به على الأمة من قوى خارجية، على رأسها الي وم الكيان الصهيوني وحماته الغربيون وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، ثم العوائق الداخلية عائق التجزئة، وعوائق فكر التغريب وفكر الانحطاط ومن هذا الأخير قلة رسوخ فكر الحرية والتعددية في موروثنا بما يجعل التوصل صعباً إلى الإجماع الضروري لكل اجتماع وكل تغيير وكذا إدارة الحوار والتعامل مع الاختلاف سلمياً بحثاً عن المشترك. وما حصل بين الجماعات الأفغانية الجهادية المنتصرة من تقاتل استكمل تدمير البلاد وأسلمها لأشد عناصر الإسلام تخلفاً (طالبان) الذين انتهوا بحماقاتهم إلى توجيه الدعوة إلى الأمريكان إلى احتلال البلد بديلاً عن الاتحاد السوفياتي. وليس بعيداً من ذلك ما انتهى إليه أهل المشروع الإسلامي في السودان من تنازع ذهب بريحهم ودفعهم إلى التسابق على الاستظهار على بعضهم بعضاً بالتمرد، كل ذلك ثمرة لهزال بضاعتنا في ثقافة الحرية والتعددية وفن إدارة الاختلاف سلمياً، وهو ما نجح فيه الغرب بعد عصور من الفتن والتقاتل، فطفق يتقدم بثبات صوب الإجماع صارفاً الأنظار عن مواطن الاختلاف؛ يهملها مرة ويدعها لعامل الزمن يعالجها مرةً أخرى؛ بينما يحرن قومنا عند كل نقطة اختلاف، فتتضخم عندهم حتى تغشي أبصارهم عن ساحات الوفاق ا لفسيحة. لا بد من تأكيد الشورى أساساً لكل نهوض، وضبطها بآليات الديمقراطية الحديثة والعمل فيها تطويراً عبر الممارسة. – يُتبع في الحلقة القادمة بإذن الله
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت بتاريخ 24 نوفمبر 2010)
26-11-2010
دروس الإسلام والحداثة في التجربة التركية
د. عبدالله تركماني
تستحق التجربة التركية المعاصرة الدراسة والتأمل، خاصة في العالم العربي الذي تتطلع أغلب شعوبه ونخبه إلى أنموذج يجمع بين الإسلام والحداثة. وفي الواقع يستفز المشهد التركي مفهوم الجدل التاريخي بين الإسلام والحداثة، حيث برزت تركيا العثمانية في القرن التاسع عشر باعتبارها ساحة مهمة لمحاولات التحديث الرئيسية في العالم الإسلامي، ثم مرورها بالتجربة الأكثر راديكالية للعلمنة، خلال الحقبة الأتاتوركية في القرن العشرين. كما امتازت بكونها أول دولة شرق أوسطية تعاطت بإيجابية مع رياح التغيّرات الجوهرية التي أصابت بنية النظام السياسي العالمي في مطلع تسعينيات القرن العشرين.
ومنذ بضع سنوات تقدم تركيا إسلاماً سياسياً آخر غير إسلام الجمود والانغلاق، إنه إسلام متعايش مع العصر، منفتح على العالم، معترف بالحداثة، حريص على الهوية الإسلامية بلا تعصب وبلا إكراه وفرض، وبلا اغتيال للعقل، وبلا تكفير للمجتمع وللعالم، وإدخال الظروف والمتغيّرات المحلية والدولية في حساباته ورؤاه السياسية. بتعبير آخر، هو واقعي وعملي، يرى العالم كما هو، ويتعامل مع ظلمه وعدله بلا حساسية وبلا يأس غاضب، وبلا غريزة الانتقام والإلحاح الجنوني على إرهابه وتدميره، مما جعل تركيا ميدان اختبار لفكرة جدل الإسلام والحداثة.
ويبدو أنه من الضروري أن نبحث عن مصادر العلاقة المميزة بين الدين والسياسة في تركيا، في خصوصية الإسلام التركي التوفيقي المتأثر بأديان قارة آسيا، وأيضاً في العالم البلقاني، ومن خلال الماضي العثماني. وعلى النحو نفسه، من غير الممكن طرح المسألة الدينية بعبارات التعارض الثنائية، أي بوضع العلمانيين من جهة، والإسلاميين من جهة أخرى، إذ ثمة سلوكات هجينة مؤلفة من الموقفين على حد سواء، من دون الحديث عن خصوصية الأتراك الذين تكيّف عدد كبير منهم مع الحداثة.
هذه السمات كانت حاضرة في إدراك قادة حزب ‘العدالة والتنمية’، الذين كانوا جزءاً منها في بعض مراحلها، وإذ تعلموا دروسها، واستوعبوا شروط النجاح والاستمرار في الساحة السياسية، فإنهم حرصوا على أن يقدموا صيغة تصالحية بين الإسلام والعلمانية والديمقراطية، نجحت في استقطاب قطاع غير قليل من النخبة التركية، وقطاع كبير من الجماهير، التي أعطتهم أصواتها وثقتها في الانتخابات البرلمانية والبلدية. وحين اعتبروا أنفسهم حزباً محافظاً وديمقراطياً، كان ذلك يعني مباشرة التزامهم باحترام القيم الأساسية في المجتمع التركي وفي مقدمتها الدين والعلمانية، وحين فعلوا ذلك فإنهم استعادوا الركن المغيب في الهوية السياسية التركية، وهو الإسلام الذي ذوبته العلمانية الكمالية في مشروعها المهيمن. وفي حدود السقف المتاح، فإنّ استدعاءهم للإسلام تم في الإطار الاجتماعي وليس السياسي، وبذلك فإنهم قدموا المشروع الإصلاحي على الايديولوجي، وهو ما يفسر تقليلهم من شأن معركة الحجاب التي افتعلها علمانيو الأتاتوركية الغلاة، وانشغالهم عنها بمواجهة الأزمة الاقتصادية وتعزيز الحريات والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقد نجح حزب ‘العدالة والتنمية’ في اقناع الغالبية الكبرى من الفئة الإسلامية المحافظة بوجهة نظره، وتمكن من حشد دعم عناصرها الأكثر دينامية. وهو في مجال الاقتصاد يركز على مفاهيم ‘المنافسة الحرة’ و’العقلانية’ و’حس المسؤولية’ و’شفافية السياسة الاقتصادية’ التي تتبعها الدولة الحديثة. ويدعو الحزب إلى مجتمع منفتح، وثيق الصلة بنشاط مؤسسات المجتمع المدني التي ستحد من اندفاع سلطة الدولة إلى السيطرة على كل أصعدة الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وهذا المفهوم المجتمعي، الذي يهدف إلى منع حضور سلطة الدولة الطاغي، لا يؤيد فكرة الدولة الإسلامية التواقة إلى صوغ كل مجالات الحياة وفق ايديولوجيتها الخاصة، إلا أنّ المفهوم يفسح المجال أمام نشوء مجتمع إسلامي مستعد لإعادة النظر في القيود الصارمة للنشاط الديني، وخصوصاً على مستوى التعليم وحرية التنظيم.
وهكذا، يمكن تفسير وصول حزب ‘العدالة والتنمية’ إلى السلطة في العام 2002 لأنه تم تأسيس الحزب من منطلق نوع من المراجعة للذات للتيار الاسلامي، حين طرح قادته أنفسهم كإصلاحيين مستنيرين مؤمنين بالديمقراطية والعلمانية، ورفضوا إلصاق تعبير الإسلامي بالحزب، لكنهم رفضوا أيضاً تجريد تركيا من هويتها الإسلامية ودعوا إلى احترام الدين، الذي فشلت علمانية الأتاتوركية في اقتلاعه من نفوس الأتراك أو حتى تهميشه على مدى ما يزيد عن 80 عاماً.
إذن هو يغاير مفهوم الإسلام السياسي التقليدي، إنه صورة مغايرة للخطاب الإسلامي الخشبي المتشنج، الذي تستهلكه المظاهر والتفاصيل والوثوقية الشمولية المحنطة. وتكتمل الصورة بعدم ترك فرصة لإظهار الولاء للنظام العلماني لإغلاق الباب أمام المتربصين.
أما من حيث المضمون فإنّ الحزب عرف كيف يلعب السياسة بحنكة، أي كيف يتعاطى مع مسألة العلمانية والتوازنات داخل تركيا وطبيعة علاقاتها الإقليمية والدولية، فلم يتجاهلها أو يقفز عليها. وفوق ذلك أفلح في توظيف المخزون التاريخي للبلاد وأزمة الهوية، ليس في توجه يخيف الداخل والخارج، ولكن في الحديث عن ضرورة حل مشاكل تركيا العديدة.
وهكذا، تقدم لنا التجربة التركية، منذ وصول حزب ‘العدالة والتنمية’ إلى سدة الحكم، أنموذجاً يمكن الاستفادة من بعض معالمه لوضع برامج للإصلاح والتطوير، والعمل على تطبيقها في أقطارنا العربية أيضاً: فمن أولى معالم هذه التجربة، نجاح هذا الحزب في التوفيق بين مبادئ الدولة التركية العلمانية وبرامجه وأهدافه التي لا تدير ظهرها لتاريخ ثقافتها الإسلامية. إذ ليس المهم أن ننادي بالعلمانية أو أن نحاربها، لكن المهم هو إيجاد الطريقة المثلى التي تحترم تاريخنا العربي – الإسلامي وتراثه الإيجابي ولا تتعارض في آن واحد مع ما تعارفت عليه المجتمعات الإنسانية من مبادئ وقيم تعزز سلامة الإنسان وتحترم كرامته وتحقق المساواة بين أفراده، بغض النظر عن أية اعتبارات قومية أو دينية أو مذهبية، وتحقق له شروط حياة لائقة وكريمة وتحميه من كل استغلال وظلم وطغيان.
أما الإضافة الأخرى التي لا تقل أهمية، فهي استيعابهم لمستحقات الخيار الديمقراطي، حيث أعلنوا التزامهم الكلي بقواعد التعددية السياسية، ولم يكتفوا بالتأكيد على مسألة الحريات بل أعلنوا عزمهم على حماية حقوق الإنسان، وعدم التدخل في الحياة الخاصة لمواطنيهم، أو التعسف بتغيير نمط حياتهم عن طريق سلطة الدولة كما فعل غلاة العلمانية في تركيا.
وهكذا، يمكن القول بولادة تيار ‘الديمقراطيين المسلمين’ في تركيا على غرار ‘الديمقراطيين المسيحيين’ في أوروبا الغربية، يمهد الطريق للانتقال من العلمانية على ‘النموذج الفرنكفوني’ إلى العلمانية على ‘النموذج الساكسوني’. فمن المرات القليلة في التاريخ الحديث، تحاول حكومة دولة غالبية سكانها من المسلمين أن تبدأ محاولة جادة لإثبات أنّ كون المجتمع مسلماً لا يمنع انضمامه التام للمجتمع الدولي الحديث كعضو فاعل كامل العضوية، وليس كما يروج ذوو الرؤوس الحامية للإبقاء على الدول والمجتمعات العربية معزولة عن بقية هذا المجتمع الدولي. وذلك من خلال قدرتها على التعامل الجاد العاقل والمفيد مع القوى والتجمعات الحديثة، ومع المشكلات المركبة القومية والإقليمية والعالمية بحكمة، وأنها قادرة على عقد الصفقات المفيدة للجميع، وأنها – وهو الأهم – قادرة على قيادة شعبها قيادة حكيمة بلا تطرف، وقادرة أيضاً على قيادة شعبها في اتجاه الانضمام الايجابي الفعال الى المجتمع الدولي.
ومن الواضح أنّ تيار الإسلام السياسي، على المستوى الإقليمي، يتمتع بثقل سياسي مؤثر مقارنة بالقوى السياسية الأخرى في دول المنطقة، مهما اختلفت درجات التسامح والتضييق على هذا التيار، وهو ما يستحق قدرا من التأمل والدراسة للتعامل مع هذه الظاهرة، خاصة أنها تعبر عن تطلعات قطاعات واسعة من شعوب هذه المنطقة من العالم. كما أنها تفرض على التيار الإسلامي العديد من الاستحقاقات، خاصة في مجال تطوير طروحاته وأساليبه في العمل السياسي، وربما يكون الأنموذج التركي المعتدل الذي يمثله حزب ‘العدالة والتنمية’ أنموذجاً مهماً في هذا المجال.
ويبقى أن نستخلص بعض العبر من هذه التجربة التركية التي تثير، بشكل مباشر، جدل الإسلام والديمقراطية، بل جدل الإسلام وكل مكوّنات الحداثة:
(1) النظام الديمقراطي السلمي هو وحده القادر على إحداث التغيير، ونجاحه في تركيا يدحض ويسفِّه الاتجاه الذي يعتمد العنف والإرهاب، والمؤامرات لإعداد الانقلابات كوسائل للتغيير.
(2) إنّ الحركات الإسلامية التي تؤمن بالإسلام السياسي وتنزلق إلى العمل بأساليب غير ديمقراطية تضل سبيلها، ومن واجبها أن تراجع تصوراتها ومفاهيمها وطرائق عملها وتتأقلم مع متطلبات الحداثة، وتندمج في مجتمع الواقع السياسي وتقبل التعاون مع مؤسساته. كما عليها أن تنأى عن إيمانها بأنها وحدها مالكة الحقيقة، بما يجعلها تجاهر غيرها بحملات الإقصاء والتنديد وأحيانا تتصدر أحكام التكفير على المجتمعات.
إنّ المثال الأفضل جاء من إعلان حزب ‘العدالة والتنمية’ التركي أنه يقبل العلمانية التي لا تناهض الدين، وينخرط في أعماق المجتمع التركي ويتعامل ويتعاون مع المؤسسات الدستورية.
والسؤال هو: كم يلزم الإسلام السياسي العربي من تحولات ثقافية وسياسية حتى يفهم أنّ عليه أن يراجع أفكاره وتصوراته ومفاهيمه المحنطة عن الماضي والحاضر والمستقبل، وعن الدولة والمجتمع والفرد، وعن المرأة والطفل والحريات الشخصية، وعن الفلسفة والفكر والفن والأدب، والحريات العامة.
أوليست المجتمعات العربية والإسلامية في حاجة ملحة وعاجلة إلى دولة تقوم على الحق والقانون، فتكتسب المجتمعات في ظلها المناعة والقوة وتستعيد بفضلها الثقافة الإسلامية حيويتها وتقوم بتجديد نفسها؟ ربما أنّ ما نشهده من بروز عصر الإسلام العلماني – الديمقراطي في تركيا، هو المقدمة الأولى والضرورية لبزوغ فجر هذا النوع من الإسلام السياسي في كل العالم العربي.
وهكذا، فإنّ إسلاميي تركيا يبعثون برسالة بليغة، إلى كل حركات الإسلام السياسي، مفادها أنه يمكن تقديم الإسلام بصورة مختلفة عما يعرضه الأصوليون المتزمتون الذين يقدمون للعالم صورة متخلفة ومرعبة للإسلام. إنهم يتحدثون بلغة عصرية مفهومة ويعبرون عن أفكار متمدنة: فصل الدين عن الدولة، الديمقراطية وحرية العمل السياسي للجميع، كفالة حقوق الإنسان، المساواة بين النساء والرجال. ‘ كاتب وباحث سوري مقيم في تونس
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2010)
بعد الدعوة لتحقيق دولي بأحداث العيون المغرب ينتقد موقف برلمان أوروبا
حمل وزير الاتصال المغربي بشدة على دعوة البرلمان الأوروبي إلى إجراء تحقيق دولي في أحداث مدينة العيون الأخيرة باعتبارها انسياقا أعمى لضغوط مارسها اللوبي المعادي للمغرب. فقد اعتبر وزير الاتصال المغربي الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري أن دعوة البرلمان الأوروبي إلى إجراء تحقيق دولي في أحداث مدينة العيون في الصحراء الغربية انسياق أعمى وراء مؤامرة لتركيع المغرب, حسب تعبيره. كما اتهم الناصري ما دعاه اللوبي المعادي للمغرب -لا سيما الحزب الشعبي الإسباني- بتضليل البرلمان الأوروبي في حقيقة الأحداث التي جرت في مخيم أكديم أزاك. هجوم مغربي ونقلت وزارة الاتصال المغربية على موقعها على الإنترنت اليوم الجمعة عن الوزير الناصري قوله في برنامج تلفزيوني يوم الثلاثاء الماضي « إن الدبلوماسية الجزائرية المسخرة لدعم انفصاليي البوليساريو حاولت تحريف حقائق ما جرى في مدينة العيون إلا أنها لقيت فشلا مهينا سواء في مجلس الأمن أو لدى البرلمان الأوروبي، وحتى لدى منظمة هيومن رايتس ووتش التي تعد من أبرز المنظمات الفاعلة في المجال الحقوقي على الصعيد العالمي ». وأضاف الوزير أن جزءا كبيرا من وسائل الإعلام الإسبانية دأب بشكل ممنهج على الترويج للأكاذيب وتحريف الحقائق حول ما يتعلق بالوحدة الترابية للمغرب، لافتا إلى أن أحداث مخيم أكديم أزاك كانت « حجة للمغرب وليست عليه ». واتهم الوزير ما سماه الآلية الدعائية الجزائرية إلى جانب وسائل الإعلام الإسبانية باستغلال جميع الوسائل « لاختلاق أكاذيب فجة حول سقوط ضحايا من القتلى لتغليط الرأي العام بما في ذلك استغلال صور ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، ضاربة بعرض الحائط أبسط أخلاقيات الممارسة الصحفية » على حد قوله. البرلمان الأوروبي وكان البرلمان الأوروبي قد دعا في جلسة عقدها أمس الخميس في ستراسبورغ إلى تحقيق مستقل تقوم به الأمم المتحدة لتقصي الحقائق حول أحداث مدينة العيون وما تردد عن قيام الشرطة المغربية بمهاجمة مخيم في الصحراء الغربية. وقد تبنى المجلس بأعضائه الـ736 قرارا يدين بشدة أحداث الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ويعرب عن قلق البرلمان البالغ من تدهور الأوضاع في الصحراء الغربية. ونقل مراسل الجزيرة نور الدين بوزيان -الذي تابع جلسة البرلمان- عن نيكول كيل نيكلسون من مجموعة التحالف الأوروبي الحر قولها بضرورة إجراء تحقيق مستقل حول الأحداث التي جرت مطلع الشهر الجاري قبل استشارة السكان الصحراويين. وفي خطاب لها أمام البرلمان، حذرت النائبة الاشتراكية برنادات فرنو مما سمته تداعيات الجنوح نحو الإضرار ببلد شريك للاتحاد الأوروبي استنادا إلى « شهادات منقوصة أو غير مؤكدة ». من جهته جدد نائب ممثل المكلف بالسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي موقف الاتحاد الداعم للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي يمكن السكان الصحراويين من العيش بسلام واحترام مع لوائح المنظمة الدولية. جولة المباحثات وكانت جبهة البوليساريو لتحرير الصحراء الغربية قد هددت بالانسحاب من محادثات السلام مع المغرب بسبب أحداث مدينة العيون التي قالت السلطات المغربية إن 13 شخصا قتلوا فيها بينهم 11 عنصرا أمنيا، في حين قالت الجبهة إن العدد الحقيقي للقتلى يفوق ذلك بكثير. يذكر أن الجولة الأخيرة التي جرت في نيويورك بين البوليساريو والمغرب برعاية الأمم المتحدة لم تفض إلى شيء سوى الاتفاق على اللقاء مجددا في ديسمبر/كانون الأول المقبل. وتعود أزمة الصحراء الغربية إلى عام 1975 عندما انسحب الإسبان منها وضمها المغرب لتبدأ جبهة البوليساريو بعد ذلك صراعا مسلحا توقف عام 1991 بناء على وقف لإطلاق النار رعته الأمم المتحدة. ويدور الخلاف الرئيسي حاليا على قضية الاستفتاء حيث تتشبث الجبهة بإجراء استفتاء لتقرير حق المصير يتيح ثلاثة خيارات وهي الانفصال، أو الانضمام للمغرب، أو التمتع بحكم ذاتي، أما المغرب فيتمسك بمقترح للحكم الذاتي بالصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية. المصدر:الجزيرة + الفرنسية (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 نوفمبر 2010)
حملة إعلامية للحزب الحاكم ضد الاخوان المسلمين قبل 48 ساعة من الانتخابات
القضاء يلغي انتخابات الأحد في عدة دوائر بمصر
2010-11-26 القاهرة- قبل 48 ساعة من الانتخابات التشريعية المصرية الأحد المقبل، أطلق الحزب الوطني الحاكم حملة إعلامية واسعة النطاق ضد الاخوان المسلمين متهما الجماعة بانتهاك القانون والدستور والعمل على تحويل مصر إلى دولة دينية. وتأتي هذه الحملة غداة إعلان الحزب الوطني عن بلاغ قدمه للنائب العام يطلب فيه فتح تحقيق قضائي قد يؤدي إلى الغاء عضوية نواب الاخوان المسلمين الذين سينتخبون. ويطعن بلاغ الحزب الحاكم في شرعية ترشيح أعضاء الاخوان للانتخابات معتبرا انهم ينتهكون القانون والدستور لخوضهم الانتخابات رسميا بصفتهم (مستقلين) وقيامهم بعد ذلك بدعايتهم الانتخابية كأعضاء في جماعة غير شرعية. وقال المتحدث باسم الحزب على الدين هلال في لقاء مع مجموعة من الصحافيين الخميس « حان الوقت لاتخاذ إجراءات قانونية وليست أمنية. نريد نظاما قائما على المواطنة وليس على الدين فمصر لا يجب أن تتحول إلى دولة دينية ». وبدا أن الاخوان المسلمين يريديون التقليل من أهمية بلاغ الحزب الوطني. واكتفي عضو مكتب ارشاد الجماعة عصام العريان بتعليق مقتضب أعرب فيه أن الأمل في أن يكون التحقيق نزيها. واضاف لوكالة فرانس برس إن هذا البلاغ مخالف للدستور الذي يعطي كل مواطن الحق في الترشيح للانتخابات وهو يدل على ضعف الحزب الوطني. غير أن افتتاحيات الصحف الحكومية تركزت الجمعة على هذا البلاغ وتضمنت هجوما عنيفا على جماعة الاخوان، قوة المعارضة الرئيسية لنظام الرئيس المصري حسني مبارك. وفي إشارة إلى جماعة الاخوان قالت صحيفة الاهرام في افتتاحيتها الرئيسية إن بعض القوى تمارس الكثير من التجاوزات التى تصل إلى حد الجريمة وتعبر عن حالة من العصيان (..) وتسعى إلى الخروج بالانتخابات من كونها ممارسة ديمقراطية متحضرة إلى حالة من الفوضى والخروج على النظام. وقال الكاتب مكرم محمد أحمد في عمود في الصحيفة نفسها إن البلاغ الذي تقدم به الحزب الوطني ضد عدد من مرشحي التنظيم السري غير الشرعي يوحي بأن هناك خصومة بينه وبين جماعة الإخوان. واضاف إن المعركة ينبغي أن تكون معركة جميع الأحزاب الشرعية في مواجهة كيان غير شرعي ظللنا نتعامل معه على أنه محظور اسما، ولكنه فعلا كان موجودا وظل ينظم صفوفه في الخفاء حتي دخل البرلمان. واعتبرت صحيفة روز اليوسف انه على المجتمع كله الاعتراف بانه قد تساهل كثيرا فى مواجهة اختراق الشرعية والدستور والقانون، وسمح لهذه الجماعة أن تكتسب مساحات يوما بعد يوم. وكان الاخوان المسلمون حققوا اختراقا غير مسبوق في الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2005 اذ حصدوا 20 بالمئة من مقاعد البرلمان. ويشكو الاخوان منذ عدة أيام من أن السلطات بدأت تزوير الانتخابات مبكرا، من خلال الاعتقالات في صفوفهم وعرقلة الحملات الانتخابية لمرشحيهم الذين يبلغ عددهم قرابة 130. لكن المسؤول عن مكتب الجماعة في وسط القاهرة كارم رضوان، أكد في تصريحات نشرها موقعها الرسمي على شبكة الانترنت انه « يجري الاستعداد لمواجهة التزوير خلال يوم الانتخابات من خلال حشد الجماهير وحثها على المشاركة في التصويت وتعبئة الرأي العام داخل الدوائر للبقاء حتى نهاية الفرز لحماية صناديق الاقتراع ». واعتبر الناشط الحقوقي بهي الدين حسن أن الحزب الوطني بدأ حملة شديدة تستهدف بالفعل اقصاء الاخوان المسلمين عن البرلمان ». وقال لوكالة فرانس برس إن هذا البلاغ كان ينبغي أن يقدم إلى الجهة القضائية المختصة وهي القضاء الاداري. واضاف: لكن لان الحزب الوطني يعرف أن المحاكم الادارية تتمتع باستقلالية نسبية عالية، لجأ إلى تحويل المسألة إلى قضية جنائية خصوصا أن مكتب النائب العام يخضع طبقا للقانون لوزارة العدل. وتابع إن هذا البلاغ يعبر عن توجه يتفاقم ويتزايد يتمثل في الضيق حتى بالمنافذ المحدودة للتعبير السياسي وهذا التوجه سبق أن عبر عن نفسه في الهجنة الهائلة على حريات الاعلام خلال الشهر الأخير. وتجرى الانتخابات التشريعية بنظام الدوائر الفردية في دورتين: الاولى الأحد المقبل والثانية في الخامس من كانون الثاني/ ديسمبر المقبل. ومن جهة أخرى، أمر القضاء المصري بإلغاء الانتخابات التشريعية الأحد في 24 دائرة انتخابية في مصر وذلك بعد رفض طلبات طعن مرشحين لم تقبل ترشحاتهم، وفق ما علم من مصدر قضائي الجمعة. وقررت محاكم إدارية الغاء الاقتراع في 12 دائرة في محافطتي كفر الشيخ والقليوبية في دلتا النيل وفي دائرتين في محافظتي سوهاج واسيوط في الصعيد. ومصر مقسمة إلى 254 دائرة لكل منها مقعدان في مجلس الشعب. ويضاف الغاء الانتخابات في هذه الدوائر، إلى تلك المعلنة الأربعاء في عشر دوائر في الاسكندرية (شمال) ثاني أكبر المدن المصرية. غير انه من المرجح أن يتم تعليق هذه القرارات القضائية لان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم طعن بها أمام هيئات قضائية أخرى. كما أن عددا كبيرا من المرشحين المرفوضين من قبل اللجنة الانتخابية العليا مدعومون من جماعة الاخوان المسلمين أو هم من المستقلين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2010)
تأكيد قضائي لوقف دوائر انتخاب مصرية
قبلت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الاستشكال المقدم من 19 مرشحا مستقلا باستمرار حكم وقف الانتخابات في 11 دائرة, ورفضت الاستشكال المقدم من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في هذا الصدد. كما أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكما ألزمت فيه اللجنة العليا للانتخابات بتنفيذ كافة الأحكام الصادرة في شأن قبول أوراق بعض المرشحين في الانتخابات البرلمانية. وكانت محكمة القضاء الإداري في محافظة الإسكندرية قد قضت مساء الأربعاء بوقف إجراء انتخابات مجلس الشعب بجميع دوائر المدينة في الموعد المحدد لها الأحد المقبل 28 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، لثبوت مخالفات قانونية وإدارية شابت العملية الانتخابية. وجاء ذلك بعدما تقدم مرشحون ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين وآخرون ينتمون إلى أحزاب مشاركة في الانتخابات بطلب وقف الانتخابات في دوائرهم، وذلك لعدم تنفيذ الأحكام القضائية التي حصلوا عليها بإدراج أسمائهم في كشوف المرشحين. وذكر مراسل الجزيرة نت في الإسكندرية أن المرشحين قالوا في دعواهم إنهم حصلوا على قرارات من اللجنة العليا للانتخابات بإدراج أسمائهم في كشوف المرشحين، لكن وزارة الداخلية رفضت ذلك. وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها -الذي صدر برئاسة المستشار عادل عزب وعضوية المستشارين ماهر نسيم ومحمد ياقوت- أن عدم تنفيذ حكم إدراج أسماء المرشحين في الكشوف النهائية للانتخابات من شأنه الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص. وأشهر من صدرت لهم أحكام وقف الانتخابات نواب الإخوان بالإسكندرية، وهم حسين إبراهيم ومصطفى محمد –وهما نائبان لدورتين متتاليتين- والمحمدي سيد أحمد وصابر أبو الفتوح، وكلهم نواب بمجلس الشعب السابق. وهيثم نصار مرشح حزب الوفد، وأحمد نصار وهو مستقل. تحركات حكومية على صعيد آخر طلب الحزب الحاكم في مصر من النائب العام التحقيق مع مرشحين في الانتخابات البرلمانية يخوضون الانتخابات على أنهم مستقلون « لكن تدعمهم جماعة الإخوان المسلمين ». وقال أمين الإعلام بالحزب الوطني علي الدين هلال إن الوقت قد حان لاتخاذ إجراء قانوني وليس من جانب الشرطة بموجب القوانين الطبيعية بهذا البلد. وتوقع أن يستغرق الأمر عدة أيام أو أسابيع للرد على البلاغ ولذلك « فمن غير المرجح اتخاذ قرار قبل الانتخابات ». ويضم البلاغ تفاصيل بشأن 52 مرشحا مع لقطات فيديو مسجلة وأدلة مطبوعة. ويوجد لجماعة الإخوان 130 مرشحا في الانتخابات وهم مسجلون بصفة مستقلين لتفادي حظر على الجماعة تفرضه الحكومة وإن كانت تسمح لها بالتحرك في حدود. يشار إلى أن قائمة الإخوان أصغر من القائمة التي قدموها في انتخابات عام 2005 عندما فازوا بخمس المقاعد وأصبحت لديهم أكبر كتلة معارضة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 نوفمبر 2010)
الرئيس مبارك ونصائحه الكارثية
عبد الباري عطوان 2010-11-25 القاعدة السائدة التي تلتزم بها معظم الأنظمة العربية هذه الايام، خاصة في محور الاعتدال، انه كلما اهتزت علاقاتها مع الولايات المتحدة الامريكية تبادر الى تقديم تنازلات كبيرة في الملف الفلسطيني. بمعنى آخر بات الحكام العرب يستخدمون القضية الفلسطينية كورقة لتحقيق مكاسب مالية او سياسية مع العالم الغربي، بعد ان كانوا يضحون بمصالح شعوبهم من اجل خدمة هذه القضية المقدسة. في هذا الاطار يمكن النظر الى تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك التي ادلى بها في مدينة المنامة، على هامش زيارته الرسمية لدولة البحرين، وهي التصريحات التي انتقد فيها رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف المفاوضات المباشرة مع الحكومة الاسرائيلية في ظل استمرار اعمال الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة. الرئيس مبارك ‘افتى’، بعد مباحثاته مع عاهل البحرين، بضرورة استمرار المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لأن توقفها سيمكن الدولة الاسرائيلية من اقامة المستوطنات على الاراضي الفلسطينية كافة، بحيث لا تبقى ارض تقام عليها الدولة الموعودة في نهاية المطاف. لو صدرت مثل هذه التصريحات عن مسؤول اوروبي، او حتى امريكي، لما توقفنا عندها، لان الانحياز الاوروبي والامريكي ضد العرب ولمصلحة اسرائيل معروف، ولكن ان تصدر عن رئيس عربي في حجم الرئيس حسني مبارك يتزعم الدولة العربية الاكبر حجما وتضحية من اجل القضية الفلسطينية، فهذا امر لا يمكن ان يصدقه عقل. فمن المؤسف ان هذه التصريحات التي تشجع حكومة نتنياهو على عدم تمديد تجميد الاستيطان، والاستمرار في بناء الوحدات السكنية في مستوطنات القدس المحتلة، تأتي في وقت تتعرض فيه اسرائيل الى حملة انتقاد عالمية بسبب نسفها للعملية السلمية، واحراج اصدقائها في الغرب بمثل هذه السياسات الاستفزازية. ومن المفارقة ان تصريحات الرئيس مبارك هذه تتزامن مع اقدام وزارة الخارجية الاسرائيلية على استدعاء السفير الدنماركي في تل ابيب للاحتجاج على تصريحات ادلت بها وزيرة خارجية بلاده (الدنمارك) ليني اسبرسون وانتقدت فيها المستوطنات الاسرائيلية وطالبت فيها رجال الاعمال الدنماركيين بعدم اقامة اي علاقات تجارية معها، او استيراد بضائع تنتجها. * * * السيدة اسبرسون طالبت في كلمة امام البرلمان الدنماركي قبل ايام رجال الاعمال ‘بعدم التصرف بأي طريقة تساهم في منفعة المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية في الاراضي الفلسطينية المحتلة’ واضافت ‘ان هذه المستوطنات غير شرعية وتشكل عقبة في طريق عملية السلام’. لا نريد من الرئيس مبارك ان يجيش الجيوش لتحرير الاراضي المحتلة، وحماية المقدسات الاسلامية فيها، وان كان هذا فرضا على كل زعيم عربي ومسلم، ولكننا نطالبه فقط بان يقتدي بمواقف الوزيرة الدنماركية، ويقف بقوة ضد السياسات الاسرائيلية المعرقلة للعملية السلمية التي هو عرابها الاول. الرئيس المصري تعرض لانتقادات من الادارة الامريكية بسبب رفضه وجود مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات البرلمانية التي ستجرى يوم الاحد المقبل، ولهذا قرر ان يرد على هذه الانتقادات، والمطالب الاخرى مثل ضمان الشفافية والحرية في الانتخابات المقبلة، بتبني سياسات نتنياهو والقاء تبعية تخريب العملية التفاوضية ليس على نتنياهو الذي يصر على بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة، ويرفض استجداءات الادارة الامريكية وحوافزها الضخمة (عشرون طائرة من طراز اف 35 قيمتها ثلاثة مليارات دولار) وانما على الطرف الفلسطيني الضعيف الذي يتقدم بمطالب مشروعة لتجميد الاستيطان وتحديد حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية كخطوة اساسية لاستئناف المفاوضات. وزير خارجية عربي سابق، دولته صديقة لمصر، قال لي ان الرئيس مبارك قال امامه وبحضور آخرين، انه عندما كان يريد ‘شيئا ما’ من الولايات المتحدة الامريكية يذهب مباشرة الى شارون ليعرض عليه ما يريد، فتتم تلبية مطالبه هذه كلها في اليوم التالي مباشرة. كنت اتمنى ان اذكر اسم وزير الخارجية العربي المذكور، فالرجل يحتل منصباً مرموقاً في الوقت الحالي في بلاده، وقال لي كلاماً اكثر ايلاماً مما تقدم، ولكن ‘المجالس أمانات’. *** الرئيس مبارك يريد ان يرضي نتنياهو، ويخرج عن قرارات الجامعة العربية، ولجنة متابعة مبادرة السلام العربية المنبثقة عن مؤسسة القمة العربية، بالضغط على الفلسطينيين للعودة الى المفاوضات وفق الشروط الاسرائيلية، لعل نتنياهو ‘يقنع’ ادارة الرئيس اوباما بالكف عن التدخل في مسألة الانتخابات المصرية، والتراجع عن مطالبها بضرورة توفر شرط النزاهة فيها، وغض الطرف عن عمليات التزوير وكل اشكال البلطجة التي ترافقها عادة. كنا نتوقع ان يكون رد الرئيس مبارك على المطالب والانتقادات الامريكية هذه بالترحيب بالمراقبين الدوليين، وتوفير الضمانات اللازمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، ولكنه فضل الرد بطريقة اخرى ترفع الحرج عن المسؤولين الاسرائيليين وتبيض صفحتهم في العالم، وتبرئهم من نسف عملية السلام، وخدمة التطرف ومنظماته بالتالي. ليسمح لنا الرئيس مبارك ان نذكّره، بان المفاوضات بين السلطة والاسرائيليين مستمرة منذ سبعة عشر عاماً، ولم تتمخض عن اي نتيجة، نتيجة عدم التزام اسرائيل بالاتفاقات الموقعة، وبرعاية منه شخصياً، وظلت عمليات الاستيطان وخنق القدس بحزام من المستوطنات مستمرة طوال تلك الفترة. اختلفنا، وما زلنا نختلف مع السلطة الفلسطينية في رام الله، منذ توقيع اتفاقات اوسلو، بسبب عبثية نهجها التفاوضي، ورهانها على الدور الرسمي المصري الراعي له، ونجد لزاماً علينا ان نناشدها، ان تكف عن هذا النهج، وان تتصلب في موقفها الحالي، وان لا تستمع الى ‘نصائح’ الرئيس مبارك وفتاواه هذه، حتى لا تخسر ما تبقى من ارض وكرامة، وثوابت وطنية. نناشد الرئيس عباس ان يقلب سلم خياراته، وان يعلن وقف التنسيق الامني مع الاسرائيليين، وحل السلطة، فقد سقط الرهان على حل الدولتين، والعملية السلمية، ومبادرة السلام العربية، بل سقط الرهان على جميع الأنظمة العربية، ولا بد من العودة الى المربع الأول، مربع المقاومة بأشكالها كافة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 نوفمبر 2010)
إسبانيا والبرتغال تنفيان طلب مساعدة
نفت إسبانيا والبرتغال اليوم الجمعة احتمال أن تطلبا مساعدة من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي, لتكذبا بذلك تقريرا صحفيا ذكر أن لشبونة تتعرض لضغوط أوروبية لتطلب مساعدة، مما يجنب مدريد القيام بخطوة مماثلة. وتواترت في الأيام القليلة الماضية تقارير ترجح أن تكون البرتغال الضحية المقبلة بعد أيرلندا لأزمة الديون السيادية التي تضرب منطقة اليورو. وقالت النسخة الألمانية لصحيفة فايننشال تايمز اليوم إن أغلب دول مجموعة اليورو الست عشرة والبنك المركزي الأوروبي تضغط على لشبونة كي تطلب قروضا من شبكة أمان مالي بقيمة تريليون دولار أقرت الربيع الماضي كي لا تضطر إسبانيا إلى طلب المساعدة بدورها. ونقلت عن مصدر من وزارة المالية الألمانية للصحيفة أن البرتغال مدينة لإسبانيا بمبالغ كبيرة, وبالتالي فإن حصولها على مساعدة مالية سيكون في مصلحة إسبانيا. نفي بيد أن الحكومة البرتغالية وصفت اليوم تقرير فايننشال تايمز بأنه خاطئ تماما. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء خوسيه سوكراتيس إن الحكومة لا تتعرض لأي ضغط سواء من البنك المركزي الأوروبي أو من دول مجموعة اليورو. يشار إلى أن اقتصاد البرتغال هو أحد أضعف اقتصادات منطقة اليورو إذ تساهم بنسبة 2% فقط من ناتجها الإجمالي. وكانت الحكومة الاشتراكية البرتغالية قد تمكنت قبل أيام من تمرير موازنة تقشف تهدف إلى خفض العجز إلى 4.6% العام المقبل من 7.3% هذا العام. وشملت الموازنة خفضا كبيرا للإنفاق الحكومي بما في ذلك تقليص الأجور, وزيادات ضريبية. وأثارت الإجراءات التقشفية البرتغالية احتجاجات واسعة أحدثها الإضراب العام الذي شهدته البلاد أول أمس بمشاركة القطاعين العام والخاص. ونفت ألمانيا بدورها أن تكون بصدد ممارسة أي ضغط على البرتغال لدفعها إلى طلب مساعدة. أما المفوضية الأوروبية فقالت اليوم إنها تعتقد أن البرتغال اتخذت الإجراءات المناسبة لمعالجة مشكلاتها المالية, ونفت أي علم لها بضغوط تمارس على لشبونة لقبول مساعدة. وبالتزامن مع النفي البرتغالي والألماني وتصريحات المفوضية الأوروبية, استبعد رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو تماما احتمال طلب قروض من شبكة الأمان المالي. وقال ثاباتيرو في مقابلة إذاعية إن بلاده -التي يساوي اقتصادها ضعفي اقتصادات أيرلندا واليونان والبرتغال مجتمعة- ليست في حاجة لمساعدة, منتقدا بشدة الجهات التي تطلق تكهنات بهذا الشأن. وتحدث عن وقائع تثبت أن إسبانيا لم تبلغ وضعا يضطرها إلى طلب المساعدة. وكانت الحكومة الإسبانية قد وعدت -حين كشفت عن خطتها التقشفية- بخفض العجز في موازنتها بنهاية هذا العام إلى 9.3% من 11.1%, ثم إلى 6% العام المقبل. وتصارع إسبانيا لتفلت نهائيا من الركود, ويثير وضعها المالي قلق الأسواق حيث ارتفعت اليوم نسبة الفائدة على سندات ديونها إلى مستوى قياسي مقارنة بألمانيا. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 نوفمبر 2010)
عقب التحذير من أعمال إرهابية مسلمو ألمانيا بين الخوف والاتهام
خالد شمت-برلين أثارت تحذيرات وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير من تصاعد خطر وقوع أعمال إرهابية في البلاد، وما تلاها من استنفار أمني وتوجس شعبي غير مسبوقين، قلقَ مسلمي ألمانيا من تسبب الظرف الأمني الراهن في تنامي أجواء الخوف المتبادل بينهم وبين باقي المجتمع، وتزايد الأعمال العدائية ضدهم. واعتبرت منظمات وشخصيات مسلمة بارزة أن تكرار التحذيرات الرسمية من « إرهاب » يوصف بالإسلامي بعد جدل حاد شهدته ألمانيا مؤخرا حول الإسلام والاندماج، يخلق واقعا معقدا يجعل الأقلية المسلمة المقدرة بنحو 4.5 ملايين نسمة تتخوف من أي تهديد لأمن البلاد، وتتوجس من وضعها تحت مظلة الاشتباه العام. في المقابل تراوحت تصريحات المسؤولين الألمان المتعلقة بمسلمي البلاد بين التحذير المتكرر من أخذ عامة المسلمين بالشبهات، والدعوة إلى مزيد من الانفتاح الشعبي والرسمي على المسلمين وتفعيل الحوار معهم، ومطالبة رواد المساجد بإبلاغ الأجهزة الأمنية عما يثير شبهاتهم. مخاوف مستمرة وقال رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا نديم إلياس « إن المسلمين لم يتوانوا في مناسبات عديدة عن شجب الإرهاب، وتأييد أي إجراءات تتخذها السلطات الرسمية في إطار القانون لحماية المجتمع الألماني، لكنهم يعيشون منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في أجواء من القلق والمخاوف تتزايد حدتها مع كل تهديد لأمن البلاد ». وتأسف رئيس المجلس الأعلى الذي يضم 19 مؤسسة وجمعية إسلامية- من تسبب التحذيرات الأخيرة من التهديدات الأمنية في تجدد الربط بين الإسلام والإرهاب والعنف وإثارة الشكوك حول عامة المسلمين. وشدد في حديث للجزيرة نت على أن « الأقلية المسلمة تعتبر سلامة البلاد من سلامتها هي وغيرها من الفئات، وأن أي تهديد لأمن ألمانيا يصب في صالح تشويه صورة الإسلام وإعطاء المبرر لزيادة التطرف اليميني المعادي للمسلمين ». وحث إلياس السياسيين ووسائل الإعلام في ألمانيا على تخفيف حالة الذعر الحالية، وعدم الانزلاق في تصريحات يمكن أن تسهم في زيادة الخوف المَرضي من الإسلام، وتطوره إلى عداء مباشر يوجه للمسلمين. ورأى أن الأوضاع السائدة حاليا ليست صحية، مشيرا إلى تزايد الهجمات على المساجد، ورسائل التهديد والكراهية الإلكترونية الموجهة للمؤسسات الإسلامية، واعتبر أن إشعال النيران في مسجد الشهيد -أكبر مساجد برلين- للمرة الرابعة خلال ستة أشهر كان آخرها يوم الجمعة الماضي، يدلل على أن « التطرف والعنف والنزعات القومية المَرضية ليست قاصرة على دين أو مجموعة من الناس دون سواها ». مطالب للسلطات وخلص إلياس إلى مطالبة السلطات الألمانية بتوفير حماية أفضل للمساجد من خلال مراقبة محيطها، و »إعطاء الإسلام وضعا مجتمعيا مناسبا، بما لا يجعله في نظر البعض وافدا غريبا يجب استئصاله ». وقالت الإعلامية الألمانية من أصل تركي هلال سيزكين إن مسلمي ألمانيا يشتركون مع غيرهم من فئات المجتمع في الخوف مما يسمى الإرهاب، غير أن لديهم مخاوف إضافية من أن يوضعوا في بؤرة الاشتباه العام. وعبرت سيزكين عن تخوفها من أن يؤدي استمرار المناخ العام بشكله الراهن إلى زيادة انتشار الصور النمطية السلبية والأحكام الجزافية ضد المسلمين، وإشعال النار مجددا في المساجد. وطالب رئيس مجلس الجالية التركية في ألمانيا كينان كولات السلطات الأمنية في البلاد بإجراء إحصاء رسمي حول عدد الهجمات العدائية الموجهة للمسلمين، معتبرا أن إشعال النيران في مسجد الشهيد بالعاصمة برلين زاد مخاوف الأقلية المسلمة من تزايد الأعمال العدائية ضدهم. وأشار كولات في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر روند شاو إلى أن « رسائل التهديد والكراهية الموجهة للمؤسسات الإسلامية أصبحت توقع بالأسماء الصريحة، رغم إدراك مرسليها أن هذا يعرضهم للمساءلة القانونية ». ولفت إلى فتح نشطاء بحركة برو شمال الراين المعادية للمسلمين صفحة على موقع فيس بوك لجمع التوقيعات المطالبة بترحيلهم فورا من ألمانيا. دعوات للإنصاف من جهتهم شدد عدد من المسؤولين الألمان على أهمية التعامل بشكل منصف مع الأقلية المسلمة، وكرر وزير الداخلية توماس دي ميزير تحذيره من « وضع مسلمي البلاد المسالمين في إطار الاشتباه العام، أو التعامل معهم كإرهابيين سريين ». واعتبر دي ميزير في تصريحات للقناة الأولى في التلفزيون الألماني « أي.أر.دي » أن التعامل مع المسلمين بهذا الأسلوب لا يخدم الاندماج، ويصب في صالح الإرهابيين الحقيقيين. ورأى وزير داخلية ولاية برلين إيرهارت كورتينغ أن الانفتاح السياسي والمجتمعي على مسلمي البلاد يمثل إستراتيجية فعالة تحول دون انزلاقهم إلى الانعزال والتطرف. وقال في مؤتمر أمني بالعاصمة الألمانية « ليس مطلوبا منا فقط أن نتسامح مع مواطنينا المسلمين ومؤسساتهم، بل علينا أن نتقبلهم ونحترمهم ونفعل حوارنا مع كل رافض للعنف فيهم ». وكان كورتينغ المعروف بعلاقاته الودية مع مسلمي برلين ومواظبته على زيارة مساجد العاصمة في الأعياد والمناسبات الإسلامية، قد أثار احتجاجات واسعة الأسبوع الماضي بسبب مطالبته المواطنين « بالإبلاغ عن الأشخاص الذين لهم مظهر مريب ويتحدثون العربية ». وفي سياق مقترحات المسؤولين الألمان حول وسائل « مكافحة الإرهاب »، دعا المتحدث باسم الاتحاد المسيحي الحاكم في شؤون الاندماج شتيفان مولر مسلمي ألمانيا إلى البحث داخل مساجدهم عن المتطرفين وإبلاغ الأجهزة الأمنية عنهم. وقال مولر في تصريحات لصحيفة أوسنابروكر تسايتونغ إن أغلبية المسلمين لا علاقة لهم بالإرهاب، ومن مصلحتهم منع المتطرفين من استغلال الإسلام في أعمالهم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 نوفمبر 2010)
القضاء ينصف مسلمي بريطانيا
مدين ديرية-لندن كسبت الجالية المسلمة في بريطانيا دعوتين قضائيتين في إطار حملتها لمواجهة حملات التشويه التي تستهدفها من قبل ساسة وإعلاميين ومؤسسات بريطانية. النصر القضائي الأول تمثل بانتزاع عرض بالاعتذار ودفع تعويضات لرئيس المبادرة الإسلامية وعضو مجلس أمناء المسجد المركزي لشمال لندن محمد صوالحة من الكاتبة والصحفية الشهيرة ميلاني فيليبس المؤيدة لإسرائيل، فيما كان النصر القضائي الثاني لصالح مؤسسة إسلام أكسبو في الدعوى التي أقامتها ضد مجلة سبكتيتر اليمينية.
وكانت فيليبس نشرت مقالا اتهمت به السيد صوالحة باللا سامية وباتهامه اليهود بأنهم شياطين أشرار في تصريحات سابقة أدلى بها لموقع الجزيرة نت بالذكرى الستين لقيام إسرائيل، لكنها تراجعت عن موقفها مؤخرا وأقرت بخطأ في الترجمة من نص المقابلة الأصلي.
وعلمت الجزيرة نت أن أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية (الشين بيت) ويدعى روفن باز قدم شهادة لصالح الكاتبة ومجلة سبكتيتر ضد صوالحة بنيت على أساس اعترافات لمعتقلين فلسطينيين انتزعت منهم تحت التعذيب.
وتوصل الطرفان إلى تسوية قانونية يتم بموجبها دفع تعويض مالي كبير لصوالحة مع تحمل كافة المصاريف القانونية وتقديم اعتذار نشر على الصفحة الأولى الإلكترونية لمجلة سبكتيتر.
كما رفعت مؤسسة إسلام أكسبو (وهي مؤسسة ثقافية تعنى بموضوع الحوار وبناء الجسور بين الجالية المسلمة والمجتمع البريطاني) قضية قضائية ضد مجلة سبكتيتر والكاتب اليهودي المؤيد لإسرائيل ستيفن بولارد كسبتها في الشهر الماضي.
وتوصلت المؤسسة إلى تسوية مع الكاتب والمجلة يتم بموجبها تقديم اعتذار علني ودفع تعويض كبير لم يكشف عنه فضلا على تحمل مصاريف كافة النفقات القانونية، لتكون بذلك القضية الثانية التي تكسبها الجالية المسلمة خلال شهرين. خيار إستراتيجي
وتعتبر الجالية المسلمة لجوءها إلى القضاء للدفاع عن حقوقها ضد حملات التشويه -التي تشنها وسائل إعلام بريطانية مساندة للوبي الصهيوني- خيارا إستراتيجيا لحمايتها من حملات التشهير.
وعلمت الجزيرة نت أن هناك عددا من القضايا تنوي مؤسسات إسلامية في بريطانيا رفعها ضد كتاب وصحفيين ومراكز أبحاث ومؤسسات ثقافية هاجمت الإسلام والمسلمين.
وعبرت المبادرة الإسلامية في بريطانيا عن ارتياحها لما وصفته بالنصر الذي تحقق للجالية المسلمة بالبلاد ضد ما وصفته محاولات التشويه والإقصاء التي يمارسها اللوبي الصهيوني في بريطانيا.
وقال المتحدث الرسمي باسم المبادرة الإسلامية محمد كزبر إن ما حصل بمثابة رسالة موجهة أولا إلى اللوبي الصهيوني ومن خلفهم بأنه لم يعد مقبولا أن يتم الهجوم على الجالية المسلمة ورموزها وتشويه صورتهم أمام المجتمع البريطاني دون ردة فعل. وأوضح كزبر في تصريح للجزيرة نت إصرار المؤسسات الإسلامية على الدفاع عن الجالية بكل السبل والوسائل القانونية المتاحة، وطالب بأن تتحمل المؤسسات الإسلامية مسؤولية الدفاع عن حقوق الجالية المسلمة بالبلاد والعمل على رفع الضيم والظلم عنها.
وأكد كزبر على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات القانونية الممكنة للوقوف ضد الحملات المستمرة من قبل اللوبي الصهيوني على المؤسسات الإسلامية ورموزها، مشيرا إلى أنها تهدف إلى تشويه صورتها وإظهارها بمظهر المتطرفة التي تشكل خطرا على أمن البلاد بغرض عزلها سياسيا واجتماعيا.
وكان مجلس مسلمي بريطانيا قد توصل العام الماضي إلى اتفاق مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالاعتذار، ودفع تعويضات بعد خطأ بث حلقة من برنامج أساء إلى سمعة المسلمين.
كما رفعت قضية ضد وزيرة المجتمعات المحلية البريطانية السابقة هازل بليرز بعدما أعربت عن غضبها لأن مجلس مسلمي بريطانيا رفض إدانة داود عبد الله نائب الأمين العام للمجلس بعد اتهامه بالتوقيع على بيان يؤيد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 نوفمبر 2010)