الجمعة، 25 مايو 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2558 du 25.05.2007
 archives : www.tunisnews.net


 لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو: إعلام الصحفي التونسي سليم بوخذير: بيان إلى الرأي العام الدولي – تهديد جديد بالضرب و…..القتل طلبة تونس: أخبار الجامعة سويس إنفو: إيران تروج لثقافتها في تونس طارق العبيدي : هياكل موازية لهيئة المحامين و فروعها في تونس تونس انلاين : رئيس حركة النهضة يضع النقاط على الحروف حول المصالحة و مزاعم تفويته للفرص ( ج 3 ) مرسل الكسيبي : كلمات للتاريخ أرفعها إلى صاحب مجموعة المستقلة د. محمد الهاشمي الحامدي: رسالة إلى صاحب السواك الحار جمال الدين أحمد الفرحاوي: يلمني نصي ميدل ايست اونلاين: ‘كلمة رجال’ يطرح موضوعات لم تعالجها السينما التونسية من قبل قبل زيارتها « الأولى » لدولة الإمارات العربية المتحدة… حرم رئيس الجمهورية التونسية تدلي بحديث إلى وكالة أنباء الإمارات.. عدنان المنصر: الصراع في تركيا: عندما يحول العسكر اللائكية إلى دين جديد الصحبي صمارة: تركيا: الانتخابات على الأبواب والمظاهرات لا تزال مستمرة طارق الكحلاوي: كيف ستكون السياسة الخارجية لإدارة ديموقراطية مقبلة؟ محمد الحداد: عن حرب غزة التي اندلعت في يوم نكبة فلسطين      محمد مصطفى علوش: قراءة مغايرة لأحداث « فتح الإسلام » إسلام أونلاين.نت: الجزائر الجديدة.. « الشابة خيرة » والحجاب و »الزطلة » القدس العربي: التدخين يقتل 15 ألف جزائري سنويا الجزيرة.نت: جمعية مغربية جديدة لحماية اللغة العربية

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو الحمد لله وحده، تونس في : 25/05/2007 إعلام
تعلم لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو أن إدارة سجن الكاف عمدت يوم أمس 24/05/2007 إلى قطع الزيارة التي كانت تؤديها زوجة الزميل محمد عبو بمجرد أن أعلمت زوجها بأن من بين مرافقيها في سفرتها من تونس إلى الكاف يوجد نشطاء حقوقيون من منظمة « الخط الامامي »   ومنظمة « حقوق الإنسان أولا »
وعند إحتجاجها لهذا الإجراء التعسفي فوجئت بقدوم عدد ثلاثة من حارسات السجن اللائي إنقضضن عليها ضربا وجرا إلى خارج غرفة الزيارة مما أحدث لها رضوضا بظهرها وخدوشا بسواعدها وهو ما عاينه مرافقوها من النشطاء المذكورين في حين تم جر الأستاذ عبو بالعنف من طرف ثلاثة أعوان من فرق طلائع السجون.
وإذ تشير اللجنة إلى تكرر هاته الإنتهاكات التي تطال حق الزيارة فإنها تندد بشدة بالإعتداءات المادية التي تعرض لها الزميل محمد عبو وزوجته كما تعبر عن أسفها لعدم قيام القضاء بواجباته في تتبع وردع مرتكـبـي هذه الجرائم مما جعلها تتكرر.
وتدعو اللجنة كل أصحاب الضمائر الحرة للعمل من أجل إطلاق سراح زميلنا ووضع حد لمعاناته كإنهاء محنة عائلته.
   منسق اللجنة عبد الرزاق كيلاني.  

للإنضمام إلى لجنة المطلبة بالإفراج عن السجين السياسي وليد العيوني و محاسبة الجناة

 

لمن يرغب في الإنضمام إلى لجنة المطالبة بالإفراج عن السجين السياسي وليد العيوني الذي فقد مداركه العقلية جرّاء تعرّضه للتعذيب الوحشي من البوليس التونسي والمطالبة بمحاسبة الجناة ، الرجاء إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني إلى العنوان التالي :  Abdessalam145@yahoo.fr

 

البوليس السياسي في تونس يستدعي المناضل لسعد الجوهري من جديد

بعد أن تعرّض للتعذيب من طرف حوالي 40 من البوليس السياسي و بعد ساعة و نصف من إطلاق سراحه يوجّه البوليس السياسي من جديد استدعاء ثانيا للمناضل الحقوقي لسعد الجوهري للمثول غدا أمام قسم شرطة منوبة. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 25 ماي 2007)


بيان إلى الرأي العام الدولي

 

تهديد جديد بالضرب و…..القتل

 

 

                         تونس في 25 ماي 2007

 

   فوجئت في الليلة الفاصلة بين الخميس 24 ماي و الجمعة 25 ماي بشخص مجهول يطلبني على هاتفي الجوّال من هاتف عموي رقمه 79914001 ، ليُهدّدني بالضرب و القتل و يسمعني سيلا من الشتائم و الكلام البذيء متّهما إياي بأنني خائن و أنّه لن يُنجني أحد –على حدّ قوله- من الويل و الثبورالذي ينتظرني على يده .

   و قد وردت المكالمة بعد 24 ساعة فقط من بثّ تصريحات لي ضمن برنامج « حقوق الناس » الأسبوعي على قناة « الحوار »الفضائية من لندن جدّدت فيها إتهامي بالفساد لأصهارالدكتاتور التونسي المدعو زين العابدين بن علي .

   كما أنّ هذا التهديد يأتي أيضا بعد أسبوع تقريبا من الإعتداء عليّ بالعنف الشديد بالعاصمة ، على يد  بلطجي مجهول إستقدمه لي أعوان البوليس الساسي الذين كانوا بمرافقته لضربي بهدف الإنتقام منّي إثر نشري لمقالات بأكثر من وسيلة إعلام عربية عن مسؤولية المدعو حسام الطرابلسي صهر بن علي ،على كارثة حفل ستار أكاديمي بصفاقس ، و كذلك إثر كتابتي لخبر إعتقال و تقديم 5 أعوان أمن للمحاكمة ، لمجرّد أنّهم حاولوا إيقاف المدعو فهمي الطرابلسي صهر بن علي ، عندما كان في حالة سُكر شديد بمدينة الحمامات و إعتدى على نادلي أحد المطاعم و لم يسدّد فاتورة إستهلاكه  ، و من المعلوم أنّ نشر مثل هذه الأخبار هو من المحرّمات الكبرى في تونس .  

 

إنّني انتهز فرصة الحديث عن مكالمة التهديد التي تلقيتها مساء أمس الخميس لأعلن :

 

  أولا : تحميلي المسؤولية كاملة في أي إعتداء جديد إلى هذا النظام وإلى أصهاره ، مع أنّني أشعر بالشفقة عليه حيث أثبت (أي النظام) بإعتدائه الأخيرعليّ و محاولة تهديدي ، عجزه الشديد على أن يُسكت فمي أو يكسر قلمي ، و أعزّيه بالمناسبة بالغ العزاء على فشله الذريع هذا في لجم صوتي .  

  ثانيا : أوجّه شكري لكلّ من تضامن معي بعد الإعتداء الاخير عليّ و أخصّ بالذكر زملائي الأعزّاء في الإتحاد الدولي للصحافيين و في منظمة « مراسلون بلا حدود » و في شبكة « إيفيكس » و في اللجنة الدولية لحماية الصحافيين بنيويورك و نقابة الصحافيين التونسيين و في قناة « الحرّة » و قناة « الجزيرة » و قناة « الحوار » و في هيئة الإذاعة و التلفزيون الألمانية و زملائي في شبكة « أم.بي.سي » التلفزيونية و في صحيفة « القدس العربي » و صحيفة « الوطن » الصادرة بالولايات المتحدة و صحيفة « السفير » اللبنانية و صحيفة « المصريون » و موقع « سي.أن.أن » عربي و إذاعة « مونتيكارلو » .  

ثالثا : أعبّر من جديد عن تمسّكي بحقي في التعبير و مواصلتي لنشر الملفات الساخنة الكثيرة التي بحوزتي و عدم إستعدادي سوى إلى السخرية من كلّ تهديد جديد يستهدفني من نظام بن علي عدوّ الحرّية  .

 

 الصحفي التونسي سليم بوخذير

 


 

هياكل موازية لهيئة المحامين و فروعها في تونس

طارق العبيدي ـ محام talabidi@yahoo.fr بعد التحيّة، رغم أنّ للمحامين في تونس هياكل مهنية رسمية تعنى بشؤونهم جميعا، وهي الهيئة الوطنية للمحامين و فروعها الثلاث و ممثّليها على مستوى دوائر نظر كلّ محكمة إستئناف، رغم كلّ ذلك فإنّ الدولة مشكورة لم تتوان في مد يد العون للهياكل الرّسمية للمــــحامين، و ذلك عبر الهياكل الموازية التي تنتصب بأمر الجان و بسرعته، و تتخذ القرارات الرّادعة لحريّة الرأي و التعبير. و الوثيقة المرفقة لهذا خير دليل، حيث أمضاها محام لدى التعقيب و هو في نفس الوقت نائبا في البرلمان التونسي عن حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي ردّا على مقالي « يوميات المحامين في رحاب العدالة بالكاف » المنشور بتونس نيوز بتاريخ 9/05/2007. ملاحظة: حسب المنجد العربي الذي في حوزتي فإنّ الجبان لغة هو الخوّاف و تطلق كصفة خاصّة على الخائف الذي لا ينجيه حذره. أمّا الإنتهازي فهو الذي يتسرّع في قبول الأمر حماية لمصلحته، ويقال إنتهز الشيء أي قبله و أسرع إليه. و الخنوع هو الغادر الذي يحيد عنك في أوّل فرصة. و الســــــلام (ملاحظة من التحرير: أرفق الأستاذ طارق العبيدي رسالته بصورة لنسخة من الوثيقة المذكورة)

 

أخبار الجامعة

** باكالوريا 2007: ارتفاع عدد المترشحين إلى 194 143  و توقع نجاح قرابة 100 ألف تلميذ ….

تنطلق الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا يوم الخميس 7 جوان 2007 و تتواصل أسبوعا كاملا أي إلى يوم الإربعاء 13 جوان و سيشارك في هذه الدورة 194 143 مترشحا موزعين على ست شعب كما يلي :

– الآداب :                                    114 47             بنسبة 90 ,32  في المائة

– الإقتصاد و التصرف :                  515 27             بنسبة 19,22  في المائة

– العلوم التجريبية :                        745 26             بنسبة 18,68  في المائة

– الرياضيات :                              473 23             بنسبة 16,39  في المائة

– التقنية :                                    917 17             بنسبة 12,51  في المائة

– الرياضة :                                 430                  بنسبة 0,3     في المائة

و معلوم أنه نجح 768 73 تلميذ في دورة جوان 2005 أي بنسبة 66,25  في المائة

في حين نجح 690 73 تلميذ في دورة جوان 2006 أي بنسبة 55,32 في المائة

و يشارك في دورة جوان القادمة 377 80  فتاة بنسبة 56,14 في المائة في حين يبلغ عدد الفتيان      817 62 أي بنسبة 43,86 في المائة

و يشارك في هذه الدورة 380 110 تلميذ من المعاهد العمومية و 652 29 تلميذ من المعاهد الخاصة في حين يتقدم 3162 تلميذ بصفة فردية

يذكر أن دورة جوان 2007 ستكون الاخيرة حسب نظام البرامج المعتمد إلى حد الآن حيث سيتم إدخال تحويرات عديدة على برامج مختلف المواد انطلاقا من السنة الدراسية القادمة كما ستنضاف – و أول مرة – شعبة جديدة إلى الباكالوريات الست المعمول بها إلى حد الآن وهي شعبة الإعلامية

** معرض تونس الدولي للكتاب: تواصل هاجس الخوف من الكلمة.. والحجر على المعرفة والثقافة..

خلال حوار جمع وزير الثقافة و المحافظة على التراث بعدد من النواب يوم الثلاثاء 15 ماي 2007 قال الوزير محمد العزيز بن عاشور – وهو بالمناسبة حفيد الشيخ العلامة محمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير  » التحرير و التنوير  » و كتاب  » مقاصد الشريعة  » – قال الوزير :  » إن معرض تونس للكتاب هو  درع ضد الظلامية و الإنكماش على النفس كما أنه ليس سوقا على غرار ما يجري في عدد من الدول العربية الأخرى …. وقد قمنا بالتصدي لتجاوزات تنظيمية حتى لا يكون المعرض سوقا … و التصدي للكتب المتطرفة و الظلامية حيث رفضنا عرض 8 آلاف  كتاب ( يقصد عنوان ) في المعرض و عادت هذه العناوين من حيث أتت. و أذكر أن تونس ليست في حاجة إلى دروس في الدين فقد طبعت فيها أولى الكتب لتفسير القرآن و مقاصد الشريعة … فنحن لسنا ضد الكتاب الديني بشرط عدم إرساء حس الكراهية و نبذ الآخر …

تجدر الإشارة إلى أن الأغلبية الساحقة من العناوين التي رفضتها الرقابة ذات مضمون فقهي و عقائدي و فكري إسلامي و كان هناك حظر شامل على كل ما له علاقة بالمرأة و دورها الحضاري في المجتمع الإسلامي …

اعتقالات جديدة في صفوف الطلبة ….

– اعتقل يوم الإثنين 23 أفريل 2007 الطالب حسن الشورابي أصيل مدينة سليمان وهو يزاول دراسته بالسنة الرابعة حقوق

– و اختفى الطالب خالد بن حسين الورغي ( 21 سنة ) منذ يوم الخميس 3 ماي 2007 وهو أصيل مدينة سجنان بولاية بنزرت و يدرس بجامعة منوبة كما افتقدت لوازمه الجامعية من الغرفة التي يقطن بها في مبيت حي الزهور

كلية العلوم بصفاقس : اعتقالات بالجملة …..

قامت فرقة أمن الدولة يوم الإربعاء 16 ماي 2007 باعتقال الطالبين حسن … أصيل معتمدية بئر علي بن خليفة – صفاقس – و جمال … من ولاية سيدي بوزيد و بعد فترة وجيزة تم اختطاف كل من الطالبين جمال الطوير و شريف غرس الله من أمام الكلية و حرمانهما من اجتياز الإمتحان

كما يروي بعض الطلبة من جيران الزملاء الموقوفين أن أعوان البوليس قاموا بتفتيش منازلهم بدقة و حجزوا حاسوب أحدهم و لا تزال قائمة المعتقلين مفتوحة على المجهول و تضاف لها الأسماء الجديدة يوما بعد يوم و لا أحد يدري حتى هذه الساعة لا مكانهم و لا حتى متى يخلى سبيلهم

حملة جديدة على الطالبات المحجبات …..

في إطار الحملة التي تشنها السلطة على المحجبات و كل ماله صلة بظاهرة التدين و الإلتزام الإسلامي أقدمت قوات البوليس السياسي – و بأعداد كبيرة – بتطويق المدخلين الامامي و الخلفي لكلية العلوم بصفاقس و ذلك يومي الخميس 17 و الجمعة 18 من شهر ماي الجاري و قامت بإيقاف الطالبات المحجبات و إجبارهن على الإمضاء على  » التزام  » بعدم ارتداء  » اللباس الطائفي  » …

و قد تجند كاتب عام الكلية محمد الهادي يحيى لمنع الطالبات المحجبات من دخول الكلية و لازم إحدى مداخلها طيلة فترة دخول الطلبة الذين قدموا لاجتياز الإمتحانات و قام بحجز العديد من البطاقات مما تسبب في حالة من الإرباك و الخوف للطالبات خاصة بعد تهديده لهن بحرمانهن من اجتياز الإمتحانات     و الغريب في الأمر أن الحملة لم تقتصر فقط على المحجبات بل طالت حتى المتمسكات باللباس التقليدي التونسي ( الفولارة ) و كانت  » التعليمات  » الرأس مكشوف ……

كلية العلوم بصفاقس : العميد يرفض تسليم ممثلي الطلبة في المجلس العلمي عن المرحلة الأولى استدعاء اجتياز الإمتحان …

عندما توجه الطلبة يوم الإربعاء 9 ماي 2007 نحو شبابيك مصلحة الشؤون الطالبية لاستلام استدعاء اجتياز الإمتحان و كان وسط الصفوف ممثلا طلبة المرحلة الاولى بالمجلس العلمي تم إعلامهم من قبل أعوان المصلحة بأن عميد الكلية قام بحجز ورقتيهما و يرفض تسليمهما لهما و يأتي موقف العميد عبد الحميد بن صالح من خلال هذا التصرف بسبب رفض الطالبين المذكورين لمقايضة كان طرحها عليهما العميد و تتمثل في تقديم اعتذار خطي و التزام بعدم تكرار ما حصل خلال السنة الجامعية من إضرابات خاضها الطلبة احتجاجا على دخول غرباء مسلحين إلى الحرم الإداري للكلية و الإعتداء بالضرب على الطلبة و قد سبق للعميد أن قام بتهديد ممثلي الطلبة و في عديد المرات بإحالتهم على مجلس التأديب بتهمة عقد اجتماعات غير مرخص فيها و اضرابات غير مبررة

و لكن تكاتف الطلبة و وقوفهم صفا واحدا أمام صلف الإدارة أجبر العميد على التراجع عن موقفه و باء تهديده بالفشل الذريع ….

مدير المبيت الجامعي « علي النوري  » يعتدي بالعنف على طالبة محجبة …..

أقدم مدير المبيت الجامعي للطالبات المدعو عامر القرقني باعتراض سبيل الطالبة هدى دادي المرسمة بالسنة الأولى شعبة علوم الحياة و الأرض بكلية العلوم بصفاقس و مسكها من حجابها آمرا إياها بنزعه في الحال و قام بدفعها بقوة حتى كادت تسقط عل الارض … و رغم ذلك أصرت على موقفها في عدم نزعه و إزاء هذا الموقف أجبرها المدير على توقيع قرار طردها من المبيت دون مراعاة حساسية فترة المراجعة و إجراء الإمتحانات ثم اتصل بوالدها هاتفيا و أبلغه بأنه تم طردها بسبب اعتدائها بالعنف على مدير المبيت ( هكذا …. ) و لما تدخل ممثلا الطلبة بالمجلس العلمي مع ثلة من زملائهم و بعد تهديدهم إياه برفع الموضوع إلى رئاسة جامعة صفاقس تراجع عن قراره و مزق قرار الطرد معتذرا في نفس الوقت عما صدر منه مدعيا بأنه عبد مأمور و لا يطبق سوى تعليمات السلط العليا

و نظرا لتكاتف جميع الاطلبة و التفافهم حول ممثليهم و وقوفهم وقفة رجل واحد أمام هذه الممارسات المتخلفة فقد باءت ضغوطاته بالفشل و تراجع عما كان قرره سابقا

أربعة طلبة أمام المحكمة من أجل سرقة كتب من معرض تونس الدولي للكتاب ….

أحيل خلال الأسبوع الثاني من شهر ماي 2007 ثلاثة طلبة أمام محكمة الناحية بتونس بتهمة سرقة كتب من بعض أروقة معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الخامسة و العشرين و قد ارتأت هيئة المحكمة إطلاق سراحهم حتى يتمكنوا من إجراء امتحاناتهم …

و في نفس السياق نظرت الدائرة الجناحية الرابعة بابتدائية تونس يوم الخميس 17 ماي 2007  في قضية طالب أحضر موقوفا و متهم بسرقة 3  كتب من رواق إحدى دور النشر و لم يقم بسداد ثمنها و أكد المتهم أنه ألقي عليه القبض في الرواق المذكور و أنه كان ينوي سداد ثمن الكتب التي اقتناها و رافع محامي الطالب عن منوبه ذاكرا أن أي إدانة له ستكون سببا للقضاء على مستقبله الدراسي

و قد حجزت المحكمة القضية للمفاوضة

نجاة طالبة من الإغتصاب ….

تعرضت طالبة تدرس بكلية العلوم الإنسانية و الإجتماعية 9 أفريل بتونس إلى محاولة اغتصاب على إثر مغادرتها منزل زميلتها التي كانت تشاركها المراجعة و قد تعرض لها أحد المنحرفين و قام بتهديدها بسكين بعد رفضها مرافقته و مخافة أن يصيبها مكروه انصاعت له فانزوى بها في مكان بإحدى الغابات القريبة و عندما هم بها سمعت بعض الأصوات القريبة فاغتنمت الفرصة و أطلقت عقيرتها بالصياح و كان ذلك سببا في نجدتها من قبل مجموعة من الشبان شاءت الأقدار أن يكونوا متواجدين في تلك اللحظة قريبا من مكان الإعتداء و تخليصها من براثن ذلك المجرم

و في الختام …..

 » فأي إخفاق يسجله مجتمع في إحدى محاولاته إنما هو التعبير الصادق على درجة أزمته الثقافية ، أو بعبارة أعم التعبير عن الأزمة التي تمر بها حضارته في تلك المرحلة من تاريخه « 

مالك بن نبي – مشكلة الثقافة –

(المصدر: موقع « طلبة تونس »، العدد رقم 27 ليوم الجمعة 25 ماي 2007)

الرابط:

www.tunisie-talaba.net


 

إيران تروج لثقافتها في تونس

تونس (رويترز) – قالت ايران يوم الجمعة إنها تسعى للتعريف بحضارتها وثقافتها ومنتجاتها السياحية في اطار تعزيز انفتاحها على دول العالم العربي الاسلامي في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة فرض عزلة عليها. وافتتح بتونس يوم الخميس معرض سياحي وثقافي ايراني يقام لاول مرة بتونس ويستمر أسبوعا. وقال حسين الجعفري مساعد نائب رئيس الجمهورية الايرانية المكلف بالشؤون الثقافية في مؤتمر صحفي « نريد ان تعرفوا في تونس ان لدينا حضارة عريقة ومنتجا سياحيا متميزا ومعالم تاريخية. » واضاف « أعتقد ان هذا الاسبوع في تونس سيمكن من معرفة الكثير عن ايران. » واشار الى ان تنظيم مثل هذا اللقاء الثقافي السياحي يندرج في اطار تعزيز انفتاح ايران على كل بلدان العالم الصديقة بما فيها البلدان العربية والاسلامية وقال لرويترز « نحن لا نحاول فك العزلة التي تريد امريكا فرضها علينا لاننا لسنا في عزلة ومنفتحين بشكل جيد بل امريكا هي من تشهد فقدانا لمصداقيتها عبر العالم بالفشل الذي تحصده في افغانستان والعراق ولبنان في الواقت الراهن. » ويتضمن المعرض وصلات من الموسيقى الايرانية ومنسوجات تقليدية. كما يحتوى المعرض على اجنحة للهدايا والاواني والحلويات الايرانية اضافة الى ورش للنقش على الخزف والاقراص الموسيقية التراثية. ولا يتجاوز عدد التونسيين الذي يسافرون الى ايران مئات كما لايزيد عدد السياح الايرانيين الى تونس عن ثلاثة الاف سنويا. وقال رؤوف الجمني المسؤول بوزارة السياحة ان تسيير خط جوي مباشر بين البلدين سيزيد من تدفق السياح الى البلدين. وترسل ايران اكثر من مليون سائح الى تركيا وفقا لما ذكره الجعفري. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 25 ماي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

ندوات الصباح

إتفاقية التبادل الحرّ بين تونس والولايات المتحدة: التحديات والآفاق

المشاركون: ـ السّيد رؤوف شيخ روحه، المدير العام لمجموعة «دار الصّباح» ـ السيّد منذر الزّنايدي، وزير التّجارة والصّناعات التّقليديّة. ـ السيّد محمد النوري الجويني، وزير التّنمية والتّعاون الدولي. ـ السيّد روبرت غوديك، سفـير الولايـــات المتّحـدة الأمريـكـيّة في تونس. ـ السيّد المنصف الباروني، رئيــس الغرفـــة التّونسيّــة ـ الأمريكيّة للتّجارة. ـ السيّد ريك أورتيز، المستشار التّجاري للمغرب، الجزائر وتونس، القنصل العام للولايات المتّحدة في الدّار البيضاء. ـ السّيد عزّام محجوب، أستاذ العلوم الإقتصـاديّة، جامعـة تونس المنار. ـ  السيّد محمّد لحول، أستاذ بجامعة العلوم القانونيّة والإقتصاديّة بتونس. ـ السيد أحمد الكرم، المدير العام لبنك الأمان. ـ السيّد عزّ الدين سعيدان، مدير عام، «دايركت واي كونسالتنغ» ـ السيّد هيكل بلحسين، المدير العام لـ «سيتي بنك» لشمال افريقيا، فرع تونس. ـ الدكتورة آمال قدّاس، المديرة الإقليميّة للأعمال، «بفايزر». ـ السيّد نازه بن عمّار، المدير العام لـ «مامي». ـ السيّدة ريم البدوي، الرئيسة المديرة العامّة لـ «أغورا انترناشيونل». ـ السيّد عبد المجيد محجوب، المدير العام لـ «معاصر محجوب». تنظيم «ديفي ميديا» بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة بتونس والغرفة التجارية التونسية الأمريكية إدارة: رضا الكافـي       ـ       تنظيم: آمال بالحاج علي للإطلاع على المجريات المفصلة للندوة يُـرجـى الذهاب إلى الرابط التالي: http://www.assabah.com.tn/rubrique.php?id_rub=21&Date=  

ملامح وأخبار من جريدة « الصباح »

استبيان المؤسسات الصغرى والمتوسطة افادت مصادر مطلعة بوزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة انه يجري حاليا الانكباب على دراسة نتائج الاستبيان الخاص ببرنامج بعث المؤسسات الصغرى والمتوسطة وآليات دعمها المادي والمعنوي التي تم الاعلان عنها خلال الاسبوع الفارط . وينتظر ان ان يتم الاعلان عن جملة من التعديلات والقرارات بخصوص دعم هذا البرنامج ومنظومته وذلك باتجاه دفع عملية بعث الموسسات في القطاع الصناعي خاصة ومجمل القطاعات بشكل عام. المبيتات الجامعية الخاصة يتواصل العمل على بعث المبيتات الجامعية الخاصة طبقا للضوابط والتشجيعات التي تم اقرارها منذ سنوات والتي تعمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عبر دواوين الشؤون الجامعية على متابعتها والاهتمام بها . وقد علمنا انه ينتظر في اطار استحثاث الباعثين الخواص في هذا المجال على مزيد بعث المبيتات تطوير مجالات المساعدة والحوافز الخاصة بهذا التوجه وذلك من خلال دعم ستتولى البلديات القيام به بخصوص الانتصاب ومنح الاراضي الصالحة لبناء المبيتات ، كما ينتظر ايضا ان يصدر كراس شروط يخص لزمات خاصة بالمطاعم الجامعية وهو امر كان محل درس منذ السنة الفارطة داخل ادارات الدواوين الجامعية وقد يشهد اولى انطلاقته مع بداية السنة الجامعية القادمة المؤسسات المصدرة كليا والسوق الداخلية علمنا ان وزارة التجارة تنكب خلال هذه المدة على دراسة قرارات جديدة بخصوص تطوير حصة بيع منتجات المؤسسات المصدرة كليا داخل السوق المحلية وذلك على ضوء التطورات في تعاملات التصدير التي ستشهد مع بداية 2008 نسقا آخر مغايرا. وتشير بعض المصادر العليمة أنه من المرجح تطوير حصة مبيعات الشركات المصدرة من 30% كما هو معمول به الان الى 40% او 45% وذلك سعيا الى توسيع مجالاتها وعملا على دعم السوق المحلية التي ستشهد عروضا لمنتوجات اجنبية مع بداية 2008 بعد رفع الحواجز القمرقية كليا حملة واسعة عبر اللافتات والملصقات ينتظر انطلاق حملة تحسيسية واسعة النطاق ستلعب فيها اللافتات الاشهارية والملصقات دورا بارزا وذلك بخصوص المواد الاستهلاكية صيفا ، ويشار الى ان هذه الحملة ستشمل مناطق سياحية واسواقا يومية وفضاءات ترفيهية وذلك لمزيد تحسيس اصحاب هذه الفضاءات والمواطنين بضرورة الحد من التجاوزات التي تحصل بين الحين والاخر. ويبدو ان هذا البرنامج سيكون مشتركا بين منظمة الدفاع عن المستهلك والمراقبة الاقتصادية والصحية ذات الاهتمام المشترك في هذه المجالات برنامـج وامتيـازات لمؤسسـات صناعيـة توقفـت عــن النشاط تتولى بعض مصالح وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة منذ مدة الاهتمام بملفات بعض المؤسسات الصناعية التي وضع حد لنشاطها نتيجة ضغوطات اقتصادية .. وذلك للنظر في امكانية عودتها للنشاط عبر العمل على دعمها. ويشار في هذا الجانب الى انه تم وضع جملة من الامتيازات الخاصة بهذه المؤسسات عند عودتها للنشاط. ومن ابرز هذه الامتيازات ما يتعلق بالجوانب الجبائية وذلك بعد اخذ رأي اللجنة العليا للاستثمار في صورة التفويت في المؤسسة . كما تأخذ المساعدات والامتيازات ايضا طابع المساعدات المالية من خلال قــروض. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 ماي 2007)

تونس، في 24 ماي 2007 سيمينار الذاكرة الوطنية:

مع سي عبد العزيز بوراوي, (الحلقة السادسة)

يوم السبت 06 جوان 2007

 لقد خصصنا 5 شهادات للسيد عبد العزيز بوراوي ضمن سمينارات الذاكرة الوطنية حول مسيرته النقابية الطويلة. ونظرا لتعدد الملفات المثارة في الحلقات الخمس الأولى, ها نحن نفرد له سمينارا سادسا وأخيرا حول الملفات التالية : – رفع الاستثناء عن الحبيب عاشور وانعقاد المجلس الوطني؛ –  حول التسيير المزدوج بين الرئيس والأمين العام للاتحاد، – بروز الخلافات على مستوى القيادة؛ – رفت أعضاء من المكتب التنفيذي وتداعيات ذلك، – عملية طرد العمال من ليبيا، – التوحد من جديد والانسحاب من المسرح النقابي. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في مقر المؤسسة المذكور أسفله.  وتماشيا مع الالتزام الذي أخذناه على أنفسنا بتعميم نصوص شهادات الذاكرة الوطنية, ها نحن نوجه إليكم شهادة الأستاذ الطاهر بوسمة الذي كان واليا بالكاف ثم بقفصة ثم بالقيروان ثم والي الولاة, وقد نقل إلينا الأستاذ بوسمة جزءا من تجربته الإدارية الطويلة. مع الشكر على اهتمامكم الأستاذ عبد الجليل التميمي

 

الحياة السياسية:

تعثـر «المبــادرة».. وغمـــوض داخـــل المعارضة

تونس – الصباح « صراعات سياسية حول هيئة المحاماة لمحاولة توظيفها ».. « متى يتطور اتحاد الطلبة من منظمة بعض التيارات السياسية الى منظمة كــل الطلبــة ».. « تونس في حاجة لكتلة سياسيــــة جــديدة لخـلــق توازن سياســي جــديد بــين الحكم والمعارضة ».. « وإذا المبادرة وئــدت » (المقصود المبادرة الديمقراطية التي تشكلت حول السيد محمد علي الحلواني مرشح جانب من اليسار الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية عام 2004).. » المعارضة والنقابات تدور في حلقة مفرغة ».. »على المعارضة أن تكون في مستوى المهام والتحديات ».. « أزمة رابطة حقوق الانسان لها أسباب خارجية وأسباب داخلية أيضا ».. « هل ينجح الحزب الجديد في تحديد هويته وتحالفاته؟ » (في اشارة الى حزب التجديد الذي يبحث منذ مدة طويلة سيناريوهات تجديد خطابه وتوسيع قاعدته وتغيير أولوياته.. بعد أن انفتح مؤتمره التاسيسي على مجموعات وشخصيات من خارج الحزب الشيوعي والتيارات المحسوبة تقليديا على الاشتراكية والماركسية.. هذه العناوين وغيرها صدرت مؤخرا في عدد من الصحف المستقلة والمعارضة لا سيما في الموقف ومواطنون والطريق الجديد والوحدة والشعب.. وفي حوارات أجراها عدد من الساسة المستقلين ورموز المجتمع المدني في بعض الصحف المستقلة منها الصباح ولوطون.. وجل تلك العناوين والمقالات تؤكد احساسا متزايدا بوجود مازق تمر به أطراف حزبية ومنظمات المجتمع المدني ومنها اتحادا الطلبة والشغل ورابطة الدفاع عن حقوق الانسان.. فماذا تعني مثل هذه المؤشرات؟ الحريات والكفاءة من خلال تتبع ما ينشر في عدد من الصحف المستقلة والمعارضة منذ حوالي عامين يتضح أن هامش حرية التعبير تطور ايجابا.. بل إن كثيرا مما ينشر في صحف المعارضة ـ مثل الموقف ومواطنون والطريق الجديد ـ أصبح أحيانا أكثر جرأة مما نشر سابقا في صحف كانت ولا تزال مرجعا لحرية الصحافة المعارضة في تونس مثل »الرأي » و »المستقبل » و »لوفار » و »ديمكراسي » و »الطريق الجديد » في الثمانينات.. لكن الجرأة السياسية وهامش الحرية السياسية الجديد لم يقترن دوما بمقالات عميقة تصدر عن إعلاميين أكفاء ومثقفين مستقلين وخبراء محايدين تشبة المقالات التي كانت تنشر سابقا من حيث درجة نضجها.. وتجاوز الشعارات السطحية والاتهامات المجانية والتفسير الأحادي الجانب للقضايا.. مع تجاهل بقية العوامل.. ومنها العوامل الذاتية.. وإذا كان لابد من التأكيد على الحاجة الملحة لهامش كبير من حرية التفكيروالتعبيرـ لضمان حق الابداع ـ فلا بد من الاعتراف أولا أن كثيرا مما ينشر حاليا في بعض صحف المعارضة وادبياتها ومواقعها الالكترونية ينقصه العمق.. والاطلاع على أغلب الملفات الاقتصادية والسياسية بمختلف مكوناتها.. بل ينقصه الجانب المنهجي والاستفادة من الحد الادنى من الاحصائيات والمعلومات التي توفرها بعض المصادر الرسمية وشبه الرسمية مثل المعهد الوطني للاحصاء.. اختلاف الاولويات من جهة أخرى يتضح الاختلاف الكبير في الاولويات بين عدة فاعلين سياسين ورموز حزبية ومهنية.. مثلما يكشفه الجدل الذي يسبق حاليا المؤتمر الوطني للمحامين والمؤتمر « التوحيدي » لاتحاد الطلبة ومبادرات تسوية  ملف الرابطة الوطنية لحقوق الانسان وجهود تفعيل « المبادرة الديمقراطية » وتطوير التنسيق بين 23 شخصية تمثل عدة تيارات مستقلة ومعارضة (جبهة 18 أكتوبر)..  أولوية هذا الحزب ترويج صحيفته وتوظيفها كآلية لاستقطاب المعارضة والقريبين منها قبل المواعيد الانتخابية القادمة.. وأولية ذلك الحزب تطوير حزبه وأنشطة مقره لتخلف الحزب الحليف له في تزعم المعارضة.. واولويات الحزب الثالث « قومية عربية ودولية ».. ومحتوى تحركاته يعنى أكثر بملفات فلسطين والعراق ومناصرة « قضايا التحرر في العالم ».. وكانت المسيرات التي نظمتها المعارضة وقيادة اتحاد الشغل بمشاركة منظمات مهنية وانسانية لمناصرة الانتفاضة الفلسطينية ومعارضة الحرب ضد العراق ولبنان.. خيردليل.. على أن أولوية كثيرمن الاطراف « ليست تونسية ».. حسابات.. وتجنب الحسم وإذ يؤكد البعض من رموز « المبادرة » الديمقراطية التي يرمز لها محمد علي الحلواني وأحمد ابراهيم ومحمود بن رمضان وصالح الزغيدي والاخضر لالة وغيرهم.. ويؤكدون على تعثرها ( أو فشلها في الخروج من دائرة حزب التجديد والحز ب الشيوعي السابق).. فإن البعض لا يبدو واثقا من قدرة رموز جبهة 18 أكتوبر وزعماء بعض أحزاب المعارضة  » التاريخية  » الاخرى في حسم بعض الملفات.. والتأقلم مع المستجدات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية الوطنية والاقليمية والدولية.. أي أن البديل الذي يقدمه بعضهم قد يكون بدوره « إعادة إنتاج للازمة »..من خلال الدعوة للاصلاح والتغيير والتجديد مع التمسك بزعامات وشخصيات ومقولات قد يكون الزمن تجاوزها.. مهما كانت اسهاماتها مهمة جدا سابقا.. عدم الخلط بين حق التدين وتوظيف الدين سياسيا في هذا السياق.. وفي سياق التفاعل مع المستجدات الاقليمية والدولية.. عادت ملفات التراث والهوية لتشكل جانبا من محاور الحوار والجدل في وسائل الاعلام ومواقع الانترنيت والفضاءات المحسوبة على الاحزاب السياسية والمستقلين والجمعيات.. في المقابل برزت تخوفات جادة في صفوف بعض المثقفين والنشطاء الحقوقيين من انتشارظاهرة الخلط بين حق التدين وتوظيف عدة جهات للدين سياسيا وحزبيا.. مع السعي للحد من مكاسب مهمة تحققت في تونس ومنها حرية التفكيروالحق في الاختلاف في كل شيء بما في ذلك حول المسلمات الدينية والاجتماعية.. وفي نفس السياق أعلنت صحيفة الطريق الجديد عن تشكيل جمعية تونسية تدافع عن اللائكية.. تضم عشرات المثقفين والفنانين والمحامين والاعلاميين التونسيين بينهم صالح الزغيدي وخديجة الشريف وفتحي بالحاج يحيى ولطيفة الاخضروهشام عبد الصمد ومنية بن جميع وحفيظة شقير.. ومن بين ما جاء في الوثيقة التأسيسية لهذه الجمعية « يمكن تعريف اللائكية بصفة أساسية وبقطع النظر عن بعض الخصوصيات بأنها عموما فك الارتباط بين الممارسة السياسية وأية نظرية دينية أو أية نظرية تدعي القدسية، وفي نفس الوقت رفض انتصاب أية فئة أو مجموعة وصية على البشر، تدعي تمثيل قوى ما ورائية على وجه الأرض وتسعى لارتهان إرادة الشعب وتوجيه المجتمع وتشكيله تطبيقا لتعاليم وقواعد تعود لقرون خلت بدعوى أنها تعاليم مقدسة ومكرسة للإرادة الإلهية وذلك على حساب ما توصلت إليه البشرية من تطور وتقدم، وعلى حساب تحكم الشعب في إرادته وتسييره لشؤونه على أساس المواطنة والديمقراطية وعلى حساب حرية المعتقد ذاتها كحرية شخصية يدنسها التوظيف ويحشرها  في متغيرات السياسة » العلمانية لا تعني فرض الالحاد  ومن بين اضافات هذه الوثيقة التاسيسية التمييز بين العلمانية (أو اللائكية) التي تعني الديمقراطية ورفض الخطوط الحمراء التي تمارسها جهات معينة باسم الدين.. والالحادية اي السياسات التي حرمت الشعوب من حق التدين (مثلما حصل في بعض الفترات في تركيا في عهد مصطفى كمال اتاتورك وفي الاتحاد السوفياتي في عهد ستالين..) .. ومن بين ما جاء في الوثيقة  » مع التأكيد على أن اللائكية تتناقض مع الدولة الإلحادية، ومع أية سلطة تجعل من الإلحاد نظاما رسميا لها في محاربة الدين والتدين، فإن اللائكية، اليوم وقد تحول العالم بموجب مختلف أوجه العولمة إلى قرية، أصبحت تمثل شرطا كونيا للتعايش بعيدا عن التعصب الذي يرتدي فيه الجهل ثوب الثقافة وتنتصب فيه الوحشية مقام الحضارة ويتحول فيه الانتمــــاء إلى « هوية قاتلة ». كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 ماي 2007)


 

رئيس حركة النهضة يضع النقاط على الحروف حول المصالحة و مزاعم تفويته للفرص ( ج 3 )

رئيس الحركة يتحدث في الحلقة الثالثة من الحوار عن علاقة الحركة بالسلطة : سنة حب واحدة تكفي … الشيخ راشد الغنوشي : الحركة مدت يدها للمصالحة باستمرار ولكن كلمة مصالحة مثل كلمة مفاعلة لا بد من أن تكون من الطرفين، أما الحب من طرف واحد فهو حب شقي *  منذ أن أعلنا عن أنفسنا سنة 1981 والتفاوض معنا يتم بأدوات القمع ·        الفترة التي شهدت نوعا من توقف الملاحقات بدأت من 7 نوفمبر وحتى ما بعد الانتخابات بقليل ·        كانت فترة اختبار نوايا من الطرفين وكان صاحب السلطة يجمع أدوات الدولة في يده . ·        لما تبين أن النهضة لم يتم احتواءها بالادوات السياسية استخرج عصاه وعاد الوضع لما كان عليه في عهد بورقيبة حصل لقاء بين أخوين من النهضة والسفير التونسي في بيرن سنة 2003 ولم يتم فيه سواء تبادل التعابير عن حسن النية وعد السفير بمواصلة الاتصال ولم يتحقق شئ ولم يعرض علينا شيئا استغرق اللقاء بين 20 و 25 دقيقة فقط وتوقعنا حصول أمر ما. ولكن ذهب الحمار بأم عمر فلا رجعت ولا رجع الحمار منذ سنتين عقدنا ندوة صحافية ومددنا أيدينا للسلطة بطلب الصلح ولم يكن هناك من تجاوب جاء الجواب من رئيس الدولة .. أن لاتصالح مع الأصوليين .. هذا كل ما في الأمر عدة شخصيات عربية حاولت التوسط ولم تجد أي استجابة شخصيات سياسية ومسؤولين في دول عربية حاولوا دون جدوى .. هذا يؤكد أن الحركة لم تراهن على احداث ثورة أو انقلاب في تونس . نحن نؤمن أن السياسة هي فعل في الساحة يغير موازين القوى نؤمن بأن السياسة هي تبادل ضغوط تنتج عنها في النهاية وفاقات أما دون ذلك لا يعطي أحد شيئا لأحد ليس لدي مشكل مع شخص الحاكم … المشكل ليس مشكل شخص، وإنما مشكل جهاز استبدادي، منظومة كاملة استبدادية، لو يجلس على رأسها أكبر عالم اسلامي وأكبر صالح من الصالحين ستحوله هذه الشبكة إلى مستبد عبدالله الزواري صار له 5 سنوات وهو منفي بعيدا عن أهله. ما الفرق بين المنفى والسجن؟
أجرى الحوار : عبدالباقي خليفة / تونس أونلاين. نت
أكد الشيخ راشد الغنوشي على أن التعاطي مع الحركة الاسلامية وعمليات التفاوض معها كانت بالوسائل البوليسية، وأن العهد الذي سبق و الذي خلفه كلاهما اتسم بالقهر، والملاحقات الأمنية والقضائية، وذلك منذ الاعلان عن تأسيس حركة الاتجاه الاسلامي  » منذ أن أعلنا عن أنفسنا سنة 1981 والتفاوض معنا يتم بأدوات القمع  » وأن الفترة  التي شهدت توقفا نسبيا ومعلولا هي  » الفترة التي شهدت نوعا من توقف الملاحقات بدأت من 7 نوفمبر وحتى ما بعد الانتخابات بقليل وكانت فترة اختبار نوايا من الطرفين وكان صاحب السلطة يجمع أدوات الدولة في يده  » ولم تكن تلك الفترة، فترة التهدئة التي استغرقت عامين، وهي الفترة التي يطالب البعض بهدنة مماثلة لها سوى محاولة لتمكين الحاكم الجديد من مقاليد البلاد ووضع اليد على مختلف مؤسساتها الفاعلة و  » لما تبين أن النهضة لم يتم احتواءها بالادوات السياسية استخرج عصاه وعاد الوضع لما كان عليه في عهد بورقيبة  » وأشار الشيخ راشد إلى أن لقاءا يتيما تم بين أخوين من النهضة و السفير التونسي ببرن و لكن ذلك كان مثل سابقيه لم يتمخض عن شئ يذكر  » حصل لقاء بين أخوين من النهضة والسفير التونسي في بيرن سنة 2003 ولم يتم فيه سواء تبادل التعابير عن حسن النية  » و قد  » وعد السفير بمواصلة الاتصال ولم يتحقق شئ ولم يعرض علينا شيئا  » ما ذلك اللقاء فقد  » استغرق اللقاء بين 20 و 25 دقيقة فقط وتوقعنا حصول أمر ما. ولكن ذهب الحمار بأم عمر فلا رجعت ولا رجع الحمار  » و أوضح الشيخ راشد بأن الحركة مدت يدها للنظام قبل سنتين و لكن الجواب كان معروفا للجميع، ولكن البعض أنسته الأيام أو الدراهم أو الأمل تلك الحقائق  » منذ سنتين عقدنا ندوة صحافية ومددنا أيدينا للسلطة بطلب الصلح ولم يكن هناك من تجاوب  » لا .. لقد ردت السلطة  » جاء الجواب من رئيس الدولة .. أن لاتصالح مع الأصوليين .. هذا كل ما في الأمر  » بل أن الأمر وصل إلى حد أن  » عدة شخصيات عربية حاولت التوسط ولم تجد أي استجابة  » و  » شخصيات سياسية ومسؤولين في دول عربية حاولوا دون جدوى  » فأين مزاعم محاولة الحركة السيطرة على الحكم  » هذا يؤكد أن الحركة لم تراهن على إحداث ثورة أو انقلاب في تونس  » لقد أجاب الشيخ راشد في موضع آخر عن سؤال محاولة السيطرة على الحكم فلا تتعجلوا الاحكام و لنواصل …
·        إذن بعد فترة عامين من الهدنة عاد النظام لسالف عهده زمن بورقيبة
** كانت فترة اختبار نوايا من الطرفين، ( كما ذكر سابقا ) والسلطة، صاحب السلطة الجديد، كان يستجمع أدوات القوة وأجهزة الدولة بيده ولما تبين أن النهضة لم يتم احتواؤها بالاساليب السياسية، استخرج عصاه وواصل ما كانت تفعله دولة بورقيبة، وما اعتادت عليه، أنه كلما أعيتها السياسة إلا والتجأت إلى وسائل القمع. حصل لقاء يتيم سنة 2003 بين أخوين من النهضة و بين سفير تونس في بيرن ولم يتم في هذا اللقاء سواء تبادل لحسن النوايا مع وعد من السفير بمواصلة الاتصال وكان لقاءا يتيما لم يسبق ولم يلحق بشئ، فظلت علامة استفهام، ماذا كانت تريد السلطة ؟
·        لم يعرض عليكم شيئا ؟
** لم يعرض علينا شيئا، كان لقاءا لمدة 20 أو 25 دقيقة، عبر الطرفان عن حسن نواياهما، وعن رغبتهما بحل المشكلات بواسطة التفاوض، ثم ذهب الحمار بأم عمر فلا رجعت ولا رجع الحمار. لم يحصل شئ، رغم إننا علقنا آمالا على ذلك اللقاء، ولكن لم يحصل شئ. وفي ذكرى تأسيس الحركة منذ سنتين، عقدنا ندوة صحافية ودعونا بشكل صريح، ومددنا أيدينا للسلطة بطلب الصلح، ولم يكن من تجاوب ولم يكن رد فعل السلطة، أو جاء الجواب من طرف رئيس الدولة بعد حوالي شهر بأنه لا تصالح مع الأصوليين، وهذا ما حصل. حاولت عدة شخصيات عربية، حاولت التوسط لكن لم تجد أي استجابة، شخصيات سياسية و مسؤولين في دول عربية، حاولوا أن يتدخلوا في الأمر ولكنهم لم يجدوا استجابة . مما يؤكد أن الحركة لم تراهن على احداث ثورة في تونس أو انقلاب في تونس، بل مدت يدها للمصالحة باستمرار ولكن كلمة مصالحة مثل كلمة مفاعلة لا بد من أن يكون فيها طرفان، أما الحب من طرف واحد فهو حب شقي.
·        هنالك من يطالب بحوار مباشر مع السلطة و بتهدئة لمدة عامين أي إلى ما بعد انتخابات 2009؟
** هذا تفكير بالتمني .. مطلوب من النهضة خلال عامين أن تنشد أناشيد الولاء والمديح وأن تعزف على الربابة. و تشيد بمآثر الحاكم لعله بعد سنتين ، ولماذا سنتين وليس ثلاثة ، سنة حب واحدة تكفي . تحكمات وتمنيات وترويج لاحلام في الساحة السياسية. ( أي ) على النهضة أن تفصل، أن تضحي بعلاقتها بالمعارضة و ب 18 أكتوبر وتبدل جلدها لعل الطرف الآخر بعد سنتين بالضبط، يستيقظ ضميره .. نحن لا نؤمن أن هذه هي السياسة .. نحن نؤمن أن السياسة هي فعل في الساحة يغير موازين القوى، ونؤمن بأن السياسة هي تبادل ضغوط تنتج عنها في النهاية وفاقات أما دون ذلك لا يعطي أحد شيئا لأحد. من يريد صدقة يقف أمام المساجد. السياسة ليس فيها صدقة، فيها مصالح، فيها ضغوط متبادلة، فيها دفع الضرر الأكبر بالضرر الاصغر. السلطة بطبيعتها في كل مكان تميل إلى الانفراد. حتى لو كان هنالك حاكم مسلم، لا يجد ضغوطا حقيقية عليه سيندفع  إلى الانفراد.
·        يقال إن حركة النهضة حاولت الاستيلاء على السلطة مرتين لذلك يخشى منها ؟
** إذا كان المقصود بالاستيلاء على السلطة تغييرها، فلأجل ذلك كانت السياسة. ولأجل ذلك تتأسس الأحزاب، والذي لا يفكر في السلطة لماذا يقوم بتكوين حزب ؟!
إذا كون شخص حزبا فذلك يعني أنه  يريد السلطة، سواء يريدها بمفرده أو بمشاركة غيره. فلا ينبغي لأحد أن يتبرأ من ذلك. الانظمة التي يحكمها الطغيان هي التي تريد أن تجرم فكرة تغيير السلطة، فكرة التغيير وفكرة الوصول للسلطة، هذه جريمة. كل الاحزاب والحركات السياسية الديمقراطية تريد التغيير بقطع النظر عن الحاكم، هو زيد أو عمر، لا يهمني كثيرا، ليس لدي مشكل شخصي مع شخص الحاكم. أنا عندي مشكل مع الاسلوب الذي يحكم به. ليس لدي مشكل مع عقيدته أصلا، أن يحكمني ملحد بالديمقراطية أفضل لي من أن يحكمني اسلامي بالديكتاتورية. هذا الاسلامي دينه تقواه في نفسه، وأنا أتضرر من ديكتاتوريته، والملحد إلحاده يعود عليه هو، وأنا أنتفع بديمقراطيته. ليس لدي مشكل مع شخص الحاكم و إنما لدي مشكل مع ديكتاتوريته. المشكل ليس مشكل شخص، وإنما مشكل جهاز استبدادي، منظومة كاملة استبدادية، لو يجلس على رأسها أكبر عالم اسلامي وأكبر صالح من الصالحين ستحوله هذه الشبكة إلى مستبد. نظام يعطي فيه الدستور كل السلطة للرئيس، ويعطي بعد ذلك لأجهزة الأمن الحرية المطلقة في التحكم، ولديه كل الادوات لقمع المجتمع. قانون الاحزاب، وقانون الصحافة، وقانون الانتخاب، وسائر المنظومات القانونية جميعها لقمع المجتمع و السيطرة عليه. كلها شبكة لخنق المجتمع والسيطرة عليه. هذا الذي نستهدفه نحن، نريد تغيير طبيعة الدستور، هذا الدستور الذي يجمع السلط كلها في يد الرئيس، نريد نحن توزيع السلطة هذه. توزيعها على الجهات، وتوزيعها على سلطة تشريعية و تشريعه، وتوزيعها على مؤسسات المجتمع المدني. بل نريد أن ننقل المجتمع التونسي من سلطة مركزية انفرادية إلى نوع من السلطة الفيدرالية إلى نوع من السلطة تتولى فيها الجهات. الجهات تنتخب الولاة وتنتخب المعتمدين وكل السلط تنتخب وتقلص سلطة الرئيس إلى الحد الأدنى حتى نجعله مجرد رمز. لان بلادنا ليست مهددة ولا تحتاج لسلطة مركزية لانها غير مهددة بالتفكك ولا توجد طائفية تبرر السلطة المركزية. المجتمع التونسي يحتاج لتفكيك بنية الاستبداد الموجودة في الدستور و في القوانين و في كل شئ. هذه هي مشكلتنا نحن و ليست لدينا مشكلة مع زيد أو عمر.
ما الذي تغير؟ الناس يطالبون باخراج المساجين، طيب أخرجوا المساجين، هل سنبقى بدون قضية إذا خرج المساجين ؟!!! لا يزال هناك 50 لدينا في السجون، السجون لم تفرغ أبدا. شعوب الارض تتداول معارضاتها على السلطة، لماذا معارضاتنا تتداول على السجن وعلى القمع. الاماكن التي شغرت من اليساريين ملأها الاسلاميون، والاماكن التي شغرت من بعض النهضويين  يملأها جيل جديد من الشباب، وهؤلاء الآلاف الذين خرجوا من السجن هم في سجن أشد.
عبدالله الزواري صار له 5 سنوات وهو منفي بعيدا عن أهله. ما الفرق بين المنفى والسجن؟ عبد الله الزواري أصر على العودة إلى السجن لأنه وجد نفسه في سجن كبير. فليكف هؤلاء عن خداع المجتمع التونسي وتبسيط الامور وعلى أن المشكل مشكل المساجين ويبحث عن كيفية اخراجهم من السجون. أو أن المشكل مشكل النهضة وبحث كيفية نحسن خطابها والمهاجرون كيف يعودون .
إحدى الأخوات أصرت على العودة إلى تونس، حتى إنها هددت بالطلاق، فجاء زوجها يستشيرني فقلت له دعها تعود، ولما عادت قالت والله ندمت. كل ما رايته محزن في البلاد.
المجتمع التونسي يترك ولو يجد طريقا فإن ثلاثة أرباع المجتمع التونسي سيغادرون تونس، أي بلاد هذه أي مجتمع تفتخر به بين قوسين نخبة النفاق . … نواصل في الجزء الرابع بعون الله الحديث عن ( المصالحة ) ورؤية الحركة لها ؟ وماذا يعني وجود بن علي من عدمه ؟ و مؤتمر حركة النهضة القادم ؟ والموقف الفرنسي من المستعمرات القديمة / الجديدة …
www.tunis-online.net info@tunis-online.net

كلمات للتاريخ أرفعها إلى صاحب مجموعة المستقلة

مرسل الكسيبي (*) أتابع في اهتمام كبير البحث المتجدد والمتكرر للأخ الدكتور محمد الحامدي عن المصالحة الوهمية التي بحثنا عنها في تونس من باب لهث العطشان وراء ماتوهمناه بركة ماء ولكننا لم نجده في ظل انعكاس الشمس على رمال الصحراء الا سرابا وخدعة بصرية … هكذا هو حديث المصالحة في توقيت يتزامن مع الاعتقال العشوائي للمئات من شباب تونس بشبهة وبغير شبهة ,وفي زمن فقدان الذاكرة تحت بشاعة التعذيب كما هو الحال مع المعتقل السياسي وليد العيوني ,وفي ظرف يمنع فيه الدواء عن سجين الرأي فرج الجمي ,وفي توقيت تشهد فيه تونس حملة شرسة وشاملة ضد المحجبات في أكثر من جامعة ومدينة وفي فترة تداهم فيها بيوت أقارب العالم والمعارض البارز البروفسور منصف بن سالم ليعتقل واحد من أقاربه الشبان السيد خليل الصغير في ظروف توحي بتوحش مخالب أجهزة الدولة ,هذا الم نتحدث عن منع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان من عقد مؤتمرها الخامس أو الاعتداء بالضرب على واحد من فرسان الحرية والمحاماة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي أو التلاعب بمصير المئات من سجناء الرأي من أجل المراهنة وبطريقة خاسرة وغير أخلاقية على استعمالهم كأداة للمساومة في بعض الاستحقاقات الانتخابية … حديث لايمكن أن أقيمه حين تكرره بمناسبة وغير مناسبة من الأخ محمد الهاشمي الا على وجه الرغبة في المزايدة على واقع لم تبرز مؤشرات دالة وقطعية على تحسنه أو تغيره أو تبدله … لقد جربنا هذا الطريق فيما سبق من باب تعدد المسالك السياسية ومن باب تبرئة الضمير في التفريج عن كرب المكروبين من سجناء الرأي وغيرهم من المحرومين من حقوق المواطنة ,غير أننا واجهنا الرأي العام الوطني بشجاعة حين قدمنا خلاصة تجربتنا مع هذه السلطة بعد حوالي سنتين من محاولات البحث عن خيط أبيض نرتكز عليه في موضوعات الاصلاح والمصالحة الحقيقية … لقد كانت تجربة ثرية لم نكتشف من خلالها الا ضعف الجناح الاصلاحي داخل أجهزة الدولة والحزب الحاكم وهو ماعنى لدينا بأن مزيدا من اهدار الوقت والجهد في هذا الاتجاه سوف لن يكون الا من قبيل المراهنة على الوقت الضائع في ظل هزيمة ثقيلة وسط التوقيت الرسمي للمباراة … يبقى أنه لابد من التنويه الى أن أسلوب التزلف والتملق ومسح الأحذية وطلب الأمور في غير عزة وأنفة لم يكن ديدننا ويبقى في كل الأحوال سبيلا غير أخلاقي لانتمنى على غيرنا أن يسلكه … اننا لانتسول حقوقا تظل مشروعة وكفلها لنا رب العزة وشرائع الأرض والسماء ودستور تونس وقوانينها الأساسية الا مااستثني من تشريعات معتلة وضعيفة وقع استصدارها في السنوات العجاف … مايفعله الأخ الحامدي اليوم وفي مثل هذه الظروف القاسية التي يمر بها المناخ السياسي في تونس ليس في نظرنا سوي محاولة يائسة للتقرب من ذوي السلطان أو مراهنة على جواد سياسي خاسر لايليق بالأحرار أن يركبوه . نريد بوضوح لتونس حريات حقيقية وليس صدقة يتبعها المن والأذى … نريد لتونس عزة وكرامة وليس تملقا وتزلفا تأباه الأنفس في مقابل بخس العطاء … نريد وطنا حرا ومواطنا معتزا بانتمائه لوطنه من منطلق دولة الحق والقانون وليس من منطلق التسول على أعتاب القصور والعطاءات الخفية التي يستدرها لبن فاسد يحمل مسمى المصالحة المغشوشة التى يبصقها المذاق السليم للمواطن حين يكتشف فساد خلطتها الكيمياوية المكدرة برشوة كلام مزور أو مال يدر على الغشاشين … كلمات أردت أن أوجهها في صدق منطلقه مراجعة النفس وتقويم المسارات وعدم الترويج للبضاعة الفاسدة في زمن ثورة المعلومات واطلاع الناس على دقائق ورقائق الأمور … ماذا خسر هؤلاء المزايدون علنا بلبن مغشوش في سوق عمومية توفرت فيها أدوات الحسبة وصرامة المحاسبين وفوق ذلك وقبله الضوء الساطع للشمس ؟ الجواب هو أن الخسارة كبيرة وكلفتها المصداقية والكرامة ومحبة الناس ولعنة المظلومين حين الاصرار على ترويج اللبن الفاسد تحت أشعة الشمس الكاشفة والى جوار دوائر الحسبة في سوق اللبانين … هكذا هو واقع أخينا الحامدي حين يصر على ترويج البضاعة المغشوشة تحت مسمى المصالحة في زمن البأساء والضراء التي تحل بنا سياسيا وحقوقيا واعلاميا معشر التونسيين … ليس من المعرة في شيء مراجعة النفس وكبح جماحها الأمارة بالسوء ,ولكن المعرة في الاصرار على التسويق والترويج للمشهد السياسي التونسي على أنه لبن غير مغشوش يحمل مسمى تونس الجميلة التي ليس فيها عطالة ولابطالة ولا معتقلين سياسيين ولا مشاكل تعكر صفو مواطنيها … أو لسنا في بلد الفرح الدائم …! ألا بئس الراشي والمرتشي والماشي بينهما … لقد كتبت هذه الكلمات بعد أن رأيت من المجادل كثرة المراء ,ولم أرغب اطلاقا في الانتصار لزيد أو عمرو بقدر ماأردت الوقوف مع حقيقة المشهد في تونس , فاذا أرادت السلطة تسفيه تقييماتنا فلترنا من سعة صدرها ومن حرياتها ومن احترامها لحقوق المواطن ومن اعادتها لاعتبار كرامته وأحلامه في الدولة الوطنية ماتقر به أعيننا وأعين المظلومين من المنفيين والمعذبين في غياهب السجون أو حتى ممن غادروا السجن ليجدوا أنفسهم معزولين عن أهلهم وذويهم مدة 5 سنوات وعلى بعد 500 كم ,كما هو حال أخينا وزميلنا الأستاذ عبد الله الزواري القابع وراء حصار متخلف لايليق بدولة تقدم نفسها للعالم نموذجا للحداثة والتنمية والتقدم والاستقلال … هذا هو واقعنا بكل بساطة ولعلني أبرئ الذمة الى الله تعالى مجددا من أن أكون شاهد زور على ماتفعله قنوات الديمقراطية والمستقلة في زمن حن لنا أن نتحدث فيه عن الحرية في كوالا لامبور وسان باولو والعاصمة لندن ,وشلت فيه ألسنتنا عن الحديث عن ديمقراطية « الحوامد » و »سيدي بوزيد » وجهة « بئر صالح  » ومعتمدية « الحنشة » حيث تكلف هناك الكلمة الحرة أصحابها افتكاك الشاحنات الفلاحية والتهديد بتفجير مقر قناة المستقلة واختطاف الشاب اليافع خليل الصغير ومداهمة بيت رجل مقعد ومبتور الرجل في ساعة متأخرة من الليل …واستعراض قوات مختصة وأخرى غير مختصة في غسق الليل البهيم … هذه هي تونس الجميلة التي يقدمها لنا الواقع السياسي المرير في زمن ثورة الاتصالات والمعلومات ,فان أصرت مجموعة المستقلة الفضائية على ممارسة دور صحيفة البرافدا الشيوعية فلبئس المستقلة!!! , ولئن تابت مجموعة المستقلة الى بارئها وابت وعادت الى أحضان شعبها فمرحبا بها في قوافل الحق والحرية , وان الله تعالى لغفور رحيم وان شعبك يادكتور محمد لمرحب بك مجددا في قوافل المناضلين , وان لم تفعلها اليوم اليوم وليس غدا !, فلنقلها جميعا وبصوت مسموع رحم الله محمد الهاشمي الحامدي يوم أن أصبح عبدا للدرهم والدينار ونسي الام أهل الحوامد ورفاق درب الحرية الذين سطروا مسيرة شعبهم باضرابات أسطورية وراء قضبان حديدية لاينصب أعمدتها الا عتاة السادية وكبار الساديين … هذه كلمات صادقة أهديتها دون غش أو مجاملة لمن عرفناه نسرا في طلب الحرية أيام الجامعة التونسية ,ولكن يبدو أن زيارته لقصر قرطاج قد أعمت بصيرته عن ذكر مناقب الحرية والأحرار في بلد أبي القاسم الشابي الذي أصبح حصالة لبرنامج شاعر المليون حتى على شاشة قناة المستقلة !!! حرر بتاريخ 24 ماي 2007-8 جمادى الأولى 1428 ه (*) كاتب واعلامي تونسي/رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (المصدر: مراسلة للحوار نت من مدير موقع الوسط التونسية)


 

رسالة إلى صاحب السواك الحار

بقلم: د. محمد الهاشمي الحامدي أخي في الله والوطن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أدعو الله تعالى أن يهدينا جميعا بفضله ورحمته إلى سواء السبيل، وإلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا. كتبت في مقالتك الأخيرة معلقا على هذا النص الذي سبق أن نشرته في مقال من مقالاتي:  » في 1989، كان يفترض أن تدخل الحركة في لوائح انتخابية مشتركة مع التجمع الدستوري الديمقراطي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين. فانتهى الأمر بمواجهة انتخابية شاملة بين التجمع والإسلاميين تلتها المواجهة المعروفة التي ما نزال نرى آثارها وتجلياتها حتى اليوم ». خلاصة تعليقك هي: مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا. اسمح لي أن أقول لك، بكل أدب واحترام، أنك أنت المخطئ، وكل من على رأيك أخطأ مثلك. وهذه بعض الأدلة: الدكتور محمد الشرفي انضم إلى حكومة التجمع خمس سنوات كاملة، رغم أنه كان يوما من الأيام مناضلا معارضا للنظام التونسي ضمن حركة آفاق اليسارية. وعلى مدى نصف عقد من الزمان أشرف على تغيير النظام التربوي بالكامل. الدكتور الشرفي لم يعمل برأيك، فاستطاع تنفيذ الكثير من الرؤى التي ناضل من أجلها خلال خمس سنوات من العمل في الحكم. وأنت، إذا سمحت لي باعتبارك رمزا لتيار معين، إما سجين أو محاصر أو شريد. وكلما تطوع أحد وحاول معالجة هذه الخصومة المرة، تصديت له بالإعتراض والسخرية والتشهير. ومن الأدلة أيضا أن الآلاف ممن ينتمون لنفس المدرسة الفكرية اليسارية للأستاذ محمد الشرفي فعلوا مثله، ولم يؤمنوا بنظريتك التي رددت بها عليَّ في مقالتك الأخيرة. وهم اليوم في كل أجهزة الدولة تقريبا، عندهم فرصة للعمل، وفرص لتجسيد المثل والمبادئ التي ناضلوا واعتقلوا من اجلها. وكما ترى، فإن أهل هذه المدرسة لا يرون في العمل في أجهزة دولتهم عارا ولا مسبة ولا مذلة. وليسوا ممن يبددون طاقاتهم وجهودهم في مثل ما تقوم به أنت ويقوم به عدد من الإسلاميين هذه الأيام. كلما قام للصلح داعية تألبوا عليه كأنه يدعوهم للهلاك وكأنهم هم الضحية الأولى والوحيدة لمثل هذ الصلح إن ولد ورأى النور. ومن دواعي الإنصاف أيضا أن يسجل المرء أن عموم أهل هذه المدرسة اليسارية لم ينشروا مقالا واحدا في الشهر الماضي يعارضون فيه الصلح بين الحكومة والإسلاميين. ولا كتاب التجمع ومناصروه فعلوا ذلك أيضا، رغم أن المطالب التي تضمنها اقتراحي للصلح تشمل إطلاق سراح جميع المعتقلين، ورفع القيود الأمنية عن المعتقلين السابقين، وإلغاء المنشور 108، وتمكين الإسلاميين من جمعية ثقافية، ومن حق العمل السياسي في حزب من الأحزاب المرخصة قانونيا. أما أنت فلم تنصفني ولم تنصف نفسك، لأنك لو فعلت لاعترفت أن ما جرى في 1989 كان خيارا خاطئا ومضرا وينبغي ألا يتكرر في المستقبل، إن أتيحت الفرصة أصلا لتكرار مثل تلك المعطيات. لم تنصفني ولم تنصف نفسك، لأنك تكتب بروح الخائف من هذه المصالحة. كأنك الضحية الأولى لها إن تحققت. كأنك المتضرر الأول منها. أنت لا تريد أن تصالح. ولا تريد أن تسمح للآخرين بالسعي لتحقيق مثل هذه المصالحة. ماذا دهاك؟ أين عقلك؟ أين حكمتك؟ إلى متى الإعراض عن الإعتراف بالحقائق الساطعة والإمعان في تكرار الأخطاء القديمة؟ لا تقل لي حفظك الله: انظر إلى أوضاع الرابطة والحزب الديمقراطي وحزب التكتل. فهذه هيئات معترف بها وتنشط داخل تونس وخارجها، وتعقد مؤتمراتها، ويسافر قادتها من وإلى تونس دون مشاكل. ولهذه الهيئات قيادات تدافع عن مصالحها وهي لم تطلب النجدة منك. إنما تكلم عن ضحايا سياسة المواجهة من الإسلاميين وعن النتائج الكارثية لتلك المواجهة. وقل لي عندئذ: متى تنوي أن تساعد بالصمت فقط، الصمت لا أكثر، عندما يحاول البعض إصلاح ذات البين بين أبناء الوطن الواحد وتضميد الجراحات القديمة؟ ومتى ينوي من يكتبون بنبرتك واتجاهك أن يساعدوا بالصمت على الأقل إن كبرت عليهم كلمة واحدة للتشجيع والتأييد؟ يا عزيزي صابر: مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة. ومسيرة إصلاح ذات البين بين التجمع الدستوري الديمقراطي والإسلاميين في تونس تبدأ بخطوة واحدة أيضا. هذه الخطوة هي الصمت عن الخطاب المفسد والمثبط لكل محاولة للصلح. تلك هي القطرة، ثم ينهمر الغيث إن شاء الله. وإن كنت في شك مما أقول فجرّب. جرّب هذه الإستراتيجية لثلاث سنوات فقط كحد أقصى، وسترى ثمارها السارة الجميلة قبل ذلك بإذن الله. فهل تستجيب؟ إلى أن يأتي جوابك، أعتذر لك إن اسأت لك في هذه المقالة بكلمة، فإني لم أقصد الإساءة إليك قط، وإنما أردت استثارة حميتك لأمر المصالحة، وأدعو الله أن يوفقني وإياك لما يحب ويرضى، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه. آمين، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.  

يلمني نصي
جمال الدين أحمد الفرحاوي 1 تضيع الحروف…… حين تناى الكلمات يمسي النص……. مساحة …..الم تمد المسافة بين الهناك …… …..وبيني تمّحي …نقاط الحروف تتيه بين السطور توغل في ……. مسافات ! ال…غـ….يا…..ب تبتعد………….. ليس يغريها ….الحضور….!! 2 يلمـني….النّــص من شتات انتظاري يعيد صياغة كلماتي يحط ّ النقاط يصبح للحرف معنى تصبح ال..قـ…صـ..يـ..د..ة نــبـعا…………..! لارتواء  الروح سمتا لتأويل حال الظمأ لحنا يعزف رجع أشعاري ….القديـــمه 3 تنساب ….. نحو الهناك بقايا ..نصوصي ينحني …الشعر صمتا ….أمام الجراح….. أكتب نصا لا تنحني ….كلماته تـ…نـ…تـ…صب قامة الورق………..! تعانق الحبر ………. تعلن عشقها ….للقـصيــــد لاهاي في 22/05/2007


‘كلمة رجال’ يطرح موضوعات لم تعالجها السينما التونسية من قبل

فيلم تونسي جديد يتطرق للمسكوت عنه كانتشار ظاهرة الزواج العرفي والخيانة الزوجية والتفكك الاجتماعي في تونس.

ميدل ايست اونلاين- تونس ـ من كارم الشريف بنجاح كبير، تستمر بقاعات السينما التونسية، ومنها « المونديال » بوسط العاصمة و »أميلكار » بضاحية المنار، وللأسبوع الثامن على التوالي عروض الشريط السينمائي التونسي الجديد « كلمة رجال » للمخرج معز كمون، وسط إقبال جماهيري كبير تجاوز عدده الـ 50 ألف مشاهد. مع الإشارة إلى أنه لم يعرض بعد داخل قاعات السينما ببقية الولايات التونسية. ويحقق الفيلم بهذا النجاح النادر حدوثه في تونس إنجازا سينمائيا جديدا يسجل بأحرف من ذهب في سجل السينما التونسية كواحد من الأفلام التي حققت نجاحا تجاريا قياسيا واستثنائيا. ويطرح الفيلم الذي أثار الكثير من الجدل والنقاش في مختلف الأوساط الثقافية والاجتماعية بتونس، بجرأة كبيرة وغير مسبوقة عدة مواضيع وظواهر اجتماعية هامة وخطيرة لم يتطرق إليها في السينما التونسية من قبل، وشبه مسكوت عنها في المجتمع التونسي منها انتشار ظاهرة الزواج العرفي والخيانة الزوجية والتفكك الاجتماعي. كما يتعمق الفيلم في إبراز بعض التغيرات الاجتماعية السلبية التي تمس القيم الإنسانية الإيجابية التي كانت سائدة من قبل. إضافة إلى أن الفيلم يكشف بصراحة عن أسباب تردي الوضع الثقافي والفكري والعلمي ويقدم صورة واقعية عن الممارسات اللا إبداعية التي تسوده. ويعري الفيلم بعض الممارسات الخطيرة التي تحدث في الجامعات ومنها تقديم الأطروحات المشكوك فيها. ويشارك فيه نخبة من أبرز نجوم التمثيل في تونس منهم: جمال ساسي وفتحي المسلماني وجميلة الشيحي ورمزي عزيز ولطفي الدزيري ونجوى زهير وهاجر حناشي وسوسن معالج وعبد المجيد الأكحل وسفيان الشعري. وجمع شريط « كلمة رجال » بين رموز الإبداع السينمائي والأدبي والموسيقي في تونس وهم: منتجه حسن دلدول الذي يعد أحد كبار رموز السينما التونسية ورائد من روادها الكبار، وهو كان وراء ظهور أغلب كبار العاملين في المجال السينمائي التونسي من مخرجين وتقنيين ومنتجين وممثلين. وعلى امتداد أكثر من 40 سنة أنتج دلدول، كليا أو بالاشتراك، أكثر من 50 شريطا سينمائيا طويلا تونسيا وعربيا وأجنبيا منها على سبيل الذكر « السقا مات » للمخرج صلاح أبو سيف، و »بيروت: اللقاء » للمخرج برهان علوية. والطرف الثاني هو الأديب التونسي الكبير حسن بن عثمان صاحب رواية « بروموسبور » التي استلهم منها الفيلم، وهي متوجة بجائزة « الكومار الذهبي » التي تمنح سنويا لأفضل رواية تونسية. والطرف الثالث هو الفنان والموسيقار التونسي القدير لطفي بوشناق الذي أشرف على الجانب الموسيقي للفيلم وأنجز الموسيقى التصويرية وأدى أغنية جنريك النهاية له. والطرف الرابع هو مخرج الفيلم معز كمون الذي يحسب في تجربته السينمائية الأولى مع الأشرطة الطويلة ابتعاده عن الطابع الفولكلوري الذي تعاني منه السينما التونسية، وتعامله بمنتهى الواقعية والجدية مع الواقع التونسي المعاصر بلغة سينمائية فيها الكثير من الابتكار والإبداع. إن كمون يمتلك تجربة مهنية ثرية بحكم عمله مساعدَ مخرج منذ حوالي 20 سنة مع كبار المخرجين السينمائيين والمسرحيين التونسيين ومنهم النوري بوزيد وتوفيق الجبالي، والعالميين منهم المخرج جورج لوكاش في فيلمه « حرب النجوم » بجزأيه، والمخرج انطوني مانقيلا في فيلمه « المريض الإنجليزي ». وذكر المخرج معز كمون في تصريح إعلامي عن نجاح الفيلم « بكل صدق لم أكن انتظر هذا النجاح الجماهيري الكبير لفيلمي، لأن الظروف التي أنتج وعرض فيها كانت ضده إلى حد ما، من ذلك أن عرضه تأخر أكثر من ثلاث سنوات، إضافة إلى أن توقيت عرضه لم يكن مريحا خاصة وأن هذا الموسم عرف عرض ستة أفلام تونسية وكلها عرضت قبله. » ويضيف كمون « لكل هذا أنا في ذروة فرحي بهذا النجاح، أولا لأن الفيلم نجح في الدفاع عن نفسه وحقق كل هذا النجاح الباهر وهذا يحسب له. وثانيا لأنني تجنبت بكل قناعة أن استجيب لجميع أنواع الإملاءات والوصاية والإغراءات من أي جهة، وكنت صادقا مع نفسي وعملي إلى أبعد حد. » وقال « أنا فخور بهذه التجربة لأن الأغلبية من آلاف المشاهدين قبلت أسلوبي وتفاعلت مع الفيلم الذي رأت أنه عكس مشاغلها ومشاكلها واهتماماتها وواقعها بكل صدق وعمق. » وعن من لم يعجبه الفيلم قال كمون « إنني أحترم موقف الأقلية التي لم يعجبها الفيلم لعدة أسباب أبرزها أنه لم يكن وفيا لرواية الروائي التونسي القدير حسن بن عثمان التي استلهم منها. مع أننا أكدنا أنا وحسن على أن لكل عمل إبداعي خصوصياته وفق المجال والرؤية الخاصة بصاحبه. » وأضاف « بغض النظر عن أنني صاحب الفيلم الذي لا أنكر صعوبته لأنه يقدم رؤية سينمائية جديدة للواقع التونسي خالية من كل أنواع التوابل التجارية، فإنني أشيد بردة فعل الجمهور الرائعة تجاه هذا الفيلم التي تؤكد أن الناس يفهمون السينما عكس ما يتم ترويجه. وعن عمله القادم قال المخرج معز كمون « إن نجاح « كلمة رجال » سيمنحني دعما معنويا هاما لإنجاز شريطي القادم الذي اخترت أن يكون عنوانه « شهرزاد » وسيكون مغايرا كليا لفيلم « كلمة رجال  » لكن أحداثه ستدور حول تونس اليوم كما أراها. » ويقول المنتج حسن دلدول في نفس السياق « نجاح الإخراج يمثل نجاحا للإنتاج رغم أن إقبال الجمهور لم يكن وفق التقديرات التي كنت أريدها، إذ أنني كنت أطمح إلى أن يتجاوز عدد مشاهديه 100 ألف، وأن تتواصل عروضه بالقاعات على امتداد 15 أسبوعا. » ويضيف « ومع ذلك فأنا سعيد جدا بأن يتمكن شريط سينمائي تونسي من تحقيق هذا التميز والتألق، خاصة وأننا لم نعتد في السينما التونسية إلا نادرا ومع كبار المخرجين، على البقاء مثل هذه المدة التي مازالت مرشحة للزيادة، بما أن الفيلم مازالت عروضه متواصلة. وقال « أتمنى أن يواصل المخرج معز كمون تألقه ويدعم هذا النجاح في أفلامه القادمة لأنني أعتبره من السينمائيين الجيدين والحاملين لمشروع قادر على تحقيق فائدة مهمة وإضافة حقيقية للسينما التونسية، وهذا ما تؤكده تجربته الأولى مع فيلم « كلمة رجال. » ويضيف حسن دلدول قائلا « أعتقد أن الفيلم رغم بعض الصعوبات التي اعترضته في البداية ومنها تأخر خروجه إلى القاعات واعتماده على لغة سينمائية جديدة مغايرة للسينما التونسية المتداولة، قد حقق عدة نجاحات أخرى. من أهم هذه النجاحات أنه شد اهتمام الجمهور بمختلف فئاته واهتماماته من خلال الجدل الذي أثاره والنقاش الثري والعميق الذي أدخله على المشهد الثقافي التونسي وسط أغلب المنابر وخاصة منها الإعلامية التي تفاعلت معه. » ويختم المنتج دلدول حديثه قائلا « أنا أؤمن بأن ما أنجزه الفيلم هو منتهى ما يبحث عنه كل مخرج ومنتج هدفه الأساسي تقديم سينما جادة ترتقي بالسينما التونسية وتمنحها إشعاعا أكبر. » (المصدر: موقع ميدل إيست أونلاين (لندن) بتاريخ 25 ماي 2007) الرابط: http://www.middle-east-online.com/arts/?id=48432


قبل زيارتها « الأولى » لدولة الإمارات العربية المتحدة… حرم رئيس الجمهورية التونسية تدلي بحديث إلى وكالة أنباء الإمارات..

ليلى بن علي تشيد بدعم الشيخة فاطمة لحوار الحضارات وثقافة التعايش السلمي بين الشعوب

أبوظبي في 25 مايو /وام – أكدت السيدة ليلى بن علي- حرم فخامة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أن زيارتها الأولى لدولة الإمارات فرصة للتعرف عن قرب على التقدم المطرد والشامل الذي حققته هذه الدولة الشقيقة بفضل الإنجازات الكبرى التي قام بها الراحل العظيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – ويواصلها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة  » حفظه الله » للعمل على تعزيز مكاسب الإمارات وإثرائها في كل الميادين والتقدم بها نحو آفاق أرحب. وشددت قرينة الرئيس التونسي في حوار هو الأول من نوعه لوسيلة إعلام إماراتية على عمق العلاقات الثنائية الخاصة والمتميزة التي تجمع تونس والإمارات .. وثمنت دور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتفعيل العمل النسائي العربي المشترك ووصفتها بالرائدة في حقل النشاط النسائي ليس في دولة الإمارات ومنطقة الخليج فحسب بل على مستوى العالم العربي كله .. وأعلنت دعمها لخطط سمو رئيسة منظمة المرأة العربية واستراتيجيتها في دعم حوار الحضارات ونشر ثقافة التعاون والتعايش السلمي بين الشعوب . وحول إنجازات المرأة التونسية .. قدمت السيدة ليلى بن علي الأرقام والإحصائيات التي تكشف حجم الإنجاز في مختلف المجالات والميادين .. وفيما يلي نص الحوار.. س.. ما هو تصوركم للدور الذي يمكن أن تقوم به منظمة المرأة العربية للارتقاء بالمرأة العربية من المحيط إلى الخليج؟ . ج .. إن منظمة المرأة العربية هيكل تنظيمي فتي لكنه عتيد يجمع بين النساء العربيات من المحيط إلى الخليج تجسيداً لما يربط بيننا من أواصر تاريخية ثابتة الجذور ومن معالم جغرافية متنوعة وثرية ومن تراث ثقافي وحضاري عريق مجيد علاوة على ما تعيشه المرأة العربية اليوم من قضايا متماثلة ومشاغل متجانسة وتطلعات مشتركة تحفزنا كلها إلى الانخراط في مسيرة التطور والحداثة. وكان ظهور هذه المنظمة بمنطقتنا العربية حدثاً بارزاً لابد من أن نسجله بكل اعتزاز وأن نشكر صاحبات هذه المبادرة النبيلة التي أسهمت في تأسيس كيان نسائي يعمل بجد ومثابرة على النهوض بأوضاع المرأة العربية. أما تصورنا للدور الذي يمكن أن تقوم به منظمتنا لفائدة المرأة العربية من المحيط إلى الخليج فهو يستند أساساً إلى قراءة واعية وشاملة لأوضاع المرأة العربية في عصرنا وإلى إدراك عميق لطبيعة أوضاع مجتمعاتنا وأوضاع العالم من حولنا وإلى التحلي بالعقلانية والواقعية في معالجة أمورنا في كنف الحوار والوفاق والتعاون والتضامن.. فنحن ما نزال في حاجة إلى القضاء على الرواسب التي نتجت عن عهود الاستعمار والتخلف لتوثيق جسور التواصل والتزاور والتبادل والتكامل فيما بيننا وتوحيد نظرتنا إلى الأمور وترتيب الأولويات والتحرك حسب خطط مدروسة وبرامج مرسومة وطبقاً لما يتوفر لدينا من وسائل وإمكانيات. ومن واجباتنا في الوقت الراهن تنمية وعي مجتمعاتنا بحقوق المرأة واعتبارها قيمة اجتماعية سامية تدرك بالمثابرة والسعي المتواصل إذ لا حرية ولا ديمقراطية ولا عدالة في أي مجتمع إذا ظلت المرأة فيه تعاني الاقصاء والتهميش والتمييز.. وإن مجالات العمل والنشاط عديدة ومتنوعة في هذا الباب وفي مقدمتها الحرص على ضمان مبدأ الحق في التعليم والتكوين والصحة بأقطارنا للرجل والمرأة على حد سواء وتنظيم الأسرة والمحافظة على استقرارها وتماسكها وترشيد تقاسم المسؤولية بين كل أفرادها وتأهيل المرأة معرفياً ومهنياً واقتصادياً وحفزها إلى الإقبال على العمل التطوعي والنشاط الجمعياتي إذ لا مجال اليوم لمواصلة التعامل مع حقوق المرأة بأساليب تقليدية في هذه المرحلة الدقيقة من الحضارة الإنسانية. س.. تشاركون في الاجتماع الثالث للمجلس الأعلى للمنظمة والذي سوف يعقد في أبوظبي.. فما هي دلالة هذه المشاركة؟ . ج.. إننا نحرص في تونس حرصاً شديداً على دعم العمل العربي المشترك في جميع الميادين ولذلك شاركنا في الاجتماعيين الماضيين للمجلس الأعلى للمنظمة وقدمنا عدة آراء واقتراحات.. وها نحن نشارك في الاجتماع الثالث للمجلس تعبيراً منا على الاهتمام الذي نوليه لمنظمة المرأة العربية وتأكيداً منا على الإسهام في تعزيز دور المرأة في مجتمعاتنا، والمشاركة الإيجابية المتواصلة في كل ما يخدم قضايانا ومصالحنا. ونعتقد أن اجتماعنا بأبوظبي سيكون محطة بارزة في عمل منظمتنا نظراً إلى ما تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة من منزلة رفيعة في قلوبنا وما نكنه لها ولشعبها وقيادتها من احترام وتقدير كبيرين تجسمهما هذه العلاقات الأخوية الممتازة بين تونس ودولة الإمارات. ولنا في سياسية دولة الإمارات العربية الحكيمة وفي مواقفها الرصينة وفي حماسها وصدقها لخدمة القضايا العربية ما يؤكد نجاح اجتماعنا والخروج بنتائج موفقة ومشجعة تكون لنا مرجعاً أساسياً في برامجنا للمرحلة المقبلة.. كما أن مشاركتنا في اجتماع أبوظبي هذه شهادة امتنان وعرفان منا لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي نكن لها في تونس كل الإعجاب والتقدير باعتبارها رائدة في حقل النشاط النسائي لا في دولة الإمارات ومنطقة الخليج فحسب وإنما على مستوى العالم العربي كله علاوة على الدور الكبير والحاسم الذي تقوم به داخل منظمتنا النسائية.. وسيكون حضورنا في أبوظبي فرصة للتعرف عن قرب على التقدم المطرد والشامل الذي حققته هذه الدولة الشقيقة التي نعتز بها نموذجاً لحركة التنمية والإصلاح والتحديث في البلاد العربية بفضل الإنجازات الكبرى التي قام بها الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – ويواصلها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – رئيس الدولة – لتعزيز مكاسب الإمارات وإثرائها في كل الميادين. س.. سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك – رئيس منظمة المرأة العربية – لديها اهتمام خاص بتفعيل العمل النسوي العربي المشترك وفي أجندتها خلال فترة الرئاسة 2007-2009 تسعى لاستحداث آليات لدعم حوار الحضارات بحكم اقترابكم الجغرافي من أوروبا ما هو تقييمكم لهذه الاستراتيجية وهل تتحقق بها أهداف المنظمة؟. ج .. أريد قبل الإجابة على سؤالكم هذا أن أحيي بكل اعتزاز المجهودات السخية التي تقوم بها الأخت الفاضلة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتفعيل العمل النسائي العربي المشترك في مختلف المجالات وأن أنوه بالمناسبة بما تتميز به من كياسة ولطف وحكمة وقدرة على إثراء العلاقات ونسج الصداقات وتقديم المبادرات التي تفيد المنظمة وتمنحها النشاط والحيوية. وإن في حرص الأخت العزيزة سمو الشيخة فاطمة على استحداث الآليات الملائمة لدعم الحوار بين الثقافات والحضارات لخير دليل على عمق وعيها بواقع العصر وعلى ما تملكه من نظرة ثاقبة للأمور وعلى إيمانها القوي بقدرة العرب على التفاعل الإيجابي مع عالمهم حتى لا يكونوا عبئا عليه أو غرباء عنه وإنما شركاء فيه وشهداء عليه. ونحن نملك في رصيدنا التاريخي القديم والحديث ما يؤكد قناعتنا بأن جميع الثقافات والحضارات هي وليدة تراث إنساني مشترك متنوع المصادر كما أن جميع الثقافات والحضارات تملك من تراث المحبة والتسامح ومن إمكانيات الإبداع والإضافة ما يؤهلها لأن تكون على الدوام أداة حاسمة في تكريس التفاهم والوئام ووحدة المصير بين البشر أجمعين. وقد ظهرت ببلادنا بحكم قربها الجغرافي من أوروبا وفي عهودها الزاهرة بقرطاج والقيروان وتونس عدة حركات إصلاح وتطوير تكرس التفتح على الآخر وتتفاعل إيجابياً مع الثقافات والحضارات الأجنبية وتتعايش معها وتسهم في إثرائها وهي السمات التي بقيت إلى اليوم ثابتة متجددة في تقاليدنا الاجتماعية واختياراتنا السياسية أسوة بأسلافنا الذين كانوا حلقة وصل أمينة ونشيطة خلال القرون الوسطى بين الثقافات القديمة والثقافات الصاعدة وكان لبلادنا من قوة الشخصية ما مكنها في فترات الضعف والتراجع من الصمود في وجه الغزو الخارجي ومن استعادة زمام المبادرة للتجدد الذاتي مع كل مرحلة دون قطيعة مع هويتها وجذورها ولا انغلاق عن الحضارات والثقافات السائدة.. لذلك نحن نبارك مسعى سمو الأخت الكريمة فاطمة بنت مبارك – رئيسة منظمة المرأة العربية في تنشيط الحوار بين الحضارات ونعلن استعدادنا لدعمه ومساندته وإثراء آلياته ومضامينه.. وإنني واثقة بأن هذه الاستراتيجية ستخدم منظمتنا وستكون فرصة لانطلاقة جديدة في فتح حوار خصب ومتكافئ مع غيرنا من التجمعات النسائية الأوروبية والأمريكية والآسيوية والإفريقية نؤكد فيه لهنّ اشتراكنا معهن في الإيمان بقيم دينية واجتماعية وثقافية وحضارية بعيدة كل البعد عن التطرف والتعصب والضغائن والأحقاد ومشاعر الكراهية.. فنحن أمة اعتدال ووسطية وتسامح ننشد التعايش والأمان والسلام مع كل الأمم في كنف التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل. س.. التجربة التونسية في مجال النهوض بالمرأة تجربة عريقة من نتائجها الحضور البارز للمرأة التونسية على الساحة الوطنية هل من لمحة عن منجز هذه التجربة والإضافة التي حققها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في هذا المجال؟ . ج .. لقد اهتدت تونس بفضل ثراء مخزونها الحضاري والمدّ الإصلاحي المتواصل إلى التقدم بأوضاعها شيئاً فشيئا من المقاومة إلى التحرير فالبناء الذاتي.. وكان للحركة الإصلاحية والتحديثية التي ظهرت خصوصاً مع الثلث الأول من القرن الماضي أثرها البالغ في التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي ستوجه المجتمع التونسي في مقاومته للاستعمار الفرنسي ثم في بناء الاستقلال وتأسيس الدولة الحديثة وذلك بفضل رواد إصلاح بررة أمثال أبي القاسم الشابي والطاهر الحداد والزعيم الحبيب بورقيبة.. وكان من مقومات هذه الحركة فك القيود التي عرقلت تقدم الشعب وكبلت المرأة داخل الأسرة والمجتمع وإزالة تقاليد وسلوكيات كانت تعزل المرأة وتحطّ من كرامتها وتحرمها من حق إثبات ذاتها وتأكيد قدراتها وبرهنت هذه الحركة الإصلاحية أن ديننا لا يتعارض مع الحداثة وأن التحرير والتنوير والاجتهاد عوامل أساسية للرقي والمناعة والازدهار لذلك ما أن تحصلت تونس على استقلالها سنة 1956 حتى تم بعد خمسة أشهر فقط وبالتحديد في يوم 13 أغسطس 1956 إصدار مجلة « الأحوال الشخصية » التي وفرت للمرأة التونسية إطاراً تشريعياً يمنحها الحقوق والحماية والرعاية بأن منع تعدد الزوجات وفرض السن الدنيا للزواج ووضع حداً للطلاق العرفي ومكن المرأة من ممارسة حق اختيار الزوج وحق طلب الطلاق والولاية على الأطفال.. وأكد الرئيس زين العابدين بن علي منذ فجر التحول سنة 1987 هذه الحقوق وعمل على تنميتها وتطويرها ضمن نظرة استراتيجية شاملة تقوم على اعتبار حقوق المرأة جزءاً لا يتجزأ من حقوق الإنسان وأنشأ لهذا الغرض مجموعة من الهياكل والآليات المناسبة من أبرزها وزارة شؤون المرأة والأسرة ومركز البحوث والتوثيق حول المرأة واللجنة الوطنية للمرأة والتنمية. وتم تنقيح أربع مجلات تشريعية هي مجلة الأحوال الشخصية ومجلة الشغل ومجلة الجنسية والمجلة الجنائية في اتجاه تخليصها مما تضمنته من أحكام تميزية وتكريس المساواة بين الجنسين. وقد تجسدت هذه الرؤية الحضارية في سياق منظومة من المبادئ والتوجهات المتكاملة، وفي سياسات اجتماعية واقتصادية وثقافية كانت كفيلة بفتح المزيد من الآفاق أمام المرأة التونسية، وتأكيد جدارتها بالشراكة الكاملة مع الرجل في الأسرة والمجتمع ولنا في الأرقام ومؤشرات التنمية البشرية ما يبرز الأشواط التي قطعتها المرأة في هذا المجال، إذ أصبحت المرأة التونسية تمثل اليوم نسبة 30 في المائة من السكان النشطين وبلغ عدد النساء صاحبات المال والأعمال حوالي عشرة الاف امرأة كما سجلت المرأة حضورها في قطاعات كانت في الأمس القريب من اختصاص الرجال كسلك القضاء الذي تمثل المرأة فيه نسبة 33 في المائة وسلك المحامين الذي تمثل فيه المرأة 31 في المائة وسلك الأساتذة الجامعيين الذي تمثل فيه المرأة نسبة 23 في المائة في الوظائف الإدارية السامية ويبقى اتساع مجال مشاركة المرأة في الحياة العامة وحضورها المتنامي في مواقع القرار والمسؤولية ومن أقوى المؤشرات دلالة على المنزلة التي تحظى بها المرأة في تونس إذ يتجاوز حضور المرأة اليوم في البرلمان 23 في المائة وهي نسبة تفوق المعدل المسجل في أوروبا والدول المصنعة 4ر17 في المائة والمعدل العالمي 9ر16 في المائة كما أنها نسبة تبتعد كثيراً عن المعدل العربي الذي هو في حدود 2ر8 في المائة وبلغت نسبة حضور المرأة في المجالس البلدية6ر27 في المائة كما تضم تركيبة الحكومة امرأتين في منصب وزيرة في حين تشغل خمس نساء منصب كاتبات دولة في قطاعات حيوية وتستأثر المرأة في السلك الدبلوماسي بنسبة 20 في المائة واقترن الانخراط الفاعل والشامل للمرأة في الحياة السياسية والعامة بالتطور الملحوظ لعدد الجمعيات النسائية بما يفوق 25 جمعية.. وهكذا فتحت مجالات التربية والتكوين والتعليم العالي الآفاق رحبة أمام المرأة التي أثبتت قدرتها على النجاح والتألق إذ تبلغ اليوم نسبة الطالبات بتونس 58 في المائة من طلبة الجامعات ونسبة المتخرجات من الجامعات في شتى التخصصات 60 في المائة فضلاً عن أن نسبة تمدرس الفتيات في سن السادسة قد فاقت 99 في المائة كما كانت تكنولوجيا الاتصال الحديثة من أهم أدوات النهوض الاقتصادي والاجتماعي فقد حرصت تونس على تأهيل أبنائنا من الفتيان والفتيات لامتلاك هذه المعرفة وتعريفهم بالفرص الجديدة التي تتيحها لهم وسائل الاتصال الحديثة. ونحن نعتز اليوم بأن نسبة الطالبات المختصات في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات تتجاوز40 في المائة وبأن نسبة النساء العاملات بهذا القطاع تفوق 27 في المائة هذا علاوة على إشعاع المرأة التونسية في المحافل الإقليمية والدولية حيث تم تعيين أو انتخاب عدة شخصيات نسائية تونسية ضمن هياكل ومراكز إقليمية ودولية ومنظمات أممية. س ..أخيراً .. كيف يتم تفعيل العلاقات النسائية على المستويين التونسي الإماراتي؟. ج .. إن العلاقات التونسية الإماراتية الأخوية الممتازة نموذج يحتذى في هذا المجال وهو ما يسهل علينا تفعيل العلاقات النسائية بين بلدينا بواسطة تبادل الزيارات بين وفود نسائية في الاتجاهين وفي مختلف الاختصاصات وتكثيف فرص التعاون بين المؤسسات الرسمية والجمعيات النسائية في كلا البلدين والاطلاع على تجارب بعضنا البعض وتوفير كل الظروف الملائمة لإبرام اتفاقيات تعاون بين الجانبين في الميادين الاجتماعية والثقافية والتربوية والعلمية والاقتصادية والسياحية.. إذ لا شيء أفضل من الاتصال المباشر والتفتح على حياة بعضنا البعض واكتشاف مجالات التكامل بيننا التي من شأنها أن تنمي لدى شعبينا الشقيقين ما يربط بينهما من صلات تاريخية عريقة تغذيها وشائج القربى والمودة والمحبة المتبادلة.. ويطيب لي أن أوجه بهذه المناسبة دعوة كريمة إلى شقيقاتنا الإماراتيات لزيارة تونس والاطلاع عن كثب على مسيرتها التنموية الشاملة وعلى منزلة المرأة بها فأهلاً وسهلاً بالأخوات الإماراتيات في تونس ومرحباً. (المصدر: وكالة الأنباء الإماراتية (وام – أبوظبي) بتاريخ 25 ماي 2007) الرابط: http://wam.org.ae/servlet/Satellite?c=WamLocAnews&cid=1179091521218&p=1135099400289&pagename=WAM%2FWamLocAnews%2FW-T-LAN-FullNews

 


 

الصراع في تركيا: عندما يحول العسكر اللائكية إلى دين جديد

 

عدنان المنصر

 

تعيش تركيا حاليا إرهاصات أزمة ليست في الحقيقة وليدة اليوم، بل إن جذورها تمتد عميقا في تاريخها منذ ما يناهز القرن. وبحسب الموقع الإيديولوجي فعادة ما يقع إرجاع سبب هذه الأزمة إما إلى انغماس الأتراك منذ عهد مصطفى كمال في تجربة وضعت حدا، أو كان يفترض أن تضع حدا، لانتماء تركيا الحضاري، أو على العكس من ذلك للعوائق التي ما انفك جانب من الأتراك يضعها أمام تطور تركيا العصرية وما تعنيه، أو ما قد تعنيه، من قيم الحداثة والديمقراطية والتنمية.

 

ولعل جانبا من اهتمامنا نحن، غير الأتراك، بهذا الموضوع يعود إلى أن ما يجري في تركيا من صراع مكتوم بين أبناء الكمالية ومعارضيها، يمثل نموذجا لما يفترض أن يؤول إليه الصراع بين تيارين اتضحت معالمهما في عالمنا العربي، تيار يدعي الانتساب إلى الحداثة رافعا لواء التقدمية، وآخر يدعي أنه المعبر عن نبض الشارع في رفضه لما يقول أنه إقصاء الدين من الحياة العامة الذي من شأنه، إن تم، أن يعمق انبتات المجتمع عن قيمه الثقافية وانتمائه الحضاري.

ليس من السهل توصيف الوضع كما يبدو بدون استعمال مصطلحات مثل « علماني » أو « لائكي ». ولكن بالرغم من الطابع الإشكالي لهذه المصطلحات إلا أنها الأكثر استعمالا اليوم لتوصيف القوى المتقابلة في معركة لا تريد أن تنتهي. ويعود الطابع الإشكالي لهذه المصطلحات في أنها عادة ما تستعمل في غير السياق الذي نشأت فيه، كما أن لفظ لائكية الذي يقدم عادة كمرادف للفظ علمانية يختزل سياقا تاريخيا مختلفا عن ذلك الذي ظهرت فيه العلمانية. فإذا كانت اللائكية قد ظهرت بفرنسا كرد فعل على قرون السيطرة الكنسية ورغبة في التحرر من ربقة رجال الدين الذين كانوا يسيطرون على الفضاء العمومي بمساندة من الملكية ، فإن العلمانية قد ظهرت بأنقلترا كطريقة مختلفة للنظر إلى العالم خارج التصنيفات والتقسيمات التي كان يفرضها الفكر الديني المسيحي. من هنا تبدو العلمانية في نشأتها أوسع مجالا من اللائكية، ففي حين نظر مبدعوها إلى المجتمع ككل، بما هو منظومة قيم ومعارف، محاولين تأسيس أو إعادة اكتشاف وجود اجتماعي مختلف عن ذلك الذي ترعاه المسيحية، فإن اللائكية كانت تضع نصب عينيها جزءا بعينه من هذا الوجود الاجتماعي، وهو المتعلق بحقل السلطة الزمنية، ساعية إلى تحرير السياسة والحكم من نفوذ طبقة ذات وجود ملموس ومصالح بينة.

 وقد كان لهذا الفارق في النشأة بين المصطلحين تأثير مباشر على تطور الممارسة السياسية للنظامين الناتجين عن كلا المفهومين. ففي حين أسست العلمانية لممارسة بعيدة كل البعد عن العداء للدين وللممارسة الدينية، فإن اللائكية عادة ما استخدمت غطاء لتأسيس نظام غير متسامح مع الظاهرة الدينية. بل إن العلمانية مثلت حلا لمشكلة التعايش، داخل نظام سياسي واحد، بين الطوائف والمذاهب المختلفة وربما المتناقضة، مثلما هو الشأن في الولايات المتحدة منذ الاستقلال، حيث يسمح بالتدين، ويمكن للرئيس والوزراء أن يؤدوا صلاتهم في الكنائس وهو أمر لا يثير أي إشكال طالما أن الدولة تعامل جميع المذاهب بنفس الطريقة. من هنا فإن العلمانية تبدو ضمانة للمجتمعات متعددة الثقافات، وهو ما يفسر التسامح الأنقليزي مع الاختلافات الثقافية للجاليات المقيمة في بريطانيا، بحيث يسمح لها بالتعبير عن انتمائها الثقافي سواء باللباس أو الاحتفال أو التدين الظاهر. هذا الهامش من التسامح لا نجده في اللائكية التي ظلت تحتفظ بنظرة عدائية للدين حتمت عليها البقاء مستنفرة لقمع أية مظاهر ثقافية خصوصية ذات طابع ديني، مثلما أوضحت ذلك قضية الحجاب في فرنسا أخيرا.

غير أننا قد لا نكون موضوعيين إزاء اللائكية إذا ما تعمدنا تفسير المصطلح بالممارسة الحالية التي يمكن أن تكون قد انزاحت بمرور الوقت عن الممارسة اللائكية الأصلية. فإذا عدنا إلى الظرفية التي أصبحت فيها اللائكية سياسة رسمية للدولة الفرنسية لوجدنا أن نواب الأمة الفرنسية رغم تصويتهم في 1905 على القانون الخاص بفصل الكنيسة عن الدولة إلا أنهم رفضوا بوضوح أن يؤول ذلك كعداء للدين أو للكنيسة بما أنهما دين وكنيسة. كانت العملية مجرد توزيع للمهام في حقل السلطة بحيث بدت كطلاق بالتراضي بالرغم من الضغوط التي واجهها مشروع القانون آنذاك من قبل « اللائكيين المتشددين » الذين أرادوا أن تبقى للدولة اليد الطولى في الشؤون الدينية من ناحية تعيين الكهنة والتصرف في الأملاك الكنسية وذلك في إطار الصراع بين الدولة الفرنسية والفاتيكان. وكانت تلك الضغوط تهدد بسقوط مشروع الفصل برمته باعتبار أن أنصار الكنيسة داخل المؤسسة التشريعية الفرنسية لم يكونوا بالضعف الذي قد يتصوره البعض. وهكذا جاء نص القانون في نهاية الأمر نتاج توافق على حل وسط بين اللائكيين وأنصار الكنيسة من حيث أنه أكد في فصله الأول على أن الجمهورية تضمن حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية وفي فصله الثاني على أن الدولة لا تتحمل أية نفقات ولا تدفع أية رواتب للقائمين على المؤسسات الدينية. من هنا فقد كان طلاقا بالتراضي استعاد طرفاه حريتهما الكاملة دون تدخل في شؤون الآخر، وكان أنصار الكنيسة قد حققوا بذلك ما اعتقدوا أنه، في تلك الظروف، أكثر أهمية من التدخل في الشأن السياسي: حرية ممارستهم الدينية دون تدخل من أي نوع كان من قبل الدولة.

 

وبالعودة إلى تركيا، ففي أية الخانتين نصنف نظامها السياسي؟ لا تبدو تسمية الدولة العلمانية معبرة عن واقع الأتراك اليوم باعتبار أن الاختلافات الدينية والثقافية لا تحظى باحترام خاص من قبل الدولة حيث غالبا ما يصنف أصحابها كانفصاليين تجيش الدولة كل قواها لمحاربتهم باعتبار أنهم يهددون وحدة « الأمة التركية ». كما أن تسمية الدولة اللائكية لا تبدو دقيقة هي الأخرى باعتبار أن الدولة لا تزال تضطلع بجملة من المهام الدينية لعل من ضمنها تخصيص حصص دينية للتلاميذ في المدارس الحكومية بالإضافة إلى تعيين الأئمة والمفاتي واعتبارها أماكن العبادة ملكا للدولة. من هنا فإن لائكية الأتراك تبدو في اتجاه واحد: لا حق للدين في التدخل في شؤون الدولة ولكن يحق للدولة أن تتدخل في شؤون الدين وأن تستغله وتستغل مؤسساته وتأثيره لاعتبارات سياسية.

إن تطور الوضع في تركيا طيلة النصف الثاني من هذا القرن قد بين اتجاها جديدا للنظام السياسي في هذا البلد. فبالرغم من أن اللائكية، في نسختها الفرنسية الأصلية أو في نسختها التركية المعدلة قد احتفظت بعلاقة انفصال عن الدين أو استبعاد واستغلال له، إلا أنها في مسيرتها الهجينة قد تحولت بدورها إلى دين جديد ضبطت طقوسه وممارساته وسبل حمايته في نصوص الدستور وعهد لأجهزة الدولة العسكرية والسياسية والخفية بحماية وجوده. فقد استثنى دستور 1982 ثلاث مواد من أية إمكانية للتحوير أو التغيير أو الحذف بل وحرم حتى تقديم مقترحات بالمساس بها، وهي المواد التي تنص على لائكية الدولة التركية. من هنا فقد وضعت المؤسسة العسكرية المؤتمنة على التوجهات الكمالية والتي أوحت بذلك الدستور خطا يحرم تجاوزه حتى على نواب الأمة في مجتمع يفترض أنه ديمقراطي بقدر ما هو لائكي. من هنا فإن الدستور التركي لا يبدو في الجوهر أقل تشددا من الدستور الإيراني من حيث التأكيد على الشكل النهائي للدولة. وتؤكد الممارسة هذه الفكرة بشكل لا يقبل القدح، فبين 1960 و 1997 نفذ الجيش التركي أربعة انقلابات على الحكومة (1960،1971،1980،1997) بدعوى حماية الإرث الكمالي مما اعتقد أنه تهديد محدق باللائكية، وفي جميع هذه الانقلابات كان المستهدف هي حكومات منتخبة ديمقراطيا. بل إن الجيش قام غداة انقلاب 1960 بمحاكمة رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة في محاكمة انتهت فصولها بإعدام رئيس الوزراء عدنان مندريس (الذي كان حزبه قد فاز فوزا ساحقا في انتخابات 1954 و 1957) ووزيري الخارجية والمالية، في حين حكم على رئيس الجمهورية بالسجن مدى الحياة، وقد كانوا جميعا أبناء شرعيين للكمالية. غداة ذلك الانقلاب صدر دستور جديد أحكم من خلاله العسكر قبضتهم على الدولة وهو دستور 1961 الذي نص في فصوله على بعث مجلس للأمن القومي يسيطر العسكر على أغلبية مقاعده و يمتلك حق نقض كل القرارات المتخذة.

تبدو تركيا من هذا المنطلق مجرد ديكتاتورية عسكرية بملابس مدنية حيث يحتكر الجيش صياغة السياسة العامة للدولة بمعزل عن المؤسسات الديمقراطية المفترض أنها تعبر عن السيادة الشعبية. غير أن سيطرة العسكر المطلقة على الوضع بدأت فيما يبدو بالتراخي تحت تأثير عوامل عديدة. ولعل السعي للاستجابة للمقاييس الأوروبية كشرط للنظر في ملف انضمام تركيا للإتحاد الأوروبي هو أحد هذه العوامل التي يحاول أنصار أوردوغان الاستفادة منها اليوم. من هنا فقد قبل العسكر بأن يصبحوا أقلية في مواجهة المدنيين في مجلس الأمن القومي، بل إنهم لجئوا أخيرا إلى تغيير طريقة سلوكهم في الساحة السياسية عن طريق الإحجام عن التدخل المباشر بمناسبة تقديم عبد الله غول ترشحه لمنصب الرئاسة وأحيل أمر البت في دستورية نصاب الجلسة البرلمانية لانتخاب الرئيس إلى المحكمة العليا التي يبدو أنها اكتفت بتطبيق الدستور. من هنا يبدو الإتحاد الأوروبي عاملا قويا من بين العوامل الدافعة نحو تراجع تدخل المؤسسة العسكرية في الشأن السياسي، وهو ما يعني أيضا أن مجرد بقاء أمل الأتراك معلقا بالانتماء إلى هذا الإطار الجغراسياسي من شأنه أن يحمي الحياة الديمقراطية التركية من عدوها الأساسي وهو العسكر. بذلك يمكن أن نفهم أن مئات الآلاف من الأتراك الذين خرجوا في الأسابيع الأخيرة للتظاهر ضد حزب العدالة والتنمية، وهي ممارسة ديمقراطية لا لبس فيها، قد هتفوا أيضا ضد تدخل الجيش في الحياة السياسية محذرين من انقلابه مرة أخرى على الحكومة. ذلك أن جانبا هاما من أنصار النظام اللائكي قد اتضح لهم بعد تجارب مريرة عديدة مع المؤسسة العسكرية أن هذه المؤسسة لا تدافع عن اللائكية بقدر دفاعها عن المصالح التي نجحت في بنائها طيلة حوالي الثمانين عاما من حكم تركيا. من هنا فقد حولت اللائكية إلى نوع من الإيديولوجيا، إلى رأسمال رمزي تستثمره في مواجهة القوى السياسية الأخرى المهددة لسيطرتها على المجتمع. في حين تحول أعضاؤها إلى ما يشبه الكهنوت، إلى طغمة ذات مصالح مادية واضحة.

من هنا فإن الصراع الحقيقي في تركيا اليوم، كما في كل البلدان ذات الديمقراطية الغضة، هو صراع بين المجتمع والاستبداد، سواء كان هذا الاستبداد متدثرا بعباءة الدين أو العسكر أو الاقتصاد. وعلى نتيجة هذا الصراع يتوقف ما هو حياتي بالنسبة لهذا المجتمع: صيانة الديمقراطية الحقيقية المنظمة للاختلاف والضامنة للتداول السلمي على السلطة بما يعبر عن طموحات المواطنين. أما ما عدى ذلك من صراعات، فإن مؤسسات النظام الديمقراطي واحترام الجميع للمبادئ التي يسير عليها كفيلة بعدم تطورها إلى الحد الذي تخرج معه عن السيطرة. لذلك فإن بإمكان الأتراك، بما يملكونه من حيوية وتجربة، أن ينجحوا هذه المرة في تحقيق لائكيتهم الحقيقية، تلك اللائكية التي ستضع إن نجحت حدا لسيطرة الكنيسة الجديدة، كنيسة العسكر المتدثر بالعلمانية، المتخم بالمصالح والاستبداد.

 

مقال صادر بالعدد 407 من جريدة الموقف التونسية بتاريخ 25 ماي 2007


 

تركيا: الانتخابات على الأبواب والمظاهرات لا تزال مستمرة

الصحبي صمارة أفادت مراكز رصد الانتخابات وعديد المؤسسات المتخصصة في الإحصاء أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يتحيز على رصيد انتخابي تتراوح نسبته بين 30 و40 % يليه في ذلك حزب المعارضة الأقوى وهو الحزب الشعبي الجمهوري بنسبة تقارب 15 % . وقد تجمع عشرات الآلاف من الأتراك السبت الماضي في مدينة سامسون التركية الواقعة على ضفاف البحر الأحمر في مواصلة للتظاهرات التي شهدتها عديد المدن التركية منها العاصمة أنقرة وإسطنبول الأسابيع الماضية في إطار تحركات لتأييد العلمانية. فرضيات عديدة :
وبالعودة إلى الوضع السياسي المتفجر بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وبقية الأحزاب المعارضة، التي دفعت بأنصارها إلى التظاهر رفضا لترشيح عبد الله غول إلى منصب الرئاسة، فإن عديد الفرضيات أصبحت ممكنة فيما يخص الانتخابات التشريعية المقبلة. فبعد أن أفشلت المؤسسات العلمانية من أحزاب معارضة وقضاة بالمحكمة العليا وقيادة أركان الجيش سعي وزير الخارجية عبد الله غول إلى تولي منصب رئاسة البلاد تم القيام بتعديل في الدستور عن طريق البرلمان يسمح بانتخاب رئيس البلاد عن طريق الاقتراع العام المباشر ودون نواب البرلمان غير أن هذا البند الجديد مازال ينتظر مصادقة الرئيس المنتهية ولايته أحمد نجدت سيزر.
وعلى مستوى المعارضة فإن أحزابها المؤيدة للعلمانية تسعى إلى توحيد صفوفها لمواجهة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية المقبلة من ذلك أن الحزب الشعبي الجمهوري الذي يمثل طرف المعارضة الرئيسي توصل الخميس الماضي إلى اتفاق مع حزب اليسار الديمقراطي لخوض الانتخابات ككتلة واحدة كما تم الإعلان عن اندماج حزبين يمينين هما الطريق القويم والوطن الأم تحت اسم واحد وهو الحزب الديمقراطي. ولكن هذه التغيرات في مستوى تحالفات المعارضة لا تستطيع تغيير موازين القوى لصالحها إذ ترجح أغلب المصادر أن حزب العدالة والتنمية مؤهل للفوز بأغلبية الأصوات لكنه وحسب أكثر الفرضيات سيقوم بتشكيل حكومة ائتلافية. لكن في صورة مقاطعة هذه الأحزاب للانتخابات، وهو الأمر الذي يبدو مستبعدا خصوصا بعد التحركات التي شهدها الشارع التركي، فإن أردوغان قد يضطر إلى تشكيل حكومة من لون واحد وهو السيناريو الذي سيكون الأسوأ لما قد ينجر عن ذلك من صراع قد لا يقف في حدود التظاهرات المنادية بالحفاظ على بقاء الدين خارج السياسة. ويرى أغلب الملاحظين أن التجربة الديمقراطية في تركيا قد رشحتها إلى الالتحاق بدول الاتحاد الأوروبي من حيث المشهد السياسي العام، لكن ما جرى في الأسابيع القليلة الماضية جعلها تشبه أوروبا إبان الصراع من أجل الفصل بين الكنيسة والسلطة السياسية.
وفي الحقيقة يعد هذا التقييم متهافتا لعدة أسباب أولها أن التجربة السياسية لدى الأتراك هي تجربة قديمة ولها حضورها حتى قبل ظهور الإسلام، غير أنها بلغت درجة من النضج في العصر الحديث مع سيطرة الإمبراطورية العثمانية على المنطقة العربية وبعض بلدان البلقان وقد عرفت تركيا، مركز الخلافة العثمانية، أحداثا سياسية هامة في تلك الفترة غير أن حالة الانهيار التي تعود إلى عوامل داخلية كتآكل  مؤسسة الحكم القديمة ( مؤسسة الخلافة) وتراكم الأزمات الاقتصادية وسيطرة صراعات أجنحة الحكم وتعويلها على جيش مختلف الأعراق وغير متمسك بالانتماء على أساس الدين تضاف إليها عوامل خارجية أهمها تدخل البلدان الاستعمارية القوية ممثلة في فرنسا وبريطانيا هو ما أدى إلى تقسيم ما سمي آنذاك بتركة الرجل المريض. كل ذلك مثل الأرضية الملائمة لإنجاز تغيير سياسي في العمق اقتصر على حدود تركيا ولم يشمل بقية البلدان التي كانت تحت سيطرة الخلافة العثمانية والتي أخضعت إلى التقسيم الاستعماري.
وثانيا أن هذا التغيير السياسي الذي قاده كمال أتاتورك لم يتوجه إلى فرض العلمانية إلا بعد سنوات من الحكم في الوقت الذي ينطوي عليه مفهوم فرض العلمانية على إشكاليات عديدة منها أن العلمانية ليست مرجع حكم إنما هي منهج في الحكم. فالعلمانية ليست نظام حكم سياسي بل هي أرضية عامة لممارسة الحكم السياسي تمتاز بالفصل بين الممارسة السياسية التي تعنى بالشأن العام والممارسة الدينية التي هي شأن خاص. الجذور التاريخية للأزمة:
إذن كانت تجربة علمنة تركيا جزءا من العوامل المفرزة  للأزمة السياسية الراهنة إذ عولت النخبة السياسية التي تلقت تعليمها العالي في البلدان الغربية على صنع القالب الضروري لشعب منهك من فساد وانهيار مؤسسة حكمه الاقتصادية والعسكرية والسياسية. ولم يكن تقبل الأتراك للعلمنة في ثلاثينيات القرن الماضي قائما على استيعاب لمختلف استتباعات مبادئ فصل المعتقد عن السياسة بل كان تعطشه إلى سلطة سياسية تحمل شعارات التغيير هو محرك انتصار الشعب التركي لزعيمه الجديد أتاتورك الشاب. وتجدر الإشارة هنا إلى عدة سمات أهمها أن مشروع أتاتورك استفاد من رداءة الوضع الاقتصادي الذي كان يعاني منه الأتراك واستفاد أيضا من فساد المرجعيات الدينية آنذاك وإيغالها في الشعوذة والدجل حيث أقحم خطاب العدالة الاجتماعية مرفقا إياه بمقولات القومية التركية والانتماء إلى هذه الأمة. كما ركزت برامج النخبة الحاكمة تحت إمرة أتاتورك على فكرة التغيير السريع  لعقلية المجتمع التركي دون مراعاة ما قد ينجر عن تلك الممارسات الاستعجالية من تغيرات هاهي تؤدي أكلها بعد أكثر من تسعين عاما في انقسام الشارع التركي إلى صنفين.
خلاصة القول هنا أن تضافر عناصر متعددة أدّى إلى خلق إطار لدولة علمانية وبقي المخزون الثقافي لشريحة هامة وفئات عديدة من الشعب التركي على حاله. فالعائلة التركية التي تعيش حياتها داخل إطار مؤسسات علمانية ضلت منذ عشرات السنين تجترّ ورع المتدينين وسلوكاتهم وتعتقد في طقوس عديدة أشدّ الاعتقاد وهو ما سمح  للمجتمع التركي بالسير وفق بنيتين متوازنتين، تحوّلا إلى وضعية التناقض بمجرد صعود الصراع السياسي إلى سطح الممارسة العملية للفعل السياسي.
 هذان البنيتان هما ثمار عقليتين مختلفتين إحداهما تقوقعت لتتضخّم داخل النفسية الجماعية للشعب التركي والثانية توجهت نحو تنشيط حضورها كممارسة سلوكية دعمّتها البرامج التعليمية والحركية الاقتصادية والسياسية للمؤسسات الحديثة للدولة. وعلى هذا الأساس يمكن القول أنّ ميلاد العلمانية في تركيا لم يكن نتاجا لتطور طبيعي لبنية المجتمع التركي في ماهيته الأنتروبولوجية بل كان زرعا اصطناعيا لعقلية جديدة لها هيكلها المختلف عن طبيعة التربة التي وضعت فيها. غير أن الظروف العامة وأهمّها مجاراة نسق التطور الأوروبي وسرعة التحكمّ في تحويل مجتمع تقليدي محافظ إلى مجتمع استهلاكي مرن هي التي سمحت للمشروع العلماني بالبقاء كلّ هذه الفترة دون هزات خطيرة ظاهرة. لكن المسألة في صميمها أكبر من هذا المستوى الإجرائي لأن العلمانية في واقع الأمر ليست عملية تحوّل سياسي بل هي تطور جذري نابع من إرادة عامة للشعب تنحو باتجاه تغيير ثقافته تغييرا يتماشى مع هذه الإرادة.
لسنا نتحامل هنا لا على العلماني ولا على المحافظ بقدر ما هي محاولة لتوضيح اللبس الحاصل في الرأي العام الذي اهتم بالموضوع التركي والذي اختار طرف منه مهاجمة العلمانية وصوّب لها سهام التكفير فيما اختار الآخر قذف جدّه بالحجارة متهما إياه بالرجعيّة والتخلفّ. فالمسألة أعمق من ذلك خصوصا أنّ الديمقراطية أصبحت محلّ انتقاد من أعداءها سواء الماسكين بزمام الحكم في البلدان العربية بالخصوص أو المعارضين. وسعى المتحدّث منهم والصامت منذ سنين إلى إدانة الديمقراطية باعتبارها الإطار الذي يحتضن الصراع الدائر حاليا في تركيا.
إن مواقف مختلفة حدّ التناقض تجد في الإطار الديمقراطي مناخا حقيقيا لمعالجة الخلاف على أرضية المصلحة العامة. ولكن ضرورة الفصل بين المفاهيم هو ما يجب أن يكون من أوكد أولوياتنا خصوصا في المجال السياسي الذي هو المجال العام. والفصل هنا يتم في مستويين أوّلا بين مدى تطابق المفهوم مع الواقع وثانيا بين مدى تعريفية المفهوم نفسه واختلافه عن غيره من المفاهيم.
فلو لم يكن إطار الخلاف بين حزب العدالة والتنمية وبقية معارضيه، منهم الجيش التركي نفسه، هو الإطار الديمقراطي لكانت مظاهر الصراع أفضع مما يجري بل لوصلت المسألة إلى هاوية التقاتل. إذن وجود الديمقراطية كمناهج فصل وحكم سياسي هو الذي يمسك ويشد بخيوط المعادلة السياسية في إطار التنافس ولا يسمح له بالعبور إلى دائرة الصراع رغم تشنّج الوضعية الناتج عن درجة تعقيد المسألة. (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 20 بتاريخ 23 ماي 2007)  


قراءة مغايرة لأحداث « فتح الإسلام »

 

محمد مصطفى علوش (*) في ظل الظروف التي يمر بها لبنان وما يواكبه من استحقاقات داخلية وخارجية فضلاً عن هشاشة الوضع الأمني والاجتماعي وحتى السياسي تقع أحداث شمال لبنان، ونحاول في هذا المقال قراءة ما وراء سطور الأحداث الجارية بعيداً عن فصول التطورات الدراماتيكية للعمليات العسكرية الجارية على الأرض، إلا أنه لا بد من نبذة صغيرة عن وجود الحركة ونشأتها وجغرافية انتشارها. من هي فتح الإسلام؟ ظهرت « فتح الإسلام » للعلن لأول مرة حين أعلن أشخاص مسلحون انشقاقهم عن حركة « فتح الانتفاضة » نهاية أكتوبر/تشرين الثاني 2006. فعلى إثر اشتباك في « مخيم البداوي » شمال لبنان بين عناصر من اللجنة الأمنية ومجموعة من 19 شخصاً مجهولي الانتماء كانوا يقيمون في شقتين قرب مسجد القدس في المخيم، صدر البيان التأسيسي الذي أعلن ولادة حركة « فتح الإسلام »، ليخرج أفرادها من مخيم البداوي ويستقروا في مخيم نهر البارد في مراكز ومقارّ كانت تعود لـ »فتح الانتفاضة ». بدأت الحركة بمجموعة من العناصر الفلسطينية البالغ عددهم حوالي 15 شخصا ثم ازداد عددهم إلى ما يزيد عن 140 بعد أن انضم إليها أنصار من مخيمات فلسطينية في عين الحلوة ومنطقة التعمير الفلسطينية وغيرها. أفرادها من جنسيات متعددة ففيهم لبنانيون وفلسطينيون. وقد لوحظ أن عناصر الحركة ذات تدريب عال جداً حيث استطاعت إسقاط أكثر من 30 عسكريا لبنانيا في حين أن عدد قتلاها أقل من ذلك، ولديها قدرة على المناورة وخبرة في قتال الشوارع وتمويلها ذاتي وليس لها غطاء سياسي معروف لا في لبنان ولا خارجه. وعلى الرغم من اتهامها بالقرب من النظام السوري تارة ومن القاعدة تارة أخرى فإن الحركة ما زالت تنفي هذه الاتهامات حتى الآن بحسب ما أفاد الناطق الإعلامي باسمها والمدعو « أبو حسين ». لغط عربي ودولي يواكب نشأتها ظاهرة نشأة فتح الإسلام لم تكن مغايرة لنشأة حركات وفصائل جديدة داخل المخيمات الفلسطينية، إلا أن اللغط الذي واكب نشأتها كان غريباً وملفتاً جداً، فُسر حينها من قبل محللين ومراقبين على أنه انعكاس للأزمة القائمة بين الحكومة اللبنانية والنظام السوري لا سيما وأن « فتح الإسلام » كانت أعلنت انشقاقها عن « فتح الانتفاضة » التي تحظى برعاية سورية داخل سوريا. لكن اللغط الذي واكبها انتشر بقوة في لبنان ولم يعد يقتصر على الأحزاب اللبنانية بل تعداها إلى مقار السفارات الأجنبية لا سيما الأميركية والفرنسية والبلجيكية وغيرها بعد اتهام الحكومة اللبنانية للحركة بالوقوف وراء تفجيرات « عين علق »، فضلاً عن إعلان الحركة أن وجود القوات الدولية في جنوب لبنان هو أشبه بـ »جيش لحد » الذي كان متواطئا مع إسرائيل . ففي 22 مارس/آذار من العام الجاري ذكر وزيرة خارجية بلجيكا « كارل دوغيث » حركة « فتح الإسلام » بقوله « حزب الله يدعم اليونيفيل وليس لدينا مشكلة معه، لكن يجب أن نكون متنبهين حيال الشائعات التي تشير إلى ارتباط فتح الإسلام بتنظيم القاعدة ». إن أبرز ما نقرؤه في ما يحدث اليوم على الساحة اللبنانية من مشكلة أمنية يراها البعض مفتعلة في حين يراها آخرون رداً غير مقصود اضطر الجيش للتعامل معه بحسم، هو تداعيات هذا الحدث البارزة في النقاط التالية: ** القضاء على الحركات الإسلامية السنية أو ضربها بحزب الله هذه الإحداث تأتي بعد أيام من زيارة المبعوث الأميركي « ديفد ولش » للبنان الذي حذّر من ظاهرة تنامي الأصولية الإسلامية في لبنان، بل إن خبراء ومسؤولين سابقين في الاستخبارات الأميركية اتهموا « الخليجيين عموماً والسعوديين خصوصاً بأنهم يزيدون إسهاماتهم الخاصة « للمتشددين السنّة في لبنان، ما قد يغذي عنفاً جديداً في إطار صراع إقليمي متنامٍ بين السنة والشيعة » وفق ما أوردت وكالة رويترز. وبحسب الوكالة المذكورة « فإن مسؤولي استخبارات أميركيين سابقين يؤكدون أن آخر تدفق للأموال بدأ في ديسمبر/كانون الأول في محاولة لخلق ثقل في مقابل حزب الله »، معتبرين ذلك « جزءا من جهود السعودية لتعزيز الإسلام السنّي في مواجهة النشاط الشيعي المتنامي في الشرق الأوسط وأفريقيا ». ونقلت الوكالة عن المصدر نفسه أن « بين الجهات التي تلقت الأموال » عصبة الأنصار ». وقالوا إن أموالاً أيضاً ذهبت إلى جماعة « فتح الإسلام ». واعتبروا أن الولاء لجدول أعمال السعودية وأسرة الحريري هو المتوقّع في المقابل ». وهكذا بدأ التركيز يتزايد على منطقة الشمال، وتبلور في تقارير أميركية أمنية تركزت على إمكان تمديد مجموعات « القاعدة السنية » من العراق إلى لبنان، وتعدد المجموعات المرتبطة بها من « جند الشام » إلى « حزب التحرير » إلى « عصبة الأنصار » وصولاً إلى « فتح الإسلام » إلى منطقة الشمال. تسليط الضوء على وجود جماعات أصولية في طرابلس والشمال في بعض الأوساط الإعلامية اللبنانية المحسوبة على جهات حزبية معينة من شأنه أن يزيد من الاحتقان الذي سببته الاعتقالات في صفوف السلفيين من قبل مخابرات الجيش اللبناني والمستمرة منذ أشهر والمتهمين بانتمائهم إلى « القاعدة ». إضافة لملاحقة نحو 200 منهم بسبب أحداث الأشرفية عام 2006، الأمر الذي يستدرج هؤلاء إما إلى العنف أو مواجهة حزب الله، وفي كلتا الحالتين يكون الرابح فيها من هو عدو لكلا الطرفين في الداخل والخارج. ما يزيد هذا التحليل أهمية هو محاولة أحزاب لبنانية مناهضة لفكر الحركات الإسلامية توريط الإسلاميين عبر الربط بين أحداث الضنية نهاية العام 1999 ومطلع العام 2000 وأحداث مدينة طرابلس ومخيم نهر البارد الجارية، معتبرة أن التاريخ يكاد يعيد نفسه في معطياته الأساسية. حيث إن ما أقدمت عليه مجموعة الضنية التي استخدمت أسلوب المباغتة وقطفت مجموعة من الجيش وعمدت إلى تصفية بعض منهم مشابه لاعتماد « فتح الإسلام » التكتيك ذاته حين لجأت إلى أسلوب المباغتة ردا على دهم أحد مراكزها. ** طرح موضوع سلاح الأحزاب بقوة طرح موضوع السلاح الفلسطيني بقوة على الرأي العام وعدم التفريق بين الفصائل الفلسطينية إضافة إلى ربط العلاقة بين « فتح الإسلام » و »جند الشام » و »أنصار الله » واعتبارها عدة أسماء لجسم واحد وأنها تتشكل من جنسيات متعددة ولها ارتباطات بالقاعدة، علاوة على اتهام بعض هذه المنظمات بالوقوف وراء التفجيرات المتنقلة في لبنان.. كل ذلك يصب في دفع الأمور باتجاه حل هذا السلاح وجعله تحت السيطرة. وهذا ما ينسجم مع ما سُرب من معلومات عن « مصادر فلسطينية أن تفاهماً فلسطينياً داخلياً تم على أساس تشكيل (لواء فلسطيني) من الفصائل الرئيسية في لبنان ينسق مع الدولة اللبنانية لتطبيق ما اتفق عليه على طاولة الحوار اللبنانية لجهة جمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه داخلها »، وأن مسؤول الكفاح المسلح السابق « خليل أبو طعان » كٌلف مهمة الإعداد لهذا الاقتراح. حزب الله قرأ في الحدث أنه موجه ضد سلاحه لا سيما وأن دبلوماسيا أوروبيا أكد تعليقاً على المواجهات بين الجيش وفتح الإسلام أنه لا يرى في المدى المنظور ظلاً لقيام دولة قوية وقادرة في لبنان ما دام السلاح خارج سلطتها وفي أيدي مجموعات مسلحة لبنانية وغير لبنانية وتحديداً « حزب الله » والتنظيمات الفلسطينية. يضيف أن المشكلة التي واجهت الحكم في لبنان ولا تزال تواجهه هي مشكلة السلاح عندما يصبح خارج سلطة الدولة. ** تسليم لبنان للخارج أمنياً تذهب أطراف في المعارضة اللبنانية إلى أن الحكومة اللبنانية أوعزت أو سهلت الوضع لمثل هذه الأزمة وذلك لإقناع الرأي العام اللبناني بضرورة الاستعانة بالقوات الدولية بعد أن سلمت البلد قضائيا للخارج عبر الدعوة لإقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع بهدف تدويل الوضع اللبناني وتسليمه للقوى الإقليمية والدولية. وترى هذه الأطراف أن « النتيجة الفعلية للفوضى الأمنية في البلاد هي تغذية رصيد المخطط الأميركي لتدويل الوضع اللبناني تحت عنوان أن الدولة اللبنانية قاصرة وعاجزة بمؤسساتها عن أخذ أمور البلاد ومحاولة النيل من قدرة الجيش اللبناني على فرض الأمن والاستقرار تخدم هذه الصورة التي هي لب إقحام المحكمة في الفصل السابع وجوهر رسالة السنيورة التي فحواها أن لبنان دولة بلا سيادة وقاصرة عن معالجة مشكلاتها الخطيرة أمنياً وسياسياً وقضائياً ». بناء على هذه الرؤية يرى هؤلاء أن « هناك مشروعا أميركيا وإسرائيليا لفتح الاشتباكات في الداخل لأنه لم يعد يستطيع أن يقف في وجه المقاومة، فيريد أن يفتح الاشتباكات الداخلية اللبنانية لأنها الورقة الأخيرة، وإذا استطاع الاحتلال الأميركي والإسرائيلي فتح مثل هذه الصراعات سيبقى عندها إلى أبد الآبدين ». ما يجعل هذا التحليل منطقيا أن الدولة تعرف بوجود « فتح الإسلام » وتحركاتها منذ مدة وترصدها منذ إعلان الحركة عن اسمها في المخيمات وقد غضت النظر عن تسلحها، فضلاً عما تردد من وجود طابور خامس أو خط ثالث حاول تفجير الأزمة في كل مرة يحاول الوسطاء حل الوضع سياسياً. وإذا أخذنا ما يحصل من تفجيرات متنقلة في بيروت متزامنة مع تفجير الوضع في الشمال، على فرضية أن لا علاقة لفتح الإسلام بتلك التفجيرات كما نفت هي؛ يؤكد أن هناك أجندة مدروسة وأن الأزمة مفتعلة وأن هناك من تورط بها والهدف تسليم البلد للخارج أمنياً. تغير عقيدة الجيش اللبناني الملاحظ لكيفية تفجر الأزمة يلاحظ وفق المعلومات اليقينية أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي لم ينسق مع قيادة الجيش المحاصر أصلاً لمخيم نهر البارد حيث تتمركز حركة « فتح الإسلام ». وقد فسر هذا الفعل من قبل محسني الظن بأنه تنافس غير مشروع بين المؤسستين كما قال الجنرال عون، في حين قرأ فيه قسم من المعارضة أنه عمل متعمد من قبل طرف حكومي لا سيما أن فرع المعلومات محسوب على جهات في الموالاة وأن بغيته من الفعل هو توريط الجيش اللبناني في مشكلة مع سلاح المخيمات الفلسطينية لتحقيق الأهداف التالية: 1- استنزاف الجيش اللبناني في معركة لن تحسم خصوصاً أنه لا يملك القرار السياسي لدخول المخيمات الفلسطينية، فالزج به في معركة لا يستطع حسمها يزيد من استنزاف طاقات الجيش في الوضع الفلسطيني عبر توريطه في معركة لم يختر توقيتها بنفسه ما يعني إظهار عدم كفاءته وحاجته لمساندة ودعم من قبل القوات الدولية أو تغيير وضعيتها في لبنان وبالتالي تبرير انتشارها على الحدود بين لبنان وسوريا على اعتبار أن مخيم نهر البارد هو من أقرب المناطق الفلسطينية للحدود السورية شمالاً. 2- معروف لكل لبناني أن عقيدة الجيش اللبناني عقيدة وطنية باعتباره إسرائيل عدوة وحيدة في الصراع الدائر بين الموالاة والمعارضة، وبالتالي فإن توريطه في حرب مع المخيمات من شانه أن يخفف من شعبيته الداخلية ويجعله طرفا في الصراع الدائر وبالتالي قد يقطع الطريق على قائد الجيش من طرح اسمه لرئاسة الجمهورية مع قرب الاستحقاق الرئاسي. فوق كل ما ذكر وبغض النظر عما إذا كانت هذه النقاط جميعها أو بعضها مبتغاة من هذه العملية العسكرية فإن مما يتفق عليه المتابعون والخبراء الإستراتيجيون في لبنان أن الموضوع الفلسطيني هو موضوع سياسي وحله بالتالي يكون بطريقة سياسية وليست أمنية. وأن الدخول في هذه اللعبة لا يبقي جيشا ولا دولة وقد يكون بداية لعودة البلاد لحرب أهلية لا سيما وأن التقارير تفيد بأن طرفا ثالثا دخل على خط الأزمة من قناصة مؤجورين بغية دفع البلد لحرب أهلية كالتي جرت عام 1975 أو على الأقل إعادة رسم خريطة البلد بما يتفق مع المتغيرات الدولية. (*) كاتب لبناني (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع « الجزيرة.نت » (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 ماي 2007)

كيف ستكون السياسة الخارجية لإدارة ديموقراطية مقبلة؟

طارق الكحلاوي (*) أوضح جيمس مان في كتابه الذائع الصيت الآن «صعود البراكين: فريق بوش للحرب» (نشر سنة 2004) أنه قبل سنتين على الأقل سنتين من إختيار الحزب الجمهوري لحاكم ولاية تكساس آنذاك ليكون مرشح الحزب في الإنتخابات الرئاسية لسنة 2000، كان قد تشكل حوله فريق من المستشارين في السياسة الخارجية. كان ذلك الفريق يتكون من أشخاص مثل ديك تشيني وكوندوليزا رايس وريتشارد بيرل وبول وولفوفيتز، أي تحديدا الساسة الرئيسيين الذين سيشكلون صورة و ميراث المحافظين الجدد في الإدارة الأميركية. ووسط ركام هذا الميراث تثبت تجربة صعود فريق المحافظين الجدد للسلطة أنه من الصائب الإنتباه بشكل مبكر لسباق الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. من الصحيح أن ذلك الفريق قد حمل معه رؤى راديكالية تفسر تصميمه على التكثف و التخطيط المبكر لتكتيكاته الإنتخابية. ولكن يبدو أنه رغم تواريهم المتوقع بنهاية عهدة الإدارة الحالية فقد نجح المحافظون الجدد بأسلوبهم الخطابي الحاسم والمرتكز على منظومة فكرية شاملة في التأثير على طريقة سير النقاش العام حول السياسة الخارجية في الولايات المتحدة. يظهر ذلك تحديدا من التشكل المبكر لفرق مستشارين خاصين بالشؤون الخارجية لدى الطامحين في كرسي الرئاسة إثر نهاية عهدة الرئيس بوش. ومن المفترض أنه لايزال وقت طويل على الإنتخابات الرئاسية الأميركية القادمة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. غير أن الحملة الإنتخابية داخل الحزبين الجمهوري والديموقراطي لإختيار مرشحهما بدأت بشكل مبكر وبزخم مالي غير مسبوق. وفي ذات النسق نشطت إستطلاعات الرأي باكرا موحية، كما هو متوقع، بأن الرئيس القادم سيكون على الأرجح ديموقراطيا. وفي نفس الإطار ستكون قضايا السياسة الخارجية، كما أصبح الحال منذ 11 أيلول (سبتمبر) 2001، من القضايا الحاسمة في السجال الإنتخابي. وفعلا أظهر المرشحون الديموقراطيون رغبة خاصة في الظهور بمظهر العارفين في السياسة الخارجية مثلما كان واضحا في النقاش العلني الرسمي بين المرشحين التسعة في 26 نيسان (ابريل) الماضي. و لكن خلف السجال الراهن بدأت تظهر ملامح «فريق أو فرق السياسة الخارجية» للإدارة الأميركية المتوقعة سنة 2008. وعلى نسق ميراث المحافظين الجدد لا نجد فقط تصميما مبكرا على تشكيل مجموعات مستشارين في هذا الإطار بل نجد أيضا رؤى إستراتيجية عامة لا تتوانى في توظيف خلفيات نظرية وحتى فلسفية في اتجاه تفعيلها على مستوى السياسة العملية. يبقى أنه بعكس المحافظين الجدد ليس لدينا في المعسكر الديموقراطي المتهيئ على عجل للفوز رؤية واحدة متجانسة بالرغم من وجود ما يشبه الشعار الجامع: العودة للواقعية. وفي الحقيقة يرجع ذلك تحديدا للخلاف الفلسفي بين الطرفين حيث تفترض الواقعية مرونة أكبر من النسق المغلق للفكر المحافظ الجديد، وهناك تحديدا يكمن مجال الإضطراب في تصورات المرشحين الديموقراطيين.
و كانت مجلة «نيويورك أوبزرفر» نشرت بتاريخ 15 نيسان الماضي تقريرا بقلم جيسون هورويتز مر في صمت برغم تطرقه لخفايا فرق المستشارين المحيطين بالمرشحين الجمهوريين والديموقراطيين في الشؤون الخارجية بشكل عام. ولكن سأركز هنا على المستشارين الخاصين بالفريق الديموقراطي بفرض صحة إستطلاعات الرأي الحالية والتي تضع في المقدمة المرشحين الديموقراطيين على حساب الجمهوريين. وينقسم هؤلاء المستشارون إلى قسمين. الأول فريق من المستشارين الشبان يتوزعون على عدد من أبرز المرشحين الديموقراطيين ويشرف عليه السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة في عهد الرئيس كلينتون وصانع إتفاقية السلام في البوسنة ريتشارد هولبروك. أما الثاني فيتمثل في ثنائيات من مرشحين ديموقراطيين ذوي خبرة في الشؤون الخارجية مع خبراء مخضرمين. حيث هناك مثلا الثنائي المتكون من السناتور جو بايدن والذي كان مرشحا لتسلم حقيبة وزراة الخارجية في حالة فوز جون كيري في الإنتخابات الرئاسية السابقة و مستشاره أنطوني بلينكن و الذي كان كبير مستشاري الرئيس كلينتون في العلاقات الأوروبية الأميركية. كما هناك الثنائي المتكون من المرشح الديموقراطي ووزير الطاقة السابق في عهد الرئيس كلينتون، بيل ريتشاردسون ومستشاره في الشؤون الخارجية مايكل كونترينو أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيو هامشاير. وعموما و بالرغم من قدوم معظم هؤلاء من فريق السياسة الخارجية في عهد الرئيس كلينتون فإن ذلك لا يعني بالضرورة وجود توافق بينهم. وحسب التقرير أعلاه فإن «الثلاثة الكبار» من المرشحين الديموقراطيين أي (حسب ترتيب إستطلاعات الرأي) كل من السيناتورة هيلاري كلينتون والسيناتور الشاب من أصل إفريقي باراك أوباما والمرشح لمنصب نائب الرئيس في الإنتخابات السابقة جون إدواردز، جميعهم، يعتمد على مستشارين شبان من داخل أروقة بيروقراطية الكونغرس يشرف عليهم بشكل مباشر ريتشارد هولبروك. ويجتمع الأخير بهذا الفريق دوريا مرة في الشهر على طاولة غداء في أحد مطاعم واشنطن للتشاور وتقييم الوضع الدولي الراهن. لكن حتى وجود هذا الفريق حول طاولة هولبروك لا يعني ضرورةً إنسجاما دائما في ما بينهم. مثلا يتميز أندرو شابيرو (39 عاما) مستشار هيلاري كلينتون في الشؤون الخارجية بقربه الكبير لما يسمى بـ»صقور» الديموقراطيين. حيث عمل في السابق مع السناتور الديموقراطي جو ليبرمان، وهو أكثر الديموقراطيين قربا من فريق المحافظين الجدد الى الحد الذي تم استبعاده من قائمة الحزب الديموقراطي في الإنتخابات النيابية الأخيرة. وعموما ترغب هيلاري كلينتون في التأكيد على تشددها في أمور الأمن القومي وذلك لأسباب سياسوية في أحيان كثيرة، في سياق الرد على إتهمات الجمهوريين المبطنة تجاهها بضعفها في هذا الملف على أساس أنها إمرأة وزوجة بيل كلينتون. في المقابل فإن المرشح الديموقراطي الأكثر شعبية بعد هيلاري كلينتون ذا الأصل الإفريقي باراك أوباما يتمتع بمصداقية كبيرة في الشؤون الخارجية رغم قلة خبرته حيث كان من بين القلائل في مجلس الشيوخ الذين صوتوا ضد الحرب في خريف 2002. و يعتمد أوباما على مارك ليبرت (34 عاما) وهو مستشار شاب آخر من الدوائر البيروقراطية في الكونغرس ومكلف بصياغة تفصيلية لخطة أوباما للإنسحاب من العراق والتي يمكن إعتبارها الأسرع من بين الخطط المطروحة في أوساط الحزب الديموقراطي. أخيرا يعتمد إدواردز على ديريك شولا (36 عاما) وهو مستشار شاب يمكن إعتباره الأكثر قربا من ريتشارد هولبروك حيث عمل في مكتبه في السابق وكان يوصي به أصدقاءه على غرار وارن كريستوفر للمساعدة في كتابة خطبهم وسيرهم الذاتية. ومن خلال هذه الأسماء يمكن ملاحظة صغر سنهم الفائق الذي لا يمكن أن يساهم في التقليل من الفجوة التي يعاني منها «الثلاثة الكبار» في ما يخص قلة خبرتهم المتفاوتة في ملف الشؤون الخارجية. ولهذا يظهر ريتشارد هولبروك من خلال غداءات العمل الشهرية التي ينظمها حوله المستشار الأكثر تأثيرا في الوقت الراهن داخل الحزب الديموقراطي بوصفه مشرفا على توجيههم جميعا. وما هو مميز في هولبروك أنه غير محبوب كثيرا في أوساط الديموقراطيين المعارضين للحرب لعلاقاته الوثيقة بما يسمى تجاوزا تيار «الواقعيين» من المحافظين الجدد. حيث سبق أن دعم الحرب على العراق في بدايتها قبل تراجعه سنة 2004 و دفعه الحثيث مع بقية البيروقراطية القديمة في وزارة الخارجية والتيار الواقعي التقليدي لإنسحاب تدريجي و تقسيم العراق الى ثلاث مناطق حسب التوزيع الطائفي العرقي مقابل أن تبقى قوة أميركية عالية التقنية ومحدودة العدد في «المناطق الصديقة» داخل العراق. وفي نفس الاتجاه يدعم هولبروك توجهات قديمة مثل الدعم التقليدي لإسرائيل واحتواء إيران وسورية بوسائل ضغط ديبلوماسية و اقتصادية. وبهذا المعنى لا يمثل هولبروك في ذاته رؤية جديدة لكنه يمثل رمزا من بين الرموز الأكثر تأثيرا راهنا في المدرسة الواقعية وربما أحد أجنحتها التقليدية. ولأن هذه المدرسة في مخاض حقيقي الآن بدأ يصل تأثيره لسباق الرئاسة كما هو واضح من بقي مستشاري المرشحين الآخرين بحيث أن هولبروك لن يقدر على احتكار التأثير على صناعة القرار في هذا الملف. ورغم أن الرؤى التقليدية التي يدافع عنها هولبروك لازالت تحظى بثقة أبرز المرشحين الديموقراطيين، فإن هناك تيارا واقعيا آخر بصدد التشكل ضمن الحزب الديموقراطي. فمثلما ترعرع المحافظون الجدد في إطار الحزب الجمهوري يبدو في المقابل أن مجموعة من «الواقعيين الجدد» بدأت تجد لها موطئ قدم داخل الحزب الديموقراطي. فتحت شعار «من أجل واقعية جديدة» تميز بيل ريتشاردسون وزير الطاقة السابق وأحد المرشحين الحاليين في السباق، ولو أنه ليس في مقدمة ترتيب إستطلاعات الرأي، بتركيزه البالغ على ملف السياسة الخارجية. فهو لم يطرح رؤية خاصة بالعراق فحسب بل أيضا رؤية شاملة وجديدة تقترح تحويرات أساسية في مواقف المدرسة الواقعية. والمثير للإنتباه أن ريتشاردسون قام بصياغة رؤيته بالتعاون مع مايكل كونترينو، الجامعي الذي ليست له أي علاقة سابقة بالدوائر البيروقراطية في واشنطن، الأمر الذي يحرص كونترينو على التذكير به. لكن عدا الشعار الجذاب فإن تعريف ريتشاردسون لـ»الواقعية الجديدة» يبدو فضفاضا في بيان من سبع نقاط أصدره في بداية حملته الإنتخابية حيث لم يتجاوزر التأكيد على نقاط عامة مثل «فهم أهمية تحالفات قوية» و»التركيز على الحقائق عوض الإيديولوجيا». لكن ما يثير الإنتباه في توجهات ريتشاردسون ميله نحو خبرات أكاديمية بعيدة عن الوجوه التقليدية في واشنطن، وهو ما ينسجم مع ظاهرة أخرى هي، على ما أعتقد، الخلفية الأكثر أهمية لخطاب واقعي جديد بدأ يترك أثره داخل الحزب الديموقراطي. يتعلق ذلك بانخراط متزايد لعدد كبير من الأكاديميين الأميركيين البارزين خاصة في اختصاصات مثل العلوم السياسية والعلاقات الدولية في تشكيل خطاب سياسي مركز و منسجم يقدم نفسه بديلا راديكاليا عن الخطاب المحافظ الجديد ويعمل على التأثير خاصة في أوساط الحزب الديموقراطي. وقد قامت مجموعة من الجامعيين والباحثين الأميركيين بالتعاون منذ سنة 2003 في إطار ما سموه بـ»التحالف من أجل سياسة خارجية واقعية» و أصدرت في تشرين الأول (أكتوبر) بيانا بعنوان «مخاطر الإمبراطورية» وقّعت عليه وجوه بارزة من جامعات ومراكز بحوث مرموقة. ومثل ذلك خطوة أكثر ارتكازاً على أساس الرسالة المشهورة لبول كينيدي، المؤرخ البريطاني في جامعة يال الأميركية، بعنوان مماثل، والتي نشرها في «واشنطن بوست» في خضم الحرب في نيسان 2003 ومثلت آنذاك دقة الجرس لكثير من الخبراء في الشؤون الدولية والذين كانوا غائبين عن نقاش عام سيطر عليه المحافظون الجدد. ورغم وجود وجوه في هذه القائمة ممن ارتبطوا سابقا بالإدارات الجمهورية، كان من الواضح أن الحزب الديموقراطي وحده كان على إستعداد لاحتضانهم أو التقارب معهم في أقل الأحوال، خاصة على أساس التركيز على أجندة الإنسحاب السريع من العراق. وما يميز هذا البيان هو التركيز على أن العمل على إنشاء إمبراطورية من خلال التدخل العسكري عبر العالم ليس غير ممكن فحسب بل أيضا مضاد من حيث الأسلوب والنتائج لمبادئ الحرية سواء في الداخل الأميركي أو في الخارج. و هكذا لا يتم طرح مدرسة واقعية مغالية في ميكيافليتها لا تعبأ بمبادئ و أخلاقيات التعايش الدولي وحقوق الشعوب كما هي عادة المدرسة الواقعية في تجاربها ورموزها التقليديبن، مذكرين في هذا الإطار بكلمات جون أدامس إثر إستقلال الولايات المتحدة بأن الأخيرة «ترغب في حرية و إستقلال جميع (الدول)» و أنها «ليست بطلة سوى نفسها». ومن جهة أخرى يوجد من بين أسماء هذه القائمة من فتح الموضوع الأكثر حساسية في الوسط السياسي الأميركي في علاقة بالسياسة الخارجية أي الدعم التقليدي لإسرائيل. و بعد مرور الكثير من السنوات من الصمت المطبق على الفيل الذي في الغرفة يتميز باحثون مثل جون ميرشايمر أستاذ العلوم السياسة في جامعة شيكاغو و الذي يعتبر الآن أكثر الأكاديميين بروزا على ساحة النقاش العام. فإثر الدراسة التي أعدها بمعية ستيف والت (جامعة هارفارد) حول اللوبي الإسرائيلي وتأثيره الخطير على الأمن القومي الأميركي والتي استغرق إعدادها أربع سنوات قبل نشرها سنة 2006، نجح ميرشايمر ليس في طرح هذه القضية لأول مرة ضمن أطر واسعة للنقاش العام فإنه نجح كذلك في ربط تيار الواقعية الجديدة مع أطروحة مراجعة دور العلاقات الأميركية الإسرائيلية على ضوء تأثيرها السلبي على الخيارات الأميركية الإستراتيجية. طبعا لا يعني ذلك نهاية قريبة لنفوذ التيار المصر على استمرار الدعم التقليدي لإسرائيل، لا داخل الحزب الديموقراطي ولا داخل المدرسة الواقعية بشكل عام. لكن من الواضح أن هناك إصرارا غير مسبوق، والأهم من ذلك انه متصاعد، بين أوساط مؤثرة من الواقعيين للربط بين مفهوم الحرب الإيديولوجية والدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل. و لهذا يبدو أن عودة التيار الواقعي لمراكز صناعة القرار في ملف السياسة الخارجية ستعني عودته بصراعات جديدة داخله حول مسائل إستراتيجية في غاية الأهمية لا تتعلق بالسلوك العسكري الإمبراطوري فحسب بل أيضا بطبيعة التحالفات في منطقة حيوية بشكل متزايد. وهذا يشير الى أن جميع الواقعيين سواء منهم التقليديين أو الجدد لا يطرحون، كما يروج أقطاب المحافظين الجدد، إحياء لسياسة إنعزالية على المستوى الدولي. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 ماي 2007)


الجزائر الجديدة.. « الشابة خيرة » والحجاب و »الزطلة »

هادي يحمد الجزائر– بعيدا عن الجدل السياسي الذي أثير حول انخفاض نسبة المشاركة بالانتخابات التشريعية الأخيرة من جهة، والحقبة السياسية المقبلة من جهة أخرى، فإن الزائر للشارع الجزائري اليوم سيكتشف أن البلاد أصبحت على فوهة تغيير شامل، فهناك مظاهر عديدة تشد انتباه الزائرين للمدينة البيضاء (تسمية شهيرة للعاصمة الجزائرية). فالمجتمع الذي بدأ يرمم ذاته بعد عشرة أعوام من الصراع المسلح بين الجماعات الإسلامية، والمؤسسة العسكرية أصبح خليطا حقيقيا من ظاهرة إسلامية صارت جزءا حقيقيا من الشارع، ومظاهر شبابية جديدة في السلوكيات أصبحت تعلن ثورتها على كل المحرمات الاجتماعية، بحسب موفد « إسلام أون لاين. نت ». الجالس في مقهى « بروكسيل » المواجه لجامعة « بن يوسف بن خدة » الشهيرة بقلب العاصمة تمر عليه أفواج من الشباب يمثل بلا شك « الجزائر الجديدة »، جزائر ما بعد عشر سنوات من الاقتتال اليومي، والتفجيرات، والرعب اليومي، والتي خلفت أكثر من مائتي ألف قتيل. فيمكن للجالس أن يشاهد يوميا خروج أفواج من المحجبات والشباب الملتحي مرتديا العباءات، كما تخرج وتمر من أمام الجامعة فتيات وفتيان آخرون يرتدون أحدث الموديلات العالمية القادمة من إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة. ومن المؤكد أن الكثير من هذا الشباب لم يعش بدايات الصراع المسلح، ومن ثم فهو لا يفهم كثيرا الأسباب التي أدت إلى المأساة الجزائرية، ولكن غالبيتهم عاش بدايات « المصالحة الوطنية »، ومجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لسدة الحكم، والذي منح الجزائر « أملا جديدا ». « بوتاف » والحجاب فعندما جاء « بوتاف » (مختصر اسم بوتفليقة كما يروق لبعض الجزائريين) دخل الهاتف الجوال إلى الجزائر لأول مرة، وفي عهده تصالحت القبائل والدولة من منطلق المصالحة الوطنية، كما أقنع العديد من الجماعات بالنزول من الجبال، وأقنع الفرانكفونيين بالتعايش مع الإسلاميين. ومن منطلق سياسة المصالحة و »الوئام المدني » ذاتها أطلق بوتفليقة وهو في بداية عهده مقولته التي رسمت الصورة العامة لا للشارع الجزائري حينها، بل لصورة الجزائر الجديدة، فيومها خاطب بوتفليقة النساء الحاضرات بأحد اجتماعاته بمناسبة عيد المرأة قائلا: « من أرادت لبس الحجاب فلتلبس، ومن أرادت لبس الميني جيب فلتلبس ». ففي شوارع العاصمة تنتشر محلات « ساجدة » المختصة بملابس المحجبات، وعندما تدخل الإدارات والمؤسسات الحكومية تلاحظ أن الحجاب أصبح يمثل اللباس الغالب بين النساء. ورغم الانتقادات من التيار الفرانكفوني الذي يرى أن الحجاب « استيراد شرقي »، وأن اللباس التقليدي هو « الحايك » بالنسبة لسكان العاصمة، أو « الملاية » بالنسبة « للسطايفية » (سكان الشرق الجزائري)، فإن الحجاب أصبح واقعا، خاصة أن الإسلاميين ممثلون في حزب « حركة مجتمع السلم »، وقد حصلوا على 52 مقعدا بالتشريعيات الأخيرة، وهم يعتبرون أكبر المدافعين عن الحجاب، وأصبحوا شركاء بالائتلاف الحاكم. خيرة وأخواتها وإن كانت مظاهر التغيير بالمجتمع الجزائري الجديد أكبر رموزها الحجاب الذي ترتديه نساؤها، فإن النساء أنفسهن من يقدن التغيير في الاتجاه المعاكس، فمن لا يعرف اليوم « الشابة خيرة » التي غزت شرائطها سوق أغاني « الراي » بالجزائر. فبعد « الشاب خالد » و »الشاب حسني » (اغتيل في سبتمبر 1994 من قبل الجماعات المسلحة) وغيرهم من رواد موسيقى الراي الجزائرية التي انتشرت بالعديد من البلدان العربية والأوروبية، تربعت نساء عديدات على عرش موسيقى الراي. فإضافة إلى « الشابة خيرة » يعشق الشباب الجديد الشابة « نسيمة » والشابة « زهوانية »، واللاتي أصبحت أغانيهن (وهي خليط بين اللهجة الجزائرية واللغة الفرنسية) تعبر عن تطلعات ورغبة الشباب الجزائري في التغيير والثورة على الأوضاع الاقتصادية، كما تعلن العديد من أغاني الراي ثورتها على التقاليد الاجتماعية، وتهاجم « التوريريزم الغدار » (الإرهاب الغدار) على حد تعبير إحدى أغنيات الشابة نسيمة. لا شك أن ما يزاحم اليوم الأشرطة الدينية بالجزائر هي أشرطة موسيقى « الراي » التي تستحوذ على قلوب جزء كبير من الجزائريين. فبعد فترة منع طويلة لأشرطة موسيقى الراي، وخاصة في أواخر ثمانينيات القرن العشرين؛ حيث اعتبرتها السلطات حينها « منافية للأخلاق » فُتح المجال واسعا لهذا النوع من الأغاني، خاصة بعد ثورة 5 أكتوبر 1988 الشبابية بالجزائر. وحاولت السلطات فيما بعد الحد من « تمييع الأغاني » وتطبيعها مع التقاليد، حتى إن الرئيس بوتفليقة منح العام الماضي هدية عبارة عن « رحلة حج إلى الأراضي المقدسة » للمطربة « الشابة زهوانية »، لكنها عادت سريعا بعد حجتها الشهيرة إلى حفلاتها بمدينة وهران عاصمة موسيقى الراي. لعل سبب القلق الذي جعل السلطات تمنع بعض أغاني الراي أن هذا النوع من الأغاني يعبر عن الهموم الحقيقية للشباب وتذمره من البطالة والأزمة الاقتصادية. تعاطي « الزطلة » كما لا تخجل أغاني الراي من الدفاع عن المهمشين ومتعاطي المخدرات أو « الكيف » أو « الزطلة » بالتعبير الجزائري، وهي الظاهرة التي سادت قطاعات واسعة من الشباب، خاصة في السنوات الأخيرة جراء الأزمة الأمنية والاقتصادية. ويحفظ الكثير من الشباب اليوم مقاطع أغنية « الشاب الطلياني » التي لا يخفي فيها تعاطفه مع متعاطي الزطلة (القنب الهندي) قائلا: « أنا اليوم أندركرالي (كلمة فرنسية تعني أعلن) على حياة الزوالي (كلمة دارجة تعني الفقير)، مسكين رآه يبكي يعرف غير « الزطلة » (المخدرات) باش (من أجل) أن ينسى.. خليه (اتركوه) ». وتشير الكثير من الإحصائيات الحكومية إلى ارتفاع تعاطي مخدر « الزطلة » في السنوات الأخيرة، خاصة بين الشباب العاطلين والجامعيين. هذه هي الجزائر اليوم، خليط من أغاني الراي تثور على الأوضاع الاقتصادية، وتمجد أحيانا ما تعتبرهم « بالزوالية » (الفقراء)، وتدافع عن متعاطي « الزطلة » لنسيان البطالة والمشاكل، وتدعو إلى « الحرقة » (الهجرة غير الشرعية). والجزائر هي أيضا تمدد لظاهرة « التدين الإسلامي » غير المسيَّس، والذي عجزت كل الأحزاب الإسلامية المعترف بها عن استمالته.. إنها جزائر جديدة تبحث عن تغيير حقيقي لم تجده حتى الآن بالرغم من سياسة يعتبرها العديد من الجزائريين صادقة من الرئيس بوتفليقة، وبالرغم من أنها دفعت حساب هذا التغيير مقدما مائتي ألف قتيل حاضرا، ومليون شهيد في السابق. (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 24 ماي 2007)


 

جمعية مغربية جديدة لحماية اللغة العربية

      

        الحسن السرات-الرباط استكملت الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية وثائقها وأصبحت مؤسسة فكرية علمية ثقافية مستقلة عن أي تيار سياسي أو نقابي أو مذهبي، إذ تهدف إلى العمل على استصدار القوانين التي تحمي اللغة العربية من التجاوزات وإحداث مؤسسات متخصصة لتدبير شؤونها. وتسعى الجمعية بحسب القانون الأساسي لها الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، إلى تنمية دور اللغة العربية والعمل على استخدامها في كافة الإدارات والمرافق والقطاعات الإنتاجية، والكشف عن قدراتها التعبيرية في شتى الميادين، إضافة إلى إبراز مكانتها في المجتمع المغربي ونشر الوعي بأهميتها. وأضاف القانون الأساسي أن الجمعية ستعمل على التطوير المطرد للغة العربية على مستوى متنها وأدواتها ومواردها اللغوية العصرية، وتدرس مختلف التحديات التي تواجهها في وطنها والكشف عن المخاطر التي تهددها. ومن بين الوسائل التي ستعتمدها الجمعية إبرام اتفاقيات وعقد شراكات مع المجالس المنتخبة والسلطات المحلية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وأيضا التعاون مع الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والجمعيات التي لها الأهداف نفسها على المستوى الوطني والدولي. انفتاح لا انبطاح وأوضح رئيس الجمعية موسى الشامي المنتخب في مارس/ آذار الماضي أن تعمقه في اللغة الفرنسية وتدريسه بها وترؤسه جمعية المدرسين بها في المغرب كله، لم يمنعه من التعمق في اللغة العربية ولسانياتها ومحبتها والدفاع عن ثقافتها وحضارتها. وأضاف الشامي للجزيرة نت أنه مع الانفتاح على اللغات والثقافات الأخرى والتعارف معها وتلاقح المعارف والأفكار، ولكنه ليس مع ما سماه الانبطاح الذي وصلت إليه اللغة العربية بالمغرب بسبب غياب القرار السياسي الذي من واجبه توفير الحماية لها، وذلك « أشد ما يقلق باله وبال أعضاء الجمعية ». إعلانات فرنسية موجهة للبيوت وهي أشد ما استفز حماة العربية بالمغرب (الجزيرة نت) واعترف أن أكثر شيء استفزه للدفاع عن اللغة العربية هو الهجمات اليومية للإعلانات التجارية الورقية في عقر داره ودار جيرانه، والتي كتبت جميعها بالفرنسية. وقال الشامي وهو يقدم للجزيرة نت عشرات من تلك الإعلانات يحملها معه، « إنني شعرت بالإهانة الشديدة وأنا أتلقى هذه الإعلانات، وقلت لمن أحضرها لي إننا عرب ولسنا فرنسيين وعلى مؤسساتكم أن تخاطب الناس بلسانهم إن كانت تريد ترويج منتوجاتها ». تشاؤم وتفاؤل ويغلب التشاؤم على الدكتور الشامي وهو يتحدث عن مستقبل اللغة العربية بالمغرب، وقال إنه لو استمر الحال على ما هو عليه لضاعت اللغة العربية في زمن قريب، غير أن بعض أعضاء الجمعية ردوه إلى التوازن مشيرين إلى مظاهر إيجابية منها إقبال المغاربة على مشاهدة القنوات العربية. ويرافق الشامي في المكتب ثلة من الأساتذة الجامعيين المعروفين مثل عز الدين الكتاني الإدريسي، وسعيد كتان، ومحمد مهرير، وامحمد العراقي، وخدوج الساكت، وعبد الفتاح الفاتحي، وبلقاسم اليوبي، وعبد العزيز الغازي. وأشار الشامي إلى أن هناك أعضاء آخرين أمازيغيين مستعدين للدفاع عن العربية بالغالي والنفيس. (المصدر: موقع « الجزيرة.نت » (الدوحة – قطر) بتاريخ 24 ماي 2007)  

التدخين يقتل 15 ألف جزائري سنويا

الجزائر ـ يو بي آي: كشف مصدر طبي جزائري أن التدخين يقتل 15 ألف مواطن سنويا. وقال البروفسور زيان بن عتو الأستاذ في معهد العلوم الطبية بجامعة وهران غربي الجزائر في تصريح نشر امس الخميس في صحيفة الخبر ان التدخين يتسبب بأكثر من 15 ألف وفاة سنويا، منها 7 آلاف وفاة عن طريق النوبات القلبية التي لها علاقة بالتدخين و5 آلاف بسبب السرطان الرئوي الناجم عن التدخين و3 آلاف بسبب أمراض تنفسية ناتجة عن تناول السجائر. وأوضح بن عتو المتخصص بالامراض الصدرية أن 90 في المئة من حالات سرطان الجهاز التنفسي سببها التدخين، مشيرا إلي ان ذلك يؤكد عمليا نظرية دول وهيل التي تقول بأن التدخين ينقص من العمر، أي سيجارة واحدة تساوي 11 دقيقة من العمر. وقال إن الدراسة التي أنجزها الباحثان البريطانيان دول وهيل، والتي استغرقت 40 سنة، أظهرت أن تدخين سيجارة واحدة ينقص 11 دقيقة من عمر المدخن، حيث قاما بمتابعة فئتين من الأشخاص، الأولي لا تدخن والثانية تدخن، وتبين بعد أربعين سنة من المتابعـــة أن غير المدخنين أطول عمرا، بمعدل يتراوح بين 8 سنوات فما فوق، ولاحظا أيضا أن أغلبية وفيات المدخنين سببها أمراض ناجمة عن تناول التبغ. وأشار بن عتو إلي أن الوضع أخطر في الجزائر في غياب معطيات علمية فإذا كان التبغ عموما، وحتي أجود النوعيات وأغلاها يسبّب أمراضا مختلفة، فإن جزءا كبيرا من التبغ الذي يستهلك في الجزائر مجهول المصدر كونه يدخل السوق المحلية عن طريق التهريب، فلا يعرف من أي مزارع التبغ صنع ولا تركيبته الكيماوية، ولا ظروف تصنيعه، وحفظه ونقله . وأضاف أن الإقلاع عن التدخين يعتبر في الحقيقة أمر سهل وفي متناول كل المدخنين، يكفي فقط أن يقرر التوقف ويصبر بضعة أيام عن الرغبة في تناول سيجارة، ليجد نفسه من دون أن ينتبه في أحسن حال وغير خاضع للسيجارة . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 ماي 2007)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.