في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس
Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS
9 ème année, N 3412 du 25.09 .2009
archives : www.tunisnews.net
« CILAE »عودة الدكتور احمد العش إلى فرنسا اليوم السبت 26 سبتمبر
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
زياد الهاني:فرقة الأبحاث الاقتصادية تستدعي قيادة النقابة الوطنية للصحفيين للبحث :
السبيل أونلاين:أكاديميون عرب يطلبون مقابلة الرئيس التونسي من أجل قضية الحجاب
علي حشاد:أعوان الشرطة تقتل مواطنا بمنطقة الأمن بالقصرين حذاري فنحن الأغلبية
القائمة المستقلة « الإصلاح والتنمية »دائرة توزر:إعلان ترشح
معزّ الجماعي :آخر تطورات حملة الإقصاء ضد قائمات الحزب الديمقراطي التقدمي
الدكتور مصطفى بن جعفر يقدّم ترشحه للانتخابات الرئاسية
الهيئة السياسية لحركة التجديد: إلى الرفاق قياديي وأعضاء الحزب الاشتراكي اليساري
حركة التجديد توضّح: رفض ترشيح نوفل الزيادي مردّه « حضوره النشيط » في المؤتمر الانقلابي على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
وجوه رياضية وشبابية ضمن القائمات الانتخابية للتجمع الدستوري الديمقراطي في تشريعية 2009
إسلام أونلاين.نت:للمرة الأولى.. مدونون يراقبون انتخابات تونس
بنت عايلة :غــــــــــزّول انتخابـــــــــــي
سعـــاد القوســـامي:عم علي حصاركم مضروب مضروب
الهادي رداوي:الأستاذ عبد الستار بن موسى يعد لانتخابات عمادة المحامين القادمة
حــرية و إنـصاف:تعازي ومواساة
كلمة:الرديف بين تقلّبات الطبيعة وقبضة السلطات
الصباح :صفاقس:المياه تغمر الشوارع.. تعطـّل الدروس وتشلّ حركة المرور
الشروق:صفاقس: توقفت الأمطار واتضحت الأضرار
الشروق:كيـــف حـــدث الطوفــــان: ناجون من الموت يروون لـ (الشروق) شهادات حيّة من (جحيم العاصفة)
محمد الحمروني :شبّهوا الأمطار بـ (الطوفان).. والمصادر تؤكد مقتل 20 شخصاً تونس: الأهالي يتظاهرون احتجاجاً على تأخر وصول فرق الإنقاذ
ولادة :صَـبِّ المَـطَــرْ غَــرَّقـنَــا
معزّ الجماعي :تهريب خمور نحو ليبيا بتواطؤ موظفين عموميين
اخبار الخليج : تراجع كبير لصادرات تونس بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية
مراد علي:عندما تتكلم قناة 7 عن الأشاعرة( إعادة نشر وتوضيح )
اليوم السابع:مدرس وشقيقه يحتجزان سيدة تونسية بمنزلهما بالمنوفية سرقت منهما 80 ألف جنيه
الامجد الباجي:مسلسلات شجرة الصبار
النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف
قدس برس :ندوة دولية في القيروان تعالج معضلة الفجوة الرقمية في العالم الإسلامي
محمد الحمامصي :علماء القيروان ودورهم في الحضارة والتراث الإسلامي
توفيق المديني :أزمة الهوية للرأسمالية وغياب الإجابات التاريخية
إبراهيم عرفه : »راند » وإستراتيجيات المواجهة مع الحركات الإسلامية
د. رافع ابن عاشورلـ « الصّباح »:** تقرير غولدستون شهادة غير قابلة للتشكيك على خرق إسرائيل المستمر للقانون الدولي الانساني
قدس برس :جامعي جزائري: الفكر الجهادي ذاهب إلى الزوال بفضل المصالحة والسلفية العلمية
ظريف: القاعدة لا تستهدف المغرب ولكن تتخذه قاعدة خلفية لاستقطاب مقاتلين
محمد الصواف:نتنياهو: وقف نووي إيران والأصولية مقابل السلام
عبد الباري عطوان:هل سيرد مبارك وعباس؟
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
جويلية 2009
اللجنة الدولية للمساندة من أجل سراح السيد أحمد العش:
عودة الدكتور احمد العش إلى فرنسا اليوم السبت 26 سبتمبر
تعلن اللجنة الدولية للمساندة من أجل سراح السيد أحمد العش عودته اليوم السبت 26 سبتمبر إلى فرنسا حيث سيكون وصوله إلى مطارشارل ديغول في حدود الساعة السادسة وأربعين دقيقة من مساء نفس اليوم واللجنة الدولية تدعو جميع أعضائها ومساندي الدكتور الفرنسي للحضور والمشاركة في استقباله لدى وصوله. هذا الحضور سيتيح لنا الفرصة لنعرب عن تعاطفنا مع رجل تعرض لإختبار عنيف وقاس بعد سبعة أسابيع من السجن في ظروف قاسية وإظهار تصميمنا لضمان تبرئة الدكتور أحمد العش وتمكينه من استعادة حقوقه وكرامته. كما نشير أن الدكتور العش أطلق سراحه مؤقتا الإربعاء 16 سبتمبر 2009 أنتظارا لجلسة الإستئناف التي ستعقد في تونس يوم 5 أكتوبر.
Dr. Patrick CHALTIEL Président du Comité International pour la libération d’Ahmed Eleuch Site internet :
www.liberez-ahmed-eleuch.net Contact :
liberez.ahmed.eleuch@gmail.com Paris, le 25 septembre 2009
أفرجوا عن سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو أفرجوا عن كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 06 شوال 1430 الموافق ل 25 سبتمبر 2009
أخبار الحريات في تونس
1) استمرار مراقبة وملاحقة الناشط الحقوقي حمزة حمزة: يواصل أعوان البوليس السياسي إخضاع الناشط الحقوقي السيد حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف للمحاصرة والملاحقة والمراقبة اللصيقة، فقد لاحظ الناشط الحقوقي المذكور منذ فجر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2009 وجود عدة أعوان من البوليس السياسي على متن سيارتين ودراجة نارية بالقرب من منزله الكائن بمنطقة برج الوزير بالعاصمة، وتمت متابعته وملاحقته ومضايقته عندما كان يقود سيارته متوجها إلى مقر عمله. وحرية وإنصاف تدين بشدة هذا التصرف الخطير والمخالف للقانون وتندد بالعقلية الأمنية التي لا تعترف بالقانون ولا تحترم المواثيق التي التزمت تونس بتطبيقها والمتعلقة بحماية الناشطين الحقوقيين، وتنبه لما في هذه المضايقات من خطر يهدد حياة أحد أعضاء مكتبها التنفيذي. 2) مضايقة السيد الأزهر زروق: تعمّد عونان من أعوان البوليس السياسي تابعين لمنطقة شرطة العمران يوم الخميس 24 سبتمبر 2009 مضايقة سجين الرأي السابق السيد الأزهر زروق (، وصاحب محل تجاري حاليا ) وذلك بالحضور بمحل عمله واستدعائه شفويا للمثول بمنطقة الشرطة المذكورة، إلا أنه رفض ذلك مطالبا بتسليمه استدعاء كتابيا يتضمن سبب وتاريخ الحضور. ولم يكتف عونا البوليس السياسي بإزعاجه بل بدآ بمضايقة الحرفاء بحضورهما غير المبرر مما أجبر السيد الأزهر زروق على غلق المحل حتى لا يتواصل هذا المسلسل السخيف. والسيد الأزهر زروق سجين رأي سابق متحصل على شهادة في الهندسة المدنية، دخل السجن بتاريخ 29 جانفي 2007 ولم يخرج منه إلا في 23 فيفري 2008. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
فرقة الأبحاث الاقتصادية تستدعي قيادة النقابة الوطنية للصحفيين
للبحث : واثقون من أمانتنا، وكان من الأجدر تعقّـب الفاسدين الذين ينهبون البلاد!؟
تلقيت يوم الخميس 24 سبتمبر 2009 استدعاء للحضور عصر الإثنين 28 سبتمبر 2009 لدى الإدارة الفرعية للأبحاث الاقتصادية والمالية التابعة لإدارة الشرطة العدلية الراجعة بدورها بالنظر للإدارة العامة للأمن الوطني، ومن خلال التقصى علمت أن الدعوة مرتبطة بفتح قضية في التصرف المالي في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، قام بها جمال الكرماوي الزميل السابق والمستشار الحالي لمحمد الغرياني أمين عام التجمع الدستوري الديمقراطي، بصفته رئيسا للمجموعة المنبثقة عن مؤتمر 15 أوت الانقلابي على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. وحمدت اللّه كثيرا لوقوف الأمر عند هذا الحدّ!! وإلاّ فكيف ستراني أواجه الباحث العدلي لو كنت مثلا أملك يختا أرسيه في ميناء سيدي بوسعيد وأتاجر في المخدرات، والحال أني لا أصرّح بمداخيل لإدارة الضرائب غير تلك المتأتية من راتبي الهزيل!؟ أو كيف سأفسر له مثلا لو أني استوليت بأساليب غير مشروعة على مؤسسة عمومية ضخمة إثر خوصصتها، أو تربّحت من التفويت في أسهم بنك عمومي، والحال أن حسابي البنكي لا يتجاوز الصفر ببضعة دينارات كل شهر إلاّ ليعود إلى عمقه الأحمر مستهزئا بي!؟ حمدت اللّه أكثر لمّــا تذكرت بأنه ليست عندي ثروة أكنزها أو حقائب مالية من العملة الصعبة أهرّبها للخارج سيتمّ كشفها، وإلاّ لانفضح أمري أمام الصديق والمناضل فتحي بلحاج يحي مدير المدرسة الابتدائية الخاصة التي أدرّس فيها بنتيّ إيثار وآرام. علما بأني لم أسدد له مرة واحدة قسطا في شهريا في موعده. وأحيانا أدفع الأقساط دفعة واحدة آخر السنة بعد توفيرها من خلال الاقتراض!؟ لكن في كلّ الأحوال لا أعتقد أن الباحث العدلي سيجد عندي وعند زملائي ناجي البغوري وسكينة عبد الصمد ونجيبة الحمروني ومنجي الخضراوي ما يشفي غليله. لأن مساءلتنا عن تصرفنا في شؤون النقابة، طالما أن الأمر يتعلق بها، لا تتمّ إلاّ في إطارها القانوني، أي في المؤتمر القانوني للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. المجال الوحيد للخروج عن هذه القاعدة لا يحصل إلاّ إذا صدر حكم قضائي باتّ يسبغ غلافا قانونيا على مؤتمر 15 أوت الانقلابي على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وبالتالي على الهيئة التي أفرزها. عندها لو تقدمت لنا هذه الهيئة بطلب فسنجيبها إليه. ليس لأننا نقرّ بشرعيتها، ولكن لأننا نحترم القانون ونرضخ لحكم القضاء حتى ولو كان جائرا، تماما كأبينا سقراط. وطالما أن المحكمة لم تبتّ في القضية المرفوعة لديها لإبطال مؤتمر 15 أوت الانقلابي والتي ستنظر في أولى جلساتها يوم 26 أكتوبر المقبل، يبقى الأمر برمّته معلّقا. لكن اللافت للنظر هو السرعة القياسية التي أحال بها السيد وكيل الجمهورية الشكوى الواردة عليه من جمال الكرماوي على إدارة الأبحاث الاقتصادية ذات الصيت المعروف!؟ وهو نموذج في سرعة الانجاز نتمنى أن تحذو إدارتنا العمومية حذوه، ولا يتوقف عند عتبة الانتخابات التي تشهدها بلادنا!؟ كما نتمنى أن لا نثقل على إدارة الاقتصادية ونضيع من وقتها الثمين في ملف مفتعل اسمه التصرف المالي في نقابة الصحفيين التونسيين. ليس فقط لثقتنا القاطعة في نظافة يدنا وحسن تصرفنا في الأمانة التي وضعها الصحفيون في أعناقنا وأتحدث هنا عن أعضاء المكتب التنفيذي الخمسة المستهدفين بالملاحقة، ولكن أيضا لأن قضايا الفساد المفضوحة عديدة في بلادنا وتنتظر تدخلا من إدارة الأبحاث الاقتصادية والمالية. والفاعلون الفاسدون في بلادنا معروفون من كلّ التونسيين، ونهبهم لثروات البلاد بيّن بحيث لا يحتاج إلى تدليل. يحتاج فقط قرارا سياسيا جمهوريا بإعادة الحقوق المنهوبة إلى أصحابها وفي مقدمتهم الخزينة العامة للدولة، خزينة التونسيين جميعا. تحيا تونس تحيا الجمهورية زياد الهاني
أكاديميون عرب يطلبون مقابلة الرئيس التونسي من أجل قضية الحجاب
السبيل أونلاين – تونس – خاص طالب آلاف أكادميين العرب بإلغاء مرسوم يحظر الحجاب في الجامعات التونسية ، وتوجهوا بنداء إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لمعاقبة الجامعات والمؤسسات التي تحظر ارتداء الحجاب . وعبرت » الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب » ، في بلاغ وصل السبيل أونلاين عن استعدادها لتشكيل وفد من وجهاء وأعيان ومفكري ومثقفي الجمعية للاجتماع بالرئيس التونسي ، كما عبرت عن إستيائها من قانون منع الحجاب في الجامعات في تونس . و « الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب » ، مسجلة في الولايات المتحدة ، ويقوم على رئاستها الأستاذ عامر العظم ، و تمثل 23000 عقل عربي منتشرين في كل دول العالم ، من بينهم 700 دكتور . وأكدت الجمعية أنها راسلت مختلف الدوائر الرسمية والأكاديمية حول قضية حظر الحجاب ، وأشارت في نداء لاحق موجه إلى رؤساء الجامعات والمعاهد والمدارس التونسية إلى أن « الحجاب سيعود إلى تونس وجامعاتها » ، وقالت : »صدمنا لنسمع أن الجامعات تمنع الطالبات من ارتداء الحجاب، لأن هذا يتنافى مع حقوق الإنسان والعلمانية التي تنادون بها والتي تدعو إلى احترام حرية الآخر المختلف » ، واشارت إلى أنها ترى « في هذا القرار قرارا ديكتاتوريا وسنتصدى له وسنغيره بالطرق الدبلوماسية أولا، وإن لم ينفع فأمامنا خيارات قوية لا تتصورونها ولا تتحملونها » ، ولم تكشف الجمعية عن تلك الطرق السلمية التى ستعتمدها لتغيير موقف الحكومة التونسية من الحجاب . واضافت الجمعية : »نطالبكم الآن بالالتزام بقرار الجمعية باحترام حقوق الإنسان ومبادئ وأسس العلمانية وحق الآخر » ، وإعتبرت أن » عدم الالتزام سيضعكم وجها لوجه في معركة خاسرة مع أعظم صرح حضاري عربي مستنفر ومسلح فكريا ومعرفيا وتوعويا وتقنيا وانتشارا وتأثيرا » ، وفق تأكيدها . وشددت الجمعية على أن « عصر الخوف والقمع والمخابرات العربية » قد إنتهى ، وأكدت أن الحجاب سيعود إلى تونس وإلى جامعاتها ، وزادت : »نعدكم بأننا سنقف مع الشرفاء والأحرار منكم، ونحذر في الوقت نفسه التنابل والمعاقين والأصنام، وليس العقلاء، في الأجهزة الأمنية، بأننا سنحطم رؤوسهم وسنسبب لهم الدّوَر وجنون البقر إن انتهكوا قرار الجمعية. لن ينفعهم وقتها الخوف والنفاق والدجل » ، على حدّ تعبيرها . ودعت الجمعية ما وصفتهم بـ »العقلاء في تونس » إلى احترام إرادة العقل العربي والتونسي في أقرب الآجال . ولقيت قضية حظر الحجاب في الجامعة التونسية تفاعلا واسعا في المنتدى الإلكتروني للجمعية ، وحظيت بردود فعل مستنكرة . ويمكن الإطلاع على التفاعلات والردود من خلال هذا الرابط . http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=56232 (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 25 سبتمبر 2009)
أعوان الشرطة تقتل مواطنا بمنطقة الأمن بالقصرين حذاري فنحن الأغلبية
محمد بن صالح القرميطي، كان له من العمر 27 سنة قبل أن يُقتل تعذيبا في منطقة الأمن بمدينة القصرين الكائنة بشارع 7 نوفمبر. أكدت السائحة الفرنسية أنه بريء و أنها قادرة على التعرف على الشخص الذي قام بسرقتها. لم يقتنع أعوان الأمن بأقوالها و لا بأقواله و واصلوا الحفلة. هم أعلم بكل الحقائق و ليس لهم قدرة التفويت في فرصة يمارسون فيها هوايتهم المفضلة: التعذيب. استنزف أعوان الشرطة بمنطقة الأمن بالقصرين جهودهم في ممارسة هوايتهم التقليدية و لم ينفكوا عن تعذيب محمد بن صالح القرميطي إلا حين فارقته الحياة. لم تنته مأساة هذا المواطن عند هذا الحد، فبكل استهزاء بالقيم الإنسانية و الأخلاق و القوانين و محاولة منهم في التنصل من المسؤولية قام الأعوان بإلقاء جثته من الطابق الثالث لمنطقة الأمن لطمس الحقيقة و تزييفها في محاولة انتحار ناجحة. تجمعت أعداد غفيرة من أهالي المدينة أمام منطقة الأمن بحي الزهور و أمام المستشفى الجهوي. لم يخالف تقرير الطبيب الشرعي ما كان الجميع على يقين منه، محمد بن صالح القرميطي اُلقي به من نافذة الطابق الثالث من منطقة الأمن بالقصرين بعد أن قُتل تعذيبا على أيدي أعوان الشرطة و لم يحاول البتة الانتحار. اندلعت مسيرة و مواجهات عنيفة بين أعوان الأمن و جموع من الأهالي. استطاع بعضهم، في غياب أي معنى للقانون، القصاص رمزيا للضحية بتعنيف رئيس المنطقة. جُرح العديد جروحا خطيرة و أمام العنف المفرط لقوات حفظ النظام التي استعملت لقمع المتظاهرين القنابل المسيلة للدموع و الرصاص الحقيقي قامت الجماهير بحرق ثلاثة سيارات أمن. و رغم ذلك لم تنجح قوات الأمن في تفريق المتظاهرين أو الحد من سطوة غضبهم إلى حدود الساعة الثانية من صباح اليوم الموالي حين اشتد نزول تلك الأمطار الشهيرة. في ذات اليوم، أُمر بدفن الضحية و طُوّق حي الزهور و كامل مدينة القصرين بأعداد مهولة من قوات الأمن. ليست هذه المرة الأولى التي تندلع فيها مواجهات بين أعوان الأمن و أهالي مدينة القصرين و خاصة بحي الزهور الذي يعتبر من أكثر الأحياء الشعبية فقرا و بطالة و إهمالا. حي الزهور بمدينة القصرين هو حي أولئك الذين تناساهم التاريخ و أغفلتهم الجغرافيا، حي من لا عمل و لا صوت له. ليست هذه السمات محدودة على حي الزهور فقط و إنما هي تعم، و ربما بدرجة أقل، على جميع مناطق ولاية القصرين التي تعتبر من أكثر الولايات فقرا. تتالت في الأشهر الماضية عمليات ارتحال عديد العائلات إلى الجزائر طلبا للإجارة و هربا من الظلم و الفقر و القهر. كل هذه الظروف تنمّي منذ عقود إحساس عدم الانتماء لدى الفقراء و الكادحين من أبناء تونس في منطقة القصرين، أولئك الذين لم يعد لهم ما يفقدون سوى البعض القليل من الكبرياء و الأنفة. القصرين كغيرها من مناطق الجمهورية المنسية قنبلة موقوتة توشك أن تنفجر في أية لحظة و لن يزيد القمع و العنف المسلطان عليها إلا في التصعيد من قوة الانفجار. ساعتها لن تجدي قوات الأمن و كل فرق التعزيز نفعا. في شهر ماي من سنة 1994 أثناء زيارة رئيس الدولة للمدينة حاول شيخ هرم ذو خرق بالية أن يمد الرئيس بظرف يحتوي رسالة، تجاوز الشيخ الحاجز الحديدي المضروب على حافة الطريق فوجد نفسه تحت ركلات أعوان الأمن و أمام بؤس المشهد تحول حفل استقبال الرئيس إلى مهرجان من الحجارة المنهالة عليه يحاول حراسه اقتناصها بحقائبهم حماية له منها فما كان له إلا أن امتطى سيارته هربا من الغضب الشعبي. قد يمكن للسلط أن تهادن و تراوغ النقابات و الأحزاب و الجمعيات و من امتهن السياسة، لكنها لن تستطيع حين تدق طبول الغضب الشعبي أن تحد من سيل الجماهير الدافقة. في شهر جانفي من سنة 1984 استطاع الرئيس السابق أن يقدم كبش فداء حماية لكرسيه. الآن، يختلف الوضع و لن تستطيع الأكباش أن تجدي نفعا. لا أحد يعلم متى سينفجر السد و إن ما يحدث بالجنوب و بالوسط الغربي ليس إلا بداية تصدع ذلك السد المنيع، فحذاري… حذاري فنحن الأغلبية. بقلم علي حشاد
القائمة المستقلة تحت « الإصلاح والتنمية »دائرة توزر:إعلان ترشح إعلان ترشح
في إطار الانتخابات التشريعية المقررة ليوم 25 أكتوبر القادم وفي دائرة توزر المخصص لها مقعدان، تقدمت صباح اليوم 25 سبتمبر 2009 بمقر الولاية، قائمة مستقلة تحت تسمية « الإصلاح والتنمية » ضمت كلا من: السيدة منية القارصي( صيدلانية) والسيد كمال التوكابري ( موظف ). رئيسة القائمة منية القارصي
آخر تطورات حملة الإقصاء ضد قائمات الحزب الديمقراطي التقدمي
تمكن رؤساء قائمات « الأمل » للحزب الديمقراطي التقدمي في الدوائر الإنتخابية (قابس ، قبلي ، سليانة ، الكاف ، زغوان ) من الحصول على الوصل النهائي للمشاركة في الانتخابات التشريعية لسنة 2009 . و من جهة أخرى سجل الحزب رفض السلطة ل 18 قائمة من جملة 23 وقع الرد عليهم رسميا دون تقديم أي توضيحات لأسباب الرفض . معزّ الجماعي
الدكتور مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي
من أجل العمل والحريات يقدّم ترشحه للانتخابات الرئاسية
تقدم الدكتور مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات صبيحة الخميس 24 سبتمبر 2009 بملف ترشحه إلى المجلس الدستوري الذي خصّه القانون بالبتّ في الترشّحات لهذا المنصب الأعلى في الجمهورية وكان الدكتور بن جعفر محاطا بجمع غفير من مناضلي التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يتقدمهم أعضاء المكتب السياسي للتكتل وقد حضر الموكب عديد المناضلين الحقوقيين والجمعويين منهم السادة الآتي ذكرهم: السفير أحمد ونيس الدكتورة هالة عبد الجواد الأستاذة حفيظة شقير الأستاذ عبد الجليل البدوي الأستاذ الحبيب مرسيط الدكتور زياد الدولاتلي السيد رشيد النجّار الأستاذ نجيب الحلواني الأستاذ العياشي الهمامي السيد الطاهر قرقورة الدكتور فتحي التوزري الأستاذ أنور بن قدور هذا وقد سُجِل حضور عديد وسائل الإعلام المحلية والأجنبية نذكر منها قناة 7 التونسيّة وقناة دوتشفيلي العربية وراديو كلمة ووكالة الأنباء الفرنسية ووكالة رويترز ووكالة الاسوشايتد برس كلمة الدكتور مصطفى بن جعفر مرشح التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات للانتخابات الرئاسية أكتوبر 2009 خلال تقديم مطلب ترشحه للانتخابات الرئاسية للمجلس الدستوري بباردو سيداتي سادتي أيتها الأخوات أيها الإخوة جئت اليوم لتقديم ترشحي إلى منصب رئاسة الجمهورية. ولا يسعني في البداية إلا أن أترحم على أرواح الضحايا الذين سقطوا نتيجة الفيضانات الأخيرة بمنطقة الرديف وأن أقدم تعازي إلى عائلاتهم وذويهم طالبا من الله أن يرزقهم جميل الصبر والسلوان.دون شك نحن لم نختر هذا الظرف لتقديم الترشح، ولم نختر أن تقع الفياضات ليلة تقديم هذا الترشح، لكنّ والحياة تفرض أشياء لا يتجاوب معها القلب. جئت اليوم لتقديم ترشحي لمنصب رئاسة الجمهورية اعتبارا لمسؤوليتي كمسؤول أول عن حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات. وأنا أتحمل هذه المسؤولية منذ تأسيس الحزب وخاصة منذ أن تحصل على الترخيص القانوني في 25 أكتوبر 2002. وقد شاءت الصدف أن يكون يوم الانتخابات الرئاسية والتشريعية يوم 25 أكتوبر أي سبع سنوات يوما بيوم بعد الحصول على الترخيص القانوني. كلنا يعلم أنّ المناضلين والناشطين في مجال الحريات في تونس كثيرون وأنّ لنا كفاءات كبيرة وقدرات بإمكانها تحمل أكبر المسؤوليات وأهمها وأخطرها وأنا من ضمن هذه الكفاءات انطلاقا من أنني تحملت مسؤوليات متنوعة في جمعيات ومنظمات سياسية وشبابية مثل الاتحاد العام لطلبة تونس وتحملت مسؤولية التأسيس في العديد منها مثل نقابة الوطنية الأطباء الجامعيين المنصهرة في الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين وأخيرا حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات الذي اعتز بثقة مناضليه ومناضلاته الذين اختاروني مرشحا لهذا المنصب الهام وأمدوني بثقتهم باستمرار منذ التأسيس إلى المؤتمر الأخير الذي وقع إعادة انتخابي فيه بالإجماع. وكذلك هذه فرصة لأؤكد اعتزازي بالشخصيات الوطنية المنتمية للمجتمع المدني والتي أتت لتساندني لا كمنظمات نحترم استقلاليتها ونؤكد على احترام هذه الاستقلالية بل كشخصيات مناضلة من اجل الحريات وكشخصيات دائما موجودة كلما لزم الأمر وكلما طرحت قضية مصيرية في البلاد. نعلم كلنا الظروف الصعبة التي دارت فيها الانتخابات السابقة و أظن أن جلّ الحضور يعلم كذلك الظروف الصعبة التي تنشط فيها الأحزاب الجدية والمنظمات الحقيقية المستقلة في ممارستها اليومية لنشاطها. رغم كل هذه العناصر التي تشجّع في الحقيقة على عدم الانخراط في هذه الانتخابات اتخذنا موقف المشاركة لأسباب مبدئية، لأنه حق ولأنه واجب: واجب ممارسة المواطنة، و هذا الواجب سنقوم به خدمة للوطن لأن هذه القضايا ليست فيها حسابات شخصية. ورغم اعتزازنا لما لدينا من قدرات ومن تجربة في الحقل السياسي والجمعياتي والنقابي، و أنا مؤمن بان تونس ليست في حاجة إلى منقذ بل في حاجة إلى مؤسسات ديمقراطية تمثل الشعب التونسي بكل طاقاته وبكل تنوعاته و في كل المجالات التي ينشط فيها وتسمح للمواطن سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أن يساهم في نحت مصيره وفي تحديد مصلحة تونس.هذه أمور مبدئية، لكن هناك مسائل جوهرية أخرى دفعتنا للترشح منها أنه في النظام التونسي مسؤولية رئيس الدولة هي من الدرجة الأولى وتتجسم فيها مركزية السلطة وفي الحقيقة كل السلطات بين يديه، وهذا ما يدفعنا إلى الحديث عمّا نرومه من إصلاحات، لكن هذه المسؤولية إذا لم نساهم في التنافس حولها لتكريس فكرة التداول على الأقل – ونحن نعلم أن هذه تمثل أزمة نفسية في العالم العربي فكلمة تداول لا تريدها الحكومات أن تراها في أي كلمة آو في أي مجال – فلا بد من تكريسها لأنه إذا غابت هذه الفكرة فسنذهب إلى الإحباط و إلى حالات ربما تدفع إلى العنف وهذا ما لا نريده بأي شكل من الأشكال لتونسنا العزيزة. إذن عدم المشاركة في هذا التنافس هو في الحقيقة تخل عن الرسالة الأولى التي يجب أن يتحملها كل مناضل يناضل من أجل المصلحة العامة التي هي مصلحة وطنية. وإننا نعتبر اليوم أن مشكلة المشاكل ومن الصعب قول عكس ذلك هو تخلي المواطن عن كل ما يمس من الشأن العام، ومن دورنا نحن كمسؤولين و في الكوكبة الأمامية لمن يناضلون في الساحة ومن مسؤوليتنا أن نفعل كل ما بوسعنا لإخراج المواطن من هذا الوضع المؤلم، وضع الاستقالة والإحباط. وما نحن مطالبون به ومع احترامي كل من يدعون إلى مقاطعة الانتخابات آو عدم المشاركة بأي شكل من الأشكال – وأنا لا أشك في نزاهتهم و لهم من الحجج ما شاء الله ولكن عدم المشاركة من شأنه أن يدعم الركون إلى الاستقالة والنظر إلى المسائل العامة والوطنية من بعيد. هناك برنامج بديل، و نحن لنا برنامج بديل في كل المجالات. وقد صدرت عن مؤتمرنا الأخير لوائح سنتعرض لها بإطناب في المستقبل وخلال الحملة إن شاء الله، وسنساهم في طرح هذه الخيارات التي تمس الإصلاح السياسي، لأننا نعتبر أن مركزية السلطة وغياب المساءلة في الدستور التونسي تمثلان مشكلة، ولا بّد من إصلاح في هذا الاتجاه كالحد من عدد الولايات إلى اثنين بالنسبة إلى منصب رئاسة الجمهورية لأننا نرى فيه عنصرا يكرّس فعلا التداول الذي نتحدث عنه ولكننا لا نروم تطبيقه، والتفريق بين السلطات وخاصة تجسيم استقلالية القضاء والإصلاح السياسي. ولكن ما يهمّ المواطن أكثر لان مسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة تهم المواطن إذا ما مسته مباشرة، و إن ما يمس الإنسان أكثر هو موارد الرزق وكسب الرزق ونظام صحي وعلاج سليم وطيب ونظام تربوي له النجاعة التامة وليس نظاما يخرّج أصحاب شهادات بالآلاف ولكن ليس لهم قدرة على ولوج مجال الشغل. هذه هي المسائل التي تمس المواطن أكثر .وفي هذه المجالات نحن لنا أيضا بديل وخيارات فصلنا فيها في أدبياتنا ولوائح المؤتمر الأخير للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وسنواصل الدفاع عنها وتقديمها وتفسيرها حتى لا يقال إنّ المسالة هي مسالة حديث عن الديمقراطية فقط. و نحن نعتبر أن الديمقراطية تكون في المنزل وفي حياة الأسرة وتكون في المدرسة وفي الحي وتكون في المؤسسة الاقتصادية، حيث نعلم أن الحق النقابي ليس محترما بالشكل الذي يجب أن يحترم به، فاحترام الحق النقابي هو كذلك عنصر من عناصر الحوار الذي هو الضمانة الأولى للاستقرار الحقيقي الذي نناضل من أجله. كان بودّنا تحقيق مسألتين : مسالة تمسّ المناخ العام وتهمّ طي صفحة قضية وملف الحوض المنجمي، وربنا أراد أن يكون في الأيام الأخيرة إضافة إلى ما تعانيه المنطقة من معاناة عائلات مساجين الحوض المنجمي أن تنكب في كارثة طبيعية. فنحن أمام أزمة مع أزمة، ونحن نأمل حقيقة قبل الدخول في معركة الحملة الانتخابية أن تطوى هذه الصفحة. هناك مسألة طالبت بها المعارضة الوطنية الجدية نظرا للتجارب السابقة التي أكدت انحياز الإدارة أننا طالبنا وباتفاق السلطة في أعلى هرمها بتنظيم حوار حول مسألة بعث هيئة وطنية مستقلة تشرف على الانتخابات وتكون لها كل ضمانات الحياد. نحن نريد المشاركة في لعبة ولكن نريد أن تكون لهذه اللعبة قواعد يحترمها الجميع وتكون فيها المساواة وتكافؤ الفرص بالنسبة لكل المتنافسين .لكن لم نجد صدى لهذه المطالب . على كل حال، رغم هذه الظروف قررنا المشاركة في هذه الانتخابات. ونحن مهما كانت النتائج سنواصل النضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، لأنه لا ديمقراطية دون عدالة اجتماعية. ونحن مصرون على تحقيق العدالة والمساواة بين كل الفئات والأجيال والجهات وبين المرأة والرجل. وفي هذا الصدد فنحن عازمون على مواصلة الدفاع عن كل المكاسب التي تحققت وخاصة بفضل مجلة الأحوال الشخصية. إنني أترشح لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الذي شرفني بتحمل مسؤولية أمانته منذ 2002 وقلبي مفعم بالأمل في أن يكون يوم وطننا أفضل من أمسه وغده أفضل من يومه. عاشت الجمهورية وعاشت تونس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تونس في 24 سبتمبر 2002
تونس في 24 سبتمبر 2009 إلى الرفاق قياديي وأعضاء الحزب الاشتراكي اليساري
أيها الرفاق الأعزاء، تحيّة أخوية وبعد فقد تلقينا بمنتهى الأسف، وعبر وسائل الإعلام، قراركم بالانسحاب من قائمات « حركة التجديد/المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم » بالنسبة للانتخابات التشريعية المقبلة. ومما ضاعف شعورنا بالأسف – وهو شعور يشاطره جميع التجديديين والمبادرين وأصدقائهم- هو أن قراركم هذا أنبنى على خلاف نعتبره بسيطا إذ هو لا يمس جوهر علاقتنا بل يشكل حالة خاصة تتعلق بترأس أحد أعضاء حزبكم لقائمة انتخابية واحدة وذلك بعد أن حصل اتفاق أولي بين مكونات المبادرة حول توزيع رئاسة القائمات بينها. وكما تعلمون فإن هذه القائمات هي سياسيا قائمات جبهة ولكنها قانونيا وعمليا قائمات حركة التجديد. ومن ثمة تبقى حركتنا تتحمل المسؤولية عن تزكية المترشحين داخل هذه القوائم ومن الطبيعي إذن أن يكون لها حق النظر في الترشحات ولا يعد ذلك بالمرة تدخلا في الشؤون الداخلية للأحزاب المتحالفة ولا مسّا باستقلالية قرار حزبكم الذي نكن لرموزه ومناضليه عميق الاحترام ولنا معهم تجربة نضالية ثريّة وطّدت علاقات الصداقة والمودّة بيننا. لقد انبنى هذا الخلاف على ما أبديناه من احتراز على من اقترحتموه لرئاسة القائمة بدائرة منوبة. وأنتم تعلمون جيدا أن احترازنا هذا ناتج – كما بيّنا لكم- عن مواقف سياسية وتحركات قام بها مرشحكم المذكور منذ مدة وآخرها حضوره النشيط في المؤتمر الذي انعقد بتشجيع من السلطة للقضاء على مكتب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين- أول نقابة مستقلة يتمكن الصحفيون التونسيون من إقامتها، فعملت السلطة على القضاء عليها بشتى الوسائل بما فيها تسخير القضاء وترغيب الصحافيين وترهيبهم. لقد بدا لنا أن ترأس السيد الزيادي لقائمة التجديد/ المبادرة من شأنه أن يجعل سياستها وتوجهاتها مشوشة تشويشا كبيرا، وهي التي أسست أرضيتها منذ البداية وأكدتها في عديد المناسبات على العمل على تحقيق المنعرج الديمقراطي الذي يمثل استقلالية المجتمع المدني وحرية الصحافة إحدى ركائزه الرئيسية. فكيف يمثلها في انتخابات تشريعية من شارك بصورة فعالة في عملية دبرت لضرب استقلالية النقابة؟ إن احترازنا هذا – كما تعلمون- يأتي من باب الحرص على أن تبقى المبادرة وتوجهاتها الأساسية تتمتع بمقروئية جيّدة وتناسق تام في كل مواقفها وتحركاتها، وأن لا تشوش تلك المقروئية حالة فردية نتصور أنه من الأنفع للجميع تجاوزها، وكذلك من باب الحرص على تفويت الفرصة على خصومنا الذين لن يترددوا في رمينا بازدواجية الخطاب والمواقف. أيها الرفاق، إننا مازلنا على يقيننا الراسخ أن ما جمعنا منذ 2004 من أرضية ونضالات مشتركة أهم بكثير من خلاف محدود يتعلق بحالة خاصة، ومع تفهمنا لانزعاجكم من احترازنا لما قد يحدثه من ردود فعل، فإننا نؤكد لكم أن الأمر لا يتعلق إلا بالحرص على صورة المبادرة ونحن على قناعة كاملة بأنكم تشاطروننا هذا الحرص. لذا فإننا، أيها الرفاق الأعزاء، نناشدكم أن تسبقوا الأهم على المهم أن تضعوا فوق كل اعتبار وما يجمعنا من أرضية سياسية وبرنامج انتخابي مشترك وإطار تحالفي استراتيجي هو المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم وهو إطار نريده أن يصمد ويتعزز ويتوسّع خدمة لتونس ولشعبها. وتقبلوا، أيها الرفاق الأعزاء أصدق عبارات الأخوة والتقدير عن الهيئة السياسية لحركة التجديد سليم بن عرفة (الطريق الجديد عدد 147 بتاريخ 26 سبتمبر2009 )
حركة التجديد توضّح: رفض ترشيح نوفل الزيادي مردّه « حضوره النشيط »
في المؤتمر الانقلابي على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
وجهت حركة التجديد رسالة إلى قيادة وأعضاء الحزب الاشتراكي اليساري عبّرت فيها عن أسفها لانسحاب هذا الحزب من قائمات « المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم » للانتخابات التشريعية المقبلة. وأوضحت حركة التجديد أن احترازها على ترأس السيد نوفل الزيادي (الصورة) العضو القيادي بالاشتراكي اليساري لقائمة المبادرة في دائرة منوبة مردّه << مواقف سياسية وتحركات قام بها (السيد نوفل الزيادي) منذ مدة وآخرها حضوره النشيط في المؤتمر الذي انعقد بتشجيع من السلطة للقضاء على مكتب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين- أول نقابة مستقلة يتمكن الصحفيون التونسيون من إقامتها، فعملت السلطة على القضاء عليها بشتى الوسائل بما فيها تسخير القضاء وترغيب الصحافيين وترهيبهم >>. وأضافت حركة التجديد في رسالتها بأن << ترأّس السيد الزيادي لقائمة التجديد/ المبادرة من شأنه أن يجعل سياستها وتوجهاتها مشوشة تشويشا كبيرا، وهي التي أسست أرضيتها منذ البداية وأكدتها في عديد المناسبات على العمل على تحقيق المنعرج الديمقراطي الذي يمثل استقلالية المجتمع المدني وحرية الصحافة إحدى ركائزه الرئيسية.فكيف يمثلها في انتخابات تشريعية من شارك بصورة فعالة في عملية دبرت لضرب استقلالية النقابة >>؟ وفي ما يلي النصّ الكامل للرسالة إلى الرفاق قياديي وأعضاء الحزب الاشتراكي اليساري أيها الرفاق الأعزاء، تحيّة أخوية وبعد فقد تلقينا بمنتهى الأسف، وعبر وسائل الإعلام، قراركم بالانسحاب من قائمات « حركة التجديد/المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم » بالنسبة للانتخابات التشريعية المقبلة. ومما ضاعف شعورنا بالأسف – وهو شعور يشاطره جميع التجديديين والمبادرين وأصدقائهم- هو أن قراركم هذا أنبنى على خلاف نعتبره بسيطا إذ هو لا يمس جوهر علاقتنا بل يشكل حالة خاصة تتعلق بترأس أحد أعضاء حزبكم لقائمة انتخابية واحدة وذلك بعد أن حصل اتفاق أولي بين مكونات المبادرة حول توزيع رئاسة القائمات بينها. وكما تعلمون فإن هذه القائمات هي سياسيا قائمات جبهة ولكنها قانونيا وعمليا قائمات حركة التجديد. ومن ثمة تبقى حركتنا تتحمل المسؤولية عن تزكية المترشحين داخل هذه القوائم ومن الطبيعي إذن أن يكون لها حق النظر في الترشحات ولا يعد ذلك بالمرة تدخلا في الشؤون الداخلية للأحزاب المتحالفة ولا مسّا باستقلالية قرار حزبكم الذي نكن لرموزه ومناضليه عميق الاحترام ولنا معهم تجربة نضالية ثريّة وطّدت علاقات الصداقة والمودّة بيننا. لقد انبنى هذا الخلاف على ما أبديناه من احتراز على من اقترحتموه لرئاسة القائمة بدائرة منوبة. وأنتم تعلمون جيدا أن احترازنا هذا ناتج – كما بيّنا لكم- عن مواقف سياسية وتحركات قام بها مرشحكم المذكور منذ مدة وآخرها حضوره النشيط في المؤتمر الذي انعقد بتشجيع من السلطة للقضاء على مكتب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين- أول نقابة مستقلة يتمكن الصحفيون التونسيون من إقامتها، فعملت السلطة على القضاء عليها بشتى الوسائل بما فيها تسخير القضاء وترغيب الصحافيين وترهيبهم. لقد بدا لنا أن ترأس السيد الزيادي لقائمة التجديد/ المبادرة من شأنه أن يجعل سياستها وتوجهاتها مشوشة تشويشا كبيرا، وهي التي أسست أرضيتها منذ البداية وأكدتها في عديد المناسبات على العمل على تحقيق المنعرج الديمقراطي الذي يمثل استقلالية المجتمع المدني وحرية الصحافة إحدى ركائزه الرئيسية. فكيف يمثلها في انتخابات تشريعية من شارك بصورة فعالة في عملية دبرت لضرب استقلالية النقابة؟ إن احترازنا هذا – كما تعلمون- يأتي من باب الحرص على أن تبقى المبادرة وتوجهاتها الأساسية تتمتع بمقروئية جيّدة وتناسق تام في كل مواقفها وتحركاتها، وأن لا تشوش تلك المقروئية حالة فردية نتصور أنه من الأنفع للجميع تجاوزها، وكذلك من باب الحرص على تفويت الفرصة على خصومنا الذين لن يترددوا في رمينا بازدواجية الخطاب والمواقف. أيها الرفاق، إننا مازلنا على يقيننا الراسخ أن ما جمعنا منذ 2004 من أرضية ونضالات مشتركة أهم بكثير من خلاف محدود يتعلق بحالة خاصة، ومع تفهمنا لانزعاجكم من احترازنا لما قد يحدثه من ردود فعل، فإننا نؤكد لكم أن الأمر لا يتعلق إلا بالحرص على صورة المبادرة ونحن على قناعة كاملة بأنكم تشاطروننا هذا الحرص. لذا فإننا، أيها الرفاق الأعزاء، نناشدكم أن تسبقوا الأهم على المهم أن تضعوا فوق كل اعتبار وما يجمعنا من أرضية سياسية وبرنامج انتخابي مشترك وإطار تحالفي استراتيجي هو المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم وهو إطار نريده أن يصمد ويتعزز ويتوسّع خدمة لتونس ولشعبها. وتقبلوا، أيها الرفاق الأعزاء أصدق عبارات الأخوة والتقدير الهيئة السياسية لحركة التجديد
وجوه رياضية وشبابية ضمن القائمات الانتخابية للتجمع الدستوري الديمقراطي في تشريعية 2009
كشف التجمع الدستوري الديمقراطي عن قائمات نوابه في الانتخابات التشريعية 2009 وكشفت مصادر خاصة أن السيد فؤاد المبزع (وزير سابق للرياضة) سيكون رئيس قائمة التجمع في تونس 1 والتي ستضم أسماء مثل فوزي اللومي ومحمد الدامي (رئيس جمعية العمران الأعلى) وأنيس شوشان والهادي الجيلاني (رئيس سابق للترجي التونسي) والدكتور الحبيب ثامر ومسعودة بطيخ. أما قائمة اريانة فستضم كمال الشريقي و عزيزة حتيرة و السيدة العقربي كما سيتواجد كل من الصحبي القروي (رئيس قائمة) والدكتور الهاشمي الوحشي (لاعب دولي سابق) وسميرة بعيزيق وبوراوي بن حسين (عضو مكتب جامعي سابق) في قائمة سوسة وسيرأس كمال الصالحي قائمة تونس 2 التي ستضم كل من محمد صخر الماطري و فضل المولهي و هدى بزيد ونجاة طرابلسي وصلاح الدين بن فرج . وتضم قائمة المنستير كل من حمادي قرصان و منية بوزويتة و حاتم السوسي عبد العزيز شبيل وعلياء عكارة وسعيد يوسف. أما قائمة مدنين فتضم حبيبة المصعبي (رئيسة قائمة) و لطفي بن عمر و عبد الله الونيفي و توفيق الصيد الكوني شندول وحمدان اللباسي (رئيس سابق لجمعية جلمة) كما سيراس رضا بوعجينة (رئيس فرع الكرة الطائرة في الترجي الرياضي سابقا) قائمة الكاف. وستضم قائمة نابل الصحبي يوسف وهدى بوفايد وعلي القربسلي وتواجد بقائمة صفاقس 2 محمد عبد الملك (نائب أول سابق لرئيس النادي الصفاقسي ) وعبد الجواد مغيث و نبيل التريكي و عبد اللطيف الزياتي و اكرام مقني و امنة بن عرب و فاتن الحفيان و بوبكر العيش بينما ضمت قائمة صفاقس 1 نبيلة القلال وعادل الجربوعي و محمد جمال التومي (رئيس سابق لنادي محيط قرقنة ) ومحمد الزعيبي و علي بن عون و نعيمة المزغني هذا وسيرأس لزهر الضيفي قائمة سيدي بوزيد وعلي الحفصي الجدي (رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم) قائمة توزر والمولدي العياري قائمة جندوبة و محمد الجويني قائمة سليانة و عبد الله بن جنات قائمة قفصة و الناصر الغربي قائمة بن عروس و الطاهر المسعودي قائمة قابس من ناحية أخرى تم بصفة رسمية اختيار خمسة نقابيين في قائمات التجمع وهم محمد الدامي في تونس 1 ومحمد بن يحيى في باجة وسعيد يوسف في المنستير والمنصف المديني عن منوبة والتهامي الهاني عن سيدي بوزيد ولم يتم اختيار الحسناوي السميري عن جهة القصرين لكونه غير مقيم بمقر الولاية. أبرز المغادرين أما أبرز المغادرين فهم السادة عفيف شيبوب النائب الأول لرئيس مجلس النواب والتيجاني الحداد وزير السياحة السابق والبشير مجدوب . ويذكر أن رؤساء قوائم التجمع سيتولون عشية الجمعة تقديم ترشحاتهم في نفس التوقيت الثالثة والنصف إلى السادة ولاة الجمهورية. (المصدر: « التونسية » (اليكترونية – تونس) بتاريخ 25 سبتمببر 2009) الرابط: http://www.attounissia.com.tn
للمرة الأولى.. مدونون يراقبون انتخابات تونس
تونس- أعلنت مجموعة من المدوّنين التونسيين عن تأسيس « مرصد افتراضي للانتخابات »، وذلك بهدف مراقبة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر تنظيمها في تونس في 25 أكتوبر المقبل. واعتبر 21 مدونا تونسيا في بيان لهم الخميس أن فكرة تأسيس هذا المرصد الافتراضي « تستهدف توفير عوامل نجاح المحطة الانتخابية المقبلة، وتعكس إيمانا بأهمية تفعيل دور المواطنة الحقيقية في المشاركة في الشأن العام من موقع نشيط ». وأشار البيان إلى أن المدونين « سيساهمون عن طريق كتابة المقالات والتقاط الصور، وتسجيل مقاطع الفيديو في مراقبة العملية الانتخابية، بدءا من لحظة تقديم الترشحات للرئاسية والتشريعية، وانتهاء بموعد الإعلان عن النتائج النهائية »؟ بحسب ما نقلت وسائل إعلام عن وكالة يو بي آي الأمريكية. وأضاف أن المرصد سيقوم بمتابعة الحملات الانتخابية، ورصد مختلف الانتهاكات التي قد تصاحب عمليات الدعاية الانتخابية، ومراقبة درجة التزام الإدارة بمبدأ الحياد. يشار إلى أنه يوجد في تونس مرصد وطني للانتخابات الرئاسية والتشريعية يرأسه عبد الوهاب الباهي، ويتألف من 27 شخصية من الكفاءات التونسية المشهود لها بالاستقلالية والحياد من قضاة ومحامين وجامعيين وإعلاميين ومن وجوه المجتمع المدني. وتتمحور مهمة هذا المرصد في رصد الواقع الانتخابي والتأكد من إجراء الانتخابات في إطار الشفافية وسيادة القانون وحياد الإدارة. وهذه هي المرة الأولى التي تتم فيها رقابة للانتخابات عن طريق أي نشاط إلكتروني، خاصة في ظل القيود المشددة المفروضة على وسائل الإعلام وعلى رأسها الإنترنت في تونس. معارض رابع يترشح يأتي ذلك في الوقت الذي قدم المعارض التونسي مصطفى بن جعفر أمين عام التكتل الديمقراطي للعمل والحريات (معترف به) الخميس ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية. وقال بن جعفر لدى تقديمه ملف ترشحه للمجلس الدستوري: « في تونس هناك كفاءات قادرة على تحمل أعلى المسئوليات السياسية، ونريد أن نؤكد أن التداول على السلطة ممكن »، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف بن جعفر -وهو مؤسس حزب التكتل الديمقراطي للعمل والحريات في 1994- أن « غياب التداول على السلطة في البلدان العربية يؤدي إلى العنف الذي لا نريده في تونس ». ودعا إلى القيام بإصلاحات سياسية بينها بالخصوص الحد من الولايات الرئاسية إلى اثنتين. وكان تعديل دستوري قد ألغى في 2002 الحد من الولايات الرئاسية في تونس التي أصبحت من الممكن أن تكون متتالية لمدة خمس سنوات لكل ولاية. وأكد بن جعفر رفضه مقاطعة الانتخابات وقال: « نحن نشارك رغم الظروف الصعبة التي جرت فيها الانتخابات السابقة ». ودعا المرشح في برنامجه بالخصوص إلى الدفاع عن الحريات واستقلال السلطة القضائية وإلى العدالة الاجتماعية ومكافحة التهميش والبطالة والتمييز (التنموي) بين مناطق البلاد. وبن جعفر هو رابع معارض يقدم ترشحه للانتخابات الرئاسية بعد محمد بوشيحة أمين عام حزب الوحدة الشعبية، وأحمد الأينوبلي أمين عام حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، وأحمد إبراهيم أمين عام حزب حركة التجديد، وذلك في مواجهة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي ترشح لولاية رئاسية خامسة. وفي تونس ثمانية أحزاب معارضة قانونية، إضافة إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الذي يشغل نحو 80% من مجموع 189 مقعدا في مجلس النواب.
(المصدر: « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 25 سبتمبر 2009)
غزّول انتخابي
بقلم: بنت عايلة م البارح نخمم و نقيس. نحب نفهم عبارة « امطار غير متوقعة »… اش معناها امطار غير متوقعة؟ حاجة ما ظهرتش على شاشات الرصد الجوي؟ سحب و اعاصير سبيسيال عالم ثالث، ما تتعرفش عليها التكنولوجيا اللي نشريو فيها بكيّح دم؟ ياخي ما ينجموش يقيسو نسبة التساقط؟ ما يراوش غمامة كحلا زادمة من بعيد؟ لعلّ اعصار هبّطو ربي فجأة من سابع سماء؟ من قال ان زمن المعجزات قد ولّى؟ هوا قول باقي فيضانات البارح سلامات. ع الاقل يا اخي استعرفو بيها ها البلاد موجودة في تونس. اما الجمعة اللي فاتت الاعصار اللي ضرب الساحل قول ضرب في اندونيسيا. لا و الله اندونيسيا اكا العام جابوهالنا في الاخبار و بعثنالها اللي كتب من ربي اعانات… اما يظهرلي الساحل بيدو طلع اقليم تونسي… على غير المتوقع، مش جاتو امطار غير متوقعة. اعلامنا المرة هاذي حبّ يفديها. اهوكا نقللنا الاحداث بالصوت و الصورة و على عين المكان. اما خسارة ماعناش نفس مفهوم الاولوية في الخبر. ما يهمنيش في شي بش نعرف شكون آذن و بماذا آذن، خاطر كي تجي تشوف ماهيش مزية، و م المفروض يبدا فمّا اجراءات موحدة و هيكل لاهي بحالات الكوارث الطبيعية (على فرض كونها كارثة طبيعية فقط). اما فوجئنا كونو في عوض نبعثو الجيش يهبط يلوج ع المفقودين تحت الانقاض ولا يحاولو توفير ملاجئ آمنة للبقية، عدينا السهرية نتفرجو في طيارات معبية بالجراري الموس و حكك الطماطم. نجيو توا لحكاية في غالبها كارثة طبيعية. توا متافهمين اللي المناخ تغير و اللي الدنيا الكل داخلة بعضها و المطر ماعناش عليها سلطان. اما نحب نفهم عباد ما عندهاش حاجة مقصرة فيها و rien a se reprocher، علاه تبرر في هاو كارثة غير متوقعة، هاو امطار فيضانية و قريب بش يقولو ربي دقهم، و زيد احمدو ربي جاتكم باللطف، بالامارة هاو في استراليا و في تركيا صار و صار… و الا كاد المريب ان يقول هاني هنا؟ باهي الامطار غير متوقعة… و الفقر متوقع ولا لا؟ العباد اللي ساكنة في خشش، العباد اللي ما نابها م الدنيا كان القصدير و الياجور و ساعات بلاش سيمان، باش تحبها تواجه الطوفان؟ ماو قبر الحياة يولي قبرها و فرد مرّة وفّرو عليكم جهود تنقل مسؤول و فصول مسرحية تأبينية تثير الغثيان. اه ما فيبالكمش؟ ما تعرفوش اللي تونس فيها الفقر و الميزيريا و العباد ساكنة على مجري الوديان؟ ما نتخيلش، بالامارة اهوكا البلديات و اعوانها اللي هاذا يمد يدو بش ياخو حويجة و ما يهدش بحجة البناء الفوضوي… بناء فوضوي… تي بالله كي قلّيل يخلط على حاجة تشبه لبناء احمد ربي، تزيد تحب تقاسطو فيه؟ و الحي السكني الراقي اللي يتعمل على آثار… اش اسمو؟ و العمارة على سادس ولا سابع طاق ع البحر، في تحدي صارخ لقواعد الملك العمومي البحري، اش اسمها؟ مافيبالكمش؟ ما سمعتوش؟ ما ظاهرلي، خاطر فما جيش مجند بش يحصي علينا كلماتنا و افكارنا و انفاسنا، كان ينجم بنفس المناسبة يرى بنية قد السخط ما تبعدش زوز كيلومتر ع القصر… تعرف كيفاه؟ م الاخر، هانا قادمين على انتخابات و هيلمان. انا وحدة م الناس مستعدة مش نصوت برك، مستعدة نوشّم علي جبيني « عم الحاج مدى الحياة »، ما نحبش الديمقراطية، ما حاشتيش بالحرية، ما عندي ما نندب بحرية التعبير. ايجا اكا العقد الاجتماعي نعاودو نتفاهمو عليه. ريق فرنسيس قالو عقد اجتماعي و ديمقراطية. مش متاعنا… انا معاكم، انا نساندكم و ما نبجل عليكم حد و نزيد نجيب معايا ولاد الحومة و ما تتلزوش تقيمو الموتى م الجبانة بش يصوتولكم. اما يا اخي اضمنولنا الي كي نخرج في الكياس ما يعتدي عليا حد، اضمنلي كي نحط زوز صوردي في تجارة ما ينتفونيش جماعة البلدية و جماعة الفيسك و جماعة الشعبة و جماعة صندوق التضامن و صندوق التنافسية و متع الخلية… اضمنلي كي تصب الشتاء ما نموتش في روقار ولا تحت حيط… متنازلين على جودة الحياة… اما اضمنلي ع الاقل موتة بالقدر… (المصدر: مدونة « بنت عايلة » التونسية بتاريخ 24 سبتمبر 2009) الرابط: http://bent-3ayla.blogspot.com/2009/09/blog-post_24.html
عم علي حصاركم مضروب مضروب
اعتاد الحقوقيون وعدد من مكونات المجتمع المدني منذ سنوات عديدة بجهة بنزرت على معايدة المناضل علي بن سالم باعتباره عميد المناضلين والحقوقيين. لكن ومنذ افتعال مشكل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وما انجر عنه من تعطيل لنشاطها وغلق مقرها الرئيسي ومقراتها الفرعية، تحولت العادة في بنزرت من مناسبة للفرح وتبادل التهاني إلى مصادمة بين المعايدين ورجال الأمن الذين يعمدون إلى منعهم بكل الوسائل من غلق الطرقات أمام السيارات وضرب طوق أمني كبير في كل الطرقات المؤدية إلى مقر فرع الرابطة ببنزرت وحتى التدافع إن لزم الأمر. وكنا أشرنا في نداء سابق إلى هذا الخلط الكبير بين مقر فرع الرابطة وبين المنزل الخاص لعم علي. ورغم ذلك ما تزال السلطة تصرّ على هذا المنع الذي يمثل تعديا صارخا على أبسط حقوق الإنسان في مكان لصيق بفرع للدفاع عن حقوق الإنسان! فقد ظل منزل عم علي الخاص – ونؤكد على أنه خاص وخاص جدا بناه الرجل من عرق جبينه- ظل محاصرا يُمنع الجميع من دخوله. والمهزلة الكبرى أن أقرب الناس إليه مثل أبنائه لا يدخلون إلا بعد الاستئذان أيضا وبعد الاتصالات الهاتفية بالمسؤولين الأمنيين بالجهة. فهل بعد هذا ما تزال السلطة تتبجح بأنها حامية حقوق الإنسان ؟ وهل أن حقوق الإنسان قماش يُفصل على المقاس؟ وما حدث يوم عيد الفطر 20 سبتمبر 2009 سينضاف إلى السجلات السوداء لانتهاكات حقوق الإنسان في تونس. فبعد أن شارك المناضلون بالجهة في الفوج الذي توجه إلى مقر الولاية لتقديم القائمة الانتخابية لجامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي المشاركة في الانتخابات التشريعية 2009، توجهوا كعادتهم لمعايدة عم علي. لكنهم فوجؤوا بجحافل رجال الأمن الذين رابطوا بكل الطرق المؤدية للمنزل منذ ساعة مبكرة حسب شهود عيان. وللتذكير فإن الحصار على منزل عميد المناضلين متواصل ليلا نهارا منذ سنة 2005. وكان المشهد مضحكا مبكيا: إذ عوض أن يدخل المهنؤون المنزل، نزل شيخ الثمانين إلى الشارع- رغم ظروفه الصحية المعروفة- وتقبل التهاني على قارعة الطريق! ولم يكن الأمر سهلا. إذ لم يتسنّ ذلك إلا بعد مشاورات كثيرة ومكالمات هاتفهية أكثر ليست في حجم الحدث أصلا. فهل أصبحنا في بلدنا نستأذن على أعلى المستويات كي نقدم تهاني العيد لبعضنا؟! ولم تقف العرقلة عند هذا الحد. وربما أرادت السلطة هذه السنة بالذات أن تحتفل على طريقتها الخاصة باستقبال فترة الانتخابات القادمة. لأن في السنوات الفارطة كان يُسمح لعضوي اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي السيدتين لمياء الدريدي وسعاد القوسامي بالدخول إلى المنزل لمعايدة زوجة عم علي السيدة الفاضلة زينب بن سالم. لكن هذه السنة كانت التعليمات صارمة: فلا دخول ولا تهانيَ. فالحصار مضروب مضروب والعيد ممنوع ممنوع! ولم يُسمح لنا بالدخول رغم الاتصالات الهاتفية العديدة. وإلى جانب الخروق الواضحة لحقوق الإنسان في كل هذا، فإن الخروق السياسية أكثر وضوحا. فنحن نعتبر هذا المنع تناقضا صارخا من السلطة التي ما فتئت خاصة هذه الأيام الأخيرة تعلن احترامها لكل مكوّنات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وحرصها على توفير جو من الحرية لها للتحضير للمحطة الانتخابية القادمة. لكنها سقطت في أول امتحان. فهي لم تحترم عضوية السيدتين في هيأة جامعة بنزرت للحزب، ولا عضويتيهما في اللجنة المركزية، ولا رئاستهما لقائمتين من قائمات الحزب للانتخابات التشريعية المقبلة! ورغم تذكير المسؤولين الأمنيين الحاضرين بذلك إلا أنّ التعليمات كانت واضحة ولا نقاش فيها أو اجتهاد. وإذا كانت الرموز السياسية في البلاد تُنتهك حقوقها السياسية والحقوقية بهذا الشكل السافر فماذا عن المواطن العادي؟ فعلى السلطة أن ترفع الحصار على المناضلين ومكونات المجتمع المدني وعلى رأسهم عميدهم المناضل علي بن سالم، وأن تنقي الأجواء السياسية بالبلاد وتتخلى عن الوصاية المضروبة على الهيئات والمنظمات المدنية والأحزاب السياسية وتكف عن التدخل في شؤونها ومصادرة استقلاليتها وتستجيب لمطالب المعارضة الوطنية للنهوض بالحياة السياسية بما يرتقي بتونس في سلم الديمقراطية. مرة أخرى – ونرجو أن تكون الأخيرة- نطالب السلطة برفع الحصار عن منزل عم علي. كما ندعو كل المناضلين والأحرار وكل مكونات المجتمع المدني والهيئات والمنظمات والأحزاب الوطنية والدولية للوقوف صفا واحدا مع هذا المطلب البسيط علها تساهم في فرض احترام حقوقه وشيخوخته وحفظ كرامته. مرة أخرى نقول لعم علي دُمت رمزا للنضال والصمود. فسجلك كتاب مفتوح يشهد على ما قدمته للوطن ولا يستطيع أحد أن يخفيه مهما كثر عدد حراسك وتكرر منع زوارك. ويا جبل ما يهزك ريح!. سعـــاد القوســـامي
الأستاذ عبد الستار بن موسى يعد لانتخابات عمادة المحامين القادمة
الهادي رداوي في الإربعاء, 23. سبتمبر 2009 ذكرت مصادر سياسية خاصة أنّ العميد السابق عبد الستار بن موسى عبّر عن عدم رغبته في الترشح على رأس إحدى قائمات حركة التجديد للانتخابات البرلمانية في إطار تحالف المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية. وأضاف المصدر أنّ بن موسى ينوي الترشح لمنصب عميد المحامين في الدورة المقبلة. وكان من المتوقع أن يترشح بن موسى ممثلا لمجموعة المستقلين الداعمين للمبادرة. وقد شغل منصب العميد في الفترة قبل الحالية واتخذ قرارا بعدم تجديد الترشح. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 سبتمبر 2009)
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 06 شوال 1430 الموافق ل 25 سبتمبر 2009 تعازي ومواساة
على إثر المصاب الجلل نتيجة الفيضانات التي ضربت مدينة الرديف والتي تسببت في وفاة عدد هام من الضحايا، تتقدم منظمة حرية وإنصاف بأحر التعازي وأصدق عبارات المواساة لعائلات الضحايا راجية من الله العلي القدير أن يتغمدهم برحمته الواسعة وأن يتقبلهم عنده من الشهداء. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الرديف بين تقلّبات الطبيعة وقبضة السلطات
مولدي الزوابي في الإربعاء, 23. سبتمبر 2009 نزلت أمطار غزيرة على عدد من مناطق البلاد يوم أمس الأربعاء 23 سبتمبر الجاري مما تسبب في فيضانات متفاوتة الخطورة وكانت مدينة الرديف من ولاية قفصة أكثر المناطق تضررا، ولا يعرف إلى حد الآن العدد الحقيقي للضحايا. وتشير التقديرات الأوّلية بمدينة الرديف إلى تسجيل نحو عشرين حالة وفاة بينهم طفل في الرابعة عشر من عمره وعدد غير محدد من المفقودين والجرحى. ويقول شهود عيان إنّ المنطقة لم تعرف مثيلا لما حلّ بالمدينة فجر يوم أمس عندما داهمت المياه البيوت مما تسبب في تهدم أسوار المنازل وتهدم أخرى بالكامل على أهلها، وقد خرج أهالي الرديف بعد تراجع المياه وانقطاع الأمطار للوقوف على حقيقة ما حلّ بمدينتهم، وقد خرج المئات من أهالي مدينة « الرديف » مساء أمس في مسيرة سلمية انتهت بتجمع أمام مقر المعتمدية. و ذكرت المصادر أن المسيرة انطلقت بطريقة عفوية احتجاجا على التأخر في إنقاذ ضحايا الفيضانات. وأضافت ذات المصادر أنّ المشاركين في المسيرة أكّدوا عدم تسجيل أي مساعدات مادية إلى حدود الساعة الخامسة بعد الظهر على عكس ما أعلنت عنه التلفزة التونسية من تقديم مساعدات عاجلة لفائدة المتضررين. ولم تسجل أية احتكاكات بقوات الأمن حيث تفرقت المسيرة في هدوء. وكانت الأمطار الغزيرة قد شملت مناطق مختلفة من البلاد بينها قابس وسيدي بوزيد والقيروان وصفاقس والمهدية والمنستير. وفي قابس تسبب هطول الأمطار الغزيرة يوم الثلاثاء 22 سبتمبر في عدم قدرة قنوات الصرف الصحي على استيعاب كمية المياه مما نتج عنه تعطل حركة الجولان على مستوى مفترق الطرقات « سيدي أبو لبابة » و الشوارع الرئيسية المؤدية لوسط المدينة. و ذكر شهود عيان في تصريحات لراديو كلمة أن هذا التعطل دام أكثر من ساعتين بسبب تأخر وصول أعوان الحماية المدنية و ديوان التطهير إلى الأماكن المذكورة. من جهة أخرى ذكر أهالي حي « محمد على » أن مصلحة الحماية المدنية في الجهة تجاهلت ندائهم حول المساعدة على إخراج مياه الأمطار التي تسربت للمنازل و هو ما أجبر متساكني الحي على التعويل على أنفسهم و القيام بهذه المهمة بالاعتماد على وسائل تقليدية. أمّا في جهات الشمال الغربي فقد رفعت السلطات من نسق احتياطاتها تحسبا للفيضانات، خاصة بعد التوقعات التي أعلنتها مصالح الرصد الجوي بهطول الأمطار وهبوب رياح قويّة. وقد حلّت مساء الأربعاء 23 سبتمبر الجاري بملاعب مدن غار الدماء وجندوبة وبوسالم ومجاز الباب عناصر من الحماية المدنية مصحوبة بعدد من الشاحنات والمعدات. جدير بالذكر أنّ مناطق الشمال الغربي التي تقع مدنها في أراضي منخفضة لا تزال تعيش خطر الكوارث بشكل دائم وقد عجزت السلطات وخاصة بالنسبة إلى مدينة بوسالم عن إيجاد حل يحمي هذه المدينة التي عرفت فيضانات عديدة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 سبتمبر 2009)
صفاقس:المياه تغمر الشوارع.. تعطـّل الدروس وتشلّ حركة المرور
بعد انقطاعها بسبب الأمطار: معظم الطرقات المرقمة سالكة صفاقس ـ الصباح مازال موضوع الأمطار الإعصارية التي نزلت على مدينة صفاقس ظهر أول أمس الأربعاء حديث الناس بعد أن عطلت هذه الأمطار كل مظاهر الحياة في المدينة. ومازالت المياه إلى حدود صبيحة يوم أمس الخميس تحاصر مقر إذاعة صفاقس والشوارع والأنهج المحيطة بها وقد عاينا تدخل مصالح الجيش الوطني والبحرية الوطنية لشفط مياه الأمطار بواسطة المحركات من تحت العمارات السكنية القريبة من طريق المطار ومبنى الإذاعة. هذه الأمطار أعادت إلى الأذهان هاجس الفيضانات بسبب تراكم المياه في أغلب الطرقات والساحات العامة والمحولات المرورية في مستوى شارع مجيدة بوليلة وطريق قرمدة والعين وطريق سيدي منصور ومحيط ملعب الطيب المهيري وأمام دار الشباب وقرب إذاعة صفاقس وعلى طريق منزل شاكر على مدى 2 كلم تقريبًا ـ كما ذكر لنا شهود عيان ـ وكذلك في مستوى طريق قابس وسكرة والمحارزة وأحياء النور والبحري ومنطقة الحوازة والحي التعويضي والربض ورغم صعوبة التنقل، فقد أمكن لنا التقاط بعض الصور لمصالح الحماية المدنية وهي تتدخل لإنقاذ امرأة كانت تصارع المياه داخل سيارتها. مياه الأمطار لم يتم تصريف المياه بسهولة لانسداد قنوات التطهير في عدة طرقات ونقاط سوداء باتت معروفة ومعلومة إضافة إلى انغلاق البالوعات بسبب تكدّس الأتربة، فعجزت كل القنوات ومجاري المياه في الطرقات على استيعاب تدفق المياه والسيول الجارفة كما تظهرها الصورة المصاحبة. وبصرف النظر عن الأضرار الفادحة والمشاكل الجمة التي عاشها العديد من المواطنين في محلاتهم الصناعية والتجارية وفي الشوارع والطرقات خاصة في الأماكن المنخفضة والنقط السوداء والأحياء الشعبية التي أدت إلى تفاوت المعاناة من مكان إلى آخر، فإن الأمطار تظل محبّذة وهي أفضل بكثير من الجفاف لأن أضرارها ومشاكلها تشفع بخيرات وفيرة وبمنافع لا تحصى ولا تعدّ للزرع والضرع والعباد. احتياطات وقائية بيّنت الأمطار الطوفانية الأخيرة أن البنية الأساسية لعاصمة الجنوب تشكو بعض الهنات في البعض أو الكثير من المواقع نظرًا لكثافة الحركة وتعهد النقط السوداء على قواعد غير صحيحة أحيانًا من لدن بعض المقاولين، دون أن ننسى مجازفة الكثيرين بالبناء العشوائي والمساهمة في خلق أحياء في أماكن منخفضة تصعب معالجة نقائصها على غرار الحي التعويضي المحاذي لقاعة محمّد علي عقيد بطريق سيدي منصور الذي تتطلب معالجة عيوبه أموالاً طائلة للحد من الأخطار المعرض لها كلما نزلت الأمطار الغزيرة. اجتماع لجنة الكوارث وبناء على المعلومات المقدمة من مصالح الرصد الجوي بالجهة، دعا والي الجهة يوم الثلاثاء الماضي اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث للاجتماع وتقديم بيانات ضافية عن الوضع الجوي وعن الجبهات القوية التي قد تمسّ صفاقس وبعض الجهات. وتمخض الاجتماع عن قرارات عملية تمثلت في إقامة حواجز من أكياس الرمل بالأحياء الشعبية الموجودة بأماكن منخفضة على غرار الحي المذكور سابقًا يطريق سيدي منصور لكن قوة الماء تحدت كل شيء وألحقت أضرارًا متفاوتة الأهمية من شخص ومن عائلة ومن فضاء إلى آخر وأدت إلى إبقاء المياه متراكمة، وحتى الأوحال في مناطق حساسة رغم الجهود المبذولة من قبل الأفراد والهياكل. الحبيب الصادق عبيد ــــــــــــــــــــــ بعد انقطاعها بسبب الأمطار: معظم الطرقات المرقمة سالكة تونس ـ الصباح أفادت مصادر وزارة التجهيز والإسكان أن عددا هاما من الطرقات الوطنية والفرعية بجهات الجنوب والشمال والوسط وكذلك بمنطقة الوطن القبلي قد لحقتها أضرار بفعل الأمطار الأخيرة، والأودية التي تخترقها وهي لاتزال مقطوعة او بها نقاط تجمعات مياه. وبينت نفس المصادر أن حركة المرور قد تحولت في مراحل أولى على مسارات مختلفة باعتماد العديد من الطرق الفرعية، وأنها لم تتوقف تماما في أي جهة من جهات البلاد باعتبار التشابك والتواصل بين الطرقات على مستوى كل الاتجاهات بكامل الجهات. كما يجري منذ أول أمس توجيه مستعملي الطريق من خلال تمركز وحدات الأمن على الطرقات، ووضع علامات مرورية مؤقتة تهدي الجميع الطرق والسبل التي تمكنهم من إتمام سفراتهم بشكل يضمن سلامتهم، بعيدا عن المجازفة والتهور في مجال اعتماد طرقات متضررة أو اجتياز أودية تخترق مياهها هذه الطرقات، أو بعض النقاط التي تجمعت بها مياه لاتزال راكدة. وأشارت مصادر وزارة التجهيز أن الأضرار التي لحقت بالطرقات تمثل مجملها في جرف حواشي الطرقات، مما سبب هوة بينها وبين المعبدات، وقد برزت هذه الظاهرة في جميع الطرقات المتضررة، وخاصة على مستوى الطرقات بكل من ولايات القصرين، المنستير وقابس. وأبرزت مصادر الوزارة أنه يجري تنسيق حثيث مع فروعها الجهوية في كامل جهات البلاد، وخصوصا في المناطق المتضررة بالأمطار الأخيرة لجرد كافة الطرقات المتضررة، والعمل على التدخل السريع لإعادة الحركة إليها. وسجلت فقط صعوبات في التدخل على مستوى المسالك الفلاحية التي يصعب التدخل فيها الآن بفعل طبيعة الأرض. علي الزايدي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 سبتمبر 2009)
صفاقس: توقفت الأمطار واتضحت الأضرار
الشروق (مكتب صفاقس) : حجم الأضرار الناجمة عن أمطار أول أمس الاربعاء بصفاقس لم يتحدد بعد، لكن حجم المعاناة اتضح من خلال جولة ?الشروق? التي انطلقت ليلة اول أمس الاربعاء وتواصلت الى غاية صباح امس الخميس فشملت اكثر المناطق والاحياء السكنية تضررا ونعني به حي السلطنية الذي تصدعت جدران بعض منازله وسقطت أسقف بعض مساكنه… جولة (الشروق) لم تكن عادية هذه المرة، فمع اتصالاتنا المباشرة بالمواطنين والمتساكنين والجهات الرسمية، ومع متابعتنا للتغطية الاذاعية الجريئة والرائعة للمهدي قاسم عبر اذاعة صفاقس التي جسمت القرب في نقلها للمعاناة، ولجنا الى (الفايس بوك) لنستخرج منه صورا لم نكن في الواقع قادرين على التقاطها بعدما حاصرتنا المياه. ليلة بلا نوم الصور ومقاطع الفيديو التي تحصلنا عليها أمدنا بها العديد من المواطنين من حي الحبيب وطريق منزل شاكر والناصرية وحي السلطنية وقرقنة وغيرها من المناطق التي داهمتها الامطار ولم تقدر قنوات تصريف المياه على مجابهة الوضع فتحولت المياه الى داخل السيارات بل وغطتها بالكامل خاصة بمنطقة ساحة المركب الجامعي بطريق المطار ومفترق طريق قرمدة و7 نوفمبر وغيرها التي تعطلت فيها حركة المرور بالكامل وتعطلت جراء ذلك الادارات والمعاهد والمدارس التي أغلقت أبوابها… في عدد يوم امس نشرنا كل هذه التفاصيل المتوفرة بالكلمة والصورة عن حجم كميات الامطار، واليوم نعود لنفس الموضوع لننقل حجم المعاناة التي حكمت على أغلب سكان حي السلطنية بأن لا يطبقوا جفونهم حتى الصباح لسبب بسيط هو ان المياه غمرت أسرة نومهم بعد ان ارتفعت وبلغت النوافذ…ولتقريب الصورة من الاذهان، نقول فقط ان كميات الامطار ارتفعت بما يفوق المتر في بعض الانهج… سكان حي السلطنية بأطفالهم وشيوخهم منع بعضهم من النوم حتى الفجر، فبعض الاسقف سقطت والجدران تصدعت والاغطية تبللت والأثاث المنزلي عام فوق سطح المياه، والنور الكهربائي انقطع تماما وهو ما زاد من معاناة سكان الحي بصحيحهم وسقيمهم، بكبيرهم وصغيرهم. الخبز افتقد من المحلات التجارية التي داهمتها هي الاخرى المياه فغرقت السلع والمواد الاستهلاكية في الوحل، ولم تقدر شاحنات وسيارات التزويد من الوصول الى الدكاكين حتى من اجل الخبز الذي تحول الى عملة نادرة بعد ان أغلقت العديد من المخابز بصفاقس أبوابها. المياه تغمر المقابر والمصلون خارج بيوتهم هي معاناة تجاوزت الاحياء لتشمل الاموات في مقبرة العين بصفاقس ولتحرم المصلين من أداء فريضة الصلاة بجامع ?الحياة? بجنان بوعصيدة القريب من حي السلطنية، فالجليز الملصق بأديم الارض جرفته سيول الامطار، الجامع لم يعد بإمكانه استقبال المصلين الذين يرفعون نداء من خلال ?الشروق? الى أهل البر والاحسان لتحسين وضعية الجامع وتحسين ظروف ?الماجل? وتكييف مسجد المكان لم لا، فبيوت ا& جديرة بأن تصان. السيدة خديجة الجربي من سكان حي السلطنية ألحت ان نزور بيتها الذي لم يعد يفصله عن السقوط على رؤوس أصحابه الا بعض الايام، فالامطار تسببت في انهيار سقوف أغلب الغرف التي تحتاج اليوم وقبل يوم غد الى صيانة ومساعدة سخية، نفس الشأن لبيت السيدة منيرة البوفي التي فاجأت عدسة ?الشروق? بحجم الأضرار مؤكدة انها لم تنم حتى الصباح رفقة افراد عائلتها… المعاناة واحدة ويلخصها اسكندر الجربي بكلمة واحدة ?نحن لا ولن نخاف على منازلنا ومساكننا نحن في عهد بن علي، عهد انتهت فيه الوعود لتتحول الى انجازات…?. متابعات دقيقة معاناتهم كبيرة لكن أملهم اكبر خاصة بعد الزيارة الميدانية التي أداها معتمد المكان السيد عبدا& المزوغي مرفوقا بالكاتب العام للجامعة السيد جمال الهبيري وثلة من الاطارات ثم والي صفاقس السيد محمد بن سالم الذي أكد للمتساكنين بعد ان استمع الى معاناتهم ان تحسين قنوات مصارف المياه وبنيتها الأساسية في طريقها الى الانجاز، التكلفة باهظة وتفوق الـ4 مليارات و800 ألف دينار لكنها متأكدة ولم تعد تحتمل التأجيل… ومع الزيارات الميدانية للمناطق المتضررة من الامطار، ومع متابعته لسير التدخلات بالنقاط السوداء، ترأس والي صفاقس السيد محمد بن سالم اجتماعا للجنة الجهوية لمتابعة الوضع واتخذ كل التدابير اللازمة وتعبئة كل الوسائل والمعدات، الاجتماعات متواصلة تحسبا لكل طارئ وكل الجهات المتدخلة في حالة استنفار قصوى بالرغم من تحسن الظروف المناخية كامل يوم امس. ومن المنتظر ان يكون كاتب الدولة لدى وزير التجهيز والاسكان محمد نجيب بالريش قد أدى مساء أمس زيارة ميدانية لحي السلطنية لمتابعة الوضع وهو الحي الذي كنا قد أشرنا في أعداد سابقة الى معاناة أهله مع نزول اول كميات من الامطار، فالحي واقع في منخفض من الارض وقنوات تصريف مياهه تقادمت ولم تعد قادرة على تجميع وتصريف المياه و?حزام بورقيبة? القريب منه والذي انجز أساسا لحماية صفاقس من الفيضانات لم يعد مؤهلا في بعض أجزائه للقيام بالمهمة بدليل المياه التي غمرت ساحة المركب الجامعي بطريق المطار… الأضرار اتضح بعضها والأدباش المنشورة خارج البيوت تؤكد حجم المعاناة والمجهودات الجهوية كانت في مستوى المعاناة بمتابعة لصيقة للوالي السيد محمد بن سالم وبحرص كبير من الرئيس بن علي المهتم على الدوام بكل الفئات داخل كل الجهات. راشد شعور (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم الاربعاء 25 سبتمبر 2009)
كيـــف حـــدث الطوفــــان: ناجون من الموت
يروون لـ (الشروق) شهادات حيّة من (جحيم العاصفة)
تونس ـ الشروق: بعد أن هدأت الأمطار الطوفانية التي هطلت على عديد مدن الجنوب الغربي والساحل والتي خلّفت عددا من القتلى في الرديف والرقاب وبومرداس وعشرات المفقودين والجرحى، استفاق المواطنون صباح أمس على وقع ما خلّفته الكارثة وحاول الكثيرون البحث عن جثث الموتى وعن المفقودين وتوفق البعض وواصل الآخرون البحث بمساعدة الأجوار والأقارب ووحدات التدخل التابعة للحماية المدنية والجيش. عديد المواطنين الذين عايشوا الطوفان في الرديف والذين نجوا من الموت تحدّثوا لـ ?الشروق? عما شاهدوه وعايشوه وكيف حاولوا انقاذ أقارب وأجوار لهم وعجزوا عن ذلك. مواطنون آخرون في صفاقس وبعض مدن الساحل تعرّضوا في حديثهم لـ ?الشروق? عن بقائهم لساعات محاصرين على الأسطح وفي السيارات والحافلات فيما وصف كثيرون حجم الخسائر المادية التي لحقت منازلهم ومتاجرهم ومواشيهم وممتلكاتهم آملين في أن يتم التعويض لهم. وفي المقابل تم الشروع في إزالة مخلفات الأمطار الطوفانية وإصلاح الأعطاب التي طالت شبكتي الكهرباء والهاتف وفي توزيع المساعدات من المواد الغذائية والأغطية على العائلات المتضررة. وواصلت اللجان المختصة رصد واحصاء الأضرار الحاصلة وايواء المتضررين الذين فقدوا مساكنهم أو أثاثهم. وشهدت مدينة الرديف انقطاع مياه الشرب بعد انقطاع الكهرباء كامل يوم الاربعاء وهو ما فرض على السلط هناك توزيع المياه المعدنية المعلّبة. (الشروق) وعبر مكاتبها وشبكة مراسليها تابعت الأوضاع في الرديف والرقاب وقصور الساف وبومرداس وصفاقس وبنزرت وتمغزة والشراردة والجم وأعدّت الملف التالي. مواطنون من الرديف لـ (الشروق): صدمنــــا لمـــــــا رأينـــا وعجزنا عن إنقـــاذ أقاربنـــا وأصدقائنــا مازالت حصيلة ضحايا الفيضانات التي حدثت في مدينة الرديف ترتفع تباعا، إذ بلغت حسب تصريحات بعض الأهالي المقيمين بالمدينة 28 فردا بعد أن تم انتشال جثث عدد من المفقودين الذين حملتهم المياه بعيدا. المشهد في المدينة يبدو كارثيا وحجم الدمار الذي خلفته السيول يعطي الانطباع بأن ما جرى يفوق حددو الوصف والتصور. بعض الأهالي ممّن تحدثنا إليهم بدا عليهم الذهول وعقد ألسنتهم هول ما شاهدوا ولم يستطع بعضهم حتى سرد الأحداث بهدوء وتسلسل. الشاب محمد حدثنا بكثير من التأثر أنه كان نائما فجر ذلك اليوم المشؤوم ولم يحس بشيء ولكنه فجأة استيقظ على صراخ أفراد عائلته بعد أن غمرت المياه منزلهم لم يفهم شيئا في البداية قبل أن يحاول البحث عن أفراد عائلته ومحاولة مساعدة بعضهم ولكن هيهات فقد جرفتهم المياه ووجدت جثث زوجة ابن عمته وابنيها في مكان بعيد جدا عن منزلهم وما هاله وزاد في فجيعته أنه وجد أحد جيرانه وهو زميله في العمل أيضا يصرخ بحرقة ماسكا جثة زوجة أخيه بعد أن جرف السيل ابنتيها الشابتين. وفاة أقاربه وجيرانه جعلت الشاب محمد لا يكترث ـ مثلما صرح ـ بالخسائر المادية التي لحقت منزله بحي السوق الذي انهارت بعض أجزائه كما شاهد بعينه عشرات السيارات التي كانت المياه تجرفها إضافة الى عدد كبير من قطع الأثاث المنزلي التي حملتها المياه بعد أن انهارت عديد المنازل وطفا ما كان داخلها في مجرى الوادي. العم علي صرّح لنا متلعثما أنه لم يشاهد طيلة حياته مثل هذا السيل الجارف وقد كان شاهد عيان على وفاة عدد من جيرانه وما حزّ في نفسه أنه فشل في مساعدتهم وقد ظلّ راسخا في مخيلته مشهد مروع بعد أن رأى إحدى جاراته (حفصية) تتخبط وسط المياه وعبثا حاول إنقاذها رغم محاولته اللحاق بها لكن السيل حال بينه وبينها وكانت تصرخ وتستغيث وكان من جانبه يصرخ ويستغيث ولكن المياه جرفتها بعيدا وكادت تلحقه بها. العم علي مازال تحت هول الصدمة وزادت حالته تدهورا بعد أن علم أن زملاءه الذين يعملون معه توفي منهم ثمانية. أما السيد صالح فوصف ما شاهده بأنه يتجاوز كل ما عرض عبر شاشات التلفزات عن فيضانات مماثلة حدثت في أماكن متفرقة من العالم إذ غمرت المياه حيهم السكني (حي الطرابلسية) وبلغ ارتفاعها مترين ولم ينج إلا من صعد فوق أسطح المنازل التي ظلّت صامدة ولم تنهر بفعل السيول وقد شاهد بعينيه عددا كبيرا من المواطنين تجرفهم المياه ولكنه كان عاجزا عن مدّ يد المساعدة لهم وما حزّ في نفسه أنه يعرف عددا كبيرا منهم وفيهم من كانوا من عائلة واحدة. الجميع أجمعوا على أن ما شاهدوه يفوق الوصف والحديث عن الخسائر المادية يبدو غير ذي جدوى بفعل حالة الأسف والحزن التي تملأ النفوس وتجعلها غير مكترثة بشيء بعد أن ذهب الأهل والأحبة. منذر الحبلوطي (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم الاربعاء 25 سبتمبر 2009)
شبّهوا الأمطار بـ (الطوفان).. والمصادر تؤكد مقتل 20 شخصاً تونس: الأهالي يتظاهرون احتجاجاً على تأخر وصول فرق الإنقاذ
2009-09-25 تونس – محمد الحمروني مع انبلاج فجر أمس تكشف أهالي مدينة الرديف من محافظة قفصة (350 كلم جنوب العاصمة تونس) على حجم الكارثة التي حلت بمدينتهم جراء الأمطار الطوفانية التي ضربت مدينتهم ليلة الثلاثاء الأربعاء. ?دور مهدمة وشوارع غمرتها الأوحال وعائلات بلا مأوى وقد حاصرتها المياه في بعض الأماكن المرتفعة?.. حال لخّصها أحد المواطنين في تصريح نقلته بعض وسائل الإعلام التونسية قال فيه ?لقد كان المشهد أشبه بيوم القيامة?. ووفق شهود العيان فقد غمرت المياه التي بلغ ارتفاعها مترين، السيارات والمحال التجارية، كما غمرت جل أحياء المدينة التي تصمد بيوتها المتداعية في غالبيتها أمام قوة وغزارة الأمطار. كما تسببت المياه الجارفة في انقطاع حركة المرور مِنْ وإلى مدينة الرديف، كما أغلقت كل المؤسسات العمومية أبوابها بما في ذلك المدارس والمعاهد الموجودة بالجهة. حجم الكارثة كان أكبر بالنسبة للعائلات التي فقدت بعضا من أفرادها (20 قتيلا و6 مفقودين) إلى جانب إصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.. هذه هي حصيلة ضحايا الكارثة، فيما تحدثت بعض المصادر عن إمكانية ارتفاع هذا العدد. ولم يجد المواطنون أمام شدة المأساة التي حلت بهم غير التظاهر في الأجزاء التي تراجع فيها منسوب المياه من المدينة، وصبوا جام غضبهم على السلطات المحلية التي لم تسارع حسب رأيهم إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم أو إنذارهم قبل حلول الكارثة. وفي اتصال مع ?العرب? كشفت بعض المصادر من مدينة الرديف أن الأهالي أطلقوا منذ منتصف الليلة الفاصلة بين يومي الثلاثاء والأربعاء نداء استغاثة، خاصة بعد أن بدأت المياه تغمر الأنهج والشوارع. وأضاف نفس المصادر أن المشهد كان يوحي بكارثة محققة وهو ما دعا الأهالي إلى إطلاق هذا النداء، لكن طلائع فرق الإنقاذ تأخرت ولم تصل إلى بعض أحياء المدينة إلا في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم الأربعاء، وبعد أن بدأت وسائل إعلام وطنية ودولية مستقلة تتحدث عن سقوط أكثر من 15 ضحية. ويبدو أن الكارثة أحرجت الحكومة التونسية، لأنها وقعت قبل أيام من الانتخابات المزمع إجراؤها في أكتوبر القادم، ونظرا لكون حماية مدينة الرديف من الفيضانات وإخراجها من حالة التهميش التي تعيشها منذ الاستقلال إلى الآن، كانت أبرز المطالب لأهالي الجهة التي رفعوها خلال الاحتجاجات التي قام بها الأهالي بداية هذه السنة. وركزت سائل الإعلام التونسية على الإجراءات العاجلة التي اتخذتها الحكومة التونسية لمجابهة الوضع، ومنها إفادة عدد من أعضائها للوقوف على حجم الخسائر التي خلفها ?الطوفان? في المناطق المنكوبة. وتعليقا على الخبر، ركزت قناة ?تونس7? الرسمية على التغيرات المناخية التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة، وقدمت صورا عن الفيضانات التي ضربت مؤخرا دولا كالمكسيك وأستراليا وتركيا. غير أن ذلك لم يقنع على ما يبدو المواطنين الذين خرجوا للتنديد بحالة التهميش التي طالت منطقتهم، تهميش يعكسه غياب البنى الأساسية القادرة على حماية المدينة من الفيضانات كالمجاري وأماكن تجميع مياه الأمطار أو الأحزمة المحيطة بالمدينة، كما يقول الأهالي. وشدد هؤلاء على أن حماية المدينة من الفيضانات كانت من المطالب الأساسية للحركة الاحتجاجية التي شهدتها المنطقة بداية السنة الحالية، لكن السلطة المحلية والوطنية وبدل الاستماع إلى مشاغل المواطنين، قامت بقمع الحركة الاحتجاجية وأنزلت الجيش لمحاصرة مدن الحوض المنجمي، وأطلقت النار على المتظاهرين العزل وهو ما أدى إلى وفاة نحو 3 أشخاص. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 25 سبتمبر 2009)
صَـبِّ المَـطَــرْ غَــرَّقـنَــا
شعر: ولادة صَــبِّ المَـطَرْ غَــرَّقْـنَــا لا جَـانَا من الرديّفْ خَبَـرْ يُصْـدُقْنَـا و لا الأهلْ فيها مْحَـايِنْـهم زَالُو سَالْ دَمْعنا عليهم سْـكِـبْ شَـرَّقْـنَـا في القــلــبْ غُــصَّــة و ما عَادْ في اللّـذيذْ ما يَحْلى لُهْ ———— صَــبِّ المَــطَـرْ دَمَّــرْها غَـمّ بيوتها و زْدُمْ دَكّ حْجَـرْها قتل ناسْ ما صَابِتْ مِنْ يُنْصُرْها عشرينْ منها ثْـوَاوْ في الجَـبَّـانَـهْ لَـحْقُـوا على هِشَـامْ عِـلّتِـي ما كْبَرْها شْبَابْ مثل الورْدْ فوق غْصَانَـهْ ————- لوَقْـتَاشْ المِحْنة في جُرّة مِحْنَـهْ عَامِينْ ما جَانَا من قفصَة خبَرْ فَرَّحْنا إمْتَى المَصَايِبْ تَعقدْ مع هَـالبَـرّ هُدْنَـهْ يِزْهَى ربيعُه و عيشتي تَحْلَى لي وَلاَّ الكَـوَارِثْ قاصْـدَة تِنْـكِبْـنَـا ما بينْ سْجينْ و غْريقْ تعذّبِتْ الأهَالِي
تهريب خمور نحو ليبيا بتواطؤ موظفين عموميين
معزّ الجماعي في الإربعاء, 23. سبتمبر 2009 علمت « كلمة » أنّ فرق الحرس الوطني في ولاية « مدنين » تمكّنت من ضبط كميات كبيرة من « المشروبات الكحولية » داخل سيارة تونسية كانت في اتجاه الجماهيرية الليبية. وأدت التحقيقات إلى كشف شبكة تهريب متكونة من تونسيين و ليبيين. وفي ذات السياق ذكرت مصادر مطلعة في تصريحات لراديو كلمة أن المتورطين في هذه القضية اعترفوا بالحصول على تسهيلات غير قانونية من طرف عدد من أعوان الديوانة لإدخال « الكحول » إلى التراب الليبي بمقابل مالي يقع تحديده حسب نوعية البضاعة المهربة و كميتها. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 سبتمبر 2009)
تراجع كبير لصادرات تونس بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية
سجلت صادرات تونس التي تعد المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في البلاد تراجعا بقيمة مليارين و695 مليون دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2009 مقارنة بنفس الفترة من 2008 بسبب تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. وأعلن المعهد التونسي للإحصاء أمس الأربعاء أن صادرات البلاد انخفضت مع نهاية أغسطس الماضي إلى 794،12 مليار دينار (881،9 مليار دولار) مقابل 283،16 مليار دينار خلال نفس الفترة من العام الماضي بانخفاض نسبته 21،4%.. وأرجع خبراء اقتصاديون هذا التراجع إلى تقل�’ص الطلب في السوق الأوروبية التي تستقبل 75% من الصادرات التونسية. وأطلقت الحكومة التونسية خطة إنقاذ اقتصادي بقيمة نصف مليار دولار لمساعدة المؤسسات المصد�’رة المتضر�’رة من الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. (المصدر: موقع اخبار الخليج الإلكتروني بتاريخ 25 سبتمبر 2009 )
عندما تتكلم قناة 7 عن الأشاعرة
مراد علي يحضرني قول المعري وإني وإن كنت الاخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل فقناة سبعة وإن كانت صمتت دهرا عن التكلم في الدين أو في الفكر الاسلامي إلا أنها تبدو مؤخرا تسابق الريح في إثبات مدى حجم الردى الذي وصلنا إليها مادفعني لكتابتي لهذه الكلمات هو ما شاهدته في برنامج للفكر الإسلامي قد حضرت له مقدمته واستدعت شيوخ وأساتذة الجامعة لمناقشة فكر الأشعري وعقيدته ولاأخفي حقيقة صدمتي في الوهلة الأولى بعنوان البرنامج الذي يوحي في وهلته الأولى أننا في صراع فكري كذاك الذي حصل بين المعتزلة وأهل السنة . حدثت نفسي قائلا سيحتدم النقاش الآن بين قائل بنظرية الكسب عند الأشعري وبين تفسير لعقيدة السلف وعقيدة الخلف التي بني عليها المذهب قلت في نفسي لابد أن القوم قد اجتمعوا ليشرحوا كيف قادت الاشعري عبقريته لينقلب على المعتزلة بعد أن تربى بين شيوخها. ولكن خاب ظني فكانت صدمتي بعد سماعي البرنامج أشد منها في الأول. فلقد اتفق الجميع أن ابن أبي زيد القيرواني هو من نشر مذهب الاشعري وهم لايعلمون جهلا أنه لم يكن أشعريا أصلا فكيف يكون هو من نشر المذهب بل زاد أحدهم قول الامام مالك في الاستواء عندما سئله أحد المبتدعة الرحمان على العرش استوى كيف اسوى فقال مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة وماأظنك إلا مبتدعا , فجعل قول الامام مالك هذا أصلا لمذهب الاشاعرة وهو لايعلم أن الأشاعرة يجعلون قول مالك هذا ثاني القولين في المذهب إذ يفضلون التأويل فيفسرون الاستواء بالاستيلاء وكأن الله كان في مغالبة فاستولى على العرش تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ثم يقولون أن عقيدة السلف أسلم وعقيدة الخلف أعلم وأحكم كناية عن قول مالك وقول التأويل ،ثم استشهد أحدهم بكتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري رحمه الله وترك كل كتب الأشاعرة وهو بهذا يثبت أنه لايفرق بين مايوجد في هذا الكتاب وبين ماهو مقرر في مذهب الاشاعرة فهذا الكتاب لايحتوي أي شئ من عقيدة التأويل عند الأشاعرة بل هو خالص في عقيدة السلف في العقيدة لعل الأشعري ألفه في آخر حياته فيكون بذلك قد رجع عن عقيدة الخلف التي تزخر بها كتب الأشاعرة التي جل اجتهاداتها من أتباع المذهب ,وبذلك كانت خلاصة البرنامج أنها لم تأتي بشئ من مذهب الأشاعرة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن في خضم هذا الصراع السلفي الأشعري إن صح فمن هم أهل السنة والجماعة فالاشاعرة يريدون حصر مسمى أهل السنة فيهم وفي الماتريدية التي لايختلفون معها كثيرا متناسين بذلك أن مسمى أهل السنة نشأ أصلا قبل مذهب الأشاعرة وأن عقيدة السلف الأولى هي ماتركها رسول الله صلى عليه وسلم ولعل السلفية في عصرنا هذا ماهي إلا امتداد لتلك الفترة المباركة ولعلها القول الأقرب لسلف الأمة وبالمقابل يريد بعض السلفية حصر مسمى أهل السنة فيهم متناسين أن علماء أجلاء من السنة كانوا أشاعرة من أمثال النووي وبن حجر رحمهما الله . وبهذا يتضح أن السلفية والأشعرية ماهي إلا رئى واجتهادات داخل مسمى أهل السنة والجماعة غفر الله للمخطئ منهم ووفق المصيب منهم . بتاريخ : 2009-09-15 الساعة : 06:57:53 مراد علي مصدر الخبر : بريد الحوار نت
توضيح تونس نيوز
لقد وصلنا النص من السيد عبدالرحمان الخلادي بدون عنوان ولا مصدر مما اضطرنا إلى نشره بالشكل الذي تم وبعد التأكد من العنوان والمصدر من طرف أحد القراء نعيد نشر المقال بعنوانه الحقيقي ومصدره مع الإعتذار الشديد لكاتب المقال والجهة الناشرة.
مدرس وشقيقه يحتجزان سيدة تونسية بمنزلهما بالمنوفية
المنوفية – ماجد الإمام و زينب عبد الرحمن استدرج مدرس بقويسنا سيدة تونسية الجنسية فى منزله هو وشقيقه واحتجزها داخل المنزل بدعوى أنها استولت منهما على 80 ألف جنيه منة مقابل تسفير بعض شباب القرية إلى دولة فرنسا. تلقى اللواء حمدى الديب، مدير أمن المنوفية، إخطارا من رئيس مباحث قويسنا بتلقيه بلاغا من أحمد فؤاد على (41 سنة) نقاش مقيم بمساكن الدلتا عمارة 3 بالزقازيق بقيام أحد الأشخاص باستدراج زوجته منال الشاذلى (50 سنة) تونسية الجنسية صاحبة شركة الأمانة لخدمات السياحية إلى المنزل. أكدت التحريات برئاسة العميدين أحمد أبو الفتوح مدير البحث الجنائى وجمال شكر رئيس البحث الجنائى بقيام كل من م.ع.ح (32 سنة) مدرس بالمدرسة الصناعية بقويسنا وشقيقه ع. (37 سنة) سائق باستدراج سيدة بمدينة بنها، لتسجيل عقد شراكة بينهم فى الشهر العقارى واحتجزوها فى منزل الأول، بسبب وجود خلافات مالية بينهم، حيث إن الأول مدين له بمبلغ 2000 دولار. بالانتقال والفحص تبين تواجد المبلغ بمنزل المشكو فى حقه وبمواجهته أنكر ما نسب إليه وقرر أن زوجته حضرت بمحض إرادتها لتسفير بعض أهالى القرية لدولة فرنسا، وقام بإعطائها مبلغ 80 ألف جنيه على دفعتين الأولى بمسكنه والثانية بدولة تونس من حوالى شهر ونصف لتسفيره دولة فرنسا، وحال تواجده بتونس اكتشف قيامها بالنصب عليه، وأكرهته على التوقيع بإيصال أمانة بمبلغ 2000 دولار. (المصدر: موقع اليوم السابع الإلكتروني 24 سبتمبر 2009 )
مسلسلات شجرة الصبار
الامجد الباجي انقضى شهر رمضان وحمل معه مسلسلاته. لم يبق من نكهة هذا الشهر الا هذا الوهم بالالتقاء حول تلك الاعمال التلفزية التافهة.ما عدا ذلك فمجتمعنا يتجه تدريجيا الى التفتت والتفكك ولم يبق من حلاوة اللمة الا عناوين يستعملها الاشهار لتذكير الشعب بما صار يفتقده وربما سيفقده الى الابد وهو انتماؤه الى مجتمع انساني ووحدة ثقافية وشبكة علاقات حميمية. سنوات من العمل في العمق دمرت اسس العقد الاجتماعي.وتم تعويض ذلك بوحدات سكنية وتجمعات عمرانية وطرقات عمومية. مسلسلات رمضان التافهة ناجحة جماهيريا احب من احب وكره من كره. ورغم كل ما قيل فيها من مخالفات للاخلاق العامة والتقاليد والاعراف والهوية العربية الاسلامية الا انها مسلسلات ناجحة وحققت حضورا جماهيريا منقطع النظير في الاودي مات. الخبراء يتحدثون عن مستويات عالية بين التسعين والخمسة وتسعين في المائة للاعمال الدرامية التي قدمتها التلفزة التونسية خلا ل الشهر الفضيل. رغم مشاهد الدعارة وكثافة المادة العنيفة والايحاءات الجنسية الواضحة فان العائلات التونسية برم رميمها جلست امام التلفزة وتسمرت على مدى ثلاثين حلقة لمشاهدة كل ذلك دون ان يرتفع صوت واحد من الدار ليغلق التلفزة. انتهى لقد تغير الشعب التونسي.علينا ان نعيش بهذه الحقيقة. لم يعد احد يعترض على حضور مشهد رجل يخرج من الحمام في منزل امراة عزباء.لم تعد عائلة تعترض على حديث مطول حول ممارسة الجنس خارج نظام الزواج. لم يعد احد يعترض على مشاهدة المخمورين المزطلين المحربشين. لقد صار من السهل انتاج هذه السلعة الدرامية وبيعها للعائلات التونسية.لم تعد العائلات التونسية محافظة .لقد تمكنت الثورة الجنسية من بلوغ النواة الصلبة للمجتمع التونسي واخترقتها. بامكان الصهاينة اليهود ان يستعدوا لبناء سفاراتهم . الاجواء صارت مريحة وشاهية الناس مفتوحة وانتهى عهد الحيطان والسدود الاخلاقية التي كانت تحول دون شعوبنا وبرامجهم. بامكانهم في المسلسل القادم ان يؤلفوا لنا عملا دراميا صهيونا يتغنى بحيطانهم وبحقهم في قتل الاطفال وذبح الناس في الساحات العمومية.سيكون ذلك ممتعا للعائلات التونسية وسيكون ملائما للاجواء الرمضانية الجديدة التي بدا يفرضها ماركيتينغ التونسي بوجهه الجديد. هذه المسلسلات الرمضانية صارت مؤشرا لشئ ما. انها تدل على مكان تتجه اليه بوصلة هذا الشعب. قراءة بسيطة لمحتوى هذه الاعمال وشكلها يقدم لنا حقيقة رهيبة وغير منتظرة. لقد بات الناس يقبلون وبدون حكم مسبق للاستماع الى اخبار الانهيار الاخلاقي . كلمة هذا هو الواقع بدون حكم ولا تعليق صارت جملة واضحة ولا يختلف فيها اثنان. اننا نقتحم مكان مظلم جربته قبلنا شعوب بائدة انقرضت عندما دمرت عقدها الاجتماعي القائم على مفاهيم اخلاقية مثل الصدق والاحترام والتضامن واحترام الذات البشرية وغير ذلك من القيم الاخلاقية التي تتاسس عليها الحضارة الانسانية. في غياب سلطة اخلاقية قادرة على تقديم نموذج لما هي عليه الاخلاق فانه يستحيل الحكم على شاب مسكين مهوس بنرجسيته ان يسقط في النذالة. او على فتاة فقيرة يحتقرها الناس لفقرها ان تبحث لنفسها عن مخرج حتى ولو كان لا اخلاقيا حتى تحقق ذاتها.هكذا تتفكك الشعوب وتنخر الحضارات من الداخل. منذ مدة لم تعد السلطة تكتفي بفرض رقابة القص والمنع. لقد كونت لنفسها منهج لتوجيه الاعمال الدرامية وجهة معينة. هذه الوجهة تقول على المشرفين على انتاج هذه الاعمال ان لا يتدخلوا بصورة صارمة في الاحداث .يكفيهم ان ينقلوا الواقع. النص المؤسس للثقافة الحالية هو انشائية محضر البوليس الذي يرتكز على انشائية نقل الواقع دون تدخل ودون حواشي ودون تعليق.كل السيناريو هو حيثيات تتابع وتتشابك ولا يحق لكاتب السيناريو ان يبحث عن علاقات ما. البوليس وحده يتدخل دائما في اخر السيناريو ليقدم حكما على العلاقات وان يفرض الحسم والحكم .ولا يكاد مسلسل تونسي منذ العشرين سنة الاخيرة يخلو من مشاهد البوليس يحسم كل الصراع في اخره. ولكن هذا التوجه القائم على نقل الواقع لا يستقيم دراميا.لان الواقع شئ باهت ومظلم وروتيني .واذا كان لا بد من دفع الناس للاهتمام به اكثر كان لا بد من اضافة شئ ضروري وهو عنصر الاثارة. انه عنصر اساسي لابد منه حتى نضفي على احداث عادية يصعب الاهتمام بها بصورة خاصة رجة تشبه ارتعاشة كهربائية مغناطسية اصطناعية تعطي لتلك المشاهد شيئا من الحياة. مثلا ما هي القيمة الدرامية لمشهد شاب يقود سيارة ؟ اذا كان المشهد فارغا خاليا من عنصر درامي اخر فهو لا قيمة له.ولكن ما رايكم لو جعلناها سيارة من نوع هامر بقيمة خمسمائة مليون مليم.؟ هذه المسلسلات التافهة لو قسمت مشهديا فانها على مدى ثلاثين ساعة من البث صورت على الاقل مشهد سيارة الهامر ما مقدراه اربعة او خمسة ساعات. الاثارة تفتح لك كل الابواب. وكل العقول. سيارة بخمسمائة الف دينار وهي حلم ثلاثة ارباع الشعب التونسي تعطيك الفرصة ان توزع اية خطاب تريده. يمكنك ان تصب النار على كل ما تريد حرقه.يمكنك حتى ان تدنس المقدس من داخل سيارة هامر.الناس يجلسون هناك امام التلفزة وعيونهم لا تغادر سيارة النصف مليار مليم تونسي. منازل فخمة باحواض سباحة شاسعة . اثاث باهض الثمن. حلي. جواهر. فتيات جميلات غلمان وانهار من العسل . من خلال كل هذا وداخل هذه الاجنة يمكنك ان تصب على الناس غوطك وكل مزابلك وحتى وسياتي ذلك اليوم لا ريب فيه وكل هذا مبرمج لذاك الهدف ان يجلس الاسرائليين كي يروحوا علينا في شهر رمضان وان يمتعونا بمقطوعات من التلمود وان يتبولون علينا. هذه هي الوصفة.لا اكثر ولا اقل. نحن في مجال التعتيم الاعلامي.واستعمال المؤثرات البصرية. هذا عمل شرير تقوده اجهزة دعاية وبروباغندا دربت في اكبر المدارس النازية والفاشية.مجموعة من الصهاينة الفرنسيس عملوا منذ سنوات ويعملون على ان يتم تسريب السم في اواني من الالماس. وهذه هي واقعية الاعمال الدرامية التونسية. انها تستند الى عنصر اثارة. اثارة شئ ما عند الناس.هوس او حلم او مصيبة .استعمال مكثف للنزوع او للمخاوف الدفينة .كهذا النزوع عند التونسيين للاهتمام بالمشوهين خلقيا او البدينين الذين تزيد اوزانهم على العادة واستعدادهم للسخرية منهم والضحك من مظهرهم .رغم ان هؤلاء البؤساء لو استمع لهم الناس جيدا فسيكتشفون كم ان وضعهم ماساوي ومحزن .ولكن هذه حالة من يقول دائما انا اضحك لان هؤلاء حالهم اسوا بكثير من حالي.من يتابع التلفزة التونسية واعمالها الدرامية سيكتشف انها صارت رواقا ومعرضا لانواع واشكال المشوهين خلقيا و البدناء الذين يستعملون اما لجلب التعاطف المشبوه او لتحويلهم الى مصدر سخرية واضحاك. عنصر الاثارة هذا تم تحويله الى مسلسلات لا تتوقف على مدى عقدين من الزمن.تركيب تزييف تلصيق وكعور وارمي للاعور. خرافات لا يصدقها الاطفال حكايات بائسة لا عمق فيها مركبة تدخل من الباب تخرج من الخوخة. لقائل ان يقول هذه تجارة فلماذا لا نترك الناس تبيع وتشتري. واقول لو كان المناخ لتجارة حقيقية فهؤلاء كان الناس سيضربونهم على رؤوسهم ويطردونهم من السوق.لان التجارة الحقيقة تفترض وجود منافسة حقيقية. الناس في رمضان يريدون مشاهدة التلفزة التونسية.يذهبون اليها لانها رمز وحدتهم واحساسهم بالانتماء.ولكن الفخاخ منصوبة والطعم بات يعسل بالاغراء. ان تسليم هذه التلفزة الى هذه الشركة التي تكونت في فرنسا وكونتها ايادي مجموعة من اليهود الصهاينة هذا لا علاقة له بالتجارة.انه الاحتكار الذي دمر ثقافتنا.واهان مبدعينا وشردهم ووضعت فيهم قائمة سوداء من الذين قررت الدولة اقصاءهم من التلفزة ومن كل نشاط فني. احتكار فرضه علينا الفرنسيس وعملوا على توظيفه لقضيتهم الام. قضية اجبارنا على قبول اسرائيل والتطبيع معها. التجارة تفترض وجود منافسين حقيقيين.ولكن وعلى مدى عشرين سنة تم افراغ الساحة من المبدعين الاحرار ولم يتم الاحتفاظ الا بمجموعات تعمل مباشرة تحت امرة البوليس ومجموعات اخرى تاويها السفارة الفرنسية وتتكون تحت رقابة صهاينة متطرفين.ثم لما عم الفراغ وكممت الافواه الحرة وبات الجوع يهدد الجميع ظهرت هذه الشركة الحزينة التي دون علم اصحابها يوحي اسمها بنبتة لا تلد الا في الصحراء وهي من نوع عشب الصبار وسموها كاكتوس للانتاج. انهم لا يخافون في الظلم لومة لائم. لا يهمهم حتى ان اكتشفنا ان هذه الشركة التي استولت على التلفزة هي اسم لحالة قاموا منذ عقود بافشاءها . لقد فرضوا الصحراء ثم جاءوا بشجرة بائسة حزينة هي رمز للموت وديكور للفناء وراحوا ينفثون منها سمومهم. منذ سنوات اتابع الاعمال الدرامية الرمضانية التي تنتجها التلفزة التونسية . هذه المسلسلات صنعت بفاتورة وحيدة .فاتورة التلهويط. او ما يعادلها بالعربية الاسفاف والتعتيم والتلفيق والتزيين . هذه المسلسلات اهانت كل اهانة العاملين في القطاع الخاص دون ان يتفطن احد لذلك. كانت كلها ودائما تضع امام المتفرجين فصيلة من رجال الاعمال الفاسدين السراق المجرمين .منذ عقدين من الزمن تفنن البوليس الدرامي على تشويه سمعة العمل الحر وتقديمهم بمظهر القلابة والسراق والمنحرفين . وبالمقابل لم تمسس يوما موظفا من موظفي الدولة المرتشين الفاسدين العابثين باموال الشعب. هذه المسلسلات كانما مسلسل واحد صنع بيد بوليس حريص على صون عفة موظفي الدولة الذين تمتلا البلاد باشكال منهم وفصائل. اسماءهم صارت رمزا لكلمة تخريب. ثم تطرقت هذه الاعمال دائما لظاهرة الانحراف و للمنحرفين .ولكن مسلسل كاكتوس جمع اقصى عدد منهم وتميز على السابقين عندما حول الجميع الى منحرفين.واضاف شيئا جديدا بان جعلنا نعجب ايما اعجاب بهؤلاء عندما وفر لهم المناخات الايجابية للتماهي والتعاطف معهم. فهم اثرياء ناجحين جميلين غاية في الجمال والبرقشة والماكياج اللبناني. ثم كالعادة ترك امرهم للبوليس كي يحسم تعاسة حياتهم في نهاية المسلسل. من هنا فصاعدا يمكن للتوانسة ان يفخروا بانهم بصدد اختراع نوع من الدراما مثلما اخترع الامريكان افلام الكوي بوي والافلام البوليسة فلقد اخترعنا مسلسلات الصبار.ولكن لا احد يعلم كم سيدوم صبرنا عليهم؟؟؟؟ هذه المزابل الدرامية باتوا يصنعونها مثل اعادة دورة النفايات. سبقهم الى ذلك تلفزات العالم في كيفية صنع مسلسلات الحسوة او الحساء.يكفي ان تضع في المسلسل سيارة فخمة و منزل فخم مؤثث بديكور متنوع ثلاثة او اربعة شخصيات وطوفان من الاحداث التافهة ومن الحوارات الممضوغة .وانطلق. اعرف كاتب سيناريو برازيلي اخبرني ذات مرة وهو يضحك انه كتب اكثر حلقات مسلسل حسوي في بيت الراحة. نجاح هذه الاعمال لا قيمة فنية له. انه يعبر عن اهتمام اجتماعي بما يشبه حالة النميمة.الناس تشتغل به تما كما تشتغل باخبار بعضها البعض وهتك اسرار بعضهم البعض و نشر اعراضهم انها حالة من اللقلقة الاجتماعية. تدجين في اعلى مستوى . لقد كان المسرح التونسي منذ سنوات يتجه الى تجذير تجربة درامية معقدة وجديدة.وحدنا من دون بقية العالم كنا نحفر في شئ ما .لقد تمكننا من استيعاب زخم التجارب الجمالية في كل العالم. وقبل ان نكتشف ان البوليس استولى على الانتاج الثقافي كدست الاجيال المتعاقبة تجارب متعددة ومتنوعة كادت تؤسس لثورة جمالية جديدة.ولكن الفرنسيس يحرسون المشهد.وبوليسهم كان يشدد الرقابة على الساحة.وبدا الرعب يدب في مفاصلهم .وبدؤوا بتدميرنا وافراغ المنطقة من كل هذا الخطر المحدق بهم. وشاهدتهم يدمرون اقرب المقربين لهم من التونسيين الذين كونوهم . هذا قبل ان يسربوا الاوامر للاجهاز على المختلفين معهم. كان خوفهم ان تتسلل كل تلك المعارف والتجربة الدرامية الى السنما والاعمال التلفزية. لذلك كان حصارهم للتلفزة التونسية وللمشهد التلفزي والسنمائي عموما بالغ التشدد. اليوم يقبع الفرنسيس بكل ما اوتوا من قوة في ديارنا عبر هذه الشركة البائسة الصبارية التي استولت على التلفزة الوطنية.وعبر تلفزتهم الجديدة نسمة .ولا اعتقد ان ذلك التاجر الاخر الذي لم يكن احد يعلم بوجوده وظهر فجاة يمكنه ان يقف في وجوههم. هذه هي الحالة. الى اين نحن ذاهبون. لا اعتقد ان هناك تفاؤل في شئ. الامجد الباجي
النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف
العدد 16 – حصاد شهر رمضان 1430
ندوة دولية في القيروان تعالج معضلة الفجوة الرقمية في العالم الإسلامي
تونس – خدمة قدس برس تنعقد في مدينة القيروان التونسية، ندوة دولية حول الفجوة الرقمية ومتطلبات مواجهتها في العالم الإسلامي، خلال الأيام من الخامس وحتى السابع من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وتعقد هذه الندوة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، بالتعاون مع وزارة تكنولوجيات الاتصال ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث في الحكومة التونسية. وتهدف الندوة إلى التوعية بأهمية نشر الثقافة الرقمية، وتعزيز العلاقات وتبادل الخبرات بين دول العالم الإسلامي في مجال تقانات المعلومات والاتصال، وتشجيع المنظمات الأهلية والقطاع الخاص للمساهمة في تقليص الفجوة الرقمية. وستدرس الندوة محاور تتعلق بالبيئة التشريعية الممكنة لمواجهة الفجوة الرقمية في العالم الإسلامي، وتعزيز الثقافة الرقمية وتفعيل دور المنظمات الأهلية والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية في تقليص الفجوة الرقمية وتطوير صناعة المحتوى الرقمي وتوفير البنيات الأساسية للاتصالات في العالم الإسلامي. ويشارك في الندوة خبراء ومسؤولون عن قطاع تقانات المعلومات والاتصال من المملكة العربية السعودية والأردن وسوريا وفلسطين ومصر والسودان وليبيا والجزائر والمغرب ومالي والنيجر وأندونيسيا ولبنان وسلطنة عُمان. كما يشارك فيها خبراء يمثلون منظمتي « اليونسكو » و »الألكسو » والبنك الإفريقي للتنمية، علاوة على ممثلي عدد من الجمعيات والمنظمات الأهلية المهتمة بتقانات المعلومات والاتصال والإعلام في تونس.
(المصدر: « قدس برس انترناشيونال » (وكالة أنباء مستقلة – لندن) بتاريخ 25 سبتمبر 2009)
علماء القيروان ودورهم في الحضارة والتراث الإسلامي
محمد الحمامصي تنظم الإيسيسكو واليونيسكو وجامعة القيروان في الفترة من 28 إلى 30 سبتمبر الجاري ندوة علمية دولية عن علماء القيروان ودورهم في الحضارة والتراث الإسلامي، وذلك في إطار الاحتفاء بمدينة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2009، يشارك فيها نخبة من مؤرخي العالمين العربي والإسلامي من بينهم د.خالد عزب، القائم بأعمال مركز الخطوط ومدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، ويتحدث عزب عن المساجد الجامعة في العالم الإسلامي، متخذاً من مسجد القيروان نموذجاً، ملقياً الضوء على دور المساجد الجامعة في المدن الإسلامية المبكرة ودورها سواء كنقطة ارتكاز في التخطيط العمراني للمدينة أو كرمز سياسي يعبر عن السلطة الناشئة في العالم آنذاك. كما يدرس الباحث مسجد عمرو بن العاص الذي جاء رمز لانتهاء مرحلة فتح مصر ومسجد القيروان الذي جاء رمزاً لانتهاء فتح ليبيا وتونس وبداية فتح بلدان المغرب العربي الأخرى والأندلس. ويشير عزب في بحثه إلى أنه عندما أتى الإسلام، هذب العادات والتقاليد التي كان لها جذورها العميقة في المجتمعات السابقة عليه من عشرات القرون، لتكون متماشية ومتوائمة مع تعاليمه. وواكب هذا تطور في المدن والعمارة والفنون المحلية للتكيف وتتواءم مع مجتمعاتها الإسلامية. تهدف الندوة للتعريف بأبرز أعلام القيروان وآثارهم العلمية، والاحتفاء بريادة علماء القيروان في نشر الحضارة الإسلامية وتراثها العلمي، والتنبيه إلى الدور التواصلي الذي مثله جامع القيروان في تاريخ الحضارة الإسلامية بين عناصر الثقافة وأنواعها المتعددة. وتتركز محاور الندوة حول علماء القيروان في الفقه والأصول وعلم الكلام، و علماء القيروان في الطب والفلك، والمحدثون والمؤرخون بين علماء القيروان.وتسعى الندوة لتوفير بحوث علمية متخصصة في محاور الندوة تثري المكتبة الإسلامية، ولإبراز مضامين التراث الإسلامي وإسهام جامع القيروان وعلماؤه في بثه وتدوينه. وتعدُّ مدينة القيروان من أهم المدن الإسلامية التي أنشأها المسلمون في صدر الإسلام بمنطقة الغرب الإسلامي، لتجمع بين رسالة الدين والدنيا، أو العلم والسياسة، فالفتوحات الإسلامية التي حملت مشاعل الحضارة إلى الأمم كانت تسير وفق تعاليم الدين الحنيف التي بدأت بأمر القراءة، وحثت على تسيير مرافق الحياة بتعاليمه السمحة في الحرب والسلم، ومن ثم كان للعلماء دور كبير في شؤون القضاء والفتوى والاستشارة والتعليم والبناء والتشييد المادي والمعنوي، فلم يكن العلم في منأى عن سائر ضروب الحياة، بل لا يجوز الإقدام على عمل عام أو خاص قبل أن يعلم المُقدِم عليه حكم الدين في الإقدام والإحجام. لذلك كانت للعلماء مكانة كبيرةٌ في الحركة العلمية وفي الحياة العامة، وقد شهد مسجد عقبة بن نافع بالقيروان أنواعاً من حلقات العلم في شتى فروعه، إذ حلَّ به في أول عهده جماعة من علماء التابعين، ولكنه لم يقتصر على علوم الفقه واللغة العربية وآدابها، فقد اشتغل علماؤه وطلابه فيما بعد بعلوم الفلك والطب والنبات والهندسة والرياضيات، وعلى الأخص في عهد الصنهاجيين والأغالبة وما بعدهما، وإلى جانب جامع القيروان كانت المدارس أو ما يعرف بدور الحكمة تحمل شعلة التعليم لمختلف الأعمار وشتى العلوم والمعارف. وفي مقدمة الأسماء الكبرى لعلماء القيروان يأتي اسم العلامة علي بن زياد تلميذ مالك بن أنس الذي حمل أول نسخة من الموطأ إلى أفريقية، والإمام سحنون بن إسحاق الذي نشر الفقه المالكي بمدونته الشهيرة، وأسد بن الفرات الذي أحضر قبله قبسات من الفقه المالكي في كتابه المعروف بالأسدية، وإلى جانب هذين العالمين الكبيرين اشتهر آخرون في علوم وآداب متنوعة، منهم ابن رشيق القيروان الناقد، وابن شرف القيرواني الأديب، وابن الجزار الطبيب، وابن القزاز الشاعر، وأبو اليسر إبراهيم الشيباني الرياضي، وغيرهم من البارزين، وقد وجدوا في مكتبات القيروان العامرة في المساجد ودور الحكمة ما وسَّع مداركهم وقرب إليهم علوم المشرق والمغرب والأندلس. وشهدت القيروان منذ القرن الرابع الهجري حلولَ بعض علماء الأندلس والمغرب في ربوعها الوارفة، فكان منهم الشاعر ابن هانئ الأندلسي، والكاتب ابن الأبار البلنسي، والناقد حازم القرطاجني،أحمد حلولو اليزليطني كما حلَّ بها العديدُ من العلماء المسلمين من مشرق العالم الإسلامي ومشرقه وجنوبه، وكوَّنوا مع علماء القيروان مدارس متنوعة العطاء ومتكاملة الجهود. (المصدر: « إيلاف » (بوابة اليكترونية – لندن) بتاريخ 24 سبتمبر 2009) الرابط: http://www.elaph.com/Web/Culture/2009/9/486349.htm
أزمة الهوية للرأسمالية وغياب الإجابات التاريخية
بقلم: توفيق المديني
الأزمة المالية التي هزت الأسواق العالمية منذ أكثر من سنة تدور حول أزمة الهوية لرأسمالية غربية فقدت بوصلتها، فالعاصفة التي اجتازتها أسواق المال بدأت من قطاع القروض العقارية الأكثر خطورة والمدعو السوبريم لأن مؤسسات التسليف منحت قروضاً عقارية للأسر ذات الدخل المحدود، وهي تجهل أوضاع المستفيدين منها، والمشكوك في قدرتهم على تأدية استحقاقاتها، وقد نجم عن هذا الوضع الفقاعة العقارية التي تسببت بإشعال الشرارات الأولى التي ضربت الاقتصاد الأميركي منذ سنة 2007 على غرار صناديق الاستثمار المضاربة المشبعة بمنتجاتها المشتقة. في الواقع الأوروبي كانت دولة الرفاهة هي الجواب التاريخي لتداعيات الأزمة العامة للرأسمالية 1929-1933 ونهاية الحرب العالمية الثانية، حيث أخذت الدولة الحامية بالمذهب الذي يدعو إلى التدخل الرسمي في سبيل إنماء الإنتاج، والعمل على دعم الاستثمار والطلب والمناقشات المستمرة بين النقابات العمالية ومنظمات أرباب العمل، هذا الجواب الذي كان له تأثير بالغ في أوروبا خلال نصف قرن اصطدم بالثورة المحافظة أو الليبرالية الجديدة التي ترتكز على المقولة الأساسية التالية ما يفرزه السوق صالح، أما تدخل الدولة فهو طالح. وقد اعتنقت معظم الحكومات الغربية هذه الليبرالية الجديدة مع بداية نهاية العقد السابع وبداية العقد الثامن من القرن العشرين، التي تقوم على فكرة أساسية تزعم أن الأسواق قادرة على تصحيح ذاتها وتخصيص الموارد بكفاءة وخدمة مصالح عامة الناس، وكانت أصولية السوق هذه بمنزلة الأساس لأفكار ونظريات رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت تاتشر ورئيس الولايات المتحدة الأميركية الراحل رونالد ريغان الذي اشتهر بمقولته المأثورة: الدولة ليست الحل وإنما هي المشكل، وما أطلق عليه «إجماع واشنطن» لمصلحة الخصخصة والتحرير والبنوك المركزية المستقلة التي تركز على التضخم ولاشيء غير التضخم. من دروس الأزمة المالية العالمية أن النزعة التدخلية للدولة التي تتناقض مع الاختيارات الإيديولوجية للمدافعين عن الرأسمالية الجديدة وعن مشروع العولمة السائر معها باعتبارها تعبيراً عن ضرورة تاريخية، متجذرة في الاقتصادات الكلاسيكية وتقتضيها قوانين التطور أصبحت مطلوبة. إن نموذج الاقتصاد البريطاني الأميركي سوق الرأسمالية، هو نتاج انتصار إيديولوجية الليبرالية الجديدة Neoliberalismus التي باتت أمراً حتمياً لمصلحة الرأسمالية النفاثة المنطلقة في الولايات المتحدة الأميركية والتي عمت القارة الأوروبية وأسقطت الاشتراكية الديمقراطية التي كانت حاكمة في عدة بلدان وصار عدم تدخل الدولة إلى جانب تحرير التجارة وحرية تنقل رؤوس الأموال، وخصخصة المشروعات والشركات الحكومية أسلحة استراتيجية في ترسانة الحكومات الغربية المعتنقة إيديولوجية السوق. وجاءت نهاية الحرب الباردة وانهيار الشيوعية في الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية ليعطيا إيديولوجية الليبرالية الجديدة دفعة عالمية قوية، حين زعمت أن الرأسمالية قد انتصرت إلى الأبد وأبرزها محاولة المفكر الأميركي الياباني الأصل فوكا ياما عن «نهاية التاريخ». هناك عاملان اثنان من عوامل الرأسمالية الجددية وهما أكاديميان في الأساس حسب قول وليام فاف في مقالته المنشورة في صحيفة هيرالدتريبيون بتاريخ 4/5/2006 تحت عنوان لماذا ترفض أوروبا رأسمالية السوق الأميركية؟! أول التأثيرات الأكثر أهمية تأثير النظرية النقدية الرأسمالية وهذه النظرية تجرد العوامل الاجتماعية أوتفصلها عن القرارات الاقتصادية السياسية، فمهمة السياسة الاقتصادية تشكيل إجابة عن العامل التأسيسي: إنتاج النقود أو توفيرها، والأثر المباشر لهذه النظرية الجديدة نزع ألسنة السياسة الاقتصادية، في حين كانت فيما سبق في عصر أطروحة كينز مترابطة، في تحد للنظرية النقودية أو المالية. أماالتأثير الثاني فقد كان بالدرجة الأولى سياسياً، في رد فعل على فاشيات القرن العشرين، كان المنظر السياسي والاقتصادي فريدريك فون هايك يعمل في لندن في الثلاثينيات، وقد بدأ كتابه باعتباره نقداً لنظرية كينز، لكنه مدّ ذلك كثيراً بحيث اعتبر أن تدخل الدولة في المجتمع ينخفض إلى حدود تسمية (الطريق إلى العبودية)، وهو عنوان كتاب له نشر عام 1944، فالتدخل في الاقتصاد والمجتمع، يهدد الحرية الإنسانية، على حين أن اقتصاد السوق ينتج حركية اقتصادية، وحرية إنسانية، وقد كانت لأفكار هايك تأثيرات كبرى على أفكار مارغريت تاتشر. على الرغم من حرص الخبراء على التأكيد أن رأسمالية السوق مازالت هي الأداة الأكثر فاعلية لتحقيق النمو الاقتصادي ولرفع مستوى المعيشة، إلا أنهم أصبحوا يدعون إلى إجراء تحديث اجتماعي لدعوة الرأسمالية المعولمة، ولدور المؤسسات المالية الدولية وخاصة صندوق النقد ، والبنك الدوليين لإنقاذ العالم، وإنقاذ العولمة من مخاطر سياسة تهدد الاستقرار العالمي، فقد بدأ كبار الاقتصاديين في العالم يتحدثون عن ضرورة إجراء اصلاحات حقيقية في دور المؤسسات المالية الأميركية والأوروبية لجهة حثها على عدم التعامل بشكل تقليدي مع الأزمة المالية العالمية التي أفرزتها الليبرالية الجديدة. ومن الجدير بالذكر أنه منذ أن هيمنت الليبرالية المالية هذه لم يحدث أن مرت ثلاث سنوات متتالية دون وقوع حوادث كبيرة يمكن حصرها على النحو التالي: 1987 انهيار مشهود في أسواق الأسهم، 1990 انهيار «السندات الفاسدة» وأزمة صناديق التوفير الأميركية، 1994 انهيار سوق السندات الأميركية، 1997 الفصل الأول من الأزمة المالية الدولية (تايلاند، كوريا، هونغ كونغ)، 1998 الفصل الثاني (روسيا، البرازيل)، 20٠1-2003 انفجار فقاعة الانترنت وفي سنة 2007 انفجار أزمة الرهن العقاري. السؤال المطروح عالمياً في الوقت الحاضر، هل تستطيع فلسفة الليبرالية الجديدة إيجاد حلول للأزمات المتعاقبة والمتداخلة، أم إن العالم سيشهد عودة للدولة الكينزية الجديدة التي بدأت نذرها في الولايات المتحدة نفسها، وعدد من الدول الأوروبية، ولاسيما إذا ماتحولت إلى أداة في ترشيد العولمة، لكي تصبح أحد الحلول الرائدة لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وضمان الاستقرار السياسي في عالم القرن الحادي والعشرين؟!. كاتب تونسي (المصدر: صحيفة الثورة ( يومية- سورية)، شؤون سياسية الجمعة 25-9-2009)
« راند » وإستراتيجيات المواجهة مع الحركات الإسلامية
إبراهيم عرفه في تقريره الصادر هذا العام تحت عنوان « استكشاف مستقبل الحرب طويلة المدى: الدوافع والاهتمامات والدلالات للجيش الأمريكي » حدد مركز الأبحاث الأمريكي (راند) محاور وإستراتيجيات المواجهة مع الحركات الإسلامية على المدى البعيد، حيث وضع لها ثمانية محاور وسبع إستراتيجيات، تناول التقرير أيضا التيارات الرئيسية والاحتمالات والمشاركين في هذه الحرب وكيف يمكن أن تدار. في البداية فإن التقرير يوضح أن الولايات المتحدة باتت الآن متورطة في حرب طويلة المدى يعتبرها البعض صراعا تاريخيا ضد أعداء أمريكا الساعين إلى توحيد العالم الإسلامي لإيجاد أمة إسلامية قادرة على أن تضع حدًّا لسيادة وزعامة الغرب وتحل محله. الدوافع الفكرية والأهداف يذهب التقرير إلى أن أعداء الولايات المتحدة الذين قاموا بمهاجمتها هم أناس متشبعون بالأفكار الإسلامية؛ لذلك فقد قام معدو التقرير بدراسة الجماعات والمنظمات العاملة في العالم الإسلامي وتصنيفها إلى ثلاثة أنواع طبقًا لدوافعها الفكرية وأهدافها وهي: – جماعات جهادية عقائدية: وحسب تعريف التقرير فإن هذه الجماعات تتبع مدرسة تعرف بالسلفية الجهادية وهي جماعات منها ما هو محلي ومنها ما هو دولي، يرتكز فهمها للإسلام على مواجهة الحداثة والتأكيد على فكرتي الجهاد والتكفير. – جماعات دينية وطنية: مثل حماس وحزب الله والتي تشارك في العملية السياسية ولكنها مستعدة لاستخدم العنف من أجل فرض نفوذها على تجمع أو منطقة ما أو على الدولة ككل. – جماعات علمانية: مثل الشيوعيين والقوميين العرب والبعثيين. يضيف التقرير أن هناك جماعات أخرى في الدول الإسلامية لا تتبنى العنف ولكنها تمثل البوابة التي يعبر من خلالها البعض إلى الجماعات الراديكالية. محاور الحرب طويلة المدى يحدد التقرير ثمانية محاور يمكن أن تتخذها الحرب طويلة المدى وهذه المحاور لا تركز على وصف مستقبل هذه الحرب، بل على الطرق والأشكال التي يمكن أن تتخذها هذه الحرب، وهذه المحاور هي: 1- حالة الاستقرار: وهو محور يتشابه إلى حد كبير مع البيئة والحالة الحالية، وخلال هذا المحور أو المرحلة؛ فإن التهديد الأكبر للولايات المتحدة يتأتى من الحركات السلفية الجهادية الدولية أو الإقليمية. 2- حرب الأفكار: ويتم فيها التحول إلى الحرب الإعلامية بهدف عزل الجهاديين وبناهم التحتية عن جمهور المسلمين. 3- بلدان إسلامية كبرى تتحول إلى الأسوأ: تحول راديكالي في نظام دولة إسلامية مهمة للولايات المتحدة نتيجة استيلاء متطرفين راديكاليين على السلطة فيها، ومن أخطر السيناريوهات في هذا الصدد هو حدوث انقلاب عسكري في باكستان أو نجاح تمرد أصولي في المملكة العربية السعودية. 4- الحد من التهديد: حدوث صراع بين الجهاديين بعضهم البعض، وفي هذه الحالة يمكن أن تتبنى الولايات المتحدة منهج فرق تسود لاستغلال الشقاق بين الجماعات الجهادية الدولية وتلك المحلية والإقليمية، وبالتالي يمكن للولايات المتحدة أن تتخذ في هذه المرحلة موقفاً مرنًا من الحركات الإسلامية المحلية والوطنية مثل حماس في فلسطين وجبهة مورو الإسلامية في الفلبين. 5- توسيع الرؤية: توسع رؤية الحرب طويلة المدى من مجرد العمل على القضاء على أي تهديد لمصالح الولايات المتحدة لتشمل التطرف الشيعي، وإيران، والإرهابيين الإقليميين وبعض الحركات الإرهابية غير الإسلامية؛ وبهذه الصياغة تكون الحرب بالفعل حرب عالمية على الإرهاب. 6- وقف العمل: وذلك عند حدوث هزات جيوسياسية (مثل أن تقوم الصين بمحاولة لتغيير ميزان القوى في غرب المحيط الهادي أو حدوث سقوط مفاجئ وعنيف لكوريا الشمالية). هذه الأحداث سوف تجبر الولايات المتحدة على الحد من المواجهة مع الجهاديين لترد على هذه التهديدات التقليدية التي تتطلب استخدام القوى التقليدية والسياسية في مواجهتها. 7- الصراع السني الشيعي المستمر: انتشار للعنف بين الجماعات السنية والشيعية وما سينتج عنه من شقاق بين الشيعة والسنة على امتداد العالم الإسلامي، ولذلك يفضل للولايات المتحدة في هذه المرحلة -وعلى المدى القريب- التركيز على دعم الأنظمة السنية التقليدية في مصر والمملكة العربية السعودية وباكستان من أجل احتواء النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي. 8- تمردات وحالات عدم استقرار مزمنة: التمرد وعدم الاستقرار حول العالم والذي يستنزف موارد الولايات المتحدة وحلفائها ويضعف من شرعية النظام.
الخيارات الإستراتيجية للأمريكيين وبدراسة هذه الاتجاهات والاحتمالات التي ترتبط بمستقبل بيئة القتال والمشاركين فيها يضع التقرير الأساس لمجموعة من سبعة خيارات إستراتيجية للولايات المتحدة في هذه الحرب هي: 1- فرِّقْ تَسُدْ: وهذه الإستراتيجية تركز على استغلال الاختلافات الموجودة بين الجماعات السلفية الجهادية للوقيعة بينهم واستنزاف طاقاتهم في صراعات بين بعضهم البعض، وحسب التقرير فإن تنفيذ هذه الإستراتيجية يتطلب عملا خفيا يتضمن حربا غير تقليدية تركز على ما يسمى بالعمليات المعلوماتية أو الدعائية، هذه الإستراتيجية هي الخيار الأول الذي يمكن أن تستخدمه الولايات المتحدة في محور « الحد من التهديد »، حيث يمكن أن تستخدم الولايات المتحدة وحلفاؤها الجماعات الجهادية المحلية في شن حمله دعائية (بالوكالة) لتشويه صورة الجماعات الجهادية الدولية في أعين العامة من الناس. وفي محور « وقف العمل » سيساعد تنفيذ هذه الإستراتجية الولايات المتحدة وحلفائها على كسب الوقت حتى تتفرغ بكامل قوتها لهذه الحرب طويلة المدى، كما يمكن أيضاً للولايات المتحدة الاستفادة من محور « الصراع الشيعي السني » من خلال مساندة الأنظمة السنية المحافظة في مواجهة جماعات التمكين الشيعي في البلدان الإسلامية. 2- تضييق الرقعة: وهذه الإستراتيجية تركز على العمل ببطء على تقليل المساحة التي يمكن أن تعمل عليها الجماعات الجهادية في العالم الإسلامي، تهدف هذه الإستراتيجية إلى دعم الاستقرار في البلدان التي تقع على الحواف الجغرافية للعالم لإسلامي (مثل إندونيسيا، ماليزيا والمغرب) لجعلها محصنة ضد الفكر السلفي الجهادي، وهذه الإستراتيجية مرتبطة بشكل كبير بمحور « الحد من التهديد »، حيث يمكن للولايات المتحدة بالتعاون مع حكومات هذه الدول استئصال شأفة الجهاديين الدوليين بعد عزلهم عن عموم الحركة الجهادية، ويمكن استخدام هذه الإستراتيجية أيضا في محور « حالة الاستقرار » ومحور « الصراع السني الشيعي المستمر ». 3- من الداخل للخارج: وهذه الإستراتيجية تستند إلى فكرة أن الولايات المتحدة عليها أن تستخدم القوة العسكرية التقليدية الفاصلة لتغيير النظام في دول إسلامية مهمة وإقامة نظام ديمقراطي محله، حيث إن فعل مثل هذا سوف يؤدي إلى حدوث زلزال سيقوي القوى الديمقراطية في العالم الإسلامي ويدفع السلفيين الجهاديين للخروج لمقاتلة قوات الولايات المتحدة؛ وبالتالي يعطيها الفرصة للقضاء عليهم بشكل حاسم. وعلى الرغم من أن ذلك لم يحدث حتى الآن في حالتي العراق وأفغانستان يرى معدو التقرير أن مجرد وجود دولتين يطبقان نظاما ديمقراطيا سوف يوجد شركاء أمنيين وحلفاء محتملين للولايات المتحدة على المدى البعيد، ويمكن أن تستخدم هذه الإستراتيجية أيضا لإسقاط النظام الإيراني واستبدال نظام معتدل به لا يعتمد على النعرة الشيعية في إيجاد شرعيته. 4- تمركز الدولة: تهدف هذه الإستراتيجية إلى نشر الحكم الرشيد في ربوع العالم الإسلامي من خلال تقوية الأنظمة الحالية ودعمها بالموارد لجعلها أقل عرضة للسقوط، باعتبار أن من أهم أسباب تصاعد التيار السلفي الجهادي هو وجود مناطق لا تطولها يد الدولة، كما في المناطق القبلية في باكستان، ولا تستطيع الإدارات المحلية تقديم الخدمات للعامة بها، ويمكن أن تستخدم هذه الإستراتيجية في المحاور الثمانية. 5- الاحتواء ورد الفعل: وهى إستراتجية دفاعية بالأساس تقوم من خلالها الولايات المتحدة بوضع خط فاصل في العالم الإسلامي وتقوم بالتدخل بشكل قوي إذا انتهك هذا الخط (كأن يكون حليف للولايات المتحدة مهدد بالانهيار أو الإسقاط). ولهذه الإستراتيجية تطبيقات في المحاور المختلفة: على سبيل المثال في محور « دول إسلامية كبرى تتحول للأسوأ » تدعو هذه الإستراتجية الولايات المتحدة إلى نشر قوات في الدول المحيطة بهذه الدولة المتحولة إلى الراديكالية لمنعها من تهديد جيرانها. وهذه الإستراتجية هي المفضلة في محور حرب الأفكار، حيث ستكون للحملات الدعائية المثالية، قليلة التكاليف، وغير الظاهرة دور في احتواء القاعدة والسلفية الجهادية وأفكارهم. 6- (بقعة حبر، استول، وطهر، وسيطر) وهذه من إستراتيجيات مواجهة التمرد العالمي وتهدف إلى الاستيلاء والتطهير والاحتفاظ بالمناطق ذات الأهمية الإستراتيجية في العالم الإسلامي من خلال العمل بحماس وعن قرب مع رجال الأمن في هذه البلدان. وبهذه الإستراتيجية يمكن للولايات المتحدة أن تتعاون مع دول مثل مصر والجزائر واليمن للقضاء على عناصر الجهادية السلفية. 7- الأسباب الخفية: هذه الإستراتيجية ترى أن الولايات المتحدة بحاجة للتعامل مع المشكلات الاقتصادية الاجتماعية في بلدان العالم الإسلامي ولكن على المستوى الإقليمي وليس على المستوى القطري، والرهان هنا على تحسن الوضع الاقتصادي الاجتماعي لهذه الدول الأمر الذي سيحد من جاذبية أفكار السلفية الجهادية وسيخلق دعم شعبي لانفتاح السوق الحر. وبعد عرض المحاور والإستراتيجيات يقوم التقرير بتوضيح التأثير المحتمل لهذه الحرب في مختلف مراحلها على الجيش الأمريكي ودور الجيش والمؤسسات الأمريكية المختلفة في تنفيذ هذه الإستراتيجيات.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 25 سبتمبر 2009)
د. رافع ابن عاشور أستاذ القانون الدولي في حديث خاص لـ « الصّباح »:
** تقرير غولدستون شهادة غير قابلة للتشكيك على خرق إسرائيل المستمر للقانون الدولي الانساني ** لا بد من تحرك ديبلوماسي وإعلامي عربي حتى لا يضيع التقرير كسابقيه
تونس ـ الصباح – مع صدور تقرير ريشتارد غولدستون الخاص بلجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الانسان بالامم المتحدة حول العدوان على غزة الذي اكد في اكثر من خمس مائة صفحة وردت فيه تورط الجيش الاسرائيلي في ارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية خلال حربها على القطاع بدات اسرائيل بدعم من واشنطن شن حملة مضادة على مختلف الجبهات السياسية و الديبلوماسية و الاعلامية في محاولة منها لاستباق الاحداث و دفع دول الاتحاد الاوروبي للتحفظ على نتائج التقرير وقد عمدت الخارجية الاسرائيلية بذلك الى مطالبة سفراء الدول الاوروبية المعتمدين في تل ابيب الى رفض التقرير بدعوى انحيازه ضد اسرائيل فاين تكمن اهمية تقرير غولدستون و هل يمكن ان يتحول الى وثيقة ادانة للمسؤولين السياسيين و العسكريين الاسرائليين ؟و لماذا تخاف اسرائيل تقرير غولدستون ؟و اين يتنزل التقرير في القانون الانساني و القانون الدولي وهل من مجال للعرب عموما و للفلسطينيين خصوصا للاستفادة من هذا التقرير و عدم تفويت الفرصة المتاحة لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني ؟ هذه التساؤلات وغيرها كانت محورهذا الحديث الذي خص به الدكتور رافع ابن عاشور استاذ القانون الدولي بالجامعة التونسية وعضو لجنة الاتحاد الافريقي للقانون الدولي في حديث خص به «الصباح». حاورته آسيا العتروس * مع انه لم يكن الأول من نوعه فقد حظي تقرير غولدستون بتغطية إعلامية واسعة فهل من توضيح لأهمية هذا التقرير القانونية و السياسية و هل يمكن أن يشكل وثيقة إدانة رسمية يمكن اعتمادها لمقاضاة المسؤولين العسكريين السياسيين في إسرائيل؟ -فعلا ليس هذا أول تقرير يصدر عن منظومة الأمم المتحدة ويتضمن شهادة لا مجال للتشكيك في مصداقيتها وموضوعياتها حول ما تقترفه إسرائيل منذ ستين سنة بلا انقطاع من خرق للقانون الدولي الإنساني ومن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة عدوان في الأراضي المحتلة أو في الدول المجاورة لإسرائيل مثل لبنان. ويمكن أن نذكر أن أول تقرير أدينت بمقتضاه إسرائيل وفضحت معاملاتها المهينة واللاإنسانية وسياستها التوسعية يرجع إلى تاريخ ظهور دولة إسرائيل سنة 1948،وهو التقرير الذي أعده الكونت السويدي الجنسية فولك بر نادوت والذي أدى بأحد العصابات الصهيونية إلى اغتيال هذا الديبلوماسي في القدس في 17 سبتمبر 1948 وقائمة التقارير الأممية حول انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني طويلة ولا مجال هنا لاستعراضها، لكن المهم أن التقرير الأخير الصادر بتاريخ 15 سبتمبر 2009، عن لجنة التحقيق الدولية المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان والمتركبة من أربع شخصيات برئاسة القاضي السابق بالمحكمة الدستورية لجنوب إفريقيا،ريتشارد غولدستون، له أهمية خاصة إذ أجمع المجتمع الدولي على أن إسرائيل، خلال حربها على غزة، من 27 ديسمبر 2008 إلى 18 جانفي 2009، تجاوزت كل الحدود وأقدمت على ما لم تقدم عليه سابقا من اعتداء على الأشخاص الذين يتمتعون خلال النزاعات المسلحة بحماية خاصة أي الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى والقوات والمنشئات الدولية والمنشئات الصحية ودور العبادة والصلاة، ناهيك أن من بين 1400 ضحية فلسطينية سقطت خلال هذا العدوان بلغ عدد الضحايا من الأطفال 410 طفلا و100 امرأة، وبلغت نسبة الأموات من المدنيين 65 بالمائة في حين لم يبلغ عدد الموتى من الجانب الإسرائيلي إلا ثلاثة أموات. وتكمن أهمية التقرير في حجمه إذ يتضمن 570 صفحة خصصت 5 صفحات منها فقط للحديث عن الانتهاكات الفلسطينية للقانون الإنساني ومن الغريب أن هذه الانتهاكات أضفت عليها اللجنة نفس التكييف القانوني للانتهاكات الإسرائيلية فنعتتها بكونها أيضا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقد تعرض التقرير إلى وقائع دقيقة وثابتة وموثقة ووصف مسلسل وقوعها وما ترتب عنها وصفا دقيقا جدا بالاعتماد على الصور والشهادات وغير ذلك من الأدلة الدامغة. وقد أقر التقرير نفسه أن العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة منعت سكان القطاع من موارد العيش ومن العمل ومن السكن ومن الماء، وجعلت منهم محاصرين لا يمكنهم التحرك وحرمتهم من حرية الدخول إلى بلدهم والخروج منه وكل هذه الوقائع وغيرها يمكن أن تشكل مستنجدا لإدانة قضائية للمسؤولين الإسرائيليين من أجل اقتراف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ومثلما اعتادت على ذلك فإن إسرائيل على لسان وزير خارجيتها ليبرمان ولسان رئيسها هاجمت التقرير واتهمت رئيس اللجنة وأعضاءها بالانحياز وطالبت الدول الصديقة لها (الولايات المتحدة أولا والاتحاد الأوروبي ثانيا) بالتصدي للتقرير والقيام بكل ما يلزم حتى لا يناقش التقرير في صلب الأمم المتحدة ولا تنجر عنه أي نتائج عملية وقانونية. * ماذا يعني تزامن صدور التقرير مع الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأين يتنزل بالنسبة لاتفاقيات جنيف؟ -يعلم الجميع أن احترام حقوق الإنسان أو على الأقل، بعض حقوق الإنسان مثل الحق في الحياة، أضحى قاعدة آمرة من قواعد القانون الدولي وأن ما جاءت به اتفاقيات جنيف وخاصة منها الاتفاقية الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين زمن الحرب تشكل قواعد لا مجال لتجاوزها مهما كان السبب، والتقرير يعزز هذه القناعة ويدعمها بحجج وأدلة موضوعية. لكن الأمر الذي يبقى مطروحا دائما هو مدى التزام الجميع بهذه القواعد ومدى قدرة المجتمع الدولي على تطبيق هذه الالتزامات دون حيف ودون ازدواجية في المعايير لحماية حقوق الانسان في حالات الحرب و النزاعات. * وهل من مجال عربيا ودوليا للاستفادة من التقرير خاصة مع افتتاح الدورة الرابعة و الستين لأشغال الجمعية العامة للامم المتحدة و كيف يمكن التصدي عمليا للحملة الاسرائيلية المضادة لتقرير غولدستون وفي نفس الوقت لضغوطات واشنطن لإجهاض التقرير؟ – من واجب العرب وجميع الدول المحبة للعدل والسلام استخلاص العبرة من هذا التقرير وإقامة الدليل أن إصلاح المنظومة الأممية لحماية حقوق الإنسان بعد إحداث مجلس حقوق الإنسان وإنشاء المحكمة الجنائية الدولية ليست شكلية أو مجهولة لمقاضاة بعض الدول دون غيرها. لذلك لا بد من تحرك دبلوماسي خلال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة ولا بد من تحرك إعلامي عربي هائل ولا بد من تحرك المجتمع الدولي المدني الذي تحرك بقوة خلال العدوان والذي يبدو أنه فتر. ولا بد من استغلال تغير الوضع السياسي في واشنطن إثر فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما وعدم انتصاره الأعمى واللامشروط للوبي اليهودي. وإذا لم يتم ذلك فسوف يحفظ تقرير غولدستون في مكتبة الأمم المتحدة وينضاف إلى سابقيه. (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 25 سبتمبر 2009)
جامعي جزائري: الفكر الجهادي ذاهب إلى الزوال بفضل المصالحة والسلفية العلمية
الجزائر ـ خدمة قدس برس كشف كاتب وأكاديمي جزائري النقاب عن أن الاستراتيجية السياسية والدينية التي اعتمدتها السلطات الرسمية في الجزائر لمحاربة الفكر الإسلامي المتطرف قد أتت أكلها، وأكد أن ما يعرف بـ « الفكر الجهادي » إلى زوال في الجزائر. وأشاد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور بشير مصيطفى في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » بما أثمرته الخيارات السياسية لمواجهة ظاهرة « الفكر الجهادي » في الجزائر، وقال: « الدولة الجزائرية ممثلة في الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وضعت استراتيجية واضحة المعالم للقضاء على الإرهاب تتمثل في شقين: الأول سياسي والمتضمن في وثيقة المصالحة الوطنية التي هي عملية امتدت منذ عهدة الرئيس السابق اليامين زروال فيما كان يعرف بمشروع الوئام المدني الذي تمت ترقيته في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى المصالحة الوطنية، وهو الخيار الذي يحظى بإجماع القيادة السياسية للجزائر. أما الشق الثاني فهو أمني وتعتقده بعض الجيوب غير النافذة في الجزائر، وقد استعمل في فترة محددة قبل الوئام المدني لكنه لم يثمر نتائج على أرض الواقع، فوضع جانبا لصالح الخيارات السياسية ». وأكد مصيطفى أن الدولة في الجزائر اهتدت إلى طريق ثالث لتحجيم الفكر الجهادي في الجزائر، ونجحت في ذلك، وقال: « لقد عمدت السلطات الرسمية في الجزائر إلى دعم الجماعات الدينية المناهضة للفكر الجهادي، سواء تعلق الأمر بالسلفية العلمية أو بشيوخ الصوفية وأصحاب الزوايا، وهذا التيار يتسع يوما عن يوم في الجزائر، والذي يتجول في العاصمة يجد مطبوعات هذا التيار في مختلف المكتبات وبأسعار زهيدة، وقد استعملت السلطات أيضا الإعلام الرسمي ومنه التلفزيون للتسويق لمحاضرات شيوخ الصوفية وفتحت الأبواب أمام العلماء من أصحاب التوجهات السلمية، وكانت النتائج إيجابية للغاية، فالساحة الإسلامية يكتسحها المعتدلون بينما الفكر الجهادي ذاهب إلى الزوال في الجزائر ». ولفت مصيطفى الانتباه إلى أن معركة الجزائر مع « الفكر الجهادي » أثبتت ضعف المقولة المادية القديمة التي نظر لها بعض دعاة التنوير في الجزائر والعالم العربي عن أن الإرهاب مرتبط بالأحياء الفقيرة، وقال: « لا أعتقد أن هناك رابطا ما بين الإرهاب والفقر أو الأحياء الفقيرة، بدليل أن الأوضاع المادية الآن في الجزائر ازدادت سوءا لكن الإرهاب في انحسار، ذلك أن الصعوبات الاقتصادية لم تعد تقتصر فقط على الطبقات الفقيرة وإنما أيضا على الطبقات المتوسطة أيضا، مما يؤكد الجذور الفكرية والثقافية للإرهاب والتطرف ». واستبعد مصيطفى أن يكون من ضمن الخيارات السياسية التي تسلكها السلطات الجزائرية في محاربة الإرهاب والفكر الجهادي مراجعة موقفها من الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وقال: « التجربة أثبتت أن الأحزاب الإسلامية التي تتخذ مواقف متطرفة لا يمكن أن تقدم جديدا، ولذلك فإن أي حزب يحمل أفكارا قديمة لا يمكنه أن يعود إلى الساحة، على الرغم من الأنباء التي تتحدث عن إمكانية ترقية المصالحة الوطنية إلى عفو شامل، ورهانات الانفتاح السياسي الذي أعتقد أنه سيقتصر فقط على الأحزاب الإسلامية التي تحمل اتجاهات تشاركية وليست تصادمية مع السلطة، وإذا غيرت الجبهة خياراتها وأرادت العودة إلى العمل ضمن إطار سياسي جديد وبوجوه جديدة فربما يكون لها محل في الساحة »، على حد تعبيره.
(المصدر: « قدس برس انترناشيونال » (وكالة أنباء مستقلة – لندن) بتاريخ 24 سبتمبر 2009)
ظريف: القاعدة لا تستهدف المغرب ولكن تتخذه قاعدة خلفية لاستقطاب مقاتلين
الرباط ـ خدمة قدس برس أكد كاتب وباحث مغربي متخصص في شؤون الحركات الإسلامية أن تنظيم القاعدة يستخدم المغرب كقاعدة خلفية لاستقطاب مقاتلين في العراق وأفغانستان والصومال، وأنه ليس بلدا مستهدفا في حد ذاته. وأشار الكاتب والباحث المغربي المتخصص بشؤون الحركات الإسلامية في المغرب الدكتور محمد ظريف في تصريحات خاصة لـ »قدس برس » إلى أن الاتهامات التي توجهها السلطات الأمنية المغربية للخلايا التي يتم تفكيكها من تنظيم القاعدة هي في الغالب ذات علاقة بقضايا إقليمية ودولية ولا ترتبط بقضايا محلية داخلية، وقال: « تنظيم القاعدة منذ نشأته لم يكن يستهدف المغرب في حد ذاته ولم يضعه في أجندته، وإنما ظل ينظر إلى المغرب دوما باعتباره قاعدة خلفية يمكنه أن يوفر دعما لوجستيا له، لذلك ظلت القاعدة تستبعد المغرب من أجندتها، وحتى عندما اضطر قادة القاعدة إلى انتقاد المغرب والتهديد بضربه قبل أحداث 16 أيار (مايو) 2003 في الدار البيضاء، كان ذلك على خلفية الأنباء التي أشاعتها وسائل الإعلام الأمريكية يومها عن أن عناصر القاعدة المعتقلين في غوانتانامو يتم تعذيبهم في المعتقلات المغربية ». وأضاف إن « الحديث عن وجود تنظيمات تخطط للمس بالمغرب وبأمنه واستقراره أمر مبالغ فيه، طبعا هذا لا ينفي وجود بعض الجماعات التي تريدذلك، لكن بالنسبة للقاعدة لا تستهدف المغرب وإنما هي تريد استقطاب مغاربة لخوض حروب في مناطق أخرى، لذلك نلاحظ أنه منذ العام 2004 معظم الخلايا التي تم تفكيكها متهمة باستقطاب مغاربة لتوجيههم إلى العراق وأفغانستان والصومال، كما جاء في بيان وزارة الداخلية بالنسبة للخلية الأخيرة ». ورفض ظريف اعتبار استمرار تنظيم القاعدة في إعادة تنظيم نفسه واستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفه عنوان فشل لسياسات وقوانين مكافحة الإرهاب في المغرب، وقال: « كل الدول تتوفر على قوانين زجرية، لكن وجود هذه القوانين لا يمنع نشوء جماعات تفكر بطريقة متطرفة، لذلك فتفكيك الأجهزة الأمنية المغربية للخلية المكونة من 24 عنصرا يوم أمس الاربعاء (23/9) يأتي في سياق عام، وليس مرتبطا بشكل مباشر بالتطورات الداخلية في المغرب، ولذلك فإن هذه الخلايا لا تنشأ من انطلاقا من دوافع محلية وإنما لها ارتباطات إقليمية ودولية، ونحن نعرف أن تنظيم القاعدة يتمتع بحيوية كبيرة، وهو في حاجة إلى مقاتلين بعد أن راهن على كسب المعركة في العراق وأفغانستان »، كما قال. وأكد ظريف أن تنظيم القاعدة على الرغم من عدم وجود أي مقارنة بينه وبين القوات النظامية الدولية التي تحاربه من الناحية المادية والعسكرية، إلا أنه مع ذلك لا يزال تنظيما فاعلا ومؤثرا في الشأن الدولي بشكل عام، وقال: « لقد تأسس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالأساس من أجل تلبية حاجة القاعدة إلى مقاتلين لخوض حربها ضد القوات الأمريكية في العراق وقوات الناتو في أفغانستان، ولذلك نلاحظ تراجع القاعدة في العراق وتقدمها في أفغانستان من خلال تحالفها مع طالبان، حيث توجه ضربات موجعة لقوات الناتو في أفغانستان وباكستان، مما اضطر أمريكا لقصف مواقعهم عبر الجو، وهو ما قد تلجأ إليه أيضا في الصومال لمواجهة شباب المجاهدين. ونحن هنا عندما نتحدث عن القاعدة وعن قدرتها في إعادة تنظيم نفسها لا نقارنها بالقوات الأمريكية ولا بقوات الناتو فلا قياس مع وجود الفارق، ولكن لأن الحرب التي تخوضها وهي حرب عصابات والأسلوب الذي تستخدمه تجعل من أجهزة الأمن في العالم دائما على قلق، وتتوقع منها أي شيء »، على حد تعبيره. وكانت مصالح الأمن المغربية قد أعلنت أمس الأربعاء (23/9) أنها ألقت القبض، بعدد من مدن البلاد على 24 عضوا ينتمون لشبكة إرهابية متخصصة في تجنيد متطوعين لتنفيذ عمليات انتحارية في العراق، ومرشحين للعمليات القتالية التي يقوم بها تنظيم « القاعدة » في الصومال وأفغانستان. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أذاعته وسائل الإعلام المغربية الرسمية، أن هذه الشبكة التي قالت بأنها « تنسق مع إرهابيين في السويد وبلجيكا وفي المنطقة السورية العراقية، جندت وأرسلت حوالي 20 مرشحا لتنفيذ عمليات انتحارية بالعراق، وتقوم باستدراج حوالي 10 إسلاميين محليين لنفس الغاية » وأضاف المصدر ذاته أن المتهمين كانوا يخططون أيضا لتنفيذ أعمال إرهابية خطيرة بالمملكة ويعتزمون، لهذه الغاية، استقبال عناصر متخصصة في صنع المتفجرات بتنظيم « القاعدة » للاستفادة من خبرتهم في هذا المجال. (المصدر: « قدس برس انترناشيونال » (وكالة أنباء مستقلة – لندن) بتاريخ 24 سبتمبر 2009)
بعد أن حدد لاءاته الثلاث في وجه الفلسطينيين رئيس الوزراء الإسرائيلي يشترط على المجتمع الدولي نتنياهو: وقف نووي إيران والأصولية مقابل السلام
محمد الصواف – وكالات اشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المجتمع الدولي أن يقوم بعمل لوقف البرنامج النووي لإيران وما أسماه بالأصولية الإسلامية في مقابل أن تتحمل حكومته « مخاطر » إحلال السلام مع الجانب الفلسطيني الذي اشترط عليه بدوره الإقرار بإسرائيل كدولة يهودية خالصة. وفي ذات الوقت حدد نتنياهو لاءات ثلاث أمام المفاوض الفلسطيني قبيل الموافقة على إطلاق عملية السلام من جديد: لا لتجميد الاستيطان.. ولا للعودة لحدود ما قبل 1967.. ولا لشروط مسبقة للمفاوضات. وهو ما رد عليه الجانب الفلسطيني بلاءاته التي من بينها رفض الإقرار بيهودية إسرائيل. وقال نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس: إن « أكبر تحد عاجل يواجه هذه المنظمة اليوم هو منع الطغاة في طهران من امتلاك أسلحة نووية، محذرا مما قال إنها المخاطر الكامنة في التزاوج بين الأصولية الدينية (باعتبار أن إيران جمهورية ذات نظام إسلامي) وأسلحة الدمار الشامل ». ولم يحدد نتنياهو العمل الذي يمكن أن تقوم به إسرائيل إذا أخفق المجتمع الدولي في وقف ما يعتقد الغرب أنه مسيرة إيرانية نحو قنبلة نووية، كما لم يقدم أية تفاصيل بشأن اعتزام حكومته القيام بأية خطوات لتحقيق الهدف من القمة التي جمعته بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس، في نيويورك الثلاثاء الماضي لإحياء عملية السلام. واكتفى بالقول: « نحن نريد السلام، وأعتقد أنه بالنوايا الحسنة والعمل الشاق يمكن للسلام أن يتحقق.. لكنه يحتاج منا جميعا إلى التصدي لقوى الإرهاب التي تقودها إيران، والتي تسعى إلى تدمير السلام وتسعى إلى محو إسرائيل والإطاحة بالنظام العالمي »، على حد قوله. وأكد في هذا الصدد أن إسرائيل لن يكون بمقدورها أن « تتحمل مخاطر السلام ما لم يقم العالم بعمل لوقف مخاطر البرنامج النووي الإيراني والأصولية الإسلامية اللذين يقفان عقبة أمام السلام العالمي »، بحد قوله. 3 لاءات وفي وقت مبكر من الخميس أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي لوسائل الإعلام الإسرائيلية 3 لاءات، هي بمثابة 3 شروط لموافقته على المضي قدما في مفاوضات السلام، وكان من اللافت فيها أن إحداها هو « لا للمفاوضات بشروط » قاصدا بها الشروط الفلسطينية، خاصة وقف الاستيطان ووقف تهويد القدس. وفي حديث لصحيفة « يديعوت أحرونوت » نشرته الخميس عقب القمة الثلاثية بينه وبين أوباما وعباس في نيويورك حدد نتنياهو لاءاته الثلاث وهي: لا لتجميد الاستيطان، ولا للانسحاب إلى ما قبل حدود 5 يونيو، ولا للمفاوضات بشروط. وأكد نتنياهو في معرض رده حول إمكانية أن يقر محمود عباس بيهودية إسرائيل كإحدى نتائج التفاوض أنه أبلغ عباس أن الإسرائيليين لن يعترفوا بقيام دولة فلسطينية مستقلة إذا لم يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية، « وأن على عباس الاختيار ما بين أن يكون عرفات (الرئيس الفلسطيني الراحل الذي رفض لاءات إسرائيلية مماثلة) أو السادات (الرئيس المصري الراحل الذي توصل لأول اتفاق سلام بين العرب وإسرائيل) ». واعتبر نتنياهو أن أهم ما في القمة التي انعقدت في نيويوك هو « أن أوباما محا الشروط الفلسطينية وجعل اللقاء بلا شروط »، وكان عباس يشترط أن يعلن نتنياهو تجميد الاستيطان في الضفة الغربية قبل أي لقاء معه. لاءات فلسطينية وفي المقابل رفض رئيس السلطة الفلسطينية الإقرار بيهودية إسرائيل وجدد شروطه على نتنياهو وهي: تجميد الاستيطان، ووقف تهويد القدس واستئناف التفاوض على أساس الاتفاقات المسبقة الموقعة بين الطرفين. وقال لصحيفة « الحياة » اللندنية الخميس إن حكومة نتنياهو « مشكلة، وليست هناك أرضية مشتركة للحديث معها.. الخلاف مع إسرائيل جذري وسيستمر طويلا ». وشدد على أن مطلب إسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية « لم يرد في الاتفاقات المؤقتة الموقعة بين الطرفين في السابق، كما أن من شأنه أن يصادر نتائج المفاوضات المتعلقة بمصير اللاجئين الفلسطينيين » الذين أجبروا على الفرار من ديارهم أمام المذابح الصهيونية تمهيدا لإخلاء الأرض وإقامة إسرائيل عليها قبل حرب 1948. وأضاف متعجبا: « نتنياهو يقول الاستيطان سيستمر، وهو يقول إن القدس خارج القوس سواء فيما يتعلق بوقف الاستيطان أو في البحث في وضعها مستقبلا، ويقول أيضا إن اللاجئين خارج القوس.. إذن في ماذا نبحث أو على ماذا نتفق؟! ». وأكد أنه لن يعود لطاولة المفاوضات حول الوضع النهائي دون أجندة واضحة وطريق واضح يحدد مسار هذه المفاوضات. وخلال اجتماعات الأمم المتحدة اتفقت اللجنة الرباعية الدولية المعنية بملف السلام في الشرق الأوسط مع عباس في تشديدها على إسرائيل بضرورة تجميد جميع النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية. وقالت الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) في بيان صدر بعد اجتماع ممثليها في نيويورك الليلة الماضية: « تحث الرباعية حكومة إسرائيل على تجميد كل نشاط استيطاني وفي ذلك النمو الطبيعي، والامتناع عن الأعمال الاستفزازية في القدس الشرقية »، في إشارة إلى الأنشطة التهويدية بالمدينة المقدسة. وفي قمة الثلاثاء الماضي بين عباس وأوباما ونتنياهو بدت خطوة إطلاق المفاوضات من جديد أكثر صعوبة؛ فقد دعا أوباما إلى فرض قيود على النشاط الاستيطاني، غير أنه لهجته بدت أخف حدة من لهجته التي شهدتها الأسابيع الماضية خلال مطالبته لحكومة نتنياهو بتجميد البناء، وعكس ذلك التوجه الأمريكي لإعطاء أولوية لاستئناف المفاوضات بلا شروط مسبقة، لكن العقبة المستعصية ظلت هي: ما الذي سيطرح بالتحديد على طاولة التفاوض؟ وتقول حكومة نتنياهو إن المحادثات يجب أن تدور حول تعزيز الأمن والرخاء في الضفة الغربية، لكنها لا ترى فائدة من استئناف المحادثات حول « القضايا المحورية » ومنها القدس واللاجئين. وفي المقابل يصر الجانب الفلسطيني على مناقشة هذه القضايا المحورية باعتبارها لب القضية الفلسطينية وأساس قيام الدولة المستقلة المنتظرة.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 25 سبتمبر 2009)
عبد الباري عطوان في اليومين الماضيين تلقى ‘عرب الاعتدال’ صفعتين قويتين من حلفائهما الغربيين، وامريكا على وجه الخصوص. الأولى تتمثل في تراجع الرئيس الامريكي عن مطالبه السابقة بوقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات، والثانية بإسقاط السيد فاروق حسني وزير الثقافة المصري في معركة انتخابات رئاسة منظمة اليونسكو. الحكومات العاقلة التي تحترم شعوبها تسارع الى دراسة الاسباب التي أدت الى هاتين الانتكاستين، والعقوق الغربي الذي يكمن خلفهما، واستخلاص الدروس والعبر، وبلورة استراتيجية جديدة تستند الى تصحيح اخطاء وقناعات المرحلة الماضية، وتبني اساليب عمل جديدة، لا تقوم على أرضية الرغبة في الانتقام، وانما على كيفية خدمة المصالح الوطنية والعربية العليا، بطريقة ذكية وفاعلة في الوقت نفسه. التجارب السابقة مع النظام العربي، بمعسكريه ‘المعتدل’ و’الممانع’ وفق التسميات المستخدمة حاليا (نعتقد ان الفوارق تذوب لمصلحة المعسكر الأول)، ليست مشجعة على الاطلاق، وتثبت ان فرص تغيير الاستراتيجيات محدودة، ان لم تكن معدومة كلياً. ليس لدينا أي ثقة في ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اجبره الرئيس الامريكي باراك اوباما على مصافحة كل من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي وافيغدور ليبرمان وزير خارجيته، ودعاه الى جولات جديدة من المفاوضات، دون اي ذكر لتجميد الاستيطان، سيعود الى رام الله، ويبدأ بالتخطيط لانتفاضة جديدة، على غرار ما فعله سلفه الراحل ياسر عرفات بعد عودته من مفاوضات كامب ديفيد، مدركاً ان السلام الذي تريده امريكا يعني التنازل عن القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين. ولا نتوقع من الرئيس حسني مبارك ان يغير مواقفه وعلاقاته الحميمة مع نتنياهو، بعد أن وعده شخصياً بدعم السيد فاروق حسني في انتخابات اليونسكو ووقف الحملات اليهودية المسعورة ضده، لنكتشف بعد ذلك ان مسؤولين كباراً في الحكومة الاسرائيلية لم يتوقفوا مطلقاً عن التحريض ضد انتخاب المرشح المصري، والمطالبة بإسقاطه بكل الطرق والوسائل، وبشكل مهين، وإلصاق تهمة معاداة السامية به. فالرئيسان الفلسطيني والمصري احرص على مقعديهما الرئاسيين من الاقدام على اي خطوة يمكن أن تغضب سيد البيت الأبيض وحلفاءه الأوروبيين، فالأول سيرسل وفده المفاوض الى واشنطن للقاء نظيره الامريكي، تلبية للدعوة الامريكية، وكأنه لم يعلم بتراجع اوباما وادارته، والرئيس الثاني، أي مبارك، سيواصل استقبال نتنياهو وباراك، مثلما سيعزز علاقته الحميمية مع الثلاثي الاوروبي الذي طعنه في الظهر وصوّت لصالح المرشحة البلغارية، اي كل من ساركوزي (الفرنسي وبرلسكوني (الايطالي) وثاباتيرو (الاسباني) الذي صوت في المعركة الاخيرة والحاسمة ضد المرشح المصري ولمصلحة المرشحة البلغارية. ‘ ‘ ‘ مبادئ الكرامة الوطنية تتراجع الى مراتب متدنية جدا عندما يتعلق الأمر بالقادة الاسرائيليين والغربيين لدى الرجـــلين، والا كيـــف نفسر لقــاء الرئيس عباس ومصافحته لنتنياهو وليبرمان، ناهيك عن باراك، ورفضه المطلق لقاء او مصافحة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية ‘حماس’، وهو الذي زار العاصمة السورية دمشق مرتين، والتقى في الاولى جميع الأمناء العامين لحركات المقاومة باستثناء السيد مشعل. نذهب الى ما هو ابعد من ذلك، ونسأل بكل براءة عن اسباب عدم استقبال الرئيس حسني مبارك لنظيره السوري او مصافحته او زيارته، اي مبارك، لدمشق، وهو الذي استقبل نتنياهو مرتين في غضون اربعة اشهر، الاولى في شرم الشيخ، والثانية قبل عشرة ايام في القاهرة، ودعاه الى افطار رمضاني، وكأن رئيس الوزراء الاسرائيلي من المبشرين بالجنة. نتمنى ان ينتفض الرئيس مبارك انتصارا لكرامته وكرامة بلاده التي اهينت بطريقة مزرية في معركة اليونسكو، خاصـــة ان الرجـــل القـــى بكل ثقله خلف السيد حسني، وتصرّف وكأنه مدير حملته الانتخابية، من خلال جعل مسألة ترشيحه على قمة جدول مباحثاته مع نتنياهو في زيارتيه الاولى والثانية، ومع الرئيس الفرنسي اثناء زيارته الاخيرة لباريس، حيث قالت صحف فرنسية ان الغرض الاساسي منها السعي لتأييد فرنسا للمرشح المصري. لا نريد من الرئيس مبارك ان يحرك الجيوش باتجاه اسرائيل، ولا ان يقاطع الولايات المتحدة الامريكية، او يدير ظهره للدول الاوروبية التي خذلته ومرشحه، وفضلت عليه مواطنة اوروبية اعلنت صراحة حنينها للشيوعية، وخرجت بلدها من حلف وارسو قبل سنوات معدودة فقط. ‘ ‘ ‘ نريد من الرئيس مبارك ان يطلب من حليفه الرئيس عباس عدم العودة الى مائدة المفاوضات مع اسرائيل دون وقف كامل للاستيطان وتحديد واضح لمرجعية المفاوضات، وان يفك الحصار المفروض على ابناء قطاع غزة، ويقود مبادرة لمصالحة عربية تعيد ترتيب البيت العربي، والاعتبار لمبادرة السلام العربية. واذا كان هذا طلبا مستحيلا، لكراهية الرئيس مبارك لاي نوع من المواجهات او الصدامات، الا في حالة المعارضة وحركة الاخوان بالذات وجوعى قطاع غزة، والاشقاء في حلايب السودانية، فإننا نقترح عليه ان يأمر قوات أمنه المرابطة في سيناء بعدم اطلاق النار بهدف القتل على المهاجرين الافارقة المتسللين الى اسرائيل، وأن يتوقف عن لعب دور الحارس لحدودها، ويترك أمرهم للاسرائيليين على الجانب الآخر. ادارة اوباما التي خذلت العرب، وتراجعت بشكل مخجل امام نتنياهو عن تجميد الاستيطان، لا يمكن ان تحتضن مفاوضات مثمرة تتناول قضايا الوضع النهائي مثل القدس واللاجئين والحدود والدولة الفلسطينية المستقلة. فأوباما ادرك جيدا، وبكل بساطة، ان الصدام مع نتنياهو مكلف جدا له ولادارته، لما يمكن ان يترتب عليه من تبعات داخلية، اما إغضاب العرب وحكوماتهم فلا ضرر منه، بل ربما يعطي نتائج ايجابية، لسبب بسيط هو ان هؤلاء، اي القادة العرب، قرروا ان يكونوا ادوات تخدم المشاريع الامريكية في منطقتهم دون اي نقاش. نتنياهو لم يكسر ارادة اوباما وادارته فقط، وانما اثبت انه الاقوى في امريكا من الرئيس الامريكي المنتخب نفسه، وستكون الخطوة الثانية له كسر الامم المتحدة، واجبارها على سحب تقريرها الذي ادان جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، وطالب بعرض هذه الجرائم والمتورطين فيها على المحكمة الدولية في لاهاي. مصيبتنا كعرب تنحصر في رئيس قزّم دور مصر، وشل بالتالي المنطقة العربية، ورئيس فلسطيني باتت علاقته بفلسطين وقضيتها وشهدائها واسراها وشعبها علاقة مبهمة واكثر من شكلية. ولهذا ستتواصل الصفعات لهذه الامة الواحدة تلو الاخرى. وهذا لا يعني اننا نسينا مصائبنا الاخرى المتمثلة في زعماء عرب آخرين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 سبتمبر 2009)