الجمعة، 25 ديسمبر 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N° 3503 du 25 .12 . 2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف

ولضحايا قانون الإرهاب


كلمة:هيومن رايتس ووتش تنتقد وعود الرئيس التونسي الزائفة باحترام حقوق الإنسان

العرب:علماء ومفكرون مسلمون يدعون تونس لإنهاء محنة الدكتور صادق شورو

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:علي الرواحي يعلق ، إضرابه عن الطعام..

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين:إعتقال عزوز بن صالح بن المنصف بودربالة بالشقارنية وعائلته تجهل مصيره

كلمة:احتجاجا على الأحكام الصادرة بحقهم الطلبة النقابيون في إضراب عن الطعام

الطريق الجديد :قاضية تتعرض الى ابتزاز مالي

كلمة:المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان توقف إجراءات ترحيل سجين تونسي بفرنسا

الهيئة الوطنية للمحامين الفــرع الجهوي للمحامين تونس:بيــــــــــــــان

 الصّباح 4 شهادات تكشف الفساد المالي لسهام بن سدرين

مؤرخ تونسي لـ «الشروق»: جريمة اغتيال حشــاد لا تسقط بالتقـــادم

الطريق الجديد:وزير أول جديد؟

علي رمضان لـ(الصباح)ديمقراطية الاتحاد« أقصت المرأة من الهياكل

عبد الجليل السعيدي:أسئلة إلى كلً لاجئ ،مهجًر أو مغترب يرغب في العودة

فتحي بالحاج: رد هادئ على مقال متوتر: عبد السلام بوعائشة بين المزايدة والارتباك

مراد علي:كفاكم متاجرة بدم الحسين 

عبدالحميد العدّاسي:منع القتل

هند الهاروني:شريان الحياة

كلمة:إضراب بشركة « الفولاذ » ببنزرت يوم 5 جانفي

كلمة:عروش المقادمية يطالبون بإعادة النظر في تكوين مجلس التصرف في الأراضي الاشتراكية

الطريق الجديد: »منتدى الفكر المعاصر » يُناقش علاقة الدولة بالمجتمع المدني

توفيق المديني :الأزمة التونسية ومقاومة المجتمع المدني

أحمد المنّاعي:في الذكرى الثالثة لوفاة الدكتور محمد فرحات

طارق الكحلاوي:الحق و القوة و استبطان خطاب الخضوع

محمد العروسي الهاني: شكرا على العناية عندما يرفع الوزير السماعة و يهنئ المواطن بعيد الأضحى

د. أحمد الخميسي:زكي مراد حياة الأسطورة 

مصادر لـ «العرب»: 8 شخصيات فلسطينية ترفضها إسرائيل

«الشروق» :الـ «سي أي ايه»: زوال إسرائيل بعد 20 عاما حتمي

«سي. آي. أي» تكتشف خطأ اتهامها «الجزيرة»


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي2009
فيفري2009    
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    
أكتوبر 2009


هيومن رايتس ووتش تنتقد وعود الرئيس التونسي الزائفة باحترام حقوق الإنسان


حرر من قبل لطفي حيدوري في الخميس, 24. ديسمبر 2009 قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش إنّ الرئيس التونسي بصدد تنفيذ حملة انتقامية لمعاقبة مجموعة من الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان الذين تجرأوا على انتقاد سجله خلال الانتخابات ». وأضافت في بلاغ صحفي يوم الأربعاء 23 ديسمبر الجاري إنّ الرئيس التونسي تعهّد خلال حملته الانتخابية بأن تحترم إدارته حقوق الإنسان، ولكن يبدو أنها وعود زائفة، حسب عبارتها. وأشار البلاغ إلى أنّه منذ إعادة انتخاب ابن علي للمرة الخامسة على التوالي في 25 أكتوبر2009، كثفت السلطات حملتها ضد الصحفيين الذين ينتقدون الحكومة.  وعشية الانتخابات، حينما أسفرت النتائج الرسمية عن حصول ابن علي على 89.62 في المائة من أصوات الناخبين، تعهّد بمقاضاة جميع أولئك الذين وصفهم بأنّهم شوهوا صورة تونس أو ذكروا دون دليل أنّ الانتخابات كانت مزورة.  وطالبت المنظمة السلطات التونسية بإلغاء إدانة الصحفيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف بعد محاكمات جائرة وإطلاق سراحهم فورا.  وأضافت، » يتعين على الحكومة أيضا التحقيق في محاولة الاعتداء على صحفي آخر، هو سليم بوخذير، ووقف المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون ». (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 24 ديسمبر 2009)  


علماء ومفكرون مسلمون يدعون تونس لإنهاء محنة الدكتور صادق شورو


 تونس – محمد الحمروني  رحب القيادي الإسلامي البارز الدكتور زياد الدولاتلي بالنداء الذي وجهه أمس الأول مجموعة من أبرز علماء الأمة الإسلامية إلى السلطات التونسية لإطلاق سراح الشيخ الدكتور صادق شورو, الرئيس السابق لحركة النهضة الإسلامية المحظورة, والمسجون منذ ما يقرب من 20 سنة بتهمة الانتماء للحركة. ودعا الدولاتلي في تصريحات خاصة لـ « العرب » إلى مزيد من تفعيل الحملة التي انطلقت مؤخرا, من أجل إطلاق الدكتور شورو من المعتقل, ووضع حد لمعاناته، معتبرا أن استمرار سجن شورو رغم مرضه وكبر سنه غير مبرر قانونيا ولا أخلاقيا. وجاءت تعليقات الدولاتلي إثر البيان الذي أصدره مجموعة من كبار العلماء والمفكرين وقادة الرأي في العالم الإسلامي دعوا فيه « السلطة التونسية لوقف المحنة التي يتعرض لها الدكتور صادق شورو بإطلاق سراحه، والعمل على بعث روح الوئام والمصالحة الوطنية الشاملة بما يخدم مصلحة تونس والأمة ». وقال العلماء في بيانهم: « تتواصل محنة الشيخ الدكتور صادق شورو (62 سنة) الأستاذ في كلية الطب سابقا, والرئيس السابق لحركة النهضة، لأكثر من 18 سنة، قضى منها 14 سنة في سجن انفرادي، أطلق سراحه السنة الماضية لمدة 27 يوما فقط، ثم اعتقل من جديد بتهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها هي حركة « النهضة » وتصريحه لوسائل الإعلام باعتزازه بالانتماء إليها وتمسكه بحقه في التعبير، وصدر في حقه حكم بالسجن لمدة سنة، وأبلغ من طرف إدارة السجن بالتراجع عن قرار سراحه الشرطي، بما يعني وجوب قضائه عامين آخرين وراء القضبان ». وأضاف البيان: « لقد تعرض الشيخ الدكتور صادق شورو لصنوف بالغة من التعذيب والتنكيل والتضييق, أورثته عدة أمراض, تفاقمت في غياب الرعاية الصحية اللازمة والتغذية المناسبة لوضعه الصحي المتدهور, ومع ذلك فإن للشيخ مساهمات معتبرة في التفسير العلمي للقرآن الكريم ». ووقّع على العريضة عدد كبير من أجلّ علماء الأمة, يتقدمهم الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, والدكتور محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين, والشيخ فيصل مولوي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, والدكتور محمود الهواري عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, والشيخ راشد الغنوشي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. كما وقع على البيان أيضا كل من الدكتور كمال الهلباوي مستشار معهد دراسات الحضارات العالمية, والدكتورة هبة رؤوف عزت المفكرة الإسلامية المعروفة, والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين, والشيخ عباسي مدني رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ, والشيخ أبوجرة السلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية, وعدد آخر من قادة الحركات السياسية ورموز المجتمع المدني العربية. وجاء إعلان العلماء هذا تتويجا لحملة إعلامية أطلقتها منذ شهر تقريبا « الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس » طالبت خلالها بإخلاء سبيل شورو ووقف معاناته. وشملت الحملة إضافة إلى كتابة المقالات التي تعرف بالشيخ شورو, وبالمظلمة التي تعرض لها، وبالإضافة إلى منابر الحوار العديدة التي فتحت على شبكة الإنترنت للتعريف به، توقيع عدد كبير من الرموز السياسية والحقوقية التونسية والعربية, على عريضة تطالب بإطلاق سراح شورو. ووقعت على العريضة كل مكونات الطيف السياسي والحقوقي التونسي, علاوة على عدد كبير من الصحافيين والمحامين والناشطين من مختلف المجالات من داخل تونس وخارجها. وأكد الموقِّعون على هذه العريضة أنهم « يعتبرون سياسة الانتقام والتشفي مخالفة للقوانين المنظمة للسجون التونسية والاتفاقات الدولية التي صادقت عليها تونس وللقواعد الدنيا لمعاملة السجناء الصادرة عن الأمم المتحدة، لذلك فإنهم يدعون السلطة لوضع حد للمأساة الإنسانية التي يتعرض لها الدكتور صادق شورو لما يقارب العقدين، وإطلاق سراحه دون قيد أو شرط ». (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 25 ديسمبر 2009 )


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 25 ديسمبر 2009

علي الرواحي يعلق ، إضرابه عن الطعام..

 


بعد ستة عشر يوماً من  بداية إضرابه عن الطعام للمطالبة بجواز سفره  إستجاب السجين السياسي السابق علي الرواحي لمناشدة وفد حقوقي دعاه لوقف الإضراب حفاظا على سلامته الجسدية  و قد تكون الوفد الذي زاره اليوم الجمعة 25 ديسمبر2009 من الأستاذ أنور القوصري نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والسيد فوزي الصدقاوي عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين والسيد خالد بوجمعة عن منظمة حرية وإنصاف، حيث دعوه إلى وقف إضرابه عن الطعام ، معبرين عن إلتزام منظماتهم بمتابعة قضية جواز سفره ،و بأن تقوم  كل من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بمراسلة وزارة الداخلية للمطالبة بحق علي الرواحي في جواز سفره ، وهو حق لا يمكن حجبه إلا بقرار قضائي. كما ستتعهد كلا المنظمتين بتكليف المحامين من أعضائهما  برفع قضية لدى المحكمة الإدارية للمطالبة بحقه في جواز السفر. وقد أعرب السيد علي الرواحي عن شكره للجمعيات والشخصيات التي ساندته خلال إضرابه، وموافقته على تعليق الإضراب آملاً أن يتحقق مطلبه في الحصول على جواز سفر في أقرب وقت ممكن، عن الجمعية الهيئـــة المديــرة  


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس، في 08 محرم 1431 الموافق لـ 25 ديسمبر 2009

أخبار الحريات في تونس


1)دخول المعتقلين من طلبة كلية منوبة في إضراب عن الطعام: دخل منذ يوم الخميس 24 ديسمبر 2009 الطلبة المعتقلون من كلية منوبة في إضراب عن الطعام للاحتجاج عن المعاملة السيئة التي تعرضوا لها أثناء اعتقالهم والتحقيق معهم وللتنديد بالمحاكمة غير العادلة التي تعرضوا لها والأحكام الجائرة التي صدرت عنها. 2)مراقبة لصيقة للناشطين الحقوقيين السيدين حمزة حمزة وعمر القرايدي: خضع كامل نهار اليوم الجمعة 25 ديسمبر 2009 الناشط الحقوقي المهندس حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف للمراقبة اللصيقة من قبل أعوان البوليس السياسي منذ الصباح الباكر وحين التحاقه بعمله، وعند عودته إلى منزله مساء اليوم. كما تعرض الناشط الحقوقي السيد عمر القرايدي عضو المكتب التنفيذي لنفس المراقبة اللصيقة من قبل ثلاثة أعوان بعد خروجه من مقر عمله. 3)حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 


إعتقال عزوز بن صالح بن المنصف بودربالة بالشقارنية وعائلته تجهل مصيره


السبيل أونلاين – تونس – خاص   وقع إعتقال الشاب عزوز بن صالح بن المنصف بودربالة أصيل عمادة الشقارنية التابعة لمنطقة النفيضة بولاية سوسة ، في حدود منتصف النهار من يوم الإربعاء 23 ديسمبر ، وذلك من طرف أربعة أعوان بوليس بلباس مدني قالوا أنهم قادمون من سوسة ، وكانوا يستقلون سيارة بيضاء اللون .   والشاب عزوز بودربالة مولود في 28 فيفري 1987 ، تلميذ في مركز تدريب في إختصاص الصيانة العامة في المكنين .   ودخل الأعوان الأربعة للبيت وقاموا بتفتيشه ، من دون الإستظهار بإذن من وكيل الجمهورية ثم إعتقلوا الشاب ، ولاحقا تمكنت أسرته من الإتصال به من خلال هاتفه المحمول الذي كان في الخدمة ، وأبلغها بأنه موجود بمركز إيقاف بالمنستير ، ثم نقل إلى مكان إيقاف بالمكنين حسبما علمت عائلته عبر الهاتف أيضا ، وبعد ذلك أغلق الهاتف ولا تعرف عائلته عنه أي شيء إلى حدّ الساعة ، وهي تعتزم التنقل إلى سوسة لتقديم شكوي لوكيل الجمهورية وإعلامه بإعتقال إبنهم .   يذكر أنه وقع إعتقال الشاب عزوز بودربالة في الصائفة الماضية صحبة مجموعة من أصيلي ولاية المهدية وصدر بحقه حكما يوم 17 أوت 2009 بعدم سماع الدعوي وكانت التهمة الموجهة إليه « عقد إجتماع » ، وقد نابت عنه الأستاذة إيمان الطريقي .   وقد أصاب والده توعك بسبب إعتقال إبنه ، مما إستوجب نقله للمستشفى أين مكث تحت العناية بعض الأيام ، وهو ما يزال يعاني من أثر تلك الصدمة إلى حدّ الآن .   بالتعاون مع الناشط الحقوقي – سيد المبروك – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 25 ديسمبر 2009)  


احتجاجا على الأحكام الصادرة بحقهم الطلبة النقابيون في إضراب عن الطعام


حرر من قبل التحرير في الخميس, 24. ديسمبر 2009 أفادت مصادر طلاّبية أنّ جميع الطلبة المساجين والذين تم الحكم عليهم بأحكام تتراوح بين العام والثلاث سنوات يوم الاثنين 21 ديسمبر الجاري، قد دخلوا بداية من ذلك التاريخ في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على الأحكام الجائرة التي صدرت في حقهم وعدم تمكينهم من محاكمة عادلة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 24 ديسمبر 2009)  


قاضية تتعرض الى ابتزاز مالي

      


للشهر الثاني على التوالي، تتعرض القاضية ليلى بحرية ،عضوة الهيئة الإدارية الشرعية لجمعية القضاة التونسيين،إلى استنزاف في قوتها ، بخصم 365 دينارا من مرتب شهر ديسمبر2009 و ذلك عقب خصم 408 دينارا من مرتب شهر نوفمبر و بهذا تجاوزت المبالغ المحجوزة من مرتباتها خلال هذه السنة 2009 المليونين و نصف المليون. هكذا،بلغ مسلسل الخصم من المرتبات درجة قصوى من الإنهاك المالي دون مبرر أو سند قانوني و دون إعلام رسمي إلى حد السّاعة في مجافاة تامة لأبسط حقوق الموظّف الأساسية فما البال و الشأن يتعلّق بعلية القوم. فقد فنّدت القاضية في تقرير، سلّمته إلى الإدارة،ادعاءات رئيس محكمة القصرين و وكيل الجمهورية بها حول ما نسباه إليها من تغيّب خلال 14 يوما يعود بعضها إلى شهر افريل 2009،و  وطالبت فيه بفتح تحقيق إداري خاصة وان احد المدّعين تكرّرت غياباته أيام السبت من كل أسبوع، موضوع الادعاء فكيف له أن يشهد بغياب غيره! وفي إخلال بما تقتضيه التراتيب، لم يتمّ التّحرير على أقوالها،رغم حضورها في الموعد الذي حدّد سلفا لدى التفقدية العامة بوزارة العدل نظرا لغياب المكلف بالقيام بذلك. كيف لم تسلّم الإدارة نسخة من قرار الخصم إلى القاضية المعنية و تلتزم الشّفافية و الاحترام المطلوبين في معاملاتها،لا أن تسعى إلى قطع طريق الطّعن في هذا الإجراء لدى المحكمة الإدارية. إن امتهان القاضية يتجاوز شخصها ليمسّ من هيبة القضاء. طيلة خمس سنوات،فقدت تراتيب عمل القضاة،على ضبابيتها، كلّ مصداقيّة. فهي لا  تطبّق إلا بصفة انتقائية وعلى خلفية الموقف من الأزمة التي تنخر جمعية القضاة  التونسيين.إن حياد الإدارة المفترض، وخاصة وهي المحسوبة على العدل وحقوق الإنسان،يقتضي  ومنذ مدة، تطارح مسألة جدول الأوقات وفق طبيعة العمل وظروفه في كنف الشفافية وبمشاركة حقيقيّة للقضاة، بدل التشدّد تجاه نفس المجموعة ومحاباة تجاه الآخرين. كما يجدر التّذكير أن اغلب أعضاء القيادة الشرعيّة للجمعيّة المنقلب عليها و مناصريهم ما زالوا يتعرّضون للإبعاد و الإقصاء من الترقيّات و التّهميش و المضايقات و حتّى إلى الانتهاكات التي تطفو بين الحين و الآخر.  و يبقى أسلوب العقاب الإداري وانتهاج سياسة المكيالين وما تفضحه من حيف،عنوانا لازمة و تمديدا لحالة الاحتقان الطويلة التي لم تفلح في طمس القضايا الخلافية المطروحة والمزمنة حول استقلالية الجمعيّة و عدم نقلة القاضي دون رضاه و اعتماد انتخابات حقيقيّة لنوّابهم داخل المجلس الأعلى للقضاء و التنصيص صلب قانونهم الأساسي على وضعهم كسلطة مستقلّة و على حقّ القضاة في التّنظّم و التّعبير.   (الطريق الجديد عدد 160 بتاريخ 26 ديسمبر2009 )  


المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان توقف إجراءات ترحيل سجين تونسي بفرنسا

 


حرر من قبل التحرير في الخميس, 24. ديسمبر 2009 اتخذت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارا وقتيّا بوقف إجراءات طرد السجين التونسي بفرنسا ياسين الفرشيشي لحين النظر في أصل القضيّة من قبل نفس المحكمة، وذلك خوفا من تعرّضه للتعذيب في حالة تسليمه إلى تونس. وكان ياسين الفرشيشي المسجون حاليا بفرنسا قد أوقف في جويلية 2005 بباريس ثمّ حوكم من قبل محكمة فرنسية في أكتوبر 2008 قضت بسجنه ستة أعوام وستة أشهر مع حرمان نهائيّ من الإقامة بالأراضي الفرنسية وذلك على خلفية اتهامه بالانتماء إلى مجموعة مرتبطة بأنشطة إرهابية.  وفي نفس الوقت حوكم في تونس في مناسبتين 2006 و2008 على خلفية قانون الإرهاب بما جملته 32 سنة سجنا و15 سنة مراقبة إدارية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 24 ديسمبر 2009)
 


الهيئة الوطنية للمحامين الفــرع الجهوي للمحامين تونس الحمد لله وحده ، تونس في 25 /12/2009 بيــــــــــــــان إمعان السلطات المصرية في محاصرة الشعب الفلسطيني بغزة

مرت سنة كاملة على العدوان الاسرائيلي الاجرامي على الشعب الفلسطيني الأعزل بغزة، والذي استعملت فيه جميع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا مثل قنابل الفسفور الأبيض متسببة في  مئات القتلى والجرحة والمشوهين. وقد وقفت جل الأنظمة العربية وخاصة منها النظام المصري موقف الشامت من العدوان المذكور بل  والمتواطىء وذلك عبر إحكام الحصار على مدينة غزة، وحرمان الشعب الفلسطيني من  أساسيات العيش والعلاج. وإمعانا من النظام المصري في نهج الحصار والتنكيل بالشعب الفلسطيني ها هو يعمد الى إقامة جدار فولاذي بتعلة حماية التراب المصري من عمليات التهريب، ضاربا بذلك قيم التضامن الانساني والعربي ومنخرطا في العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني إرضاءا للدوائر الغربية  والصهيونية. وبهاته المناسبة يؤكد مجلس الفرع دعمه لكل الجهود التي ترمي إلى رفع الحصار ورد العدوان عن قطاع غزة بما فيها حملات التضامن الدولية مع شعب غزة. ويجدّد التعبير على وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني ويدعوه إلى المصالحة الوطنية القائمة على أساس حفظ حق الشعب الفلسطيني الكامل في تقرير مصيره على أرض فلسطين.   عاش الشعب الفلسطيني المجد والخلود لشهدائنا الأبرار                                                                            رئيس الفرع    عبد الرزاق كيلاني     قصر العدالة شارع باب بنات تونس الهاتف: 71.560.979/71.573.360 الفاكس: 71.571.976/71.564.705  


فضحت تمعشها من حقوق الانسان تونس – الصّباح 4 شهادات تكشف الفساد المالي لسهام بن سدرين

 


أربع شهادات حية لثلاثة صحافيين وزميلة لهم كانوا يعملون بإذاعة ومجلة »كلمة« للناشطة الحقوقية سهام بن سدرين.   شهادات اختاروا لها عنوان »الوجه الآخر للنشاط الحقوقي للسيدة سهام بن سدرين، سوء التصرف والفساد المالي في المجلس الوطني للحريات والمرصد الوطني لحرية النشر والإبداع وراديو ومجلة »كلمة« على الأنترنات.«     كان ذلك في الندوة الصحفية التي انتظمت صباح أمس بمقر النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين وسط حضور مكثف للاعلاميين ولأعضاء المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية.   سوء معاملة… ووثائق   وتضمنت الشهادات وثائق مكتوبة عن سوء المعاملة التي لحقت بالصحافيين الأربعة إضافة إلى تقرير مالي كشف فيه الصحافيون التجاوزات المالية والفساد المالي للحقوقية سهام بن سدرين.   وفي مقدمة تقريرهم قالوا »نحن مجموعة من الصحافيين خضنا تجربة العمل الاعلامي تحت قيادة سهام بن سدرين وإثر هذه التجربة المتفاوتة في المدة والمختلفة في المواقع أعددنا تقريرا حول ممارسات السيدة سهام بن سدرين التي تقدم نفسها للعالم عموما وللدول والمجتمعات الغربية بالخصوص على أنها مدافعة شرسة عن حقوق الإنسان ومضطهدة وضحية قمع ومحاصرة«.   وحول طبيعة التقرير يقول الصحافيون »لقد حاولنا توثيق التقرير بكل مصداقية لما تعرض له أفراد الفريق من معاملة مقرفة لا تمت بصلة للنضال الحقوقي… ونحن نسعى من خلال هذا التقرير إلى إيقاف عملية الاستغلال المنظم من قبل سهام بن سدرين لأنبل القيم الإنسانية في سبيل منافع شخصية فقد تعاملت معنا السيدة بن سدرين بطرق وأساليب تنم عن عقلية تجارية لا تمت لأخلاق النضال الحقوقي بأدنى صلة«.   شهادات حول التجاوزات   جاءت الشهادة الأولى على لسان الزميلة خولة الفرشيشي التي قالت »كان مناخ العمل يغلب عليه الاستبداد والتشنج حيث كانت بن سدرين وزوجها يفرضان علينا خطا تحريريا متشنجا يتماشى مع رأي السيدة وزوجها فحسب.«   وقد رفضت لنا عديد الأعمال لأنها خالفت »المنهج العام« دون أن يفسح لنا مجال للديمقراطية وتداول الآراء.   كما حرضتنا الإدارة على الخوض في مواضيع تدخل تحت طائلة الثلب والشتم وهي مواضيع مفتعلة وكيدية ضد أشخاص مقربين من السلطة وذلك لتصفية حسابات معهم وكان جزاء الصحفي الذي يرفض الانخراط في هذه الحملات السخرية و»معايرته« بأنه »خَوَّافْ«.   حقائق يطول شرحها   الشهادات الثانية قدمها الشاب الصحفي محمد ظافر عطي فقال: »عملت مع السيدة بن سدرين طيلة ثلاث سنوات على انجاز مشاريع أشرطة وثائقية حول قضايا عدة ولعلكم تتساءلون أين هذه الأشرطة.. الإجابة أن السيدة سهام بن سدرين كانت طوال هذه السنوات تبحث عن تمويلات بعنوان المشاريع من أجل جمع أكبر ما يمكن من المال لتنتجها فيما بعد وكان لها ذلك ثم تعاود الانتاج مرة أخرى ولا علم لي إلى حدّ اللحظة ماذا كان مصير أعمالي.   ربما أشعلت السيدة بن سدرين اندفاعي وطموحي الشبابي لتوهمني بمصداقيتها إلى أن اكتشفت منذ أشهر حقيقة ما تخفيه لقد اكتشفت حقائق لا بد من تقديمها كشهادة على ما يمارسه جزء من الساحة الحقوقية من تزييف للواقع وتهويل للأحداث ولهث وراء مصالح فردية ومتاجرة بأوجاع جزء من أبناء الشعب التونسي.«   استقالة من صحيفة الموقف والحزب الديمقراطي التقدّمي   بعد إدلائه بشهادته وإقراره بتعرضه للضغوط المادية والمعنوية من قبل حزبه أقدم الدكتور سامي نصر على تقديم استقالته من الحزب الديمقراطي التقدمي ومن صحيفة الموقف التي كان يعمل فيها كمحرر.   وقد جاءت شهادة الدكتور نصر لتؤكد ما كان قدمه زميلاه من سوء معاملة واضطهاد نفسي ومادي من قبل السيدة بن سدرين والتي قال إنها لم تتوان في إهانته والتحقير من شأنه أمام زملائه دون مراعاة لرتبته العلمية مستغلة في ذلك حالة البطالة التي عليها الشبان.   الفساد المالي   حسب الوثيقة الخاصة التي تحصلت »الصّباح« على نسخة منها فإنه من الصعب جدا تحديد قيمة التمويلات التي تحصلت عليها السيدة سهام بن سدرين فقد ذكر الصحفي صحبي صمارة أن الأنشطة التي تدعي السيدة بن سدرين القيام بها أو المشاريع التي تقترحها على المنظمات الأجنبية من الصعب حصرها وذلك نظرا لعدم وجود أية محاسبة مالية دقيقة لها أو للمنظمات التي تشرف عليها هذا إضافة إلى تعمدها مطالبة عديد المنظمات الأجنبية في نفس الوقت بتمويل الأنشطة والمشاريع ذاتها.   ويتحدث التقرير عن انتداب باحث قار بالمجلس الوطني للحريات والذي أقر منحه مرتبا شهريا قدره 450 دينارا تونسيا في المقابل تتقاضى هي تمويلا عن مرتبه بضعف الأجر الحقيقي الممنوح له أربع مرات.   بلغت مصاريف بعنوان اتصالات الأنترنات والفاكس خلال فترة لا تصل عن السنة (550 دولارا + 1500 دولار + 2200 دولار = 4100 دولار) بينما لا تتجاوز مصاريف الأنترنات بصفة دائمة في تونس 240 دينارا في السنة، أما الفاكس فمعلومه رمزي لا يفوق دينارا واحدا عن 10 صفحات.   الأمر نفسه بالنسبة لإيجار مقر المجلس إذ بلغ أجر المحل 3800 دولار في أقل من سنة بينما معين الكراء الحقيقي للمحل لا يتجاوز 80 دينارا تونسيا كل شهر.   ومنحت السيدة سهام بن سدرين من قبل منظمة (FDHM الأمريكية) مبلغ 30 ألف دولار بتاريخ 11 ديسمبر 2006 لتمويل نشاط المجلس ولكن لم يسجل أي نشاط.   وفي الختام طالب المتدخلون بضرورة فتح ملف التمويل المشبوه الذي تعرفه بعض المنظمات الحقوقية مع ضرورة محاسبة كل مخالف لأنه لا أحد فوق القانون.   كما تمت الدعوة إلى تشكيل لجنة خاصة من المنظمات الحقوقية الدولية وسائر الجهات المانحة لتقصي حقيقة الأوضاع المالية.   خليل الحناشي (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 25 ديسمبر 2009 )

مؤرخ تونسي لـ «الشروق»: جريمة اغتيال حشــاد لا تسقط بالتقـــادم


تونس-الشروق: تفاعلا مع ما بثته الجزيرة الوثائقية من برنامج عن اغتيال الزعيم فرحات حشاد وما صحب ذلك من جدل على الساحة التونسية وما نشر بشأن استعداد الاتحاد العام التونسي للشغل لمقاضاة قتلة حشاد، اتّصلت «الشروق» بالدكتور خالد عبيد المختص في تاريخ الحركة الوطنية الّذي قدّم رؤية لما يتمّ تداوله حاليّا وتفضّل بمدّنا بنص لمقال سبق له أن أعدّه منذ فترة حول مسيرة نادرة لرجل نادر أقلق المستعمرين وكان استشهاده شرارة هامة لانطلاق حركة كفاحية واسعة لطرد الاستعمار وتحقيق الاستقلال الوطني وسيادة البلاد. عرض وتنسيق: خالد الحداد دكتور كيف تقرؤون أصداء هذه الاعترافات الجديدة والعزم على مقاضاة الجناة في اغتيال الزعيم الراحل فرحات حشاد؟ ـ تفاعلا مع ما بثته الجزيرة الوثائقية من برنامج عن اغتيال الزعيم فرحات حشاد وما صحب ذلك من تعاليق على الساحة التونسية وما نشر بشأن استعداد الاتحاد العام التونسي للشغل لمقاضاة قتلة حشاد، أريد أن أوضّح نقطتين أساسيتين أولاهما أنّ الجريمة التي اقترفت بحقّ الزعيم فرحات حشاد لا يمكنها أبدا ان تسقط بالتقادم حتّى وإن أُغلق ملفّ القضيّة، وثمّة من يتوفّر هنا في تونس على فتوى قانونية صادرة من لدن حقوقي عالمي معروف يؤكّد فيها صوابية هذه المسألة بالذات، وبالتالي يمكن هنا اعتمادها لمن يرغب في القيام بتحرّكات من أجل رفع دعوى قانونية أو المطالبة بفتح الأرشيف المتعلّق باغتيال الزعيم فرحات حشاد. وثانيا إنّ ما اعترف به أحد عناصر اليد الحمراء في هذا الشريط يمكن أن يعدّ دليل إدانة ضدّه، لكن المشكلة تكمن هنا في: هل أنّنا سنطالب بمحاكمة من نفّذ أو من أمر بتنفيذ الاغتيال، وهذا في نظري أمر أساسي، لأنّ المطالبة بمحاكمة من اعترف في هذا الشريط ستبدو لنا مبتورة ومختزلة في شخص واحد، وقد تحيد بنا عن الأمر الأساسي في كلّ هذا، وهو أنّ جريمة اغتيال فرحات حشاد هي جريمة دولة، وبالتالي، هل أنّنا مستعدّون للمضيّ قدما في هذه المسألة أم لا؟ وأخشى ما أخشاه أن تكون هذه «الضجّة» مرتبطة بنشر هذا الشريط الوثائقي، وبالتالي، ستخبو بسرعة إثر ذلك، لأنّ ما اعترف به هذا ميلرو في هذا الشريط سبق له أن اعترف به خطّيا منذ سنة 1997 في كتاب نشر باسمه في فرنسا وعرضه هذا الشريط، وذات الكلمات التي ذكرها في الشريط هي إعادة لما أثبته في كتابه من عدم ندم على ما فعله وباستعداده لإعادة العملية لو ثمّة إعادة لها. كيف هي المسألة إذن في نظركم؟ إنّ المسألة في نظري أكبر من اعتراف شخص واحد كانت مهمّته تنفيذ أمر الاغتيال، أو اعترافات أشخاص من هنا وهناك صحت ضمائرهم فجأة أو رغبوا في إزاحة كاهلهم من تأنيب ضمير داخلي تواصل معهم سنوات فأُثقلوا به ورغبوا في التنفيس حول ممارستهم للتصفيات الجسدية والتعذيب..وغير ذلك من الجرائم التي تصبّ في خانة «جرائم حرب» و«جرائم ضدّ الإنسانية»، وقد ذكّرني اعتراف ميلرو باعتراف جنرال فرنسي بول أوساراس Paul Aussaresses لممارسته التعذيب والتصفيات الجسدية لجزائريين أثناء الثورة التحريرية الجزائرية، بل ولم يستنكف حتّى عن «التفاخر» بتصفيته هو شخصيا لـ24 «مشتبه» جزائري، وذلك في تصريح له في جريدة «لوموند الفرنسية» بتاريخ 23 نوفمبر 2000 . إنّ المسألة تتعلّق في نظرنا بمدى استعداد الدولة الفرنسية ورغبتها في طيّ صفحة الماضي الأليم بينها وبين شعوب المغرب العربي قاطبة من خلال فتح الملفّات السرّية وتوضيح ما خَفي إذّاك والآن، والأهمّ من كلّ ذلك الاعتذار عن هذه الحقبة القاتمة في العلاقات بين فرنسا ومنطقة المغرب العربي، وأعتقد أنّ الاعتراف يعدّ أحيانا، كما في هذه الحالة في نظري، أفضل بكثير من التمادي في الرفض والتمادي في الإنكار وعدم تسمية الأسماء بمسمّياتها، بينما الاستعمار هو استعمار ولا يمكن لمثل هذا الموقف أن يمحو جرائم الاستعمار من التاريخ وخاصّة من الذاكرة الجماعية لهذه الشعوب التي اكتوت به يوما. وقد سبق لي أن وضّحت في الندوة التي قمتم بتنظيمها مؤخّرا، ونشرت في عدد يوم 3 ديسمبر الجاري، أنّ المطالبة باعتذار فرنسي عن جرائم الاستعمار لا يعني «محاولة لإحياء الضغائن والأحقاد والثأر، بقدر ما هي محاولة أعتبرها ضرورية لتجاوز هذه الضغائن والأحقاد بالذات، لأنّه لا يعني عدم مطالبة المستعمر بالاعتذار عن جرائمه قبلئذ أنّ ما وقع أثناء هذه الحقبة بات منسيا وتمّ تجاوزه، بل بالعكس يبقى دفينا في اللاوعي الذاكري الجماعي بانتظار الظرفية المواتية للتعبير عمّا اختلج في الصدور لسنوات وعقود أحيانا وقد لا ندري كيف سيكون هذا التعبير الدفين؟ وهل بالامكان الإحاطة به أم لا؟» ألا ترى معي أنّ ما سبق لي أن نبّهته في ندوتكم قد بات يتجسّم الآن مع هذه التحرّكات التي باتت تطالب بمحاكمة قتلة الزعيم فرحات حشاد؟ وإنّي أخشى أن تكون هذه المطالبة وهذه التحرّكات المحتملة غير ذات جدوى إن تمّ إتلاف كلّ الوثائق التي تدين أطرافا فرنسية ما داخل الحكم إذّاك في الإبّان، أو أن تصرّ الدولة الفرنسية إلى الآن على عدم التعاون الباتّ في هذه المسألة وتسوّق في ذلك تعلاّت متداعية، وإلى حدّ الآن، لم تقدر كلّ مجموعات الضغط الموجودة في فرنسا والتي تطالب برفع السرّية عن الوثائق المتعلّقة بالجرائم الاستعمارية وبفتح تحقيق عن ممارسات التعذيب والتصفية الجسدية…الخ، على إحداث تغيير كبير في قناعات الساسة الفرنسيين في هذا المجال. إذن هناك موقف رسمي فرنسي رافض لفتح هذه الملفات ومواصلة التعتيم على جرائم الحقبة الإحتلاليّة؟ ـ هنا أعتقد أنّ هذا الموقف الرسمي الفرنسي الرافض لفتح هذه الملفّات لا يمكنه أن يُنسيَ شعوب المغرب العربي أنّها تعرّضت يوما ما إلى مظلمة في تاريخها، وأنّ هذه المظلمة ما زالت متواصلة إلى اليوم، ما دام ثمّة إصرار على عدم الاعتذار إلى كلّ الشهداء وإلى كلّ المتضرّرين من الحقبة الاستعمارية، الأمر الذي لا يساعد على تجاوز انعكاسات هذه الحقبة على مستوى الذاكرة الجماعية، والأكيد أنّ هذا الإصرار الفرنسي لن يقدر على أن يمحو هذه المسألة من أجندة شعوب هذه المنطقة، وقد تخفت المطالبة بالاعتذار يوما وقد تسكن أحيانا إلاّ أنّ جذوتها تبقى دائما متوقّدة، لأنّها تستمدّ توقّدها من دم شهداء الحقبة الاستعمارية. لا ينبغي هذا الحراك الذي نشهده الآن بخصوص المطالبة بمحاكمة قتلة الزعيم فرحات حشاد، أن ينسينا أنّ اليد الحمراء الفرنسية لم تكن ملطّخة بدم الزعيم فرحات حشاد فقط بل هي قد تلطّخت أيضا بدماء تونسية أخرى ما أحرانا أن نطالب أيضا بفتح ملفّات ضحاياها، وأقصد هنا الزعيم الدستوري والوطني الهادي شاكر والطبيب الدستوري والوطني الدكتور عبد الرحمان مامي..، كما أنّ اليد الحمراء هذه لم تنشط في تونس فقط، بل أيضا في بلدان المغرب الأخرى وعمدت حتّى إلى تصفية فرنسيين في المغرب الأقصى بدعوى مساندتهم للمطالب الوطنية، كما أنّه لا ينبغي أن ننسى في هذا الخضمّ أنّ الجريمة الاستعمارية هي جرائم، وبالتالي، أرى أنّه من الأحرى أن تتكاتف كلّ الجهات التي ترغب في كشف الحقيقة عن هذه الجرائم بما فيها جريمة الزعيم فرحات حشاد كي تشكّل نوعا من الجبهة الضاغطة على فرنسا حتى تحقيق المنشود وهو إماطة الحقيقة، كلّ الحقيقة عن هذه الجرائم، لأنّه من دون ذلك، تبقى هذه المسألة حجر عثرة أمام تجاوز مخلّفات الماضي، والتوتّر الذي يلوح أحيانا هنا وهناك في علاقات دول المغرب العربي مع فرنسا. (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية الصادرة يوم 25 ديسمبر 2009)


وزير أول جديد؟

 


تتردد في الأوساط السياسية بإلحاح أسماء عدد من المرشحين لتولي الوزارة الأولى في حالة مغادرة السيد محمد الغنوشي لهذا المنصب الذي تولاه منذ عشر سنوات خلفا للسيد حامد القروي. والسيد الغنوشي هو ثالث وزير أول منذ سنة 1987 واختير لهذا المنصب لمعرفته الدقيقة بالملفات الإقتصادية بحكم المواقع الوزارية التي احتلها وآخرها وزارة الإستثمار الخارجي والتعاون الدولي. ومن المرجح أن ينتقل إلى العمل في الإمارات حيث سيترأس مؤسسة اقتصادية، ومن بين الأسماء التي ذكرت لخلافته في الوزارة الأولى كمال مرجان وعبد الوهاب عبد الله ومنذر الزنايدي، لكن الظاهر أن الإختيار استقر (مؤقتا؟) على وزير أملاك الدولة رضا قريرة وهو أصيل ولاية سوسة مثل الوزير الأول الحالي وسلفيه القروي والبكوش. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة (بتأخير مُلفت للإنتباه) واسم الوزير الأول (الجديد؟) مع مطلع السنة الجديدة. عن الطريق الجديد


علي رمضان لـ »الصباح«: »ديمقراطية الاتحاد« أقصت المرأة من الهياكل

 


 
أجرى الحوار أيمن الزمالي نحن لسنا ضد التعددية النقابية نسعى لإيجاد حل لتمثيلية الاتحاد بمجلس المستشارين تونس – الصباح أكد السيد علي رمضان عضو المكتب التنفيذي المسؤول عن النظام الداخلي ومساعد الأمين العام بالاتحاد العام التونسي للشغل في حديث خص به »الصباح« أن الاتحاد يطالب بإجراءات تساوي بين الأجر الأدنى الفلاحي والأجر الأدنى الصناعي، واعتبر أنه بالديمقراطية لم تحظ المرأة بتمثيلية داخل الهياكل إلا نادرا. وأوضح أن الاتحاد يسعى لإيجاد حل قريب لتمثيليته بمجلس المستشارين، وأن ثقل كاهل الصناديق الاجتماعية، ومشاكل البطالة وخاصة فئة حاملي الشهادات العليا، وتعدد تسريح العمال، جر المنظمة الشغيلة للمطالبة من جديد بصندوق بطالة ومن ناحية أخرى، وبخصوص ما يدور حول »مصالحة« الاتحاد مع أحمد بن صالح قال »نحن حريصون على إعادة قراءة مختلف فترات هذه المنظمة العريقة، وفترة أحمد بن صالح جزء من تاريخ الاتحاد«.وأكد أيضا أن الاتحاد لا يعارض التعددية النقابية. ماهي أهم أنشطة الاتحاد في الآونة الأخيرة؟  اتسمت سنة 2008.2007 بالمفاوضات الاجتماعية في الوظيفة العمومية والقطاع الخاص والمنشات العمومية وانتهت كلها تقريبا ، في الأثناء يقيم الاتحاد المفاوضات ويحضر للجولة القادمة، وتتم عملية تبليغ المعلومة للهياكل والجامعات، ورغم ماراطونية هذه المفاوضات فان التكوين والمؤتمرات متواصلة، ومن القضايا التي شغلت أيضا الاتحاد الحوض المنجمي. فبعد الإفراج عن المساجين، يعمل الاتحاد من أجل تمكينهم من العودة إلى عملهم. هل من تجديد في دماء الاتحاد بعد المؤتمرات الأخيرة؟ التمشي الديمقراطي في صلب هياكل الاتحاد فسح المجال للمنافسة، ولا ندري من يفوز في كل مرة في الانتخابات التي تحصل، وهناك 10 قيادات جديدة لاتحادات جهوية ، هذا التمشي مكن من نسبة تجديد كبيرة شملت أيضا فئة الشباب، ولكن ما زالت عندنا نقيصة وهي تواجد المرأة، وبالديمقراطية لا تحظ المرأة بتمثيلية داخل الهياكل الا نادرا. هل من جديد في ما يخص تمثيليتكم بمجلس المستشارين؟ نحن ممثلون بمختلف الهياكل والمجالس مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والإشكالية تكمن في مجلس المستشارين، والاتحاد كان حريصا على استقلاليته، وهو أول من اقترح غرفة ثانية، ومازلنا نسعى إلى إيجاد حل قريب لضمان تمثيلية الاتحاد في مجلس المستشارين. بعد العدول عنه، لماذا عاد الاتحاد للمطالبة بإنشاء صندوق للبطالة؟ طالبنا ببعث صندوق وطني للبطالة، وقد تم تأويل هذا المطلب كما لو كان يشجع على البطالة. وبعد برنامج الإصلاح الهيكلي، عدلنا المطلب واقترحنا إيجاد صندوق للمسرحين عن العمل، لكن لم تقع الاستجابة له. إلاّ أن ثقل كاهل الصناديق الاجتماعية، ومشاكل البطالة وخاصة فئة حاملي الشهادات العليا، وتعدد تسريح العمال، جرنا للمطالبة من جديد بصندوق للبطالة، وذلك بتجميع آليات التعويض عن التسريح في صندوق يكون أفضل من الموجود، وذا جدوى أكبر. هل من تفسير لمطلب الاتحاد بالتسوية بين الأجر الأدنى الفلاحي والأجر الأدنى الصناعي؟ كان من المطالب التي جاءت في مؤتمر جامعة الفلاحة الذي عقد يوم 21 ديسمبر، والاتحاد يطالب بالتسوية بين الأجر الأدنى الفلاحي بالأجر الأدنى الصناعي وهو مطلب له ما يبرره. العامل الفلاحي كان يأخذ امتيازات عينية، لذلك كان أجره الأدنى أقل، أما اليوم فقد أصبح هذا العامل لا يحظى بشيء لذلك من الضروري أن يرتفع أجره الأدنى ليتساوى مع زملائه بالقطاع الصناعي. التعددية شملت مختلف الهياكل والقطاعات، فهل يمكن أن نعيش تعددية نقابية في القريب؟ نحن لسنا ضد التعددية النقابية، بالعكس الاتحاد منظمة شغلية فريدة وتاريخية تعيش التنوع، والقانون هو القاسم المشترك، ولا يجب توظيف الاتحاد لأغراض سياسية أو ذاتية، وقوة العمال في وحدتهم خاصة إذا وجد التسيير الديمقراطي. اثر التظاهرات التي عقدت أخيرا، هل يمكن أن نعتبر أن الاتحاد يتصالح مع أحمد بن صالح؟ الاتحاد العام التونسي للشغل مر بعدة مراحل، وروادنا بدأوا ينقرضون ، ولنا نقص كبير في قراءة تاريخ الاتحاد ولذلك نحن حريصون على إعادة قراءة مختلف فترات هذه المنظمة العريقة، وأحمد بن صالح رجل من رجالات الاتحاد ونريد أن نسمع رأيه في ما يخص فترة قيادته للاتحاد. يكثر الحديث بين الفينة والأخرى عن وجود فساد مالي بالاتحاد، ما هو تعليقكم على هذه الأحاديث؟ قمنا بكل الآليات لحماية موارد الاتحاد من أي سوء تصرف قد يحصل..ولنا مدقق خارجي، ولنا لجنة وطنية ولجان جهوية لمراقبة المالية، والشراءات والبناءات تخضع للمراقبة واليوم جميع الاتحادات الجهوية ملك للاتحاد وننتظر دار الاتحاد الجديدة التي نأمل أن تنجز في الموعد المحدد بعد سنتين. هل صحيح أنكم جردتم بعض النقابيين من مسؤولياتهم النقابية؟ لم نجرد أحدا والتجريد هو سحب الانخراط وهو ما لم يتم ولكن نقوم بتجميد المسؤولية النقابية، واللجان الجهوية وقرارات العقوبات ترجع للمكتب التنفيذي الذي من حقه معاقبة من يتجاوز القانون. أخيرا يصفونكم بالرجل القوي داخل الاتحاد؟ هل هذا صحيح؟ أنا وزملائي متساوون أمام القانون، ولكن النظام الداخلي يجعل من صاحب هذه المهمة في علاقة مستمرة بالهياكل ويتابعها دائما وينسق مع مختلف من لهم علاقة بالاتحاد، ولكن يتحمل المسؤولية أيضا أكثر من الآخرين ونحن نحترم القانون. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 ديسمبر 2009)  


أسئلة إلى كلً لاجئ ،مهجًر أو مغترب يرغب في العودة

دعوة لإثراء الحوار على الشبكة الإجتماعية فايس بوك Groupe : Aïdoun Ila tounes ١-هل أنت مع الدعوة للذهاب للقنصلية العامة بقطع النظر عن مكان وجود الشخص لتقديم مطلب إستخراج جواز السفر بكل شفافية؟ ٢- هل أنت مستعد للقيام بالإجرءات القانونية للحصول على بطا قة كفً التفتيش عن طريق محام وعن بعد ؟ (حالة الأخ الباجي الحمايدي) ٣- إذا ما تم الإتصال بك من قبل موظفي القنصلية لتوضيح مواقفك كتابيا من العنف ومن إنتماءك السياسي الحالي …..مستقل ….مستقيل….إنتماء لتيار سياسي  ماذا سيكون موقفك؟ حالة الأخ عبد السلام بوشدًاخ ٤- في صورة الحصول على جواز سفرك ولم تحصل على الضمانات الكافية لعودة آمنة ماذا أنت فاعل؟ ٥ في صورة عدم الحصول على الموافقة لجواز السفر هل أنت مستعد للعودة ببطاقة مرور؟ أو بجواز سفر أجنبي إن كنت حاصل على جنسية أخرى؟( حالة الدكتور العشً) ٦- هل أنت مع العودة الجماعية؟ ٧- هل أنت مستعد للتنازل عن اللجوء السياسي في صورة طلب منك ذالك(حالة السيد منصف البوسحاقي) ؟ ٨- هل عودتك نهائية أم بشكل مؤقت مثل أي مهاجر عادي؟ ٩- في صورة تشدًد السلطة التونسية  ورفضها إعطاء حق الحصول على جواز السفر هل أنت مستعد للمغالبة الحقوقية النوعية؟ ١٠- هل العودة المشروطة خيانة؟ عبد الجليل السعيدي – مستقل – باريس http://www.facebook.com/home.php?#/group.php?gid=216677883568&ref=ts  


رد هادئ على مقال متوتر: عبد السلام بوعائشة بين المزايدة والارتباك

أعتقد أن الملفات الكبرى لا تعالج بالمقالات التهجمية، وأن الذين يرغبون في الحوار لا يستعملون أسلوب كيل الاتهامات، التي لا تستند إلى وثائق، فمن السهل اتهام المعارضة أو أغلبها بخدمة مخططات أجنبية، ومن السهل أتهام البعض بتخريب العمل السياسي،  لكن عندما تفتقد هذه  الدعاية السياسية المغرضة الحجة تنقلب على رأس أصحابها. كما أن العمل السياسي سواء من قبل السلطة والذين يدورون في فلكها أو من قبل المعارضة، ليس تغنيا بالشعارات : الديمقراطية، وحقوق الانسان، والعدالة والوطنية، والهوية العربية الاسلامية بل ممارسة فعلية يمكن للمواطن أن يرى أثرها في الواقع. ما لم تتحول الشعارات إلى ممارسة يومية، تنقلب على رأس أصحابها أجلا أم عاجلا. لم يعد من السهل في عصر انسياب المعلومة، ومتابعة الأحداث مباشرة، لحظة بلحظة، التمويه وإخفاء الحقائق. لذلك أدعو الاخوة إلى ردود هادئة على أصحاب الوعي المبكر الذين حققوا نقلتهم النوعية.  فالناس تتابع وتلاحظ وتراقب  والتاريخ يسجل. هنا ندخل في صميم الحوار القومي الذي نعتقد أنه يخضع لجملة من الضوابط والقيم نعتقد أنها جوهر وأسس الفكر القومي هكذا نفهم القومية وفكرها التحرري المناضل، ولا يحق لأحد أن يمنعنا في هذا الفهم. لا ننكر التعدد داخل العائلة القومية لكن نعرف أن بعض هذا التعدد يخفي انحرافا  خطيرا فلذلك حددنا بعض الضوابط ألزمنا بها أنفسنا والذي يريد أن يتحاور معنا فما عليه إلا أن يلتزمها.. أود التأكيد على أن الصراع لا يدور حول الكلمات من يرددها أكثر، ومن يزين بها مقالاته أكثر. يدور الصراع حول مضامين معينة لهذه الكلمات البعض يرفعها للمزايدة. البعض الآخر يتستر وراءها هذه الكلمات الكبيرة للتضليل والبعض الاخر للقضاء على الفكرة، ذلك أن أسهل اسلوب لافراغ الكلمات من مضامينها هو رفعها وتحويلها عنوانا للفشل..إن الصراع يدور هو حول مضامين الكلمات المرفوعة ومدى ملامستها للواقع، فما نحن مختلفون فيه متناقضون فيه حد نفي أحدنا صفة القومية على الآخر تعود إلى معنى هذه الكلمات التي نرفعها ومدى تجسيدها في الواقع. القراءة الهادئة لمقال السيد عبد السلام بوعائشة الأخير (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 116 بتاريخ 18 جويلية 2009 ، تكشف حالة حالات التوتر الذي قد تصيب البعض، أمام كل رغبة جادة في الحوار حول تحديد مضامين للكلمات ومدى تجسيدها في الواقع. فراح يرصف الكلمات الواحدة تلو الآخرى دون أي تناسق فكري أو منهجي ودون إعطاء مضامين لهذه الكلمات الكبيرة. فنجد في المقال القصير، كلمات مثل « الوحدة الوطنية » ، و »العلاقة بالخارج » ، »الأزمة المجتمعية » « مشاريع قوى العولمة »  « هشاشة الدولة القطرية »، « الاستهدافات الخارجية » « العولمة »، « التهديد الخارجي » « التغيير الديمقراطي »، « البناء الوطني » « المواجهة مع نظام العولمة » و »العلاقة بالشعب »، و »الالتحام بالشعب »، « الوعي المبكر »، « مصالح البلاد » « مستقبل الشعب » « فهم سياسي عميق  للمرحلة التي تمر بها الدولة الوطنية ونظامها السياسي » و »التحديات العظيمة التي تواجه هويتها وهوية الفضاء القومي العربي مسالة » وعي وطني وقومي استيقظ فجاة » « الاستحقاق الديمقراطي والحقوقي والانساني الذي يروج له دوليا »  » مسالة الوحدة الوطنية واستقلالية القرار »، « للمعنى الديمقراطي مضمونا اقتصاديا وحضاريا واجتماعيا  » ولكن يبدو أنه لم يكن هم السيد بوعائشة اعطاء موقف واضح بقدر ماكان هدفه ترصيف الكلمات كلها كمقدمة  للتهجم على المعارضة، كلها باسلامييها وليبرالييها وقومييها وناصرييها ومثقفيها، فما إن أقنع نفسه أنه أقنع الجميع بأنه أبو كل هذه الكلمات النبيلة  ونفاها على غيره حتى طفق يرصف الكلمات فراح يجمع سبا وقدحا وذما في المعارضة على تعدد مشاربها أعتقد حتى الصحافيين الذين يعملون في مؤسسات الصحافة التابعة للحزب الحاكم لم تستعمل مثل هذه اللغة البذيئة.. « يهربون من استحقاقات هذا النهج ( نهج الاتحاد الوحدوي ماهو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟)  « تطلعاتهم الفردية » « تماهيهم مع مشاريع ضرب هوية الشعب »   « شعارات منفلتة » و »خطاب محنط »   « تابيد واقع الأزمة المجتمعية » و »اشاعة مناخ الارباك والفوضى السياسية والتفكك الداخلي »  « أسرى الفكر المهجري » » نتوءات فردية » « يمارسون دورا تخريبيا » « جبهات نضال مغلوطة »، « الهروب نحو الأخر الخارجي طلبا للقوة والحماية » و »العربدة بخطاب الشكوى والتظلم » « همهم الوحيد تسويق ذواتهم واحزابهم او زعماتهم لدى صناع القرار الخارجي »  يتمسكون بخطاب المزايدة »  « المسار العبثي من النضال » « ارتهانات الغورور الذاتي »  » تطاولا مع قوى العولمة ضد مصالح البلاد ومستقبل شعبها »  « قفزات منفلتة عن التاريخ النضالي للشعب »، يختصر الهاجس الوطني في هواجسهم الحزبية والنخبوية المتعالية عن الحقيقة التاريخية التي تمر بها الأمة العربية ».. كل هذه القائمة الطويلة من الكلمات النبيلة  التي تبناها السيد  عبدالسلام بوعائشة وكل هذه الكلمات القادحة أطلقها على كل  صوت معارض كان هدفه هو تخوين كل صوت معارض والدفاع على الوضع القائم كما هو ثم يقدم نفسه وحزبه الاتحاد الوحدوي الديمقراطي، طلائع  » الوعي المبكر » و أصحاب « النقلة النوعية »  الفرقة الناجية.  ليس دورنا اصدار الآحكام ولكن المرء الذي يتابع الأحداث وأهم المحطات التي مر بها القطر من حقه أن يطرح التساؤل الكبير هل هم فرقة ناجية أم جانية؟  أما نحن فنكتفي بمراقبة الوضع عن كثب وتسجيل كل دقائقه، نقدمه للقارئ ونترك الحكم  للتاريخ وللذين يعيشون الهوية العربية الاسلامية  من الداخل.. فهم وحدهم يعون حقية ما يجري بدون أن يحتاجوا إلى نقلة نوعية… أمام فوضى المصطلحات وتلوثها المفاهيمي أؤكد على الاخوة القوميين أن ينتبهوا إلى مضامين الكلمات،  والتدقيق في استعمالها وعدم التهاون مع من يلوك الكلمات الكبيرة فنحن نرى كيف حولها البعض إلى كبائر… فقضية الاستقلال والسيادة والتهديد الخارجي والهوية العربية الاسلامية، قضايا هامة تستحق الانتباه  أولا بتحديد مضامينها حتى لا تستخدم في غير موضعها وضرورة الانتباه من أي أفواه تخرج ..ألم يحاكم أخوكم المناضل القومي الأستاذ حبيب عيسى بتهمة « إضعاف الشعور القومي » وقضى خمسة سنوات في السجون ظلما وقهرا، ومحاكميه ممن يتشدقون بالقومية العربية… إنه لمن  المؤلم أن يزج بالقوميين وبكل القوى السياسية والحقوقية بجرة قلم في صف العمالة للأجنبي ويتم اعتبار أن أغلبية المعارضة تخدم مخططات أجنبية تستهدف البلاد،  وأنها هربت نحو الآخر الخارجي طلبا للقوة والحماية وتهويل الوضع على أن البلاد تتعرض لمؤامرة دولية تستهدف استقلالها الوطني، وأن الجميع تخاذلوا في هذه المعركة الوطنية ، إلا الاتحاد الوحدوي الديمقراطي والسيد بوعائشة.  (هذا من ألطاف الله) ولسنا ندري كيف تحول طلاب قوميون التقطوا الراية وهي تكاد تسقط على الأرض بعد أن هرول الجميع هربا، ورفعوها ثانية ناصعة كما هي إلى نتوءات فردية!!!!!!!!!!. القوميون إلذين يحملون الراية الآن ليسوا تحت تأثير ذاتيات مفرطة وليسوا مجرد زعامات فردية أو تحت ضغط فكر مهجري كما يتصور البعض، بل هم يقدمون الفكر القومي التقدمي  والتاريخ النضالي للقوميين كما هو ناصع بدون نقلات نوعية وبدون وعي استيقظ فجأة.. ألا وهو الدفاع على حرية الرأي للجميع ، حرية المعرفة للجميع  حق الجميع في إدارة الشان العام.. الديمقراطية للجميع أو لاتكون.. أقول ليس أسهل من إصدار اللأحكام العامة  واتهام كل المعارضة أو أغلبها بأنها تعمل لصالح الدوائر الأجنبية وأنها تخرب قواعد العمل السياسي، والهوية العربية الاسلامية، لكن الصعوبة في ايجاد من يصدق مثل هذا الكلام.  اعتقد حتى قائله غير مقتنع بما يقول.  حتى الذين أنعم الله  عليهم  « بالوعي المبكر » و ب »التقلة النوعية » لا يصدقون مثل هذا الحديث.  إنه كلام موجه للاستهلاك والتبرير واستدرار العطف ولا يهدف إلى البناء. نعيد ما كنا قدمنا به أن الديمقراطية وحقوق الانسان والدفاع على الهوية العربية الاسلامية ليست قضية دعائية كما حاول أن يصورها صاحب المقال، بامكان أي أنسان أن يتشدق بها.  هذه القضايا الكبرى التي عددها السيد عبدالسلام بوعائشة هي ممارسة يومية هي معاناة  يومية يضحي بها الفرد من وقته وقوتة ولحظات الراحة مع اطفاله، ويضحي الطالب بدراسته ومستقبله، إنها ليست مشكلة وعي فقط بل هي ممارسة عينية مكشوفة ومعروفة،  تعجز أي ألة اعلامية على تغييبها.  لذلك أقول لصاحب المقال كان حري به  تخصيص مقالته لتعداد أهم المحطات النضالية التي قادها حزبه في كل القضايا وعلى أهم المكاسب التي تحصل عليها حتى وإن كانت معنوية، حتى يرد على « المغرضين » كان عليه أن يواجه منتقديكم  بالحجة والبيان  باليانات الصادرة  وبالعرائض المنشورة وبنسبة القضايا التي يفتخر بها المنتسبون للاتحاد الوحدوي الديمقراطي أن كان لهم الشرف في طرحها على الساحة، حتى وإن لم يتحصلوا على النتائج أنية، كان حري به أن يببين التعارض بين بانات الاتحاد الوحدوي الديمقراطي وخطاب الحكومة ورئيسها أي السلطة. بهذا الآسلوب لا بغيره يمكنه أن تقنع الجمهور والشباب بصواب رأيه؟ عوض أن تصب جام غضبك على الجمهور الذي يعرف كيف بحاسب الذين يسخرون منه.. هكذا يمكنه أن يجيب على سؤال لماذا  تجتنبنا المعارضة وأولهم القوميون وهم الأقربون إلينا؟  كان حريا بالسيد بوعائشة أن يحدثنا على الخطر الخارجي من هي القوى التي وراءه ؟ عن العولمة وماهي القوى التي تقودها وكيف يتم الاشتباك معها من قبل السلطة لنقف إلى جانبها أم هي تتشابك معها وهناك التقاء مصالح مع شركات وجماعات ضغط محلية، ومن  يملك هذه الشركات التي لها مصلحة مع القوى والشركات المعولمة للاقتصاد؟ لقد  حررت التجارة، ورفعت الضرائب ومن المستفيدوفتحت أسواقنا ومن الذي يستفيد الآن؟.. هل السيد عبد السلام بوعائشة قرأ اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأروروبي ولسنا ندري حتى هذه الساعة هل هو وحزبه ضدها أم معها ؟ أقول للسيد عبدالسلام بوعائشة، سنعود إلى كل هذه القضايا التي طرحتها ولم تتطرق إليها قضية بصفة مدققة ومفصلة، لأنها في صميم  مشروع البديل القومي…وسأعود في المقالات القادمة إلى أهم المحطات التي مر بها القطر منذ عقدين وسنرى كيف تفاعل الكل معها.. هدفنا إنارة الرأي العام لا استهداف الأشخاص لأننا متيقنون أن هناك من له عينان و لايريد أن يبصر، ومن له بصيرة و لا يريد أن يفهم!!!!!

كفاكم متاجرة بدم الحسين

 


بادئ ذي بدء لابد من التنويه أن الحسين عليه السلام وآل البيت الأطهار ظلموا مرتين ففي المرة الأولى قتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم مظلوما لما غرر به أدعياء التشيع وأرسلوا له الرسائل ليناصروه أمام نواصب الأمة فكان أن اجتمع رضي الله عنه في قتله كلا من شيعة الكوفة مع النواصب فاشتركوا وباؤوا بذنبه كلا الفرقتين , أما المرة الثانية التي يظلم فيها آل البيت عليهم السلام فهي مانشاهده في أيامنا هذه ممن ينسبون مذهبا وأقوالا وآراء سموها ظلما وعدونا بمذهب آل البيت والآل منهم براء براءة الذئب من دم بن يعقوب . استشهد الحسين رضي الله عنه من أربعة عشر قرنا واستشهد قبله أبوالحسنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مقتولا بسيف الغدر وقبله فجع المؤمنون بموت أفضل خلق الله حبيبي وسيدي أبي الزهراء محمد صلى الله عليه وسلم وقتل سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وغيرهم كثير من آل البيت وغير آل البيت رضي الله عنهم أجمعين . إذن لما يتباكى أدعياء التشيع على الحسين فقط ولما يقيمون العزاءات واللطميات في كل عام ويتركون من سبقه من الآل ويتركون أفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم وهذه ليست دعوة لإقامة هكذا طقوس وعبادات وإنما هي مقارنة لدرجة الصدق في هذا المنحى الذي نراه في هذه الأيام أفليس رسول الله أولى بهذه العزاءات إن كان حقا يجوز لنا أن نظل نستشعر حزننا وفرقنا لمدة أربعة عشر قرنا. إن تعاطف عامة الأمة بل قل كل الأمة مع آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم هو ماجعل المتاجرة والمزايدة في قضية مقتل الحسين تجارة مربحة كما يراها أصحاب هذه الرئية ليمرروا مذهبا وطقوسا دخيلة لم يأت بها لاقرآن ولا سنة وبنظرة بسيطة في كتب القوم لن تجد كثير عناء في الوقوف على هذه العقيدة التي لم يسلم من درنها حتى آل البيت عليهم السلام. بدأ التشيع سيايسيا وكان محمودا في أوله وكان كل أهل السنة شيعة بمعنى الموالات لآل البيت ولذلك اتفق جماعة السنة على أن الحق كان مع علي والفرقة الباغية كانت مع معاوية والتزموا الصمت في الخوض في الكثير من هذه الأحداث خوفا من الوقوع في أعراض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثلا لقوله تعالى وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ وتمثلا لقول رسول الله صلى عليه وسلم في حق سيدنا الحسن عليه السلام إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ) . وقد تحققت نبوؤة رسول الله صلى عليه وسلم لما صالح الحسن معاوية رضي الله عنهما إذن بدأ التشيع سياسيا إلى أن تبلور بعد ذلك مذهب الاثنى عشرية الذين غلوا في حب آل البيت ونسبوا لهم مذهبا لاعلاقة له بآل البيت مستغلين حب الأمة للآل الأطهار ليفرغوا فيهم ماجادت به قريحتهم من غلو وانحراف فأسس أبناء وورثة أولائك الذين خذلوا الحسين لما راسلوه بعد ذلك هذا المذهب وياليتهم اكتفو بخذلانه وتوقفو عن المتاجرة والمزايدة بمقتله حتى لاتكون المصيبة مصيبتين. وإنه ليحضرني مفارقة عجيبة بين هؤلاء وبين ماجرى مع أبناء الحسن لما استضعفهم العباسيون فكان أن هربت أم ادريس الاكبر إلى بلاد المغرب فما كان من جماعة المسلمين إلا الإلتفاف حول آل البيت فأمروهم وأسسوا بذلك دولة آل البيت دولة الأدارسة التي لم تكن لااثنى عشرية ولاغيرها من فرق التشيع التي لايزال يعيش أبناء الحسن في هذه الربوع على مذهب أهل السنة والجماعة وغيرهم كثير ممن ينتسبون لآل البيت في المشرق العربي الذين لايؤمنون ولايدينون الله بهذا المذهب الذي ينسب إلى أجدادهم ظلما وعدوانا . ولكم أعجبني مقال للشيخ عائض القرني في هذا المضمار أضيفه لهذه الكلمات وهو من قتل الحسين ( مقال لعائض القرني ) أنا سُني حسيني، جعلتُ ترحُّمي على الحسين مكان أنيني، أنا أحبُ السّبطين، وأتولَّى الشيخين، أنا أعلن صرخة الاحتجاج، ضد ابن زياد والحجاج، يا أرض الظالمين ابلعي ماءك، ويا ميادين السفَّاحين اشربي دماءك، لعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من قتل الحسين أو رضي بذلك، ولكن لماذا ندفع الفاتورة منذ قُتل الحسين إلى الآن من دمائنا ونسائنا وأبنائنا بحجة أننا رضينا بقتل الحسين ونحن في أصلاب آبائنا وفي بطون أمهاتنا؟!. استباح ابن العلقمي بغداد بحجة الثأر للحسين، وذبح البساسيري النساء والشيوخ في العراق بحجة الثأر للحسين، والآن تُهدَّم المساجد في العراق ويُقتل الأئمة وتُبقر بطون الحوامل وتحرَّق الجثث ويُختطف الناس من بيوتهم وتُغتصب العذارى بحجة الثأر للحسين، إن المنطق الذي يقول: إن مليار مسلم كلهم رضي بقتل الحسين وكلهم ناصبوا العداء لأهل البيت منطق يخالف النقل والعقل والتاريخ، ومعناه إلغاء أهل الإسلام والقضاء على كل موحِّد في الأرض، هل من المقبول والمعقول أن يجتمع مئات الملايين من العلماء والخلفاء والحكماء والزُّهاد والعُبّاد والمصلحين ويتواطأوا على الرضا بقتل الحسين والسكوت على هذه الجريمة الشنعاء ؟! لماذا لا يُحَكّم العقل ويسأل نفسه الذي يمشي وراء السراب ويصدق الوهم ويؤمن بالخرافة ؟. هل من المعقول أن تُحارب أمة الإسلام لأجل كذبة أعجمية صفوية ملفّقة كاذبة خاطئة تكفِّر الصحابة والتابعين ودول الإسلام وتتبرأ من أبي بكر وعمر وأصحاب بدرٍ وأهل بيعة الرضوان ومن نزل الوحي بتزكيتهم وأخبر الله أنه رضي عنهم ؟ متى تُكف المجزرة الظالمة الآثمة التي أقامها الصفويون ضد كل مسلم ومؤمن تحت مظلة الثأر للحسين ؟ . نحن أولى بالحسين ديناً وملَّة، ونسباً وصهراً، وحباً وولاءً، وأرضاً وبيتاً، وتاريخاً وجغرافيا، ارفعوا عنّا سيف العدوان، وأغمدوا عنّا خنجر الغدر فنحن الذين اكتوينا بقتل الحسين، وأُصبنا في سويداء قلوبنا بمصرع الحسين: جاؤُوا بِرَأْسِكَ يا ابْنَ بِنْتِ مُحَمّدٍ مُتَـزَمِّـلاً بِدِمائِهِ تَزْمِيلا ويُكَبِّـرونَ بِـأَنْ قُتِلْـتَ وإنّما قَتَلوا بكَ التّكْبيرَ والتّهْليلاَ يقول شيخ الإسلام بن تيمية: قتل الحسين رضي الله عنه مصيبة من أعظم المصائب ينبغي لكل مسلم إذا ذكرها أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وأقول لو كره عضو من أعضائنا الحسين أو أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم لتبرأنا من هذا العضو ولبترناه. لكننا نحبهم الحب الشرعي السنُي الصحيح الموافق لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، لا الحب الصفوي والسبئي الغريب على الأمة وعلى الملّة وعلى السماء وعلى الأرض: مَرحباً يا عراقُ جئتُ أغنّيـ ـك وبعضٌ من الغناءِ بكاءُ فجراح الحسين بعض جراحي وبِصَدرِي من الأسى كربلاءُ الحسين ليس بحاجة إلى مآتم وولائم، تزيد الأمة هزائم إلى هزائم، رحم الله السبطين الحسن والحسين، وجعل الله علياً وفاطمة في الخالدين ورضي الله عن الشيخين   مراد علي


منع القتل

تمتاز منطقة مطماطة بطيبة ناسها وشهامة رجالها وجمال طبيعتها وصفائها ونقاوة هوائها… وهي إلى ذلك تمثّل بسلسلتها الجبلية حاجزا طبيعيّا مهمّا من حيث قيمته العسكرية ومن حيث صرامته في الوقوف أمام التصحّر القادم عليه من منطقة بئر السلطان المستضيفة للطريق الصحراوية الرّابطة بين الحامّة والدويرات الواقعة في مشارف تطاوين جنوب مدنين… وتتميّز المنطقة بالمحافظة على الأصالة وبالحرص على التحديث دون خلط، وهو ما جعل المدن فيها تنتشر على موقعين متخذة القديم والجديد صفة تمييز، فيجد الزّائر مطماطة القديمة ومطماطة الجديدة وتوجان القديمة وتوجان الجديدة وهكذا… ولست في هذه السانحة بصدد التعريف بالمنطقة من أجل اقتراحها أمام الحركة الساحية، فهي لا تشكو نقصا في عدد السيّاح، ولكنّي أردت إبراز خطورة المنعرجات في تلك السلسلة ما يدعو السائقين وخاصّة قليلي الخبرة والتجوال فيها إلى توخّي الحذر الشديد للمحافظة على النّفس… ولقد انتبه أهل السلطة في مقرّ الولاية بقابس (وقابس تبعد 40 كلم عن مطماطة القديمة) إلى ذلك العامل فطوّعوه في خدمة الغرض للمحافظة على الانسجام في تنفيذ المهامّ وتوحيد الكلمة من أجل المصلحة العامّة التي تفرضها الوطنيّة ويتطلّبها الإخلاص في بذل الجهد لرصّ الصفّ… فقد حدّثني – خلال فترة تواجدي بالمنطقة ما بين 1982 و1985- مَن أثق فيه ويثق فيه كلّ محترم للذّات البشريّة، أنّ رجالات الحزب الحاكم الكبار كانوا يستدعون بعض أصحاب الرّؤوس العامرة بالأفكار « المنحرفة » من الصغار ممّن يطمعون في إيجاد الرّأي الآخر داخل الحزب إلى مرتفعات مطماطة، فيترجّونهم أن لا يثيروا الشغب داخل المؤسّسات الحزبية المحترمة كي لا يضطرّوهم إلى تعليمهم التزحلق على شواهق لم يخبروا بُعدَ سفوحها…   تذكّرت هذا المشهد وأنا أقرأ يوم 21 ديسمبر 2009 خبر اختفاء المناضل الحقوقي لسعد الجوهري، أخِ الشهيد – نحسبه ولا نزكّيه على الله سحنون الجوهري، الذي كان قد تُوفّي داخل السجن في العاصمة التونسية سنة 1995 في ظروف ما زالت غامضة إلى حدّ الآن -، خوفا على نفسه من القتل؛ خاصّة والرّجل قد تلقّى تهديدات خلال الأيّام الماضية وفي مناسبات متكرّرة… والحقيقة أنّه لا بدّ للسعد – وهو يعيش بين أناس فقدوا الخوف من الله سبحانه وتعالى – أن يخاف… فقد همّوا بدحرجة زملائهم وأكلة موائدهم هناك بمطماطة في الدهاليز الغارقة العميقة… بل لقد قتلوا الكثير منهم وهم يناضلون… وقتلوا الكثير منهم وهم يتنافسون في « الوطنيّة » ويفدون الوطن بالرّوح وبالدم، كما بيّنت جلسات الذاكرة الوطنيّة في مؤسّسة الدكتور عبدالجليل التميمي… وهتكوا أعراض التونسيات – وهم يزايدون بحريّة المرأة واحترام حقوقها ومساواتها بالرّجل – فقذفوهنّ (وفي القذف حدّ من حدود الله) لمّا سلّطوا عليهنّ كلابهم وسفهاءهم يعملون فيهنّ أقلامهم المسمومة وألسنتهم الحداد، كما فعل هذا الوضيع الجريدي الذي تصلنا الأخبار عن سقطاته وسفالاته مع الأستاذة المناضلة الحقوقية سهام بن سدرين وعائلتها، وقبلها وبعدها خلق كثير قد لا يؤبه لهم من المتحجّبات وغير المتحجّبات… من حقّ لسعد أن يخاف على نفسه ويخشى على سلامته وهو يرى زميله الحقوقي علي السعيدي يقتل ذات يوم من شهر ديسمبر 2001 (12 ديسمبر) بدم بارد من طرف دمويين ساديين، وهو الذي كان قد نجا منهم بداية تلك السنة لمّا افتغلوا له حادث سيّارة قاتل…   أقول: إذا داس حاكم البلاد على القانون وعلى القضاء فلا بد أن يتدارك الأهالي أمورهم بأنفسهم من أجل فعل شيء يؤمّنهم ضدّه وضدّ تجاوزاته وضدّ مظالمه وانحرافاته، وليأمنوا كذلك غضب الله فإنّه تعالى لا يحبّ الظلم ولا يحبّ الرّضاء به او التسليم بالاستضعاف… وأعيد هنا كلاما قلته أكثر من مرّة: لن يقلع الفاسد عن فساده ولا الظالم عن ظلمه – خاصّة إذا مات في داخله ما يساعده على الأوبة – إلاّ إذا وُجد في المجتمع مَن وما يُشعره بسوء تصرّفه… تصوّروا مثلا لو أنّ الذي فكّر في قذف سهام بن سدرين علم أنّ ذلك سيكلّفه بعض المتاعب أكان يقدم على قذفها؟!… لو أنّ الذي فكّر في الاعتداء بالعنف الشديد على لسعد الجوهري أو غيره من المواطنين علم أنّ مجموعة ستعنّفه بالقدر الذي سوف يعنّف به ضحيّته أكان يقدم أيٌّ كان على تعنيف أيٍّ كان… لو علم رأس النّظام الحاكم أنّ استرساله في سجن الأحرار بدون بيّنة ولا حجّة مقنعة – كما الحال مع الدكتور الصادق شورو مثلا – سوف يكلّفه تراجعا في شعبيته وحرصا شعبيا على عدم تولّيه الحكم ثانية أكان يمتهن الظلم أو يسخّر القضاء لإشباع ساديته؟!… أقول لن تحلّ مشاكلنا بالعريضة ولا بالبيان ولكنّها تحلّ باستعمال الوسيلة النّاجعة للترويض، ترويض من تخلّوا عن مهمّة العقل!… ولست أراني قد دعوت بهذا إلى عصيان مدني – كما قد ينتبه « وطنيّ » إلى ذلك فيطالب بمحاكمتي كما فعل من قبل – ولكنّي قد دعوت إلى تصرّف هدفه تمدين من حاد عن المدنية… وبدون ذلك سنظلّ نعايش الخوف ونوفّر الأرضية الصالحة لانتعاش الظالم والفاسد حتّى يعمّ الخبث!…    عبدالحميد العدّاسي  


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين شريان الحياة
تونس في 24 ديسمبر 2009-7 محرم 1431  

هند الهاروني
 
حديث قدسي : عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله تعالى يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استقيتك فلم تسقني قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي ». قال الله تعالى : »وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ -البقرة :281 و قال سبحانه و تعالى : »وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً »-الإسراء: 70. يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ- الحجرات : 13. قوله تعالى :  » إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا  » –الكهف : 30 قال رجل لعمر بن عبد العزيز : »اجعل كبير المسلمين عندك أبا، وصغيرهم ابنا، وأوسطهم أخا، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه ». قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : »من أصبح و همه الدنيا , فليس من الله في شيء , و من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم , و من أعطى الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منا  » .  وقال عليه الصلاة و السلام  في  حديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه : » مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه  » .- صحيح البخاري كما قال صلى الله عليه وسلم : » ليس منا من بات شبعان وجاره جائع  » وقوله أيضاً  » خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره « . – الترمذي. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، العظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما ، قذفته في النار « .  رواه أبو داود ( وكذلك ابن ماجه واحمد ) . بعد السلام، يسعدني كثيرا أن أتقدم بتحية شكر و تقدير و احترام إلى كل من يحترم الذات الإنسانية أينما كان و في هذه المناسبة أخص بالتحية قافلة شريان الحياة و على رأسها السيد جورج قالاوي النائب في البرلمان البريطاني و المشرف على قافلتي شريان الحياة و التين سيتضاعف عددهما مستقبلا إن شاء الله و إلى الفريق الذي يصاحبه  في هذه الرحلة إلى غزة و الذين نتمنى حقيقة أن نكون معهم و مثلهم في القيام بعمل رفيع كهذا منزلته عند العباد عظيمة و عند الله أعظم لكسر الحصار على غزة  و تقديم نصيب من الاحتياجات الإنسانية تزامنا مع مرور سنة على عدوان الصهاينة الهمجي على العباد و النبات و الهواء و الماء و البناءات بالمحرقة الكيميائية، جريمة الإبادة الجماعية التي شهدت عليها الإنسانية بأكملها، كان ذلك أمرا يشبه الخيال و كنا نشاهدها مباشرة على القنوات الفضائية حقيقة و كنا نرى صور الشهداء و الأشلاء « بالجملة » و خاصة العدد الهائل  من الشهداء الرضع  فضلا عن الأضرار الأخرى التي لم تتمكن الفضائيات من تغطيتها نضرا للمخاطر الجسيمة التي كانت تواجهها آن ذاك. و منذ تلك اللحظة وسيد الموقف هو المماطلة و المماطلة ظلم و عدوان و قد قال نبينا محمد صلى الله عليه و سلم : : » أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ». فما بالنا إذا ما تعلق الأمر بحقوق شعب كامل و أرواح أبيدت و أخرى اعتدي عليها و لم توفى حقها بعد. الشهداء رحمهم الله و أدخلهم فسيح جنانه و كان في عون عائلاتهم و المرضى و المحرومين من مسكن و بيت و مدرسة و علاج و حياة إنسانية كريمة و آمنة أي تتوفر فيها جميع الحقوق البشرية لهم الله ثم الضمائر الحرة لتمكينهم من حقوقهم  المغتصبة كاملة  أما الكرامة فهي و لله الحمد القيمة الدائمة لدى أهل غزة و بها سينتصرون بإذن الله على عدوهم المحتل الغاصب. الحال الآن : -شتاء بارد و قاس و ما يتطلبه ذلك من مستلزمات سكن و تدفئة و تغذية و علاج و غيرها من أبسط مقومات الحياة البشرية. -شهدنا تأجيل تقرير غولدستون -لم نشهد عملية إعمار القطاع -لم تفتح المعابر في غزة -عزل مع الجانب الفلسطيني في الضفة الغربية -الحصار متواصل كما كان الحال قبل إقدام الكيان الصهيوني على جريمة الحرب في القطاع – سيبنى جدار فولاذي عازل بين مصر و القطاع بالإضافة إلى الحصار مع قطاع غزة -سمعنا عن غرائب أخرى يقوم بها الصهاينة : يتلاعبون بأجزاء بدنية للفلسطينيين الشهداء و الموتى -الاستيطان يقوى -المستوطنون لا يكتفون بترحيل الفلسطينيين من بيوتهم بل يؤذوهم و في نابلس شهدنا عملية اعتداء مستوطن على مسجد بحرقه -إلى جانب غربة اللاجئين في تهجيرهم عن أرضهم أرض فلسطين – والسجناء الفلسطينيين  بالآلاف في سجون الاحتلال  -والأزمة الاقتصادية العالمية و غيرها … بالله على كلّ بشر منّا كيف يتواصل الحصار بجميع أنواعه على شعب فلسطين و بالخصوص على قطاع غزة، جدران و معابر مغلقة و شعب يموت موتا بطيئا فحتى هذه القافلة و غيرها من القوافل إنما هي مساعدة قيمة و لو أننا  قا رناها : -أ- بحجم الخسائر و الحصار القاتل للناس و الحيوانات و النبات في قطاع غزة لكانت هذه المساهمة القيمة تعتبر محدودة  جدا أمام شدة المعاناة التي يعيشها شعب بأسره -ب- و لمن يتفرج عليهم من ناحية أخرى و لا يقدم شيئا رغم استطاعته فإن مقاومة هذه القوافل تعتبر عملا « جبارا » و خطوة إنسانية و رافضة للعدوان و الاحتلال و معلنة عنه  بخطوات عمليّة يحترمها الناس و يباركونها  -ج- و مقارنة بمدى تطبيق نصوص المواثيق الدولية على مستوى مدى احترام حقوق الإنسان فإن الكثير لم يطبق لينصف شعب غزة و القطاع ككل فضلا عن فلسطين عموما. و لأن الإنسانية و رفض الاحتلال و مقاومته و التوق إلى الحرية قيما لا تفنى أبدا، فإن العزيمة جعلت الأصدقاء و الإخوة و الأخوات في قافلة شريان الحياة يتحدون المسافات الطويلة  و تنطلق قافلتهم من بريطانيا عبر البر و تمر ببلدان أخرى حتى تتوصل إلى إيصال ما تمكنت من جمعه من مساعدات إلى غزة، ثمرة جهود  مضنية  لترى البسمة الصادقة و الفرحة ترتسمان على وجوه الغزاويين لأنهم شعروا حقيقة بأن هنالك من يقف إلى جانبهم و يزورهم في حصارهم الذي منع عنهم الزوار من خارج القطاع المعزول و المحاصر. الرحمة هي أساس التعايش و المحبة و الإنصاف بين الناس و « ارحم من في الأرض، يرحمك من في السماء » و لكم الله إخوتنا في غزة على ما تتحملونه من مشقة و الله لا يتخلى عن عباده المخلصين و بإذن الله تصل قافلة شريان الحياة و نتمنى على الله هذا المرة أن نراها تدخل القطاع دون أي تأخير فالناس في القطاع في حاجة ماسة إليها.  


إضراب بشركة « الفولاذ » ببنزرت يوم 5 جانفي


حرر من قبل التحرير في الخميس, 24. ديسمبر 2009 أفادت مصادر نقابية أنّ حوالي 1000 عامل يشتغلون بشركة الفولاذ ببنزرت قرروا بالتنسيق مع الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت إضرابا عن العمل يوم 5 جانفي2010. ويطالب عمال المصنع بالحسم في مسألة المفاوضات الاجتماعية التي يماطل الطرف الإداري في عدم إنهائها إلى جانب مسائل تخص الأوضاع الاجتماعية للعمال. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 24 ديسمبر 2009)


عروش المقادمية يطالبون بإعادة النظر في تكوين مجلس التصرف في الأراضي الاشتراكية  

حرر من قبل الهادي ردّاوي في الخميس, 24. ديسمبر 2009 تشتكي مجموعة عروش « المقادمية » بقفصة من عدم تشريكهم في مجلس التصرف في الأراضي الاشتراكية الموجودة شرق مدينة قفصة على طريق صفاقس والتي هي على ملكهم ومحلّ نزاع مع عروش أخرى. وكشفت مصادر خاصة أنّ مجموعة المقادمية كانت قد وجهت منذ 2006 إلى صائفة 2009 عديد العرائض إلى المسؤوليين الجهويين ووزير الداخلية وحتى مسؤولي الحزب الحاكم بولاية قفصة دون أي ردّ أو تدخل لحل القضيّة.  ووفق العريضة التي حصلت كلمة على نسخة منها، تطالب مجموعة المقادمية المتكونة من أولاد صالح وأولاد منصر وأولاد حمد وأولاد محمد وأولاد بوضياف وأولاد بلقاسم ، بالتدخل لتحيين وإعادة تكوين مجلس تصرف لمجموعة المقادمية خاصة وان قطعة الأرض التي تمسح قرابة 140هكتارا والتي هي على ملك المجموعة ومحل نزاع مع أولاد شريّط لم يقع التطرق لها في اجتماع مجالس التصرف السابقة بسبب غياب من يمثلهم فيه. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 24 ديسمبر 2009)  


« منتدى الفكر المعاصر » يُناقش علاقة الدولة بالمجتمع المدني

 


طرح المؤتمر الثامن والعشرون لمنتدى الفكر المعاصر مسألة هامة في مسار تحديث مجتمعنا التونسي والمجتمعات العربية عموما هي علاقة المجتمع المدني بالدولة. وشارك في المؤتمر الذي انعقد يومي 11 و12 ديسمبر الجاري  بدعوة من مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات ، وبالشراكة العلمية مع مفوضية والوني بروكسال في تونس، عدد كبير من الجامعيين من بلجيكا والجزائر والمغرب وتونس والولايات المتحدة ولبنان، كما حضرته عدة شخصيات تونسية ومغاربية ودولية من جامعيين وإعلاميين أثروا النقاش بمساهمات ذات مستوى.   وركز الأستاذ عبد الجليل التميمي كلمته الافتتاحية على رهانات الديمقراطية وعلاقاتها العضوية بالتنمية المستدامة وارتباطهما بمفاهيم فعالية المجتمع المدني والشفافية والمشاركة الشعبية ونجاعة الحاكمية، « وهو ما يدعونا كما قال للمطالبة بتعميق الانفتاح السياسي، ولو بخطى وئيدة في فضائنا المغاربي ».   وخلال ثماني جلسات علمية ألقيت ثمانية عشر محاضرة تناولت عدة محاور نذكر منها على سبيل المثال حاجة البلدان العربية مغربا ومشرقا إلى التنمية المستدامة على ضوء تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية البشرية، الذي حدد جملة من العناصر اعتبرها مؤشرات دالة على هشاشة البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المنطقة العربية اليوم. وفي هذا الإطار استعرضت بعض الأوراق الدروس التي على العرب الاستفادة منها بعد انهيار الأنظمة الشمولية السابقة وتبنيها أنماطا سياسية ذات مسحة ليبرالية لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، إذ أكدت جل المداخلات على عدم توفر العدالة في توزيع الثروة بل قادت السياسات المُتبعة إلى تفشي الأمراض الاجتماعية وتدهور نظام القيم والسلوك الفردي والجماعي. وتمت الدعوة إلى فك الارتباط مع الخارج، وبناء استراتيجية تنموية عربية جديدة تشجع الاعتماد على النفس والتركيز على أهمية الترابط الوثيق بين التنمية المستدامة والديمقراطية. كما تطرقت إلى ظاهرة الفساد وتأثيرها السلبي على التنمية الاجتماعية والاقتصادية ودورها في تبذير المال العام وعلاقتها بتعطيل المسار الديمقراطي والأداء السياسي الجيد، إذ أن الفساد يخلق بيئة وشرائح تحول دون اتخاذ القرار السياسي الفاعل في اتجاه إرساء الديمقراطية. ورصدت بعض الأوراق التجربة البلجيكية التي تبنت منذ سنة 1976 قانونا لدعم الجمعيات الديمقراطية على اختلاف تياراتها بما فيها تلك التي كانت معارضة للسلطة. واستفادت الجمعيات المغاربية من هذا القانون، إذ تمحورت نشاطاتها حول التربية والتكوين وتفعيل الحياة الاجتماعية والثقافية لكل شرائح المجتمع المغاربي ببلجيكا، وهي خطوة نحو  تعزيز الديمقراطية بمحاربة الفروق الاجتماعية ومنح الفرص للجميع مهما كانت اختلافاتهم العقائدية والاجتماعية. وفي ختام الجلسات قرر المشاركون في المؤتمر أن يكون محور الدورة المقبلة من منتدى الفكر المعاصر هو « حرية الصحافة والإعلام في المغرب العربي ». جمال الشرادي
 
عن الطريق الجديد


الأزمة التونسية ومقاومة المجتمع المدني

توفيق المديني ليست الأزمة التي يعيشها الحكم التونسي غير نتاج مباشر للسياسات الخاطئة التي انتهجها الرئيس بن علي منذ مجيئه إلى السلطة، حين طرح مشروعه التعددي، بمنأى عن إشراك قوى المجتمع المدني، وبمنأى عن الحرية و الديمقراطية وتوافقاتهما.  كما أن تفاعل الحكم التونسي مع الظروف العالمية المعاصرة وما يتبعها من عولمة، وتطور تكنولوجي وإقتصادي، وانتهاج إقتصاد السوق، لا يعني أن تونس أصبحت تنعم بالتعدديةالسياسية ، بل إن هذه الأخيرة استخدمت لإضفاء الشرعية على نظام الحكم والمحافظة عليه.  وبات واضحاً الآن أكثر من أي وقت مضى أن أي تغيير عميق في هيكل الحكم أمر ليس منوياً القيام به،  كما أنه من المستحيل الحديث عن الديمقراطية في تونس كما تروج لذلك السلطات التونسية  ، في بلد لا تتوافر فيه شروط المجتمع المدني من حريات وتعددية سياسية، وقضاء مستقل، وسلطات تشريعية وتنفيذية منفصلة عن بعضها، وتصب كلها في اتجاه المواطن والبلد. الحكم في تونس، لم يختره المواطنون التونسيون اختياراً حراً وطوعياً، يستند إلى سيرورات إنتاج السلطة ديمقراطياً، إذ  يحتكر الممسكون بالسلطة  بمصادر القوة والثروة والمعرفة، وحولوا  بنجاح ملحوظ المجتمع التونسي وحتى الدولة إلى هيكليات مفرغة من أسباب القوة ومتطلبات النهوض بعد ما تم تطهيرها من المقومات التي تتأسس بها المجتمعات والدول الحديثة. لا تريد السلطة التونسية ، ولا تستطيع تغيير معادلات واقع أقامته بشق الأنفس، وأسست وجودها بكاملها عليها:  وهي لا تريد ولا تستطيع إجراء إصلاح جدي لأحوال المجتمع التونسي، بسبب فقدانها لأي مشروع سياسي ومجتمعي، وبسبب التوازنات الشديدة الحساسية التي تنظم حركتها وعلاقاتها بها، وتجعلها مهددة في أي وقت بالانهيار وآيلة إليه إن هي مست بها.  فليس من مصلحة السلطةالتونسية إذا استبدال أي ركن من بنيانها، لا سيما أن هذا كان على الدوام مصلحة إمبريالية عليا. لقد انعكست أزمة السلطة التونسية على منظمات المجتمع المدني: الاتحاد العام التونسي للشغل، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وجمعية المحامين الشبان، والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، ونقابة الصحافيين ،فعاشت هذه المنظمات ولاتزال أسوأ أيامها بسبب الحصار الأمني ، وظروف الأزمة السياسية، والمحاصرة الإقتصادية، والمحاصرة المعلوماتية أيضاً بسبب الرقابة الحكومية الصارمة على حرية تدفق المعلومات ومناخ التهديد السائد في تونس. اتسمت العلاقة بين السلطة التونسية والمجتمع المدني في تونس بطابع عدائي، والسبب في ذلك أن الثقافة السياسية الشمولية  لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، والمهيمن على السلطة، والمتمتع بكل الامتيازات، يشكل عقبة حقيقية في طريق التحرر السياسي، لأنه يبحث دائماً عن حماية مصلحته المؤسسة، على كونه مصدر القوة للحكم القائم، الذي لا يريد أن يقتسم السلطة مع قوى المجتمع المدني. وعلى الرغم من هذه الصورة القاتمة التي هيمنت على المشهد السياسي التونسي، إلا أن قوى المجتمع المدني استمرت في الدفاع عن مؤسساتها، وفي المطالبة بحقوقها، وبإمكانية الفعل السياسي، مع ملاحظة تراجع دور تنظيمات لعبت في السابق دوراً فعالاً، مثل الاتحاد العام التونسي للشغل، والروابط المدنية، والأحزاب السياسية اليسارية. يتزايد عدد المعارضين من كل الأطياف السياسية المطالبين » بديمقراطية جذرية « تحترم فيها دولة القانون وحقوق الإنسان في تونس. فقد ارتفعت الخطابات الاحتجاجية الصارمة الآونة الأخيرةعقب انتهاء الانتخابات الرئاسية و التشريعية ،والمحاكمات السياسية للصحافيين ، وأعلنت عن عدم رضاها على الأوضاع القائمة، بلغة سياسية قوية، حين هاجمت الحكومة التونسية واعتبرتها المسؤولة عن حالة الانغلاق السياسي التي تعاني منها البلاد، ودعتها إلى إحداث انفراج سياسي عاجل قبل أن تقع في البلاد انفجارات غير محمودة العواقب، بسبب الاحتقان الشديد بين الحكم ومعارضيه. ويعتقد هؤلاء المعارضين أن الوقت حان لإدخال إصلاح ديمقراطي جذري على الدولة التونسية، يتطلب أسلوباً سياسياً جديداً ومستعجلاً، في وقت غدت فيه المجتمعات المتقدمة تخضع لظاهرة لا عهد للمجتمعات بها من قبل، إنها الثورات الثلاث: التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية وما أحدثته من تغيرات جذرية.  فقد أحدثت ثورتا الإعلام والاقتصاد أزمة في مفهوم السلطة، فبعد أن كانت هذه الأخيرة حتى عهد قريب عمودية أبوية مهيمنة على المجتمع المدني، أخذت اليوم تزداد أفقية، طبقاً لتركيب شبكي وتوافقي، وفي ذلك تغيير جذري لهوية السلطة وممارساتها. في الفترة الأخيرة ،اهتزت السلطة التونسية بسبب الحملات الإعلامية و السياسية الغربية عامة ، والفرنسية خاصة ، المنددة بالقمع الذي يتعرض له نشطاء حقوق الإنسان في تونس،  وبأوضاع الحريات السياسية التي تعيش حالة من الاحتضار، فغاب التفاخر التونسي بالنجاح في التحول إلى حجر زاوية التعاون المتوسطي، التفاهم العربي – الأوروبي، وغاب التفاخر المألوف بالتجربة التحديثية في التعليم ذات الطابع »الجمهوري «، بالمعنى التأسيسي الذي تحمله أفكار فلاسفة الأنوار، والمعتبرة ثانية كبريات »الثورة المدنية التونسية « بعد إقرار وتطبيق قانون الأحوال الشخصية التونسي الفريد في المنطقة العربية بما يمنحه من حقوق للمرأة، وأنهما التعليم والقانون، عماد العلمنة والعصرنة والتماسك الاجتماعي، يضاف إليهما النجاح الاقتصادي المستند إلى دينامية الصناعات الصغيرة، وليس إلى قطاع السياحة والخدمات المرافقة فحسب.  وكل هذه ملامح التجربة التونسية الحديثة التي بدت قادرة على تجاوز تعثر مثيلاتها في المنطقة العربية، بل انقلاب سواها على نفسه أحياناً. ومع كل ذلك ، لا تريد السلطة التونسية الاعتراف بأن الاستمرار في نهج الانغلاق السياسي لن يثمر سوى مزيد من الاحتقان ومضاعفة الاحتجاج في الداخل والخارج بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وقمع الحريات. ففي تونس يبدو أن الواقع الأليم قابل لإعادة الصيانة بوساطة خطاب سياسي منغلق، ولغة خشبية، لا بوساطة خطاب سياسي منفتح ولغة عقلانية تقتضي التأويل والتفسير، وهو ما يفترض التحليل والتفكيك وإعادة التركيب. كاتب من تونس   (المصدر:صحيفة أوان(يومية-الإمارات)بتاريخ 25 ديسمبر 2009 )
 


في الذكرى الثالثة لوفاة الدكتور محمد فرحات

 


في يوم 18 ديسمبر 2009 ، حلت الذكرى الثالثة لوفاة المرحوم د. محمد فرحات او بالأحرى سي حمادي ، كما دأب على تسميته أصدقاءه و زملاءه و مرضاه و كل الذين عرفوه من قريب أو بعيد و ما أكثرهم . لم يكن أحد يحتاج لإضافة اللقب ، فسي حمادي تكفي لتعريف الرجل و تغني عن كل زيادة لا أحتاج لتوصيف عمق الحزن الذي انتابني لأيام عديدة عندما بلغني نعيه ، فقد فقدت فيه أخا عزيزا على قلبي و صديقا حميما ، و فقدت فيه الأسرة الطبية التونسية جراحا بارعا يشهد له زملاءه و طلبته و مرضاه بحذقه صناعته حد الإتقان و فقد فيه الوسط الساحلي الذي اختار سي حمادي ان يمارس فيه مهنته منذ أول تخرجه و يعيش بين أحضانه، إنسانا مسكونا بروح خدمة الناس و نشر الخير و المحبة من حوله . و ربما أضاف البعض أنه كان أيضا مناضلا سياسيا عنيدا و حقوقيا صلبا ، و قد كان ذلك فعلا و لكن بغير المفهوم الشائع للنضال اليوم لان نضال سي حمادي ، الحقوقي أو السياسي ، لا مكان فيه للحسابات من اي نوع ، و لا للمنافسة من أي شكل  و لا يستند للايديولوجية أو منظومة فكرية و إنما كان نضالا بالفطرة و لغاية تكريس الكرامة لإنسانية  . عرفت سي حمادي بالشهرة سنة 1970 ، فقد كانت زوجته منيك أستاذة زوجتي في مدرسة الصحة بمستشفى فرحات حشاد بسوسة ، و هي التي كانت تحدثني عن الزوجين وعن علو أخلاقهما و تفانيهما في خدمة المرضى و الطلبة و السمعة الطيبة التي كانا يتمتعان بها في الوسط الطبي . و حدث في السنوات التالية ان التقينا المرات العديدة في مكتبة دار الكتاب ، لصاحبها المرحوم الطيب قاسم و التي كانت تمثل وقتها بلا منازع أهم محطة يلتقي فيها المثقفون من كل النزعات في مدينة سوسة ،يتحاورون  في أحداث الساعة أو في الآداب … حتى إذا ما اكتظ فضاء المكتبة بالواقفين و علت أصواتهم حد إزعاج حركة التجارة ، دعانا سي الطيب إلى مقهى تونس المجاور لنواصل النقاش و نبتّ فيما تنازعنا فيه  . هكذا بدأت علاقاتي بسي حمادي و استمرت على هذه الوتيرة ، لقاءات بما يشبه الصدفة في المكتبة أو المقهى المجاور حتى صيف سنة 1981 حيث مكنني الحدث السياسي من اكتشاف الرجل على حقيقته و في كل أبعاده و بكل شمائله . و تمثل الحدث السياسي في صيف 1981 قي اعتقال قيادة و أعضاء حركة الاتجاه الإسلامي و كان لسي حمادي الإطار التنظيمي القانوني الذي يمكن له ان يتحرك فيه . فقد أسس في سنة 1980 ، فرعا للرابطة التونسية لحقوق الإنسان بمعية  المرحوم علي الأرنووط و المرحوم الطيب قاسم و غيرهما . و قد بذل هذا الثلاثي جهدا منقطع النظير دفاعا عن المساجين و تتبعا لأحوالهم و اتصالا بمحاميهم. و كان سي حمادي المحرك لذلك النشاط و القاطرة لبقية العناصر ، و عنصر الاتصال مع العاصمة، حقوقيين و سياسيين ، فهو أصيل تونس ، منوبة تحديدا، و صهر أحمد المستيري و مقربا من حركة الديمقراطيين الاشتراكين . و قد كشف لي في أحد تلك الأيام سرا لا شك أنه حدد جانبا كبيرا من اختياراته في الحياة. روى لي سي حمادي أنه و بعد تخرجه و رجوعه إلى تونس  سمع ذات يوم نداء في الإذاعة الوطنية يطلب أطباء متطوعين للالتحاق بقافلة صحية متوجهة إلى إحدى جهات الريف التونسي ٍ فاستجاب للنداء و راح للشعبة الدستورية لتسجيل اسمه ، و استقبله المسئول بحفاوة بالغةٍ، و طلب منه بطاقة انخراطه في الحزب . و رد عليه سي حمادي بأنه لا ينتمي للحزب و ذلك لأسباب كثيرة منها العائلية ، كان مسئول الشعبة يعرفها . فقد كان سي حمادي حفيد المرحوم صالح فرحات العضو القيادي في الحزب الدستوري القديم . ولكن مسئول الشعبة أصرّ على أنه لا تطوع بدون بطاقة انخراط.. هكذا بكل  بساطة بدون بطاقة انخراط ، لا يمكن التطوع لفعل الخير أوهكذا أراد مسئول الشعبة الدستورية. غير أن سي حمادي سيجعل من حياته كلها تطوعا لفعل الخير و من طبه وسيلة لخدمة الناس  وبالخصوص الفقراء و المساكين و حصل أن وقعت له مشكل مع إدارة مستشفي حشاد سنة 1985 فقدم استقالته و قبلها الوزير الأول ٱنذاك و كان رد فعل الناس في محيطه ألاستشفائي عفويا و حازما حيث أعلن الأطباء و الممرضون و العمال في مستشفى حشاد (أكثر من 800 فرد) الإضراب و فوجئت الإدارة بشعبية هذا الزعيم الصامت فحاولت التراجع لكن سي حمادي لم يتراجع .. في سنة 1989 خاض سي حمادي تجربة سياسية لم يخترها. فقد ترشح للانتخابات التشريعية لذلك العام في دائرة سوسة  على قائمة حركة الديمقراطيين الاشتراكين و حرص أن يظهر في القائمة كمستقل و قد خلفت له هذه الإطلالة السريعة على السياسة مرارة كبيرة . و قد روى لي أنه زجّ به زجا في هذه الانتخابات لكن مرد مرارته أن الحركة  لم تكن على غاية الاستعداد لهذا الموعد فقد لاقت منذ البداية صعوبات جمة في جمع التزكيات المطلوبة .. المفاجأة انقطعت السبل بيننا لسنوات عديدة فقد كنت أتحاشى من منفاي مهاتفته خوفا من إحراجه و إن كان لا يبالي بذلك و ذات يوم من أيام ربيع سنة 1996 كانت المفاجأة السارة .. فقد حضر سي حمادي و منيك إلى باريس و هتف لي فطرت للقائه و بقينا ساعة كانت من أجمل ساعات حياتي. و ظهر لي يومها أن الزوجين قد توجا مسيرتهما الروحية بالانخراط في التصوف بعد زيارتهما في السنة السابقة مقام مولانا جلال الدين الرومي في مدينة كنيا بتركيا. كان ذلك آخر لقاء مع سي حمادي و إن كان قد سعى للقائي في آخر إقامة له بباريس سنة 2005 , غير أن ” محاسبا سياسيا” جحد عنه رقم هاتفي .. و وفاءا للصديق الوفي كانت زيارتي لقبره من أولى الزيارات لقبور من افتقدتهم طيلة هذه السنوات الطويلة. و يرقد الفقيد في مقبرة هرقلة, على رمي حجر من الدار التي صمم هندستها و بناها بكل ذوق على شاطئ هذه القرية منذ أكثر من أربعين سنة و قد غرست منيك على رأس قبره زيتونة ” يكاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار…” رحم الله سي حمادي فقد كان و سيضل ص رحا لا بد من كلمة عن منيك، و إن كانت ألحت علي في آخر لقاء بها، الشهر الماضيٍ أن لا أتكلم عنها تواضعا. لكني اضطر لذلك خشية أن لا تتجدد الفرصة و أيضا لتسديد دين. فمعذرة أيتها الأميرة. في السنة الماضية 2008 ، نشرت منيك كتابا صغيرا يعرّف بسي حمادي و يذكر الأصدقاء به .هكذا جاء في مقدمتهٍٍِ، و يحتوي الكتاب على كثير من الصور العائلية، تتصدرها صورة للزوجين الشابين في شارع سان مشال بباريسٍ، في منتصف سنوات الخمسين من القرن الماضي . و تؤرخ هذه الصورة لبداية رحلتهما الطويلة عبر الجغرافيا طبعا و لكن أيضا عبر الثقافات و العقليات و الصور النمطية و الأحكام المسبقة .. فالذين يعرفون بعض الشيء عن العلاقات بين الفرنسيين، أبناء الشعب الغالبٍ، و التونسيين، أبناء الشعب المغلوب، المرتبطين بالعقد الاستعماري في ذلك الزمان، يقرون بغرابة زواج الفتى التونسي بالفتاة الفرنسية وقتها. و الأمر يشبه المعجزة  في حال منيك. فهذه الفتاة منحدرة من عائلة فرنسية نبيلة. كان أبوها ” كنت “، و كاتولكي و تقتضي الأعراف في هذه الأوساط ألا تتزوج الفتاة خارج طبقتها الاجتماعية، و هاهي تخرق كل الأعراف و القيم و تتزوج من عربي مسلم منحدر من بلد مستعمر. طبعا حمادي فرحات لم يكن أي كان، فهو أيضا جمع المجد من أطرافه. وما يزيد تعقيدا بالنسبة لمنيك، أن أباها كان ضابطا ساميا في البحرية الحربية الفرنسية ، و البحرية سلك معروف بتمسك المنتمين إليه بقيم اجتماعية و أخلاقية و سلوكيات محافظة و حتى مع شيء من العنصرية تجاه الشعوب الأخرى، فما بالك  بالشعوب المستعمرة , ثم إن هذا الأب كان أحد رواد المقاومة الفرنسية للاحتلال النازي لفرنسا ، و رفيق الجنرال ديغول ! غير أني فهمت أخيرا سر هذه المعجزة، عندما أهدتني منيك كتابا* يعرّف بوالدها و بكفاحه و تضحيته ( فقد أعدمته السلطة النازية ). و قد كتبت في نص الإهداء الفقرة التالية “كان أبي ينزع للروحانيات و يهتم بدراسة الأديان و بالخصوص الإسلام و البوذية. و كان كلما نزل إلى القاهرة من الإسكندرية حيث قاعدة سفينته، يزور جامع الأزهر و يجلس الساعات الطويلة في قاعة الصلاة و يقول ” هنا أشعر أني في بيتي “. بيت الله كان بيته، و هذا كاف لفهم البقية و منها صنف التربية التي لقنها لأطفاله. أحمد المنّاعي 18-12-2009 *تحمل إحدى محطات المترو بباريس اسم هذا المقاوم : Honoré d’Estienne d’Ovres : Pionnier de la Résistance , éditions : France –Empire- Paris 1999 http://tunisitri.wordpress.com/2009/


الحق و القوة و استبطان خطاب الخضوع

طارق الكحلاوي ‘الحق مسألة تتعلق فقط بالمتساوين في القوة، وبينما القوي يفعل ما يستطيع فإن الضعيف سيعاني ما يجب عليه أن يعاني’ خطاب الأثينيين للميليين سنة 431 قبل الميلاد ‘القوة هي التي تصنع الحق’ نقلا عن سينيكا الأصغر (من بين آخرين) قبل سنة 60 ميلادية. في السنة السادسة عشرة للحرب البلبونيزية، مثلما يروي المؤرخ الأثيني توسيديد بقليل من الحياد، أرسلت الامبراطورية الأثينية التي بصدد التشكل في آخر القرن الخامس قبل الميلاد مبعوثها للشقيق اليوناني الأصغر، دويلة ‘ميلوس’. كانت رسالة المبعوث الأثيني شديدة القتامة والبرود أيضا، دعوة صريحة للاستسلام الكامل على أساس حجة وحيدة وهي التهديد بالإفناء الكامل. وهكذا وصلنا أحد أقدم النصوص المؤسسة لمنطق الامبراطورية عبر التاريخ. ليس من المهم في حقيقة الأمر ما إذا كان الحوار الشهير بيبن الأثينيين والميليين دقيقا أم لا أو حتى حقيقيا أم لا. لأن المحصلة التي صاغها القلم البارد لتوسيديد بكل عناية وفخامة والأهم من كل ذلك بدرامية تضاهي قطعة مسرحية يونانية كلاسيكية، إنما هي ذات الأفكار التي يستطيع خطاب الإخضاع الامبراطوري أن يستعملها في كل مكان وزمان. سيكون من السذاجة لأي كان أن يصدق في عصر ‘المجتمع الدولي’ أن الصراع الامبراطوري قد تلاشى تحت وابل شعارات ‘القوانين الدولية’. المؤسسات ‘الدولية’ الراهنة المنبثقة عن الصراعات الامبراطورية كانت ولا زالت بالأساس موجودة لتنسيق وتنظيم وكبح الصراع وليس لإنهائه، ومن ثمة الحفاظ على النظام الامبراطوري المعاصر وليس تعبيرا عن نهايته. غير أن بعض معطيات هذا الصراع تغيرت ومنها خطاب الإخضاع. لم يعد من ‘اللائق’ مثلا التهديد الصريح بالإفناء الكامل حتى في حالة الممارسة الواقعية للإفناء أو ما يشبهه. تم إخضاع خطاب الإخضاع وفقا لمعايير أكثر نعومة تتخفى ولا تتكشف، تنتهج البراءة ولا تحبذ التوحش. وفي الوقت الذي كان يمكن فيه لسينيكا الأصغر وقت تصنيع النموذج الامبراطوري الروماني في القرن الأول للميلاد أن يكرر بكل دعة ودون مساحيق الحكمة الامبراطورية بامتياز ‘القوة هي التي تصنع الحق’ (وليس العكس) فإن خطاب الإخضاع الراهن عاجز بكل معنى الكلمة عن النطق بذلك. ورغم ذلك لا يمكن تجاهل حقيقة أساسية: خطاب الإخضاع جزء لا يتجزأ من فعل وممارسة الإخضاع. وأقصى (وأيضا أقسى) تعبيرات الخضوع للإخضاع هو خطاب الخضوع المستنسخ لنسق خطاب الإخضاع. استحضرت كل ذلك وأنا أستمع لرئيس السلطة الفلسطينية (العاجزة تحديدا عن ممارسة ‘السلطة’) في حوار تلفزي هذا الأسبوع عاود فيه بنبرة من الثقة الكبيرة وحتى السخرية أحيانا التأكيد على رؤيته لوضع الصراع الراهن. ليس المشكل هنا فداحة الخطب الذي يجعل السخرية اختيارا سمجا وليس لأن الثقة المفرطة في التعبير عن رؤية ما تعكس هشاشتها أكثر من عمقها، بل المشكل بالأساس في أن السيد عباس لا يقبل أن يناقش مسألة ‘الحق’ بدون إخضاعها لمسألة ‘القوة’ بمعناها الكلاسيكي. إذ عندما يقول رئيس ‘منظمة التحرير الفلسطينية’ بعد عشرات السنين من حمل السلاح ثم عشرات السنين من المفاوضات العقيمة (التي قاد بعضها بنفسه) أن ‘تسلح الانتفاضة الثانية كان أكبر خطأ ارتكبناه كفلسطينيين… لأن الاسرائيليين أقوى’ إنما في النهاية لا يسائل أشكال العمل المسلح الفلسطيني بقدر ما ينفي الحاجة إليه أصلا. هو في النهاية يدعو لإلقاء السلاح لأن الآخر أقوى. فقط، لا غير، نقطة إلى السطر. السيد عباس الذي يحبذ بين كل جملتين أن يذكرنا أنه شخص ‘واقعي’ و’عقلاني’ يطرح في المقابل خيار ‘المقاومة الشعبية السلمية’ كأنه بديل غير موجود وقائم يوميا منذ الانتفاضة الأولى في أقل الأحوال. ويطرح خيار المفاوضات في هذا السياق تحديدا دون أن يحدثنا عما استطاع هو تحديدا أن يحققه عبر ‘سلاح’ المفاوضات. كان سيكون من الواقعية والعقلانية بكل تأكيد لو قدم السيد عباس نقدا ذاتيا وجردا نزيها لتجربته التفاوضية. بكل تأكيد لا يمكن النظر إلى الموضوع بطريقة ‘إما أبيض وإما أسود’—‘إما مقاومة مسلحة وإما مقاومة سلمية’، أو ‘إما مقاومة أو مساومة’. لكن المصادرة الامبراطورية ‘القوة تصنع الحق’ ليست خاطئة تماما رغم كم سوء النوايا التي تتشبع بها، ومشكلة عباس أنه لم يستفد من أهم دروسها. تحقيق ‘الحق’ مسألة بلاغية إذا كان سيقتصر على الحجة الكلامية بما في ذلك الشعاراتية المجردة لـ’القانون الدولي’. ولن يتغير الأمر كثيرا لو يتم الاقتصار على ‘مقاومة شعبية’ لا تشعر الطرف الآخر المسلح من رأسه حتى اخمص قدميه بأن ‘قوته’ المستمدة من سلاحه لا يوجد إزاءها أي رادع. يستشهد الرئيس عباس (نقلا بشكل حرفي عن الرئيس أوباما) بنماذج ‘المقاومة المدنية السلمية’ لغاندي ومارتن لوثر كينغ. المقارنة مع تجربة المهاتما غاندي تتجاهل الطابع غير الاستيطاني والناعم نسبيا للاحتلال البريطاني. المقارنة مع تجربة النضال من أجل ‘الحقوق المدنية’ الأمريكية تتجاهل وضع التلاحم الواقع المتعدد الأعراق والذي كان دائما محركا أساسيا لسيرورة تحرير السود في الولايات المتحدة. ورغم كل ذلك ألم يجرب الفلسيطيني ‘المقاومة الشعبية السلمية’ بين سنتي 1948 و1965؟ ألم يجربها فلسيطينيو الداخل حتى نهاية الانتفاضة الأولى؟ ليس من الواقعية في شيء وليس من العقلانية في شيء انتقاء تجارب لا يمكن مقارنتها مع الوضع الفلسطيني لكي تصبح نماذج لـ’التحرير’. كما ليس من الواقعية ولا العقلانية في شيء تجاهل تجارب ‘المقاومة الشعبية السلمية’ الفلسطينية السابقة كأن عباس يقترح بديلا جديدا غير مسبوق. والمفاوضات اللانهائية بدعوى ‘اختلال موازين القوى’ تستبطن أمرا من إثنين: إما الوعي بعبثية أي مفاوضات بدون الخضوع الكامل وإما العجز عن فهم ديناميكية مفهوم ‘القوة’ ذاته. التفاوض المجرد من أي استعمال لكل إمكانات القوة ليس خيار الضعيف بل هو تحديدا خيار الضعيف الذي يقرر أن يتجاهل الواقع البشري المعاصر والذي لم يعد فيه من الممكن تحديد ‘القوة’ من منظار تكنولوجي وكمي مجرد. إذا كان على السيد عباس التحلي حقا بشيء من العقلانية والواقعية فعليه أن يعترف قبل كل شيء بأننا في عصر تدرس في أفضل أكاديمياته العسكرية ‘الحروب اللامتوازية’ (أي الحروب بين ‘القوي والضعيف’) وفق مبدأ أساسي وهو استحالة حسم حروب من هذا النوع على أساس عسكري. أي أن مصدر ‘القوة’ الرئيسي بالنسبة لـ’القوي’ في هذه الحالة أي المصدر العسكري هو منتف بالضرورة إذا قرر الضعيف حمل السلاح أيضا. في عصرنا هذا أصبح من الممكن لـ’قوة’ الضعيف أن تنمو وتخلق واقعا جديدا تصبح فيه المفاوضات خيارا جديا. صناعة القوة في هذه الحالة طريق اساسي لإقرار الحق. وبهذا المعنى نعم سينيكا الأصغر مصيب إلى حد كبير: ‘القوة تصنع الحق’. بدون شك لا يمكن تجاهل فاعلية ‘مقاومة شعبية سلمية’. غير أن تقييما نزيها وموضوعيا للتجربة الفلسطينية وتحديدا وفق المنظور الدولي والظروف الراهنة والتجربة البشرية لا يمكن أيضا أن يدعي بأي حال أن ‘المقاومة المسلحة’ خيار مضر أساسا مثلما يدعي باستمرار الرئيس عباس. هذا إذا كانت مجرد ‘خيار’ وليس نتيجة حتمية لا يمكن الفكاك منها وفقا تحديدا لحجم الممارسات العسكرية العدوانية للطرف الآخر. الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن القبول ‘الدولي’ وحتى الاقليمي لوجود عباس بالتحديد كخليفة للرئيس عرفات قائم أساسا على قبوله بركيزة أساسية لخطاب الإخضاع أي القبول بالخضوع المسلح الكامل. التجرد الذاتي من أي سلاح، ومن ثمة التجرد الكامل من تنمية ‘قوة’ الضعيف في اتجاه خلخلة موازين القوى ومن ثمة إقامة طريق واقعي وعقلاني لمفاوضات جدية ليس نهجا واقعيا أو عقلانيا. بل هو استبطان آلي من الضعيف لخطاب الإخضاع من دون الاستفادة من درسه الأساسي. غير أن هناك فلسطينيين آخرين فهموا أو بدؤوا يفهمون تعقيد طبيعة الصراع والحاجة لوسائل خلاقة. منذ أسابع قليلة أرسل لي أحد الأصدقاء رابط شريط فيديو لشاب نحيل جاء (مبعدا) أواخر الثمانينات إلى تونس يخطب في جمع من الطلبة التونسيين. كان ذلك مروان البرغوثي أحد قادة الحركة الطلابية الفلسطينية التي كانت رأس حربة الانتفاضة الأولى آنذاك. منذ ذلك الحين كان خطاب البرغوثي ينظر إلى الصراع بأبعاده الثلاثة هذه (مقاومة مسلحة/شعبية/مفاوضات) الذي صدم على الأرجح آنذاك المخيلة الثورية لمستمعيه. من الجهة الأخرى تتحدث حركة ‘حماس’ الآن عن ‘المقاومة الرشيدة’ ويمكن أن نستمع داخلها إلى أصوات لا تختلف جوهريا عن خطاب البرغوثي. خاتمة نص توسيديد كانت الخاتمة المعتادة للصراعات الكلاسيكية القائمة على مبدأ ‘الكثرة تغلب القلة’ في العصور ما قبل الحديثة. غير أن ذلك لا ينطبق على عصرنا الراهن. في خاتمة نص توسيديد نقرأ بكل برود: ‘الميليون استسلموا بعد حصار طويل للأثينيين الذين قتلوا كل الرجال البالغين وباعوا النساء والأطفال للنخاسين، ثم أرسلوا فيما بعد أثينيين للاستيطان هناك’. لم تعد تلك الخاتمة البديهية للصراعات الراهنة. على الرئيس عباس التوقف عن قراءة السيناريو الذي كتبه توسيديد وقراءة السيناريوهات الجديدة. ‘ أستاذ ‘تاريخ الشرق الأوسط’ في جامعة روتغرز الولايات المتحدة (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 ديسمبر  2009) رابط : http://is.gd/5ztJi
 


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في 19/12/2009 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلاميشكرا على العنايةالرسالة رقم 710 على موقع الانترنت

شكرا على العناية عندما يرفع الوزير السماعة و يهنئ المواطن بعيد الأضحى

 


قمة الأخلاق و التربية و التواضع عندما يرفع السيد وزير الصحة العمومية سماعة الهاتف و يبادر بتقديم تهاني عيد الأضحى المبارك السعيد للمواطن التونسي و المناضل الوطني فاعتبر ذلك مؤشر ايجابي و مظهر ديمقراطي و قمة الأخلاق و التواضع و الاحترام. و لا غرابة في ذلك فالرجل ينحدر من عائلة وطنية شريفة و أصيلة و متجذر و ذات مجد و عراقة و أصول. فهو ابن المناضل الوطني عبد العزيز الزنايدي رجل الوفاء و الكفاءة العلمية و الثقافة الواسعة و صاحب الأيادي البيضاء و الذي قدم خدمات جليلة للوطن و ساهم مساهمة فاعلة في بناء الدولة العصرية الحديثة و كان محل ثقة الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة. والابن كان نسخة من أبيه.. صادقا مخلصا لوطنه.. أمينا لرسالته.. و فيا لوطنه.. متجاوبا مع مشاغل المواطن.. متواضعا مع كل الناس.. يصغى للجميع… و يقابل الجميع.. و يتحدث مع كل المواطنين بتواضع و حياء و أخلاق.. و يسعى لمساعدة الفقراء و ضعاف الحال.. شانه شان الزعيم الطيب المهيري و زير الداخلية السابق رحمه الله الذي سخر حياته لفائدة المناضلين.. و خصص أوقاته لهم.. و جعل مسكنه مقرا لكل المناضلين الصادقين.. و مأوى لهم يصغى إليهم و يساعدهم. وما أحوجنا اليوم لعدد كبير من المسؤولين على غرار الزعيم الطيب المهيري الأخ.. الوفي الصبور المتواضع الفقير.. و الدستوري الأصيل .. صاحب الكرامة و الأنفة و الشهامة و عزة النفس.. و سجل على منواله السيد المنذر الزنايدي في العهد الجديد فهو نسخة طبق الأصل من الطيب المهيري رحمه الله. و نتمنى أن نظفر بعناصر أخرى في مستوى هذا الحجم الكبير من التواضع و الاهتمام بمشاغل المواطنين و الرد عن سؤالهم و العمل على إدخال البسمة و الفرحة و الانشراح على مشاغل و مطالب الشباب أصحاب الشهائد العليا و على رسائل المناضلين. و بهذه المناسبة السعيدة حلول راس العام الهجري أتقدم بجزيل الشكر و الثناء للسيد وزير الصحة العمومية.. و أعظم مشاعر التقدير و الاحترام و الإكبار و الفخر بأسلوبه و طريقة عمله و تواضعه مع الناس.. راجيا من الله أن يسدد خطاه و خطى كل المسؤولين الذين يسعون لإدخال الفرحة على أصحاب المشاغل بنفس الأسلوب الممتاز الذي يعمل به و زير الصحة العمومية. و هذا الأسلوب يدعم مصداقية العهد الجديد و يكرس توجهات سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي ماانفك يدعو ويحرص على دعم العناية بمشاغل المواطنين.
مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي 22.022.354


زكي مراد حياة الأسطورة


د. أحمد الخميسي   في 20 ديسمبر أحيي اليسار المصري في نقابة الصحفيين الذكرى الثلاثين لرحيل زكي مراد ، وامتلأت القاعة الضخمة من كل الأعمار بمحبي أسطورة مقاتل كان وهو في التاسعة عشر عضوا في  » اللجنة الوطنية للطلبة والعمال  » التي هزت البلاد من شمالها لجنوبها عام 1946 ، واعتقل في العام ذاته للمرة الأولى ، وحين غادر السجن وهب حياته التي امتدت بعد ذلك لأكثر من ثلاثة عقود لمن خرج إليهم : للبسطاء والعمال وفقراء الفلاحين . وحينذاك لم تكن قد شاعت بعد مدرسة تفتيت القضية الوطنية لكسر صغيرة كحقوق المعاقين وحقوق المرأة وغير ذلك ، ولم تكن قد انتشرت كالفطر السام دكاكين الدفاع عن حقوق الإنسان بأموال الأمريكان . وقدم زكي مراد وأبناء جيله العظام حيواتهم وأموالهم وباعوا أثاث بيوتهم واقترضوا وسجنوا وتحملوا تشريد عائلاتهم وتجويعها لكي يقوموا بدورهم كطليعة تنقل الوعي إلي الجماهير. في تلك السنوات كانت صفة المعارضين هي  » مناضلين  » وليس  » نشطاء  » ، وكانت القضية هي تحرر مصر من الاستعمار، وبناء صناعتها واستقلالها وجيشها الوطني وثقافتها ، وتطوير قدراتها العلمية وتعميق أحلامها بالعدالة والقضاء على الفقر والجهل . وقد مضى زكي مراد مع أحلامه هذه كتفا بكتف لأكثر من ثلاثين عاما ، محاميا ، ويساريا ، وشاعرا ، ورفيقا أنيسا بالضحكة والأناشيد لكل أصدقائه وأحبابه. تتعب الأحلام فيدفعها للأمام ، ويتعب هو فتنعشه أحلامه ليواصل الطريق . كان إحياء ذكرى زكي مراد إحياء لدور أبناء ذلك الجيل الذي بدأ كفاحه في الأربعينات ، وتعرض لأقسى مفارقة حين نكلت به الثورة التي عاش حياته يدعو إليها ويتمناها . في قاعة الاحتفال بنقابة الصحفيين كان يمكنك أن ترى كيف اجتذب مغناطيس أسطورة زكي مراد أناسا من كل الأعمار: فتيات من سن السادسة عشرة، رجالا فوق الأربعين، شبابا ، شيوخا ، ومثقفين من مختلف التيارات مثل محمد عبد القدوس والشاعر عبد القادر حميدة والمخرج أحمد اسماعيل ، والمهندس شوقي عقل، ود. عواطف عبد الرحمن . وفي مواضع متفرقة كانت تشع عيون أبناء الأساطير الأخرى : منى أنيس ابنة د. عبد العظيم أنيس ، وشهرت العالم ابنة محمود أمين العالم ، وممدوح ابن فوزي حبشي ، فتشعر أن تيارا كهربائيا يمتد من الماضي إلي لحظتنا هذه مرتجفا بفكرة أن أثر الأشياء الجميلة باق ومستمر في  إحياء ذكرى النوبي الجميل زكي مراد الذي لم يعرف محبوبة سوى مصر فتغني بها من صميم روحه . وفي القلب من كل ذلك كان هناك أبناء زكي مراد الأربعة : صلاح ، وصفاء المحامية ، ومحمد الممثل، وصابرين فنانة الزجاج الملون ، ينشرون في الاحتفال الدفء الذي ورثوه عن قلب الراحل الكبير . كنا في الستينات ونحن في سن الشباب نختلف كثيرا مع زكي مراد وأبناء جيله العظام ، وننتقدهم ، ونلومهم ، بشأن موضوع أو آخر.. الآن نتشمم عطر أولئك المناضلين ، ونفتش عنه بأرواحنا ، ولا نجد في حركة اليسار المصري شيئا يقترب من ذلك العطر المقدس الذي فاح طويلا بندى الفقراء والعمال والفلاحين ، نفتش فلا نرى سوى  » دكاكين  » لجنى الأموال ، بعد أن أصبح  » التمويل الأجنبي  » شريعة أي عمل  » تقدمي  » !    أحيانا إذا تحدثت عن الاستعمار والتحرر الوطني والقضية الاجتماعية والتزام الأدب بدور ورسالة يقول لي أحدهم بدهشة : لكن هذا كلام قديم ؟! . وأشعر على الفور بالخيبة ، ثم أقول لنفسي : لكن الشمس أيضا قديمة ، ووهج العشق قديم ، النهر قديم ، القمر ورغيف الخبز أيضا قديمان . هل يعني ذلك أن تلك الحقائق  » خطأ  » ؟ . ويحلق صوت زكي مراد كطائر تشبع جناحاه بالنور ويقول لي : من قال لك هذا الكلام الفارغ ؟ . أنا أيضا قديم ، وها أنت ترى كيف يجتمع حولي بعد ثلاثين عاما كل الأعزاء والأحباء ؟ أم أنك لا ترى ؟ . ويدور النوبي بعينيه في القاعة ثم يهمس ممازحا : أم أنك لا ترى؟ . ويرتد بكتفيه للخلف ويقهقه فتملأ ضحكته القاعة بالأمل .   ***   أحمد الخميسي . كاتب مصري Ahmad_alkhamisi@yahoo.com  


مصادر لـ «العرب»: 8 شخصيات فلسطينية ترفضها إسرائيل  

2009-12-25 القاهرة – صلاح جمعة  يتوجه وفد من حركة حماس برئاسة القيادي محمود الزهار إلى القاهرة اليوم، ومنها إلى دمشق للقاء قيادات الحركة بهدف حسم الموقف من العرض الإسرائيلي بشأن صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي جلعاد شاليط. وقالت مصادر فلسطينية، في تصريحات خاصة لـ « العرب » من القاهرة: إن إسرائيل أبدت في عرضها، الذي سلمه الوسيط الألماني في غزة أمس الأول الأربعاء، بعض المرونة والاستعداد للإفراج عن القائمة التي قدمتها حماس وتشمل 450 شخصا ما عدا 8 أسرى على رأسهم عبدالله البرغوثي وإبراهيم حامد وعبدالناصر عيسى وعباس السيد وحسن سلامة ومروان البرغوثي وأحمد سعدات وجمال أبو الهيجا، وإبعاد نحو 120 من ذوي المحكوميات العالية إلى خارج أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية. وأوضحت المصادر أن هناك خلافات داخل حركة حماس بين جناح (معظمهم من الداخل) يرى إنهاء الصفقة طبقا للعرض الأخير، فيما يري جناح آخر وعلى رأسه رئيس المكتب السياسي خالد مشعل عدم إمكانية تجاوز أي من هذه القيادات الكبيرة داخل حماس حتى لا تفقد الصفقة بريقها أو قيمتها. وأشارت المصادر إلى أن حركة حماس مصممة على الإفراج عن جميع من في القائمة، ولن تفرط في أي اسم من هذه الأسماء، فيما تقبل بمبدأ الإبعاد على أن يتم إلى الدولة التي يختارها الأسير، وليس كما تريد إسرائيل تحديد دولة أوروبية يذهبون جميعا إليها ويوضعون تحت المراقبة. وألمحت المصادر إلى أن الصفقة في ضوء الموقف المتشدد من قِبَل إسرائيل الرافضة للإفراج عن هؤلاء الـ9 والتي تعتبرهم من أخطر الأفراد على أمن الدولة العبرية وكذلك موقف حركة حماس التي تصر على الإفراج عن قائمة الـ450 بالكامل ولن تستثني أحدا، وإن كانت قد أبدت مرونة في موضوع الإبعاد يمكن أن تؤجل الصفقة عدة شهور. وقالت المصادر: إذا تمت الموافقة على العرض الإسرائيلي من قِبَل حركة حماس، سيتم إعلان الاتفاق من القاهرة وبعد الإعلان بـ24 ساعة سيتم تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة وهي الإفراج عن 450 أسيرا، وبعد تسليمهم للوسيط، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية يتم بعد ذلك تسليم شاليط إلى الجانب المصري. وأضافت أن المرحلة الثانية سيتم بمقتضاها الإفراج عن حوالي 550 أسيرا تحدد إسرائيل هويتهم كبادرة حسن نية تجاه الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبعد استلامهم من قِبَل الوسيط سيتم نقل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إلى إسرائيل. وقال مصدر مسؤول من حركة حماس إن الحركة سوف ترد على المقترح الإسرائيلي خلال أيام وحين تتم بلورة موقفها سيتم تسليمه إلى الوسيط الألماني. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 25 ديسمبر 2009)


«سي. آي. أي» تكتشف خطأ اتهامها «الجزيرة»  

 2009-12-25 وكالات  ربما خُدِع الأميركيون في عقر دارهم! حقيقة تفجرت بعد أن كشف مسؤولون في المخابرات المركزية « سي. آي. إي » سر مختص في البرمجة المعلوماتية يدعى دنيس منتغومري يعمل في الوكالة، ظل طوال سنوات يخدع المسؤولين بعد إقناعهم أنه طور مع زميل له برنامجاً يمكنه فك شفرة الرسائل التي يبعثها تنظيم القاعدة عبر برامج قناة « الجزيرة »، ويحدد لهم فيها المهام المقبلة، وتفاصيل عن رحلات جوية دولية قادمة إلى أميركا. ونقلت صحيفة « الغارديان » عن مجلة أميركية أوردت الخبر « أن تحليلات منتغومري أدت إلى إلغاء رحلات طيران من بريطانيا وفرنسا، ودفعت المسؤولين الأميركيين إلى التحذير من هجوم مدو يضاهي أحداث 11 سبتمبر ». وقد بنت الإدارة الأميركية معلوماتها تلك على ما أسماه وزير أمنها الداخلي (عام 2003) توم ريدج بـ « المصدر الموثوق »، وتكفي (مصداقية المعلومات) الصادرة عنه لرفع درجة احتمال تعرض البلاد لتهديد إرهابي، ووضع الجيش الأميركي على أهبة الاستعداد. غير أن انتشار الخبر في أوساط الوكالة جعل بعض مسؤوليها يشكك في مصداقية هذا المصدر، ليتمكنوا أخيراً من كشف زيف معلوماته بمساعدة المخابرات الفرنسية عام 2004. وقد سادت الشكوك بشدة حول مونتغومري عندما رفض الكشف عن الطريقة التي تمكن بها من العثور على « الكودات » التي يزعم أنه يكشف عبرها المعلومات، كما ازدادت عندما طلب 100 مليون دولار مقابل برنامجه. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 25 ديسمبر 2009)  


الـ «سي أي ايه»: زوال إسرائيل بعد 20 عاما حتمي

تونس – «الشروق» صدر أكثر من تقرير غربي، وعبري واكثر من شهادة من شخصيات بارزة كلها تؤكد ان الكيان الصهيوني الى زوال خلال العقدين القادمين. لكن اكثر تقرير مثير للجدل ولمخاوف الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك قادة الكيان الصهيوني هو التقرير الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ «سي اي ايه» الذي تضمن معطيات دقيقة قدمت للكونغرس على شكل وثيقة تحذير من تبعات الهجرة العكسية للمستوطنين ولرؤوس الأموال اليهودية، هجرة الى كل من أمريكا وروسيا ودول أوروبية. وسبق وأن حذر بحث اسرائيلي من عواقب تفكك الكيان كنتيجة حتمية لعدة عوامل منها الفساد والافراط في استخدام القوة بحق الفلسطينيين وأيضا الأزمات الداخلية السياسية والاجتماعية، والتراجع المحتمل للدعم الغربي، بمعنى أدق ان العزلة الدولية أمر وارد وهذا سيؤثر على الاقتصاد الاسرائيلي. الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي توقع بدوره انهيار الكيان الصهيوني بعد 25 عاما بسبب النمو الديمغرافي للفلسطينيين الحاصلين على الجنسية الاسرائيلية والمعروفين بـ «عرب 48» وبالعودة الى تقرير الـ «سي اي ايه» فان اكثر من مليوني اسرائيلي من بينهم 500 الف يحملون البطاقة الخضراء او جواز سفر سوف يتوجهون الى أمريكا خلال الأعوام الـ 15 المقبلة»، مضيفا ان حوالي مليون و600 ألف اسرائيلي يستعدون للعودة الى أوطانهم التي كانوا فيها قبل هجرتهم الى الأراضي المحتلة اي روسيا وأوروبا الشرقية والغرب». وشدد التقرير على ان تفاصيله تبعث على فرح وسرور المعارضين للصهيونية مشيرا الى أن المعلومات التي جاءت فيه تبشر بمواجهة اسرائيل نفس مصير نظام الفصل العنصري بجنوب افريقيا الا وهو الزوال المحتوم. واختتم التقرير بالتأكيد على أن المستقبل لم يحدد شيئا عن مصير اسرائيل الا ان بقاءها يكمن في رغبة النخبة والناس بالبقاء فيها وفي غير هذه الحالة فانها ستؤول الى الزوال». وبنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية توقعاتها على أساس المشهد الراهن وعلى قاعدة المعطيات المتوفرة. ولاحقا صدرت أكثر من دراسة تتحدث عن مؤشرات فعلية تجمع كلها على ان استمرار الوضع على ما هو عليه الآن في اسرائيل سيؤدي في النهاية الى تفكك الكيان وزواله. ودون الافراط في التوقعات بحسب ما جاء في الدراسات يعيش الكيان الصهيوني أزمات داخلية تنخر الأساس الذي قام عليه، أساس القوة والبطش لتثتبيت بقائه. وحسب بحث اسرائيلي نشر حديثا ادت عمليات المقاومة الفلسطينية والحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان صيف 2006 الى اصابة عدد لا يستهان به من الجنود باضطرابات نفسية الأمر الذي هز قيادة الجيش وأجبرها على متابعة حالات الانتحار وتكوين لجنة خاصة في محاولة للتقليل من حدة هذه الظاهرة. المعطيات التي نشرتها مراكز بحث اسرائيلية نقلا عن مصادر طبية عسكرية تشير الى أن الكيان الصهيوني نجح في التقليل من نسبة الانتحار الى نحو 50 % مما كانت عليه، لكن لا تزال هناك مخاوف من ارتفاع نسبة المصابين باضطرابات نفسية وعادت مسألة ارتفاع نسبة المنتحرين في الجيش الإسرائيلي وارتفاع نسبة المصابين باضطرابات نفسية بما فيها تلك التي طالت عملاء للموساد، الى الواجهة مجددا مع تسجيل حالات جديدة لم يكشف عنها الا أمس الأول. وتقول مصادر اسرائيلية ان اخطر ما في الأمر ان المصابين باضطرابات نفسية ينقادون طوعا للكشف عن معلومات سرية. والأمر لا يقف عند هذا الحد فثمة فساد كبير ينخر مؤسسات الكيان الصهيوني، حيث كشف مؤخرا عن تورط عدد من المسؤولين في قضايا فساد مالي واداري والأمر قد لا يبدو غريبا طالما ان الكيان قام أصلا على السلب والنهب. على صعيد العلاقات الخارجية والدعم الغربي، تقول التقارير ان اسرائيل تواجه لأول مرة منذ نشأتها انتقادات حادة، بسبب سياستها الاجرامية ومغالاتها في قتل المدنيين العزل تحت غطاء «الدفاع عن النفس». ولا يبدو أن هذه الخدعة ستنطلي مجددا على الرأى العام الدولي، فالكيان أصبح عبءا ثقيلا على الدول التي تدعمه، وأضر بسمعتها وجعلها عرضة للاستهداف. وثمة حقيقة مؤكدة وسط زخم هذه المؤشرات تعترف بها دوائر بحثية اسرائيلية هي أن المقاومة نجحت في استنزاف الكيان وارباكه في جميع المجالات. (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية الصادرة يوم 25 ديسمبر 2009)  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة