الجمعة، 20 فبراير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N 3195 du 20 .02 .2009

 archives : www.tunisnews.net


السبيل أونلاين : مشاهد فيديو من اضراب خمسة طلبة بمقر الإتحاد العام لطلبة تونس

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات فــــــــــــــــــــــي تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:عبد الوهاب معطر في مواجهة العقاب بالجباية

حــرية و إنـصاف:مهاجرون سريون يرفضون قرار الترحيل و يشتبكون مع الشرطة الإيطالية

العرب:60 جريحا في مواجهات بين الشرطة الإيطالية ومهاجرين رفضوا العودة إلى تونس

رويترز:منظمات حقوقية تونسية قلقة لاوضاع مهاجرين تونسيين بايطاليا

وات:تصريح لرئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية حول الاحداث المسجلة بمراكز الايواء بجزيرة لامبادوزا

ا ف ب:تونس تعرب عن قلقها حيال طرد المهاجرين غير الشرعيين من ايطاليا

د ب أ:رابطة حقوقية تونسية تتهم إيطاليا ب »التنكيل » بمهاجرين سريين تونسيين

السبيل أونلاين : سجناء الحوض المنجمي يضربون عن الطعام بسجن قفصة

الشباب الديمقراطي التقدّمي:سجين الرأي رشيد عبداوي يدخل في اضراب جوع

كلمة:الأحزاب تعوّل على الحكومة لإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان– فرع القيروان : إعــــــــــــــــلام

 اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

كلمة:أحكام استعجالية ضدّ مراسل كلمة بالشمال الغربي على خلفية عمله الصحفيّ

توفيق التواتي وراضي بن حسين وروضة الحمروني: بيـان إلى الـرأي العـام النقابـي و الوطني

إذاعة هولندا الدولية : المدونون التونسيون تحت وطأة الحجب

ايلاف:صحافة تونس تهاجم «فايسبوك» ونقاش حول إعادة حجبه

صابر التونسي : أتى الدور على الشاهدة الثانية

بشير الحامدي:الأساتذة الجامعيون ومهمة التنظّم خارج الإتحاد العام التونسي للشغل

مدونة:زياد الهاني:ما لم تقله صحفنا « الوطنية » حول ترتيب تونس في تقرير عالمي حول جودة الحياة

الموقف:بسام بونني:حــــــــــــــــــــديث الجمعة

هالة.د : هل يكذب الجميع ليصدق السيد الوزير؟

بيان مساندة من المؤتمر الناصري على إثر رفض النظام التونسي منح الترخيص لإصدار نشرية « الناصرية »:بـــــيان إعلامي

الأمين العام للاتحاد في حديث لـ«الصباح» «عندما نضجت الظروف قررنا عقد المؤتمر ولن أترشح مجددا للأمانة العامة»

الصباح::مذكرة لمديري المؤسسات التربوية:11 بندا يتعين على الأولياء والتلاميذ الالتزام بها

خميس الخياطي:تونس تفقد أحد أهم صحفييها، صالح بشير

كلمة:تراجع صادرات الزيت يهدد آلاف العائلات التونسية

عبد السّلام بو شدّاخ:مصالحة نائمة في انتظار مصافحة صادقة

الصباح:مائوية المسرح التونسي :لماذا يصر توفيق الجبالي على نفي مقولة «ريادية الحركة المسرحية في تونس»؟!

رويترز:معرض يحتفي بمعالم القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية

بشير العبيدي:بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم :اللغة هي أمّ .. والجنّة تحت أقدام الأمهات ..

ايلاف: لقاء تلفزيوني نادر مع الأديب الراحل الطيب صالح

 محمـد العروسـي الهانـي:اللفتة الرئاسية الكريمة لأعضاء اتحاد الكتاب والمبدعين لها انعكاسات على بقية شرائح المجتمع

عبد اللطيف ميراوي:المناضل والبيضة : خاطرة وحدوية ناصرية تعقيبا على رفض النظام التونسي الترخيص لجريدة « الناصرية »

الطاهر العبيدي:عندما يصبح الحـــــــــــــذاء شبهة..

عبد السلام الحاج قاسم:بعد محرقة غزة : الفلسطينيون مطالبون بالمصالحة.. والعرب بالتغيير.. والمحاكمة درس لإسرائيل

طارق الكحلاوي : في الإسلاموفــــــــــــــــــوبيا (1)

طارق البشري: نحو تيار أساســـــــــــــــــــــي للأمة

منير شفيق:أوباما يكـــــــــــــــــــرر بــــــــــــــــــوش

مصطفى الخلفي  :التيار الأمازيغي وأوجلان الكردي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


 

مشاهد فيديو من اضراب خمسة طلبة بمقر الإتحاد العام لطلبة تونس

 

السبيل أونلاين – تونس   لمشاهدة مداخلات الطلبة المضربين من داخل مقر اتحاد الطلبة بتونس انقرهنا – الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=lGFCrB0OKjA   زار مراسل السبيل أونلاين بتونس اليوم الجمعة 21/02 ، الطلبة المضربين بسبب طردهم من الدراسة ، وقام بالتسجيل معهم حول خلفيات اضرابهم ، وعاين الظروف الصحية السيئة التى يمرون بها بعد عشرة أيام منذ انطلاقته . وكان الطلبة الخمسة المطرودين وهم : محمد السوداني ، محمد بوعلاّق ، أيمن الجعبيري ، على بوزوزية ، وتوفيق اللواتي ، قد دخلوا في اضراب مفتوح عن الطعام منذ 10 فيفري 2009 ، بمقر الإتحاد الكائن بنهمج نابلس بتونس العاصمة ، وذلك من أجل المطالبة بحقهم في الترسيم والدراسة ، وجاء الطرد على خلفية نشاطهم النقابي بالإتحاد العام لطلبة تونس .   وما تزال سلطة الإشراف تتجاهل مطالبهم وتغلق أمامهم أبواب الحوار ضاربة عرض الحائط حقهم المشروع في الدراسة ، وقد عبّروا على اصرارهم مواصلة الإضراب حتى تحقيق مطالبهم مهما كلفهم ذلك من متاعب وأخطار .   من زهير مخلوف – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 20 فيفري 2009)  

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 صفر 1430 الموافق ل 20 فيفري 2009

أخبار الحريات في تونس

1)    الاعتداء بالعنف الشديد على مساجين الحوض المنجمي بسبب دخولهم في إضراب عن الطعام: تعرض مساجين الحوض المنجمي المعتقلين بسجن قفصة إلى الاعتداء بالعنف باستعمال العصي و الهراوات على أيدي أعوان الطلائع بعد دخولهم في إضراب عن الطعام منذ يوم الخميس 19 فيفري 2009 احتجاجا على الوضعية المأساوية التي يعيشونها و المعاملة السيئة التي يلقونها بالسجن المذكور. فقد ذكرت عائلة السجين رشيد العبداوي بعد زيارتها له اليوم أنها وجدته في وضعية سيئة جدا بعد هذا الاعتداء و نتيجة للوضعية السيئة التي يعيشها من اكتظاظ و انعدام للأسرة و ظروف قاسية. 2)    تواصل اعتصام الطلبة المطرودين: يتواصل الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يشنه الطلبة المطرودون من الجامعة بالمقر المركزي للاتحاد العام لطلبة تونس لليوم العاشر على التوالي دون أدنى إشارة من سلطة الإشراف تدل على الاهتمام بالموضوع ، فيما يتواصل الدعم المعنوي للمضربين عن الطعام من مختلف مكونات المجتمع المدني في ظل محاصرة مستمرة للمقر الإضراب و منع لعديد الوجوه الحقوقية و السياسية من الدخول للاطمئنان على صحة المضربين. 3)    عبد الله الزواري يحرم من أداء صلاة الجمعة: حرم السيد عبد الله الزواري من صلاة الجمعة بفعل الحصار الأمني الذي استهدف منزله الكائن بحاسي الجربي من ولاية مدنين و الذي يتواصل منذ يومين.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  
 

لا للقمع الجبائي ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر  » الحرية لجميع المساجين السياسيين »   « الحرية للدكتور الصادق شورو » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 20 فيفري 2009

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:عبد الوهاب معطر في مواجهة العقاب بالجباية

 

تشن السلطات التونسية منذ أشهر حملة منظمة ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر نائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، بقصد تجريده من أملاكه وتفقيره عقاباً له على نشاطه الحقوقي والسياسي المعروفين محلياً ودولياً، فقد تراكمت العقوبات المالية ضد الأستاذ معطر بصورة لافتة لاسيما بعد أن قامت إدارة الجباية ودون إنتظار قرار المحكمة، بإجراء عُـقلة توقيفة على الحساب البنكي للأستاذ معطر يوم 12 سبتمبر 2008 ، ثم عُقلة تنفيذية على سيارته و سيارة نجله في 10 أكتوبر 2008 ثم في 24 جانفي 2009 بعقلة تنفيذية على محل سكناه. وما يزيد الطابع الكيدي وضوحاً في إستهداف الأستاذ عبد الوهاب معطر،أن إدارة الجباية تعمدت تجاهل كل الوثائق والحجج القاطعة التي تثبت أن المبالغ المشكِلة لقاعدة الأداء لسنتي 2004 و2005 لا تعود إليه وإنما لحرفائه ( أحكام ومحاضر تنفيذ للعدل المنفذ و شيكات سحب وشهادات خلاص الحرفاء). كما لم تلق مطالب الصلح التي تقدم بها لدى المدير العام للأداءات بتونس أي عناية، بخصوص محضر في عدم مسك دفتر مرقّـم ومؤشر عليه رغم أنه لا يترتب على عدم مسكه مخالفة ولا حجيّة لهذا الدفتر بالنسبة  للمحامين الخاضعين للنّظام التـّقديري على الأرباح، فضلاً عن شروع إدارة الجباية في التنفيذ على مكاسب الأستاذ قبل صدور حكم نهائي . وسبق للسلطة أن استهدفت الأستاذ معطر في مرات سابقة كان أبرزها حرق سيارته سنة 1992 لمّا كان يرافع أمام المحكمة العسكرية في قضية الإسلاميين و أعادت الكرة بمناسبة  قضية الطعن في الإستفتاء الخاص بـ«التحوير الدستوري الجوهري » فمباشرة بعد مرافعته بالمحكمة الإدارية يوم 18 جوان 2008 وصلته رسالة من إدارة الجباية تطالبه بدفع مبلغ232.530.855 دت ، وهي إشارات تزيد في وضوح رغبة السلطة في إستهداف الأستاذ معطر قصد تصفية حسابات ظاهرها الجباية وحقيقتها .. السياسة و حقوق الإنسان ..،لاسيما وأن مثل هذه الرسائل المتزامنة كانت تعْضُدها دائماً رسائل من مجهول تصل إلى البريد الإلكتروني الخاص بالأستاذ (أنظر الملحق). والجمعية إذ ترى في هذه المظلمة التي يتعرّض لها الأستاذ عبد الوهاب معطر سابقة فاقت ما دأبت عليه السلطة من عقاب بالجباية  طال عددا من رموز المجتمع المدني في تونس فإنها تخشى أن تكون تلك الإنتهاكات مؤشرا على رغبة من السلطة في سلب إدارة الجباية حيادها المفترض وتحويلها إلى أداة لمعاقبة النشطاء. كما تذكّـر الرأي العام المحلي والدولي أن الأستاذ عبد الوهاب معطر سيواجه في الأيام القليلة القادمة سلسلة من المحاكمات ذات طابع جبائي على النحو التالي: 1-الأربعاء 25 فيفري2009، الترافع من طرف ما يقرب عن ثلاثين محامياً أمام المحكمة الابتدائية بصفاقس في القضية الجبائية عـ825ـدد والمتعلقة بإلزامه بدفع مبلغ232.530.855  د ت 2-السبت 28 فيفري 2009، تبدأ أطوار قضية جزائية لدى المحكمة الابتدائية بصفاقس تتعلق بإعتراض الأستاذ عبد الوهاب معطر على حكم غيابي قضى بخطية مالية مشِطة ضده مرتبطة بإستهداف إدارة الجباية له وهذه القضية الاعتراضية مرسّمة تحت عـ988ـدد. 3-الثلاثاء 03 مارس 2009 سيمثل الأستاذ عبد الوهاب معطر أمام الدائرة الجناحية بمحكمة الإستئناف بصفاقس للإعتراض على الحكم الغيابي القاضي بخطية مالية مشطة أيضاً في إطار الهرسلة الجبائية المسلطة عليه وهذه القضية تحت عـ448ـدد. كما تجدد الجمعية دعوة فعاليات المجتمع المدني المحلي والدولي بمنظماته وجمعياته وهيئاته لمساندة الأستاذ عبد الوهاب معطر والوقوف إلى جانبه في مواجهة سلسلة المظالم المسلطة عليه للإنتقام منه و معاقبته على نضاليته و نشاطه الحقوقي المتميز، وهي تثمّن في هذا الصدد موقف الهيئة الوطنية للمحامين بتونس وكذلك عمادة المحامين بباريس وعمادة محاميي بلجيكا اللتين تبنيتا قضية الأستاذ عبد الوهاب معطر وبادرتا بمراسلة الجهات التونسية المسؤولة عن  هذا الإستهداف داعية إياها إلى« إحترام الاتفاقيات الدولية وتعهدات تونس الخاصة بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان و الكف عن الإضطهاد المسلط على الأستاذ معطر و ضمان محاكمة عادلة لملفه الجبائي و توقيف التنفيذ على مكاسبه».كما تشكر« لجنة مساندة الأستاذ عبد الوهاب معطر» المنبثقة عن المحامين وكذلك«اللجنة الوطنية لمساندة الأستاذ عبد الوهاب معطر» عن الجهود المبذولة من طرفهما لتوسيع دائرة التضامن معه والتصدي لكل محاولات المعاقبة  بالجباية في تونس. الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  
 
******************************** ملحق:   تعريف بقضية الأستاذ عبد الوهاب معطر نائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين.

في مواجهة العقاب بالجباية

***********

 
ـ الأستاذ عبد الوهاب معطر هو محام لدى التعقيب و أستاذ جامعي في القانون الدستوري  بجامعة تونس بين 1983-1986 وبجامعة صفاقس إلى الآن. ـ يبلغ من السن 57 عاماً ـ أب لثلاثة أبناء محاميتان وطبيب  إختصاصي َـ إنخرط في النضال النقابي والديمقراطي منذ المرحلة الثانوية من تعليمه ـ تعرّض للإيقاف والتعذيب سنة 1970، حين كان في مرحلة التعليم الثانوي وذلك على إثر مشاركته في مظاهرة. ـ كان عضوا في الهياكل النقابية المؤقتة للإتحاد العام لطلبة تونس(UGET)  سنة 1973 حين كان يومها الإتحاد محظوراً ومضطهداً. ـ  في أفريل 1973 حرم من دورة الإمتحانات لمشاركته في إعتصام بكلية الحقوق والعلوم الإقتصادية بتونس. ـ أوقف سنة 1975 مدة 21 يوماً بأقبية وزارة الداخلية حيث مورست عليه أصناف من التعذيب، إثر حملة القمع التي تعرضت لها الحركة الطلابية. ـ إثر الأحداث الدامية التي شهدتها البلاد في 26 جانفي 1978 أسس بمعية نقابيين أخرين من الاتحاد العام التونسي للشغل جريدة « الشعب » السرية، فأوقف على إثرها بصفاقس في 1 نوفمبر 1978 ، وتعرض للتعذيب الشديد بأقبية وزارة الداخلية بتونس ثم حكم عليه بثلاثة سنوات وستة أشهر سجنا. ـ  شارك منذ سنة 1982 في النضال الوطني ضد الإستبداد، فكان من ذلك التاريخ عضواً في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (LTDH)  و بالمجلس الوطني للحريات(CNLT) وعضوا مؤسسا لمركز تونس لإستقلال القضاء والمحاماة (CTIJ) ونائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين(AISPP) منذ أكتوبر2007.  دافع ولا يزال منذ سنة 1984 عن المضطهدين والمحاكمين في قضايا سياسية ـ أحرقت سيارته سنة 1992 فيما كان يُرافع أمام المحكمة العسكرية بتونس. ـ أسس رفقة الدكتور منصف المرزوقي والأستاذ عبد الرؤوف العيادي والسيدة نزيهة رجيبة( أم زياد)والأستاذ محمد عبو وغيرهم حزباً سياسياً   » المؤتمر من أجل الجمهورية « . ـ سنة 2006 كلفته اللجنة العربية لحقوق الإنسان بمراقبة الإنتخابات في موريتانيا. ـ في أوت 1988 وبمناسبة تنقيح الدستور كتب الأستاذ عبد الوهاب معطر مقالاً نشر في صحيفة الموقف أكد فيه أن هذه المراجعة للدستور ليست إلا انزلاقا مؤكدا نحو الديكتاتورية، فقام وزير التعليم العالي بحرمانه من منحة التأطيروالبحث الجامعي، ورغم أن هذا القرار ألغي سنة 1991 بموجب قرار المحكمة الإدارية لتجاوز السلطة فإن هذا القرار لم ينفّذ إلى اللآن. ـ بمناسبة تنقيح الدستور سنة 2002 نشر الأستاذ معطر مقالين بالصحيفة الإلكترونية  » تونس نيوز  » نبه فيهما الرأي العام إلى مخاطر هذا التنقيح و عقد عدة ندوات ومحاضرات في جهات البلاد لشرح  أبعاده ،. ـ  في ماي 2002 طعن الأستاذ عبد الوهاب معطر ، لدى المحكمة الإدارية بتونس ، في الإستفتاء الخاص  » بالتحوير الدستوري الجوهري ‘ في حق عشرة شخصيات عامة في تونس،( السيدة سهام بن سدرين والقاضي المختار اليحياوي والسيدة نزيهة رجيبة و الأستاذ محمد الطالبي و الأستاذ محمد محفوظ والأستاذ الطاهر الشايب والسيد علي تنجال والسيد علي بن سالم والسيد شكري يعقوب). ومنذ ذلك التاريخ أصبح  الأستاذ عبد الوهاب معطر محل « اهتمام خاص  » من قبل السلطة فأصبح خاضعا لمراقبة أمنية لصيقة وملاحقة بسيارة مدنية لأعوان الأمن خلال تنقلاته بين المدن ورغم إحتجاج هيئة المحامين و الفرع الجهوي للمحامين  ورغم رفع شكاوى لدى وكيل الجمهورية بصفاقس مدعمة بالحجج الدامغة على المضايقات الأمنية فإن تلك المضايقات لم تتوقف إلى اليوم . ـ كما لم يتم تجديد جواز سفره سنة 2003 إلا بعد انتظار نحو خمسة أشهر هدد في نهايتها بالدخول في إضراب عن الطعام. وهو ككل النشطاء السياسيين والحقوقيين، يتعرض لحصار خانق إذ تخضع مراسلاته البريدية للمراقبة وبريده الإلكتروني للقرصنة وهاتفه للتنصت المستمر، ويُحرم من الدخول إلى الأنترنات عبر خط الهاتف المنزلي. ـ استعملت السلطة ضده سلاح الجباية، فبعد أن فرض عليه مركزالمراقبة الجبائية المعمّقة بصفاقس في سنة 2004 دفع ما يقارب الـ 16000 دت عن السنوات 2000-2001-2002-2003  أعادت السلطة الكرة من جديد و بشكل واضح التعسف في سنة 2006 لما قررت إدارة الجباية بصفاقس إلزام الأستاذ عبدالوهاب معطر بدفع مبلغ232.530.855 دت عن سنتي 2004 و 2005 بعد احتسابها لأموال راجعة لحرفائه متأتية من تنفيذ الأحكام الصادرة لفائدتهم  معتبرة إياها أرباحا عائدة إليه. ورغم أن الأستاذ عبد الوهاب معطر قدم للإدارة وثائق تفيد أن المبالغ المحتسبة لا تعود إليه ( أحكام ومحاضر تنفيذ للعدل المنفذ: شيكات سحب أو شهادات لحرفائه)  فقد تمادت الإدارة المركزية للأداءات (وزارة المالية) في مشروعها الهادف لتفقير الأستاذ عبد الوهاب معطر مهما كانت الحجج المقدمة من طرفه بمقولة. في أفريل 2008 شارك الأستاذ عبد الوهاب معطر في جنيف مع مندوبين عن المجتمع المدني التونسي في جلسة الفحص الدوري لحالة حقوق الإنسان في تونس ، حيث أمكن للأستاذ معطر بمعية الجمعية السويسرية  » الحقيقة والعمل « إثارة مسألة الشكوى الخاصة بالإستفتاء التي رفضت المحكمة الإدارية إلى ذلك التاريخ تعيين تاريخ النظر فيها. ـ وقع إعلام الأستاذ عبد الوهاب معطر في 20 ماي2008 أن القضايا التي رفعها في حق الشخصيات العامة التونسية لدى المحكمة الإدارية قد عـُينت تحت عـدد26757 إلى غاية 26766 وأن يوم 18 جوان 2008 هو تاريخ الترافع….لكن وفيما كان الأستاذ معطر يرافع بالمحكمة الإدارية يوم 18 جوان 2008 بحضور السيد علي بن سالم ، اُبلغ من مكتبه أن رسالة من إدارة الجباية قد وصلته وأنه مدعو لدفع مبلغ232.530.855 دت مما يؤكد الإرتباط الوثيق بين هذه القضايا و الهرسلة الجبائية و أن إدارة الأداءات بتونس وقع استغلالها و توظيفها لمعاقبة الأستاذ لجرأته على الطعن في شرعية السلطة القائمة و قد افتضحت هذه الحقيقة أكثر لما قامت إدارة الجباية ودون إنتظار قرار المحكمة، بإجراء عـقلة توقيفة على الحساب البنكي للأستاذ معطر يوم 12 سبتمبر 2008 ، ثم عُقلة تنفيذية على سيارته و سيارة نجله في 10 أكتوبر 2008 ثم في 24 جانفي 2009 بعقلة تنفيذية على محل سكناه. _ تبنّت الهيئة الوطنية للمحامين بتونس قضية الأستاذ عبد الوهاب معطر و رأت فيها سابقة خطيرة و مظلمة بالغة و أشعر عميد المحامين السلطات كتابيا منذ 30 سبتمبر 2008 بانشغال المحامين التونسيين بهذا الموضوع، طالباً منها أن تبادر برفع هذه المظلمة مخافة أن يتطور الأمر إلى ما هو أسوء ، و قد ردت السلطة على تلك التدخلات بـ .. التسريع في إجراءات التنفيذ.. ـ إتخذ مجلس عمادة باريس للمحامين قرارا بمساندة الأستاذ عبد الوهاب معطر و بعث في الغرض  رسالة إلى وزير المالية و رئيس الدولة يطالبهما فيها « باحترام الإتفاقيات الدولية وتعهدات تونس الخاصة بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان و الكف عن الاضطهاد المسلط على الأستاذ معطر و ضمان النظر القضائي العادل لملفه الجبائي و توقيف التنفيذ على مكاسبه». ـ إتخذ مجلس عمادة المحامين ببلجيكا في 17 فيفري 2009 قراراً بتبني قضية الأستاذ معطر، وأعلم بقراره هذا جميع مجالس المحامين في العالم التي له بها علاقة ، كما راسل المجلس، وزير الخارجية البلجيكي مطالباً إياه بالتدخل لدى السلطات التونسية لفائدة الأستاذ معطر وإيقاف الهرسلة المسلطة عليه لنشاطه الحقوقي والسياسي في الأوساط التونسية والدولية ودعوتها إلى الإلتزام بالمواثيق الدولية الموقع عليها،كما راسل المجلس رئيس الدولة ووزير المالية التونسيين يعلمُهُما بقراره هذا. ـ تشكلت من المحامين في 30 جانفي2009  » لجنة مساندة الأستاذ عبد الوهاب معطر » كما شكل عدد من الشخصيات الوطنية « اللجنة الوطنية لمساندة الأستاذ عبد الوهاب معطر » (*) عيّنة من رسائل من مجهول إلى البريد الإلكتروني الخاص بالأستاذ عبد الوهاب معطر:


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 صفر 1430 الموافق ل 20 فيفري 2009

مهاجرون سريون يرفضون قرار الترحيل و يشتبكون مع الشرطة الإيطالية
 
 
على إثر قرار وزير الداخلية الإيطالي روبارتو ماروني ترحيل المهاجرين السريين إلى بلدانهم اشتبك قرابة 700 مهاجر مع قوات الشرطة الإيطالية مما تسبب في جرح العشرات احتجاجا على المعاملة السيئة التي يلقونها في مركز الإيواء الموجود بجزيرة  » لمبادوزا » التي لا تبعد عن الشواطئ التونسية سوى 80 كيلومترا. و قد خرج المهاجرون السريون في مسيرة جابت شوارع الجزيرة وتجمعوا أمام مقر البلدية رافعين شعارات مندّدة بالأوضاع السيئة التي يعيشونها في المركز و محتجين على إجراءات الترحيل الفوري للمهاجرين السريين التي شرعت الحكومة الإيطالية في تنفيذها، و قد وصف وزير الداخلية الإيطالي هذه المسيرة ب »الانتفاضة ». و تم إلى حد الآن نقل قرابة 120 مهاجرا تونسيا سريا من جزيرة  » لمبادوزا  » إلى العاصمة روما في انتظار ترحيلهم إلى تونس في إطار الاتفاق المبرم بين تونس و إيطاليا و الذي يقضي بترحيل نحو 1200 مهاجر سري تونسي بينهم 500 خلال شهري فيفري و مارس.

و حرية و إنصاف

1)    تدين بشدة سوء المعاملة التي يلقاها المهاجرون السريون من قبل السلطات الإيطالية في جزيرة  »لمبادوزا » و تستنكر قرارها بترحيلهم. 2)    تدعو السلطات الإيطالية إلى البحث عن حل إنساني و اجتماعي لهذا العدد المتزايد من المهاجرين السريين و التخلي عن الحلول الأمنية التي لا تزيد هذا الملف إلا تعقيدا. 3)    تعتبر الأعداد المتزايدة من المهاجرين السريين من الشباب ضحايا الوضع الاقتصادي و الاجتماعي المتدهور بتونس و ما نتج عنه من تفاقم للبطالة و اختلال في توزيع الثروة بين الجهات و الفئات و تدعو السلطة إلى مراجعة اختياراتها الاقتصادية و الاجتماعية و ضمان كرامة التونسيين و حقوقهم في كل الأحوال و توفير إطار للهجرة يضمن المصالح المشروعة لكل الأطراف. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


60 جريحا في مواجهات بين الشرطة الإيطالية ومهاجرين رفضوا العودة إلى تونس

 
 
تونس – محمد الحمروني  ذكرت مصادر إعلامية إيطالية أن إضراب الجوع الذي يشنه منذ مدة مهاجرون سريون تونسيون موقوفون في أحد مراكز تجميع وترحيل اللاجئين بجزيرة لامبيدوزا الإيطالية كان وراء المواجهات العنيفة التي جدت بين الموقوفين ورجال الشرطة يوم الأربعاء الماضي وخلفت 60 جريحا. وقالت لاورا بولدريني الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في إيطاليا «حسب حصيلة جزئية جرح حوالي أربعين مهاجرا في هذه الحوادث التي لا سابق لها»، بينما ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية أن ستة منهم أدخلوا إلى المستشفى وبعضهم تسمموا بالدخان، موضحة أن 22 من أفراد قوات الأمن جرحوا أيضاً. وتابع المصدر نفسه أنه ليس بين الجرحى مصابون بجروح خطيرة. من جهته، قال قائد شرطة اغريجنتي جيرولامو فاتسيو أنه «حدث تمرد للمهاجرين الذين يبلغ عددهم حاليا 860 في المركز. بعضهم حاولوا اقتحام البوابة لكن قوات الأمن تصدت لهم». وأضاف أن «حريقا اندلع في جناح يضم مهاجرين وأدى إلى تدميره جزئيا». وتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق. وقد أعلنت وسائل إعلام إيطالية عن عودة الهدوء إلى المنطقة التي شهدت يوم الأربعاء الماضي مواجهات عنيفة بين المهاجرين السريين ورجال الأمن. وقالت «الجمعية التونسية لمواطني الضفتين» إن الوضعية في لامبيدوزا تعرف تدهورا متواصلا, وإن حالة من الثورة انطلقت في مركز الاحتجاج بالجزيرة, حيث توقف السلطات الإيطالية نحو 1000 مهاجر سري من بينهم 863 تونسيا. وقالت الجمعية في بيان حصلت «العرب» على نسخة منه إن الاضطرابات الأخيرة انفجرت على إثر نشر صحيفة «الصباح» التونسية تقريرا إخباريا أكدت فيه توصل الجهات الرسمية الإيطالية ونظيرتها التونسية إلى اتفاق يقضي بترحيل 1200 مهاجر إلى تونس. وأوضحت الجمعية أن المواجهات التي دارت بين قوات الأمن والمهاجرين أدت إلى إصابة 14 شخصا نقلوا إلى مستشفى المدينة واصفة تدخل قوات الشغب بالعنيف. وأشعلت سحب الدخان السوداء والكثيفة المنبعثة من المعتقل غضب سكان الجزيرة الذين يواصلون احتجاجاتهم منذ شهر على تحويل ثكنة عسكرية قديمة إلى سجن للمهاجر. وكان مئات المهاجرين غير الشرعيين فروا نهاية يناير الماضي من مركز استقبالهم في الجزيرة احتجاجا على ظروف احتجازهم فيه وعلى تسريع الجهات الإيطالية الرسمية لإجراءات الطرد المتخذة بحقهم. ونظم المهاجرون مسيرة احتجاج بعدما اقتحموا سياج المركز وتجمعوا أمام مقر البلدية قبل أن ينضم إليهم بعض سكان الجزيرة. فيما تظاهر أكثر من 3000 شخص من سكان الجزيرة ضد فتح مركز الإيقاف والترحيل. يذكر أن نحو 30 ألفا من المهاجرين السريين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية خلال سنة 2008 مسجلين بذلك زيادة بنحو %75 عن سنة 2007، ويربط عدد من المراقبين بين هذا الارتفاع الكبير في عدد المهاجرين وتسريع الحكومة الإيطالية في إجراءات طردهم.  (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 فيفري 2009)  


منظمات حقوقية تونسية قلقة لاوضاع مهاجرين تونسيين بايطاليا
 
تونس 20 فبراير شباط /رويترز/  عبرت منظمات تعنى بحقوق الانسان في تونس اليوم الجمعة عن قلقها على أوضاع مهاجرين تونسيين بمراكز احتجاز في جزيرة لامبيدوزا الايطالية بعد اشتباكات مع الشرطة الايطالية تسببت في عدة اصابات. وانتقدت الرابطة التونسية لحقوق الانسان في بيان //قسوة الشرطة الايطالية ضد محتجين تونسيين بمركز الايواء في لامبيدوزا//. ويوم الاربعاء الماضي اشتبك مئات من المهاجرين التونسيين المحتجرين بمركز الايواء بلامبيدوزا واشعلت حرائق احتجاجا على قرارات الابعاد بحقهم. وقالت وسائل اعلام ايطالية ان العديد من الاشخاص اصيبوا في أعمال الشغب. وطالبت رابطة حقوق الانسان //السلطات الايطالية باحترام كرامة المهاجرين وحقوقهم الاساسية كبشر والتقيد بمبادئ حقوق الانسان// ودعت الى مراجعة قرارات الترحيل التي اتخذت في حقهم. كما طالبت الهيئة العليا لحقوق الانسان ايطاليا بالسماح لها بالاطلاع عن كثب على اوضاع المهاجرين التونسيين في مركز الايواء بلامبيدوزا. وقالت وسائل اعلام تونسية وايطالية الاسبوع الماضي ان ايطاليا تنوي ترحيل نحو 1200 مهاجر غير شرعي تونسي الى بلدهم ضمن اتفاقية وقعت بين وزيري داخلية تونس وروما. وتسعى ايطاليا الى وقف نزيف الهجرة غير المشروعة من بلدان شمال افريقيا. وقالت وزارة الداخلية الايطالية في وقت سابق ان نحو 31700 مهاجر غير شرعي من جنسيات مختلفة وصلوا الى لامبيدوزا خلال عام 2008 اي بزيادة نسبتها 70 بالمئة مقارنة بعام 2007   (المصدر: وكالة (رويترز) للأنباء بتاريخ 20 فيفري 2009)


وات:تصريح لرئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات

الاساسية حول الاحداث المسجلة بمراكز الايواء بجزيرة لامبادوزا

 

تونس 19 فيفري 2009 (وات) أدلى رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية يوم الخميس بتصريح حول الأحداث المسجلة مؤخرا بمراكز ايواء المهاجرين في جزيرة لامبادوزا الايطالية جاء فيه : « تتابع الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية بانشغال الاحداث التي جدت بمراكز الايواء بجزيرة لامبادوزا بايطاليا وانعكاساتها على اوضاع التونسيين الموجودين بمراكز الايواء بالجزيرة . وفي نطاق صلاحياتها المتعلقة بالسهر على احترام حقوق المواطنين التونسيين داخل البلاد وخارجها فان الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية أبلغت السلطات الايطالية المعنية طلبها لتنقل وفد يضم رئيس الهيئة وعددا من اعضائها الى جزيرة لامبادوزا من اجل الاطلاع عن كثب على اوضاع المواطنين التونسيين المتواجدين بمراكز الايواء. وان الهيئة على اتصال وثيق ومستمر بكافة السلط التونسية المعنية والساهرة بشكل حثيث على متابعة هذا الموضوع ». (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – حكومية) بتاريخ 19 فيفري 2009)


تونس تعرب عن قلقها حيال طرد المهاجرين غير الشرعيين من ايطاليا

 

تونس (ا ف ب) – اعربت تونس عن قلقا حيال قرار ايطاليا تسريع طرد المهاجرين غير الشرعيين ومن بينهم مئات التونسيين واعلنت عن ارسال وفد تونسي الى جزيرة لامبيدوزا في اقصى الجنوب الايطالي. وستكون هذه البعثة برئاسة رئيس اللجنة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية مختار طريفي الذي قال انه « يتابع بقلق التطورات في مراكز الاستقبال » في لامبيدوزا، وذلك في تصريح نشر الخميس في تونس. واوضحت هذه اللجنة القريبة من الحكومة انها تتحرك « من خلال الاتصال الوثيق والدائم » مع السلطات وتعرب عن خشيتها من « انعكاسات على التونسيين القاطنين في هذه المراكز » في لامبيدوزا. ويشكل هذا التصريح اول رد فعل تونسي على قرار ايطاليا طرد حوالى 500 مهاجر تونسي غير شرعي الى بلادهم وكانت نقلت 107 منهم الثلاثاء من لامبيدوزا الى روما تمهيدا لاعادتهم الى بلادهم. واسفرت مواجهات بين مهاجرين غير شرعيين وقوات الامن عن سقوط 60 جريحا الاربعاء في مركز لاستقبال المهاجرين في لامبيدوزا. ومن ناحيتها، نددت الرابطة التونسية لحقوق الانسان ب »الشروط غير الانسانية » التي يعيش فيها المهاجرون في هذا المركز وطالبت الحكومة الايطالية ب »احترام كرامتهم » وحقوقهم. وبات مصير المهاجرين الذين يصلون الى لامبيدوزا يبت في الجزيرة لتسريع اجراءات الترحيل بعد ان كانوا يرسلون الى مراكز احتجاز اخرى في ايطاليا. وشددت حكومة سيلفيو برلوسكوني الخناق على الهجرة غير الشرعية التي ازدادت بشكل ملحوظ لا سيما في لامبيدوزا السنة الماضية. ووصل الى لامبيدوزا نحو 31700 مهاجر خلال 2008، اي بزيادة نسبتها 75% مقارنة بسنة 2007، حسب ارقام وزارة الداخلية. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 فيفري 2009)

 


رابطة حقوقية تونسية تتهم إيطاليا ب »التنكيل » بمهاجرين سريين تونسيين
 
تونس 20 شباط/فبراير (د ب أ)- اتهمت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (حقوقية مستقلة) اليوم الجمعة السلطات الايطالية ب »التنكيل » بمهاجرين غير شرعيين تونسيين معتقلين حاليا بأحد مراكز احتجاز المهاجرين السريين في جزيرة  لمبدوزا الايطالية. وطالبت الرابطة ايطاليا   » باحترام حقوقهم الأساسية كبشر والتقيد بمبادئ حقوق الإنسان وبمراجعة قرارات الترحيل التي أصدرتها بحقهم ». ونددت الرابطة، في بيان حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه، « باستعمال قوات الأمن الايطالية درجات عالية من القسوة ضد مهاجرين تونسيين تظاهروا الأربعاء الماضي في أحد مراكز الاحتجاز بلمبدوزا (احتجاجا على قرار وزارة الداخلية الإيطالية تسريع ترحيلهم إلى تونس وعلى ظروف احتجازهم السيئة). وأضافت « أشكال التنكيل التي تمارسها سلطات الهجرة الايطالية ضدهم تتكثف كل يوم ».   (المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بتاريخ 20 فيفري 2009)

 


سجناء الحوض المنجمي يضربون عن الطعام بسجن قفصة

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس زارت السيدة جنّات العبداوي اليوم الجمعة 20 فيفري 2009 ، ابنها سجين الحوض المنجمي والعضو بالحزب « الديمقراطي التقدمي » رشيد العبداوي ، الذى أعلمها بأن سجناء « الحوض المنجمي » بسجن قفصة قد دخلوا في اضراب عن الطعام منذ يوم أمس الخميس 19 فيفري ، احتجاجا على عدم تمكينهم من أسرّة للنوم ، اذ أنهم ومنذ ايداعهم السجن وهم ينامون على الأرض في ظروف إقامة سيئة .   ولمّا طلبوا من الإدارة تحسين ظروف إقامتهم ، قام أعوان السجن بالإعتداء عليهم بالعنف مما دفعهم للدخول في اضراب عن الطعام .   من زهير مخلوف – تونس (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 20 فيفري 2009)


الشباب الديمقراطي التقدّمي اللّجنة الوطنيّة لمساندة المناضل رشيد عبداوي تونس في 20 فيفري 2009

سجين الرأي رشيد عبداوي يدخل في اضراب جوع

 

تعرّض المناضل عضو الشّباب الدّيمقراطي التقدّمي و الصّحفي مراسل جريدة الموقف رشيد عبداوي صحبة ثلّة من رفاقه المسجونين على خلفيّة ما سمّي بقضيّة الوفاق إلى الضّرب داخل السّجن المدني بقفصة اثر مطالبتهم بحقّهم في الحصول على فراش و غطاء، و عليه فقد قام المناضل صحبة رفاقه بالاعلان عن الدّخول في اضراب جوع مفتوح بداية من يوم الجمعة 19 فيفري 2009 احتجاجا على ما سبق ذكره. و اللّجنة الوطنيّة لمساندة المناضل رشيد عبداوي اذ تحيي الرفيق المعتقل رشيد عبداوي على صبره و شجاعته فانها تساند حركته الاضرابية إلى حين تحقيق مطالبه و على راسها الافراج الفوري عنه و بقيّة رفاقه عن اللّجنة المنسّق العام نزار بن حسن  


الأحزاب تعوّل على الحكومة لإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي

 

وائل لندلسي تسود حالة من التململ لدى عدد من منخرطي الأحزاب المعارضة في الآونة الأخيرة، ذلك أن ردة فعل هذه الأحزاب عن الأحكام القاسية التي صدرت في القيادات النقابية التي أطّرت احتجاجات الحوض المنجمي السلمية. وذكر نشطاء سياسيون لكلمة أنّ الحسابات الانتخابية للأحزاب التي أعلنت مشاركتها في الانتخابات المقبلة، وسيادة عقلية الانتظارية وترقب خطوات النظام جعلت من ردّة فعل تلك الأحزاب تجاه الأحكام المذكورة محتشمة للغاية » ولا تخفي قواعد الأحزاب المعارضة في تونس استياءها من انخراط قياداتها في أجندة الحكومة التونسية بقصد أو بغير قصد بما يسمح بتعزيز رصيد الحزب الحاكم قبيل الانتخابات المقبلة. ويرى متابعون أن صمت عدد من الأحزاب عن تلك الأحكام الجائرة (اكتفاء العديد منها ببيانات شجب فحسب) يخفي معلومات عن وعود وإشارات أطلقتها الحكومة مؤخرا ومفادها أن الإفراج عن مساجين الحوض المنجمي سيكون خلال أسابيع ، في إشارة إلى العفو الذي يصدر عادة تزامنا مع عيد الاستقلال أو نية الرئيس بن علي إطلاق المحكومين أياما قليلة قبيل انطلاق موسم الانتخابات الرئاسية و التشريعية. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 20 فيفري 2009)
 


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان– فرع القيروان  القيروان في 19فيفري 2009 إعــــــــــــــــلام

 

إيقاف:                أعلمنا بعض المواطنين أن مجموعة من الشباب، كانت قد حوكمت ضمن » قانون الإرهاب »، قد وقع إلقاء القبض عليها أخيرا وهؤلاء هم: ·ربيع الوسلاتي ·هشام العبيدي ·محمد العماري كما أعلمنا بعض المواطنين أن قوات الأمن قد داهمت منزل ربيع الوسلاتي صباح الاربعاء 18-2-2009 واعتقلوا معه إخوته بعد حصول تبادل للعنف بينهم وبين قوات الأمن  عند إلقاء القبض عليه. وحسب  بعض الأهالي فان الموقوفين تعرضوا للتعذيب  أثناء الإيقاف . فرعنا الذي لم يتمكن من التثبت من أسباب الإيقاف وملابساته  يدعو إلى إطلاق سراح كل من تثبت براءته  ، كما يرفض بشدة أية ممارسة عنيفة ضد الموقوفين . عنف ضد طالب : تعرض الطالب صابر السالمي ، سنة ثانية فرنسية بكلية الآداب بالقيروان ، للضرب المبرح من قبل بعض رجال الأمن  بمركز الكلية .  حسب مصادر طلابية ، ذهب السيد صابر السالمي إلى مركز الأمن لتقديم شكوى اثر تعرضه للاعتداء « بشفرة » من قبل  طلبة منسوبين للتجمع الدستوري الديمقراطي. فرعنا يدعو إلى محاسبة كل من كل من يثبت تورطه في العنف ضد الطلبة.   تأجيل مجلس تأديب : أعلمت عميدة كلية رقادة الطالب الحسين السويسي ،الكاتب العام للمكتب الفيدرالي بالكلية و  الذي سبق وان أوقف بتهمة  » الاعتداء على  الأخلاق الحميدة » وحوكم بشهر سجنا مع تأجيل التنفيذ وغرامة مالية ب100 دينار، وذلك اثر تدخله في اجتماع عام طلابي  بالكلية ، ان مجلس التأديب الذي كان سيقاضيه يوم 21 فيفري الجاري بنفس التهمة، قد وقع تأجيله إلى تاريخ لاحق.  فرع الرابطة للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان يدعو إدارة الكلية إلى التراجع عن القرار التأديبي وحفظ القضية في حق الطالب المذكور.   عن هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان مسعود الرمضاني  

 اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 20 فيفري 2009 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
 
نظرت المحكمة الابتدائية بقفصة يوم الأربعاء 18 فيفري في القضية الاعتراضية رقم 3399 المقدمة من طرف المتهمين : · عادل بن الطاهر الزيتوني · حلمي بن الهادي رابح · مهدي بن إبراهيم التواتي الصادر في حقهم 5 سنوات سجنا بتاريخ 16-10-2009، بتهمة « حرق معتمدية المتلوي » . وقد خفضت المحكمة الحكم إلى سنتين سجنا  مع تأجيل التنفيذ للمتهمين الثلاثة. تولى الدفاع في هذه القضية الأستاذان : علي كلثوم وناجية الشريف (نيابة عن الأستاذ حسين التباسي) اللجنة الوطنية تأمل أن يكون هذا التخفيض بداية الخروج من نفق الأحكام القاسية ومقدمة لانفراج يطال بقية المحكومين في التحركات الاحتجاجية بالحوض ألمنجمي.
عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني و عبد الرحمان الهذيلي


أحكام استعجالية ضدّ مراسل كلمة بالشمال الغربي على خلفية عمله الصحفيّ

 

يتعرض الزميل مولدي الزوابي مراسل راديو « كلمة » بالشمال الغربي إلى عدة مضايقات على خلفية نشاطاته الصحفية وتقاريره لفائدة المؤسسة. فقد أصدر ضده القضاء المستعجل حكما يقضي بدفع معاليم اثنا عشر شهرا نظير كرائه لمكتب، و انه لم يُعلم بصدور الحكم سوى منذ يوم واحد على الرغم من صدوره رسميا منذ الحادي عشر من سبتمبر الماضي. و اعتبر مراسل كلمة أن هذه الأحكام تهدف إلى الضغط عليه والتنكيل به وهرسلته. وكشف الزوابي أن مالك المكتب اعترف له بتعرضه إلى ضغوط رهيبة من أعوان الأمن وهياكل التجمع في بوسالم لدفعه إلى رفع شكاوى ضده لإخراجه من المقر. وأنّ أمامه الآن أربع وعشرين ساعة لدفع معاليم سنة كاملة من الكراء أو إلزامه بالخروج امتثالا لأحكام القضاء المستعجل. يشار إلى أن الزميل مولدي الزوابي متزوج و آب لطفلين ، ويتعرض باستمرار إلى مضايقات واعتداءات جسدية و لفظية أثناء ممارسته لعمله. و سبق للسلطات الجهوية أن قامت بعقلة على جهازي حاسوب و آلة طباعة تعود ملكيتهما إلى بنك التضامن على خلفية قضية أخرى رفعت ضده. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 20 فيفري 2009)  

 


  تونس في 17 فيفري 2009   توفيق التواتي وراضي بن حسين وروضة الحمروني

بيـان إلى الـرأي العـام النقابـي و الوطني

 

″إذا ما أردت أن تقوم بعمل ما ، فأعلم أنه سوف ينتصب ضدك كل الذين أرادوا القيام بنفس الشىء ، كلّ الذين أرادوا عمل عكسه والأغلبية الساحقة من الذين لا يريدون فعل أي شىء (كنفشوس) .   قرر المكتب التنفيذي الوطني للإتحاد العام التونسي للشغل في اجتماعه بتاريخ 10 فيفري 2009 الجاري حرماننا من النشاط النقابي نحن الممضين أسفله:توفيق التواتي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتونس لمدة سبع سنوات(من أجل سوء تصرف مالي مزعوم و تشوية القيادة و ترويج بيانات !!!) 

وراضي بن حسين وروضة الحمروني

الكاتبين العامين المساعدين لمدة سنتين(من أجل الدعوة لإجتماع الإطارات النقابية  لجهة تونس وترويج بيانات !!!) في حين اكتفى بتوجيه توبيخ للكاتب العام المساعد المسؤول عن المالية !!! الذي و حسب الفصل 24 من النظام الداخلي يعتبر مسؤولا « على جميع ما يهم الإتحاد الجهوي و فروعه قبضا و صرفا « .    ونودّ بهذه المناسبة التوجّه للرأي العام النقابي والوطني بالتوضيحات التالية :   يعيش الاتحاد العام التونسي للشغل طوال المدّة الأخيرة وبالتحديد منذ المؤتمر الوطني الأخير بالمنستير(ديسمبر2006 ) على وقع أزمة داخلية يجري تدبيرها بصورة خفية وهي ما تنفك تتجلّى وتتضح للجميع رغم كل المحاولات للتّخفي وراء شعارات وتفاسير أخرى تأخذ طابعا غير طابعها الحقيقي هدفها  تحقيق إنقلاب على إرادة النقابيين المتمسكين بالثوابت النقابية النضالية والديمقراطية خدمة لمصالحها الضيقة وللتغطية عن التجاوزات المتعددة في حق النقابات ومنخرطيها وما تشهده الساحة النقابية من عدم الرضا عن أداء القيادة النقابية و عدم إحترامها لإرادة الهياكل ( التعليم العالي و لاطباء… ) و ما تسببت فيه من حالة احتقان تهدد وحدة المنظمة النقابية ومصداقيتها. إن المتتبع للشأن النقابي يدرك جيدا كيف أن الحياة النقابية اليوم تشهد صراعا قبل واثناء و بعد المؤتمرالوطني الأخير(المنستير 2006) حول مسألة الدورتين وهو صراع يطرح بكلّ حدة مسألة الديمقراطية الداخلية للمنظمة . ويعلم كل النقابيين والنقابييات ما كان حصل خلال الهيئات الادارية والمجلس الوطني  التي سبق مؤتمر المنستير كما يعلمون ما دار  فيه من صراعات من أجل التراجع عن قرار الدورتين الذي أقره مؤتمر جربة (2002) استجابة لرغبة عناصر من  المكتب التنفيذي الوطني بقيادة الأمين العام و اللأمين العام  المساعد المكلف بالنظام الداخلي حاليا وقد انتصرت إرادة النقابيين المناضلين الذين تمسكوا بالفصل العاشر من القانون الأساسي للاتحاد كعنوان ومقدّمة لإرساء وتدعيم حياة ديمقراطية داخلية تسير بمبدإ التداول علي المسؤوليات وانتشال المنظّمة من هيمنة العقلية العشائرية و الفئوية وإرادة الاستيلاء عليها بمنطق المحاصصة الجهوية التي سيطرت علي الإتحاد منذ عقود من الزمن . وفي سياق إستمرارهذا الصراع وضع الأمين العام والمسؤول عن النظام الداخلي وأنصاره نصب أعينهم مهمة تصفية خصومهم وكلّ الذين نشطوا خلال مؤتمر المنستيروتمسكوا بقرار الدورتين. وفي هذا الإطار لم يتردد المسؤول عن النظام الداخلي علي بن رمضان وفي مناسبات نقابية متتالية ) ذكرى تأسيس الإتحاد سنة 2007  بالقصرين ، الهيئة الإدارية لجهة سوسة سنة 2007…) عن الدعاية لضرورة مراجعة الفصل 10 من النظام الداخلي و إلغاء الدورتين،ولم يتركوا فرصة إلا واستغلوها لافتعال ملفات لتصفية خصومهم وانطلقت الحملة مع ملف جهة بنزرت الذي سبقته حملة تحرش بالكاتب العام السيد عبد الرزاق البجاوي  المعروف بدفاعه عن الدورتين )كما تمسك به المجلس الجهوي ببنزت ( و في فيفري 2008 و وقع حرمانه  من تحمل أي مسؤولية نقابية لمدة خمس سنوات بسبب خلاف مع القيادة حولة عقد موتمر نقابة أساسية في قطاع المعادن !!!   و كانت حملة الإحالات على اللجنة الوطنية للنظام قد إنطلقت ضد العديد من نقابيي جهة تونس و القصرين و قفصة… على خلفية إحتجاجهم على آداء القيادة في ملفات قطاعية ( التعليم اللأساسي مثلا ) و تم تجميد العديد منهم  ممن عرفوا بموقفهم المناهض للتراجع عن قرار الدورتين كما لم يتردد الأمين العام والمسؤول عن النظام الداخلي عن إلغاء تفرغات بعض المسؤولين النقابيين من مناضلي التعليم الثانوي والابتدائي لنفس السبب . ثم تم التخلص من الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بنابل السيد الحبيب غنام ( وهو أيضا من المدافعين عن قرار الدورتين) و ذلك بحرمانه من الترشح في مؤترالإتحاد الجهوي (جويلية 2008) قُبيل انطلاق عملية التصويت بدعوى عدم خلاص متخلدات مالية  !!! خلال تلك الفترة جرت عملية ترويض مدروسة لعضو بالإتحاد الجهوي بتونس ( كان من ضمن أغلبيتنا داخل المكتب التنفيذي الجهوي ) و إغرائه بتولي مسؤولية الكتابة العامة مقابل تنصله من الكاتب العام والعمل على توفير أغلبية داخل المكتب التنفيذي الجهوي قصد تحوير المسؤوليات و تنصيبه هو  كاتبا عاما .  ولأنّ هذا السيناريو لم يأت أكله من خلال محاولة الإنقلاب الفاشلة التي إنخرط فيها خمسة من زملائنا في المكتب التنفيذي الجهوي  تمّ إستبداله بسيناريو جديد ، سيناريو الملفّ المالي الذي رفضت القيادة الكشف عن « مستنداتها » لنا نحن المعنين بالأمر و عن  الهياكل النقابية بالجهة والرأي العام النقابي وكذلك المحكمة !!! كمارفضت قيادة الاتحاد تمكين الجهة من الهيئة الإدارية التي طالبنا بها أكثر من مرّة للنظر في الملف و استجلاء الحقيقة التي تصر القيادة على طمسها. وجرى تسريع الحسم في الملّف مع حملة دعائية واسعة اعتمدت أسلوب الإفتراء و التشويه رافقتها حملة ترهيب وشراء للذمم والتغطية على كم هائل من التجاوزات القانونية واستغلال النفوذ فقط من أجل كسب التأييد لحملة التصفية. وأحيل الملف بكلّ عجلة على لجنة النظام دون أن تكمل لجنة المراقبة المالية عملها( لم تمكن الكاتب العام من الوثائق التي حولها إشكال كما تنص على ذلك قوانين المنظمة حتى يتمكن من الإطلاع و الرد عليها ) ومن هناك أُحيل الملف على المكتب التنفيذي الذي قرر في إجتماعه الأخير يوم 10 فيفري2009  بأغلبية أعضائه ( ثلاثة كانوا ضد هذا القرار)  بحرمان الكاتب العام توفيق التواتي لمدّة سبع سنوات من تحمل أي مسؤولية نقابية وكذلك راضي بن حسين وروضة الحمروني الكاتبين العامين المساعدين  لمدة سنتينن وتم ذلك في تحد صارخ للقانون وعلى الرغم من الحكم الصادر عن المحكمة الإبتدائية يوم 6 فيفري 2009  والقاضي ببطلان كل إجراءات الإحالة على لجنة النظام والإيقاف المؤقت وتغيير أقفال المكاتب لعدم احترام الاجراءات المنصوص عليها بالنظام الداخلي   في الختام لنا  أن نتساءل  و نحن على أبواب مؤتمر إتحادنا الجهوي بتونس ـ الذي من المفروض أن ينعقد خلال شهر ماي 2009 لماذا لم ترجئ القيادة الملف المزعوم وتترك لنواب المؤتمر حق المحاسبة والحسم ؟ وإذا كانت الوضعية فعلا لا تحتمل الإنتظار لماذا رفضت الاستجابة لعقد الهيئة الإدارية الجهوية التي طالب بها المكتب التنفيذي الجهوي والعديد من أعضاء الهيئة الإدارية  ؟ أليس الهدف هو منعنا من إبلاغ  أصواتنا و  حرماننا من الترشح لتوفير أكثرما يمكن من الحظوظ لفريق يقبل بالولاء ؟      وبناء على كل ما تقدم نودّ أن نؤكّد للرأي العام النقابي  والوطني بما يلي :   1)إن العقوبات المسلطة علينا نحن الأعضاء الثلاثة من المكتب التنفيذي الإتحاد الجهوي للشغل بتونس

تعتبر                             سابقة خطيرة تندرج في إطار تفكيك الهياكل النقابية المناضلة و تصفية كل رأي مخالف . 2)  إن قرار المكتب التنفيذي الوطني المتسرع والمتخذ دون احترام مقتضيات القانون من حيث الإجراءات والأصل قرار تعسفي و منحاز جاء لتصفية خصوم على قاعدة خلاف في الرأي بخصوص مواقف نقابية داخلية بحتة. 3)  إن « المستند » المعتمد في إتخاذ القرار ألا وهو تقرير لجنة النظام الوطنية مستند فاقد لكل الدعائم على انه تم استعماله بطريقة أحادية الجانب لغضّ الطرف عن عناصر أخرى مطلوب التدقيق فيها 4)  ان هذا القرار تعسفي وغير قانوني ويفتقد للشرعية وهو بالتالي مناف لمبادئ الانصاف القانوني ويتّسم بتجاوز السلطة واستغلال النفوذ وهو ما أكده الحكم القضائي الصادر يوم 06-02-2009. 5)  نستهجن التمشي الجديد الذي أصبحت تعتمده قيادة الإتحاد لإقصاء خصومها بالإستعمال لجنتي النظام و المراقبة المالية لعجزها على إقصائهم بالطرق الديمقراطية(هيئة إدارية، مجلس جهوي، صندوق الإقتراع)     لذلك فإننا نطعن فيه ونتمسك ببراءتنا من كل التّهم التي وجهت إلينا ونعتبره لاغيا وغير ذي فاعلية ونتمسك بالتالي بشرعيتنا باعتبارنا منتخبين ديمقراطيا من المؤتمر وبالتالي ممثلين للعمال حتي قرار مخالف من القواعد التي انتخبتنا وخولتنا.   وعلى هذا الأساس فإننا سنتخذ كل الإجراءات النقابية والقانونية لدي كل من له صلاحية النظرفي الملف بتوفير كل مقتضيات التجرّد والأهلية للإنصاف والحكم بموضوعية في الملّف ونهيب بكلّ القوى والفعاليات والمناضلين النقابيين الصادقين للتعامل مع الملف بكل وعي و حرية وتجرد والانتصار لمبادئ الديمقراطية والنضال والاستقلالية داخل الاتحاد   الكاتب العام                        الكاتبة العامة المساعدة                        الكاتب العام المساعد توفيق التواتي                         روضة الحمروني                                راضي بن حسين    المصدر : منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية «  الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p    


المدونون التونسيون تحت وطأة الحجب

محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية

 
20-02-2009 قالت مصادر نقابية من تونس إن السلطات التونسية أقدمت منذ بداية الأسبوع الجاري على حجب عدد من مدونات توصف بالمستقلة، منها أربع مدونات يشرف عليها المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية. وقد سبق أن منعت السلطات التونسية ‘راديو كلمة‘ من البث وصادرت معداته، كما صادرت صحيفة ‘الطريق الجديد‘ في بداية الشهر الجاري. شعار من حملة سابقة ضد حجب المدونات بتونس متنفس   بدأ مسلسل « حجب المدونات » في تونس منذ أن دخل هذا البد ‘عصر‘ التدوين الافتراضي. والتدوين في تونس بدأ خجولا ومتعثرا، لكنه سرعان ما وجد المثقفون والصحفيون ‘المستقلون‘ متنفسا لهم في هذا العالم الرحب. وإذا كان المدونون التونسيون الأوائل فضلوا كتابة الخواطر والابتعاد عن الأمور السياسية، فإن الرغبة في استكشاف هامش التحرك، دفعت بعضا منهم إلى التطرق إلى قضايا اجتماعية لا يمكن فصلها عن السياسة؛ ذلك أن وسائل الإعلام الأخرى من جرائد وتلفزة وإذاعة « تسيطر عليها الحكومة أو المقربون منها »، كما يقول السيد محمد العيادي، منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية.   وقد اعتقد هؤلاء أن العالم الافتراضي، سيمنح لهم هامشا أكثر سعة يمارسون فيه حقهم في التعبير عن آرائهم وأفكارهم جهرا، حتى ولو وصل الأمر حد إغضاب السلطات. إلا أن السيد عبد الحق ترشوني، كاتب عام النقابة الأساسية للتلفزة والإذاعة التونسية، ينفي أن تكون السلطات انزعجت أو غضبت مما يكتبه المدونون. وشدد في تصريح لإذاعتنا على أن السلطات « لا يجب عليها أن تغضب، بل عليها أن تفرح كون المجتمع التونسي يتنفس كما تتنفس كل الشعوب ». وأكد على أن تونس، على العكس، توفر كل الإمكانيات كي يمارس الصحفي عمله على أكمل وجه. لكنه يستدرك أن السلطات ربما يزعجها تناول بعض الموضوعات البعيدة في رأيه عن الحقيقة.   شهدت تونس عام 2005 مؤتمر دوليا رفيعا حول الإنترنت والمعلوماتية التدوينة البيضاء   ممارسة الرقابة على المدونين المستقلين، دفعت هؤلاء في نهاية العام الماضي إلى إعلان ما أسموه « يوم التدوينة البيضاء »، داعين شعوب المدونين في العالم إلى التضامن معهم. وتتلخص فكرة ‘التدوينة البيضاء‘ في الاحتجاب الطوعي لمدة 24 ساعة، مع ترك إعلان في الصفحة الأولى يفيد بأن صاحب المدونة في حالة تضامن مع زملائه في تونس. ونبتت فكرة ‘التدوينة البيضاء‘ أواخر عام 2006، بعدما بلغ السيل بالمدونين المستقلين الزبى، نتيجة الرقابة الرسمية ومنع المسالك المؤدية إلى الإنترنيت. وهذا ما يسميه النقابي محمد العيادي « لعبة شد الحبل » بين السلطات التونسية و ‘الخوارج‘ من المدونين.    وعلى ما يبدو، فالسلطات التونسية لها مبرراتها في مواصلة سياسة الحجب لتطال عشرات المدونات، بحسب ما أفادنا به السيد العيادي، منها مدونة الصحفي زياد الهاني ومدونة المحامي خالد الكريشي (تونس أولا) ومدونة معز اجميعي (من أجل شعب تونسي حر) ومدونة أيمن الرزقي (ضد البهامة)، وغيرها من المدونات التي يبدو من أسمائها أنها تعارض السياسات السائدة في البلاد.   عالم مفتوح   وإذا كانت الأصوات المعارضة تستنكر سياسة حجب المواقع، فإن أصواتا نقابية أخرى تقلل من الأمر وتعتبر أن الحجب أو الإغلاق غالبا ما يكون مؤقتا، بسبب ما يروج فيها من مغالطات. وهو يؤكده عبد الحق ترشوني، بقوله: « لا يمكن أن نتحدث عن حجب، بل ربما عن إغلاق لبعض الحالات، لأن هناك بعضا من المعلومات التي تدون تكون خارجة عن واقع المجتمع التونسي، وبعيدة عن الحقيقة، خاصة وأن هذا العالم مفتوح، نكتب فيه ما نريد ونعلن فيه ما نريد، وهناك بعض المغالطات بخصوص بعض الأحداث وبعض الوقائع، وربما هذا ما يدفع السلطات إلى غلقها بصفة مؤقتة ».    غير أن السيد ترشوني فضل عدم الإشارة إلى تلك المغالطات وإلى من يدونها، « حتى لا أحرج أي زميل »، ويقول إن هناك بالطبع في تونس من يتصدى لمن يحاول « المس بالمجتمع والمس بالكرامة »، حماية للمجتمع التونسي من التشويه.   ومن جهته، نفى النقابي المستقل محمد العيادي أن يكون هدفهم إزعاج السلطة. لأن النقابيين لا يدافعون إلا عن مصالح العمال وينأون بأنفسهم عن الخوض في شئون السياسة والمعارضة. ولذلك يوجه أصابع الاتهام، دون أن تكون لديه أدلة ملموسة، إلى « البيروقراطية النقابية البالية »، ويقصد بها قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل، التي « ترَجّت السلطة أن تحجب مدوناتنا »، بحسب ما جاء في مقال توصلت إذاعتنا بنصه.   ويضيف العيادي في اتصال لنا به، أن تلك القيادة « منزعجة » من الإقبال الكبير الذي تعرفه مدونات النقابيين المستقلين، والتي هي في الواقع مدونات جماعية مفتوحة أمام الجميع. (المصدر : موقع إذاعة هولندا الدولية بتاريخ 20 فيفري 2009 .)  الرابط : http://www.rnw.nl/hunaamsterdam/media/200209

شبكة «الويب» صعبة المنال على الرقابة … صحافة تونس تهاجم «فايسبوك» ونقاش حول إعادة حجبه

 

 
تونس – إسماعيل دبارة       يخشى مستعملو الانترنت في تونس من إمكان حجب الموقع الشهير «فايسبوك» facebook.com المخصّص للتبادل الاجتماعي. وتعزّزت خشيتهم مع الحملة التي شنتها أخيراً صحف رسميّة وأخرى مقرّبة من السلطات. وركزت تلك الحملة على مساوئ استعمال الانترنت، مع إعطاء «فايسبوك» مثالاً عليها. ومع بداية العام الجديد، لوحظت زيادة في نشر التحقيقات والتقارير التي تنتقد موقع «فايسبوك». والمعلوم أن هذا الموقع أسسه الشاب الأميركي مارك زوكربيرغ  في العام 2004، ويبلغ عدد المشتركين فيه راهناً قرابة 150 مليوناً. وبصورة تثير أكثر من سؤال، تدفقت مقالات وتقارير صحافية أخيراً حملت عناوين من نوع «كيف يتحوّل موقع فايسبوك من نعمة إلى نقمة؟» و «صور فاضحة ومشاهد ساخنة والرقابة غائبة». وحذّرت الصحف التونسية المواطنين من مغبّة استعمال الشبكة الاجتماعية التي ينسجها هذا الموقع، تارة بدعوى أنها «لا تحترم الخصوصيات الفردية للأشخاص»، لكونها «عرضة لاختراقات من جماعات إرهابية وأصولية»، أولأنّها «تخضع لإشراف أجهزة مُخابراتيّة دوليّة». ويحمل كثيرون من التونسيون ذكريات مرّة حيال موقف السلطات الرسمية من هذا الموقع. فعلى رغم أن عدد التونسيين في «فايسبوك» لا يتجاوز 15 ألفاً معظمهم من الشباب، فإنّ عمليّة حجبه في الثامن عشر من آب (أغسطس) 2008 لمدّة شهر، جعلته يزدادُ شهرة لدى جمهور الانترنت في تونس. وحينها، تدخّل رئيس البلاد زين العابدين بن عليّ بنفسه وأصدر قراراً بإلغاء حجب الموقع في تونس. ولاقت الخطوة ترحيباً كبيراً في أوساط الجمهور الالكتروني في البلاد. والمعلوم أن «فايسبوك» تحول لدى كثيرين من التونسيين إلى فضاء للتواصل والعمل السياسي والحقوقيّ والنقابي. ووجد فيه المدافعون عن حقوق الإنسان والمواطنة والنشطاء السياسيون على اختلاف توجّهاتهم، وسيلة للتعبئة من أجل التعريف بمبادئهم وطروحاتهم والتشهير بتجاوزات السلطات التي غالباً ما كانت تجري بلا رقيب ولا حسيب. واستفاد النشطاء السياسيون والاجتماعيون من الإمكانات التي يتيحها الفضاء الافتراضي، خصوصاً موقع «فايسبوك». كما وجد الشباب فيه مساحة لإبداء الرأي وتشارك الصور ومقاطع الفيديو والأغاني والمواد التي تبخل بها عليهم وسائل الإعلام في تونس. وتقول الطالبة الجامعيّة نهى بن سلامة: «كلّ المؤشرات تدلّ على أنهم يمهّدون لإعادة حجب فايسبوك… أنا أتابع باهتمام شديد الحملة التي تشنّها الصحافة التونسيّة على هذا الموقع، هم لا يعترفون بأنّ لشبكة الانترنت ومواقعها الاجتماعية ايجابيّات كثيرة. وكذلك تتواصل الارشادات التوجيهية المحمّلة بالوصاية من الجهات الإستخباراتية والمجموعات الأصوليّة وكأننا لا نقدر على انتقاء أصدقائنا ومن نرغب في التواصل معهم عبر فايسبوك». ولا تخفي نهى خشيتها من أنّ حجب هذا الموقع سيؤثر في كلّ جوانب حياتها. وتوضح أنها تقضيّ ساعات طويلة من الدردشة والنقاش مع أناس من كلّ أصقاع العالم، ما يعني أن حجب موقع «فايسبوك» قد يحدث فراغا كبيراً في حياتها. وفـــي سياق مماثل، يشير هشام بن حديــــد (موظّف إداري)ّ إلى أنه يقسّم وقته بين العمل والتحاور عبر «فايسبوك». ويبدي غضبه الشديد مما تكتبه الصحافة عن موقعه المفضّل: «لو أرادوا حجبه فليفعلوا، لكن لا داعي لنشر الأكاذيب وتحوير الحقائق بهذا الشكل… كلنا يعلم أن الموقع له الكثير من المزايا والايجابيات، لكنهم يتعامون عنها. وكذلك تعمد بعض وسائل الاعلام إلى تهويل بعض الاختراقات التي تحصل بين الفينة والأخرى و يذهب ضحيتها من يُسئ استغلال التكنولوجيا الحديثة، وكأنهم يمهّدون لمعاودة حجب فايسبوك». ليست حملة منظمّة ولكن… في هذا الصدد، يصرح صحافيّ في إحدى الجرائد الحكوميّة (يرفض الكشف عن إسمه) بانّ تزامن نشر عدد من المواضيع حول الخطر الذي يهدّد المواطنين التونسيين عبر الإنترنت، «لا يعني أبداً وجود حملة مُنظمّة ضدّ فايسبوك ولا وجود لتعليمات من جهة ما لإيجاد المسوّغات لحجبه كما يدّعي البعض». ويتابع: «برأيي، جاء نشر تلك المقالات على خلفيّة الشهرة التي نالها الموقع، وتزايد الأخطار المحدقة بمستعملي الانترنت في وطننا خصوصاً لجهة ما تحمله الشبكة من مواقع فيها الكثير من الانحلال الأخلاقيّ وكذلك الفكر المتطرّف والمتزمّت… أعتقد أن واجبنا كصحافيين أن نُحذر أبناءنا من هذه المخاطر». وفي المقابل، يعتقد عدد من متابعي حرية الإعلام أن الحملة على «فايسبوك» في تونس قد تستمرّ عبر وسائل الإعلام في الفترة المقبلة، ما يدفع للشك بأنها تجري بناء لتوجيهات حكوميّة. وفي تطور متصل، دعا الأمين العام لـ «حزب التجمّع الدستوري الديمقراطي» الحاكم في تونس، في اجتماع مع جامعيّين في محافظة سوسة الساحليّة أخيراً، إلى «تأطير الرأي العام وحمايته من المغالطات والتأثيرات السلبية والأفكار الهدامة التي تقتحم حياة المواطنين عبر تكنولوجيات الاتصال الحديثة». ويرى معزّ الجماعي وهو احد النشطاء السياسيين والحقوقيين المعروفين عبر «فايسبووك»، أنّ تصريحات المسؤول الأول للحزب الحاكم «تبرز تخوّف السلطة من التكنولوجيا والانترنت». ويرجع التخوّف الى «عدم تمكن السلطة من تضييق الخناق على مستعملي الانترنت… الحملة على فايسبوك لا معنى لها، لأنّ المئات من المواقع والمدوّنات الرقمية والمنتديات الالكترونية محجوبة في تونس منذ أمد بعيد، لكن الجميع يعرف راهناً طرقّ الالتفاف عن الحجب. لقد باتت هذه السياسة سباحة عكس تيار انهيار الحدود وتلاشي الرقابة على المعلومات». والمعلوم أن عدداً من المنظمات الحقوقيّة التي تعنى بحريّة الصحافة، تتهم السلطات التونسيّة بانتهاج سياسة حجب المواقع السياسيّة المعارضة، وكذلك الأمر بالنسبة لعدد كبير من المدوّنات الرقمية والمواقع الالكترونية الإخبارية مثل موقع «العربية. نت» الذي حجب منذ العام 2005، وشبكة «إسلام اونلاين. نت» وغيرهما. وتنفي الجهات الرسميّة تلك التهم وتؤكّد أنها لا تحجب سوى المواقع التي تحثّ على العنف والإرهاب والإباحة جنسياً. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 فيفري 2009)  

أتى الدور على الشاهدة الثانية

 

صابر التونسي في أواخر شهر ديسمبر نشرت كلمة في القديد المالح مقالا بعنوان « محاكمة الجلادين والحملة المضادة » وقد كان محوره الأساسي الحملة الشرسة التي شنها « بوليس الكلمة » (والتعبير لأم زياد) على السيدة سهام بن سدرين بصفتها الشاهدة الرئيسية في القضية التي رفعتها السيدة زليخة الغربي ضد الجلاد خالد بن سعيد والتي أدانه فيها القضاء الفرنسي. وقد ورد في خاتمة المقال المذكور هذه الجملة: كلمتي الأخيرة للشاهدة الثانية في القضية المذكورة أعلاه وهي السيدة راضية النصراوي أن احذري وارفعي الأسوار فإنهم قادمون! صدق « التنبؤ » وجاء دورك يا راضية، أرجو أن تكوني قد عملت بالنصيحة ورفعت الأسوار! فقد ورد عن وكالة « ضو »  لمركز المخبرين أنك قبضت فوق الطاولة وتحتها « مالا حراما زقّوما  » جنيته من التجنّي على وطنك وبيعه للأجانب ولأصحاب النّوايا السيّئة وللحاقدين بأبخس الأثمان »! راضية وسهام ماذا فعلتما بالأموال التي قبضتماها؟ هل جدتما بشيء منها لمن ناصركما وساندكما دون أن يتأكد من تهافت أدلة الإدانة، أم أنكما اخترتما الإنتقال إلى طبقة « البورجوازية » وتصران على أن تبقى « البرولتاريا » من أمثالي في مناصرتكما، إما أن تأتيا بالأموال نخلطها ونعيد قسمتها ونحقق العدالة الإجتماعية ونجعل « رأس المال قسمة بالتساوي بيننا »! وإما أن نبحث لنا عن طريق آخر وكلنا يعلم أن أقصر طريق للثراء والمنصب والسلامة هو تحسين العلاقات مع وكالة الإتصال الخارجي. وختاما أقول:  » من كان له دليل واضح في استغلال حقوق الإنسان لجني أموال طائلة، أو في الإستعانة بالأجنبي ضد بلده ـ وليس ضد الإستبداد ـ  فليمدنا به ونحن نعينه ونشهر معه بالإنتهازيين!  أما ترويج الإشاعات ونقل الأخبار عن وكالة « قالو ا » الوهمية فلا تزيد المفضوح إلا فضيحة ومن يضلل الله فما له من هاد. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 20 فيفري 2009)


الأساتذة الجامعيون ومهمة التنظّم خارج الإتحاد العام التونسي للشغل
 
تونس في 18 فيفري 2009
ردُّ السيد المنصف الزاهي على الأساتذة الجامعيين بقوله [إلى ما عجبوش الحل يخرج من الإتحاد] أثناء إشرافه على التجمع الذي أقاموه يوم 31 جانفي الفائت للتعبير عن تمسكهم باستقلالية قرار قطاعهم ورفضهم مصادرة حقهم في التفاوض وفي إبرام الاتفاقيات التي تهم مطالبهم الخصوصية على إثر إمضاء وفد من جهاز البيروقراطية النقابية التنفيذي ممثلا في المنصف الزاهي نفسه مع علي بن رمضان ومحمد سعد لمحضر الجلسة الخاص بالزيادات الخصوصية لمدرسي التعليم العالي برغم رفض الجامعيين لهذه الزيادات على اعتبار أنها غير مجزية وهزيلة وهو موقف عبروا عنه في اللائحة التي صدرت عن مجلسهم القطاعي  المنعقد يوم 29 ـ 11- 2008 ومعروف من قبل الجميع. ردُّ منصف الزاهي هذا وموقفه من دفاع الجامعيين عن استقلالية قرارهم القطاعي ورفضهم لممارسات الجهاز البيروقراطي للإتحاد العام التونسي للشغل لا يعكس في الحقيقة غير حجم الاستهانة والاستخفاف الذين أصبح يتعامل بهما هذا الجهاز مع قرارات الهياكل النقابية القطاعية المنظوية تحت لوائه وفي أي مستوى من الهيكلة. هي ليست المرة الأولى التي يدوس فيها الجهاز التنفيذي للبيروقراطية على الديمقراطية النقابية ويصادر فيها استقلالية القرار القطاعي وبالذات في قطاع التعليم العالي .ألم يسبق له أن أدخل هذا القطاع في أزمة تمثيل نقابي في السابق بممارسات مشابهة لما قام به الآن. ألم يسبق لهذا الجهاز أيضا أن أفشل قبل عامين نضالات قطاعي التعليم الابتدائي والثانوي بمواقفة جراد على مقترح وزارة الإشراف دون الالتزام بموقف القطاعيين في ما يخص منحة بداية السنة الدراسية والذي كان دون مقترح رجال التعليم. ألم يفرض هذا الجهاز أيضا وتحديدا عن طريق منصف الزاهي وعلي بن رمضان وبتواطؤ من المكتبين التنفيذيين لنقابتي الابتدائي والثانوي على القطاعين تلك اتفاقيات المخزية سنة 2007 والتي جردت رجال التعليم من عديد المكاسب وأجهضت نضالاتهم وأدخلت القطاعين في وضع من الركود والفراغ النقابي مازال مستمرا إلى الآن. ردّ منصف الزاهي وهو المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية في الإتحاد العام التونسي للشغل هو ردّ يشخص بفجاجة الأساليب والطرق التي أصبحت تعتمدها هذه العصابة المتنفذة في الإتحاد لانتهاك الحقوق النقابية ولضرب وتصفية كل محاولة للتمسك باستقلالية القرار وديمقراطية واستقلالية العمل النقابي.  عصابة جراد وعلي بن رمضان ومنصف الزاهي ومحمد سعد وعبيد البريكي وبقية المجموعة المتنفذة لم يكتفوا بالتجريد وبإصدار المناشير التي تمنع الاجتماعات والتجمعات التي لا يوافق عليها الجهاز البيروقراطي. ولم يكتفوا برفض مطالب القطاعات في عقد إجتماعت هيئات قرارها [ هيئات إدارية ومجالس وطنية…الخ] ولم يكتفوا بإفراغ النضالات النقابية في كل القطاعات وعلى امتداد سنوات من محتواها وجرّ قيادات هذه القطاعات وخصوصا تلك المتمسكة بقرارات قواعدها تحت التهديد بالانقلاب عليها وبسيف لجنة النظام إلى إمضاء الإتفافقيات المفرغة من أي محتوى كما حدث مثلا مع نقابة التعليم الابتدائي سنة 2007.  عصابة الجهاز البيروقراطي هذه لم يكفها أيضا الاصطفاف علنا وراء السلطة فيما يخص قضايا الشغل والتنمية والتعويض عن التدهور في المقدرة الشرائية للأجراء والمطالبة بالحريات والديمقراطية. لقد تجاوزت هذه العصابة الآن كل هذا إلى دعوة كل من يتمسك باستقلالية وديمقراطية القرار النقابي إلى الخروج من الإتحاد وكأن الإتحاد ملك لهذا الجهاز البيروقراطي الفاسد. كلام منصف الزاهي المردود عليه والذي يحيلنا إلى منطق لا نعرفه سائدا إلاّ لدى بعض الإداريين المتسلطين أو في حظيرة أصحاب المؤسسات الخاصة والأعراف الاستغلاليين والذين لهم باع في الدوس على كل القوانين والأعراف في تعاملهم مع العمال والنقابيين أسقط كل الأقنعة التي يتخفى وراءها هذا الجهاز العصابة الذي حول الإتحاد إلى شكل من أشكال الإدارة أو المؤسسة الخاصة التي يديرها ويسيرها بمثل ما يشاء.  إن تجاوزات هذا الجهاز لم تعد خافية اليوم على النقابيين الديمقراطيين وعلى الرأي العام عموما. لقد بات الجميع على علم بعمق الأزمة التي يتخبط فيها الإتحاد العام التونسي للشغل تحت نفوذ هذه البيروقراطية الفاسدة المتمعشة من عائدات إنخراطات الشغالين هذه العائدات التي تبلغ المليارات سنويا والتي تتصرف فيها هذه العصابة كما يحلو لها و بلا أدنى رقابة. إن الوضع السائد اليوم في الإتحاد العام التونسي للشغل والمتمثل في إمعان البيروقراطية النقابية في انتهاك الحق النقابي وفي مصادرة حق النقابيين والقطاعات في تقرير حر لمواقفهم ومواقف نقاباتهم والمناورة على كل النضالات وإرباكها وإفشالها وتقييد حق التجمع وحق الإضراب واستقلالية القرار القطاعي بتلك البنود التي يتضمنها النظام الداخلي للإتحاد والمنشور 83 والتي تفرض ضرورة موافقة جهاز البيروقراطية التنفيذي على كل قرار مهما كان محتواه ومهما كانت الهيكلة التي أقرته لا يعني في الحقيقة وهو ما يجب أن يعيه كل نقابي غير تحول هذه البيروقراطية إلى أداة بيد الرأسماليين والدولة مهمتها إجبار الحركة النقابية على خنق مبرر وجودها.  إن قيادة نقابية تماطل في الموافقة على عقد هيئات القرار في القطاعات وتعارض الإضرابات وتلغيها وتمنع التجمعات النقابية وتتبرأ من الإعتصامات وتفككها وتمضي الاتفاقيات باسم القطاعات دون موافقتها وتدعو النقابيين إلى القبول والتسليم بهذا الواقع أو الخروج من الإتحاد ليست قيادة قد قطعت كل روابطها بالعمال ولم تعد تمثلهم ولا تدافع عن مصالحهم فحسب لقد تحولت إلى مساهمة وشريك فعلي في ضرب الحق النقابي ومعادية معاداة سافرة للحريات وكل الحقوق النقابية. إن ما أقدم عليه الجهاز التنفيذي البيروقراطي في حق استقلالية قرار الأساتذة الجامعيين أعاد إلى السطح في الساحة النقابية الأساس في الأزمة التي يتخبط فيها العمل النقابي في الإتحاد العام التونسي للشغل والمستمرة منذ سنوات وهي مسألة طبيعة علاقة المكتب التنفيذي لإتحاد بالقطاعات النقابية المنظوية في هذه المنظمة وبطبيعة القوانين التي تنظم هذه العلاقة وبمدى احترامها [ أي القوانين ] لإستقلالية القرار القطاعي ولديمقراطية واستقلالية العمل النقابي عموما. الحقيقة أن ممارسات الجهاز التنفيذي للبيروقراطية النقابية واستهدافه لحق النقابيين والقطاعات في تقرير حرّ ومستقل لمواقفهم ومواقف نقاباتهم لم يأت من فراغ وهو ليس نتيجة انحراف وميول ذاتية تسلطية لعناصر هذه القيادة بقدر ما هو نابع من قوانين هذه المنظمة نفسها [ القانون الأساسي والنظام الداخلي ] واللذان أصبحا بمثابة السيف المسلول في وجه كل ممارسة حرة وديمقراطية ومستقلة.  قوانين هذه المنظمة هي التي شرعت كل الممارسات المنافية لأبسط قواعد التعامل النقابي الديمقراطي وأتاحت لهذا للجهاز التنفيذي البيروقراطي التمادي والإمعان في انتهاك الحريات النقابية.  ألا يعطي النظام الداخلي للإتحاد للمكتب التنفيذي المركزي صلاحيات مطلقة للتحكم في كل القرارات النقابية ! ألا يمنح هذا النظام البيروقراطي المتخلف للمكتب التنفيذي الحق في الموافقة على كل دعوة لاجتماع الهيئات الإدارية القطاعية أو الجامعات النقابية لتكون لهذه الاجتماعات الصبغة القانونية ! ألا يشترط نفس هذا النظام الداخلي أيضا وجوب إشراف أحد أعضاء المكتب التنفيذي على هذه الاجتماعات ووجوب موافقته على كل قرار يصدر عنها بما في ذلك قرار الإضراب! ألا يمكّن هذا النظام الداخلي أيضا الهيئة الإدارية الوطنية والمكتب التنفيذي الموسع من صلاحيات مطلقة في أخذ القرار وهما الهيئتان اللتان تعكس تركيبتهما حالة صارخة من اللاديموقراطية حيث تتساوى في هاتين الهيئتين حقوق أعضائهما في أخذ القرار برغم الفرق الشاسع في التمثيلية القاعدية لكل عضو إضافة إلى الغياب التام لأي ضبط لمهام أعضاء كل من الهيئتين فلا وجود لما يلزمهم بعدم تجاوز توصيات أو قرارات هياكلهم أو جهاتهم عند اتخاذ المواقف والقرارات. والأسوأ هو أن البيروقراطية أصبحت تلتجئ لهاتين الهيئتين في كل مرة تقرّر فيها التراجع في قرارات أو قوانين وقع إقرارها في مؤتمرات الإتحاد أو عندما تريد تمرير قوانين بيروقراطية جديدة أو للزج بالإتحاد في سياسات تعرف أنها محل معارضة أغلب منخرطيه ناهيك عن الدور الذي أصبحت تلعبه هاتان الهيئتان البيروقراطيان مع المكتب التنفيذي عمليا بصورة سرية أو علنية في التحكم في تاريخ انعقاد المؤتمر العام والمؤتمرات الجهورية وفي تاريخ تجديد الهياكل وفي كل عملية انتخابات لهياكل المنظمة لمزيد التحكم في تركيبة هذه الهياكل ولتمهيد الطريق للقائمات التي يرضى عنها الجهاز التنفيذي البيروقراطي.   هذه هي الأسس التي جعلت الجهاز التنفيذي للبيروقراطية النقابية متحكما مطلقا في كل القرارات النقابية ومكنته من سحب البساط من القطاعات والجهات وهو وضع خرب النضالات وتسبب في تراجع الوعي بأهمية النقابة والنضال النقابي لدى المنخرطين ولجم الهياكل الأساسية و الوسطى والقطاعية عن تفعيل قراراتها وحاد بالإتحاد عن الدور الذي كان من المفروض أن يلعبه. لذلك نقول أن مسألة الدفاع عن استقلالية القرار القطاعي وفي ظل الانتهاكات المتواصلة لقيادة الإتحاد لهذه الاستقلالية واستخفافها واستهانتها بالهياكل القطاعية وبقراراتها لهي المسألة الأهم التي كان من المفروض أن يوليها النقابيون في كل القطاعات أكبر اهتمامهم ويتجندوا للنضال من أجل فرضها لكن ولئن غاب وللأسف هذا الوعي عن نقابيينا وخصوصا في قطاعي التعليم الابتدائي والثانوي وهما القطاعان اللذان تعرضا أكثر من غيرهما لتسلط الجهاز الببيروقراطي في السنوات الأخيرة فإن وقفة نقابي التعليم العالي في الدفاع عن استقلالية قرارهم والتي جاءت لتقطع مع واقع التسليم والركون السائد في صفوف الهياكل القطاعية الأخرى لا يمكن إلاّ تثمينها ومساندتها باعتبار أنها الخطوة الضرورية والتي لابد منها. وقفة أساتذة التعليم العالي دفاعا عن استقلالية قرارهم ومعارضتهم الشديدة لتسلط جهاز البيروقراطية التنفيذي لعدم احترامه لقرارات مجلسهم القطاعي والذي أعتبر كما عبر عنه العديد منهم سواء يوم 31 جانفي في التجمع الذي أقاموه أو في كتاباتهم ومتابعاتهم الصحفية مسا بمصداقية الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي و استهانة بالقطاع وبكل المنتسبين إليه وقفة لا يجب أن ينحصر سقفها في  مجرد الغضب على المكتب التنفيذي البيروقراطي ورفض الإجراء الذي أتاه والتنديد بتواطؤ الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي والتعبير عن هذا الغضب بخروج بعض النقابيين الجامعيين المعروفين بصفة فردية من الإتحاد برغم ما لهذه الحركة من رمزية. وقفة الدفاع عن القطاع وعن استقلالية قراره يجب أن تنبثق عنها مبادرة ملموسة لتنظم مستقل للجامعيين  خارج الإتحاد العام التونسي للشغل. إنه المسار الوحيد الذي على الجامعيين اليوم النضال من أجل إرسائه لأنه من قبيل الوهم ومغالطة الذات الاعتقاد بأنه مازال هناك أمل في عمل نقابي مستقل وديمقراطي ومناضل من داخل الإتحاد العام التونسي للشغل في ظل سيطرة هذه البيروقراطية الفاسدة والمرتشية التي عششت داخله وأصبحت حارسا على الأجراء لصالح الدولة والأعراف والمستندة إلى قوانين بيروقراطية معادية لأبسط الحقوق والحريات النقابية . نقول هذا ونحن نعلم بمدى الصعوبات والعراقيل التي ستواجهها هذه المهمة إلا أن كل ذلك لا يجب أن يحط من عزم جامعيينا ونخبة نقابيينا في إرساء تنظيمهم النقابي المستقل لأننا على يقين من أنهم قادرون على خوض هذه المعركة ومواجهة التحديات مهما كانت ولعل ذلك يكون محفزا ودافعا لقطاعات أخرى مطروح عليها هي أيضا خوض معركة الاستقلالية والتنظم بشكل مستقل وأخص بالذكر هنا نقاباتي التعليم الابتدائي والثانوي.
بشير الحامدي (المصدر : منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية « )
الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p


ما لم تقله صحفنا « الوطنية » حول ترتيب تونس في تقرير عالمي حول جودة الحياة

   

 
 حكمت الحاج أصدرت مجلّة « انترناشونال ليفنغ » الايرلندية تقريرها لسنة 2009 حول أفضل الأماكن التي يمكن زيارتها في العالم والاستثمار فيها. وحلّت تونس في المسح الذي أجرته المجلة لــ 194 دولة في المركز 91. وحصلت على النقاط التالية في سلّم يتكون من 100 درجة: المعيشــــــــــــــة: 100/70 الثقافة والترفيـه: 100/59 الاقتصــــــــــاد: 100/30 البيئـــــــــــــــــة: 100/65 الحرّيــــــــــــات: 100/17 الصّحـــــــــــــة: 100/65 البنية التحتيّـــة: 100/38 الأمن والسلامة: 100/86 المنــــــــــــــــاخ: 100/84 المعـــــــــــــــدّل: 100/56 وسائل الإعلام « الوطنيّة » هلّلت للنجاج الباهر الذي حققته بلادنا بالحلول في المرتبة الأولى عربيّـا، حتى وإن كانت مرتبتها العامة 91!؟ لكنها أغفلت الإشارة إلى أننا تحصلنا على المرتبة 171 في مجال الحريات بحصولنا على 100/17 نقطة فقط. وكذلك على 100/30 نقطة في مجال الإقتصاد!؟ السؤال: أين هي إذن « المعجزة الاقتصادية » التي حققناها!؟
 
(المصدر: مدونة زياد الهاني الإلكترونية بتاريخ 20 فيفري 2009 )


 

حديث الجمعة بسام بونني
 
 bbounenni@yahoo.fr انزعجت من المرتبة التي نالتها تونس في سلّم جودة الحياة الذي أصدره معهد « إنترناشيونال ليفينغ » الإيرلندي، الأسبوع الماضي. فرغم سمعة بلادنا، لم نحصد سوى المرتبة السابعة والسبعين. تأخرنا عن بلدان كنا نظن أننا تجاوزناها بسنوات ضوئية، مثل كولمبيا، حيث قوات « الفارك » التي تقضّ مضاجع المحليين كالأجانب وكارتيلات « كالي » و »ميديلين » للمخدرات ونفوذها الذي يزعزع كيان القارة بأكملها، أو بوتسوانا التي تقتات من الجار الجنوب إفريقي. حتى ألبانيا حيث إحدى أخطر المنظمات الإجرامية في أوروبا سبقتنا بمرتبة. رأيت في ذلك تحاملا على تونس. فلا « فارك » لدينا ولا كارتيلات مخدرات ولا نحن نقتات من أحد. وأكثر من ذلك، لا منظمات إجرامية في بلادنا. حاشى لله! لكنّ انزعاجي كان أكبر وأشدّ عندما اطّلعت على الصحف الرسمية في بلادنا، التي هللت وكبرت لتصدر تونس القائمة العربية في السّلم، وقرأنا بالبنط العريض عناوين من قبيل « تونس، الأولى عربيا من حيث جودة الحياة ». ومصدر الانزعاج هو تبني إعلامنا الرسمي نتائج سلّم جودة الحياة، والذي يستند إلى مؤشرات مرتبطة بتكلفة المعيشة « 15% »، الثقافة والترفيه « 10% »، الواقع الاقتصادي « 15% »، الوضع البيئي « 10% »، واقع الحريات « 10% »، الوضع الصحي « 10% »، واقع البنى التحتية « 10% »، واقع السلامة « 10% »، وحالة المناخ « 10% ».. فكيف يتبنى إعلامنا الرسمي النتيجة الكارثية لواقع الحريات في بلادنا، وهو الذي فنّد النتيجة ذاتها حين صدرت عن « مراسلون بلا حدود » أو « لجنة الدفاع عن الصحفيين »؟ لا ! والله كانت جماعتا « روبار مينار » سابقا و »جويل كامبانيا » أكثر رحمة من مؤسسة « إنترناشيونال ليفينغ ». كيف لا وقد أسندت لنا المؤسسة الأيرلندية نسبة 25% في خانة الحريات!!! نسبة جعلتنا نتذيل قائمة جودة الحياة في مجال الحريات. بل ومن بين الدول التي لا يطيب العيش فيها مقارنة بتونس من تجاوزنا بفارق شاسع في هذا المجال، كهايتي ب47 % وليبيريا ب50% وسيراليون ب45%. بل دولة مثل مالي غنمت 83%!!! ما هذا التحامل على تونس؟ من أين خرجت علينا هذه المؤسسة الأيرلندية المغرضة حتى تنغص علينا جودة حياتنا؟ الخطأ يعود إلى إعلامنا الرسمي الذي أتاح لها الفرصة في إضفاء مصداقية على سلّمها. ما هكذا يتمّ التعامل مع مثل هذه التقييمات المغرضة. إنها تؤكد نكتة الكلبين الجزائري والتونسي الذين يلتقيان على الحدود، فيطلب الأول العيش الكريم، ويطلب الثاني الحق في التعبير. وما أصعب الاثنين! كل تقييم ونحن وجودة حياتنا بخير!   (المصدر: جريدة الموقف (تونس) بتاريخ 20 فيفري 2009)


هل يكذب الجميع ليصدق السيد الوزير؟

 
تشن عبر الصحف الوطنية وتحت عناوين مختلفة وبإمضاءات متعددة لجهة واحدة حملة مسعورة على الاتحاد العام لطلبة تونس ترمي إلى محاولة إحباط العزائم وثني المناضلين عن عقد المؤتمر لوطني الموحد المقرر أيام 10، 11 و12 أفريل 2009 عبر ترويج الافتراءات وتزييف الحقائق فتدعي تارة أن هذا المؤتمر هو سطو على إرادة الطلاب والحال أن نتائج المجالس العلمية أثبتت بما يدع مجالا للشك استجابة عموم الطلبة لنداء الاتحاد لمقاطعتها فكانت نتائجها مفزعة مما جعل وزير التعليم العالي يعود إليها بعد شهر من إجراءها ليتحدث عن  » الكراسي الفارغة  » والحال أن الصناديق هي التي بقيت فارغة. وتارة أخرى تذهب إلى مهاجمة المكونات النقابية للمنظمة الطلابية لتلصق بها عديد التهم من قبيل التطرف والعنف والحال أن الواقع يثبت عكس ذلك تماما فالتطرف كان الصفة الطاغية على سلوك وزارة التعليم العالي في التعاطي مع مختلف الأطراف الجامعية حيث ما انفكت قيادة الاتحاد تنادي بإرساء علاقة حوار جدي ومسؤول وطرقت كل الأبواب لتجنيب الجامعة والبلاد هزات نحن في غنى عنها إلا أن كل الأذان كانت صماء ولم تقابل هذه النداءات إلا بالتسويف والمماطلة والوعود الزائفة التي تقدم أحيانا باسم الوزارة وأحيانا باسم رئيس الدولة على لسان ممثليها ولم تقف سلطة الإشراف عند هذا الحد بل ذهبت إلى أقصى أشكال التنكيل بمناضلي الاتحاد وسلطت عليهم كل أشكال العنف طيلة ولاية السيد بوعوني التي عد فيها الاجتماع العام من قبيل الزندقة وصنف خلالها الإضراب في باب التكفير وأصبح من الكبائر التي تستوجب الإعدام فتعددت الضحايا التي طالت الطلبة والطلبة النقابيين، الأساتذة والأساتذة النقابيين، العمداء والمديرين ولم يسلم من بطشه حتى رؤساء الجامعات والإحصاءات وحدها كفيلة بإثبات الحقيقة فطلبة الاتحاد يعانون من طرد أكثر من 30 مناضلا عبر مجالس تأديب انعقدت بإمرته والأساتذة طالتهم أحذية البوليس أمام وزارته وبإذنه بعد أن استنفذوا كل الأبواب لمحاورته وآخرها طرد رئيسة جامعة خرجت عن طاعته. وليس هذا هو الجانب الأكثر قتامة في إمارة السيد الأزهر، فرائحة العفن بدأت تفوح من أروقة الوزارة وان حاول غلق كل النوافذ والأبواب أمامها، رائحة لفضائح وتجاوزات ما عاد من الممكن السكوت عنها دفاعا على مصداقية الشهائد العلمية وعن حرمة جامعة تكبدت ما تكبدت المجموعة الوطنية لبنائها وهو ما يستوجب اليوم تكاثف كل الجهود للحفاظ عنها ومزيد تطويرها. فالحديث عن السرقات والتلاعب تحت عناوين الـ 21، 21 والتحقيقات الخفية فيها فاحت رائحتها ناهيك عن القضايا السرية لعمليات التحرش التي تعرضت لها عديد السكرتيرات في سمو إدارته ومحاولة فبركة بعض الملفات لبعض العمداء والمديرين ممن خالفوه الرأي. أما الأدهى والأمر فهي عملية تغيير محاضر أعداد الطلبة والتي باتت حديث القاصي والداني وتم التعاطي معها بعيون مغلقة. فإلى أين تسير يا سيدي الوزير؟ إن كل محاولاتك لتصدير أزمتك الداخلية قد فشلت وإن سياسة التعنت والتظاهر بالصلابة لا يمكن إلا أن تعكس ما آلت إليه الجامعة من تراجع في عهدكم وإننا لا نرمي من هذا إلا لفت نظركم لتجاوزات نرجح أنها ترتكب من وراءكم فطبيعتكم التي هي انعكاس لطبيعة منشأكم الصحراوي الجاف علمتكم الهجوم لكن كان من الضروري عدم إغفال الخطوط الخلفية أي الدفاع والتي عاثت فيها فسادا وحجبت عنكم الرؤية لتفعل ما تشاء ومتى تشاء دون أن تتمكن من حماية مرماكم في حالة الهجومات المعاكسة فتتسبب لكم في هزات كان بالإمكان تفاديها. السيد الوزير، نتمنى أن لا تكونوا ضحية تجاوزات ترتكب باسمكم وقد حان الأوان لفتح تحقيق فيها وإعلانها على الملأ دفاعا عن حرمة الجامعة وقدسية الدرس ومصداقية شهاداتنا الوطنية التي ديست تحت الأقدام في إطار مؤامرة بدأت تلوح خيوطها للعيان. أخيرا وليس آخرا نود إنقاذ الجامعة لا أكثر، نريد مناخا جامعيا سليما تتكاثف فيه كل القوى والأطراف الوطنية ليكون الغد أفضل.    هالة.د طالبة مرحلة ثانية
 


بيان مساندة من المؤتمر الناصري العام على إثر رفض النظام التونسي منح الترخيص لإصدار نشرية « الناصرية »
بـــــيان إعلامي  
 
القاهرة في :19/02/2009   يتابع المؤتمر الناصري العام بكل الاهتمام الموقف المتعنت للسلطات التونسية التي امتنعت دون سند من قانون عن مجرد تسلم طلب الناصريين بتونس لإصدار جريدة تنطق باسمهم لتعبر عن أرائهم واسهاماتهم في الدفاع عن المصالح القومية لأمتنا العربية والقضايا الملحة لرجل الشارع في تونس. إن هذا الرفض الذي ألجأ الناصريين بتونس إلي رفع طلبهم بالبريد يتجافي مع أبسط الحقوق التي أقرتها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان وفي مقدمتها الحق في التعبير بمثل ما يمثل خرقا وتجاوزا للقانون التونسي ذاته. لقد سلكت السلطات التونسية نفس الطريق التعيس الذي تمضي يه حكومات عربية كثر بهدف تضييق الخناق علي القوي السياسية الشريفة والمحافظة علي التزامها النضالي بقضايا الأمة وفي طليعتها القوي الناصرية والقومية إن المؤتمر الناصري العام إذ يؤكد تضامنه ومساندته الكاملة لمطلب الناصريين بتونس وحقهم الأصيل في اصدار مطبوعة تعبر عنهم ليعرب عن يقينه بأن القوي الناصرية بتونس لن تتنازل عن حقها ولن تثنيها مثل تلك الممارسات الحكومية المعادية للديمقراطية عن الاستمرار في التعبير بصدق عن حقيقة الهوية العربية لتونس وانحيازها للشرفاء والذين ظلموا من أمتنا في كل شبر من الأرض العربية الواحدة إننا ندعو كل الناصريين في الوطن العربي الكبير وفي المهاجر بل وكل القوي الحية والشريفة إلي بذل كافة أشكال الدعم الاعلامي والأدبي والمعنوي لحق الناصريين بتونس في اصدار مطبوعاتهم الخاصة     وما مات حق وراءه مطالب ستظل راياتنا خفاقة عالية تأبي الذل ودائما معا نمضي علي طريق الحرية والاشتراكية والوحدة     الأمانة العامة المؤتمر الناصري العام


 

ملف الاتحاد العام لطلبة تونس: الأمين العام للاتحاد في حديث لـ«الصباح» «عندما نضجت الظروف قررنا عقد المؤتمر ولن أترشح مجددا للأمانة العامة»

 
تونس/الصباح: لماذا قررت قيادة الاتحاد العام لطلبة تونس الذهاب إلى المؤتمر؟ هل نضجت الظروف الداخلية والموضوعية للمنظمة؟ وكيف واجهت القيادة موضوع الانقسام والتشتت في المشهد الطلابي؟ وهل التفت القيادة فعلا على موضوع الوحدة النقابية أم إن ذلك يدخل ضمن المزايدة على  المنظمة؟ وكيف استعد الاتحاد العام لطلبة تونس لاستحقاقات هذا المؤتمر؟ وماذا يقول أمينها العام عما يتردد عن «تحزّب» المنظمة وتسيّسها؟ وكيف يرى الملامح المستقبلية للاتحاد؟ وأخيرا وليس آخرا، هل يترشح الأمين العام الحالي لمدة نيابية جديدة؟ هذه التساؤلات وغيرها، طرحناها على السيد عز الدين زعتور.. وهذه إجاباته من خلال الحوار التالي:   أجرى الحوار صالح عطية   مخاض المؤتمر.. ** دعت قيادة الاتحاد الى عقد مؤتمر منتصف شهر افريل القادم.. ما هو السياق الذي انتج هذه الدعوة؟ هل نضجت الظروف؟ ـ في البداية لا بد من القول بان المؤتمر هيئة من بين الهيئات العليا للمنظمة، ومن الضروري اجتماعها مرة كل سنتين.. ونحن لم نعقد مؤتمرا  منذ عام 2003، ما يجعل انعقاده أمرا ملحا.. أضف الى ذلك أننا انتهينا من الانتخابات القاعدية ومن توزيع الانخراطات الى جانب تسوية جزء كبير من الخلاف الداخلي، بحيث أصبحت الهيئة الإدارية الوطنية، تستوعب ستين عضوا.. ولم يبق سوى انجاز المؤتمر لكي يرسم التوجهات العامة، ويفرز قيادة جديدة، ويتجاوز بالتالي حالة التشتت والخلاف والتناحر الداخلي..   ** لكن البعض يتهمكم بالالتفاف على الوحدة النقابية، ويعتبرون ان الدعوة للمؤتمر ليست تعبيرا عن نضج فعلي خاصة بجهة الوحدة داخل المنظمة فكيف تردون؟ ـ الذي يحدد نضج الظروف من عدمها، هم ابناء الاتحاد ومؤسسات المنظمة الطلابية والمباشرون للملف النقابي الطلابي، الى جانب الذين شرعوا بالفعل بخصوص العديد من المحطات بشكل موحّد.. والذين يعتبرون ان الظروف لم تنضج بعد لاجراء مؤتمر موحد، معناه ان الاتحاد مطالب بانجاز مؤتمر باسم مجموعة معينة، وهو ما أساء للاتحاد خلال سنوات طويلة.. اعتقد ان الظروف الموضوعية للوحدة عرفت نضجا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، وقد حان الوقت لجني ثمارها، وهو ما سوف يتأكد منه الجميع ايام 10 و11 و12 أفريل القادم.   * ما الذي يؤكد ذلك؟ ـ هذا المؤتمر سبقته مفاوضات مع وزارة الاشراف لمدة ثلاث سنوات كاملة، وتم تأجيله في مناسبتين لأسباب خارجة عن نطاقنا، كما تم خوض مناقشات مع مختلف المكونات، وتوصلنا في النهاية لتسوية اغلب النقاط الخلافية.   نقاط… واتهامات ** ما هي هذه النقاط تحديدا؟ ـ هناك مسألة توزيع الانخراطات، والتمثيلية القاعدية،  وتوسيع دائرة الانخراطات، واحترام قرارات المؤسسات والهيئات العليا للمنظمة، وهو ما ترجمته اخر هيئة ادارية وطنية.. صحيح ان بعض المناضلين في الاتحاد مايزالون متمسكين بضرورة تأجيل المؤتمر بتعلة عدم نضج هذه الظروف.. ونحن هنا نجدد النداء لتغليب مصلحة الاتحاد والابتعاد عن الفئوية الضيقة، لان الطلبة والجامعة بشكل عام بحاجة الى منظمة موحدة ومناضلة ومستقلة.   ** كأنك تتهم اطرافا محددة؟ ـ هذا ليس اتهاما لأي طرف بقدرما هو توصيف لواقع.. وعلى اية حال فالمؤتمر سيجيب عن هذا  الموضوع.. وعلى جميع الاطراف الطلابية ـ اذا ما كانت تروم بناء منظمة موحدة ـ ان تفصل بين الانتماء للحزب والانتماء للاتحاد العام لطلبة  تونس.. بالأمس القريب كان الطرف الماسك بالاتحاد يتحدث عن القانون والمؤسسات والهيئات الداخلية للمنظمة، لكنهم اليوم على استعداد لاية ممارسة تقفز على القوانين والمؤسسات وهو ما ينطبق على الذين يباشرون مسؤوليات نضالية اليوم في المنظمة، ولعل هذا ما عرقل بصورة فعلية اداء المنظمة، الى جانب «سياسة غلق الابواب» التي واجهها مسؤولو الاتحاد ومناضلوه من قبل  وزارة الاشراف، خاصة في الملفات ذات الصبغة النقابية والادارية، بشكل يجعل المرء يتساءل حول ما اذا كانت المنظمة قانونية أم لا..   بين التسيّس.. والجماهيرية.. ** لكنها منظمة سقطت في التسيّس كما يقول بعض منتقديها؟ ـ لا شك أننا نفتخر بان تكون المنظنة مسيّسة، لكن ليست متحزبة.. بمعنى آخر انها مستقلة عن جميع الاحزاب والحساسيات وعن السلطة كذلك.. نحن نحبّد بالفعل ان تكون المنظمة مسيّسة حتى يتسنى لها تأطير الشباب الطلابي وتحصينه من الهزّات التي تتربص به، ومن الأفكار الرجعية وتتولى ـ في المقابل ـ نشر العقلانية والتقدمية والالتزام المدني في صفوف المنتمين لها من أجل تمكين نحو 400 الف طالب من الاضطلاع بمهام بعد تخرجهم في البلاد..   ** كأنك تتحدث عن منظمة جماهيرية، فيما هي فشلت في انتخابات مجالس الكليات التي فازت بها منظمة طلبة التجمع الدستوري.. ـ لا بد من توجيه الشكر عبر منبر جريدة «الصباح» الغراء الى عموم طلبة تونس الذين لبّوا نداء الاتحاد لمقاطعة هذه الانتخابات.. لقد بلغت نسبة المشاركة الطلابية في انتخابات مجالس الكليات نحو 1%، وما يؤكد ذلك عمليا ان السنة الاولى حقوق لم يسجل فيها صندوق الاقتراع سوى 17 صوتا والمرحلة الثانية 47 صوتا، بل ان الكليات التي يمكن اعتبارها قد سجلت اقبالا على صندوق الاقتراع لم تتجاوز في مجملها 150 مقترعا بين المراحل المختلفة.. هذا الى جانب ان هذه الانتخابات اصبحت مناسبة لاستنزاف الطلبة والمنظمة على حد السواء.. بالاضافة الى ان التحويرات التي عرفتها الانتخابات قد تمت بصفة فوقية حيث اطلع عليها الاتحاد مثل سائر الطلبة.. ويتعين الاشارة في هذا السياق الى ان تمثيلية الطلبة في المجالس العلمية لم تحترم في اية مسألة لذلك سنطالب مستقبلا بالتمثيل النقابي في هذه المجالس.   الحوار حول المنظمة.. ** هناك من يعتبر ان الذهاب للمؤتمر كان متسرعا، وكان يجب ان تسبقه عملية فتح حوار بين جميع الاطراف بغاية ضمان اوفر حظوظ النجاح لهذا المؤتمر.. كيف تعلق على وجهة النظر هذه؟ ـ لست أدري عن اي الاطراف تتحدث.. فان كان القصد الاطراف الطلابية فان 99% من الاطراف التي تنشط في الجامعة ممثلة في الاتحاد العام لطلبة تونس بل هي منخرطة في هذا المؤتمر..   ** الانقسام والتشتت صلب المنظمة، ألا يعكس وجود اطراف مختلفة وغير متجانسة؟ ـ الحقيقة ان طرح مسألة الانقسام قضية خاطئة ومفتعلة على اساس ان الانقسام يقع بين قوى  متوازية.. والاتحاد منظمة شبابية تمثلها مؤسساتنا.. كما ان الديموقراطية داخل هذه المؤسسات تحتكم الى منطق الاغلبية والأقلية وان كنا  نؤكد دوما على  احترام الأقليات في المؤسسات..   ** هذا تنظير سياسي..؟ ـ لا هذا ليس تنظيرا.. ما أود الاشارة اليه ان الاحتكام الى منطق الاغلبية والاقلية، لا يعني البتة ان تذعن مؤسسات الاتحاد (بما فيها الامانة العامة ومختلف الاطراف الطلابية) الى منطق مجموعة حزبية، ديدنها الوحيد اليوم ضرب وحدة الصف الطلابي.. بالاضافة الى ذلك فان من يتحدث عن الانقسام ويصر عليه انما يستهدف الاتحاد العام لطلبة تونس.. ونحن أكدنا في مختلف المناسبات على ضرورة ايقاف نزيف العنف في الجامعة، ووضعنا حدا للممارسات المتصلبة بين مناضلي المنظمة.. صحيح أن طرفا محددا ظل خارج الاتحاد لأسباب نجهلها لذلك نحن ندعوه مرة اخرى للمشاركة في هذا المؤتمر.. ولا شك أن النقاش خارج مؤسسات الاتحاد والتصرف بشكل مواز للمنظمة سوف يضر الاتحاد العام لطلبة تونس والاطراف الطالبية برمتها..   ** ألم يكن قرار انعقاد المؤتمر  متسرعا؟ ـ اطلاقا.. لان المؤتمر جاء كحصيلة لثلاث سنوات من المفاوضات والمناقشات مع مختلف الاطراف.. ومن يدعي ان القرار كان متسرّعا، فهو يرغب ـ حقيقة ـ في أمور سياسية نحن ندركها جيدا ومتفطنون اليها.   ملامح الاتحاد مستقبلا.. ** لم تجبني عن مسألة الحوار او الندوة الوطنية التي يراها البعض ضرورة ملحة قبل المؤتمر.. ـ هذا أمر مهم وضروري في كل الاوقات على اعتبار ان الحوار يظل المدخل الحقيقي لجميع المشكلات والخلافات والملفات ايضا.. ومن هنا قررت قيادة المنظمة ان يكون عنوان الندوة التي ستنظمها على هامش المؤتمر:«أي اتحاد نريد؟»، وذلك في مسعى حقيقي وجاد من قبلنا لاستشراف التحولات التي عرفتها الجامعة التونسية خلال السنوات الاخيرة، والاستفادة من التطورات المسجلة على مختلف الصعد الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية في المحيط الدولي بشكل عام.   ** وأنتم تستعدون في المنظمة لهذه الندوة،كيف تبدو لك ملامح الاتحاد العام لطلبة تونس في المستقبل؟ ـ من الضروري ان يعود الاتحاد للطلبة وان يعود الطلبة للاتحاد، ومعنى ذلك اننا مطالبون بالانفتاح على مشاغل عموم الطلبة في تونس. على الاتحاد ان يغيّر خلال السنوات المقبلة اشكال نضاله وكيفية اتصاله بعموم الطلبة، ومن الضروري كذلك ان يأخذ الاتحاد مستقبلا في عمله وافقه النضالي والمعرفي، جملة من المعطيات بينها الانفجار العددي في الجامعة التونسية والاهتمام بالشأن الثقافي والتأطيري، وان يحرص على تنويع طرق وأساليب تدخله.. ونعتقد ان للاتحاد دورا ينبغي ان يضطلع به في مجال تحفيز الطلبة على الاهتمام بالشأن العام، والقيام بدور فعال في حماية  مكاسب الجامعة والبلاد، ولا بد من أن يشتغل الاتحاد مستقبلا على تنظيم الندوات صلب الجامعة لتجاوز حالة التصحّر الفكري والثقافي والسياسي الموجودة اليوم بين الطلبة.   لن أجدد الترشح.. ** هل سيترشح عز الدين زعتور للمؤتمر القادم؟ ـ في علاقة بهذا الموضوع أقول بوضوح  لن أجدد ترشحي، فالاتحاد يزخر بعديد المناضلين الذين بامكانهم الاضطلاع بدور متقدم في المنظمة، بالاضافة الى ذلك فان الاتحاد والمجال الطلابي عموما ليس سوى مرحلة في حياة الانسان، وشخصيا أعتقد انني قضيت فترة على رأس المنظمة أكثر من اللازم، وحان الوقت لكي يحمل المشعل غيري من الكفاءات الطلابية.. أما أنا فسأنصرف للاهتمام بمجالات أخرى ذات علاقة بالشأن العام.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 20 فيفري 2009)


مذكرة لمديري المؤسسات التربوية: 11 بندا يتعين على الأولياء والتلاميذ الالتزام بها إمضاء الولي والتلميذ على التزام لاحترام الاجراءات الجديدة

 

 
 
تونس ـ الصباح: مثل المنشور الوزاري الذي تولى وزير التربية والتكوين توجيهه في الفترة الاخيرة الى المؤسسات التربوية اهتماما كبيرا داخل الوسط التربوي وادارات المعاهد، وخلق حركية كبرى لتعلقه بجملة من الجوانب المتصلة بالحياة التربوية، واحترام حرمة المؤسسات والسهر بجدية على سير الحياة التربوية والدروس داخلها. ويبدو ان ادارات المؤسسات التربوية قد سعت بشكل جدي وسارعت الى العمل على تطبيق جملة القرارات الصادرة عن الوزارة في هذا المجال فكيف تم تطبيق هذه الاجراءات؟ وبماذا اتصلت؟ ماهي النقاط التي تم التركيز عليها في هذا المجال؟ وكيف سيجري تطبيقها على ارض الواقع؟ مذكرة الى الاولياء والتلاميذ لقد بادر مديرو المؤسسات التربوية لتطبيق منشور وزارة التربية والتكوين المتعلق بالحياة المدرسية الى ارسال مذكرة الى كل التلاميذ واوليائهم، وذلك لاحاطتهم علما بجملة القرارات الرامية الى تطوير التعامل داخل المؤسسات التربوية. وركزت المذكرة بالخصوص على تطبيق الاجراءات المتعلقة بالحياة المدرسية والمذكرات الصادرة في الغرض، وعرضت اهم ما جاء فيها من نقاط على الاولياء والتلاميذ، ساعية الى العمل على تكاتف الجهود من اجل حسن سير العمل في المؤسسات التربوية وتوفير الظروف الملائمة للدراسة وضمان اسباب النجاح لكافة التلاميذ. المذكرة تضمنت 11 نقطة لقد تضمنت المذكرة التي تلقاها الاولياء وابناؤهم التلاميذ 11 نقطة تمثلت في الآتي: ـ كل تلميذ ملزم بحضور موكب تحية العلم (في 7 و55 دق) ـ يغلق باب المعهد على الساعة 8 و10 دق، ولا تسلم بطاقة تأخير بعد انقضاء 10 دقائق من بداية الدرس ـ كل غياب لا يسوى الا بحضور الولي ـ كل غياب مبرر بشهادة طبية تتجاوز يومين راحة لا تقبل الا بحضور الولي. ـ لا يسمح لاي تلميذ الدخول الى المعهد بوسيلة نقل (دراجة نارية، او سيارة) كما يرجى من الاولياء الذين يصطحبون أبناءهم ان ينزلوهم امام الباب الخارجي للمعهد. ـ كل تلميذ ملزم بحمل بطاقة تعريف مدرسية ممضاة من طرف إدارة المعهد للاستظهار بها عند الطلب (داخل او خارج مؤسسة) ـ لا يغادر التلميذ المعهد عند إقصائه من الدرس أو في صورة غياب فجئي للمدرس. ـ يجب على كل تلميذ الحضور الى المعهد في هيئة لائقة (بالنسبة للذكور حلاقة عادية، لباس محترم وتجنب الاشكال الغريبة في المظهر واللباس. وبالنسبة للفتيات: ميدعة زرقاء اجبارية، والتخلي عن اللباس الخليع وكل أشكال الزينة وكذلك كل لباس طائفي) وكل مخالف لذلك لا يقبل بالمعهد الا بعد التزام ولي أمره. ـ يمنعا منعا باتا التدخين داخل المعهد وكل مخالف يعرض نفسه للرفت. ـ كل تلميذ يصطحب شخصا غريبا عن المعهد يعرض نفسه للمساءلة والتتبع. ـ يجب على كل تلميذ التحلي بالأخلاق الحميدة وحسن السلوك واحترام كافة الأسرة التربوية الموسعة داخل وخارج المعهد. قصاصة في شكل التزام للولي والتلميذ وقد ذيلت هذه المذكرة التي احتوت على 11 عشر بندا تتصل بالسلوك والمظهر الخاص بالتلميذ، وكذلك باوقات حضوره المعهد ومغادرته اياه، وغيرها من الواجبات المرتبطة بسلوكه بقصاصة، دعت ادارات المعاهد الى تعميرها من طرف الولي والتلميذ والامضاء عليها، ثم ارجاعها الى ادارة المعهد، وتنص القصاصة على اسم الولي والتلميذ، وكذلك قد ذيلت بـ«اشهد اني اطلعت على ما ورد بالمذكرة والتزم باحترام بنودها». علي الزايدي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 فيفري 2009)  


تونس تفقد أحد أهم صحفييها، صالح بشير
 
أعلن في تونس يوم الخميس 19 فيفري عن وفاة الكاتب الصحفي التونسي صالح بشير، وهو في أواخر الخمسينيات من العمر (من مواليد مدينة ماطر في العام 1952)، بعدما عثر على جثته في منزله بمنطقة المنزه السادس ويتوقع أن يكون سبب الوفاة سكتة قلبية. كان الراحل الذي خرج من تونس إلى الجزائر ثم المغرب ومن هناك إلى اليمن ثم  استقر في بيروت بين عامي 1978 و1982 وعمل في صحيفة «السفير» اللبنانية، يعد ذلك انتقل إلى باريس حيث عمل لفترة غير قصيرة مع الراحل جوزيف سماحة في اسبوعية « اليوم السابع » التي تمولها منظمة التحرير الفلسطينية وأدار تحريرها بلال الحسن وعمل كذلك لفترة قصيرة في إذاعة فرنسا الولية باللغة العربية … ثم انتقل إلى روما حيث عمل في تلفزة « أورونيوز »، ليعود بعدها إلى العاصمة الفرنسية حيث عمل على إصدار صحيفة «الأوان» الثقافية الفكرية قبل سنوات وترأس تحريرها، ثم عاد إلى تونس بعدما فقد ابنه الشاب في باريس قبل نحو سنتين… وفي تونس، كان الراحل يدرس مجموعة من المشاريع الثقافية مع صديقه حسان العرفاوي الذي كان يدبر قسم الدراسات بمعهد العالم العربي بباريس… أصدر صالح بشير مع حازم صاغية كتاباً مشتركاً بعنوان «تصدع المشرق العربي»، ونالا معاً جائزة «مؤسسة البحث عن أرضية مشتركة» عام 1999، عن مقالة كتباها معاً حول الصراع العربي – الإسرائيلي. كان صالح بشير ينشر مقالاته في يومية «الحياة» منذ إعادة إصدارها في لندن عام 1988، وواظب على الكتابة في ملحق «تيارات» الأسبوعي حتى وافته المنية… بصفة موازية كان صالح بشير يسجل تعليقاته الأسبوعية لإذاعة الشرق من باريس وقد اختص في جل ما يكتب في إشكاليات الشرق الأوسط السياسية والحضارية… وقد وارى جثمانه الطاهر يوم الجمعة 20 افريل بمقبرة منزل بورقيبة بولاية بنزرت… . Khémais KHAYATI Journaliste . Port : 0021620549597 fixe  : 0021671784472 Tunis-Tunisie
 

تراجع صادرات الزيت يهدد آلاف العائلات التونسية

 

 
وائل لندلسي تراجعت صادرات تونس من المنتجات الزراعية الموسمية وعلى رأسها زيت الزيتون بشكل كبير خلال الموسم الحالي خصوصا مع نقص الإنتاج وارتفاع تكلفته وقلة الأمطار. وتراجعت صادرات زيت الزيتون بنحو 54 ألف طن مقارنة بما كانت عليه خلال الموسم الماضي ، في حين تراجعت صابة التمور بمقدار ألف طن والحمضيات بثلاثة آلاف طن. مما أدى إلى تأثر عائدات التصدير وتراجعها بقرابة ألف مليون دينار تونسي بالنسبة للزراعات الموسمية الثلاث سابقة الذكر. يشار إلى أن عديد العائلات التونسية تتخوف من تأثرها بشكل مباشر نتيجة لتراجع عائدات تصدير المنتجات الزراعية التي تعتبر مصدر رزق أساسي للآلاف خصوصا بجهتي الساحل والوسط. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 20 فيفري 2009)  


بسم الله الرحمان الرّحيم مصالحة نائمة في انتظار مصافحة صادقة صدق من قال : الطريق ليس صعبا ولكن  الصعب هو الطريق لابد أن يأتي اليوم الذي يتحقق لدى الجميع بضرورة الحوار بلا استثناء او اقصاء ألمن يحين بعد الأوان للعودة كما كنّا أكثر اتحادا وأكثر إلتحاما و أخوة. كيف نحقق الانفراج و الوئام والعيش المشترك؟ توقفت القافلة لتعود المسير من جديد هل يمكن تحقيق المصالحة بدون الحوارالوطني «التضحية أساس النجاح» و تجفيف منابع الإقصاء و عنف الدولة في تونس  كيف تغيير موازين القوى في الواقع الدكتور الصادق شورو : « أقول لمن يريد توجيه رسالة ترهيب من خلال إيقافي إنه أخطأ العنوان ». ان معركتنا الحقيقية هي ضد الاستبداد ومن اجل استرجاع حقوق المواطنة دون استثناء او اقصاء إنّ إعادة الدكتورالصّادق شورو للسّجن.. هو رسالة إقصاء و استعلاء مضمونة الوصول ترفض الحوارمع المخالف للرأي و طي صفحة الماضي

شعار ابن تونس البار البطل الشجاع فرحات حشاد : «التضحية أساس النجاح»

« قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله »(سورة يوسف 108) (الجزء 7/7 )

 
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس باريس في 20 فيفري  2009  لا بد أن يأتي اليوم الذي يتيقن فيه الجميع أنه لا حل لمشكلات البلاد إلا بحوار لا يقصي أحدا ولا يستثني فكرا ولا مرجعية ، ولا بد  من تغيير طريقة التعامل مع ملف حركة النهضة وقيادتها بتمكين المغتربين من العودة إلى وطنهم والمسرحين من استرجاع حقوقهم ووقف المضايقات المسلطة عليهم. يتواصل الإحتجاز التعسفي للدكتور الصادق شورو  بمعتقل  » الناظور  »  بعد الحكم بسجنه مدة عام كامل  بتهمة  » الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها  » و رغم مرور شهرين على محاكمته بتاريخ 13 ديسمبر 2008  لا تزال الدوائر المعنية تماطل في تعيين موعد لجلسة الإستئناف  ، رغم جريان العمل قضائيا على سرعة التعيين كلما تعلق الأمر بمتهم تحت طائلة الإيقاف بالسجن  ، و إذ نجدد دعوتنا للإفراج الفوري و الغير المشروط عن السجين الدكتور الصادق شورو  المعتقل ظلما  فإننا نعتبر تجاهل القضاء استئنافه للحكم الصادر بسجنه تماديا في خرق القانون و تأكيدا إضافيا لطابع التشفي و الإنتقام  اللذين تميز بهما تعامل السلطة مع ملفه. منذ إعادة اعتقال ومحاكمة الصادق شورو، الرئيس السابق لحركة النهضة المحظورة بعد إقل من شهر واحد من الإفراج عنه إثر اعتقال تجاوز 17 عاما ونيف، جاءت الأحكام القاسية التي صدرت في حق الذين اتـُهموا بالوقوف وراء أحداث الحوض المنجمي، والتي تراوحت أحكامهم بين عامين وثماني سنوات في مرحلة الإستئناف، ثم تمت مصادرة أحد أعداد صحيفة « الطريق الجديد » الناطقة باسم حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا) المعارضة، كما اتخذ قرار ضد إذاعة « كلمة » التي تديرها الصحفية والناشطة الحقوقية سهام بن سدرين، والتي تبث من إيطاليا عبر شبكة الأنترنت والقمر الصناعي « هوتبيرد ». أزمة البلاد ليست أزمة  نصوص بل هي أزمة ممارسة وقد سارع العديد من الاحواب السياسية والمنطمات الحقوقية بالمطالبة بإطلاق سراحه فالمطلوب من جميع قوى الحية في البلاد و محبي السلام المسارعة بالامضاء على هذه العريضة ([1]). اعتقال رئيس حركة النهضة  : اعتقل يوم الجمعة 21 نوفمبر  2008 السجين السياسي السابق وعندما اعتقل في بداية التسعينيات كان الدكتور الصادق شورورئيسا لحركة النهضة استجوب من قبل فريق من أعوان إدارة أمن الدولة حول التصريحات التي أدلى بها لموقع  » اسلام أون لاين  » فإن اعتقال د. شورو جاء على خلفية إدلائه بتصريحات لم تلق قبولا من السلطات التونسية، عقب الإفراج عنه مؤخرا، وخاصة تصريحاته لشبكة « إسلام أون لاين. نت » وقناة « الحوار » اللندنية، قال فيها إن حركته لم تتصدع تنظيميا، وإنها بصدد العودة إلى العمل السياسي العام.( القضية عدد 39848 )    كيف الخروج من حالة الركودو الجمود :  ان الوضع في تونس لا يبشر بانفراج قريب بل ان السلطة لا تزداد الا تصلبا وهروبا الى الامام فهي لا تتصرف تصرف المطمئن لوضعه الواثق من سياسته بل هي تسلك في الناس سلوك الذي ظهره للجدار ولا منجا له ولا امل له الا الخوض في الناس ودوس أنوفهم في التراب ووطئ احلامهم واعراضهم. إخواني نحن نشارك أمنية الشيخ شورو وهي « ليته سكت »، ولوأنه متع أهله بنفسه، واستراح قليلا. فمنا من كان يتوقع مثل هذا ممن لا يعرف الدكتور، بل كنت أنتظر أن يكون نظام الحكم أشد. فلا أريد تعليقا ولا حتى تأوها أو دموعا، لا أريد شتما ولا دعاء، أريد فقط الصمت.. صمت المقابر…حياء…. حياء من أطفال رضع وبهائم رتع، حياء من وجوه ملطومة وأجساد معدومة، حياء من شيوخ وأرامل، حياء من حبات رمل مشبعة بالدماء… أريد صمت المقابر احتراما لنفسي حتى لا أكذب في أي كلمة يلهج بها لساني أو دمعة تذرفها مقلتاي، لأني أحسست أن الكذب يلف كل جملة كل حرف كل سطر إذا التحف البيان من أجل البيان .. والإنسان لا يندم على الصمت ولكنه يندم على الكلام.. ومع ذلك،  لم ينشرح الصدر كثيرا لتصريحات بعض الإخوة تجاه أخيهم ببعض العبارات مثل المكابرة إلخ… وهو في مقام الضحية، وهو في حاجة للمواساة والنصرة وأنه مستغن الآن عن اللوم. ليته سكت، فلم أرى منه توجيه أي عبارة قد تزعج أو تدين النظام فهل أحل فقط لحم الضحية؟ إنه ليؤسفني هذا الموقف من هذا الاخ الحبيب أيها الجريح لجرح أخيه الذي وافق مقالة جماعة معاوية في مقتل عمار بن ياسر » إنما قتله أصحابه الذين جاؤوا به »، فورطت نفسك بحسن نية في إشعار القارئ بأن الضحية هو المخطئ وأنه على نفسه جنى. وقد يعلم أن قوله هذا يفرح به الجلاد كثيرا وهو غاية ما يريد أن يناله فلا أتفهم شخصيا إحساسه هذا بالجرح لعودة أخينا الدكتور الصادق وجرحه هو جرحنا ولكن تجاوز ما في التعبير عن غير قصد حتى برأ الجاني من المسؤولية وأدان الضحية. ويشق علي أن أعتقد أن أحدا يسعد بوجود الصادق خلف القضبان إلا شخص مأزوم النفس، ولم أعلم بهذا أخي الحبيب فعلينا أن نتجنب اتهام إخواننا فلا مصلحة لنا في هذا ولن نزيد عن أن نهدي إليهم حسناتنا بمثل هذا الظن فأسأل الله أن يغفر لنا جميعا. وأعود لأقول أن الشيخ الدكتورالصادق شوؤو ربما يحس نفسه بتعبيرة الجلاد « عايش في الفايدة »، ويتعجب العاقل حقا كيف خرج الرجل من سجنه حيا وعاقلا. هذا الرجل كان قد شارف على الموت مرات تحت التعذيب، وكان سيحاكم بالإعدام، ثم تعرض للحكم بالمؤبد وبقي في العزلة 14 عاما، وخاض 36 إضرابا بعضها جعله على حافة الموت، فما أفهمه أنه رجل قد باع نفسه وانقطعت فيه كل رغبة عن رد بيعه. ولو أنه فكر في أولاده وزوجته لما فعل ذلك عندما كان يعذب حتى يشارف على الموت ليعترف على إخوانه بتنظيم انقلاب ولكنه لم يفعل. و لهذا كله اقول صدق الدكتور الصادق في موقفه و في موقفه وفي تصريحه واقول لمن جمّد عضويته هذا من حقك و من واجبك ان تنصح بما تراه صالحا ولكن ليس من حقك ان تتشفى في اخيك و هو في موقع الشعور بالمسؤولية والامانة التي في رقبته بالإنتخاب لا بالتعيين و سدّ الشغور يوم دخل السجن منذ 18 سنة. ولكن التاريخ يحدثنا عن رجال فعلوا كفعله ومنهم أبو بكر حين أقسم أن لو لم يخرج معه أحد لخرج وحده لقتال أهل الردة، فقال عنه عمر: فهمت عندها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  » أن إيمان أبي بكر بإيمان الأمة « . فما كانت الأمة ستنتصر دون عزم رجل مثل أبي بكر، وما كان أبو بكر سينتصر لوحده لو خذله إخوانه ولم يخرجوا معه. ومثال أخر أن الإمام أحمد بن حنبل، وكان من بين علماء عصره كان الوحيد الذي ترك المناورة في القول بخلق القرآن، وأحس مصير الأمة  في تلك اللحظة مرتبطا به فلم يلن و لم يركع و لم يهرب بجلده مثل ما فعل الكثيرين. أن هذا الاسلوب في الطرح يجعل القائل يقول « جابها لروحو »، وسيثبط الجهود في الدفاع عن الرجل الذي سيصبح عمله من قبيل التهور، وهو ما سيزيد في عزله وينزع عنه كل شرعية ويكون النظام قد انتصر نصرا مضاعفا، ويكونمثل هؤلاء الأخوة قد أسدوا للنظام خدمة لم يكن ينتظرها. أيها الإخوة الأفاضل بماذا كنتم تنصحون الشيخ محمد الطاهر بن عاشور حول طلب بورقيبة له أن يفتي بجواز الفطر في رمضان؟ وأنتم تعلمون أنه لولم ييسر الله للشيخ الطاهر رجالا نصروه مثل الشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله مثلما نُصِر أبو بكر رضي الله عنه لما كان لحديثنا هذا الآن مبرر، ولكان  قد رفع عن بلدنا قبل هذا الوقت بكثير. إننا نشفق على بعض أبناء  هذه الأمة أن يؤذوا أنفسهم بالوقوف للظالم، ولكن أقول حين يحضرني مثل هذا الشعور الحمد لله الذي أعفاني من مثل هذا البلاء وأعفى الإسلام من ضعفي، فلولا أن سخر الله لهذا الدين رجالا أفذاذا تقف مواقف لا يقفها أحد لما وصل الإسلام حيث لم يصل غيره من الأديان والنظريات. يعز علينا جميعا أن ننعم بالحرية والهواء وأخونا قابع خلف ستار من حديد يقلب النظر بين الجدران، ولكن أن نتحول إلى لومه فيما فعل فخطأ فادح. رجل يقف بمفرده لنظام غاشم ويقول كلمة حق فعلينا أماما قوله أحد أمرين: إما نصرته، أو تركه لربه ينصره ولا نقول له قولا يفت من عضده. وللتاريخ سيذكره ولن أجرؤ على الله إن قلت أنه لن يكون عند الله  معدودا في المتهورين إن شاء الله ولا أظن أن الأمر ينحصر في وصف الصادق بالمتهور أن الأمر أوسع لكن الله يصطفي من عباده من يشاء. ويسخر الله لهذا الدين في وقت أحد رجاله ويدخر غيره لوقت آخر يكون هو أصلح له، ولو كان الكل على شكل واحد فلربما توقف حالنا وانتهى أمرنا إلى زوال. ولن تكون كل الأمة عمر ولن تكون كلها أبو بكر ولن تكون كلها خالد ولن تكون كلها حسان ابن ثابت إن الرجل قال ما قاله لأنه قد باع نفسه ولم يعد يلتفت خلفه، ولكن السؤال هو ما ذا نحن فاعلون؟ .  ماذا نحن فاعلون الآن ؟ هل سنتحرك لنصرته كل من موقعه وحسب طاقته حتى نتمكن من التعريف بمحنة الرجل وتحويلها إلى جمرة في يد النظام؟ هل سينطلق القادرون منا، حتى وإن قلوا، هل سنحاول أن نوصل قضيته إلى قلوب أحرار العالم ليعرفوا أن لدينا في تونس مانديلا جديد؟ هل سننجح في تحسيس العالم بمحنة رجل عاش 14 سنة من العزلة ثم خرج عاقلا؟ في قراءة في نفسية الشيخ الصادق ونفسية النظام و هو رؤية إستشرافية تحليلية متواضعة إذا لم نجتهد في إرغام النظام على إطلاق الشيخ الصادق قبل نهاية العقوبة، فانتظروا من الرجل بعد خروجه إن شاء الله أن يقول في أول مداخلة تلفزية له أو صحفية مثل مقالته التي قالها لقناة الحوار، وانتظروا إيقافه من جديد ومحاكمته وعودته إلى السجن. أقول حتى نعي بقدر مسئوليتنا تجاه رجل خرج بنفسه وبماله لا ينظر خلفه،فهل نحن ناصروه؟ الإعلام الذي نريده : إنه لا تقدم للوطن و لا حياة للشعب و لا استقرار لأي نظام كان و لا ازدهار لأية أمة مهما كانت و لا رفاهية لأي شريحة من المجتمع الا بإعلام حر مستقل مسئول و صادق يقوم برسالته على الوجه المرضي بكل حرية و مسؤولية و نبل و أخلاق عالية ليكشف كل التجاوزات بكل حرية و يذكر بكل خلل و نقاط ضعف و يضع النقاط على الحروف و يقول كلمة الحق بكل حرية و بدون مجاملة خدمة للشعب و دعما لمصداقية الإعلام و ثوابت العمل الإعلامي الذي لا يعرف المجاملة و النقاق و التغطية عن التجاوزات و المظالم و الفساد هو الدور الحقيقي للإعلام الحر .  الا ان السلطة عندنا لا تحاوراحدا داخل البلاد و لا خارجها ومخاطبها الوحيد هي الجهات الدولية التي عليها تعتمد في مواصلة حكمها و ضمان استمراره اما عن المعارضة فهي في مازق حقيقي لا تحسد عليه. فالقدرة الحقيقية على ممارسة الوسطية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كأفعال سياسية وحضارية مركبة تتطلب موقعا روحيا ومعنويا يعمل على التحرر من الضغوط العنفية ومن إكراهات الوضعية التاريخية إستجابة لقوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ » () وفي آية أخرى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ » () فالشهادة على الناس مبدأ مؤسس للحقيقة الربانية للأمة الإسلامية، وهذه الشهادة مشروطة بالقسط أي بالعدل. والدعوة الإسلامية هي التوجه الى الله تعالى انطلاقا من علامات وشواهد الكون والفطرة التي فطر الله الناس عليها من خلال ثقافات الأمم التي من حولنا، أن ندعوهم لهذا الدين الذي هو ليس غريبا عنهم غرابة مطلقة، ولا ندعوهم إلى دين لا يعرفون عنه شيئا، سوى ما اشاعه الأعداء والمغرضين. وإن شواهد هذا الدين ودواعيه قائمة فيهم وفي ثقافاتهم، غير أن القدرة على التقاط علامات وشواهد الفطرة في ثقافات الأمم والشعوب ليست سهلة وتتطلب نظرًا ثاقبا وعلما غزيرا نافذا. والحقيقة ان القسط في الشهادة على الناس يقتضي أن نكون قادرين على اكتشاف والتقاط علامات وشواهد الفطرة في ثقافات الشعوب و المواطنين الذين نختلف معهم، وأن نكون قادرين على التجسد والتشكل كقوة اعتراض حضاري عاملة في وجه هيمنة الإنسان الغربي وعلى نمط حضوره على المسرح العالمي وعلى علاقته الأساسية بالوجود. وهذا معنى من معاني الوسطية، فالوسطية ليست ميوعة، ولكنها قدرة على رؤية تفاصيل المشهد وعلى الفعل الدائم والمستمر والمستنير بنور المعرفة وبذلك يصدق قول الله تعالى فينا اذ يقول: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).. () والشهادة على الناس هي مشروطة بالوسطية، الوسطية كموقع روحي معنوي ومعرفي عملي وهي التي تمنح القدرة على الشهادة بالقسط  وتتجسد فيها، ومعنى هذا أن المعرفة بدلالة الوسطية والتخلق المعرفي بها شرط لتجسيدها العملي في شهادة منصفة، فإذا لم نكن قادرين على ممارسة القسط في الشهادة على الناس فلا داعي أن ندعي أننا شاهدين عليهم. إن لمختلف المبادئ المؤسسة للأمة الإسلامية مساحات عمل زمنية وليست صفات جوهرية لصيقة بنا على أي حال كنا، فهي مساحات عمل متجددة مفتوحة أبدا فالقسط في الشهادة على الناس يتطلب مرانا وممارسة معرفية لا تتوقف. هذه جملة من المسائل الكثيرة التي تطرح حول الحل لما نعانيه من سجن ونفي وإقصاء نريد أن تنتهي هذه المرحلة من الركود والجمود. ان الأمة الإسلامية هي الكيان الجماعي الذي هيأه الله سبحانه لذلك، اذ أن الأمة ليست مجرد معطى تاريخي شأن بقية الأمم ولكنها حقيقة رسالية، وهي تحقق من معانى الأمة قدر نجاحها في تفعيل حقيقتها الرسالية اذ يقول الله سبحانه وتعالى: « كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ » () فما معنى أخرجت للناس؟ معناه صُممت في مبادئها التأسيسية وفي أصولها من أجل الناس ومنفعتهم وخيريتها من أجل تحقيق هذه الوظيفة، الخيرية هنا الأمة ليست خيرية عرقية أو ماهية جوهرية لصيقة بهذه الأمة و إنما هي لكل كائنا ما كان حالها، ، إن الأمة هي أفق تاريخي متحرك ومساحة عمل زمنية متجددة وهي خيرية مفتوحة لمن شاء أن يدخل فيها. الخيرية هي قرينة تحقيق هذا المعنى الكبير وهو إخراج الناس من الظلمات الى نور الهداية و الرشاد أي الإنشاء والتكوين من أجل الناس ومنفعتهم، وهذا المبدأ الأساسي يتحقق عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، « تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر »، إننا أمام مبدأين يفسر أحدهما الآخر؛ الإخراج للناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولكن لما لا يكون الاستضعاف الذي يُوقَََعُ بنا ونحن نقاومه بأبداننا وقلوبنا وأموالنا هو طريق النصر والتمكين وكم نصر الله من مستضعفين. قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (الأنفال 26). نحن مطالبون بالعمل بما تبقى لنا من جهد وعمر من أجل آخرتنا ومصلحة الإسلام والمسلمين في بلادنا. ونحن لا ننسى ما لحق بنا وبدعوتنا مع أنا نحتسب ذلك عند الله. لقد طالت المحنة التي لم تنته بقضاء العقوبة بل تبعتها عقوبات اخرى اشدّ على النفس في خارج السجن اذ تتعددت الإنتهاكات والاعتداءات ما بعد السجن بالحدّ من حرية التنقل و الحرمان من الشغل و قطع الأرزاق و المراقبة الإدارية و تكثيف المتابعة الأمنية . و رغم هذه المعانات التي لا يتحمّلها الكثير من البشر دون السقوط في ردود الفعل اليائسة هي دليل على طبيعة الحركة الدعوية الرّافضة للعنف. هل يمكن للسلطة أن تسترد ثقة العامة والنخب فيها وفي خطابها ووعودها بالغد الأفضل في الوقت الذي تتردد  في إتخاذ خطوات حاسمة وجريئة لا تكلفها شيئا تنقذ بها حياة الكثيرين من الموت البطيئ الذي يتهددهم في كل لحظة وتضع بها حدا لما يعاني منه اللآلاف من أبناء هـذا الوطن من تمييز وشعـور بالإضطهاد الدافع للإحباط واليأس وتحمي بها البلاد من الإنقسام والإنشطار ومن العواصف والهزات والمنزلقات وتؤهلها لمواجهة تحديات المرحلة ؟ وهل يمكن للمعارضة الوطنية وهيآت المجتمع المدني وفعالياته أن تعيد للنخب والعامة الثقة في جديتها و قدرتها على الفعل وأن تحيي فيهم الأمل في إمكانية الخروج مما هم فيه بما يهيئ الظروف الملائمة لإنخراط جماعي في المعركة من أجل تحقيق الحريات والديمقراطية؟ أليس من المشروع التساؤل حول جدية السلطة للإستجابة لمطالب شعبنا المشروعة في الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية  وهي تصر على حبس المئات من أبناء هذا الشعب وشبابه لأسباب سياسية رغم أنه مر على إحتجاز بعضهم أكثر من ثمانية عشر عاما كاملة. تعهد الرئيس التونسي في مناسبة افتتاح العام 2008 بتعميق مناخ الحوار والتعاون والتضامن في تونس، بهدف ترسيخ « المسار الديمقراطي التعددي في البلاد »إذ قال إن « هذا المناخ شاركت فيه كل الأطراف السياسية والمهنية والإجتماعية وسائر مكونات المجتمع المدني،ما مكّن تونس من تحقيق عدة مكاسب وإنجازات في مختلف المجالات رغم صعوبة الظروف العالمية وتحدياتها الجسيمة ». متى ترفع التضييقات على بقية المنظمات المحظورة؟ وهذا و تقرّ الدولة التونسية الاعتراف بثمانية احزاب معارضة الا انها تحظر حركة النهضة التي بات العديد من مناصريها واعضائها بالسجن او في المنفى. صحيح أن شعبية الحركة ووجودها في الشارع والمجتمع التونسي تراجع كثيرا عن ذي قبل، وهو نتيجة سوء تصرف أبنائها بتهجير القرار الى خارج الحدود ولكن هذا لا يعني أن الحركة ليست قادرة على استعادة وجودها ومواقفها في الشارع ولدى الرأي العام الداخلي والخارجي، وأحسب أنها الآن تعمل على استعادة هذه المواقع وعلى استعادة وجودها الحقيقي في الشارع التونسي وفي المجتمع المدني بصفة عامة. وتتهم منظمات الدفاع عن حقوق الانسان الحكومة التونسية بقمع حرية التعبير وزج المعارضين لها في السجن في حين ان الحكومة التونسية تقول انها ملتزمة بتحقيق المزيد من الانفتاح السياسي وتصر على ان المحاكم التونسية لا تسجن سوى الذين تثبت عليهم التهم الموجهة لهم و محاكمة الدكتور الصادق شورو تثبت تنكّرها لتعهداتها الدولية. وأشار الرئيس التونسي إلى أن بلاده ستعمل خلال العام 2008 على إستكمال والشروع في تنفيذ عدة مشاريع جديدة طموحة تغطي كل القطاعات وتؤسس لمرحلة أخرى حاسمة من المسيرة التنموية الشاملة في البلاد.فها نحن على مشارف نهاية السنة فما تحقق من هذا الوعد ياترى؟ إن قناعتنا في السعي للانفراج السياسي ليست صفقة مع النظام ولاهدنة ظرفية ولا مقايضة محتملة و انّما هو تمشّ سياسي تمليه التحديات الدّاخلية والخارجية المطروحة على البلاد كما تمليه تراكمات الماضي النضالية والتجارب السابقة ويبرره مشروعنا السياسي و الاجتماعي الإصلاحي. نرفض هذا الحكم الذي كان دافعه الحقيقي معاقبة الدكتور الصادق شورو على مداخلته في فضائية الحوار اللندنية ومن ثمة تجريم حرية التعبير،  ونعبر عن تضامننا الكامل مع الدكتور الصادق شورو ومع أسرته المناضلة وندعو كل المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية لدعم الحق في العمل السياسي والإعلامي والثقافي  لجميع الأحزاب والقوى الوطنية. ونرفض القوانين الجائرة التي تخنق الحياة السياسية ومنها قانون الأحزاب والجمعيات والصحافة وندعو الجميع إلى النضال من أجل  إلغائها، و نعتبر أن محاكمة الدكتور الصادق شورو هي بكل المقاييس فضيحة سياسية ودلالة سافرة على استمرار السلطة في نهج الإقصاء والانغلاق،وانقطاعها عن حركة الزمن. على الحركة الإسلامية ممثلة في قيادتها في الداخل و الخارج أن تفوت الفرصة على المتربصين بها و عليها أن تتحرك إعلاميا لحث السلطة على فتح آليات المصالحة مع الحركة بالإعلان عن طاقم جديد علني في الداخل يحول هذا التوجه الى واقع  متسك بالخيارات الوطنية و الالتزام بالعمل السلمي قولا و عملا باعتباره شريك وطني في التنمية واعتبار أن ما حدث جزء من الماضي فلا ظالم و لا مظلوم و لا غالب و لا مغلوب. اعتبار أن تونس في حاجة لجهد الجميع بدون استثناء و للحركة من الكفاءات و الطاقات الفاعلة ما يعز البلاد و العباد. دعوة إلى الجميع سلطة و حركة و قوى فاعلة أن لا يفوتوا هذه الفرصة فتونس أمانه بين أيدي الجميع . فلتتوحد سواعد أبنائها من أجل مستقبل أفضل و ما هذا على التونسيين بعزيز. ونحن ليست لدينا أوهامًا نعلم ونعي أن ميزان القوى اليوم هو في صالح السلطة، وسنعمل ما استطعنا إلى تحلويله و تغيير ذلك ما استطعناً، لدفعها إلى لحظة تفاوض جدي ومسئول حول الحد الأدنى المقبول من المواطنين لضمان الحياة الآمنة والكريمة في بلادهم التي ليست لهم بلد غيره. اذ ان لهم حقوق وعليهم واجبات مثل غيرهم لا اكثر ولا أقل. ونعبر عن رفضنا للقوانين الجائرة التي تخنق الحياة السياسية ومنها قانون الأحزاب والجمعيات والصحافة وندعو الجميع إلى النضال من أجل  إلغائها، و نعتبر أن محاكمة الدكتور الصادق شورو هي بكل المقاييس فضيحة سياسية ودلالة سافرة على استمرار السلطة في نهج الإقصاء والانغلاق،وانقطاعها عن حركة الزمن. بعد خروج المساجين ليس ما يبررالمواجهة العدائية مع النظام بل من رجاحة العقل البحث عن سبل لتطبيع العلاقة ومد جسور النية الصادقة في طي صفحة الماضي والاعتراف بالأخطاء وندعو  السلطة إلى إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو وكل مساجين الحوض المنجمي وشباب الصحوة وتهيب بأبناء حركة النهضة وبكل أنصار الحرية أن يكثفوا الضغوط من أجل ذلك.  » و انّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل… » (الانعام 153) باريس في  20 فيفري  2009 بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس
 


مائوية المسرح التونسي

لماذا يصر توفيق الجبالي على نفي مقولة «ريادية الحركة المسرحية في تونس»؟!

 
تونس ـ الصباح: للفنان المسرحي توفيق الجبالي موقف معلن وصادم بل و«استفزازي» احيانا.. هذا الموقف يتمثل في نفيه وعدم موافقته على قول من يقول بان الحركة المسرحية في تونس هي حركة ريادية ومتقدمة قياسا بنظيراتها في البلدان العربية مشرقا ومغربا.. الفنان المسرحي توفيق الجبالي لا يتردد ـ عادة ـ في اعلان هذا الموقف سواء في مجالسه الخاصة او لوسائل الإعلام الوطنية منها والعربية.. ولان موقفه هذا كثيرا ما استفز ـ لا فقط ـ بعض الإعلاميين في الصحافة الثقافية بل وأيضا حتى بعض المسرحيين والنقاد ممن رأوا فيه شكلا من اشكال التجني على مجهود ونبوغ اجيال متلاحقة من المسرحيين التونسيين انخرطوا منذ اكثر من مائة عام في التأسيس لمسرح تونسي انطلق كلاسيكيا ـ في البداية ـ ثم اخذ يتطور بمرور الزمن وتعاقب الاجيال ويكتسب خصوصيته الفنية والجمالية الى ان اصبح يعد بشهادة نقاد عرب وحتى اجانب واحدا من انشط الحركات المسرحية في العالم العربي. راهنا واكثرها تمثلا وهضما للمقولات الجمالية والفنية للعصر في مجال الإبداع المسرحي ـ على مستوى الفرجة والخطاب.. فانه لابد من محاولة فهم دلالات ومعاني هذا الموقف للفنان توفيق الجبالي الذي يعد بدوره احد الفنانين المسرحيين الكبار الذين ساهموا بفعالياته في نحت و«صنع» نجاح الحركة المسرحية التونسية المعاصرة. لماذا يصر توفيق الجبالي على نفي مقولة «ريادية» الحركة المسرحية التونسية عربيا اليوم وهو احد رموزها واحد انبغ مبدعيها؟!   الخطاف لا يصنع الربيع! عندما تواجه الفنان توفيق الجبالي بمثل هذا السؤال الإنكاري تجده يقدم لك إجابة فيها الكثير من المنطق ومن المعقولية.. إجابة تذهب بك الى ابعد واعمق مما قد تحيلك عليه ظاهريا مقولته الاولى التي يذهب فيها الى عدم القول بريادية الحركة المسرحية في تونس.. اذ تجده يحدثك عما يتهدد هذه الحركة المسرحية برمتها اليوم يتهددها هيكليا نتيجة التعاطي البيروقراطي المتخلف مع «ملفاتها» ومقترحاتها الابداعية من قبل مختلف مصالح سلطة الاشراف من لجنة دعم ـ مثلا ـ و«لجنة توجيه مسرحي» وغيرها.. الفنان المسرحي توفيق الجبالي ـ وبهذا المعنى ـ هو لا ينكر جانب القيمة الفنية العالية والمتقدمة لبعض الانتاجات المسرحية التي تأتي بامضاء مجموعة من ابرز وانبغ الفنانين المسرحيين التونسيين من اجيال مختلفة مثل الفاضل الجعايبي ومحمد ادريس وعز الدين قنون ونور الدين الورغي والمنصف الصايم.. ولكنه يريد التوجيه الى ضرورة ووجوب الا يجعلنا هذا «الخطاف» الذي يأتي ليخلق من حين لآخر في سماء حركتنا المسرحية ممثلا في ظهور انتاجات مسرحية ذات قيمة فنية وجمالية نتوهم باننا نعيش حالة ربيع مسرحي ـ في المطلق ـ وبان مثل هذه الانتاجات المسرحية الراقية كفيلة وحدها بان تضمن الريادة ـ عربيا ـ للحركة المسرحية في تونس. الحركة المسرحية في تونس ـ يضيف الفنان توفيق الجبالي ـ مهددة بـ«الانقراض» فهذا الجيل من المسرحيين الذي تفخر به اليوم هو جيل من «الشيوخ» ومآله «الانقراض» فاين الجيل الذي سيليه.. اين جيل الشباب من المسرحيين التونسيين.. كم لنا من اسم بارز لمخرج مسرحي شاب من غير جيل «الشيوخ» اي من غير جيل توفيق الجبالي المفضلة من مقولة «ريادية» الحركة المسرحية التونسية عربيا وهي وجهة نظر تبدو ـ بالفعل ـ جديرة بالاهتمام حتى ولو كانت صادمة و«مرة» ولا تندرج ضمن مقولات الرضا الساذج عن النفس.. اننا ونحن نحتفل بمرور مائة عام على انطلاق الحركة المسرحية في تونس في حاجة لان ننظر ونتأمل في «آراء» من هذا النوع والا نتعاطى معها ومع اصحابها بعقلية «اتهامية» وذلك خدمة لمستقبل المسرح والحركة المسرحية في بلادنا.. فالاحتفاء والاحتفالية ـ بالمواعيد الثقافية الكبرى لا تعني بالضرورة الانخراط في «جوقة» مديح (سهل ومريح) كما يقول احمد فؤاد نجم والشيخ امام!   محسن الزغلامي   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 20 فيفري 2009)


معرض يحتفي بمعالم القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية

 
من طارق عمارة
تونس 20 فبراير شباط /رويترز/  اختزلت الرسامتان التونسيتان زينب جاب الله وسامية عاشور معالم وتراث ونمط مدينة القيروان التونسية العريقة التي تستعد لان تكون خلال الشهر المقبل عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009 في لوحات زيتية في معرض بعنوان //حدثونا عن القيروان//. وقالت زينب ان هذا المعرض يحتفي بمدينة القيروان العريقة والضاربة في القدم من خلال ابراز فن العمارة القيرواني والتركيز على عادات وتقاليد اهلها مثل الملبس قبل ان تفتح احضانها لاستقبال زوارها الشهر المقبل. تستعد القيروان  وهي احد اقدم المدن الاسلامية حيث يعود تاريخ تأسيسها الى عام 50 هجرية /670 ميلادية/  الى ان تكون عاصمة للثقافة الاسلامية لتخلف بذلك مدينة الاسكندرية التي اختيرت عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2008. وقالت زينب التي سبق لها اقامة عدد من المعارض في تونس وخارجها انها ارادت من خلال لوحاتها ان تركز على فن العمارة القيرواني من خلال اشكال القباب والابواب لتلقي الضوء على فنون البناء التي اشتهرت بها القيروان منذ نشأتها وحتى الان. وتشتهر القيروان الواقعة على بعد 160 كيلومترا شرقي العاصمة بفن العمارة وأشكالها الهندسية في معالمها الضاربة في القدم منذ العهد الاسلامي على غرار بيت الحكمة الذي أنشأه ابراهيم الاغلبي في عام 902 ميلادية اضافة الى جامع عقبة بن نافع الذي يحتل المركز المحوري لمدينة القيروان. اعتمدت زينب في لوحاتها على ألوان دافئة مثل الاحمر والبرتقالي في مسعى لمحاكاة تاريخ القيروان الساخن منذ نشأتها. كما تضمنت لوحاتها التي بدت فائحة بعبق التاريخ رسوما تحيل الى أشكال المفروشات النموذجية القيروانية التي طبقت شهرتها الافاق شرقا وغربا. وقالت زينب لرويترز ان //هذه اللوحات هي احتفاء بمدينة القيروان مدينة الصفاء والروحانيات والتاريخ ومساهمة في احتفالية القيروان عاصمة ثقافية//. والرسامتان جاب الله وعاشور من مدينة القيروان. وعمدت سامية الى ابراز المخزون التراثي للقيروان حيث كانت لوحاتها تشير الى شخصيات ترتدي الزي التقليدي القيرواني مثل السفاري والحايك الذي اشتهرت به القيروان. ومن المقرر ان تقام عدة مهرجانات واحتفاليات وندوات علمية ومعارض خلال تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية.   (المصدر: وكالة (رويترز)للأنباء بتاريخ 20 فيفري 2009)

 


بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم اللغة هي أمّ .. والجنّة تحت أقدام الأمهات ..

 

 
 
بقلم : بشير العبيدي / المرصد الأوروبي لتعليم اللغة العربية   حددت الأمم المتحدة يوم الحادي والعشرين من الشهر الميلادي الجاري، كيوم عالمي سنوي للغة الأم. « اللغة الأم »، هذه العبارة الطافحة بألوان المعاني، تتطلب منا وقفة، ولو قصيرة، في خضم هذا السيل العرمرم من المعلومات الذي يتقاذفنا صباحا مساء… « اللغة الأم » عبارة من أجمل العبارات، لأنها تحمل في ثناياها معاني الحياة والمحبة والتواصل والعلم والوجدان وغير ذلك… فهل نستحضر مثل هذه المعاني في علاقتنا بلغتنا الأم، وباللغة العربية على وجه الخصوص؟ فما هو مدى حرصنا على محبة واحترام لغتنا الأم؟ وكيف هي علاقتنا اليومية بهذه اللغة الأم التي طالما أرضعتنا بكلماتها وعباراتها، وأنجدتنا بمعانيها التي هي ترجمان مشاعرنا وهمومنا؟  وهل يمنعنا حبّ لغتنا الأم من أن نحبّ ما طاب لنا من اللغات الأخرى، مثنى وثلاث ورباع وربما أكثر؟ أذكر جيدا أنه عندما بدأت أتكلم اللغة الفرنسية قبل عشرين سنة من الآن، كنت أخطئ أحيانا وأخلط بين المذكر والمؤنث من الأسماء، وربما كنت أصرف بعض الأفعال في غير تصاريفها، وكنت كلما نبّهني منبه بخطئي أشعر بالخجل الشديد والاستحياء، تماما كما أخجل من أمي وأستحي منها.. ولطالما سألت نفسي سؤالا محيرا : كيف لا يستحي البعض من الناطقين باللغة العربية عندما يتكلمون بلغة هجينة معجونة بكلمات دخيلة من لغات شتى بدون أي عذر، طالما أن المفردات العربية موجودة ومعروفة؟ ما بال فئة من المتعلمين، خاصة من ضمن هؤلاء الذي تلقوا تعليمهم في جامعات عربية، يتمادون في استعمال لغة ما هي بأمّ ولا هي بخالة وليست حتى بجارة، لغة هجينة ركيكة مسكينة، كأنها مهرة تحللها بغل؟ وما الذي يجعل علاقة البعض منا بلغته العربية الأم إلى هذا الحدّ من العقوق وعدم الاعتبار لما للأم من حرمة وواجب استحياء؟ قد يرد على هذا الكلام معترض بقوله : أنه ليس من الأكيد أن المرء يحب أمّه على كل حال، وليس من الأكيد أن يحبّ لغة لم يخترها لنفسه، خاصة إذا نظرنا إلى أمثلة على غرار الشاعر الحطيئة، الذي هجا أمه بقوله : تنحي و اجلسي مني بعيدا ——– أراح الله منك العالمينا ألم أظهر لك البغضاء مني ——– و لكن لا أخالك تعقلينا أغربالا اذا استودعت سرا ——– و كانونا على المتحدثينا حياتك ما علمت حياة سوء ——– و موتك قد يسر الصالحينا نعم، قد يعق البنون أمهاتهم، على أن ذلك شذوذ في الفطر السليمة، والشاذ في كل ملة لا مهرب منه لأنه دليل على الاستقامة، وبأضدادها تعرف الأشياء. على أن الحطيئة هذا هو من شواذ زمانه ، والحقيقة أنني لا أدري ما جذر اشتقاق هذا الاسم الذي جمع صدفة بين التصغير والحطّ . وبعد، فالحطيئة ذاته لم يسلم من شناعة لسانه، إذ سبّ نفسه قائلا : أرى لي وجها شوه الله خلقه ——– فقبح من وجه و قبح حامله فلا عبرة بما لا يقاس عليه، إنما العبرة بملايين الناس الذين تخذلهم ألسنتهم مجاراة للغالب أو جهلا بمخاطر التلوث اللغوي الذي كاد أن يأتي على الأخضر واليابس في كل فن من فنون الثقافة العربية الإسلامية المعاصرة. والأعجب من كل ذلك، أن البعض منا لا ينفك يكيل المديح، بالمد والصاع والقفيز، للغة العربية وثروتها، ثم لا يثبت ذلك في العمل بتطبيق ما يقول على لسانه المنفلت بألفاظ من لغات شتى، لا يجمعها رابط ولا تستقيم لضابط، وهو ضرب من التناقض بين الاعتقاد والسلوك غريب.. بل لقد لاحظ الملاحظون في البلدان الغربية أن الكثير ممن يعرفون للغة العربية قدرها ومقدارها يحرصون على دعمها بما استطاعوا في كثير من الفرص والمناسبات. كما تحرص الكثير من المنظمات الدولية والإقليمية على التنوع اللغوي حفاظا على الثروات البشرية من الذوبان والانصهار في لغة الغالب، اقتناعا بخطر التنميط الثقافي في مجتمع المعرفة. وليس اختيار يوم 21 من فبراير من كل سنة للتحسيس بأهمية اللغة الأم إلا فرصة ومناسبة للغة العربية، من بين تلك الفرص والمناسبات.  ففي هذا اليوم، يحق لنا أن نتوقف عند هذه المسالة ونراجع أعمالنا. لقد تحدث عدد كبير من المثقفين والساسة والإعلاميين والدعاة والمعلمين عن الأخطار المحدقة باللغة العربية في عالمنا اليوم… وقد اقترحت بعض الحلول وسطرت بعض البرامج وشرع في تنفيذ البعض منها. لكن هناك سؤال يتردد دوما كتردد ذبذبات الأثير :  ما بال اللغة العربية على هذا القدر من الضعف والهوان في عقر دارها رغم كل المجهودات، ورغم خروج المستعمرين منذ أكثر من نصف قرن من العالم العربي، ورغم أن العرب من أغنى أغنياء الكرة الأرضية، ورغم اتساع رقعة إمكانية استعمال اللغة العربية في العالم ورغم وجود طاقة هائلة من البشر لها استعداد لتعلم اللغة العربية بفضل القرآن الكريم؟ محاولة الإجابة على هذه التساؤلات تحيلنا في أكثر الأحيان إلى أمر واحد تقريبا :  طبيعة المجتمع الذي نعيشه اليوم، حيثما كنا. لقد قرأنا جميعا في مدارسنا المختلفة، مشرقا ومغربا وغربا، عن تطور المراحل الإنسانية من العصر البدائي، إلى العصر الحجري، فعصر التحضر، وعصر الكتابة، وعصر الإقطاع، وعصر الرأسمالية، وعصر الاستعمار، وعصر الاستقلال… وها نحن الآن في عصر جديد. إنه عصر المعرفة. فسمة المجتمع البشري ـ في اللحظة التاريخية التي نحياها اليوم ـ كونه مجتمع معرفة، قبل كل شيء. فهل نحن، أي نحن الذين ولدتنا اللغة العربية، سواء ولادة بالأصل أم بتلقيح ثقافي تاريخي، مجتمع معرفة؟ علما، أنه لا يمكن أن تربو المعرفة وتترعرع بدون حد أدنى مضمون من الحرية. هنا بيت القصيد في رأيي المتواضع.  إذا عرفنا حقيقة إن كنا نعيش في مجتمع معرفة  وحرية أو في مجتمع جهل وعبودية، أو في مجتمع هجين بين المعرفة المربوطة بعقال السياسة الخائفة والجهل المغلف بغشاء المحافظة، فلا بد بعدها أن نتوقف قليلا. فإذا كنا في مجتمع معرفة وحرية، فلا بد أن نهتدي إلى طريقة ما تكون فيها اللغة العربية هي ترجمان معرفتنا ورسول أنفسنا إلى أرجاء الأرض كلها. وإن كنا نعيش في مجتمع جهل وتخلف، فلا بد أن نعرف أسباب جهلنا، شريطة أن لا نوكل للجهلة عبء الجواب على سؤال : « ما سبب جهلنا؟ »، لأن فاقد المعرفة لا يعطيها. أما إذا كنا نعيش في مجتمع هجين بين المعرفة والجهل، فهاهنا مشكلة كبرى، لأن ما يقوم ببنائه العارفون، قد يحطم صرحه الجاهلون، فلا تقوم للغة العربية قائمة لأن المجتمع البشري يحتاج دوما إلى حد أدنى من الإجماع والحرية كي يتمكن أصحاب الإبداع من إتمام عملهم. على أن المجتمعات العربية الإسلامية، ليست شيئا متجانسا ومتوازيا في التقدم والنبوغ أو التأخر والخنوع، بل يوجد هذا وذاك حسب صور الحال وظروف كل مجتمع وخصوصياته. وهذا يعطي أهمية لنقل تجارب النجاح لتطوير تجارب الفشل، تماما كما ينتقل الهواء من بوتقة ضغط مرتفع إلى بوتقة ضغط منخفض. أما المجالات العملية التي يتطلبها تطوير اللغة العربية إلى حالة أفضل، فيمكن ذكر بعضها في النقاط التالية، وهي غير مرتبة حسب الأهمية، بل تخدم بعضها البعض، بحكم أن اللغة تسري في مناحي الحياة سريان الدم في الجسد الحي : ـ تنمية العلاقة النفسية باللغة العربية : وذلك عن طريق تطوير العلاقة العاطفية بين الناطقين باللغة العربية وبين لغتهم الأم، من خلال إعادة الاعتبار لمعلم اللغة العربية على كل المستويات، وتنمية الكتاب المدرسي، وتأهيل سفراء شباب للغة العربية ناطقين بالفصحى دون تكلف ودون تقعر، من منشدين وفكاهيين وغيرهم، وتفعيل دور مجامع اللغة العربية في تلقف المخترعات والمكتشفات والمصنوعات وطرح أسماء وعبارات خفيفة مقبولة يقبل عليها الناس. وفي إطار هذه التنمية اللغوية الشاملة، فلا بد أن تتم العملية دونما تعصب أو شعوبية بدائية للغة ما على حساب أخرى، فإن حب اللغة العربية والتعلق بها عمليا ويوميا، والحرص على تطهير الألفاظ من الدخيل ـ طالما توفرت الألفاظ العربية ـ لا ينبغي بحال من الأحوال أن يتحول إلى عصبية لغوية تأتي على الأخضر واليابس، خاصة لدى الأقليات اللغوية المجاورة مثل البربرية والكردية وغيرها. كما يجدر تجنب إقحام الفصحى في صراع عقيم مع اللهجات المحلية مما هو على شاكلة صراع الأم مع أبنائها، بل إن الفصحى لغة الثقافة والعلم والامتياز والتفكير، واللهجات هي نتاج تاريخي ثقافي تقليدي، لا يضر طالما لم يأخذ مكان اللغة الوالدة صاحبة الفضل.  وكما أن العصبية مرفوضة، فإن التفريط في اللغة العربية غير مقبول على الإطلاق. إنه لا يصحّ أن يقضي الطالب المتخرج من الجامعات العربية أكثر من عشرين سنة في النظام التعليمي الرسمي العربي، ثم لا يكون قادرا على الكلام بلغة محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ويقول أنه لا يستطيع ذلك. هذا مع كون نفس الطالب ربما يسافر إلى لندن أو باريس لإتمام دراسته، فتجد لسانه ينساب بتلك اللغات الأعجمية انسياب القطار على سكة الحديد، في أقل من سنوات تعد على أصبع يد واحدة… ـ تنمية فكرة مجتمع المعرفة داخل المجتمعات الناطقة بالعربية : إن مجتمع المعرفة ليس هو ذلك المجتمع الذي يستعمل أفراده آخر جهاز طرحته في الأسواق شركات متعددة الجنسيات المملوكة من طرف كمشة من الأقليات، على شاكلة آخر حاسوب وأحدث هاتف خليوي، وما في حكم ذلك. إن مجتمع المعرفة هو ذاك الذي هضم الموجود وأبدع المفقود بلغته الخاصة به. وهضم الموجود هو ابتداع مجتمع منفتح وحر يكون قادرا على استيعاب كل علم وتقانة وتقنية تسمح له برفع تحدي وجوده ضمن بيئته الخاصة به ووفق حاجاته المتعلقة به دون غيره، فيستقل بشأنه فيما لا يقوم شأنه القومي إلا به كطعامه ومائه ودوائه وأمنه، ولا ضير بعدها في اعتماده على غيره من المجتمعات فيما خلا ذلك. أما ابتداع المفقود، فأن يكون ذاك المجتمع قادرا على أن يطرح في الأسواق ما هو مفقود لم يسبق إلى فعله الآخرون، فيكون علامة تميزه وامتيازه ومجلبة لاحترام غيره. وهنا، يكون للغة العربية شأن، لأن احترام الغير لنا سيكون سببا في أن يطلعوا على لغتنا ويقبلوا على تعلمها وتعليمها ويحسبوا لها ألف حساب. وليس امتناع المستعمرين عن تعلم اللغة العربية إلا ترجمة فعلية لذلك الاحتقار، دع عنك مستشرقا يدفعه الفضول أو التجسس، أو سياسيا يحركه الطمع في التأثير على العقول. ـ تطوير اللغة العربية وتعديل سرعتها وفق ساعة العصر :  لا شك أن التطوير أصبح ضرورة حتمية. فاللغة اليوم أسرع من كل شيء نتوقعه. فعندما نستيقظ في الصباح، لا بد للكثير منا، معاشر الناطقين بالعربية، من منبه يتكلم لغتنا أو يرن بمقاماتنا الموسيقية، أو ينطق بآي قرآننا، وهات لنا من يصنع ذلك. وعندما نمتطي السيارة، قد نكون في حاجة إلى دليل ناطق يقودنا إلى عنوان نجهله في مدننا الكبيرة أو قرانا النائية، فهات لنا من يصنع ذلك « الجي بي إس » ويكونا ناطقا بلغتنا،  وعندما يصل بعضنا إلى المكتب،  نشغل حواسيبنا، وهات لنا من يخترع البرمجيات العاملة باللغة العربية، فضلا عن الأجهزة، وعندما ندخل على شبكات الأنترنت، هات لنا من يصمم ويكتب صفحاتنا ومحركات بحثنا باللغة العربية، وعندما نقفل راجعين من العمل، هات لنا من ينتج لنا برامج سمعية بصرية ذات قيمة فنية وأدبية وتثقيفية تمنعنا من الانتقال إلى القنوات الأعجمية بحثا عن الجودة أو انغماسا في وحل الأهواء. وهلم جرا. إن كل ما وقع ذكره ليس سوى نزر يسير من تلك الكمية الهائلة من المعلومات ذات السيولة العالية التي تسري فينا يوميا عبر الوسائط. وهي كلها تحتاج إلى من يقف على أمورها ويحتال الحيل لكي لا تبقى اللغة العربية على قارعة طريق معلوماتي لا يرحم.  وهاهنا، لا يكون أبدا  مجال أن تبقى اللغة العربية سجينة الماضي التليد، ترضع من بقاياه، وتترقب ثمرة لم تزرع لها بذرة. فاللغة العربية تحتاج أن تقتحم الميدان بكل ثقة ومسؤولية وانفتاح. والتطوير يحتاج اتخاذ قرارات صعبة مريرة، كما يتخذ الصقر قراره بكسر مخالبه ونتف ريشه وكسر منقاره القديم، كي يتيسر له التجدد ومضاعفة أمله في الحياة. إن ما يسمى المحافظة كثيرا ما يكون سببا للموت البطيئ. ومن الخطأ أن نتصور ان العربية بخير فقط لأننا نسمع خطبة صلاة الجمعة بالعربية الفصحى، هذا إذا كتب لنا ان نصليها، أو أن العربية بخير، لأن نشرات أخبارنا تنطق بها. فرب دعاية أخفت جناية. ناهيك أن اللغة اللاتينية، إن صح لنا التجرؤ على المقارنة، كان آخر عهدها بالناس على منابر الكنائس…  وبناء على  ذلك، في اليوم العالمي للغة الأم، أعتقد أن أغلى شيء يمكن أن نهديه للغة العربية، هو العمل الدؤوب على إخراج مجتمع المعرفة العربي. ولا يكون ذلك دون توفر نصيب من الحرية يعرف ضمنها الحاكم حدوده والمحكوم قيوده، يجمعهما احترام فطرة الإنسان ومقتضيات الواقع. إنه شبه عقد اجتماعي جديد تتجدد ضمن إطاره المجتمعات العربية دون اللجوء إلى إراقة للدماء وتأليب للأعداء. وفي واقع الأمر، ليس هذا بمستحيل، ثم هو بعد إهداء أنفسنا لأنفسنا، عسى أن نتصالح مع اللغة العربية تصالحا لا رجعة فيه، وأي شيء أغلى من أن نهدي أنفسنا لأمنا، وهي التي أعطت لوجودنا ووجداننا معنى؟ لقد قال الشاعر : ولما لم أجد شيئا نفيسا …………. أهديه، أهديت نفسي  إن الذين فكروا في جعل يوم عالمي للغة الأم قد أصابوا حقا. فلا بد أن نسأل أنفسنا عن أحوال علاقتنا بلغتنا الأم. وبكل موضوعية، فإن الذي قدر لهم أن تكون العربية أمهم هم من أحوج الناس أن يسألوا أنفسهم، ثم يبادروا بإصلاح ذات البين مع أمهم، قبل فوات الأوان، فالجنة تحت أقدام الأمهات…  بشير العبيدي، باريس    alchatibi@yahoo.fr  


لقاء نادر مع الطيب صالح

الخميس 19 فبراير  

ايلاف: لقاء تلفزيوني نادر مع الأديب الراحل الطيب صالح أجراه الشاعر آدم فتحي وأخرجه الفنان عبد المجيد الجلولي مع استضافة للناقد فوزي الزمرلي. http://www.elaph.com/Web/Video/2009/2/411332.htm
 
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ  19 فيفري 2009 )  

 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 554 على موقع تونس نيوز
تونس في 20 فيفري 2009  الحلقة الثالثة بعد 3 أيام ذكرى باليوم والأرقام
بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل دستوري – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي

اللفتة الرئاسية الكريمة لأعضاء اتحاد الكتاب والمبدعين لها انعكاسات على بقية شرائح المجتمع المدني التونسي

تعرضت في الحلقتين السابقتين إلى اللفتة الرئاسية الكريمة التي تفضل بها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي باستقباله السيدة جميلة الماجري رئيسة اتحاد الكتاب يوم 10/02/2009 في إطار متابعة رئيس الدولة لنشاط الجمعيات والمنظمات وكل الشرائح المجتمع المدني. وقد كان لهذه اللفتة الرئاسية الأثر البالغ والوقع العميق لا فقط في نفوس الكتاب والمبدعين والمفكرين والمثقفين فحسب بل شمل أيضا كل الإعلاميين والصحافيين والكتاب وأصحاب الرأي الحر والتعبير وحتى القراء وكل شرائح المجتمع المدني وأعضاء الجمعيات وقد استحسن الرأي العام التونسي طريقة الاتصال والبحث الدقيق والشامل والحوار الصريح والضافي وشرح المشاغل المهنية وطرح الوضعيات الاجتماعية على طاولة الحوار مع رئيس الجمهورية لها أكثر من مغزى ومعنى ومدلول وفائدة. وهذا ما حصل في مقابلة يوم 10/02/2009 من لدن رئيس الدولة لرئيسة اتحاد الكتاب وما أسفر عن هذه المقابلة من نتائج هامة لفائدة أعضاء اتحاد الكتاب وقد ذكرت في الحلقة الثانية رقم 553 المكاسب التي أعلنت عنها السيدة جميلة الماجري بمناسبة الحوار التي أجرته معها جريدة الصباح يوم 14/02/2009. نتائج المقابلة جعلت الطموح يتجدد والتنافس يزداد لدى الجمعيات على إثر نشر مقالاتي الأخيرة من رقم 550 إلى 553 حتى المقال المتعلق بالرسالة المفتوحة للتاريخ لسيادة رئيس الجمهورية التي نشرتها يوم 11 فيفري 2009 والرسائل الأخرى الخاصة باللفتة الرئاسية الكريمة المشار إليها. تقابلت مع بعض الأخوة الفاعلين في مجال الصحافة والإعلام أصحاب الأقلام السيالة والفكر التقديمي والعقل النير والأسلوب الرائع سواء باللغة العربية أو بالفرنسية في صحفنا وتطرقنا للحديث عن التطورات الأخيرة ونتائج مقابلة يوم 10 فيفري 2009 الرائعة وأشار الاخوة الأفاضل والأصدقاء الكرام أم مبادرة رئيس الدولة هامة وجاءت في الوقت المناسب وأعطت دفع جديد للحياة الثقافية ووضحت الأمور وشجعت الكتاب والمبدعين لمزيد حرية التعبير، وجاء في الحوار التلقائي العفوي لو يتفضل سيادة الرئيس بمواصلة ودعم هذه الطريقة والأسلوب حتى تتمكن الجمعيات ونقابة الصحافيين بالخصوص وحتى جمعية العاطلين عن العمل الحديثة وجمعية الأطباء والصيادلة والقضاة وعمادة المحامين وعمادة المهندسين وجمعية المحامين الشبان كلهم شوق لمقابلة لطرح مشاغلهم بكل حرية وأريحية خاصة أن سيادة الرئيس له صدر رحب وقلب مفتوح وله قدرة على الإنصات والإصغاء والصبر وقد كانت كل اللقاءات مع سيادته على غاية من النبل والتواضع والإصغاء والقدرة على إيجاد الحلول، نقابة الصحافيين لها مشاغل والأجدر والأنفع الحوار معها وان الحوار مع رئيس الدولة جدير بكل عناية واهتمام ودور النقابة هام مفيد لجمع شمل العائلة الإعلامية ورجال الصحافة المكتوبة والمرئية متنوعة وغزيرة والقادر على حلها وإيجاد الحلول الملائمة لها الا رئيس الدولة، جمعية العاطلين عن العمل بها مشاغل وأسرار لا يمكن معالجتها إلا برئيس الدولة وحسن إصغائه. لا يحلها وزير الشؤون الاجتماعية ولا وزير التشغيل ولا وزير التربية والتكوين ولا وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية وربما جمعية العاطلين لها مشاغل أو أفكار أو مقترحات عملية أو كشف حقائق وتجاوزات لا يمكن حلها إلا من لدن رئيس الدولة القادر على إيجاد الحلول بوضوح وبعدل اجتماعي وفهم دقيق للأمور وفي الحوار الحر مع رئيس الدولة تتضح بعض الأشياء وتبرز الحقائق دون وساطة أو ترجمان أو نقل أخبار باجتهاد وأحيانا إخفاء الحقائق، أصحاب الأقلام الحرة والأفكار الجريئة لهم مشاغل وأراء ومقترحات لا يستوعبها إلا رمز البلاد. إن المناضلين الأحرار والدستوريين النزهاء والوطنيين المخلصين وأصحاب الأقلام الجريئة والأذكار الشجاعة والآراء المفيدة للوطن وأصحاب الثوابت والقيم والمبادئ والأيادي البيضاء والحوار الديمقراطي الحر هم في شوق لحوار بناء مع سيادة الرئيس لوضع النقاط على الحروف بجرأة وأمانة وشرح عديد القضايا والمشاغل الهامة والأفكار النيرة وطرحها على طاولة الحوار، حرية التعبير والحوار مع رمز البلاد رئيس الدولة مفيد للوطن ونافع للشعب وضروري للمجتمع وهو الدواء الناجع للشعب. نرجو من الأعماق أن تكون الأشهر القادمة مليئة بالأنشطة والحوارات والإصغاء على غرار مقابلة يوم 10/02/2009 التي فتحت الشاهية وزادت في طموحات الأحرار والمناضلين والمتطوعين والشرفاء الذين يعملون في الجمعيات والنقابات وبالتالي هم رجال الوفاء والصدق والتطوع ونكران الذات وهم أصحاب المبادرات وأصحاب الأنفة والعزة والكرامة وهم على الدوام رجال تونس الأفذاذ الأبرار يعرفهم الشعب ويقدرهم ويثق فيهم ويساندهم ويختارهم بالانتخاب والتصويت وهم الأجدر بالتقدير والتبجيل والاحترام ولا غاية لهم الا خدمة الشعب والشرائح المهنية والاجتماعية والمناضلين الذين ضحوا طيلة نصف قرن ومازالوا على قيد الحياة وهم في أوج العطاء والسخاء والبذل رغم الإقصاء والتهميش ولو أن روح النضال وعقيدة الإيمان وقوة العزيمة وحب الوطن والوفاء للرموز والزعماء والشهداء ما واصلوا المشوار إلى هذه الساعة وإلى يوم المنية إن شاء الله. قال الله تعالى :  » فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ » {صدق الله العظيم}. ملاحظة : يوم 22 فيفري مفاجئة تبرز للعيان وتؤكد مدى الاهتمام وتحمل مشاغل الأحرار بوفاء وقيم الرجال البررة وثوابت الكرام إن شاء الله. محمـد العـروسـي الهانـي مناضل يريد الخير للوطن ويطمح لدعم العدل السياسي والتنموي الهاتف : 22.022.354  


المناضل والبيضة   خاطرة سياسية وحدوية ناصرية تعقيبا على رفض النظام التونسي الترخيص لجريدة « الناصرية »

 
بقلم عبد اللطيف ميراوي لا أدعو لأحد إن حاولت إدراج خواطري، فقط أردت شرح أمر لعمش النواظر من الذين ضعفت عندهم الرؤية و عمت فيهم البصائر وربما ، وربما كشفت جلودا تتصنع بالستائر و ربما تخفي ثيابها أعظم من الظواهر . اصبر معي أخي القارئ فبعد هذه الحكاية البسيطة ستدرك أنها تحمل معاني كثيرة . حكاية لو زيدت إلى كليلة و دمنة لأخذت من الأبعاد أكثر بلوغا في نفوس الصغار و الكبار. في زمن ما في مكان ما ، هاجرت الطيور بحثا عن الخصب و العشب و الحب و الحب و الماء . للأسف بقي طائر و أجبر أنثاه على المكوث ، استغربت الطيور و حاولت البحث عن أسباب رفض الهجرة -و الهجرة مقصودة – . و الإقناع لم يفلح و الحجة بالغذاء لم تنفع و حتى الدليل بتغيرات المناخ لم يعط نتيجة. غادرت الطيور و بقي الذكر يغني أمام وجه أنثاه أما لأنه يكابر أو أن ضرورة الهجرة عنده لم تجد مكانا في دماغه الصغير . مرت الأيام ثقيلة ووضعت الأنثى بيضتها مجبورة في مكان عار بحفرة صغيرة مكشوفة لم يفلحا في تغطيتها و لم تسعفهما الطبيعة بغطاء يحفظ البيضة و المولود المنتظر . مر أحدهم و أخذ محتوى البيضة و منافعها و ملأ الفراغ داخل القشرة بخرقة و مر اختبارا لذكاء الطائرين . لم يتفطن الطائران إلى العملية و طالت الأيام و لم ينقر الصغير القشرة بعد و لم يخرج إلى الوجود . أصرت الأنثى على الدور الموهوم و بقيت تنتظر ما لن يكون . الفاجعة كبيرة حين أصبحت المسكينة غير قادرة لا على الطيران و لا على الوقوف على ساقين قتلهما المرض و الوهم -بركت و نسلت – و حين سيطر عليها الحزن قالت : أيام هاجرت الطيور كنت يا بطلي تحسب نفسك خالق الفن أما و قد حصل ا حصل فأنت أسباب الفتن . رد المسكين : لا شك أنك تمزحين . قالت : أتحسب الرفسة مزحة ؟ أنت حقا لا أرى فيك نفعا فعلا أنت من سقط المتاع فلا حسن الكلام بلغت يوما و لا حتى الفهم عند الاستماع . و طال الأمر بهما ………………….. مر بهما من فاز بلب البيضة فانطلق قائلا : سيدركون بعد نهاية القصة أن هذا أول الدروس لمن لا يدرك معاني الهجرة .    أيدرك البعض ما فعلوه بممارسات يتصورونها النضال بعينه ، لقد أفسدوا نظرية سيف الدولة في رؤوسهم ببساطة لأنهم نقعوها بأدناسهم و كأن في الرؤوس مستنقع الصبر أيها الأخوة : فالصلب سوى الحق يسيره فلا و قار القديم يقعده ولا جمال الجديد يبهره . إليكم يا من تصورتم أنفسكم حاضنة كيف السبيل ليهنأ الوحدوي الناصري بصحبتكم فمصيبته أنه يفهم البشر . قال بولس المسيحي أيام الإمبراطورية الرومانية : =إن من يقاوم السلطة يقاوم إرادة الله و يستحق إدانة الكنيسة .= اليوم يصوغها البعض بنفس الطريقة :من يمارس السياسة علنا ندينه باسم النظرية . فهل يدركون ؟ هل اعتمد هؤلاء على النظرية ليلبوا نداء الموت على الكتب و يبللونها دموعا ويلوثونها تدخينا و نشريات و إعادة صياغات ليست سوى صدى ؟ فهل سوف يدركون ؟ هل يقبلون ضياع العمر في محاربة غاياتهم بأنفسهم فقط ليستمع إليهم الذين جندوا و لا يدركون أنهم جندوا ؟ أيكتفون بتلاوات يعودون بعدها إلى نومهم منتشين قائلين : لقد اتضحت الرؤية و زال المبهم . عبث المحاولة أن يعمل الإنسان على إيجاد نماذج تكون كأقراص مشحونة فحين يصل الشحن إلى الحد الأقصى و يتوقف التأشير يطلقها مرددة لتكسب العقول و الضمائر و تبحث عن الرمزية لتصبح لها القيم و النضالية و منها . هذا هو العبث بعينه العبث الأخطر حين يكون الأمر دعما مستورا لأشخاص صوروهم عند أنفسهم غزاة في عهد كافر . فهل يدركون ؟ حقل القول: انتبه. فحين يكون المناضل السيء يبحث عن ملك الأمر كله يلغي من السلم بعض الدرجات فيخلق فراغ السقوط له ولمن جند فيعودون جميعا إلى محاربة الغايات التي يريدون.فهل يدركون؟ أليس ذلك سلوكا سياسيا لا يتضارب مع النظرية التي يتوهم انها المرجع عند الاختلاف؟
تلك الغفلة حولت الظاهرة إلى سلوك لصيق بعقول من حوله فبمجرد سماع: تعبيرة سياسية أو جريدة الناصرية أو معلنة أو علنية يكون الوضع النفسي قد أصبح عصبيا ويكون بالتالي قابلا أو قابلين لتصرف مستهدف.فهل يدركون؟ والصغار إذا أرادوا أن يتضخموا بأسماء ينسون أن الناس قد هجت بهم الأعداء.فهل يدركون؟ وخطبي أن أعدهم أعداء. الغيرة مطلوبة والصدق مطلوب لكن أن كانت الأحكام على الوحدويين الناصريين عاطفية عند البعض قدر فليتذكروا أن الله رحيم بالبشر

عندما يصبح الحذاء شبهة..

الطاهر العبيدي /  ‏ صحفي وكاتب تونسي مقيم بباريس 

 
            taharlabidi@free.fr كان المشهد باهتا مملا رتيبا يشبه كل مؤتمرات بوش،‏ الذي طيلة حكمه الآفل والمحال على محاكم التاريخ لاستبيان بأي حق نهبت العراق وطحنت الفلوجة، وبأي جريرة هدّمت أفغانستان، وبأي ذنب حوصرت ‏ودمّرت ‏غزة ‏وسحقت جنين ‏…فطيلة كل المؤتمرات المتناثرة هنا وهناك وأينما حلّ كان بوش لا يتردد في مضغ نفس الخطاب العاجي، بأن الحرية  » تجتاح  » العراق، وأن الديمقراطية  » تدوس  » أفغانستان، وأن السلام  » يصفع  » الشرق الأوسط، ولا يتأخر في التغني والتصفير بكل تلك الانجازات الكارثية في عهده، التي ابتدأت بأحداث 11 سبتمبر، لتختتم بالمصيبة المالية العالمية…لم يكن الكل ينتظر من مؤتمر بوش الذي ككل مرة يدخل للعراق من الباب الخلفي متسللا ومتخفيا عن الأنظار، ليجترّ نفس الخطاب بأن العالم بدون صدام أصبح أكثر أمنا، وبأن أفغانستان تتجه نحو الرفاهية والازدهار، وغيرها من تلك الأحاديث الموضوعة والتصريحات القصديرية، التي تكذبها الوقائع على الأرض، وكل تلك القنابل المنهمرة في كثير من الأحيان خطأ على الأبرياء في العراق وأفغانستان، ومشاهد الانحدار الأخلاقي والقيمي في سجن أبو غريب، وغونتنامو، والمعتقلات السرية الموزعة خلسة في بعض بلدان العالم، وانكماش الحريات في أمريكا، وتضخّم العسكرة الأمنية في المطارات، التي باتت تشبه مراكز تفتيش، لم تسلم منها حتى البعثات الدبلوماسية، كما وقع منذ سنتين مع النواب المغاربة، الذين خضعوا إلى المسائلة والبحث والمراقبة والتفتيش الذي يقترب من الاتهام المهين، مما جعلهم حين عادوا إلى المغرب خصّصوا جلسة برلمانية احتجاجية على هذا الاستقبال الدبلوماسي الوضيع، إلى جانب التنصت على المواطنين، وانخفاض حرية الصحافة والإعلام، والصمت الآثم على حصار غزة وتجويع الشعب الفلسطيني، والانحياز إلى المنطق الفولاذي، ونبذ خيار التشاور والحوار، ما جعل السفر إلى أمريكا يتقلص، ولم تعد أمريكا كما كانت تجلب الاهتمام، بل أصبحت تثير الاشمئزاز …       رسائل مضمونة الوصول كان مشهد مؤتمر بوش كغيره من المؤتمرات التي لا تثير الأعناق والفضول، فالكل كان يعرف مسبقا سلسلة الأقوال النحاسية، والعزف المنفرد لمنطق التهديد والوعيد  والاعتداد والاستعلاء… وفي لحظة تغيّر المشهد على إثر القصف بالحذاء في اتجاه وجه بوش من طرف الصحفي منتظر الزيدي، ليصبح المشهد حدثا كونيا، وإشارة انطلاق لثورة الأحذية… لقد كان الحذاء يحمل ملايين الرسائل الغاضبة، باتجاه منهاج بوشي محتل نهب أهم متاحف العراق، وحطم أعرق المكتبات، وزرع الموت والدموع في أغلب البيوت العراقية، وترك مدنا كاملة تعيش العطش في بلد دجلة والفرات، كان ذاك الحذاء حمما من الرفض تجاه هذا الذي وصف يوما شارون بأنه رجل سلام، كان هذا الحذاء رسائل مضمونة الوصول، بأن هذه الأمة وإن كانت قد صمتت انحناء لمرور العاصفة، فلا يعني أنها لا تدرك معنى الحيف والمظالم المسلطة عليها من كل اتجاه، ولن تنسى الطائرات الإسرائيلية التي قصفت لبنان في حرب تموز 2006، وهي مزودة بقنابل الموت الأمريكية، لقد كان ذاك الحذاء خلاصة ما يقال في البيوت الملثمة، أمام كل مشاهد الدمار الصهيوني على غزة وجنين والقطاع وقانا وما هو آت، وكل أماكن الوجع العربي… كان الحذاء يحمل فيما يحمل صور المعتقلين في العراق، وهم عراة حفاة في أوضاع تحمرّ منها الأرض والسماء، وعيون أرامل ومعسكرات أيتام يكحلها الأسى والحرمان، وأطفال الشوارع والمتسولين على ضفاف الطرقات، وفقراء الرصيف، وروائح الموت والبارود في الأحياء والمساجد والمعابر، ويوميات الحزن العادي، والمداهمات المتوحّشة، ومشاهد البؤس والدمار في البصرة وكركوك والفلوجة والانبار وشارع الرشيد… وغيرها من المدن التي يغطيها رذاذ أحزان ديمقراطية القنابل، وتمسحها تعدّدية المدافع… كان هذا الحذاء عصارة القهر المتراكم منذ 8 سنوات في الصدور المتلاطمة ضد هذه الحرب العبثية، التي بنيت على الأراجيف، لتخرّب تاريخ بلد، وتسطو على ذاكرة شعب… كان هذا الحذاء تحريضا على جسور الصمت، ورسما جيوميتريا لذاك القلق السياسي، الذي كان نزيفا راحلا بلا دماء، وغضبة بحجم غضب الشوارع والطرق والمزارع والبيوت والمتاجر التي أكلتها الحرائق،  ودمرتها الأحذية العسكرية، وتلك السماء التي لوثتها الطائرات، وانتفاضة ضد مظاهر القمع بكل مشتقاته،  وضد انقطاع الكهرباء في مدن باتت تحتضر في الظلام وتتلحف شموع السماء، لقد نطق الحذاء حين أصبحت الكتابة مأزقا أممي، وحين أصبحت الأوراق غير قادرة على تحديد مساحة جغرافية الحزن في الوطن العربي الذي صار مختبرات لأنواع أسلحة دمار الغزاة، ومقبرة للنفايات، ومصنعا لإنجاب البؤساء… ففي واقع أنظمة مصابة بالشيخوخة التاريخية لا يمكن أن تستوعب أحلام الجماهير، وفي ظل دول سائرة في طريق الانقراض، تعاني من تضخّم طقوس الطاعة والانحناء، انتصب الحذاء في شكل قذيفة من إنتاج محلي، مزوّدة بمواد الرفض والتحدّي والغضب شديدة الانفجار، تجاه رمز من رموز التخريب الإنساني، مما جعل الحذاء لا يتخلف عن المظاهرات الاحتجاجية في العالم، ولعل هذا الحدث مستمدا من ثورة أطفال الحجارة، الذين ظلوا وشما على جبين التاريخ، حين قابلوا الرصاص بالحجارة، وواجهوا المدرعات بالمعاقل، وقابلوا المدافع بالحناجر…ويجرّنا مشهد رمي الحذاء في وجه أحد أقطاب الحقد المسلح، إلى تسطير جغرافية الضيم المتلاكمة في الوعي واللاوعي الجماهيري العربي، الذي يختزن أكداسا من المظالم المتناسلة في أخاديد الحيف المسلط على هذه الشعوب، التي إن وجدت الفرصة والقدرة، فسوف لن تتأخر في استبدال الأحذية بعيارات تصيب بها الكثيرين، ممّن لطموا كرامتها وذبحوا أوطانها… بطاقات تفتيش بعد هذه الحادثة، ربما ستنشأ قوانين جديدة يصادق عليها مجلس الحمم، يجرّم فيها الأحذية العدوانية، ويعتبرها وسائل إرهابية، وسيقام من أجلها تحالف دولي عنوانه حذار من الأحذية العربية، قصد التصدي لخطر هذه الظاهرة، وستتحدّد قوائم سوداء، ومحاور شر، تصنّف بموجبها الدول الحافية بأنها معتدلة، والأخرى عاصية وجب تأديبها وحصارها، وتقام فرق مختصة ومختبرات  في رفع البصمات البيومترية، ومصالح أمنية مترصّدة، وأجهزة تنصت دقيقة، ومحاكمات عسكرية، وإعدامات للأحذية المارقة عن القانون، وترصد أموال وميزانيات، ومؤتمرات وندوات، وشبكات إعلام، ومراكز دراسات، وخلايا بحث، وكتاب محللون مختصون في النعال، ومن أجل ذلك ستجند مؤسسات لتحليل معادن الأحذية، وأخرى لاقتناص الذبذبات والمقاسات الممسوحة للمشي على الأرض، والتأكد من أن ضجيجها ليس نوعا من عداء للسامية، وتنشر لوائح تحذير تتضمن عناوين الأحذية الممانعة للجري في اتجاه إسرائيل… ومن جديد يتخلى العالم عن قضايا التضخّم والانكماش الاقتصادي والتصحّر والانحباس الحراري والكوارث البيئية والبؤس الإنساني، الذي يعضّ البشرية، ليهتم باللهث وراء تحديد مفهوم الأحذية العدوانية، ومحاربة هذه الظاهرة، التي تهدّد السلم والأمن العالمي، ولعل مجلس الأمن يتحرك بسرعة هذه المرة دون خشية الاصطدام بأي فيتو مناهض،  لأجل توقيع قرار يمنع الأرجل العربية من لبس الأحذية، وبذالك ندخل حربا أخرى استباقية، عنوانها حذار من النعال العربية، ومن يدري لعله يأتي يوما يصبح فيه ارتداء السراويل في المنطقة العربية انقلابا على قيم التحضر والمدنية، وشكلا من إشكال مناهضة العالم الحر… المصادر الحقيقة الدولية / الأردن الحقائق / بريطانيا / آخر خبر أمريكا / وطن أمريكا./…
 


بعد محرقة غزة: الفلسطينيون مطالبون بالمصالحة.. والعرب بالتغيير.. والمحاكمة درس لإسرائيل
 
بقلم: الأستاذ عبد السلام الحاج قاسم   بين حماس وإسرائيل حرب كلامية لا تهدأ، فكلاهما يدعي أنه حقق الانتصار في حرب غزة..  وهذا التباهي يحصل فوق الرماد والركام والحطام والأشلاء البشرية وعلى خلفية مشهد مريع: مشهد المشردين والمعذبين والمحرومين من أبسط مقومات الحياة الكريمة والغارقين في الأحزان واللوعة والاحباط والضياع. فعن أي انتصار يتحدث هذا أو ذاك؟… من خلف وراءه هذا المشهد المريع بأي شكل من الأشكال وبأي دور من الأدوار لا يمكن أن يتحدث عن الانتصار… فهل كان يتوقع من دولة عنصرية عربيدة مثل إسرائيل أن لا ترد الفعل بتلك الطريقة الشنيعة وبعد أن هدّدت وتوعّدت وبعد أن تبيّن أنّها ستنفذ تهديدها ووعيدها؟ وهل كان متوقعا أن تقف في وجهها أمريكا في عهد رئيس أمريكي يؤمن مثلها بالأساليب القصوى لتأديب العرب واهنة المسلمين عمدا ومعاملتهم بأشد ما يكون من القسوة والعنف؟ حقائق كانت معروفة وملموسة وكان يجدر التعامل معها قبل فوات الاوان بحكمة وتدبر وكان من المفروض استباق الاحداث وعدم المجازفة بحياة الناس وأمنهم ومكاسبهم ومصيرهم.. وبعيدا عن هذه الخلفية ـ المهزلة ـ لما بعد محرقة غزة تأتي الانعكاسات السريعة التي اتضحت الان على ثلاثة مستويات وحملت معها مفاجآت لم تكن متوقعة: فتل أبيب لم تقرأ حسابا لهذه الحملة الدولية المصرّة على محاكمة قادتها السياسيين والعسكريين بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وفي الجانب الاخر لم يكن أحد يتوقع أن يصبح اعمار غزة والتفاوض مع اسرائيل من أجل التهدئة قضية تتطلب وحدة الصف الفلسطيني وتحقيق المصالحة التي كان الجميع لا يعيرها ما تستحقه من أهمية ويتجاهل ما تنطوي عليه من أبعاد استراتيجية كبيرة ومصيرية: إذن تتركز انعكاسات حرب غزة الان على ثلاثة مستويات:   أولا: على مستوى المتابعة والمحاسبة: لم يسبق أن انتهى نزاع مسلح في الشرق الاوسط بفتح ملفات للمحاكمة والمحاسبة أمام الهياكل الدولية المختصة على غرار ما وقع مثلا بعد حرب البوسنة والهرسك  و قد كانت كل الاعتداءات الاسرائيلية تنتهي ببيانات وقرارات تصدرها الجمعية العامة للامم المتحدة أو مجلس الامن وتبقى حبرا على ورق رغم أن كل الاعتداءات السابقة صاحبتها عمليات ابادة وجرائم حرب.. لكن هذه المرة كانت صحوة الضمير الانساني قوية وجدّية ممثلة في منظمات المجتمع المدني التي لم تتأثر بالمواقف الرسمية وتحركت طبق ما يمليه عليها القانون والاخلاق والتضامن المطلوب بين كل البشر على وجه الارض. رجال الفكر والقانون والسياسة المستقلين من كل أنحاء العالم وعشرات المنظمات الدولية والحكومات المؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية وبالمساواة بين جميع الناس اتفقت كلها على أن تقع محاسبة الذين تلطخت أيديهم بدماء أطفال غزة وسمحوا باستعمال أسلحة محرمة وأعطوا الاوامر بتجميع المدنيين بالمئات وقصفهم بالطائرات في محرقة لا مثيل لها في العصر الحديث سوى ما حصل لليهود أنفسهم في الحرب العالمية الثانية أو للكمبوديين على أيدي الخمير الحمر أو ما حصل في البوسنة والهرسك على أيدي الصرب.. وتبدو الحملة على جانب كبير من التنظيم والحيوية والجدية والاصرار على تحقيق أهدافها  و قد توصل رجال القانون المشاركين فيها إلى تحديد التهم وعناصر الادانة وقائمة المتهمين الذين يأتي في مقدمتهم: ايهود أولمرت وتسيبي ليفني وايهود باراك وشمعون بيريز وقادة الجيش والعسكريين المحددين برتبهم وأسمائهم والجرائم المنسوبة اليهم.. ولا يخشى القائمون على الحملة رد فعل إسرائيل أو تحرك لوبياتها المؤثرة وعملائها والمتعاطفين معها والذين يخدمون ركابها لانهم على يقين من ثبوت التهم ومن صحة اجراءات التتبع ولانهم شاعرون أكثر من أي وقت مضى بأن الوقت قد حان لكي تأخذ اسرائيل نصيبها من التأديب وأن يقع ردعها وايقاظها من أحلامها الزائفة وحتى تدرك أن العالم لا يمكن أن يتغاضى طويلا عن خرقها للقوانين والاعراف الدولية والمبادئ الانسانية وأن يبقى مكتوف الايدي ازاء ما تمثله من خطر على السلم والامن الدوليين وازاء عربدتها التي الحقت الاهانة بالمجموعة الدولية بدون استثناء. مع ذلك فان محاكمة الذين إقترفوا جريمة غزّة لا يجب أن تقتصر على تلك الحملة الدولية بل من المفروض أن تكون هناك حملة عربية موازية ونشيطة لا تتوقف ولا تتوانى حتى حصول الادانة فقد آن الاوان لتحرّك عربي جماعي لايقاف هذه الجرائم الصهيونية التي أصبحت تتكرّر كل عام تقريبا منذ أن عادت السلطة الفلسطينية إلى الارض المسلوبة، وامتدت إلى الدول العربية المجاورة كلبنان وسوريا والعراق حيث عاثت الصهيونية فسادا في العباد والبلاد وشواهد التاريخ وزرعت الفتنة التي تسببت في الحرب الاهلية الدموية بين العراقيين.. وحتّى لا تأخذ إسرائيل على هذا الاسلوب الوحشي في التعامل مع الشعوب العربية وحتّى تنزع الصهيونية من فكرها المتعفّن تلك النظرة المهينة للعرب والاسلام فلا بدّ من تلك الوقفة العربية الجماعية واستغلال الفرصة المتاحة الان للحصول على أحكام دولية جنائية ضد مجرمي الحرب مّما سيمثل درسا لاسرائيل لن تنساه وستعرف عندها أنّ الدّم العربي لا يمكن استباحته بدون ثمن وهو غالي ونفيس لا يمكن هدره بدون محاسبة مهما طال الزمن.. ولقد حان الوقت كذلك لتدرك إسرائيل أن السلام العادل لا مفرّ منه.. والقوة لن تحقق الامن لاي كان والجرائم ضد الانسانية وحروب الابادة ستظل وصمة عار عالقة بالصهاينة على مر التاريخ.. وفي المقابل على العرب أن يدركوا بدورهم أنه لا مفر لهم من مواجهة اسرائيل ان لم يكن بالسلاح فبالقانون والشرعية الدولية لكن عليهم أن لا يتوانوا في ذلك أو يختلفوا أو يتركوا هذا الواجب لغيرهم مهما كانت مكانته وتأثيره.. ولا أقل اليوم من مواجهة إسرائيل قانونيا إذا كانت مواجهتها بطرق أخرى غير متاحة او غير مرغوب فيها عربيا..   ثانيا: على المستوى الاسرائيلي:  كانت الحرب على غزة محورا أساسيا من محاور المعركة الانتخابية في اسرائيل.. فعلى جثث المدنيين الابرياء من أبناء فلسطين تسابق قادة الاحزاب السياسية الاسرائيلية لكسب الاصوات والفوز بمقاعد الحكم، وقد أفرزت صناديق الاقتراع توجها واضحا للاسرائليين نحو تكريس سياسة الابادة والتقتيل اذ فازت أحزاب اليمين المتطرفة التي ليس لديها خطة سلام بل مشروع استسلام جاهز ترى أن أفضل سبيل لتحقيقه هو فرضه بقوة السلاح والترهيب الى حد الابادة.. وقد تبين من خلال الانتخابات الاسرائيلية أن هناك رغبة واضحة في تكريس أسلوب القوة وهو ما عكس النزعة العنصرية المشحونة بالكراهية المتأصلة لدى الاسرائيليين تجاه العرب والمسلمين مما يؤكد مرة أخرى أن الاستقرار والسلام ما زالا بعيدي المنال في المنطقة طالما ظل رجال السياسة في اسرائيل يتنافسون على ارضاء تلك النزعة العنصرية الانتقامية ويعتقدون أن أمنهم لا يتحقق إلا بالقوة والتوسع والهيمنة. ان صعود اليمين المتطرف سواء بقيادة بنيامين ناتنياهو أو تسيبي ليفني كان أيضا نتيجة من نتائج الحرب على غزة، فتلك ارادة الاسرائيليين اليوم وتلك رغبتهم، فهم يكافئون قادتهم على ما فعلوه في غزة بل هم يطالبون بأكثر من ذلك عندما تتجه ارادتهم الى مزيد دعم أقصى اليمين واليمين العنصري، وقد فهمت حكومة تصريف الاعمال التي يقودها السفاح أولمرت الرسالة الموجهة من الناخب الاسرائيلي فعمدت إلى تغيير موقفها في مفاوضات القاهرة حول التهدئة واشترطت اطلاق سراح الجندي الاسير لدى حماس للموافقة على التهدئة وهو الشرط الذي ترفضه حماس وتتمسك بأن يظل مسألة تخص المفاوضات حول تبادل الاسرى فقط.. اذن يمكن القول أن اسرائيل ماضية في اختيارها المبني على القوة والارهاب والترهيب وهي عائدة الى غزة بأسلحتها المحرمة والفتاكة لتكمل عملية الابادة مما يدعم الاحتمال بأن تكون الحرب على غزة في بعد من أبعادها تحضيرا أو تدريبا للهجوم على ايران فهي بلا شك اختبار لمدى قدرة طهران على اسعاف حلفائها عند الشدة ومدى استعدادها للتضحية من أجلهم وهي بهذا المنظور تشكل استفزازا للايرانيين وهي أيضا رسالة الى طهران تفيد بأن البداية ستكون من هنا: من فلسطين.. وهذه لمحة أو صورة مصغرة لما قد يحدث قريبا في ايران بالذات؟ لكن الوضع السياسي في اسرائيل بعد الانتخابات يضع الفلسطينيين قبل أي طرف اخر في مأزق كبير: فهم الخاسرون بلا شك في أي مواجهة عسكرية واذا عاد الهجوم على غزة فلا خيار لهم الا الموت الجماعي أو الهروب والعودة الى حالة الضياع والتشرد.. وهم كذلك الخاسرون في أي عملية تفاوضية قد تقبلها الحكومة اليمينية المقبلة لان هذه الحكومة ستتفاوض من منطلق التفوق العسكري وخيار القوة الذي أيده المجتمع الاسرائيلي من خلال الانتخابات وهي لن تعطيهم شيئا خاصة اذا ترأسها ناتنياهو الذي يتأهب لفسخ كل التفاهمات السابقة مع الفلسطينيين هكذا فإن الحرّب على غزّة تخلّف كارثتين ثقيلتين: كارثة انسانية وكارثة سياسية.. ولا مناص من تكثيف الجهود العربية لمواجهة هذا الوضع المعقد الذي ينتظر القضية الفلسطينية ومصير السلام في المنطقة، ومن أجل ذلك يتعين اعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس المصالحة التي لم يعد هناك مفر منها…   ثالثا: الانعكاسات على المستوى الفلسطيني  » بمجرد أن توقف الهجوم العسكري على غزة دخلت حماس وفتح في سلسلة من الاتهامات كان واضحا أنها تهدف بالنسبة لكل طرف الى تبرير موقفه وابعاد التهم عنه وعدم تحميله مسؤولية المأساة والمعاناة والمحنة التي حلت بالشعب الفلسطيني… وسرعان ما اكتشف الطرفان أن المصيبة أكبر بكثير من صراعاتهما التي أهدرت الجهد والوقت وأضعفت الموقف الفلسطيني الى أبعد حد أمام العدو الاسرائيلي المشترك وأن الاستحقاقات العاجلة والمطلوبة تتعلق أولا وقبل كل شئ باعادة اعمار غزة وانقاذ أهلها من الوضع الفظيع والمحزن الذي حل بهم، وهذا لن يحصل الا بتحقيق المصالحة بين فتح وحماس فلا اعمار ولا انقاذ الا عبر المصالحة… وثانيا لا بد من التوصل الى تهدئة مع اسرائيل من أجل فتح المعابر وايصال المساعدات.. واذ يبدو أن اتفاق التهدئة مع اسرائيل قد سقط في الماء بسبب السياسة الاسرائيلية المتجهة أكثر فأكثر نحو التشدد والتطرف فان المصالحة الفلسطينية تنتظر موعد انطلاقها في القاهرة الذي تأجل بسبب تراجع الموقف الاسرائيلي بخصوص التهدئة رغم أنه كان متوقعا بأن يذهب الحوار الفلسطيني هذه المرة الى بعيد أي الى الهدف المنشود وهو الاتفاق على تجاوز نقاط الخلاف والاعداد المشترك للانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستفصل بين الطرفين وستفتح المجال لاصلاح ما أفسدته القرارات والمواقف السابقة التي أدت الى المأزق الانساني والسياسي الراهن.. وليس أمام الفلسطينيين الا المصالحة في أقرب وقت لمواجهة التطرف الاسرائيلي القادم ولوضع حد للمأساة التي يعيشها أهل غزة المنكوبين ولاعادة النضال الفلسطيني إلى عهد الوئام الذي كان فيه نضالا شديدا على الواجهتين السياسية والعسكرية مع الاخذ بعين الاعتبار طبيعة المرحلة عربيا- وإقليميا ـ ودوليا.. إنعكاسات حرب غزّة دفعت دور الوساطة المصرية إلى الواجهة مدعومة بدور تركي نشيط بتنسيق مع دول أوروبية مؤثرة مثل فرنسا وإيطاليا وانقلترا وألمانيا.. ولعلّ ما يفسّر بروز تلك الوساطات وخاصّة المصرية والتركية هو أولا غياب الدور الامريكي بسبب الفترة الانتقالية الرئاسية بين بوش وأوباما وكذلك عدم رغبة أمريكا وأوروبا في التفاوض مباشرة مع حماس، وأيضا تدخل مصر مباشرة في الازمة باعتبار وجود غزّة على حدودها ومسؤولياتها على أهمّ المعابر التي يستعملها الفلسطينيون وهو معبر رفح ولا ننسى من جهة أخرى وجود رغبة عربية واضحة هذه المرة في التواجد على ساحة الازمة سياسيا للشعور بأن أبعادها قد تؤدي الى تأثيرات عميقة وخطيرة على الاوضاع الداخلية العربية وخاصة على التوازنات الاقليمية.. أمّا بالنسبة لتركيا فهي تتدخل بصفة غير مسبوقة في أزمة تهم الصراع العربي الاسرائيلي اذ لم تكن لتركيا في السابق علاقات مميزة مع منظمة التحرير مثلا أما اليوم فالعلاقات بين الحزب الحاكم في تركيا وحركة حماس أقل ما يقال فيها أنها متناغمة أو متقاربة جدا كما أن لتركيا علاقات تكاد تصل الى مستوى التحالف مع إسرائيل مّما يخول لها القيام بوساطة لها حظوظ كبيرة للنجاح بين الطرفين أي حماس واسرائيل.. إلاّ أنّ الامر انقلب إلى خلاف تركي إسرائيلي بسبب فظاعة المجازر التي إرتكبتها إسرائيل والتي ترى أنقرة انّه لا يمكن المرور عليها مرّ الكرام وأي تبرير لها يمثّل إصرارا على الجريمة ويستوجب الرد حتى ولو كان على طريقة رجب طيب أردوغان في وجه العجوز السفاح بيريز.. لهذا فإنّ تركيا قد تكون فقدت مكانتها كوسيط في ظلّ ما إعترى علاقاتها مع تل أبيب من توتّر،، أمّا مصر فهي تحاول حلحلة المواقف الفلسطينية بخصوص المصالحة وإستعمال الدور الاوروبي للضغط على إسرائيل من أجل التهدئة وهي الان أمام استحقاق على درجة كبيرة من الصعوبة فلا بد من التهدئة مع اسرائيل للمرور الى المصالحة الفلسطينية واذا انقطع الامل في التهدئة انقطع الامل في المصالحة وتأخر اعمار غزة وانقاذ سكانها وهذه نتيجة لا ينبغي أن يرضى بها العرب لانها ستفرض منطق القوة الذي بسببه وقعت غزة في المحرقة وبسببه سيتصاعد تيار العنف من جديد في المنطقة وهو بالذات ما تبحث عنه اسرائيل لتحقيق أهدافها وفرض السلام كما تريده وجر العرب وليس الفلسطينيين فقط الى الاذعان لارادتها…   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 20 فيفري 2009)


في الإسلاموفوبيا (1)

 

طارق الكحلاوي أوقفت الحكومة البريطانية هذا الأسبوع غيرت فيلدرز (Geert Wilders) السياسي الهولندي «الليبرالي» ومخرج شريط «فتنة» بعد منعه من دخول أراضيها. القرار الذي تصدر الأخبار في بعض الأقطار الأوروبية الشمالية تطلب تأطيراً رسمياً، إذ علق المتحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية على الموضوع بالقول إن «الحكومة تقف ضد التطرف بكافة أشكاله… وذلك كان القوة الدافعة وراء القوانين المشددة التي أعلنت عنها الوزارة في أكتوبر الماضي فيما يخص عمليات الطرد الناتجة عن سلوكيات غير مقبولة». لا يقود الحكومة البريطانية بالتأكيد حزب «طالباني»، ولا يمكن المزايدة على واحد من أقدم الأنظمة السياسية الديمقراطية الحديثة، وتصبح المزايدة عقيمة بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالإشكالية المعقدة المتمثلة في التفريق بين حرية التعبير والتعبير عن الكراهية من خلال «الخوف» المفبرك لأي ظاهرة بشرية الذي هو مغزى أي «فوبيا» بما في ذلك الإسلاموفوبيا، إذ في مجتمعات الغاب وحدها يمكن القيام بخلط مماثل. حالة فيلدرز تحيل على ملف يحتاج وقفة، ليس في السياقات الدولية فحسب، بل أيضاً في بعض السياقات العربية التي انتعشت في العشرية الأخيرة. ولكنه قبل كل شيء يحيل على تاريخ الإسلاموفوبيا الراهن خاصة أنه تاريخ متعلق بالظرفية البريطانية بشكل محدد. بدأ وسط التسعينيات نقاش بريطاني حول الموضوع أخذ بعداً جديداً مع تقرير بعنوان «الإسلاموفوبيا: تحدٍّ لنا جميعا» صدر سنة 1997 لمركز البحث «وقف رنيميد» (Runnymede Trust) المؤثر خاصة في شؤون محاربة العنصرية. التقرير استعمل مصطلح «إسلاموفوبيا» بجدية كافية حتى يصبح واسع الانتشار، والأهم من ذلك حتى يصبح منذ ذلك الوقت مدرجاً ضمن التقارير الرسمية بما في ذلك في الخطاب الرسمي لوزارة الداخلية البريطانية. حدد التقرير «الإسلاموفوبيا» كما تجسمت في السياق البريطاني آنذاك، خاصة منه في جانبه الإعلامي، بأنها تحتوي ثمانية عناصر: الإسلام كتلة موحدة وجامدة ولا تستجيب للتغيير، ويقع النظر إلى الإسلام على أنه «الآخر» الذي ليس له بشكل جوهري أي نقاط مشتركة مع ثقافات أخرى، ويقع النظر إلى الإسلام كذلك على أنه أدنى مرتبة من «الغرب» فهو بربري وبدائي وغير عقلاني، يقع النظر إليه أيضاً على أنه عنيف ويغذي «الإرهاب» ومن ثم يغذي «صراع الحضارات»، وكذلك على أنه نظرية سياسية متكاملة، وعلى أن أي انتقادات تصدر عن الإسلام إلى الغرب يقع رفضها بشكل آلي، وأنه يقع توظيف الإسلاموفوبيا للتمييز ضد الأقليات المسلمة، وأخيراً أن العداء الموجه ضد المسلمين يقع التعامل معه على أنه أمر عادي. لكن التقرير أعلاه كان متفاعلاً مع ظرفية التمييز التي تتعرض لها الجاليات البنغالية والباكستانية بالتحديد، ولم يكن تصوراً محيطاً بكل الجوانب المتعلقة بالظاهرة في سياقات متنوعة. كان الموضوع هو بالتحديد النسخة البريطانية لـ «الإسلاموفوبيا». وهكذا بدا أن تاريخ المصطلح وظروفه هي إلى حدود كبرى بريطانية. كما أنه تم توجيه انتقادات عموما للتقرير خاصة أنه فرض نوعا ما نقاشا من نوع «الأبيض أو الأسود» («مع الإسلام أو ضده») يتجاوز المساحات الرمادية التي يستوجبها نقاش أي ظاهرة دينية وتاريخية بهذا الحجم ترفض منهجياً أي تصور شمولي لها. النقاش البريطاني تواصل فيما بعد مع إصدار تقرير مكمل من قبل نفس المركز سنة 2004. حيث تشير الإحصائيات إلى تأثير النقاش البريطاني المفتوح حول الموضوع على طريقة معالجة الأوساط البريطانية لموضوع الإسلام: تزايد نسبة البرامج الإعلامية التي تغطي الإسلام إلى أكثر من %240 في حين أن %90 فقط منها يركز على السلبيات. غير أن هذه النسب تتعلق بالتأكيد بظرفية دولية جديدة وليست بريطانية فحسب بما في ذلك أثر هجمات 11 سبتمبر، كما أنها تأتي في سياق جدال أوروبي متصاعد حول المسلمين كمهاجرين وعلاقتهم بالمنظومة الديمغرافية والاقتصادية والفكرية السائدة. وهكذا فإن الإسلاموفوبيا كانت أيضاً في اتصال مع حراك أوروبي سياسي داخلي مرتبط بقوى اليمين والتي تعرف الإسلاموفوبيا ضمن نفس إطار الفوبيا ضد المهاجرين بشكل عام وضد المسلمين بشكل خاص. وفي هذا السياق يجب النظر بشكل خاص إلى أمثلة من أوروبا الشمالية بما في ذلك أزمة «الرسوم المسيئة» أو مواقف غيرت فيلدرز والتي تحتاج تفصيلاً أكبر فيما بعد. وهنا تحديدا تأتي أهمية التقرير الذي صدر سنة 2002 عن «المركز الأوروبي لمراقبة العنصرية والكراهية ضد الأجانب» (التابع لمؤسسات الاتحاد الأوروبي) والذي أعطى طابعا أوروبيا للموضوع وأدخل من ثم المصطلح إلى الخطاب الرسمي الأوروبي. غير أن العلاقة الخاصة بين الإدارة الأميركية المتخلية والإسلاموفوبيا هي التي تحتاج بعض التدقيق. مر العالم في السنوات الفارطة بوضع سياسي وفكري دولي أسهم في تحديد اتجاهاته الموقع المؤثر لإدارة الرئيس بوش وبالتحديد لعقلها «النيومحافظ». ليس ذلك الأهم في هذا السياق، بل نمو خطاب الإسلاموفوبيا الذي ترافق مع هذا الوضع. العلاقة بين الخطاب «النيومحافظ» وخطاب الإسلاموفوبيا معقدة وليست بالوضوح الذي يمكن أن يفترضه البعض، فالإدارة الأميركية حرصت باستمرار على التموقع مشهدياً، من خلال الحضور في مناسبات دينية، في إطار يجعلها «تحترم ممارسة الشعائر الإسلامية»، كما أن علاقتها الاستراتيجية مع دول إسلامية وأهمية ومحلية الظاهرة الدينية الإسلامية في الولايات المتحدة تجعلها حذرة إزاء أي موقف إسلاموفوبي يأخذ طابعاً رسمياً. في مقابل ذلك كان النشاط الأيديولوجي لفريق «النيومحافظين» بشكل فرادى أو جماعات يصنع خلفية أخرى للإدارة المتخلية، بما في ذلك النشاط الذي لعبه مركز البحث ذو التأثير البديهي على إدارة الرئيس بوش «معهد المؤسسة الأميركية» (American Enterprise Institute) والذي عين ضمن قائمة «الزملاء الباحثين» فيه آيان هرسي علي وهي رفيقة فيلدرز في قيادة «الحزب من أجل الحرية» الهولندي والتي لا تختلف مواقفها في خصوص الإسلام عن مواقف فيلدرز. أستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» في جامعة روتغرزtkahlaoui@gmail.com (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 16 فيفري 2009) http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=72996&issueNo=420&secId=15


نحو تيار أساسي للأمة

 

طارق البشري يستند التيار الأساسي لبلد ما إلى أكبر قاسم مشترك بين التيارات السياسية والاجتماعية والثقافية في هذا البلد، ويعني الملامح العامة المتضمنة في أطروحات تيارات عديدة ومتنوعة. وهذه الملامح تختزل ما تتفق عليه هذه التيارات في سياق تعاطيها مع متطلبات المرحلة التاريخية. تمثل فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى من تاريخ مصر حالة قياسية تجلي صورة مفهوم التيار الأساسي. رغم كثرة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في هذه المرحلة الحساسة، كان مطلب جلاء المستعمر يمثل أولوية ملحة وشرطا ضروريا للشروع في عملية نهوض حقيقية. ويكاد هذا المطلب يكون مشتركا بين كل القوى السياسية والاجتماعية المصرية. إن التيارات السياسية والفكرية، وإن اختلفت غاياتها وتنوعت، تلتقي عند غاية النهوض باعتبارها المدخل الرئيس لمستقبل أفضل لمصر. لقد شمل هذا الفهم مكونات الحركة الوطنية سواءً أكانت شخصيات تاريخية فاعلة، أمثال مصطفى كامل ومحمد فريد والشيخ عبد العزيز جاويش، أم أحزابا ناشطة في الحقل السياسي آنذاك. نعم، كان هناك اتجاه آخر يقول: إن ضعفنا هو الذي أغرى المستعمر بنا وزين له القدوم إلى بلادنا واحتلالها ومصادرة قرارها وخيراتها، ومن هنا يكون الأجدر بنا تدارك نقاط الضعف وتقوية الجبهة الداخلية أولا، ثم صنع شروط القوة لأنفسنا قبل المطالبة بجلاء المستعمر. من الممكن أن نقر بوجود رؤيتين، فأما الأولى فمن الممكن أن نصفها بالثورية نظرا لتركيزها على مطلب التخلص من الاستعمار، وأما الثانية فمن الممكن أن ننعتها بالإصلاحية لكونها تجعل مراجعة الذات واستصلاح أحوالها على رأس غاياتها. ونظرا للهوة التي تفصل بين هاتين الرؤيتين، فقد نشب صراع بين التيارين ليستمر الصراع بينهما إلى ما يزيد عن عقد من الزمن. ومع ذلك، فقد قدر للهدفين أن يلتقيا سنة 1919، فيتصالح المطلب التحرري مع المطلب الإصلاحي ليكونا الإطار العريض المستوعب لمكونات الحركة الوطنية في كنف الاحترام لكلتا الرؤيتين اللتين أصبحتا وجهين لعملة واحدة هي الحركة الوطنية. لقد كان جدير بكل طرف أن يعترف بالقيمة الموضوعية للطرف الآخر، حيث أن كليهما عبر بطريقته ومن الزاوية التي اعتقد فيها الصلاح عن الوضع في البلاد، وعن المطالب الوطنية التي كانت ترمي إلى تحريك عجلة النهضة وتوجيهها نحو الأهداف المنشودة. فالمساحة المشتركة التي نضجت من خلال التدافع والتلاقي بين النظرتين هي ما يمكن أن نطلق عليه تسمية التيار الأساسي، لأن المصريين، على اختلاف مشاربهم، كانوا معنيين فعلا بمطلبي التحرر والإصلاح، نظرا إلى أن العلاقة بين هذين القطبين هي علاقة تلازم، يقتضي الواحد منهما وجود الآخر. بلورت تلك المرحلة التاريخية، بما شهدته من جدل ثري وساخن بين الاتجاهين أحيانا، تجربة اتسعت لتعبيرات مختلفة وجدت نقطة الالتقاء فيما بينها، حيث جسم التقاؤها ذاك تنظيما حشد الجهود منذ عام 1919 وحتى 1950 خدمة للهدف الوطني المشترك الكبير. في هذا السياق، يمكننا أن نعطي مثالا ثانيا متعلقا بفترة الخمسينيات، أي أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات. حيث كان المعترك السياسي خلال تلك الأيام يجمع في ساحته أحزابا من قبيل الوفد التقليدي المتمسك بالمفاوضات كسبيل أفضل من وجهة نظره لإخراج المستعمر مع الاحتفاظ بما يعتبره مكاسب ديمقراطية لمصر. كما كان يجمع في الوقت نفسه أيضا الإخوان المسلمين، الذين كانوا يطرحون الإسلام كمرجعية للحركة الوطنية. وفضلا عن الوفد والإخوان، كان هناك الحزب الوطني الذي كان يرفع مطالب أكثر تحديدا وتشددا، تتعلق بالمطلب الوطني المتمثل في إجلاء المستعمر والتخلص من نفوذه. كما كانت هناك أيضا الحركة الاشتراكية التي تطالب بقدر أكبر من العدالة الاجتماعية. إن التأمل في مختلف المكونات السياسية يدفعنا إلى القول بأن التيار الأساسي لم يتشكل في تلك الآونة، الشيء الذي فوت عليها فرصة ذهبية للجمع بين محاور الوطنية والاستقلال والديمقراطية والمرجعية الإسلامية والعدالة الاجتماعية في نضالها السياسي. لقد مثلت تلك المطالب العناوين الكبرى التي كان الشعب المصري يتطلع إلى تحقيقها على أرض الواقع بغية تحقيق إطار أساسي ينظم العلاقة بين هذه المكونات المختلفة ويتسع لمختلف التعبيرات دون التنكر للأولويات الوطنية التي تقتضيها المرحلة التاريخية. شهد عام 1951 بوادر تشكيل ذلك التيار الأساسي حيث كانت القوى المضادة تدرك الدلالة القوية لانبعاث مثل هذا التيار، كما وتعي جيدا حجم التداعيات التي كان من الممكن أن تنجم عن تجسده في الواقع. فبقدر ما عبرت ثورة الثالث والعشرين من يوليو/تموز عن فكرة هذا التيار وجسدتها تجسيدا منحها الزخم والطاقة اللازمين للانطلاق والاستمرار-بالرغم من العوائق الذاتية والموضوعية الكبيرة التي اعترضت مسيرتها الصعبة- كذلك دفعت الثورة باتجاه التقوقع داخل منطق الدولة والاستسلام لإكراهاتها، حتى ابتعدت من أهدافها الأولى وتنكرت لشعاراتها الواعدة. من المؤكد أن فكرة التيار الأساسي أكبر من أن يجليها سرد لبعض الأمثلة، ولكننا بهذا السرد إنما أردنا الاستدلال على تحققها الموضوعي في لحظات معينة من التجربة السياسية في مصر الحديثة. ولعل الأهم في هذا المقام هو الوقوف عند الملامح العامة لفكرة التيار الأساسي، هذه الفكرة التي قد يعبر عنها بتعبيرات مختلفة من قبيل المشروع الوطني العام للأمة. إن التيار الأساسي ليس فكرة عرضية مسقطة، وإنما هي نتاج لاستقراء تجربة سياسية واسعة، ذات مكونات وعوامل متنوعة. إن فكرة التيار الأساسي فكرة يستعصي تحقيقها من خلال المبادرات الفردية لكونها تولد من رحم التفاعلات السياسية والفكرية المتنوعة، حيث لا معنى لها مع غياب اختلاف ينتهي إلى صناعتها وطرحها تتويجا لجدل يحيط بها. لقراءة النص بصيغة PDF اضغط هنا http://www.aljazeera.net/NR/exeres/BF719FA0-56D3-4F22-9F39-15ACB6A48482.htm (المصدر: موقع مركزالجزيرة للدراسات (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 فيفري    2009  


أوباما يكرر بوش

 

منير شفيق   أخذت أولوية الاستراتيجية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما تتبلور شيئا فشيئا. إن أول ما يلحظ بأنها متجهة إلى التركيز على البرنامج النووي الإيراني، وعلى سياسات إيران إزاء المقاومتين اللبنانية والفلسطينية. هذا يعني تشكيل أوسع تحالف أو حشد ضد إيران مادامت الخطوات الأولى قد فتحت باب المفاوضات المباشرة، وهو ما يقتضي وضع كل الأوراق الضاغطة على الطاولة، وبعضها بصورة غير مباشرة، أي التلويح بممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية وجوهرها المقاطعة والعزل، ثم تأتي الإغراءات المقابلة وهذه ستبدأ بخيلة جدا، مثل رفع المقاطعة والضغوط أو عدم السعي لتغيير النظام. ولكن المفاوضات والتلويح بالضغوط آنفة الذكر سوف تستبقي الخيار العسكري حاضرا، ولو من خلال التلميح المباشر أو غير المباشر. الحشد الدولي ضد إيران يتطلب أول ما يتطلب مهادنة روسيا والصين ومساومتهما لاسيما إذا أريد اللجوء إلى العقوبات من خلال مجلس الأمن. ومن هنا نجد التفسير للإشارات التي أرسلها جون بايدن نائب الرئيس الأميركي في مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي إلى روسيا، وهو ما تلقفته روسيا بطبيعة الحال بالترحيب والتشجيع، لأن هذا يبعد عنها المواجهة مع أميركا وهي المنافس العسكري رقم (1) لها من جهة، وهي التي قررت أن تكرس روسيا مرة أخرى دولة كبرى من جهة ثانية، فضلا عن المقابل الذي ستناله عبر المساومات المقبلة من جهة ثالثة. وهذا الأمر ينطبق على الصين وهي المنافس الاقتصادي الصاعد أبدا، إلى جانب تقدمها الكبير في امتلاك التكنولوجيا العالية العسكرية وغير العسكرية، فعندما تصبح الأولوية للمواجهة مع إيران فهذا يعني ضرورة مهادنة الصين ومساومتها، وهو ما تريده لأهمية كل شهر وكل سنة بالنسبة إليها. وأن الأمر كذلك بالنسبة إلى أوروبا وإن كان على مستوى أقل مقارنة بخدمته، أو منفعته، لروسيا أو الصين. وإلى هنا يمكن أن تضاف أميركا اللاتينية في الإفادة من هذه الاستراتيجية بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، طبعا بصورة غير مباشرة أكثر من المباشرة، وهو ما شاهدناه في تجربة استراتيجية بوش عندما جعلت أولويتها العراق و’’الشرق الأوسط الكبير’’، حيث أفلتت دول عدة من الوصاية الأميركية وراحت تبني تجربة ثورية أو مستقلة. كل السياسات تنبع من الأولوية التي تحددها الاستراتيجية، لأن السياسات إزاء الدول محكومة بضرورة خدمة الأولوية، ومن هنا كسبت روسيا في عهد بوتين وقتا ثمينا (سبع سنوات وأكثر) لإعادة بناء نفسها دولة كبرى من جديد بعد التخلص من مراكز القوى المؤمركة المصهينة داخلها، وهو ما حدث مع الصين حيث قفزت تجارتها العالية قفزا في اكتساح الأسواق والوصول إلى عقد اتفاقات نفطية طويلة الأمد، وبالطبع غير ذلك مما استغلته في ذلك الوقت الثمين، الذي أتاحته إدارة بوش، وهي غارقة في مشروعها الشرق أوسطي، واضطرارها للمساومة على كل قرار اتخذته في مجلس الأمن في تلك الفترة. لو كنت استراتيجيا أميركيا في عهد بوش أو في عهد أوباما وسألت نفسك من هي القوى العالمية التي تنافس أو قد تنافس أميركا، عسكريا واقتصاديا وسياسيا على مستوى عالمي؟ فلا يمكن أن يأتي الجواب العراق في مرحلة بوش أو ياسر عرفات أو حزب الله، وكذلك لا يمكن أن يأتي في عهد أوباما إيران وحماس وحزب الله، فالجواب في الحالتين كان سيذهب إلى روسيا والصين وأوروبا ودول أخرى أكثر من أن يذهب إلى العراق أو إيران أو ياسر عرفات وحماس وحزب الله. ولكن مع ذلك ذهب الجواب من قبل المحافظين الجدد إلى العراق وما سمي ‘’المنظمات الإرهابية’’ في عهد بوش. وذهب الآن في عهد أوباما إلى إيران وحماس في قطاع غزة وأفغانستان، وبالطبع إيران في المقدمة وإن بدأ الاستهلال في قطاع غزة والاتفاق الأمني (كونداليزا رايس، ليفني، فريق أوباما)، كما التوجه إلى أفغانستان. وبالمناسبة يمكن اعتبار حرب العدوان على قطاع غزة مؤشرا إلى بدء مرحلة أكثر من نهاية مرحلة. من هنا يكون أوباما قد كرر الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه بوش في تحديد أولوية الاستراتيجية الأميركية، ولنقل لمدى السنتين المقبلتين. وهذا ‘’الخطأ’’ لم يأت من جهل أو عدم قدرة على التمييز، وإنما جاء في الحالتين من خلال النفوذ الصهيوني الأميركي في الإدارتين (وإن تغيرت الوجوه بين فريقي بوش وأوباما). عندما يكون المأخذ الأساس لباراك أوباما على إيران من نقطتين: البرنامج النووي ودعم المنظمات الإرهابية (يقصد حزب الله وحماس) يعني أنه جعل الأولوية الإسرائيلية أولوية لاستراتيجيته الأميركية فالموضوع النووي الإيراني وحزب الله وحماس (والجهاد وكل فصائل المقاومة المقاوِمة) لا يمكن أن يكون أولوية أميركية قياسا بروسيا والصين والأزمة المالية. ومن هنا سيحصد أوباما الفشل لا محالة بعيدا من كل تفاصيل في ما يتعلق بالصراعات التي ستنشب عندنا. فالمنافسان الكبيران وعدد من الدول الأخرى سيكسبون على حساب أميركا حتى لو حقــق عندنا مثلا طبخ تسوية
تصفوية للقضية الفلسطينية.

(المصدر: صحيفة « الوقت » البحرينية  الصادرة يوم 17 فيفري2009) http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=9679

التيار الأمازيغي وأوجلان الكردي

 
مصطفى الخلفي  رغم أن البعض اعتبر العدوان على غزة كافياً لكشف حقيقة الموقف الفكري والحضاري لجزء من التيار الأمازيغي وصدقية إيمانه بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث كان من نتائج العدوان حصول عملية فرز عميق بين من انخرط في مناصرة صمود الشعب الفلسطيني، وبين من رفض التعبير عن موقف إعلامي فضلاً عن الخروج للتظاهر في الشارع كأحد التجليات البارزة لهذا التضامن في الحالة المغربية، لكن ما حصل بعد العدوان أكبر بكثير من الموقف الانسحابي الذي برز أثناء العدوان، ويمهد لتسريع مسلسل الفرز داخل الحركة الأمازيغية بالمغرب. ففي نهاية الأسبوع الماضي أقدم مجموعة من النشطاء الأمازيغيين على تأسيس جمعية للصداقة الأمازيغية- الكردية بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتقال الزعيم الكردي الانفصالي أوجلان، وهي الخطوة التي انتقدها ناشط أمازيغي آخر معتبراً أنها حملت رداً على الموقف التركي بمناصرة الشعب الفلسطيني في محنته، ففي تصريح ليومية «التجديد» المغربية أكد أن هذه الخطوة رسالة تضامن ضمنية مع الكيان الصهيوني بل وذهب إلى حد القول بأن بعض الأطراف الأمازيغية أخذت تربط نفسها أخلاقياً بالكيان الغاصب. الواقع أن مثل هذه التطورات تفرض فتح نقاش جديد- قديم انطلق في أواسط التسعينيات بالمغرب وركز على الأبعاد الاستراتيجية والفلسفية والحضارية في الخطاب الأمازيغي، في ظل حالة التعدد والتنوع القائمة داخله، وهو نقاش انطلق من فرضيات واستشرافات مستقبلية بالاعتماد على تجارب تطور الحركات الثقافية اللغوية في العالم، وارتبط النقاش آنذاك بكتابين الأول للأستاذ عبدالسلام ياسين مرشد جماعة العدل والإحسان والذي حمل عنوان «حوار مع صديق أمازيغي» في سنة 1997 وقصد بالصديق العميد السابق للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الأستاذ محمد شفيق، مع العلم أن الكتاب صدر بعد حوالي خمس سنوات على تعيينه عميداً لهذا المعهد، والثاني للأستاذ أحمد عصيد وجاء تحت عنوان «الأمازيغية في خطاب الإسلام السياسي» في سنة 1998، ذلك أن عودة مثل هذا النقاش ستتيح فهم الخلفيات النظرية الكامنة وراء المواقف السياسية والدولية لجزء من التيار الأمازيغي بالمغرب، بل وستمكن من نقل ما يثار من خلافات من مرحلة التدافع السياسي المرحلي والجزئي إلى تدافع ثقافي وفكري، ستكون له آثاره على المستقبل الثقافي للمغرب. يمكن هنا الوقوف عند نقطتين سبق للأستاذ عبدالسلام ياسين أن أثارهما في كتابه «حوار مع صديق أمازيغي»، دون أن يعني ذلك الاتفاق مع مجموع ما طرحه الكتاب، لكن العودة إليهما تساعد في فهم الحركية الحالية، الأولى تهم تحول الموقف من العرب والعربية إلى عقدة في الخطاب الأمازيغي لدى البعض، بحيث أصبح همهم هو الانخراط في التميز عن قضايا العرب بغض النظر عن عدالتها أو إلحاحيتها، ولهذا نتج عن ذلك هذا الموقف الغريب الساكت عن إدانة العدوان على الشعب الفلسطيني بغزة، وبعده الإقدام على تأسيس جمعية للصداقة الأمازيغية الكردية، أما النقطة الثانية فهي الهواجس الانفصالية الشعبوية التي تثيرها هذه الخطوة الأخيرة، والتي جاءت جلية في بيان الهيئة التأسيسية للجمعية بحديثها الصريح عن «تنديدها بما يتعرض له الشعبان الكردي والأمازيغي» و «بالمحاولات الرامية للالتفاف على المطالب المشروعة للشعبين». ففيما يخص النقطة الأولى ذهب المؤلف إلى تأكيد التميز والرفض للطرح المتطرف لبعض القوميين العرب، وذلك بقوله: «إن كنتَ -موجهاً الخطاب لمحمد شفيق- تأخذ على القومية العربية، وعلى النعرات العروبية والدينية المحلية، ازدراءها للناس، وطغيانها، وظلمها، وبخسها أشياء الناس، فأنا آخذ عليها زيادة على ذلك استكبارها في الأرض وعتوها وإلحادها» (ص67)، مع العلم بأن التيار القومي العربي عرف تحولات كبيرة في العقود الأخيرة، إلا أن الخطاب الوارد في الكتاب اتجه لحل معضلة إرث تاريخي برز في الخمسينيات والستينيات، واستهدف على السواء التيارات الإسلامية أو دعاة إعادة الاعتبار للغات والثقافات المحلية. أما النقطة الثانية في خطاب ذلك الكتاب والتي نجد أن التطورات الحالية أخذت تحمل نذرها، فهي التوجس من الأفق الصراعي والعلماني للتعدد اللغوي بقوله «إما أن نتقاتل فيما بيننا، نحن المسلمين، وتزدوج، وتتثلث، وتتربع لغات ولهجات فذلك التمزيق المميت. تفضي الازدواجيات المتقاتلة إلى ازدواجية في الولاء، ويفضي ازدواج الولاء عاجلاً أو آجلاً إلى خصام كالذي نشاهده في بلجيكا وكندا حيث تتصارع لغتان وثقافتان، وحيث يطلب الفلامانيون البلجيك الانفصال الكلي عن الفرانكفونيين الوالون البلجيك، وحيث يحتكم الكنديون في كيبيك إلى صناديق الاستفتاء ليستقلوا استقلالاً كاملاً ونهائياً عن الدولة الكندية المزدوجة اللغة مبدئياً، الأنجلوفونية عملياً وسيادياً» (ص 135). فهل أخذت ملامح ذلك تتجلى؟ بغض النظر عن الجواب، فإن الحاجة لنقاش مغربي أمازيغي أصبح أكثر إلحاحاً مما مضى، لأن ذلك هو مدخل الحيلولة دون تطور هذه الملامح الأولية لتصبح واقعا معقدا في المستقبل.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 20 فيفري 2009)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.