الجمعة، 2 فبراير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2447 du 02.02.2007

 archives : www.tunisnews.net


 

 

المجلس الوطني للحريات بـتونس: الحكم بالسجن 5 سنوات على لاجئ بعد تسليمه من قبل السلطات البلغارية

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ

الرابطة التونسية للدفــاع عن حقــوق الإنسـان: بيان حول الاعتداءات المتكررة على حرية الصحافة في المغرب

النقابيون الراديكاليون: بــلاغ اعلامــي

في نطاق القضية المرفوعة ضد القاضي السيد طارق ابرأهم بوصفه رئيسا لجمعية القضاة التونسيين – تقرير إضافي

رويتر: مصادر قنصلية تنفي فرض تأشيرة على التونسيين لدخول ليبيا

يو بي أي :ليبيا تستثني التونسيين من قرار فرض تأشيرة الدخول

الشروق: مصادر قنصلية ليبية تنفي بشدة:لا تأشيرة للتونسيين القاصدين ليبيــــــا

وات: آفاق تعزيز العلاقات بين تونس والبرلمان الأوروبي

الخبر:  :الجزائر–كاتب الدولة المكلف بالأمن يلتقي بوسطيلة وتونسي وعددا من المسؤولين الأمنيين

سليم بوخذير: تاريخ الإسلام السياسي في تونس المُعاصرة : هل بدأ موسم الهجرة إلى.. إستعمال العنف ؟

فوزي بن مراد: السلاح…… في لعبة الدين والسياسة

آمـال مـوسى: الديك يبيض مرة أخرى

محمد العروسي الهاني :إحداث شهر جانفي 1952

 محمد الهاشمي الحامدي:دين المحبة والتسامح والوفاء

أبو أنيس:  » تلك فتنة طهر الله منها سيوفنا فلم لا نطهر منها ألسنتنا؟

 » عباس :سوء الأدب مع أم المؤمنين عائشة

صحيفة « الوسط التونسية » الالكترونية :أنزلوا بهم شديد العقاب حتى لا يأخذنا الله في تونس بشديد العذاب

! الأخبار : »منظمة التحرير » في تونس تدفع أول راتب منذ 9 أشهر

الوقت: كوادر منظمة التحرير في تونس.. جوع وتسوّل

صحيفة الحياة:استحداث هيئتين لمكافحة الفساد والرشوة … المغرب: إلزام كبار المسؤولين كشف ثرواتهم  

هيثم مناع :الإسلاموفوبيا وحقوق الإنسان

عبدالرحمن الحاج:في رحيل تركي علي الربيعو … الباحث والناقد الرصين لأصولية الفكر التقدمي العربي

زهير الخويلدي :في التنوير الأصيل: التقدم الاجتهادي بدل التقليد المذهبي

الحياة : »حزب الله » وإشكالية التوفيق … بين « ولاية الفقيه » والديموقراطية

القدس العربي :إسلاميو الأردن يعلنون المبادئ التي تحكم سياستهم تجاه إيران

الخبر:القرضاوي يضع تسعة شروط للتقريب بين طوائف الأمة الإسلامية

موقع إسلام أونلاين.نت:د. سليم العوا: اتفاق مع إيران لوأد فتنة السنة والشيعة


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


قناة الحوار التونسي

(الكلمة الحرة، قوام الوطن الحر)

 
برامج حصة يوم الأحد 4 فيفري 2007 تبث الحصة من الساعة السابعة إلى التاسعة مساء وتعاد يوم الأربعاء على نفس التوقيت. ** الأخبار: متابعة لآخر الأحداث الاجتماعية والسياسية وللتحركات النضالية الميدانية. ** أخبار واقع الحريات ** تغطية لأخر التطورات الاجتماعية ** برامج الحصة: تغطية للندوة التي حضرها مغلب القوي السياسية بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي حول الأحداث التي جددت في تونس خلال شهر جانفي. ** شهادة جديدة لام أيمن الدريدي حول معاناة ابنها وحول حادثة الاعتداء على المصحف بسجن برج الرومي الذي يديره عماد العجمي. ** ذكري حركة 5 فيفري المجيدة 1972 :تقديم الشهادة من قبل حبيب مرسيط. ** إلقاء الضوء على معاناة شعبة السينما بتونس: تغطية حية . ** متابعة إخبارية للفن: مسرحية رهائن ومحاورة مع مخرجها عز الدين قنون قناة الحوار التونسي باريس، في 2-2-2007


المجلس الوطني للحريات بـتونس تونس في 2 فيفري 2007 

الحكم بالسجن 5 سنوات على لاجئ بعد تسليمه من قبل السلطات البلغارية

 
 قضت المحكمة العسكرية الدائمة بباب سعدون يوم 31 جانفي 2007 بسجن محمود التونكتي 5 سنوات مع المراقبة الإدراية لـ5 سنوات بتهمة « وضع النفس في زمن السلم تحت تصرّف منظمة إرهابية » بعد اعتراضه على حكم صادر في 30 جوان 1995 قضى في حقه غيابيا بالسجن 10 سنوات. وكان محمود التونكتي (43 سنة) قد وقع تسليمه من قبل السلطات البلغارية في 30 أوت 2006 بناء على طلب من  الحكومة التونسية. وقد استقرّ السيد التونكتي ببلغاريا منذ سنة 1999 وحصل سنة 2001 على بطاقة لاجئ صالحة حتى 8 جانفي 2008 غير أنّه تعرض للاختطاف والاعتداء بالعنف الشديد من قبل أعوان رسميين بمدينة صوفيا يوم 28 أوت 2006 ثم وقع ترحيله على متن طائرة نحو تونس. وذلك دون أن تقدّم له وثيقة رسمية تشرح دوافع ومقتضى هذا الإجراء ومرتكزاته القانونية ولا تمكينه من وسائل الطعن فيه أوإنابة محام. واتهم التونكتي بالانتماء إلى تنظيم « الجبهة الإسلامية للإنقاذ » الذي وصفته النيابة العسكرية بأنّه جناح مسلّح لحركة النهضة التونسية. والمجلس الوطني للحريات: – يعتبر أنّ اعتقال السيد التونكتي ومحاكمته ليس لهما أيّ مبرّر قانوني لسقوط الحكم بمرور الزمن، فكان على المحكمة العسكرية أن تعلن هذا الحكم منحلاّ لتعلّقه بوقائع يعود تاريخها إلى أكثر من عشر سنوات والإذن بالإفراج عنه. – يعتبر أنّ الحكم على محمود التونكتي قد انبنى على معلومات خاطئة وغير موجودة بملف القضيّة أصلا ومنها ما ورد في مرافعة النيابة العسكرية بأنّ الجبهة الإسلامية هي جناح مسلّح لحركة النهضة. كما إنّ ورود اسم السيد التونكتي في أبحاث القضيّة لم ينبن على يقين بل على احتمال وهو بأن يكون هو المكنّى بـ »أبو محمود » كما جاء في الاستنطاقات ولكنّ ذلك وقع نفيه خلال المكافحة. -يحمّل السلطات البلغارية مسؤولية هذا الخرق الخطير لحق اللجوء  و يعتبر أنّ السلطات البلغارية لم تحترم التراتيب المعمول بها والمواثيق الدوّلية وخاصة منها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية جينيف حول اللاجئين. – يعتبر أنّ ما تعرض له السيد التونكتي هو نتيجة للتعاون القائم بين عديد الأجهزة الأمنية عبر العالم في إطار ما يسمى بالحرب على الإرهاب. – يطالب الحكومة التونسية بإخلاء سبيل السيد محمود التونكتي فورا ودون قيد أو شرط.   عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بلاغ

 
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السيد علي رمزي بالطيبي المعتقل حاليا بسجن بنزرت المدينة لقضاء عقاب بالسجن مدة أربع سنوات محكوم بها ضده من قبل محكمة الاستئناف بتونس وقعت مضايقته و الاعتداء عليه في شهر ديسمبر 2006 من قبل أعوان من فرقة أمن الدولة داخل السجن المذكور و أنهم واصلوا الضغط عليه لجبره على التجسس لفائدتهم على بعض الأشخاص الذين يعتبرونهم ناشطين في الوسط السلفي و لما رفض ذلك قدموا يوم الثلاثاء 9/01/2007 و حاولوا ممارسة التعذيب ضده بإقعاده عنوة فوق قارورة بعد تهشيم عنقها  و أنه ما زال يحمل آثار الجروح التي تسببوا له فيها. وقد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السيد علي رمزي بالطيبي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الخميس 18/01/2007 للاحتجاج على الظروف القاسية المسلطة عليه في سجن بنزرت المدينة و أن عائلته تقدمت بشكاية لوكالة الجمهورية ببنزرت طالبة إجراء بحث في الموضوع و إحالة الأشخاص الذين يثبت ارتكابهم  لأفعال التعذيب على العدالة لمقاضاتهم من أجل ذلك. 02/02/7200 رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@yahoo.fr


بسم الله الرحمان الرحيم

هل تخضع بنزرت للقضاء في تونس؟

 
بنزرتي غيور- بنزرت   اعتقل الشاب اليافع المثقف والمتصرف المالي باتصالات تونس السيد محمد بن محمد في قضية كانت فاتحة القضايا المعروفة بالقضايا السلفية و بعد طول الإيقاف أصدرت محكمة الاستئناف بتونس حكمها بعدم سماع الدعوى في حقه إلا أن المدعو مراد العبيدي عون أمن الدولة بمنطقة الأمن ببنزرت لم يرق له هذا الحكم فأخذ يشحذ أسلحته ليزج به من جديد في السجن. بدأت المضايقات بالاستدعاء المتكرر للشاب الصبور ثم بالاستفزاز المتمثل في سؤاله عن كيفية خروجه من القضية بهذه الطريقة و هل دفع أبوه رشوة كبيرة ليطلقوا سراحه؟ و لما يئس توعده بإعادته إلى السجن مهما كلفه الأمر.  و بالفعل تم اعتقاله يوم 20 جانفي الماضي ليبقى إلى اليوم بمقر إدارة أمن الدولة بتونس لا لشيء إلا لأن « سي مراد العبيدي » أراد أن ينظف ولاية بنزرت من أمثال السيد محمد بن محمد فهل تخضع بنزرت للقضاء في تونس أم تخضع لسلطة مراد العبيدي و أمثاله؟

 


الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســـان

تونس في 02 فيفـري 2007 بيان حول الاعتداءات المتكررة على حرية الصحافة في المغرب

 
سجلت الرابطة بكل انشغال تعدد الهجومات والضغوطات ضد الصحافيين وضد حرية الصحافة في المغرب في الأسابيع الأخيرة . فقد أصدرت المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء يوم 15 جانفي 2007 حكما يقضي بمنع صدور مجلة « نيشان » الأسبوعية الناطقة بالعربية لمدة شهرين كاملين ، وكذلك حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع الإسعاف بتأجيل التنفيذ ضد مدير الأسبوعية المذكورة ادريس كسيكس والصحافية سناء العجي بالإضافة إلى خطية مالية قدرها 80 ألف درهم مغربي ( ما يقارب 11000 دينار)، وذلك بالاعتماد على مقال صدر يوم9 ديسمبر 2007 بقلم الصحافية المذكورة حول » التعامل الهزلي للمغاربة مع قضايا الدين والجنس والسياسة « .وقد ذهبت النيابة العمومية إلى المطالبة بسجن المتهمين مدة تتراوح بين 3 و 5 سنوات نافذة والحكم بمنعهما نهائيا من ممارسة المهنة الصحفية .. و من جهة أخرى، أعلن السيد بوبكر الجامعي مدير « لي جورنال هبدومادير » انسحابه من إدارة الجريدة، واعتبر أن هذا القرار فرضته عليه الضغوطات المستمرة المسلطة عليه من طرف السلطة. وكان السيد الجامعي قد صدر في شأنه وزميله الصحافي فهد العراقي فى شهر ديسمبر الماضي حكم يقضي بتسليط خطية مالية قدرها 3 ملايين درهم ( وهو ما يعادل أكثر من 400 ألف دينار ). وإذ تذكر الرابطة أن الاعتداءات والمحاكمات والضغوطات ضد وسائل الإعلام المغربية المستقلة تعددت طوال سنة 2006 ،فهي تعبر عن تعاطفها وتضامنها مع ضحايا هذه الانتهاكات الصارخة لحرية الرأي والتعبير والتي تمثل اعتداء على حق المواطنين في إعلام حر. وتقف الرابطة إلى جانب كل المناضلين المغاربة ومنظماتهم الحقوقية والمهنية لمطالبة السلطة المغربية بالكف عن مطاردة الصحافيين الأحرار ومصادرة الصحف واحترام الحريات التي نصت عليها المعاهدات الدولية المتعلقة بحرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة. عن الهيئــة المديــرة الرئيـــس المختــار الطريفـــي


النقابيون الراديكاليون

 بـــــلاغ اعلامــــي  تونس في 30/01/2007

يتابع النقابيون الراديكاليون ببالغ الاهنمام التحركات النضالية التي يخوضها طلبة صفاقس للمطالبة بايقاف مسلسل المحاكمات و للتعبير عن تضامنهم مع زميلهما حسين بن عون و الشادلي الكريمي و يسجلوا ارتياحهم للأداء البطولي للرفاق في الجهة بالرغم من تواصل الاستفزازات البوليسية بمضايقة المناضلين و تشديد الرقابة على كل تحركاتهم و ايقاف الرفيق نجيب الدزيري و غيرها من المحاولات اليائسة لارهاب الطلبة و ثنيهم عن التعبير عن احتجاجاتهم. وعليه,             1-ان النقابيين الراديكاليين اذ يجددون موقفهم الرافض لاعتماد المحاكم والسجون وسيلة للتخاطب مع الحركة الطلابية و مع اطرافها المناضلة و يعبرون عن التزامهم بالحوار لتسوية كل القضايا الخلافية وفقا للقانون و احترام استقلالية القرار الطلابي و الاعتراف بحقهم في النشاط و التعبير فانهم في ذات الوقت يعربون على استعدادهم لتطوير أشكال النضال و تعميمها للرد على سياسة الهروب الى الامام التي تتوخاها السلطة في التعامل مع القضايا الطلابية.. 2-كما يعلنون استعدادهم للخروج الى الشوارع كخطوة ثانية في تحركهم المشروع دفاعا على حرية العمل النقابي و السياسي  والانتقال بالتحرك لتعميمه على جهة الجنوب 3-رفضهم المطلق التسليم بقرارات ظالمة يتخذها بعض المسؤولين « الشواذ » للاحساس بقوتهم و اشباع غرائز الانتقام عندهم ,و استعدادهم للمواجهة وتقديم التضحيات اللازمة لاجبار السلطة على تعديل أسلوبها و منطقها في التعامل مع قضايا الطلبة و مشاغلهم و مطالبهم المشروعة في الدراسة في ظروف لائقة و في النجاح و الشغل بعيدا عن ظواهر الفساد المستفحلة و الرشوة و المحسوبية التي تراهن السلطة على  تكريسها باستعمال القمع و توريط القضاء كما يهيب النقابيون الراديكاليون بمختلف القوى الديمقراطية المناضلة لتحمل مسؤولياتها في معركة تعني الجميع و يجددون شكرهم الجزيل للأساتذة المحامين بجهة صفاقس على وقفتهم المشرفة الى جانب الحركة الطلابية وهي تستهدف لمثل هذه الهجمة. النقابيون الراديكاليون دائرة الاعلام


في نطاق القضية المرفوعة ضد القاضي السيد طارق ابرأهم بوصفه رئيسا لجمعية القضاة التونسيين

تقرير إضافي

 
تقدم الأستاذان فوزي بن مراد وعبدالرزاق الكيلاني في نطاق القضية المرفوعة ضد القاضي السيد طارق ابرأهم بوصفه رئيسا لجمعية القضاة التونسيين من اجل الحكم ببطـلان انعقـاد الجلسـة العامـة الخارقـة للعـادة الملتئمـة في31 جويلية 2006 وبإبطال القرار الصادر عنها بتنقيح الفصل 13 من القانون الأساسي لجمعية القضاة التونسيين.كالتصريح ببطلان المؤتمر المنعقد في 03-12-2006 و جميع الاثارالمترتبة عليه بتقرير إضافي في الجلسة المنعقدة يوم 27 -01 -2007 هذا نصه جنـــــاب الســادة رئيـــس وعضـــوي الدائـــرة المدنيــة لدى المحكمة الابتدائية بتونس دامت عدالتهم المعــروض علــى أنظـــاركم الكــريمة مــا يلــــي حيث على اثر عقد مؤتمر يوم 03-12 -2006 اعلن القاضي السيد طارق ابراهم رئيسا لجمعية القضاة التونسيين طبق البلاغ المنشورفي الصحافة المحلية يوم 05-12-2006 وانه نظرا  لسبق رفع الدعوى فى ابطال الدعوى للمؤتمر المذكور و ابطال الجلسة العامة المنعقدة في 31-07- 2006 والقرار الصادر عنها بتنقيح القانون الأساسي للجمعية فان الامر اصبح يقتضي إدخال القاضي السيد طارق ابراهم في قضية الحال بعد اعلانه رئيسا لجمعية القضاة التونسيين موضوع الدعــوى أولا : من حيث صفة القائمات بالدعوى : حيث أن المنوبات السيدات كلثوم كنو و روضة القرافي و وسيلة الكعبي يؤكدن للجناب بصفة أولية وجوهرية على أن قيامهن بهذه الدعوى بصفتهن منخرطات في الجمعية لا يعني تخليا منهن على صفتهن كأعضاء المكتب التنفيذي الشرعي لجمعية القضاة التونسيين المنبثق عن المؤتمر العاشر المنعقد في 12 ديسمبر 2004 لأن من كان له حق القيام بدعويين مبنيتين على سبب واحد فقام بواحدة فذلك لا يعني تخليه عن الأخرى طبق الفصل 523 من مجلة الالتزامات ثانيا : من حيث الموضوع : حيث تنص أحكام الفصل 6 من القانون المنظم للجمعيات عدد 154 لسنة 1959 المؤرخ في 7/11/1959 كما نقح بالقانون الأساسي عدد 90 لسنة 1988 المؤرخ في 2/8/1988 انه « يخضع كل تنقيح للنظام الاساسي للجمعية خلال مدة نشاطها إلى نفس الشروط و للصيغ المقررة لتكوينها و الواردة بالفصول 3و4و5 من هذا القانون » و حيث و بمراجعة أحكام الفصول 3و4و5 المشار إليها بالفصل6 المذكور أعلاه يتضح أن أية جمعية كجمعية القضاة التونسيين لا يمكن أن تتولى تنقيح قانونها الاساسي إلا باحترام الإجراءات الجوهرية التالية : أ ـ إيداع مشروع التنقيح بمقر الولاية أو المعتمدية حيث مقرها الاصلي . ب ـ انتظار انقضاء اجل الثلاثة أشهر من تاريخ الإيداع المذكور أعلاه ضرورة أن المشرع خول لوزير الداخلية خلال الاجل المذكور حق رفض التنقيح بمقتضى قرار معلل قابل للطعن أمام المحكمة الإدارية . ج ـ اثر انقضاء اجل الثلاثة أشهر يقع إدراج مضمون التنقيح بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية. وحيث وبناء على ما وقع بيانه يتضح أن أي تنقيح لا يدخل حيز التنفيذ إلا بعد انقضاء اجل الثلاثة أشهر واثر نشره بالرائد الرسمي. وحيث و بالرجوع إلى البلاغ الممضى من طرف الخصم القــاضي خالد عباس و المؤرخ في 18 أكتوبر 2006 والداعي إلى المؤتمر المزمع عقده يوم 3/12/2006 يتضح انه تم العمل بالتنقيح المتعلق بالقانون الاساسي للجمعية قبل انقضاء مدة الثلاثة أشهر الواردة بأحكام الفصول 3و4و5و6 من قانون الجمعيات ضرورة إن التنقيح قد تم بتاريخ 31/7/2006 ولا يمكن والحالة تلك إن تكون الدعوة إلى المؤتمر إلا بتاريخ لاحق ليوم 31أكتوبر2006 . و بالإضافة إلى ذلك فقد تبين إن التحوير المذكور لم ينشر بالرائد الرسمي طبق ما يقتضيه الفصلان 7 و 5 من القانون الاساسي لجمعية القضاة التونسيين . وحيث إن الوقوف على الخروقات الجوهرية لأحكام الفصول 3-4-5-6 قانون الجمعيات و الفصلين 7-5 من قانون الجمعية يحسم في اعتبار التنقيح تنقيحا مزعومــا و في حكم العدم إلا أنه و زيادة على ذلك فإن الإجراءات التي تم إتباعها لإقرار التنقيح المزعوم قد كانت مشوبة بإخلالات جسيمة طبق ما سيتم بيانه : لقد بلغ إلى علم المنوبات عبر الصحافة المحلية ومن خلال بعض البلاغات التي لم تعلق بالمحاكم بل وزعت بشكل محدود ومتخف ببعض المحاكم دون الأخرى، أن جلسةعامةانعقدت في31 جويلية 2006 عرض خلالها مشروع لتنقيح الفصل 13 من القانون الأساسي للجمعية، وأنه تمت المصادقة بالإجماع على تبني مشروع التنقيح الذي ألغى تمثيل قضاة داخل الجمهورية بالمكتب التنفيذي ليعود إلى تركيبته السابقة بسبعة أعضاء فقط من قضاة محكمة التعقيب ومجلس الدولة والمحكمة العقارية المباشرين بتونس العاصمة ودوائر محكمة استئناف تونس ونابل وبنزرت عوضا عن تسعة أعضاء اثنان منهم من قضاة محاكم داخل الجمهورية مثلما أقر ذلك بالتنقيح الأخير للفصل 13 في نوفمبر 2003 طبق نص الفصل المنقح المضمن بالقانون الأساسي المرافق لهذا الذي ينص على أن المكتب التنفيذي يتركب من تسعة أعضاء: أ- سبعة أعضاء من قضاة محكمة التعقيب ومجلس الدولة والمحكمة العقارية ودوائر محاكم استئناف تونس ونابل وبنزرت. ب- عضوان من قضاة بقية محاكم الجمهورية إن الجلسة العامة المنعقدة في 31 جويلية 2006 التي أقر خلالها التنقيح قد كانت جلسة باطلة مما يبطل القرار المتمخض عنها للأسباب التالية : 1/ حيث استندت في انعقادها إلى جلسة عامة خارقة للعادة أولى التأمت بتاريـخ 15 جويلية 2006 لم يحترم فيها أجل الخمسة عشر يوما للدعوة للانعقاد طبق ما يقتضيه الفصل 21 من القانون الأساسي للجمعية : إذ أن المدة الفاصلة بين الدعوة التي صدرت في 02 جويلية 2006 وتاريخ انعقاد الجلسة في 15 جويلية 2006 هي ثلاثة عشر يوما فقط. 2/ وحيث أن اللائحة الصادرة عن « المجلس الوطني » المنعقد في 02 جويلية 2006 تضمنت الدعوة إلى جلسة عامة خارقة للعادة دون تحديد جدول أعمالها مثلما يفرضه ذلك الفصل 28 من قانون الجمعية كما أنه لم يقع ضبـط ذلك الـجدول لاحقـا وقبل انعقـاد الجلسة العامـة في 15 جويلية 2006، أي أن القضاة المدعوين لتلك الجلسة كانوا غير عالمين بموضوعها وغني عن البيان أن اشتراط الفصل 28 إدراج مشروع كل تنقيح قانون أساسي في جدول أعمال الجلسة العامة التي ستنظر فيها، إنما القصد منه أن يكون المشاركون في الجلسة على بينة من موضوع التنقيح استعدادا لمناقشته جديا ضرورة أن أي مشروع تنقيح يمكن أن يؤول إلى المس بمسائل هامة وخطيرة تتعلق بتسيير الجمعية واستقلال هياكلها. 3/ وحيث أن الدعـوة للجلسـة العامة الثانيـة التي انعقدت في 31 جويلية 2006 لعدم توفر النصاب القانوني (ثلثا أعضاء الجمعية) بالجلسة العامة الأولى (15 جويلية 2006) لم تصدر عن مجلس وطني كما يوجب ذلك الفصل 28. إذ أن ما حصل هو أنه لم تقع دعوة المجلس الوطني للانعقاد بعد عدم توفر النصاب القانوني في جلسة 15/07/2006 كي يتولى المجلس الدعوة لجلسة عامة ثانية و ما يؤكد ذلك هو عدم صدور أي بلاغ في الدعوة لانعقاد مجلس وطني وعدم صدور أي بلاغ عن مجلس وطني دعا لجلسة عامة ثانية، إذ لم توزع بلاغات بالمحاكم في هذا الشأن كما لم تنشر بالصحافة المحلية طبق ما يقتضيه قانون الجمعية. وحيث يتضح جليا أن الجلسة العامة التي لم يتوفر فيها النصاب القانوني تكون هي التي دعت مباشرة للجلسة العامة الثانية في مخالفة بينة لمقتضيات الفصل 28 الأمر الذي يجعل من إجراء الدعوة للجلسة العامة المنعقدة في 31 جويلية 2006 إجراءا باطلا من أساسه لصدوره من جهة غير مخولة قانونا لدعوتها للانعقاد. 4/ وحيث أن التصويت على مشروع التنقيح لم يتم بطريقة الاقتراع السري طبق مقتضى الفصل 25 من القانون الأساسي للجمعية بل كان علنيا برفع الأيدي، ومن المعلوم أن طريقة الاقتراع السري تستوجب مجموعة من العمليات المتعارف عليها ومنها انتخاب لجنة فرز من قبل الحاضرين بالجلسة العامة وإعداد الظروف المادية لهذه العملية من أوراق للتصويت وصندوق وخلوة ثم فرز الأصوات بآخر عملية الاقتراع والإعلان عن نتيجته وتضمينها بمحضر جلسة وحيث يتضح مما تم بسطه أن الجلسة العامة الملتئمة في 31 جويلية 2006 قد استندت على جملة من الإجراءات المشوبة بالبطلان فهي بذلك باطلة لأن ما تأسس على باطل فهو باطل. حيث إن التنقيح قد تم في ظروف مريبة مع نية واضحة في تغييب القضاة المعنيين بالتنقيح وهم قضاة داخل الجمهورية عن الحضور بالجلسة العامة أو حتى العلم بموضوع التنقيح، إذ كيف يتم التداول في شأن تنقيح فصل هام بمثل أهمية الفصل 13 من قانون جمعية القضاة التونسيين في بنده المتعلق بتمثيلية قضاة الداخل في أعلى وأهم هيكل من هياكل الجمعية وهو المكتب التنفيذي في آخر يوم من السنة القضائية (الجلسة العامة الأولى يوم السبت 15 جويلية 2006 مساءا) وهو تاريخ حال دون حضور أغلب القضاة وخاصة منهم قضاة الداخل المرتبطين بالعمل بمحاكمهم في ذلك اليوم ثم كيف تعقد جلسة ثانية خلال العطلة القضائية بعد أن يكون جل القضاة قد غادروا المحاكم للتمتع برخصهم السنوية. وحيث إن هذه السرعة القياسية في الانتهاء من موضوع التنقيح مع العمل على تغييب القواعد لا يخدمان مصالح الجمعية إذ أن الإقدام على هذا تنقيح بمثل هذه السرعة وبحجم الإخلالات التي ارتكبت ينمان عن استخفاف بميثاق الجمعية وبتمثيلية القضاة. وحيث أن قيام المنوبات بقضية الحال يندرج في إطار الدفاع عن مكسب عمل القائمون على إدارة الجمعية حاليا -لأسباب يعلمها الجميع- على هدره. وحيث أن تمثيل قضاة الداخل في المكتب التنفيذي للجمعية هو مكسب كان موضوع مطالبة قاعدية لسنين وضمن تكرارا بلوائح مؤتمرات الجمعية باعتباره يمثل مطمحا من مطامح القضاة في ترسيخ أعمق للممارسة الديمقراطية داخل الجمعية وتحقيقا لإشعاعها على مستوى المحاكم الداخلية التي تضم أكثر من نصف عدد القضاة. وحيث أن التراجع عن هذا المكسب الذي ناضلت أجيال القضاة من أجل تحقيقه إنما يتنزل في إطار إتمام عملية تصفية العناصر المستقلة من ناشطي الجمعية ومسؤوليها بعد تفكيك هياكلها الشرعية على إثر حركة نقل أوت 2005 وذلك بإبعادهم عن دوائر محاكم تونس ونابل وبنزرت وتأييد بقائهم خارج تلك الدوائر للحيلولة دون ترشحهم مستقبلا لعضوية المكتب التنفيذي. وحيث أن القائمين حاليا على إدارة ما تبقى من شؤون الجمعية عقدوا يوم 03 ديسمبر 2006 مؤتمرا تأسس على دعوة باطلة اعتمدت تنقيحا مزعوما و في حكم المعدوم سبقتها مجموعة من الإجراءات المعيبة أقرت صيغة للفصل 13 ألغي بموجبها تمثيل قضاة الداخل في المكتب التنفيذي وهي صيغة تمت المصادقة عليها بجلسة عامة باطلة مثلما تم شرحه مطولا آنفا. لذا ولكل هذه الأسباب وعملا بمقتضيات الفصول 3- 4 -5 -6 من قانون الجمعيات والفصلين 7- و5 من القانون الأساسي للجمعيـة فالملتمس من الجناب الحكم ببطـلان انعقـاد الجلسـة العامـة الخارقـة للعـادة الملتئمـة في31 جويلية 2006 وبإبطال القرار الصادر عنها بتنقيح الفصل 13 من القانون الأساسي للجمعية.كالتصريح ببطلان المؤتمر المنعقد في 03-12-2006 و جميع الاثارالمترتبة عليه وللجناب سديد النظر.  

ليبيا تستثني التونسيين من قرار فرض تأشيرة الدخول

 
تونس / 2 فبراير-شباط / يو بي أي: قالت مصادر ديبلوماسية ليبية مقيمة بتونس أن قرار فرض تأشيرة الدخول اٍلى التّراب الليبي الذي سبق لوزير الأمن العام الليبي قد أعلن عنه قبل ثلاثة أيام « لن يشمل التونسيين ». ونقلت صحيفة الشروق التونسية اليوم الجمعة عن مصادر مسؤولة من قنصلية ليبيا بتونس لم تذكرها بالاٍسم قولها « لن يخضع دخول التونسيين اٍلى الجماهيرية اللّيبية لقرار التّأشيرة ». ولم يتسن التّأكد من ذلك،حيث رفض مسؤولو القنصلية الليبية بتونس الذين اٍتّصلت بهم يونايتدبرس أنترناشيونال التّعليق بنفي أو تأكيد ما أوردته الصحيفة التونسية. وكان وزير الأمن العام الليبي صالح رجب قد أعلن قبل ثلاثة أيام في تونس أن بلاده قرّرت فرض تأشيرة الدخول على جميع المواطنين العرب الراغبين في زيارتها،في خطوة تهدف إلى مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة. وقال في تصريحات أدلى بها على هامش الدّورة الرابعة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب « إن هذا الاٍجراء الجديد يشمل جميع العرب بدون اٍستثناء »،مّا أثار لغطا في حينه،حيث سارع وزير الخارجية الليبي عبد الرحمان شلقم اٍلى نفي اٍتّخاذ بلاده مثل هذا القرار. ولكنه أشار بالمقابل اٍلى أن بلاده « بصدد التّفكير في اٍتّخاذ مثل هذا القرار »،وذلك بهدف تنظيم دخول الأجانب اٍلى ليبيا،ومحاصرة الجريمة، والتّصدي للمهاجرين غير الشرعيين الذين يتّخذون الآراضي الليبية كنقطة عبور للتّسلل خلسة باٍتجاه الضّفة الشمالية للمتوسط. وكان مراقبون قد لاحظوا في وقت سابق أن الاجراء الليبي الجديد يتناقض مع الاٍتّفاقيات الموقّعة ضمن اٍطار اٍتّحاد المغرب العربي التي تنص علي حرية حركة وتنقل الأفراد بين الدول المغاربية الأعضاء (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا). يشار الى أن هذا القرار الليبي الذي مازال يثير حوله الجدل،جاء متزامنا مع الإجراءات التي إتّخذتها ليبيا في وقت سابق لترحيل العمالة الأجنبية والتي حددت موعدا نهائيا لها نهاية شهر فبراير/شباط المقبل.

مصادر قنصلية تنفي فرض تأشيرة على التونسيين لدخول ليبيا

 
تونس (رويترز) – قالت مصادر قنصلية ليبية يوم الجمعة إن دخول التونسيين الى الجماهيرية الليبية لن يخضع لطلب التأشيرة بعد أيام قليلة من اعلان وزير الامن العام الليبي صالح رجب ان بلاده ستفرض تأشيرة على كل الرعايا العرب. ونقلت صحيفة الشروق التونسية الناطقة بالعربية عن مصادر بالقنصلية الليبية بتونس لم تحددها انه  » لن يخضع دخول التونسيين الى الجماهيرية الليبية لطلب التأشيرة ». ورفضت مصادر في القنصلية الليبية التعليق على ما نشرته الصحيفة. وكان وزير الامن العام الليبي العميد صالح رجب قال يوم الاربعاء في تونس ان بلاده ستفرض التأشيرة على كل الرعايا العرب ودافع عن هذا القرار معتبرا أنه  » اجراء سيادي » يهدف للحيلولة دون حصول الفوضى والجريمة المنظمة. وأثار قرار فرض التاشيرة لدخول ليبيا وهي احد أبرز شركاء تونس جدلا واسعا في تونس نظرا للتدفق الكبير للتونسيين على ليبيا ولانه يأتي أيام بعد اتفاق الحكومتين على تدوال عملتيهما في البلدين. وتجاوزت المبالادت التجارية بين تونس وليبيا 1.5 مليار دولار. والبلدان من اعضاء اتحاد المغرب العربي الذي يضم المغرب والجزائر وموريتانيا . (المصدر: موقع « سويس إنفو » (سويسرا) بتاريخ 2 فيفري 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

مصادر قنصلية ليبية تنفي بشدة:

لا تأشيرة للتونسيين القاصدين ليبيــــــا

 
* تونس ـ الشروق: «لن يخضع دخول التونسيين الى الجماهيرية الليبية لطلب التأشيرة». هذا ما أكدته يوم أمس مصادر مسؤولة من قنصلية ليبيا بتونس ردا على الأخبار التي ترددت في بعض وسائل الاعلام حول فرض السلطات الليبية مستقبلا ضرورة حصول مواطني بلدان المغرب العربي ومصر للتأشيرة بالنسبة الى الراغبين في الدخول الى الأراضي الليبية. مصادر القنصلية نفت الأمر بشدة مؤكدة أن كل التونسيين يدخلون الأراضي الليبية بصفة عادية جدا وأن أمر المطالبة بتأشيرة الدخول لا يهمهم. وكان وزير الخارجية الليبي قد صرح لاحدى القنوات التلفزية ليلة أمس الأول أن ليبيا تفكر في فرض تأشيرة الدخول الى أراضيها وذلك لأسباب عديدة منها حماية ليبيا من الجريمة المنظمة ومن المخدرات وتنظيم اليد العاملة المتواجدة في ليبيا وتسوية وضعيتها المهنية وحمايتها وتمتيعها بكل ما يقره قانون العمل والتغطية الاجتماعية. ويعيش في ليبيا الآن مئات الآلاف من العمال والمهاجرين القادمين من مختلف الأقطار كما تعرف ليبيا منذ سنوات تدفق الكثير من أفراد الجالية الافريقية حيث تتولى ليبيا تقديم دعما كبيرا للأقطار الافريقية وللاتحاد الافريقي وكانت دائما الأراضي الليبية مفتوحة لكل العمال والجاليات العربية بدون فرض تأشيرات الدخول وهو الأمر الذي تفرضه بلدان الخليج مثلا التي لا يمكن لليد العاملة العربية الدخول إليها إلا بعد الحصول على تأشيرة الدخول. * تونس ـ ليبيا وتعد العلاقات التونسية الليبية نموذجية على الصعيد العربي وعلى صعيد جنوب جنوب حيث تعرف بوابات الحدود البرية بين البلدين تدفقا كبيرا وعلى امتداد ساعات اليوم بين مواطني البلدين الذين تربطهم علاقات مصاهرة وقرابة. وفي سنة 2006 بلغ حجم المبادلات التجارية بين تونس وليبيا ألف و900 مليون دينار مقابل ألف و350 مليون دينار في سنة 2005 وهو رقم يجعل من التبادل التجاري بين البلدين نموذجا يحتذى به وتعد ليبيا الشريك الاقتصادي الأول لتونس بعد الاتحاد الأوروبي. وتقول مصادرنا إن ليبيا وتونس تتوجهان بسرعة نحو شراكة كاملة واقتحام الأسواق الافريقية خاصة بعد اعتماد مبدأ المعاملة الوطنية للسلع القادمة من البلدين والغاء كل الرسوم القمرقية الموظفة عليها… دخول التونسيين الى ليبيا سيكون بشكل عادي ولن يطلب من أي تونسي تأشيرة دخول هذا ما تأكد الآن رغم أن خبر فرض ليبيا لتأشيرة دخول بالنسبة الى مواطني بلدان المغرب العربي ومصر قد شغل طيلة يوم أمس فئات وشرائح كثيرة من التونسيين خاصة الذين يتوافدون على ليبيا بشكل متواصل ومستمر سواء للتجارة أو للعمل. كما يتوافد على تونس يوميا آلاف الليبيين لأغراض مختلفة بشكل عادي. * سفيان الأسود (المصدر: صحيفة الشروق (يومية – تونس) الصادرة يوم 2 فيفري 2007)

آفاق تعزيز العلاقات بين تونس والبرلمان الأوروبي

 
 
بروكسال 2 فيفري 2007 (وات) في اطار زيارة العمل التي يؤديها الى بروكسال تحادث السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخارجية يوم الخميس مع ابرز النواب الأوروبيين اعضاء المكتب المؤقت لمجموعة الصداقة « البرلمان الاوروبي تونس  » التي يراسها السيد تيارى كورنيلي. وكانت افاق تعزيز العلاقات بين تونس والبرلمان الاوروبي محور هذه المحادثة. وقدم وزير الشؤون الخارجية بالمناسبة عرضا حول المسيرة التنموية الشاملة في تونس بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي والانجازات التي حققتها البلاد في مختلف المجالات. وثمن النواب الاوروبيون في هذا الاطار التقدم الذى سجلته تونس مجددين التزامهم بالتعاون في اطار مجموعة الصداقة تونس والبرلمان الاوروبي. كما اكدوا من جديد استعدادهم لمواصلة الجهود من اجل الاسهام في دعم التفاهم المتبادل وتعزيز صورة تونس في البرلمان الاوروبي. وذكر السيد عبد الوهاب عبد الله ان الشراكة مع الاتحاد الاوروبي تمثل بالنسبة لتونس العهد الجديد خيارا اراديا يقوم على الاحترام المتبادل والتشاور والحوار لما فيه مصلحة الشريكين. (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (رسمية – تونس) بتاريخ 2 فيفري 2007)

تعيين مدير عام جديد للإعلام بوزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين

 
جاء في بلاغ صادر عن وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين انه تقرر تعيين السيد محمد الميساوي مديرا عاما للإعلام بالوزارة. (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي – تونس) بتاريخ 2 فيفري 2007)

تعيينات جديدة على رأس الخطوط التونسية وديوان الطيران المدني والمطارات… وفي وزارة التجارة والصناعات التقليدية

 
تونس (وات) – تعلم وزارة النقل في بلاغ أصدرته أمس الخميس أنه قد تم تعيين السيدين: – نبيل الشتاوي رئيسا مديرا عاما لشركة الخطوط التونسية. – محمد الشريف رئيسا مديرا عاما لديوان الطيران المدني والمطارات. ..وفي وزارة التجارة والصناعات التقليدية وتعلم وزارة التجارة والصناعات التقليدية أنه تم تعيين السيد يوسف ناجي رئيسا مديرا عاما لمركز النهوض بالصادرات. ويذكر أن السيد يوسف ناجي الرئيس المدير العام السابق للخطوط التونسية سيخلف السيد فريد التونسي الذي عين مديرا تنفيذيا للوحدة الفنية للاتفاقية العربية المتوسطية للتبادل الحر ومقرها العاصمة الأردنية عمان. (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 2 فيفري 2007)

لا شغور
 
بتعيين السيد منصر الرويسي رئيسا للهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات بدا للبعض ان شغورا حصل في مجلس المستشارين باعتبار ان السيد الرويسي عضو في المجلس غير انه اتضح أن لا وجود للشغور، ذلك ان الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات ليست هيكلا حكوميا وبالتالي فإن رئاستها لا تعني الجمع بين منصبين. نفايات التجهيزات الالكترونية تنكب الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات منذ مدة على اعداد النصوص القانونية المتعلقة بمنظومات التصرف في نفايات التجهيزات الالكترونية والعجلات المطاطية والبطريات والمراكم المستعملة، وينتظر الانتهاء من اعداد هذه النصوص خلال الفترة القريبـــة القادمــــــة ليفسح المجال لارساء منظومة تهتم بهذا المجال الذي بدات النفايات الخاصة به تتكاثر مع التوجــــه العام الذي شهدته البلاد بخصوص الاقبال المتزايد على المعدات الالكترونية التي تعتبر حديثة الاستعمال. برنامج لصيانة المقابر تم خلال شهر مارس الفارط تنظيم استشارة مع البلديات والسلط المسؤولة قصد انجاز برنامج لصيانة المقابر وذلك عن طريق المناولة، ويشار الى ان هذه الاستشارة قد افضت الى انجاز كراس شروط في المجال ينتظر ان يدخل حيز التنفيذ خلال السنة الجاريـــــة وسيتم بمقتضاه تمكين بعض الشركات الخاصة يتعهد بعض المقابر وتهيئتها في اطار خطة ترمــي الى تنظيم هذه المقابر واعدادها بشكل افضـل بعدما غلب على البعض منها التآكل والانهيار. (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 2 فيفري 2007)

كاتب الدولة المكلف بالأمن يلتقي بوسطيلة وتونسي وعددا من المسؤولين الأمنيين

ألمانيا تهتم بتطور تحركات  »تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي »

 
عاطف قدادرة أفاد مصدر يتابع ملف التعاون الأمني بين الجزائر وألمانيا، أن كاتب الدولة الألماني المكلف بالأمن، أوغوست هانينغ، قد أجرى مباحثات معمقة مع القائد العام للدرك الوطني، اللواء أحمد بوسطيلة، وذلك بعد ظهر أمس· ويرافق المسؤول الألماني وفد رفيع المستوى، يعكس حجم وتنوع الملفات الأمنية التي برمجت في أجندة أوغوست هانينغ، والتي تتعلق أولا بتبادل المعلومات عن الإرهاب والتنسيق الأمني، والتعاون القضائي ومسائل تكوين الضباط في الجيش الوطني الشعبي· ونقل مصدرنا عن كاتب الدولة الألماني  »ارتياحه للمباحثات التي جرت لحد الساعة مع العقيد علي تونسي واللواء أحمد بوسطيلة قبل توسعها »· وفور وصول كاتب الدولة الألماني المكلف بالأمن إلى الجزائر، مساء السبت الفارط، خص بلقاء من العقيد علي تونسي، المدير العام للأمن الوطني· وذكرت المصادر أن الوفد الألماني أظهر، خلال مشاوراته، انشغالا بتطورات العمل المسلح في منطقة المغرب العربي، وأهمهما التحركات الأخيرة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، وإعلانها تغيير اسمها بـ »إذن » من أسامة بن لادن إلى  »تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي »· وتقرأ زيارة أوغوست هانينغ من زاوية الاهتمام الألماني بـ »الأجندة » الجديدة للتنظيم الإرهابي، والتي تتمثل في ضرب المصالح الغربية في الجزائر والمنطقة المغاربية ومنطقة جنوب الصحراء· وقد بحث كاتب الدولة الألماني لشؤون الأمن، أوغوست هانينغ، مع كبار المسؤولين الأمنيين بالجزائر، مسائل أخرى تتعلق بتبادل المعلومات في ميدان محاربة الإرهاب، وفرص تمنحها ألمانيا لضباط سامين في الجيش للتكوين· وتجري أجهزة أمن البلدين تنسيقا منذ سنوات طويلة، ازداد كثافة بعد حادثة اختطاف 32 سائحا أوروبيا، أغلبهم ألمان، على أيدي عبد الرزاق البارا  »المحتجز حاليا لدى السلطات بعد أن سلمته ليبيا للجزائر » و14 من رفاقه· والشائع أن الحكومة الألمانية دفعت 5 ملايين يورو للبارا مقابل إطلاق سراحهم· وأصدرت النيابة الفدرالية الألمانية مذكرة دولية بالقبض عليه، كما روجت لمساع قصد ترحيله لمحاكمته بعد أن تسلمته الجزائر في أكتوبر ,2004 وهي المساعي التي قوبلت بالرفض من طرف السلطات الجزائرية· وحدث فقط، حسب مصادر، أن قضاة ألمان تنقلوا إلى الجزائر لاستجواب البارا في إطار  »إنابة قضائية » مضبوطة في اتفاقيات قضائية· وروج مصدر رسمي جزائري، بالنسبة للزيارة، أن المحادثات مع المسؤولين الجزائريين تتمحور حول مكافحة الإرهاب الدولي ومسائل الأمن ذات الصلة، والتعاون القضائي والأمني، ومسائل تبادل المعلومات والتجارب في إطار توصيات مجلس الأمن الدولي حول مكافحة الإرهاب الدولي والعلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي الذي تشرف ألمانيا على رئاسته الدورية منذ الفاتح جانفي الجاري، وتمتد لغاية النصف الأول من السنة الجارية· وتناقش الطرفان حول ملف الحدود وأمن المطارات والمساعدة في مجال مكافحة تزوير الوثائق ومكافحة تبييض الأموال وتبادل المعلومات، قصد استباق التهديد الإرهابي والوقاية منه، مثلما أوضح المصدر ذاته· وسبق لألمانيا أن أعلنت نيتها في مساعدة الجزائر على توسيع العمل بنظام  »البيومتري » على جوازات السفر وبعض الوثائق  »لتكثيف الرقابة على حركة الأشخاص »، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول التهديد الإرهابي وتطوراته في أوروبا· (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 29 جانفي 2007) الرابط: http://www.elkhabar.com/quotidien/lire.php?ida=57970&idc=30


 

تاريخ الإسلام السياسي في تونس المُعاصرة :

هل بدأ موسم الهجرة إلى.. إستعمال العنف ؟

 
بقلم : سليم بوخذير (*) إذا صدقت الروايات في تونس – و التي مازالت تُحظى بتشكيك البعض- حول موضوع الإشتباكات المسلّحة التي عاشتها الضواحي الجنوبية للعاصمة التونسية بين قوات الأمن و مسلحين خلال الأسبوع الأخير من العام المنقضي ، من أنّ الذين واجهتهم قوات الأمن كانوا « سلفيين جهاديين » تونسيّين ، وليسوا عصابة مخدّرات و تهريب سلاح كما جاء في الرواية الأولى التي كانت أعلنتها المصادر الرسمية التونسية للصحف شبه الحكومية . فإنّ ذلك يُعدّ إنباء خطيرا بظهور شكل جديد تماما عن الحياة السياسية في البلد من أشكال الإسلام السياسي ، هو إسلام سياسي يُمارس العنف .. و هو أمر لم تألفه من قبل الظاهرة الإسلامية في تونس بتاتا سواء مع أهمّ حركات الإسلام السياسي في تونس (« النهضة ») أو مع غيرها من الحركات ، كما لم يألفه المجتمع التونسي ككلّ في أيّ مرحلة من تاريخه المُعاصر، ممّا يُؤشّر بجديّة على تطوّر لافت بل و مُفزع للبعض من دارسي تاريخ ظاهرة الإسلام السياسي في تونس . لنُوضّح أوّلا أنّ بعض دُعاة الإعتدال و الوسطيّة من رافعي الخطاب الديني في تونس و من غيرهم ، مازالوا يرفعون تشكيكات في أمر الروايات المُعلنة عن تورّط تيار سلفي في تونس في الأحداث المسلّحة الأخيرة ، ذلك أن الحكومة لم تستجب لمطلب عديد الهيآت المدنية التونسية بعقد مؤتمر صحفي لوزير الداخلية يُقدّم فيه مجمل تفاصيل ما جرى و الأهم يُقدّم مُجمل الإثباتات على أنّ المعتقلين كانوا فعلا « سلفيين جهاديين » و من تونس ، كما لم تُُقدّم الحكومة أي تبرير لعدم قبولها بهذا المطلب، رغم إعلان وزير الداخلية بشكل مقتضب في ندوة للحزب الحاكم أن المسلحين كانوا سلفيين . . و هذا الأمر (أي عدم تقديم إثباتات و تفاصيل ما جرى) وجده البعض مُبرّرا لعدم مبادرة عديد الاطياف السياسية إمّا المحسوبة على التيار الإسلامي في البلد أو حتّى من غير التيار الإسلامي ، بإدانة ما جرى لعدم ثبوت ما جرى أصلا من وجهة نظرها . . لكنّ رغم هذه التشكيكات ، فإنّ تظافر الروايات من عديد الجهات المشهورة بالإستقلالية عن أنّ الذين رفعوا السلاح في آخر أسبوع من العام المنقضي ، كانوا فعلا ممّا يُعرف بالتيار السلفي الجهادي ، يجعلنا نقف أمام حقيقة جديدة لم يتوقّعها المُحلّلون من قبل ، و نعني حقيقة إفراز المجتمع التونسي أخيرا و لأوّل مرّة في تاريخه ، لإسلام سياسي جديد يُؤمن بمُمارسة العنف كشكل للتعامل مع الحكومة، و هو أمر يستحقّ الكثير من الإهتمام و الدراسة و قد يُؤشّر إلى منعطف أكثر خطورة قد يعرفه مستقبل الحياة السياسية في تونس و الحياة العامّة ككلّ إذا لم توجد الحلول المُثلى لهذه الظاهرة الجديدة التي من الواضح أنّها تأتي لا لتختلف مع الحكومة لوحدها و إنّما مع كلّ أطياف الساحة السياسية في البلد المعروفة -دون إستثناء- برفضها للعنف . . لقد عرفت تونس الإسلام السياسي في تاريخها المعاصر لأوّل مرّة في أواخر السبعينات من القرن الماضي بعد إستقلالها عن الإستعمار الفرنسي في عام 1956 ، عند بداية تشكّل أوّل حركة سياسية تونسية تتّخذ من الدين إيديولوجيا لها في فترة كانت الإيديولوجيات العلمانية هي المُسيطرة على الأجيال الطلابية و العلمية في تلك السنوات بالبلاد ، أي أن عُمر الإسلام السياسي في تونس قد فاق الآن ثلاثين عام . . و مع ذلك لم تظهرضمن سياقاته أي مُحاولات منه لممارسة العنف سابقا على مدى العُقود الثلاث الماضية. . كانت الحركة الإسلامية التي بدأت في التشكّل في تلك الأعوام و في التعبئة في المساجد و كذلك في فضاءات أخرى كالجامعة و كواليس المؤسسات العمومية ، مجهولة الإسم وقتها و سرية و لكن مع عام 1981 إنتهت إلى العلنية و أعلنت بيانها الأول الرسمي مُطلقة على نفسها إسم حركة « الإتجاه الإسلامي » و قد تحوّلت في أواخر الثمانينات من القرن إلى حمل إسم جديد هو حركة « النهضة » . . وبالتوازي مع هذه الحركة التي نجحت في إستقطاب أعداد هائلة من المواطنين في سنوات الثمانينات ظهرت حركات إسلامية أخرى ظلّت ذات أقلّية ، منها ما عُرف في الثمانينات ب « حزب التحرير » . و قد أولد ظهور حركة « الإتجاه الإسلامي » وقتها وضعا جديدا في تاريخ التديّن في تونس المُعاصرة ، إذ لأوّل مرّة يُصبح لنا كُتلتان من المتديّنين : كتلة المتديّنين العاديين التقليديّين الذين يُمارسون شعائرهم الدينية بإنتظام لكنّهم لا يمارسون السياسة و لا يضعون علاقة بين الدين و السياسة كما أنّهم لا يُخالفون التشريعات ذات المرجعيّة العلمانية التي أدخلها الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة لاسيما فيما يخصّ مُدوّنة الأحوال الشخصية التونسية ، و الكتلة الثانية (الجديدة وقتها) و هي كُتلة المُتديّنين الذين يضعون إرتبطا وثيقا بين الدين و السياسة ( المُنتمين إلى « النهضة » أو غيرها) و يتبنّون المُطالبة بأن تكون مرجعيّة التشريعات في البلد هي الدين أساسا و ليس شيئا آخر . و رغم مُواجهة السلطة لهذه الكتلة من المتدينين بإخضاع حركة « الإتّجاه الإسلامي » (« النهضة » بعد ذلك) إلى محاكمات وُصفت ب »القاسية » ، في مناسبتين في الثمانينات (سنتي 1983 و 1985) ، إلاّ أنّ ذلك لم يدفع هذه الحركة ذات العدد الكبير وقتها إلى التفكير في إستعمال العنف كحلّ للتعامل مع السلطة . و حتّى عندما جرت أوسع عملية إعتقالات و محاكمات لهذه الحركة في عاميْ 1990 و 1991 ، لم تطرح هذه الحركة العنف كردّ على ما جرى . . فإذن العنف ظلّ غريبا تماما على ظاهرة الإسلام السياسي في تونس ، رغم كلّ المُغريات التي كان يمكن أن تؤدّي بها إليه في أوائل التسعينات مثلا ، من ذلك إمتلاكه للقوّة العدديّة وقتئذ و لجوء حركات إسلامية في بلدان مُجاورة و لها إرتباطات تاريخية مع الحركات التونسية إلى العنف و نعني خاصة الحركة الإسلامية في الجزائر . . و يمكن القول إنّ العشرية التي أتت بعد تلك المحاكمات و التي عصفت تماما بالقوّة العدديّة للإسلام السياسي في تونس ، قد أولدت غلبة من حيث العدد للكتلة التقليدية من المتدينين في البلد و نعني المتدينين غير المُسيّسين إذا ما إعتبرنا حجم الأعداد الكبيرة من المتدينين المُسيسين الذين لحقتهم المحاكمات ، لكن مع ذلك ظلّت الكتلة الثانية موجودة و مُحافظة على ذات ملامحها المُعادية للعنف . . و بدخول البلاد السنوات الأولى من القرن الجديد ، بدأ المجتمع التونسي في إفراز كُتلة جديدة ذات أقلية عدديّة بالغة ، و نعني بداية الحديث عن « مُتشيّعين » في تونس و هؤلاء أيضا يُعتبرون بدورهم شكلا من أشكال الإسلام السياسي بإعتبارهم في أدبياتهم يضعون بكلّ وضوح إرتباطا بين الدين و السياسة و لكنّ بأشكال مُخالفة لأشكل حركة « النهضة » ذات المرجعية السُنّية . هذه الكتلة الجديدة من المُتدينين (الشيعة) فاجأت في الحقيقة عديد المُلاحظين الذين لم يتوقّعوا يوما أن يُصبح هناك متشيّعون في تونس ذات التقاليد السنيّة الضاربة في القدم ، لكن الذي فاجأ المُلاحظين أكثر، هو أن السلطات في تونس لم تلجأ إلى الإصطدام مع هذا الشكل الجديد من الإسلام السياسي في البلد – و هو أمر يحدث لأوّل مرّة في علاقتها بالإسلام السياسي – ، بل على العكس هي سمحت به وأشّرت على رغبة دُعاته في مزيد التعبئة و قد سمحت الحكومة في تونس في السنوات الثلاث الأخيرة بجمعية لهؤلاء الدُّعاة من المُتشيّعين هي جمعية « آل البيت » ، و هو ما جعل بعض التأويلات تسير بإتجاه ربط هذ السماح بالتشيّع بالتقارب التونسي الإيراني المتواصل خلال السنتين الأخيرتين . و لكن و مثلما فاجأ ظهورهذا الشكل الجديد من الإسلام السياسي في تونس كبار المُحلّلين ، فاجأهم أيضا ظهور شكل آخر كُشفت الأدلّة على وجوده في البلد خلال الأحداث المُسلّحة الأخيرة ، و نعني تيّار « السلفيين الجهاديين » ، و الذي يتميّز عن أي شكل سابق من أشكال الإسلام السياسي في تونس ، بإيمانه بالعنف كشكل للعلاقة مع الحُكم . . إنّه الصنف الجديد في تونس من الإسلام السياسي و لا شكّ أن الحلّ الأسلم للتعامل معه هو الإهتداء إلى أسباب ظهوره و العوامل التي ساعدته على الإنتشار و مسؤولية السلطات التونسية بفرضها لحالة مطلقة من الإنسداد السياسي في البلد و خنق كلّ الحريات عن بروز نماذج جديدة من الشباب تؤمن بخيار العنف ، و الإستناد إلى الخبراء السوسيولوجيين و النفسيين لدراسة الحلول العلمية العاجلة لحماية الشباب من أخطار تبنّي طروحات العنف كشكل خطير و مرفوض من أشكال التعبير عن الإختلاف و لِم لا إعطاء الأحقّية في الوجود للإسلام السياسي المألوف في تونس الذي يرفض العنف لسدّ المنافذ أمام دُعاته . . فعند إعطاء هذا التطوّر الجديد الذي طرأ على ظاهرة الإسلام السياسي ما يستحق من الدراسة و المُعالجة ، يُمكننا أن نُجيب على السؤال الكبير : ما الذي جعل خطر إستعمال العنف يتسرّب فجأة إلى ظاهرة الإسلام السياسي في تونس ؟ و هل بدأنا فعلا إزاء موسم هجرة الجيل الجديد من الإسلام السياسي إلى . . عالم العنف؟ (*) كاتب و صحفي تونسي (المصدر: صحيفة « الوطن » الألكترونية (أمريكا) بتاريخ 2 فيفري 2007) الرابط: http://www.watan.com/modules.php?op=modload&name=News&file=article&sid=10192&newlang=ara


السلاح…… في لعبة الدين والسياسة

 
 
فوزي بن مراد
لم تكن نهاية السنة الفارطة وبداية السنة الجديدة عادية ,اذ عرفت مواجهات مسلحة بين الأجهزة الأمنية والعسكرية من جهة ومجموعة مسلحة من جهة أخرى تواترت بشأنها المعلومات من مختلف المصادر لتستقر في النهاية على تحديدها كخلية أصولية تدعى « الجماعة السلفية للدعوة والقتال» . تتبنى هذه الجماعة رؤية بسيطة وخطيرة في نفس الوقت…. فهي تعتقد أنه من الواجب اتباع السلف في كل ما أتاه من أعمال… وما أنتجه من أفكار… وما اختاره من نمط في الحياة والمظهر واللباس وتهدف إلى فرض هذه الرؤية على الواقع الحالي دون اعتبار التحولات الكبرى التي عرفتها البشرية طيلة أربعة عشر قرنا المنصرمة في جميع مجالات الحياة : في الاقتصاد والثقافة والسياسة والتكنولوجبا والمعرفة الخ ….. فهذه الجماعة تريد نقل نموذج قديم جاهز ثابت الى واقع حديث متغير متشابك عاجزة على فهمه او التعايش معه مما يجعل السلفية في صيغتها المختصرة تقوقع الذات المتخلفة على ذاتها أمام أي تحد خارجي, وهي كذلك تقديس لفترة تاريخية معينة, ورفض للحاضر, ونكران للمستقبل, وعلى هذه الخلفية الفكرية سجينة الماضي يسعى عناصر هذه الجماعة إلى تحقيق هدفهم بدعوة أفراد المجتمع إلى قبول الدين حسب صيغتهم وفهمهم للنصوص والأحكام وإلا فالقتال هو الذي يحل التناقض بينهم وبين المجتمع أفرادا ومؤسسات باعتبار أن السلفية تقوم على تكفير المجتمع وتكفير الدولة أو الحاكم مما يستوجب الخروج للقتال تحت عنوان  » الجهاد » الذي يعتبرونه واجبا وفرض عين على كل مسلم. ان هذه الرؤية التكفيرية للمجتمعات الحديثة نجد لها أثرا في كتابات السيد قطب الذي يعتبرها مجتمعات جاهلية وكذلك في الأطروحة الاخوانية التقليدية التي سادت في أواخر السبعينات وكامل الثمانينات في تونس والقائلة بأسلمة المجتمع و اسلمة الجامعة… ولا يمكن لطلبة الثمانينات من القرن الماضي ان ينسوا  » الفتوحات والغزوات الاخوانية» التي تعرض لها الحرم الجامعي – حيث سالت دماء كثيرة- لادخاله الى  » اسلامهم » فهل يمكن اعتبار السلفيين في بداية هذا القرن هم أحفاد أصوليي الثمانينات من القرن الماضي؟ وهل يمكن اعتبار التكفير الحالي الابن الشرعي لمقولة أسلمة المجتمع في الثمانيات؟ هذه باختصار الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي اشتبكت مع قوات الأمن مما ادى حسب المصادر الرسمية الى قتل 12 فردا منهم وايقاف 15 آخرين وقتل عوني أمن. فالمعلومات المبعثرة هنا وهناك في الصحف والبلاغات الرسمية تؤدي الى الاستنتاجات التالية: اولا: تستحوذ هذه الجماعة على أسلحة عسكرية متطورة ذات طبيعة هجومية, وفي نفس الوقت خفيفة, لا تمنع من التحرك ويقع استعمالها دائما في اشتباكات مسلحة داخل مناطق العمران أو في المناطق الجبلية. ثانيا : من خلال طريقة تعاطي عناصرها مع الأسلحة التي بحوزتهم وأسلوبهم في التخفي وفي الهروب من مكان الى آخر يتضح انها جماعة مازالت بصدد التمركز وخلق عمق لوجستيكي (مقرات داخل مناطق العمران التمركز في مناطق جبلية…..) ثالثا: كانت الحركة الأصولية في الثمانينات تتحرك وتستقطب أنصارها داخل فضاء المناطق الأكثر فقرأ وفي أحزمة المدن الكبرى التي نشأت في أعقاب حركة النزوح الكبير بعد فشل سياسة التعاضد ( حي التضامن , حي ابن خلدون, الكبارية الخ…) وكذلك في أوساط أبناء الموظفين والحرفيين والتجار الصغار الواقع تهميشهم اثر سياسة « الانفتاح الاقتصادي…» الواقع انتهاجها بصرامة في منتصف السبعينات أما فيما يتعلق بالحركة السلفية الجهادية فان ما توفر لدينا من معلومات تفيد أن أغلب عناصرها تنحدر من الطبقة الوسطى التي هي اكثر الطبقات- في اعتقادنا -ميلا الى ما هو ميتافزيقي وتحاول اثناء الأزمات الاقتصادية والاجتماعية او أثناء التحولات العميقة داخل المجتمعات الى ان تلعب دورا اساسيا وتختار في أغلب الأحيان الحلول غير العقلانية والأكثر انغلاقا وتطرفا خاصة في غياب البدائل الوطنية التقدمية ولنا في التاريخ المعاصر امثلة متعددة مثل انحياز هذه الطبقة الى النازية في ألمانيا والفاشية في ايطاليا في أعقاب ازمة الثلاثنيات من القرن الماضي واختيارها خدمة الرجعية الدينية الخمينية بعد انهيار التحديث الكمبرادوري الفاشل لشاه ايران ولا ننسى انحياز قطاعات واسعة منها الى الخيار الديني في الجزائر المتمثل في جهازه التنظيمي« جبهة الانقاذ الاسلامية» التي أفرزت فيما بعد عدة تنظيمات ومحموعات مسلحة ادخلت الشعب الجزائري الشقيق في محرقة استمرت عشرية كاملة وأدت الى آلاف الضحايا لم يعد بعد اليوم مسموحا للنخب والتيارات السياسية والفكرية التي تصف نفسها بالديمقراطية او التقدمية أو العلمانية السكوت على تسيس الدين وتديين السياسة اذ ان الدين كمعتقد شخصي يجعل الفرد مسؤولا عن نفسه فقط دون غيره في مدى تطابق أقواله وأفعاله مع النصوص الدينية فلا يحق لأي كان فردا أو جماعة أو حزبا أو دولة ان يملي عليه قراءة معينة للنصوص الدينية ويبقى الشأن العام مدارا للصراع الفكري والسياسي استنادا الى ما تزخر به الحضارة الانسانية من علوم في السياسة والاقتصاد وعلم الاحتماع وعلم النفس الخ اذ أثبتت التجارب القديمة والمعاصرة ان الدين اذا دخل السياسة اصبح أداة تطرف وتكفير ( تقسيم المجتمع الواحد الى مؤمنين وكفار ) ووسيلة تفريق وتقسيم ( سنة وشيعة , كاتوليك وبروتستان ) ففي هذا المناخ من الاستقالة الفكرية والسياسية مع انحسار حرية العمل السياسي والثقافي والجمعياتي الداعم لقيم الحداثة والعقلانية وسيطرة خطاب ديني رسمي تقليدي مغلق تجد هذه الشرائح الوسطى نفسها مجبر على اشباع عطشها الميتافيزيقي عبر القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية التي تبث بالصورة والكلمة والصوت فكرا اطلاقيا نكوصيا تكفيريا يجعلنا امام مفارقة مأساوية اذ ان أحدث ما أنتجه العقل البشري في مجال الاتصال يصبح أداة في خدمة أكثر الأفكار الرجعية وتخلفا وعداوة للحضارة والانسان في بعض اللحظات التاريخية وامام احداث خطيرة كالتي وقعت بمدينة سليمان وبعض الضواحي الجنوبية لا يمكن للقوى السياسية الحاملة فعلا للمشروع الوطني والديمقراطي التقدمي محاولة البحث عن غنم سياسي مقابل اهمال مطلق للمخاطر التي تهدد البلاد والعباد من انتشارا لهذا المنطق التكفيري المسلح اذ مازالت بعض الأصوات تحصن نفسها وراء مقولات فضفاضة كمقولة أن التطرف ناتج عن تهميش« الاسلام السياسي المعتدل » في حين ان الاسلام دين ودين فقط ولا –يمكن ربطه لا بالاعتدال ولا بالتطرف ويتضمن فروضا فردية كالصلاة والصوم وغيرها من العبادات وله نظام اخلاقي مشابه في توجهه العام للأديان الرئيسية الأخرى في العالم . وبحكم الطابع الكوني لرسالة الاسلام فلا يمكن ان يكون مرتبطا بشعب أو بأرض أو بدولة او بسياسة معينة فالاسلام عقيدة وليس هوية قومية أو وطنية أو برنامج سياسي تقام على أساسه الدول… واخراجه من حلبة الصراع السياسي هو السبيل الوحيد لخوض المعركة السياسية بأسلحة سياسية وليس بأسلحة نارية . فالاجابة الحقيقية على هذا التحدي لا يمكن أن تكون امنية فقط بل رئيسيا من خلال تحصين المجتمع بفتح مجال المشاركة والحوار امام كل قواه وتعبيراته من احزاب وجمعيات وشخصيات اساسه المواطنة المتساوية وأرضيته الحريات العامة والفردية وسنده الولاء للوطن والشعب.
 

تونس: الديك يبيض مرة أخرى

 
بقلم: آمـال مـوسى (*) شهدت منطقة المغرب العربي خلال الأيام الأخيرة مؤشرات تعلن بأن لسعها بنيران الإرهاب، سيتخذ خطا تصاعديا وشاملا، حيث لن يقصى أي بلد مغاربي من حالة الاكتواء. وها هي تونس التي عرفت استقرارا متواصلا وسنوات مسترسلة من الأمن، يدوي فيها الرصاص وتتواجه قوات أمنها مع مجموعة تنتمي إلى ما اصطلح على تسميته بالسلفية الجهادية، تسللت داخل البلاد عبر الحدود الجزائرية. ومن المعلوم أن حالة الاستقرار لم تشوه في تونس سوى مرة واحدة في 11 أفريل 2002، عندما استهدف انفجار المعبد اليهودي في جربة وخلف 16 قتيلا بينهم 11 سائحا ألمانيا، وأفضت التحقيقات ساعتها إلى أن حادث تفجير الشاحنة بالقرب من معبد «الغريبة»، كان نتيجة عملية مدبرة قام بها تونسي بتواطؤ مع أحد أقربائه. بعد ذلك الحدث الذي أثر سلبا على عدد السياح الألمان الذين كانوا يعدون العمود الفقري للسياحة التونسية، ظن التونسيون أن المسألة عابرة ومثل بيضة الديك لا تتكرر. وبين حادثة المعبد اليهودي بجربة وبين حادثة الأحداث الأخيرة، التي انتهت بمقتل 12 عنصرا من المجموعة السلفية واعتقال البقية، شهدت أروقة المحاكم التونسية عدة قضايا تخص أشكالا أخرى، مما تعتبر في تماس مع الإرهاب، كمجموعة الشباب التي تسللت إلى مواقع إرهابية ومجموعات أخرى، حاولت مغادرة التراب التونسي بنية الانضمام إلى تنظيمات جهادية، بالإضافة إلى أفراد تم تسليمهم من الخارج في إطار الاتفاقيات الأمنية. وخلال العام الماضي تمت محاكمة، أكثر من 500 شاب، تتراوح أعمارهم ما بين 25 و28 عاما بتهم تتصل معظمها بمحاولات الالتحاق بالعراق، قصد المساهمة في تحريرها من قوات التحالف. وتتراوح العقوبات ما بين ثلاث وخمس سنوات، وذلك بموجب قانون مكافحة الإرهاب، الذي صادق عليه مجلس النواب التونسي في ديسمبر 2003 والموصوفة بنوده بالصرامة. وفي الفترة الأخيرة علم التونسيون بمواجهات مسلحة تمت في مناطق قريبة، وتقع في ضواحي تونس العاصمة، بين مسلحين وقوات الأمن، وذلك في الفترة ما بين 23 ديسمبر المنقضي و3 يناير الجاري. وحسب الأطروحة الرسمية التي تداولتها وسائل الإعلام التونسية، فإن عدد المجموعة المتسللة عبر الحدود الجزائرية يبلغ 27 فردا وتحمل أسلحة نارية ومتفجرات من صنع تقليدي. وكانت هذه المجموعة تنوي تنفيذ عمليات إرهابية ضد بعض السفارات وبعض الدبلوماسيين المقيمين في تونس. وبالتوازي مع الأطروحة الرسمية أو بالتحديد قبل خروج الدولة من صمتها، سادت بعض الأخبار لا دليل على صحتها أو نفيها، من بينها أن المجموعة السلفية الإرهابية كانت تعتزم تفجير فنادق ضخمة وفضاءات ترفيه عمومية، وأنها تحمل أسلحة متطورة جدا، الشيء الذي خلق حالة قلق وتخوف لدى المجتمع التونسي، وأيضا عدم فهم لما يجري، خصوصا أن أول خبر رسمي كان يتحدث عن مجموعة إجرامية، ولم يحدد هوية المجرمين، مما فتح الباب على مصراعيه للخيال كي يشطح، ويتحدث مرة عن مافيا مخدرات وطورا عن إرهابيين باسم الدين. وإلى جانب استغراب المجتمع التونسي من حصول ما حصل، فإنه على المستوى الرسمي وعلى صعيد المعارضة ومكونات المجتمع المدني، طرح نقاش حول هذه الأحداث ودلالاتها حول أوضاع الشباب والخيارات العامة، وكيفية إيجاد حلول لتحصين المجتمع من هذه الكوارث. ذلك أنه بإعلان نهاية المواجهات والقضاء على المجموعة سواء بالقتل أو الاعتقال، انتقلت المسالة من الطور الأمني الصرف إلى طور سياسي يضعها تحت المحك ويحاول دراستها، خصوصا أنه ظل هناك اعتقاد طويل رسمي ومجتمعي بأن تونس غير قابلة للاختراق الأصولي أمنيا. ومثل هذا الأمر يشهد به في الحقيقة الموالي والمعارض، إذ ليس من السهولة بمكان أن تسلم تونس من الإرهاب وبالقرب منها جارتها الجزائر التي عاشت عشرية سوداء، سال فيها الدم عميقا وطويلا. بالإضافة طبعا الى خصائص المجتمع التونسي وتجربته الحداثية وبأن تاريخه تاريخ الوسطية والاعتدال وعمليات التحديث التي عاشتها منذ الاستقلال إلى اليوم، تقطع الطريق أمام مظاهر التطرف والأصولية والعنف الديني الموظف. ولكن ما حصل يكشف أنه يجب ألا يطمئن أي مجتمع لثوابته، حتى ولو بدت راسخة كالوسطية والاعتدال والعقلانية والحداثة. فكل الثوابت الايجابية تحتاج بدورها إلى صقل وتكريس وتأكيد دائم، على اعتبار أنها ثوابت حية لا بد من تغذيتها بشكل واع ومنتبه، خصوصا أن كل مجالات الاختراق أصبحت اليوم متوفرة وبكثرة، سواء من خلال الفضائيات أو تدهور الأوضاع الثقافية والسياسية والاقتصادية ذاتها، التي تجعل من الشباب العربي لقمة سائغة لعمليات غسل الدماغ، ولتبديد طاقتهم في خيارات الموت بدل الحياة. من هذا المنطلق، وفيما يخص تونس تحديدا، فإن ما أكدته الأحداث الأخيرة، وكذلك ظاهرة الشباب الذين حاولوا الالتحاق بالعراق والانضمام إلى تنظيمات إرهابية، هو ضرورة تفعيل الخطاب الديني الراكد في تونس، والتفكير في آليات تلقي قادرة على الشد واشباع الأسئلة الدينية الجديدة، مع الاستفادة من رصيد الفكر الديني العقلاني والمنفتح التونسي. ومن المهم أن يدرك الخطاب السياسي في تونس أن التأثيرات التي تطال المجتمع ليست دائما وليدة ما هو داخلي فقط، بل ان حدثا في فلسطين أو العراق، يؤثر بشكل مباشر في الفئة الأم في المجتمع التونسي المتمثلة في الشباب. ولا ننسى أن الخطاب الإعلامي التونسي الداخلي ضعيف، مقارنة بالغزو الإعلامي وغير قادر على المنافسة، بل ان تحليل مضمون بعض صحف قد ينتهي بنا إلى نتائج ذات صبغة ايديولوجية يصعب قبولها في تونس. وفي هذا السياق تظهر أهمية التسريع النهوض بقطاع الإعلام في تونس، حتى يتوجه نحو خيارات المساهمة في بناء المجتمع والأفكار الإيجابية وذلك بدلا عن إعلانات الاستقالة والتمعش من مليمات التونسيين. وإذا ما وسعنا دائرة النظر فيما يشبه بانوراما المغرب العربي، فإننا سنلحظ خيوطا مترابطة، تنسج طبقا لمشروع يحاول الفتك بالمنطقة وتحويلها الى شرق أوسطية بمعنى العنف والإرهاب وإقحامها عنوة في الحريق الشرق الأوسطي الكبير. ذلك انه ليس من الصدفة أن تشهد المنطقة المغاربية في شهر يناير الجاري تحركا إرهابيا نشيطا، تمثل في الخلية الإرهابية المكونة من 26 شخصا والتي قامت بتفكيكها قوات أمن المغرب أو دعوة قائد الجماعة السلفية الجزائرية لقتال الفرنسيين! وهكذا يتراءى لنا كيف نجح الإرهاب في تأكيد حقيقة تحول العالم إلى قرية صغيرة جدا يطالها الشيء الذي يدق كافة نواقيس الخطر، ويحرض الدول العربية والإسلامية على تبني الجدية التامة ومن دون شروط أو مراوغة في معالجة أوضاعنا المعلقة.. وذلك قبل أن تعلق كل رقاب الشباب العربي، ونقصد بذلك طبعا المستقبل العربي. (*) كاتبة وشاعرة من تونس
(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط (يومية – لندن والرياض) الصادرة يوم 2 فيفري 2007)

أنزلوا بهم شديد العقاب حتى لا يأخذنا الله في تونس بشديد العذاب !

 
مرسل الكسيبي تهريب الكوكايين في جسد الابن الرضيع الميت جريمة لم يخطر على بالي يوما أن يرتكبها من حمل في تونس رائحة الخلق والدين والايمان والوطن والانسان ,بل من امن بالله واليوم الاخر أو كانت له ذرة من ادمية أو فطرة فطر الله تعالى الناس عليها,حيث أن ماتناقلته يوم أمس وكالة اليو بي اي العالمية نقلا عن جريدة الصريح التونسية من نبأ القاء القبض على زوجين من اصل تونسي يحملان الجنسية الايطالية بعد أن اصطحبا في رحلتهما نحو تونس الأصالة والعراقة والحضارة خمسة كيلوغرامات من مادة الكوكايين شديدة التخدير مخبأة في بطن مشقوقة ومخيطة لجثة رضيعهما الميت …!!!!!!!!!, مثل هذا النبأ الذي تسرب رسميا الى وكالات الأنباء العالمية نزل علي كالصاعقة حتى أنني خجلت من انتماء لمجتمع تصدر عن بعض أهله وذويه مثل هذه الأفعال المقززة والمنكرة والاجرامية الشنيعة التي يستحيل على القلم في قمة ابداعه وتألقه أن يصف بشاعة أركانها الجنائية . أكتب اليوم هذه الكلمات مطالبا ومتوسلا في الحق والعدل ورجال الأمن الذين باشروا التحقيق في أركان هذا الفعل الاجرامي الذي لايضاهيه فعل بشاعة ودناءة وفي القضاة الذين سيبتون في فصول هذه القضية الشاذة التي لم يسبق لي أن اطلعت على مثل فصولها الاخبارية في تونس العروبة والاسلام والحضارة والتمدن مهما بلغ بنا من انتكاص أو انحراف خلقي وسلوكي …,أكتب متوسلا السلطة القضائية التي ستنظر في حيثيات القضية والسلطة التنفيذية التي ستباشر تطبيق الحكم , متوسلا تسليط العقوبة في حزم صارم وشديد على مع من باع ضميره وانسانيته ووطنه ودينه من التونسيين والتونسيات الى الدرجة التي خولت له نفسه الفاسدة والأمارة بأشد أنواع الرذيلة والسوء أن ينزل بانتمائنا العربي والاسلامي والانساني والوطني الى أرذل درجات الانحطاط وأوسخ درك لم تبلغه البشرية ,حيث تسمح النفس لصاحبها باستعمال جثة فلذ كبده كأداة لاخفاء أرذل أنواع الجريمة وأسقطها وأشدها فجورا قاتلا وساما وهي المخدرات… لسنا في هذا الموضع بصدد رواية قصة مختلقة من الخيال أو اشاعة يمكن التشكيك فيها ,ولذلك أحبذ في هذا الموضع نقل الخبر كاملا كما حررته وكالة اليو بي اي العالمية للأنباء ,حيث جاء فيه مايلي :  » تمكنت الجمارك التونسية من احباط ادخال نحو خمسة كيلوغرامات من الكوكايين الخام الي البلاد عبر مطار تونس ـ قرطاج الدولي في محاولة تهريب فريدة من نوعها. وبحسب صحيفة الصّريح التونسية، فان عملية التّهريب هذه نفذها زوجان تونسيان يحملان الجنسية الايطالية، حيث عمدا الي شق بطن رضيعــهما الميت ووضعا كمية من الكوكايين فيه لتهريبها الي تونس. وقالت الصحيفة امس ان الزوجين المذكورين تمكنا من تجاوز الاجراءات الأمنية الايطالية المعمول بها في المطارات، ولكن عندما وصلا أخيرا الي مطار تونس ـ قرطاج الدولي وقعا في قبضة رجال الجمارك وشرطة الحدود التونسية. وأشارت الي أن اكتشاف أمر الزّوجين المهرّبين تمّ صدفة، ذلك أنه لا يخطر علي بال أحد أن تعمد أمّ الي حمل رضيعها الميّت في أحضانها وبداخل بطنه كمية من المخدّرات. وأوضحت أن احدي العاملات في الجمارك التونسية تقدّمت من هذه الأم لمداعبة رضيعها، ولكن عندما لمسته شعرت ببرودة غريبة، فحاولت التمعن في وجه الرضيع حيث لاحظت أن اللون الأزرق يطغي عليه، عندها تأكدت أن الرّضيع ميّت، فسارعت الي توقيف الأم والأب. وأضافت أنه بالتّثبت من حالة الرّضيع لوحظ أن بطنه قد خيط بعناية، وبفتحه عثر بداخله علي نحو خمسة كيلوغرامات من الكوكايين الخام،عندها تم اعتقال المهربين، وتكفلت السلطات المعنية بمتابعة التّحقيق لمعرفة ما اذا كان الزّوجان حاول استغلال موت طبيعي لرضيعهما لتهريب هذه المخدرات، أم أنهما قتلا رضيعهما لتهريب المخدّرات داخل بطنه. « – انتهى نص الخبر. ومهما تكن الهيئة التي كان عليها المجرمان في وقائع القضية ,أي أنهما قاما باستغلال وفاة طبيعية للرضيع قصد تهريب المخدرات أو أنهما قاما بقتل فلذة كبدهما من أجل توظيف جسده الطاهر والبريء في أركان هذه الجريمة الموصوفة , فان الادعاء العام والقضاة المؤتمنين على شرف وأخلاق وأمن مجتمعنا وقيمه الأصيلة التي يعتز بها كل تونسي شهم وشريف وتونسية حرة وأبية ,ان هؤلاء مطالبين اليوم بتسليط أشد العقاب بحسب ماتنص عليه القوانين الجنائية التونسية مع المطالبة باعادة النظر في هذه القوانين الم تكن على درجة عالية وكافية من الردع والزجر في مثل هذه القضايا التي أخجل أن يتناقلها العالم ووسائل اعلامه بكل اللغات العالمية لترسم صورة قذرة ليس بعدها قذارة ووساخة عن الانتماء لتونس كوطن كثيرا مااعتززنا به حتى وان جار علينا بعض أهله في بعض القضايا الخلافية أو الأخرى ذات المنزع السياسي. انها أمانة في أعناق حكام تونس أن ينتصروا لله تعالى في هذا الموضع وفي غير شفقة ورحمة مع مثل هؤلاء المجرمين الذين لم يرعوا حرمة جسد الميت وهو رضيع ,فمابالكم بتحميل هذا الجسد الغض الطري الذي هو من عصافير الجنة وطيورها كما يعبر عن ذلك معظم التونسيين ,بتحميل هذا الجسد الطاهر أخطر وأقذر أنواع السموم ليقع ترويجها لاحقا بين شباب تونس وشاباتها الذين تتخطفهم التيارات الجارفة من كل صوب وحدب حتى تحول دونهم ودون العطاء والولاء لهذا الوطن العربي المسلم الذي كان على مدار التاريخ منارة متقدمة في الاشعاع العلمي والثقافي والحضاري. انه رجاء حتى ينزل بهؤلاء المجرمين أشد عقاب رادع حتى يكونوا عبرة للمعتبرين وتطهر أرض الخضراء من مثل هذه الافة التي بدأت تتسلل الى شوارعنا وحاراتنا بقوة وسط انشغال بمعارك داخلية ذات طابع أمني واخر سياسي نقدر أهميتها ولكنها لايمكن أن تشغلنا عن حفظ الأمن الاجتماعي والأمان الصحي وبسط سلطان القانون على من يستهتر بأخلاق مجتمعنا وقيمه الانسانية والحضارية والاسلامية السامية. اننا الم نأخذ اليوم على أيديهم بأشد العقاب في اطار حملة وطنية شاملة ومستمرة من أجل التصدي لظاهرة الترويج للمخدرات والاتجار فيها مع الأخذ بأيدي ضحايا المتعاطين لها في سياق التغرير والتزيين من قبل أكابر المجرمين عبر اعادة الادماج لهؤلاء الضحايا صحيا وتربويا وفكريا ومعرفيا وتنمويا …,الم نقم اليوم بهذا -والمسؤولية الكبرى في ذلك على عاتق من بيده سلطة الحكم والاشراف ثم رجالات المجتمع المدني والنخب الوطنية- الم نقم اليوم بهذا الواجب الوطني والديني والانساني فلننتظر من الله عذابا هو من قبل سنن الله في الكون ,حيث ورد في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم « لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا عظيما »-أو كما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم. اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد . (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » الالكترونية بتاريخ 1 فيفري 2007)


ما دواء الفم لبخر (حاشى السامعين ) إلاّ السواك الحار

كتبه عبدالحميد العدّاسي. 

 

ليس من الحكمة، في مثل هذه الأيّام وعلى خارطة اختلطت فيها « الأنساب » رفيعها ووضيعها، أن أعلن إعجابي الشديد بالمقال الذي كتبه الأخ الفاضل، عبدالباقي خليفة، في ردّه على برهان بسيس، حيث دحض أكاذيبه محذّرا من تدليسه للنصّ وللفكرة، ولكنّي فعلت. وقد دعاني مقاله المنشور اليوم 1 فبراير (فيفري) 2007 على صفحات الحوار.نت إلى مراجعة صفحة تونس نيوز الصادرة بتاريخ 31 يناير (جانفي) 2007 لأطّلع بنفسي على ما كتب الابن المدلّل للتغيير، غير مكتف بما نقله عبدالباقي، وذلك إنصافا لا تكذيبا. وقد كانت هذه المراجعة فرصة للتأكّد ممّا كتبه برهان على لسان عبدالباقي. وقد كان حقيقة كذبا وتدليسا. ثمّ كانت هذه القراءة للصفحة وقوفا كذلك على ما جاء بشأن ما كتبتُ (أنا عبدالحميد) حول موضوع القس بيار.

والرّجل – وقد فرّ من مكتب أحد أصدقائه المتنعّمين، ومن أفكاره السوداء الموغلة في الحقد على أحد روافد الأمّة ( وصديقنا بسيس مهتمّ كثيرا بشؤون الأمّة ) ممّن لم تقصّر تونس التغيير في مناصرتهم وتقويتهم على حساب الرّافد الآخر – لم يجد بدّا من إدارة ظهره للصدمة (على عكس ما يفعله « العوام » باستقبال الصدمات بصدورهم مقبلين غير مدبرين) وفتح جهاز الكمبيوتر بنيّة الإبحار في مواقع النقاش وتلاقح الأفكار بين النخب والكتّاب (حسب تعبيره الساخر المتعالي). ولكنّ سوء الطالع أصرّ مرّة أخرى على أن يجعله وجها لوجه مع ما كتب أحدهم (نفس أحدهم الذي حدّث عنه عماد حبيب). ولأنّه كان يبحث عن الأفكار فإنّ عينيه – التي قد تكون كرهت صورته – لم تقع إلاّ على السطر الأخير ممّا كتبتُ (واضح أنّني وأحدهم شخص واحد)، وقد جاء فيه تذكير المسلمين بعدم جواز الترحّم على غير المسلمين. والتذكير، كما أسلفت في الردّ المختصر على عماد، يهمّ المسلمين ولا أحد غيرهم. وأورد اليوم – لزيادة تذكيرهم ما رواه مسلم رضي الله عنه في صحيحه (وكثير من المتنوّرين لا يؤمنون بالصحيح) – عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:  » إنّ الله لا يظلم مؤمنا حسنة، يُعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر (قلت: ومن ثلّث فقد كفر، ومن جعل والدا وولدا فقد كفر ) فيُطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة  يُجزى بها « . صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم… وليرتق، بعد هذا، برهان وعماد في سلّم الطاعة لله سبحانه وتعالى، ثمّ ليسألاه الرحمة لبيار فإنّه لن ينالها ما دام قد مات على غير دين الإسلام. أمّا إذا اعترضا على الملك الحكيم في حكمه العادل فإنّي سأكون شديد الخوف عليهما من أن يُرافقا  بيار الذي أحبّاه وشطبا بـحسناته كلّ أعمال المسلمين، في زاويته يوم القيامة.

 

وبعد، فمن الغريب أن نرى شابّا، يحشره البعض في زمرة المثقّفين، يُطنب في الحديث عن علماء الغرب ورموزه، دون أن يعترف – على الأقلّ تأسّيا بالغرب – بما قدّم المسلمون ويقدّمون لفائدة الإنسانية جمعاء، وذلك رغم عدم حاجته الماسّة للغرب. ولعلّي أتفهّم ذلك، فالرّجل قد تعوّد العيش بما يفرزه له المدح الرّخيص من فضلات. كما أشير إلى أنّ اعتراضي على هذا السلوك ليس كرها للغرب أو عدم اعتراف لهم بما يقدّمون، والحال أنّي أعيش بين ظهرانيهم، ولكن ذلك يأتي في سياق الدعوة إلى الإنصاف ليس إلاّ. فالغرب لم يبلغ ما بلغ من العلوم المشهودة اليوم إلاّ بارتكازه الإيجابي على ما قدّمه المسلمون للبشرية من قبل، والمنصفون منهم يؤكّدون ذلك. وعليه فمن الظلم والتدليس ولعلّه من الجهل المميت أن يأتينا بسيس من البعد الآخر ليقنعنا بعدم أهلية المسلمين. هذا على المستوى العلمي التقني، وأمّا على المستوى الأخلاقي والتقاليدي (إن صحّ التعبير) فيكفينا ما يقومون به في بلاد المسلمين من تدريبات على الديمقراطية وعلى العيش في حريّة، ويكفينا النظر إلى معاملتهم للمرأة وفي الأسرة عموما، لندرك الخير الكثير الذي عليه المسلمون رغم تأخّرهم، وليس من رأى كمن سمع!…

 

أمر آخر يستوقفني في شخصية الرّجل: فبالإضافة إلى ما درج عليه ودأب من الغشّ والتدليس (وهي حقيقة لم أستطع معها استعمال عبارات التورية)، فقد أظهر نفسه – من خلال كتابته –  مهتزّ الشخصية، يخاف من مجرّد حديث صديق في مكان مغلق (*). يكثر من إدارة ظهره، وهي صفة يشترك فيها المتولّي والمتكبّر. لا يفقه النّصوص القرآنية فيستعملها على هواه مطيّة لتبليغ فكرة قاصرة جامدة. ذلك أنّ الله الذي قال: «  وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين  » والذي قال: «  يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم  » (**)، هو سبحانه وتعالى الذي قال مبيّنا أهميّة التقوى في هذه الآية السابقة:  » ما كان للنّبيّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم  » (***). لا يجيد تصرّف الرّجال، يميل إلى التصرّف الصبياني الذي به يستعطف من لا يعرف نفاقه من القرّاء، كما ظهر منه ذلك في هذه الفقرة الوضيعة المحشوة كرها لرموز المسلمين وتدليسا وافتراء عليهم واستخفافا بعقيدتهم، بشكل لا يتقنه إلاّ من قلّ حياؤه من الله ثمّ من خلقه: «  على كلّ رحم الله الزرقاوي لا رحمة الله على القس بيار ورحمة الله على شيوخنا وكل ائمتنا فقرائهم واغنيائهم طالت لحيهم او قصرت سمنت ارصدتهم لدى الله والبنوك او خفت ولا رحمة الله على تلك الامريكية الشابة التي اغتالتها الجرافة الاسرائيلية وهي تدافع عن منزل احد المستضعفين في فلسطين لتجد لها مكانا مريحا في مربع منعش في جهنم تتقاسمه مع باستور ونيوتن وانشتاين وديكارت وفريق العلماء الذين يخترعون ويكتشفون لعل ائمتنا وهم يستمتعون ببحبوحة لذائذ الجنة يشفعون لهؤلاء الكفرة ذنوبهم على الاقل انهم اخترعوا لنا الدواء حين مرضنا وبعض دولهم ومجتمعاتهم الكافرة استقبلت مجاهدينا حين ضاقت بهم الارض!! « . كلام يثير الشفقة على شخص كَرِهَنا كثيرا (بهذا الوضوح)، وأكل بأعراضنا كثيرا، وابتعد عن الكرامة التي جاءت في الآية التي ذكرها مدير ظهره كثيرا… وليس لي من إضافة أو قول، إلاّ كلمة قالها سيدنا إبراهيم عليه السلام حين ألقى في النار، وقالها سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم حين قالوا إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل… فحسبنا الله ونعم الوكيل…

 

بقية المقال تتعلّق بالأخ عبدالباقي خليفة وقد كتب محذّرا من غشّه وتدليسه، ولا تعقيب على ذلك…  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(*): لا أدري هل مازال هذا الصّديق حرّا طليقا أم أنّه قد آوى إلى مكان آمن!…

 

(**): الآيتان ذكرتا من طرف بسيس. وقد جاء بخصوص الآية الأولى في ابن كثير ما يلي:  » … وقوله: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، يخبر تعالى أن الله جعل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين  أي أرسله رحمة لهم كلّهم. فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة سعد في الدنيا والآخرة ومن ردها وجحدها خسر الدنيا والآخرة ( فاهم يا بسيس وتعقّل )…. كما قال تعالى في صفة القرآن: قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد.

وأمّا الآية الثانية فقد أكّدت على أمرين مهمّين: وحدة الخلقة. وأنّ التفاضل لا يكون إلاّ بالأعمال، كما قال صلّى الله عليه وسلّم:  » إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم « . ولا يقبل من العمل إلاّ ما كان خالصا صوابا…

  

(***): الآية 114 من سورة التوبة… يقول علماؤنا: أنّها نزلت فيه صلّى الله عليه وسلّم عندما قال ردّا على عمّه أبي طالب الذي أبى النطق بكلمة التوحيد عند موته:  » أما والله لأستغفرن لك ما لم أنْهَ عنك. »   

 

 
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

إحداث شهر جانفي 1952

 
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا أواصل الكتابة حول إحداث شهر جانفي 1952 بعد أن نشرت مقالا مطولا حول إحداث 18 جانفي 1952 ذكرى إعتقال المجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة وإندلاع شرارة الثورة المباركة وصعود المقاومين إلى الجبال لمقاومة الإستعمار الفرنسي وقوى الظلم والإحتلال البغيض الذي دام أكثر من 75 عاما جاثما على جسم الأمة التونسية العربية المسلمة. وقد وهب الله سبحانه وتعالى لتونس قائدا حكيما وزعيما وطنيا ومجاهدا كبيرا خلص البلاد من براثم الإستعمار البغيض والإحتلال الأجنبي بأقل التكاليف وإستطاع حزب التحرير والبناء في ظرف 22 سنة من 1934 تاريخ بعثه إلى سنة 1956 تاريخ الحصول على الإستقلال التام أي في ظرف 22 سنة كفاح ونضال وتضحية وسجون ومنافي وكر وفر إستطاع الحزب الحر الدستوري بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة أن يهزم أكبر قوة في العالم بفضل الخطة الحكيمة وبعد نظر القائد البطل الشجاع وخرجت فرنسا من تونس دون رجعة بفضل الله وبفضل حكمة الزعامة والقيادة المتبصرة. وفي ظرف 3 أعوام ونصف من الكفاح المسلح وعلى وجه التحديد من يوم 18 جانفي 1956 إلى يوم 31 جويلية 1954 رضخت فرنسا وجاء إلى تونس السيد منداس فرانس رئيس حكومة فرنسا وأعلن بنفسه عن إستقلال تونس الداخلي في يوم مشهود وفي ظرف 11 شهر استطاع حزب التحرير أن يجسم مبدأ الاستقلال الداخلي بتفاوض رصين وحكمة التدبير وخطة الزعيم وسياسة المراحل البورقيبية الثابتة والحكيمة وعاد الزعيم الفذ إلى أرض الوطن يوم غرة جوان 1955 منتصرا حاملا لواء الحرية والنصر المبين والسيادة في يوما مشهودا لن يمحى من الذاكرة الوطنية بعد إندلاع الثورة المباركة يوم 18 جانفي 1952 التي هيأ أسبابها الزعيم الراحل بورقيبة العظيم إندلعت المعارك في كل مكان من يوم 19 جانفي 1952 في عديد الجهات والمدن بداية من ماطر يوم 19 جانفي 1952 ثم طبلبة وتازركة وقليبية وسوسة وحمام الغزاز وبني خلاد وبرج دراسن والقيروان والمكنين وواد مليز وغيرها، وإستمرت المعارك في كل الجهات ولم تتوقف، وفعلت فرنسا فعلتها الشنيعة في تازركة وفي طبلبة وكانت أفعال وحشية وظالمة وعنيفة وقذرة وتدل على إنحطاط بغيض ووحشية شاهدنا اليوم في العراق ولبنان وفلسطين من طرف أمريكا وإسرائيل والتاريخ يعيد نفسه… وقد علمنا أن التجمع الدستوري الديمقراطي الحزب الوريث لحزب التحرير قد نظم إجتماعات عامة في كل المدن التونسية التي حصلت فيها المحن والمعارك التي ذكرتها خاصة تازركة وطبلبة وقليبية وبني خلاد وسوسة والمكنين وماطر. ولكن كانت إجتماعات في الحقيقة في بعدها السياسي وشرح الوقائع والأحداث التاريخية منقوصة ومبتورة ولم يتعرض المشرفون على الإجتماعات العامة لإحياء الذكرى إلى الوقائع والأحداث الوطنية بتفاصيلها ولم يذكر واحد منهم كفاح الزعيم بورقيبة رحمه الله ولم يذكر واحد منهم مراحل الكفاح الوطني الذي قاده زعيم الأمة وقائدها لماذا هذا الطمس ولماذا هذا التغافل ولماذا هذا التجاهل للأحداث الوطنية والمثل يقول التاريخ لا يرحم… والتاريخ منقوش في العقول والقلوب وسامح الله تلفزتنا الوطنية وإعلامنا التونسي الذي مازال يتوخى التعتيم وطمس الحقائق التاريخية لكن زعيمنا وقادنا محفوظ في العقول ولا أحد يستطيع طمس هذا التاريخ ونرجو أن يستيقظ أعلامنا التونسية ويتحمل الأمانة بمسؤولية عالية وبأخلاق فاضلة, وأختتم مقالي بجملة خالدة قالها زعيم تونس الحبيب بورقيبة لا أخاف على تونس إلا من أبنائها. . قال الله تعالى: » يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولا سديدا » صدق الله العظيم.  
 

دين المحبة والتسامح والوفاء

 
بقلم: د. محمد الهاشمي الحامدي
القرآن الكريم يهدي إلى الصراط المستقيم وإلى سبل السلام والفوز في الدنيا والآخرة. وهو معجزة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم. نزل بلسان عربي مبين تبيانا لكل شيء. ليس فيه طلاسم. آيات العقيدة والأحكام فيه ظاهرة بينة، فهمها العربي في عهد البعثة فصدق بها وآمن، ويفهمها العربي اليوم من دون الحاجة لترجمان. ومن أراد التعمق والتوسع عاد للمراجع وأهل الإختصاص. والآيات المتشابهة قليلة، لكنها ليست في أصول العقيدة وأحكام الشريعة. كان قادة كفار قريش يفاوضون النبي عليه الصلاة والسلام في السنوات الأولى للبعثة ويعرضون عليه العروض المغرية للتخلي عن رسالته، فيرد عليهم بآيات القرآن الكريم، من دون شرح وإضافات من عنده، وكانوا يفهمونها ويعرفون في قرارة أنفسهم أنها الحق. وعندما أرسل النبي عليه الصلاة والسلام سيدنا مصعب بن عمير لتعليم أهل يثرب الإسلام، قبيل الهجرة، كان سلاحه القرآن الكريم، ولم يكن يحتاج إلى كتب التفاسير اللاحقة ومدونات الأحاديث الضعيفة والموضوعة. وعندما عزم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أشهر حاكم عادل في التاريخ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما عزم أيام جاهليته على اغتيال النبي عليه الصلاة والسلام، سمع في بيت أخته مطلع سورة طه فانقلب مؤمنا، وأكرمه الله أن فتح على يديه وفي عهده العراق والشام وفلسطين ومصر وليبيا. لذلك فإن من عجائب الدهر أن تخاطب أخاك وصديقك العربي المسلم بالقرآن الكريم فيحيلك إلى ما سواه، إلى روايات ضعيفة، وأقوال وتأويلات عجيبة وسقيمة، بقصد إدامة الفرقة والبغضاء والكراهية بين المسلمين. والسبب الأول لهذا النهج أن من يلجأ إليه يعرف يقينا أن القرآن الكريم ليس فيه دليل واحد واضح قاطع يؤيد دعواه التي تشق الصف المسلم، وتروج لثقافة الكراهية بين المسلمين، وتؤسس لفهم سقيم للدين، يقوم على كراهية أكثر أمهات المؤمنين، وأكثر المهاجرين، وأكثر الأنصار، وأكثر أئمة الفقه المعتبرين، والأكثرية الساحقة للأمة الإسلامية واعتبارها منكرة لأصل من أصول الدين، ثم خارجة عن الدين جملة، كما هو مكتوب ومثبت في موقع أشهر مرجع حي معاصر لأصحاب هذا النهج في التفكير، هدانا الله وإياهم إلى الحق وإلى قيم المحبة والتسامح والوفاء لأجيال المؤمنين السابقين. * * *                                                            من بقي عنده شك في المعاني الواضحة للآيات التي تخاطب أمهات المؤمنين في سورة الأحزاب وأنها تخاطب نساء النبي صلى الله عليه وسلم وتكفل لهن المقام الرفيع المقدم بين النساء إن التزمن بشرط التقوى، فليس عليه إلا أن يراجع أسباب نزول هذه الآيات. كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته حياة الفقراء. لم يجعل من فضل النبوة عليه ومقام الزعامة الذي تولاه في مدينته المنورة سببا للتكبر على الناس والإنفاق على نفسه وأهله ببذخ. كان خياره أن يعيش حياة الفقراء والمساكين، وألا يغتر أبدا بمغريات السلطة والجاه، فقدم بذلك القدوة الأحسن والأفضل للناس كافة إلى يوم القيامة. وكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مقام رفيع بين نساء العرب، شرفا وأخلاقا كريمة. لكنهن كن بشرا من البشر. وقد رأين كيف تحسنت الأوضاع الإقتصادية في دولة المدينة المنورة، فطلبن من رسول الله صلى الله عليه وسلم مراجعة سياسته في النفقة داخل بيت النبوة، وزيادة الإنفاق عليهم، بإلحاح لم يرض النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب منهن، وأسف لمواقفهن حتى أنه احتجب عن أصحابه أياما. ثم نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بتلك الآيات البينة الواضحة، يخير نساءه بين الحياة الدنيا وزينتها من جهة، وبين الله ورسوله والدار الآخرة من جهة أخرى. وقد روى البخاري في صحيحه أن عائشة رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أخبرت أبا سلمة بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « جاءها حين أمر الله أن يخير أزواجه. فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك، وقد علم أن أبوي لم يكونا ليومراني بقراقه. ثم قال إن الله قد قال يا أيها النبي قل لأزواجك إلى تمام الآيتين. فقلت ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، « وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما ». وقال قتادة: « واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة »: القرآن والسنة ». وأضافت السيدة عائشة رضي الله عنها: ثم فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت ». (1) هذه القصة الإنسانية الجميلة من بيت النبوة تتجه كلها بروحها وبتفاصيلها عكس اتجاه العصمة الذي نحا إليه قلة من المسلمين من دون دليل، وعكس اتجاه استثناء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من قوله تعالى  » إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » والآيات كلها نزلت إليهن بالخطاب وبالتخيير. هي معاكسة لاتجاه العصمة لأنها تظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته الفاضلات الطاهرات لم يكونوا من جنس الملائكة وإنما من البشر. القرآن الكريم يذكر المسلمين والناس أجمعين أن خاتم النبيين بشر رسول. وعندما توهم الكافرون أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم تقتضي منه التصرف كملك قادر تفجير الينابيع من الأرض وإسقاط السماء أو الإتيان بالله سبحانع وتعالى علوا كبيرا والملائكة قبيلا، سخر منهم القرآن الكريم، وبين لهم أن الله تعالى كان سيرسل رسولا من الملائكة لو كان سكان الأرض من الملائكة. هذه هي الآيات التي تسخر من أوهام الكافرين وتؤكد بشرية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: « وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا. أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا. أو تسقط الساماء كما زعمت علينا كسفا، أو تأتي بالله والملائكة قبيلا. أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء، ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه. قل: سبحان ربي. هل كنت إلا بشرا رسولا؟ وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا.قل: لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا. قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ». (الإسراء: 90-96) وقال تعالى في كتابه الكريم: « قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي أنما إلاهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين ». (فصلت: 6)

 بسم اللـــه الرحمان الرحيـــــــــــــم  

 » تلك فتنة طهر الله منها سيوفنا فلم لا نطهر منها ألسنتنا؟ »
 
لقد أثارني وأنا أتابع السجال الدائر بين- من يسمون أنفسهم أتباع أهل بيت النبي ص بتونس- وبين بعض الاخوة الذين تفاوتت مساهماتهم بين العلمي والتاريخي فأردت أن أدلو بدلوي في الموضوع ولكن من ناحية أخرى. في البدء كلمة أسوقها للهاشمي الذي نصب نفسه عالم حديث نائبا عن الألباني رحمه الله ولو كان الالباني حيا لتألم من إستغلال تحقيقاته العلميةلأغراض » تبشيرية » رخيصة. سيد بن علي الاحاديث التي أوردتها ليست محل تعتيم أو تغييب كما زعمت بل هي معروفة وقد كانت ولا زالت محل تمحيص وبحث  لامن حيث أسانيدها فقط بل نقد متونها ثم وضعها في إطارها التاريخي إن سلمت من نقد السند والمتن فكما ولعلك تعلم أن بعض الأحديث قد يصح سندها فلا تجد أي ثغرة فيه’ ولكن تُرفض لتهاوي متونها  بحيث يستحيل العقل صدورها عن النبي ص. وليس المجال الآن لذكر أمثلة على ذلك من صحيح البخاري نفسه.ُفالأهم والأخطر بعد التأكد من سلامة الرّواة و المتن هو الفهم والتنزيل ولا يتيسر ذلك إلا لمن كان له إلمام بعلوم القرآن ومقاصد الشريعة وغيرها من العلوم المساعدة. إذا كنت تظن أنك  بإيرادك لجملة من الاحاديث ومدح أسانيدها قد تجد كل الشعب التونسي أصبح  شيعيا فأنت واهم فما هكذا تساق الأدلة يا صديقي أنا لن أناقش الأحديث لأن ذلك يطول ولكن أريد أن أطمئنك أنه لا يوجد مسلم حقا في هذا الكون ينكر فضل آل بيت رسول الله ص منذ فجر الإسلام إلى اليوم- إن كانوا أتقياء وصالحين- ولكن لا يُعطى العصمة أحد من بعد رسول الله ص فالكل يخطئ والكل معرض للنقد بما فيهم الإمام علي كرم الله وجهه . »لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها » وإن دراسة موضوعية للتاريخ الإسلامي كفيلة بتأكيد ذلك.ولكني شخصيا لا أرى داعيا للوك ما تناولته آلاف الكتب و الدراسات بل أقول كما قال سلفنا الصالح رضوان الله عليهم:  » تلك فتنة طهر الله منها سيوفنا فلم لا نطهر منها ألسنتنا؟
فالأهم بالنسبة للمسلم هو ما يقع اليوم ونحن شهود فحري بمن رهن نفسه في الماضي أن ينظر إلى واقع الشيعة اليوم عبر العالم و هاكم عينات: في العراق: لا أحد يجهل الدور القذر الذي تلعبه الدوائر الشيعية في تأجيج الصراع الطائفي. والتطهير المذهبي الذي تقوم به فيالق « غدر » وغيرها من فرق الموت فهل هذا يرضي رسول الله وأهل بيته؟ في إيران: تحالف مشبوه مع الدكتاتور بن علي ضد الحركة الإسلامية في تونس التي وللاسف طالما ساندت الثورة الإسلامية وتحملت  السجون من أجل ذلك ثم لا يخفى على أحد الدور القذر الذي تلعبه إيران في العراق.فهل يرضي ذلك النبي ص وآل بيته ؟ في تونس:ورغم قلة عددهم فإن رائحة العفونة قد فاحت بتحالفهم المشبوه مع بن علي الدكتاتور الذي لوث يده ولا يزال بدماء الابرياء من أمثال الحسين رضي الله عنه إن دفاعكم عن بن علي لن يطيل له عمرا ولن تكونوا بحال من الاحوال خليفته حتى وإن » وصى لكم  » و سوف يلفضكم التاريخ لوقوفكم مع الإستبداد ضد المستضعفين المقهورين.فهل تتقربون لآل البيت بمعاداة الأسلاميين و الوطنيين وبموالاة الأمريكان وبن علي؟ هل ذلك يرضي علي و الحسين رضوان الله عليهم أم هي التقية. لن أطيل أكثر فالواقع يتحدث عن نفسه وسوف نقف جميعا أمام الواحد الجبار حيث لا ينفع بن علي ولا إيران ولا الامريكان وأُُنهي مقالتي بقصة واقعية عن شيعي تونسي كان زميلا لي في الجامعة التونسية سنة 1990 وقد جمعتني به الصدف في غرفة واحده في المبيت الجامعي بن عروس 1 كان يناقش كثيرا في التاريخ و أحقية علي بالخلافة و كنت أحدثه أن تلك المسألة دخلت التاريخ و ما علينا فعله الآن كمسلمين هو كيف نلتزم بإسلامنا وندعو له بقطع النظر عن المذهبية و كيف نعلي كلمة الله ضد الإستبداد و كان هذا الشيعي لا يحضر صلاة الجماعة بدعوى الخلاف المذهبي ثم إكتشفت لاحقا أنه لا يصلي حتى في الغرفة ثم كانت الطامة الكبرى لما اكتشفت بمحض الصدفة أن له علاقة جنسية مع متبرجة وقد صارحته بما علمت فاعترف وقال إنها زوجته بالمتعة فناقشته في جواز زواج المتعة ولما تأكد أن لا قوة لأدلته حول  زواج المتعة صارحني في انفعال أنه يستعمل تلك العلاقة « تقية » حتى لا يحشر إسمه مع الاسلاميين الذين يعد النظام لاعتقالهم وتجنيدهم أو سجنهم وقد نصحني أن أقتدي به لأنجو ولكني لم أنتصح فكان مصيري والحمد لله التجنيد ثم السجن لمدة 12 سنة على يد المجرم بن علي الذي يدافعون عنه الآن ويحاربون أولياء الله الذين لا يزال بعضهم في  سجون بن علي منذ1990  . فلا حول ولا قوة إلا بالله أبو أنيس- تونس
 

سوء الأدب مع أم المؤمنين عائشة
 
عباس   بداية، أقول لإخوتي الذين يحاورون الشيعة، كأخي خالد بن سليمان بارك الله في جهده وعلمه، علينا أن نناقش الشيعة بطريقة خاصة بهم. الحوار العلمي المعتاد (الاستدلال، التدقيق في الشواهد والمراجع، البناء المنطقي، إتمام مناقشة الموضوع قبل المرور إلى غيره، المصارحة منذ البداية، …) قد ينفع مع النصارى أو اليسار إلى حدّ ما ولكنه لا ينفع مع الشيعة الإمامية، لا لأنهم أكثر فسادا، بل لسبب بسيط، لأن التقية كما يقولون تسعة أعشار دينهم. فهم ينسبون إلى الإمام الصادق القول الآتي « إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له ». فهل نطمع أن يحاورنا الشيعة بالعُشر الباقي إذا افترضنا أنّهم أبقوا عُشُرا. فعلينا أن لا نحاور بما اعتدنا عليه من محاورة اليهود والنصارى والعلمانيين والملاحدة وشهود يهوه والمورمن والمتطرّفين وغيرهم لأن التقية سيف مسلط على رقابنا، ومخرج مضمون لهم. من فضل الله علينا أن التكنلوجيا عدوة التقية، ومهما تلوّن الشيعي بين الناس فهو يصارح أهل مِلته. وهذا في اعتقادي مدخلنا الوحيد : بالصورة والصوت. في هذه الحالة ليس للمحاور الشيعي إلا أحد الخيارين. إما أن يُذعن للحق أو أن يتبرأ من مشايخه واحدا تلو الآخر، وكلاهما خير له، وهذا ما نريد بالنسبة لعائشة، أم المؤمنين، ليستمع معنا إخواننا الشيعة إلى أحد مشائخهم الذي أذاعوا صيته في العالم، وهو الداعية المصري حسن شحاته. ما تقولون فيما تسمعون وترون بأعينكم، وبكل وضوح. إذا تبرأتم منه، فبارك الله فيكم، وإن أبيتم فقد أثبتم ما قال أخونا خالد بن سليمان، فأذعنوا   http://frqan.com/uploads/takfeer_hasan1.rm   http://www.fnoor.com/media/fn351.ram   copier/coller dans le champ d’entrée du fureteur (Internet Explorer par exemple) si la clique ne marche pas.

 

 


« منظمة التحرير » في تونس تدفع أول راتب منذ 9 أشهر
 
أعلن مسؤول فلسطيني مقيم في تونس أمس، أن موظفي وكوادر منظمة التّحرير الفلسطينية في هذا البلد تسلّموا أوّل راتب لهم منذ تسعة أشهر. ويأتي هذا الإجراء عقب إفراج إسرائيل عن 100 مليون دولار تقريباً من إجمالي عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها، إذ قامت يوم الجمعة الماضي بتحويل هذا المبلغ لمؤسسة الرئاسة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس. وتحتاج السلطة الفلسطينية لأكثر من 80 مليون دولار شهرياً لتغطية رواتب الموظفين والمستخدمين المدنيين والأمنيين. وكانت القيادة الفلسطينية قد أبقت على عدد من دوائر ومؤسسات منظمة التّحرير الفلسطينية في تونس، منها الدّائرة السياسية برئاسة فاروق القدومي، ودائرة اللاجئين، وقيادة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني، وفرع للصندوق القومي الفلسطيني. وأبقت حركة « فتح » على مكتبها للتعبئة والتّنظيم في تونس، حيث يشرف عليه حالياً عضو اللجنة المركزية لحركة « فتح » أبو ماهر غنيم. وكانت عمليات تحويل رواتب لنحو 145 ألف موظف في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونحو 600 موظف تابعين لمنظمة التّحرير الفلسطينية في مختلف البلدان العربية والأجنبية، قد توقّفت منذ شهر آذار الماضي إثر تسلّم « حماس » السلطة. (يو بي آي) (المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 2 فيفري 2007)
الرابط: http://al-akhbar.com/ar/node/20837

كوادر منظمة التحرير في تونس.. جوع وتسوّل
 
الوقت -عمان- خاص: تزايدت مؤخرا الرسائل التي تصل للرئيس الفلسطيني محمود عباس من قبل كادر منظمة التحرير الموجود في الساحة التونسية حيث مقر الدائرة السياسية وهي مراسلات تطالب الرئيس بالتدخل لمعالجة الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها الكادر بسبب تأخر صرف الرواتب والمخصصات للشهر التاسع على التوالي حسب قيادات في الدائرة السياسية، وقعت على رسالة جماعية أرسلت للمكتب الرئاسي في رام الله الأسبوع الماضي. وتطال هذه الأزمة المالية الخانقة عشرات الأشخاص من المناضلين السابقين الذين علقوا في الساحة التونسية ولا تسمح لهم إسرائيل بالعودة إلى فلسطين فيما انقطعت عنهم تماما كل مسوغات الدعم المالي بما في ذلك المخصصات والرواتب الشهرية وزاد في تعقيد الموقف حسب أوساط المنظمة في تونس العلاقات السلبية، والسيئة بين محمود عباس والرجل الثاني في حركة فتح فاروق القدومي. وحصلت ‘’الوقت’’ على مراسلات ووثائق موجهة لعباس تشتكي من أزمة مالية خانقة طالت المناضلين والمسؤولين التابعين للمنظمة في تونس وأصبحت أزمة ذات أبعاد إنسانية. وتشير إحدى الرسائل التي اطلعت عليها ‘’الوقت’’ إلى أن كادر المنظمة في تونس يعاني من انقطاع في خدمات الهواتف والكهرباء والماء ويواجه صعوبات في تأمين الأدوية والعلاجات والتغطية الصحية في حالة المرض كما يواجه صعوبات في تامين احتياجات المدارس للأطفال والتلاميذ. ويؤكد أعضاء من كادر تونس أن قرارات طرد من المنازل صدرت بحق عدة موظفين او مناضلين سابقين تقطعت بهم السبل خصوصا وان الرواتب والمخصصات الشهرية لم تصل الى هؤلاء للشهر التاسع علي التوالي كما أن أي مخصصات مالية سنوية حقيقية لم تصل للدائرة السياسية نفسها برئاسة القدومي بسبب طبيعة الخلاف بينه والرئيس عباس على الصلاحيات وعلى التمثيل الدبلوماسي الخارجي بموجب القانون الدبلوماسي الأخير . وتلمح الاتصالات والمراسلات إلى أن أوضاع كادر المنظمة في تونس وصلت إلى مرحلة يرثى لها خصوصا وان أجور المدارس الخاصة والبيوت لم تدفع وكذلك وجود صعوبات في تلقي العلاج وفي تأمين مخصصات الطعام والغذاء والتنقل وبسبب الأزمة المالية ذاتها توقفت عن العمل خمسة خطوط هاتفية أرضية على الأقل تابعة لمقر الدائرة الفلسطينية السياسية، التي تعتبر بمثابة وزارة خارجية المنظمة. وتحدثت أوساط فلسطينية في تونس عن جوع حقيقي وعن الشعور بالعدم وعن تبرعات جمعت في مساجد لضباط متقاعدين كبار من حركة فتح، وعن سلوكيات تمس بكرامة الكادر، والأفراد والعائلات وهي مسائل طلب من الرئيس عباس الانتباه جيدا لها خصوصا وان الأزمة المالية تترافق مع عدم وجود واجبات او مهام محددة وعن امتناع مكتب الرئاسة في رام الله عن إشراك أعضاء الدائرة السياسية في الوفود التي تسافر للخارج الأمر الذي يمكن ان يخفف عن البعض ويعالج إشكالية الشعور بالعبث جراء عدم وجود مخصصات وعدم وجود اي دور من اي نوع في الجانب الوظيفي . ويلاحظ المشتكون بان مكتب الرئاسة يدفع فعلا على رغم الأزمة المالية والحصار على الشعب الفلسطيني مخصصات شهرية للكثير من المقار الدبلوماسية والسفارات في الخارج وتحديدا تلك المقار المحسوبة على الرئيس عباس وليس على الدائرة السياسية وتلمح المراسلات التي وصلت مكتب الرئاسة في رام الله إلى ان كادر تونس الفلسطيني يهدد باللجوء إلى الاعتصام المفتوح اذا لم يحصل استدراك للأمر خصوصا مع شعوره بالتجاهل التام لكادر الخارج مقابل اهتمام الرئاسة بكوادر الداخل فقط . وتلقت ‘’الوقت’’ عدة اتصالات هاتفية يؤكد أصحابها بأن جماعة تونس يشعرون بالغبن الشديد جراء عدم وجود عمل أو رواتب ويشعرون بان ما يجري لهم عبارة عن عملية تسريح غير مباشرة لكوادر المنظمة وتهميش لآخر ما تبقى من مؤسساتها وهي الدائرة السياسية والصندوق القومي ويتحدث هؤلاء عن صعوبات بالغة جدا ماديا ومعيشيا بسبب،وجودهم في الغربة حيث لا يوجد مجتمع متكافل معهم إلا نادرا ولا يوجد بنوك يمكن أن تقرضهم الأمر الذي يجعل أزمتهم مضاعفة. (المصدر: صحيفة « الوقت » (يومية – البحرين) الصادرة يوم 2 فيفري 2007) الرابط: http://www.alwaqt.com/art.php?aid=39088

استحداث هيئتين لمكافحة الفساد والرشوة …

المغرب: إلزام كبار المسؤولين كشف ثرواتهم

 
الرباط – محمد الأشهب أقر العاهل المغربي الملك محمد السادس إجراءات تلزم كبار المسؤولين في أجهزة الدولة والحكومة والقضاة والمجالس المنتخبة كشف ثرواتهم وممتلكاتهم للأجهزة الرقابية الممثلة بالمجلس الأعلى للحسابات، كما خوّل الحكومة صلاحية إخضاع الأشخاص المرتبطة أعمالهم «بمصالح الدفاع والأمن الداخلي والخارجي» لهذه الإجراءات. وأشارت مصادر رسمية إلى أن الإجراءات الجديدة التي تضمنها مشروع قانون أقره مجلس وزاري «تشمل المدخرات والودائع في المصارف والثروات المحصلة من طريق الإرث والتحف الفنية والتاريخية ذات القيمة العالية». وصادق المجلس الوزاري على مشروع قرار لتعديل القوانين المنظمة للانتخابات، بعدما قضى المجلس الدستوري بعدم دستورية اشتراط حصول الأحزاب على نسبة 3 في المئة من أصوات الناخبين في آخر اقتراع لخوض أي انتخابات. ونص المشروع الجديد على إلزام أعضاء مجلسي النواب والمستشارين التصريح بمواردهم المالية. وأقر المجلس مرسوماً لتحديد شروط إبرام الدولة صفقاتها ومعاودة النظر في الإجراءات المعمول بها في هذا النطاق، لتأكيد التزام الشفافية وتفعيل تكافؤ الفرص. وأعلن المجلس إنشاء «هيئة مركزية للوقاية من الرشوة» وأخرى «للوقاية من الفساد»، في سياق ملاءمة القوانين المغربية ومقتضيات اتفاق الأمم المتحدة لمحاربة الفساد الذي وقعته الرباط. وهذه المرة الأولى التي يتم فيها إنشاء هيئات ذات صلاحيات رقابية على المال العام. ووافق الوزراء على تعديلات طالت قانون الجنسية لتمكين المرأة المغربية المتزوجة من أجنبي من منح الجنسية لأبنائها. وقرر المجلس عقد دورة طارئة للبرلمان في الثاني عشر من الشهر الجاري لدرس هذه المشروعات كي تدخل حيز التنفيذ. (المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 فيفري 2007)

 
 

الإسلاموفوبيا وحقوق الإنسان

 
هيثم مناع (*) باعتبار الإسلاموفوبيا الشكل الأكثر خطورة للعنصرية في أوروبا، سجل مقرر المفوضية السامية لحقوق الإنسان دودو ديين نقطة سبق على العديد من منظمات حقوق الإنسان الأوروبية التي لم تعط موضوع « الإسلاموفوبيا » حقه حتى اليوم. فالنقاش الذي خاضه عدد من العلمانيين الاستئصاليين في أوروبا بشكل عام، وفي فرنسا بشكل خاص، وبدعم من عدة مجموعات ضغط طالما آثرت حماية جماعة أو دولة على الدفاع عن قيم عالمية جماعية ومشتركة.. هذا النقاش أوجد حالة تخوف من تناول « التخوف من الإسلام » باعتباره ظاهرة عنصرية خطيرة. يمكن للباحث أن يعتمد أكثر من منهج في دراسة أصول ظاهرة العداء للإسلام في الأزمنة المعاصرة، وعندما نتحدث عن العداء للإسلام، لا نتحدث بالتأكيد عن حرية التعبير والنقد في عالمي الإسلام والحركة الإسلامية السياسية.. وإنما نتحدث عن تكوين نمطي مسبق ينطلق من « مسلمات » تم تأصيلها في الثقافة الأوروبية السائدة وجعلها أكثر قدسية من الأديان نفسها. أولى هذه المسلمات الصلة العضوية بين الإسلام والعنف, وثانيتها التعارض المبدئي بين الإسلام والديمقراطية, وثالثتها العداء المطلق بين الإسلام والعلمانية. وإن كانت بعض هذه « المسلمات » تعود لأكثر من قرن، فيمكن القول إن سنوات 1978-1982 قد شكلت منعطفا هاما لتعزيز هذه الصورة النمطية انطلاقا من عدة عوامل جيوسياسية من جهة وسياسية اقتصادية من جهة ثانية. فمن الناحية الجيوسياسية شكلت هذه السنوات سنوات صعود لعدة حركات إسلامية سياسية. ورغم اختلاف الدوافع والأسباب بل والمقومات الأيديولوجية (كالتباين بين قيام جمهورية إسلامية شيعية في إيران وحركة مسلحة للطليعة المقاتلة في سوريا وحركة جهيمان العتيبي في السعودية للمثل لا للحصر)، فإن هذا التمايز لم يكن يُرى بالعين المجردة في الغرب، فهناك خطر إسلامي وحمّى إسلامية، هذه الحمى تهدد الحضارة الغربية. جاء ذلك مع بداية ولاية البابا يوحنا بولص الثاني ووصول المحافظين الجدد إلى السلطة في شخص الرئيس الأميركي رونالد ريغان، ولكن أيضا وصول الدبابات الإسرائيلية إلى ثاني عاصمة عربية بعد القدس في عدوان 1982 على لبنان.. أي في حقبة ضبابية على الصعيد العالمي واضطرابية على الصعيد الإقليمي، مع أزمة عميقة يعيشها اللوبي الموالي لإسرائيل في الغرب عبر كشف الغطاء عن فكرة الحروب الوجودية لدولة إسرائيل. العداء للإسلام في هذا الوضع ضرورة لأكثر من تيار أيديولوجي وسلاح نافع لأكثر من تيار سياسي، خاصة أن هذا الوضع ترافق على الصعيد الأوروبي مع واقعتين في غاية الأهمية: أولاهما تزايد عدد المهاجرين المسلمين إلى أوروبا، والثانية تصاعد أزمة البطالة ودخول القارة الأوروبية في فترة إعادة تكوين قدراتها الصناعية وفق معطيات الثورة التقنية الجديدة. هذا التزايد يظهر جليا عبر بعض الإحصاءات المعبرة التي كانت السياسة الاقتصادية الأوروبية مسؤولة عنها مباشرة. فعدد القادمين من شمال أفريقيا عام 1946 لم يكن يتجاوز 100 ألف شخص رغم وجود دول المغرب الكبير تحت الاحتلال الفرنسي واعتبار الحكومة الفرنسية الجزائر جزءا من الأراضي الفرنسية، في حين بلغ عدد القادمين بطلب من المؤسسات الفرنسية عام 1975 2.4 مليون مهاجر. وفي ألمانيا يمكن متابعة التقدم نفسه بالنسبة للجالية التركية (بمكوناتها التركية والكردية)، ولو أخذنا أرقام الهجرة التركية لأوروبا نجد أن عدد المهاجرين قد قفز من 715 ألف مهاجر عام 1974 إلى 3.5 ملايين قبل عامين، في حين تضاعف عدد العاطلين عن العمل في الفترة التي أشرنا إليها إلى أكثر من 160% في (1978-1982) في دول الهجرة الرئيسية في أوربا. ورغم أن القارة الأوروبية أرسلت إلى العالم في المائة عام التي تبعت الحروب النابليونية قرابة 60 مليون مهاجر (كما يوضح بادلي بينز في كتابه: الهجرة من أوروبا 1815-1930) لم تستطع أوروبا الغربية هضم فكرة هجرة طبيعية كانت مؤسساتها الاقتصادية المحرض الأول على حدوثها، ولا يمكن إلا أن تستمر، في عالم صارت حركة البشر جزءا لا يتجزأ من نظام اقتصادي وثقافي وإعلامي يرفض الحدود. ترافقت هذه التغييرات البنيوية بأزمة هويات على الصعيد العالمي، عززها إعادة اكتشاف الهوية الأوروبية المتعددة القوميات المختلفة المسارات، ومخاض هذه العملية على الذات المهاجرة سمراء وسوداء في مجتمعات جعلتها الأزمة الاقتصادية تنمي ثقافة خوف جديدة لم تلبث أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 أن أعطتها صفة « العدو الإرهابي » بعدما كانت في حدود تهميش وتحديد أثر الآخر الإسلامي الذي يدخل الحرمة الأوروبية بدون جواز سفر، لكون « أوروبا المتعددة » في الواقع لم تقبل بعد في التصور طابعها المتعدد الإثنيات المتعدد الثقافات والمتعدد الأديان والألوان. لذا لم تكتف الطبقة المثقفة الأوروبية بإهمال ظاهرة الإسلاموفوبيا أو تجاهلها، وإنما شنت حملة ضروسا على من يتحدث عنها في خطاب يعتمد العناصر التالية: 1-أن من أوجد هذه الكلمة هم الملالي في إيران لوقف أي نقد تجاه حكومتهم (طبعا يتناسى هذا النقد أن هذه الكلمة استعملت أول مرة حسب علمنا عام 1925 في بيان يتحدث عن هوس مفرط في الإسلاموفوبيا في فرنسا). 2-أن الخطر الإسلامي خطر داخلي على أوروبا باعتباره يبني جزرا منعزلة عن الجماعة ويعيد إنتاج العداء للسامية، وهو يتعدى حدود القارة ليمس مستقبل دولة إسرائيل. 3-هناك نوع من الابتزاز المسمى الابتزاز بالإسلاموفوبيا، الإسلام فيه يصبح غير قابل للدراسة أو النقاش أو النقد، دين له وضع خاص ينصّبه فوق حرية التفكير والعقيدة والرأي، وهو سلاح للإسلاميين ضد العلمانية والحداثة. (معظم من كتب حول « الابتزاز بالإسلاموفوبيا » يعرّف نفسه أو يعرفه الناشر كمناصر لإسرائيل). لن نناقش مدى صلاحية ودقة مصطلح « الإسلاموفوبيا »، فالأخطاء الشائعة في التعريف تسبق فقهاء اللغة وبحاثة العلوم الاجتماعية. ما يهمنا اليوم أن عملية بناء الشرعنة الثقافية والفكرية للإسلاموفوبيا قد تعززت في أوروبا خلال الربع قرن الأخير وأنجبت مجموعة من المثقفين الاستئصاليين الذين لا يكتفون بالخوف من المسلم وإنما يعتبرون تخليه عن دينه شرطا للاطمئنان له ككائن إنساني. وفي الكتابات التي تبعت صدور مؤلف دوفيليه « مساجد رواسٍ » حول حرمان عدد من المسلمين من بطاقة المرور الخاصة بهم في مطار شارل ديغول لأسباب أمنية، أحصينا ستة مقالات في مجلات وطنية -لا تنتمي لليمين المتطرف أو العنصري- تعتبر أن من الطبيعي عدم السماح لشخص يصلي خمس مرات في اليوم ويذهب للمسجد عندما يستطيع، وقد أدى فريضة الحج أو يتمنى ذلك، مع إطلاق اللحية.. عدم السماح له بالوصول إلى مناطق حساسة في الطائرات وأمنها. المقرر الخاص للمفوضية السامية لحقوق الإنسان دودو ديين يعتبر عملية بناء الشرعنة الثقافية من قبل بحاثة وكتّاب وصحفيين تشريعا للحقد والكراهية تجاه الإسلام والمسلمين، وهي تصنف بالنسبة له ضمن ظاهرة التمييز والعنصرية باعتبارها تربط بين الإسلام والعنف والإسلام كعدو للحريات وحرية التعبير بشكل خاص والإسلام والإرهاب منذ 11 سبتمبر/أيلول 2001. بالطبع ليس لنا أن نبرئ ساحة المسلمين من كل ما يحدث، وليس لنا أيضا أن نتغاضى عن عمليات الخلط المتعمدة أحيانا والتلقائية أحيانا أخرى، بين الدفاع عن حرية المعتقد وعدم السماح بأي نقد لجماعة أو دين بدعوى العنصرية والتمييز. ففي المجتمعات الأوروبية الدين موضوع دراسة وموضوع نقد قبل دخول الإسلام الفضاء الأوروبي. ومن المؤسف أن الجيل الأول من الإسلاميين في أوروبا لم يقم دائما بعملية الفصل بين تاريخه في المجتمعات الإسلامية وخطابه الموجه لها ووجوده في مجتمع غير إسلامي له فقهه وأحكامه الخاصة. فعلى سبيل المثال، كاتب إسلامي أمضى حياته يجاهد ضد العلمانية في الفكر والممارسة، يصعب عليه في منفاه الإجباري أن يقول لابنه « الأوروبي الولادة والنشأة » أن العلمانية الديمقراطية هي الصيغة الأفضل لحماية المسلمين في أوروبا، خاصة أن النظام الديني شمال البحر المتوسط يحمل ميراث محاكم التفتيش والتخيير بين المسيحية والنفي والقتل! يعود إلى منظمة « The Runnymede Trust » غير الحكومية الفضل في أول محاولة تعريف جدية للإسلاموفوبيا عام 1997 حيث حددت للتعريف المعايير الثمانية التالية: 1- اعتبار الإسلام جسما أحاديا جامدا قلما يتأثر بالتغيير. 2- اعتبار الإسلام متميزا و »آخر » ليس له قيم مشتركة مع الثقافات الأخرى وهو لا يتأثر بها أو يؤثر فيها. 3- اعتبار الإسلام دونيا بالنسبة للغرب.. بربريا وغير عقلاني، بدائيا وجنسي النزعة. 4- اعتبار الإسلام عنيفا وعدوانيا ومصدر خطر، مفطورا على الإرهاب والصدام بين الحضارات. 5- اعتبار الإسلام أيديولوجية سياسية لتحقيق مصالح سياسية وعسكرية.6- الرفض التام لأي نقد يقدم من طرف إسلامي للغرب. 7- استعمال العداء تجاه الإسلام لتبرير ممارسات تمييزية تجاه المسلمين وإبعادهم عن المجتمع المهيمن. 8- اعتبار العداء تجاه المسلمين عاديا وطبيعيا. للخروج من العموميات في الفضاء بين الحكومي وغيره، وضع مجلس أوروبا قبل عامين في تقرير أصدره عن « الإسلاموفوبيا وتأثيرها على الشبيبة » (2005)، تعريفا أوليا للكلمة يمكن اعتباره نقطة انطلاق جدية مشتركة بين الحكومي وغيره في هذا الموضوع الخطير والحساس. يقول التقرير إن « الإسلاموفوبيا هو التخوف أو الأحكام المسبقة تجاه الإسلام والمسلمين وما يتعلق بهم، سواء تم التعبير عنه بالأشكال اليومية للعنصرية والتمييز أو في أشكاله الأكثر عنفا. الإسلاموفوبيا هو انتهاك لحقوق الإنسان وخطر على التماسك الاجتماعي ». في التقرير الذي أصدره المركز الأوروبي لمراقبة العنصرية وكراهية الأجانب في ديسمبر/كانون الأول 2006 بعنوان « التمييز العنصري والتخوف من الإسلام »، يظهر بوضوح أن هناك تمييزا واضطهادا تجاه المسلمين في أوروبا في مجالات العمل والتعليم والسكن والمعاملة في الفضاء العام. وعندما طلبت من بياته فينكر مديرة المركز وأهم محرري التقرير أن تلخص لي خلاصة تجربتها قالت إن « التخوف من الإسلام يبدأ بتوجيه الإهانات الشفهية ويصل حد الاعتداء الجسدي والاعتداء على أماكن العبادة والممتلكات والقبور، لذا هناك حاجة ماسة إلى قيادة سياسية حازمة تدافع عن المساواة بين جميع الأوروبيين بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية والدينية، كذلك تعبئة بين المسلمين لمشاركة أوسع في المجتمعات المدنية للدفاع عن حقوقهم والحقوق الإنسانية بشكل عام ». معظم منظمات حقوق الإنسان ومناهضة العنصرية تلاحظ أن التوظيف السياسي للإسلاموفوبيا سلعة رائجة ومربحة في سوق النخاسة السياسية الأوروبية. وبالتالي تركز على قيام ترسانة قانونية تحمي المسلمين من أشكال التمييز والاعتداء اليومية بحقهم. ترسانة لا يستثنى منها لا شبه مثقف ولا « رجل » سياسة, لأن ظاهرة الإسلاموفوبيا تتصاعد بشكل غير محمود النتائج والعواقب، ولا بد من مواجهة راديكالية لها يكون للمنظمات الحقوقية الأوروبية فيها دور الصدارة. (*) كاتب سوري
(المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 1 فيفري 2007)


« حزب الله » وإشكالية التوفيق … بين « ولاية الفقيه » والديموقراطية

 
توفيق المديني     
 
بدا «حزب الله» دوره السياسي والوظيفي في المقاومة ضد اسرائيل باعتبار المقاومة اسلوباً متميزاً من الناحية العسكرية، ومحورياً من الناحية الاستراتيجية، في ظل الاحتضان الاقليمي من دون شك، وفي الوقت الذي سادت فيه سياسة التسوية في الوطن العربي كله، واصبحت معظم الأنظمة العربية تتلاقى في برامجها مع البرنامج الأميركي على صعيد تسوية القضية الفلسطينية، وتصفية النضال لتحرير فلسطين، وتقهقر في الوقت عينه الصراع العربي – الاسرائيلي، وسكنت كل الجبهات العربية، وأصبحت بوابة الجنوب اللبناني حيث الأكثرية السكانية شيعية هي البوابة الوحيدة المفتوحة على الصراع. وقد شكل «حزب الله» العمود الفقري للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وحقق نجاحات جهادية وانجازات دفاعية كبيرة ضد وضعية الاحتلال، حيث اسهمت هذه الانجازات، في توسيع دائرة التأييد والتعاطف الشعبي للحزب، وفي تأمين صعوده السياسي في فضاء السياسة اللبنانية والاقليمية، بوصفه حزباً موجوداً بشعبيته الذاتية ايضاً. وبات الحزب يلقب في وعي الناس بأنه «حزب المقاومة وحزب الشهداء»، نظراً الى الدور الأساسي الذي أداه في معركة تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي في 25 أيار (مايو) 2000. أكد «حزب الله» منذ نشأته وتأسيسه دور علماء الدين في مشروعه السياسي الاسلامي، غير ان إطلالة فقهاء الدين على السياسة كشأن من شؤون الاجتماع البشري، ظل يرافقه تبني الحزب لنظرية «ولاية الفقيه» التي هي للحزب المبدأ المطابق للفكر التأسيسي المانح للشرعية، ومرجعية النص الاسلامي. فـ «ولاية الفقيه» مبنية على نص ديني، لا نقول انها التأويل اليتيم له، لكنها التأويل الوحيد الذي تحول بالفعل الى نظرية متماسكة، الى حد استطاعت معه بنجاح مشهود، ان تخوض غمار التطبيق. ولن يتسنى لأي حركة سياسية اسلامية (شيعية) اتخاذ نموذج الفقيه صالحاً للتعبير عن اسلاميتها، خارج هذه النظرية، ما لم يثمر الاجتهاد السياسي، نماذج أخرى تؤدي الى الوظائف العملية نفسها وتستند الى تنظير فكري ملائم. وحين يعتمد «حزب الله» هذا النص الاسلامي كمرجعية، ويجاهر به، فإنه لا يتمايز عن الحركات الأصولية، بل هو أحد فصائلها الممتازة، لأن «حزب الله» هو حزب ديني موجود في الطائفة الشيعية اللبنانية حصراً، ومرتبط بالنص التأسيسي: اي الايمان بنظــــرية ولاية الفقيه المطلقة ممثلة بآراء وفتاوى وأحكام «الفقيه الولي» المؤسس، الإمام الخميني أولاً، والمرشد الإمام علي خامنئي ثانياً. ويرفض «حزب الله» الجغرافيا، لأنه يؤمن بوجود أمة اسلامية واحدة يقودها فقيه، حيث يقول أحد قادة الحزب: «نحن نعيش على غيبة الإمام المنتظر والقيادة في هذا العصر تتمثل في قيادة الفقهاء العدول». من هنا فإن «حزب الله» يطيع القرارات الصادرة عن الفقيه، العادل وينفذها. هذا الفقيه اسمه آية الله الخــــــميني «ليس له صفة جغرافية بل صفة شرعية وعلى هذا الاساس ايضاً عملنا السياسي في لبنان لا يكون أبداً من خلال جغرافية لبنان، وانما من خلال جغرافية الاسلام التي تعني العالم. فنحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا جزءاً منفصلاً عن الثورة في ايران». ولبنان على حد تعبير الشيخ ابراهيم الأمين ليس إلا «دائرة جغرافية» مكان لا أهمية خاصة له إلا لأن الغرب حاول، برأي الحزب، ان يجعل منه موقعاً متقدماً في سياسة المستعمرين في منطقة الشرق الأوسط، «أما المشروع فهو ان تصبح المنطقة أمة فلا يصح القول ان هناك دولاً في منطقة الشرق الأوسط، بل توجد عشائر وطوائف». ان تصبح المنطقة أمة يعني ان تتبنى بكاملها الإسلام سياسة ونظاماً «وقد بدأ هذا المشروع بانتصار الثورة الإسلامية في إيران، وهو مشروع الأمة، دولة الإسلام الكبرى». رغم أن نظرية «ولاية الفــــقيه» المبنية على نص ديني، قد طرحت لتملأ الفراغ في قمة الهرم الشيعي بعد اختفاء الإمامة التي تعد من أركان الاعتقاد عند الشيعة، فإن الولاية المطلقة للفقــــيه التي نادى بتحقيقها وترجمتها على المحك العملي الإمام الخميني كانت ولا تزال موضوع جدال فقهي من مختـــــلف المرجعيات الشيعية الكبرى، بين معارض لها ومتحفظ عليها. ولأن عــــمق حركة مبدأ «ولاية الفقيه» وميدان تجربته الأوحد هما المجتـــــمع الإيراني الذي تتحكم فيه ظروف سياسية اجتماعية وتاريخية خاصة، فإنه لا يجوز على منظري ولاية الـــفقيه والتي تشكلت بعامل راديكاليتها الايديولـــــوجية في مجال الصراع السياسي، الجهاز الايديولوجي للــــثورة الإسلامية في إيران، الايهام بالمطابقة ما بين ولايتهم وولاية الإمام المعصوم، لأن هذا الايهام فرضته اعتبارات سياسية لا اعتبارات فقهية. ومن هذا المنطلق، فإن نظرية «ولاية الفقيه» التي تشكل الاساس الفقهي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى وإن كانت منبثقة من رحم فكر ديني غير متمركز في «مجتمع مصدر»، تظل محكومة بحدها الاقليمي الذي نشأت فيه، حسب الشيخ الراحل محمد مهدي شمس الدين، وبالتالي لا عمومية لها ولا إلزام. ولهذا، فعندما غدت نظرية «ولاية الفقيه» مرجعية فكرية وايديولوجية لـ «حزب الله»، تحولت إلى ضرورة تنظيمية من أجل بناء الشخصية الحزبية المنضبطة، والنظام الأمني الحديدي والمغلق، واضفاء الشرعية على مركزية حادة، وأحادية في القرار وآلية تنظيمية يكون فيها مصدر القرار نابعاً من الهيئات العليا باتجاه القاعدة، لا العكس. وليس خافياً على أحد أن «حزب الله» هو حزب مناضل، يمارس أسلوبين متميزين في اطار الاندراج في الحقل الوطني اللبناني الذي يشمل أدياناً وطوائف متعددة: أسلوب المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ضمن سياق استراتيجية تلاؤم «حزب الله» مع المعطيات اللبنانية والاقليمية، المحددة بعوامل سياسية، يجري تشكلها في إطار ديناميكية التحالف الاستراتيجي السوري – الإيراني ومسار الصراع العربي – الإسرائيلي، حيث أن هذا التلازم تغلب عليه البراغماتية والمرونة السياسية ولا علاقة له بنظرية «ولاية الفقيه» والايديولوجيا. ونظراً الى فاعلية «حزب الله» في هذه المقاومة، التي أرغمت الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب من جنوب لبنان، فقد أصبح «حزب الله» يحظى بتأييد وتعاطف شعبي ورسمي كبيرين. أما الأسلوب الثاني فهو أسلوب المعارضة التي تندرج في سياق استراتيجية لبننة الحزب، والدخول في اللعبة الديموقراطية، من دون أن يعني هذا أن الحزب قد خرج من حقل شيعيته الاجتماعية السياسية. فقد اثبتت الأحداث استحالة أن يخرج «حزب الله» من عباءته الطائفية، وبالتالي استحالة أن يصبح حزباً وطنياً على امتداد الوطن اللبناني يستقطب من كل قطاعات المجتمع وطوائفه. فهذا النهج الوطني يتناقض مع طبيعته الطائفية، ومع نمط بنيته الايديولوجية. ورغم أن «حزب الله» يمارس المقاومة والمعارضة اللتين تجعلان منه رقماً صعباً في معادلات الحياة السياسية اللبنانية والصراع الاقليمي، فإنه عجز عن بلورة خطاب سياسي وايديولوجي يواكب التطورات والتحولات العالمية والاقليمية والمحلية خاص به بسبب وقوعه في أسر ايديولوجيا الرؤية الإيرانية، أي نظرية «ولاية الفقيه» التي لا تراعي الخصوصيات اللبنانية والعربية، ولا تؤمن اصلاً بالديموقراطية. ولا شك أن هذا العجز جعل «حزب الله» يعيش حالاً من التبعية لم يستطع الفكاك منها ما دام أنه يستمد من الكيان السياسي في إيران مشروعيته الدينية وامتداده الايديولوجي… والغريب أن الحزب يعيش رهاناته الايديولوجية على مستوى الداخل الإيراني، ليحفظ استقراره التنظيمي الخاص، المبني على آلية عمل «ولاية الفقيه»، فتراه ينخرط في أرجحيات وافضليات سياسية على مستوى الداخل الإيراني، ويقف على مسافة من ظاهرة الاصلاحيين، ويقلل من عمـــــقها أو جوهريتها على مستوى الداخل الإيراني، على رغم أنها تبشر بتحولات مهمة على الصعيد السياسي والمجتمعي، ويتجند في معركة التجاذب على المرجعيات الدينية فينادي بتوحيد الولاية والمرجعية على رغم الفقر الفقهي لفكرة التوحيد تلك. وما دام «حزب الله» لم يقم بمراجعة نقدية شاملة لطروحاته الفكرية وتجربته السياسية طيلة المرحلة الماضية، ولم يستطع ان يجد مخرجاً للأزمة البنيوية في خطابه الايديولوجي السياسي «وللازدواجيات واجبات» التي يعاني منها، فإنه سيستمر حزباً مقاوماً للاحتلال الاسرائيلي، ما دامت تسمح له صراعات المحاور الاقليمية بذلك، وكذلك ايضاً مصير العلاقة السورية والايرانية مع أميركا. هذه المقاومة لا تزال تشكل متنفساً لـ «حزب الله» تمكنه من التعايش لبنانياً وعربياً كجزء مقاوم، ولكن من دون ان يتحول الى حزب تغيير وطني، على مستوى الوطن اللبناني، أي على مستوى الدولة والمجتمع اللبناني، لأنه لم يبلور مشروعاً سياسياً وطنياً يقدم أجوبة مقنعة وعقلانية للاسئلة التي يطرحها الواقع اللبناني، لا سيما تطوير مفهومه الايديولوجي لجهة الايمان ببناء دولة القانون في كيان تعددي، وتطوير علاقته بالمسألة الديموقراطية، والقطع الحاسم بأنه «لون» سياسي عقيدي في بلد تعددي، وانه جزء من مشروع لبناني عام، وان «ولاية الفقيه» التي تربطه بعلاقة مركزية مع ايران لم تعد تشكل قيداً معيناً على تلبنن الحزب المنشود، لأن ما هو مطروح في لبنان وعلى الصعيد العربي هو تحقيق التجاوز الديالتيكي للطائفية السياسية وبناء دولة الحق والقانون بالتلازم مع المجتمع المدني الحديث القائم على التعدد والاختلاف والتعارض.
كاتب تونسي
 
(المصدر: صحيفة الحياة  الصادرة يوم 30 جانفي 2007)
 

في رحيل تركي علي الربيعو … الباحث والناقد الرصين لأصولية الفكر التقدمي العربي

 
عبدالرحمن الحاج
 
«وقفت أمام قبر النبي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) فبكيت» هذه العبارة الأولى التي قالها لي الربيعو عندما جئت لزيارته بعد عودته من الحج قبل أكثر من عامين، وعقَّب – كما لو أنه يخشى من أن تهمة «التدين» التي لا يحبذها البتة المثقفون الحداثيون – قائلاً: «أنت تعلم أننا تربينا على حبه منذ لحظة ولادتنا، إنه في داخلنا جميعاً، لم أستطع تمالك نفسي أمام قبره والله… فبكيت»! هذه العبارات ربما تشير بكثير من الاختصار والتركيز إلى موقف تركي الربيعو من الإسلام كدين تراث، وعندما ذاع بين المثقفين السوريين أن تركي الربيعو أصبح «الحاج تركي» بعد أن أدى مناسك الحج بدعوة من وزارة الحج والعمرة، ثار المثقفون السوريون ضده. حدثني مرة في «مقهى الروضة» الشهير (في دمشق) أن «تقدميينا (يعني من السوريين) لم يستطيعوا أن يصدقوا أنني أديت مناسك الحج! هم لديهم موقفهم من الإسلام كدين، أنا بالنسبة لي الأمر مختلف جداً، الإسلام هو ثقافتي وثقافة الأمة»! قالها بشيء من السخرية والمرارة. كتب الربيعو دراسات خاصة بالأنثربولوجيا، واهتم بالأسطورة الدينية في المجال الإسلامي على وجه الخصوص، وقدم دراسة نقدية رصينة مهمة للغاية انتقد فيها مشروع الأنثربولوجي السوري فراس سواح وحاول تفكيك أطروحته الأساسية، وكما هو معروف عن الربيعو فإنه قارئ نهم جداً لما يكتبه غيره، ويهتم بشدة بالكتابة النقدية والتعليق على أفكار غيره، ولم يكن يعني ذلك بالضرورة أنه لا يملك أطروحته الخاصة، فكتبه دالة على ذلك، لكنه على ما يبدو معني دوماً بالإصغاء وفهم الآخرين، حتى أنه غالباً ما يبدأ مقالاته بعبارة شديدة الدلالة في هذا الموضوع يقول فيها: «في كتابه الموسوم كذا…»، وينطلق بالاتكاء على معرفته بما قاله الآخرون، قلت هذا لأن تركي الربيعو بدأ كتاباته عن الإسلام بكتابيه: «الإسلام وملحمة الخلق والأسطورة» (1992) وكتاب «العنف والمقدس والجنس» (1995)، ثم كتابه: «الإسلام والغرب: الحاضر والمستقبل» الصادر في العام 1998، قدم فيها رؤية انثربولوجية تتعلق بالسيرة النبوية والثراث الإسلامي، وقد أثار هذان الكتابان موقفاً سلبياً ضده من قبل الإسلاميين وبعض المتدينين. وذات مرة كتب أحد الباحثين الإسلاميين في أطروحته للدكتوراه عن الفكر العربي وقضية التاريخانية معتبراً الربيعو من «الملحدين»! قلت لتركي ذلك في ندوة جمعتنا بدعوة من دار الفكر مطلع عام 2006، فعلق: «هذا رجل لا يفهم، كيف يصير واحد مثله باحث؟!». لم يكن يرى تركي الربيعو في دراساته الإنثربولوجية على أنها موقف من الإسلام، بل على أنها مساحات إشكالية في المعرفة يجب البحث فيها، فالمثقف كما قال لي مرة: «هو الذي يعرف كيف يجد الإشكالية ومنطقة الفراغ فيها». على أية حال لم ينجُ الربيعو من نقد الإسلاميين على رغم أن الرجل لا يرى في نفسه كمثقف أنه على مسافة من الإسلام، وأن شرط كونه مثقفاً أن يكون له موقف سلبي من الدين. في المقابل وجه الربيعو نقداً لاذعاً للفكر التقدمي العربي في كتابه «خيارات المثقف»، و «أزمة الخطاب التقدمي العربي في منعطف الألف الثالث» (كان قد وعدني بنسخة منه، ولكن الأقدار سبقته إلى المنية)، فمن وجهة نظره أن هذا الفكر (العربي منه على وجه الخصوص) ليس إلا محض أيديولوجيا يصعب عليها فهم شيء، وخصوصاً «أعداءها»، لم يكن تركي جارحاً إلى ذلك الحد الاستفزازي الذي تتسم به كتابات الأصوليين من كل الفرقاء، فقد كان دوماً باحثاً رصيناً يحافظ على توازنه على مسافة معقولة من الجميع. صحيح أن «البدوي الطائي» – كما يعرف بنفسه في كثير من الأحيان مازحاً – كان قد دخل في سجالات قومية مع الأكراد السوريين، وخسر أقرب أصدقاء عمره بسبب موقفه من التطرف القومي الكردي، إلا أنه لم يكن متطرفاً فعلاقاته الاجتماعية وصلاته الشخصية الواسعة بالمثقفين والمفكرين العرب من مختلف الأكراد لا توحي بهذا التطرف، والطريف في الموضوع أنه استدعي ذات مرة لأحد فروع الأمن بتهمة الدفاع عن الأكراد! وللذكرى فإن آخر ما نشره الربيعو كان عن القضية الكردية في «الجزيرة نت» تحت عنوان «الأكراد وتقرير بيكر- هاملتون» (3/1/2007) قال فيه: «إنها لعنة التاريخ كما يقال، فدروب كردستان دائماً كانت ضيقة وعرة وتفضي إلى طريق مسدود، وجبالها الشديدة الوعورة تشهد بدورها على وعورة القضية الكردية وآفاقها المسدودة، فلم تكد تمضي ثلاث سنوات على الاحتلال الأميركي للعراق حتى تكاثرت خيبات الأمل كفطر ذري سام في دروب كردستان، فثمة مرارة بحلق الشعب الكردي من سلوك الولايات المتحدة الأميركية ومن تقاريرها التي تهدد بتقديم الأكراد على مذبح مصالحها الخاصة.(…) في رأيي أن الخيارات التي يملكها الأكراد في حال انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من العراق تفضي جميعاً إلى دروب كردستان الضيقة وطرقها في التبعية، وهذا ما يبرر كل هذا الهيجان البرلماني والإعلامي الذي عاشته كردستان بعد تقرير بيكر/هاملتون. إنها خيارات تجعل من كردستان بلاد الألف حسرة وحسرة كما يقول جوناثان راندل، لكن الحسرة هذه المرة التي نتحسسها في حلق المسؤولين الأكراد والبرلمانيين والأهم الشعب الكردي الذي يشعر دائماً أن النهج الذي تتبعه قياداته قد تفوق بوقعها كل الحسرات السابقة لتجعل من كردستان بلاد الألف حسرة وحسرتين؟». ربما يفي هذا المقطع الطويل مما كتبه ليشير إلى كيفية نظر الرجل إلى القضية الكردية وأمله في تحويل الأكراد إلى الحضن العربي. ختم «الحاج تركي» دراساته بكتابه الأخير: «الحركات الإسلامية في منظور الخطاب العربي المعاصر» (2006) يجمع بين حق حركات الإسلام السياسي بأن تفهم فهماً موضوعياً وبين نقد العماء الأيديولوجي للفكر التقدمي العربي الذي لم يستطع كبار مفكريه من الجابري إلى سمير أمين وجابر الأنصاري (ومعظمهم أصدقاء له) وأمثالهم أن «يمرقوا» من نقده، وهو على أية حال يجمع بأسلوب هذا الكتاب وأطروحته والنصوص الفظيعة التي التقطها لهؤلاء المفكرين رؤيته النقدية للفكر التقدمي أساساً، وفي الوقت ذاته يؤكد قرابته من الإسلام التقليدي، وإن لم يكن يحب الأصولية الإسلامية ولا يستطيع التعايش معها. أياً ما يكن فإن تركي الربيعو هو من القلائل الذين يحرص المرء على الاعتزاز بصداقتهم ويأمل لو أنه لا يسمع خبر رحيلهم أبداً… رحمه الله، وحسبنا ونعم الوكيل.  
(المصدر: صحيفة الحياة  الصادرة يوم 20 جانفي 2007)


في التنوير الأصيل: التقدم الاجتهادي بدل التقليد المذهبي

 
 
السلفية تحولت إلي فكرة مهيمنة علي المجال الإيديولوجي الحركي الإسلامي والناشطون الإسلاميون يقومون باستثمارها ** الخروج من النفق لا يتم بالتوفيق بين التراث والتجديد او التقليد الأعمي للغرب بل بالتخلي عن التقليد النصي زهير الخويلدي (*) نتكلم ها هنا في التراث والإسلام والعروبة والعصر والتقدم والاجتهاد والتقليد والمذاهب فإنها عبارات وردت في التجربة التاريخية للملة ولم تملك واحدة منها معني يخصها وحقيقة توافقها لغة واصطلاحا. وذلك يرجع الي التباس هذه الألفاظ وتشعب المجالات التي تتنزل فيها من جهة والي اختلاف طرق استعمالها وتناقض أساليب تداولها من جهة أخري. وبدل الغوص في بحر فن التحديد والذهاب نحو ساحة أصول التعريف وما يرافق ذلك من تجريد صوري وتأمل نظري حري بنا أن نعالج الأسئلة التي يطرحها تــــواجد مثل هذه العبارات جنبا الي جنب وأن نتحسس الاحراجات التي تسببها مواجهة العــــصر بالتراث والمذاهب بالاجتهاد والإسلام بالتقـــــدم والتقليد بالتجديد، فما المطلوب اليوم في زمن العولمة من حضارة اقرأ؟ الإصلاح أم التحديث؟ التفسيــــر أم التغيير؟ التنمية أم الترقي؟ التطور أم التقدم؟ الاجتهاد أم التأويل؟ ما هو بديهي أن التطور سنة الحياة وأن العقل في تكوثر دائم وأن حركة التاريخ هي دائما في صيرورة مستمرة وتحمل لنا الجديد والأحداث الطارئة والمباغتة علي الدوام وما هو مسلم به أن العرب والمسلمين امتلكوا ولا يزالون رصيدا كبيرا من تجارب النهوض والتمدن والتحضر وقد أفادوا في ذلك شعوبا وأمما بما حملوا إليهم من قيم وشرائع ومناهج، أما الأمر الذي لا يحتاج فيه الي حجة وبرهان فهو قابلية الإسلام نفسه في أصوله وفروعه للتطور والتجديد وجاهزية الملة العربية الي المواكبة والترشد لامتلاكها خزانا من الحقائق والمعاني لم تقدر كل التجارب وكل ألوان الترحال الوجودي علي استنفادها واستخدامها. أمام هذه البديهيات والمسلمات تبرز بعض الشبهات والمؤاخذات إذا ما تدبرنا عن قرب حال الفكر العربي الإسلامي اذ تتراءي لنا مجموعة من المعطيات المحيرة والوقائع المربكة: – حدوث أزمة حضارية شاملة تجلت بشكل واضح في الانغلاق والتعصب والتشدد وغياب الحوار بين الداخل ورفض الحوار مع الآخر واحتدام التوتر العرقي والفرقة المذهبية. – توظيف الإسلام والعروبة توظيفا رجعيا رأسماليا معولما لخدمة أجندة غربية من قبل فئة طفيلية تابعة من الداخل تحافظ علي مصالحها الآنية وتحتكر السلطة لنفسها وتعيد توزيعها بشكل رمزي. – تفشي الأمية وانحسار عملية الإبداع وتوقف باب الاجتهاد وشيوع المد السلفي والاكتفاء بالتقليد وانحراف دعاة التنوير نحو التغريب والمجون والميوعة الفكرية. هذه اللوحة الرمادية ليس المراد منها أن تحجب عنا الحقيقة المأساوية التي يتكون منها الواقع ولا تجميل المشهد وتبرير ما يحدث وتخفيف الأوجاع وتسكين الآلام بل المقصود منها هو الشروع الجدي في بناء عملية حضارية شاملة وتحسس الانبعاث من جديد الذي يبدأ بتحطيم الأوثان وإزالة المعوقات وتفكيك العراقيل من أجل تغيير القبلة وتحييث المقدس والتوجه بالفكر من المدن الغربية الغارقة في ظلام العولمة والعقلانيات اللامعقولة والتنوير المتسلط نحو كهوف الشرق وأم القري وما تحمله من حكمة وتدبير وإنصاف ومحبة وصداقة. ـ قد يتبادر الي الأذهان أن هذا المبحث يتنزل في سياق المعركة بين أنصار التقليد وأنصار التجديد وبين من يدافع عن الهوية ومن يدافع عن الحداثة غير أن طرح المشكل بهذه الصيغة وضمن هذه الزاوية وداخل هذا السياق هو انزياح عنه وتحويل خارجي له وتفويت أية فرصة جدية لطرحه بدقة والتعمق في تناوله وتحليله، ولذلك فضلنا الطريق الثالث الذي يقاوم الجبهتين في نفس الوقت ويقوم بتجديل العلاقة بينهما ويحاول أن ينحت الإسلام التقدمي والتراث العصري. فإذا كان مطمحنا هنا هو بناء فهم متكامل عن الإسلام يواكب روح العصر وينصهر مع العروبة بعيون جديدة ويرد علي كل التحديات ويحل كل العقد الدفينة والأزمات المستديمة فإن هذا المقصد لن يتحقق إلا بنحت مفهوم التقدم من خلال تراث الإسلام وبدفع الإسلام نفسه نحو تحقيق هذا التقدم نظريا وعمليا. من أجل تحقيق هذا الغرض لا بد أن نبين خطورة الدعوة الي التقليد وندحض مزاعمهم ونكشف بطلان دعواهم في مقام أول. ثم في مقام ثان يلزم علينا أن نبين خطورة الدعوة الي التغريب وندحض مزاعمهم ونكشف المآسي التي سببتها حضارة المصنع وثقافة البضاعة وكوجيطو الاستهلاك المجنون علي الساكن الأصلي. أما في مقام ثالث فإننا سنوضح ملامح التقدم الحضاري الأصيل الذي يجمع بين الشكل والمضمون وبين النظر والعمل وبين العلم والأخلاق والإسلام والتقدم، فكيف سيكون ذلك كذلك؟ آفة التقليد المطلق: وإذا توالوا في الأزمان واحدا بعد آخر فإن نفوسهم تكون كنفس واحدة ويكون الثاني علي سيرة الأول والغابر علي سيرة الماضي… (1). التقليد هو قبول رأي الآخر بلا حجة ولا دليل، وبعبارة أخري هو اتباع الانسان غيره فيما يقول أو يفعل معتقدا للحقيقة فيه من غير نظر وتأمل في الدليل كأن هذا المتبع جعل قول الغير أو فعله قلادة في عنقه. وعلي هذا معظم الناس فلذلك يحتاجون الي معلم ومرشد ومن يعرفهم أمور دنياهم ودينهم وجميع شرائعه وفروضه ومن ينهض نحو فعلها. ويتميز المقلد بالاتباع والمسايرة والعجز والقصور والتعويل علي الغير وعدم استعمال ملكاته الطبيعية في التفكير والفعل والوجود والارتماء بين أحضان الخيال والخرافة والسحر والتصور الغيبي للزمن. ومن لم يكن له قدرة علي أن ينهض غيره نحو شيء من الأشياء أصلا ولا أن يستعمله فيه وكان إنما له القدرة علي أن يفعل أبدا ما يرشد إليه لم يكن هذا رئيسا أصلا ولا في شيء بل يكون مرؤوسا أبدا وفي كل شيء (2) يمكن تسمية هذا الموقف بالمحافظ لاعتقاده في كمال الدين وقداسته وثبات شرائعه وعلوية أحكامه ووجوب فرائضه مهما تغيرت الظروف وصلاحية أحكامه في كل زمان ومكان وحجتهم في ذلك أن شريعة الإسلام جاءت محكمة تامة اكتمل بها البناء وختمت بها الدعوة. ويري أصحاب هذا الموقف ضرورة الاكتفاء الذاتي للتراث ويؤمنون بأنهم الفرقة الناجية وأن المواقف الأخري مواقف ضالة يجب إما تبديعها أو تكفــــيرها. وذلك يعني أن تراثنا القديم حوي كل شـــيء مما مضي أو مما هو آت وهو فخرنا وعزنا وتراث الآباء والأجداد علينا الرجوع إليه ففيه حل لجميع مشاكلنا الحاضرة . ويستند هذا الموقف الماضوي علي حديثين للرسول صلعم هما: خير القرون قرني ثم الذي يليني و لا يصلح هذه الأمة إلا ما صلح به أولها . ومعني هذا أن حاضر هذه الأمة لا يتقدم إلا بالرجوع الي الماضي وأن التاريخ يسير في تدهور مستمر وأن قمة التطور كانت في عصر ذهبي في الماضي وأنه لا يمكن استعادة هذه التجربة المتطورة مهما حاولنا فذاك عصر الطهارة قد انقضي وولي. و يتبع أصحاب التقليد مناهج قاصرة وتغلب عليهم النزعة الخطابية التي تعطي الأولوية المطلقة للوحي علي التاريخ والشرع علي العقل ولله علي الانسان وللسماء علي الأرض ولعالم الغيب علي عالم الشهادة فيغيب الوضوح والعمق النظري والنضج الفكري وتسود العاطفة والانفعال والاندفاع والمراهقة والتكرار وتحصيل الحاصل والتقريظ أو الدفاع الذي يتحول إلي تبرير والجدل والمهاترات اللفظية التي لا تمتلك سوي حدس قصير المدي، وبالتالي فإنهم يعانون من ضعف في التنظير ويحتكمون إلي آراء جاهزة وأحكام مسبقة ويفضلون الظن علي اليقين والإجماع الضعيف علي الحجة الدامغة وحتي إن تحدثوا علي التغيير فإنهم يرونه بواسطة القديم عبر استعادة حرفية للماضي والعودة الكلية للسلف الصالح من خلال توظيف ملكات الذاكرة والخيال والوجدان والنص دون إعطاء أي اعتبار للعقل والعصر والتجربة والتاريخ والتغير والتقدم . إن السلفية بقطع النظر عن مضامينها المختلفة قد تحولت إلي فكرة إسلامية مهيمنة علي المجال الإيديولوجي الحركي الإسلامي ويغدو السجال حول دلالتها المحددة رأسمالا رمزيا يحاول الفاعلون الإسلاميون استثماره سواء علي مستوي إنتاج السلطة المعنوية أو علي المستوي الحركي العملي. فإذا كان البوطي يعتبر السلفية مرحلة زمنية مباركة وليس مجرد مذهب ديني يضاف الي بقية المذاهب فان محمد عمارة يربطها بالتاريخ العربي الإسلامي ويحاول أن يبحث لها عن جذور حضارية تراثية فهي حسب رأيه ظاهرة عباسية ترتبط بالتيار الفكري الذي قاده أحمد بن حنبل ضد المعتزلة وما عرف بمحنة خلق القرآن والتي انتهت الي انتصار أصحاب الحديث والنص علي أصحاب الرأي والعقل. وإذا كان محمد الغزالي يعتبرها نزعة عقلية عاطفية ترتبط بخير القرون وتعمق ولاءها لكتاب الله وسنة رسوله فان محمد عابد الجابري يتحدث عن السلفية الوطنية وينوه بالنموذج المغربي خاصة عند علال الفاسي الذي هو أقرب ما يكون منهجا من أن يكون مذهبا ويميز بينها وبين الماضوية التي ترجع الي الماضي وتتمسك به لذاته دون نقد أو تمحيص وتعتبر سلوك السلف نموذجا صالحا لكل وقت ولكل مكان بينما السلفية الوطنية ترجع الي نقطة مضيئة في الماضي ليس من أجل الماضي نفسه بل من أجل التحرر مما تراكم من انحرافات وظلمات في المسار الذي يفصل الحاضر عن تلك النقطة المضيئة . (3) عموما تمثل السلفية إطارا معرفيا شاملا يحكم طريقة إنتاج الفكر الإسلامي للمنهج المطابق لمنهج السلف الصالح في القرون الهجرية الثلاثة الأولي والذي بموجبه تكون السلفية هي الدين نفسه كما فهمه الرسول والخلفاء والقراء ومجمل الصحابة والتابعين، علي هذا النحو يشكل الانتماء الي السلفية قاسما مشتركا بين مختلف الحركات الإسلامية في الفضاء السني في القرن العشرين أمعتدلة إصلاحية كانت أم راديكالية متطرفة…إن أهم السلفيات هي السلفية التاريخية والسلفية المدرسية والسلفية النهضوية والسلفية الوطنية والسلفية الحركية والسلفية الجهادية والسلفية التحررية والسلفية المحدثة. السلفية متغلغلة في عقولنا يستند الموقف السلفي علي جملة من الفرضيات القبلية أهمها التمييز بين الإسلام والإيمان والإحسان والإخلاص وبين الاستحسان والاستصحاب، فالإسلام هو الخضوع والانقياد لما أخبر الرسول صلعم، أي كل ما يكون إقرارا باللسان من غير مواطأة بالقلب،والإيمان هو التصديق بالقلب والاعتقاد بالوجدان والإقرار باللسان، أما الإحسان فهو فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير أي أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك، في حين أن الإخلاص يفيد ترك الرياء في الطاعات بأن لا يطلب المؤمن لعلمه شاهدا غير الله، ويختلف الاستحسان عن الاستصحاب فالأول هو عد الشيء واعتقاده حسنا بترك القياس والأخذ بما هو أرفق للناس أما الثاني فهو الحكم الذي يثبت في الزمان الثاني بناء علي الزمان الأول وهو عبارة عن إبقاء ما كان علي ما كان عليه لانعدام المغير. والحق أن السلفية متغلغلة في عقولنا وقلوبنا ولا نستطيع التحرر منها مهما حاولنا وتؤثر في نظرتنا الي أنفسنا وفي علاقتنا بالآخر وإقامتنا في العالم فهي تسقطنا في النظرة الضيقة والموقف الدغمائي وتجعلنا نتصور مفهوم الانسان تصورا أحادي الجانب، كما أن تبني الموقف السلفي يسقطنا في التقليد والمحاكاة وينتج عنه عدة آفات وأخطاء مثل التمركز حول الذات واعتقاد امتلاك الحقيقة المطلقة والانتماء الي الفرقة الناجية ثم العجز عن الفعل والقصور والالتجاء الي التعويض والانتظار والإرجاء. علاوة علي ذلك يترتب عن التقليد المطلق للماضي عدة أخطاء ومساوئ ينبغي تفاديها نذكر منها ما يلي: ـ إيثار الدولة الدينية علي الدولة المدنية والحاكمية الإلهية علي الشوري الانسانية وتقسيم المجتمع الي مؤمن /كافر والعالم الي دارين: دار طاعة/دار حرب. ـ إعطاء صورة سلبية عن الإسلام تبدأ بالحدود والعقوبات وتوصي بالتشدد في الالتزام بالواجبات وتهمل الحقوق والحريات وما هو جائز ومباح بالنسبة للناس. ـ التوقف عن التطوير والإصلاح والتركيز علي عصر ذهبي واعتباره النموذج الذي ينبغي إعادة استنساخه في كل مرحلة وهو ما يعني معاداة التجديد والثورة وعدم الأخذ بعين الاعتبار للمستجدات والتحولات التي تطرأ علي العالم في كل يوم. ـ جدل الكل أو لا شيء عند الممارسة والميل الي التعصب بدل الوعي الفكري المتبصر وسيطرة النعرات الطائفية والحميات القبلية علي الموقف التاريخي. ـ تنظيم الجماهير في جماعات مغلقة ينقصها الحوار والمشاركة الحقيقية ومطالبتهم بالطاعة المطلقة وتعويدهم علي الاعتقاد بأنهم علي حق والآخر علي باطل. ـ محاولة تغيير الواقع بالقوة واستعمال العنف للاستيلاء علي السلطة دون المرور بمراحل الدعوة والتربية ودون تنوير للناس وإعدادهم لهذا التغيير بالكلمة الحسنة والمبادئ القويمة. ـ فهم الإسلام فهما يمينيا رأسماليا والنظر إليه علي أنه يبيح الملكية الخاصة ويقر بالتفاوت بالدرجات بين الناس وإهمال قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات والعدالة الاجتماعية التي هي تجسيد للعدالة الإلهية. والجلي أن الموقف التقليدي هو موقف محكم البناء متناغم الأجزاء بحيث يصعب اختراقه من أجل تقويضه من الداخل لمتانة البناء وكثافة الطبقات التي يرتكز عليها النسق مما جعل البعض يخيرون ضرب هذا النسيج علي عرض الحائط وإلقائه برمته في سلة الماضي الخاطئ وتفضيل تقليد الغرب تقليدا أعمي وتبني نهج الحداثة وما بعد الحداثة والعولمة وهو ما يعني ارتكاب خطأ أفدح في محاولة لتفادي خطأ تقليد الماضي التراثي فما هي الآفات المنجرة عن تقليد الغرب؟ / في التقدم المطلق : إننا نقدر الأقدمين والأسلاف أكثر مما يستحقون، فالزمان الحاضر أسمي من الزمان السالف لأن الأول يعتمد علي تبرير من التجربة وفي الوقت نفسه يستند الي الزمان السالف والناس يستفيدون دائما من المزيد من التجارب التي تتم مع مضي الزمان (فونتنل/محاورات الموتي). التقدم هو الحركة الي جهة معلومة سلفا أي هو السير الي الأمام لكون الشيء موجودا قبل الآخر بحيث لا يوجد الثاني إلا إذا وجد الأول، وهو بذلك ضد التراجع والتأخر والانحطاط والتخلف. والتقدم في الفيزياء يقاس كميته بأنها حاصل ضرب كتلة الجسم في قوة سرعته ونستنتج ارتباط التقدم بالمادة وبالحركة السريعة. ويقع التمييز بين التقدم الإضافي الذي هو من الحسن الي الأحسن والتقدم المطلق الذي هو من التخلف الي النمو وهو ناشئ عن الحتمية التاريخية والضرورة الكونية. علي هذا النحو يكون التقدم انتقالا تدريجيا في نظام متصل من الأدني الي الأعلي ومن النقص الي الكمال ويكون إما في شكل خط مستقيم أو في شكل خط لولبي أو في شكل الخط المنحني الصاعد. إذا كان تقدم الفكر هو تقدم تدريجي فإن التقدم الحقيقي الجدير بالإعجاب هو ذلك الذي يتحقق بعد تحرر البشرية من طغيان الملوك. وإذا كان أفلاطون يري أن الشباب يتقدم نحو كل شيء وأكد في محاورة النواميس علي أن الأوائل قد وضعوا الفنون والصناعات لبني الانسان لكن بعد الطوفان بقي الكثير منها مجهولا ولم يعرف الكثير منها إلا حديثا فإن أرسطو يري أنه من العبث التوقف عند ما فعله الأقدمون أو استرجاعه لأن التقدم هو المبدأ الذي ينبغي أن يتبعه الناس، فالتحرك هو الأفضل كما أن العادات والقيم الأولي متوحشة ومبتذلة، ويكون التقدم في الفنون والصناعات لكي يتم كل إنسان ما ينقصه عبر الزمان وقد قال من أجل ذلك في الأخلاق الي نيقوماخوس أس 24 : إن الزمان هو المخترع أو المساعد الجيد للاختراع . اللافت للنظر أن القائلين بالتقدم يرون أن التطور ليس مقصورا علي ازدياد التقوي ونماء الحياة الروحية بل يؤمنون بالتقدم المادي والتقني ويعتبرون العصر القديم ليس كعصر ذهبي بل كانت فيه الحياة شبيهة بحياة الحيوان ولذلك دعوا الناس نحو طلب العلم والثقافة والالتزام بالأخلاق بالتمسك بالتجربة ونبذ الخرافات وبالكشف عن أسرار الطبيعة وإنقاذ الظواهر وتطوير الحرف والمهن. من هذا المنطلق يري بايكن في كتابه الأرغانون الجديد أن احترام الأقدمين ينافي تقدم العلم لأن الحقيقة بنت الزمان وليست خاضعة للسلطة بل إن غواية السلطة تشل مواهب الانسان وتعوق التقدم ولا ريب في أن الانسان سيعرف الكثير في المستقبل أكثر مما لا يزال مجهولا عندنا وربما يأتي اليوم الذي يتعجب فيه أولادنا من جهلنا، ومن المعلوم في كتابه مقال عن منهج شبه المقلدين من الذين يتبعون آراء أرسطو ويخضعون لسلطته العلمية بنبات العليق الذي يحاول أن يصعد الي أعلي من الشجرة التي تحمله فوقها وسيكون هؤلاء المقلدون في نهاية الأمر أكثر جهلا مما كانوا عليه. هكذا فإن التقدم الإنساني غير محدود اذ يزداد كمالا باستمرار وان خطة الطبيعة تقوم علي أساس أن الاستعدادات الانسانية قدر لها أن تنمو وتتطور تماما وفقا لغاية محددة، في هذا السياق يقول فيلسوف التنوير كانط: إن الانسان يكمل نفسه بنفسه وفقا لغايات اتخذها بنفسه من حيث هو حيوان عاقل . ولهذا فإن تاريخ الانسان هو تاريخ التقدم حتي وان كان مرتبطا بحيلة العقل ومكره وعن طريق الحروب والصراع بين الأضداد وقانون الجدل. ألم يقل ماوتسي تونغ في كتاب الأحرار: إن العالم يسير قدما والمستقبل وضاء ولا يستطيع أحد أن يغير مجري التاريخ هذا، ولذا علينا أن ننشر التقدم في العالم بين الشعب باستمرار ابتغاء أن يكسب الثقة بالانتصار . لكن ماذا تخفي هذه الثقة بالتقدم المطلق؟ ألا يمكن أن يتحول الهيام بالتقدم الي اليوطوبيا خاصة في ظل واقع التخلف الذي نعيشه في حضارة اقرأ؟ يتوزع الموقف التقدمي في الخارطة السياسية علي مختلف الاتجاهات من: ـ الليبرالي الوطني وريث الدولة القطرية ما بعد الاستعمار المباشر. ـ الاتجاه القومي العلماني المتأثر بفكرة القومية كما بشرت بها البرجوازية الغربية. ـ الاتجاه الاشتراكي والماركسي الملتزم بالتجارب الشمولية كما مورست في المعسكر الشرقي. وتتميز التجارب التي تنادي بالتقدمية بمجموعة من الخصائص: ـ الإيمان بالعلم والتقنية والفكر الوضعي ومعاداة الفكر الرمزي والتجارب المعرفية الوجدانية الأخري. ـ فهم العلمانية علي أنها فصل ما هو روحي عما هو حياتي وتفضيل ما هو دنيوي مادي علي ما هو معنوي غيبي. ـ الدعوة الي إحداث قطيعة ابستيمولوجية مع التراث واعتبار الماضي كله مجموعة من الأخطاء ينبغي محوها الي الأبد . ـ الوقوع في تقليد الحاضر واستنساخ التجارب الجاهزة والانشداد الي المستقبل دون امتلاك رؤية استراتيجية متكاملة. ـ الميل الي نهج الإقصاء ورفض المختلف والعمل علي الاستئصال وتفضيل الحلول الأمنية في التعامل مع المواقف المباينة. ـ بروز الازدواجية واتباع سياسة ميكيافلية هوبزية تفضل العقل الحسابي الأداتي علي العقل التواصلي الاتيقي والايكولوجي. ـ التعامل البراغماتي مع الأشخاص والنظر الي الكائن البشري علي أنه موجود من أجل ذاته وإهمال كونه موجود كذلك من أجل الآخر. هذا الفهم الضيق للتقدم أدي الي إنتاج عدة أخطاء في النظرية والممارسة علي السواء: إن التقدم عوض عن أن يكون الي الأمام تحول الي حركة الي الخلف فصار يعني السير من السيء الي الأسوأ والتفويت في الكامل من أجل الرضا بالناقص، وبالتالي أصبح التقدم يعني الشدة والتكاثر والازدياد في البؤس والمأساة والفقر والأمية كقولنا تقدم القمار والإجرام والفساد والمقصود هو تضخم هذه الظواهر وتفاقم أمرها. وقد تنبه أفلاطون منذ الإغريق الي هذا الأمر في كتابه النواميس 676 أ عندما قال: انه في المدينة الدولة قد يحدث مع التقدم في الفضيلة الانحطاط نحو الأسوأ . من هذا المنطلق شبه سيناك المتقدمين بالحمقي وعلل ذلك بأنهم يعتقدون أنهم تقدموا بينما في الحقيقة هم في الواقع لم يقوموا بأية خطوة الي الأمام بل ظلوا علي حالهم أو تراجعوا الي الوراء وليس فقط علي الصعيد الأخلاقي والروحي بل وكذلك علي الصعيد المادي والصناعي وقد بلغ الأمر بجان جاك روسو أن أنكر التقدم جملة وتفصيلا وآمن بالترقي أو قابلية الاكتمال اذ يقول في هذا الصدد: لا يوجد تقدم حقيقي للعقل في النوع البشري لأن ما يكسبه من ناحية يفقده من ناحية أخري ويستدل علي ذلك بقوله في مقالة في العلوم والفنون 1750: بقدر ما تتقدم علومنا وفنوننا نحو الكمال بقدر ما تزداد أرواحنا فسادا وبعبارة أخري: كلما ازددنا تقدما ازددنا توحشا . فما العمل لبناء تقدم حضاري حقيقي يتفادي آفة التقليد المطلق والتقدم المبهرج؟ / بينات من التقدم الأصيل: إن الآلهة لم تكشف للناس الفانين كل شيء مقدما ولهذا ينبغي عليهم أن يكتشفوا ما أبقته مستورا تدريجيا… . اكزينوفان. ما يميز واقع الانسان اليوم هو التأخر المعرفي والتأخر العملي، التأخر المعرفي يظهر في استبعاد الانسان من الحياة العامة والقضاء عليه كفرد له مجموعة من الحقوق وكشخص معنوي وذات عارفة وتهميش دوره والنظر إليه كشيء وأداة طيعة في خدمة السلطة وكموضوع قبل للملاحظة والاستهلاك، والتأخر العملي معناه ظهور أشكال جديدة من الرقابة والتأديب تكرس الهيمنة وتؤدي الي الاغتراب ناتجة عن تسيد قيم النجاعة والمردودية علي قيم الحرية والمسؤولية والحياة زيادة علي تزايد مجموعة من الحاجات غير قابلة للإشباع مما يولد الشعور بالضيق والحرمان والحصر وكلها أمور تولد سوء النية والنفاق. زيادة علي ذلك هناك تعارض بين سهولة إدانة الواقع الراهن وتكاثر المتذمرين منه والساخطين عليه وقلة الممانعين وندرة المساهمين في عملية التصدي والصمود واعتراف الأغلبية بعجزهم وبصعوبة تجاوز الأزمات المستفحلة. بيد أن الأمر الجلل وأصل البلاء هو تعايش التقليد والتقدم واختلاط المعقول باللامعقول والتداخل بين القديم الموروث والجديد الوافد دون الوصول الي حالة من الانصهار والاندماج وإعادة التشكل علي أسس صلبة تبيح إمكانية العود علي بدء والانطلاق الي ما هو أفضل. كل هذه المفارقات هي بمثابة تحديات علي الانسان العربي أن يتخير السبل الكفيلة بمواجهتها و العمل علي تفكيكها. ليس لنا من بد إذا أردنا الخروج من هذا المطب سوي تغيير نظرتنا الي التقدم والإسلام وذلك بجعل هذا الدين يتقدم وتقديم بينات من التقدم الأصيل من المخزون الثقافي لحضارة اقرأ، فإذا كان الإسلام هو الحرية والتوحيد والعدل والفطرة فإن دلالات التقدم في التراث مشرقة ويمكن الاستضاءة بها لتجاوز هذه الفوضي في تحديد المفاهيم. لقد جاء في تعريفات الجرجاني ثلاثة أجناس من التقدم: ـ التقدم بالطبع: هو كون الشيء الذي لا يمكن أن يوجد آخر إلا وهو موجود وقد يمكن أن يوجد هو ولا يكون الشيء الآخر موجودا. بعبارة أخري ما لا يتم وجود غيره إلا مع وجوده ووجوده يتم دون ذلك الغير، كالواحد بالنسبة الي الاثنين فإن الاثنين يتوقف علي الواحد ولا يكون الواحد مؤثرا فيه. ـ التقدم بالعلة: عبارة عما وجود غيره مستفاد من وجوده ووجوده غير مستفاد من ذلك الغير لكنه لا يكون إلا معه في الوجود أي أن يكون المتقدم علي المتأخر، فالمحتاج إليه إن استقل بتحصيل المحتاج كان متقدما عليه تقدما بالعلة كتقدم حركة اليد علي حركة المفتاح أو الخاتم، فالتقدم بالعلة هو العلة الفاعلية الموجبة للنسبة الي معلولها. ـ التقدم بالشرف: هو ما له تقدم بالزمان وهو ما كان أقرب من غيره الي مبدأ محدود له وتقدمه تلك الأقربية. فما بينه وبين غيره في الوجود إمكان قطع مسافة وهو قبلي كتقدم موسي علي عيسي في النبوة (5). ويمكن أن نضيف الي هذا الجهد ما قام به الآمدي في كتابه المبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين: – التقدم بالشرف: فهو اختصاص أحد الشيئين عن الآخر بكمال لا وجود له فيه كتقدم النبي محمد صلعم علي العالم وسائر الأنبياء. – التقدم بالمرتبة: فعبارة عما كان أقرب الي مبدأ محدود عن غيره كتقدم الإمام علي المأمومين بالنسبة الي المحراب. علي هذا النحو فإن المقدم هو عبارة عما حكم بملازمة غيره له واتصاله به كقولنا: إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود . (6) علي هذا النحو تحدد دلالة التقدم علي أنها امتلاك جملة من القدرات المعرفية والأخلاقية كفيلة بأن تؤهل المجموعة البشرية الي ارتقاء نحو وضع مدني أفضل من وضعها السابق، وينقسم التقدم الي تقدم معرفي وتقدم عملي. التقدم المعرفي هو الحصول علي معرفة علمية ناجعة تقطع مع المعارف الأخري باعتبارها أقوالا خرافية وتؤكد البعد الايجابي للعلوم لما حققته من فتح وانتصار عندما فتحت العديد من القارات وحققت عدة اكتشافات مكنت من السيطرة علي الطبيعة والتحكم في الظواهر. التقدم العملي وهو إبداع قيم جديدة ترتبط بحاجيات العصر وتنظم العلاقات بين الأفراد تكرس مبدأ وحدة الأديان وضرورة حوار الحضارات وتنفتح علي الايتيقا والايكولوجيا بما هي طرق فلسفية راهنة لتدبير إقامة الناس في هذا الكون الأصم. ينبني التقدم الاجتهادي علي الإيمان بالاستراتيجيات التالية: ـ فهم القرآن بالاعتماد علي فلسفة تأويل تعيد تأصيل الأصول وتقطع مع السياج الدغمائي القديم الذي أغلق باب الاجتهاد ومنع العقل من الخلق والإبداع. ـ الربط بين العروبة والإسلام من خلال مفهوم الهوية السردية وتحويل لغة الضاد من لغة هوية متكتمة علي ذاتها الي لغة فكر منفتح علي التاريخ والأغيار. ـ اتباع الطريق الثالث بين العلمانية والسلفية وبين التراث والحداثة والأصالة والمعاصرة وبذل الجهد من أجل إحياء التراث الاعتزالي الرشدي الخلدوني باعتبار احتكامه الي العقل ونبذه روح التعصب والتكفير ومحاولته العودة الي الطبيعة والواقع وبناء وعي تاريخي. خاتمة: لم تخمد النار بعد في الهشيم وما زالت العنقاء قادرة علي البعث من خلال الرماد. فمصر والشام شعوب ما زالت تنبض بالحياة في مقاومة التطبيع، تحن الي القومية والناصرية والي حياة العزة والكرامة وما زالت الحركة الإسلامية قادرة علي الجهاد وعدم الاستسلام واليمين الأمريكي والصهيوني ليس باقيا الي الأبد بعد سقوط القتلي من الأمريكيين والاسرائيليين في العراق وفلسطين، ولم تنفع معاداة الناصرية ولا التنكر للقومية ولم يشفع الانبهار بالغرب والتبعية له، ولم تنجح محاولات الخلط بين الإرهاب والمقاومة. فما زال بصيص من ضوء في نهاية النفق. 7 إن طبيعة التقدم مزدوجة لكونها حركة الي الماضي من أجل العودة الي الذات باستيعاب التراث وإلمام بنقاطه المستنيرة ولكونها حركة الي الأمام من أجل إمساك الحاضر وتحقيق الزمنية المفقودة واستشراف المستقبل بتجاوز كل تجارب الإخفاق والتعثر وبناء استراتيجية النجاح والتفوق. إن جوهر التراث حي دائم لا يموت ومخزون نفسي في قلوب الناس لا يمكن استئصاله أو القضاء عليه فنحن نعلم جيدا الدور الذي يضطلع به السرد في توجيه التاريخ وسلطة الذاكرة والمخيال علي الحاضر. إن التراث كوني ويقبل التجدد وإعادة التأصيل ونصوصه تتميز باللانفادية وزاخرة بالمعاني والدلالات التي لا تختزل ولا تدجن. إن مواجهة التراث بروح العصر تقضي أن يواجه تراث الإسلام نفسه وأن يتجاوز عقده ويفكك مكبوتاته الدفينة ويستأنف عملية النقد الحرة والواعية لمسلماته وفرضياته القبلية ويتغلب علي العراقيل والصعوبات الذاتية التي منعته من التقدم والتجديد. إن تبني عقلانية نقدية معاصرة تلتقي مع روح الاعتزال والفلسفة الرشدية والفكر التاريخي الاجتماعي الخلدوني هو خير وسيلة لتحقيق النهوض والرد علي موجة التقليد العارمة وانفلات المكبوت اللامعقول من كهوفه المظلمة. إن ما ينقصنا حقيقة هو فهم الواقع الإنساني في مختلف مجالاته من خلال قراءة تأويلية شاملة تعمل علي فضح أشكال الاغتراب الثقافي والسياسي والديني وفك عري الارتباط بين المعرفة والسلطة وبين الأنوار والاستبداد وبين التمركز الاثني والعنصرية مع الانفتاح علي أشكال مغايرة من المقاومة مثل الفن والدين المستنير والتصوف الاثباتي، تصوف البقاء وليس تصوف الفناء. هذا الأمر الجلل لا يتحقق بمجرد التوفيق بين التراث والتجديد ولا من خلال التقليد الأعمي للغرب ولا بتقليد الماضي المجيد ولا بالارتماء بين أحضان الحداثة بل من خلال التخلي عن التقليد النصي السلفي والإقلاع عن استنساخ تجارب الغرب والشروع الجدي في بناء حركة تقدم اجتهادي شاملة تتعالي علي التوتر الحاصل الآن بين المذاهب وتنبذ منطق الملل والنحل وتجعل وحدة الفكر عنوانا لتوحد الأمة وحق الاختلاف وسيلة من أجل التعدد الثري وليس المشتت والمفرق، فنحن قوم أشداء علي أعدائنا رحماء بيننا. فلنكن معا في الطريق المؤدي الي الاستئناف الحضاري،جميعنا دون استثناء. (*) كاتب مغربي في قضايا الفلسفة. (1) الفارابي . السياسة المدنية. سيراس للنشر 1994 ص 69. (2) الفارابي. السياسة المدنية. سيراس للنشر 1994 ص 68. (3) محمد عابد الجابري. في نقد الحاجة الي الإصلاح. مركز دراسات الوحدة العربية بيروت 2005 ص 53/54. (4) محمد جمال باروت. مقال مؤثرات السلفية في الحركات الإسلامية المعاصرة. مجلة الآداب عدد 52 2004 ص 39. (5) الجرجاني. التعريفات. دار الكتب العلمية بيروت 2000 ط 1 ص 68. (6) عبد الأمير الأعسم. المصطلح الفلسفي عند العرب. الدار التونسية للنشر 1991 ص 418/419. (7) حسن حنفي. جذور التسلط وآفاق الحرية. مكتبة الشروق الدولية. القاهرة الطبعة الأولي 2005 ص 321.
(المصدر: صحيفة القدس العربي (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 فيفري 2007)

 

إسلاميو الأردن يعلنون المبادئ التي تحكم سياستهم تجاه إيران

 
عمان ـ يو بي أي: اعلن الإسلاميون في الاردن امس عما اسموه محددات ومباديء سياستهـــم تجاه إيران في ضوء تصاعد الاصوات في البلاد والمطالبة بقطع كافة اشكال العلاقة مع طهران بسبب ما يعتقد عن دور للأخيرة في العنف الطائفي في العراق، إضافة لترحيبها بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال حزب جبهة العمل الإسلامي الاردني في رسالة عممها علي مختلف وسائل الإعلام انه في الوقت الذي يتبني فيه الحزب الدعوة الي حشد كل القوي السياسية الشعبية والرسمية في العالم العربي والاسلامي نحو مواجهة المشروع الصهيو ـ أمريكي، وعدم التعاون مع هذا العدو، أو الاسهام في انجاح مخططاته، أو صرف الانظار عن مواجهته نحو اخطار أخري، فانه يعارض السياسات الايرانية في العراق وافغانستان . وطالب حزب جبهة العمل الإسلامي السلطات الايرانية بـ عدم التدخل في شؤون العراق الا بالقدر الذي يخدم المقاومة ضد الاحتلال . واعلن رفضه المواقف الايرانية المتناقضة مع شعاراتها ضد الشيطان الاكبر (الادارة الامريكية)، ويدعوها الي رفع الغطاء عن أي حزب او تنظيم يمارس القتل الطائفي في العراق . وتُتهم إيران بدعم الميليشيات الشيعية في العراق التي تنفذ عمليات قتل منظمة ضد الطائفة السنية. ونبهت الرسالة الي ان الحزب يؤيد الموقف الايراني المناهض للاحتلال الصهيوني، ويؤيد دعمها للشعب الفلسطيني وقواه المجاهدة، ويؤيد حق ايران بامتلاك القوة والتقنية النووية في مواجهة القوة النووية الصهيونية، ويدعو الدول العربية الي بناء قوة نووية لخدمة أهداف الامة، ويرفض سياسات التعبئة والتجييش ضد الخطر الايراني، ونسيان الخطر الصهيوني الذي يحتل الارض ويشرد الانسان ويقتل الاطفال والنساء، ويدمر البيوت ويبطش بالمقاومين ويسعي الي تمزيق العالم العربي والاسلامي . كمااكدت الرسالة ان الحزب يرفض سياسة المحاور المطروحة علي الدول العربية، والتقسيمات الامريكية الي معتدلين وغير معتدلين، وقال سياسة المحاور هي عبث صهيوني ـ امريكي بأمة العرب ودولها وانظمتها . ولفتت الرسالة الي ان عدة دول في المنطقة بينها ايران اسهمت في احتلال افغانستان والعراق، والتدخل في شؤون العراق الداخلية، ممااسهم في تعميق الفرز الطائفي، الذي حملت لواءه قوي عراقية ارتبطت بقوي اجنبية، استغلت تعطش هذه القوي للسلطة، وعداءها للنظام السابق، حتي اصبح العراق ساحة للحرب الاهلية، في الوقت الذي ينبغي حصر التناقض فيه مع الاحتلال . يشار إلي أنه ومنذ إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في الثلاثين من كانون اول (ديسمبر) الماضي انقلب الرأي العام الاردني ضد إيران بشكل كبير، وطالبت العديد من القوي في الساحة الاردنية الحكومة الاردنية بقطع العلاقات مع إيران بإعتبار انها باتت تشكل خطراً مذهبياً علي معظم دول المنطقة. وارتبط الإسلاميون في الاردن بعلاقات وثيقة مع إيران بإعتبارها دولة إسلامية تشكل العدو الاكبر للولايات المتحدة وإسرائيل . ووجدت القوي الإسلامية الاردنية نفسها في موقف حرج امام الرأي العام الاردني بعد إعدام صدام وموقف إيران من ذلك.
(المصدر: صحيفة القدس العربي (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 فيفري 2007)


القرضاوي يضع تسعة شروط للتقريب بين طوائف الأمة الإسلامية
 
يأتى ذلك في الوقت الذي كثـر في هذه الأيام الكلام فيه عن التقريب والحوار بين المسلمين وغير المسلمين، بل وأبناء الأمة الواحدة من سنة وشيعة، ويوضح الدكتور القرضاوي أن هناك مبادئ لهذا التقريب لا بد من السير على أساسها، ومن أهمها بحسب موقعه الخاص على الانترنت: أولا: معرفة الآخر من مصادره أول ما ينبغي أن تقوم عليه محاور الحوار الإسلامي، هو حسن الفهم؛ فمما لا ريب فيه أن حسن الفهم مطلوب في كل شيء، قبل البدء في أي عمل حتى يكون السير فيه على بصيرة؛ لأن صحة التصور ضرورية في صحة العمل والتصرف· ثانيا: حسن الظن بالآخر ويؤكد الدكتور القرضاوي أن المحور الثاني المطلوب في الحوار الإسلامي أو التقريب بين المذاهب هو حسن الظن بين الطرفين، وأساس ذلك أن الإسلام يقيم العلاقة بين أبنائه على حسن الظن؛ بمعنى أن يحمل حال غيره على أحسن المحامل، وإن كان يحتمل معنى آخر، وتصورا آخر· ثالثا: التعاون في المتفق عليه ومن المبادئ المهمة في هذا الحوار أن نركز على مواضع الاتفاق، لا على نقاط التمايز والاختلاف، وخاصة أن معظم نقاط الاتفاق في الأمور الأساسية التي لا يقوم الدين إلا بها، بخلاف نقاط التمايز؛ فجلها في الفرعيات· من هذه النقاط: أ ـ الاتفاق على الإيمان بالله تعالى، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه خاتم النبيين، وأنه جاء ليتمم رسالات السماء جميعا، والإيمان بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الإيمان بجميع كتب الله، وجميع رسل الله، فهذه قواعد الإيمان الأساسية نتفق جميعا على الإيمان بها، وهي أسس الدين وركائزه· ب ـ الاتفاق على الإيمان بالقرآن الكريم، وأنه كتاب الله المبين، وأنه محفوظ من التحريف والتبديل· جـ ـ ومن نقاط الاتفاق: الالتزام بأركان الإسلام العملية: من الشهادتين، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت· رابعا: التحاور في المختلف فيه حسب القاعدة التي تقول:  »نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه »· خامسا: تجنب الاستفزاز الحوار المنشود يقتضي أن يتوخى كل من الطرفين في خطاب الآخر العبارات المثيرة، والكلمات المستفزة التي تحدث التوتر في الأعصاب، والإيغار في الصدور، واختيار الكلمات التي تقرب ولا تباعد، وتحبب ولا تبغض، وتجمع ولا تفرق· سادسا: المصارحة بالحكمة ومن مبادئ الحوار الإسلامي-الإسلامي أن يصارح بعضنا بعضا بالمشاكل القائمة، ومحاولة التغلب عليها بالحكمة والتدرج والتعاون المفروض شرعا بين المسلمين بعضهم وبعض· ومن هنا أقول: ينبغي للشيعة أن لا يحاولوا نشر المذهب الشيعي في بلاد السنة الخالصة، ولا لأهل السنة أن ينشروا مذهبهم في البلاد الخالصة للمذهب الشيعي، إبقاء على الود، واتقاء للفتنة· سابعا: البعد عن شطط الغلاة ومن المبادئ التي تجب رعايتها في حوار المسلمين بعضهم مع بعض·· البعد عن شطط الغلاة والمتطرفين من كلا الفريقين، الذين يثيرون الفتن في حديثهم إذا تحدثوا· ثامنا: الحذر من الدسائس ومن المبادئ المهمة هنا أيضا أن نكون على حذر من كيد أعداء الأمة، ودسائسهم التي يريدون بها أن يفرقوا جمعها، فما نال أعداء الأمة المسلمة منها إلا يوم تفرقت واختصمت واختلفت راياتها· تاسعا: ضرورة التلاحم في وقت الشدة وإذا جاز لبعض الناس أن يتفرقوا ويختلفوا في أوقات العافية والرخاء والنصر؛ فلا يجوز لهم بحال أن يتفرقوا في ساعات الشدة والعسرة والمحنة؛ فالمفروض أن المحن تجمع المتفرقين، وأن المصائب تجمع المصابين، وقديما قال الشاعر: عند الشدائد تذهب الأحقاد·
(المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 1 فيفري 2007)
الرابط: http://www.elkhabar.com/quotidien/lire.php?ida=58328&idc=31 


د. سليم العوا: اتفاق مع إيران لوأد فتنة السنة والشيعة

 
إسلام أون لاين.نت – مصطفى عبد الجواد

القاهرة – كشف المفكر الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الاتحاد توصل لاتفاق مع المسئولين الإيرانيين على عدة خطوات بنَّاءة لإطفاء نار الفتنة بين السنة والشيعة، لافتًا إلى أن أول هذه الخطوات سيظهر للنور خلال أسبوعين من الآن. وأوضح العوا أن « هذا الاتفاق جاء خلال الزيارة التي قام بها وفد من الاتحاد إلى طهران هذا الأسبوع ». وضم الوفد إضافة إلى العوا الكاتب الإسلامي فهمي هويدي عضو مجلس أمناء الاتحاد. وقال العوا، في تصريحات خاصة لشبكة « إسلام أون لاين.نت » اليوم الثلاثاء 30-1-2007: إن مباحثات الوفد مع المسئولين الإيرانيين تناولت « مسألة توتر العلاقات بين السنة والشيعة وأسباب هذا التوتر والوسائل التي يمكن بها احتواء الفتنة التي بدأت تنشب بأظافرها في الأمة الإسلامية ». وأضاف أن ما طرحه الوفد « لقي استجابة إيجابية من المسئولين الإيرانيين، حيث تم الاتفاق على عدد من الخطوات البناءة التي تؤدي إلى رد الجمهور السني والشيعي إلى أصل الأخوة الإسلامية »، مشيرًا إلى أن أنه تم الاتفاق على أن يكون « اتخاذ أولى هذه الخطوات في مدى أسبوعين من الآن ». لكن العوا رفض التطرق إلى طبيعة هذه الخطوات، مفضلاً إبقاء الأمر في هذه المرحلة بعيدًا عن تناول الإعلام. التصفية مذهبية وفيما يتعلق بالوضع في العراق وما يثار عن « حرب طائفية » تستهدف أهل السنة، قال العوا: إن الوفد بحث مع المسئولين الإيرانيين التصفيات القائمة على أساس مذهبي والتهجير المتبادل بين الطرفين، وشدد على ضرورة وقف نزيف الدم وتحقيق المصالحة بين السنة والشيعة في العراق على أساس وحدة الأمة الإسلامية، ولفت إلى أن الاستجابة الإيرانية كانت جيدة. وشملت لقاءات وفد الاتحاد العالمي علماء المسلمين في إيران السيد هاشمي رافسنجاني رئيس مجمع مصلحة تشخيص النظام وعلي لاريجاني أمين عام مجلس الأمن القومي والدكتور علي ولاياتي مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي ووزير الخارجية منوشهر متقي وسماحة الشيخ محمد علي تسخيري الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب. وكان العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد كشف على هامش مشاركته في مؤتمر الدوحة لحوار المذهب الإسلامية السبت 20-1-2007 عن وجود توجه لدى الاتحاد لإرسال وفد إلى إيران؛ لإجراء محادثات مع كبار المسئولين هناك حول ما يجري في العراق وما يثار عن وجود عمليات قتل طائفية تستهدف أهل السنة. وقال القرضاوي: « إن الوفد سيؤكد للمسئولين الإيرانيين أن ما يحدث في العراق من قتل طائفي ليس في مصلحة الإسلام ولا من مصلحة العراق، وإنما المستفيد منه أعداء الأمة، وإنه لن يكون في أي حرب قادمة غالب ومغلوب، حيث سنكون كلنا مغلوبين، في حين سيكون المستفيد الأول والوحيد هو الصهاينة والأمريكان ». تصريحات القرضاوي وفيما يتعلق بالأجواء التي خلقتها تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد الأخيرة في مؤتمر الدوحة للحوار بين المذاهب الإسلامية لدى المسئولين الإيرانيين، أشار الدكتور محمد سليم العوا إلى أن « الإيرانيين أبدوا عتبًا شديدًا على هذه التصريحات، لكن الوفد شرح لهم السياق الذي جاءت فيه وأنها تعبر عن شعور عام لدى أهل السنة لمخاطر الفتنة، وأن فضيلة الدكتور القرضاوي كان يتحدث من واقع هذا الشعور وليس بسبب أي تغير في آرائه المبدئية أو مواقفه الفقهية المتعلقة بالصلة بين القسمين الرئيسيين من المسلمين السنة والشيعة ». وردًّا على سؤال حول أسباب عدم لقاء الوفد مع المرشد خامنئي أو الرئيس أحمدي نجاد، رفض العوا أي ربط بين ذلك وبين تصريحات العلامة القرضاوي الأخيرة، مشددًا على أن الوفد تقابل مع كافة المسئولين الذين شملتهم أجندة الزيارة، خاصة أن هؤلاء هم ذوو الصلة بالملفات التي حملها الوفد. وكانت الكلمة التي ألقاها العلامة القرضاوي أمام مؤتمر الدوحة للحوار بين المذاهب الإسلامية قد أثارت ردود فعل عديدة، حيث حمَّل القرضاوي الشيعة في العراق المسئولية الكبرى عما يجري؛ لأن بيدهم الحكومة والجيش والسلطة والمال، وحمَّل إيران أيضًا المسئولية في ذلك، وقال إنه كان قد دعا المراجع العليا في العراق وفي إيران، لا سيما المرجع الأعلى للثورة الإسلامية في إيران ليقول كلمته، معتبرًا أن « إيران تستطيع بما في يدها من مفاتيح أن توقف هذه الفتنة »، وإلا فإنها لن تبقي ولن تذر. كما انتقد القرضاوي محاولات « تشيع المجتمعات السنية الخالصة »، وقال: « لا يجوز أن يحاول مذهب نشر مذهبه في بلاد خالصة للمذهب الآخر؛ لأن ذلك يؤدي إلى الفتنة ». (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 30 جانفي 2007)

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.