الجمعة، 19 مايو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2188 du 19.05.2006

 archives : www.tunisnews.net


عريضة صفاقس جزء 1 مساندة للمحامين 18-  05 – 2006 رويترز: تونس تنفي رقابتها على المصلين في المساجد القدس العربي: الصادرات الاسرائيلية لدول عربية زادت اكثر من الثلث وات: رئيس الدولة يبحث مع مساعد وزيرة الخارجية الامريكية العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية الراهنة   لحياة: تونس وموريتانيا تدعوان إلى تفعيل الاتحاد المغاربي الشروق:  منظمة المجلس الامريكي للشؤون الدولية: تونس بلد عصري وتقدّمي في ذات الوقت مسلم: جوهر الخلاف نبيل الرباعي: ارفعوا أيديكم عن بيوت الله أ.فتحي النصري:  لماذا الـوسط والوسطية ؟ ابن الساحـل : عـش عـزيـزا  البلاد: أحزاب كروية محمد كريشان: صفاقس المسكينة صوفية الهمامي: المثقف التونسي بين المقهى والكتاب: شهادات الهادي بريك:   العلمانية كلمة خبيثة والتغريب شجرة زقوم خميس قشة: هل للإنتاج التلفزيوني العربي رسالة ؟؟ مرسل الكسيبي: عودة الدفئ بين واشنطن وليبيا أي دلالات؟ خميس الخياطي: في استحالة التشريح الأخلاقي للإستعمار الفرنسي؟ الشرق الأوسط : مصطلح «أهل الذمة» بين الرفض والقبول الشرق الأوسط : عبد الله سامبي : استغرب التركيز على السنوات التي أمضيتها في إيران


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

 

عريضة صفاقس جزء 1 مساندة للمحامين 18-  05 – 2006

 

نحن الممضين أسفله , وبعد اطلاعنا على المستجدات الأخيرة المتمثلة أساسا في المحاصرة المتواصلة لدار المحامي من قبل اعوان الأمن والإعتداءات التي استهدفت الحرمة الجسدية والمعنوية لعديد المحاميات والمحامين ( إصابات لكلّ من عضو مجلس الهيئة عبد الرزاق كيلاني والأستاذ المحامي العياشي الهمامي والأستاذة ليلى بن دبة… ) :

1- نثمن نضالات المحامين و نكبر عاليا إعتصامهم الناجح كوسيلة نضالية راقية للدفاع عن مطالبهم الشرعية.

2- نندّد بهذه الممارسات التعسفية والتي تهدف لضرب استقلالية المحاماة وجعل كلّ المنظمات المهنية والإنسانية تحت سيطرة وهيمنة السلطة .

3- نطالب وزير الداخلية والسلطة باتخاذ الإجراءات الكفيلة برفع الحصار عن دار المحامي والكف عن الإعتداء على المحامين واحترام استقلالية المحاماة.

4- نعبر عن تظامننا المطلق مع المحامين وعن استعدادنا لمؤازرتهم في الدفاع عن كرامتهم وعن مصالحهم بجميع الوسائل المشروعة .

5- ننبّه إلى خطورة تكريس الأمر الواقع ونهج التسويف والمغالطة والتمادي في معاملة المحامين وكذلك المربين وكافة أبناء شعبنا على أساس اعتبارهم قصّر, قصد تمرير سياسات لا تخدم في الجوهر سوى مصالح شرائح بيروقراطية وبرجوازية تعمل بدورها كوكيل لفائدة الدوائر الإمبريالية النهابة وتسعى لتحميل جماهير شعبنا وطبقاته الوطنية المضطهدة نتائج الأزمة الخانقة التي تمرّ بها خيارات النظام اللا شعبية المأزومة.

 

عاشت مهنة المحاماة مستقلة في مقدّمة نضال شعبنا من أجل الإنعتاق والتحرر

عاش الإتحاد العام التونسي للشغل وطنيا مستقلا ديمقراطيا ومناضلا

 

العدد

الإسم  واللقب

الصفة

1

زهير اللجمي

نقابي

2

التوفيق الرنان

نقابي تعليم أساسي

3

سالم قطاطة

نقابي تعليم أساسي

4

محمد بن ساسي

نقابي تعليم أساسي

5

سعيد باش حانبة

نقابي تعليم ثانوي

6

محسن جراد

نقابي ديوان المواني

7

رشيد قاسم

معلم

8

محمد الجربوعي

نقابي – الصحة

9

محمد الوحيشي

نقابي تعليم أساسي

10

خليفة بورقعة

نقابي التعليم الأساسي

11

عبد الجليل الفريحة

تعليم ثانوي

12

عبد الكريم علولو

تعليم ثانوي

13

علي الهمامي

أستاذ تعليم ثانوي

14

صابر بن حسين

أستاذ تعليم ثانوي

15

رضا بازين

نقابي – السكك الحديدية

16

محمد الحمزاوي

أستاذ تعليم ثانوي

17

الهادي المهذبي

نقابي – تعليم أساسي

18

ناظم الزغيدي

ناشط يساري

19

أحمد دمق

أستاذ تعليم ثانوي

20

رفيق المهيري

معلم

21

فتحي اللجمي

كاتب عام النقابة الأساسية للبنك الوطني الفلاحي بصفاقس

22

نعمة النصيري

كاتبة عامة الفرع الجامعي للعدلية بصفاقس

23

شكري عمّار

كاتب عام النقابة الأساسية للمياه بصفاقس الجنوبية

24

نبيل الحمروني

كاتب عام مساعد النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ص الغربية

25

راضية قربع

أستاذة تعليم ثانوي الهادي شاكر

26

حافظ الجلالي

أستاذ تعليم ثانوي

27

حسين عمري

أستاذ تعليم ثانوي

28

سامي الخلادي

أستاذ تعليم ثانوي

29

رشيد داود

كاتب عام نقابة البريد والإتصالات يصفاقس

30

عبد العزيز بوزيان

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي العامرة

31

أم الزين بن عمر

أستاذة تعليم ثانوي

32

فيروز الصامت

أستاذ تعليم ثانوي

33

رمزي المسعودي

أستاذ تعليم ثانوي

34

عبد اللطيف البحري

أستاذ تعليم ثانوي

35

جلول زين الفال

أستاذ تعليم ثانوي

36

مصطفى المسعودي

أستاذ تعليم ثانوي

37

حمادي بوزيد

أستاذ تعليم ثانوي

38

سعيد بن حميد

أستاذ تعليم ثانوي

39

رشدي دمق

أستاذ تعليم ثانوي

40

حسين الغربي

أستاذ تعليم ثانوي

41

سالم زيان

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجبنيانة

42

حمودة بن مصباح

عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس

43

منصف القابسي

جامعي

44

مها سويسي

أستاذة تعليم ثانوي

45

محمد الفقي

أستاذ تعليم ثانوي

46

ابراهيم السعداوي

أستاذ تعليم ثانوي

47

عامر المنجّة

كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس

48

سهيرة بوعزيز

أستاذة تعليم ثانوي

49

فهيمة العموري

أستاذة تعليم ثانوي

50

يوسف العوادني

عضو المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس

51

الحبيب بوعوني

LTDH SFAX NORD

52

المنصف بنحامد

عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس

53

ثريا بن سعيد

أستاذة تعليم ثانوي

54

حلمي حواس

أستاذ تعليم ثانوي

55

سعاد الشفي

أستاذة تعليم ثانوي

56

الحبيب بوعجيلة

أستاذ تعليم ثانوي

57

حسين لطيف

معلم

58

حافظ العيادي

أستاذ تعليم ثانوي

59

خالد شلغاف

عامل

60

مصدق الشريف

أستاذ تعليم ثانوي

61

جميلة السبلاوي

عضوة النقابةالأساسية للمالية بصفاقس

62

حبيب قربع

أستاذ تعليم ثانوي

63

لزهر خليل

أستاذ تعليم ثانوي

64

منير زعتور

أستاذ تعليم ثانوي

65

الأمين العليبي

أستاذ تعليم ثانوي

66

فريد النجار

أستاذ تعليم ثانوي

67

الحبيب لرقش

أستاذ تعليم ثانوي

68

خليل الرقيق

أستاذ تعليم ثانوي

69

رابح واردة

عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بصفاقس

70

سيف الدين السويسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بساقية الدائر

71

مصطفى ملاك

أستاذ تعليم ثانوي

72

رؤوف بن رمضان

أستاذ تعليم ثانوي

73

ماهر حنين

أستاذ تعليم ثانوي

74

محمد الشريف

أستاذ تعليم ثانوي

75

عمار بن علي

أستاذ تعليم ثانوي

76

عبد الجليل عبد الهادي

أستاذ تعليم ثانوي

77

محسن خلف

أستاذ تعليم ثانوي

78

محمد شعبان

أستاذ تعليم ثانوي

79

رؤوف بن طاهر

أستاذ تعليم ثانوي

80

نبيل الرقيق

أستاذ تعليم ثانوي

81

جمال بن عطوش

معلم

82

الحبيب الشفي

كاتب عام النقابة الأساسية لديوان التطهير بصفاقس

83

محمد بن علي

معلم

84

سامي المهيري

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بساقية الزيت

85

رياض محفوظ

أستاذ تعليم ثانوي

86

عبد الجليل بن رحومة

أستاذ تعليم ثانوي

87

عبد المجيد غزية

أستاذ تعليم ثانوي

88

سلاف خليف بن يحيى

موظفة

89

الصادق ين ثابت

أستاذ تعليم ثانوي

 

 

 
الدليل القاطع والحاسم على إفلاس هائل وشامل لمنظومة الدعاية والمغالطة والكذب

الممولة بمئات الملايين من الدولارات منذ أكثر من 17 عاما على حساب دافع الضرائب التونسي!!

 

برقية واحدة ابتكرها الكاتب التونسي « عمر الخيام » من وحي خياله قبل أربعة أعوام بالتمام والكمال(!) انتشرت في المواقع العربية والأجنبية انتشار النار في الهشيم واكتسبت « مصداقية » واسعة دفعت السلطات التونسية إلى إصدار تكذيب رسمي وتعميمه على وسائل الإعلام الأجنبية !!

 

 يا للخيبة! يا للمصيبة! يا للسخافة!

 

تونس تنفي رقابتها على المصلين في المساجد

 

تونس (رويترز) – قالت الحكومة التونسية يوم الخميس انها لاتعتزم اتخاذ اي اجراءات استثنائية لمراقبة المصلين داخل المساجد ردا على تقارير إعلامية ذكرت ان تونس ستصدر بطاقات شخصية لمراقبة كل مصل يرتاد المساجد.

 

وكانت تقارير صحفية نسبت في الآونة الاخيرة الى وزير تونسي قوله ان وزارة الداخلية ستصدر بطاقات مغناطسية لكل من يرتاد المساجد للصلاة للتدقيق في هويات الاسلاميين وانه على الائمة طرد كل مصل لا يحمل هذه البطاقة المغناطسية الشخصية.

 

وقال بيان حكومي وزع على الصحفيين يوم « هذه الافتراءات المفضوحة لاتعدو ان تكون مجرد محاولة يائسة من بعض الاطراف التي فشلت في كل محاولاتها التضليلية فلم تجد سوى هذه الاساليب في سعيها للاساءة لصورة تونس. »

 

ويعتقد على نطاق واسع ان البيان الحكومي يشير بالاتهام الى معارضين اسلاميين انضموا الى تحالف مع معارضين من اقصى اليسار للمطالبة باطلاق الحريات ووصفتهم السلطات « بقوى الظلام ».

 

وتشهد علاقة الحكومة بالاسلاميين قطعية حيث تتهم هذه الفئة السلطات بالتضييق على الحريات الدينية ومنع ارتداء الحجاب مثلا بدعوى مكافحة الارهاب الى جانب حليفتها واشنطن وهو ما تنفيه الحكومة.

 

وتحظر تونس حركة النهضة الاسلامية احدى ابرز قوى المعارضة في البلاد وتقول انها تمنع قيام اي حزب على اساس ديني.

 

واضاف بيان الحكومة « حرية ممارسة شعائر الدين في تونس مضمونة ولاتخضع لاي قيود ».

 

وتتهم جماعات حقوقية السلطات بحبس اكثر من 300 سجين سياسي اغلبهم من حركة النهضة المحظورة.

 

(المصدر: موقع وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 18 ماي 2006 على الساعة 6 و58 دقيقة مساء بتوقيت غرينيتش)

وصلة الخبر:

http://ara.today.reuters.com/news/newsArticle.aspx?type=topNews&storyID=2006-05-18T155750Z_01_OLR857373_RTRIDST_0_OEGTP-TUNISIA-CENSOR-MA6.XML

 

 

ترجمة عربية (نشرت يوم 21 ديسمبر 2004) لنص البرقية الأصلية التي نشرها « عمر الخيام » باللغة الفرنسية (*) لأول مرة على منتدى تونيزين يوم 9 ماي 2002!!!!!

آخر إختراع تونسي: بطاقة مُصَلّ

 

قدّم وزير الدّاخليّة الجديد الدّكتور الهادي مهنّي في ندوة صحفيّة اُستُدعِيَ إليها الصّحفيّون التّونسيّون و الأجانب مشروعه الجديد لتنظيم الصّلوات بالمساجد. و قال سعادته أنّه عملا بالسّياسة القويمة الّتي ينتهجها صانع التّغيير و سعيا منه لترشيد ارتياد المساجد و دفعا للفوضى فإنّ مصالح وزارة الدّاخليّة ستقوم بتسليم كلّ من يتقدّم بطلبها بطاقة تمكّنه من ارتياد أقرب مسجد من محلّ سكناه (أو من مقرّ عمله إذا اقتضت الحاجة).

 

فمن هنا وصاعدا، يتعيّن على كلّ تونسيّ أو مسلم مقيم بالأراضي التّونسيّة يريد ارتياد مسجد ما أن يملأ استمارة مطلب للحصول على « بطاقة مصلّ » و أن يودعها عند أقرب قسم شرطة أو حرس وطنيّ.

 

و ستحمل البطاقة صورة المصلّي و عنوانه و اسم المسجد الّذي ينوي ارتياده. و حسب الإجراءات الجديدة، يتعيّن وجوبا على المصلّي اختيار أقرب مسجد لمكان إقامته أو لمركز عمله. أمّا إذا كان المسجد المختار غير جامع، فيجب على المصلّي التّقدّم بطلب بطاقة « خاصّة بصلاة الجمعة ».

 

لذا، فابتداء من يوم غرّة جويلية 2002، يجب على أئمة المساجد أن يتأكّدوا من أن جميع المصلّين داخل قاعة الصّلاة حاملين لبطاقاتهم. كما يتعيّن على كلّ إمام طرد كلّ مصلّ لا يحمل بطاقة أو على بطاقته اسم مسجد آخر مخالف.

 

و يجدر التّذكير أنّ البطاقة شخصيّة و لا تجوز إعارتها و يُمنع التّنازل عنها للغير.

 

أمّا إذا قرّر صاحب البطاقة الانقطاع عن الصّلاة، فإنّه مُطالَب بتسليم بطاقته لأقرب مركز شرطة.

 

و أكّد سعادته أنّ لكلّ مصلّ الحقّ أن يرتاد لأجل أداء صلواته الخمس مسجدا واحدا فقط، ما عدا الرّخص الخاصّة المسلّمة في الحالات الاستثنائية من طرف السيّد الوالي. فإذا كان المسجد لا يقيم صلاة الجمعة فإنّه يمكنه الحصول على بطاقة « خاصّة بصلاة الجمعة » إذا عنّ له أن يطلبها.

 

و يمكن للسياح المسلمين أن يطلبوا « بطاقة مصلّ » عند نقاط شرطة الحدود. » بطاقة السّائح المصليّ » هذه تكون صالحة لجميع مساجد الجمهوريّة و يتمّ إرجاعها لشرطة الحدود قبل مغادرة التّراب التّونسي.

 

كما أنّه سيتمّ تزويد كلّ المساجد بآلات مغناطيسيّة لتسجيل الحضور إذ يتعيّن على كلّ مصلّ تسجيل حضوره عند الدّخول إلى المسجد و عند خروجه منه. و يقوم الإمام بجمع جذاذات تسجيل الحضور و تقديمها شهريّا إلى فرقة الإرشاد الّّتي يرجع لها المسجد بالنّظر. و يُعفى الأجانب من تسجيل حضورهم.

 

نص من وحي خيال عمر الخيّام، تـرجـمه من الفـرنـسيـة ديـسبـتـيكوس إسـبـيروس

 

(Source : l’e-mag « TUNeZINE », N° 133 mis en ligne le 25 décembre 2004)

URL:

http://www.tunezine.com/article.php3?id_article=572

 

(*) LE TEXTE ORIGINAL DE LA « NOUVELLE » :

 

 

Dernière invention tunisienne

Le badge du prieur

 

 

 

Le nouveau ministre de l’intérieur, le docteur Hedi Mhenni a invité aujourd’hui les journalistes tunisiens et étrangers à une conférence de presse, au cours de laquelle il a exposé son nouveau plan pour l’organisation des prières dans les mosquées.

 

Il dit que pour éviter l’anarchie et rationaliser la visite des mosquées, son ministère va délivrer à tous ceux qui en font la demande un badge leur permettant d’accéder à la mosquée la plus proche de leur domicile (le cas échéant, de leur lieu de travail).

 

Dorénavant chaque Tunisien ou résident musulman sur le sol tunisien qui désire fréquenter une mosquée doit remplir une demande de carte de prieur

« بطاقة مصلي » et la déposer auprès du poste de police ou de la Garde Nationale le plus proche. Le badge portera la photo du prieur, son adresse et le nom de la mosquée choisie.

Selon la nouvelle réglementation, le prieur doit obligatoirement choisir la mosquée la plus proche de son domicile ou de son lieu de travail. Si la mosquée indiquée sur son badge n’organise pas de prière du vendredi, le prieur doit demander une carte  » spéciale prière du vendredi « .

 

A partir du 1 juillet 2002, les imams des mosquées seront tenus de s’assurer que tous les prieurs présents à l’intérieur de la salle de prière sont badgés. Chaque imam sera tenu d’expulser tout prieur non badgé ou dont le badge mentionne le nom d’une autre mosquée. Les badges sont strictement individuels et ne peuvent être ni cédés ni prêtés.

 

Si le détenteur du badge décide de cesser de prier, il doit restituer le badge au poste de police le plus proche. Sauf autorisation spéciale du gouverneur, chaque prieur aura droit, pour faire ses cinq prières, à la visite d’une mosquée et une seule. Si la mosquée qu’il fréquente ne célèbre pas la prière du vendredi, un deuxième badge « spécial prière du vendredi » lui sera délivré sur demande.

 

Les touristes musulmans peuvent demander un badge de prieur au poste de police des frontières.

 

Ces badges touristiques de prière seront valables pour toutes les mosquées tunisiennes. Ils doivent être restitués à la police de frontière avant le départ définitif du sol tunisien.

 

Toutes les mosquées seront dotées de machines de pointage. Chaque prieur sera tenu de pointer à l’entrée et à la sortie de la mosquée, A la fin de chaque mois l’imam devra transmettre les fiches de pointage à la brigade de renseignement

« فرقة الإرشاد«  dont dépend la mosquée où il dirige les prières. Les étrangers non-résidents seront exempts de l’obligation de pointage.

Omar Khayyâm

Mahdia, Jeudi 9 mai 2002

 

(Source : l’e-mag « TUNeZINE », N° 88 mis en ligne le 13 mai 2002)

URL:

www.tunezine.com/tunezine88.htm

 

 

واليوم 19 ماي 2006، الكاتب « عمر الخيام » يرد:

 

Jamais sans ma carte !

 

La carte de prieur existe-t-elle réellement ? Oui, sans aucun doute. C’est moi qui l’ai inventée. Lorsqu’elle fut crée en 2002, elle était peu connue. Mais le regretté  Zouhaïr Yahyaoui a réussi à en montrer le premier spécimen. Depuis, la petite carte a grandi. Son incroyable histoire a traversé les mers et les continents. Sa biographie existe aujourd’hui au moins en trois langues : arabe, anglais, français.

 

Le régime tunisien essaie maintenant de tuer une rumeur qui n’en est plus une. Par sa maladroite réaction, il vient de délivrer le certificat de naissance à cette carte qui n’existait pas. Si j’étais la Source Officielle Anonyme, j’aurais tout simplement dit aux médias étrangers : « Quelle est l’utilité d’une carte de prieur lorsque tous les citoyens sont fichés? »

 

P.S. Je sais que je suis fiché mais je m’en fiche.

O.K.

 

أخيرا، لنا كلمة…

 

بهذه المناسبة السعيدة، تهنئ هيئة تحرير « تونس نيوز » الزميل العزيز « عمر الخيام » على هذا النصر المؤزر الذي حققه على جحافل التشويه والكذب والتلفيق والتلميع الرسمية وغير الرسمية وتدعوه إلى إحياء مسيرة وكالة

TNA للأنباء وتقترح عليه أن يكتفي ببث خبر يتيم في كل أسبوع أو في كل شهر حتى تتمكن الجهات الرسمية من الوقت الكافي للرد عليها. وبالله التوفيق.

 


 

الصادرات الاسرائيلية لدول عربية زادت اكثر من الثلث

 

القدس ـ اف ب: زادت الصادرات الاسرائيلية الي دول عربية بنسبة 34.5% خلال الفصل الاول من 2006 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي لتصل بذلك الي 57 مليون دولار، كما افاد المعهد الاسرائيلي للصادرات امس الاربعاء.

وقال المعهد ان 27 شركة اسرائيلية قامت بالتصدير الي العراق خصوصا لتزويد الجيش الامريكي بتجهيزات خاصة بالاتصالات. واضاف المعهد ان قيمة هذه المبيعات الي العراق لم تتجاوز مع ذلك 320 الف دولار، في حين بلغت قيمة هذا النوع من المبيعات الي العراق 780 الف دولار خلال العام الماضي بكامله.

وبحسب المعهد فان 1343 مصدرا اسرائيليا ينشطون في الاردن، اي بتراجع بمعدل الربع مقارنة بالعام الماضي. وتراجعت المبيعات الي الاردن بنسبة 6% في الفصل الاول لتصل الي 26.5 مليون دولار وشملت خشب البناء والمفروشات والورق والالات وتجهيزات مختلفة.

في المقابل، زاد عدد المصدرين الي مصر اكثر من الضعف ليصل الي 257. وقفز حجم المبيعات بنسبة 148.5% ليصل الي 26.5 مليون دولار وشملت النسيج ومنتجات كيميائية ومشتقات نفطية.

وتعود هذه الزيادة الملموسة الي الاتفاقيات التي ابرمت بين مصر واسرائيل والولايات المتحدة حول انشاء مناطق صناعية مصنفة في كانون الاول (ديسمبر) 2004.

وتسمح هذه الاتفاقيات للبضائع المصرية بالاستفادة من الاعفاء من الرسوم الجمركية في السوق الامريكية شرط ان تشتمل علي نسبة مئوية محددة من المكونات الاسرائيلية.

الا ان تاثير هذه المناطق، الموجودة ايضا في الاردن، تراجع في المقابل اثر التوقيع اخيرا علي اتفاقيات بشأن اقامة منطقة للتبادل الحر بين المملكة والولايات المتحدة.

وزادت الصادرات الاسرائيلية الي المغرب بنسبة 23.5% لتصل الي مليوني دولار في حين تراجعت المبيعات الاسرائيلية الي تونس بنسبة 16% لتصل الي 500 الف دولار، وفقا للمعهد الاسرائيلي.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 18 ماي 2006)

 


حول إضراب أساتذة التعليم الثانوي بتونس

الحوار نت – علمنا من مصدر موثوق به ان نسبة نجاح الاضراب الذي دعت اليه امس نقابة التعليم الثانوي بتونس قد شهد نجاح باهرا في جميع المعاهد التونسية ,بلغت نسبة النجاح 80,12% وتعتبر هذه النسبة جيدة جدا اذا علمنا ان السلطة عملت جاهدة بكل الوسائل والطرق لإفشال هذا الإضراب المطلبي الحقوقي. (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 18 ماي 2006)

حول إضراب في التعليم الثانوي

علمنا من مصدر رسمي ان نسبة نجاح الاضراب الذي دعت اليه امس نقابة التعليم الثانوي بلغت 80،12%. (توضيح من تونس نيوز: تُقرأ: 12 فاصل 80 بالمائة) (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 19 ماي 2006)

حول وضعية المحاماة

وجه عميد المحامين دعوة الى قرابة 2000 محام لحضور اجتماع حول وضعية المحاماة في تونس ولم يحضر الاجتماع الا 26 محاميا. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 19 ماي 2006)  


تونس وموريتانيا تدعوان إلى تفعيل الاتحاد المغاربي

تونس – الحياة     دعا الرئيسان التونسي زين العابدين بن علي والموريتاني أعلي ولد فال، أمس، إلى تفعيل مؤسسات «الاتحاد المغاربي» الذي يشمل بلديهما إضافة الى الجزائر والمغرب وليبيا. وبدأ ولد فال أمس زيارة لتونس هي الثانية بعد زيارته لمناسبة القمة العالمية لمجتمع المعلومات الخريف الماضي، وعقد مع بن علي جولة محادثات تطرقا فيها إلى الوضع المغاربي. وإذ تأتي زيارة ولد فال في سياق تنشيط العلاقات الثنائية الذي كرسته اجتماعات اللجنة العليا المشتركة في نواكشوط في شباط (فبراير) الماضي برئاسة رئيسي الوزراء، فإنها تختتم أيضاً أسبوعاً شهد نشاطاً ديبلوماسياً لافتاً لدول الاتحاد المغاربي في تونس التي زارها وزير مغربي الأسبوع الماضي، تبعه آخر ليبي رأس ونظيره التونسي لقاء جمع وفدين من رجال الأعمال في البلدين. وفيما عاد الوزير الليبي إلى بلده، افتتح وزير الثقافة التونسي عزيز بن عاشور ونظيرته الجزائرية خالدة تومي أول من أمس الأسبوع الثقافي الجزائري. واعتبر مراقبون أن تعزيز العلاقات التونسية – الليبية والتونسية – الجزائرية «سيفرز وضعاً جديداً في ظل تعطل مؤسسات الاتحاد المغاربي الذي لم يعقد قمة منذ العام 1994، يتمثل بظهور مثلث ليبي- تونسي- جزائري، أقله على الصعيد الاقتصادي، في انتظار تسوية نزاع الصحراء على نحو يتيح إدماج المغرب في حركة التكامل الإقليمي التي باتت تفرضها الاتفاقات المغاربية مع الاتحاد الأوروبي التي ترمي إلى إقامة منطقة أوروبية – مغاربية للتبادل الحر بحلول العام 2010». (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 19 ماي 2006)  


منظمة المجلس الامريكي للشؤون الدولية:

تونس بلد عصري وتقدّمي في ذات الوقت

* تونس (وات) اعد وفد رفيع المستوى من المجلس الأمريكي للشؤون الدولية الذي يعتبر من اكبر المنظمات غير الحكومية المختصة بالعلاقات الدولية تقريرا تضمن استنتاجات المنظمة بخصوص تونس وذلك في أعقاب زيارة دراسة وتقييم قام بها في تونس.
وأكد التقرير الذي تم نشره على نطاق واسع بالولايات المتحدة الأمريكية أن «في تونس حكومة تقدمية وهى بلد يعطي المثال لما يمكن انجازه في العالم العربي. كما أن تونس تعد قدوة لكافة الدول المحبة للسلام في العالم».
وأبدى الوفد فائق انبهاره بتونس معتبرا أن زيارته لها كللت بالنجاح الكبير . ووفقا لما جاء في التقرير فان أعضاء الوفد استنتجوا أن «تونس بلد عصري وتقدمي في ذات الوقت». وأشادت المنظمة غير الحكومية بتونس البلد الصغير بحجمه وبموارده الطبيعية المتواضعة والثري بتاريخ عريق نحت شعبه بصورة ايجابية. كما نوهت بالقيادة السياسية الحكيمة التي توفقت إلى المحافظة على نسق تنمية مرتفع بنسبة 5 بالمائة خلال العشر سنوات الأخيرة وتأمين أسباب الرقي الاجتماعي مشيرة إلى تخلي الدولة تدريجيا عن مراقبة الاقتصاد وفسحها المجال أمام التحرير والإصلاحات الاقتصادية.
وذكرت المنظمة أن الحكومة التي تعمل على القضاء على جيوب الفقر في البلاد فخورة بأن 80 بالمائة من السكان ينتمون إلى الطبقة الوسطى وأن 80 بالمائة من التونسيين يملكون مسكنا خاصا. ولاحظت أن قطاع التربية يكتسي أهمية كبرى في تونس إذ تخصص له الدولة 25 بالمائة من ميزانيتها مضيفة أن نسبة المتعلمين من السكان تبلغ 77 بالمائة فيما يقدر مؤمل الحياة عند الولادة ب 74 عاما.
وتابعت المنظمة في تقريرها تقول «إن تونس تبرز جليا كبلد عصري يتمتع ببنية أساسية حديثة وأن السكان تبدو عليهم علامات الرضاء بظروف العيش وبدور الحكومة». وجاء في تقرير المجلس الأمريكي للشؤون الدولية أن «الحكومة في تونس تعمل على النهوض بحرية التجارة وتنمية علاقات وثيقة مع أوروبا». كما استعرض التقرير مؤهلات نجاح تونس ومن ضمنها موقعها الوسيط بين أوروبا واسيا وإفريقيا وبناها الأساسية الحديثة للاتصالات فضلا عن كفاءة مواردها البشرية التي تعد ثمرة سياسة تعليم سخية لفائدة الجميع.
وثمن التقرير عاليا الخيارات السياسية المجدية التي اعتمدتها تونس منذ الاستقلال وما راكمته البلاد من مكاسب بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي في مختلف المجالات ومن بينها بالخصوص حقوق المرأة والتسامح الديني والتربية. ولاحظ الوفد الأمريكي أن التونسيين متشبثون برئيسهم الذي يصغي إلى مشاغلهم . كما استقطب التطور السياسي والديمقراطي في تونس اهتمام أعضاء الوفد.
فوصف تقرير المجلس الأمريكي للشؤون الدولية تونس بكونها «ديمقراطية تتطور» و «بلد يسلك نهجه الخاص» من اجل تحقيق طموحاته في النمو والتقدم المشترك. ولاحظ التقرير الذي أشاد بمناخ السلم والتسامح السائد في تونس أن الحكومة التونسية أقرت بمساندة من الشعب إجراءات حازمة ضد التطرف خلال العشريتين الأخيرتين. وأكد أعضاء الوفد الأمريكي الذين زاروا عديد الجهات في البلاد والتقوا شخصيات تونسية مختلفة من عالم السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والاتصال أنهم أعجبوا بصفة خاصة بنوعية وعمق اللقاءات التي أجروها وبالصراحة وروح التفتح التي طبعت اتصالاتهم في تونس. ويعتبر المجلس الأمريكي للشؤون الدولية احد أقوى المنظمات الدولية غير الحكومية تأثيرا وهو يعد أكثر من 480 ألف عضو. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 19 ماي 2006) ملاحظة من « تونس نيوز »: يمكن التعرف بشكل أفضل على هذا المجلس الأمريكي من خلال موقعه على شبكة الإنترنت: http://www.worldaffairscouncils.org/ وهذا تعريف بالمنظمة من موقعها:

The World Affairs Council System

World affairs councils are non-profit, non-partisan organizations open to all who wish to join.  Started in 1918, the council system has 484,000 members and participants, 84 councils, and 26 affiliates.  Councils operate on membership dues, corporate sponsorships, grants, in-kind donations, fundraising events, and fee-for-service activities.  Over 2,000 corporations, foundations, and individuals support council work. The council system has the biggest international affairs speakers’ program in the country with over 2,500 events each year.  Councils also run international exchanges, school programs, teachers’ workshops, model UNs, foreign policy discussions, national opinion polls, travel programs, young professionals’ programs, conferences, corporate programs, journals, newspaper columns, and local radio and television programs.  The system has five flagship programs:  World in Transition, Great Decisions, the NPR radio program It’s Your World, Academic WorldQuest and Travel the World. The national association organizes an annual conference, leadership missions abroad, a speaker referral system, international speaker exchanges, people-to-people diplomacy missions, educational workshops, book tours, subscription discounts, operations workshops, research papers, videoconferences, and national publications.  It also runs national program series such as World Bank Town Meetings, Mexican Migration, Two Koreas, Future of Russia, Western Hemisphere, Human Rights Worldwide, the EU, Rising Anti-Americanism, American Security, UN Reform, and The People Speak. The 2006 Washington conference will be January 18-21 on The World’s Rising Powers. The council system holds a national high school world affairs knowledge competition called Academic WorldQuest in Washington.  Councils reach over 20 million people every year with their programs.   National Association Dr. Jerry W. Leach, President Ms. Melissa Lawrence, Education Director Mr. Brent D. Hessel, Research and Communications Director 1800 K Street NW, Suite 1014, Washington, D.C. 20006 Phone: (202) 833-4557    Fax: (202) 833-4555 Email: waca@worldaffairscouncils.org Largest International Affairs Non-Profit in the US


رئيس الدولة يبحث مع مساعد وزيرة الخارجية الامريكية العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية الراهنة

قرطاج 19 ماي 2006 ( وات ) – شكلت العلاقات التونسية الامريكية والقضايا الاقليمية والدولية الراهنة محاور استقبال الرئيس زين العابدين بن علي اليوم الجمعة للسيد روبارت زويليك مساعد وزيرة الخارجية الامريكية. وبين الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان المقابلة كانت مناسبة لتناول عدد من المسائل ومنها بالخصوص العلاقات العريقة والممتازة القائمة بين تونس والولايات المتحدة الامريكية وافاق مزيد تطويرها خدمة للمصالح المتبادلة كما تناولت المحادثة جملة من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك علي صعيد الشرق الاوسط والقارة الافريقية ولاسيما قضايا فلسطين والعراق والمستجدات في منطقة دارفور. وقد ابرزت هذه المقابلة الارادة المشتركة في مزيد دعم التعاون الثنائي في مختلف الميادين ومواصلة التنسيق والتشاور بشان كل المسائل المتعلقة بالسلام والاستقرار في العالم وجرى اللقاء بحضور وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وسفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس. (المصدر: موقع وكالة تونس إفريقيا للأنباء بتاريخ 19 ماي 2006)  

أمريكا تقول انها هناك مسائل معلقة مع ليبيا رغم تطبيع العلاقات

تونس (رويترز) – قال مساعد وزيرة الخارجية الامريكية روبرت زوليك يوم الجمعة ان بعض المسائل لاتزال معلقة بين واشنطن وطرابلس رغم استعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة واسقاطها ليبيا من لائحة الدول الراعية للارهاب. وقال زوليك في مؤتمر صحفي في ختام زيارة لتونس استمرت يومين « استعادة العلاقات مع ليبيا لا ينفي وجود مشاكل بيننا ». واستأنفت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع ليبيا يوم الاثنين الماضي لمكافأتها على الغاء برامجها لاسلحة الدمار الشامل بعدما ظلت منبوذة لفترة طويلة. واشار زوليك الى ان النظام الليبي اتخذ خطوات هامة وجريئة جعلت بلاده تبادر باعادة علاقاتها الدبلوماسية مع طرابلس لكنه صرح بانه « رغم استعادة العلاقات هناك مسائل اخرى لا تزال معلقة بيننا يجب التحدث بشأنها » دون ان يعطي تفاصيل اضافية. لكن يعتقد على نطاق واسع ان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية كان يشير الى قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني والى ملف حقوق الانسان في ليبيا. وكشف زوليك ان بلاده « طلبت من ليبيا مساعدة فيما يدور في دارفور وتشاد ». واضاف زوليك الذي التقى خلال زيارته لتونس مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ووزير خارجيته عبد الوهاب عبد الله « اثرت ايضا مع الرئيس بن علي امكانية المساهمة بقوات في دارفور ولقيت ما يمكن ان اعتبره جوابا مشجعا من فخامته ». ويوجد في دارفور نحو سبعة الاف جندي من قوات الاتحاد الافريقي. وقال مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ان بلاده مهتمة بما يحدث في مصر وتونس من توترات في مجال حقوق الانسان. ومضى يقول « ان لم نخلق فرصة مشروعة للتعبير عن الرأي بحرية قد يلجأ البعض لاشكال متطرفة من التعبير وهذا سيكون امرا مضرا للجميع ». (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 19 ماي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


   جـوهـر الـخـلاف
بقلم: مسلم تكاثرت مقالات الاخوة والاخوات حول موضوع عودة بعض الاخوة الى تونس واختلفت تقييمات هذه العودة سلبا وايجابا. من وجهة نظر العبد الفقير الخلاف الجوهري يكمن في الاجابة على بعض الاسئلة: 1) – هل يجب التمسك بالانتماء الى حركة النهضة بالرغم من عدم وجود أفق سياسي واضح ؟ و لماذا (بالنسبة للنفي أو للإيجاب) ؟ 2)- هل على الإخوة الذين ابتعدوا قليلا أو كثيرا حرج في العودة إلى تونس ؟ لماذا ؟ عندما تكون الإجابة على هذه الأسئلة مبنية على المنطق و المصلحة و ليس على العاطفة و الإنفعال سيقل الضجيج وستقابل الحجة بالحجة بدون خروج على آداب الأخوة. اللهم ارحمنا وأصلح حالنا. 18 ماي 2006
 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

قال تعالى « إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الأخر »

ارفعوا أيديكم عن بيوت الله

 

  بقلم : نبيل الرباعي *

  إن كل دين له طقوس وشعائر ولها مؤسسات تقام فيها والصلاة تلعب دورا في اقامة تلك الشعائر في جميع الأديان السماوية.

فالصلاة هي فلسفة العبادة في الإسلام ولها دور أساسي من خلال النص القرآني :

« يا بني أقم الصلاة وآمر بالمعروف »

« وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا »

« إن طهرا بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود »

والمسلم حين يقوم بالفرائض الدينية (الصلاة) فهي الوسيلة التي تربطه بالله سبحانه وتعالى فالصلاة عماد الدين وكانت من أهم عناصر بناء الذات المسلمة وعند بعض الفقهاء كابن تيمية ومعاصريه تعتبر الحد الفاصل بين الإسلام والكفر ولذا جعلت المساجد لأداء الصلاة و…

 

وقد لعبت المساجد دورا هاما قديما وحديثا في تربية النشأ تربية معتدلة ومقاومة الاستعمار والطغاة وكما قال الدكتور الايراني علي شريعتي : »عمروا المساجد فإنها خنادق الثورة » وإيمانا بالمكانة الرفيعة لبيوت الله التي أذن جل جلاله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وإدراكا بأن حق العبادة هو حق مشروع تقره كل المواثيق والعهود والشرائع.

 

لاحظت ظاهرة خطيرة جدا استغربت من وزير الشؤون الدينية عدم الاهتمام بها واهتمامه بالتنظير لمنع ارتداء الحجاب ألا وهي غلق بيوت بنيت من مئات السنين وتربى فيها أجيال وأجيال وتلي بها القرآن ليلا نهارا.

 

أتدرون أن مسجدا بمنطقة تونس المدينة أو بالأحرى بحي باب سويقة كان يلقي فيه الشيخ عبد الرحمان ظريف الإملاء القرآنية والكائن بنهج النفافتة وهو نهج فرعي عن نهج باب أبو سعدون حول إلى مسكن لأحد منتمي التجمع الدستوري الديمقراطي ، ومسجد القنطرة الكائن بمنطقة الحفير الحلفاوين أصبح مصب نفايات مغلق منذ 1991 بحجة أن من قاموا بعملية باب سويقة (حرق لجنة التنسيق تونس المدينة) كانوا يؤدون فيه الصلاة ، وجامع الحي الجامعي (CAMPUS) بتعلة أن جل مرتاديه من السلفيين.

 

كما لم تسلم الكتاتيب القرآنية من التغيير حيث حولت إلى شعب دستورية ومقرات لمنظمة الدفاع عن المستهلك التابعة للحزب الحاكم ككتاب نهج باب أبو سعدون وكتاب نهج الحفير وغيرهما كثيرين.

 

ختاما أتوجه إلى كل غيور على دينه أن يضم صوته إلى صوتي والمطالبة بإعادة فتح كل المساجد المغلقة وذلك بتوجيه نداء إلى سيادة رئيس الدولة كي يوقف نزيف التعدي على حرمات بيوت الله.        

 

حرر بتونس في :الجمعة  19 ماي 2006

        

      * سجين إسلامي سابق

          الهاتف : 361.487 98

بريدنا الالكتروني: : rebai_nabil@yahoo.fr       

 


لماذا الـوسط والوسطية ؟

أ.فتحي النصري-أسرة الوسط التونسية : http://www.tunisalwasat.com
وفي البدء كانت الكلمة … والكلمة أمانة ، والأمانة أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها ، وحملها الانسان فكانت مناط التكليف عنده ، فاما كلمة طيبة مثلها كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، واما كلمة خبيثة مثلها كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ، والوسط اختارت أن تؤتي أكلها كل حين باذن ربها لأن قدر القائمين عليها أن يكونوا امتدادا لخير أمة اخرجت للناس ، والخيرية تحقق الايمان ، فاذا ما تحققت الخيرية في صورتهـــا الشرعيــة وجدنا الوسطية في أسمـــى معانيهــا مقرونــة بأقوى أركانها ومبانيها ، لذلك كانت الوسطية مرتبة عزيزة المنال ، غالية الثمن ، وهي سمة هذه الأمة ومحور تميزها بين الأمم جعلها الله خاصية من خصائصها :
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا » البقرة 143, فكانت الكلمة شهادة ، وفي البدء كانت الكلمة ، فكانت الأمانة ، فكانت الخيرية ، فكانت الشهادة ، فكانت الوسطية في ظل اعلام رسمي يلامس الدونية ، وأشباه صحفيين يكتبون بالطبلة والمزمار فيستحيل عرق الغانيات حبرا يستبيحون به أعراض الشرفاء ، وأشباه مثقفين أفلست بضاعتهم فتحولت أقلامهم وألسنتهم فوطا لتلميع واجهات السلطة…
وفي ظل المحاولات الجادة لشباب الصحوة الوطنية لاختراق التعتيم الاعلامي لحقيقة ما يحدث ، سطعت عديد المواقع الاخبارية والمواقع الحوارية ، ولكن للمعلومة حقيقة واحدة وألف رداء ، وللخبر جوهر واحد وألف زاوية ، وللقارىء زهرة واحدة وألف حديقة ، فكانت الوسط محاولة للموازنة بين المادة والروح … بين الحمأ المسنون ونفخة من روح الله … بين الخبر والتحليل … بين تغذية العقل والروح ، حدها الاستقامة وشرط الاستقامة الوسطية , وحدها الانصاف وشرط الانصاف التجرد ، وحدها الاعتدال وشرط الاعتدال التوسط ,والتوسط غاية الكمال وأساس اليسر والأقرب الى الفطرة السليمة ، وحدها القوة ومركز القوة الوسط ، وخط الوسط في عالم الرياضيات هو محور الارتكاز ، ومركز الدائرة وسطها .
فاذا كنا أمرنا بالتوسط في أمر العقيدة وعدم المغالاة ، والتوسط في العبادات ، والتوسط في المعاملات الاجتماعية والمالية ، ألا يحق لأقلامنا التوسط ، فتوسطوا يرحمنا ويرحمكم اللــه وفي الختام كانت الكلمة …فكانت الأمانة …فكانت الخيرية… فكانت الشهادة …فكانت الوسطية نشر على صحيفة الوسط التونسية بتاريخ 19-05-2006

 


من وحي إضراب رجال التعليم الثانوي يوم الخميس 18 مــاي 2006 دفاعا عن الكرامة و من أجل ظروف عمل دنيا أفضل حتى نرتقي بأجيال تونس نحو العزة و المناعة، بعيدا عن الانحلال و الذوبان.

 

عــــــش عــــزيــــزا

بالأمس اضرب أهل العلم عن رغب

 

و الـيـوم ثار أســاتيـــذ بلا رهـــــب

إنا نطــالب بالتـــدريس في شمـــــم

 

فالعلم مفــخرة للغــفل و النخــــــب

أما إذا سلــــب الأستــــاذ منــزلــــة

 

فالعلــــم مهــــزلة للغرب و العرب

يــا سادتي سغــب بالعز أفضل مـن

 

ذل يخـــاله أستـــاذ بـــلا ســــغــب

كل الوظـــائف قد أضحــت مكرمة

 

إلا وظيــفـتـنـا، شــلــت بلا سبــب

كــل الأعـاجــم قد نادوا بتــكــرمـة

 

للمـصطـفـيـن بذاك العـلـم و الأدب

إلا التــوانـسـة الأحــرار ما وهـبـوا

 

قـدرا و لا شــرفـا يومـا بلا طلـــب

أضحى التــقاعــد في الستين معتبرا

 

كالفـرض، يقـبـل تأكـيدا بلا غضب

و الإرتــقــاء غــدا و الله أمــنــيـــة

 

مــا نــالــهــا أبــدا إلا ذوي حـــدب

بالــكــاد يحصـل أستــاذ على رتـب

 

حتى و إن سـقـط الجـثـمان من تعب

بالــكــاد ينـتقل المسكين مـن جـبـل

 

بالـريف، نحو ديار الأهل في نصب

بالــكــاد يـدمــج أستــــاذ بمــرتبـة

 

بـعـد الـتـعاون أزمـانـا، بــلا عتـب

حـتـام يحـسـب أستـاذ كـمـزرعـــة

 

فـيـها تـجـرب  » أفـكـار » بلا نسـب

حـتـام يرجـع مصـطاف بـلا مـنـح

 

الـعـلـم صار بـلا حـبـر ولا كـتــب

حـتـام يـدفـع نـحـريـر إلـى عـــــوز

 

حـتـام يـدفـع أثـمـانــا كـما الـنـهـب

حـتـام يـعـمـل في فصل كـمزبـلــة

 

حـتـام يـحـشـر طـلاب بـذي العلب

حـتـام يـدرس في الأقـسـام كـوكبة

 

من أربعين فتى، في السأم و الصخب

حـتـام نكـتب بالطـبشـور في نــكــد

 

هل يـرقبون فـنـاء العـمـر في الترب

حـتـام يـحـسـب تلـميذ لنــا حـكـما

 

أحكامنا انـقـلـبـت رأسا على عـقـب

حـتـام يـفـسـد أوغـاد مـؤسـســـــة

 

إذ صـار أغـلـبـهم غفلا ذوي شغب

حـتـام يـحـسـب أنـذال تـلامـــــــذة

 

و البعض مـفـتـقد للحس و العصب

حـتـام نــــقـبـل طــــلابــا بـلا أدب

 

فـي حـيـن يـطـرد أسـتـاذ بـلا سبــب

تالله مـا طـرد الأسـتـاذ في زمـــــن

 

إلا لـكـونـه نـحريـــــر وذا قــــــرب

سـواء كــــنــت نقابـــيــا بــتونســنا

 

أو بالســياسة نجما غــير ذي نشــب

أو بالــديـانـة نـبـراسـا لـذي عـوج

 

الكـل عند رجال الحـكم، ذوو خلــب

حـتـام نـقـبـل إقـصـاءا، أوا عـجـبا

 

حتى البــــرامج ممــــلاة بـــــلا أدب

بعض المواد أرادوا خفض ضاربها

 

أو شـطـبـها عـلـنا، فالـدفـن بالقـلـــب

و الله لـن نـدع الأشـبـاح تـهـزمـــنا

 

حتى و إن عـمدوا للسجـن و الحرب

كونوا– أساتذتي– للــعلم مـفـخـــرة

 

حـيـوا النقابة في صدق و عن رغب

إن الـنـقابـة طـود شـامـخ أبـــــــــدا

 

أقـوالها – قسما –  صـدق بلا كــذب

 

 

 

 » ابن الـــــساحـــل  «    18 مـــــاي 2006


 

 صدر يوم 18 ماي 2006 العدد الثالث من مجلة « البلاد » الالكترونية

 

عدد جديد من مجلة البلاد

www.albiled.net

يسر أسرة مجلة البلاد أن تلفت عناية مرتادي الشبكة العنكبوتية إلى صدور عددها الجديد متضمنا جملة من الأخبار والمقالات في أبواب متنوعة.

من بين أهمها:

 افتتاحية منتصف الشهر: أحزاب كروية

الحدث: توتّر بين أساتذة التعليم الثانوي ووزارة التربية

حضارة: عائد من السودان

ملف العدد

واقع الصحافة التونسية في عيون أبنائها

زياد الهاني، عضو مكتب جمعية الصحفيين التونسيين: انتعاش الإعلام مرتبط بانتعاش الأوضاع السياسية والاقتصادية

تقرير جديد لنقابة الصحافيين يرصد واقع الإعلام التونسي

خميس الخياطي: المشهد السمعي – بصري التونسي، الواقع والممارسة صلاح الدين الجورشي: نظرة من ثقب الباب العربي شويخة: لا بدّ من إعادة تأهيل الصحافة والصحافيين

الكاتب الصحفي عبد اللطيف الفراتي: حان الوقت لعقد ندوة وطنية تبحث في أسباب تردّي الصحافة التونسية

,وثيقتا العدد تقريري جمعية الصحفيين ونقابة الصحفيين عن أوضاع الصحافة في تونس

 

و في العدد مواضيع أخرى محلية وعربية ودولية…ادعمونا بمساهماتكم

 

زوروا موقعنا على الانترنت:www.albiled.net      

 

وراسلونا على العنوان التالي: tunisonline2006@yahoo.fr

أسرة تحرير البلاد

 


أحزاب كروية

 

انتهى سباق كأس كرة القدم في تونس بـ »دربي » تقليدي جمع الجارين « اللدودين » النادي الإفريقي والترجي الرياضي التونسي. جرت المباراة في أجواء مبهجة وانتهت بانتصار جديد للترجي بعد لقاء مثير. وككل نهاية لمباريات الكأس، تابع عشرات الآلاف المناسبة وعاشوا ساعات من التشويق والمشاعر المتقلبة ولم يغادروا ملعب رادس إلا وقد اختلطت دموع الفرح بدموع الحزن.

 

كانت كرة القدم وما تزال تمثل وجها آخر لتونس بعيدا عن صورتين نمطيتين اعتاد من لا يعرف البلاد أن يستمع لكليهما أو لإحداهما..واحدة تصور البلاد كما لو كانت جنة تجري من تحتها الأنهار ..والأخرى تبرزها في حالة استثنائية الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود. المثير في عالم كرة القدم أنه يقدم للمتابعين شريحة كبيرة من الناس ومن الشباب بالذات.. شريحة يحلو للبعض أن يصفها بالكتلة الصامتة، مع أن هذه الكتلة هي من بين أكثر الكتل رفعا للصوت بأهازيج خاصة بها. وهي كذلك الكتلة التي تفرض في أيام المقابلات قوانينها..أحيان بالسلم وأحيانا أخرى بالعنف. ولم تكن أحداث الشغب التي أعقبت بعض المباريات إلا دليلا على أن هذه الشريحة تملك من القدرة على التحرك ما لا تملكه كثير من الأحزاب.

 

لسنا بصدد المقارنة فلكل من الميدانين السياسي والرياضي قوانينه، لكن مؤشرات بليغة تأخذ بالأعناق إلى ظاهرة اجتماعية تستحق وقفة تأمل. نحن أمام أكثر الفئات الاجتماعية حيوية، فئة هي المعنية أكثر من غيرها بمعارك البناء الفردي والوطني. تنعكس في حياتهم أولى عوارض الأزمات الاقتصادية والروحية..فئة يراهن عليها خطاب الدولة ويستنهضها خطاب المعارضة من أجل التغيير نحو الأفضل. لكن هؤلاء الشباب وفي سياق معين اختاروا لأنفسهم دائرة انتماء هي غير الأحزاب وأجنداتها..نكاد نجزم وإن أعوزتنا الأرقام أن أكثر الأحزاب شعبية في البلاد هم الأندية الرياضية الكبرى. فهي أكثرها تأطيرا للشباب وتأثيرا فيهم. وهي التي تنجح في اقتطاع وقت طويل من اهتمامهم وقدر متعاظم من جهدهم. والطريف في هذا المشهد هو تلك الطقوس الرمزية الخاصة المكتنزة بالمعاني في حياة مشجعي الفرق الرياضية. هم يتخذون لأنفسهم رايات معينة. ويتطوعون لإنجاز أعظم وأضخم اللافتات التي تعلي من شأن فريقهم وتخلد أمجاده. وهم الذين يصنعون أهاجيزهم وشعاراتهم التي تتراوح بين الفكاهة والألفاظ النابية. بل إن الكثير منهم يقدم على تضحيات لا يتحملها غيرهم من عتاة النضال السياسي..بعض المباريات تنتهي بمواجهات إما مع مشجعي فريق آخر أو مع  قوات مكافحة الشغب وهو ما يكلف المشجع وجبة من الركلات وانهمار العصي أو الحجارة عليه. لا يثنيه ذلك عن مواصلة دربه معتبرا ما وقع وساما يفاخر به غيره ممن يقاسمه حب الفريق. واللافت للانتباه أيضا هو حجم الحرية التي يتمتع بها المشجعون داخل الأطر التي تتيح لهم الكلمة في الموضوع الرياضي دون غيره طبعا..في جلسات هيئات المحبين وفي الجلسة السنوية العامة للنادي..ينشر الغسيل كاملا وتسمى الأشياء والذوات بأسمائها، ويأخذ الجميع حقه في نقد رؤساء النادي والدعوة لإسقاط احدهم واستبداله بآخر..ومن المناسب هنا أن لا يفوتنا أن القيادات « الكروية » عادة ما تمثل شخصيات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية..وهي لا تسمح في العادة أيضا بأن ينتقدها منتقد خارج الدائرة الرياضية، الأمر الذي يكسر شيئا من المحرمات التي يفرضها الواقع السياسي الذي يحكمه منطق آخر له مواضعاته الخاصة به. تقود كل هذه العناصر إلى تشكيل ما يمكن وصفه بدائرة الانتماء الصلبة: تلك التي يحس فيها الشاب بوحدة جماعية مع ناديه ومن ينتسب إليه. وهي في نفس الوقت دائرة استقطاب ناشطة تكتسح الشارع وتجند مزيدا من الشباب في وقت تشتكي فيه أحزاب سياسية قلة الحيلة في ضم الشباب لها. وكحاصل لهذا الواقع نجد السلطة السياسية نفسها تجامل جمهور الكرة وتحرص على استمالته وعلى ضمان حضورها ولو بنسبة مخففة داخل المشهد الكروي..فهي جربت المفعول السحري للانتصارات الرياضية لاسيما في كرة القدم، جربت ذلك في تنفيس الروتين أو الاحتقان الاجتماعي، عندما يترشح الفريق الوطني لنهائيات كأس العالم أو يتوج في نهائيات كأس أفريقيا يفتح قوس لا صوت يعلو فيه فوق صوت الجلدة المدورة. ولاشيء يحول فيه دون وجبة من الفرح الجماعي والرقص العلني..بل إن القوانين الضابطة لتجمع المواطنين ولتسيير المظاهرات تتعطل مؤقتا لتسلم الشارع أمانة في عنق الجماهير..في حفلات الفرح الكروي تتراجع الطبقية وكل أشكال الميز الاجتماعي والفكري لينصهر الجميع في هستيريا الانتصار..بيد أن الفرح رغم حلاوة لحظاته يبقى عابرا..كما أن انخراط الشباب في الأحزاب الكروية لن يدفع في آخر المطاف شبح الهواجس المستقبلية التي وإن تناستهم اليوم لحين، فهي لن تعتقهم للأبد.

 

(المصدر: افتتاحية مجلة « البلاد » الألكترونية، العدد 3 بتاريخ 18 ماي 2006)

 


 

صفاقس المسكينة

محمد كريشان

 

لا أملك إحصائيات ولا دراسات ولكن مجرد مشاهدات وانطباعات تزداد مع كل زيارة إلحاحا ورسوخا، آخرها الشهر الماضي: مدينة صفاقس، التي تعلمنا دائما أن نصفها بعاصمة الجنوب، لا تملك في الحقيقة شيئا من مقومات المدينة الثانية بعد العاصمة تونس بل هي تكاد ما تكون أقرب إلى قرية كبيرة.

 

لو سألتني عما أضيف من جديد إلى المشهد العمراني العام لمسقط رأسي منذ أن غادرتها قبل ثلاثين عاما للدراسة في تونس ثم العمل قبل الهجرة خارج الوطن لما علق في ذاكرتي أشياء كثيرة، ربما فقط تحول تلك المقبرة التي كانت على مقربة من السور إلى مساحة عامرة من بنايات سكنية وتجاريـة وإدارية تدعى « صفاقس الجديدة » أو تحول دوار « باب الجبلي » من دوار صغير إلى دوار كبير يعج بحركة السيارات ويجعلها أكثر سلاسة أو أخيرا ربما تحول الميناء الصغير وسط المدينة المعروف هناك ب » شط القراقنة »،الذي منه تنطلق وتعود رحلات بحرية منتظمة إلى جزيرة قرقنة المجاورة، من ميناء قذر تنبعث منه رائحة كريهة طوال العام إلى ميناء مختلف يسعي، دون نجاح كبير، إلى أن يصبح نوعا من « كورنيش » صغير لهذه المدينة التي وإن كانت ساحلية إلا أن كل ما فيها يوحي بالعكس طالما أن أقرب شاطئ صالح للسباحة يبعد عنها ثلاثين كيلومترا على الأقل.

 

ثلاثون عاما لم أشعر أن صفاقس تغيرت خلالها كثيرا سواء كبنية تحتية أو مرافق عامة أو فنادق أو مطاعم أو ساحات خضراء أوغير ذلك بل لا أراها إلا متراجعة حتى على مستوى النظافة العامة للشوارع ، على عكس تونس العاصمة التي تفاجئني باستمرار بتغييراتها الكبيرة والجميلة إلى درجة أبدو فيها أحيانا تائها في الانتقال بين أحيائها بعد كل هذه الجسور والمحولات الجديدة فما بالك بالذهاب إلى مناطقها ومجمعاتها التجارية الحديثة مع أنني لم أغادرها إلا قبل أحد عشر عاما وأزورها سنويا مرتين أو حتى أكثر.

 

مع ذلك هناك فرق كبير بين إضافات لم تحدث في صفاقس وستجد من المسؤولين الوطنيين والمحليين من لا يعترف بذلك بالتأكيد وقد ينبري لتعداد منجزات كثيرة لم أرها على كل، وبين تدمير أشياء جميلة كانت قائمة فعلا في هذه المدينة. أكبر »جريمة عمرانية » بلا شك هي هذا الإهمال غير المسبوق للمدينة القديمة داخل الأسوار أي « البلاد العربي » كما يسميها الناس هناك. إنه أكثر من إهمال، إنه تدمير امتد طوال سنوات لمعلم عمراني وتاريخي لا يعوض إذ لم يبق منه الآن تقريبا سوى « نهج الباي » الرئيسي الذي يشقها بالكامل ويربط أشهر بابي السور: باب الديوان المطل على المدينة العصرية وبين باب الجبلي، ونهج « الجامع الكبير » مع « سوق الربع » الذي يتضمن دكاكين الملابس التقليدية وأخيرا سوق الصاغة، وما عدا ذلك لن تجد شيئا سوى محلات تصنيع الأحذية في كل مكان. كانت أكبر وأعرق العائلات في المدينة تقيم عادة في « البلاد العربي » طوال العام وتنتقل صيفا فقط للسكن في « الجنان » أي في ضواحي المدن حيث البيوت الواسعة والحقول الشاسعة المليئة بأنواع شتى من الغلال والفواكه ولهذا كانت هناك فيها حياة وعائلات تتزاور وأطفال يلعبون ومخابز وخياطين وحلاقين وكل هؤلاء لم يبق منهم إلا النزر القليل ومن يغيبه القدر ستجد محله وقد تحول في اليوم الموالي إلى « صبابطي » !!. في كل مرة أزور صفاقس لا بد لي من جولة متأنية في البلاد العربي وعادة ما أسلك نفس الأزقة التي كنت أسلكها تلميذا في الثانوي من الشقة الصغيرة التي كنا نسكن فيها، أو « العلي » كما نسميه، إلى بيوت أصدقائي وكأنني أبحث عنهم فتيانا من جديد أو أنتظر أن يخرج منها أحدهم كهلا بدا الشيب يغزو شعره كحالي… ولكن لا أحد فلم تعد أي عائلة تسكن هناك وأغلب البيوت إما متداعية معروضة للبيع أو احتلتها الأحذية مع أن بعض هذه البيوت تحف عمرانية رائعة تعكس تاريخ المدينة وعراقتها. أما في المساء فتتحول « البلاد العربي » إلى ما يشبه المقبرة المخيفة وكثيرون لا يجازفون بالمرور في أزقتها إذا أسدل الليل سواده.

 

دول عربية وإسلامية عديدة تعض على مثل هذا التراث العمراني بالنواجذ ولا تفرط  فيه أبدا وإن لم يكن لها هذا التراث الضارب في القدم تبني من الأحياء الجديدة ما تظنه تراثا ضاربا في القدم فكيف نفرط نحن فيه بكل هذه السهولة؟!! لا أدري إن كان هذا هو حال مدن تونسية أخرى كالمهدية أو سوسة أو القيروان فما أعرفه أن « الأسواق » في تونس ما زالت زاهية وصامدة رغم أن عدد من يسكن فيها قد يكون تراجع هو الآخر، أما في صفاقس فقد كانت توجد على ما أذكر جمعية للمحافظة على التراث وكانت تتدخل في كل كبيرة وصغيرة إذا ما أراد أحدهم داخل الأسوار أن يعدل شيئا ما في بيته حتى لا تتغير المعالم الأصيلة  للمدينة ولا أدري الآن ما موقف هذه الجمعية، إن كانت ما تزال قائمة، من كل هذا الذي حدث والذي يزيد في مرارته أن سور المدينة التاريخي أيضا في حالة يرثى لها ويكاد يصرخ طلبا للنجدة. لقد جرت في السنوات الماضية عمليات ترميم كثيرة لهذا السور ولكنها لم تتواصل ولهذا هناك بعض الأجزاء منه تكاد يتهاوى بعد أن برزت ضلوعها من الأحجار الصغيرة المستغيثة.

 

لست جهويا متعصبا ولكن ما رأيته أحزنني فعلا فأردت بث بعضه من باب العرفان لهذه المدينة الأصيلة وطمعا في أن البعض قد يتحرك قبل فوات الأوان.

 

(المصدر: ركن « مجرد رأي » بمجلة البلاد، إلكترونية نصف شهرية مستقلة، العدد الثالث بتاريخ 18 ماي 2006)

 


** طاولة المقهي كانت تجمع بين اليساري واليميني والمتطفل والمومس والشرطي والصعلوك في حوارات حارة.

** المكان الاول للكتابة بعد المعاناة.. وكل ما يسطره الشعراء فتات موائدها والمقهى الغرفة الأرحب في قلب المبدع.

 

المثقف التونسي بين المقهى والكتاب: شهادات

 

صوفية الهمامي

 

تحول المقهي من ظاهرة اجتماعية إلي تجربة فنية عند بعض الأدباء والمثقفين وصار فضاء سرديا أو شعريا عند هذا الشاعر أو ذاك الروائي، فهم يتذكرون بمحبة وفخر النصوص التي كتبوها في المقهي وعلاقتها بالزمان والمكان. وتجمع كل الآراء تقريبا علي أن المقهي فضاء رئيسي من فضاءات الثقافة التي ينظم فيها العمل الثقافي ويفكر فيها في الشأن الثقافي ويمارس فيها النشاط الثقافي وينتقد فيها الشأن الثقافي وتخرج منها مشاريع وأفكار للنهوض بالعمل الثقافي والاختيارات الثقافية. خرج المقهي من شكله القديم ليصبح أهم الفضاءات الثقافية عطاء بعد أن ثبت انه فضاء اجتماعي وسياسي واقتصادي. هل سحر المقهي هو الذي أثري التجارب الإبداعية بعد أن ثبت أنه ضرورة للأديب والمثقف الذي لا يستطيع العيش بدونه؟ وتنبع هذه الضرورة من حالة التأمل وإنجاز الكتابة التي ربما لا يستطيع الكاتب إنجازها في البيت، وأصبح المقهي يمثل متنفسا للضغط النفسي والتخلص من الجدية والصرامة الزائدة في حياته؟ ما الذي يسعد المثقف وهو يجلس في المقهي أكثر… الجريدة.. المجلة.. الكتاب.. الأصدقاء.. أم الشارع؟

 

ففي المقهي يركز الرواد علي قراءة الجريدة مما جعلها تصبح إدمانا يوميا.

 

وهل يخلق المقهي ثقافة ذات ملامح محددة في أعمال المثقف المنتج؟ أم أن بإمكان المقهي أن يعوض مكاسب الكتاب المعرفية؟ وفي المقابل هل نستطيع أن نتعرف علي المثقف الذي لا يؤم المقهي من خلال إنتاجه الثقافي؟

هل المقهي الثقافي ظاهرة عربية أم ظاهرة عالمية؟ وماذا عن تلك العلاقات العريضة التي تشكلت بين رواد المقهي من المثقفين وبين نادل المقهي ؟ فكم من نادل كان البطل رقم واحد في روايات عدة، وماذا يعني النادل للبعض الآخر هل هو مجرد رقاص ساعة يغدو ويروح في فضاء المقهي ؟

 

المقهي بين غاد ورائح

 

من أراد مقابلة الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر الأديب التونسي صاحب الإنتاج الغزير في عالم السرد فعليه أن يقصد مقهي أبو نواس بالعاصمة تونس وحتما سيجده هناك، يحتل ركنا أنيقا يستقبل فيه ضيوفه من أدباء وصحفيين، وتقوم علي خدمته نادلة سمراء يناديها باسمها وكأنه يعرفها منذ زمن بعيد.

عن علاقته بالمقهي يقول هذا الروائي:

المقهي ، عالم عجيب، ملاذ إذا أردت، استراحة المتعب من السير عبر الأنهج والأزقة، مكان للتأمل والنظر في الناس والأشياء. ليس أجمل من الجلوس في ركن دافئ، أيام الشتاء في مقهي لاحتساء قهوة سوداء دون زيادة في السكر أو نقصان، وليس أجمل بعد ذلك من النظر عبر البلور إلي المطر ينزل علي الإسفلت، إنها باريس، علي جانبي شارع سان ميشال ، والأنهج المتفرعة عنه، حيث المقهي عادة جميلة يمارسها الشاعر والقصاص والصحفي ورجل الشارع. أتذكر مقهي رائعا في نهج سوفلو بباريس كنت أجلس فيه، أخاطب البخار المتصاعد من فنجان القهوة، وأتصفح جريدة لوموند ، كلما كان في الجيب ثمن القهوة والصحيفة. من خلال بلور المقهي أتطلع إلي ساحة البنتايون Pantheon حيث يرقد عظماء الفكر والثقافة والأدب، أولئك الذين أعطوا عصارة تجاربهم وتأملاتهم وصاغوا آراءهم من أجل تجديد خلايا المجتمع، وتغيير النظم البالية في السلوك الاجتماعي، والممارسة السياسية والتعامل الحضاري، وبناء علاقات جديدة تتماشي ونبض العصر. الشعر كان أداة صراع وتغيير، والمسرح أيضا والروايــة والقصة والرسم والنحت، والموسيقي والغناء. حضارة أسست علي قواعد الفكر المتحفز والمواجهة بالكلمة المسؤولة.

المطر علي الرصيف، والمطريات تتزاحم فوق الرؤوس، والناس يسعون وراء الرزق. وأنا جالس وبخار القهوة يتصاعد ويتبخر في فضاء المقهي ، والرواد يأتون علي عجل وينصرفون علي عجل، البعض يلقي القهوة المرة في جوفه برشفة واحدة. في أحد الأركان شاب وفتاة، عاشقان يتناجيان، والنادل ينتقل بخفة الحمام الزاجل بين الطاولات، أنسي القهوة أمامي، أضع الصحيفة جانبا، وأبسط ورقة بيضاء وأشرع في الكتابة.

أنا في تونس، في مقهي شعبي، موسيقي صاخبة تملأ المكان، ومجموعات تلعب الورق ومجموعات تتفرج، ضرب علي الطاولات، وكلام متداخل وصياح،أحيانا تشابك بالأيدي، هذا يجعلني أغوص في صياغة أحداث قصة، أرسم ملامح الشخصيات أستعين ببعض لاعبي الورق، تتطور مجريات القصة من خلال حركة اللاعبين وأطوار اللعبة. قد أغادر المقهي دون أن ابرح مكاني، أتتبع خطوات أحد اللاعبين المهزومين، أو المنتصرين أطرق باب منزله وأتجول في أنحائه.. أحدق في ملامح زوجته وأبنائه، أستشف التعب في الأحداق، وراء كل حدقة قصة وصراع ومتاهة. أسافر في المأساة التي تعبر عنها الأصابع المتشنجة للاعبي الورق أو حركة ارتشاف القهوة والشاي، أو إصرار الشفتين علي امتصاص عقب السيجارة.

المكان الأول للكتابة بعد المعاناة هو المقهي ، وكثيرا ما أجد نفسي مندفعا وراء الأفكار، أجري وراء ذؤابة القلم التي تلهث علي الورق والعرق يتصبب لكن السير يظل متواصلا وكأنه سير علي أرض لا نتوءات فيها ولا حفر ولا أخاديد.

كم ساعات قضيت في أمكنة لا صخب فيها ولا حركة، أحاول أن أكتب فتتعطل حركة الكلمات، حتي أحسبني أحفر في الصخر بأظافري. أولي رواياتي الزيتون لا يموت والتي توجت بجائزة هامة وهي مبرمجة حتي الآن ضمن روايات المطالعة عند أبناء المدارس الثانوية، كنت أنجزتها داخل مقهي وفي زمن قياسي وبقيت أحب النصوص إليّ.

ربما تغير الحال، بعض الوظائف التي مررت بها وبعض الأماكن التي حللت بها ثم رحلت عنها، الوجوه التي تعاقبت أمامي منها ما بقي في النفس ومنها ما غاب عن الذاكرة، الأحداث الوطنية والقومية التي ارتسمت أصداؤها في القلب والخاطر، محاولاتي المتكررة للخروج من جلدي والبحث عن البديل.. الخوف من الثابت الذي لا أساس له أو الهروب والمواجهة والتأمل والانكماش، والصراع والأسئلة التي لا أجد لها ردا.. كل هذا جعلني أبحث عن الأمكنة الهادئة وعن زوايا يقل فيها الضجيج والحركة.

انتقلت إلي نوع آخر من المقاهي ، دون أن أقطع الرابط الذي يربطني بأيام الإبداع الأولي. وتلك بصمات بقيت في القلب والوجدان، أمر أمامها كما يمر الحبيب العاشق بالأطلال. ما أكتبه اليوم يرتبط بقضايا الإنسان في هذه المرحلة الحرجة من حياتنا العربية، أستقي مادتي من هموم المرء الذي يرزح تحت أثقال العولمة والغزو الثقافي، والتهديد بوجوب تغيير الهوية والقيم ومناهج الحياة وملامح التاريخ والحضارة والدين بالقوة.

الأمكنة التي آوي إليها لأقول ما يختلج في صدري أمكنة تفرضها طبيعة الهموم. الآن أحدق في مظاهر تتنافي ومظاهر الزمن الماضي، زمن المدن ذات الشوارع الفسيحة، والساحات الهادئة حيث الكل يجد مأواه وضالته دون زحام ودون خوف من اللحظة القادمة، أحدق فأتعجب.

وإذا كانت الأحداث التي نعيشها تتفاقم عنفا وقسوة كل يوم جديد، وتتحول إلي مطارق حديدية تقرع رؤوسنا، فإن ساحل الأمان لكي نكتب ونفكر يصبح هو المقهي الهادئ الذي لا يؤمه إلا زوار قليلون ولا تستمع فيه إلي صلصلة الكؤوس وأزيز الملاعق وصياح النادل.

أرأيت كم أنا في زمن الضجيج ابحث عن الصمت والسكون، خلافا لزمن الهدوء حيث كنت ابحث عن أوج الحركة والغليان. ليس هناك تناقض أبدا، إن الظواهر لا تعني بالضرورة حقيقة النفوس، ولا تعني ما سيكون عليه الواقع بعد ساعة أو يوم أو سنة، والكاتب، خاصة إذا كان قصاصا، روائيا، شاعرا، أو مسرحيا، لا يعنيه غير البحث عما يكمن وراء الملامح. ومن أجل ذلك يظل يبحث عن الزاوية المناسبة التي تمكنه من النظر علي ما تحت السطح، و المقهي ، حسب الحال، أنسب مكان لاستجلاء حقيقة الحاضر والمستقبل.

فيا مقهي ، ستظل قبلة المبدعين، وسيظل المبدع بين رائح وغاد، يرتشف القهوة، ويحدق في الوجوه، ويكتب ما تفرزه الأحاسيس والمشاعر.

 

الكتابة … المقهي والذاكرة المسكونة

 

الكتابة بين المقهي والذّاكرة المسكونة، يتحدث عنها القاص والباحث كمال العيادي المقيم بمدينة ميونيخ الألمانية. وعن تجربته والمفارقات التي عاشها بين مقاهي القيروان وتونس وألمانيا وموسكو، يقول:

يخيّل إلي أحيانا، أنّ كلّ ما يكتبه الكتّاب والشعراء، إنّما هو من بعض بقايا ُفتات الإبداع المنثور فوق موائد المقاهي الخشبيّة. ان المقهي يمثّل الغرفة الأرحب في قلب المبدع. فهي عالمه الضيّق حينا، والمتّسع أحيانا. بديل عـادل عن طاولته بالبيت، المحددة بأربعة مقاعد، تضيق مسبقا بضيف خامس، وإن اتّسع له قلب المضيف المبدع. ففي المقهي ، وجوه تتدافع بجدل في ممرّات عالمك الشخصيّ دون أن تضطر لشدّ جرس الباب، وطلب الإذن بالدخول. إطلاقا لا يزعجك ذهابها دون تسليم، ولا حلولها دون تحيّة. مملكة خاصة لا يشاركك في ملكيتها أحد. رغم كثرة ملاكها. فكل الروّاد شركاء، وكلّ يدعي علنا بأنّها بيته، دون شعورك بضرورة الدّفاع عن ملكيتك، مملكة لا تضيق بتعدد مالكيها وملوكها، وكلّ كرسي فارغ بها يشحذ قلبك رغبة في أن يمتليء بمالك جديد، وجليس ينازعك عن حبّ وأريحيّة ملكية ما تملك. فالشركاء شرط لوجودك فيها وسبب لبقائك بها. عالم لا تختار شخوصه، وهو فرصة لردّ الاعتبار للكرم البديهي في أعماق وجبروت ذاتنا الأصيلة رغم نزق الوقت والمادة.

وكيفما كان حضور المقهي وأينما كان موقعه الجغرافي، بين بلد وآخر فهناك بالتأكيد قواسم مشتركة وثابتة لا يمكن عدم الانتباه لها، فهي مدارات لتفاعل الماضي بالحاضر، وصورة مصغرة تمكّن من رصد الواقع والخبرة الحياتيّة للمجتمع. وفرصة للمّ الذكريات وشحذ العواطف بكل أبعادها من الحب إلي الكراهيّة مرورا باللامبالاة. وهي كذلك حافظة الطرائف والنوادر والحكايا الجميلة البريئة أو الماكرة المسيئة. ولا يمكن أن يخلو مقهي من روّاد من أولئك الذين يرشون في أجوائه توابل الحكايا وملح الأخبار التي تؤذي في بعض الأحيان ولكنها ضرورية لاستقبال الصباح الموالي بأكثر دربة وخبرة وحياة. ولا أظن أن مقهي ضاق يوما بشاعر متسع القلب، إنّ كلّ أباطيل التشنجات العابرة لا تؤذي جوهر روح المبدع الأصيل ذلك أنّها بعض منه.

وقد كانت المقاهي دوما شريطا لاصقا بالواقع الخارج عن جدرانها الأربعة. تدجّن فيها الأخبار وتفرغ مع بنّ قهوتها وحشيشة شايها رغبات المثقفين الفاعلين والكسالي الخاملين الذين يتخذون من طاولات المقهي بديلا لفشلهم الآني أو المزمن. فهناك فقط يصطف جنود السرد البكر الآسر بثبات لضرب مواقع الصمت وبؤس السكون. والكتاب عموما هم أكثر المنتفعين من فضاءات المقاهي . ولعلّ أجمل الأشعار والحكايا، هي تلك التي نقشت في ذاكرة الجليس قبل نقشها علي بياض الورق. فاختلاط الروائح من عطور قاسية ودافئة وحوامض الأجساد الطيبة والمكثفة واختلاط طبقات الأصوات والهمهمات والأسرار التي يسبق إذاعتها طبق الإغراء بلفظ أرجوك هذا سرّ. والإحساس اليومي بالمغامرة، فأنت لا تعرف بمن ستلتقي اليوم، جليس رائع يملأ قلبك بهجة وامتنانا، أو آخر يعكّر أحواض مزاجك. في بيتك تفتح لمن تشاء أما في المقهي فأنت الصاحب الضيف. وحيّزك مغلق بحدود طاولتك، لكنه في نفس الوقت مفتوح لنفس السبب.

لقد كان المقهي لذلك أينما كان، وكذلك شروط كينونته تكاد تكون رغم توزعها واحدة. حتي أنّني لا أعتقد أن هناك خلافا جوهريا بين المقهي الذي أرتاده بميونيخ أو ذلك الذي كنت أرتاده بموسكو خلال فترة الدراسة الجامعية الأولي. هناك اختلاف ظاهري يخدع الغافل عن الأصل، مثل اختلاف شكل تصفيف الكراسي والطّاولات ومواعيد الفتح والإغلاق ونوع الموسيقي المصاحبة ولباقة النادل أو نظافة المكان ومنفضة السجائر. أما إذا حدث وقشرت غشاء الشكل الملوّن فإنك واقع علي تشابه يكاد يكون التطابق نفسه.

كنت منذ سمح لي بالجلوس المبكّر بمقاهي مدينة القيروان أشعر بأنها بيتي الحقيقي الدّاكن. وحتي قبل ذلك بسنوات طويلة وأنا طفل يتجنّب الأكبر سنا بقليل اصطحابه لأنه لا يسكت، كنت ألقي بدرّاجة الهواء علي الرصيف البعيد عن بيتنا لأسترق النظر منبهرا بحلقات النقاش الكبريتي الساخن التي كان أبي رحمه الله طرفا فيها، حتي أنّه كان يعرف ذلك، وحين تنكّد عليه أمي فيما بعد وتهدد كعادتها بالصيام عن الكلام لأيام وهو أقسي عقاب لجميع سكان بيتنا، كان يقول إن المقاهي للرجال، يقولها مضخمة بنوع من النخوة التي أورثني إياها مع كل الديون الأخري فيما بعد. كان أبي ساردا باهرا، وكان يذهلني وهو يتلاعب بمعاني الكلمات. وحين كنت أعبس كان يأمرني جادا بأن أحلب له ناقة الابتسام وأشرب قبله لتنفرج شفتاي.

بعد ذلك وحين بدأت أول العروق السود تضايق الزغب الأصفر في وجهي، متوثبة مع قوافي المتنبي وجرير والفرزدق، اكتشافاتي المبكّرة قبل أغاثا كريستي وأرسين لوبين، كنت أتوغّل بعيدا عن الأحياء القديمة وأتابع برهبة من بعيد الشاعر جعفر ماجد وهو يلوّح بيديه في حين كان الشاعر نور الدين صمّود يسند ذقنه بسبابته. كنت لا أسمع ما يدور من حديث رغم أنّه كان بإمكاني أن أقترب أكثر ولكنني كنت أرتجف من الرهبة، كنت أحس الشعر أدغالا أشدّ كثافة من مرتفعات الأمازون. وكان للكلمات بخور عابق مليء بالغموض والأسرار. كنت أشعر أن المعاني فخاخ تصطاد الغافلين. لذلك لم أتجرأ إطلاقا علي الاقتراب.

وبقيت إلي اليوم مسكونا برهبة المقاهي . حتي أنني كنت حين أعود لمدينة القيروان التي فقدت في الأثناء أكثر أسرار طقوسها قدسيّة عندي، أتجنّب الجلوس عند تلك الطاولة حيث كان يتحلّق الشعراء الإخوان الشاذلي العلاني ومحمّد مزهود ونور الدين صمّود وجعفر ماجد وفيما بعد المنصف الوهايبي ومحمّد الغزي وصلاح الدين بوجاه وعبد الجليل بوقرّة وغيرهم.

حملت الكرسي الفارغ الذي لم أجلس عليه أبدا بذلك المقهي ، عند تلك الطاولة معي كامل الوقت في حقائب ذاكرتي المبللة بعسل القرآن وحليب القوافي الطازج وأخذته معي إلي كلّ المدن المليئة بالصقيع أو بالألوان. وكان يحدث كثيرا أن يفتقدني أصدقائي بموسكو في حين كنت أضرب في الأرض الغريبة باحثا عن مقهي معزول. وكتبت أجمل نصوصي التي أضن بها عن النشر. وكذلك فعلت ببودابست وبحي البالفي بباريس و مقهي ساحة غاري بالدي بإيطاليا. و مقاهي الإسكندريّة والحسين والأزبكيّة وبولاق. وقبل ذلك كان أول قصيد أكتبه بتونس العاصمة وأنا أحطّ رحالي بأول مقهي أعجبني، وحين يألفني نادل المدينة، أجلس بالمقهي وأتابع في صمت، امتلاء منفضة السّجائر…

وفي مدينة ميونخ أيضا، حيث أمارس حق المواطنة وأتحايل علي البقاء نقيّا رغم حنيني للصخب أحيانا، كان المقهي وسيبقي موطني بين حدود الأوطان التي تستوطنني. غيّرت المقهي الذي أرتاده ثلاث مرّات، كان المقهي الأول بشارع الأتراك الذي سمي كذلك ربما لأنه الشارع الوحيد الذي لا تصطدم فيه بتركي واحد. كان اسمه مقهي الأونسويفايتا وترجمة اسمه الحرفيّة (إلي آخره..) ظللت أرتاده لسنوات صحبة قاص تونسي. وكتبت علي طاولا ته أحلي القصص التي تبكيني وتضحكني إلي اليوم. ثمّ غادرته آسفا بعد أن استحالت معاشرة ذلك القصاص.

من النادر جدّا أن أكتب بعيدا عن المقهي ، في البيت أرقن بضجر ما أسوّده بالمقاهي علي بياض الورق. المقهي الذي أرتاده اسمه مقهي العالم ويقع تماما في منتصف شارع شفانتالا شتراسيا. خلال شهر رمضان المبارك أغيّر المقهي . لأنني أحب سماع القرآن بمقهي إبراهيم المرّوكي بالمنطقة الجنوبيّة. ألعب الورق ولا أكتب. وأخاصم جليسي من أجل بطئه في رمي الأوراق، ونضحك عاليا حين ينهي أحدنا اللعب منتصرا.

في تونس لا أكتب في المقاهي إطلاقا، وأفكر في صلح جديد مع مقاهي تونس والقيروان. ربّما أحتاج فقط إلي بعض الوقت لإيجاد صيغة للسكينة. قد يأتي الوقت الذي أغير فيه طقوسي في الكتابة. أنا أحب التعلم والإمكانيات المفتوحة. ثمّ إنني لا أتعمّد النسق بقدر ما أحاول استنزافه بشكل ما أما الآن فهناك مقاهٍ كثيرة يجب أن أرتادها وآلفها ما استطعت .

 

فضاء للثقافة ام السياسة؟

 

سألت المخرج والكاتب المسرحي كمال العلاوي: هل ثبت إذن أن المقهي فضاء ثقافي بعد أن كان فضاء سياسيا؟ فرد بقوله:

أنا من أولئك الذين يترددون علي المقاهي ويقضون الساعات من أجل تحرير بعض الصفحات سواء المسرحية أو المقالات الصحفية أو المذكرات. هذه العادة اكتسبتها منذ نهاية الستينات من القرن الماضي في تونس العاصمة، ثم حملتها معي في كل مدينة أعمل بها.

طبعا ريادة المقهي ليست أمرا جديدا، فأنا أعرف مثلا أن بالحي اللاتيني بباريس كان سارتر وجان جينيه وادموند وميشيل فوكو وحتي عبد الرحمن بدوي يترددون علي المقاهي ويخرجون بكتابات وأحيانا ببيانات تخص مواقفهم من عديد القضايا السياسية منها والفكرية والاجتماعية، كذلك الأمر في عديد البلدان العربية حيث يلتقي الشعراء والأدباء يتحاورون ويختلفون في الرأي ويتخاصمون، ومن خلال كل هذا تمتلئ صفحات المجلات وأعمدة الصحافة بمادة تثري الأدب والفكر والفن. في تونس السبعينات مثلا كان هناك تطاحن إيديولوجي فاليسار بمختلف اتجاهاته واليمين بمختلف اتجاهاته وحتي الحياديين أو أولئك الذين لا يؤمنون بدخول البوتقات، كل هؤلاء كانوا يلتقون في المقاهي وبالرغم من اختلاف الرأي بينهم فإن ودهم لبعضهم ثابت لأن هذا الاختلاف قد أثري الحركة الثقافية في كل المجالات سواء في الأدب أو الشعر أو المسرح أو السينما أو حتي اتجاهات الحركة التشكيلية والموسيقية. وعلي هذا تطورت الحركة الثقافية بشكل عام لأن المبدعين قد اقتربوا شيئا فشيئا من المواطنين. طبعا في البداية كانت الصور المنقولة في أعمالهم تكتسي صبغة واقعية إلي حد النقل الفوتوغرافي كأن نصور ملامح مساح الأحذية وما تحمله من حزن أو الشيال أو جامع الزبالة أو المومس المتجولة أو سائق التاكسي، طبعا أصبحت هذه الشخصيات في الزمن الراهن تحمل دلالات أخري سواء في مهامها أو عبر الأدوات التي تستخدمها إذ بإمكان المبدع بوسيلة الفنتازيا أن يجعل من الزبالة مادة تنطوي علي أسرار وخفايا رهيبة. ويمكن لماسح الأحذية بحكم احتكاكه بالناس وفهمه لبواطنهم من خلال ظاهرهم أن يجعل من مهنته تغطية لعمل سري فيه مثلا نقمة واحتجاج علي وضعه السيء.

وما ذكرته لك هو تبرير للكتابة بالمقاهي فقد أجد الإلهام من خلال تلك الوجوه والملامح المختلفة التي تعج بها المقاهي وقد أستمع إلي حوارات غريبة سواء من طرف الشيوخ وهم يستعرضون الأحداث السياسية، علي طريقتهم أو يعبرون عن سخطهم علي الجيل الجديد وهو يكسر قيمهم البائدة أو حوار الشباب حول آخر شطحات الموضة في اللباس أو الرقص العصري وحول سهراتهم الماجنة أو حول غرامياتهم وخيباتهم وأحيانا حول نقمتهم علي الكهول، وعدم انسجامهم مع الحياة العائلية… فالقلم مثل عصا الأعمي مرة يرتكز علي أرض نظيفة ومرة علي ارض قذرة.

إلي الآن أكتب بالمقاهي رغم تقلص الحلقات الفكرية بها ربما بسبب التعود، ولكن الحقيقة أنني أحن إلي أجواء المقاهي … أحن إلي مقهي الزنوج و مقهي المغرب و مقهي الكون وغيرها في العاصمة تونس فقد كانت الطاولة تجمع بين اليساري واليميني والمتطفل والمومس والشرطي والصعلوك وكانت الحوارات تبلغ حدا معينا من الحرارة يوحي بالكتابة وبالإبداع.

 

الاكاديمي والمقهي

 

الرجل الأكاديمي هل هو أيضا من رواد المقهي أم أن له رأيا مغايرا؟ بتوجهي إلي الدكتور مبروك المناعي مدير دار المعلمين العليا وأستاذ الشعر القديم عن علاقة الأكاديمي بالمقهي توقعت عكس ما سمعت إذ أن للأكاديميين نواميسهم الخاصة في الكتابة واعتمادهم علي المراجع التي لا تتسع لها طاولات المقاهي ، لكنه ذكر قائلا:

أولا ـ المقهي لم نتعرف عليه كأكاديميين بل تعرفنا عليه منذ كنا شبانا وتلاميذ، واذكر عندما كنت تلميذا بمعهد الصادقية أن هناك مقاهي بين المعهد والعاصمة كنا نذهب إليها قبل الدروس أو بعدها، مثل مقهي الديوان في نهج القصبة بالعاصمة تونس و مقهي الأندلس في نهج جامع الزيتونة، في أواخر المرحلة الثانوية كان يطيب لي أن اجلس في هذه المقاهي أراجع الكثير من الدروس أطالع الروايات والكتب الأدبية والمجموعات الشعرية، وشيئا فشيئا تكونت لي عادة الجلوس في المقهي . جلوس ذو طابع ثقافي وعلمي، وفي السنة النهائية من التعليم الثانوي كنت ومجموعة أصدقائي نفضل الجلوس في مقاهي العاصمة، لان المقهي هو منطقة وسطي بالنسبة لمساكننا نجتمع فيها دون مواعيد، وتواصلت علاقتي بمقاهي العاصمة حتي في مرحلة الأستاذية، وكانت تعجبني هذه المقاهي أكثر من المكتبات وكنت اذهب للمكتبات عندما لا أجد المرجع الذي احتاجه ولكن كلما توفر لي الكتاب أخذته معي واصطحبته إلي المقهي لأن جو المكتبة الهادئ جدا والرتابة يسببان لي النعاس، بينما المقهي يتوفر علي كل شيء، وكان لا يهمني من المقهي إلا ذلك المتر المربع أي الركن الذي أجلس به، أما ما تبقي من أصوات وموسيقي وأناس يروحون ويغدون فهو نوع من الديكور أجعله في خلفية ما أنا فيه، إلي أن أصبحت هذه الخلفية ضرورية. والحقيقة أن المقهي شهد بداياتي الإبداعية من محاولة كتابة الشعر ودراسة الروايات والبحوث الصالحة لإنارة المسائل التي كنت بصدد دراستها في التعليم العالي، والأسباب كثيرة جدا وربما كان أحد الأسباب هو عدم توفر الهدوء في المنزل وكنت أيضا أجد الأصدقاء وجوا من الحرية النسبية في المقهي لا أجده في البيت، جملة من العوامل جعلت هذا الأمر يتحول إلي نوع من العادة، وهذه العادة لازمتني إلي الآن وإن كان الوقت قد قل لذلك. المقهي احتضن مراجعاتي وقراءاتي الهادفة، واحتضن قراءاتي التي كانت علي سبيل المتعة والثقافة العامة بل وهذا أخطر ما في الأمر احتضن المقهي كذلك بعض كتاباتي النقدية وخاصة الكتابة النقدية المتمثلة في تحليل الشعر وفي كتابة النصوص عن النصوص، يعني الكتابة القراءة أو الكتابة الناقدة الواقعة علي منتجات إبداعية وعلي الشعر خاصة، ناهيك أن الجزء الأكبر من كتابي عن المتنبي كتبته في مقهي بمنطقة مقرين بالضاحية الجنوبية للعاصمة تونس لأنني كنت أثناء ذلك اسكن بمقرين وكنت استلذ الجلوس في هذه المقهي الذي كان رواده متنوعين، ولكن ربما كنت أمثل نوعية خاصة جدا من الرواد، فقد تكونت بيني وبين صاحب المقهي والعملة علاقة خاصة جدا جدا وكانوا يستغربون من وجود أستاذ وباحث ومثقف يقرأ ويكتب في مقهي والظاهرة إلي الآن تثير الاستغراب لأنه ترسخ في تقاليدنا الاجتماعية أن المقهي هو مكان للجلوس ولعب الورق والقمار وراحة العاطلين وبعض المتقاعدين والحديث في مواضيع شتي.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 ماي 2006)

 


 

 الهادي بريك:   العلمانية كلمة خبيثة والتغريب شجرة زقوم

 

الهادي بريك ــ ألمانيا

 

إستيقظت الدنيا قبل يومين على مصرع قاض تركي بالمحكمة الادارية بأنقرة على يد طائش هائج يزعم الانتصار للاسلام ـ إذا صحت الرواية ـ وعلى إثر ذلك حشد عشرات الالاف أنفسهم في كنف إستعراض عاهر لعضلات العلمانية في تركيا محملين الحكومة مسؤولية حادث طائش تشهد له أرضنا مع مطلع كل شمس مئات مئينة .

الحادث الطائش ـ لو صحت الرواية ـ مدان بكل المقاييس طرا مطلقا دون ريب ولا رأفة .

سوى أنه لا بد من التذكير ببعض الامور  .

 

إذا بسطت العلمانية نفوذها عسكريا على عاصمة الدولة الاسلامية فلا تنتظر سوى الثورة :

ربما تناسى بعض الناس أن الحديث عن تركيا سيما بالعلاقة مع العلمانية التي يحرسها العسكر ما ينبغي أن يتجاهل بأن إرث النبي محمد عليه السلام في أمة واحدة محمية البيضة مرهوبة الجانب موفورة القوة بكل معانيها الروحية والمادية تلقفته تركيا يوم فتح الشاب العظيم محمد مراد الملقب بمحمد الفاتح رحمه الله تعالى رحمة واسعة القسطنيطينية بوعد موعود من الرائد الذي لا يكذب أهله صاحب آخر دين وآخر رسالة وآخر أمة وآخر كتاب هاد .

تركيا تلك القارة مترامية الاطراف ترسم بجغرافيتها قنطرة وصل بين الشرق والغرب وبتاريخها حضارة رومانية عتيدة بسطت نفوذها على الشام بأسره تقريبا ومازلت تتقدم نحو الجزيرة العربية حتى ظهر الاسلام فكانت مؤتة وتبوك وغيرها محطات ساطعة في دحر الاسلام بقيادة النبي محمد عليه السلام لتلك الحضارة التي قامت على إضطهاد اليهود فلم يجدوا مرفأ آمنا يحميهم سوى مرافئ الاسلام في الشام ولن تزال صوامعهم وبيعهم وصلواتهم رموزا شاهدة على حفاوة الكرم الاسلامي حسن رفادة وجميل وفادة .

تركيا تلك كانت يوما ما عاصمة للامبراطورية الرومانية التي أذاقت الناس ـ سيما اليهود ـ من ضروب الخسف ألوانا وألوان الهوان هوانا هي ذاتها التي إحتضنت شر الحروب الدينية في كنف ذات الديانة الواحدة ـ المسيحية ـ ولمن يطلع على بعض ما ألف في ذلك معزرا بالوثائق التاريخية الصحيحة ليوشك أن يقف على أهوال تشيب لها الرضعان ولعل من تلك المصادر العجيبة جدا كتاب الشيخ الغزالي عليه رحمة الله سبحانه  » التسامح الديني بين المسيحية والاسلام « .

تلك أمة قد خلت ولم تخل لظهور الاسلام ولكن خلت لظهور الظلم فيها فهو مؤذن بخراب العمران وهي ذات السنة التي قضت على الوجود الاسلامي حكما ظاهرا يوم أخلد العثمانيون لدعة السلطان في يوم قائظ كانت سلالة الرومان فكريا ـ أروبا المعاصرة ـ على الوصيد تتاخمه بالقوة والعلم تسخرهما للنهب والسلب .

بسطت العلمانية إذن في تركيا نفوذها بقوة العسكر ضمن حملة دولية غربية أوروبية ليس الدعي الشقي مصطفى كمال سوى ذنبا من أذنابها ومعلوم أن ذلك تزامن من قبل ومن بعد ضمن تلك الحملة مع المؤتمر الصهيوني الاول في أواخر القرن التاسع عشر وما تلاه من وعد بلفور والحملة العسكرية الشاملة على العالم الاسلامي ومعاهدات تقسيم النفوذ على يد سايكس بيكو وبلغ الذل مبلغا لا يصدق حتى إحتلت هولندا ذلك البلد الاروبي السابح فوق برك المياه تكاد تقطعه عدوا في ساعات معدودات لفرط صغر حجمه أعظم بلاد الاسلام رقعة وسكانا من مثل إندونيسيا المتكونة من 14 ألف جزيرة .

لكم يذكرني ذلك بوعيد الحبيب عليه السلام  » لتنقضن عرى الاسلام عروة عروة أولها الحكم وآخرها الصلاة  » . ذلة الذلة فينا خسة ومهانة هي  ــ  قبل أن تكون في إحتلال هولندا لاندونيسيا  التي لا تساوي جزيرة واحدة من 14 ألف جزيرة من إندونيسيا ــ أن نفهم هذا الحديث ـ وهو نبوءة صادقة ـ على غير محمل الوعيد بل ربما إستبشر به بعضنا لكونه وعدا بإندثار السلطان الاسلامي أو إستسلم بعضنا لذلك القدر الغلاب الذي لا يقاوم . ليت شعري هل أنزل سبحانه دينا خاتما ليصبح أضحوكة بين الامم والشعوب تنهشه الايدي الاثمة ثم تلقي به بعيدا عن مسار الحضارة والثقافة أم هان الاسلام في عين نبيه عليه السلام فهو يعد بقرب إنقضاضه ؟

إذا تلقينا نذر الوعيد وعودا نفرح بحصولها أو نستسلم للافهام الجبرية الفاسدة فلم نحرض على المقاومة في فلسطين كلما أيقنا عقيدة بأن عرى الاسلام إلى زوال ؟ لا بل الاولى أن نحذو حذو القذافي الذي إشترى رضى الصهاينة والامريكان بعزة شعبه وقوة بلاده وحقها في إمتلاك القوة النووية ولم يكن لنا مناسبا سوى أن نبيع أوطاننا وأدياننا وثقافاتنا بثمن بخس بذريعة كون عرى الاسلام آئلة إلى الانقضاض والاندثار .

 

الحالة التركية مثال للتشبع بالاسلام  :

يسر لي الرحمان سبحانه أن أحط رحال هجرتي قبل عقد ونيف لردهة من الزمن في أرض آخر دولة إسلامية دانت لها لقرون طويلة عوالم العرب والاسلام تلتقط أنفاس الخلافة المثخنة بالجراحات الغائرة في إثر إندثار العباسيين ونشوء دويلات ومماليك إسلامية في أقصى الغرب والشرق الادنى .

يسر لي الرحمان سبحانه ذلك فكانت حقبة من أخصب حقبات حياتي وليس من رأى كمن سمع كما قالت العرب . رأيت حركة إسلامية يقودها المهندس الكبير أربكان فلم أر مثلها في حياتي حيوية ناضحة متدفقة في آلاف مؤلفة من شباب الجامعات والمعاهد يتحركون فوق القارة التي قدر لها الله سبحانه أن تصل الشرق بالغرب تاريخيا وجغرافيا ودينيا وثقافيا حركة الخميس المدجج المنظم المرتب كأنما هو جسد واحد بل عضو واحد ـ الخميس هو الجيش ـ . رأيت منظمة ثقافية إجتماعية مدنية أهلية تقوم على شؤون الشباب ذكورا وإناثا لها في كل مدينة فرع قائم تسند حزب الرفاه . رأيت مساجد هي في الحقيقة قلاع شاهقة عظيمة لا تكاد عيناك تشبع من الاستمتاع بروعة تخطيطها العمراني حتى لكأن كل واحد منها نسخة تقليدية مصغرة عن عجيبة المساجد في الدنيا أي مسجد  » كجتب  » في قلب أنقرة . قلاع شاهقة للعبادة مطرزة بأفخر الفرش ومزينة بأبهر المنارات والمآذن والقناديل هي إلى المتاحف الجميلة النادرة أقرب منها إلى غير ذلك .

رأيت أئمة ومؤذنين لا يتقنون اللغة العربية فحسب كانما قطعوا من سليقة العرب الاقحاح بل ينتقون من بين أندى الناس صوتا وأشجاهم تلاوة حتى لتظل تسأل نفسك في الصلاة عما إذا كان الامام الذي يؤمك غير عربي الاصل وهذا ما وقع لي صحبة الصديق العزيز محسن الزمزمي في مسجد بقلب أنقرة في أفخر الضواحي الافرنجية فيها ـ كيزيلاي ـ . القارة التركية ملأى بالمساجد وحيثما أدركتك الصلاة على مدار اليوم والليلة ألفيت المصلين بالمئات في قلب أنقرة التي أراد لها العسكر الحامي للعلمانية الخبيثة أن تكون حيا فاخرا من أحياء أكبر المدن الاروبية.

أما إذا إبتعدت قليلا عن العاصمة في أي إتجاه كان فإنك لن تشعر بالتأكيد بأنك في بلاد ينص الفصل الاول من دستورها على علمانيتها وذلك لفرط تشبع الناس بمظاهرهم الاسلامية رجالا ونساء بل ربما لو سألت واحدا منهم لما تردد في تأكيد الاسلام دينا للناس .

مصيبة الامة بأسرها في إستحواذ العلمانية المدججة بالعسكر على آخر عاصمة لدولتنا الاسلامية ليست مصيبة عابرة ولسنا في ذلك سوى بمثل كائن حي إفترسه السرطان من رأسه .

ولكن الذي لن يزال يبعث الطمأنية فينا جميعا هو كون ذلك الثعبان الخبيث لم يستحوذ سوى على الفصل الاول من الدستور وعلى بعض أحياء العاصمة وبعض النخب المنبتة وبعض مقاليد التوجيه السياسي والتحالف العسكري أما الامة التركية بأسرها فهي أمة لم تفرط يوما في إسلامها ولن تفرط يوما في قيادتها للامة وهم متشبعون بذلك إلى حد تأكيدهم لنا دوما على كون الخلافة التي أسقطت في تركيا ما ينبغي لها إلا أن تعود من ذات المكان الذي أسقطت فيه .

ولاشك أن كل الحلقات الانتخابية التي خاضها المهندس الكبير أربكان على مدى عقود طويلة حتى آل الامر إلى القائد الشاب رجب أردوغان أبرزت تلك الحقيقة بجلاء ووضوح .

 

أول مسؤول عن العنف اليوم هما : الغرب المتصهين ولقطاء العلمانية المتنفذين فينا:

دنيانا اليوم تموج بالعنف موجا رهيبا وهو عنف يوشك أن ينافس عنف التحولات المناخية من مثل الزلازل والفيضانات والاعاصير والنيران الملتهبة على مدار السنة في أمريكا وتأجج البراكين المحمومة الثائرة . عنف الانسان مرشح يوما بعد يوم لمزيد من السفور ومما زاد العنف عنفا كون الانسان على مدار الساعة أينما كان على سطح الارض يعيش أحداثه لحظة بلحظة وليس من رأى كمن سمع كما قالت العرب مرة أخرى .

العنف حالة نفسية وليس عرضا بدنيا وهو كذلك حتى عند العجماوات ولا ريب في كون الظواهر الاجتماعية المتولدة عن حالات نفسية أشد تعقيدا أدعى إلى تحليل الاسباب وقراءة السنن أما المعالجات التي ترومها الحكومات اليوم تأثرا بالتفسيرات الامريكية الخرقاء فهي أدنى إلى المعالجات الخرافية التي تفسر حركة الكون بحركة الاحلام في أضغاثها أو حركة الانسان بحركة النجوم في أفلاكها كما يفعل العقلانيون المعاصرون اليوم على شاشاتنا الوطنية .

نحن أمة نشأنا في ظل الحكم الاسلامي قرونا طويلة إذ تعاقبت الخلافات والملكيات فينا على مدى أربعة عشر قرنا كاملة لم نكن فيها أبدا سوى أحرارا في الجملة حتى في يم إنحطاطنا الفكري لم نتعرض لغزوات عسكرية مسلحة تحتل أرضنا أو تنتهك عرضنا ولم تكن حلقة إحتلال المغول لبغداد سوى نقطة صغيرة جدا سرعان ما طويت أحسن طي بل لم نكد على مدى تلك القرون الطويلة نفرغ من فتح جبهة للحرية أمام الناس في الشرق والغرب حتى ننشد أخرى ولعل  حروب الفرنجة كانت أخصب مناسبة ليتعرف فيها علينا خصمنا الذي جاء يشاغبنا وذلك لكونها مكنتهم من الاقتباس من حضارتنا التي أسس لها هارون الرشيد دارا للحكمة تقوم على حركة إستيعاب العلوم والمعارف غير الاسلامية عبر الترجمة .

ظلت إذن بكلمة واحدة مختصرة عروة الحكم الاسلامي المجسد لوحدة الامة ووحدة سلطانها سليمة على مدى أربعة عشر قرنا كاملة حتى إندكت تلك العروة قبل أربعة عقود تقريبا ضمن حملة غربية شرسة مهدت لها ظروف عجزنا الداخلي تمهيدا .

فلما إندكت عروتنا الوثقى المجسدة لوحدتنا أمة واحدة ذات رسالة واحدة وإنتصبت العلمانية فينا إنتصاب الموجه الثقافي متدثرة بالعسكر وافدة علينا من الخارج كانت ذلك في المنطق الاجتماعي  آئلا لا محالة لاحد ردين من الفعل : إما الاستسلام وإما المقاومة وليس ثمة من طريق ثالث .

إختارت أمتنا المقاومة بكل أشكالها وألوانها سوى أنها كانت مقاومة ناجحة على المستوى العسكري إضطر في إثرها المحتل للخروج ولكنها لم تكن مقاومة ناجحة كثيرا على المستوى الثقافي وهو المستوى الاهم والاكبر ولذلك خرج الاحتلال تاركا أذنابه منا فينا حكاما موجهين ولاول مرة في تاريخنا الطويل الثر يتدحرج الاسلام إلى مرتبة دنيا .

ولكن ظلت المقاومة قائمة حتى بعد إنتصاب أذيال الخيبة من مخلفات الغزو الفكري والاحتلال العسكري وهي المقاومة التي إتخذت سبيل الصحوة الاسلامية المعاصرة بكل مشاربها وأشكالها.

إصطدمت تلك المقاومة المعاصرة ـ رغم أنها مقاومة ثقافية سلمية ـ بحراس المعبد اليوناني القديم في شكل الدولة القطرية الجديدة الموالية بوجه ما لبعض مواقع القوة والثروة في الحقل الغربي وخاصة الاروبي والامريكي .

ونشأ عن ذلك الاصطدام من جانبنا ضرب من الثبات على نهج المقاومة الثقافية في الاغلب كما نشأ عنه في ذات الوقت من جانب تلك النخب العلمانية المتترسة بالعسكر ضرب أشد من القهر .

ذلك هو مصداق قول القائل : العلمانية في موقع القيادة والتوجيه في البلاد الاسلامية سبيل أكيد وثابت للقهر والاستبداد والدكتاتورية شأنها شأن كل جسم غريب يزرع في حقل غير حقله فلا ينتظر سوى المقاومة والرفض .

وذلك هو تفسير منبت العنف في ديارنا فهو عنف طبيعي يعبر عن نفسه بمقاومة العلمانية المستبدة المتترسة بسلطان الدولة وهو عنف طبيعي منتظر بحكم إمعان الدولة العربية التي فقدت مشروعيتها وسيادتها في ضروب من قهر الانسان وإستعباد كرامته  . وهو عنف طبيعي لان الناس يختلفون في تقدير أفعالهم  ويزيد من طبيعية ذلك العنف حين يحال بين الناس في شرائح المقاومة وبين قياداتهم بوجه ما وحين يحلل المجتمع من كل روابطه التقليدية القديمة فيصبح كل فرد في علاقة مباشرة مع الدولة والعقل السليم يقول بأن ذلك الفرد حيال  الدولة إما يطيعها وإما يعصيها وإن عصاها فهو وحده من يقدر حجم معصيته وشكلها .

ذلك هو الامر البليغ الذي تتجاهله حكوماتنا العربية حين تنقض على المجتمع الاهلي بالجملة والتفصيل وفي كل موقع من مواقع نشاطه ولذلك كله فإن الخلاصة الثابتة هي كون الغرب المتصهين بيمينه المتطرف  هو المسؤول الاول عن حركات العنف في ديارنا ولكنه ينفذ مسؤوليته تلك عبر الكيانات العربية اللقيطة التي تزعم الجمع بين الديمقراطية والعلمانية في أرض إسلامية تاريخا وأمة وعقيدة ولسان حالها يقول بأن الاسلام دين لا شأن له بالشأن السياسي العام أصلا في قياس فاسد بالمسيحية أو أنه دين خصيم للشورى والعدل والحرية ولابد من تطعيمه بما ينسجم مع تلك القيم من المنظومة الغربية .

 

خلاصة خاتمة :

لم تكن إذن في تركيا حكومة أردوغان ومن قبلها حكومة أربكان سوى محاولة لتعايش ممكن بين العلمانية التركية المتترسة بالعسكر وبين تاريخ الامة التركية دينا وثقافة وحضارة إذ أن ذلك التعايش هو أسلم الطرق لتطويق أزمة عنف ليس لها أول ولا آخر تأتي على أخضر التنمية الاقتصادية ويابس الكرامة الانسانية وإذا كانت الديمقراطية سبيلا لذلك فنعمت السفينة في كنف توازنات حضارية منخرمة بالكاد بالكامل .

أما حين يحال دون تلك الحكومة الشعبية المنتخبة وفق الاصول الديمقراطية الغربية ودون إعلانها لحرية المرأة التركية المسلمة في وضع خرقة قماش زهيدة على رأسها بمثل ما وقع للنائبة البرلمانية المحجبة  قبل سنوات فهل يبقى من معنى لحرية ؟ وهل يبقى معنى لعلمانية تكافح منذ قرون من أجل إنتسابها للديمقراطية فكانت النتيجة دوما : الطلاق البائن بين العلمانية والديمقراطية ؟

إذا عجزت العلمانية عن إعلان حرية المرأة في خصوصيات بدنها سترا أو كشفا فهل بقي لها من رصيد تحيا به بين الناس ؟

إذا حصل الطلاق البائن بين العلمانية والديمقراطية التي أسها الحرية أفليس يكون يومها الاستبداد لها زوجا وفيا ومهرا كمهر البغي  ؟

إذا كانت العلمانية المتترسة بالعسكر في تركيا سترت بعض عورتها بتمش ديمقراطي نسبي فرضته المتاخمة لاوربا طمعا في الانضمام لناديها المسيحي كما قال كل من  المستشار الالماني الاسبق هلموت كول والرئيس الفرنسي الاسبق فاليري جسكار دستان  فإن العلمانية التونسية المتترسة بعسكر الشرطة والحرس والعسس ومليشيات الحزب الواحد الاوحد لم تستر عورتها تلك ولو بتحول ديمقراطي كاذب خادع فأضحت سيما مع عهدها الجديد قبل عقدين نسخة منسوخة من الاستبداد الاعمى والدكتاتورية الصماء كثور أحمق هائج طائش لا يدع علمانيا ولا إسلاميا ولا ذكرا ولا أنثى ولا قاضيا ولا محاميا ولا عاملا ولا طالبا ولا مفكرا ولا سياسيا دون وجبة مخصصة دسمة من التعذيب .

إذا كانت العلمانية وافدا خبيثا غريبا علينا شرا محضا يلغي خصوصيتنا الاسلامية فكيف به إذا تترس بالدولة القطرية العربية الحديثة المرتبطة قهرا بالدوائر الصهيونية الامريكية طوعا أو كرها ؟

عندها لن تنتظر من الامة الاسلامية سوى ثورة ثائرة لا يضيرها أن يراها بعضنا بعيدة ولكني أراها قريبة وكل آت قريب وإن غدا لناظره لقريب .

رفضنا للعلمانية منهجا للحياة بدل الاسلام  يعني أمرين إثنين : أولهما إحترامنا الكامل لكثير من العلمانيين الوطنيين في تونس وخارجها ممن يعتبر بحق شريكا ورفيقا في معركة الحريات الكبرى وثانيهما تعويلنا دوما على فرز ثقافي بين الاسلام والعلمانية حقوله الحوار الاديب بالرأي الاريب نبذا للعنف نهجا في التغيير ضمن ذلك الفرز لا بل نبذا لمجرد الهمز واللمز والغمز .

 


هل للإنتاج التلفزيوني العربي رسالة ؟؟

خميس قشة: روتردام – هولندا

 

قد تتبادر إليك عدة أسئلة وأنت بمنطقة الخليج العربي تشاهد عددا من القنوات التلفزية العربية، فتتساءل عن أهدافها ورسالتها  وخلفيتها وعن سبب كثرتها وتوالدها  بهذه السرعة، وعن أسمائها المتشابهة المستنسخة، وأنت تمسك بجهاز التحكم عن بعد قد يتطلب منك هذا الأمر وقتا طويلا للبحث  متنقلا بين قناة وأخرى حتى تجد ضالتك، لان القائمة طويلة وطويلة جدا….

 

صحيح أن هذا التنوع من البث قد يكون إثراء وانفتاحا على الآخر، وصحيح أن هناك تطورا في هذا المجال تستخدم فيه أجهزة  وتقنية مختلفة، وتعتمد إمكانيات مادية  ضخمة، وينتدب له  خبرات محلية وأجنبية من الإعلاميين والباحثين و الموظفين والعاملين، ووجه الشبه بين هذه المحطات تغنيها بحرية الإعلام والرأي والتحرر والإصلاح، التي لا تراعي قيما و لا أخلاقا رغم خصوصية هذه المجتمعات المحافظة، و ذلك من خلال بيع الأحلام الوردية عن الرخاء  والرقي وتعظيم اللذة، والتصعيد المستمر للرغبات الاستهلاكية والجنسية  اذ قد يفوق بعضها عن القنوات الغربية في تقديس المنفعة المادية واللذة الغرائزية، بإشاعة الفسق والفجور والمجون والإباحية.

 

 ومن هنا تتساءل ماذا تريد هذه القنوات؟ وهل هذه هي  رسالتها وأهدافها الحقيقة؟  ومن ورائها؟  وماذا يراد بشباب وشعوب هذه المنطقة؟ لماذا ضخ هذا الكم الهائل و اللا متناهي من المغالطات والكذب والمسخ و الاثارة،  وإشاعة الهرج والمرج بموسيقى صاخبة وسهرات راقصة مائعة، ما الفائدة من هذه الدعاية الرخيصة للموضة  والزينة !! ولماذا هذا الحيز الكبير من الحوارات والبرامج التي تتحدث عن كيفية  التخلص من السمنة، بالإطناب في وصفات الأكل والحلويات والمشروبات والرقص المستهتر للفتيات والفتيان  كوسيلة لإكسابهن الرشاقة  والنحافة، وبرامج قراءة الأبراج والثقافة الجنسية الغير نظيفة  فتتعلم الفتاة كيف  تستميل عشيقتها و تملك فارس أحلامها ؟ إلى غير ذلك من البرامج التافهة المملة، وأغاني الكليب، وتنظيم مسابقات ملكة الجمال واختيار أحسن الممثلات وبائعات الهوى في استعراضات سافرة تخدش الحياء.

 أما عن عروض الاحتفالات والمهرجانات في المنتزهات والملاهي لأحدث الألبومات والمسرحيات والمسلسلات      المد بلجة التي تدعو  باسم الحداثة والانفتاح إلى الانحلال، وباسم الحرية إلى الشذوذ والرذيلة فحدث و لا حرج،  فهل هذه رياح العولمة التي  تهب  علينا منذ سنين بإعادة تشكيل العالم و إعادة صياغة قيم المسلمين وأفكارهم وأنماط سلوكهم وحياتهم، بما يوفر شروط الاستسلام والخنوع  لمخططات وسياسات الهيمنة  باسم التسامح والسلام العالمي و ثقافية النظام الدولي الجديد؟ في حين تمر الأمة بأحلك أيامها من حروب طاحنة ومجاعات قاتلة  وإهانات  وإساءات لمقدساتها… فكأن هذه القنوات وبرامجها  مسخرة لتغييب الأمة وصرفها عما يدور حولها من قتل وانتهاك للحرمات في العراق وتجويع للفلسطينيين..

 

 إنها فعلا مؤامرة خطيرة تسخر لها كل الإمكانيات والوسائل لاستهداف  وعزل هذا الزخم الشعبي الكبير و تحييد هذه الإمكانيات المالية الضخمة، انه فعلا غزو ومسخ يصعب  وقفه ومكافحته مع ندرة القنوات والبرامج والوسائل الهادفة والصادقة  التي تحصن وتحمي المجتمع من عملية غسل الدماغ و التهميش،  إنها مؤامرة تستهدف كل ما هو مقدس على كل الأصعدة  لتختفي القيم والمبادئ  تماماً  ويغيب الوازع الديني و يشاع الفساد، حتى يفقد الجميع أي خصوصية ضمن أجندة مكشوفة  الأهداف والنوايا ..

 

أما تغطية هذه القنوات للأخبار والأحداث  والمستجدات المؤلمة فيطغى عليها الاستهتار والاستهزاء، وهدفها تسريب روح الانهزام والإحباط ، تسمى قوات الاحتلال بقوات التحرير، وتصف المقاومة بالإرهاب، ويتعمدون في نشراتهم الإخبارية تبرير الكذب والتلاعب بالألفاظ وتزيين الشر، ويتم تصوير كل جريمة، بأنها قضاء وقدر، في محاولة لتبرئة المجرمين الحقيقيين، ولا يحترمون قيمة الإنسان عند تعرضهم لأحداث قتل العراقيين وأعمال التخريب المؤلمة بالعراق مثل تفجير المرقدين وحادث استشهاد الفتاة المجاهدة أطوار بهجت فتراهم و كأنهم يغطون حفل زفاف أو تقديم فنانة في حفل غنائي صا خب لا اعتبار لقدسية الموت ولا احترام لمشاعر أهل المفقودين أوالمشاهدين  .

 

 

أما عدوى الإساءة  للإسلام   فقد عمت جل هذه القنوات رغم أنها  تدعي انتماءها ودفاعها عن هوية  وعقيدة هذه الأمة عبر أفلام  وبرامج وثائقية وحوارات مباشرة لا تقل تهجما وتهكما عن القنوات الغربية اذ الفرق الوحيد هنا أن هذا كله  يدار بأموال وأيد عربية بحجة الحداثة والانفتاح ومحاربة التشدد والتعصب.

 

 وأمام هذه الحقائق التي تكاد تكون القاسم المشترك الأعظم لمادة أجهزة الإعلام العربية من حقنا أن نسال عن هدف هذه القنوات المعروفة و المشهورة ببرامجها تلك، فهل هذا هو الاصلاح المنشود  وإنقاذ العرب من تخلفهم  و مساعدة الشعوب المتعطشة للحرية والعدل والديمقراطية لبلوغ غايتها؟ 

 

ويبقى للقنوات التلفزية الهادفة التي  همها الإصلاح وتكريس الحرية والديمقراطية – رغم  قلتها – الدور الأكبرفي إفشال هذه المشاريع الخطرة، مثلما كان لها الفضل في إفشال غيرها من المأمورات والخطط  التي عملت على  إفساد الحرث والنسل… خاصة  مع تظافر جهود العلماء  المفكرين والباحثين والمسؤلين الوطنيين الصادقين في أمتنا .

 

kamis@wanadoo.nl


عودة الدفئ بين واشنطن وليبيا أي دلالات؟

 

 
*مرسل الكسيبي-الوسط التونسية  http://www.tunisalwasat.com استئناف العلاقات الأمريكية الليبية بشكل معلن ورسمي ابتداء من يوم الاثنين 15 ماي 2006 لم يكن حدثا عاديا بالمرة في تاريخ المنطقة العربية وذلك لعمق مايحمله من مغازي ودلالات. ولئن حاول روبرت زوليك مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى أثناء تصريحات اعلامية أدلى بها من العاصمة التونسية هذا اليوم الجمعة ارخاء شعرة معاوية واحتواء شيء من الصدمة التي أصابت بعض قوى المعارضة الليبية ,الا أن خلفية قرار واشنطن دقت جرس تنبيه هام للمعارضات العربية بأن المراهنة السياسية على الارادة الأمريكية في احداث تغييرات جذرية بالمنطقة العربية من شأنه أن يكون محل نسبية الم نقل محل تقويم واعادة نظر. دلالات القرار في مركزيتها تؤكد مرة أخرى على أن العلاقات الدولية في مرحلتها الحالية لاتخضع مطلقا لاعتبارات احترام الأنظمة لحقوق النسان أو مدى مراعاتها لمسار الدمقرطة ,بقدر ماأن المصالح الاستراتيجية العسكرية والمصالح الاقتصادية الكبرى علاوة على الاعتبارات الثقافية والدينية تشكل العامل المحدد والرئيس في ترتيب دفئ هذه العلاقات من عدمه. وعلى هذا الأساس فان بيت القصيد في تردي علاقات واشنطن مع كل من سوريا وايران وبدرجة أقل كوريا الشمالية أو بعض أنظمة أمريكا اللاتينية لايعود في حقيقته الى انتهاك هذه الأنظمة للمعايير العالمية لحقوق المواطنة والانسان ,بقدر ماأنه يعود الى تمايز وتضاد في المصالح الايديولوجية والعسكرية والاقتصادية وهو ماتمثله بحدة في التغاير ايران وفينيزولا وكوبا وسوريا والسودان كأمثلة… حقوق الانسان لم تعد تشكل بعيد اسقاط نظام صدام وطالبان مرجعية روحية وأخلاقية في خطاب ادارة المحافظين الجدد وذلك لاعتبارات تتعلق باحراجات ترتبت عن ضريبة الاحتلال واستعمال أساليب القوة في تغيير أنظمة سياسية مشاكسة ومغلقة. حقوق الانسان مازالت في خطاب المعارضات العربية حجة ترددها مجهدة النفس من أجل اقناع الدول النافذة بضرورة الضغط على الأنظمة وركوب قاطرة الاصلاح,ولكن الأنظمة العربية فهمت أن دغدغة عواطف واشنطن عبر مغازلة الدولة العبرية وتطوير العلاقات معها من شأنه أن يشكل رشوة سياسية من أجل الاستمرار في الحكم بقبضة حديدية . فزاعة نمو التيار الاسلامي في ظل مناخات الحرية باتت هي الأخرى حيلة تستعملها أنظمة الحل الأمني والكرباج السياسي من أجل ابقاء الأوضاع على حالتها السياسية المتردية ,ولعل أمثلة كل من تونس ومصر وربما ليبيا بشكل غير معلن خير دليل على ذلك . الرسالة التي حملها قرار واشنطن الأخير تجاه ليبيا أكثر دول المنطقة انغلاقا سياسيا وعدم مواكبة لتحديات العصر السياسية والادارية ,من شأنها أن تباعد بين المعارضات المرتكزة على خطاب أخلاقي وانساني وحقوقي وبين الولايات المتحدة ,وذلك بحكم ماشكله هذا القرار من تخل عن ثابت معلن في الخطاب الأمريكي تجاه الجماهيرية منذ سنة 1979. ولعل مثل هذا القرار سيخرج المعارضة الليبية كما المعارضات العربية من دائرة الصدمة الى دائرة المراهنة على الفعل الداخلي بعيدا عن تعليق الأحلام على تدخل الباب الأمريكي العالي وربما معاودة النظر في التجارب السياسية الداخلية بناء على الممكن والمتاح وليس المراهنات الخارجية,غير أنه يستثنى من ذلك الوضع السوري وذلك بحكم تقاطع المصالح الأمريكية الانية مع مصالح المعارضات السورية وتقاطع الموضوع مع ارادة أمريكية في احكام الطوق على عناصر الممانعة في « التسوية » الاسرائيلية . رسالة واشنطن لم تكن حمالة للأوجه والدلالات بقدر ماأنها كانت قطعية الورود والافادات,فجهد المعارضات العربية ضيع وقتا غير يسير في التوسل والابتهال والتقرب من عواصم غير عربية,ظنا من الكثير بأن طريق المعارضة العراقية والأفغانية يمكن أن يكون سالكا نحو احداث تغييرات جذرية على مستوى أنظمة المنطقة,غير أن الاشارات التي أعطاها مثل هذا القرار والتفاف أكثر من عاصمة غربية على نتائج الانتخابات الفلسطينية بعد أن شهدت اللجنة الخماسية الدولية بشفافية الانتخابات, من شأنه أن يدفع النخب الى اعادة التأمل في أساليب عملها السياسي بناء هلى تجارب شعوب أمريكا اللاتينية وتنظيماتها وتجارب الحركات الاسلامية الجماهيرية المعتدلة ومصابراتها .. ان المطلوب في المرحلة القادمة ليس على وجه الاطلاق استعداء لواشنطن والعواصم الغربية النافذة فمثل هذه الأطراف لابد من الحفاظ على علاقات طبيعية وبراغماتية معها ولكن المطلوب بشكل أشد الحاحية هو التوجه الى معاناة الجماهير وحمل همومها ومخاطبتها من داخل بلدانها وتحفيزها من أجل الدفاع عن مصالحها ورفع روح الأمل في صفوفها مع مطاردة أسباب اليأس من بين ظهرانيها ,كل ذلك مع حركة تأطيرية دائبة تعطي دفعا لأشكال العمل النضالي الميداني مثلما هو حاصل هذه الأيام في مصر والقاهرة حيث تنذر ثورة القضاة بثورة شعبية عارمة من شأنها أن تعيد الاعتبار للجماهير والنخب وهياكلهم في تحديد مصائر الشعوب والبلدان. *اعلامي تونسي ومتابع عن كثب لقضايا المنطقة العربية. كتب بتاريخ 19-05-06

 


في استحالة التشريح الأخلاقي للإستعمار الفرنسي؟

خميس الخياطي (*)

 

من معجزات الرسوم الكاريكاتورية التي لا تزهر وتزدهر إلا ي مناخ حر وديمقراطي والغريب أن الكاريكاتور العربي بصفة عامة ذبل منذ حصول بلداننا علي الإستقلال ـ أنها تختزل الآراء والمواقف من الحياة الدنيا وشؤونها في بعض الخطوط التي تقرأ حتي من الأميين. ولا غرابة في ذلك، فالرسوم الكاريكاتورية منذ ولادتها مع ميلاد القرن العشرين هي النقيض الحاد للتبعية وعدوة الرأي الواحد وشيطان الرافضين… وهذه إحدي ميزات الرسام الكاريكاتوري الجزائري ديلام بعد سليم مرابطين ـ المقيم مؤقتا بفرنسا جراء الحكم عليه بالسجن لمدة شهر لسبب تطاوله علي رئيس الجمهورية ، والمنشورة علي أولي يومية ليبرتي (الحرية) الجزائرية الناطقة بالفرنسية والتي وشحها منذ فترة وزير الشؤون الدينية بفتوي وكأنه يكفرها سياسيا.

 

يوم الإثنين 8 أيار (مايو) الفارط، نشرت ليبرتي رسما لديلام تحت جملة 8 ماي يفرق بين الفرنسيين والجزائريين . في خط مسترسل وضع لنا ديلام طبيبا فرنسيا (والإشارة لعلاج الرئيس بوتفليقة بفرنسا واضحة) يضع سماعة علي ظهر مريض جزائري ويأمره قل 33 . فيجيب المرض 45 . علاوة عن كون الرقم 33 يمكن الطبيب الفرنسي من معرفة حالة الجهاز التنفسي إلا أنه من جهة أخري يمثل فرنسيا وأوروبيا نشوء حركات اليمين المتطرف. أما رقم 45، فهو جزائريا الإنتفاضة الأولي التي شهدتها مدينة سطيف يوم 8 أيار/مايو والتي ذهب ضحيتها المئات من الضحايا المسلمين تحت نيران السيقان السود (الفرنسيين الذين ولدوا بالجزائر واستوطنوها) وبمساعدة قوات الأمن. وكانت الشرارة الأولي التي ستشعل نار الثورة وأتي ذكرها عند كل من الرئيس السابق بن بلة والرئيس الراحل بومدين وغيرهما بإعتبارها.

 

أحداث 8 ايار/مايو

 

يذكر المؤرخ الفرنسي شارل أندري جوليان في المجلد الثاني من مؤلفه المرجع إفريقيا الشمالية تتحرك (lafrique du nord en marche) وهو كتاب هام لمؤلف لا يمكن أن يتهم بالإنحياز لأية جهة حتي وإن بانت أكثر من مرة ميولاته اليسارية، يذكر ص 453 وما يتبع كيف جدت أحداث سطيف (ولاية قسنطينة) في العام 1945 والتي ستعتبر الشعلة الأولي نحو الإستقلال. خلاصة الأحداث أنه في ذكري الإنتصار علي الجيوش الألمانية، أمر والي سطيف الجزائريين المسلمين بالتظاهر صباحا معبرين عن فرحتهم بالإنتصار… إلا أن المظاهرة تضمنت شعارات غير معهودة من قبل مثل لتحيا الجزائر مستقلة ، يسقط الإستعمار ، أطلقوا سراح مسالي (حاج، المسجون بريبال) ورفع العلم الأخضر الجزائري ذو النجمة والهلال… حاولت الشرطة حجز اليافطات والأعلام وحينها سمع دوي طلقة رصاص تبين فيما بعد أن شرطيا فرنسيا أطلقها… ففر البعض من المتظاهرين. إلا أن البعض الآخر بقي وصارع الشرطة وقاومها وانطلق بين شوارع المدينة معبرا عن غضبه… ونتيجة الغضب ذاك قتل ما يقارب 98 فرنسيا من طرف الجزائريين المسلمين إضافة للعديد من المصابين. ويكتب شارل أندري جوليان أن أمين سر شعبة الحزب الشيوعي قطعت يداه بضربة فأس... وانتشرت عدوي التظاهر في الأرياف والقري وسري خبر مفاده أن حكومة عربية انتصبت في الجزائر العاصمة. وطبعا تم إتهام جماعة البيان والحرية بأنهم مصدر الشغب. والبيان هو ذاك الذي أصدره منذ شهرين تقريبا بمدينة سطيف فرحات عباس وثلة من علماء الجزائر وأتباع مسالي حاج رافضين الإستعمار، مطالبين بالإستقلال وبإنشاء جمهورية جزائرية متعاقدة مع فرنسا الللإستعمارية… فكان رد فعل السلطات الفرنسية والسيقان السود وحشيا بأتم معني الكلمة. فاستعملت الطائرات والمحاربين السينيغاليين وتم تمشيط كل الولاية. فكانت ضحية رد الفعل الجهنمي ما بين 6 و8 الاف ضحية من مسلمي الجزائر مقابل مئة فرنسي. (وهو نفس الأسلوب الذي تتخذه قوات الإحتلال الإستيطاني الصهيوني في فلسطين).

 

الطلب والطرش

 

لم تمح سطيف من ذاكرة الجزائريين مهما كانت منزلتهم ومستواهم الإجتماعي. ولا غرابة في أن يطالب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في شهر حزيران (يونيو) من العام 2000 في خطاب له أمام أعضاء البرلمان الفرنسي ويعيد الطلب كل مرة من أن علي الفرنسيين طلب المغفرة رسميا من الشعب الجزائري. أخر طلب لبوتفليقة كان منذ شهرين في خطاب له بمدينة قالمة بمناسبة الذكري الواحدة والستين لـ8 أيار (مايو). قال بوتفليقة بأنه لا يريد صداقة كانيبالية (…) بدون تشريح أخلاقي للإستعمار واستعمل تعابير مثل جرائم ضد الإنسانية و المدافن الجماعية و أفران الجير و العنف الإبادي … لقد قالها: الإبادة.

قال بوتفليقة في خطابه بقالمة: مقابل قتل مئة أوروبي أغتيل عشرات الآلاف من الجزائريين ليس لأنهم يحاربون الإستعمار وبأيديهم السلاح لكن لأنهم كائنات إنسانية تطمح للعيش علي إيقاع حريتهم كشعب مستقل، وهو التعريف الأصلي لما هي الإبادة

إلا أن الحكومة الشيراكية اليمينية الفرنسية لا تريد كسابقاتها وخاصة الإشتراكية ولا أحد يتجاهل الدور الذي لعبه الراحل فرنسوا ميتران بالجزائر ـ فتح باب جهنم عليها حتي وإن أرادت وتمنت عقد إتفاقية صداقة مع الشعب الجزائري في الأيام العجاف الإقتصادي وتفاقم البطالة إضافة إلي أهتزاز صورة الرئيس شيراك ورئيس وزراءه دوفيلبان لدي الرأي العام جراء قضية كليرستريم … ذلك أن الجزائر، أكثر من فيتنام أو ما كان يعبر عنه بالـ هند الصينية ، تمثل قوة إقتصادية مستقبلية وعيون الأميركان منصبة عليه ولا غرابة في أن يذهب وزير الخارجية الجزائري في زيارات عدة لأمريكا وأن تتعامل الجزائر مع ملف الإرهاب بما يرضي مصالح الإدارة الأمريكية ويذهب الأمر إلي وجود مدربين عسكريين أمريكيين في الجزائر… وإن سخرت وسائل الإعلام ومنها الجزائرية ـ وبعض الساسة الفرنسيين من أن بوتفليقة يطالب بالإعتذار ويذهب للتداوي بالمستشفيات الفرنسية، فإن فرنسا الحالية لا تتصور نفسها تسقط من عليائها وتطلب الصفح علي أمر تضن أنها براءة منه لأنه ماضي ومحض ماض لفرنسا الإستعمارية التي إنقرضت. غير أن شرخا ما بدأ يتصدع ويتمثل في التصريحات التي أداي بها الأمين الأول للحزب الإشتراكي الفرنسي فرانسوا هولاند في كتاب سيصدر بعنوان واجبات الحقيقة وحيث يكتب: إذا كان علي أن أكون أكثر وضوحا في ما يخص 1956 والسلطات الخاصة، فأنا هنا بإسم الحزب الإشتراكي ايوم (أقول) نحن مسؤولين علي الماضي والمستقبل، إن الـSFIO فقدت روحها في حرب الجزائر ولها أغراضها في ذلك ولكن علينا أن نعتذر للشعب الجزائري وأن نعمل علي ألا تتكرر مثل هذه الأمور .

هو مجرد تصدع قد تكون اسبابه داخلية فقط… والسياسة لا تقوم دائما علي حسن النوايا.

 

صور باستيل من الجانب الآخر

 

وكرجع لهذه الإلحاح وهذا الطرش، لم تصمت وسائل الإعلام الفرنسية. منها مؤخرا برنامج هام بثته علي غير عادتها السادسة الفرنسية (هوتبورد، تردد 10911) مساء الثلاثاء الماضي وأعلنت عنه بالطبل والمزمار هي التي تخصص الطبل والمزمار للبرامج الإستهلاكية السيارة. عنوان البرنامج 1830/1962 حينما كانت الجزائر فرنسية وقد أخرجه هذه السنة سارج دي سامبينيي وقرأ التعليق الممثل ـ النجم الفرنسي برنار جيرودو . مجلة تلفزية الفرنسية ذائعة الإنتشار (Tele 7 jours) كتبت في عنوانها 1930 عوض 1830، وهو دال عن شيء ما في الذاكرة

يحاول هذا الفيلم، علي طريقة سلسلة معروفة بعنوان لقد صوروا الحرب بالألوان ، يحاول تقديم عرض لإستعمار إستيطاني دام قرنا ونصف القرن أي ما يعادل 578200 يوما إستعماريا. النية حسنة والمجهودات واضحة لأن عديد الصور تم البحث عنها حتي في الصين. فنحن نشاهد الإستعمار الإستيطاني الفرنسي من جانب واحد تقريبا وهو جانب الـ سيقان السود . وحتي في هذا الجانب، يركز التعليق المساند للصور حتي أنه يفرغها من معناها، يركز علي طيبة العيش وخاصية اللهجة الفرنسية في شمال إفريقيا وشعبية هذه الجموع الأوروبية من فرنسية إلي إيطالية إلي إسبانية، من مسيحيين ويهود التي أتت إلي أرض الجزائر وكلها رغبة في البناء والتشييد والإستثمار. اقتطعت كل واحدة قسما من الجسم واستثمرته وشيدت به مجتمعا فيه الأغنياء والفقراء… وكأن هذه الأرض لا أهل لها ولا أصحاب.

صحيح أنه من الصعب تشريح الأوديسة الإستعمارية في ساعة ونصف الساعة، ولكن هو إختيار وجبت المحاسبة عليه. فعوض فيلم واحد، لماذا لم تنتج القناة مجموعة من الأفلام؟ صحيح كذلك أن النية طيبة ولكن أن تضيع فرصة مثل هذه، فالنية لا فعل لها.

عبر صور ذاتية وعائلية للحفلات والمآتم والحياة اليومية لمجموعة من العائلات هي عائلات منتري و فورزي و بن اللاس و الزنادي و بورق و روديت لو و كوسو وأخيرا بوبكر يعرض الفيلم مراحل التأصل من جهة والإندماج من جهة أخري لحين نشوء فرنسا الضفة الجنوبية بكل مقوماتها وكأننا بالفيلم يدافع عن السيقان السود (وهو ما يبينه التحقيق الذي بثته القناة إثر الفيلم مع فرنسي ولد بالجزائر وهجر منها وله من العمر 12 سنة وها هي إبنته تتزوج جزائريا وتقطن الجزائر)… ولولا المشاهد التي صورها صديقي المخرج الفرنسي (من مقاطهة بروتانيا) روني فوتيي صاحب أن تكون لك 20 سنة بالأوراس ، لكان هذا البرنامج إعتمد حصريا علي صور من الجانب الآخر: حياة المستعمر حتي وإن أقتنع بأنه إبن البلد… وإن لم يصل الفيلم إلي التشريح الذي طالب به الرئيس بوتفليقة، فعلي الأقل وضع أسس الذكري لعلها تنفع الفرنسيين المتشبثين بالماضي الإستعماري

 

جملة مفيدة: حينما يبدأ الخوف من الموت، يبدأ معه تذوق الحياة من فيلم ليون للفرنسي لوك بيسون (1994)

 

(*) ناقد وإعلامي من تونس

khemaiskhayati@yahoo.fr

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 ماي 2006)


 

بعد عودة النقاش لهذا المفهوم إثر أحداث العنف الطائفي الأخيرة في مصر
مصطلح «أهل الذمة» بين الرفض والقبول
القاهرة: أحمد عبد الله

 

مصطلح أهل الذمة من القضايا التي تثير جدلاً بين المسلمين وأهل الكتب السماوية الأخرى، فالأقباط في مصر على سبيل المثال يرون أن مفهوم أهل الذمة فيه انتقاص من قدرهم ومكانتهم ويفرض وصاية المسلمين عليهم وكأنهم رعايا ويقولون إن هذا المفهوم يتعارض مع حقوق المواطنة ويتضمن تمييزاً وتفرقة بين المصريين على أساس الدين، في حين يرى المسلمون أن هذا المفهوم لا يتضمن في معناه كل هذه الاتهامات، وهو يستخدم فقط للإشارة إلى أهل الأديان السماوية الأخرى المسيحية واليهودية، وأن الإسلام أوصى بأهل الذمة خيراً فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من آذى ذمياً فأنا خصمه يوم القيامة»، ويقول: «استوصوا بأهل مصر ـ وفي رواية بأقباط مصر ـ خيراً فإن لهم عهداً وذمة»، ولا يعول علماء المسلمين على المصطلحات والمسميات ويرون أن تطورات العصر تجاوزت كل هذا، خاصة مع مشاركة غير المسلمين في الجيوش الإسلامية وفي الدفاع عن الأوطان وتحملهم عبء دفع الضرائب مثل المسلمين، ويؤكدون أن غير المسلمين في المجتمعات الإسلامية هم مواطنون شأنهم شأن المسلمين، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات. في هذا التحقيق استجلاء لهذا المصطلح.

 

* تعصب وانحراف

 

* بداية يرى المفكر الإسلامي جمال البنا أن مصطلح أهل الذمة كان صالحاً لحقبة مضت، وانتهت هذه الحقبة وطويت صفحاتها شأنها في ذلك شأن الرق والغنائم وما إلى ذلك مما كان مطبقاً في عهود مضت ومما كان سارياً في العالم أجمع، وكانت الأوضاع الإسلامية فيها أفضل من مثيلاتها في المجتمعات الأخرى، ولكن التطور جاوزها ومن ثم لا داعي للأخذ بها ولا الإشارة إليها.

 

ويضيف لقد كانت هذه المصطلحات مجرد اجتهادات للفقهاء في فترة معينة ولا تدخل في العقيدة أو الشريعة المحددة، مشيراً إلى أن هذه الاجتهادات يجب ألا نعنى بها في الوقت الحاضر ولا ينبغي أن تلفتنا عن التطور الذي حدث في المجتمع لأن الإسلام دعوة متجددة ومنفتحة ولا يمكن أن يتأتى هذا إذا تمسكنا بكلام الفقهاء القدامى.

 

ويؤكد البنا أن مثل هذه المصطلحات لم تعد مطروحة في الوقت الحاضر وحلت محلها حقوق الإنسان التي كان الإسلام أول من نادى بها، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة وضع وثيقة المدينة التي يطلق عليها في الكتب التراثية «وثيقة كتاب الموادعة»، وفيها قرر الرسول أن الأنصار، وهم أهل المدينة، والمهاجرين، وهم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، واليهود المتحالفين مع الأنصار، أمة واحدة يتكافلون بالمعروف ويدافعون عن المدينة وأن لليهود دينهم وللمسلمين دينهم.

 

ويوضح أن هذه الوثيقة أعطت حق المواطنة لكل الذين يعيشون على أرض واحدة بصرف النظر عن اختلاف الأديان، مشيراً إلى أن الإسلام منذ أكثر من 14 قرناً أعطى حق المواطنة للمهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، وكذلك أعطى هذا الحق لليهود الذين هم من جنس ودين مختلف، فكيف نتحدث من جديد عن مصطلح أهل الذمة بعد كل هذه السنوات الطويلة؟

 

وحول سؤال عن أن مفهوم أهل الذمة جاء في التطبيق العملي بعد وثيقة المدينة بسنوات، خاصة مع اتساع حركة الفتوحات الإسلامية وطبقه الخلفاء، قال جمال البنا يجب أن نأخذ بالأفضل لأنه لا يعقل أن نأخذ بالذي هو أدنى ونترك الذي هو خير، موضحاً أن مفهوم أهل الذمة يثير حساسيات لدى غير المسلمين ولهم الحق، وهو في نفس الوقت يثير التعصب والتعالي عند المسلمين.

 

* وثيقة المدينة

 

* بينما يرى المستشار إدوار غالي الدهبي، المفكر القبطي وعضو البرلمان المصري، أنه لا توجد مشكلة في الإسلام في ما يتعلق بقضية المواطنة، مشيراً إلى أن وثيقة المدينة التي حررها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرسي أسس المجتمع الإسلامي في المدينة والتي عرفت باسم «الصحيفة»، تضمنت نصاً اعتبر اليهود مع المسلمين أمة واحدة، وبناء على هذا عومل اليهود كمواطنين في الدولة الإسلامية الوليدة ولم يعاملوا كأجانب أو رعايا من الدرجة الثانية.

 

ويضيف أن وثيقة المدينة جعلت غير المسلمين المقيمين في دولة المدينة مواطنين فيها، لهم من الحقوق مثل ما للمسلمين، وعليهم من الواجبات مثل ما على المسلمين، مؤكداً أن هذه الوثيقة تعد مفخرة من مفاخر الإسلام لأنها سبقت المواثيق العالمية والدساتير الوطنية بقرون في مجال تطبيق مبدأ الحرية الدينية في ظل ظرف الأمن والسلام الاجتماعي القائم على مبدأ الوحدة الوطنية بين ذوي العقائد الدينية المختلفة.

 

ويشير المستشار الذهبي إلى أن اعتراف «الصحيفة» بجماعة المختلفين ثم وصفهم بالأمة الواحدة، يؤكد أن الألفة بين الجماعات على أرض واحدة هي حجر الأساس في بناء الوطن، وأن الإسلام ينكر التصنيفات العرقية، وأنه صاحب مبدأ الوحدة الوطنية بين الأكثرية والأقلية.

 

ويوضح أن ما أعلنته «صحيفة المدينة» هو تأكيد لمبدأ راسخ في الإسلام ويتمثل في أنه يساوي في ما هو دنيوي بين المسلمين وغيرهم وبذلك تقوم العلاقة بين المسلمين وغيرهم وفق القاعدة الذهبية التي تقول: «لهم ما لنا وعليهم ما علينا» التي لم تكن مجرد شعار يرفع وإنما وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم موضع التطبيق في جميع معاملاته مع أهل الذمة.

 

* ليس سيئاً

 

* ويشير الدكتور محمد شامة، مستشار وزير الأوقاف المصري، إلى أن مصطلح أهل الذمة معناه أنهم في ذمتنا وحمايتنا، موضحاً أنه في العصور القديمة لم تكن أقلية دينية تستطيع أن تعيش بين أغلبية تعتنق ديناً آخر، فجاء الإسلام وقال إن الأقليات الدينية في ذمتنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا أي المساواة في المواطنة.

 

وأكد أن أهل الذمة ليس مصطلحاً سيئاً كما يتصور البعض، وإذا كان غير المسلمين يرفضونه فهذا أمر ليس بالمهم عندنا لكن ما يهمنا أنهم مواطنون مثلنا وأنهم أهل ذمة لأننا كنا ندافع عنهم وعن البلد وهم لا يدافعون، وإذا كانوا الآن يشاركون في الجيوش وفي الدفاع عن الأوطان فهم مواطنون مثلنا لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.ويرى الدكتور شامة أن القضية ليست قضية مصطلحات أو مسميات وإنما قضية واقع يقول «لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، فهم متساوون معنا في الحقوق والواجبات وبمعيار المفاهيم الحديثة كحقوق الإنسان والمواطنة والديمقراطية وحق الانتخاب وحق الترشيح، فهذه حقوق لهم كما هي لنا بدون تفرقة، ولكن الأغلبية في الانتخابات سوف تختار المسلم سواء بالنسبة لمنصب الرئيس أو في الانتخابات البرلمانية، وحتى لو تم اختيار حاكم مسيحي فإنه لن يستطيع تغيير أحكام الإسلام أو مواد الدستور التي تنص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وأن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع.

 

ويؤكد أن اللغط الذي يثار حول هذه القضية لا معنى له وأن الذين يطالبون بإلغاء المادة الثانية من الدستور لا يحترمون الأغلبية التي تريد هذا، بالإضافة إلى أنه لو تم إجراء استفتاء فسوف تؤيد الأغلبية بقاء هذه المادة، وهذه هي قواعد الديمقراطية التي ينادون بها، معرباً عن أسفه لأن وسائل الإعلام عاجزة ولا تستطيع طرح هذه القضية بوضوح وشفافية حتى يعرف كل فريق حقوقه وواجباته.

 

* قضية نفسية

 

* ويرى الدكتور حسن الشافعي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن هذه ترجع إلى نواح نفسية أكثر منها نواحي موضوعية أو قانونية، فبعض الناس يستشعرون حساسية من هذا المصطلح ويعتبرونه نوعاً من التمييز والتفرقة، وهذه مسألة نفسية أكثر منها موضوعية لأن مؤرخي الأقباط ومفكريهم أنصفوا التاريخ حينما قرروا أن الجزية كانت ضريبة يدفعها غير المسلمين، وأن الذمة تعنى تعهد المسلمين بحماية حقوق غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، والذمة هنا ليست ذمة المسلمين وإنما ذمة الله ورسوله، فالمقصود بالذمة من الناحية الدينية الحماية وليس الإساءة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من آذى ذمياً فأنا خصمه يوم القيامة».

 

ويؤكد أن الذمة لو أخذت بمعناها الصحيح فلن تحدث مثل هذه الحساسية، لكن لأن أناساً من الطرفين يفهمونها بطريقة خاطئة حيث يستشعر بعض الأقباط أن فيها تمييزاً، كما أن بعض العناصر المتطرفة والمتشددة من المسلمين تفهم المصطلح فهماً منحرفاً، داعياً إلى ضرورة تذكير الجميع بما يقرره مؤرخو ومفكرو الأقباط بأن «الذمة» ليس فيها تمييز لكن الكلام وحده لا يكفي لأن المشاعر من الصعب تغييرها.

 

ويوضح الدكتور الشافعي أن التسمية ليست ضرورية وأن المسلمين لا يذكرون مصطلح الذمة إلا ليدفعوا عنه من الناحية التاريخية الاتهامات التي توجه إليه بأنه تمييز وظلم، مشيراً إلى أن بعض الأطراف الخارجية هي التي تثير هذه القضية وفي غيبة التفسير الصحيح تثبت في الأذهان ثم تظهر داخل بلادنا رغم أننا كمسلمين لا نثيرها إلا بقصد تصحيح المفهوم التاريخي.

 

ويخلص إلى أن المسلمين وغير المسلمين ليسوا في حاجة في الوقت الحاضر إلى هذه المصطلحات لأن المسلمين وغيرهم من أعضاء المجتمع المعاصر يجب أن يكونوا أكثر وعياً وألا يكونوا طعماً للتوجهات الخارجية التي توحي لهم بوجود تفرقة وتمييز.

 

* مصدر فخار

 

* وأوضح الداعية الإسلامي المعروف الشيخ يوسف البدري مفهوم أهل الذمة فيقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الذين بقوا على دينهم ولم يسلموا وعاشوا في ديار الإسلام ناهياً المسلمين عن إيذائهم: «إنهم في ذمة الله ورسوله إلى يوم القيامة»، أي في عهد عهده الله ورسوله للمسلمين بألا يؤذيهم مسلم فهم في عهد الله وأمانه، وفي هذا السياق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من آذى ذمياً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله»، أي من آذى غير مسلم مسالم للمسلمين، وقال أيضاً: «من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه ما لا يطيق أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة»، أي المدافع عنه. ويرى أن كلمة أهل الذمة في حقيقتها كلمة عظيمة، فهي تعنى الذين وجب علينا في ذمة الله ورسوله أن نعدل بينهم وأن نعاملهم معاملة المسلمين، وألا نظلمهم أو نجبرهم على شيء، وأن يتمتعوا بكافة حقوق المسلمين في ما لا يمس الإسلام، ولا يجوز انتقاصهم، يقول الإمام علي رضي الله عنه: «إنما أخذنا أموالهم لتكون دماؤهم كدمائنا وأموالهم كأموالنا»، ويسمح لهم باعتبارهم أهل الذمة أن يتقاضوا بشريعتهم وأن يدقوا ناقوسهم وأن يحملوا صلبانهم وأن يحتفلوا بأعيادهم لا يرغمون على تركها حتى لو كانت زوجة لمسلم في بيت مسلم، ولا يمنعون من شيء كشرب خمر أو أكل خنزير إلا من شيئين الربا والزنى، وكل شيء بعد ذلك مباح لهم. ويؤكد الشيخ البدري أن لفظ أهل الذمة كان مصدر فخار لغير المسلمين لأن معناه أنهم في كنف الله تعالى وليسوا في كنف الحاكم، وفي ذمة النبي لا ذمة المسلمين. ومعنى ذمته أي أن ذلك شيء يجب الحفاظ عليه ورعايته، لذلك كان أول معاش في الإسلام لذمي يهودي كان يتسول، فلقيه عمر رضي الله عنه، فسأله عن السبب فقال: «لثلاث الشيبة والجزية والحاجة»، قال عمر: «ما أنصفناك إذا كنا أكلناك في شبيبتك وضيعناك في شيخوختك، خذوه إلى بيت المال فحطوا عنه الجزية وافرضوا ما يكفيه ويكفي عياله وافعلوا ذلك بأمثاله». ويضيف الجزية التي كان يدفعها غير المسلمين يدفعها المسلمون الآن وتسمى ضريبة الدفاع، وقد أجمع الفقهاء على أن الذمي لو اشترك في القتال والجيش حطت عنه الجزية لأن دمه بذل مع دماء المسلمين، مشيراً إلى أن الجزية لا تفرض إلا على القادر على الجهاد أي خلال العمر من 20 إلى 30 سنة، ثم تحط عنه، وإذا انخرط في سلك الجيش فلا جزية عليه.

 

ويشير الشيخ البدري إلى أنه لم يلحق بمصطلح أهل الذمة ما يثيره الآن من اشمئزاز لدى غير المسلمين إلا بفعل الاستعمار الذي شوه هذا اللفظ وأظهره على أنه استعباد ورسخ الاشمئزاز في نفوس غير المسلمين بتشجيع من الإمبريالية، ولكن اللفظ في الواقع لا يثير إلا الفخر لأن معناه أن الله هو الحافظ والضامن لغير المسلمين إذا عاشوا بين المسلمين، كذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً هو الحافظ والضامن لسلامتهم مع الله تبارك وتعالى.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 18 ماي 2006)


 

أول رئيس منتخب لجزر القمر يتقن العربية في حوار مع الشرق الاوسط

عبد الله سامبي : استغرب التركيز على السنوات التي أمضيتها في إيران

خالد محمود ·        سأتعاون مع واشنطن في مكافحة الإرهاب ·        تطبيق الشريعة الآن سيجعل الشعب ينفر منها > كيف تلقيت نبأ فوزك وهل كنت تتوقعه؟
ـ في العاشرة من مساء أول أمس قمت فور تسلم أول الأخبار الخاصة بنتائج الانتخابات بأداء ركعتين كصلاة شكر، وكما تعلم النتائج الرسمية لم تظهر بعد ولكن فوزنا كان متوقعا وما حدث هو أن الشعب أراد التغيير ويتوقع منا أن نقوم به. لقد استغربت تجاهل العرب لنتائج الانتخابات الرئاسية في جزر القمر مقارنة بالاهتمام الذي أبدته معظم وسائل الإعلام الدولية تجاهها وليس لدى تفسير بشأن هذا. > البعض يعتقد أنك محسوب على إيران وبالتالي لست عربيا؟ ـ لا، هذا غير صحيح، فأجدادي قدموا من حضرموت في اليمن، وأنا سني على مذهب الأمام الشافعي ولكني محب لآل البيت، واستغرب التركيز على السنوات التي أمضيتها في إيران ودراستي بإحدى حوزاتها العلمية على الرغم من أنني درست في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لمدة ثلاث سنوات كما درست في السودان لمدة عام. إيران دولة اسلامية مهمة، ونكن لها كل التقدير والاحترام لكن علاقتنا معها ستحكمها المصالح المشتركة ليس أكثر، نحن منفتحون على العالم ونرغب في استثمار هذا الانفتاح لما يخدم مصالح شعبنا القمري. > لكنك تحمل لقب آية الله، هل يحمل ذلك دلالة على توجهك السياسي؟ ـ لا، هذا اللقب وصفني به الصحافيون بعد عودتي من إيران وأصروا عليه، وفي البداية رفضته لكن بمرور الوقت أصبح اللقب شائعا ولم أجد ضررا منه. > كيف ستنظر إلى علاقتكم مع العالم العربي؟ ـ اعتقد أن الشعب القمري اختارني بالذات في هذه المرحلة الحساسة والخاصة لأنه يتوقع مني تعزيز العلاقات مع الدول الأعضاء بالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، كما أنه يرغب في إعطاء نقلة نوعية في جهود تعريب مختلف مؤسسات الدولة والحياة في جزر القمر. وكما تعلم فأنا أول رئيس لجزر القمر يتحدث العربية منذ استقلالها إلى جانب إجادتي للغة الفرنسية. وأنا شخصيا أتساءل لماذا لا يرضى العرب أن تكون لهم دولة قوية في المحيط الهندي ومضيق موزمبيق على الرغم من الموقع الاستراتيجي لجزر القمر في هذه المنطقة. سأسعى لتعزيز العلاقات مع الدول العربية، والشعب القمري يتوقع من هذه الدول أن تفعل المثل معنا، وهو يتطلع أيضا إلى تعزيز التقارب في مختلف المجالات. > هل تنوي تطبيق الشريعة الإسلامية في جزر القمر؟ ـ سؤالك يلخص حملة التشويه والمغالطات التي أتعرض لها في مختلف وسائل الإعلام الدولية، وربما لا تعلم أن برنامجي الانتخابي تركز على إنشاء محاكمة عادلة وتوفير العمل ومكافحة الفقر، هذه هي الأولويات الثلاث لحكومتنا خلال الفترة المقبلة، وبالتالي فليس صحيحا أننا ننوي تطبيق الشريعة على الرغم من أنني أعتبرها من أفضل الشرائع السماوية وأكثرها قابلية للتطبيق. لكن الواقع الراهن في جزر القمر يقول بكل بساطة إن تطبيق الشريعة سيجعل الشعب ينفر منها وستفشل لأن هناك حاجة إلى مجهودات ضخمة لتهيئة الناس للقبول بتطبيق الشريعة. > لماذا إذن يقولون عنك إنك إسلامي متطرف ؟ ـ لا أعرف، من فضلك قل للناس إنني خلاف ما يقال، وأنا لم أرفع أي شعارات إسلامية في حملتي الانتخابية وركزت فقط على قضايا الناس. > هل أنت قريب فكريا من جماعة الإخوان المسلمين في مصر أو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ ـ في حياتي لم أنضم إلى أي من هذه التيارات، ولست محسوبا على أي منهما، وفي المقابل أنا أعتبر نفسي مجرد طالب علم ولا احب التصنيفات ذات الطابع السياسي. > يقول خصومك إنك تنوي تحريم الكثير من مظاهر الحياة المدنية كالموسيقى مثلا؟ ـ لا، هذا كذب، هل سمعت أنني منذ عشرة أيام أو أكثر كنت ألعب كرة السلة التي أعشقها؟ إنني رجل منفتح بطبعي وثقافتي لا تعرف الوجه الواحد للعملة. > يقال إنك ستتشدد في مكافحة الخمور والمخدرات؟ ـ نعم هذا صحيح، فهذه من الامور الضارة التي يجب منعها على الفور لأنها تهدد سلامة وأمن شعبنا، وكل ما لا ينفع سنواجهه بلا هوادة. > البعض يقول إن باريس وواشنطن غير مرتاحتين لتوليك الرئاسة؟ ـ هذه مجرد تكهنات، بالعكس فقد زارني السفير الفرنسي في منزلي وكان حديثه معي وديا للغاية، وأكد أن حكومته ستتعاون مع من يختاره الشعب حفاظا على مصالحها في جزر القمر، كما أنني التقيت أخيرا بوفدين من سفارتي الولايات المتحدة في مدغشقر وموريشيوس ولم أسمع أن أحدا هدد بقطع المساعدات إن وجدت. > هل ستواصل سياسة سلفك، الرئيس المنتهية ولايته العقيد عثمان غزالي، في التعاون لمكافحة الإرهاب؟ ـ نعم بكل تأكيد، والإرهاب لا يخدم الصورة الصحيحة للإسلام وينبغي مكافحته بشتى الطرق والوسائل، ليس من مصلحة شعبنا أن يوجد الإرهابيون لأنهم مخربون ومفسدون في الأرض. الشعب القمري شعب مسالم وأنا ضد الإرهاب شكلا موضوعا، ولن نسمح لأي جهة في الداخل أو الخارج أن تتخذ من بلدنا وسيلة لتهديد أمن واستقرار أي دولة في العالم. ودعني أقول إنه ليس لدينا مشكلة مع الأميركيين أو الفرنسيين مطلقا فنحن نقيم علاقتنا مع الناس بمقدار حرصهم عليها ومصالحنا معهم. > هل تتوقع وقوع انقلاب عسكري ضدك؟ ـ لا، أتصور أن الدستور الحالي الذي كرس عملية المصالحة ووضع أسسا سليمة لتبادل السلطات بين جزر القمر الثلاث لا يعطي الفرصة لتكرار هذه الانقلابات العسكرية، كما أتصور أن الشعب القمري لن يرضى بأن يسرق أحدهم حريته في الاختيار أو سيوافق على دعم أي انقلاب عسكري في المستقبل. > ماذا عن مستقبل العقيد غزالي؟ ـ لا أعرف ولا أدري ما يخطط له، وأنا شخصيا أستغرب كما هو حال غيري من الناس هنا أنه سافر إلى فرنسا بشكل مفاجئ مساء أول أمس ودون انتظار إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. > هل سيختلف سامبي الرئيس عن سامبي ما قبل الرئيس؟ ـ أتمنى أن لا يحدث هذا على الرغم من تفهمي أن الظروف والأعباء ستتغير، لكن من باب التواضع أتمنى من الله أن أظل كما أنا ولا تغيرني السلطة، ولا أتوقع أن تغيرني، انني انظر إليها على أنها مسؤولية وتكليف لا تشريف. > ماذا تنوي أن تفعل بعدما أصبحت رئيسا؟ ـ أنوي أن أكرس وقتي لخدمة شعبي وتربية أولادي السبعة (خمس بنات وولدان)، واتمنى أن يوفقني الله في هذه المهام. * سامبي لاعب كرة السلة الذي أصبح رئيسا لأصغر دولة عربية آية الله رئيسا لجزر القمر * يسعى أحمد عبد الله محمد سامبي الذي حقق فوزا كاسحا ومثيرا للانتباه في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي في جزر القمر، إلى تقديم نفسه للعالم العربي كشخصية ليبرالية معتدلة ومنفتحة ذات أبعاد عربية بعيدا عن اسم آية الله الذي اشتهر به منذ سنوات ودفع البعض إلى الغمز من قناة علاقته الخاصة مع إيران. * وكما كان متوقعا، أصبح سامبي أول مسؤول من جزيرة أنجوان ـ أصغر الجزر الثلاث المكونة لاتحاد جزر القمر ـ يتولى رئاسة هذا الأرخبيل الصغير المطل على المحيط الهندي ويعد من أصغر وأفقر الدول الأعضاء لدى الجامعة العربية. * وطبقا للنتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات وتنتظر مصادقة المجلس الدستوري عليها، فقد فاز سامبي بأغلبية كبيرة بمقعد الرئيس الجديد لجزر القمر متقدما بفارق كبير للغاية على منافسيه في سابقة لم تشهدها من قبل هذه الدولة التي اشتهرت بتاريخها المزمن مع الانقلابات العسكرية وبلغ عددها 25 انقلابا على مدى الربع قرن المنصرم. وأوضحت النتائج التي اعترف بها منافسو سامبي والرئيس القمري العقيد عثمان غزالي المنتهية ولايته أن سامبي حصل على 58 % من أصوات الناخبين مقابل 29% لخالد عبد الرحمن هاليدي المدعوم من الرئيس غزالي و14% لمحمد جفري الضابط السابق في الجيش الفرنسي. وحقق سامبي مفاجأة كبيرة بحصوله على معظم أصوات الناخبين في جزيرة القمر الكبرى وهو ما يظهر شعبيته الجارفة في محيط العاصمة القمرية موروني، وبلغ عدد المشاركين في هذه الانتخابات حوالي 178 ألف ناخب بنسبة تصويت بلغت 58%. وسامبي من مواليد شهر يونيو (حزيران) عام 1958 في مدينة موتساميدو عاصمة جزيرة أنجوان، وتلقى ما بين عام 1973 و1981 تعليمه في السعودية قبل أن ينتقل للدراسة لمدة أربع سنوات في إيران. * وهو لاعب كرة سلة سابق ورجل أعمال ناجح يدير عددا من المشاريع الصغيرة ويمتلك محطة إذاعة وتلفزيون خاصة تسمى اوليزي (التعليم)، كما تم انتخابه عام 1996 عضوا في البرلمان. وسيتم تنصيبه رسميا في احتفال يقام في السادس والعشرين من الشهر الجاري في قصر الرئاسة المعروف باسم بيت السلام في موروني بحضور رؤساء دول وحكومات من دول الجوار الجغرافي وممثلين عن مختلف المنظمات الإقليمية والدولية. (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 19 ماي 2006)


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.