الجمعة، 19 أكتوبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2706 du 19.10.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 

الجمعية الدولية لمسانــدة المسـاجيـن السياسيين:لابد من محاكمة مجرمي التعذيب في سجن المرناقية الجمعية الدولية لمسانـدة المساجيـن السياسيين: من أخبار المساجين السياسيين  حرّية و إنصاف: بــيان 1 -2 الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة:أخبار سريعة الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس: شباب تونسي تهدر كرامته في  السجون التونسية رسالة احتجاج إلى كل من والي جندوبة ورئيس منطقة الأمن الوطني بجندوبة ورئيس مركز الأمن العمومي ببوسالم بيان طلابي مشترك اللجنة الوطنية من اجل المؤتمر الموحد: بيان  علي المهذبي: بيان منخرطو الحزب الديمقراطي التقدمي بولاية المهدية: بيان مية الجريبي-أحمد نجيب الشابي :الكلمة الافتتاحية للندوة الصحفية المنعقدة يوم 19 أكتوبر 2007 بــيـان اللجنة الوطنية لمساندة الجريبي والشابي من أجل الحق في المقرات والفضاءات العامة يوميات الصمود(29) ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوع  18/10/2007 موقع سويس إنفو:معارضان تونسيان مضربان عن الطعام مستعدان لإيقافه بشروط صحيفة « الشروق » :بتدخل من الرئاسة: نحو تسوية مشكل مقر «التقدمي» يو بي أي: معارضان تونسيان يؤكدان استعدادهما لوقف إضرابهما عن الطعام المستمر منذ شهر يو بي أي: صدور صحيفة أسبوعية جديدة ناطقة باللغة الفرنسية في تونس يو بي أي: تونس والجزائر توقعان على بروتوكول للتعاون الإداري في مجال القضاء يو بي أي: بن علي يهنئ القذافي بإنتخاب ليبيا عضوا في مجلس الأمن الدولي موقع الحوار نت : وثـيـقـة نص حكم مجلس الدولة في تونس بإبطال منع الخمار صحيفة « القدس العربي » :وزير التربية التونسي يتقدم بطلب نقض الحكم القضائي المبطل لمنشور منع الحجاب موقع فلسطين الآن :أبو راس يشيد بقرار محكمة تونسية يقضي بعدم دستورية منع الحجاب صحيفة « القدس العربي » :محكمة تونسية تؤجل النظر بقضية معتقل سابق بغوانتانامو عبدالله الزواري :محاصرة رجالات بنزرت و نعهم من تلاوة الفاتحة على الشهداء في يوم عيدهم عبدالله الزواري:حصـاد الأسبــوع (19 أكتوبر 2007) لعبد الله الزواري الهادي بريك: إلى كلمة سواء بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس.الحلقة الثالثة: هذه هويتنا عبدالحميد العدّاسي: الإصـرار على الإثـم عبد السلام بو شدّاخ : نداء عاجل للجلاء في عيد الجلاء و الى الله الملتجئ باسط بن حسن:ثقافة التّشكيك في حقوق الإنسان د. محمد الحداد: مجتمعات التكفير ومجتمعات التفكير   حافظ بن عثمان :كلمات بلا معنى في زمن بلا معنى ومحاولة للالتحاق بالألم صحيفة « الحياة » :مصر: العريان ينتقد برنامج «الإخوان» موقع إسلام أونلاين.نت:العريان: حزب الإخوان يتعامل « بواقعية » مع إسرائيل صحيفة « الحياة » :مرشد «الإخوان» لـ «الحياة»: ليس في قاموسنا شيء اسمه إسرائيل صحيفة « الحياة » :هل يعترف «الإخوان» بإسرائيل إذا صار العريان مرشداً؟ شبكة « فلسطين الآن »:العريان: الإخوان لن يعترفوا بالكيان الصهيوني

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 المأساة الوطنية لضحايا عشريتي القمع تتفاقم يوما بعد يوم …

عشرات الآلاف من التونسيين والتونسيات من الرجال والنساء والأطفال… يستصرخون الضمائر الحية. فهل من مجيب؟؟  

وصلتنا الرسالة التالية من جمعية « تكـافل للإغاثة والتضامن بباريس » www.takaful.fr  بســــم الله الرحمــــن الرحيــــــــم

نداء عاجل إلى كل ضمير حـيّ (*)

  

إخوتنا في الدين والعقيدة في كل بقاع الأرض،

إلى كل ضمير حي فيه قدر من الإنسانية،

 إننا في أرض الزيتونة والقيروان،  ازداد علينا الكرب و البلاء و ضاقت علينا ذات اليد وضاقت علينا الدنيا بما رحبت، معاناة إخوانكم كبرت و عظمت و لم يبق لنا بصيص أمل إلا في الله ثم فيكم لنشكوَ مآسينا.

إخوتنا الكرام، إن إخوتكم بعد خروجهم من السجن وجدوا أنفسهم في سجن كبير. اصطدموا بواقع لم يكن في خلدهم حتى في المنام. وجدوا أنفسهم بعد طول مدة السجن أمام تحديات مادية ومعنوية تجاوزت حسبانهم خاصة على المستوى العائلي. طرقوا كل الأبواب للارتزاق، يبحثون عن عمل بدون أن يسأل أحدهم عن الراتب، فهو راض مسبقا بأي عمل مهما كان الراتب. القليل منهم كفّى حاله، والكثير منهم تحت عتبة الفقر، وهم الذين وعدوا أسَرَهم بالرفاهة واليسر، ورسموا لهم في ذاكرتهم صورا وردية وحالة من العيش الرغيد.  فقد تقدمت سن أبنائهم وتضاعفت حاجياتهم و كثرت مطالبهم.

 تبخرت كل الأحلام و الآمال، شحّ العمل، تنكّر الأهل و العشيرة و تمردت بعض العائلات (الزوجة و الأبناء) على الأخ الغلبان التائه الحيران، فهناك من هجر البيت و هناك من هجرته زوجته. و الله إن هناك إخوة كالذين قال الله فيهم « لا يسألون النّاس إلحافا » نحن نشعر و نحس بهم، و هناك من حبسته عفّته في البيت فيتحاشى أن يتقابل مع إخوته حتى لا يظنوا فيه الظنون. و هناك و الله من يستخير الله قبل أن يتقدم إلى إخوته قائلا لهم :أطعموني إني جائع، والمَشاهد كثيرة و القصص مثيرة لو نحكي عنها.

إخوتنا الكرام، إن من مخلّفات هذه الأزمة الطويلة وضعيات تعيسة كثيرة،  والإخوة المسرّحين بعد أكثر من 14 سنة سجنا وضعياتهم تزداد سوءا: تأخر في الزواج حيث وصل بعضهم إلى الخمسينات من عمره ومازال أعزبا، إضافة إلى تفشي الأمراض لدى أغلبهم، مثل أمراض المعدة، وأمراض المفاصل، وغسل الكلي وحالات فشل تام، وظاهرة العجز الجنسي، وحالات سرطان بعضها ميئوس منه و حالات وفيات. والإشكال أن أغلب الإخوة المسرّحين ليس لهم بطاقات علاج. ومن بينهم عدد كبير من العاطلين عن العمل أو العاجزين عن العمل بسبب المرض.

ولم يختصر الأمر على الكبار، فالصغار من أبناء المساجين حدّث و لا حرج أيضا. فعدد منهم يعاني من الأمراض النفسية نتيجة الضغوطات المستمرة بدون توقف والتي ظهرت أعراضها الآن بشكل مخيف، وهناك حالات كثيرة تتطلب الرعاية والمتابعة الدائمة و كما تعلمون فهي مكلّفة.

 هذا غيض من فيض،  ونكتفي بهذا القدر المر.

إخواني الكرام »ارحموا عزيز قوم ذل » مقولة تتطلب منكم التوقف عندها و التمعن في كل حرف فيها

 ومن كل دلالاتها. و نحن على يقين أنه لا يرضيكم أن تسمعوا المزيد لأنه يدمي القلوب، و اللبيب من الإشارة يفهم.

أملنا في الله كبير و في سخائكم في مثل هذه الحالات التي تظهر فيها الرجال.

إننا ندعو لكم بالستر و العافية و لا نتمنى أن تشاككم شوكة تؤذيكم. إننا لا نريد أن نرهق كاهلكم بمعاناتنا ولكن اشتدت المعاناة وعظمت. التجأنا إليكم بعد الله فأغيثونا. التجأنا إليكم نشكو مآسينا، نطلب العون والدعم و السند حفاظا على كرامة إخوانكم و على علو همتهم و حفاظا على مشاعرهم.. فبجهدكم المبارك والسخي تستطيعوا أن تمنعوا اليأس في نفوس إخوة لكم ذنبهم أنهم قالوا إننا نريد الإسلام حلا لبلدنا.

 

أملنا في الله قريب أن يجمع شمل إخواننا على نهج الله و على محبة الله ولله رب العالمين عليها نحيى وعليها نموت و بها نلقى الله.  » من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة » حديث

 

كان الله في عونكم جميعا، و هو خير حافظ و هو أرحم الراحمين.

 و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.                          

  

* رسالة وصلت أخيرا من  تونس إلى جمعية تكـــــافل للإغاثة و التضامن بباريس، و نحن نبلّغها كما هي إلى الرأي العام للتحسيس بما آلت إليه أوضاع الكثيرين من أبناء تونس ماديا و اجتماعيا و نفسيا بسبب سياسات القمع و التجويع و المحاصرة التي شملتهم طوال العقدين الماضيين.

و بحكم اتساع دائرة المتضررين و المحتاجين و المعدمين، فإننا في جمعية تكـــــافل نهيب بأهل الخير في كل مكان أن يهبّوا معنا لنجدة إخوانهم و لإعانتهم على حفظ دينهم و أعراضهم و حمايتهم من الجوع و الخصاصة و الحرمان، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

قال تعالى ( و ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه و هو خير الرازقين ) سورة سبأ 39

و قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون ) سورة البقرة

وجزاكم الله خيرا

  

* من أجل المساهمة والدعم المادي، الرجاء الاتصال بالجمعية القانونية في باريس تكــــافل بإحدى الطرق التالية:

·       تسليم المساهمات مباشرة لمن تعرفهم من مسؤولي  الجمعية

·       إرسال صك بريدي أو حوالة بريدية لفائدة  TAKAFUL  على العنوان التالي:

TAKAFUL – 16 Cité Verte

 94370 Susy en Brie

    FRANCE

 

·                   تحويل  مباشر على الحساب الخاص للجمعية  التالي:

·                   La banque postale

30041  00001  5173100R020 42  

   France

 

رقم الحساب الدولي

 Iban

FR54  30041 1000  0151  7310  0R02 042

 

·                   أو عبر شبكة الإنترنت  www.takaful.fr

·                   أو عبر البريد الالكتروني

Email : contact@takaful.fr     

 


 

اطلقوا سراح كافة المساجين السياسيين الحرية للصحفي عبدالله الزواري المنفي في وطنه  الجمعية الدولية لمسانـــــدة المســــاجيــــــن السياسيين        43 نهج الجزيرة تونس الهاتف :  847 324 71 العنوان الالكتروني : aispptunisie@yahoo.fr

لابد من محاكمة مجرمي التعذيب في سجن المرناقية

                                    

تطلق الجمعية صيحة فزع بعد ما نقله المحامون عن الجرائم الفظيعة التي ترتكب هذه الأيام في معتقل المرناقية سيء الذكر ,  فبعد أيام من منع عائلات المساجين المحالين بموجب قانون ما يعرف بدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب تبين أن السبب هو التستر والتعتيم على ما إرتكب في حق أبنائهم من تنكيل وتعذيب لا سابق لهما لإجبارهم على إيقاف إضرابهم عن الطعام ,  فقد عمد مدير سجن المرناقية المدعو : إبراهيم منصور مصحوبا بعشرات من أعوانه مسلحين بالهراوات والحبال والسلاسل  إلى التفنن في إذلال المضربين وتعذيبهم. فإعتمادا على شهادات بعض هؤلاء المساجين :  فإن السجين محمد أمين الجزيري: ( مرحلة ثالثة حقوق ) قد  تعرض للضرب بالعصي بعد تغطية رأسه بكيس أسود مما خلف له كدمات بذراعه الأيسر وفكه . المهدي الحاج علي : تم إجباره على تناول الحليب عنوة بعد أن تناوب 12 عونا على ضربه وإهانته بإشراف ضابط يحمل رتبة نقيب  , وقد توجه له مدير السجن المدعو إبراهيم منصور بقوله حرفيا «  » دمك مباح …… نقطعلك رأسك ….. » »  . رمزي العيفى : خلفت له الإعتداءات آثارا واضحة في رجليه بعد أن تم ربطه بحبل وجره أمام الغرف عاريا وقد ذكر لمحاميه أن إدارة السجن طلبت منه الإمتناع عن قراءة القرآن وتم تهديده بنقله إلى مدنين ,  وكان طيلة أيام العيد يستمع إلى صراخ مساجين يتعرضون للتعذيب كما ذكر أن السجين جوهر القصار قد وضع في عزلة إنفاردية في إنتظار شفائه من آثار التعذيب الذي تعرض له . أما جمال الدين الملاخ فقد تم نزع ثيابه وتعليقه وإدخال عصا في دبره ثم تم إدخاله إلى غرفة وإيهامه بالشروع في عملية إعدام صورية . وحسب شهادات متطابقة لمساجين تعرضوا للتعذيب فإن المدعو إبراهيم منصور مدير سجن المرناقية هو الذي أشرف  شخصيا على التنكيل بالمساجين مرفوقا بعلي الجلاصي ( الشاف ) ومساعديه نبيل و رمزي ومعاذ ومجموعة كبيرة من أعوان طلائع السجون  . إن الجمعية وبعد تنبيهها مرارا إلى ما تشهده زنازين معتقل المرناقية سيء الذكر من إنتهاكات فظيعة تعاين أن ما كان يخشى منه قد حصل فقد تحولت الإنتهاكات اليومية إلى حملة شاملة دون قيود ولا ضوابط للتشفي من الموقوفين وإرهابهم بما يذكرنا بفضاعات قوانتنامو وأبو غريب . إن السكوت على هذه الجرائم هو تواطؤ مع المجرمين وتشجيع لهم  ولم يعد التشهير بهؤولاء الجلادين كافيا . إن الجمعية إذ تجدد دعوتها لتشكيل لجنة مستقلة تتولى التحقيق في كل ما يحصل في سجن المرناقية من إنتهاكات فإنها تدعو بصورة عاجلة لإيقاف مدير السجن إبراهيم منصور تمهيدا لمحاكمته بعد التثبت في ما نسب  له من جرائم يعاقب عليها القانون التونسي ( الفصل 101 مكرر من المجلة الجنائية ) والقوانين الدولية و تدعو دوائر القرار أن تسمح لجهة مستقلة بزيارة  معتقل المرناقية ومقابلة  الضحايا المذكورة أسماؤهم للتثبت في صحة ما ورد على ألسنتهم . عن الجمعية الرئيس الأستاذة سعـــــــــيدة العكرمــــــــــي

اطلقوا سراح كافة المساجين السياسيين الحرية للصحفي عبدالله الزواري المنفي في وطنه  الجمعية الدولية لمسانـــــدة المســــاجيــــــن السياسيين  43 نهج الجزيرة تونس الهاتف :  847 324 71 العنوان الالكتروني : aispptunisie@yahoo.fr  تونس في 19 اكتوبر 2007

من أخبار المساجين السياسيين

 
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أنه في إطار الحملة التي تستهدف طائفة من الشبان في اطار ما يسمى  » دعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب  »  حصلت حملة إيقافات جديدة في مناطق مختلفة تذكر منها : & الشاب كريم بن أحمد بن صالح الكلاعي القاطن بنهج 106 عدد 87 حي التضامن وقد كان ضحية متابعة أمنية وإستجوابات متكررة منذ عودته من العراق والجدير بالذكر أنه سافر للتجارة قبل الحرب وإتصل بالسفارة التونسية عند بداية الحرب لتيسير ظروف عودته وقد سهلت له ذلك  . والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تطالب باعلام عائلته بمكان إيقافه حيث لا تعلم عنه شيئا منذ 14/10/2007 رغم كل مجهودات البحث والسؤال عنه بمختلف مراكز الأمن والحرس والافراج عنه فورا . & مازال السجين السياسي السابق فرج الجامي محروما من حقه في بطاقة الهوية منذ خروجه من السجن بموجب السراح الشرطي في جويلية 2007 بعد قضائه حوالي 17 سنة سجنا , كما يعاني من إستمرار التضييق على حريته في الحركة والتنقل بسبب 5 مناشير تفتيش منشورة ضده منذ بداية التسعينات ـ ورغم ما قدمه من شهادات في كف التفتيش  مسلمة من محكمة أريانة ـ وما يثبت كونه حوكم في كل القضايا موضوع المناشير ـ لم تستجب السلطات الأمنية  بإلغاء  أي واحد منها بما يعرضه للإيقافات المتكررة من حين لآخر . والجمعية تطالب بتمكينه من حقه في بطاقة الهوية وإيقاف كل مناشير التفتيش المثارة ضده بإعتباره يملك إثباتات كونه حوكم فيها . & علمت علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي عبد اللطيف بوحجيلة الموقوف منذ 1995 يتعرض بسجن المرناقية سيء الذكر لسوء المعاملة والتنكيل والتضييق المستمر عليه بلغ إلى درجة إستمرار حبسه بالسجن المضيق طيلة 5 أسابيع متتالية وحرمان والده من زيارته كل هذه المدة ما عدى مرة واحدة صادف خلال زيارة وفد  للصليب الأحمد الدولي للسجن ولإبنه أيضا ولكن ما إن غادروه حتى إستمر الوضع المأساوي للسجين وللعائلة . و   الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تستنكر كل أشكال التضييق والتعذيب التي يتعرض لها عبد اللطيف بوحجيلة تطالب : بفك الحصار عنه وإخراجه من السجن المضيق وتمكينه من حقه في الزيارة والإقامة  مع بقية  رفقائه من المساجين السياسيين . عن الجمعية الرئيس الاستاذة سعيدة العكرمي


اطلقوا سراح كافة المساجين السياسيين

الحرية للصحفي عبدالله الزواري المنفي في وطنه 

الجمعية الدولية لمسانـــــدة المســــاجيــــــن السياسيين

                                             43 نهج الجزيرة تونس

الهاتف :  847 324 71

العنوان الالكتروني : aispptunisie@yahoo.fr 

بلاغ

 

بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان 10 ديسمبر 2007 تسند الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بالشراكة مع      

Verite-Acion المنظمة السويسرية:

جائزة العميد المرحوم محمد شقرون لحقوق الإنسان ، و حرصا على تشريك

نشطاء المجتمع المدني و الجمعيات الحقوقية المستقلة فإن الجمعية تدعو كل من يرغب في اقتراح شخصية يأنس فيها مواصفات النضالية و الإستقلالية و المصداقية ، أن يتقدم باقتراحه إلى لجنة الجائزة ، بمقرالجمعية 43 نهج الجزيرة تونس ، أو بالبريد الإلكتروني

آخر أجل لتلقي الترشيحات هو يوم 28 نوفمبر 2007 .

      

عن الجمعية      

الرئيــــــس       الأستاذة سعيدة العكرمي


اطلقوا سراح كافة المساجين السياسيين

الحرية للصحفي عبدالله الزواري المنفي في وطنه 

الجمعية الدولية لمسانـــــدة المســــاجيــــــن السياسيين

                                             43 نهج الجزيرة تونس

الهاتف :  847 324 71

العنوان الالكتروني : aispptunisie@yahoo.fr

 

بلاغ

بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان 10 ديسمبر 2007 تعلن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين عن تنظيم مسابقة مفتوحة لأبناء المساجين السياسيين و أبناء المهجّرين موضوعها :

** الحرية بعيون أبنائنا ** …..

– توجه المساهمات ( رسم ، قصة ، خواطر، إبداعات فنية … ) إما مباشرة لأعضاء الهيئة المديرة أو لمقرالجمعية 43 نهج الجزيرة تونس ، أو بالبريد (aispptunisie@yahoo.fr ) الإلكتروني:

– آخر أجل لتلقي الترشيحات هو يوم 28 نوفمبر 2007 .

– ترصد جوائز للمساهمات الثلاث الأولى .

        عن عن الجمعية

الرئيــس  الأستاذة سعيدة العكرمي


حرّية و إنصاف
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberté_équité@yahoo.fr
***

تونس في 19 أكتوبر 2007

بــــــــيان
تعلم حرية و إنصاف أن الطالبة آمال بن رحومة ما زالت محل تضييقات عليها من طرف إدارة المدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي بمجاز الباب التي تواصل منعها من دخول المدرسة بسبب تغطية رأسها و يبدو أن مدير المدرسة اتخذ من تلقاء نفسه إجراء تعسفيا يتمثل في إلزام الطالبات بكشف الرأس و الامضاء على تعهد في ذلك ، و رغم أن الطالبة المذكورة تمكنت في أوائل السنة الدراسية من الدخول إلى المدرسة قبل تطبيق الاجراء المتعلق بكشف الرأس فقد امتنعت إدارة المدرسة عن مد الطالبة المذكورة بشهادة حضور لتمكينها من الحصول على بطاقة التعريف الوطنية ، و يبدو أن هنالك تعاون وثيق بين إدارة المدرسة و البوليس السياسي الذي يلاحق الطالبة المذكورة أينما ذهبت و يتدخل لدى مالكي الشقق لمنعهم من تسويغ غرف للطالبة المذكورة و لزميلتها الطالبة هاجر بن محمد ، كما أن الطالبة آمال بن رحومة وجدت صعوبة في الحصول على شهادة ختم التربص الذي قضته خلال الصائفة بالمندوبية الفلاحية بقبلي إذ امتنع المندوب الجهوي عبد الحميد الحاجي عن تسليمها الشهادة المطلوبة مبررا ذلك بوجوب نزع غطاء الرأس .
و حرية و إنصاف تطالب مدير المدرسة بالكف عن هذا الاعتداء الفظيع على هذه الطالبة و مثيلاتها بحرمانهن من حقهن في التعليم و التسبب  بذلك في القضاء على آمالهن و مستقبلهن في بلوغ مكانة عليا ، خاصة و أن الطالبتين المذكورتين على أبواب إتمام الدراسة و الحصول على شهادة عليا في اختصاص الهندسة و هما تحملان مدير المدرسة الذي تعمد الاعتداء على الحرية الذاتية للطالبات نتيجة تصرفاته التعسفية و هو ما يجعله عرضة للتتبع بصفة شخصية خاصة و أن ما يقوم به مخالف للقانون و للتقاليد العربية و الاسلامية و لقيم الحضارة التي تنتمي إليها بلادنا. 
 
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الأستاذ محمد النوري

حرّية و إنصاف
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberté_équité@yahoo.fr
***
تونس في 19 أكتوبر 2007
في سابقة خطيرة
منع مواطنين من مختلف أطياف المجتمع المدني
من زيارة مقبرة بنزرت للترحم على أرواح الشهداء
زار عشية يوم 18 أكتوبر 2007 عدد من المناضلين من كافة أطياف المجتمع المدني مقبرة بنزرت للترحم على أرواح الشهداء  الزكية إلا أن البوليس السياسي اعترض سبيلهم و منعهم من الدخول إلى المقبرة و عند إصرارهم تدخل الأعوان لصدهم متعللين بأن المقبرة منطقة عسكرية علما بأنها كانت قبل هذا اليوم مزارا مفتوحا لعموم.
و حرية و إنصاف تدين مثل هذا السلوك غير المبرر و المنافي لأبسط قواعد الوفاء للشهداء الأبرار و تدعو إلى الكف عن مثل هذه الممارسات اللاإنسانية.
 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الأستاذ محمد النوري


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة أخبار سريعة
 
1.   تمّ يوم 10 أكتوبر 2007 بمدينة نفطة إيقاف السيد العروسي الصغير ولم تتبين أسباب اعتقاله. 2.   مازال السيد منصف اللموشي الناشط الحقوقي والسياسي محروما من جواز سفره رغم تدخل الفرع ومراسلاته في الغرض 3.   قدّم السيد عمر قويدر عضو فرع توزر نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عريضة دعوى لدى جناب وكيل الجمهورية بتوزر ضد السيد رئيس فرقة الإرشاد للشرطة بتوزر على خلفية ما حدث يوم 08 أكتوبر 2007 . 4.   وجهت مجموعة من مناضلي الجهة برقية احتجاج على ممارسات السيد رئيس فرقة الإرشاد للشرطة بتوزر إلى كل من السادة وزير الداخلية والتنمية المحلية ووالي توزر ورئيس منطقة الشرطة . وفيما يلي نصها : السيد وزيـــــــر الداخلية السيد والـــــــــي توزر السيد رئيس منطقة الشرطة بتوزر تحية وطنية نحن المواطنون الممضون أسفله، استنادا إلى ما جاء في دستور البلاد (الفصل 8) و إلى كل ما تضمّنته الشرائع والمواثيق الدوليّة المشدّدة على احترام حريّة التعبير والتنقل والتظلّم فإننا نندّد بشدّة بسلوك السيّد عبد العزيز مبروكي رئيس فرقة الإرشاد للشرطة بتوزر تجاه الأخوين المربّيين عمر قويدر ومحمد الهادي حمدة غداة توجّههما إلى مقرّ الولاية  صبيحة يوم الإثنين 08 أكتوبر 2007 . ونلفت عنايتكم إلى السّابقة الخطيرة التي يواجه  فيها المواطن عمر قويدر بأسلوب همجيّ لا يمتّ للتحضّر واللياقة بأية صلة من المسؤول الأمني المذكور حيث أنه اعتدى بالعنف اللفظي وبكلمات نابية على شرف والدته وهدّده علانية بالقتل الموصوف بدهسه بسيّارته الإداريّة على مرأى ومسمع من المارّة وفي حضور أعوانه؟؟؟ وعليه فإنّنا نعتبر ما صدر عن هذا المسؤول الأمني تجاوزا خطيرا ومسّا سافرا بحقوق المواطنين يسيء حتّى لجهاز الأمن ، داعين إلى تتبّعه ووضع حدّ لممارساته التي يعتبرها فوق القانون.  والسلام.
 

الصفة

الإسم واللقب

عضو الإتحاد الجهوي للشغل بتوزر

محمد علي الهادفي

الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي بتوزر

محمد علي الجموعي

عضو فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

علي الحبيب

رئيس فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

شكري الذويبي

عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي

محمد هشام بوعتور

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بنفطة

فوزي الحشاني

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بنفطة

منصف زمال

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنفطة

خالد العقبي

عضو النقابة الجهوية للتعلم الأساسي بتوزر

لطفي حمدة

حركة التجديد

محمد المنجي العلوي

عضو النيابة النقابية بحزوة

عماد حمدة

ناشط حقوقي

منصف اللموشي

نقابي

ابراهيم الأديب

موظف

نزار الضيف

ناشط حقوقي

عبد القادر الطبابي

نقابي

محمد بنخالد

عضو جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي

عبد الرحمان بالعوجة

فلاح

بشير بنسلامة

                

 


الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس

International Campaign for Human Rights in Tunisia

icfhrt@yahoo.com

Tel: (0044) 2083813270 -7903274826

 

شباب تونسي تهدر كرامته في  السجون التونسية

 

يتعرض سجناء الرأي في سجن المرناقية، من الموقوفين بموجب قانون مكافحة الإرهاب، الى حملات تعذيب وحشي تحت اشراف مدير السجن المدعو ابراهين منصور.

 

 فقد تم ربط السجين رمزي العيفة بحبل وجره عاريا امام زنزانات السجن،  كما نزعت ثياب السجين جمال الدين الملاخ وعلق عاريا واخضع لعملية اعدام صورية لإرهابه، فيما تعرض السجين محمد امين الجزيري للضرب  بالعصي  بعد تغطية رأسه بكيس أسود، كما شارك أكثر من 12 عونا من اعوان السجن في ضرب السجين مهدي الحاج علي،  وبلغ الأمر بالجلادين الى ادخال العصي في دبر بعض المساجين.

 

وان الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس، إذ تندد بهذه الممارسات الوحشية التي يتعرض لها سجناء الرأي من الشباب الموقوفين بموجب قانون مكافحة الارهاب اللادستوري،  تطالب بالوقف الفوري لهذه الممارسات المهينة للكرامة الانسانية و محاكمة المدعو ابراهيم منصور وكل الذين تورطوا في ممارسة التعذيب، وتناشد المنظمات الحقوقية الدولية وكل الضمائر الحية في تونس وخارجها التدخل لوقف هذه المعاناة التي يتعرض لها شباب تونسي  تهدر كرامته بدعوى مقاومة الإرهاب.

 

عن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس

علي بن عرفة

لندن  في 19 أكتوبر2007

 


بيان
احتجاجا على سياسة التضييق على الحزب الديمقراطي التقدمي و حرمانه من مقره المركزي و مقراته الجهوية امعانا في خنقه و الغاء رسالته النبيلة في نشر الديمقراطية و تكريس التعددية السياسية و تاييدا للامينة العامة للحزب و الامين العام السابق مدير جريدة الموقف في مطالبهما السياسية و الحضارية المشروعة . نحن منخرطو الحزب الديمقراطي التقدمي بولاية المهدية نعلن الاضراب الرمزي عن الطعام طيلة يوم 20 اكتوبر 2007 معبرين عن الاستياء الشديد من طول المعاناة التي يتكبدها مضربو المقر المركزي بالعاصمة دفاعا عن قضايا مشروعة و التي تقابلها السلطة بانغلاق و تصلب ينمان عن استهانة برموز المجتمع المدني و استخفاف باستحقاقات المواطنة و حق الحياة. و يطالب ب -1 رفع المضايقات اليومية عن الحزب و مناضليه و فضاءاته و تمكينه من كل ما يكفله له القانون لاداء دوره في المجتمع. -2 الاستجابة لما يطالب به الحزب من حرية التنظم و حرية التعبير و الصحافة و اطلاق عفو تشريعي عام على اساس انها مطالب تزيل الاحتقان السياسي و تفتح الباب امام تعددية حقيقية لم تعد من الترف السياسي نظرا لاهلية التونسيين لها. منخرطو الحزب الديمقراطي التقدمي بولاية المهدية عن كاتب عام فرع السواسي خليفة الجربوعي المهدية في 20اكتوبر 2007


بنزرت في  19 أكتوبر2007

عريضـــــــــة

 

        نحن الأساتذة والإطارات النقابية الممضين أسفله والمتجمعون اليوم 19 أكتوبر 2007 على الساعة الرابعة مساء بدار الإتحاد الجهوي للإستفسار عن وضعية النقابة الجهوية للتعليم الثانوي، فاتصلنا بالأخ لطفي الشيخ عضو المكتب التنفيذي الجهوي ورئيس لجنة النظام الجهوية التي جمّدت النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت، غير أننا واجهنا بتصرّفات غريبة من طرفه تمثّلت في:

1.    التهجّم على الأساتذة  قائلا « ملاّ أساتذة » واتهمهم بالتنكيل بالتلاميذ كردّ فعل على تجميد النقابة الجهوية ؟؟!!

2.    التهجّم على  بعض الإطارات النقابية  قائلا ( أشكونك أنت، لو كان جيت خارج الاتحاد توّا انفتفتك وتعرفني آشكون أنا، ملاّ أساتذة ) ثمّ الشروع في العنف المادي حيث هاجم أحد أعضاء النقابة الجهوية وحاول الاعتداء عليه لولا تدخّل بعض الأساتذة الذي بذلوا جهدا لمنعه من الاعتداء وقام بدفع بعضهم وكاد أن يتطوّر الوضع إلى ما لا تحمد عقباه.

3.    تـوعّد أحد أعضاء النقابة الجهوية بالاعتداء عليه خارج الإتحاد.

 

إننا نستهجن هذا الأسلوب العنيف واللآحضاري  الذي مارسه عضو المكتب التنفيذي الجهوي ورئيس لجنة النظام الجهوية  ضدّ الأساتذة والنقابيين عموما وندعو هياكل الإتحاد إلى محاسبته خاصة وانه سبق أن اعتدى  على النقابة الجهوية  للتعليم الثانوي متهما إياها بالخيانة.

 

الاسم واللقب

الصفة

الاسم واللقب

الصفة

عبد السلام الفرجاني

أستاذ

توفيق العباسي

أستاذ

سليم البلغوثي

أستاذ

الهادي بوشقفة

كاتب عام النقابة الأساسية بالعالية وعضو النقابة الجهوية

صلاح الرواحي

أستاذ

عبد السلام السالمي

عضو النقابة الأساسية برأس الجبل

بشير الحمزاوي

عضو النقابة الأساسية بمنزل جميل

الشادلي المغراوي

كاتب عام النقابة الأساسية بماطر وعضو لنقابة الجهوية

محمد الحبيب غراش

أستاذ

نزهة أكيلي

عضوة النقابة الأساسية ببازينة

محمد الماكني

عضو النقابة الأساسية بمنزل بورقيبة وعضو النقابة الجهوية

خمسي البرهومي

كاتب عام النقابة الأساسية برأس الجبل

نبيل الفرشيشي

أستاذ

حبيب الكواش

عضو النقابة الأساسية برأس الجبل وعضو النقابة الجهوية

سامي الزمالي

عضو النقابة الجهوية

يونس بن سليمان

عضو النقابة الأساسية برأس الجبل

كمال العقربي

أستاذ

الهادي بن منصور

كاتب عام النقابة الجهوية وعضو النقابة الأساسية ببنزرت المدينة

 

 


 

عريضة للإمضاء

 

نحن الممضون أسفله و بعد تلقينا خبر عزل الأستاذين محمد مومني و على الجلولي مدرسي التعليم الثانوي لمادة الفلسفة بمعاهد تونس يهمنا إن نعلن  الآتي:

1-  تضامننا المطلق معهما في هذه المظلمة التي تعرضا لها 

2-   نطالب وزارة التربية التونسية بإعادتهما إلى مقر عملها خاصة و انه لا مبرر قانوني للعزل. 

3- نعول على كل الصادقين إرسال المساندات و التواقيع للأساتذة المطرودين دون موجب. 

     ملاحظة ترسل التواقيع مع كتابة الاسم الكامل و الصفة/المهنة و الدولة إلى العنوان البريدي التالي

 profexclu@yahoo.fr

: و يرجى زيارة مدونة المطرودين للاطلاع على الوثائق التي تثبت لا قانونية الطرد على الرابط

http://moumni.maktoobblog.com


رسالة احتجاج

 

وجه كل من السادة رضا السمراني ،كاتب عام فرع حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ببوسالم المولدي الزوابي،كاتب عام جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبة وعبد السلام الطرابلسي عضو جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي  وصلاح الدين العلوي النقابي والسجين السياسي السابق،رسالة احتجاج إلى كل من والي جندوبة ورئيس منطقة الأمن الوطني بجندوبة ورئيس مركز الأمن العمومي ببوسالم تتعلق بما أقدم عليه عون الأمن المدعو شعبان بن إبراهيم العزيزي من اعتداء سافر على حرياتهم ومس من كرامتهم وهيبتهم حيث أفاد بعض المواطنين بان عون الأمن المذكور أطلعهم على قائمة تحمل صورهم منبها إياهم من مغبة التعامل معهم أو الاحتكاك بهم والحذر منهم باعتبارهم « إرهابيين  » ويشكلون خطرا على امن البلاد  حسب ذكره لهم.وقد أتى هذا الاحتجاج كرد على إحدى حلقات الضغوطات والتضييقات التي يتعرضون لها منذ سنوات والتي ساهمت بشكل أو بآخر في توفير الأرضية المناسبة التي جعلت هذا العون يقدم على ما ارتكبه وهذا نص الرسالة: »إلى السيد،

والي جندوبـــة

السيد رئيس منطقة الأمن الوطني بجندوبة

السيد رئيس مركز الأمن العمومي ببوسالم

بوسالم في 18/10/2007

نحن الممضون اسفله :

– رضا السمراني : كاتب عام فرع حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ببوسالم

– المولدي الزوابي:كاتب عام جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبــة

– عبد السلام الطرابلسي: عضو جامعة جندوبــة للحزب الديمقراطي التقدمي 

– صلاح الدين العلوي :نقابي وسجين سياسي سابق

-حيث اتصل بنا عددا من المواطنين وذكروا لنا بان احد أعوان الأمن بالزي المدني والمعروف بـشعبان بن إبراهيم العزيزي يعمل عون امن عمومي يعرض قائمة بها صورنا ويروج وينبه ويحذر المواطنين من مغبة الاتصال بنا والتعامل معنا باعتبارنا نشكل خطرا على امن الدولة واصفا إيانا بالارهابيين – حسب ذكره-

وعليه نعلن:

إن ولائنا للوطن لا يزايد عليه أو فيه أي احد.

نطالبكم بصفتكم رئيس إدارة أمنية بالجهة باتخاذ الإجراءات القانونية والردعية اللازمة ضد هذا العون ومن يقف وراءه والأمر بالكف عن مثل هذه التجاوزات التي لا تمس بالحريات العامة والحريات الشخصية فحسب بل تمس بأمن البلاد قبل المساس بأمننا نحن كأشخاص.

نحمل نحن وأفراد عائلاتنا عون الأمن المسمى شعبان العزيزي ومن يحركه  كامل المسؤولية من أن ينالنا أي مكروه.

ولكم سديد النظر

 

 


بيــــــــــان  
 
تونس في 19/10/2007 نحن الأطراف السياسية والفعاليات الطلابية المتشبثة بثوابت الحركة الطلابية والفاعلة بالاتحاد العام لطلبة تونس والملتزمة بخيار وحدته ونضاليته واستقلاليته يهمنا وعلى اثر الأحداث التي شهدتها كلية العلوم بتونس أن نوضح للرأي العام الطلابي والوطني النقاط التالية: 1.     وعلى اثر تنصل طلبة « الحزب الاشتراكي اليساري » عن تعهداتهم في اللجنة الوطنية للإعداد للمؤتمر الموحد ومحاولتهم الذهاب بهياكل صورية إلى مؤتمر صوري  حدد تاريخه وشعاره ومقره وقرر له نكتب تنفيذي فئوي ضيق وفشلت تلك المجموعة في تسويقه فعمدت إلى مواصلة السير في نفس نهجها الانقلابي وتقديم نفسها على أنها الهياكل القانونية والشرعية وذلك بتنسيق وتعاون مع بعض الوجوه الفاعلة في وزارة الإشراف التي لم تبخل عليها بالإسناد والدعم السياسيان. 2.     وأمام تصدي مناضلي الاتحاد وهياكله الشرعية للمحاولة الانقلابية المعزولة، أقدمت المجموعة على فبركة حوادث تعرضها إلى ما سمته بلاغاتها الوشائية بالعنف الإرهابي والذي لم يتجاوز مجرد المناوشة والاحتكاك فقد تدخل قادة النضال الطلابي وفكوا ذلك التصادم محتكمين إلى آلية الحوار والوفاق الديمقراطيان وهي الآلية التي ما نزال نعرضها على خصوم الاتحاد وأولئك الانقلابيين فنحفظ لهم مكانتهم في اللجنة الوطنية من اجل المؤتمر الموحد وطبعا كل حقوقهم في الانخراط والترشح والتصويت وندعوهم مجددا إلى حفظ تعهداتهم والالتزام بمقررات اللجنة الوطنية. 3.     لا يفوتنا أن نوضح للرأي العام الطلابي والوطني أن طلبة الحزب الاشتراكي اليساري قد تجيشوا على طريقة المليشيات وطالبوا حين عازتهم الحيلة السياسية برؤوس رفاقنا في قيادة الاتحاد واللجنة الوطنية من اجل المؤتمر الموحد فلاحقوا بعضهم بالتهديدات تارة وبالوشايات الكاذبة واختلاق التهم الزائفة تارة أخرى لا سيما الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية والأمين العام عزالدين زعتور إضافة إلى أمين المال شاكر العواضي، هذا دون أن ننسى أنهم اعدوا قائمة اسمية بالملاحقين تشويها وافتراء وتوجهوا إلى كلية العلوم بتونس مدججين بالأكاذيب والهراوات والعصي فاصطدموا بنصرة مناضلي الاتحاد وقواعده وصلابة تشبث رفاقنا بمشروع المؤتمر الموحد فعادوا يجرون أذيال الخيبة مستنصرين بالأكاذيب والترهات. 4.     نشدد اننا في الاتحاد العام لطلبة تونس اخترنا أن نواجه الضعف والتشتت ونقطع وإلى الأبد مع التخاصم السياسي الطلابي الرجعي البائس هذا دون أن ترتعش قبضاتنا وهي تدافع عن استقلالية منظمتنا وخيارات قواعدها. فالمجد كل المجد للتوحيد والخزي كل الخزي لسلوك الانقلاب والتخريب –      الوطنيون الديمقراطيون بالجامعة –      التيار النقابي التقدمي –      النقابيون الراديكاليون –      الطلبة القوميون –      المستقلون

 


 

اللجنة الوطنية من اجل المؤتمر الموحد
 بيان
على اثر الاحداث الاخيرة التي شهدتها كلية العلوم بتونسوالتي نعتبرها حلقة في سلسلة من العنف المادي والمعنوي رافقت مشروع عقد المؤتمر الموحد للاتحاد العام لطلبة تونس وقد انطلقت منذ انسحاب طلبة الحزب الاشتراكي اليساري من اللجنة الوطنية من اجل المؤتمر الموحد وانقلابها على اتفاقياتها وسيرها في نهج الهروب الى الامام ومحاولاتها التخريبية بكل الاشكال والوسائل فكانت الحلقة الاولى بتعنيف وترهيب مناضلي الاتحاد(تعنيف الرفيق صلاح العويتي …)من قبل هذه المجموعة ثم كانت عملية خلع المقر ثلاث مرات انتهت بتهشيمه هذا اضافة الى العنف المعنوي الذي طال قيادة الاتحاد عبر اصدارات تروج للاكاذيب والافتراءات والثلب وانتهت بالاحداث الاخيرة على اثر تجميع هذه المجموعة لكل عناصرها وتحولها الى كلية العلوم بتونس مطالبين بتعنيف عضو اللجنة الوطنية وامين مال الاتحاد شاكر العواضي الا انهم فوجئوا بتماسك رفاق التوحيد في الدفاع على مشروع المؤتمر الموحد لكن هذه المجموعة لم تقف عند هذا الحدبل تمادت في اصدار بيانات مجانبة للحقيقة ومتهمة قيادات الاتحاد باتهامات خطيرة كالارهاب السياسي مطالبين السلط العمومية بالتدخل وهو ما يعد سابقة خطيرة في تاريخ الحركة الطلابية. وعليه يهم اللجنة الوطنية من اجل المؤتمر الموحد ان توضح للراي العام الطلابي والوطني التالي: تنديدنا بالعنف الذي مورس على مناضلي التوحيد بكل اشكاله واعتبارنا الحوار المدخل الحقيقي لمعالجة كل الخلافات. تمسكنا بمشروع المؤتمر الموحد واستعدادنا للتصدي لكل محاولات التخريب مهما كانت الجهة الواقفة وراءها. ندعو من جديد كافة الاطراف الطلابية المناضلة والتي لم تلتحق باللجنة الوطنية الى مراجعة خياراتها والالتحاق بمشروع المؤتمر الموحد باعتباره الحل الوحيد لفض كل الخلافات واعادة النقابة الطلابية لتلعب دورها الطبيعي في الجامعة والبلاد. تحمل اللجنة الوطنية المسؤولية كاملة للمتسببين الحقيقيين في احداث العنف وتدعو كل المناضلين والمنخرطين في مشروع المؤتمر الموحد الى التماسك في الدفاع على مؤتمرهم وعدم الانسياق وراء محاولات الاستفزاز المجانية والرامية الى افشال هذا المشروع. ختاما نهيب بكل القوى التقدمية الوقوف الى جانبنا حتى يتسنى لنا انجاح مؤتمرنا الموحد والتصدي الى كل محاولات التامر والتخريب عن اللجنة الوطنية من اجل المؤتمر الموحد الناطق الرسمي عز الدين زعتو
     علي فلاح شاكر العواضي سمير الفراتي حفناوي بن عثمان صابر العبيدي


بيان  

 

أمام حملة التشويه المنظمة التي شنها ما سمي بالحزب « الاشتراكي اليساري » على النقابيين الراديكاليين وعلى قيادة اتحاد الطلبة وأمينه العام وأمام بيانات الوشاية الكيدية التي دأبت هذه المجموعة على إصدارها على امتداد أكثر من عشر سنوات والتي خلفت عديد الضحايا ممن شملتهم الأحكام القاسية وزج بهم في غياهب السجون لفترات متفاوتة وحتى لا يغري صمتنا هذه المجموعة لتتمادى في محاولات تأليب السلطة بمختلف أجهزتها على الأطراف الطلابية المناضلة يهمنا أن نوضح ما يلي انتصارا للحقيقة ومواجهة لسياسة التآمر والافتراء: 1- إن كل ما صدر طيلة الفترة الأخيرة من رسائل وتقارير وبيانات وغيرها من الإصدارات سواء كانت موقعة باسم أعضاء من المكتب التنفيذي أو باسم الشباب الاشتراكي اليساري كلها صياغة بقلم واحد لا علاقة لصاحبه بالطلبة ولا بالحركة الطلابية ولا بالاتحاد العام لطلبة تونس لا من قريب ولا من بعيد ونحن كغيرنا من الأطراف الطلابية نفهم المصلحة التي تقوده والحسابات التي تحركه في خوض معركة ضد قيادة المنظمة وضد مؤتمر موحد ينهي الخلافات الحاصلة ويعيد المنظمة الطلابية لموقعها الطبيعي في ساحة النضال الطلابي والديمقراطي. 2- إن ما صدر طيلة المدة الأخيرة كان في انسجام تام مع خطاب عديد الأوساط المشبوهة التي لا تخفي عداءها للحركة الطلابية ولاتحادها التاريخي لتنخرط جميع هذه الأطراف في جوقة واحدة عنوانها الافتراء والتشويه وأساسها العمل على إجهاض مشروع المؤتمر الموحد وتأبيد حالة الأزمة التي عليها الحركة الطلابية ومنظمتها النقابية. 3- إن حملة التشويه أخذت اتجاهين متناقضين، أحدهما موجه للسلطة لتذكيرها أن حزب الاشتراكية اليساري أقدر من غيره على حماية مصالحها وتمرير مشاريعها وخدمة حساباتها وتخويفها من خطر الديمقراطية داخل اتحاد الطلبة وما قد تفرزه من نتائج « كارثية » بصعود قيادة « متطرفة » أو عناصر غير « مضمونة » قد تفتح الطريق لمجموعة 18 أكتوبر وتعيد حزب العمال للجامعة…                            أما الاتجاه الثاني فهو بدوره لا يخلو من الكذب والافتراء موجه همسا لبعض الأوساط الديمقراطية ولم يجرؤ « صاحبه » المجاهرة به حتى لا يحرجه أمام السلطة وحزبها مفاده أن النقابيين الراديكاليين وعزالدين زعتور أخروا عقد المؤتمر ويريدون الاحتفال بالذكرى 20 لـ7 نوفمبر ويريدون إدخال طلبة التجمع لاتحاد الطلبة وغير ذلك من الأكاذيب الصادرة عن خيال مريض. 4- نحن إذ نترفع عن التعليق على سياسة الكذب باتجاهيه نجد أنفسنا مجبرين لإعلام صاحبنا أن تهمه مهما كان اتجاهها مردودة عليه وهو يعلم قبل غيره بحقيقة رسائله التي وقعها بإمضائه والتي وجهها لرئيس الدولة عن طريق « نوفل الزيادي » الذي لم يقتنع بعد انه ما عاد أمينا عاما لاتحاد الطلبة والذي ما انفك يتحرك في كل اتجاه لترويج الافتراءات ولتأليب صداقاته في الحكم التي ما عاد يخفيها بل أصبح يستغلها لتخويف بعض المناضلين وإرهابهم فتارة يتكلم باسم وزير الصحة وطورا باسم مستشار الرئيس وأحيانا باسم أحد أصهاره هذا إذا استثنينا دوائر أخرى تابعة لوزارة التعليم العالي أو لوزارة الداخلية أو التجمع كما نذكر صاحبنا أنه من وقف وراء « نوفل الزيادي » وشجعه على اللعب « فوق » وأرسله لاحتفالات 7 نوفمبر في السنة الماضية ليمتطي سيارة على ذمة السيد « حسان المناعي » مستشار وزير التعليم العالي والذي تربطه به علاقة قديمة زمن الجامعة إذ رشحه الأمين العام سابقا باسم اتحاد الطلبة في انتخابات المجالس العلمية ليعلن فيما بعد انتمائه لحزب الدستور وتمكن بفضل صفته الجديدة من الترشح للمكتب الوطني لطلبة التجمع الذي علمه الحقد على اتحاد الطلبة وأطرافه المناضلة. 5- إن حرصنا على الحوار مع سلطة الإشراف لا يعني قبولنا بابتزاز بعض الأطراف في السلطة ممن حاولت أن تشرع لنفسها حق التدخل في الشأن الداخلي للمنظمة وإن رغبتنا في خلق مناخ من التفاعل الايجابي مع السلطة لا يعني التفريط في استقلالية منظمتنا أو قبولنا أن تنتصب بعض الدوائر حكما بين الأطراف الطلابية أو تفكر في مقايضتنا في مواقف أو مسائل لا حق لغير هياكل المنظمة البت فيها . كما نعلن أن مهمة عقد مؤتمر موحد ليست موكولة على عاتق النقابيين الراديكاليين لوحدهم وأن مهمة الدفاع على استقلالية الاتحاد وديمقراطية الانتخابات وشرعيتها مهمة كل الأطراف التي طالما طالبت بذلك وأن خيار الوقوف على الربوة لن ينفع أصحابه وأن المراهنة على التوازنات لن يقود « الأذكياء » إلا إلى خانة التخاذل ويفقدهم مستقبلا كل حجة أو مشروعية أي احتجاج وأننا سائرون دون تردد أو تلكؤ رفقة جبهة اتحاد الطلبة من الأطراف التي تشاطرنا الرأي والتصور والرغبة في تحرير اتحاد الطلبة من المتطفلين عليه وإرجاعه كما كان مدرسة للدفاع عن الطلبة والديمقراطية عوضا عن مصدر للتمعش والارتزاق. ختاما لا يفوتنا أن نعلن أننا صبرنا على صاحب مجموعة « الحزب الاشتراكي اليساري » ومرونتنا في التعامل معه قد أغرته للتمادي في افتراءاته رفقة لجنة مركزية لم يحرز ثلثي عناصرها على شهادة الباكالوريا ولا صفة الطالب ومع هذا أعطوا لأنفسهم حق التدخل في الشأن النقابي الطلابي وانتصبوا مركزا لشرعية كاذبة لهم وحدهم دون غيرهم حق الإفتاء في مصير المنظمة وتعويض هياكلها والتكلم باسمها وباسم ديمقراطية على قياسهم تجيز التنصيب وتبيح التدليس وتشرع للإقصاء والتزوير مستعينين بالبوليس والقضاء وغيرها من أجهزة الدولة التي منحتهم طيلة السنوات الفارطة حق البقاء مقابل خدمات ترجمتها القوانين المسقطة وحددتها قائمات المناضلين الذين تمت تصفيتهم ظلما ليكون مصيرهم السجن والطرد والبطالة والتشريد. وإن العنف الذي حصل بالمركب الجامعي في الفترة الأخيرة كان بقرار من صاحبنا إذ أرسل بجماعته للمحرقة دون مراعاة لإمكانياتهم ولا لحجمهم ولا لحالتهم المعنوية والإيديولوجية وهو يعلم أكثر من غيره بالحالة المعنوية التي عليها رفاقه بأن زج بهم في معركة غير عادلة وغير متكافئة فعمق عزلتهم وزاد في ارتباكهم وحيرتهم التي تفاقمت أمام خطاب بكائي وبيانات وشائية كاذبة ليست من تقاليد الحركة الطلابية ومتناقضة مع مبادئها لتكون مقدمة لمعاودة التمسح على السلطة واستجداء تدخلها لتحل محل صندوق الاقتراع ولتحسم خلافات الطلبة أولى بحسمها والاستقواء بالحاكم لينشّط بوليسه وقضاءه فينصّبه من جديد دون انتخاب على رقاب الطلبة.  علي المهذبي طالب نقابي راديكالي كلية العلوم تونس


الكلمة الافتتاحية للندوة الصحفية المنعقدة يوم 19 أكتوبر 2007

 
سيداتي، سادتي يسعدنا أن نلتقي بكم من جديد في هذه الندوة الصحفية لإحاطتكم علما بتطورات الإضراب عن الطعام الذي نخوضه لليوم الثلاثين منذ 20 سبتمبر الماضي. وبالفعل نغلق اليوم شهرنا الأول من الإضراب ونفتتح شهره الثاني. على المستوى الصحي يمكننا القول بأنه وبالرغم من الوهن الكبير الذي أصابنا ومن الأخطار التي تجاوزناها والتي مردها اختلال التوازنات الحيوية (انخفاض نسبة البوتاسيوم في الدم خاصة) وعلى الرغم من أخطار الخضوع إلى عملية جراحية أثناء الإضراب التي تأجلت وقتيا بالنسبة للأستاذ الشابي فإننا تجاوزنا الشهر الأول بسلام دون أن يمكننا الجزم بأن الشهر الثاني سيتم دون مخاطر لكننا مصرين على مواصلة إضرابنا حتى تحقيق أهدافه المشروعة والمتمثلة في احترام حقنا في النشاط السلمي العلني في مقراتنا دون مصادرة أو محاصرة أو تضييق وهو الحق الذي نشترك فيه وفي الدفاع عنه مع كافة مكونات المجتمع المدني والسياسي المستقلة. وعلى الرغم من مشروعية هذا المطلب والذي أقر به الرأي العام الوطني والدولي من خلال حملة التضامن الواسعة معنا فقد واصل النظام إغماض عينيه وسد أذنيه عن هذه الحقيقة متمسكا بأن الخلاف خلاف عقاري عادي بيننا وبين مالك المقر وأننا نفتعل هذا الإضراب لغايات سياسية مرتبطة بالذكرى العشرين لقيامه وشن الحملات الإعلامية في الصحف ومؤسسة الإذاعة والتلفزة الوطنية للنيل من سمعتنا وتقديمنا كطرف يتحرك وفقا لأجندات أجنبية وعلى الرغم من ادعائه بأن الخلاف لا يكتسي طابعا سياسيا فإن قوات الأمن تحاصر مقرنا ليلا نهارا منذ ثلاثين يوما وتمنع دخوله على إعلاميين كالسيدين لطفي الحجي والطاهر بن حسين. وللضغط على الإضراب والمضربين وعلى نشاط الحزب وانتشاره في الأوساط الشبابية خاصة فقد قامت مصالح الأمن في مختلف المناطق باعتقال العديد من شبابنا أو الضغط عليهم وعلى أوليائهم لثنيهم عن مواصلة النشاط صلب الحزب. من ذلك أن اعتقلت سلطات الأمن ببن عروس المناضل محمد ياسين الجلاصي واحتفظت به دون إعلام أهله وأخضعته للتعذيب المبرح قبل أن تلصق به وبشابين من حيه تهما إرهابية وقد أكد لنا محاموه الذين زاروه بالسجن أن ملفه خاو وأن التهم لا تستند على واقع وأنه أبعد ما يكون عن مثل هذه التهم في فكره واختياراته السياسية وعبروا عن اقتناعهم أن المسألة لا تعدو أن تكون سوى رغبة في التشفي منه بسبب نشاطه في صفوف الحزب الديمقراطي. كما تجدر الإشارة إلى حالة الشاب عبد السلام العريض مسؤول مكتب الشباب بقابس الذي اعتقل هو الآخر لبضعة أيام قبل أن توجه إليه تهم واهية على خلفية دخوله إلى الحرم الجامعي دون صفة وعقد اجتماعات به وهو المسؤول عن الهيكل النقابي للإتحاد العام لطلبة تونس به وقد أطلق سراحه في انتظار مثوله أمام محكمة الناحية بالجهة. و تجدر الإشارة أيضا إلى وضعية الشاب وحيد إبراهمي الذي اختفى لمدة طويلة قبل أن يظهر بسجن المرناقية وقد صدر في حقه حكم بأربع سنوات سجنا خفض إلى سنتين ونصف في مرحلة الاستئناف بتهم واهية هي الأخرى (إلصاق منشور بالحرم الجامعي ونشر أخبار زائفة بواسطة وسائل إعلام أجنبية) دون أن يكون في ملفه أدنى وسيلة إثبات لهذه الإدعاءات التي أنكرها رغم خضوعه للتعذيب الوحشي ودون أن يتمتع بحق انتداب محام للدفاع عنه. وإلى جانب ذلك تعرض الشاب أحمد العويني من مكتب الشباب بتونس والشابة خولة فرشيشي  من جامعة بن عروس والشاب شاهين السافي مسؤول مكتب الشباب بصفاقس إلى محاولات الترهيب من قبل أعوان الأمن بتوجيه استدعاءات للمثول لديهم دون مبرر قانوني أو توضيح للأسباب ومحاولة الضغط على أوليائهم لثنيي أبنائهم عن النشاط في صفوف الحزب. كما نذكر حالة الشاب إلياس القاسمي من مكتب الشباب بقفصة الذي تعرض للضرب المبرح أمام مقر الجامعة بالمدينة قبل أن يجر إلى مركز الشرطة لعدة ساعات عقابا له عن مشاركته في تحركات العاطلين عن العمل بالجهة ونشاطه في صفوف الحزب الديمقراطي التقدمي. إننا إذ نذكر لكم كل هذه الحالات فلإحاطتكم علما بأن السلطة تتضايق من توسع الحزب إلى أوساط الشباب الذين اختاروا عن وعي وروية وسائل العمل الشرعي والسلمي في الوقت الذي لا تكف عن الحديث عن ضرورة تأطير الشباب وتجنيبهم أخطار التطرف والعنف. لكن هذه الحملات لم ترهب شبابنا الذين نظموا بعد « لجنة للدفاع عن رفاقهم المعتقلين » لتأمين لوازمهم ومساندة عائلاتهم التي لا يملك بعضها حتى تكاليف السفر إلى تونس لزيارة أبنائها المعتقلين. كما أن هذه الحملات لن تزيد حزبنا إلا صدقية وعزما على مواصلة القيام بوظيفته كحزب مدني ديمقراطي وتقدمي. ومن مظاهر استمرار التعسف في حقنا أن استصدر مالك مقرنا بمدينة مدنين حكما استعجاليا قضى بإخراجنا منه بدعوى استعماله لغير ما أعد له. وبالرغم من أن القضاء الاستعجالي غير مختص بالنظر في مثل هذه القضايا المتعلقة بأصل النزاع فقد رفضت المحكمة تأجيل تنفيذ الحكم لمدة شهر واحد حتى تقول محكمة الاستئناف رأيها في النزاع على الرغم من أن إرجاء تنفيذ الأحكام الاستعجالية لمدة شهر إجراء عادي وارد بمجلة الإجراءات المدنية مما يجعلنا معرضين للطرد من مقرنا بمدنين في كل وقت. أيها السيدات والسادة هذا هو موقف الحكومة: تجاهل للطبيعة السياسية لإضرابنا ومحاصرة لمقرنا وحملات إعلامية تشويهية ضدنا واعتقالات في صفوف شبابنا، أما الرأي العام فقد أنصفنا عبر حركاته التضامنية التي لم تنفك تتطور في الداخل والخارج. من ذلك التحركات الناجحة لإخواننا التونسيين في المهجر والذين نظموا ولا يزالون العديد من التجمعات في باريس ومونريال وانتظموا في لجان دفاع ضمت كل ألوان الطيف الديمقراطي. ومن ذلك أيضا لجان المساندة التي تشكلت في العاصمة تونس ومختلف ولايات البلاد ونظمت العديد من التحركات التضامنية واعتبرت أن قضية الحزب الديمقراطي جزء من قضية الحريات في تونس وخاصة منها الحق في المقرات وفي الفضاءات العمومية التي يطال الحرمان منها الجميع دون تمييز. ومن أعمال التضامن المقررة في الداخل بالنسبة للأيام القادمة تجمعات سلمية أمام مقراتنا في مختلف الجهات يوم الأحد القادم واعتصام في مقرنا هذا ومختلف مقراتنا في الجهات في الليلة الفاصلة بن 23 و24 من هذا الشهر وهو التاريخ الذي ينتهي فيه أجل الاستئناف وينتظر فيه أيضا أن ينفذ الحكم القاضي بإخراجنا من المقر بالالتجاء إلى القوة العامة. أما على المستوى الدولي فإن حركة المساندة ما فتئت تتطور فتعددت الرسائل المفتوحة الموجهة من شخصيات دولية إلى رئيس الجمهورية لمطالبته بالتحرك لحل هذه القضية السياسية بما يكفل احترام القانون والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها تونس في مجال الحريات المدنية والسياسية كما غطت وكالات الأنباء الدولية (أ ف ب ورويترز وأسسوشياتد براس وغيرها) والصحف (لوموند ، الفيقارو، لاكروا، لوسوار ، جون أفريك وغيرها ..) والقنوات الفضائية (الجزيرة، العربية ، الحوار اللندنية، الحوار التونسي، فرانس24، التلفزة البلجيكية ، البي بي سي وغيرها…) و واكبت إضرابنا بالإخبار والتحليل. وتشكلت من جهة أخرى وفود دولية راجعت حكوماتها في شأن إضرابنا باعتباره حدثا يهم حقوق الإنسان والحريات العامة ومن هذه الوفود من يعتزم القدوم إلى تونس في الأيام القليلة القادمة لزيارتنا والتعبير عن تعاطفه معنا ومؤازرته لمطالبنا المشروعة. ومن جهتها واصلت البعثات الدبلوماسية الغربية مشكورة زيارة مقرنا للسؤال عن أحوالنا والتعبير عن انشغالها إزاء تدهور صحتنا وللاستفسار عن سبب إضرابنا ودوافعه وأهدافه وتبعاته ولم نجد من حكومتنا ولا من سفارات أشقائنا العرب مثل هذا الاهتمام وهذه العناية ونعبر عن أسفنا للحملات الإعلامية التي استهدفت الدبلوماسيين في بلادنا من أجل أدائهم لواجبهم وتواصلهم مع ممثلي المجتمع المدني والحركة السياسية بعيدا عن كل تدخل في شأننا الداخلي كما نؤكد من جديد أننا لا نأبه بالحملات الموجهة ضدنا والتي تستهدف الانتقاص من وطنيتنا بسبب هذه الزيارات ونرفض الانجرار إلى مناقصات حول الوطنية ونحتكم إلى شعبنا الذي خبرنا ويعرف مدى حبنا لبلادنا ولأمتنا ومدى تعلقنا باستقلالها وبوحدتها معتبرين أن من مقاييس الوفاء للوطن والذود عنه وضمان مناعته وازدهاره الالتزام بالديمقراطية فعلا وممارسة لا قولا وخطابا. ونود أن نؤكد لكم أخيرا بأن إضرابنا لن يتوقف في صورة إقدام السلطة على إخراجنا عنوة وجورا من مقرنا بل سيتواصل في مكان آخر إضرابا مفتوحا حتى تحقيق أهدافه المشروعة في احترام حقنا الطبيعي في العمل بحرية داخل مقراتنا وفي الفضاءات العمومية التي هي ملك للتونسيين جميعا دون تمييز بينهم بسبب اجتهاداتهم الفكرية واختياراتهم السياسية. نشكركم سيداتي، سادتي عن حسن استماعكم ونحيل الكلمة إلى السيدات والسادة الصحافيين. مية الجريبي  –  أحمد نجيب الشابي

بــيـان اللجنة الوطنية لمساندة الجريبي والشابي من أجل الحق في المقرات والفضاءات العامة

 
إن إصرار السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي والأستاذ أحمد نجيب الشابي المدير المسؤول عن جريدة الموقف، على مواصلة الإضراب المفتوح عن الطعام بعد 30 يوما من دخوله، احتجاجا على إقدام السلطة على إخراج الحزب من مقره المركزي لهو قرار خطير ومؤثر. وإن اضطراره إلى هذه الوسيلة القاسية والقصوى يعدّ إنذارا مخيفا على مدى تدهور أوضاع الحقوق والحريات في تونس، وعلامة مثيرة على وضع المعارضة السياسية التي ترزح تحت شتى أنواع القيود، مما شلّ الحياة العامة في بلادنا. إن اللجنة الوطنية للمساندة وهي تكبر روح البذل والعطاء التي أظهرتها السيدة مية الجريبي ويتحلى بها السيد نجيب الشابي، وتحيّي شجاعتهما وتصميمهما، تعبر عن انشغالها الشديد بالأخطار المحدقة بصحتهما، كما تعبر عن بالغ استيائها لعدم اكتراث السلطة بحالة المضربين الحرجة والتهرب من مسؤولياتها المدنية والسياسية، وانصرافها في حملة ظالمة متعددة الأوجه ضد المضربين والحزب الديمقراطي التقدمي. لقد أدرك الرأي العام المهتم في الداخل والخارج، أن ما يراد له أن يكون نزاعا مدنيا عقاريا ليس في الحقيقة أمرا خاصا بالمقر المركزي ولا بعديد مقرات الديمقراطي التقدمي الأخرى، وإنما هو جزء من عملية انتهاك واسعة ضد حرية التعبير والتنظم في تونس، طالت كل مقرات الرابطة ومقر جمعية القضاة والعديد من مكاتب المحامين. وقد جاءت إجراءات التبليغ البرقية بالحكم القاضي بإجلاء الحزب الديمقراطي التقدمي من مقره المركزي، لتسقط كل الأقنعة ولتؤكد تورط السلط السياسية في هذا النزاع المفتعل. إذا تعرض الحزب الديمقراطي التقدمي اليوم إلى هذا العدوان المبيّت إنما لأنه رفض الانصياع إلى وصاية السلطة على المعارضة، وتجاوز الخطوط الحمراء التي تسيّج الحياة السياسية بغاية الحفاظ على الأوضاع السلبية القائمة. ولم تكن الحكومة بحاجة لمثل هذه الحملة الشعواء على الديمقراطي التقدمي باعتماد لغة التخوين والتشهير بما أسمته التطرف اليساري الإسلامي، لإقناعنا بالدوافع السياسية المحضة لهذا الهجوم لأنها باتت عارية. ولأنه من ناحية أخرى ليس لديها ما يؤهلها لتوزيع شهادات الوطنية وهي التي تذعن لكل الإملاءات الدولية المخلة بالكرامة الوطنية والقومية، وتقمع كل الاحتجاجات المضادة لتوجهاتها. ولأن طبيعتها التسلطية المتطرفة لا تقبل بالوفاق الوطني الديمقراطي، ولا ترتاح إلاّ للفرقة والتناحر بين أطراف المجتمع المدني والسياسي. إن الالتفاف الذي لقيته مبادرة المضربين عن الطعام، وإرادة التصلب والانغلاق داخل السلطة هما اللذان أفقداها التوازن. فبعد ثلاثين يوما من انطلاقه، حقق الإضراب نقاطا عديدة على مختلف مستويات هذه المواجهة إعلاميا وسياسيا وميدانيا. وتمكن بفضل صمود المضربين وجهد كل الأحرار في تونس والمهجر وانتباه الرأي العام الدولي لحقيقة هذه القضية المفتعلة، إلى جمع التأييد حول الحزب الديمقراطي التقدمي والحركة الديمقراطية التونسية وحول عدالة قضيتهم، وكشفت حقيقة الاعتداء على الحقوق والحريات الجارية في تونس. ان اللجنة الوطنية لمساندة الجريبي والشابي من أجل الحق في المقرات والفضاءات العامة، إذ تشيد بجهد التضامن والمساندة المبذول إلى حد الآن وتدعو كل أطراف حركة المساندة المتشكلة حول الإضراب باليقظة التامة على صحة المضربين في هذا الطور الحرج من الإضراب، ومضاعفة أعمال التضامن لحمل السلطة على احترام الحق في المقرات والفضاءات العامة فإنها تدعو الحكومة ورئيس الدولة إلى وقف إجراءات تنفيذ الحكم الصادر ورفع هذه المظلمة على حزب قانوني خطيئته الوحيدة هي ممارسة الاختلاف بالطرق السلمية. عن اللجنة منسقها الأستاذ العياشي الهمامي

يوميات الصمود(29) ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوع  18/10/2007
 
 ندوة صحفية تعقد الأمينة العامة مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي مدير جريدة الموقف  ندوة صحفية الجمعة 19/10/2007 على الساعة 11 صباحا بالمقر المركزي للحزب يسلطان فيها الضوء على مسار الإضراب بدخوله شهره الثاني.  بيان فرع الرابطة بصفاقس أصدر فرع  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بصفاقس بيانا توقف فيه عند الحملة التشويهية التي شنها أعضاء من الديوان السياسي للتجمع الدستوري والحكومة ووسائل الإعلام التابعة ضد شخصيات سياسية معارضة وأخرى قيادية بالرابطة على هامش الإضراب عن الطعام الذي يشنه القياديين بالحزب مية الجريبي ونجيب الشابي، والمساندة التي واكبته. ودعا الفرع السلطة إلى التخلي عن هذا الأسلوب في معالجة القضايا السياسية وتمكين الأحزاب والمنظمات من حقها في الفضاءات العامة والخاصة ورفع الحصار عن مقرات الرابطة. لجنة مساندة سيدي بوزيد تشكلت بسيدي بوزيد لجنة جهوية لمساندة الإضراب عن الطعام والدفاع عن الحريات ، تتركب من السادة: –  محمد الجلالي كمنسق: محام – محسن دعموني : معلم – سيف الله الربيعي : أستاذ – خالد عواينية: محام – كمال العبيدي: أستاذ –  زياد خصخوصي : مهندس مساعد – علي الهمامي : أستاذ – محمد الهادي عمري : أستاذ  محكمة الاستئناف ترفض طلب إيقاف التنفيذ بعد صدور الحكم الإستعجالي القاضي بإخراج الحزب الديمقراطي التقدمي من مقره الجهوي بمدنين حيث تولى الأستاذ صلاح الوريمي الطعن في ذلك الحكم بالاستئناف وتقدم بعريضة استعجاليه أمام رئيس محكمة الاستئناف بمدنين لطلب إيقاف تنفيذ الحكم لمدة شهر كما يخول له ذلك القانون، لكن الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف قرر يوم 18/10/2007 رفض المطلب وبالتالي أصبحت جامعة مدنين مهددة بتنفيذ الحكم في كل لحظة. وهي المتاهات التي رفضت قيادات الحزب الدخول فيها فيما يتعلق بقضية المقر المركزي.  مواطنون تتابع تغطية الإضراب تابعت صحيفة « مواطنون » تغطية الإضراب المفتوح عن الطعام ونشرت مقتطفات من الرسالة التي وجهتها شخصيات ومنظمات حقوقية ونقابية غربية وعربية للرئيس التونسي.وقالت « مواطنون » أن الإعلام المأجور والرسمي ساهم من حيث لا يدري في الإعلام بإضراب الجوع وقدم للمحتجين خدمة كبيرة لأن التونسيين يقلبون كل ما يرد على « اللسان الرسمي » ليتبينوا الحقيقة.  فرع الكرم المرسى يتضامن أصدر فرع حلق الوادي الكرم – المرسى للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بيانا عبر فيه عن مساندته اللامشروطة  للمضربين عن الطعام. واعتبر الفرع أن المقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي هو آخر مربع للحريات بعد غلق مقرات الرابطة وبعض مقرات فروع حركة التجديد. وطالب برفع الحصار عن مقرات الأحزاب والجمعيات والإقلاع عن سياسة التخوين.

 

بتدخل من الرئاسة: نحو تسوية مشكل مقر «التقدمي»

 
علمنا ان السيد عبد الرحمان بوزيان صاحب المقر محل النزاع بينه وبين الحزب الديمقراطي التقدمي قد تم الاتصال به من قبل رئاسة الجمهورية حيث جرى حديث حول خلافه مع قيادة الحزب المذكور وإمكانية ايجاد تسوية ترضي الطرفين. وتفيد المعلومات ان صاحب المقرّ قد عبّر خلال هذا اللقاء عن أسفه للتوظيف والاستغلال السياسي الذي رافق قضيته الخاصة والمتمثلة في عدم احترام اصحاب جريدة «الموقف» العقد المبرم مع مسؤولها الاول الذي خالف بعض بنود العقد وحوّل المقر الى مقرّ لحزب سياسي نتج عنه حصول حالة انزعاج لدى متساكني العمارة. (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أكتوبر 2007)

معارضان تونسيان مضربان عن الطعام مستعدان لإيقافه بشروط

 
تونس (رويترز) – قال زعيمان من الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في تونس يضربان عن الطعام منذ شهر يوم الجمعة إنهما مستعدان لوقف اضرابهما اذا تم التراجع عن اخراج حزبهما من مقره المركزي بالعاصمة. جاء الاستعداد لوقف الاضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه نجيب الشابي مدير صحيفة الموقف الناطقة بلسان الحزب وامينته العامة مية الجريبي بعد خبر نشرته صحيفة الشروق اليومية يشير الى ان رئاسة الجمهورية في تونس تحاول ايجاد تسوية مرضية. وقالت صحيفة الشروق التي ينظر اليها معارضون على انها مقربة من الحكومة في خبر بثته يوم الجمعة « علمنا ان رئاسة الجمهورية اتصلت بمالك المقر محل النزاع بينه وبين الحزب الديمقراطي التقدمي لامكانية ايجاد تسوية ترضي الطرفين ». لكن الشابي قال في مؤتمر صحفي بمقر الحزب بالعاصمة معلقا على الخبر الوارد في الشروق « نحن على اتم الاستعداد لانهاء الاضراب متى وجدت تسوية مشرفة تحترم حقنا في العمل السياسي.. والحل المشرف لن يكون باخراجنا من المقر بل ببقاءنا فيه ». من جهتها قالت الجريبي « هذا الخبر هو مؤشر ايجابي لو يترجم فعليا في اتفاق واضح ونحن ننتظر مبادرة من صاحب المحل ». ويتهم الحزب الديمقراطي التقدمي السلطات التونسية بطرده من مقره من خلال الضغط على مالك المقر الذي انصفه قرار قضائي ومنحه الحق في اخراج الحزب من المقر لاستعماله مقرا للاجتماعات السياسية على عكس العقد الذي ينص على انه مخصص لصحيفة الحزب. لكن السلطات نفت هذه الاتهامات معتبرة ان هذا النزاع المتعلق بمقر صحيفة الحزب هو نزاع مدني عقاري. وقال نجيب الشابي « لو كنت ادرك ان الحكومة مستعدة للحوار سارفع سماعة الهاتف واخاطب اي وزير او مستشار لكننا نعلم ان قنوات الحوار الرسمية مفقودة معنا لذلك سنتظر اي مبادرة ولن نجري وراءها ». وتصل ايلان فلوتر رئيس لجنة حقوق الانسان بالبرلمان الاوروبي الى تونس يوم الجمعة لزيارة المضربين ومحاولة الاتصال بمسؤولين في الحكومة لانهاء الخلاف. وينتظر ان تعقد فلوتير مؤتمرا صحفيا يوم السبت. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 19 أكتوبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

معارضان تونسيان يؤكدان استعدادهما لوقف إضرابهما عن الطعام المستمر منذ شهر

تونس / 19 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: أعرب المعارضان التونسيان مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي المضربان عن الطعام منذ شهر،عن استعدادهما لإيقاف حركتهما الإحتجاجية إذا ما تم التوصل إلى تسوية »مشرفة » لأزمة مقر حزبهما. وقالت الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي(حزب معارض معترف به)،والشابي مدير صحيفة »الموقف »الناطقة بلسان الحزب خلال مؤتمر صحافي عقداه اليوم الجمعة »إننا على أتم الإستعداد لإيقاف الإضراب المفتوح عن الطعام في اللحظة التي نتوصل فيها إلى تسوية مشرفة لهذا النزاع ». وأوضحا أن التسوية المشرفة تعني بالنسبة لهما »تلك التسوية التي تحترم حقنا في العمل الشرعي الهادئ والسلمي في المقر المركزي لحزبهما،وفي بقية المقرات داخل البلاد ». وأضافا المعارضان التونسيان،خلال مؤتمرها الصحافي الذي حضره مندوبون عن سفارات أمريكا وفرنسا وهولندا وألمانيا وفنلندا الإتحاد الأوروبي بتونس، وعدد من الأمناء العامين لبعض أحزاب المعارضة التونسية،أنهما على استعداد أيضا لتسوية المسألة من خلال تعديل نص عقد الأجار مع مالك العقار الذي يضم المقر المركزي لحزبهما. وكانت المحكمة الابتدائية في تونس العاصمة قد قضت في وقت سابق بفسخ عقد إيجار مقر صحيفة « الموقف »المبرم بين مالك المقر عبد الرحمن بوزيان، ومدير الصحيفة المذكورة أحمد نجيب الشابي، وإلزام المستأجر بإخلاء المقر وتسليمه لمالكه. واعتبرا المعارضان تعقيبا على خبر مفاده إن الرئاسة التونسية اتصلت بمالك المقر وتحدثت معه حول إمكانية إيجاد تسوية ترضي الطرفين،أن الكرة الآن في ملعب مالك المقر،وليس في ملعبهما. وكانت صحيفة الشروق التونسية أشارت اليوم الجمعة إلى أن الرئاسة التونسية اتصلت بعبد الرحمان بوزيان مالك العقار محل النزاع بينه وبين الحزب الديمقراطي التقدمي،حيث « جرى حديث حول إمكانية إيجاد تسوية ترضي الطرفين،وأن مالك العقار عبّر عن أسفه للتوظيف والإستغلال السياسي الذي رافق قضيته ». ولكنهما أكدا بالمقابل أنه في صورة عدم التوصل إلى تسوية لهذا الخلاف،فإنهما سيواصلان إضرابهما المفتوح عن الطعام داخل المقر المركزي لحزبهما أو في مكان آخر،وذلك إلى حين تحقيق أهدافه السياسية. يشار إلى أن المعارضين التونسيين مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي دخلا في العشرين من الشهر الماضي في إضراب مفتوح عن الطعام للدفاع عمّا وصفاه « بآخر مربع لحرية التّعبير و الإجتماع والنشاط السياسي في البلاد ». واتّهما السلطات التونسية بإحكام التضييق على نشاط حزبهما ومحاصرته في مختلف جهات البلاد،فيما تنفي السلطات التونسية بشدة هذه الإتهامات، وتؤكد أن النزاع المتعلق بمقر صحيفة الحزب المذكور » هو نزاع مدني عقاري بين مالك ومستأجر ».
 


صدور صحيفة أسبوعية جديدة ناطقة باللغة الفرنسية في تونس

تونس / 19 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: صدر اليوم الجمعة في تونس العدد الأول من صحيفة أسبوعية جديدة ناطقة باللغة الفرنسية بعنوان « L’expression » (التعبير). وتصدر هذه الصحيفة عن مؤسسة »ديفي سارل » للطباعة والنشر شريك المجموعة الإعلامية المستقلة الصباح التي تصدر صحيفة « الصباح » (يومية ناطقة باللغة العربية منذ العام 1951)،ويومية « Le temps  » الناطقة باللغة الفرنسية منذ العام 1975،إلى جانب صحيفتين أسبوعيتين ناطقتين بالعربية هما « الأسبوعي » و »صباح الخير ». ويدير هذه الصحيفة الجديدة رؤوف شيخ روحه،بينما أسندت رئاسة التحرير إلى رضا الكافي المراسل السابق لمجلة « Jeune Afrique »( إفريقيا الفتية) بتونس،الذي وصف صحيفته بأنها « أسبوعية إخبارية عامة ». ويتوقع أن تصدر خلال الأسبوع الأول من الشهر المقبل صحيفة يومية إقتصادية ناطقة باللغة الفرنسية بعنوان « L’expert » (الخبير)،لتضاف بذلك إلى مجموع الصحف والمجلات الصادرة في تونس. وتصدر في تونس حاليا 265 صحيفة ومجلة منها 9 صحف يومية، 4 منها ناطقة باللغة الفرنسية.

تونس والجزائر توقعان على بروتوكول للتعاون الإداري في مجال القضاء

تونس / 19 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: وقعت تونس والجزائر اليوم الجمعة على بروتوكول للتعاون الإدارى في مجال القضاء يهدف إلى تفعيل اتفاقية تبادل المساعدة والتعاون القضائي الموقعة بين البلدين عام 1963 . وينص هذا البروتوكول الذي وقعه وزير العدل التونسي البشير التكاري ونظيره الجزائرى الطيب بلعيز وزير العدل الجزائري،خلال حفل أقيم بمقر وزارة العدل التونسية على تعزيز وتوسيع نطاق التعاون والمساعدة القضائية المتبادلة في إطار إختصاص وصلاحيات كل من الوزارتين. كما ينص أيضا على تبادل التشريعات والمطبوعات والبحوث والمعلومات المتعلقة بالتنظيم القضائي وآساليب ممارسة العمل القضائي،إلى جانب تبادل المعلومات والخبرات في مجال التكوين وتنظيم دورات تكوينية للعاملين في مجال القضاء والمؤتمرات العلمية المشتركة. وكانت تونس والجزائر قد وقعتا في السادس والعشرين من يوليو/تموز من العام 1963 على إتفاقية تتعلق بتبادل المساعدة والتعاون القضائي،تنص في فصلها السادس والعشرين على التزام الجانبين بتبادل تسليم المجرمين والمطلوبين قضائيا .


بن علي يهنئ القذافي بإنتخاب ليبيا عضوا في مجلس الأمن الدولي

تونس / 19 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: هنأ الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم الجمعة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بإنتخاب الجماهيرية الليبية لعضوية مجلس الأمن الدولي. وقال بن علي في برقية تهنئة وزع نصها مساء اليوم إن هذا الإنتخاب » يؤكد ثقة المجتمع الدولى وتقديره للدور الريادي للجماهيرية على الصعيدين الإقليمي والدولي ». وأضاف أن هذا الإنتخاب »يشكل أيضا مصدر إرتياح وتفاؤل كبيرين لما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية الليبية من خدمات لصالح السلم والأمن في العالم ». وشدد بن علي على ثقته بأن »الجماهيرية الليبية ستوظف عضويتها في مجلس الأمن الدولى لخدمة القضايا العربية العادلة وتعزيز مكانة القارة الإفريقية وشعوبها ». وكانت ليبيا قد أنتخبت قبل ثلاثة أيام كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2008-2009،حيث حصلت على 178 صوتا من أصل 190 شاركوا في التصويت. يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي يتألف من 15 دولة عضوا منها خمس دول دائمة العضوية تتمتع بحق النقض (الفيتو) وهي أميركا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا، فيما تتوزع المقاعد العشر الباقية على دول تتناوب عليها لمدة عامين على أن تستبدل كل عام خمسة منها .

 

وثـيـقـة نص حكم مجلس الدولة في تونس بإبطال منع الخمار

 
اعتبرت المحكمة الإدارية في تونس المنشور الذي يمنع الموظفات والتلميذات من ارتداء الخمار مخالفا للدستور. وعلّلت حكمها بكون ذلك يعدّ « تدخلا في مجال الحريات الفردية نظرا لما يتميّز به اللباس من تعبير عن الانتماء الحضاري والديني والفكري وما يعكسه من ميولات شخصية ». واستندت المحكمة إلى الفصل السابع من الدستور الذي ينصّ على أنّه: « على المواطن أن يتمتع بحقوقه كاملة بالطرق والشروط المبيّنة بالقانون ولا يحدّ من هذه الحقوق إلاّ بقانون يُتخذ لاحترام حقوق الغير ولصالح الأمن العام والدفاع الوطني ولازدهار الاقتصاد وللنهوض الاجتماعي. » وقالت المحكمة إنّ مثل هذا المنشور يشكل تهديدا للحريات الأساسية ومنها حرية المعتقد المضمونة دستوريا وأنّه قد يستعمل مطيّة للتضييق من الحقوق والحريات الفردية. وصدر هذا الحكم في ديسمبر 2006 بعد 4 سنوات من رفع القضية من قبل مدرّسة تعليم ثانوي. ونابت عنها المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان سعيدة العكرمي. وبهذا الحكم تعتبر كل الإجراءات التي تتخذ مطلع كل عام دراسي في المعاهد والجامعات ضد المتحجبات خارجة عن القانون ومستوجبة لعقاب مرتكبيها. ولكن، كم هي القوانين والمواثيق التي يُضرب بها عرض الحائط في بلادنا ؟ النص الكامل للحكم  
الجمهورية التونسية مجلس الدولة المحكمة الإدارية الحمد لله القضيّة عدد 10976/1 تاريخ الحكم: 9 ديسمبر 2006 حكم ابتدائي باسم الشعب التونسي أصدرت الدائرة الابتدائية الخامسة بالمحكمة الإدارية الحكم التالي بين: المدّعية: سعيدة عدّالي، نائبتها الأستاذة سعيدة العكرمي، الكائن مكتبها بنهج شارل ديغول عدد 4، تونس من جهة. المدّعى عليه: وزير التربية والتكوين، عنوانه بمكاتبه بمقر الوزارة بتونس العاصمة. من جهة أخرى، بعد الاطلاع على عريضة الدعوى المقدمة من الأستاذة سعيدة العكرمي نيابة عن المدعية المذكورة أعلاه والمرسّمة بكتابة المحكمة تحت عدد 10976/1 بتاريخ 25 جوان 2002 طعنا بالإلغاء في القرار الصادر عن وزير التربية والتكوين بتاريخ 14 أفريل 2002 والمتعلق برفتها مؤقتا عن العمل لمدة ثلاثة أشهر مع الحرمان من المرتب. وتعرض نائبة المدعية أنّ هذه الأخيرة تعمل مدرسة تعليم تقني بمدرسة المهن بحمام الأنف وقد فوجئت في مفتتح السنة الدراسية 2001-2002 برفض مديرة المعهد تسليمها جدول الأوقات مطالبة إياها بنزع غطاء رأسها وهو عبارة عن « تقريطة تونسية » وذلك تطبيقا للمنشور عدد 102/86 الصادر في 29 أكتوبر 1986 والخاص بمظهر المدرسين والأعوان الإداريين والتلاميذ، ورغم ترددها على المدرسة فقد رفضت المديرة التحاقها بعملها طالما أنّها لم تستجب لما طلب منها. واتخذ ضدها القرار المشار إليه بالطالع، والذي تروم إلغاءه استنادا إلى تأسيسه على المنشور المذكور أعلاه والذي جاء خارقا لحقوق الإنسان التي يضمنها الدستور والمواثيق الدولية واعتماد المنشور عدد 108/81 ضمن مستندات القرار المطعون فيه الذي لم يقع اطلاع المدعية عليه عند إحالتها على مجلس التأديب. وبعد الاطلاع على تقرير وزارة التربية والتكوين المدلى به في 3 سبتمبر 2002 والمتضمن أنّ العارضة عمدت إلى ارتداء هندام يوحي بالتطرف والخروج عن المألوف. ورغم مطالبتها باحترام المنشور الخاص بمظهر المدرسين والإداريين والتلاميذ فقد أبدت عدم الاستعداد للالتزام بذلك وتعددت غياباتها عن العمل. واستنادا إلى ذلك فقد تمّت إحالتها على مجلس التأديب وتقرر تسليط عقوبة الرفت المؤقت لمدة ثلاثة أشهر مع الحرمان من المرتب لمخالفتها لأحكام المنشور عدد 108/81 المؤرخ في 18 سبتمبر 1981 والمنشور عدد 102/86 المؤرخ في 29 أكتوبر 1986 والمنشور عدد 35/1 والمؤرخ في 20 جويلية 2001 المتعلقين بمظهر المدرسين والأعوان الإداريين والتلاميذ. وبعد الاطّلاع على بقية الأوراق المظروفة بالملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية. وبعد الاطّلاع على الدستور التونسي، وعلى القانون عدد 40 المؤرخ في أوّل جوان 1972 والمتعلق بالمحكمة الإدارية كما تم تنقيحه وإتمامه بالنصوص اللاحقة له وآخرها القانون الأساسي عدد 70 المؤرخ في 11 نوفمبر 2003. وعلى القانون المتعلق بالوظيفة العمومية، وعلى القانون عدد 65 المؤرخ في 29 جويلية 1991 والمتعلق بالنظام التربوي، وبعد الاطلاع على ما يفيد استدعاء الطرفين بالطريقة القانونية لجلسة المرافعة المعيّنة ليوم 11 نوفمبر 2006، وبها تم الاستماع إلى القاضية المقررة السيدة كريمة النفزي في تلاوة ملخص تقريرها الكتابي، ولم تحضر الأستاذة سعيدة العكرمي وبلغها الاستدعاء وحضر من يمثل وزارة التربية والتكوين وتمسّك بملحوظات وزارته الكتابية وتلت مندوبة الدولة السيدة نعيمة بن عاقلة ملحوظاتها الكتابية المظروفة نسخة منها بالملف. حجزت القضيّة للمفاوضة والتصريح بالحكم لجلسة يوم 9 ديسمبر 2006. وبها وبعد المفاوضة القانونية صرح بما يلي: من جهة الشكل: حيث قدمت الدعوى ممن له الصفة والمصلحة في ميعادها القانوني ومستوفية جميع شروطها الشكلية الجوهيرة، وتعيّن قبولها من هذه الناحية. من جهة الأصل: 1-عن الدفع بعدم شرعية السند القانوني للقرار المطعون فيه: حيث تعيب نائبة العارضة على القرار المطعون فيه استناده إلى نص غير شرعي وهو المنشور عدد 102/86 المتعلق بمظهر المدرسين والأعوان الإداريين والتلاميذ الذي جاء خارقا للدستور والمعاهدات الدولية. وحيث يتبيّن بالاطلاع على المنشور المذكور أنّه تضمّن دعوة رؤساء الإدارات التعليمية إلى حث الأعوان الراجعين إليهم بالنظر من مدرسين وإداريين على أن يكونوا أثناء عملهم وفي مستوى العلاقات العامة ملتزمين بما يفرضه قانون الوظيفة العمومية من « واجب الظهور بالهندام السوي الذي لا يوحي بما يعدّ تطرفا أو خروجا عن المألوف. » وحيث يتعلق هذا المنشور بمظهر أعوان سلك التعليم والتلاميذ مستنكرا نوعا من الهندام دون تحديده، الأمر الذي يقوم مقام التدخل في مجال الحريات الفردية نظرا لما يتميّز به اللباس من تعبير عن الانتماء الحضاري والديني والفكري وما يعكسه من ميولات شخصية. وحيث ينصّ الفصل السابع من الدستور على أنّه: « على المواطن أن يتمتع بحقوقه كاملة بالطرق والشروط المبيّنة بالقانون ولا يحدّ من هذه الحقوق إلاّ بقانون يُتخذ لاحترام حقوق الغير ولصالح الأمن العام والدفاع الوطني ولازدهار الاقتصاد وللنهوض الاجتماعي. » وحيث وبالرجوع إلى قانون الوظيفة العمومية الإطار المنظم لعلاقة العون العمومي بإدارته وكذلك الشأن بالنسبة للقانون عدد 65 المؤرخ في 29 جويلية 1991 والمتعلق بالنظام التربوي فإنّهما لم يتضمّنا بنودا تشير صراحة أو ضمنيّا إلى قواعد تتعلق بالهندام وتعرّف مفهوم التطرف الذي يمكن أن يعكسه اللباس. وحيث تضمّن المنشور المذكور قاعدة جديدة تتعلق بالهندام وردت في صيغة مبهمة لم يسبق التعرض إليها بنص تشريعي يضبط في كنف احترام المقتضيات الدستورية المشار إليها أعلاه، ما يمكن اعتباره تطرفا في الهندام، الأمر الذي يفتح للإدارة سلطة تقديرية غير محدودة في تطبيق دلك المنشور مما قد ينتج عنه تهديد للحريات الأساسية ومنها حرية المعتقد المضمونة دستوريا واستعماله مطيّة للتضييق من الحقوق والحريات الفردية. وحيث يكون ذلك المنشور، بناء على ما سبق عرضه مخالفا للدستور الأمر الذي يؤول إلى عدم شرعية القرار المطعون فيه وتعيّن إلغاؤه لهذا السبب. 2-عن المطعن المتعلق بتأسيس القرار المطعون فيه على سند جديد: حيث تعيب نائبة العارضة على القرار المطعون فيه استنادا إلى المنشور عدد 108/81 الصادر عن وزير التربية بتاريخ 18 سبتمبر 1981 وهو نصّ لم يقع الاستناد إليه في قرار الإجالة على مجلس التأديب. وحيث استقر فقه قضاء المحكمة الإدارية على وجوب تقيّد الإدارة بالأسباب المستند إليها في الإحالة على مجلس التأديب عند إصدار قراراتها التأديبية وأنّ إضافة أسباب قانونية وواقعية جديدة في القرار التأديبي تؤول حتما إلى عدم شرعية ذلك القرار. وحيث يتبيّن بالنظر إلى محتوى المنشور عدد 108/81 الموصوف آنفا أنّه لا يمكن مسايرة المدّعية فيما تمسّكت به ضرورة أنّ جهة الإدارة لم تضف سببا آخر للقرار المطعون فيه، وتعيّن في ضوء ما تمّ بيانه رفض هذا المطعن. ولهذه الأسباب: قضت المحكمة ابتدائيا: أوّلا: بقبول الدعوى شكلا وفي الأصل بإلغاء القرار المطعون فيه. ثانيا: بحمل المصاريف القانونية على الدولة. ثالثا: بتوجيه نسخة من هذا الحكم إلى الطرفين. وصدرت هذا الحكم عن الدائرة الابتدائية الخامسة برئاسة السيدة سامية البكري وعضوية المستشارين السيدين سهيل الجمّال ووجيه العيني. وتلي علنا بجلسة يوم 9 ديسمبر 2006 بحضور كاتب الجلسة السيد أحمد قرباية. رئيسة الدائرة القاضية المقررة (المصدر: موقع الحوار نت (ألمانيا) بتاريخ 19 أكتوبر 2007)

وزير التربية التونسي يتقدم بطلب نقض الحكم القضائي المبطل لمنشور منع الحجاب

 
تونس ـ القدس العربي من سليم بوخذير قررت الحكومة التونسية استئناف الحكم القضائي الصادر مؤخرا القاضي بإبطال العمل بمنشور حظر الحجاب في الوظائف العمومية وقطاع التعليم. وقال مصدر مستقل بالمحكمة الإدارية بتونس امس الخميس لـ القدس العربي ان وزير التربية تقدم الاربعاء (17 أكتوبر 2007، التحرير) بطلب استئناف الي المحكمة الإدارية لنقض الحكم القضائي القاضي بإبطال المنشور 102 المانع للحجاب الذي بمقتضاه كان أصدر قراره بفصل مُدرسة محجبة من عملها. وتابع المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان المحكمة الإدارية قامت بترسيم طلب استئناف الوزير للحُكم تحت عدد 26255 للنظر فيه. ويتيح القانون التونسي للحكومة استئناف الحكم القضائي المذكور في الآجال التي حددتها التشريعات، الأمر الذي لا يجعله يكتسي صفة الحكم النهائي . وكان وزير التربية اصدر في عام 2002 قرارا، بالإستناد الي المنشور 102 المانع للحجاب، قضي بفصل مُدرسة تونسية تدعي سعيدة عدالة من عملها بمدرسة المهن بحمام الأنف بسبب ارتدائها الحجاب، مع حرمانها من راتبها مدة ثلاثة اشهر. لكن المُدرسة رفعت دعوي القضائية علي الفور في عام 2002 ضد الوزارة لدي المحكمة الإدارية. وبعد طول انتظار، اصدرت المحكمة مؤخرا حكما قضي بإبطال العمل بالمنشور 102 لـ عدم دستوريته وبالتالي إبطال قرار فصل المُدرسة المنجر عنه. وأوردت المحكمة في نص حكمها ان تطبيق المنشور قد ينتج عنه تهديد للحريات الأساسية واستعماله مطية للتضييق من الحقوق الفردية ، مُعتبرة إياه مخالفا للدستور . وصدر الحكم عن الدائرة الخامسة للمحكمة الإدارية برئاسة القاضية سامية البكري، في القضية عدد 10976/1. وهذه هي المرة الأولي في تاريخ تونس التي يُبطِل فيها القضاء التونسي العمل بالمنشور 102 الذي استندت اليه الحكومة طيلة سنوات لمنع النساء والفتيات المحجبات من العمل في الوظيف العمومي وقطاع التعليم. وتونس هي البلد الثاني الذي يمنع النساء من إرتداء الحجاب، سواء في مواقع العمل او في غيرها، وذلك بناء علي المنشورين 108 الصادر في 1981، و102 الصادر في 1996اللذين يعتبران الحجاب لباسا طائفيا و يوحي بالتطرف والخروج عن المألوف . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 أكتوبر 2007)

أبو راس يشيد بقرار محكمة تونسية يقضي بعدم دستورية منع الحجاب

 
غزة – فلسطين الآن – أشاد الدكتور مروان أبو راس رئيس رابطة علماء فلسطين في قطاع غزة، بقرار أصدرته محكمة تونسية مؤخراً ويقضي بعدم دستورية قانون حظر الحجاب، معتبراًَ ذلك « انتصاراً للحق والفضيلة ». وكانت محكمة تونسية قضت مؤخراً بعدم دستورية قانون يحظر على النساء ارتداء الحجاب، وذلك إثر تظلم مدرسة تدعى سعيدة العدالي من قرار صدر بحقها من قبل وزير التربية يقضي بوقفها عن العمل وحرمانها من مرتبها بدعوى إصرارها على ارتداء لباس « يوحى بالتطرف ». وأبدى د. أبو راس ارتياحه لقرار المحكمة التونسية، معرباً عن تقديره البالغ لـ »هذا القرار »، وقال في تصريح له: إن هذا القرار عادل ومنصف دينياًَ وإنسانياً ». وحث علماء الأمة وعلماء تونس على وجه الخصوص إلى العمل على تعزيز حرية اختيار الناس لمعتقداتهم ولباسهم دون تدخل من الحكومات.  وأضاف رئيس رابطة علماء فلسطين » إننا ندعو الحكومة التونسية إلى العودة إلى كتاب الله سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الذي يحرم السفور والتكشف ويدعو النساء والرجال إلى الحفاظ على الحرمات والعورات « ، مستشهداً بالآيات القرآنية الدالة على ذلك. (المصدر: موقع فلسطين الآن (غزة) بتاريخ 18 كتوبر 2007) الرابط: http://www.paltimes.net/arabic/?action=detile&detileid=8933

محكمة تونسية تؤجل النظر بقضية معتقل سابق بغوانتانامو

 
تونس ـ وكالات: قررت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة تأجيل محاكمة سجين تونسي سابق بمعتقل غوانتانامو الي الرابع والعشرين من الشهر الجاري،وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من تسلمه من الولايات المتحدة. وقالت مصادر حقوقية تونسية مساء الأربعاء ان السجين لطفي لاغا مثل لمدة خمس دقائق أمام قاضي المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة الذي قرر تأجيل النظر في قضيته بطلب من الدفاع لاستكمال الملف. وأضافت أن الادعاء التونسي وجه للسجين لطفي لاغا تهمة الانتماء الي تنظيم ارهابي خطط لاعتداءات ضد أشخاص وممتلكات ما يعرضه للسجن لمدة 6 سنوات وفق القانون الجنائي التونسي. وكان لطفي لاغا الذي غادر تونس سرا عام 1998 الي ايطاليا، قد اعتقل عام 2002 علي الحدود الباكستانية ـ الأفغانية ،ونقل الي معتقل غوانتانامو الذي بقي فيه خمس سنوات الي ان سلمته السلطات الأمريكية الي تونس في الثامن عشر من حزيران (يونيو) الماضي مع سجين آخر يدعي عبد الله الحاجي يخضع حاليا لمحاكمة عسكرية. ويأتي قرار التأجيل بعد يوم واحد من قرار مماثل اتخذته الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس العاصمة يقضي بتأجيل النظر في قضية 14 شابا الي الثالث والعشرين من الشهر الجاري. وكانت المحكمة الابتدائية بتونس قد أصدرت خلال شهر آذار (مارس) الماضي احكاما بالسجن بحق هؤلاء الشبان الذين اعتقلوا بموجب قانون مكافحة الارهاب تراوحت بين 4 و12 عاما. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 أكتوبر 2007)


محاصرة رجالات بنزرت و نعهم من تلاوة الفاتحة على الشهداء في يوم عيدهم

 
عبدالله الزواري – الحوار نت – تونس : لاحظ المتتبعون للشأن الداخلي غياب رئيس الدولة عن مدينة بنزرت لإحياء ما عرف منذ 1963 بعيد الجلاء، وإن سحب التغيير عن هذا اليوم (15 أكتوبر) صفة العطلة الرسمية فإنه مع ذلك حافظ على إحيائه طيلة السنوات التي خلت.. هذه السنة على خلاف سابقاتها، لم يتحول رئيس الدولة لمدينة الجلاء فكثرت الأقاويل.. ومع ذلك فكر رجالات بنزرت في إحياء المناسبة بعيدا عن الأضواء وقرروا التحول إلى مقبرة الجلاء لتلاوة سورة الفاتحة… لكن لم يكن لهم ما أرادوا… وكانت الفرق الأمنية على اختلاف تخصصاتها في الموعد لتحول بينهم و بين شهداء مدينتهم.. الاستنفار الأمني طال هذه المرة الشرطة العسكرية التي كانت حاضرة هذه المرة.. لماذا؟؟ رجالات بنزرت يتصدرهم كالعادة شيخ المناضلين وعميدهم السيد علي بن سالم متعه الله بالصحة والعافية وثلة من مناضلي التقدمي والرابطة والصحفيين… و لعل متساكني بنزرت لم يكونوا ليهتموا بالموضوع لولا هذا الحصار المضروب الآن ( الخميس 18 أكتوبر الخامسة مساء) على مقبرة الشهداء ومحاصرة أولائك الرجال الذين اعتبروا أن الوفاء للشهداء يقتضي على الأقل الترحم عليهم وأن هذا الوفاء منوط بكل تونسي وفي للذين قدموا أنفسهم سخية في سبيل عزة البلد و سيادته وليس منوطا بنظام قد تشغله مشاغل أخرى عنهم… جرجيس، في 18 أكتوبر 2007 عبدالله الزواري abzouari@hotmail.com

حصـاد الأسبــوع (19 أكتوبر 2007)

لعبد الله الزواري

 
1) علمــت: 1 – التقى القيادي النهضوي وسجين الرأي العجمي الوريمي يوم الخميس الماضي 11 أكتوبر بالسيد جان فونتان الأب و المستعرب والمسؤول عن معهد الآباء البيض قرب ساحة معقل الزعيم….و قد تبادلا الرأي في قضايا مختلفة… و لعل من أبرزها سماح السلطة له بزيارة ذوي الديانة المسيحية في السجون التونسية لإقامة الطقـوس ورعايتهم اجتماعيا… و يبدو أن الإدارة قد وافقت على هذا منذ ثلاث سنوات إلا أن ذلك لم يفعّل إلا أخيرا… و رغم تقدم الأب جان في السن فإن نشاطه الأدبي لم يعرف فتورا و لعل من آخرها  » السجون و أثرها في الأدب ».. 2 – توفي أحد رموز اليسار الطلابي في الثمانينات أخيرا، و عند العودة به إلى مسقط رأسه لمواراته التراب شهدت القرية حضورا أمنيا ملحوظا، و هذا أصبح أمرا طبيعيا في ظل التغيير – سرع الله بتغييره- لكن الأمر غير العادي أنه لم يكن هناك من يتقدم لإقامة صلاة الجنازة عليه ( خشية أو اعتقادا) وعندها تقدم أحد زملائه في ساحات النضال الطلابي وقتها و من خصومه أو منافسيه و أحد سجناء الرأي السابقين و أحد ضحايا سياسة  » التجهيل » التي ينتهجها القائلون بالجامعة المفتوحة والجامعة الافتراضية و التعلم مدى الحياة وغير ذلك من الجعجعة فحرموه من مواصلة دراسته.. تقدم الإسلامي ليصلي على زميله اليساري… و عندها تحرك « حماة الدين الذين أعادوا له الاعتبار وتشبعوا بروح التسامح « مشنعين على الإسلامي تأديته صلاة الجنازة على « كافر » « مرتد »…. فتساءلت أيهما المتطرف و أيهما المعتدل؟ أيهمان المتسامح و أيهما المتشدد؟؟… و ماذا عساي أن أقول بعد ذلك غير « سبحان مغير الأحوال »…. 2) تدبرت:  » العيد للقادر فرحة » 3) سمعـت: إقبال مريب على شراء أراض شاسعة: تشهد إحدى جهات البلاد إقبال مريب على شراء أراض بأسعار خيالية (ثمن واقعي x4)، و رغم كون هذه الأراضي ليست بالخصبة بل صالحة للزراعة أصلا فإنها تلقى إقبالا من بعض الأشخاص المعروفين في شراكة مع عائلة من طائفة معروفة في البلاد.. لماذا؟؟؟ 4) رأيت: مآسي الأمطار الغزيرة التي هطلت على جهات مختلفة من البلاد أظهرت بصفة جلية لا لبس فيها أن العمل البلدي لم يزدد إلا تخلفا.. و كان من المنتظر أن يشهد استفاقة أو شبه استفاقة بدخول بعض ممثلي « المعارضة » المرضي عنها… و تبين الآن أن الذي يصل إلى أية مسؤولية يكون رهينة عند من أوصله إلى ما وصل إليه… لا يتعدى أمره و لا يتجاوز حده.. بلدة المؤانسة كادت تشهد مأساة أخرى بعد الأمطار الغزيرة التي تهاطلت عليها أيام الأحد و الاثنين الماضيين… الكل يعلم أن هناك عددا من « الفساقي » ( أو المعاصر) مبثوثة تحت شوارع البلدة و دكاكينها، و سبق أن شهدت البلدة بعضا من الحوادث الأليمة ( غرق، وفاة…) سابقا… كادت المأساة أن تتكرر لو لا عناية الله، فقد انهار حاجز إحدى « الفساقي » وسط البلدة عند مرور تلميذة صغيرة السن و حسب شهود عيان فإن محفظتها الموجودة على ظهرها حالت دون تدحرجها بضع أمتار في  » الفسقية » أو  » المعصرة »، و صرح صاحب الدكان الموجود فوق المعصرة للبعض بأنه مستعد للقيام بما يستوجبه الأمر إن سمحت له البلدية و رخصت له في ذلك…  » فسقية » أو  » معصرة » أخرى تستعمل الآن ك »ملاحة » للمياه المستعملة في أحد المساجد… فهل تسارع البلدية بالتدخل قبل فوات الأوان أم أن لها ما يشغلها عن المخاطر التي تهدد المواطن البسيط؟؟؟ انظر الصور 5) قرأت: فضيحه مطاعم كنتاكي ……..(بالصوت والصورة أعلنت منظمة بيتا العالمية لحقوق الحيوان فى 20 يولية 2004 نتيجة التحقيقات السرية التى أجرتها حول مجازر سلسلة محلات كنتاكى فى الولايات المتحدة .و قد تم تصوير شريط فيديو يحتوى على العاملين في مجزر كنتاكى وهم يقومون بركل الدجاج و رطمه بالحائط لقتلها ، كما أظهر الفيديو العاملين وهم يقومون بإطفاء السجائر في أعين و فم الدجاج و لوى رقبتها و رشها بمواد الطلاء ، و ربط أقدامها و تركها تتعذب! و قد تم إجراء هذا التحقيق في فرع كنتاكى الفائز بجائزة أفضل فرع خلال هذا العام ، وقد أرادت منظمة بيتا التأكد من أن هذا الفرع يستحق هذه الجائزة .و قد أثارت نتيجة التحقيقات و كذلك شريط الفيديو المهتمين بحقوق الحيوان الذين اعتبروا الأمر فى غاية القسوة مع الدجاج و اعتبروا ما يقوم به عاملو كنتاكى أمراً غير مقبول . و في تعليق لأحد خبراء الغذاء في مصر قال : أنا لا أتخيل أن أحدا سوف يدخل محلات كنتاكى أو غيرها من المطاعم الأمريكية بعدما يشاهد هذا الفيديو . و في رده على سؤال أن هذا الأمر في أمريكا وليس في مصر ؟؟ أجاب : تخيل أنت أن هذا الأمر يحدث في أمريكا بما فيها من رقابة من منظمات حماية حقوق المستهلك ، و من رقابة صحية على أعلى مستوى .. فما بالكم بما يحدث في بلادنا العربية .. حيث لا رقابه !! و قد أفاد الأطباء بأن قتل الدجاج بهذه الطريقة يمثل خطراً كبيراً على صحة الإنسان ، لأن الجراثيم والميكروبات لا تخرج من جسم الدجاج إلا بذبحه بالطريقة الإسلامية. و قد علق علماء الدين على الخبر بأن قتل الحيوانات أو الطيور بهذه الطريقة يجعل أكلها حرام شرعاً وإليكم الموقع لمزيد من الاطلاع:  http://www.kentuckyfriedcruelty.com/u-pilgrimspride.asp الفيديو حوالي 4 دقائق …… 6) نقلت: « إن كنت رئيسا… » وليام بلوم من كتابه: “L’état voyou” « إن كنت رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لأوقفت في بضع أيام – و بصفة نهائية – الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة… قبل كل شيء أقدم اعتذاراتي لكل الأرامل، لكل الأيتام، للذين عذبوا، للذين وقعوا في الفقر و العوز، للملاين من ضحايا الإمبريالية الأمريكية.. ثم أعلن للعالم أن التدخلات الأمريكية في بقية أنحاء العالم قد انتهت دون رجعة، و أعلم إسرائيل أنها لم تعد الولاية الواحدة و الخمسين و أنها منذ الآن أصبحت دولة أجنبية… ثم أقلص الميزانية العسكرية ب90 %و يخصص ذلك للتعويضات للضحايا، و سيكون ذلك كافيا و زيادة..إن الميزانية العسكرية لسنة واحدة-330مليار دولار- و هو ما يناسب 18000 دولار في الساعة منذ ولادة السيد المسيح.. هذا ما أفعله في الأيام الثلاثة الأولى.. في اليوم الرابع يقع اغتيالي.. » وليام بلوم أمريكي متقاعد من وزارة الخارجية 7) دعـــــاء « عش ما شئت فإنك ميت، و أحبب من شئت فإنك مفارقه، و اعمل ما شئت فإنك مجزي به…. » (المصدر: موقع الحوار نت (ألمانيا) بتاريخ 19 أكتوبر 2007)


إلى كلمة سواء بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس.

الحلقة الثالثة: هذه هويتنا.

 
ربما أبرز خلاصة من الحلقة المنصرمة هي أن هوية الإنسان تعرف صحتها من دخلها بإنسجامها مع أكبر معطيين ثابتين راسخين وهما : السنن الكونية والإجتماعية من جهة والفطرة البشرية من جهة أخرى. وكل ما خاصم هذا أو ذاك فإن هويته ذات صلة واهية بنسبه الإنساني. الهوية : مصدر صناعي مستحدث من الضمير المفرد المذكر الغائب ( هو ). ولذلك ترسم بضم الهاء لا بفتحها كما هو منطوق من كثير من الناس. الهوية إذن هي : الخصائص التي تعرفك عليه هو. وهي من عائلة الأنانية المنسوبة إلى الضمير المتكلم المفرد ( أنا ). هوية كل كائن موجود هي مجموع الأشياء والأمور مادية ومعنوية التي تحده ( أي تعرفه وتصفه ) بشكل جامع يشمل كل الجوانب وبشكل مانع يصرف العوامل الخارجية الوافدة أن تتسلل إلى ذات الهوية فتزورها. لما عرف لنا سبحانه مقامه العلي العظيم في أعظم آية حدد لنا منهجا لتعريف الهوية وتحديد تخومها فبدأ بإسمه العلم وقال  » هو الله  » ثم ثنى بصفاته واحدة بعد الأخرى مقدما الأولى فالأولى فقال  » الذي لا إله إلا هو  » ثم إنتهى إلى الصفات المثبتة للحياة والوجود والعلم والقدرة وغير ذلك فقال  » الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم .. ». معنى ذلك هو أن الهوية لكل كائن تتكون من إسمه العلم الذي يميزه عن غيره ومن صفاته التي يتصف بها ودون ذلك فإن الهوية تبقى منقوصة. ولما تحدث عن نبيه عليه الصلاة والسلام توخى المنهج ذاته فذكر إسمه العلم فقال  » محمد  » ثم ثنى بأهم صفة يريد إقناع الناس بها فقال  » رسول الله « . ماهي هويتنا إذن : حركة إسلامية سياسية ديمقراطية جامعة. كوننا حركة يعني : 1 ـ لسنا تجمعا إلتقى على حد أدنى من الموافقات دينا أو فكرا أو عملا أو منهجا شأن التجمعات المعروفة التي تجمع أقصى اليمين إلى أقصى الشمال كما يقال بالتعبير الإنجليزي القديم. 2 ـ لسنا حزبا إلتقى على عدد محدد من القضايا دون غيرها فكان الرباط حزبيا تنظيميا أو سياسيا فحسب شأن الأحزاب عادة رغم تكون الأحزاب اليوم على غير ذلك في كثير من الأحوال. 3 ـ بل حركة تقف في موضع وسط بين التجمع الذي لا يراعي توجهات المنتظمين فيه ضمن دائرة واسعة جدا وبين الحزب الذي يضيق من تلك التوجهات تصديا لعدد محدد من القضايا عادة ما تكون سياسية أو حقوقية. في الحركة معنى الجماع المضبوط والشمول المقيد. كوننا حركة إسلامية يعني : 1 ـ إنتماؤنا للإسلام عقيدة يفصح عنها الوحي المقدس أي القرآن والسنة وليس غيرهما أبدا مطلقا. إنتماؤنا للعقيدة الإسلامية المحكمة من القرآن والسنة يعني إقتضاء إنتماءنا للفكر العقدي والخلق العقدي والعبادة والمعاملة العقدية في كل مناحي الحياة وشعابها جمعا بين إخلاص قلب وإتباع دين وعمارة دنيا. هي عقيدة الأمة جمعاء قاطبة بمثابة منهج للحياة أفرادا وجماعات. 2 ـ إنتماؤنا للإجتهاد الجامع بين الحرية وبين القيد على قاعدة  » أن يكون من أهله وفي محله « . أهله لا حجر عليهم فليس هم طبقة دون الطبقات ولكن المعيار فيهم : الفقه بالدين وبالواقع والشورى والشهادة له بالصلاح الظاهري. أما محله فهو ثلاثة أرباع المنطقة كلها : القطعي ورودا الظني دلالة والظني ورودا القطعي دلالة والظني ورودا ودلالة معا. تلك ثلاث مساحات يلجها الإجتهاد من أهله ولكن ينحسر دون مساحة واحدة هي ربع العلم كله وهي : القطعي ورودا ودلالة. مع العلم أن هذا الربع لا يتعدى جزء واحدا من عشرين جزء من الشريعة كلها أي الإسلام كله لأن الإسلام كله شريعة ولكن الجهل بالناس جعل الشريعة جزء مستقلا عن شريعة العقيدة وشريعة العبادة وشريعة الخلق. وهو إجتهاد يتأسس على أساس الإنشاء الجديد والترجيح المناسب للعصر والحال والإنتقاء للضرورات والحاجات وما تعم به البلوى وعلى أساس الإطلاق في الشريعة كلها والحصر في جانب من جوانبها وهو إجتهاد لا يلغي قولا أو رأيا مهما كان جديدا أو قديما أو مندرسا أو مشهورا أو من هذا المذهب أو ذاك كلما كان يلبي حاجة ولا يصادم نصا أو مقصدا. 3 ـ إنتماؤنا لإجتهاد الخلافة الراشدة بصفة خاصة لا على سبيل النمذجة والتقليد ولا حتى على سبيل الإتباع ولكن على سبيل الإستئناس القوي وعلى قاعدة : حسن فقه المنهج الراشدي في التدين دينا ومعاملة. حسن فقه المنهج وليس إستنساخ الحلول التفصيلية الجزئية كائنا من كان صاحبها ولو كان في مثل فقه وقوة وتقوى الفاروق عمر عليه الرضوان. ومن ذلك إنتماؤنا لفقه إجتهادي يقوم على تقديم القرآن أولا ثم السنة ثانية ثم الإجماع إن وجد بعد ترو وتثبت ثالثا ثم القياس ثم الإجتهاد الإستصلاحي والإستحساني والإستصحابي والقائم على العرف وسد الذرائع وغير ذلك مما هو مفصل في مظانه. 4 ـ إنتماؤنا للتاريخ الإسلامي بتراثه السياسي والإجتماعي والمالي والأهلي والجهادي بمدارسه المعروفة والمقبولة كلاميا وأصوليا وفقهيا وتفسيريا وأدبيا وفنيا جمعا بين الأثر والرأي كل في محله المناسب وهو إنتماء يقر الحق والصواب ويعتز به ولا يضيره أن يدين الباطل والخطأ ويتبرأ منه لا من التاريخ كله وهو تاريخ برغم عدد من إنحرافاته سياسيا وماليا وكلاميا وغير ذلك فإنه نبراس مضيء وقاد في جملته لولا الفريات الكبيرة التي لبسها إياه أعداء الأمة أو الجهلى منها. 5 ـ إنتماؤنا للأمة الإسلامية الواحدة تجتمع على الأصول العقدية والتشريعية العظمى المعلومة من الدين بالضرورة وتختلف فيما دون ذلك على قاعدة قانون التعدد في كل ما يقبل التعدد لا فضل فيها لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود ولا لحاكم على محكوم ولا لذكر على أنثى ولا لغني على فقير إلا بالتقوى التي محلها القلب. هي أمة الوحدة والخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشهادة على الناس أجمعين والعلم والقوة والجهاد تحريرا للمستضعفين وتمكينا للعدل بين الناس. 6 ـ إنتماؤنا لتيار الوسطية والتوازن والإعتدال في الأمة وهو تيار الأغلبية دوما في كل الأعصار والأمصار عقيدة وخلقا وعبادة وفقها ومعاملة وهو إنتماء سبقت إليه حركتنا قبل أزيد من ثلاثة عقود كاملة ونيف كثيرا ممن يعلن إنتسابه إليه منذ سنوات وهو تسديد إلهي وتوفيق رباني. 7 ـ إنتماؤنا للأمة العربية بصفة أخص ضمن الإنتماء العام للأمة الإسلامية حلقة ولاء أدنى إلينا دون تفضيل لجنس على جنس إنما هي نصرة الأخ لأخيه ظالما أو مظلوما بالمعنى النبوي التصحيحي لا الجاهلي القديم. فالعشيرة القربى أولى بنا ونحن أولى بها ولكن ضمن دائرة ولاءات متتالية. كوننا حركة إسلامية سياسية يعني : 1 ـ رسالة موجهة إلينا مؤداها أن الإسلام دين ودنيا أو دين ودولة أو دين وسياسة أو دين وحياة. وهي عقيدة فينا معقودة نحاور فيها ولا نحاور عليها. 2 ـ رسالة موجهة إلى العلمانية في تونس ووطننا العربي والإسلامي مؤداها أن العلمانية نبت غريب وافد علينا من خارج الحدود في لحظة وهنت فيها الحدود ولئن كان إعترافنا بذلك من باب الإعتراف بالواقع فإن تزكيتنا لوجود العلمانية واقعا شرعيا حاكما موجها مستوليا على جانب من هوية البلاد ومتسلطا على جانب من هوية العباد .. أمر مخاصم لعقيدتنا. بلادنا وكل بلاد العرب والمسلمين الإسلام بما هو منهج جامع للحياة بها أولى وأن تكون العلمانية بكل فصائلها ودرجاتها المخففة والمغلظة مكونا في ظروف إستثنائية هو أمر واقعي مطلوب التعامل معه بقدره أما إقرارها على حاكميتها ومواقع توجيهها وإستيلائها على منابت الإعلام والتربية والتعليم والإقتصاد فهو أمر غير مقبول عقديا وليس لإعتبارات مصلحية فحسب. وأن مواجهة ذلك الواقع بالتالي تكون مواجهة سياسية تجتمع فيها الحركة بالثقافة والإنتظام الحزبي بالكلمة والقلم والمناظرة. 3 ـ رسالة موجهة إلى السلطة في تونس مؤداها أن الإسلام هو المكون الأول لهوية الشعب وهي هوية لا تقتصر على الدين الفردي بل تشكل الضمير الجمعي له في كل مناشطه وحقول عمله وعليه فإن الدولة التي هي خادمة الشعب وحارسة البلاد مطالبة بصون الإسلام وحراسة عقيدته بقوة السلطان دون جور على المجتمع لا بإسم حماية الإسلام ولا بإسم تحديث الإسلام وتعصيره. وأن مواجهة التوظيف السيء للإسلام من لدن الدولة تارة ودوس حماه تارة أخرى يتطلب نشوء حركة إسلامية سياسية مواجهة للسياسة بالسياسة حتى لو كانت سياسة الدولة عنفا وإرهابا لا سياسة كما هو حال البلاد في العهدين : البورقيبي وخاصة فيما بعده. 4 ـ أن الإسلام رسالة إصلاحية شاملة يمكن توظيفه لخدمة السياسة النائية عن الميكافيلية الإنتهازية الملتزمة بالصدق والإخلاص وطلب الحكمة ونشدان العدل وإقرار الكرامة والحرية والوحدة الوطنية ولا ينفي ذلك كونه حقا مشاعا لكل مسلم كما لا يعني ذلك إحتكارا له أو نطقا بإسمه أو تأسيسا لحكم تيوقراطي بغيض لا يختلف عن الحكم العلماني الأبغض وكلاهما شر مستطير. 5 ـ أنه مع سيطرة الفضاء السياسي أي السلطاني الحاكم على كل حقول ومناشط المجتمع الأهلي فإن اللجوء إلى السياسة أداة من أدوات التغيير والإصلاح يغدو ضروريا للمساهمة في عملية تحرير المجتمع من قبضة الدولة وأسرها إسترجاعا لعافية إجتماعية مفقودة وحدا من تغول دولة إبتلعت كل شيء وأممت كل شيء فإنتصب إلها يعبد وسيدا يأمر وساد الذل والهوان ومما زاد الطين بلة إرتهانها لدوائر نفوذ غربية ثم لدوائر نفوذ صهيونية حتى أصبحت قيم الإستقلال والسيادة والخصوصيات القطرية ضمن الإنتماء العربي الإسلامي سرابا خادعا بل أثرا بعد عين. 6 ـ أنه بعد فشل التجارب العلمانية الغربية والعربية معا من قومية وإشتراكية ورأسمالية في تخليص البلاد من إستبداد الدولة ضد المجتمع ومن تحرير المال من دوائر النفوذ المتحكمة لئلا يكون دولة بين الأغنياء ومن فك الإرتباط بين البلاد وبين دوائر الإحتلال الغربية .. آن للإسلام أن يدلي بدلوه ضمن حركة إسلامية جديدة في تلك العملية. 7 ـ أنه لا بد من إضافة المعطى الإسلامي للتنوع الحزبي والسياسي والثقافي والفكري والنقابي والإعلامي في تونس فالتنوع ضربة لازب على كل حي وهو تنوع حقيقي بسبب أن المكونات السابقة تنتمي كلها للعائلة الفلسفية ذاتها فحتى القومية العربية التي من المفترض فيها أن تكون وطنية طردت الإسلام منها وملأت مكانه بالعلمانية والإشتراكية. كوننا حركة إسلامية سياسية ديمقراطية يعني : 1 ـ توخي سبيل الشورى في إدارة الخلاف داخل الحركة وخارجها مع المعارضة والنخبة ومع السلطة سواء بسواء. أي رفض العنف أداة لحسم التدافع والصراع. 2 ـ إضافة معطى الديمقراطية قيمة معاصرة جديدة على الساحة الثقافية إلى المعطى الإسلامي وخاصة إلى قيمة الشورى فيه وهي خلق أصيل وليست أداة حكم فحسب كما هو سائد عند كثير من المسلمين بل من الإسلاميين منهم. أي مواكبة التطور الفكري وإستيعاب إشكالياته المعاصرة على قاعدة حسن الإستيعاب رعاية للمحافظة ودعما للتجاوز بما يحقق الإقتباس السليم دون ذوبان ولا تحجر. 3 ـ التمكين للديمقراطية فينا وفي محيطنا على أساس أنها أداة ومنهج وسبيل إعتمد في الغرب لتطويق الخلافات الناشبة بين مختلفات يكاد لا يجمعها إشتراك واحد فأثمر خيرا ولكن ليس على أساس أنها فلسفة غربية نستقدمها معلبة ونستهلكها بعد فوات عمرها الإفتراضي. لا نقدم الديمقراطية على الشورى لأنهما مختلفان رغم الإشتراك فالأولى غربية المنشأ صالحة للإستيعاب بعد التهذيب والتشذيب ونزع الفتائل الفلسفية الملغومة والثانية خلق يسري في كل مستوى من مستويات الحياة الفردية والجماعية ولكن في المقابل لا نثير الخصومات الهوجاء حول المصطلح ولكل زمان مصطلحه الأوفق ولكل حال حكمه الأنسب. 4 ـ نلتقى مع كل شريك وطني غير إستئصالي لنا ولا لغيرنا على قاعدة الكفاح ضد جرثومة الإستبداد في كل مكان في السلطة والمعارضة والمجتمع إستجلابا للحريات والنماء والرخاء والوحدة كائنا ما كانت عقيدة ذلك الشريك الوطني وتلك هي روح الديمقراطية أما الديمقراطية التي يتشدق بها بعض الناس فإذا جاءت بمن لا يريدون عبر صناديق الإقتراع الشفافة كانت لعنة مطرودة .. فهي الإستبداد بعينه لحما ودما. 5 ـ ولاؤنا لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام أولا ثم لبلادنا ثانيا فالولاء الأول هو للإسلام وللأمة معا والإسلام والأمة وجهان لقطعة نقدية واحدة بوجه من الوجوه فهذا وجود معنوي والآخر وجود مادي أو هذا جسم والآخر روح والولاء الثاني هو لتونس وهي مسلمة كلها وذلك مصداق قوله سبحانه  » إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا « . ولاية الله ورسوله هي ولاية الإسلام وولاية الذين آمنوا هي ولاية تونس المسلمة وهي مسلمة. فلا خصومة إذن بين ولائنا وبين إنتهاجنا الديمقراطية منهجا في التغيير والإصلاح داخليا وخارجيا حيال المجتمع والنخبة السياسية والسلطة. هي دوائر ولاء متراكبة متطابقة طبقا عن طبق كما لو ألقيت بحجر في بركة ماء واسعة فتظل الدوائر تتوالى واحدة بعد الأخرى حتى تغيب عن ناظرك. كوننا حركة إسلامية سياسية ديمقراطية جامعة يعني : 1 ـ أن إهتمامنا العملي غير محصور في الأصل كلما كان لنا لذلك وقت وفيه مصلحة فلا نحبس أنفسنا على التربية الداخلية دون الدعوة الخارجية ولا على العمل السياسي دون النقابي ولا الإعلامي دون الثقافي ولا الفرد دون الأسرة ولا الهم التونسي دون الهم العربي والإسلامي والدولي ولا الإغاثة الأجتماعية دون التأليف والنشر والنقد وإنجاز البحوث والدراسات. إنما الواقع بإمكانياته هو المحدد في ذلك. إهتمام يجمع بين الحاجة إلى حرية سياسية وإلى عدل إقتصادي كسبا وتوزيعا وإلى وحدة إجتماعية تحفظ التنوع وإلى تحرر من ربقة الولاء للدوائر الغربية والصهيونية وإلى ثقافة إسلامية وطنية وفية لتونس شعبا وهوية ودينا وعقيدة وخلقا وعادة وتقليدا. 2 ـ إن ذلك الجماع لشتات حقول الإهتمام يتطلب رسما لسلم أولويات معقول مفهوم وهو سلم كان نظريا دوما يقدم الهم الدعوي الثقافي التربوي الإجتماعي على الهم السياسي الإعلامي ولكن إنهاكات الملاحقات فرضت الهم الحقوقي والإغاثي بل والسياسي أيضا وكثيرا ما إختل ذلك التوازن في الأولويات بين ما هو مسطور مأمول وبين ما هو مفعول. وإلى حلقة تالية أستودعكم من لا تضيع ودائعه. الهادي بريك ـ ألمانيا.

 


 

الإصرار على الإثم

عبدالحميد العدّاسي

قبل شهر تقريبا كانت المسوّدة التي صدرت أو تسرّبت عمّا يسمّى بهيأة 18 أكتوبر. وبالأمس الخميس 18 أكتوبر صدر البيان في نسخته النهائيّة، وكان أبرز ما ميّزه محافظته على سواد المسوّدة، بحيث لم تؤثّر عليه تلك الملاحظات التي صدرت عن بعض رموز المجتمع التونسي وفي مقدّمتهم الشيخ الفاضل الحبيب اللوز حفظه الله، والدّاعية في مجملها إلى التعقّل والرجوع إلى الأصل. ممّا يبرهن على أنّ هذه الهيأة قد تكون بالفعل تعمل في ظروف جدّ مغلقة تمنعها من التفاعل مع محيطها الخارجي. ما يطرح السؤال الملحّ عن جدوى وضرورة وجود هذه الهيأة المصرّة على عدم سماع الآخر رغم تهافت بعض الآخر عليها.

ما يميّز هذا البيان هو ذاك الحديث العامّ القابل للتمطيط والتأويل، الذي لا يفهم إلاّ على كونه جاء لمجاملة هذا أو ذاك من المشتركين الذين تنوّعوا في المشارب وفي العقيدة – حسب لغة البيان – (… وعلى الرّغم من التباين في المرجعيات الفكرية والمنطلقات العقائدية ومن تعدد القراءات داخل المرجعية الواحدة أحيانا)، دون التأثير على الفكرة الأمّ الخادمة للتوجّه العام لدى من يعتبرون أنفسهم أصل الهيأة…

وقد تمنّيت – وأنا أطالع البيان وأقارن جمله ومفرداته بالمسوّدة – أن أجد فيه ما يدفعني إلى التراجع عن كلّ أو  بعض ما كتبت سابقا في حقّ المسوّدة سالفة الذكر، غير أنّ أهل هذه الهيأة قد ثبتوا على ما هم عليه من عدم الاكتراث بما يُقال، وعليه فقد رأيت طلب إعادة نشر تلكم التعليقات، مؤكّدا على أنّ هذه الهيأة لم تعد عندي تتمتّع بأيّ مزيّة ترغّب في معاضدتها أو مساندتها، فهي رقم شأنه كرقم 7  أو غيره من الأرقام التي احتمى بها أصحابها لإخفاء أدبياتهم وأغراضهم…

وفيما يلي تلكم التعليقات:

 

« وقعت عيناي على بيان لما يسمّى بهيأة 18 أكتوبر، هذه الهيأة التي بدأت حركتها بتجويع البطن، وتعمل اليوم على تجويع الذات التونسية بسلبها مقوّماتها… فقد تألّمت لأمرين اثنين أوّلهما أنّ هذه الهيأة قد تدحرجت بتصرّفاتها إلى عالم السلبيّة، والثاني أنّ المواضيع المطروحة للنّقاش لا تهمّ من التونسيين إلاّ قلّة قليلة قد تكون بصدد البحث عن  الفتوى لتمرير تصرّفات ينبذها المجتمع التونسي المسلم الغيور على ربّه وعلى رسوله صلّى الله عليه وسلّم وعلى سلفه الصالح الذي أنار بعلومه الشمال والجنوب وعلى بلده وشأنها بين الأمم.

وقد رأيت الوقوف عند بعض الفقرات بالتعليق (ونحن لا نملك – للأسف – إلاّ التعليق) راجيا من الله تعالى الثبات وحسن الخاتمة، ومنتظرا من الاخوة في أسرتي تونس نيوز والحوار.نت مراعاة الألوان التي كتب بها النصّ، إذا أذنوا طبعا بنشره، وذلك لحسن وسهولة استغلاله من طرف القارئ الكريم…

 

1 ) … وعلى الرغم من التباين في المرجعيات الفكرية والمنطلقات العقائدية…

قلت: هل كان بين المجتمعين مَن لا يدين بالإسلام حتّى يقع الحديث عن المنطلقات العقائدية؟!… أحسب أنّ التونسيين مسلمون – باستثناء قلّة يهودية مسيحية لا تتعدّى (2 %)، نحن نحترم وجودها ومواطنتها- وهو ما يوحّد بالضرورة معتقداتهم (التونسيين المسلمين)، غير أنّ ذلك لا يمنع طبعا من اختلاف أفكارهم، إذ شتّان بين الفكر والمعتقد…

 

2 ) … ومع تعدد القراءات داخل المرجعية الواحدة فقد أظهر الحوار الذي دار على مدى ثلاثة أشهر وفي أجواء من المحاصرة الأمنية الشديدة، أنّ مواقف الأحزاب والشخصيات الوطنية المنضوية تحت لواء هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تتقاطع وتلتقي على المبادئ والقيم التالية:

أولا: حرية المعتقد والضمير

قلت: ما معنى حريّة الضمير؟! هل كبّلت الضمائر في تونس وصفّدت هي الأخرى حتّى نتكلّم عم حرّيتها؟!…

مكفولة لكل مواطن ومواطنة لا يحق لأحد التدخل فيها أو الإكراه عليها وتشمل حرية الضمير والمعتقد الحقّ في الاعتقاد أو عدم الاعتقاد…

قلت: ما معنى عدم الاعتقاد بحضور عقل متّع الله به الإنسان؟! فإنّ عدم الاعتقاد خاصيّة من خصائص البهائم أو أضرابهم الذين كثيرا ما تناولهم الخطاب الربّاني: بـ »لا يعقلون!… لا يفقهون!… لا يتفكّرون!… »، فهذا الكلام لا يُعقل إلاّ إذا كان المُتَحدَّثُ عنه من الزائرين المارّة من إخواننا (في الإنسانية) اللادينيين، غير أنّ النصّ يتكلّم عن كلّ مواطن ومواطنة وهو ما يزيد الاحتمال بأنّ الحديث عن التونسيين!… فهل تريد لنا هيأة 18 أكتوبر أن نكون بدون معتقد؟! ولماذا ولفائدة من؟! ولمصلحة من؟! …

  

3 ) والحق في اعتناق دين أو معتقد أو عدم اعتناقه والحق في إظهاره وإقامة شعائره ونشره بالتعليم أو الدعوة إليه… (اجعلوها على الأقلّ مشروطة)

قلت: يُشترط في ذلك ألاّ يكون دينا جديدا، فقد أغلق باب النبوّات بعد محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ويُشترط ألاّ يكون الدعاة من عبدة الشياطين أو عبدة البشر أو عبدة الأصنام، فإنّ ذلك كلّه لا يحدث في أرض الإسلام إلاّ بعد انقراض المسلمين جميعا. وسبحان الله! فنحن نعيش في بلاد الحرّيات هنا في الغرب، ومع ذلك فإنّه لا يسمح بمثل هذا الذي تتحدّث عنه هذه الفقرة (رغم ثبوتها في المواثيق الدوليّة التي صاغوها هم ووافقنا علينا نحن المتخلّفون دون رويّة)، بل هناك كثير من البلاد التي لا تعترف بالإسلام الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى: « إنّ الدين عند الله الإسلام » كدين، فكيف يجتمع مثقّفو تونس على هذا الأمر دون مراعاة منهم لآبائهم وأجدادهم وعامّة النّاس من حولهم…

 

4 ) ولا تخضع هذه الحرية إلاّ للقيود التي يفرضها القانون الذي يكون ضروريا لحماية النظام العام وحقوق الآخرين وحرياتهم الأساسية…

قلت: أخشى أن يكون ممّا يتضارب مع النّظام العام وحقوق الآخرين: أداء الصلوات في المساجد وفتح المساجد في كلّ الأوقات وإقامة الدروس فيها وإعفاء اللّحي ولبس الحجاب ورفع الأذان عند الفجر، وغيرها ممّا يُحارب اليوم في تونس دون أن يجد كلمة واحدة من كلّ الأرقام الموجودة في الساحة و 18 منها …

 

5 ) ثالثا: الالتزام بالمواثيق الدولية المتعلقة بحرية الضمير والمعتقد…

قلت: وقبلها الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف، فإنّ فقه الإسلام والالتزام به يُغني عن كلّ ناعق، سيّما في هذا الزمن الذي تآلب فيه غيرُ المسلمين على الإسلام وأهله…. من الغباء ومن غياب الشخصيّة أن نظلّ نبصم على النصوص دون فهم أغوارها…

 

6 )…وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948 والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966 وإعلان الأمم المتحدة الصادر في 25 نوفمبر 1981 واعتبار أن حرية المعتقد الضمير وطنها العالم بأسره وأنّ عالمية حقوق الإنسان المعبّرة عن رصيد الخبرة المكتسبة للإنسانيّة وثراء تجاربها لا تعني التنميط وإنما تستوعب التنوع وتحترمه…

قلت: كأنّي بمَن حرّر هذا النصّ قد حرّره وهو في فضاء يمنع النّظر فيما تقترفه هذه « الإنسانية العالميّة » البائسة في حقّ الفلسطينيين والعراقيين والسودانيين والصوماليين والمستضعفين من المسلمين في كلّ مكان، قتلا وسجنا وعدم اعتراف ومعاداة واستهزاء وعدم اكتراث…فالغربيون أنفسهم لم يعودوا اليوم يصدّقون هذه النّصوص أو يعيرونها أيّ احترام وهم يرون ما تقترفه « الإنسانية صاحبة الخبرة » من جرائم بشعة، فما لكم كيف تفكّرون وكيف تنحازون؟!… تذكّرت أنّ الجلسات كانت تحت رقابة أمنية مشدّدة!…

 

7 ) رابعا: أن صيانة حرية الاعتقاد في بلادنا والذود عنها لا تتعارض مع ما يحتله الإسلام من منزلة خاصة في تكوين الشخصية الحضارية المميزة للشعب التونسي لذلك فإنّ تنزيل المبادئ الكونية لحقوق الإنسان وأحكام الاتّفاقات الدولية يتمّ في تفاعل خلاّق مع الرّصيد الثقافي العربي الإسلامي للشعب التونسي ويعدّ عاملا من عوامل إصلاحه والانتقال به إلى مجتمع حديث يقوم على الحريّة وينبذ كلّ أنواع الوصاية أو الضغط والإكراه

قلت: مرحى، فقد تكرّمتم على الإسلام بمنحه هذه المنزلة! لقد أظهرتم أصالتكم عندما اعترفتم له بالجميل!… ولكن هل تدلّوني على ما يمنع في الإسلام الحرّيات العامّة أو الخاصّة، حتّى تُجهدوا أنفسكم وتعرّضوها للضغط الأمني من أجل البحث في غيره من النصوص التي لا يمكن وصفها إلاّ بالمنافقة أمام ما نراه من انتهاك حقوق الإنسان في العالم الذي نعيش أحداثه؟! أليس اجتهاداتكم هذه تعبير واضح وصريح عن غياب مشروعكم وبالتالي عن عدم الحاجة إليكم؟!… أكلّما عجز الواحد منّا عن عدم ارتكاب الذنب أو التكفير عنه، انطلق يجمع الفتاوى أو يصنعها لتمرير ذنوبه والبقاء مصرّا عليها؟!

 

الزبدة: وبناء على ما تقدم فإن هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تتعهد بصيانة حرية الضمير والمعتقد والذود عنها من كل تعد مهما كان مصدره وتعتبرها جزء من حرية الرأي التي تتوقف عليها سائر الحريات الأخرى وركنا من أركان النظام الديمقراطي الحديث وشرطا من شروط المواطنة…

قلت: أهو شرط صحّة أم شرط وجوب أم كلاهما معا؟! وسبحان الله، فقد وقع تجريم مجرّد تذكير النّاس بدينهم، فكيف نجعل حريّة الخروج من الدّين شرطا من شروط المواطنة، أم أنّكم عنيتم بحريّة المعتقد غير ما ذهبتُ إليه؟! إذا كان كذلك، فلماذا الحديث عن شيء والتهيئة لآخر لا يرتضيه أيّ مسلم يؤمن بالله ورسوله… أمِنكم من يريد الردّة أم منكم من يتمنّاها لغيره؟! عجبا لخلف بلاد الزيتونة وعقبة كيف يتصرّفون!…

 

وماذا نحن فاعلون في تونس؟! أنتصدّى للمطبّعين مع الصهاينة؟! أم نتصدّى للشيطان كي يُقلع عن استهداف أبنائنا؟! أم نقاوم مظالم طالت رؤوسنا؟! أم نناصر هيأة تعمل على خراب ديارنا؟!… »


 

بسم الله الرحمان الرّحيم

نداء عاجل للجلاء في عيد الجلاء و الى الله الملتجئ

 
باريس في يوم الجمعة 6 شوال1428هـ الموافق 19أكتوبر 2007م بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس ‘‘ قل هذه سبيلي ادعو على بصيرة ‘ انا و من اتّبعني و سبحان الله ‘‘ ( سورة يوسف 108) ‘‘ و انّ هذا سراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتّبعوا السبل…‘‘ ( سورة الانعام 153 )  » من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة » (حديث شريف) إلى الله الشكوى ثمّ الى كل ضمير حـي ّ  إخوتنا في الدين والعقيدة وفي الوطن،إلى الضمائر الحية الذين بقي لديهم قدر من الإنسانية، و بعد اسبوع من احتفال المسلمين في مشارق الارض و مغاربها بعيد الفطر المبارك ‘ الى الله نشكو قلّة حيلتنا و هواننا على النّاس. إن اخوان لنا في أرض الزيتونة والقيروان، في سجون المرناقية و برج العامري و القصرين و برج الرومي و الناظورو سجون القصرين و جندوبة و صفاقس و المسعدين و المنستير وغيرها باقين ينتظرون الفرج من العلّي الديّان كي يخلّصهم مما هم فيه من الكرب و البلاء وهم مدفونين احياء.   ازداد عليهم الكرب و البلاء و ضاقت على اهليهم ذات اليد وضاقت عليهم الدنيا بما رحبت، معاناتهم كبرت و عظمت و لم يبق لهم بصيص أمل إلا وجه الله. ان الاخوة في سجن برج العامري و هم الصادق العكاري(30 سنة) و عبد الكريم بعلوش(35 سنة) و منذر البجاوي (25 سنة) و فاخر الفاطمي (11 سنة) و منير الحناشي (المؤبد) و كذلك في سجن المرناقية حيث يقبع عبد الطيف بوحجيلة (32 سنة)  و رضا البوكادي و علي شنيتر و الهادي الغالي و عبد الكريم الهاروني و الشاذلي النقاش و الصادق شورو(جميعهم بالمؤبّد) و وصفي الزغلامي (33 سنة) و لطفي السنوسي (20 سنة)  وكذلك ببرج الرومي حيث يقبع هشام بنور و عبد النبي بن رابح (جميعهم بالمؤبّد) و عبد الباسط الصليعي (20 سنة)  امّا بسجن الناظور حيث يقبع حسين الغضبان(76 سنة) و ابراهيم الدريدي (52 سنة) و بشير اللواتي (53 سنة) و وحيد السرايري و محمد عون (جميعهم بالمؤبّد) و  كمال الغضبان امّا في سجن القصرين يقبع نورالدين العرباوي (المؤبّد) و الياس بن رمضان(المؤبّد) بسجن الهوارب امّا محمد نجيب اللواتي(المؤبّد)   بسجن صفاقس  و بوراوي مخلوف (المؤبّد) بسجن المنستير ويبقى عبد الحميد الجلاصي (25 سنة) بسجن المسعدين و أخيرا  منير غيث  (20 سنة) بسجن جندوبة. و بذلك نكون قد حصرنا29 الباقن في غياهب السّجون ينتظرون الفرج من الله. ولا يسعنا ان ننسى إخوننا الذين خرجوا من السجن فوجدوا أنفسهم في سجن كبير. حيث اصطدموا بواقع لم يكن في خلدهم. وجدوا أنفسهم بعد طول مدة السجن أمام تحديات مادية ومعنوية تجاوزت حسبانهم خاصة على المستوى العائلي. لقد طرقوا كل الأبواب للارتزاق، يبحثون عن عمل ، فهم راضون مسبقا بأي عمل مهما كان الراتب. القليل منهم كفّى حاله، والكثير منهم تحت عتبة الفقر، وهم الذين وعدوا أسَرَهم بالرفاهة واليسر، ورسموا لهم في ذاكرتهم صورا وردية وحالة من العيش الرغيد.  فقد تقدمت سن أبنائهم وتضاعفت حاجياتهم و كثرت مطالبهم. هؤلاء تبخرت أحلامهم و آمالهم اذ شحّ العمل، تنكّر الأهل و العشيرة و تمردت بعض العائلات (الزوجة و الأبناء) على الأخ الغلبان التائه الحيران، فهناك من هجر البيت و هناك من هجرته زوجته. هذا غيض من فيض،  ونكتفي بهذا القدر المر. و في هذا الصدد علمنا بن مجكمة الاستئناف بتونس نظرت في 16 أكتوبر 2007  (الدائرة الجنائية 27) في القضية عدد 9503 التي يحال كل من : محمد السويسي ومجدي الذكواني و ياسين الجبري و سليم الحاج صالح و علي الحرزي و إبراهيم الحرزي و صابر حسني و أنيس البوزيدي وصابر حسني و سهل البلدي و محمد أمين عون و محفوظ العياري و غيث  الغزواني و ماهر بزيوش  ، بتهم منها الإنضمام إلى تنظيم إرهابي  و التعريف به و نيتهم الإلتحاق بالمقاومة العراقية ، وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 23 أكتوبر 2007 استجابة لطلب لسان الدّفاع . علما بأن المحكمة الإبتدائية بتونس كانت قد أصدرت في حقهم بتاريخ 24 مارس 2007 أحكاما قاسية تراوحت بين  4 سنوات و 12 سنة في ظروف انعدمت فيها أبسط شروط المحاكمة العادلة  وتميزت بهضم فاضح لحقوق الدفاع  و رفض  غير مبرر لطلب المتهمين عرضهم على الفحص الطبي رغم آثار التعذيب البادية على أجسادهم . كماعلمنا أن إدارة السجن المدني بالمرناقية تمنع منذ يوم 15 أكتوبر 2007 عائلات مساجين ما يعرف بقضايا مكافحة الإرهاب من زيارة أبنائهم أو تسليمهم الأكل و الملابس و اكتفت بإعلامهم بأنهم تحت طائلة العقوبة ، كما علمنا أن العشرات من المساجين و منهم الموقوفون على ذمة القضيتين 75910 و 75908 و 75672 … هؤلاء قد شرعوا مباشرة بعد العيد في إضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم القاسية و على سوء معاملتهم و للمطالبة باحترام حقهم في محاكمة عادلة .  أما عن إضراب جوع زعيمي الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يتواصل منذ قرابة الشهر والسلطة في تونس تمعن في حملاتها التشويهية، في محاولة  منها لكسر توسع حركة الإحتجاج في تونس. و بالمناسبة نذكّر ان الميثاق الوطني الذي وقّع عليه مكوّنات المجتمع التونسي بكلّ فصائله سنة 1988 و قد كتب الاستاذ نورالدين البحيري توطئة لمشروع الميثاق الوطني يوم الجمعة، 3 ربيع الأوّل 1409 الموافق لـ 14 أكتوبر 1988 جاء فيه « إذا كان الاجتماع البشري تمليه وتقتضيه ضروريات العيش والحاجة الفطرية على التساكن والتعاشر والتكامل فإنّ هذا الاجتماع معرّض للانخرام والانفراط ما لم تقم على تنظيمه شرائع تتولّى ضبط العلاقات بين أجزائه حقوقا وواجبات قائم عليها سلطان يزع الناس بعضهم عن بعض ويكون في خدمتهم وعونهم إنفاذا لما توافقوا عليه لحفظ وترقية اجتماعهم . »([1]) ولقد ختم هذه التوطئة بقوله  » وأخيرا فإن مشاركتنا في إنجاز هذا الميثاق الوطني تنبع من قناعتنا بأهميته التاريخية والمصيرية حيث يتحتم على كل أبناء هذه البلاد العزيزة علينا الوقوف على أرضية وطنية واحدة تجمعهم رغم ما عساه يوجد من اختلافات بينهم وهو أمر يستلزم حدا كبيرا من الوعي المدني ومن المرونة في التعامل السياسي بين الجميع رغم الاختلاف. » و إن الوفاق الحاصل اليوم مبدئيا بين مختلف العائلات الفكرية و التيارات السياسية حول حتمية تفادي هذا الخلل الحضاري و اعتماد الهوية قاعدة للنهضة يستلزم سعي الجميع إلى مراعاة مقومات هذه الهوية كلما تعلق الأمر بتحديد أنماط المعرفة و السلوك و العلاقات التي ننشد إرساءها داخل مجتمعنا أو كلما تم التفكير في نوع الانتماء الوطني و ضوابط العلاقات الخارجية بما يضمن استقلالنا الأمني و الحضاري و يكون دلك عمليا بتحقيق ما يلي : 1- احترام عقائد الإسلام و أحكامه و نظمه وحسن التعريف بها في برامج التربية و التعليم وفي محتوى وسائل الإعلام ومن خلال مختلف المناشط الثقافية و التوجيه الديني التزاما بقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الذينَ آمَنُوا اُدْخُلوا فِي السَّلْمِ كافَّةً و لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشيْطَانِ ) صدق الله العظيم 2- إشاعة قيم الإسلام السلوكية داخل المجتمع من أجل إيجاد المواطن الصالح الذي يحمل أمانة خلافة الله في الأرض ويجهد نفسه لتعمير الكون بالكدح وإقامة العدل( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزبُورِ مِنْ بَعْدِ الذكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصالِحُون) صدق الله العظيم. 3- احترام مشاعر المؤمنين بعدم الاعتداء المادي أو المعنوي على شعائر الإسلام وقيمه ومؤسساته واحترام مبدأ حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية. 4- أن تكون التشريعات والقوانين في مختلف مجالات الحياة ملتزمة بدستور البلاد الذي ينصّ على أنّ الإسلام هو دين الدولة. 5- إيلاء الاجتهاد المكانة التي يستحقها ضمن دائرة الإيمان وبشرط الكفاءة العلمية حتى يمكن استيعاب كل مشاكل الواقع الحديث والاستفادة من الإنجازات البشرية المعاصرة التي تتماشى ومقاصد الإسلام العامّة في تحقيق المصلحة للعباد. وأنّ ذلك في فهمنا هو مناط صلاحية الإسلام لكلّ زمان ومكان. 6- تعريب التعليم والإدارة بأسلوب جادّ وشامل على نحو أن لايقف الأمر عند حدّ استبدال لغة بأخرى في نقل المعلومات والتخاطب. بل يتعدّى ذلك إلى مستوى النضال الناصب من أجل صيانة الكيان ورفع تحديات الاستعمار الثقافي بما يستتبع تلازم التعريب في مجال التعليم مع تحسين المضمون المعرفي في اتجاه اعتماد المناهج العلمية الحديثة والاستفادة من نتائج العقل البشري في كل مجالات المعرفة والتقنية. فالتعريب بهذا المعنى يستلزم امتلاك الباحثين للغات أخرى تكون وسائل لتعريب المعرفة وإثراء البحث العلمي ودعم التقدّم التقني في بلادنا. 7- دعم كل مبادرة أو توجّه يهدف إلى تجاوز واقع التجزئة الذي يعيشه العرب والعمل على تحقيق وحدة عربية تتوفر لها قواعد الجدية والدوام… وتكون سبيلا إلى وحدة أشمل في إطار الوطن الإسلامي الكبير. إذ لامستقبل في عالم اليوم للكيانات الوطنية الضيّقة حيث يفرض واقع التكتلات العالمية الأخذ بأسباب البقاء والأمن ضمن إطار حيويّ أوسع. إنّ اشتراك كل التيارات الوطنية في الالتزام بدعم هويتنا العربية الإسلامية بقدر ما هو ضرورة نهضوية وسبيل إلى مناعة كياننا الوطني وفتح أفق التقدم لايجب أن يفهم على أنّه إعدام للذاتية السياسية التي يختص بها كل تيار. وإنّ الوفاق الوطني على هذه الثوابت الثابتة في شخصيتنا الأساسية يجوّز الاختلاف ضمنها حول تحديد الرؤى الفكرية وصياغة البرامج السياسية واستنباط الحلول العملية لمختلف مشاكل البلاد و هو الضامن للتعددية التي تجد أصولها في مبادئ الإسلام وتاريخها المجيد الذي شهد تنوّعا فكريا وتعدّدا سياسيّا. إنّ هذا التصوّر للهوية يوفّر أرضية مشتركة لكلّ الأطراف الوطنية من شأنه أن يصوّغ نمطا للمجتمع يقوم على الوحدة بين الدين والحياة ويستبعد المفاهيم الغريبة عن ثقافتنا.و هذه جملة من الثوابت التي لا نحيد عنها. في الاخير و ليس آخرا‘ ليس لنا ملجئ الا لله نشكو ته حزننا ‘ و نقول   حسبنا الله و نعم الوكيل ‘ فهو نعم المولى و نعم النصير ‘ فهو ربّ المستضعفين وهو ربّنا‘ و ويتمثّل موقعنا ذلك من ذكرهم الله في منزّل كتابه الكريم ‘‘ الذين بستجابوا لله و الرّسول من بعد ما اصابهم القرح ‘ الذين احسنوا منهم و اتقوا اجر عظيم‘ الذين قال لهم النّاس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل ‘ فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوءا و اتّبعوا رضوان الله و الله ذو فضل  عطيم ‘‘ و في الختام ليس لنا الا ان نشفق ممن يمارسون الظلم من غضب الله و من دعوة المظلومين التي ليس بينها وبين الله حجاب‘ و لبعلموا ان الله اقدر عليهم فهو القوي القهّار‘و قاهر الجبّارين ‘‘ يا ايها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و يجرمنّكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ‘ انّ الله خبير بما تعملون‘‘ (سورة المائدة 8 ) صدق الله العظيم و السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته    من بلاد الغربة، باريس في يوم الجمعة 6 شوال1428هـ الموافق 19أكتوبر 2007م احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس عبد السلام بو شدّاخ [1] – (المصدر: نشر على موقع الحوار.نت (ألمانيا) يوم 18 أكتوبر 2007) (*) الأستاذ نور الدين البحيري : وجه من الوجوه السياسية الشابة من ذوي الميولات الإسلامية ناضل من موقعه في الجامعة التونسية ثم في المحافل القضائية والساحة العامة ضد سياسة القهر والاستبداد والاستلاب فكانت دعوته على هذا الأساس للإسهام في أعمال اللجنة العليا لإعداد الميثاق الوطني كممثل عن العائلة الإسلامية في البلاد. ولقد تم إنجاز هذه الوثيقة « رؤية في الميثاق الوطني  » التي هي بين يدي القارئ اليوم مساهمة في الجهد الوطني من أجل إرساء أرضية حوار ومشاركة من أجل إعداد الميثاق الوطني الذي تم إنجازه بعد ذلك وكان الأستاذ البحيري من بين الممضيين عليه. إن الميثاق الوطني الذي سعت كل الأطراف الفاعلة في البلاد بالإمضاء عليه إلى أن يكون عقدا أدبيا يرعى العموم المشترك من المبادئ والمفاهيم والتصورات بين أبناء هذا البلد ليترك المجال رحبا للخلاف والاختلاف المشروع لتصوغ كل التيارات السياسية والفكرية تفاصيل اختياراتها في سائر المسائل فتتوفر بذلك مجالات أخرى للحوار والتفاعل والتنافس النزيه بين برامج بما يخدم مصلحة تونس والتونسيين جميعا. الأستاذ نور الدين البحيري وجه من الوجوه السياسية الشابة من ذوي الميولات الإسلامية ناضل من موقعه في الجامعة التونسية ثم في المحافل القضائية والساحة العامة ضد سياسة القهر والاستبداد والاستلاب فكانت دعوته على هذا الأساس للإسهام في أعمال اللجنة العليا لإعداد الميثاق الوطني كممثل عن العائلة الإسلامية في البلاد. ولقد تم إنجاز هذه الوثيقة « رؤية في الميثاق الوطني  » مساهمة في الجهد الوطني من أجل إرساء أرضية حوار ومشاركة من أجل إعداد الميثاق الوطني الذي تم إنجازه بعد ذلك وكان الأستاذ البحيري من بين الممضيين عليه. إن الميثاق الوطني الذي سعت كل الأطراف الفاعلة في البلاد بالإمضاء عليه إلى أن يكون عقدا أدبيا يرعى العموم المشترك من المبادئ والمفاهيم والتصورات بين أبناء هذا البلد ليترك المجال رحبا للخلاف والاختلاف المشروع لتصوغ كل التيارات السياسية والفكرية تفاصيل اختياراتها في سائر المسائل فتتوفر بذلك مجالات أخرى للحوار والتفاعل والتنافس النزيه بين برامج بما يخدم مصلحة تونس والتونسيين جميعا.

 


 

ثقافة التّشكيك في حقوق الإنسان

 
باسط بن حسن (*) عجيب قدر مفهوم حقوق الإنسان في تاريخ المجتمعات العربيّة المعاصرة. فلقد ظلّ متنقّلا من غربة إلى أخرى داخل الخطاب السّياسيّ الذي يكاد ينفتح تارة لأفكاره المبشّرة بالحرّيات والمساواة ثمّ سرعان ما يوصد أمامه أبواب الشكّ والرّيبة في مدى جدواه العمليّة أو تأصّله في « هويّتنا الثّقافيّة ». ففيما عدا بعض اللّحظات التّاريخيّة التي تمّ فيها استلهام مفاهيم حقوق الإنسان في النّقاشات الحضاريّة التّحرّريّة مثل حوارات عصر النّهضة وحركات التحرّر الوطنيّ من الاستعمار وظهور وتطوّر حركة منظّمات حقوق الإنسان، فإنّ حقوق الإنسان قد أصبحت مجالا لهجوم عنيف من عديد التّيارات السّياسيّة والكتابات المحافظة بل و »التّقدّميّة »، ممّا زاد من إبهام المفهوم واستعصائه على العرب. ولقد تمحورت الهجومات على حقوق الإنسان عند العرب حول ازدواجيّة ممارسات حقوق الإنسان عند الدّول الغربيّة المستعمرة والامبرياليّة المهيمنة وتعارض مفهوم الكونيّة الذي تقترحه حقوق الإنسان مع « خصوصيّات » مجتمعاتنا. بل إنّ بعض الهجومات قد استعادت نقدا قديما وتاريخيّا للكونيّة في الغرب لتجعل منه نقدا مجرّدا وثابتا ومطلقا يشكّك في الكونيّة في حدّ ذاتها مهما اختلفت مصادرها ومنطلقاتها. ولكنّ كلّما ازداد نقد العرب لحقوق الإنسان حدّة طلع هذا المفهوم من غربته ليؤثّث مطالبتنا بالتّحرّر من الأنظمة المستبدّة ومحاربة الفساد والفقر والتّهميش والتّمييز والاحتلال. إنّنا أمام وضعيّة عجائبيّة. فمن ناحية تطالب مجتمعاتنا بقوّة بالمشاركة والدّيمقراطيّة والتّوزيع العادل للثّروات واستعادة مفهوم الدّولة الوطنيّة الحريصة على رفاهيّة الأفراد والمجموعات وحقّها في العمل والصّحّة والتّعليم الجيّد، ومن ناحية أخرى يلعن الخطاب السّياسيّ والثّقافيّ السّائد حقوق الإنسان ومؤامراتها التي تهدف إلى زعزعة « هويّتنا » واستقرارنا. فماذا نريد بالّضبط؟ إنّه مأزق يضع حقوق الإنسان في وضعيّة قصور مضاعف بين المعاناة من ازدواجيّة المعايير، أي ازدواجيّة بعض السّياسات الدّوليّة التي تبرّر الهيمنة باسم خطاب تستعمل فيه مبادئ حقوق الإنسان أداة عنف وسيطرة وإدارة للمصالح، والمعاناة من انفصام خطابنا الذي يسعى في مستوى الشّعارات إلى تحرّر عمليّ من واقعه المريض مع إنكار أدوات هذا التّحرّر، أي حقوق الإنسان. لقد اعتاد الخطاب السّائد عندنا أن يلقي بالمسؤوليّة عن مصائبنا والقبح المحيط بنا وتعطّل معانينا الحضاريّة على « الآخر » المهيمن والطّاغي وأن يبرّر مآسينا بثنائيّة « الآخر » الشرّ و »النّحن » الضّحيّة الخيّرة. وانسحبت هذه الرّؤية على علاقتنا بحقوق الإنسان لتتحوّل هي بدورها إلى شرّ جديد. ولكن يبيّن تفكيك بعض مظاهر تعامل العرب سلطات ونخبا مع مفهوم حقوق الإنسان أنّ هذه الرّؤية المبنيّة على الثّنائيّة السّاذجة تخفي في أعماقها رغبة عميقة واعية وغير واعية في تهميش حقوق الإنسان وإقصائها من مجال سؤال الحرّية. كما تبيّن أنّ وراء التّشكيك في حقوق الإنسان باسم ازدواجيّة المعايير و »الخصوصيّات » ألما أكبر هو ألم اسئلة وجودنا المجهضة على الدّوام. وفيما يلي عرض لأهمّ مظاهر التّشكيك في حقوق الإنسان في العالم العربيّ : 1. التّشكيك من منطلق احتقار الشّعوب إنّه تشكيك في حقوق الإنسان تعتمده قوى متعدّدة سياسيّة واقتصاديّة ومعنويّة تعتبر أنّ « الشّعوب » غير قادرة بطبعها على فهم التّحرّر وممارسته وعلى عيش الدّيمقراطيّة والمشاركة في صنع القرار. وتعتمد هذه الرّؤية على مفهوم الشّعب الطّفل والشّعب القاصر والمعوق الذي لا يمكن أن يرتفع بقدراته الذّاتيّة ليغيّر مصيره. فالشّعب في هذه الحالة كتلة من الأفراد تنتظر المخلّص الذي يوزّع الأدوار الاجتماعيّة ويمنح الرّفاهيّة. هذا التّشكيك المبثوث في أعمق أعماق السّياسات التّربويّة والثّقافيّة والإعلاميّة وفي تمثّلات المجموعة حول رؤيتها لذاتها كمجموعة سيؤدّي إلى إيمان الأفراد بقصورهم وعدم أهليّتهم بعيش الحرّية. وهذه القوى التي تستعمل قدراتها في سجن مفهوم الشّعب في عدم القدرة « الجينيّة » على التّحرّر وعيش تجارب حقوق الإنسان هي نفسها التي تعلي من قيمة هذا الشّعب ونضجه حين الحديث عن حماية « سيادة » الوطن والذّود عنه أمام » المخاطر الخارجيّة » أو حين تجميع أصواته في المناسبات الانتخابيّة التي تديم الاستبداد. ويستبطن الكثيرون هذا الاحتقار في نوع من العنصريّة الذّاتيّة، فيؤكّدون أنّهم غير قادرين على عيش تجارب حقوق الإنسان لأنّ طبيعتهم الإنسانيّة لا تتماشى مع حقوق الإنسان فهم « شعوب » لا يمكن أن تعيش إلأ في إطار تحكمه ثنائيّة الشّعب الخاضع والفرد المنقذ. 2. التّشكيك الانتقائيّ يعتبر أصحاب هذا الموقف أنّ هناك حقوقا بعينها لا يمكن لمجتمعاتنا أن تتمتّع بها إذ أنّ « خصوصيّاتنا » لا يمكن أن تتماشى في المطلق مع كلّ حقوق الإنسان بصفتها منظومة متكاملة وغير قابلة للتّجزئة. فهناك التزامات يمكن لحكومات دولنا أن تحترمها في إطار المعاهدات الدّوليّة المتعلّقة بحقوق الإنسان وهناك التزامات أخرى لا يمكن احترامها إنطلاقا من الخصوصيّات الثّقافيّة. ولكنّ ما نلاحظه هو أنّ شعارات احترام الخصوصيّة لا ترفع إلاّ عند تبرير انتهاك حقوق النّساء والأقلّيات والجماعات الضّعيفة والمهمّشة، ولا ترفع كذلك إلاّ عند الرّدّ على التّقارير الوطنيّة والدّوليّة التي تفضح انتهاك الحقّ في المشاركة السّياسيّة والعمل المدنيّ والنّقابيّ وانتهاك حرّية الرّأي والتّعبير والتّفكير والّدين. فإذا كان هؤلاء حريصين على حماية الخصوصيّات، فلماذا لا يطرحون هذه المطالبة بالحدّة ذاتها في علاقات الحكومات العربيّة بالمؤسّسات الماليّة الدّوليّة أو في إطارمفاوضاتها حول قضايا التّجارة العالميّة أو الملكيّة الفكريّة والهجرة أو في إطار التّعامل مع أزمات المنطقة وحقوق شعوبها؟ لقد حوّلت الانتقائيّة مسألة الخصوصيّات إلى سلاح يشهر فقط عند طرح قضايا حقوق الإنسان والحرّيات وخاصّة عندما تفتح نقاشات محلّية أو كونيّة حول قضايا مخصوصة مثل حقوق النّساء والعنف ضدّ المرأة والحقوق الجنسيّة والصحّة الإنجابيّة وحقوق الطّفل وحقوق اللاّجئين والأقليّات الدّينيّة والعرقيّة. فقضيّة الخصوصيّات بكامل تعقّدها وتاريخيّتها اختزلناها في ردود فعل مجرّدة ولا تاريخيّة لمحاربة الحرّية. ولم تؤدّ الانتقائيّة، ومنطق الأولويّات الإيديولوجي الذي انبنت عليه، في حقيقة الأمر إلى حماية مجموعة من الحقوق على حساب حقوق أخرى بل تحوّلت إلى أداة خبيثة لضرب كلّ الحقوق. فلا نظنّ مثلا أنّ تعطيل حقوق النّساء باسم الخصوصيّة قد صاحبته في نفس الوقت محاولات جدّية لتطوير حقوق الإنسان في الصحّة والتّعليم والعمل. لقد ظهرت الحكومات العربيّة في مؤتمرات حقوق الإنسان الدّوليّة التي انعقدت في القرن الماضي وخاصّة في المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان في فيينا (1993) كتلة واحدة تقود حركة مستميتة للتّشكيك في مبدإ كونيّة الحقوق. كما أظهرت المؤتمرات مأزقا حضاريّا أعمق للعرب في عدم قدرتهم على بلورة أجوبة تاريخيّة لأسئلة الحرّيات التي لا يمكن التهرّب منها باسم شعارات مطلقة ومنغلقة. 3.التّشكيك انطلاقا من اختلاف المرجعيّات وتلتقي مقولات هذه النّظرة حول فكرة أساسيّة وهي أنّ حقوق الإنسان نشأت في الغرب وهي قديمة عنده متأصّلة في تراثه فلا يمكن أن تكون بالتّالي صالحة لكلّ زمان ومكان. فهناك طبيعة خاصّة للإنسان الغربيّ المطلق تجعل قبوله للفكرة نابعة من وجوده ذاته. هذه الرّؤية المطلقة للآخر تؤدّي في النّهاية إلى اعتبار حقوق الإنسان فكرة مجرّدة لم تخضع لتطوّر تاريخيّ في تشكلّها أو لتوتّرات مفهوميّة وصراعات بين المدارس الفلسفيّة والسّياسيّة والقانونيّة. كما أنّ هذه النّظرة تتجاهل حقيقة نشأة حقوق الإنسان وتطوّرها في مجتمعات غربيّة شهدت قرونا من الاستبداد السّياسيّ والحكم المطلق وإنكارا للحرّيات الدّينيّة وحروبا وصراعات مذهبيّة دمويّة. وقد أدّى هذا التّشكيك في حقوق الإنسان بالتّركيز على كونها غربيّة إلى رفض حقوق الإنسان كلّيا واعتبار أنّ المرجعيّة الدّينيّة قدّمت حلولا وإجابات واضحة ونهائيّة لقضايا الإنسان ويكفي الرّجوع إلى منابع الإسلام وأصوله لبناء المجتمع المثاليّ. هذه الرّؤية التي تناسل ولا زال يتناسل من خلالها هذيان الأصول بعنفيه الماديّ والرّمزيّ، خلقت وضعيّة لا تحتمل تبدو فيها الهوّة شاسعة ولا يمكن تجسيرها بين حقوق إنسان غربيّة وغريبة عن حضارتنا وإسلام لا تاريخيّ تكفي استعادته في مطلق قداسته لتحقيق سعادة الأمّة. هذه الرّؤية التي تغلغلت في ثقافتنا السّياسيّة وفي الخطاب الدّينيّ والتّربويّ ساهمت في خلق أجيال من العرب الذين يحلمون بجنّات الماضي ويعجزون عن تبيّن حلول لمشاكلهم خارج الأنماط الذّهنيّة المطلقة. أجيال تعتبر إنكار حقوق الإنسان وأسئلتها الملحّة عن العلاقة بين السّلطة والحرّية وموقع « سيادة » الفرد وحيّزه الشّخصيّ في الأنماط التّقليديّة لتنظيم المجتمع وبناء أمثلة تاريخيّة لتحويل المجتمعات عن طريق الكرامة والمساواة والعدالة والحرّية، تعتبرها مدخلا لقتل الآخر المتعدّد فيها والعودة إلى صفاء الماضي. إنّه مطلق الهذيان الذي ساهم في إنتاج خطاب العنف والتّكفير والاستئصال والتّطرّف والإرهاب. وهو ما وقف سدّا منيعا أمام تغلغل ثقافة حقوق الإنسان في مجتمعاتنا وحرمها من فرص تاريخيّة لإحراز تقدّم في مجالات الحرّيات والدّيمقراطيّة والتّنمية. وإلى جانب هذا التّشكيك الجذريّ، نجد موقفا آخر يؤكّد أصحابه على أنّ حقوق الإنسان ذات مرجعيّة غربيّة بالأساس، ولكن بعض هذه الحقوق لا يتعارض مع المرجعيّة الدّينيّة. وهؤلاء يأخذون أمثلة من النّصوص الدّينيّة للّتاكيد على أنّ الإسلام احتوى حقوق الإنسان فهو لا يختلف عنها. ولكن رغم الايجابيّة النّسبيّة لهذه المقاربة التي تحاول إيجاد حلّ للتّوتّر المفهوميّ بين حقوق الإنسان والإسلام، فإنّها تبدو مرتبكة مثل كلّ المحاولات التوفيقيّة بين نظامين مختلفين، وتبدو لنا غير قادرة على الإجابة عن بعض التّساؤلات الأساسيّة. فهل مقاربة الدّين لموقع الإنسان في الكون وفي المجتمع هي نفسها التي عبّر عنها تطوّر المدارس الفلسفيّة التي فكّرت بأشكال متنوّعة في مفهوم حقوق الإنسان؟ وهل ينظر الإسلام في جوانبه التّشريعيّة إلى قضيّة السّلطة والحرّية والعدالة والمساواة والكرامة نفس النّظرة التي بلورتها نظريّات حقوق الإنسان بدءا من إعلانات حقوق الإنسان الأولى في القرن الثّامن عشر وصولا إلى الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان؟ وهل تنظر المرجعيّة الدّينيّة على اختلاف مذاهبها إلى مواضيع مثل حرّية الرّأي والتّعبير والتّفكير والدّين وحقوق النّساء والأقلّيات بنفس النّظرة التي تبلورت تدريجيّا في اتّفاقيّات وإعلانات حقوق الإنسان الدّوليّة؟ إنّ المطلوب ليس القيام بمحاولات توفيق سطحيّة توشّح بمقولات تراثيّة مختارة بعناية عن فضائل التّسامح وتكريم الإسلام للبشر، بل البحث المتـانّي والجريء من أجل تبيّن خصوصيّة كلّ مرجعيّة في تاريخيّتها، والقبول بحقوق الإنسان كأداة نقد لمساءلة الثّقافة والدّين وتخليصها من كلّ ما لا يحتمل إنسانيّا اليوم. وعلينا أن ننتقل من محاولة استعمال حقوق الإنسان لتبرير أولويّة الدّين إلى اجتهادات شجاعة تبرز خطر إقحام الدّين في أمور تتعلّق بالسّياسيّ في معناه الشّامل وعدم قدرة الدّين فعليّا على الإجابة عن أسئلة السّياسيّ وقضاياه. 4.التّشكيك المتعالم وهذا النّوع من التّشكيك يجمع تحت سقف واحد عددا مختلفا ومتنوّعا من الكتّاب والمفكّرين والقانونييّن. إنّ ما يثير الانتباه في مواقف هؤلاء المشكّكة في كونيّة حقوق الإنسان هو أنّهم ينطقون من مرجعيّة « حداثيّة » فتراهم يصمّون آذاننا بآرائهم المستقاة من أمّهات مصادر الفكر الحديث عن الدّولة والفرد والمجتمع المدنيّ والعلمانيّة ولكنّهم يسارعون باعتماد أيّ موقف يشكّك في حقوق الإنسان. وكأنّ حقوق الإنسان جسد غريب ترعرع خارج إطار هذا الفكر الحداثيّ أو مابعد الحداثيّ. هذه التّرسانة المعرفيّة التي يتوسّلون بها لفرض آرائهم المتعالمة والمتحذلقة ساهمت في مزيد إرباك علاقتنا بحقوق الإنسان وفي عدم فهم أصولها وتطوّراتها. هذا التّشكيك يعتمد على شذرات من النّقد الذي وجّه لحقوق الإنسان بدون إرجاعها إلى الحوارات الكبرى التي أدّت إلى تطوّرها. لذلك فهو تشكيك يؤدّي إلى انقطاع أصحابه في الوقت ذاته عن فهم حقوق الإنسان ومختلف أنواع النّقد الذي صاحب نشأتها وتطّورها وإلى انحباسهم في منظومة ايديولوجيّة مغلقة لا فكاك منها. إنّها المعرفة العرجاء التي تبشّر بانفتاحات الفكر والتّطوّر ونقد الأنساق الميتافيزيقيّة ولكنّها في نفس الوقت تجعل من حقوق الإنسان مجموعة عقائد ميتافيزيقيّة متعالية عن التّاريخ وتهاجمها انطلاقا من هذا التّصوّر الذي ابتدعت وهمه. إنّ الوهم الذي يروّجه التّشكيك المتعالم عندنا هو أنّ كونيّة حقوق الإنسان مفهوم مطلق وهي تجريد لمسار انطولوجيّ مخترق لكلّ زمان ومكان وبالتّالي فهي لا يمكن أن تخدم إلاّ رؤية واحدة للإنسان نشأت مع مدرسة القانون الطّبيعيّ وقنّنت في إعلان حقوق الإنسان والمواطن في فرنسا لسنة 1789 . هذه الرّؤية التّبسيطيّة هي السّائدة في الكتابات القليلة باللّغة العربيّة حول حقوق الإنسان ولكنّها خلقت التباسا تاريخيّا أساسيّا إذ جعلت أصول فكرة حقوق الإنسان حكرا على الإرث اللّيبراليّ الغربيّ ورسّخت في الأذهان معارضة لحقوق الإنسان على اساس أنّها لا تخدم سوى رؤية مركزيّة غربيّة واحدة للإنسان. إنّ حصر كونيّة حقوق الإنسان في لحظة واحدة من لحظات تطوّرها سيحجب عنّا إرثا معرفيّا هائلا من نقد الكونيّة المؤسّسة لحقوق الإنسان. فلقد وجّه كتّاب مختلفون مثل بنتهام وكونت ومايستر وهيجل وماركس، في شبابه، نقدا أساسيّا لفكرة كونيّة حقوق الإنسان في شكلها المجرّد وساهموا في توسيع النّقاش حول الكونيّة وحول تاريخيّة الحقوق وعدم تعاليها. ولقد تواصل النّقاش حول الكونيّة وتاريخيّة الحقوق في كتابات حنّا أرندت ونوربرتو بوبيو واتيان باليبار وميشال فوكو لتطرح رؤى حول المواطن المجرّد والإنسان الفرد الواقعيّ وحول علاقة مرور فكرة الحقّ من شكلها المجرّد إلى شكلها التّاريخيّ المؤثّر في المجال السّياسيّ. لقد ساهمت كلّ أنواع النّقد للكونيّة في إعادة تعريف حقوق الإنسان فهي لم تعد امتيازات مجرّدة يتمتّع بها المواطن في إطار المجموعة بل هي الطّريقة التي يتواصل من خلالها الأفراد ويتفاعلون ليؤسّسوا مع بعضهم هذه الحقوق في الواقع التّاريخيّ ويؤسّسون من خلالها رؤيتهم للعيش المشترك. إذاً فحقوق الإنسان ليست فكرة مجرّدة بل هي عمل تاريخيّ متواصل. ولقد حاول باليبار تلخيص تطوّر حقوق الإنسان فيما سمّاه باللّحظتين الأساسيّتين للحداثة. ففي اللحظة الأولى كفّت فكرة المواطنة عن الإحالة على وضع امتيازات مغلق حسب الجنس أو المنشإ أو الملكيّة أو الدّين أو الإنتماء. فلأوّل مرّة في تاريخ الحضارات ارتبطت فكرة المواطنة بحقّ كونيّ في المشاركة السّياسيّة عبّر عنها إعلان الحقوق الفرنسي. ولكنّ هذه اللّحظة لم تمنع ظهور مبادئ جديدة للإقصاء واستفحال أخرى ممّا أدّى إلى ظهور لحظة ثانية للحداثة أصبحت فيها إشكاليّة المواطنة مرتبطة وثيق الارتباط بالمطالبة بالعدالة الاجتماعيّة وبتطوّر لا متناه للإصلاح والتّغيير الاجتماعيّ. وتكون المساواة في هذه اللّحظة بناء تاريخيّا وليست مجرّد معطى انثروبولوجيّ بينما تكون الحرّية اكتشافا ماديّا وليست مجرّد مبدإ. وسنجد صدى لكلّ هذه الحوارات والرّؤى في الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان لسنة 1948 والاتّفاقيّات الدّوليّة التي حاولت الجمع بين الحقوق المدنيّة والسّياسيّة والحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثّقافيّة. إنّ التّشكيك العالم حين يمسح ثراء النّقاشات والمفاوضات الكبرى النّقديّة لحقوق الإنسان يؤدّي في نهاية الأمر إلى بناء ثقافة شموليّة تنظر إلى المفاهيم نظرة كلّية منزوعة عنها تاريخيّتها. إنّ انواع التّشكيك في حقوق الإنسان الحادّة حينا والملتبسة حينا آخر التي سبق ذكرها قد ساهمت في غربة هذا المفهوم في مجتمعاتنا وفي صعوبة بناء ثقافة سياسيّة تستوعب اشكاليّات وآفاق مفاهيم المواطنة والحرّية والمساواة والعدالة الاجتماعيّة. وأدّى ذلك إلى مآزق أخرى لا تقلّ خطورة على ثقافة مجتمعاتنا السّياسيّة. فقد انحصر النّقاش حول حقوق الإنسان في استيهامات مجرّدة عن أصولها الغربيّة ومدى « تأصّلها » في ثقافتنا ومدى تهديدها كذلك لـ »هويّتنا » ومرجعيّتنا الدّينيّة، وتمّ بذلك تغييب النّقلة الاساسيّة التي أحدثتها حقوق الإنسان في مختلف تطوّراتها على الوعي بالسّياسيّ. فرغم تعدّد الحقوق ومصادرها واختلاف طبيعتها القانونيّة أحيانا وصعوبة تطبيقها في بعض الحالات، فإنّها تبقى مع ذلك أداة عمل أخلاقيّ وتاريخيّ لمساءلة السّياسيّ وإثرائه بمفاهيم المواطنة والعدالة الاجتماعيّة. كما أضفت حقوق الإنسان على ممارسة السّياسة مجموعة من المبادئ والقيم مثل المساواة والحرّية والعدالة والكرامة حتّى تخرج من أنفاق المنفعيّة المتوحّشة التي تأكل الأفراد والبلدان. لقد أخرجت ثقافة التّشكيك في حقوق الإنسان المفهوم عن أسئلته وامكاناته التّاريخيّة والأخلاقيّة وحوّلته إلى مجال ريبة. هذا المأزق لم يجعل حقوق الإنسان شيئا متعاليا على حياتنا ومتناقضا مع تاريخنا فقط، بل جعله عاملا من العوامل الأساسيّة في إنكارنا لما يؤسّس إنسانيّتنا. (*) ناشط حقوقي تونسي (المصدر: موقع « الأوان » بتاريخ 19 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=2177&Itemid=18

مجتمعات التكفير ومجتمعات التفكير

     

 
د. محمد الحداد (*)     خصّص الشيخ يوسف القرضاوي حصته الدينية على قناة « الجزيرة » مساء الأحد 30-09-2007 لموضوع التكفير، وأقرّ الشيخ بأنّ هذه الظاهرة استفحلت وتعدّت الحدود المعقولة وأصبحت تهدّد الأفراد والجماعات. وحاول الشيخ جاهدا أن يخفف من حالات التكفير بالحدّ من أسبابه والاقتصاد في ضوابطه، ولم يخطر على باله أن يناقش المبدأ نفسه، هل يجوز في العصر الحديث أن ينتصب أشخاص أو هيئات أو مؤسسات مهمتها تكفير البشر؟ هذا سؤال لم يطرح عليه ولم يطرحه على نفسه. لكنّ اهتمام رجال الديانة التقليدية بقضية التكفير وانزعاجهم منها وحيرتهم أمامها هو أمر جدير بالانتباه والتحليل وهو لا يخلو من الدلالات. وكان الشيخ القرضاوي أحد المشاركين البارزين في مجموعة من الندوات الدينية الضخمة التي عقدت سنتي 2005 و2006 حول الموضوع نفسه، وكانت النية من تنظيمها الحصول على نوع من الإجماع المعاصر للحدّ من التكفير، باعتبار الإجماع أحد المصادر الأربعة للتشريع الإسلامي. فدعي إليها كلّ من اعتبر داخلا في تحقيق الإجماع، من ممثلي الدول الإسلامية وممثلي الإسلام الرسمي وممثلي الإسلامي السياسي المصنفين في خانة الاعتدال والشخصيات الإسلامية المستقلة وأصحاب المجلات الإسلامية وممثلي الأقليات الإسلامية في العالم، إلى غير ذلك. وحصل نقاش حول مشاركة بعض الشخصيات المعترف بإشعاعها والمشكوك في استقامتها الدينية مثل محمد أركون فدعي إلى إحدى الندوات ثم سحبت منه الدعوة واستقرّ الرأي بأنّ الإجماع يمكن أن يحصل بغيابه. وعلى سبيل المثال فقد جمع عدد ضخم من الفتاوى والتوقيعات حول الموضوع في كتاب عنوانه « كتاب إجماع المسلمين على احترم مذاهب الدين » ساهمت فيه 552 شخصية من 84 دولة أجابت على ثلاثة أسئلة: من هو المسلم؟ من له الحقّ في التصدّي للإفتاء؟ متى يجوز التكفير؟ وحاول الجميع التضييق من حالات التكفير ومنح أنفسهم دون غيرهم حقّ الفتوى. ومن أهم رجال الديانة التقليدية الذين ساهموا في هذا « الإجماع » إضافة إلى الشيخ القرضاوي كلّ من محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر وعلي خامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية بإيران وعلي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى في العراق. ولئن تحقّق هذا الإجماع العصري واتفق رجال الديانة التقليدية على محاصرة التكفير فإنّ الظاهرة لم تتراجع بل ما فتئت تنمو وتتضخم. ومن الواضح أن رجال الديانة التقليدية من رسميين ومعارضين ومستقلين قد فقدوا السيطرة على الخطاب الديني وعلى سوق الفتوى في عصر المعاملات الرقمية. ومن حقهم أن ينزعجوا لأنّ آخرين أصبحوا ينافسونهم في أدوارهم التاريخية ولأنّ نفوذهم الديني لم يعد ميدانا حصريا. ولو سمح هؤلاء بفتح ندواتهم أمام مختصين في علم الاجتماع الديني لاستفادوا من التحاليل العميقة التي كان ماكس فيبر قد قدّمها حول هذه الظاهرة، أقصد ظاهرة انفجار المؤسسات الدينية التقليدية أمام تشابك وتعقّد العلاقات الاجتماعية في العالم المعاصر وانتشار ما أسماه فيبر « المشاريع الصغرى المنافسة في إدارة المقدّس ». وهذا الوضع الجديد غير المسبوق لا يمكن مواجهته بالأساليب القديمة مثل إصدار الفتاوى والبحث عن إجماع الشيوخ. ولا مناص من تأسيس جديد للقضية الدينية في مجتمعاتنا إذا أردنا أن نخرج من الحلقة المفرغة للتكفير والعنف ونأينا بأمن مجتمعاتنا ومصير أجيالها أن تكون رهينة بأيدي العقائديين من مختلف الأصناف. وليس هنا مجال التوسع في هذه القضية (أحيل على كتابي: ديانة الضمير الفردي ومصير الإسلام في العصر الحديث. بيروت، دار المدار، 2007). ما بدا لي مهمّا وأنا أتابع الحصة الدينية للشيخ القرضاوي بعد أن تابعت سابقا وقائع ندوات مناهضة التكفير أنّ رجال الديانة التقليدية يعيشون حقا حالة أسف وحيرة، إذ من الواضح أنّ المارد خرج من قمقمه والسحر قد انقلب على الساحر. فلقد كان التكفير سلاحا يستعمله رجال الديانة التقليدية محافظة على مكانتهم الاجتماعية، وكانوا في السابق مسيطرين على قواعد لعبة هم الذين ضبطوا قواعدها. ولهذا السبب كانوا مقتصدين في استعمال هذا السلاح مدركين أنّهم لو أفرطوا في استعماله لانفضّ الناس من حولهم ولو طبقوا كلّ ضوابطهم في الكفر والإيمان لما بقي حولهم الكثير من الأتباع يؤدون لهم الزكاة والعشر ويستأمنونهم في أخصّ قضاياهم. فعلى سبيل المثال، ذكر الشيخ عبد القاهر البغدادي في كتابه المشهور « الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم » أنّ أهل السنة والجماعة « أجمعوا على وقوف الأرض وسكونها وأن حركتها إنما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها، خلاف قول من زعم من الدهرية أن الأرض تهوى أبدا ». وأغلب المسلمين اليوم قد خرقوا هذا الإجماع وخرجوا عن عقيدة الفرقة الناجية بعد أن تأكد علميا أنّ زعم الدهرية هو الصحيح. وسكت رجال الديانة التقليدية عن هذه المعصية بل أصبحوا يتسابقون في تأكيد سبق أسلافهم بالقول بدوران الأرض قبل العلم الحديث. كان التكفير في عهد قريب يستعمل للترهيب لا للتنفيذ وضحيته من الأفراد لا الجماعات وهم في الغالب بعض المثقفين العزّل الذين عبروا عن آراء قد تكون صوابا أو خطأ لكن رجال الديانة التقليدية عجزوا عن فهمها أو ردّها (أو الإثنين معا). وكما كفّر البغدادي قديما القائلين بدوران الأرض فقد كفّر بعض الفقهاء حديثا قاسم أمين عندما أصدر كتاب « تحرير المرأة » (1899) و »المرأة الجديدة » (1900) وطاهر الحدّاد عندما اصدر « إمرأتنا في الشريعة والمجتمع » (1930) والحبيب بورقيبة عندما أصدر مجلة الأحوال الشخصية التونسية (1956). وليس موقف المحدثين في تكفير هؤلاء بأقلّ غرابة من موقف البغدادي، فالكلّ يريد للأرض أن تتوقف عن الدوران وللتاريخ أن لا يتقدّم وللمجتمع أن لا يتطوّر. وقد حكمت هيئة كبار العلماء بالجامع الأزهر بتاريخ 12-08-1925 بإخراج الشيخ علي عبد الرازق من زمرة العلماء بسبب تأليفه كتاب « الإسلام وأصول الحكم » (1925) ويقضي هذا الحكم بسحب شهاداته الأزهرية ومنعه من الوظيفة العمومية واعتبرت الهيئة أنه أساء إلى النبيّ عندما ذكر أن حروبه لم تكن دينية، ومما ورد في حيثيات الحكم: « الشيخ علي لا يمنع أن يصادم صريح آيات الكتاب العزيز فضلا عن صريح الأحاديث المعروفة ولا يمنع أن ينكر معلوما من الدين بالضرورة »، وهذه المآخذ يترتب عليها كفره. وبعد ذلك نشر طه حسين كتابه « في الشعر الجاهلي » (1926) فتعرض بدوره للتكفير وسحب الكتاب من الأسواق ثم صدر في طبعة معدلة بعنوان « في الأدب الجاهلي ». وتعرض للتكفير محمد أحمد خلف الله عندما تقدّم بأطروحة موضوعها « الفن القصصي في القرآن » (1947) وتجاوز التكفير شخصه لينسحب على الشيخ أمين الخولي بسبب إشرافه على الأطروحة. وكفّر الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي لقوله: إذا الشعب يوما أراد الحياة / فلا بدّ أن يستجيب القدر وكفّر الشاعر جميل صدقي الزهاوي لقوله: لمّا جهلت من الطبيعة أمرها / وأقمت نفسك في مقام معلّل أثبتّ ربّا تبتغي حلاّ به / للمشكلات فكان أكبر مشكل وكلّ الذين ذكرناهم أصابتهم أنواع من الأذى لكن لم يتعرض أحد منهم إلى القتل، بل لم يمنع تكفير طه حسين من توليه وزارة المعارف، ولا تكفير علي عبد الرازق من توليه وزارة الأوقاف، ولا تكفير خلف الله من أن يصبح كاتبا مشهورا، الخ. هذا ما كان عليه الحال في بداية القرن العشرين. أما نهاية القرن فقد شهدت انعطافا خطيرا في قضية التكفير. إذ تعاظم حضور الجماعات الدينية المتطرفة وحلّ نوع من توزيع المهام بينها وبين بعض المؤسسات الدينية الرسمية، هذه تفتي بالتكفير ولا تنفذ كما كان عليه الأمر منذ قرون، وتلك تقوم بالمهمة القذرة. فكأنّ الأولى تمثل السلطة التنفيذية في مجتمع التكفير والثانية تمثل السلطة القضائية. أما السلطة التشريعية فيمثلها عشرات الفقهاء الأموات الذين يتواصل حضورهم ونفوذهم من خلال مؤلفاتهم المليئة بأحكام التكفير. هكذا تمثل الانعطاف في تحوّل التكفير إلى أحكام تنفيذية، فأصبحت له تبعات أكثر خطرا من تلك التي عرفت في بداية القرن. فهذا أستاذ جامعي يطلق من زوجته الأستاذة الجامعية بدون رغبة منه ولا منها ولكن بقرار من مؤسسة التكفير (نصر حامد أبو زيد)، وهذا كاتب صاحب شهرة عالمية لم يشفع له تقدّمه في السنّ وحصوله على أكبر الجوائز الأدبية يتعرّض لمحاولة اغتيال غادرة (نجيب محفوظ). لقد أصبحت الحركات المتطرفة الذراع العسكري لمؤسسات التكفير بل أصبحت تضغط على هذه المؤسسات وتضعها في الحرج لتستصدر منها الفتاوى ضد بعض أعدائها. وفي حالات نادرة وهي الأسوأ والأخطر تنجح هذه الجماعات في توجيه المؤسسة الدينية والسياسية معا لتحقيق أغراضها. حصل ذلك في السودان سنة 1985 وكان ضحيته الشيخ محمود محمد طه. كان الرئيس النميري قد قرّر الانتقال من المعسكر الاشتراكي إلى المعسكر الغربي وفكّر في استمالة شعبه الثائر ضدّه بارتداء جبة الدين وأراد أن يعيد في القرن العشرين قصة والي الكوفة الذي تقرب لله يوم العيد بذبح الجعد بن درهم، فتقرب النميري إلى حسن الترابي وحركته وقدّم عربونا لصدق إسلامه تنفيذ حكم بالردّة بحق شيخ تجاوز عمره 76 عاما بمقتضى فتوى تكفيرية صادرة ضده قبل 17 سنة. لم ينتبه رجال الديانة التقليدية إلى خطورة الانتقال من التكفير مقولة ترهيبية إلى مقولة تنفيذية، بل لعلهم قد شعروا ببعض الرضا، ولم يدركوا أن الأمر سينقلب عليهم يوما ما. وجاء هذا اليوم سنة 1977 عندما اغتالت الجماعة المعروفة بـ »التكفير والهجرة » الشيخ محمد حسين الذهبي، وهو عالم أزهري مرموق كان مواليا للسلطة مثل أغلب رجال الديانة التقليدية. ولعلّ خطة تقاسم الأدوار التي ذكرنا جاءت نتيجة هذا الحادث وفي محاولة ضمنية لتفادي الاصطدام المباشر والعنيف بين « الإسلامين » التقليدي والحركي. فلئن اختلفا حول تكفير الحكام فإنّهما يدركان أنّ تكفير المثقفين هو أكثر يسرا وسلامة. يبدو أننا دخلنا مرحلة ثالثة مع بداية القرن الحادي والعشرين، وتحديدا بعد تفجيرات أيلول/ سبتمبر 2001، وهي مرحلة أصبحت المبادرة فيها بين أيدي ما يطلق عليه رجال الديانة التقليدية أنفسهم تسمية « الحركات التكفيرية ». هذه الحركات التي تمثل يمين اليمين الديني لم تعد تشعر بالحاجة إلى مراجعة رجال الديانة التقليدية بل تتجاوزهم وتتهمهم بالتهاون وقد تراهم بالعين التي رأت بها الشيخ الذهبي بسبب علاقاتهم بذوي السلطان وتفضيلهم المآدب في الفنادق على الجهاد في الخنادق. وقد حاول رجال الديانة التقليدية أن يثنوا تلك الجماعات عن التعرض للبلدان الخليجية التي تتبرع لهم بالأموال، وحاولوا أن يثنوها عن التعرض لبريطانيا التي تؤوي إقاماتهم واجتماعاتهم وأرصدتهم، ولو استفتوا قبل تفجيرات 2001 لكانوا من المعارضين إدراكا منهم لما ستؤول إليه من عواقب سيئة على مصالحهم، لكنهم لم يفلحوا في شيء من ذلك. فالجماعات التكفيرية أصبح لها علماؤها ومفتوها واستقلت بقراراتها وهيئاتها التكفيرية. هذا تطوّر مضرّ لا شكّ بمصالح رجال الديانة التقليدية لأنه يمثل منافسة قوية لأدوارهم وتعديا سافرا على مواقعهم الاجتماعية، وحالهم مثل حال التجار الرسميين عندما تحيط بهم السوق السوداء، كل يريد أن يسيطر على موارد البضاعة ومصادرها والبضاعة هنا هي تكفير البشر. لكن إذا ما أغرقت السوق بفتاوى التكفير وانعدمت ضوابط العرض والطلب أدّى ذلك إلى إفلاس كبار التجار. لا ينفي قولنا هذا أنّ رجال الديانة التقليدية هم في الغالب أناس يميلون إلى المسالمة رغم خطاباتهم العنيفة لأن قرونا من ممارسة السلطة المعنوية علمتهم أنّ ما لا يدرك كله لا يترك كله، لذلك قلنا إنّهم لا يميلون إلى الإكثار من التكفير الفعلي ولا يشعرون برغبة حقيقية في تحوّل فتاواهم التكفيرية إلى أحكام تنفيذية. والمشكل اليوم أنّ المفتي الذي يتبرع بالفتوى لمجرد تبرئة الذمة لم يعد يتحكم في عواقب فتواه وقد يصبح مسؤولا عن عمليات عنف تضعه تحت طائلة المحاسبة. حقّا لقد أصبحت الفتوى مهنة خطيرة ومرهقة بعد أن كانت شغلا يسيرا يدرّ على صاحبه المكاسب الوفيرة. إنّ التكفير في مجتمعاتنا مهنة من المهن مثل الزراعة والهندسة والطب، مع فارق أن حاجة المجتمعات متأكدة للمزارع والمهندس والطبيب لكنها لا تحتاج حقيقة إلى مئات الأشخاص من الذين احترفوا مهنة التكفير فلا يتقنون سواها. وليست القضية اليوم أن نقوم بتنظيم هذه المهنة الطفيلية ونراجع ضوابط التكفير نحو التخفيف منها ولكن أن نتساءل عن شرعيتها وعن جواز التكفير أصلا. كلّ الأديان تقريبا قد تخلت عن التكفير: البوذية والهندوسية لم تعرفاه إلا في فترات نادرة من تاريخيهما، اليهودية قرّرت منذ قرون ربط الانتماء إليها بالمولد لا بالعقيدة، البروتستانتية تخلت نهائيا عن التكفير منذ القرن الثامن عشر، الكاثوليكية هي أكثر الديانات الأخرى محافظة وما زالت تحتفظ بعقوبة الطرد من الكنيسة غير أنّ هذه العقوبة لم تعد لها اليوم عواقب على حياة الأشخاص وممتلكاتهم ولا تشمل إلا رجال الدين الذين إذا أطردوا من الكنيسة عادوا مواطنين عاديّين في المجتمع. الإسلام يظلّ الدين الوحيد الذي يحتفظ بسيف التكفير مسلطا على البشر ومتضمنا تبعات اجتماعية خطيرة هي القتل وتطليق الأزواج والحرمان من الميراث وغير ذلك. هذا هو لبّ القضيّة، فالاعتراض ليس على تصنيف الناس إلى كفّار ومؤمنين، مع أنّ هذا التصنيف غبيّ لا معنى له (كلّ مؤمن هو كافر من وجهة نظر إيمان آخر)، ولكن حول التبعات الجنائية للتكفير باعتباره دعوة متضمنة للقتل والاعتداء على الغير. هل يمكن أن ترضى المجتمعات الحديثة بهذا الوضع؟ كلّ الشرائع والقوانين تعتبر إجراما ما تترتب عليه الجريمة، والتكفير هو من هذا الباب، يستوي أن تكون ضوابطه مشدّدة أو مخفّفة. والتكفير لا علاقة له بالخيانة العظمى التي تعتبرها بعض التشريعات الحديثة جريمة تستوجب القتل، فلا علاقة مثلا بين الإيمان بالملائكة والشياطين والوفاء أو الخيانة للوطن. والتكفير ليس ضروريا للمحافظة على الهويّة، فبئس الهوية هذه إذا كانت قائمة على مثل هذه المعتقدات ومتسلطة على الناس بحدّ السيف. التكفير في العصر الحديث هو جريمة، والجريمة تستوجب سنّ تشريعات لمعاقبتها. هذا هو المطلوب اليوم في كل المجتمعات العربية والإسلامية، ينبغي أن يصبح تعاطي التكفير ممنوعا بقوّة القانون الذي تتمثل وظيفته الأولى في حماية الأفراد في نفوسهم وممتلكاتهم. والمخالف ينبغي أن يعامل معاملة القتلة والإرهابيين. والمجتمعات الحديثة هي مجتمعات تفكير لا مجتمعات تكفير، لكل شخص الحريّة في التفكير والتعبير ما لم يعتد على حقوق الآخرين، يمكن أن توجد حساسيات مختلفة يمينية ويسارية، دينية وعلمانية، تراثية وحداثية، كلها تتخذ شكل المقترحات والمشاريع الفكرية ولا يفرضها أحد على أحد ولا يختار بينها المرء وسيف التكفير مسلّط عليه وعقدة الذنب تشلّ مواهبه الطبيعية. إذا زرت أي مكتبة في الغرب رأيت كتب سارتر الوجودي الملحد وريمون آرون اليميني وبول كلوديل الشاعر المؤمن مصنفة حسب الاختصاص وليس حسب الإيمان ومعروضة على اختيار القارئ دون حواجز، لماذا لا تتوفّر للمسلم نفس الحرية في التفكير والاطلاع ولماذا يعامل معاملة القاصر فيفرض عليه الفقهاء ما هو كفر وإيمان وحلال وحرام؟ ليس للقانون أن يلزم أحدا بالكفر ولا بالإيمان وعليه أن يحميهم جميعا من الاعتداء على الأرواح والأجساد والممتلكات وما كان سببا للجريمة ينبغي أن يعدّ جريمة ولقد حان الوقت لنبدأ في التحوّل من مجتمعات تكفير إلى مجتمعات تفكير. (*) كاتب وجامعي من تونس (المصدر: موقع الأوان، تصفح يوم 19 أكتوبر 2007)
 

    


كلمات بلا معنى في زمن بلا معنى ومحاولة للالتحاق بالألم

كفى ظلما كفى بغيا….طغاة بغاة لكن حفاة عراة يؤلمنا أن بلادنا صارت سجنا كبيرا يؤلمنا أن بلادنا صارت مرتع للصوص والناهبين يؤلمنا أن بلادنا صارت بلا روح.. بلا معنى يؤلمنا بلادنا صارت سادة وعبيد ومن لا يعجبه الحال فعليه بالرحيل يؤلمنا سجن الآباء والأساتذة في حين يمرح المجرمون والمتسكعون يؤلمنا أننا لم نعد نرى سوى ظلمة المصير ونسمع أصوات الموتى والرحيل آهات السجين بكاء اليتيم وأبوه حي سجين يؤلمنا أن يرمى بالشباب في السجون والتعلة الانتماء إلى دين فمتى يا الاهي يأذن لهذا الزمن بالرحيل زمن الخنوع والخضوع زمن الألم والإرهاب زمن فقدان الأوطان وحكم المجانين البغاة الطغاة ولكن…حفاة …عراة                                     حافظ بن عثمان
 


سجالات إخوانية في مصر

إعتبر أن الجماعة «تسرعت» في رفض تولي المرأة وغير المسلمين الحكم … مصر: العريان ينتقد برنامج «الإخوان»

 
القاهرة – الحياة أبدى القيادي البارز في جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر عصام العريان اعتراضاً على البرنامج الذي طرحته الجماعة الشهر الماضي على مجموعة من المثقفين والباحثين السياسيين في مصر، وذلك في أول تعليق له على البرنامج عقب الإفراج عنه قبل أيام. وأثار برنامج «الإخوان» انتقادات عدة للنقاط الواردة فيه مثل معارضة تولي المرأة وغير المسلمين للحكم، واقتراح الجماعة هيئة للعلماء تختص بالنظر في الأمور المطروحة على البرلمان. وعلى رغم أن العريان قال لـ «الحياة» إن «الجماعة تسرعت في طرح البرنامج، وكان ينبغي التريث قليلاً قبل طرحه»، إلا أنه انتقد أيضاً مهاجمي البرنامج معتبرا أنهم ركزوا على نقاط محددة ولم يناقشوا البرنامج تفصيلياً خصوصا أن فيه أموراً جديرة بالمناقشة. وانتقد محللون سياسيون نقاطاً عدة في برنامج «الإخوان» الذي طرحوه على نحو 50 شخصية من الباحثين والأكاديميين والكتاب، معتبرين أن فيه تراجعاً عن قبول الجماعة مبدأ الديموقراطية وتداول السلطة. وجاء البرنامج في 6 أبواب و15 فصلاً، غلب فيها الاتجاه الدعوي على الاتجاه السياسي. ورأى العريان في ما يتعلق بمسألة ترشيح المرأة وغير المسلمين، أن هذه المسألة تُترك للشعب. وقال: «كان من الأفضل أن نسكت عن هذه المسألة، والشعب يختار طبقاً لقناعاته الفقهية». وتابع: «الاختيار يكون طبقاً للتصويت وليس طبقاً للنصوص». وعن هيئة العلماء التي طرحت في البرنامج، رأى العريان أنها نقطة سلبية وتشتت الانتباه عن بقية البرنامج. وقال إن دور العلماء يجب أن يكون محدداً مثلهم مثل بقية المواطنين و «لا يجب أن نعطيهم تميزاً في الدستور». وأضاف: «ليس هذا دور العلماء في فقه أهل السنة». وطالب بإعادة صوغ تلك النقطة، مشيراً إلى إمكان دمجها مع النقطة الخاصة بالمؤسسات الدينية وتطوير الأزهر و «هنا لن تكون محل خلاف». ودعا إلى مناقشة البنود الاقتصادية في البرنامج، مشيراً إلى أن نجاحاً في الدول يقاس بمعدل نجاح أدائها الاقتصادي، مشيراً إلى تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا، معتبراً أن الفضل في استمراره في سدة الحكم كان نجاحه الاقتصادي وشعور الأتراك بذلك. وقلل من الحديث عن صعود «التيار المتشدد» في «الإخوان» على حساب تيار المعتدلين الذي ينتمي إليه، مؤكداً أن ما يحدث هو «مراهنات على خلافات وتضخيم لها». وقال إن «الإخوان» الآن جمعوا ما كتب حول البرنامج و «هم بصدد عقد مائدة مستديرة لمزيد من النقاشات»، متوقعاً أن تشهد النسخة الأخيرة تعديلات كثيرة. وسألته «الحياة» عن الموقف من إسرائيل، فأكد أن الإخوان «لو وصلوا إلى الحكم سيعترفون بإسرائيل ويحترمون المعاهدات، لكن اتفاقية كامب ديفيد ستطرأ عليها تغيرات وفقاً لما يناسبنا، ولا يعني هذا أننا نعلن الحرب ولكن سنقوم بمراجعة الاتفاقات والمعاهدات بما يتواءم مع المصلحة المصرية». وكانت محكمة مصرية أمرت قبل أيام بإطلاق العريان وتسعة من قيادات الجماعة، وألغت المحكمة قرار نيابة أمن الدولة العليا بحبسه على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم في شأن اتهامهم بالانتماء إلى جماعة أُسست بالمخالفة لأحكام القانون واستخدام الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافها. واعتُقل العريان و13 من قيادات «الإخوان» في منزل رجل الأعمال المهندس نبيل مقبل في آب (أغسطس) الماضي. وكانت السلطات اعتقلت العريان في حزيران (يونيو) من العام الماضي خلال تظاهرات لمناصرة قاضيين خضعا للمحاكمة بسبب صراع «نادي القضاة» مع الحكومة على خلفية مطالب تتعلق بقانون جديد للسلطة القضائية يكفل استقلالها. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 أكتوبر 2007)

العريان: حزب الإخوان يتعامل « بواقعية » مع إسرائيل

 
حمدي الحسيني  
القاهرة – قال الدكتور عصام العريان القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين أنه في حال وصول الحزب المرتقب للإخوان إلى السلطة في مصر فإنه سوف يتعامل « بواقعية سياسية » مع إسرائيل، وهو ما يفسر ما نصّت عليه الصيغة المتداولة لبرنامج الحزب التي تؤكد على احترام الحزب لكافة الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي وقعتها مصر. غير أن العريان، مسئول المكتب السياسي للجماعة، شدّد في حديث هاتفي لإسلام أون لاين على حق الحزب في السعي لمراجعة أو تعديل الاتفاقية في حال وجود « رغبة شعبية » في ذلك، كما أكد على وجوب الفصل بين موقف الحزب من إسرائيل وموقف الجماعة منها. وردًّا على سؤال لـ »إسلام أون لاين.نت » حول ما إذا كانت هذه الصيغة المتداولة لبرنامج الحزب تعني اعترافًا ضمنيًّا بإسرائيل المرتبطة مع مصر بمعاهدة سلام منذ 1979، قال العريان: « حزب الإخوان سيتعامل مع إسرائيل عبر واقعية سياسية تتسق مع الواقع القائم الذي يرى أن إسرائيل دولة قائمة ولها وجود على أرض الواقع، وبالتالي سيتعامل مع الواقع السياسي الذي تفرضه هذه الظروف ». وحول ما إذا كان الحزب سيسعى في حال وصوله للحكم إلى إلغاء اتفاقية كامب ديفيد التي تُعَدّ اتفاق الإطار لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، قال العريان: « لن يحدث ذلك، بل سيحترم الحزب كافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية بما فيها كامب ديفيد ». وأضاف قائلاً: « في حال وجود رغبة شعبية في إجراء أي تعديل سيتم ذلك وفقًا للقواعد الدولية التي تسمح لكل طرف بتحسين أوضاعه والاستفادة القصوى من أي معاهدات ». وتطرقت الصيغة شبه النهائية لبرنامج حزب الإخوان التي نشرتها « إسلام أون لاين.نت » إلى تمسك الحزب بـ »مبدأ احترام المعاهدات والاتفاقيات الدولية ». وأشار البرنامج أيضًا إلى أن القانون الدولي وكذلك المعاهدات الدولية تتيح جميعها « وسائل للتحقق من مدى التزام الأطراف بالمعاهدات، كما تتيح طرق مراجعتها إذا ما رأى أحد أطرافها أن ثمة غبنًا بالمعاهدة يضر بموقفه أو وضعه الأمني ». واعتبر العريان ما جاء في الصيغة شبه النهائية « كاف » لمعالجة أي جدل حول موقف حزب الإخوان من معاهدة كامب ديفيد ولا يحتاج لمزيد من التوضيح. وقال: « لن تتغير الصيغة الحالية في الصورة النهائية لبرنامج حزب الإخوان فيما يتعلق بمعاهدات كامب ديفيد، حيث يحترم الحزب في حال وصوله إلى الحكم في أي وقت الاتفاقيات الدولية بما فيها كامب ديفيد، مثل كافة الاتفاقيات الدولية الأخرى التي وقعتها مصر مع الأطراف الدولية؛ لأنه ليس من المعقول أن يتراجع كل حزب يصل إلى السلطة عن الاتفاقيات التي وقعتها الحكومات السابقة ». موقف الجماعة وفصل العريان بين موقف جماعة الإخوان وموقف حزبها السياسي من هذه القضية، مشددًا على أن « للجماعة موقفًا ثابتًا من إسرائيل ككيان مغتصب ». وأوضح قائلاً: « الإخوان (الجماعة) يرون أن إسرائيل دول غير شرعية ووجودها جاء نتيجة استغلال فترة ضعف مرت بها الأمة العربية واستغلتها الصهيونية العالمية في إقامة دولة على أرض فلسطين بطريقة غير شرعية، كما ترى الجماعة أن وجود إسرائيل باطل، وأن ما بُنِي على باطل فهو باطل، ولا يمكن الاعتراف بها ». وحول ما إذا كانت الجماعة مستعدة للاعتراف بإسرائيل في حال إذا تم إبرام تسوية نهائية إسرائيلية فلسطينية، قال العريان: « في حال إقامة دولة فلسطينية وإعادتها للقدس وعودة اللاجئين وتفكيك المستوطنات وهذه مطالب القوى الفلسطينية بما فيها حركتا حماس والجهاد، فسيكون لكل حادث حديث؛ لأن ذلك غير ممكن أن يحدث على أرض الواقع في الوقت الراهن، وإلى أن يتم ذلك لن يكون هناك اعتراف من الجماعة بوجود إسرائيل ». وردًّا على سؤال بشأن تفسيره للتباين القائم بين موقف الحزب والجماعة من إسرائيل، علّق د. عصام العريان: « الحزب السياسي دائمًا يكون وضعه مختلفًا (عن جماعة غير سياسية)، ويتعامل مع المعطيات القائمة بواقعية، بل إنه عادة ما يختلف موقف الحزب نفسه وهو في المعارضة أو خارج السلطة عن موقفه وهو في السلطة، باعتبار أن السياسة هي فن التعامل مع الواقع؛ لذلك فلا يوجد هناك تباين، كما أننا نجد اليوم حكومات عربية لا تعترف بإسرائيل ومع ذلك تسمح لها بفتح مكاتب تجارية على أراضيها وترتبط معها بعلاقات ومصالح تجارية ». وبشأن إمكانية اعتراف حزب الإخوان بإسرائيل، نسبت صحيفة « الحياة » اللندنية في عدد السبت 13-10-2007، للعريان قوله: « لو وصلوا إلى الحكم فسيعترفون بإسرائيل ويحترمون المعاهدات، لكن اتفاقية كامب ديفيد ستطرأ عليها تغيرات وفقًا لما يناسبنا، ولا يعني هذا أننا نعلن الحرب، ولكن سنقوم بمراجعة الاتفاقات والمعاهدات بما يتواءم مع المصلحة المصرية ». وقبل نحو أسبوع من عيد الفطر، أطلقت السلطات المصرية سراح العريان وتسعة من قيادات الجماعة تنفيذًا لحكم قضائي بعد فترة اعتقال دامت نحو شهرين، إثر اتهامهم بـ »الانتماء إلى جماعة أُسست بالمخالفة لأحكام القانون واستخدام الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافها ». ولم تعلن جماعة الإخوان المسلمون بشكل رسمي بعد عن برنامج حزبها السياسي، كما أنها ترفض التقدم بطلب للترخيص للحزب إلى لجنة الأحزاب المعنية بقبول أو رفض هذه الطلبات، باعتبار أن هذه اللجنة تسيطر عليها السلطة. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 16 أكتوبر 2007)

مرشد «الإخوان» لـ «الحياة»: ليس في قاموسنا شيء اسمه إسرائيل

 
القاهرة – الحياة قال المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر مهدي عاكف إن التعبير عن الرأي متاح للجميع داخل الجماعة، لكن القرار يصب في النهاية عند المرشد، مشيرا إلى أن «الإخوان» لا يعترفون ولن يعترفوا و «لا يوجد في قاموسهم شيء يسمى إسرائيل». واضاف: «ما نعترف به هو: عصابات صهيونية احتلت أرضاً عربية وطردت أهلها، وإذا أرادوا أن يعيشوا بيننا فسيكون داخل إطار فلسطين، وإذا أرادوا دولة فليس لدينا إلا المقاومة». وجاء موقف عاكف رداً على سؤال لـ «الحياة» عن إمكان اعتراف «الإخوان» بإسرائيل، بعدما قال رئيس المكتب السياسي للجماعة الدكتور عصام العريان أن «الإخوان» – في حال وصولهم إلى الحكم – «سيعترفون بإسرائيل ويحترمون المعاهدات، لكن اتفاقية كامب ديفيد ستطرأ عليها تغيرات وفقاً لما يناسبنا، ولا يعني هذا أننا نعلن الحرب ولكن سنقوم بمراجعة الاتفاقات والمعاهدات بما يتواءم مع المصلحة المصرية». وعن الانتقادات التي وجهت إلى برنامج «الإخوان»، قال عاكف: «إن الإخوان عندما طرحوا البرنامج إنما أرادوا أن يستمعوا إلى وجهات النظر المختلفة، واستمعنا إلى آراء كثيرة، وسنعقد حلقتين نقاشيتين للتباحث في النقاط محل الخلاف ونعرض وجهة نظرنا ونستمع إلى وجهة النظر الأخرى ثم نطرح البرنامج في صورته النهائية». وأكد أن كل الخيارات مفتوحة أمام «الإخوان» ويمكن تعديل النقاط محل الخلاف، مشيراً إلى أن اقتراح تشكيل «هيئة العلماء» (إحدى أكثر النقاط إثارة للجدل) كان «هدفه الإصلاح» وان أعضاءها سيكونون منتخبين. وفي الإطار ذاته، قال حبيب، صاحب فكرة «هيئة العلماء»، إن الفكرة جاءت في الأساس لإعطاء الأزهر مزيداً من الاستقلال، لكن الصياغة أفقدتها المعنى المراد. وأضاف إن هذه الفكرة «موجودة بالفعل في حياتنا السياسية الآن، فمجلس الشعب (البرلمان) يسأل الأزهر كثيراً في قضايا عدة، ولكن أعضاء مجمع البحوث معينون، وما طرحناه هو جعلهم منتخبين. وهي بذلك نقطة تحسب للإخوان وليس عليهم». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 أكتوبر 2007)

تصريحات عاكف إلى «الحياة» تثير تساؤلات … هل يعترف «الإخوان» بإسرائيل إذا صار العريان مرشداً؟

 
القاهرة – محمد صلاح     فتحت تصريحات أدلى بها مرشد «الإخوان المسلمين» في مصر السيد محمد مهدي عاكف، نشرتها «الحياة» أمس، مجالاً لجدل شديد حول موقف «الإخوان» من إسرائيل. فعلى رغم أن عاكف أكد أن الإخوان «لا يعترفون ولن يعترفوا ولا يوجد في قاموسهم شيء اسمه إسرائيل»، حين كان يعلق على رأي كان طرحه رئيس المكتب السياسي في الجماعة الدكتور عصام العريان نشرته «الحياة» الأسبوع الماضي ذكر فيه أن «الإخوان في حال وصولهم إلى الحكم سيعترفون بإسرائيل ويحترمون المعاهدات، لكن اتفاق كامب ديفيد سيطرأ عليه تغيرات وفقاً لما يناسبنا». إلا أن عبارة وردت في تصريحات المرشد أثارت ضجة بين أوساط الجماعة قال فيها عاكف إن «التعبير عن الرأي متاح للجميع داخل الجماعة، لكن القرار يصب في النهاية عند المرشد». وكشفت مصادر داخل الجماعة أن آراء طرحت بين أقطاب الجماعة مفادها أن كلام عاكف «يعني أن قضية الاعتراف بإسرائيل تزحزحت من منطقة التحريم إلى منطقة يمكن الاختلاف عليها»، مشيرة إلى أن مواقف الجماعة، من مرشديها وقادتها وأعضاء مكتب الإرشاد وقواعدها في المحافظات والمدن والقرى، قامت على مر السنين «على تحريم الاعتراف بإسرائيل» وأن علماء الإخوان استقروا على أن الاعتراف بالدولة العبرية «حرام حرام حرام». وذكرت المصادر أن أقطاباً في الجماعة فسروا كلام المرشد على أن أمر الاعتراف بإسرائيل «صار مرهوناً بشخصية المرشد وربما أعضاء مكتب الإرشاد وتجاوز الموقف المبدئي المحرم شرعاً». ولفت هؤلاء، بحسب المصادر، إلى أن جماعة «الإخوان المسلمين» لم تطرح منذ تأسيسها في العام 1928 على يد مرشدها الأول حسن البنا وحتى اليوم أمراً مخالفاً للدين للتصويت لأخذ رأي أعضاء مكتب الإرشاد أو المرشد فيه وفق القاعدة التي تقول إنه لا يجوز أن يــطرح أمر مقطوع به شــرعاً على التصويت. وأشارت المصادر إلى أن برنامج «الإخوان المسلمين» الذي طرحته الجماعة الشهر الماضي للنقاش العام أورد فقرة عن تشكيل هيئة للعلماء «يتعين على مجلس الشعب (البرلمان) أن يحصل على موافقتها في أمور الدنيا». كما لفت البرنامج إلى أنه «لا يجوز للبرلمان أن يقترع على أمر محرم شرعاً بثبوت القطع والقطع الدلالة». ورأت المصادر أن تلك الفقرة «تتناقض مع رأي مرشد الجماعة» الذي طرحه أمس في «الحياة». وسألت: «كيف يمنع الإخوان البرلمان من الاقتراع على أمر محرم شرعاً ويمنحون ذلك الحق لمكتب الإرشاد أو المرشد؟». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 أكتوبر 2007)

العريان: الإخوان لن يعترفوا بالكيان الصهيوني
 
القاهرة- فلسطين الآن- نفى رئيس المكتب السياسي في جماعة الإخوان المسلمين بمصر، الدكتور عصام العريان، أن يكون الإخوان قد اعترفوا بالكيان الصهيوني أو أنهم يفكرون في الاعتراف به، وأكد أنّ ما نقلته عنه بعض وسائل الإعلام المصرية والعربية تم اجتزاؤه بشكل مقصود بهدف الإساءة للإخوان المسلمين وليس لشخصه فقط. وأوضح الدكتور عصام العريان، الأمين العام السابق للمؤتمر القومي الإسلامي، في تصريحات أدلى بها لوكالة « قدس برس »، أنّ الضجة التي أثارتها بعض وسائل الإعلام حول استعداد الإخوان للاعتراف بالكيان الصهيوني مفتعلة لتشويه صورتهم، وقال « هذه ضجة مفتعلة لتشويه صورة الإخوان المسلمين في مصر، فالإخوان لم ولن يعترفوا بالكيان الإسرائيلي وأي كيان ينشأ على غرار الكيان الصهيوني باغتصاب الأرض ». وذكر العريان أنّ تصريحاته بشأن هذا الموضوع جاءت في سياق الحديث عن طريقة تعاطي الإخوان مع مخلفات الحكومات السابقة، وقال « لقد قلت إنّ الجماعة إذا وصلت إلى الحكم فإنها سترث واقعاً عليها أن تتعامل معه وفق الآليات الدستورية والديمقراطية، وفي مصر هناك اتفاقيات كثيرة تم التوقيع عليها ومنها اتفاقية السلام مع « إسرائيل »، وهي اتفاقية سيتعامل معها الإخوان وفق الآليات الديمقراطية والدستورية، وذلك من خلال إعادتها للشعب ممثلاً في نوابه البرلمانيين وعبر استفتاء شعبي، لأنّ القرار بالنسبة لمعاهدة السلام هو قرار الشعب، لأننا نعتقد أنّ هذه المعاهدة جرى توقيعها في مناخ استبدادي ». وأشار العريان أنّ اختصار تصريحاته في القول باعتراف الإخوان بالكيان الصهيوني هو تحريف مقصود الهدف منه الإساءة لهم، وقال « الذي جرى هو تشويه لصورة الإخوان من خلال تحريف موقفهم، وأنا عندما تحدثت عن أننا في حال وصولنا إلى الحكم فإننا سنرث واقعا سياسياً علينا أن نتعامل معه وفق الآليات الدستورية والديمقراطية؛ إنما كنت في الحقيقة أقرّ واقعاً معروفاً في النظم الديمقراطية، إذ لا يمكن لحكومة تالية أن تشطب بجرة قلم كل ما فعلته الحكومات السابقة »، كما ذكر. (المصدر: شبكة « فلسطين الآن » (غزة) بتاريخ 19 كتوبر 2007) الرابط: http://www.paltimes.net/arabic/?action=detile&detileid=8933

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

18 août 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1551 du 18.08.2004  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: شهادة السيدة الخلصي

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.