الجمعة، 18 يناير 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2795 du 18.01.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حرّية و إنصاف:سليم بوخذير و اقرار الحكم الابتدائي الصادر في شأنه الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: سليم بوخذير: ..حتى يكون عبرة ..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: تجدّد منع عائلات الموقوفين من حضور المحاكمات ..! الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيـــــان 1 – 2  الاتحاد العام لطلبة تونس المؤتمر الموحد:بيان النقابيون الراديكاليون: أما آن للربيع أن يتجلى…؟ ا ف ب: السجن سنة في استئناف حكم على صحافي تونسي رويترز: مدرسو التعليم الثانوي في تونس يضربون عن العمل لليوم الثاني يو بي أي:الرئيس التونسي يتلقى رسالة خطية من العاهل المغربي المولدي الزوابي: قرية الزرايبيّة بغار الدماء أم « الجبّانة المنسية »؟ عبدالسلام الككلي:ردا على المصدر الحكومي :هل يتعارض التمويل العمومي للجامعات  مع مبدأ انتخاب مسيريها؟ الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي في حوار صريح مع شبكة إسلامنا فتحي بن سلامة لـ »لأوان »: الديمقراطية هي لحراسة الفراغ! جمال الدين أحمد الفرحاوي :كلمات أخطها إلى روح الشهيد/الفقيد أحمد البوعزيزي محمد العروسي الهّاني: لغة الأرقام لها وقعها عندما تكون  متساويّة وواقعيّة وشاملة وبمصداقيّة مجلة « حقائق »:المسيحية في تونس: شـــهادات مــن داخـــل الكــــنــيســـة والأسبـــاب عديـــــــــدة مجلة « حقائق »:عــشــرون ألــف مــســيـحــي في تـونـــس مجلة « حقائق »:رأي أهل الذكر في الدين: »لا مجال اليوم لاقامة الحدّ على المرتد » مجلة « حقائق »:الـتـبـشــير بـالمـســيـحـيـة في بـلـدان المـغــرب الـعـربـي مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات :سيمنار الذاكرة الوطنية حول تحولات الحركة الشيوعية في المشرق العربي. مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات :سيمنار الذاكرة الوطنية حول الجامعة التونسية مع الأستاذ محمد العربي بوقرة رويترز: مصر تستدعي سفراء الاتحاد الأوروبي بشأن قرار خاص بحقوق الإنسان رويترز: مصر تتهم اوروبا بالتمييز وكراهية الاجانب المستقبل :جرائم وكالة المخابرات المركزية الأميركية إسلام أونلاين: أمريكا وإسرائيل على قائمة كندية لتعذيب السجناء


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق منجي العياري تونس في 18 جانفي  2008

سليم بوخذير و اقرار الحكم الابتدائي الصادر في شأنه

 
نظرت المحكمة الابتدائية بصفاقس اليوم الجمعة 18 جانفي 2008 في استئناف الحكم الذي صدر في حق الصحفي سليم بوخذير،   و وقع إقرار الحكم الابتدائي  الذي يقضي بسجنه سنة كاملة. وقد  شهد الجلسة العديد من المحاميين للترافع في القضية دفاعا عن سليم بوخذير. و حرية و إنصاف 1ـ إذ تعبر عن تضامنها الكامل مع الصحفي سليم  بوخذير و تدعوا إلى إطلاق سراحه فورا. 2ـ تعبر أيضا عن  رفضها و تنديدها  لمحاكمة الصحفيين من اجل أرائهم و كتاباتهم مهما كانت الذرائع التي تستعملها السلطة لتبرير ذلك. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد ألنوري


   “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 18 جانفي 2008

لا يحاكمون من أجل آرائهم ، و لكن ..يسجنون من أجلها ..! :  سليم بوخذير: ..حتى يكون عبرة ..!

 
قضت المحكمة الإبتدائية بصفاقس بإقرار الحكم بالسجن لمدة سنة الصادر بحق الصحفي سليم بوخذير و قد انعقدت المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة و حضور مكثف لأعوان البوليس السياسي و قد حضر لمراقبة الجلسة كل من الصحفي لطفي حجي عن نقابة الصحفيين التونسيين ، و نزيهة رجيبة عن مرصد حرية النشر و الإبداع ، و الناشط الحقوقي ياسين البجاوي ،  و عمر المستيري عن المجلس الوطني للحريات و الأستاذ خالد الكريشي عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و الأستاذ محمد عبو عن  مجموعة مراقبة حرية التعبير في تونس ( إيفاكس )، و قد تركبت هيئة الدفاع من الأساتذة  عبد الرؤوف العيادي و عبد الوهاب معطر و منذر الشارني و محمد النّوري و محمد بوعتور و محمد عبّو و خالد الكريشي و العياشي الهمامي و سمير ديلو ، ولم يكترث القاضي حمادي بن عبد الله بعشر مرافعات أبرزت أن القضية كيدية ..، و لم تنجح كل الجهود التي قامت بها الجمعيات الحقوقية و نقابات الصحفيين و مراصد حماية النشطاء في انتشال سليم بوخذير من الزنزانة المتعفنة التي يقبع بها ، و الجمعية إذ تجدد دعوتها للسّلطات المعنيّة  للإقلاع عن إعداد الكمائن للنشطاء و تلفيق التّهم لهم و الزج بهم في السجون دون موجب و لا مبرر ، فهي تطالب بإطلاق حملة وطنية و دولية لإطلاق سراح سليم بوخذير و إخلاء السجون من المساجين السياسيين . عن الجمعيـة الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي  

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 18 جانفي 2008

متابعات إخبارية كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب  » ..! :  تجدّد منع عائلات الموقوفين من حضور المحاكمات ..!

 
نظرت  الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري اليوم الجمعة  18  جانفي 2008 في القضية عدد 14505 التي يحال فيها كل من : هشام السعدي و محمد توفيق بن عبد الله و توفيق الحرزلي و أحمد الهذلي و أسامة نوار و يحيى بن زاكور و سلمان رزيق و محمد اللافي و علي العرفاوي و لسعد حشانة و نوفل ساسي و أنيس الهذيلي و رفيق العوني و أحمد السعداوي و أمير شرف الدين و عبد الرحمان طنيش و مهدي خلايفية و معز الغزّاي بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : أحمد نجيب الشابي و محمد نجيب الحسني و عبد الفتاح مورو و أنور أولاد علي و سمير بن عمر و عمر الحرشاني و سمير ديلو  ، و قد  قرر القاضي تأخير الجلسة ليوم 25 جانفي 2008 بطلب من    المحامين  ، علما بأن أعوان البوليس السياسي قد منعوا معظم أفراد عائلات الموقوفين من حضور الجلسة أو الإقتراب من المحكمة .  عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

 تونس في 18 جانفي 2008 بيـــــان  

 يتعرض عدد من الطلبة المنضوين تحت لواء الإتحاد العام لطلبة تونس بجامعة سوسة إلى ملاحقات وإيقافات نتيجة نشاطهم النقابي فقد تمّت إحالة خمسة عشر طالبا على قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بسوسة لمقاضاتهم بتهمة تعطيل حرية الخدمة وانتزاع ملك عقاري من يد الغير بالقوة والنهب الواقع من طرف جماعة بقوة علنية لمواد أكل.. وقد أصدر قاضي التحقيق يوم 17 جانفي 2008 بطاقة إيداع ضدّ الطلبة كريمة بوستة و أحمد شاكر بن ضيّة ومحمد أمين بن علي وفوزي حميدات ووائل نوار فيما تمّ الإفراج مؤقّتا عن زياد عباس وفريد السليماني، ومازال بقية الطلبة الملاحقين بحالة فرار. وتأتي هذه الإحالة على خلفية تحركات نقابية طلابية وقعت بأحد الأحياء الجامعية بسوسة للمطالبة بتحسين وضعية السكن وخاصة السكن للفتيات للسنة الثانية والأكل الجامعيين والترسيم للمرّة الرابعة وتناول وجبات الأكل بالمطعم الجامعي مجانا نظرا لتأخر صرف المنح الجامعية. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تعبّر عن تضامنها مع الموقوفين وعائلاتهم تطالب بوقف الملاحقات ضدّ هؤلاء الطلبة وإطلاق سراحهم واحترام الحق النقابي الطلابي ومزيد الإنصات إلى المشاغل التي يعبّر عنها الممثلون النقابيون والاستجابة إليها بدل اللجوء إلى العنف والملاحقات القضائية.   عن الهيئــة المديـــرة  الرئيـــس  المختــار الطريفـــي  

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  تونس في 18 جانفي 2008 بيـــــان  
تستمرّ منذ مدّة التحرّكات الاحتجاجية بجهة قفصة على استفحال البطالة والمحسوبية في انتداب الأعوان خاصة لدى شركة فسفاط قفصة، فقد قامت هذه الشركة بإجراء مناظرة لانتداب عدد من الأعوان وذلك بعد توقف عن التشغيل لديها دام عدّة سنوات، غير أنّ الاختيارات تمّت حسب مختلف المصادر على أسس المحاصصة النقابية والعروشية والسياسية دون اعتماد مقاييس شفافة ومعلومة للجميع. وحال إعلان نتائج تلك المناظرة اندلعت الاحتجاجات في عديد مناطق الحوض المنجمي وخاصة في الرديف وأمّ العرايس والمظيلة ، وتمّت مسيرات سلمية للمطالبة بالتشغيل وكذلك اعتصامات في عدد من المناطق ونصبت الخيام لإيواء المعتصمين ودخل عدد من المحتجّين في إضراب عن الطعام خاصة في الرديف وأمّ العرايس، وقد تجاوزت الاحتجاجات العمال الذين لم تشملهم قائمة المنتدبين في شركة فسفاط قفصة لتشمل عمّال بلدية أمّ العرائس وأصحاب الشهائد المعطلين عن العمل وغيرهم، ولم تكف الوعود المقدّمة من قبل السلطات المحلية والجهوية لإنهاء الاحتجاجات . الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعبّر عن مساندتها لمطالب المواطنين في هذه المناطق وغيرها بحقّهم في الشغل فإنها تدعو السلطة إلى التدخل بشكل عاجل لمراجعة ما تمّ في شركة فسفاط قفصة باعتماد مقاييس واضحة وشفافة عند الانتداب وتوفير فرص العمل للعاطلين ووسائل التنمية لهذه المناطق، وعدم التعاطي الأمني مع المطالب المشروعة للمواطنين وخاصة حقّهم في الشغل. عن الهيئــة المديـــرة  الرئيـــس  المختــار الطريفـــي

 

أما آن للربيع أن يتجلى…؟

 
الى من يخاف صراخي حينما أعلن جوعي     الى من يخاف حلمي حينما أعلنه اليك أنت وحدك أيها الجلاد تتواصل الحملة المسعورة في حق النقابيين الراديكاليين فبعدأن حجز كل من رفاقنا الشادلي الكريمى و حسين بن عون و علي بو زوزية أماكنهم بنزل التخمة النوفمبرية ها هي اليوم يد الجلاد تمتد مرة أخرى لتمسك برفيق آخر الرفيق ربيع الورغي . الرفيق ربيع الورغي طالب بكلية العلوم ببنزرت تم ايقافه يم 6/01/2008 بتهمة اعلان جوعه و التصريح عن حلمه فكانت النتيجة مصادرة الحلم و اعلان حالة الطوارئ . حصل كل هذا بعد مرور 6 أيام  بداية العام الجديد فكانت أولى رسائل المعايدة , رسائل ثنائية المنحى واضحة المعالم و معلومة الوصول آراد باعثوها أولا: التأكيد على حقيقة عبثية السلطة في التعاطى مع الاتحاد العام لطلبة تونس ثانيا: ـأكيد السلطة لقولها  »  أيها النقابيون الراديكاليون  لن تمروا بسلام » إن ما ذهبنا إليه من منحى ثان ليس من قبيل التأويل والتخيل و إنما هي حقيقة عينية إنتهجتها السلطة لسد الطريق أمام النقابيون الراديكاليون على إعتبارهم المحرك الأول و الرئيس في عملية توحيد الصف الطلابي هذا دون أن نغفل عن المساهمة البارزة لبقية الرفاق بالفضائل السياسية الاخرى. و اذ لا نعجب لمثل هذه التصرفات الحمقاء للسلطة لأننا في حقيقة الامر خبرنا مجالات تدخلها و كيفية إدارتها للأمور وما أقدمت عليه من عمل أخرق حينما أوقفت الرفيق ربيع الورغي إلا دليل صارخ على حمق  مزمن .ومن هنا يهمني كناشط بالاتحاد العام لطلبة تونس أن أعلن ما يلى :  أولا*إن ما أقدمت عليه السلطة لن يثنينا في المضي قدما في الدفاع عن الرفيق ربيع الورغي و سننتهج كل السبل المتاحة من أجل الرفيق المعتقل ثانيا*لن نتراجع قيد أنملة عن إنجاز مؤتمرنا الوطني الموحد ثالثا*ندعو كل القوى الحية للوقوف إلى جانب الرفيق المعتقل خاصة وأن المحاكمة ستجرى يوم   22/01/2008 عاش النقابيون الراديكاليون عن المكتب الفيدرالي لمعهد الصحافة و علوم الإخبار
 

الاتحاد العام لطلبة تونس المؤتمر الموحد   بيان
 
يعيش طلبة الإتحاد هذه الأيام على وقع الهجمة الشرسة التي تقوم بها السلطة في محاولة منها لردعهم وإلهائهم عن نشاطهم النقابي.  حيث عمدت السلطة إلى إيقاف العديد من الرفاق من مختلف الأجزاء الجامعية من بنزرت وقفصة وقابس وسوسة و تعرض الموقوفين إلى العنف الشديد خاصة الرفيق ربيع الورغي الذى كسر أنفه وخلع فكه السفلي مع العديد من الرضوض بأماكن مختلفة من جسمه.  وإذ يعرب طلبة معهد الصحافة و علوم الإخبار عن عميق إنشغالهم لما آلت إليه وضعية الرفاق من طرد تعسفي  و إيقافات لا مبرر لها فإنهم يِِِؤكدون ما يلى :   *أولا: تأييدنا المطلق للرفاق و استعدادنا اللامشروط فى الدفاع عن حقنا في ممارسة النشاط النقابي وحق رفاقنا في العودة إلى مقاعد الدراسة .   *ثانيا: دعوة السلطة إلى رفع يدها عن مناضلي الإتحاد.   *ثالثا:ندعو كل القوى الحية لمساندة الرفاق الموقفين و خاصة المطرودين منهم.     عاش الإتحاد العام لطلبة تونس حرا مستقلا موحدا


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

جريمة صهيونيّة تحت مظلّة الدّعم الأمريكي

 

تتالت خلال اليومين الأخيرين جرائم الإحتلال إذ تجاوز عدد الضّحايا الـ25 شهيدا خلال 24 ساعة. وقد تمّ ذلك في ظلّ صمت دولي وعربي رسمي على هذه الجريمة التي طالت مدنيين عزّل وشيوخا ونساء وأطفالا.  إنّ حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ وهو يندّد بهذه الجريمة الصهيونيّة المرتكبة في غزّة لا يفوته أن يؤكّد:  –     أنّ الصهاينة عمدوا إلى هذا التصعيد تحت المظلّة السياسيّة الأمريكيّة المرتبطة بالتحالف الإستراتيجي بين الصهيونيّة والإمبريالية الأمريكيّة، وكانت آخر حلقات  تبلوره مؤتمر أنابوليس وكان من نتائجه المباشرة إعلان الإدارة الأمريكيّة عدم أهليّة الأمم المتّحدة وقراراتها –على ما هي عليه- لحلّ القضيّة الفلسطينيّة، وأعلنت رفضا لحقّ العودة وتبنّيا للطّابع اليهودي لدولة الكيان الصهيونيّ، وأعطت عمليّا الضوء الأخضر للهجوم الإستيطانيّ الجديد والتصعيد العسكري الأخير المتزامن مع زيارة بوش للمنطقة الهادفة للسّيطرة على ثرواتها ومقدّراتها وفرض التطبيع مع الصهاينة على أنظمتها. –     كما أنّ هذا العدوان قد استفاد من حالة الإنقسام الفلسطيني والإنشغال بالتّناحر على السلطة عوض الإلتفاف والتوحّد حول مقاومة الإحتلال. –     كما أنّ خذلان السلطة الفلسطينيّة وتماديها في مفاوضات لا جدوى منها وتقديمها للتّنازلات المتتالية يجعلها مسؤولة عمّا يلحقه هذا النّهج التفريطي من أضرار بالقضيّة الفلسطينيّة . –     إنّ مجمل هذه الأوضاع يحتّم على كلّ القوى الفلسطينيّة أن تتوحّد على أرضيّة مقاومة العدوّ لوقف جرائم هذا التصعيد العسكري والإستيطان كما تحتّم وقف أيّ تفاوض مع العدوّ حتّى لا يكون هناك غطاء سياسيّ لجرائمه. –     كما يحتّم على كلّ قوى التحرّر الوطني العربيّة الإلتفاف حول نهج المقاومة ومساندة النّضال الوطني العادل لتحرير فلسطين بكلّ الوسائل والتصدي للإمبريالييّن ومواجهة مؤامرات التطبيع. –     كما يحتّم على كلّ الأحزاب التقدميّة والمنظّمات والهيئات المناصرة للحريّة في شتّى أنحاء العالم  النّهوض في حركة احتجاجيّة عارمة  ضدّ الجرائم الصهيونية البشعة.   تونس في 16/01/2008  حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  
 
 

 

السجن سنة في استئناف حكم على صحافي تونسي

 
تونس (ا ف ب) – حكمت محكمة استئناف في صفاقس (300 كلم جنوب تونس) على الصحافي والناشط المعارض التونسي سليم بوخضير بالسجن سنة على ما افاد احد محاميه. وثبتت المحكمة الحكم الصادر في الرابع من كانون الاول/ديسمبر 2007 عن محكمة ساقية الزيت قرب صفاقس على الصحافي الذي حوكم بسبب شجار مع عناصر امن خلال التدقيق في هويته. وكان صدر بحق سليم بوخضير (39 سنة) حكم بالسجن ثمانية اشهر بتهمة « اهانة عنصر امن » واربعة اشهر اضافية بتهمة « المس بالاخلاق الحميدة » وغرامة (2,8 يورو) « لرفضه تقديم اوراقه الثبوتية ». واوضح محاميه عبد الوهاب معطر ان بوخضير اعتقل في 26 تشرين الثاني/نوفمبر بعد شجار مع عناصر امن لرفضه التدقيق في هويته بينما كان عائدا الى تونس في سيارة نقل مشترك. واعتبرت السلطات القضائية ان المتهم رفض الخضوع « لتدقيق روتيني بسيط » شمل كافة ركاب السيارة وتعرض بالكلام لعنصري امن. ونفى سليم بوخضير الجمعة التهم الموجهة اليه مؤكدا انه تلفظ « بعبارات مناهضة للفساد » في تونس. واضاف المحامي ان زملاءه في الدفاع شددوا خلال جلسة الجمعة على « الطابع السياسي الواضح » للمحاكمة. واضرب سليم بوخضير عن الطعام في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 طوال اسبوعين مطالبا بجواز سفر لكن السلطات اعلنت حينها انه لم يقدم ابدا طلبا في هذا الصدد. وفي بيان تسلمته وكالة فرانس برس دعت شبكة تبادل حرية التعبير الدولية الحكومة التونسية الى الافراج عن الصحافي المتهم. وتحول هذا الصحافي الذي كان يعمل في صحف تونسية خاصة الى مراسل صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن وتميز بمقالاته الشديدة الانتقاد ازاء السلطات في المواقع العربية على الانترنت.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 18 جانفي 2008)

مدرسو التعليم الثانوي في تونس يضربون عن العمل لليوم الثاني

 
تونس (رويترز) – قالت مصادر نقابية يوم الخميس ان اعدادا كبيرة من مدرسي التعليم الثانوي بتونس واصلت لليوم الثاني على التوالي اضرابا عن العمل بدأ الاربعاء للضغط على الحكومة لتحسين اوضاعهم المهنية. وقال الشاذلي قاري الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي لرويترز »الاضراب كان ناجحا والمعدل العام للاضراب خلال اليومين كان عاليا حيث بلغ نحو 69 بالمئة. » لكن وزارة التربية والتكوين قالت ان نسبة الاضراب لم تتجاوز 11 بالمئة خلال اليومين. ويقدر نقابيون عدد مدرسي التعليم الثانوي بحوالي 65 الف مدرس. واعلنت النقابة العامة للتعليم الثانوي اضرابا عن العمل ليومين تصعيدا لاحتجاجاتها على ما قالت انه طرد تعسفي لثلاثة مدرسين بسبب انشطتهم النقابية وعلى نقل نحو مئة استاذ بشكل تعسفي.  لكن وزارة التربية قالت « لا دخل للانتماءات السياسية ولا النقابية في المعايير المعتمدة من قبل الوزارة. » وقال قاري ان النقابة تطالب الحكومة ايضا بانهاء العمل بخطة لالحاق مدرسين مؤقتين بالعمل لان في ذلك اهانة للمربين. ونظم نحو 350 مدرسا بساحة محمد علي أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بوسط العاصمة تجمعا احتجاجيا نددوا فيه بما سموه تهميش الاساتذة وطالبوا فيه « بحفظ كرامة المدرسين ». كما نظم المدرسون تجمعات احتجاجية امام الادارات الجهوية للتعليم في عدة مناطق داخل البلاد. ويعتقد على نطاق واسع ان اضراب المعلمين يسبب حرجا واسعا للحكومة التي تعتبر من اكثر دول القارة الافريقية تقدما في مجال التعليم والتي تفاخر بما حققته من نسب عالية في مجال الالتحاق بالمدارس والتي تتجاوز 90 بالمئة حسب الارقام الرسمية.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 17 جانفي 2008)

 

 

الرئيس التونسي يتلقى رسالة خطية من العاهل المغربي

 
تونس / 18 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: تلقى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم الجمعة رسالة خطية من العاهل المغربي الملك محمد السادس،هي الثانية التي يتلقاها من زعيم مغاربي في غضون يومين. وقال مصدر رسمي إن الطيب الفاسي فهرى وزير الخارجية والتعاون المغربي والمبعوث الخاص لملك المغرب هو الذي سلّم هذه الرسالة للرئيس زين العابدين بن علي خلال اجتماع تم اليوم بقصر قرطاج بتونس العاصمة. وبحسب رئيس الديبلوماسية المغربية،فإن الرسالة التي نقلها للرئيس بن علي « تتصل أساسا بالعلاقات الأخوية الإستثنائية والمتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين،كما تندرج في نطاق المشاورات المثمرة للغاية والمتواصلة على المستوى السياسي بين قيادتي البلدين خدمة للأمن والإستقرار الدولي والإقليمي ». وأضاف أن الرسالة تندرج أيضا في إطار »دعم التنمية المستديمة،لا سيما في منطقة المغرب العربي،وفي إطار الحوار والتعاون مع الإتحاد الإوروبي والشراكة الأورومتوسطية ». وكان الرئيس التونسي تلقى أمس رسالة من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي،أبلغها له أحمد قذاف الدم المبعوث الخاص للزعيم الليبي،الذي أشار إلى أنها  » تتصل بالعلاقات الثنائية وباتحاد المغرب العربي والقمة الإفريقية القادمة ».                 

جواز سفر كمال العبيدي

 يواصل الصحفي التونسي المقيم بامريكا كمال العبيدي ممثل لجنة حماية الصحفيين في الشرق الاوسط مطالبته بتمكينه من جواز سفر جديد بعد ان قال انه قد اضاع جوازه القديم.   (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 27 ديسمبر 2007)


وصل قانوني   علمنا أن السيد اسماعيل بولحية الأمين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين قد حصل على الوصل القانوني لاصدار مجلة ستهتم بشؤون المغرب العربي. وستكون هذه المجلة على ملكه الخاص. كما ستكون موجهة للنخبة المغاربية.   (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 27 ديسمبر 2007)

 
                  

حـريـة التعبير 
 
نظمت جريدة الشروق مؤخرا ندوة أو مائدة مستديرة حول نظام التعليم في تونس دعت له ممثلي أحزاب « المعارضة » مثل MDS وUDU الخ… وممثلين عن نقابات التعليم منهم السيد محمد حليم عن نقابة المعلمين. بعد أن تم تسجيل الحوار بعثت الجريدة بذلك التسجيل لوزارة الداخلية وهذه الأخيرة بعثت به لوزارة التربية هذه الأخيرة احتجت شديد الإحتجاج لدى قيادة الإتحاد على ما قاله حليم خلال هذه المائدة المستديرة. والقيادة نفسها إغتاظت من صنيعه وقالت « ما صدق ربي ، بدينا نرتب لك الجو باش ترجع المياه لمجاريها مع الوزير، ياخي تمشي انت تهدرها ». سي علي رمضان استدعى حليم ليبلغه ذلك وهو في حالة من الحنق.   هكذا يتكاتف الجميع من أجل أن لا يُعبًر حليم (من ورائه النقابيون) إلاّ عما يريده الوزير إلاّ … الملف لم ير النور وعلى الأغلب لن ينشر.   (المصدر: مدونة « بطحاء محمد علي » التونسية بتاريخ 17 جانفي 2008) الرابط: http://elbatha.blogspot.com/  


قرية الزرايبيّة بغار الدماء أم « الجبّانة المنسية »؟

المولدي الزوابي     وأنت تدخل إلى قرية الزرايبية من معتمدية غار الدماء، المتاخمة للحدود الجزائرية يعترضك مسجد محاط بثلاث مشاهد جدا مقرفة وملفتة للانتباه الأول :خندق من « البول « والمياه الراكدة ذات الروائح الكريهة جدا واللون الأخضر الداكن يحاذي سور المسجد، والثاني: حفرة كبيرة توضعت في المسلك المار والمحاذي لباب المسجد قلما تمر سيارة أو أي وسيلة نقل إلا وتحتك بتضاريسها،والثالث :سلسلة من الزبالة والأوساخ الممزوجة بمواد البلاستيك والمياه المعفنة وفضلات الحيوانات والبشر تكدست على حافة المسلك العمومي المؤدي إلى داخل القرية والملاصق لها تشبه إحدى أجزاء سلسلة جبال الأطلس الصحراوي الممتدة ببلاد المغرب العربي ،تمر وأنت تتوجع من كثرة عمليات الدحرجة والتقلبات المفروضة عليك ماشيا أو راكبا حتى وأنت داخل السيارة وأذنيك تستمع إلى أصوات الاحتكاك بالمواد والحفر والحفر التي تفاعلت مع أسفل السيارة مرحّبة بها لانها كانت تظن انها آلة « الشفط »  و »الكنس »التي تستعملها البلديات في التنظيف اليومي للانهج والطرقات في احياء المسؤولين السامين حتى ترتاح من لعنة المتساكنين ! .   تتجول فتعترضك انهج ضيقة لم تشتم بعد رائحة الاسمنت ولم يلامسها بعدُ »القرافيي » تذكرك بانهج مدينة عربية قديمة -ضيقا -وتحيلك إلى إحدى قرى الموزنبيق -تعاسة- والتي لم تجد بعدُ تصنيفا في التقارير البشرية التي تنجزها المنظمات الحكومية وغير الحكومية .انهج تشقها مجاري من المياه المعفنة يفتح الواحد منهم باب مسكنه الخشبي أو الحديدي ليضع قدميه في عمق تلك المجاري طفل كان او شيخا أو امرأة المهم كان ما كان.  صحيح ان المشهد  ريفي ولكن قلما درست او درّست مثل تلك المشاهد الريفية في كتب الجغرافيا وكتب التاريخ وقلما وجدت ما يعبّر عن تلك المعاناة الحقيقية لسكان قرية الزرايبية سوى ما يقبع بداخلي  من ذكريات قديمة من طفولتي قضيتها في ريف ناء في سبعينات القرن الماضي ساءلت نفسي هل يشبه وضع ذلك الريف وواقع تلك الحقبة من الزمن ما يعانيه أهالي هذه القرية؟ قطعا لا، وان كان كل الأطفال حافين، قطعا لا وان كانت الوجبة الأكثر غنى « خبّيزة » أو « عجة » أو « كسكسي مطبوخ » او « حريقة بالخبز » او « العسلوج » …والقائمة تطول مما طاب لـــك واشتهت النفس التي كانت تحترم جدا ذلك المستوى المعيشي لان المرء لم يكن يعرف  أصلا أن هناك أكلات أخرى  .  سكان القرية تشرئب أعناقهم إليك ،وأعينهم كلها تحمل ابتسامة الكرم العربي الأصيل،ولكنها  تخفي في نفس الوقت نقمة على بعض المسؤولين الذين وعدوا ووعدوا وخالفوا ونقمة تتسع دائرتها يوم بعد يوم، سالت احدهم ما اسم هذه القرية فأجابني بعد أن تأوه وحرك جفنيه « الجبّانة المنسية » أحسست حينها أن هناك سلك كهربائي قد صفعني فأعدت سؤالي مرة ثانية فأجابني بنفس الجواب قلت له لماذا يسمونها بهذا الاسم فقال لي منذ سنة 1978 لم يزر هذه القرية أي مسؤول  !ومن يتجرا منا طلب مقابلة المسؤول المحلي الأول في الجهة فسيهدد حتما بالسجن إن أعاد الكرة كما حصل معه ؟؟ في حين يقول الآخر  بأنه تلقى وعودا  تتجاوز عدد البكتيريات المتوضعة في اكداس تلك الفضلات  ولم يحصل على أي جواب ومثله كثر…  الجميع يرغب في الحديث والجميع يرغب ويصر ويتمنى إيصال صوته إلى السلط العليا والبعض يوجه نداء لرئيس الدولة عله يقوم بزيارة فجئية يتطلع من خلالها على معاناتهم كما اطلع على العديد من القرى والأحياء ويشتكوه منطق « الحقرة » التي لقوها من بعض المسؤولين المحليين والجهويين ومنطق التسويف والتخويف واللامبالاة الذي لقاه المئات من سكان القرية .   في قلب القرية تتكدس أطنان من الفضلات المعفنة  والأوساخ ذات الروائح الكريهة وبجاورها بيوتا  عفوا !غرف !  عفوا مشاهد سنمائية  لمآوي افتراضية تعود الى احدى الحصور الموغلة في القدم، حائطها نصفه حجر ونصفه الآخر قطعة من الزنك وبابه شبكة من الحطب  وشباكه كيس فارغ من أكياس « الامونيتر »او « الفوسفاط »  وسوره أكوام من الحطب .    وسط تلك البيوت أرملة صغيرة السن تقطن صحبة طفليها غرفة بالية كثيرا ما تحولت لتشتكي بطالتها وظروفها القاسية ومعاناتها التي لا تنتهي لا ماء ولا كهرباء ولاعمل ولا…ولا…، ولكن لا جواب: العمدة، »رئيس الشعبة »؟غير قادرين على أن يقدموا لها شيئا هكذا قالت !  خلت ان هؤلاء يمتنعون عن تقديم مساعدة لها لأنها  ربما تكون معارضة  أو مناوئة اذ بظني خاب هذه المرة ولم يصب لان السبب أن حال هؤلاء أتعس من حالها ؟سألتها الم تتلقي مساعدة من المساعدات التي توزع في القافلات التضامنية والمنسبات الرسمية والغير رسمية التي يعلمها القاصي والداني عبر وسائل الإعلام .فقالت إنني منسية تماما كما القرية…إذا ما الذي يشدك إلى هذا الواقع ؟أجابت أطفالي وموطن راسي وأهلي الطيبين …   عدت وصديقي رابح وكلنا الم لما شاهدناه وما سمعناه وما عايناه ،في لحظات راجع كل منا قناعاته النسبية بما حصل من تحولات اجتماعية واقتصادية في البلاد ،وما قراه ودرسه من كتب ومجلات ودوريات وجرائد وما سمعه من أخبار من هنا وهناك ،وما روجته السلطة من انجازات لصالح الفئات الضعيفة والفقيرة والمتوسطة فلم نجد جوابا سوى ما شاهدناه من قرى في طورا بورا وقرى موقاديشوا…   فعلا لم يخطئ من اسماها « بالجبانة المنسية » فإحيائها كأنهم ميتين ،فمتى ستدرج هذه القرية ضمن القرى المعلومة والمدعومة وهل يعلم نواب الجهة بان هؤلاء المواطنين هم الذي غذوا قائمتاهم الانتخابية قسرا أو طمعا أو سذاجة أو خوفا،والى متى ستظل الحكومة تغالط المواطن ،وهل ارتكبنا جناية عندما ننقل هذه الحقائق ؟ تابعوها صوتا وصورة في قناة الحوار التونسي –قريبا- واحكموا وقيموا وراجعوا الأرقام والتقارير التي مدتنا بها حكومتنا العلية ؟؟  

ردا على المصدر الحكومي

هل يتعارض التمويل العمومي للجامعات  مع مبدأ انتخاب مسيريها؟

 
بادرت وزارة التعليم العالي بتوضيح أرائها من مقترحات الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي في ما يخص قانون التعليم العالي الجديد . وترى جهات مطلعة بالوزارة  » ان تعيين رؤساء الجامعات أو انتخابهم في الأنظمة الجامعية المقارنة يرتبط بالأوضاع الخاصة بالبلدان المعنية بالأمر ولاحظت في هذا الصدد أن الهيئات المسيرة للجامعات مرتبطة بصيغها القانونية    وهيكلة التمويلات المخصصة للجامعات ومن بين الصيغ  التي تقر تعيين رؤساء الجامعات بالانتخاب غالبا ما توجد المؤسسات ذات الطابع الخيري أو المؤسسات ذات الطابع غير الربحي وتتضمن أنظمتها الأساسية مسؤولية رئيس الجامعة أمام المجالس المسيرة مثل مجلس الإدارة الذي يمثل رؤوس الأموال والمجالس العلمية التي تضم النخب العلمية المتميزة  » كما أفادت نفس المصادر انه يتم إقرار انتخاب رؤساء الجامعات إذا كانت هيكلة رأس مال الجامعات العمومية تتضمن نصيبا هاما من الموارد الذاتية وكانت أنظمتها الأساسية تتضمن مجالس إدارة لها نفس الصلاحيات التي لتلك المشار إليها سابقا وتضيف المصادر أن تمويل الجامعات في تونس تتضمن مساهمة من الدولة تفوق  97بالمائة ولذلك فانه لا يمكن الأخذ بمبدأ انتخاب رؤساء الجامعات ( الشروق 10-1-2008 ) ان هذه المواقف تحتاج إلى إبراز ثلاث مسائل أساسية 1) لا يشير المصدر الوزاري إلى نظام تعليمي جامعي معين بل يكتفي كالعادة بالعموميات التي لا تفيد شيئا للتفكير ضمن الأنظمة الجامعية المقارنة 2) يربط بين التمويل الذاتي للجامعات وانتخاب الهياكل المسيرة لها 3) يتجنب تناول المسألة من الزاوية السياسية والقانونية في علاقتها بطبيعة الأنظمة الإدارية ونسبة التزامها بمبادئ التسيير الديمقراطي وعموما أنبنى موقف المصدر الوزاري على مغالطة فلئن كانت مسالة تمويل الجامعات من المسائل التي تمثل اليوم واحدا من اكبر اهتمامات الدول نظرا لتضخم عدد الطلبة وارتفاع كلفة التأطير وتمويل مشاريع البحث فان مسالة التسيير الذاتي لم ترتبط تاريخيا أبدا بقضايا مالية بل بمسائل أخرى سنحللها في هذه الورقة  وحتى يكون  حديثنا دقيقا  فإننا نفضل  ان ننطلق من أمثلة محددة  ولنأخذ فرنسا مثلا لنا  ما دمنا نصنع أنظمتنا التعليمية على شاكلة أنظمتها لاعتبارات تاريخية واقتصادية معروفة ففي فرنسا يمثل التمويل العمومي للجامعات حوالي 90 بالمائة من جملة الاعتماد المخصص للجامعات ولا يشارك الطلبة في هذا التمويل إلا بنسبة 3 بالمائة مع العلم ان مسالة التمويل الخاص لم تطرح في فرنسا بشكل ملح إلا مع الحملة الانتخابية للرئيس الحالي ساركوزي الذي لا يخفي إعجابه بالنموذج الأمريكي إذ يعتبر انه توجد امتيازات اجتماعية تعطيها الدولة إلى بعض الفئات ويجب إعادة النظر فيها ومنها التمويل العمومي للجامعات مما دفع بعض رؤساء الجامعات المتأثرين بالمنطلقات السركوزية إلى التأكيد على ضرورة مساهمة الطلبة في تمويل دراستهم قصد تحميلهم مسؤولية مسارهم الجامعي في ظل نوع من التسيب والفوضى على حد اعتقادهم وقد أثار هذا القانون الذي سمي « قانون استقلال الجامعات  » رد فعل حاد من قبل الطلبة وقوى اليسار عموما  مما يؤكد ان فرنسا تظل البلد المتشبث  بالتمويل العام للتعليم العالي  ورغم ذلك فان نظام التعليم العالي في فرنسا يقوم على البحث عن التوازن بين ضرورات التسيير الذاتي للمؤسسات الجامعية بما يعنيه من استقلال إداري وعلى الإبقاء على التعديل والمراقبة الوطنية  ويتحقق الاستقلال الإداري القانوني للجامعات بواسطة أسلوب الانتخاب في اختيار المسيرين  مع الإشارة انه لا يمكن الحديث عن مبدأ التسيير الذاتي للمؤسسات العامة إلا إذا اشتمل النظام القانوني والفني الذي يحكمها على ثلاثة محاور  أ) الاستقلال عن طريق التشخيص القانوني بما يمنحها سلطة البت النهائي  ب) أسلوب الانتخاب في اختيار أعضاء الأجهزة التي تسيرها   ج ) تحديد نطاق ومجال عملها المتميزين عن نطاق ومجال عمل المصالح المركزية  ونجد كل هذه المبادئ متحققة تقريبا في نظام عمل  الجامعات بفرنسا رغم الطابع العمومي لتمويلها فلقد اقر قانونا 1968 و1984 مبدأ استقلالية المؤسسات الجامعية وخاصة الجامعات فهي مؤسسات عمومية ذات صبغة علمية وثقافية ومهنية  وهي في الواقع مؤسسات عمومية تستند إلى قواعد تسيير خاصة ان هياكل الإدارة والتسيير الجامعية وجميع مكوناتها في فرنسا تستند إلى مبدأ الانتخاب  فرئيس الجامعة مثلا أستاذ باحث ومسؤول منتخب من قبل ثلاثة مجالس مؤسسة وهي مجلس الإدارة والمجلس العلمي ومجلس الدراسات والحياة الجامعية  أما صيغ إشراف الدولة فهي محدودة جدا إذ هي اقل من مراقبتها للمؤسسات العمومية التقليدية وهذا يعني عمليا غياب المراقبة المالية إذ يقتصر تدخل الدولة على المراقبة القانونية وعلى فرض احترام التوازنات ضمن الميزانية  المعتمدة  مع التأكيد ان مبدأ التسيير الذاتي للمؤسسات هو بصدد التطوير والتحسين منذ خمسة عشر عاما   وهكذا أصبح رؤساء الجامعات شيئا فشيئا يمثلون محاورين حقيقيين لا تعترف بهم الدولة فقط  بل الجماعات المحلية أيضا ففي المادة العقارية مثلا تمتلك مؤسسات التعليم العالي مجمل حقوق والتزامات المالك ولها بالنسبة لمادة التصرف كامل الأهلية لانتداب إطارها خصوصا الأساتذة والباحثين  ومن الواضح من خلال الأنموذج الفرنسي انه لا ربط بين مسالة التمويل الذاتي للجامعات وانتخاب الهياكل المسيرة لها  . بل ان المسالة مرتبطة بأسلوب اللامركزية الإدارية الذي يعد وسيلة فنية عملية ناجعة لتوعية المواطنين سياسيا واجتماعيا وتكوين وتربية الروح والأخلاقيات الديمقراطية لديهم عن طريق المشاركة في تنظيم شؤونهم العامة على مستوى الهيئات والمؤسسات الإدارية اللا مركزية  .وإذا نزلنا هذه المسالة في سياقها التونسي لاحظنا ان النظام الجامعي مقفل verrouillé شديد الإقفال  ويبرز  ذلك في الغلبة المطلقة لمبدأ التنصيب على مبدأ الانتخاب  فرئيس الجامعة منصب وعمداء الكليات من صنف  ب منصبون وأكثر من نصف مجالسها العلمية منصبة وجميع مديري المعاهد العليا منصبون . وإذا ما نظرنا إلى المسالة بشكل اعم واشمل لاحظنا ان سلطة الإشراف ما تنفك تعزز بشتى الأشكال صور هيمنتها الكلية  على حياة الجامعات وتفاصيل تسييرها وليس من الغريب ان يتزامن ذلك مع إلغاء دور النقابة ويبرز ذلك في الفصل 14 من القانون المعروض حاليا على نظر مجلس النواب ففي حين كان يُنتظر من وزارة التعليم العالي، أن تنسج على منوال الجامعات في عديد البلدان المتقدمة وتلك الشبيهة بنا، باعتماد مبدأ انتخاب رؤساء الجامعات ونوابهم عوض التسميّة، فإنها لم تكتف بتجاهل هذا المطلب الأساسي بل عمدت إلى التمديد في مدة تعيين رئيس الجامعة من ثلاث سنوات حاليا مثل العمداء والمديرين إلى أربع سنوات. فهل يمكن الحديث مع هذا التوجه عن استقلالية الجامعات؟ ولماذا نستنسخ برامج « إمد » والجودة والتقييم من الجامعات الأجنبيّة ونغلق الأبواب أمام الطرق التشاورية والديمقراطية المعتمدة في هذه الجامعات في تسيير المؤسسات وتعيين المسؤولين؟ ما الضرر من ذلك؟ ولماذا لا يضبط الفصل 19 من مشروع القانون  تركيبة مجلس الجامعة صلب نصّ القانون ويحيل ذلك إلى أمر يصدر لاحقا؟  ويلاحظ أن مجلس الجامعة في البلدان المتقدمة ذو تركيبة تمثيلية ويحرز فيه إطار التدريس والبحث على أغلب المقاعد. ويتطرق الفصل 22 إلى إحداث مجلس يدعى مجلس الجامعات يرأسه الوزير المكلف بالتعليم العالي ويتركب من رؤساء الجامعات والمديرين العامين للإدارة المركزية بالوزارة، ويلاحظ إستثناء عديد الأطراف الفاعلة من هذا المجلس مثل عمداء ومديري المؤسسات الجامعيّة رغم أهميّة الصلاحيات الموكولة لهذا المجلس (وضع برامج البحث ونظام الدراسات، تأهيل المؤسسات، التنسيق بين الجامعات) والسؤال هنا، لماذا لا يقع النسج على منوال الجامعات العالمية المتطورة وذلك بإحداث مجلس أعلى للتعليم العالي والبحث العلمي ممثل يكون الإطار الأمثل لتنسيق المقاييس والمعايير المتعلقة بمسائل استنباط الإصلاحات ومتابعة انجازها؛ الخارطة الجامعية؛ التنسيق بين الجامعات؛ توزيع عناوين الميزانية؛ تحديد برامج الإستثمار والتجهيز؛ الإشراف على الجودة والتقييم…..  وبالإضافة إلى ذلكفقد جاء الفصل 24 ليكرس ما جاء به القانون القديم وهو حرمان الجامعيين من  الحد الأدنى الديمقراطي والتشاوري المتعلق بإنتخاب مسيّريهم كما يقع في جل بلدان العالم وكما تأسست عليه الجامعة التونسية تاريخيا (أنظر قانون 1958)، حيث ينصّ على أن المديرين هم بالضرورة مُعيّنون أمّا العمداء فيقع تعيينهم عند تعذر انتخابهم. ويُذكر أن نسبة المؤسسات الجامعية التي يسيرها مسؤولون منتخبون لا تتجاوز حاليا 10% من جملة المؤسسات وذلك بحكم شرط توفر8 أساتذة من صنف « أ » في الكليات لانتخاب العميد واستثناء المعاهد والمدارس العليا من مبدأ الانتخاب أصلا كما يكرّس الفصل 26 الصبغة الاستشارية للمجلس العلمي ويحيل ضبط صلاحياته وتركيبته إلى أمر، في حين يطالب الجامعيون بإسناد سلطة البت النهائي للمجالس العلميّة إذ بدون ذلك لا قيمة لوجودها ولا مجال للتحدث عن التشاور والمشاركة صلب الجامعة التونسيّة، كما يطالبون بالتنصيص صلب القانون التوجيهي على صلاحيات وتركيبة وطرق تسيير المجالس العلميّة وعدم إحالة ذلك على أمر وبضرورة انتخاب رؤساء الأقسام وإحداث مجالس أقسام عن طريق الانتخاب انه من الضروري اليوم   اختبار طرق جديدة للعيش داخل الجامعات ولا يمر ذلك إلا عبر القطيعة مع الأساليب الربحية النفعية من جهة ولكن أيضا عبر التصدي لهيمنة الدولة على مقدرات المجتمع. وان هذا التصدي وهذه القطيعة لا يبدآن في الجامعة ولا ينتهيان عند حدودها فمن السذاجة بمكان ان نعتقد في جامعة تساهم في صنع مصيرها في بلد كل ما فيه يرزح تحت ثقل دولة تسلطية مهيمنة . عبدالسلام الككلي  كاتب عام النقابة الأساسية لكلية الآداب منوبة

 

الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي في حوار صريح مع شبكة إسلامنا

 

انتقالي من التيار القومي إلى الإسلامي عَمَّق من هويتي فأنا اليوم عربي أشد مما كنت الحزب تشـــــــكلت هويته من الأخوان المســـلمين وجامع الزيتونة وفكر مالك بـن نـبي  النهضة منســـــــجم فكرياً في مصادرهِ ولا يعاني من تشــــرذم أو صراع تيارات بداخلهِ اخترنا اســـم النهضة بدلاً من الاتجاه الإســــلامي تكيفاً مع القانون التعســــفي للأحزاب  التحالف بين الأحزاب العلمانية والإسلامية ليس بدعة تونسية وعرفته أغلب البلاد العربية الترابي رفع من مكانة المرأة غير أنه ذهب أحياناً بعيدا في شطط قد لا تحتمله النصوص سطوة الفركفونية والتغرب إلى تراجع مقابل انتشار السلوك الإسلامي في عواصم الغرب ملف ســـــــجناء الرأي في تونس لا يزال قائماً وندعو الســــلطة لإطلاق ســـراحهم فوراً الإرهاب العالمي اتخذته الـســــــلطة كمـســـــوغ لمواصلة اســــــتئصال المعارضين لها الخيار الأول والأخير أمام حزب النهضة هو الخيار السلمي لتحقيق التغيير والإصلاح نموذج العدالة والتنمية التركي مختلف  بظروفه ومكوناته عن الحركات الإسلامية العربية حماس حركة مقاومة تسعى للتحرير وعليها أن لا تقترب من الحكم إلا بقدر ضرورة ذلك الحركة الإسلامية مؤهلة أكثر من غيرها لبناء إجماع جديد يتجاوز حالة الفرقة والتذرر على الجميع البحث عن معادلة إجماع وتعايش بينهم وإلا فإن الاستبداد سيكون بديلا

 

شبكة إسلامنا – حوار محمد محمود البشتاوي * 

 

يرى المفكر الإسلامي الشيخ راشد الغنوشي في حوار خاص مع شبكة إسلامنا أن لا بديل عن الخيار السلمي في تطويق الأزمة والأزمات التي تمر بها البلاد العربية والإسلامية، حيث يؤكد على ضرورة الحوار والحق في الاختلاف بعيداً عن الإقصاء واحتكار السلطة بيد فئة سياسية واحدة، موضحاً أن الدين الإسلامي ينبذ الفرقة والتعصب الأعمى والتسلط، ويرى أن العرب إن أرادت العزة بعد الذل الذي أصابهم والقوة والمنعة بعد الضعف والهوان الذي يعيشون فيه، فإن عليهم الأخذ بسنن الله في القوة والتمكين وحدة أو إتحاد لا ينفك حتى ينفك عنا الغزاة والمغتصبون.

ويتابع الغنوشي – رئيس حزب النهضة التونسي – أن العدل والحرية تكفيان لبناءِ أوطاننا، وبهما نكون شهداء على الناس، متسائلاً خلال حديثهِ « وهل الإسلام غير تحرير بعد عبودية ورابطة وأخوة وألفة بعد فرقة وتدابر؟ ».

 

شبكة إسلامنا فتحت هذا الحوار الصريح مع الشيخ راشد الغنوشي، حيث استهلت حوارها بالسؤال حول بدايات تشكل حزب النهضة التونسي(الاتجاه الإسلامي سابقاً)؟، فأجاب: 

 

الغنوشي: بسم الله الرحمن الرحيم. بدأ التيار الإسلامي التونسي المعروف حاليا باسم حركة النهضة بالظهور في بداية السبعينات من القرن الماضي، حركة إحياء إسلامي شامل تشمل العقيدة والسلوك والتصور والثقافة والأخلاق في مجتمع طغت عليه نخبة متغربة، هي الوجه الآخر للانحطاط الموروث، مجتمع ما زال مفجوعا بإغلاق جامع الزيتونة والتعدي جهرا على الشعائر الإسلامية والتمكين للثقافة الغربية والفرنسية خصوصا بشقيها اليميني واليساري.

وهنالك ثلاثة مكونات كبرى صاغت هذا التيار الإسلامي وحكمت رؤيته وسلوكه وتطوره؛ أولا المكون الرئيس حركة الإخوان المسلمون بوسطية فكرهم ومنهجهم التربوي وتجربتهم الحركية، المكون الثاني جامع الزيتونة المعمور وجامعته العريقة بشيوخها ومدرسيها وطلابها، مثلوا عصب الثقافة الإسلامية التونسية وفي القلب منها المذهب المالكي .

المكون الثالث فكر مالك بن نبي المفكر الإسلامي الجزائري وما يفتحه من أفق التفكير الحر والتحليل العلمي لتطور مجتمعاتنا الإسلامية من الحضارة إلى الانحطاط، بحثا عن شروط نهضة جديدة.

البدايات كما تكون دائما، فيها كثير من الرفض والجذرية إلا أن الحركة الإسلامية سرعان ما سلكت طريقا تحاوريا تفاعليا مع الواقع؛ تأثرت به وأثرت فيه مما جعلها في أقل من عشرية الحركة السياسية الأولى في البلاد.

لما أردنا دخول العمل السياسي القانوني اخترنا لحركتنا اسم الاتجاه الإسلامي إيثارا للعلنية والمنهج السلمي إلا أن السلطة حينها آثرت لغة العصى نقيضا  لما كانت تعلنه  من خيار ديمقراطي.

 

§ من الاتجاه الإسلامي إلى النهضة؛ تغيَّر المسمى فيما علق البعض أنه تغيير للمضمون؛ كما أن هنالك أكثر من مدرسة سياسية في الحركة وكأننا أمام خليط أفكار؛ فما هي الهوية الفكرية للحزب؟.

الغنوشي: كنت ذكرت لكم المكونات الفكرية لحركة النهضة التونسية، يجب أن تُفهم على أنها مصادر فكرية وليس تيارات فكرية أو سياسية متصارعة داخل الحركة، هي مكونات ومصادر لرؤية واحدة بمنهجية واحدة في إطار حركة واحدة؛ لا شيء البتة مما تسميه خليطا من الأفكار، لو كان الأمر كما ذكرت لما صمدت حركتنا كل هذه السنين وحافظت على وحدتها رغم حملة الإبادة التي تعرضت لها، لم يحفظ وحدة الحركة شيء، بعد أن فكك التنظيم أو يكاد لسنين عدة، بعد حفظ الله تقدست أسماؤه غير فكرها الإسلامي الوسطي ومنهجيتها السلمية، رغم شراسة الحملة وإغراءات التورط في العمل العنيف على غرار أقطار مشابهة تشرذمت فيها الحركة، فانظر ما نحن فيه من الوحدة والانسجام ومن خرج من قيادتنا من سجنه بدأ من حيث توقف قبل قرابة العقدين كأنه ما عرف سجنا وما خبر أهواله، هذا من فضل ربنا وتثبيته لعباده.

أما تغيير الاسم فقد جاء تكيفا مع قانون تعسفي للأحزاب يحظر تأسيس الأحزاب على أساس ديني!، فأردنا أن نسقط تعذر السلطة بأن اسم الاتجاه الإسلامي يفيد أن غيرنا ليسوا مسلمين وفي هذا بزعمهم شيء من رائحة تكفير الغير!! .

اسم النهضة تطور من جهة أن الحركة الإسلامية حركة نهضة ونهوض واستئناف حضاري ومندرجة ضمن المدرسة الإصلاحية من الأفغاني وخير الدين ومحمد عبده، رشيد رضا  والثعالبي وحسن البنا، و أيضا مدا للجسور مع كل من يندرج ضمن هذه المدرسة أو يشتغل في هذا الإطار.

ولقد أسفرت السلطة عن وجهها القمعي الاحتكاري المنافق أن علة الرفض لحركتنا ليس المسمى الديني وإنما إصرارها على التشبث بسياسة الحزب الواحد ولكن بغلاف ديمقراطي مفضوح تكتفي فيه السلطة بمجرد ديكور يتكون من حزيبات تصطنعها اصطناعا تجنبا للمنافسة مع أحزاب حقيقية مثل حزب النهضة.

 

ينسب البعض حركة النهضة إلى ما اصطلح عليه بـ « تيار الترابي » – نسبة إلى الدكتور حسن الترابي -؛ فهل هي دعوات مغرضة أم أن هنالك تقاطع مع طروحات الترابي؟.

الغنوشي: الدكتور الترابي، أوافقته أم خالفته علم بارز من أعلام التجديد الإسلامي المعاصر وفي طروحاته ما نقبله ونثمنه ونتبناه وفيها ما نرفضه ونتحفظ عليه.

يحسب للرجل  إيلاؤه قضية الحرية المكانة المركزية التي تستحق وأنها المبدأ الأول الذي ينهض عليه التصور الإسلامي والعمل السياسي،  مما نوهنا به فرفعنا  لواء هذا المطلب الحيوي إلا أنه أخذ على الدكتور طريقة استلامه الحكم وإدارته بما لا يتوافق مع ذلك التصور التحرري من مصادرة للأحزاب وتكميم للأفواه مما اكتوى بناره لاحقا .

على كل حال فقد راجع ذلك المسلك وانتقده وفارق الذين حكموا باسمه أو هو حكم ببزاتهم العسكرية وبعصاهم، كما يحسب للرجل دعوته لتجديد أصول الفقه ومنه الفقه السياسي وكذا  الرفع من مكانة المرأة وفتح مجال المشاركة أمامها في كل أوجه الحياة لا يمنعها من ذلك شيء ومراجعة فهم كثير من النصوص والتجربة التاريخية الإسلامية التي قد تبدو عائقا أمام هذا المطلب النسائي، وهو ما تعلمناه وأفدناه من الأستاذ المجدد، غير أنه  ذهب في ذلك أحيانا مذهبا بعيدا  فيه شطط قد لا تحتمله النصوص.

لا أعرف شيئا مما تسميه تيار الترابي حتى تجربته في الحكم الكل يعرف مآلاتها، في الجانب الشخصي الدكتور الترابي كالدكتور القرضاوي من أعز أساتذتي وأصدقائي ومن أفضل الأمة فقها وعلما وتأصيلا وتجربتهما من أغنى التجارب الإسلامية عبرة وتدبرا.

أما حركتنا فلا تنسب لأحد حتى لمن كان لهم سهم معلى في تأسيسها من آبائها فضلا عن سواهم.

 

إلا يُحْدِث تشتت قيادات الحركة بين الداخل والمهجر تناقضات في الرؤى وفي آليات العمل الحزبية؟.

الغنوشي: قيادات الحركة معظمهم في الداخل  يقومون على أمرها ويتحدثون  ويفاوضون باسمها متعاونين في ذلك مع إخوانهم في الخارج.  

 

هناك من يرى أن الحركة تُغلِّب السياسي على ما هو فقهي وشرعي، الأمر الذي يفسر – حسب مراقبين – قيام تحالفات بين النهضة وأحزاب علمانية؛ فهل من توضيح؟.

الغنوشي: ما معنى غلبة السياسي على ما هو فقهي وشرعي؟ هل أتت من السياسة ما هو مخالف للفقه والشرع؟، لو عكست لصدقت أخذت الحركة بالعزيمة وكان يسعها الرخصة أمسكت على جمر التدين وقدمت في سبيله الروح والعمر والمال.

ربما أردت أن تقول إن الاهتمام بالجانب التربوي ضمر مقارنة بالجانب السياسي ربما كان هذا الأمر صحيحا، ويصعب التدليل عليه، على كل حال وسببه أن الحركة كانت منشغلة بمعركة وجود في مواجهة سلطة غاشمة محاربة للتدين أرادت استئصال الحركة وتجفيف منابع الدين بزعمها؛ ماذا تفعل الحركة؟، هل تعكف على التربية؟؛ أي تربية والصلاة والحجاب يمنعان. لقد اختار الله لنا ذات الشوكة وقد وددنا والله أن غير ذات الشوكة تكون لنا، ولكن قضى الله أمرا والخيرة فيما اختاره الله.

التحالف بين الأحزاب العلمانية والإسلامية ليس بدعة تونسية عرفته أغلب البلاد العربية، تحالف حزب الإصلاح مع الحزب الاشتراكي في اليمن وتحالف إخوان سوريا مع أحزاب علمانية وتحالف الأخوان في مصر مع الوفد؛ هل يكون هذا النوع من التحالف نقصا من إسلامية الحركة في تونس ولا يكون في غيرها من البلدان؟، ثم هل في شرعنا الحنيف ما يمنع هذا التحالف والقدوة الحسنة رسول الله عليه السلام قد حالف قبائل مشركة وعقد الصحيفة مع جماعات يهودية؟ أي سؤال هذا الذي سألته.

 

كحركة إسلامية كيف تعالجون قضية التغريب (التغول الفرنكفوني) وطمس الهوية العربية الإسلامية في الشمال الإفريقي؟.

الغنوشي: وهل قيام حركتنا عند أول أمرها وبلاؤها لاحقا إلا بسبب هذا الأمر.

مثلت الحركة الإسلامية علامة ودليلا على مقاومة المجتمعات الإسلامية في المغرب العربي لمساعي تغريبها وإلحاقها بأوروبا ثقافيا واقتصاديا، وقد تمكنت الحركة من تعريب الخطاب الطلابي الذي ألفته فرنسا، فأعادت  للجامعات اللغة العربية ومثلت الوصل مع الشرق في وجه دعاة العلمانية والقطع معه توجها جهة الغرب.

ما نراه أن سطوة الفركفونية والتغرب عموما إلى تراجع وقد مثل انتشار السلوك الإسلامي في كبرى العواصم الغربية والعودة القوية للتدين في عموم المنطقة كلها من أدلة هذا التراجع. الإسلام بسبيله إلى ثقافة كونية.

 

§  إلى أين وصلت قضية الدكتور صادق شورو وملف السجناء السياسيين في تونس عموما؟.

الغنوشي: لا زال من سجناء النهضة ما يزيد عن العشرين بقليل منهم الدكتور صادق شورو أستاذ الطب والرئيس السابق لحركة النهضة.

ندعو السلطة أن تطلق سراحهم فورا والكف عن معاملتهم بقسوة ووحشية والتعامل معهم كأنهم رهائن، وهذا ليس معناه أن ملف المساجين السياسيين في طريقه للحل، فالداخلون بعدد المغادرين أو يزيد، تمتلئ السجون الآن بآلاف من خيرة شباب الصحوة الإسلامية الجديدة من اتجاهات إسلامية مختلفة  بتهمة نية السفر إلى العراق للالتحاق بالمقاومة. إلى جانب بعض الصحفيين ممن تجرأ وكتب ضد بن علي، والجدير بالملاحظة والشجب أن المطاردة والتضييق لا تنتهي بحق الآلاف ممن غادروا السجون ليزج بهم في سجن واسع؛ سجن البطالة والملاحقة الدائمة والحرمان حتى من حق التداوي فلقي الكثير منهم حتفه من بين من خرج من قيادات ومنتسبي حركة النهضة.

 

§  تناقلت الأنباء وجود مساعي رسمية تونسية لإيجاد تيار إسلامي مدني ليشارك في السلطة على غرار « حمس الجزائرية »؟.

الغنوشي: أمر وجود مساعي رسمية تونسية لإيجاد تيار ديني ملحق بها نفته السلطة نفسها وأكدت على لسان وزرائها أنه أمر خارج نطاق تفكيرها وليس متصورا البتة، الأمر لم يثر كبير اهتمام لا من الإسلاميين ولا من غيرهم، وذلك لخبرة تونسية طويلة بسلطتهم وموقفها العدائي المرضي من الإسلام جملة فضلا عن الإسلاميين، اللهم إلا بعض غلاة اليساريين العلمانيين الملتحقين بالسلطة ممن تركبهم وتستعملهم وتستغل غربتهم عن المجتمع واغترابهم عن النضال السياسي الديمقراطي، حيث أطلقوا صيحات الفزع وخافوا من قادم يشاركهم الأكل الحرام الذي يأكلون. غير أنه ليس غريبا عن السلطة اصطناع أحزاب لقطع الطريق عن أحزاب حقيقية، مما يندرج ضمن منطق العقول الأمنية الصغيرة الذي لا يغير شيئا من حقائق الأمور، لكنه يزيد الساجحة تعفينا!.

 

§ ما هي الفصول التي أضافتها « حملة مكافحة الإرهاب العالمية » في سياسة السلطة التونسية؟.

الغنوشي: السلطة التونسية هي نفسها ذات الأساليب وذات الأهداف؛ البقاء في الحكم بأسلوب أقل ما يقال فيه أنه لا ديمقراطي؛ قبل الحرب على الإرهاب وبعد الحرب على الإرهاب أي الثبات في الحرب على الشعب، لم يمثل هذا الذي يسمى الحرب على الإرهاب غير مسوغ دولي للسلطة التونسية لمواصلة سياسة القهر الداخلي واستئصال العارضين.

 

§  ما هي الخيارات المتبقية أمام حزب النهضة لتحقيق التغيير والإصلاح في البلاد؟، وهل تعتقد أن الطرق السلمية لا تزال تشكل خياراً في التعامل مع سلطة أحادية؟.

الغنوشي: الخيار الأول والخيار الأخير هو الخيار السلمي لتحقيق التغيير والإصلاح .. ليس من طريق أولى بالإتباع من هذه الطريق غيرها من الطرق لا توصل ويسهل على المستبدين قطعها.

إذا أردت الإصلاح هذه سبيلها وحركتنا صابرة مصابرة على هذا المنهج حتى نحقق مرادنا في بسط العدل والحرية  بين أهلنا أو نلقى ربنا غير مبدلين.

 

§  لماذا نجح نموذج العدالة والتنمية التركي في الحكم مقابل إخفاق تجارب عربية لأحزاب إسلامية؟.

الغنوشي: نموذج العدالة والتنمية التركي مختلف؛ ظروفه ومكوناته متباينة عن مثيله من الحركات الإسلامية العربية. الدولة في تركيا مختلفة عن مثيلتها العربية والجيش التركي قل فيه ما شئت ولكنه مؤسسة محترمة، مهنية وذات مصداقية عند الشعب التركي بعكس الجيوش التي عندنا تفر من الأعداء وهي مكلفة بحربهم، وتستأسد على المواطنين العزل.

الحركة الإسلامية في تركيا محكومة بسياق تركي محدد باعتبار تركيا جزء من أوروبا وعضوا في الحلف الأطلسي وعلى علاقة مع « إسرائيل »، ما يجعها خارج معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، خلافا لمثيلاتها العربيات، بما يعنيه ذلك من اختلاف الظرف التركي عن بقية الدول العربية ونتيجته بطلان المقارنة بينهما إذا المقارنة لا تجوز إلا بين شبيهين.

 

§ كيف تقيمون التجربة السياسية الأخيرة لحركة المقاومة الإسلامية « حماس » في فلسطين؟.

الغنوشي: حماس حركة مقاومة تطلب تحرير ما أغتصب من أرض ومقدسات عليها أن لا تقترب من الحكم إلا بقدر ضرورة ذلك لخدمة  المقاومة وحمايتها وتجذيرها، والحصار الظالم الذي تتعرض له مع أهلنا في القطاع لن يزيدها إلا ارتفاعا ولن يزيد المساهمين فيه من الفلسطينيين والعرب إلا نزولا في الدركات.

 

§  من فلسطين إلى العراق فالصومال وجنوب السودان وصولاً إلى تهديد سوريا .. أين يسير العالم العربي والإسلامي؟، وما هو المخرج حسب تصوراتكم؟.

الغنوشي: سببان رئيسان لهذا الذي نشهده من ضعف ووهن، التجزئة والتفرق من جهة وحكم الجبر والتسلط من جهة أخرى.

التنازع والتفرق ذهاب للريح، وحكم السيف وغياب العدل ذهاب للعمران، إذا أراد العرب العزة بعد الذل الذي أصابهم والقوة والمنعة بعد الضعف والهوان الذي يعيشون عليهم أن يأخذوا بسنن الله في القوة والتمكين وحدة أو إتحاد لا ينفك حتى ينفك عنا الغزاة والمغتصبون، وبالعدل والحرية نبني بهما أوطاننا ونكون بهما شهداء على الناس وهل الإسلام غير تحرير بعد عبودية ورابطة وأخوة وألفة بعد فرقة وتدابر.

 

§ هل يمكن لثقافة الاختلاف أن تكون ضمن الثوابت، أم أن هنالك شروطاً للاختلاف والتنوع والحوار – سواءً على صعيد الداخل الإسلامي، أو الآخر -؟.

 

الغنوشي: كتبت دراسة وأنا في السجن بداية الثمانينات عنونتها حق الاختلاف وواجب وحدة الصف، قلت فيها الاختلاف يطوقه الحوار ويضبطه وقلت إن الاختلاف إذا كان هذا إطاره لا يهدد وحدة الصف وللشيخ البنا رحمه الله قول حكيم « نتعاون فيما اتفقنا فيه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ».

الحوار خلق رباني وفي الأثر تخلقوا بأخلاق الله؛ الله جل وعلى حاور إبليس، بل وأجابه في ما طلبه {قال أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم}، بل في القرآن التحاور حتى بين الإنسان والحيوان قال {جئتك من سبأ بخبر يقين} وكان هذا الحوار سببا في هداية أمة بحالها. أعجب من أمة هذا دينها أن يشيع التنافي بينها وتنتشر ثقافة الإقصاء بين مثقفيها وفي ما  بين تياراتها السياسية والفكرية.

الحركة الإسلامية مؤهلة أكثر من غيرها لبناء إجماع جديد يتجاوز حالة الفرقة والتذرر الحالي ويشيع ثقافة الحوار والسلم الأهلي نقيضا لحكم الجور الذي ترزح تحته أوطاننا ونقيضا لثقافة الإقصاء التي ينشرها هذا النمط من الحكم، والمطلوب تجذير قيم الحرية والحوار والديمقراطية والتعددية والسماحة والصفح والمواطنة  باعتبار الوطن ملكا لكل أبنائه وبناته، مطلوب من الجميع البحث عن معادلة إجماع وتعايش بينهم على هذا الأساس بمنأى من كل منزع احتكاري أو وصائي وتسلطي بأي مبرر كان .

لا شرعية لحكم إلا ما انبثق من إرادة المواطنين عبر انتخابات تعددية نزيهة، وما سوى ذلك ليس شيئا غير الاستبداد: جذر كل بلاء وتخلف في أمتنا.

 

§  الغنوشي .. من التيار القومي الناصري إلى الإسلامي، والجمع لاحقاً بينهما في « المؤتمر القومي الإسلامي » .. فما هي أوجه الاتصال والانقطاع بين القومية والإسلام؟.

الغنوشي: الإسلام باعتباره دينا رسالته عالمية والبشر كلهم أسودهم وأبيضهم محل للتكليف لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى من هذا الوجه لا تقاطع (التقاء) مع المطلب القومي، ولكن أيضا ليس من العصبية أن يحب الرجل قومه. ورفعة إي قومية فوق أي أرض من بلاد الإسلام يعود بالنفع على الدين كله، ما كان ذلك في منظور الأمة العام.

يمكن أن نزيد بأن للعرب موقعا جغرافيا، بشريا وثقافيا لا يدانيهم فيه أحد ولعل الإسلام الدين الوحيد الذي تؤدى فيه العبادات بلغة واحدة هي العربية، ولا يقرأ كتابه إلا بلغة واحدة، من أجل ذلك يعتبر المسلم مهما كانت قوميته ولغته  عربيا على نحو ما. وعلى أي وجه قلبت الأمر، وحدة العرب وقوتهم قوة للإسلام كله وأي ذل يصيبهم هو ذل يلحق بالإسلام وأهله.

بخصوص نقلتي من التيار القومي إلى التيار الإسلامي أعتبرها سيرا وإمعانا في الاتجاه نفسه إذ أنني  لم أفارق قط هويتي بل تعمقت فيها، فأنا اليوم عربي أشد مما كنت.

 

الغنوشي في سطور

ولد المفكر والسياسي التونسي الشيخ راشد الغنوشي عام1941م في قرية الحامة جنوب تونسي، حيث  أتم دراسته في تلك القرية وفي بلدة قابس انتقل للدراسة في جامع الزيتونة وبعد أن نال الشهادة الثانوية انتقل إلى دمشق ليدرس الفلسفة، حيث تعرف هناك على الفكر القومي الناصري وانتمى إليه وكان مناصراً له شأن الشعوب العربية آنذاك، ثم عاد من دمشق إلى بلاده في فترة الستينات ليعمل كمدرس للفكر الإسلامي وبعدها تمكن من السفر لفرنسا ليدرس الفلسفة في جامعة السوربون، ويعتبر الغنوشي هو مؤسس حزب النهضة التونسي؛  صاحب الهوية الإسلامية والمحظور في البلاد.

ويرتكز الغنوشي في قراءته التجديدية للإسلام السياسي  على حقوق المواطنة (أي تساوي جميع المواطنين في الحقوق و الواجبات)، و قد أصل لآرائه أصوليا وفقهيا في كتابه الشهير « الحريات في الإسلام » .

ويتهم الغنوشي وحزب النهضة من قبل القوى العلمانية التونسية التي تدير الحكم في البلاد أنه أحد فروع الإخوان المسلمين و أنه لا يخرج عن نظرية الحكم الإسلامي الأحادي التي يقولون أن الأخوان المسلمين يؤمنون بها.

حكم عليه في تونس عدة مرات بالسجن: ففي عام 1981 حكم عليه 11 سنة ولكن أخلي سبيله مع وصول الرئيس زين العابدين بن علي إلى الحكم عام 1987، وحكم عليه في نفس ذاك العام مجددا بالسجن المؤبد ولكنه فر إلى الجزائر ومنها انتقل إلى السودان ليبقى فيها في ضيافة حسن الترابي، كما حكم عليه مرة أخرى غيابيا عامي 1991 و1998 وفي المرتين كان الحكم بالسجن مدى الحياة، أما الآن فهو مقيم في منفاه بلندن.

أعيد انتخابه عام 2007 كأمين عام لحركة النهضة وبهذا يكون زعيم هذه الحركة منذ 25 عام.

 

من مؤلفاته:

• طريقنا إلى الحضارة.

• نحن والغرب.

• حق الاختلاف وواجب وحدة الصف.

• القضية الفلسطينية في مفترق الطرق.

• المرأة بين القرآن وواقع المسلمين.

• حقوق المواطنة في الدولة الإسلامية.

• الحريات العامة في الدولة الإسلامية.

• القدر عند ابن تيمية.

• مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني.

• الحركة الإسلامية ومسألة التغيير.

• من تجربة الحركة الإسلامية في تونس.

وقد ترجم بعض من كتبه إلى لغات أجنبية، كالإنجليزية، والفرنسة، والتركية، والإسبانية والفارسية.

 

* صحفي وكاتب من الأردن

albeshtawi@hotmail.com

 

 المصدر : موقع « إسلامنا .إنفو » بتاريخ 18 جانفي  2008 )

الرابط:

 
 

 
 

فتحي بن سلامة لـ »لأوان »: الديمقراطية هي لحراسة الفراغ! أزمة العالم العربيّ الإسلاميّ تكمن في المتعة بالسّلطة

 

  أجرى الحوار: حسن بن عثمان

لعلّ فتحي بن سلامة لا تعرّفه صفة البروفسور ولا الدكتور ولا الأستاذ، لعلّ تعريف فتحي بن سلامة شبه الأكيد في منجزه العلمي وفي ما يطرحه وفي بعض قوله ووجهات نظره. تمتنع اللغة على أن تنسب لسيغموند فرويد، مثلا، صفة دكتور، أو للرازي، أو لابن سينا، أو أبا زيد البلخي لقب أستاذ… فتحي بن سلامة فيما يَعِدُ تفكيره وكتاباته هو من تلك السلالة، يرغب في فتوحات سليمة وسلمية في اللغة وفي الإنسان وفي النفس وفي علم النفس. هذا السيد مدرِّس في جامعة باريس السابعة في علم التحليل النفسي والباطولوجيا، أسس مجلة « ما بين العلامات » بالفرنسية وأدارها من باريس قبل توقفها، وأصدر من الكتب « تخييل الأصول » عن محنة سلمان رشدي وأدبه. « فلق الصبح » صدر هذا الكتاب الذي يتمحور حول التجربة المحمدية والسيرة النبوية من منظور جديد بالفرنسيّة عن دار « رامساي » المتخصّصة في التّحليل النّفسيّ سنة 1988، وأعدّ البشير بن سلامة (روائي ووزير ثقافة تونسي سابق) منذ سنة 1990 ترجمة عربيّة له تخوّفت بعض دور النّشر التّونسيّة التي عرضت عليها ترجمة الكتاب من نشرها، وهي ترجمة ستصدر فيما بعد عن دار الجمل بكولونيا. ومن آخر مؤلّفاته « محنة الإسلام والتحليل النفسي »، وقد ترجم إلى التّركيّة والإنكليزيّة والإيطاليّة واليابانيّة، وستصدر ترجمته العربيّة قريبا عن منشورات رابطة العقلانيّين العرب.

يقول المحلّل النّفسانيّ الفرنسيّ بيار فديدا في تقديمه كتاب « فلق الصّبح »: « هذا الكتاب ليس سيرة ولا حتّى سيرة نفسيّة لمحمّد الإنسان. ففي مسار يمكن مقارنته بمسار فرويد في كتابه « موسى الإنسان وديانة التّوحيد »، يسترفد الكاتب المصادر التّاريخيّة وكلّ ما توفّره اللّغات لكي يخضع إلى المعقوليّة التّحليلنفسيّة المحنة التي ينشأ عنها الأب والكلام ومنفى الكتابة، من حيث تلتقي هذه المعقوليّة مع جنيالوجيا نشأة القانون. فلو تذكّرنا ملاحظة فرويد عن انعدام قتل الأب المؤسّس للإسلام، أمكن لنا أن نتساءل عن وجود « رواية » أخرى للقتل المؤسّس في الإسلام. التّحليل النّفسيّ والإسلام؟ هذا أيضا سؤال هذا الكتاب، سؤال لقاء صامت وبديهيّ بين الإسلام والتّحليل النّفسيّ، وسؤال تعارض أيضا. إنّ القراءة في هذا الكتاب تستقبل قلق النّبيّ، وهي كذلك تعكس الدّلالات التي تحملها حضارة ما داخلها، عندما يتعلّق الأمر بالنّفس وبالتّحليل النّفسيّ ».

في هذا الحوار العفوي والمرتجل ـ الذي استغرق أكثر من أربع ساعات تسجيل هي مجرد مفتّحات للشاهية المعرفية، ستعقبها، بحول الله، وجبات رئيسة وفواكه ومُحليات ـ شئنا طرح بعض الأسئلة من منطلق الثقافة العربية الإسلامية الراهنة على التّحليل النّفسيّ ممثلا في أحد أعلامه المجتهدين. كان سؤالنا الأول لفتحي بن سلامة عن الرهبة التي تحفّ بتسمية علم النفس، التسمية في حد ذاتها، تلك الرهبة لدى الأفراد وفي الذهنية العامة للمجتمعات العربية الإسلامية. كأن هذا العلم يحوز سطوة على النفوس ويهتك المستور، وكأن له بعدا مقترنا بالغيب وبمن يطلع على سرائر الأنفس. كان رأي فتحي بن سلامة على النحو التالي:

كلمة النفس كلمة قديمة جدّا. والعلماء العرب السالفون أخذوا هذا العلم من لدن الإغريق القدماء وأضافوا إليه، فابن رشد مثلا أخذه عن أرسطو وقدّم فيه نظرة جديدة خصوصا في الجانب الروحي . النفس والروح ليسا بذات المعنى. النفس أقرب إلى الجسد وللأنفاس. الأساسي في الأمر أن التعريف القديم الذي أخذه العرب عن أرسطو يتمحور على أن النفس هي صورة الجسد. هذا تعريف نستطيع أن نقول عنه إنه مازال حاضرا إلى الآن. أمّا الروح فهي مبدأ إلهي وديني. وربّما تعود الرهبة من علم النفس في الثقافة العربية الإسلامية الراهنة إلى أن العرب منذ قرون لم يعودوا يحللون ما في دواخلهم، بل أصبحوا يرجعون أي سبب من أسباب الحياة والعلاقات لأمور تخرج عن قدرتهم وسيطرتهم، خاصة أنهم يسلّطون على أنفسهم نظرة يتخيّلون أنها صادرة من عند الإله، فهي ليست نظرة بشرية لبشريتهم. والإنسان الذي يضع نفسه هذا الموضع، يعتقد أنه غدا عينا للإله، ويكون أسيرا للأوهام. والخروج من هذا الوهم صعب وشاق، لأن الإنسان مدعو ليصير بشريا ويتحمل عبء الوجود، وتحمّل عبء الوجود هو ذلك الوضع الذي أطلق عليه العرب القدامى « تحقمري »، أي العيش في عالمنا هذا، ومعنى ذلك أن واقع العلاقات البشرية يقتضي أن لا يتدخل فيها أي منقذ إلاّ ما يضطلع به الإنسان بنفسه في علاقته مع الآخرين. هذا من جهة، ومن جهة أخرى ثمة التباس بين علم النفس، والعلوم الأخرى ذات النفوذ على إرادة الإنسان، وهذا الالتباس يضع عالم النفس في مكانة الإله الذي يطّلع على ما في الصدور ويسبر ما في القلوب، ومن هنا تأتي الرّهبة.

في علم النفس الحديث، وبالنسبة إليّ في علم النفس التحليلي، ليس هناك إنسان يعرف من جهة وإنسان لا يعرف من جهة أخرى، أي:عالم النفس أو طبيب النفس في مقابل المريض الذي لا يعرف، بل هناك علاقة معرفية يكون فيها المحلل النفساني ومقابله في نفس الدرجة، فهما شريكان في عملية استكشاف، حيث ليس هناك فاعل ولا مفعول، ليس هناك عارف في مقابل جاهل.

هل يمكن أن نفهم من الجواب أن المجتمعات العربية والإسلامية هي حالات استثنائية في مسار البشرية الراهن، مع الملاحظة أن الدين وحضور الإله طاغيان في مجتمعات حديثة، وأوضح مثال في هذا السياق تديّن المجتمع الأميركي وكذا الشأن بالنسبة إلى المجتمع الإسرائيلي؟ من الإجابات الممكنة عن هذا السؤال قولنا إن المجتمعات الحديثة والتي دخلت فعلا في الحداثة حدّت من استعمال الإله في العلاقات السياسية والمعاملات البشرية. ومثلما أشرنا سابقا، عندما يتكلم الإنسان باسم الإله يضع نفسه في مقامه وهذا لا يترك مجالا للإيمان المفكر فيه وهو نقيض الإيمان الدوغمائي، ومعنى ذلك أن المجتمعات الحديثة وضعت كل ما هو سلطان أو مصدر للسلطة بين يديها البشريتين بحيث لا يكون لأي إنسان إمكان أن يتكلم باسم ما هو أعلى من الإنسان. من هنا يمكن فهم الاختلاف بين المجتمعات العربية والإسلامية والمجتمعات الحديثة. فمجتمعاتنا لم تجد إلى الآن، ولأسباب تاريخية، طريقها إلى رسكلة السلطة بصفة عامة بين الأيدي البشرية. ما حصل هو أن الحكام الحاليين أخذوا السلطة بصفة فاحشة لدرجة أن التّخلّص منهم لا يمكن إلا بسلطة أقوى. لذلك لجأ بعض المسلمين إلى سلطة الإله المطلقة لمواجهة سلطة مطلقة في الواقع. إذن نرى أن الحرب الأهلية الموجودة في العالم العربي الإسلامي هي حرب حول السلطة، السلطة المطلقة التي تحكم الواقع في مقابل السلطة المطلقة للسماء. ومن هؤلاء الذين اعتمدوا سلطة السماء من وصل في استعمالها إلى درجة فاحشة في مقاومة سلطة فاحشة. إذا عدنا إلى مسألة علم النفس التحليلي نجد أن أقوى نزعة من نزعات النفس هي تملّك الآخر ومتعة التملّك. والحدّ من متعة التملّك في العلاقات الإنسانية بين الأب والابن والزوجة وبين الحاكم والشعب هو الذي يمكّن من الخروج من الحرب الأهلية حول السلطة، ولذلك أرى أنّ الأزمة الحقيقية في العالم العربي الإسلامي هي أزمة ناتجة عن هذه النزعة، نزعة المتعة بالسلطة. ففي سبيل المتعة بالسلطة يتم استعمال القوة الجسدية والقوة البوليسية وقوة اسم الإله. إذا كان من سبيل إلى تغيير ممكن فأنه تغيير أنفسنا قبل كل شيء. لو كنت في جزيرة خالية ولم يبق لي من المداد إلاّ ما أكتب به بضعة أسطر من القرآن لكتبت تلك الكلمة: « لا يغير الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ». ما عبّرنا عنه بالإيمان المفكر فيه يجعل المسلم يعمل بهذه الكلمة.

تميّز بين نوعين من الإيمان مع أن الكثير من علماء النفس يعتبرون كل إيمان سواء مفكر فيه أو غير مفكر فيه هو مما يندرج في التصنيف الدوغمائي. وعلى رأي العالم النفساني ألبرت إيليز: « إن كل من يعتقد بشيء ما مطلق يكون مضاداً للعلماء ويميل إلى التفكير بتطرف مجنون. وكل المتدينين يفعلون ذلك حتى عندما لا يبدون ذلك علانية. ولكن هناك مجموعة واسعة من المؤمنين الأشرار فعلاً، المتعصبين كما في إيران مثلاً » هذا خلط ما بين الإيمان والديانة، يمكن أن يكون الإيمان خارجا عن الديانة، ويمكن أن توجد ديانة ليس فيها إيمان، أي أن تكون ديانة طقوسية آلية، وهذا هو شأن المسلمين كما يبدو لي أحيانا، وأشدّد هنا على القول بأن المشكل اليوم ليس في الإسلام بل في المسلمين وما فعلوه باسم الإسلام. الكثير من المسلمين اليوم يتوضأ ويدخل إلى المسجد يتعبّد وهو خاضع مستسلم، ويخرج من هناك ليتخبط في أقذر الممارسات، ويتعسّف على الآخرين، ويستعمل كل ما في قدرته للتمتّع بالسلطة على من هو أضعف منه، وتلك ديانة آلية طقوسية خالية من الإيمان.

فما هو الإيمان إذن؟

الإيمان هو الإيمان بالآخر، والإيمان بالآخر هو مبدأ العقل. مثلا إذا خرجت من منزلك وركبت حافلة النقل فأنت من غير شعور تؤمن بأن سائق الحافلة ليس مجنونا سيقحم الحافلة في الحائط. وكذلك عندما تقول صباح الخير تؤمن بأن الآخر يسمعك وتعتبر أن لديه قدرة على أن يردّ عليك ليبين لك أنه سمعك. إذن، الإيمان هو الإيمان بالآخر العاقل السميع الناطق. أنظر كل ما نفعله كل يوم، فإنه مرتبط بدون شعور بهذا المبدأ إلاّ في الحروب والحروب الأهلية والأمراض النفسية. نحن الآن نتحدث في ما نسميه المبدأ الإنساني العام، ولكننا في الحين ذاته يمكن أن نميّز بين الآخر والغير. الآخر هو مبدأ الإيمان في العقل والسماع والنطق وهو مبدأ مطلق. أما الغير فهو كل مثيل لي في علاقاتي اليومية فأنا كذلك غير بالنسبة إليه، والغير هو من يمكن أن لا يحترم مبدأ الآخرية المؤسس في العقل، وهنا مجال الغيرة والتنافس على السلطة. هذا التمييز هو موجود عند ابن عربي ويوافق تماما التحليل النفسي الحديث، ويعطينا الدليل على أن هناك من تكلم باسم الإسلام بطريقة ترجع إلى مبدأ الإيمان، كما تكلمت بها الآن، وهم في الآن نفسه كانت لهم العقيدة الإسلامية. وهنا أدخل الآن كلمة العقيدة، والعقيدة أمر مختلف، إنها الرابط بين شخص ما وصورة من صور الإله لديه، فكل منا له صورة من صور الإله في نفسه، مهما كانت محاولة الفقهاء تقنينها. فالعقيدة هي الميثاق الرمزي الذي يربط بين الإنسان وصورة للإله. أما التصديق فهو خيالي تماما ومجاله مفتوح ويمكن أن نصدّق بكل شيء، لذلك فإن الإيمان بالآخر كعاقل وسميع وناطق هو أسمى مرتبة في العلاقة الإنسانية. هناك من يمنح هذا الآخر اسم الله وهناك من يمنحه اسم المسيح وهناك من يمنحه اسم يهوه أو من يسميه القرد الأكبر كما في ديانات أخرى. فالإنسانية عبر التاريخ تُلبس الآخر ألبسة مختلفة ومتنوعة. والتحليل النفسي سحب الأقنعة عن الآخر وفهم أن الآخر هو الآخر، أي المبدأ الإنساني المتأسس في العقل والموجود في كل الإنسانية، ففي ذلك إذن اعتراف بالمبدأ الذي حجبته أقنعة المعتقدات والأديان. ولكن التحليل النفسي يقرّ بأن هذه الأقنعة ضرورية بالنسبة للكثيرين فهي تعينهم على تحمل مشاق الوجود. وما أسميه « الإيمان المفكر فيه » هو ذاك الإيمان الذي لا ينسى أن الآخر غير القناع الذي أُلبس إياه. فالدغمائية والتعصّب يمزجان بين القناع والآخر، ويذهبان بالإنسانية إلى كرنفال موحش وفتّاك ترفع فيه صورة الإله الحاقد وينفتح به مجال الانفلات والحروب الأهلية. إذن من الممكن أن ما يضاد بالآخر كعاقل وسميع وناطق هو ما أسميه الآخر المقنّع وليس الإلحاد أو غير ذلك، لأن من يسمّى بالملحد يؤمن أيضا بالآخر العاقل السميع الناطق، باستثناء ما نسميه ومنذ نيتشه، بالعدمية. ذلك هو الخطر الكبير على الإنسانية الذي يمكن أن يدخل فيه أصحاب الإله من الضفة الأخرى.

عندما تتحدث عن الآخر بصفته عاقلا سميعا ناطقا يبدو لنا أن هذا الآخر بالمعنى الحضاري كأنه غير موجود، أي كأن الإنسانية كافة تمر في راهنها بمرحلة صمم وجنون ونفي للآخر، وذلك كلما قلبنا النظر فيما يسود العالم حاليا من همجية حديثة. فما الضامن لكي لا يقع الجور على الآخر؟ في الحقيقة ليس هناك ضامن مطلق ولا يوجد أي قانون يمكننا من تفادي الخلط بين الآخر والغير واستعمال الآخر في مصلحة الغير. نحن إذن فاقدون تماما للضامن المطلق، ومن يقول إنه الضامن المطلق لأي شيء فهو المجرم الحقيقي. إذن الضمان هو القانون الذي تضعه المجموعة البشرية بينها كبشر ليس لهم أن يجسدوا مكان الآخر بل تجمعهم الإرادة الحرة المشتركة، وهذا هو السياسي، وهنا يجب التمييز بين السياسي والسياسة. السياسة هي تدبير الشأن العام في جميع الميادين فيما يخص المدينة، أما السياسي فهو هذه الرابطة التي تجمع بين الناس والتي يكون فيها مكان الآخر مكانا فارغا لا يمكن لأي أحد أن يستحوذ عليه أو يحلّ فيه كذات فردية. تتنوع الوظائف وتتعدد حول المكان الفارغ بتداول مستمر في حراسة الفراغ وهذا ما نسميه الديمقراطية.

جاء ذكر العدمية منذ حين وهي تذكرنا في هذا المقام بإعدام الأفراد لأنفسهم في عمليات يسمونها جهادية استشهادية وآخرون يسمونها انتحارية، ونرغب في التعرّف على رأيك في هذه المسألة من موقعك كمحلل نفسي.

أولا وقبل كل شيء يجب أن نقول إن قتل النفس هي حالة من حالات الانتحار، إذ توجد عمليات انتحارية أقصى من الانتحار الفردي منها تدمير الأرض على سبيل المثال، ويمكن أن نذهب إلى أبعد من ذلك وهو وجود نزعة إلى تحويل الإنسان إلى شيء من الأشياء. ما يقع الآن في بعض المجتمعات الإسلامية يجب أن نربطه بمسألة العلاقة بين الآخر والغير. المرجع الذي يجعل من العلاقة بين الآخر والغير علاقة سلمية هو مسألة الكرامة. من أساليب التسلط على الغير هو إهانته، أي سلبه الثقة في الآخر كعاقل سميع ناطق، فالعدالة تكمن في مساواة الأشخاص من حيث علاقتهم بالآخر. إذا تقلص الإيمان في الآخر يذهب الإنسان إلى قتل نفسه وقتل الآخرين. ومن أكبر الإهانات أن يعمد فرد أو تعمد مجموعة إلى تقمّص مكان الآخر بحيث يصبح الغير نفايات لا معنى لها ولا اعتراف بوجودها. هذا التقمّص للآخر يكون بأساليب كثيرة: القوة المادية المستعملة من أجل المصلحة الخاصة، التكلم باسم الآخر، باسم الإله، باسم الدولة، واستعمال هذا الكلام لفرض الإرادة الخاصة. كل المجتمعات البشرية بنيت على تضحية أساسية تكمن في أن هناك إنسانا أراد أن يتقمّص مكان الآخر، وهو ما يسميه التحليل النفسي: الأب الأصلي. ففي الديانات التوحيدية هذا ما ضحى به إبراهيم عندما عدل عن قتل ابنه. عندما آمن أنه لا يمكن له تقديم ابنه قربانا للآخر. هذا ما نسميه التضحية بالمتعة المطلقة بالسلطة، ويقول ابن عربي أن هذا الأب هو حيواني، فإبراهيم بعدوله عن التضحية لم يعد أبا حيوانيا. إذن من يتمتع بالسلطة المطلقة يدخل في نطاق الحيوانية. ما يسميه التحليل النفسي بقتل الأب، ليس أن يقتل الإنسان أباه، ولكن أن يضحي بالأب الحيواني الذي في نفسه والذي يحتكر المتعة والتمتع بالسلطة. فكل مجتمع يقوم على هذه التضحية التي تمكن الأبناء من أن يجدوا مكانا لهم في الاشتراك في السلطة.

عندما تصبح العلاقة بالسلطة على منوال المتعة الحيوانية التي لا تترك سبيلا للأبناء حتى يجدوا مكانا لهم وعلاقة بالآخر غير المستحوذ عليه عندها يذهب الأبناء إلى الحلول القصوى لإعادة عملية التضحية المؤسسة ويدفعون بأنفسهم إلى الموت. والسؤال المركزي في هذا السياق هو: لماذا تدفع المجتمعات الإسلامية أبناءها إلى إعادة هذه العمليات العتيقة. الجواب يكمن في هذه الإشكالية، ذلك أن دخول هذه المجتمعات إلى الحداثة كان دخولا أفقدها التنظيم السياسي الذي يمكّن من الحدّ من متعة الأب الحيواني، لأن المشكل ليس في العدول عن هذه الحيوانية في التمتع بالسلطة أو الكلام بالشعارات الدينية، بل في التنظيم السياسي لحيوانية الإنسان. وهذا يعني أن الدخول في التنظيم السياسي للمتعة والحدّ من السلطة لم يحصل بعد نظرا لاستيلاء الحكام على السلطة والانفراد بها. المشكلة ليس أن العدو أقوى أو أشد بأسا في فلسطين أو في العراق. العدو في حرب تحرير الجزائر كان قوة استعمارية هائلة، والمجاهدون الجزائريون لم يتخذوا وسائل الانتحار في كفاحهم، وهذا يدلّ على أن المشكلة ليست مشكلة العدوّ في ميدان الانتحار، ولكن المشكلة هي داخل المجتمعات العربية الإسلامية اليوم. وليس من باب الصدفة أن نرى بعض الشبان الجزائريين اليوم يذهبون إلى الانتحار في دولتهم وفي غياب الاستعمار. إذن التمتّع بالسلطة والاستحواذ على مكان الآخر هو استعمار أدهى من أي استعمار لأنه يعود بالمجتمعات إلى قسوة ما قبل تأسيسها.

الانتحار يحيلنا على ضرب آخر من الموت الذي هو الإعدام، هل الإعدام نوع من طلب الموت؟ وماذا تقول عن أشهر عملية إعدام في التاريخ تابعها العالم كله عبر شاشات التلفزيون: إعدام صدام؟ صدام حسين هو حقا من الحكام الذين أسرفوا إسرافا كبيرا في التمتّع بالسلطة واقترفوا كثيرا من الجرائم. فالإطاحة بحاكم كهذا كان يمكن أن يكون شيئا مرغوبا فيه، ولكن العملية وقعت باحتلال بلاد وتدميرها عن طريق قوة استعمارية جديدة وهو ما قلب هذه الإطاحة إلى عملية استحواذ من قبل سلطة تعتبر نفسها في مكان الآخر وتحتكر اسم الديمقراطية وتستعمله كاسم إله جديد لا كمبدإ للآخر، كما قلنا، ثم لو وقع احترام الكرامة بصفة فعلية للعراق ولشعبه لوقعت محاكمة هذا الرجل من طرف شعبه في ظلّ احترام مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان. هذا لم يحصل، بل إنّ ما حصل هو إعدامه في يوم العيد، عيد الأضحى، وهذا يعود بنا إلى ما قلته سابقا، إي إلى العمليات العتيقة التي ترجعنا إلى ما قبل تضحيات إبراهيم، فالآن وقعت التضحية بإنسان. ومهما كانت جرائم هذا الإنسان فإنّه لا يمكن أن يُقدّم قربانا، لأنّ هذا الفعل يجعل الشعب العراقي والإنسان بصفة عامة يدخل في دوامة العتيق بدل أن يدخل في حداثة القانون والعصر.

من وجهة نظر التحليل النفسي كيف تفسّر المشهد الذي ظهر عليه صدام حسين وهو يتوجه بثقة ورباطة جأش لمشنقته بصورة لا تخلو من دلالات بطولة؟

ذلك أن هناك موت أقسى من الموت وقبل الموت، عندما يفقد الإنسان كل كرامة يموت قبل أن يموت ويصبح الموت حدثا جسديا يمكن أن تستسيغه النفس، وهو خلاص أخير.

 المصدر : موقع « أوان » بتاريخ 18 جانفي  2008 )

الرابط:

:

http://www.alawan.info/DisplayDetail.aspx?pid=47


 

  كلمات أخطها إلى روح الشهيد/الفقيد أحمد البوعزيزي ذلك الشهم الذي رحل شامخا عزيزا أبيا مرفوع رأسه بيض صنائعه خفاّقة راياته .

 

رحل العزيز أحمد والموت حق لكنه جاء ممزوجا بطعم الضيم والقهر والظلم والتشفي ….جاء رحيلك لتمضي شهيدا عزيزا أبيا كريما  ولنظل دونك في رحى الجلاد إليك إلى روحك الطاهره كلماتي هذ…

 

 

 

وترحل في إباءِ

 

وتمضي شموخا

تلاقي القدر

وترحل في إباء

أبيا عزيزا

برغم الأسى

بطهرك ترحل

سيدي……

إرحل……….

فعالمنا مخيف

إرحل ………

فدربك طاهر

ودروبنا

جرح…..نزيف

إرحل ………

إلى العدل …هناك

إرحل………….

إلى رب لطيف

إرحل ……….

إلى عدن مثواك

يكفيك ما

عشت الألم

يكفيك ظلم حياتنا

يكفي معاناة السقم

كم يا سجنت

بعمرك

يا سيدا حرأّ

ظُلم

يا  شامخا

في صبره

يا رافضا

حد الإباء

يا أحمد …..

أبا شيماء

يا سيدي أنت

ياسيد الشهداء

إرحل …..

لربك سيدي

وإلى الجنان

إرتفع….

وإليها يا

لب النداء

جمال الدين أحمد الفرحاوي

بسم اللّه الرّحمان الرّحيم                                             تونــــــس16/01/2008

والصلاة والسّلام على أفضل المرسلين                                  بقلم محمد العروسي الهاني

الرسالة رقـــم 377                                                 المناضل والكاتب في الشأن الوطني

موقع تونس نيوز                                              والعربي والإسلامي

شكرا لقناة

 المستقلّة على

فتح هذا الملف

 

في الصميم وضع النّقاط على الحروف

لغة الأرقام لها وقعها عندما تكون

متساويّة وواقعيّة وشاملة وبمصداقيّة

 

 

أن من رسالة الكاتب النّاجح أن يضع النقاط على الحروف وقد اخترت هذا الشّعار منذ أشهر عبر مقالاتي لتي تحظى بالدعم والتّشجيع من قبل أسرة تحرير تونس نيوز مشكورة على هذا المجهود الجبّار. وبهذه المناسبة أوّد أن أشكر قناة المستقلّة بلندن على رسالتها الإعلاميّة الهادفة وفتحها لملفات هامة.

تخص المغرب العربي الكبير في برنامج ملفات مغاربيّة أو الفضاء الديمقراطي، وقد استمعت يوم الأحد 13 جانفي 2008 إلى حديث السيد توفيق بكّار محافظ البنك المركزي التّونسي حول دور البنك ونشاطه  والوضع الاقتصادي في بلادنا والتطور الحاصل في مجال النّمو الاقتصادي وحجم المبادلات التّجارية وما حققه البنك المركزي في مجال التنّمية الشّاملة. و إني أشاطر السيد بكّار في عديد النّقاط التي ذكرها حول التطور الاقتصادي ولكن، لا أشاطره الرّأي في شرحه لموضوع الأجور التي تطورت أربع مرات ونصف من سنة 1987 إلى اليوم، صحيح أن تطّور الدخل الفردي بلغ 4.400دينار للفرد الواحد بالنسبة لمجموع السّكان أي هناك من دخله 200.000دينار سنويّا ومن دخله تجاوز 300ألف دينار سنويّا وإن المواطن العادي عندما يسمع هذا الرّقم يبقى يتساءل هل أنّ هذا المدخول يشمله أم لا؟

أما المواطن الواعي والنّاضج يدرك أن هذا الرّقم هو معدّل الدخل الفردي بصفة جماعيّة أي يمكن أن يدمج صاحب المدخول الخيّالي على سبيل المثال 300 ألف دينار سنويا للفرد والمجموع أسرة تضّم 5 أفراد يصبح المدخول مليار ونصف للأسرة ربما هذا صحيح، ولكن هناك نسبة 5% من الشرائح الاجتماعيّة مدخولها السّنوي 600 دينار لشخصين أو ثلاث (العائلات المعوزة والمعاقين).

و4% دخلهم لا يتجاوز 400 دينارسنويا وهم على عتبة الفقر والخصاصة و يعيشون على الصدقات…؟

الأصناف الاجتماعيّة الأخرى

حوالي 20% من العمال في الفلاحة والبناء والحظائر المدخول السنوي 2400 دينار أي ما يعادل 440د للفرد الواحد، 25% موظفي الدّولة والعمّال أجورهم تتراوح من 4000 إلى 5000 دينار ما يعادل الفرد الواحد ألف دينار. 10% من سامي الموظفين مع زوجاتهم وأجورهم تفوق 18 ألف دينار ما يعادل 3600 للفرد. 10 %  من شريحة الفلاحين والتّجار وأصحاب المهن الصّغرى دخلهم حوالي 5000 دينار سنويّا أي معدل 500 دينار للفرد . 10% من الشّبان وزوجاتهم نصفهم في القطاع الخاص دخلهم يفوق 10.000 ألاف دينار للفرد الواحد 1.200 دينار.

6.75% من الشّبان والفتيات في القطاع الخاص وهم على عتبة الزّواج دخلهما حوالي 8.000 دينار أكثر من نصف المبلغ للأثاث والتجهيزات تحضيرا للزّفاف ولوازمه و5% دخلهم يفوق 60 ألف دينار معدّل الفرد 12 ألف دينار.

3% من الفلاحين والتّجار الكبار وأصحاب المشاريع الكبرى دخلهم يفوق 250 ألف دينار أي ما يعادل 50 ألف دينار و1% دخلهم الحرّ يفوق 100 ألف دينار معدل الفرد 20 ألف دينار.

2% من أصحاب المشاريع الكبرى ورجال الأعمال دخلهم يفوق 800 ألف دينار ما يعادل 160 ألف دينار وأخيرا 0.25% دخلهم يفوق المليار ونصف أي ما يعادل 300 ألف دينار للفرد الواحد وهذه النسب معدّل عائلة بها 5 أفراد للأسرة وإن نسبة 74 % دخلهم لا يتجاوز بصفة الجمع 2200 دينار للفرد الواحد هذا تقريبا التوزيع الأقرب للحقيقة لأكثر من 74% وقد تغافل السيد توفيق بكّار على ذكر هذه الحقيقة وتجنّب الحديث والخوض في موضوع هام.

 

الأسعار وما أدراك ما الأسعار

وقد أشرت في العنوان أن لغة الأرقام لا تكون صحيحة إلاّ كانت متكاملة وواقعيّة ومن الواقع المعاش وإن السيد محافظ البنك لم يشير في حديثه إلى موضوع الأسعار التي تطورت من 1987 إلى اليوم أكثر من 7 مرّات وأعطي  مثال: في سنة 1984 كان مرتّبي الشّهري حوالي 350 دينار أي ما يعادل 450دولار وقتها إي أن الدينار التونسي قيمته دولار وربع تقريبا.  والأسعار على النّحو التّالي.

الخبزة ثمنها 80 مليم ووزنها 750غ، اليوم سعر الخبزة 240 مليم ووزنها 400غ

الحليب ثمن اللّتر 200 مليم اليوم 830 مليم / الياغورت من 60 مليم إلى 270 مليم/ السميد من 120 مليم ك إلى 430 مليم ك / المقرونة من 180 مليم إلى 860 مليم/ كيلو طماطم معجون من 520 مليم إلى 1400 مليم/ مواد التنظيف تضاعفت 4 مرات/ لحم الخروف من 2دينار إلى 12 دينار/ البقري من دينار و800 إلى 10 دينار/ السردينة من 300 مليم إلى 1500مليم/ السمك المتوسط من دينار إلى 5 دينار/ السّمك الرّفيع من دينارين إلى 12 دينار/ الغلال من 200 مليم إلى 1200 مليم/ البطاطا من 100 مليم إلى 650 مليم/ السّفنارية من 80 مليم إلى 500 مليم/ البصل من 80 إلى 500 ملم/ التّمر من 800 إلى 3500 مليم.

 

أسعار الأدويّة تضاعفت 10 مرات

السّكن تضاعف 10 مرات والأراضي الصّالحة للسكن تضاعفت 15 مرة/ النّقل تضاعف 5 مرات نتيجة لارتفاع البنزين 5 مرات حيث في سنة 1983 لترة الڤزوال بــ135 مليم اليوم 840 مليم والبنزيل من 300 مليم إلى 1200 مليم/ الزيت المخلط للاستهلاك تضاعف 5 مرّات/ السّكر تضاعف 5 مرات/ الملابس والأحذيّة تضاعف أكثر من 5 مرّات، كما تضاعفت فاتورة الماء والكهرباء 3 مرّات.

هذه حقيقة ملموسة يعيشها المواطن التّونسي ويتمنى لو بقت الأجور مستقرّة في عام 1985 مقابل استقرار الأسعار في ذلك الوقت أفضل بكثير من ارتفاع الأجور التي صحبتها التهاب الأسعار بصفة جنونيّة وهذا رأي جلّ المواطنين لأنّ لا فائدة في زيادة الأجور مقابل ارتفاع الأسعار، وإن المواطن الّذي استطاع بناء مسكن عام  1984 بمرتب 150 دينار لا يستطيع بناؤه اليوم ولو كان دخله 800 دينار هذه حقيقة لم يذكرها السيد توفيق بكّار وهو يعرفها ولكنها مرّة.  والحق مرّ يا عمــــر… وبكّارنا عليه ذكر هذه الحقيقة مستقبلا حتى يكون للحديث معنى ومصداقية والمستمع التّونسي يحترم هذا الحديث لأنّه من الواقع.

إن نسبة النّاشطين في كل هذه المهن يفوق الملونين في جميع الأصناف المذكورة منها 45% في القطاع الحكومي بما في ذلك شريحة المتقاعدين التي تمثل نسبة 5% تدخل في إطار الدّخل السّنوي 6000 دينار. هذه الأرقام الأقرب للحقيقة وهذه الأرقام هي الأقرب للواقع وإن شريحة الموظفين والعمال يبقى دخلها أقل مما ذكره السيد محافظ البنك أمّا في المجموع العام فالأرقام صحيحة.

 قال اللــــّه تعالى « يا أيها الذين ءامنوا اتقوا اللّــــــــه وقولوا قولا سديدا  صدق اللّــــه العظيم

 

بقلم المناضل والكاتب في الشأن الوطني 

والعربي والإسلامي

محمد العروسي الهّاني

الهاتـــــــف: 22.022.354


 
ملف نشرته مجلة حقائق مؤخرا: 

المسيحية في تونس: شـــهادات مــن داخـــل الكــــنــيســـة والأسبـــاب عديـــــــــدة

 
أساتذة تعليم ثانوي وعال، معلمّون وباحثون وطلبة، موظفون في مؤسسات او اعلاميون: هذه أهم فئات المسيحيين من التونسيين الذين تجدهم عشية السبت وصبيحة الأحد في الكنيسة الانجيلية في تونس العاصمة. قرابة 20 تونسيا جاؤوا هنا ليصلوا للمسيح الذي «فتح لهم ذراعيه» منذ وقت غير بعيد. سحرتهم هذه الديانة فأبعدتهم عن اسلامهم ليعيشوا أجواء الصلاة على أنغام وموسيقى وكلمات ترددت في أرجاء الكنيسة فزادت أيديهم تشابكا وكانوا «أقرب بها إلى اللّه من أجواء الخشوع التامّ في صلاة الاسلام» حسب تعبير بعضهم. قرابة عشرين ممّن طلقوا اسلامهم وجاؤوا هنا لمعايشة تجربة أخرى شعائرها مختلفة وممارستها في رأيهم «أسهل مما هي عليه في الاسلام»… الكل يؤكدّ أنه لم يتعرّض من قط لمضايقات أو تضييقات بسبب ارتداده عن الاسلام… الكلّ سعيد بهذه الأجواء لكن لكل واحد تعليلاته وحججه لمعانقة هذه الديانة الجديدة وتحمّل مشاق ما يتركه هذا القرار من شروخات في علاقة أسر تونسية مسلمة يعدّ فيها التنصّر كفرا وخطيئة. شهادات تونسيين تنصّروا يعمل موظفا في احدى الوزارات، مسيحي تونسي اعتنق هذه الدّيانة حسب قوله منذ سنة 2000 وتزوّج داخل الكنيسة بزوجة تونسيّة دخلت معه دين المسيح فأثمر زواجهما رضيعة اسمها «شهد» عمرها اليوم شهر و20 يوما أتيا بها إلى الكنيسة ليباركها المسيح. لم يشأ الافصاح عن اسمه، لا خوفا من التصريح بمسيحيته بل لحساسية عمله . يقول في تعليل تنصّره: «الاسلام علاقة عمودية بين اللّه والانسان. علاقة قوامها الترهيب والتوعّد والوعيد بعذاب القبر وعذاب الآخرة… أمّا المسيحيّة فعلاقة أفقية تجعل الإله قريبا منك يسمعك ويستجيب لدعائك دون تهديد…». الاجتماع الذي حضرناه عرف ترتيلات وتسابيح دينية ومواعظ، لكنه بدأ بمحاضرة دينية لأستاذ في الجامعة يدعى «معز (م)» قام فيها بشرح تعاليم مسيحية بلغة عربية. أما رشيد (ر) فهو مدرّس بإحدى المدارس الاعدادية الخاصّة قام هو الآخر بتقديم وصلات موسيقية وذكّر الحاضرين بقيم التسامح والمحبة في الديانة المسيحية. «رشيد (ر)» متزوّج هو الاخر بتونسية تنصّرت منذ سنوات وله ابن وهو يتحدّث عن تجربته فيقول: «أنا من عائلة محافظة جدّا متشبعة بالاسلام، وكنت أمارس واجباتي الدينية من صلاة وصيام وصدقة على أحسن وجه… لكني كنت شغوفا بالمسيح ولمّا كان لدي مداخلات مع اذاعة «مونتي كارلو» فقد أرسلت لي منذ 15 سنة طبعة جميلة من الانجيل مما نمّى في داخلي محبّة هذه الديانة حتى شاءت الصدف أن أتعرّف وأنا في سنّ 28 سنة على أحد المسيحيين دخلت معه الكنيسة ومع مرور الوقت أصبحت مسيحيا. كان ذلك منذ 7 سنوات وكانت الصعوبات والعراقيل كثيرة لكن إيماني بمركزية اللّه في الحياة جعلني قادرا على تخطيّ ذلك…» وفي حديثه عن الزواج يرى رشيد أن الزواج في المسيحية أرقى من كل الديانات الأخرى «إنه أكبر من غرض إقامة عائلة بل هو رابطة أبدية بين جسدين في روح واحدة: الرجل والمرأة…». سلامة (م) هو الأخ الأصغر لمعزّ (م) الذي قدّم محاضرة اليوم، هو الآن بصدد تحضير رسالة الدكتوراه في القانون. دخل المسيحية منذ سنوات بعد أن آمن أنّ ما يقوم به من صلاة يعدّ عنده «ممارسة للرياضة دون روح أو خشوع…»!!! أكثر ما يقلق سلامةهو الفكر العربي الذي ينظر إلى المسيحية نظرة مغلوطة انطلاقا من أنها السبب في الحروب الصليبية وهو يوضّح في هذا السياق: «لم يكن للحروب الصليبية خلفية دينية (…) إنها مغالطة كبيرة ارتكبتها الكاثولوكية في حق المسيحية حين كانت لا تفصل الدين عن السياسة (…). رسالة المسيح لم تكن رسالة الحرب والدماء، إن الرب فيها قريب يحب الناس جميعا ويعلّمهم المحبة والتسامح…» اعتناق سلامة (م) للمسيحية سببه أنّ ديانة المسيح لا تفرض على الانسان شيئا فهو حرّ في قيامه بالفرائض والصلاة والشعائر حيثما يشاء ووقت ما يشاء. فالصلاة عنده «غير مرتبطة بوضوء أو إطار معين بل بإمكان الانسان أن يصلّي حتى وإن كان في القطار جالسا في كرسيّه…» لم يغب عن الصلاة في الكنيسة زملاء من رجال الاعلام في تونس فالزميل الصحفي (ن ـ ط) تنصّر منذ 14 سنة وهو اليوم فخور بمسيحيته مقتنع وممتلئ بتعاليمها .يقول هذا الزميل: «لطالما كنت معجبا بالديانة المسيحية حتى التقيت بأصدقاء مسيحيين دخلت معهم الكنيسة الكاثوليكية مرات متلاحقة لكني اقتنعت بالتنصّر ولم أقتنع بتعاليم الكاثوليكية التي بدت لي صعبة وصارمة. لذلك انتقلت إلى الانجيلية التي كانت دواء شافيا لكل مشاكلي…» الغريب في الأمر هو ان الصحفي (ن.ط) متزوج من مسلمة وهي أستاذة للتربية الاسلامية وله منها اثنين من الأبناء. لكن زميلنا يقرّ بأنّه لا يجد أي حرج في العيش مع زوجته المسلمة غير أن الاشكال في البداية تمثل في مدى قبول مسيحيته لدى زملائه ورئيسه في العمل الذين آمنوا شيئا فشيئا وبعد مساءلات كثيرة أن مسألة العقيدة أمر شخصي يخص المعني بالأمر دون غيره. الشهادات كثيرة في هذا السياق. الموجودون هنا لا يملكون أي حرج في التصريح بتنصّرهم حتى وان كان ذلك لصحفية مثلي ستقوم بنشر المقال. وهم أيضا لا يجدون أي حرج في نشر أسمائهم على صفحات الصحف مثل السيد محمد الفاتح الزرقوني أصيل منطقة نفطة الذي يعمل عونا مختصّا بالبريد وقد اعتنق المسيحية منذ سنتين فقط لكن حججه عن هذه النقلة مختلفة ذلك أنه معجب فحسب بالنتائج الاجتماعية الناجحة للعالم المسيحي مقابل تراجع العالم الاسلامي (…) يقول الفاتح الزرقوني: «المسيحيون متقدّمون علميا وهو يعيشون حياة اجتماعية سهلة ولا تعقيد فيها مما يجعل طبيعة المسيحي أكثر ليونة… فلطالما كنت منجذبا بنظامهم المعماري وبقدرتهم على الكلام واحترامهم للاختلاف» ويلخّص الزرقوني كلامه: «لا اعتبر أني كنت قبل تنصّري مسلما بل لنقل أني كنت مواطنا تونسيا فقط». ضريبة التنصر إن كانت بلادنا تؤمن في نظمها وقوانينها أن العقيدة حرية شخصية لا دخل لأحد فيها، فإن المجتمع لا يقبل بغير الاسلام عقيدة ومن يشذّ عن اسلامه فهو كافر وزنديق ومرتدّ وجب اقصاؤه عن المجموعة كما لو أنه وباء وجب القضاء عليه. تجارب كل الحاضرين في الكنيسة تشهد بأن عائلاتهم نبذتهم وتبرأت من ردّتهم ووصل الأمر إلى طرد الأبناء مثل ما حصل لعواطف (23 سنة) التي طردها والدها وحرمها من رؤية امها واخوتها فوجدت لنفسها عائلة ثانية هي أصدقاؤها المتنصّرين. تقول عواطف بحزن : «كدت أتراجع عن تنصري في البداية جرّاء مقاطعة عائلتي لي لكني اقتنعت أن حبّ الله طغى على رغبتي في كسب رضاء والدي وأنا متأكدة من ان المسيح سيبارك تضحيتي وسيقتنع أبي يوما باختياري. اما الآن فحسبي هذه العائلة هنا في الكنيسة. الجميع احتضنني وأنساني مشاكلي». اما رشيد (ر) الذي سبق أن حدثنا عن اسباب تنصّره فهو لم يطرد من منزل والده غير انه لم يسلم من عتابه الدائم ومحاولات اقناعه بالتراجع إذ أن«ايمانه بالمسيح يتعمق أكثر فأكثر» فكان زاده في مواجهة الوضع المتأزّم والأجواء المتوترة مع عائلته التي اقتنعت أخيرا بعدم جدوى الخصام والعتاب والمقاطعة. تجربة التنصّر تكاد تكون مؤلمة للجميع، فكل واحد من هؤلاء الذين وجدت بينهم له مع اسرته المقربة أو مجتمعه المقرّب حكايات قطيعة ونبذ واحتقار. قد يصل بالمرتد إلى أن يكون وحيدا يسبح ضدّ التيار . فالطريق إلى المسيحية عند هؤلاء طريق مزروعة بالأشواك ومعاناة يعيشها أصحابها وفيهم من يتحملها وفيهم من تخونه شجاعته على مواصلة السباحة ضدّ التيّار. دواعي التنصّر الأخرى ان كانت الانجيلية والمسيحية بشكل عام بقيمها واخلاق معتنقيها و«سهولة ممارستها» حسب الشهادات من أسباب ردة هؤلاء عن الإسلام، فان شهادات اخرى وآراء الموجودين وشت بأن من الناس من يلهث وراء المسيحية خاصة منها الكاثوليكية لأسباب مادية بالاساس. ذلك أن من المبشرين من يسعى إلى جلب الناس إلى دين المسيح بمنح صلاحيات مادّية واعانات ومساعدات ورواتب تجعل هؤلاء الذين يبيعون دينهم من أجل حفنة مال أتباعا لديانة المسيح.. ولعل هذا ما يذكرنا بحادثة ليست بعيدة في الزمن حيث تم في المغرب اعتقال عدد من الشباب المغاربة بعد ثبوت تورطهم مع منظمات مسيحية تعمل على زعزعة المسلمين المغاربة. وقد افاد هؤلاء ان هذه الشبكة تمدّهم بالمال الوفير وتستغل أوضاع فقرهم وحاجاتهم لدعم مادي. إضافة إلى أنها تقوم سنويا بتنظيم لقاءات بين المغاربة والموريتانيين والجزائريين والتونسيين المسيحيين وتجميعهم في اجتماع مغاربي موسع. ان العوامل في انتقال المسلم من المسيحية عديدة منها ما هو متصل بأسباب ذاتية وآخر يتصل أيضا برؤية مخصوصة للاسلام وجهل بأصوله ومبادئه السمحة. أما القنوات الفضائية والانترنات التي ما فتأت تتوالد وتتكاثر فتلك وسيلة اخرى تفتح الباب واسعا أمام التنصّر. وتنضاف إليها أيضا تلك الصورة القاتمة التي تروجها بعض وسائل الإعلام خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر التي غيرت نظرة كثيرين إلى الاسلام وانقصت ثقتهم فيه وجعلت منه دين تعصّب وتطرف وارهاب… كلّ هذه الاعتبارات والعوامل والحجج مثلت وازعا كافيا لكثيرين للاستجابة لنداء المبشرين أو التنصّر عن طواعية فتفاقمت الظاهرة واصبحت تستشري بين مجتمعاتنا المغاربية فيرى فيها بعضهم عامل ثراء ومناخ ابداع ويرى البعض الاخر أنها تنطوي على خطر انفساخ هوية مجتمعاتنا العربية الاسلامية…   (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 27 ديسمبر 2007)

عــشــرون ألــف مــســيـحــي في تـونـــس

 
إن الاحصاءات الرسمية تنفي أن يكون هناك من التونسيين من تنصّر وتفيد بأن المسيحيين الموجودين في تونس كلهم أجانب،إمّا ممّن يعيشون في تونس ويعملون بها أو من أولئك الزوار الذين يتوافدون عليها. يبلغ عدد الكنائس في كافة الولايات التونسية حسب وزارة الشؤون الدينية 1 1 كنيسة مسيحية وهي قبلة لقرابة عشرين ألف مسيحي أجنبي يمارسون داخلها بكل حرّية نشاطهم الديني ويقيمون شعائرهم وفق ما يضبطه القانون الى جانب تلقين مسيحيتهم لأبنائهم. ويعود ضبط العلاقة بين الدولة التونسية والفاتيكان إلى وقت مبكّر مقارنة بعديد الدول العربية والمغاربية الأخرى، فمنذ 1964 أمضت الحكومة التونسية اتفاقية تحفظ حقوق الجالية المسيحية بتونس. وحرية المعتمقد يحميها في تونس الفصل الخامس من الدستور الذي ينصّ على أنّ: «الدولة التونسية تضمن حرمة الفرد وحرّية المعتقد وتحمي حرية القيام بالشعائر الدينية مالم تخلّ بالأمن العام…». وقد كانت تونس تحرص دائما على الحفاظ على مصالح كلّ الطوائف خاصة منها الطائفة اليهودية التي لها حضور قوي في الدول المغاربية، والمسيحية بدرجةثانية. ويتجلى هذا الاهتمام من خلال العناية المكثفة والدائمة للبيع (المقابر اليهودية) والكنائس المسيحية.   (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 27 ديسمبر 2007)

رأي أهل الذكر في الدين:

« لا مجال اليوم لاقامة الحدّ على المرتد »

 
تواترت التفسيرات والتبريرات وحجج الذين خيروا عن اسلامهم الفطري ديانة المسيح. وبما أنّ الموضوع ذو حساسية عالية فإنه كان من الضروري استفسار أهل الذكر في الاسلام ذلك أن الأصل في الدين الاسلامي واضح من حيث جزاء المرتدّ بالقتل لكن هل أن ما نعيشه اليوم من تغيرات وضغوطات كبيرة وتحوّلات في القيم والمفاهيم واهتزاز في بنى العلاقات الاجتماعية بين المسلم وأخيه يجوز معه مواصلة الحديث عن اقامة الحدّ؟ وإذا ما أقمنا الحدّ على المرتدين عن الاسلام أفلا نخشى إبادة عدد كبير من المسلمين هربوا عن اسلامهم لمّا رأوا المتعصبين فيه يرتكبون مجازر تدمي القلوب؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحتها مجلّة «حقائق» على طرفين مطلعين في أمور الدين والدنيا هما الاستاذة إقبال الغربي من جامعة الزيتونة والشيخ لمين التليلي اللذين أجمعا معا على انه لا يوجد اليوم مجال للحديث عن قتل المرتدّ لاعتبارات عديدة سنقوم بتفصيلها لاحقا. الاستاذة اقبال الغربي: «العقيدة و الردّة و الالحاد خيارات شخصية» تبين استاذة جامعة الزيتونة إقبال الغربي بادئ ذي بدء أن الاسلام يقرّ بالحرية الدينية ومبدأ المسؤولية الذاتية التي قام عليها وسنّة الاختلاف في الكون والدعوة الى التعايش السلمي والتآلف بين البشر مما يدل على حرية المعتقد. فالايمان على حد اعتبار الاستاذة اقبال الغربي شعور شخصي وحميمي يقوم على حرية الفرد واطمئنان قلبه. وأما القرآن فهو أصل التشريع الاسلامي وهو يزخر بالدلائل النقلية التي تبين ان التدين خيار فردي وليس الزاما. وتضيف الاستاذة في ذات السياق ان التعبد موكول الى ضمير الانسان وعقيدته وحياته الخاصة وليس من مشمولات اي سلطة دنيوية. ومن هنا فانه لا مجال لمعاقبة من يغير دينه او من لا يريد ان يأخذ بأي دين من الاديان لأن الاعتقاد والردة والالحاد هي خيارات شخصية بالاساس وعقابها او ثوابها موكول لله سبحانه وتعالي كما تضيف الاستاذة اقبال الغربي أن الاسلام غير مسؤول عما يقوم به بعض معتنقيه. وظاهرة العنف والارهاب موجودة منذ القديم وهي متفشية في كل الثقافات وفي كل الاديان. والدين لا يمكن ان يكون الفاعل الاساسي فيها. وان كان الابتعاد عن الدين الاسلامي سببه مشاهد العنف السائد فهو ردّ فعل صبياني فالانسان ليس في جنة يأتيه فيها رزقه رغدا بل هو موجود في عالم مبني على التناقضات. اما من حيث مقولة ما يرتبط بالدين من صعوبات وتصعيب لأصول التعبّد فترد الاستاذة اقبال الغربي ان للدين ابعادا روحية وسيكولوجية مركبة ومعقدة وبالغة الحساسية. والعبادات ذات خصوصيات وضوابط محددة في كل عقيدة لكن يوجد أيضا فتاوى ورخص تيسر هذه الفرائض حسب الظروف والمواقف والحالات. فالدين الاسلامي دين يسر وليس دين عسر. الشيخ لمين التليلي: «الردّة ردتان: مدنية ودينية» يشير الشيخ لمين التليلي بداية إلى أن الردّة ردّتان مدنية ودينية: ومن ضمن امثلتها: محاولة الانقلاب والخيانة العظمى وحمل السلاح والسعي للإفساد في الارض… وفي هذا تنكر للمجتمع وخروج عنه وعن امنه واستقراره والعقوبات فيه قاسية قد تصل الى الاعدام.. اما الرّدة الدينية: فتتمثل في خروج المرء العاقل عن دينه إلى دين آخر، باختياره، وعن علم ودراية دونما اكراه أو شبهة… ويضيف أن هذا الأمر غير متصوّر ولا متوقع من المؤمن عموما لأن الذي عرف الدين الاسلامي عن بينة ـ لا بالوراثة ـ أو بالتقليد يكون قد وقف على عظمة التشريع وعظمة المنهاج وصفاء المعتقد وسديد التوجه وعلى شريعة لها من الخاصيات والمميزات: (الشمولية ، الرحمة، الواقعية، الفطرية، السلامة من التحريف، الربانية، الخلود، والعالمية…) ما ليس له نظير في اي تشريع آخر سماوي أو وضعي. وأما النصوص الواردة في الردّة مثل قوله (صلى اللّه عليه وسلم): «من بدّل دينه فاقتلوه» (الناري) وقوله: «لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث: كفر بعد ايمان…» (البخاري) فتعمل على امرين ومفهومين: الأول: لا يجوز العمل بهذه النصوص الا في الاوساط والبيئات المسلمة التي تجسد قيم الاسلام بكل حذافيرها وجزئياتها. فلا شائبة ولا شبهة ولا انخرام ولا اقتتال ولا تنافر ولا تباعد ولا اهتزاز ولا انانية، ولا تهميش ولا ظلم ولا طغيان للمال والمادة… وكل خلل في المنظومة قد يكون مدخلا للفتنة وسببا لاهتزاز الانفس الضعيفة خاصة، ومفتاحا لوساوس الشيطان وتكون الكارثة. الثاني: ان هذه النصوص للتنبيه لخطورة هذا العمل والتحذير منه ،لا غير. لان فيه تنكّرا لله ولرسوله وللمؤمنين. وخيانة للأمّة.. وفي النصوص تحسيس بسوء العاقبة.. والردّة ظاهرة شاذة عبر التاريخ الطويل والشاذ لا يشكل خطرا لا على الاسلام ولا على المسلمين الذين بلغ عددهم المليار ونصفا وهو في ازدياد يوميا . إن الردّة في رأي الشيخ التليلي قطرة في بحر اعتناق هذا الدين القيم الذي يهدي للتي هي اقوم…   (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 27 ديسمبر 2007)

الـــتـبـشــير بــالمــــســيـحـيــة في بـلــدان المــغــــــرب الــعــربـــــــي

 
لم أكن أعلم وأنا أمرّ مرور الكرام سابقا أمام الكنائس المسيحية أنها تزخر بعالم آخر لطقوس تبدو مغرقة في التدين… ولم أكن أعلم أيضا وأنا أبحث عن المعلومات بشأن حركات التنصير في بلدان مغربنا العربي، أنها على هذا الكمّ من الحركية والنشاط… التنصّر ظاهرة جديدة بدأت تستشري بين شباب المغرب العربي وتخيّم بظلالها عليه بوضوح أحيانا وفي الخفاء في الكثير من الأحيان الأخرى. ظاهرة محيّرة تدعو لتساؤلات عديدة إذ لماذا صمدت شعوبنا المغاربية منذ انتقالها إلى الاسلام في القرن السابع «ميلادي» أمام كلّ محاولات التبشير لتصبح بعض فئاتها اليوم على هذا القدر من الهشاشة بحيث شهدت العقود الاخيرة ارتداد العديد من المسلمين إلى المسيحية؟   مما لا شك فيه أن هذه الظاهرة بدأت تعرف طريقها لقلوب بعض الأشخاص رغم أن الحديث في شأنها مازال محاطا بأسيجة شائكة من الصمت. فلازلنا نسمع بشكل أكثر الحاحا عن الحملات التبشيرية وعن أناس يعتنقون ديانات جديدة ويكونون بذلك أداة طيّعة لاستقطاب آخرين.   التبشير بالمسيحية في بلدان المغرب العربي   الارقام القليلة المتوفرة والحديث السرّي غير المعلن والخطاب الاعلامي المحتشم حول ارتداد بعضهم عن الاسلام، كلّ ذلك يوحي جديّا بأنّ ما نسمع عنه من حملات التبشير «بدأ يعطي أكله» بالنّسبة إلى أصحابه. وأنه لابد من وجود عوامل جوهرية وأسباب عميقة لمثل هذه التحوّلات في شخصيات أشخاص ولدوا وجبلوا على الاسلام لكنهم قرّروا يوما القطيعة… ولتكن البداية من الجزائر حيث تقدّر الأرقام المتداولة أن عدد الجزائريين الذين اعتنقوا المسيحية يقدّر بستة أشخاص يوميا. في حين تشير بعض الاحصائيات إلى أن منطقة القبائل وحدها ضمت سنة 1992 ما يقارب 6 آلاف جزائري متنصّر. وتحتضن هذه المنطقة التي يسكنها البربر حوالي 19 جمعية تعمل على الدفع بالمسلمين إلى تغيير دياناتهم. بل لقد وصل الأمر بهؤلاء إلى المطالبة بإدخال الانجيل إلى المدارس وإلى وسائل الاعلام… ورغم هذه الوضعية فان بعض الاطراف الجزائرية مازالت تحاول التكتم على العدد الحقيقي للذين يدخلون المسيحية من المسلمين. ونظرا لخطورة هذه الظاهرة، فقد حذّر أحد المسؤولين الجزائريين في احدى المناسبات من أن الحروب القادمة في منطقة المغرب العربي ستكون حروب الردّة . ومن هنا فقد شهدت الجزائر في السنة الفارطة قانونا مفاده معاقبة كل شخص «يصنع أو يخزن أو يوزع منشورات أو أشرطة سمعية بصرية أو أي وسائل أخرى تهدف إلى زعزعة الإيمان بالإسلام…».   أمازيغ المغرب الأكثر اعتناقا لدين المسيح   إذا كانت قبائل الجزائر (البربر) أكثر الفئات هشاشة أمام المدّ المسيحي فإن الأمازيغ في المغرب وصلت إلى حدود تمنّي خروج الاسلام من المغرب… وتشير الأرقام المتوفرة إلى أن سنة 2004 لوحدها شهدت ارتداد قرابة 2000 مغربي عن الاسلام وذلك لوجود عدد كبير من المنظرّين والمبشرين الأوروبيين فاق عددهم 800 شخص. أما الاحصائيات الجملية لعدد المسيحيين المغاربة فهي شديدة التضارب فثمة من يقول أنهم 7 آلاف ويذهب آخرون إلى أنهم فاقوا الثلاثين ألفا… فيما تصرّح بعض وسائل الاعلام المغربية إلى أنّ عدد المتنصرّين أكثر من هذا وقد يصل إلى 45 ألف مغربي. ورغم أن التضييقات والعقوبات كثيرة لهؤلاء المرتدين، فإن طائفة من الانجيلية يتزايد وجودها في صفوف الشباب لعدّة عوامل أهمّها الاغراء المادي والوضع الاجتماعي. ويذهب كثيرون إلى أنّ السلطات المغربية على بيّنة من حجم تغلغل التنصير في المغرب غير أنها منشغلة أكثر بمكافحة ظواهر أخرى مثل الارهاب أو التطرف الديني. وقد تم في العديد من المناسبات حجز المئات من الكتب والأشرطة والنسخ الفاخرة من الأناجيل باللغتين العربية والفرنسية لدى بعض المغاربة المقيمين بالخارج أثناء دخولهم التراب المغربي. ويوجد اليوم في المغرب 7 كنائس في مراكش و6 أخرى في الدار البيضاء و5 في الرباط. وتعود بداية انتشار المسيحية وخاصّة منها البروتستانية إلى مطلع التسعينات ثم أخذت في التكاثر في السنوات الأخيرة. كل ذلك رغم أن الدفع إلى الارتداد عن الدين في بلد مثل المغرب تعاقب عليه المادّة 220 من قانون العقوبات والقاضية بسجن من يزعزع أسس ايمان مسلم من 6 أشهر إلى ثلاث سنوات.   موريتانيا: الأرضية الخصبة للتبشير   ثغرات الضعف والوهن داخل المجتمع، وما فيه من حالات الفقر والأمية وعدم الاستقرار تمثل الأرضية الخصبة للنفاذ إلى عقائد البشر ومفتاحا في يد التبشيريين لاحداث التحوّل في قيم الناس وثوابتهم. من هذا المنطلق مثلت موريتانيا ـ لما تعاقب عليها من أزمات واشكالات داخلية سياسية واجتماعية واقتصادية وحتى ثقافية ـ الوجهة الأكثر مناسبة للجمعيات والمنظمات التنصيرية. مصادر الأرقام عن العدد الحقيقي للموريتانيين الذين تركوا الاسلام واعتنقوا المسيحية شحيحة بل إنها تكاد لا توجد. كما أن عدد المنظمات والجمعيات المنتصبة والتي تعمل بحماس وتخصص عائدات مادية ضخمة للقيام بالتبشير قارب مائة منظمة نصرانية تستغّل لواء محو الأمية أو مثلما يحلو للبعض تسميتها «محو الهوية»… أمّا عن الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والتعاونيات النسوية فهي مجهولة وتعمل في الخفاء لكنها حسب رأي الكثيرين عديدة ومتعددة وتضخّ أموالا طائلة لادخال الناس في دين المسيح.   التبشير بالمسيحية في ليبيا وتونس أقل حدّة   إن قلنا بلدان المغرب العربي نقول أيضا تونس وليبيا، لكن الجماهيرية في هذا السياق قد لا تعدّ جزءا من المغرب العربي لأن مسألة التبشير بالمسيحية لا تطرح إلاّ نادرا فيها فلا حديث أبدا عما يسمى التنصير في صفوف الشعب الليبي ولا ارقام راهنة عن هذه الظاهرة ربما لأنه لا وجود لمتنصرين أو لقلة هذه الحالات وعدم الكشف عنها. أمّا تونس فإنها لا تستثنى من ظاهرة الانتقال من الاسلام إلى المسيحية لدى بعض الأشخاص. وفي غياب الاحصائيات وتضارب المعلومات فان الارقام غير ثابتة رغم وجود النشاط التبشيري وانتشار هذه الديانة بين صفوف التونسيين الذين لا يجدون أي حرج من دولة لا تتدخل في حرية المعتقد مادامت مسألة لا تثير اشكالات جماعية.   (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 27 ديسمبر 2007)

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات   تونس في :   11 جانفي 2008

سيمنار الذاكرة العربية حول : تحولات الحركة الشيوعية في المشرق العربي.

مع د. عبد الله تركماني يوم السبت  26 جانفي 2008 على الساعة التاسعة صباحا

 
عندما تبنينا  تنظيم  سمينارات الذاكرة الوطنية التونسية والمغاربية, حرصنا على توسيع دائرة اهتمامنا بالذاكرة الوطنية العربية مادامت مسافات الذاكرة الوطنية في بعض البلاد العربية ذات توجه إقليمي ضيق إلى أبعد الحدود.   وعلى ضوء ذلك ها نحن نتفتح على الذاكرة العربية بدعوة د. عبد الله تركماني ليتحدث إلينا حول : تحولات الحركة الشيوعية في المشرق العربي ثم المتغيرات الجغراسياسية والاقتصادية والفكرية على الحزب الشيوعي السوري الذي عرف منذ الستينات في المشرق العربي مخاضات وصراعات ومعارك بين كل أجنحته مع السلطة بادئ الأمر, ثم مع بعضها البعض. ومن جهة أخرى, لا أحد باستطاعته أن ينكر على هذه الأحزاب دورها للمساهمة في بناء الدول الوطنية وتركيز استقلالها السياسي ومجابهة النزعات السلطوية في المشرق العربي وهو الأمر الذي عرّضها إلى الملاحقات والمحاكمات الظالمة ثم السجون والتعذيب والنفي الذي تحمله رواده ومناصروه.   ود. عبد الله تركماني من مواليد اللاذقية بسوريا ومقيم بتونس منذ سنة 1990. وقد تحصل على ديبلوم الدراسات المعمقة في التاريخ المعاصر بجامعة الجزائر والدكتوراه من جامعة تونس, وقد مارس التعليم الجامعي في الجزائر خلال عقدين من الزمن وهو مختص في الشؤون الإستراتجية وساهم في عدد من الجامعات والمؤسسات والمنظمات المغاربية والعربية, مشاركا في مؤتمراتها بورقات بحثية متنوعة, ناشرا للعشرات من البحوث التي غطت عديد الميادين. أما مؤلفاته, فقد بلغت إثنا عشر كتابا تناولت مجموعة من الإشكاليات الدقيقة حول التنمية والديمقراطية ومجتمع المعرفة وطبيعة المقاطعة العربية لإسرائيل وحقوق الإنسان والثقافة العربية وتحديات المستقبل والحماية الدولية للاجئين والفضاء العربي وتفاعلاته في التاريخ المعاصر وطبيعة الرؤية الإسلامية للحكم في تركيا والبلاد العربية, كما أن لديه 6 كتب أخرى هي الآن قيد الطبع تناولت المقاربات الجديدة لقضايا عربية حول الثقافة والأوضاع العربية  والشراكات الإقليمية وموقع القضية الفلسطينية في التسوية المقترحة ودراسات اجتماعية وسياسية في منظار المتغيرات الجغراسياسية الإقليمية والعربية.   ولا شك أن الرسالة الجامعية التي أعدها د. تركماني حول الأحزاب الشيوعية في المشرق العربي والمسألة القومية العربية من العشرينات إلى حرب الخليج الثانية 1991, أهلته أن يكون أكثر قربا للحقيقة التاريخية وتلمسا لها من من خلال هاته المتابعة الدقيقة لكل تحولات الحركة الشيوعية في المشرق العربي, خلال النصف الثاني من القرن العشرين. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بمقر المؤسسة المذكور أسفله.   الأستاذ عبد الجليل التميمي
العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677 البريد الإلكتروني fondationtemimi@yahoo.fr الموقع على الإنترنت( باللغة العربية)  (site en français) www.temimi.refer.org

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات   تونس في 18 جانفي 2008

سيمنار الذاكرة الوطنية حول الجامعة التونسية مع الأستاذ محمد العربي بوقرة حول إنشاء وتطور كلية العلوم بتونس

 يوم السبت 09 فيفري 2008 على الساعة التاسعة صباحا

 
إن تخصيصنا لعدة سيمنارات حول إنشاء الجامعة التونسية بمختلف تخصصاتها، قد لقى صدى إيجابيا جدّا لدى العديد من الجامعيين التونسيين وهم الذين شجعونا على مواصلة هاته السلسلة من السيمنارات حول إنشاء وتطور الجامعة التونسية. وقد بدأنا ذلك مع الأستاذ عمر الشاذلي الذي تحدث عن إنشاء كلية الطب, وقد نشر هذا النص باللغة الفرنسية في العدد 128 من المجلة التاريخية, جوان 2007 ؛ ثم سمينار ثان مع الأستاذين المنجي الشملي والحبيب الجنحاني للحديث عن إنشاء وتطور كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكان السيمنار الثالث مع الأستاذ أحمد المراكشي حول إنشاء وتطور المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس (Enit). وها نحن ندعو الأستاذ محمد العربي بوقرة ليحدثنا عن إنشاء وتطور كلية العلوم. أما السيمنار الخامس فسوف يتم مع الأستاذ الصادق بلعيد حول إنشاء وتطور كلية الحقوق بتونس يوم السبت 8 مارس 2008.   وفي هذا الإطار فإنه يستحيل علي تقديم الأستاذ محمد العربي بوقرة في سطور، إذ هو أستاذ كرسي ومشهور عالميا حول تخصص الكيمياء والمحيط وقضايا الماء واستعمال المبيدات وElectro chimique العضوية والتجاذب النووي والبيوكيمياء، وقد أحرز على شهادتي اختراع فرنسي، وأنجز ذلك مع المركز الوطني للبحث العلمي بباريس. وقد ناقش رسالته الجامعية في العلوم الفيزيائية بالصربون سنة 1967، وبدأ مهنته كأستاذ باحث في جامعات البحر الأبيض المتوسط بتونس وفرنسا. وقد تعين بكلية العلوم بتونس ثم مديرا للمعهد الوطني للفنون والهندسة والعمران 1977-1981, ثم مديرا للمعهد الوطني للبحث العلمي والتقني 1987-1991. وقد دعي الأستاذ بوقرة في عديد الجامعات الدولية بكاليفورنيا وجورج واشنطن ولوزان وهارفارد ولندن وبروكسال ولشبونة وكازستان والعربية السعودية والكويت والعراق والمغرب الأقصى والأردن.   والأستاذ بوقرة هو عضو بـO.M.S والألكسو واليونسكو ولعدد من المنظمات والمؤسسات الدولية وقام بعدة مهمات علمية ؛ كما أنه أشرف على حلقة بالإذاعة التونسية بعنوان إبداعات العلوم خلال عشرة سنوات 1981-1991. وتحصل سنة 1992 على الجائزة الرئاسية للثقافة ونشر الوعي العلمي. وهو مؤلف لعشرة كتب تناولت البحث العلمي والتنمية ومعركة الماء، وقد نقل جزء منها إلى عدة لغات بما فيها العربية. أما مقالاته في Le Monde diplomatique وفي المجلات الدولية المتخصّصة، فمازالت تحظى باهتمام إلى اليوم.   وإنه لشرف لمؤسستنا أن تستضيف هاته الشخصية التونسية والدولية العلمية البارزة, ليقدم لنا شهادته حول إنشاء وتطور كلية العلوم بتونس، ولا شك لدينا أن شهادته سوف تكون مفيدة وهامّة جدّا، إذ لأول مرة سوف يتناول ملف إنشاء كلية العلوم بتونس وهذا ما يندرج في تفعيل الذاكرة الوطنية حول إنشاء وتطور الجامعة التونسية.   والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بمقر المؤسسة المذكور أسفله.   الأستاذ عبد الجليل التميمي العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677 البريد الإلكتروني fondationtemimi@yahoo.fr الموقع على الإنترنت( باللغة العربية)  (site en français) www.temimi.refer.org

 

جرائم وكالة المخابرات المركزية الأميركية

 
توفيق المديني صدر حديثا في باريس عن دار « نوفو موند » كتاب حافل بالمعلومات حول جرائم وكالة المخابرات الأميركية تحت عنوان « الكتاب الأسود للمخابرات الأميركية » من تأليف الكاتب الفرنسي المتخصص في مجال الاستخبارات غوردون توماس. ومع ان الجرائم متنوعة فهو يجمعها في ثلاث: أولاها الاعتداء على حقوق الأشخاص سواء أكانوا أميركيين أم أجانب (عبر وسائل متعددة وأسباب متعددة). والثانية تخص الدول والأمم الأجنبية، إذ خلال 60 سنة تدخلت الوكالة وغيرت المسار التاريخي في العديد من دول العالم. والمسألة الثالثة تتعلق بمبدأ المسؤولية التي تتعارض مع مبدأ الفعالية، وتتضمن هذه المسألة كل النتائح غير الإرادية، ولكن المُنْتَظَرة للحركات والعمليات السرية. يورد الكاتب أنه في سنة 1947، حذر السفير الأميركي في فرنسا جيفيرسون كافري حكومته من أن النفوذ السوفييتي يمكن أن يتمدد بفضل الحزب الشيوعي الفرنسي وقلعته النقابية المنيعة (CGT الكونفيدرالية العامة للعمل) وعبَّر السفير الأميركي عن حزنه لأنّ المسؤولين النقابيين الذين يتصدون لسيطرة الشيوعيين على نقابة CGT ليسوا قادرين لأسباب مالية على تنظيم مجموعات معارضة فعّالة. وهكذا ففي سنة 1947، وحين دعا الشيوعيون الفرنسيون إلى إضرابات ضد مشروع مارشال الأميركي، قامت وكالة الاستخبارات بهجومات مضادة سرية. وهكذا « قامت، عن طريق الفيدرالية النقابية الأميركية، بضخّ أموال للاشتراكي ليون جوهو L?on Jouhaux الذي قام بانشقاق، مع القوة العمالية Force ouvri?re عن نقابة CGT التي كان يهيمن عليها حينها الحزب الشيوعي الفرنسي ». ويعترف جورج ميني George Meany رئيس الفيدرالية النقابية الأميركية في ما بعد كيف أنّه موّل انشقاق النقابة التي كانت خاضعة للتأثير الشيوعي: « دفعنا لهم أموالا، أتينا لهم بأموال من النقابات الأميركية، ونظمنا مكاتبهم وبعثنا لهم بالمعدات ». يبدو الأمر غريباً من كون الأميركيين يمولون الاشتراكيين، ولكن المؤلف يرى أنه من بين القوى السياسية الثلاث التي كانت قوية آنذاك: الشيوعيون والديغوليون والاشتراكيون، كان الاشتراكيون الأقرب إلى الأميركيين. الوكالة تحمي مجرمي الحرب النازيين في 15 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من سنة 1949 أصدرت فرنسا طلبا لإيقاف كلاوس باربي Klaus Barbie، المتهم من قبل المحكمة العسكرية في مدينة ليون الفرنسية بـ »ارتكاب جرائم حرب ». ولكن هذا الشخص ثبت أنه يشتغل مع فرع مستقل عن المخابرات الأميركية على الرغم من ماضيه، وهو مكلف بالصراع السري ضد الشيوعيين تحت أوامر فرانك فيسنير، وهو فرع سيتم إدماجه سنة 1952 في إدارة عمليات وكالة الاستخبارات الأميركية. يقول الكاتب إنه من الصعب تصديق قيام الأميركيين عشية الانتصار على النازية، أي سنة 1945، بتجنيد قدامى المجرمين النازيين. لكن المعادلة مع كل هذا بسيطة جدا وهي أن الأميركيين انتصروا على النازيين بدعم من السوفييت، ويمكن لهم الآن هزيمة السوفييت بمساعدة من قبل قدامى النازيين. « من هو الأفضل من هؤلاء، الذين هم في غالب الأحيان لا وظيفة لهم ولا مصدر عيش، من يُراكِم تجارب مهنية صلبة عن المعلومات الاستخبارية ويُراكم أيضاً حقدا شرسا على الشيوعية؟ »ويرى الكاتب أنه في نظر كبار المسؤولين الأميركيين الذين لا يتقنون اللغة الألمانية ويجهلون التاريخ الأوروبي، ولا يعرفون كيف يمكن التعامل مع الامبراطورية السوفييتية. صحيح أن الرئيس ترومان وضع سنة 1945 قواعد لهذا التعامل مع النازيين السابقين، إذْ إنه استثنى المتحزبين العاديين واكتفى بمقاطعة « مجرمي الحرب الكبار ». وهو موقف ضبابي فيما يبدو من أول وهلة، ولكنه يسمح، وهنا مربط الفرس، بـ « تجنيد عدد كبير من العلماء والمهندسين الألمان لوضعهم في خدمة الولايات المتحدة الأميركية. الوكالة تقلب نظام مصدق في إيران الكثير لا يعرفون أن ثمة ثلاثة أشخاص تحمل أسماء روزفيلت Roosevelt وكيرميت Kermit والجد ثيودور Th?odore وأيضاً العم فرانكلين Franklin، ولكن كيرميت يظل هو اللغز الوحيد، في هذه العائلة، والتاريخ ظلمه، ضمن من ظلم، على الرغم من أنه كان « الشخصية المفتاح في العلاقات ما بين الولايات المتحدة الأميركية والشرق الأوسط أثناء الحرب الباردة. الرجل المفتاح في وكالة الاستخبارات الأميركية قبل أن يلتحق بالصناعة البترولية، وأصبح صديقاً حميماً لأمراء عرب، وأدار الأمور من وراء الستار في « اللعبة الكبرى » الشرق الأوسطية. ولكن الإنجاز الأكبر لكيرميت يظل هو « ضربة معلم » في إيران سنة 1953. يكتب غوردون توماس: « في بداية سنوات الخمسينات بدأت الحركات القومية الإيرانية في البرلمان الإيراني تنتقد توزيع الريع النفطي، وانتهى الأمر بإعدام رئيس الوزراء الذي كان مواليا لبريطانيا سنة 1951 وحلّ مكانه الزعيم الوطني محمد مصدق الذي قام بتأميم شركة النفط الإيرانية البريطانية. لم يتأخر موقف البريطانيين الذين ذهب بهم الغضب إلى درجة محاولة زعزعة مصدق، وبدأوا حصارا على صادرات النفط الذي يمنع البلد من عائداته. هنا قام الشاه، وهو مُوال للغرب، بإقالة مصدق، ولكن البرلمان الإيراني أعاده على الفور ». السياق التاريخي لم يعُدْ يُساعد بريطانيا على القيام بحركة سياسية كبرى ضد الزعيم مصدق: « بريطانيا التي خرجت من الحرب الكونية الثانية منهوكة القوى، يديرها زعيم كاريزمي ولكنه عجوز، ونستون تشيرشل، كانت على وعي بأنها لم تعد تهيمن على الوضعية، وبالتالي طلبت تدخل الولايات المتحدة الأميركية ». الظروف الأميركية كانت ملائمة، حسب المؤلف. فقد انتخب الأميركيون رئيساً جديداً وهو إيزنهاور، الذي كان، على خلاف سابقه، متحمّسا لحركة سرية، لقلب مصدق، الذي كان من أنصار سياسة عدم الانحياز، وإذن فهو متهم، في المنظور الأميركي، بالتعاطف مع الشيوعيين. من هنا جاء مشروع أجاكسAjax ، الذي صاغته وكالة الاستخبارات الأميركية، ويروم « قلبا شبه قانوني » لمصدق من خلال التحكم والسيطرة على الرأي العام الإيراني وعلى البرلمان. وحين سيصل التذمّر إلى نقطة اللاعودة يقوم الشاه بخلع رئيس الوزراء ويكون قراره مدعوما ومُقوّى من قبل إضرابات وتظاهرات شارع « تلقائية »، وحينها سيتم استبدال مصدق بجنرال مُوال للغرب. ولكن الشاه لم يقبل على الفور وأظهر ترددا واضحا على الرغم من تطمينات المبعوث الأميركي حينها وهو الجنرال نورمان شوارتزكوف Norman Schwartzkopf ( أبو الجنرال الذي كان رئيساً لأركان الجيش الأميركي في حرب العراق الأولى 1991). الرغبة الأميركية في الإطاحة بمصدق إذن كانت واضحة. ولكن يبدو أن تصرفات ومواقف مصدق عجّلت من تصميم الأميركيين على الحسم. إذ انه بدأ مفاوضات تجارية مع السوفييت لتعويض الحصار البريطاني. وهو « ما جعل منه حليفا للسوفييت في نظر الأميركيين ».العملاء الإيرانيون لكيرميت روزفيلت طلبوا مبلغ 5 ملايين دولار لتنفيذ العملية. وعلى الرغم من شكوك مصدق في الأمر وعلى الرغم من هروب الشاه إلى إيطاليا فإن روزفيلت استطاع تجنيد وتحريك مضربين ومتظاهرين دُفِعت لهم أموال كبيرة كما استطاع استمالة قطاعات واسعة من الجيش، وكانت أول مرة تختار فيها الولايات المتحدة، باسم محاربة الشيوعية وفي تناقض مع سياستها، بطريقة مباشرة وشبه مفتوحة، قلب حكومة شرعية في بلد أجنبي، مؤثرة على تاريخه بشكل جذري. لكن العملية عادت بأهمية قصوى على الولايات المتحدة: إذ اعتبرت « نجاحاً كبيراً منح وكالة الاستخبارات الأميركية مكانة المنظمة التي لا تقهر وأظهرت الرغبة في تجريب الأمر في مناطق أخرى ساخنة من الكرة الأرضية ». الوكالة تعيد استعمار الكونغو الكونغو البلد الإفريقي الصاخب مصدر كل الأطماع، تعرض لكل الجرائم التي يمكن للاستعمار، أي استعمار، أن يقترفها في مسيرته الظافرة. وقد كتب السّير أرثير كونان دُويْل، وهو مؤلفّ كتاب هجائي غير معروف بشكل كبير، حول الجرائم والفظاعات التي اقترفتْ ما بين سنتي 1885 و1908 في « دولة الكونجو المستقلة »، المِلْكية الشخصية لملك بلجيكا والغنية بالثروات الطبيعية، ما يلي: « إن استغلال الكونجو هو أكبر جريمة ضد الإنسانية تمّ ارتكابها في تاريخ البشرية ». قبل أن يحصل هذا البلد على استقلاله سنة 1960 أزهقت أرواح الملايين من سكانه. وما إن حصل الاستقلال حتى بدأت مختلف الفصائل الوطنية في التناحر ومن بينها الحركة الوطنية الكونجولية التي كان يقودها الزعيم الراحل باتريس لومومبا. الكونجو بلد مُحاط بتسع دول وهو ما جعل منه مسرحا للحرب الباردة ما بين أمريكا والاتحاد السوفييتي. وفي هذه الفترة، أي سنة 1960 كان الأميركيون متواجدين بل وسيستغلون مناجم الكوبالت (أي 75 في المائة من مؤونتهم) وأيضا الزنك والحديد والبوكسيت وهي معادن مهمة في ما يخص صناعتهم. إن البلجيكيين ظلوا حاضرين على الرغم من استقلال البلد وذلك من خلال العديد من الشركات. « لقد حرصوا على ألا يفككوا استعمارهم وعلى ألاّ يُكوّنوا نُخَباً محلية قادرة على أخذ زمام الأمر، وهذا من أجل تأمين محافظتهم الفعلية على البلد ». بدأ الصراع ما بين القبائل يوم الثاني من يوليو/ تموز، وفي الأيام القليلة التي تلت، قام قسم من الجيش بالتمرد على الضباط البلجيكيين. فقامت بلجيكا القلقة على مصالحها من تفجر الوضع بالضغط على رئيس الوزراء لومومبا للسماح لها بالتدخل عسكريا لحماية رعاياها ومصالحها الاقتصادية، وكجواب قرّر لومومبا إقالة رئيس أركان الجيش. وفي الثامن من يوليو ساعد الذعر في العاصمة التي كانت تسمى آنذاك ليوبولدفيل L?opoldville، فاضطرت السفارتان الفرنسية والبريطانية إلى إجلاء رعاياهما. وقررت بلجيكا تجاوز موقف لومومبا وأرسلت قواتها في العاشر من نفس الشهر. وفي 11 تموز أعلن إقليم كاتانغا الغني استقلاله تحت حكم موويز تشومبي بإيعاز من بلجيكا. أما الأمم المتحدة فقد طالبت البلجيكيين بالانسحاب. وقام رئيس الوزراء بزيارة إلى الولايات المتحدة كليا للتدخل لوقف التدخل البلجيكي، ولكن الاستقبال الأميركي كان فاترا خصوصا حينما هدد الأميركيين بطلب المساعدة من السوفييت إذا رفض الأميركيون. ويرى المؤلف أن ملف باتريس لومومبا كان قد حُسِم أميركيّا. إذْ إنّ « ألين دالاس، رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية كان يرى أن باتريس لومومبا « اشتراه الشيوعيون »، في حين طالب الرئيس ايزنهاور بـ « عمل صارم » ضده. وفي السادس والعشرين من أغسطس/ آب أعطى كولس الأمر لمجموعته في العاصمة ليوبولدفيل » بتخليص الكونجو من رئيس وزرائها الأول. تم التفكير في إطلاق مشروع تسميم رئيس الوزراء: تم إرسال الدكتور سيدني غوتلييب وهو خبير كيماوي من وكالة الاستخبارات الأميركية، إلى الكونجو لإيصال فيروس خاص بإفريقيا الوسطى، موجه لباتريس لومومبا. لكن السمّ لن يستخدم لأن الطاقم الأميركي الموجود في عين المكان ارتأى أنه توجد وسائل أخرى لتصفية الرجل. وعثر ألان دالاس على الرجل القادر على الحلول محل لومومبا، وهو أحد مسؤولي الجيش: جوزيف موبوتو، « الرجل الوحيد في الكونجو القادر على إظهار نوع من الصرامة ». موبوتو كان صحافيا سابقا يتحدث اللغة الفرنسية جيدا (وهو تفصيل مهم بالنسبة لوكالة الاستخبارات الأميركية، إذ لم يكن يوجد من أعضائها من يتحدث اللغة المحلية)، وأصبح مع حكم لومومبا كولونيلا. ومن بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول بدأت الاستخبارات الأميركية تحول له الأموال: 250000 دولار وأسلحة. وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني خسر لومومبا السلطة بعد صراع سياسي مع الرئيس الكونجولي كازافابو وموبوتو. فالتجأ إلى حماية القوات الدولية ثم اعتقلته قوات موبوتو في الثاني من ديسمبر/ كانون الثاني، وفي 17 يناير/ كانون الأول تم إعدامه. وجرى تذويب جثمانه بالحامض. ويقول الكاتب إنه « من الناحية التقنية لا دخل لوكالة المخابرات الأميركية في اغتياله، ولكنها هي التي سلمت موبوتو المعلومات التي أتاحت له اعتقاله. بعد يوم فقط من هذه المؤامرة أصبح جون فيتزجيرالد كينيدي الرئيس 53 للولايات المتحدة الأميركية. وقام موبوتو بتغيير اسم الكونجو إلى الزائير سنة 1971 حيث أصبح البلد قاعدة مهمة لوكالة الاستخبارات الأميركية، في حين تميّز موبوتو عن غيره من القادة باعتباره من أكثر الديكتاتوريين فسادا وأكثرهم دموية في القارة الإفريقية، إذْ إنه اختلس عدة مليارات من عائدات المناجم، كما قام بتصفية العديد من المعارضين. وكأن الأميركيين عبروا عن بعض الندم من تعاملهم مع الرجل، إذ ها هو ألان دالاس يقول في حوار تلفزيوني: « إن الأميركيين بَالَغُوا في تقدير تورّط الروس في الكونغو ». أين بن لادن الآن؟ ـ في سنة 1985ـ 1986 استقر بن لادن في بيشاور، ومن هذه الساعة أصبح وجها معروفا من طرف زعماء الحرب الأفغان، بسبب هباته وأيضا بسبب مساعدته على بناء المدارس الدينية. بدأ « الجهاد » في جذب متطوعين إسلاميين من كل المنطقة، هكذا وصل إلى بيشاور في نفس تلك الفترة، المصري أيمن الظواهري، الذي كان معتقلا في القاهرة بسبب مؤامرته ضد الرئيس السادات. أهمية بن لادن تأتي من تصريحه بأنه مستعد لتحمل كل أعباء أيّ مجاهد عربي يأتي إلى أفغانستان، بل ووصل به الأمر إلى أنه فتح مراكز تجنيد في الولايات المتحدة الأميركية نفسها في أريزونا. وهذه العلاقات الطبيعية بل والودية بين الأميركيين وابن لادن، دفعتْ ميلت بيردين Milt Bearden ، رئيس قسم وكالة الاستخبارات الأميركية في إسلام أباد إلى أن يرى الأمر بعين الرضى، لم يكن ابن لادن في هذه الأوقات يُنظر إليه على أنه مُعادٍ لأمريكا. حركته كانت تذكّر حركة اللواء الدولي للمتطوعين الذين قدّموا المساعدة للجمهوريين. الكتاب: Le livre noir de la CIA الكاتب: Yvonnick Deno‘l, Gordon Thomas (PrŽfacier), Laure Motet (Traducteur), JudithStrauser Traducteur) الناشر: NOUVEAU MONDE المستقبل – الخميس 17 كانون الثاني 2008 – العدد 2849 – ثقافة و فنون – صفحة 20


مصر تستدعي سفراء الاتحاد الأوروبي بشأن قرار خاص بحقوق الإنسان

 
القاهرة/ستراسبورج (رويترز) – وافق البرلمان الأوروبي يوم الخميس على قرار ينتقد أوضاع حقوق الإنسان في مصر برغم استدعاء وزارة الخارجية المصرية لسفراء دول الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 عضوا وتقديم شكوى. ودعا البرلمان الأوروبي في قراره حكومة مصر إلى « إنهاء جميع أشكال التجاوز بما فيها الإجراءات القضائية واحتجاز العاملين في وسائل الإعلام وبشكل أكثر عمومية التجاوزات التي ترتكب ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطين. » ودعا المشرعون الأوربيون في القرار إلى الإفراج الفوري عن الزعيم المعارض أيمن نور وتغيير القوانين الخاصة بالمحاكم العسكرية التي استخدمتها السلطات المصرية في بعض الأحيان ضد المعارضين السياسيين. وبلهجة حادة على غير العادة قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان « من الأحرى أن تلتفت تلك الدول إلى ما يعانيه مواطنوها من انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان قبل أن تحكم على حالة دولة أخرى. » وأضافت أنها أبلغت السفراء « برفض مصر القاطع لمشروع القرار المقدم إلى البرلمان الأوروبي حول حال حقوق الإنسان في مصر. « هذا القرار حال صدوره سيكون له آثار سلبية على العلاقات المصرية الأوروبية وسيلقي بظلاله على مسيرة التعاون والتنسيق والتشاور بين الجانبين. » وقالت جماعة الإخوان المسلمين كبرى جماعات المعارضة في مصر إنها ضد دعوة أطلقتها الأغلبية في مجلس الشعب المصري إلى قطع العلاقات مع البرلمان الأوروبي إذا تبنى مشروع القرار. وقالت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي إنها تتفق مع المشرعين الأوروبيين في ضيقهم تجاه حالة حقوق الإنسان في مصر. وقالت المفوضة التجارية للاتحاد الأوروبي مجلينا كونيفا للمجلس  » اللجنة تشارككم مخاوفكم تجاه التدهور البادي في موقف حقوق الإنسان في مصر وعدد من حالات انتهاكات حقوق الإنسان المنشورة. » وأضافت « ندعو إلى إصلاحات سياسية أكبر واحترام حقوق الإنسان. » وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن الخلافات بين مصر والاتحاد الأوروبي لن تؤثر على اجتماع لجنة أروبية مصرية تختص بالمسائل السياسية سيعقد الأسبوع المقبل. وقال الدبلوماسي الذي طلب ألا ينشر اسمه « لقد كانت مناقشة متوازنة جدا لا دافع وراءها ولا كراهية فيها. لقد تكلموا (المصريون) حول ما يضايقهم لكنهم يفهمون الفرق بين الحكومات والبرلمان. » وتقول جماعات حقوقية إن السلطات المصرية تنتهك حقوق الإنسان بصورة منهجية ولا سيما من خلال الاحتجاز لفترات طويلة دون توجيه اتهام وانتهاك حقوق الأشخاص في أماكن الحجز. وقال فتحي سرور رئيس مجلس الشعب يوم الأربعاء إن المجلس سيقطع علاقاته مع البرلمان الأوروبي إذا وافق على مشروع القرار. لكن حسين إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين قال إنه يرفض مبدأ قطع العلاقات مع البرلمان الأوروبي.    وقال « حقوق الإنسان أصبحت لغة عالمية مع وجود خصوصية لكل دولة. » وأضاف « حين يتحدث (البرلمان الأوربي) عن وجود تعذيب في مصر فهذا حقيقي. وحين يتحدث عن إحالة مدنيين للمحاكمة العسكرية فهذا موجود. هذا ما ينبغي التحاور بشأنه بطريقة شفافة وموضوعية. » ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المصرى قوله يوم الخميس ان مجلس الشورى لن يشارك في اجتماعات لجنتين تابعتين للمجلس الأورو متوسطي بسبب القرار.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 17 جانفي 2008)


مصر تتهم اوروبا بالتمييز وكراهية الاجانب

 
القاهرة (رويترز) – ردت الحكومة المصرية التي أغضبها قرارا للبرلمان الاوروبي بشأن حقوق الانسان في مصر بتوجيه الاتهام بأن الأقليات الدينية والعرقية تواجه تمييزا متزايدا ضدها في أوروبا. وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان عن « قلق مصر العميق ازاء حالة التردي الذي تشهده حالة حقوق الاقليات الدينية والعرقية والمهاجرين في القارة الاوروبية بشكل عام. » وأضاف البيان الذي صدر في ساعة متأخرة من مساء يوم الخميس أن المتحدث « أدان انتشار ظاهرة كراهية الأجانب والتمييز ضد المسلمين في مختلف أنحاء أوروبا. » وأشار البيان إلى تقرير لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا جاء فيه أن المسلمين في أوروبا « يعانون من التمييز ضدهم في التعليم والاسكان ويعانون من تصويرهم كإرهابيين ومتطرفين وعدوانيين. » وقال التقرير الذي صدر في عام 2006 إن عدم التسامح والتمييز ضد المسلمين أصبح سائدا بدرجة متزايدة في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في السنوات الأخيرة. ورفضت حكومة مصر وبرلمانها قرار البرلمان الأوروبي الذي وصف بأنه تدخل غير مبرر في الشؤون المصرية. وقال البرلمان المصري إنه سيقطع بعض اشكال الاتصال بالبرلمان الأوروبي. ودعا البرلمان الأوروبي في قراره الذي صدر يوم الخميس حكومة مصر إلى « انهاء جميع أشكال التجاوز بما فيها الإجراءات القضائية واحتجاز العاملين في وسائل الاعلام وبشكل أكثر عمومية التجاوزات التي ترتكب ضد المدافعين عن حقوق الانسان والنشطين. » ودعا المشرعون الاوربيون في القرار إلى الإفراج الفوري عن الزعيم المعارض أيمن نور وتغيير القوانين الخاصة بالمحاكم العسكرية التي استخدمتها السلطات المصرية في بعض الأحيان ضد المعارضين السياسيين. وقال البيان الصادر عن الخارجية المصرية « إن مصر ترفض جملة وتفصيلا محاولة أي طرف ان ينصب نفسه مفتشا على أوضاع حقوق الانسان في مصر أو وصيا على الشعب المصري. » لكن جماعة الاخوان المسلمين وهي اكبر جماعة معارضة في مصر رحبت بجوانب تضمنها قرار البرلمان الاوروبي. وقال حسين ابراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين إنه يرفض مبدأ قطع العلاقات مع البرلمان الاوروبي. وقال « حقوق الانسان أصبحت لغة عالمية مع وجود خصوصية لكل دولة. » وأضاف « حين يتحدث (البرلمان الاوروبي) عن وجود تعذيب في مصر فهذا حقيقي. وحين يتحدث عن احالة مدنيين للمحاكمة العسكرية فهذا موجود. هذا ما ينبغي التحاور بشأنه بطريقة شفافة وموضوعية. »   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 18 جانفي 2008)

أمريكا وإسرائيل على قائمة كندية لتعذيب السجناء

 
وضعت وزارة الخارجية الكندية الولايات المتحدة وإسرائيل على قائمة مراقبة الدول التي يتعرض فيها السجناء للتعذيب، وصنفت أيضا بعض أساليب الاستجواب في الولايات المتحدة على أنها تعذيب، وفقا لوثيقة كندية نشرت اليوم الجمعة. وقالت متحدثة باسم السفارة الأمريكية لرويترز إنها تدرس التقرير. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السفارة الإسرائيلية بهذا الشأن. ومن المرجح أن يؤدي كشف هذه الوثيقة إلى إحراج الحكومة الكندية، وهي حليف وثيق للولايات المتحدة وإسرائيل. وأشارت الوثيقة – وهي جزء من دورة توعية للدبلوماسيين بشأن أساليب التعذيب – إلى سجن جوانتانامو الأمريكي الذي يوجد به معتقل كندي وحيد، يدعى عمر خضر. ويقول المدافعون عنه: إن الوثيقة تسخر من مزاعم الحكومة الكندية القائلة إن خضر لا يتعرض لسوء المعاملة. وتدرج الوثيقة تحت عنوان « تعريف التعذيب » أساليب الاستجواب الأمريكية مثل التعرية القسرية، والعزل، والحرمان من النوم، وعصب أعين السجناء.   أوتاوا تتبرأ   وحاول المتحدث باسم وزارة الخارجية ماكسيم برنييه أن ينأى بالحكومة الكندية عن الوثيقة. وقال: « كتيب التدريب ليس وثيقة سياسات ولا يعبر عن وجهات نظر أو سياسات الحكومة ». وخضر محتجز في جوانتانامو منذ خمس سنوات، وهو متهم بقتل جندي أمريكي خلال اشتباك في أفغانستان في عام 2002، عندما كان عمره 15 عاما. وتقول جماعات حقوق الإنسان: إنه ينبغي إعادة خضر إلى كندا، وهي فكرة يرفضها رئيس الوزراء ستيفن هاربر على أساس أن الرجل يواجه اتهامات خطيرة. وقال وليام كوبلر محامي خضر الأمريكي: « في مرحلة ما من اعتقال عمر خضر تولد شك لدى الحكومة الكندية بأنه يتعرض للتعذيب وإساءة المعاملة ». وأضاف كوبلر لمحطة تلفزيون (سي تي في) قائلا: « ومع ذلك لم تتحرك لإطلاق سراحه من جوانتانامو أو حماية حقوقه، على عكس أية دولة غربية أخرى كان لها مواطنون في هذا السجن ».   دول أخرى   وبدأت دورات التوعية بأساليب التعذيب بعد أن تعرضت أوتاوا لانتقادات شديدة بسبب تعاملها مع قضية المهندس الكندي ماهر عرار الذي تم ترحيله من الولايات المتحدة إلى سوريا في عام 2002. ويقول عرار: إنه تعرض للتعذيب مرارا خلال العام الذي أمضاه في سجون دمشق. وكشف تحقيق في القضية أن الدبلوماسيين الكنديين لم يتلقوا أي تدريب رسمي حول اكتشاف ما إذا كان محتجزون قد تعرضوا لإساءة المعاملة. وباقي الدول على قائمة المراقبة الكندية هي إسرائيل وسوريا وإيران والصين وأفغانستان والمكسيك والسعودية. ومعتقل جوانتانامو أقيم في القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا واستقبل في 11 يناير 2002 أوائل المعتقلين في إطار ما يسمي « الحرب على الإرهاب » التي أعلنتها الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ويتعرض المسجونون فيه لانتهاكات بالغة، بحسب منظمات حقوقية. وتقول جماعات حقوق الإنسان: إن المعتقلين في جوانتانامو مجرد « مشتبه بهم »، ورغم ذلك يستمر حبسهم لأعوام دون محاكمة، وهذا في ذاته انتهاك للمعايير القانونية الأساسية الدولية. وما زال هناك حوالي 275 معتقلا في جوانتانامو بعدما نقل حوالي 500 معتقل بشكل تدريجي إلى بلدان أخرى. وأكدت واشنطن مرارا أنها تنوي إغلاق المعتقل الذي يثير استهجانًا عالميًّا؛ بسبب ما يتعرض له المعتقلون من أشكال التعذيب.   (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 18 جانفي 2008

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.