TUNISNEWS
9 ème année, N 3433 du 16 .10 .2009
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولقيادات إنتفاضة الحوض المنجي
ولضحايا قانون الإرهاب
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:زهير مخلوف : قضية رأي….وطبخ الإدانة
السبيل أونلاين:واقعة إستدعاء البوليس لمراسلنا الناشط الحقوقي زهير مخلوف وخلفياتها
النقابة الوطنية للصحفيين التونسين:بـــيـــــان
كلمة:الإعتداءات تتواصل على الصحفيين أثناء الحملة الانتخابية
كلمة:الإفراج عن محتجزين بنزرت وأنباء عن تواصل إضراب سجناء عن الطعام
كلمة:رئيس فرقة مكافحة الإرهاب يعتقل شابا ومنطقة الشرطة تنفي العلم بذلك
معزالجماعي:الحزب الديمقراطي التقدمي يرجع منحة الحملة الإنتخابية
بسام بونني:أسئلة مشروعة
صـابر التونسي:الحملة الإنتخابية والصور المقرفة
التشريعية من 1959 إلى 2009كل التفاصيل عن 12 دورة انتخابية
.. حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:بلاغ صحفي
البديـل عاجل:آه لو كنا في بلد ديمقراطي
سمير ساسي:هل تتراجع الحكومة عن قرار تأجيل الحج ؟
رافع القارصي:الدكتور: عبد اللطيف المكي نجاح جيل و هزيمة جيل
. سليم بوخذير:النسخة العربية من التقرير السنوي لللجنة الدولية لحماية الصحافيين
فيديو لتونسيين معتنقين المسيحية
رويترز:لعبة تونسية تقليدية تحتل مكانها على الانترنت
إسلام أون لاين.نت : »حقوق الإنسان » يصوت بأغلبية لصالح تقرير جولدستون
القدس العربي:حماس: هناك تفصيلات بحاجة للتوضيح في الورقة المصرية قبل التوقيع عليها
مصر: تدشين الحملة المناهضة للتوريث ‘مايحكمش’
توفيق المديني:تركيا و أرمينيا…تطبيع صعب برضى الجميع
احميدة النيفر :اليونسكو وموقعنا في العالم
عبدالعظيم محمود حنفي: لماذا نفضت واشنطن يدها من عملية نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط؟
باتريك سيل:إسرائيل تشوه صورتها حول العالم
رويترز:اردوغان: تركيا استبعدت اسرائيل من المناورات بسبب غزة
القدس العربي:اكاديمية اردوغان لتعليم القادة العرب
رويترز:مسلسل تركي يزيد توتر العلاقات مع اسرائيل
بشير موسى نافع :من تراجع جنيف إلى مصالحة القاهرة
ابراهيم غرايبه:الدولة في مواجهة العولمة
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف
التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
جانفي200
فيفري2009
أفريل 2009
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 26 شوال 1430 الموافق ل 16 أكتوبر 2009
أخبار الحريات في تونس
1) استجواب الناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف لليوم الثاني على التوالي : حضر الناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف كما كان متوقعا على الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الجمعة 16 أكتوبر 2006 بمركز شرطة المعمورة من ولاية نابل لاستكمال الاستجواب المتعلق بالشكاية التي قدمها ضده أحد المواطنين والتي يتهمه فيها بتصويره دون موافقته، وبعد إجراء المكافحة بينهما تم تحرير محضر في الغرض تضمن توجيه تهمة التصوير بدون ترخيص من السلطات، وقد أفرج عنه على الساعة الثانية بعد الزوال. 2) نشطاء حقوقيون موقوفون للتفتيش وممنوعون من التنقل: تعرض ناشطون حقوقيون اليوم الجمعة 16 أكتوبر 2009 إلى المنع من التنقل ومواصلة الطريق وطلب التفتيش بدعوى حيازتهم لآلات تصوير، فقد منعت قوة أمنية السيدة سهام بن سدرين والسيدين عمر المستيري والمولدي الزوابي من دخول مدينة عين دراهم وطلبت منهم الخضوع للتفتيش، كما أوقفت قوة أمنية أخرى السادة علي بن سالم ومحمد الهادي بن سعيد وياسين الجلاصي على مستوى محطة الاستخلاص بالطريق السيار منزل جميل وطلبوا منهم الخضوع للتفتيش بدعوى وجود آلة تصوير لديهم. 3) استمرار اعتقال الشابين رمزي اللافي وأنس الرحموني: يستمر اعتقال البوليس السياسي للشاب أنس بن نور الدين الرحموني لليوم السادس على التوالي دون أن تعلم عائلته سبب ومكان اعتقاله. وتجدر الإشارة إلى أن الشاب أنس الرحموني (المقيم بالقاهرة للدراسة) اعتقل بعدما عاد إلى تونس لعقد قرانه، كما اعتقل صديقه الشاب رمزي اللافي المقيم معه بالقاهرة قبله بيوم واحد. يذكر أن الشاب أنس الرحموني (ابن السجين السياسي السابق نورالدين الرحموني)، يواصل تعليمه العالي بجامعة دمنهور بمصر. 4) عرض مجموعة جديدة من المعتقلين على أنظار قاضي التحقيق: تم صباح اليوم الجمعة 16 أكتوبر 2009 عرض الشبان رضا الحنزولي وحمدي بن الحبيب شبيل ووجيه بن الكافي ساسي على أنظار قلم التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس للتحقيق في القضية عدد 16369 من أجل تهم لها علاقة بقانون »الإرهاب » غير الدستوري. 5) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 16 أكتوبر 2009
زهير مخلوف : قضية رأي….وطبخ الإدانة
حضر عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الجمعة 16 أكتوبر 2009 الناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف لدى مركز المعمورة للأمن الوطني، من ولاية نابل قصد إتمام محضر أبحاث كانت الضابطة العدلية بمركز المعمورة فتحته يوم الخميس 15 أكتوبر2009 بموجب شكوى توجه بها المدعو مراد لذيب ضد السيد زهير مخلوف، مطالباً فيها بجبر ضرر معنوي لَحِقـَه بسبب عرض إفاداته صوتاً وصورتاً في تقرير سمعي بصري أعدّه السيد مخلوف حول المشاكل البيئية بالحي الصناعي بنابل، كما إدّعى فيها قيام السيد مخلوف بتوريطه في تصوير تقرير لم يكن يَعلم لأي جهة يُعدّ، ورغم أن رئيس منطقة الأمن بنابل أقحم نفسه في مجريات البحث لإدانة السيد زهير مخلوف بحجة قيامه بتصوير الحي الصناعي بنابل دون أن يَكون قد حصل على إذن من هيئة قانونية تسمح له بذلك، فقد تمسك السيد مخلوف بأن المدعيّ هو ذاته من ساعد على توفير معطيات التقرير كما قدم إفادته برغبة منه و بصورة حرّة ، وأن السيد مخلوف كان مكلّفاً من قبل جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي لإعداد مثل تلك التقارير بمناسبة الحملة الإنتخابية التي حصلت قائمة نابل للديمقراطي التقدمي على الوصل النهائي يخوّلها المشاركة في الإنتخابات التشريعية المزمع إجراءها في 25 من الشهر الجاري،( نشر التقريرمكتوباً على أعمدة جريدة الموقف بالصفحة 4 من عددها 516 بتاريخ 9 أكتوبر 2009 )، وقد أخليّ سبيل السيد مخلوف عند الساعة الثانية وربع من بعد ظهر اليوم. وكان المناضل الحقوق السيد زهير مخلوف قد تعرّض إلى عدد من الإعتداءات المباشرة و الملاحقات والتضيقات الأمنية المتواصلة إستهدفت شخصه و أفراد عائلته وحرفاءه ، فقد إستهدف أعوان الأمن السياسي بين سنتي 2007 و2009 سيارته بتهشيم بلورها و تمزيق جميع إطاراتها في أربعة مناسبات ، وكان وُجـّه إليه تهديد بالقتل في 2008 بعد عقد منظمة حرية وإنصاف جلستها العامة ، ولاحقه أعوان الأمن إلى محل سكنى السيد عصام الشابي عضو المكتب السياسي للديمقراطي التقدمي بقصد تعنيفه . كما كان تعرّض للتعنيف أمام مقر إذاعة كلمة بمناسبة المنع والحصار الذي ضرب حول مقر الإذاعة، وكان أن كُسرت يده في إحدى تلك الإعتداءات ، ومَنعه أعوان الأمن السياسي خلال صائفة 2009 من حضور حفل الفنان مرسال خليفة بتونس. وقد رفع السيد زهير مخلوف شكوى أولى ضد من إعتدى عليه من أعوان الأمن ، ثم رفع قضية ثانية ضد وزير الداخلية رفيق الحاج قاسم . ويُعتقد أن نشاط السيد زهير مخلوف الحقوقي وتغطياته السمعية البصرية التي أعدّها خلال السنوات المنقضية( حول السجناء السياسيين و الموت تحت التعذيب و الموت جراء الإهمال الصحي ، والتفاعلات الشعبية التونسية خلال الحرب على غزة ، وحول ضحايا قانون 10 ديسمبر 2003 لما يسمى مكافحة الإرهاب )، : كانت في جملتها الخلفية التي يُراد اليوم محاسبته على أساسها، لكن بعد العثور على « شاهد زور» ، وإذ يتأكد لدى الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، رغبة السلطات الأمنية في إدانة السيد زهير مخلوف في سياق جهودها الحثيثة لإسكات الأصوات الحرة في البلاد( عبد الوهاب معطر…حمّة الهمامي ، عبد الرؤوف العيادي ، عبد الكريم الهاروني….والقائمة طويلة..) لضمان أجواء إنتخابية » سعيدة » من أجل » إجماع مغشوش » يَصمت فيه السياسون والحقوقيون والنقابيون والصحافيون والإعلاميون والمدوّنون ،وتُستخدَم لأجل ذلك أجهزة الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية والمالية و الجمركية ، تسجل الجمعية بهذه المناسبة تضامنها مع السيد زهير مخلوف ووقوفها إلى جانبه في مواجهة محاولة السلطات الأمنية إدانته في قضية رأي. عن الجمـعية الهيئة المــــديرة
واقعة إستدعاء البوليس لمراسلنا الناشط الحقوقي زهير مخلوف وخلفياتها
السبيل أونلاين – تونس – تقرير خاص حضر مراسل السبيل أونلاين في تونس الناشط الحقوقي زهير مخلوف صباح الخميس 15 أكتوبر 2009 ، لدى الفرقة العدلية بالمعمورة ، وذلك على الساعة التاسعة والنصف صباحا ، إستجابة لإستدعاء كتابي من الفرقة المذكورة يوم الثلاثاء الماضي ، عنوانه « مواصلة البحث في قضية عدلية » . وعند بداية البحث ، أعلم رئيس المركز زهير مخلوف أن هناك شخص رفع ضده قضية فيما يخص التسجيل المصور المتعلق بالحي الصناعي بنابل ، يتهمه فيه بتصويره من دون إذنه ، وزاد البوليس تهمة إنتحال صفة صحفي والقيام بتغطيات إعلامية من دون أخذ ترخيص من الهيئات القانونية . فكان ردّ مخلوف في بادىء الأمر عادي ، حيث كذّب التهمة بإعتبار أن الشخص على علم بالتصوير ، بل هو من أشار إلى عديد القضايا ورغب في كشفها أمام الكامرا ، بل إنه تطفّل لإقحام نفسه في التصوير . وفي حدود منتصف النهار وقع ختم المحضر وطُلب منه التوقيع عليه ، وبعد إطلاع مخلوف على نصّ المحضر رفض التوقيع لما وجد فيه من هنات ، وأكد أن موضوع التصوير جاء ضمن نشاط « الحزب الديمقراطي التقدمي » ، في رصد المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والبيئية وغيرها بجهة نابل لتضمينها ملف الحملة الإنتخابية لقائمة الحزب التى حصلت على الوصل النهائي ، ونشرها في صحيفته « الموقف » . وطلب بتحوير نص المحضر بما يتوافق مع الحقيقة والواقع ، وأكد لرئيس المركز أنه لا يحتاج إذنا قانونيا للتصوير بما أنه لا يصور أماكن حساسة يمنع فيها التصوير كما ينصّ على ذلك القانون . وقد إحتج مخلوف بشدة على توجه رئيس المنطقة الذى تدخل شخصيا لتسييس القضية وحصرها في موضوع حقّ زهير في التصوير من عدمه وأنه لا يملك إذنا رسميا بالتصوير ، وحين رفض التوقيع على المحضر قال له رئيس المنطقة حرفيا « هاك قاعد حذانا » إذن . نشير إلى أنّ رئيس المنطقة تدخل في مجرى البحث عند منتصف النهار . وفي حدود الساعة الرابعة بعد الظهر أخلي سبيل مخلوف بعد أن سُلّم إستدعاء ، من أجل الحضور للمركز اليوم الجمعة على الساعة الحادية عشر صباحا لإستكمال البحث . وإزاء ما يحدث تعّبر إدارة السبيل اونلاين عن قلقها من مساعي السلطات الأمنية تحويل القضية ، من قضية مدنية بين زهير ومواطن آخر فشل في إبتزازه ماليا ، إلى قضية سياسية يُستحظر فيها الإذن القانوني بالتصوير من أجل صناعة تهمة موهومة . ونرجّح أن تكون التغطيات الإعلامية الجادة والشجاعة التى قام بها مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف على مدى حوالي عام مضى ، هي السبب الرئيسي الذى تسبطنه السلطات الأمنية لملاحقته . فقد أنجز مخلوف في إطار ما نصطلح على تسميته في السبيل أونلاين بـ »الإعلام الحقوقي » ، تقارير توثيقية مكتوبة ، وأفلام وتسجيلات مرئية ، غير مسبوقة ، كسرت الصمت حول عديد الملفات وأرّخت لعديد القضايا ، منها قضايا من سقطوا تحت التعذيب شهداء ، كفيصل بركات وكمال المطماطي ورشيد الشمّاخي وغيرهم ، وأفلام ضحايا الموت البطيء من المساجين السياسيين كأفلام الشهداء أحمد البوعزيزي ، والهاشمي المكي ، والمنجي العيّاري ، وأحمد بن حامد وغيرهم ، والتى نجح مخلوف من خلالها في إظهار المأساة المريرة لضحايا السجون والإهمال الصحي من السجناء السياسيين وعائلاتهم ، إضافة إلى عشرات التسجيلات التى كشف فيها مظالم عائلات ضحايا ما يسمى بـ »قانون الإرهاب » سيء الذكر ، وأيضا قضايا الحق العام الذين طالتهم سياط الظلم ولعل شهادات مثل شهادة المواطن ناصر العيّاري ومحمد بومعيزة وقضية أنيس الشوك وغيرهم ستبقى أصدق مثال على ذلك ، كما غطّى الكثير من القضايا مثل قضية الحجاب في تونس ، وعديد القضايا في مجالات الإقتصاد والبيئة و التعليم والصحة وغيرها. إضافة إلى المواكبة الإعلامية – الحقوقية اليومية الدؤوبة . وأثناء العدوان على قطاع غزة خلال شهر ديسمبر 2008 وجانفي 2009 ، تمكن زهير مخلوف ، وبوتيرة يومية ، من تغطية كل التحركات الشعبية والقطاعية المنددة بالعدوان والمتضامنة مع أهل القطاع . وقد أظهر مراسلنا في تونس ، الأخ زهير مخلوف إرادة فذّة في تجاوز الإشكالات التقنية والربط السيء للشبكة من تونس ، وقدّم صور مشرّفة للتضحية ونكران الذات وحمل هموم المظلومين ومعاناتهم وهو دائما يصرّ رغم كل المعوقات على تغطية ونقل معاناة الناس . (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 16 أكتوبر 2009)
النقابة الوطنية للصحفيين التونسين تونس في 16 أكتوبر 2009 بـــيـــــان
يعبّـر المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عن سخطه وإدانته لعمليات الترويع والترهيب التي تقوم بها جهات « مجهولة » ضد أعضاء المكتب الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وآخرها الاعتداء بالعنف الجسدي على الزميل زياد الهاني مساء أمس الخميس 15 أكتوبر 2009 بضاحية قرطاج، على خلفية نشاطه النقابي. وقد تعرضت مدوّنته « صحفي تونسي » في نفس اليوم للحجب للمرة الثانية والعشرين. وكان الزميل زياد الهاني قد تعرض لتفتيش مهين بمطار تونس قرطاج الدولي إثر عودته من الاجتماع الاقليمي للاتحاد الدولي للصحفيين، حيث تمّ إجباره على نزع ملابسه ومصادرة كل وثائق الاتحاد الدولي للصحفيين التي كان يحملها معه. ويمثل الاعتداء الأخير حلقة جديدة تنضاف لمسلسل الضغوطات المسلطة على أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة وآخرها ملاحقتهم قضائيا بتهم جنائية بسبب تمسكهم بالدفاع عن استقلالية النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وتصديهم للانقلاب الذي استهدفها. ويطالب المكتب الجهات الرسمية بتحمل مسؤولياتها في توفير الحماية اللازمة للصحفيين ونشطاء المحتمع المدني وضمان أمنهم وتتبع المعتدين. كما يطالب الحكومة التونسية باحترام تعهداتها الدولية الخاصة بحماية المسؤولين النقابيين. ويؤكد المكتب التنفيذي أن عمليات التخويف وتصفية الحسابات ضد الصحفيين المستقلين وممثّـليهم، التي ارتفعت وتيرتها في الأيام الأخيرة، لن تثنيهم عن القيام بدورهم في الدفاع عن كرامة الصحفي التونسي وحرية الصحافة في بلادنا. وسيستمرون في رفع أصواتهم عاليا للتشهير بكل الانتهاكات والقمع الذي يمارس ضد الصحافة والصحفيين. عاشت نضلات الصحفيين التونسيين عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حرة مستقلة مناضلة عن المكتب التنفيذي الرئيس ناجي البغوري
الإعتداءات تتواصل على الصحفيين أثناء الحملة الانتخابية
التحرير في الخميس, 15. أكتوبر 2009 تستمر الاعتداءات على الصحفيّين خلال حملت الانتخابات الرئاسية والتشريعيّة، فقد تمّ صبيحة يوم الخميس 15 أكتوبر إيقاف الزميل زهير مخلوف مراسل موقع السبيل أونلاين، وذلك على خلفيّة تصويره لشريط فيديو يفضح واقع التلوّث بالمنطقة الصناعيّة بنابل. وحسب موقع السبيل أونلاين فإن مخلوف كان قد تلقّى سابقا استدعاء من منطقة الأمن بنابل. كما تعرّض الزميل الصحفي زياد الهاني عضو المكتب الشرعي لنقابة الصحفيين لاعتداء من قبل شخص في ساعة متأخّرة من عشيّة نفس اليوم الخميس في منطقة قرطاج بيرصة، حيث أفادنا الهاني على إثر اتصال هاتفي به أن شخصا مفتول العضلات توجّه له بالسؤال عن الوقت في مكان مظلم وحين همّ بإجابته انهال عليه ضربا قبل أن يبادر بالفرار متوعّدا إيّاه بالاعتداء من جديد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 أكتوبر 2009)
الإفراج عن محتجزين بنزرت وأنباء عن تواصل إضراب سجناء عن الطعام
التحرير في الخميس, 15. أكتوبر 2009 أفرجت السلطات الأمنية ظهر الخميس عن مجموعة من المساجين السياسيين السابقين من الشبان المعتقلين على خلفية قانون مكافحة الإرهاب، بعد احتجازهم طيلة يومين في إجراء أمني أصبح معتادا كل عام بمناسبة تحول الرئيس بن علي إلى بنزرت لإحياء ذكرى الجلاء يوم 15 أكتوبر. وكان قد تم اعتقال عدد من الشبان في مدن رأس الجبل ومنزل بورقيبة وماطر وتينجة وبنزرت وأم هاني من منازلهم ومقرات عملهم يوم الثلاثاء الماضي دون تقديم مبررات قانونية للاحتفاظ بهم. وعلمت كلمة أنّه لم يتم الإفراج عن الشاب محفوظ العياري إلى حدود مساء أمس الخميس. من جهة أخرى ذكرت عائلات مساجين سياسيين معتقلين على خلفية مكافحة الإرهاب أنّ أنّهم يواصلون إضرابهم عن الطعام للأسبوع الثاني على التوالي بسجن برج الرومي، كما لم يسمح لعدد من العائلات بالزيارة أمس الخميس بدعوى امتناع المساجين عن ذلك. وأفادت العائلات التي تمكنت من الزيارة أنّ المضربين كانوا في حالة إعياء كبير، وتهدد أمّهات المساجين بالدخول في إضراب جماعي تضامنا مع أبنائهنّ في صورة عدم التمكن من الزيارة يوم السبت. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 أكتوبر 2009)
رئيس فرقة مكافحة الإرهاب يعتقل شابا ومنطقة الشرطة تنفي العلم بذلك
التحرير في الخميس, 15. أكتوبر 2009 علم راديو كلمة بأن الشاب سامي العوادي مواليد 1981 القاطن بمنطقة الجلايلية بجندوبة الشمالية والمتحصل على الإجازة في الاتصالات قد اختفى عن أنظار عائلته منذ أن أقدم رئيس فرقة ما يعرف بمكافحة الإرهاب المعروف بزياد القرقوري على اقتياده لمنطقة الأمن الوطني بجندوبة يوم 07 أكتوبر الجاري في سيارة معلومة الأوصاف. وقد ذكر أحد أفراد عائلة السيد رابح بن علالة العوادي والد الشاب المختفي أنه إلى حد مساء يوم الخميس 15 من نفس الشهر لم يعثر له على أي اثر رغم اتصالهم بمنطقة الأمن بجندوبــة والتي نفت علمها بــالأمر أو مسؤوليّتها عن احتجازه. وقد عبر أفراد عائلة المختفي عن بالغ انشغالهم على مصير ابنهم الذي لا يملكون عنه أية معلومة مناشدين السلط المعنية ومكونات المجتمع المدني مساعدتهم في الكشف عنه. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 أكتوبر 2009)
الحزب الديمقراطي التقدمي يرجع منحة الحملة الإنتخابية
معزّ الجماعي في الخميس, 15. أكتوبر 2009 ذكر رؤساء قائمات الحزب الديمقراطي التقدمي التي تمكنت من الحصول على الوصل النهائي للمشاركة في الانتخابات التشريعية أن الولاة رفضوا تسلم المبلغ الذي تحصل عليه الحزب لخوض الحملة الانتخابية . و أضافوا أنهم قاموا بمحاولة إرجاع المبلغ المتحصل عليه بعد القرار الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب يوم 10 أكتوبر 2009 الذي ينص على الانسحاب و مقاطعة الانتخابات لكن السلطة لم تجد الصيغة القانونية لتسلم مبلغ المنحة على حد تعبيرهم . و في نفس السياق علمت « كلمة » أن المكتب السياسي للحزب قرر إيداع المبلغ المذكور في الخزينة العامة بعد الفشل في إرجاعها لوزارة الداخلية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 أكتوبر 2009)
بقلم بسام بونني هل مازال ما يمكن معالجته إعلاميا في انتخاباتنا النزيهة والشفافة ؟ لم أجد أيّ زاوية تضيف شيئا جديدا للقارئ العزيز سوى مراقبة ما يحدث بكلّ ريبة. فالحملة الانتخابية انطلقت، رسميّا، بمصادرة صحيفة « الطريق الجديد »، الناطقة باسم حزب التجديد. قبلها، تعرّض الناطق الرسمي باسم حزب العمّال الشيوعي التونسي للتعنيف في مطار تونس-قرطاج الدولي وهو المكان الذي من المفروض أن يكون أكثر الأماكن أمنا في البلاد، قبل أن يتمّ منعه من السفر إلى باريس حيث تنظم قطاعات واسعة من المعارضة لقاء للتعبير عن رأيها في العملية الانتخابية. كما تمّ حجب مدونتين للزميل زياد الهاني وإهانته في المطار على خلفية مقالات نقدية، لبعض منها صلة بالانتخابات. هذا وتمّ منع أحزاب المعارضة الجديّة من خوض التشريعية في كبرى المدن وهو ما دفع بالحزب الديمقراطي التقدمي إلى الانسحاب غير آسف عمّا وصفه « بالمهزلة الانتخابية ». دون أن ننسى تعنيف الزميل معز الباي وتواصل حجب مواقع إنترنت وصفحات على الفيسبوك والحملات الكلامية على المعارضين والحقوقيين والصحفيين المستقلين. كلّ ذلك بسبب الانتخابات. وأوّل سؤال مشروع أمام كلّ هذا الزخم من الأحداث « الأمنية » التي لا تمتّ بسياسية الموعد بصلة هو : هل يمكن أن تنجح انتخابات وسط كلّ هذه التجاوزات ؟ لقد سfق وأن وعدت الحكومة بالنزاهة والشفافية. وهذا لا يعني النزاهة والشفافية في حسن سير عملية الاقتراع فحسب. فالانتخابات مسار ذو أربعة فصول. فأوّل الفصول هو القانون الذي يضفي شرعية على العملية برمتها والذي يمكّن كلّ الأطراف من الحق في الترشح سواء في الرئاسية أو في التشريعية، دون شروط تعجيزية. وثاني الفصول هي الحملة والتي يجب أن تكون عادلة في وصول برامج كلّ المرشحين للشارع التونسي. وثالث الفصول هو الاقتراع. أمّا الرابع والأخير فهو فرز الأصوات. وللأسف الشديد، ليس هنالك من مؤشرات تؤكد احترام الحكومة لفصل من هذه الفصول، على الأقلّ ما تجاوزناه الآن من معارك قانونية وبداية حملة مخيبة للآمال. وهذا الرأي شائع حتى بين تلك المراكز والمؤسسات التي أسندت لبلادنا شهادات حسن سلوك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وآخرها، « مؤشر إبراهيم » للحوكمة والذي يصدره سنويا معهد كينيدي التابع لجامعة هارفارد. فوسائل الإعلام الرسمية و »المستقلة » في بلادنا هللت لمرتبتنا الأولى على مستوى دول شمال إفريقيا، دون أن تشير إلى أن نفس التقرير يضعنا في المرتبة ال35 إفريقيا في مجال « المشاركة السياسية وحقوق الإنسان » والذي يتّخذ من المسار الانتخابي أهمّ مقياس لذلك. أماّ ثاني الأسئلة المشروعة، فهي إلى متى تتواصل حملة « شيطنة » رموز المعارضة والمجتمع المدني والمستقلين من الصحفيين ؟ ألم يحن الوقت لتعديل أوتار هذه السياسة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟ ألا تعي بعض الجهات أنّ مثل هذه السلوكات تصوّر بلادنا للخارج وكأنها في حرب وأنّ لا أخلاق لأهلها ولا هم يحزنون ؟ لماذا كلّ هذه المسافة بين الخطاب السياسي والواقع ؟ طبعا سيتهمني البعض كالعادة بإعطاء دروس لمن هو أرفع من أن يتلقى دروسا. ليكن. لكن، حان الوقت فعلا لتغيير كلّ هذه الأشياء. سؤالي الأخير هو : ما الداعي من انتخابات لن تخوض بعض الأحزاب أكثر من 30 بالمائة من دوائرها، خاصة أنّ للتجمع أكثر من 73 بالمائة من أصوات الناخبين ؟ أرجو أن تلقى هذه الأسئلة أجوبة شافية وضافية في التطبيق.
الحملة الإنتخابية والصور المقرفة
صـابر التونسي في الخميس, 15. أكتوبر 2009 سيدي الرئيس! كنتَ ومازلتَ وستظل خيار الحاضر والمستقبل لتونسنا المسكينة، ولأنك كذلك يبدو أن هناك مجموعة من المندسين في من حولك يظهرون الحب ويبطنون المكر، حسدا من أنفسهم! … يعملون على تشويه صورتك والإساءة إليك وبناء حاجز بينك وبين شعبك! … أو لعلهم من جهلهم وفرط حبهم لك اضطربت موازينهم وأساؤوا إليك من حيث يعتقدون أنهم يحسنون ! … فقد صدق من قال من الحب ما قتل وأهلك وأفسد! أنا مواطن محب لم تمكني الظروف يوما من التصديق على اختيارك زعيما أبديا لنا، … وعزائي أن ذلك لم يكن مني بسبب عقوق أو تقصير وإنما هي المسافات باعدتنا وأصحاب الأهواء نزغوا بيننا! … يرسلون بطاقات الناخبين « بالوجوه والمعارف » ولم تكحل عيني يوما بإحداها! … حرموني من تزكيتك وتفويض أمر رقابنا لحكمتك! … حرمهم الله من راحة النوم والموت! … حتى إذا تمنوه لا يجدوه! أود أن أعوض ما فاتني من شرف وما خسرت من أجر ومكانة وراحة بال! وذلك بلفت نظرك إلى أمور أحسب أن بعض الذين من حولك قد صنعوا على عينك غشاوة حتى لا تراها: أولها، ما يتظاهرون به من حمايتك من شعبك والخوف الكاذب عليك ليصوروك جبانا تخشى شعبك ولا تأمنه! … وأنت الذي يصدق فيك ما صدق في عمر ـ رضي الله عنه ـ من قبل، حكمت فعدلت فأمنت فنمت! … لا يغرنك ما ترى من إحاطتهم بك إحاطة السوار بالمعصم … يرهبون أحباءك من شعبك بدعوى الخوف عليك! … كيف يخافون عليك من شعب أختارك بالإجماع وغير لك الدستور بالإجماع وناشدك بالإجماع وزكاك بالإجماع! … كيف تفوتك هذه ويوقعونك في تناقض مفاده أنه لا حياة لك ولا بقاء من غير حمايتهم! وكأن الشعب ينتظر منهم غفلة ليفتك بك! … كأنهم يريدون أن يعكسوا الصورة الناصعة لحكمك بأنك حكمت بالقهر وعدلت في توزيع الظلم ولم تأمن بغير « أمن » ولا نوم لك إلا فوق جثث ضحاياك! ثانيها، هذه العناصر التي يُسمح باندساسها وسط المهرجانات والإحتفالات والتي تُصرّ بين كلمة وكلمة من خطاباتك الخالدة على التشويش والتهريج وترديد كلام سوقي يعبر عن مستويات منحطة « الله وحد الله وحد بن علي ماكيفو حد » … طبعا « ما كيفك حد ولم يأتوا بجديد » ولكن الدليل المخالف ـ بتعبير الأصوليين ـ لكثرة ترديد تلك الهتافات الهابطة، أن هناك منافسين لك يخشى أن يكونوا لك أندادا! … وماعاذ الله فقد عقمت أرحام الأمة أن تلد مثلك! … ولكن الجهلة والمرتزقة والرعاع لا يفقهون أن بيان الواضحات من الفضيحات! ثالثها، إذا كان يفهم أن يندس بعض السوقة والرعاع وسط الإحتفالات الجماهرية الكبرى رغم الغربلة الأمنية الشديدة، فإنه لا يفهم كيف تسمح في اجتماع مضيق يضم أعضاء مجلس ولاية لا يتجاوزون العشرين، والمفروض أنهم من نخبة أنصارك ومحبيك، أن يقاطعوا كلمتك مرارا بالهتاف المذكور آنفا والتصفيق! والوقوف من حين لآخر ! … بما يذكر بآل قريش الذين جعلوا صلاتهم مكاء وتصدية! … أليست هذه صورة مشوهة لك ولشعبك، كيف يسمحون لأنفسهم بأن يجعلوا منك أستاذا لمدرسة مشاغبين!! رابعها، لا يخفى عليك ما يسببه أصهارك « الطرابلسية » من شرخ بينك وبين شعبك الذي يحبك ويثق بك! وقد أصبح شعور ينتابه أنك كالقارب المخطوف من قرصان أعور! ما لم تهب ضد الذين مرغوا سمعتك في الوحل فتضرب على أياديهم وتفعل بهم ما فعل الرشيد بأحفاد برمك! خامسا، هؤلاء الذين يجوبون الشوارع والمحلات ويفرضون تعليق صورك! … ما نتيجة فعلهم؟ إحسان أم إساءة إليك؟؟ … ألست معي في أن القلوب أوسع لك من الجدران؟ وأن الصورة التي تعلق بالأوامر والإكراه يكون تعليقها بمثابة شنق لصاحبها؟ سيدي الرئيس لقد قطعتم بالبلاد خطوات عملاقة على طريق التغريب فهلاّ غربتموها على » قاعدة صحيحة »؟ … هل رأيتم أحد زعماء الغرب يحظى بهذا التصفيق والهتاف؟ أو تعلق صوره في المحلات الخاصة؟ … أو يغير من أجله الدستور ليستمر في شقاء الحكم؟؟ تصبح سيدي على دورة رئاسية سادسة وسابعة حتى تلتقي السبعتان! (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 أكتوبر 2009)
التشريعية من 1959 إلى 2009
كل التفاصيل عن 12 دورة انتخابية..
تونس ـ الصباح تتواصل الحملة الانتخابية للاحزاب التسعة المترشحة للانتخابات التشريعية اضافة الى القائمات المستقلة الـ15 وذلك في مناخ ديمقراطي يحاول فيه كل طرف الاقناع بأفكاره وتوجهاته وبرامجه وخياراته المستقبلية. وتشارك في انتخابات 25 أكتوبر الجاري 181 قائمة في 26 دائرة ستتنافس على 214 مقعدا. وقد حدد عدد المقاعد في مجلس النواب بـ214. ويذكر أن انتخابات أكتوبر 2009 تعد قياسية في كل أرقامها من ذلك انها شهدت تطورا في عدد المقاعد النيابية (214 مقابل 189 مقعدا سنة 2004)، وسيكون للمعارضة 53 مقعدا (مقابل 37 سنة 2004)، وترشحت في هذه الدوائر 9 أحزاب (مقابل 7 احزاب سنة 2004)، وترشحت 15 قائمة مستقلة (مقابل 7 سنة 2004).. ويذكر أن الانتخابات التشريعية شهدت منذ 1959 تنافسا ـ وان كان غير متساو ـ بين الاحزاب الموجودة باستثناء انتخابات 1964 وانتخابات 1969 و1974 وكذلك انتخابات 1979 التي لم تشهد منافسة وتقدم اليها الحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم بمفرده. وفيما يلي كامل التفاصيل عن الترشحات للدورات الانتخابية التشريعية الـ12 التي شهدتها بلادنا منذ سنة 1959 ولحد اكتوبر 2009 الى جانب الترشحات للمجلس القومي التاسيسي في 25 مارس 1956 * الترشح للمجلس القومي التاسيسي: – الجبهة القومية: 98 مترشحا في 18 دائرة انتخابية – الحزب الشيوعي: 69 مترشحا في 12 دائرة انتخابية – المستقلون: 14 مترشحا في دائرة واحدة * الانتخابات التشريعية 8 نوفمبر 1959 – الجبهة القومية:90 مترشحا في 18 دائرة انتخابية – الحزب الشيوعي: 13 مترشحا في دائرتين – المستقلون: 0 * الانتخابات التشريعية 8 نوفمبر 1964 – الحزب الاشتراكي الدستوري: 90 مترشحا في 18 دائرة انتخابية – المعارضة: 0 – المستقلون: 0 * الانتخابات التشريعية 2 نوفمبر 1969 – الحزب الاشتراكي الدستوري: 112 مترشحا في 23 دائرة – المعارضة: 0 -المستقلون: 0 * الانتخابات التشريعية 4 نوفمبر 1979 – الحزب الاشتراكي الدستوري: 242 مترشحا في 23 دائرة انتخابية – المعارضة:0 المستقلون: 0 * الانتخابات التشريعية السابقة لاوانها 1 نوفمبر 1981 – الجبهة الوطنية: 136 مترشحا في 23 دائرة انتخابية – حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: 116 مترشحا في 19 دائرة انتخابية – حركة الوحدة الشعبية 58 مترشحا في 9 دوائر انتخابية – الحزب الشيوعي التونسي: 37 مترشحا في 6 دوائر انتخابية – المستقلون: 18 مترشحا في 3 دوائر انتخابية * الانتخابات التشريعية 2 نوفمبر 1986 – الوحدة الوطنية: 125 مترشحا في 23 دائرة انتخابية – الوحدة الشعبية: 20 مترشحا في 4 دوائر انتخابية – التحالف الديمقراطي: 4 مترشحين في دائرة انتخابية واحدة – الاتحاد الديمقراطي: 10 مترشحين في دائرة انتخابية واحدة – التحدي الديمقراطي: 5 مترشحين في دائرة انتخابية واحدة – المستقلون: 0 * الانتخابات التشريعية السابقة لاوانها 2 افريل 1989 – التجمع الدستوري الديمقراطي: 141 مترشحا في 25 دائرة – حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: 124 مترشحا في 21 دائرة انتخابية – حزب الوحدة الشعبية: 37 مترشحا في 6 دوائر انتخابية – الحزب الاجتماعي للتقدم: 17 مترشحا في 3 دوائر انتخابية – التجمع الاشتراكي التقدمي: 25 مترشحا في 4 دوائر انتخابية – الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: 16 مترشحا في 4 دوائر انتخابية – المستقلون: 131 مترشحا في 21 دائرة انتخابية * الانتخابات التشريعية 20 مارس 1994 – التجمع الدستوري الديمقراطي: 144 مترشحا في 25 دائرة انتخابية – حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: 144 مترشحا في 25 دائرة انتخابية – حركة التجديد: 60 مترشحا في 10 وائر انتخابية – الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: 118 مترشحا في 21 دائرة انتخابية – حزب الوحدة الشعبية: 94 مترشحا في 16 دائرة انتخابية – الحزب الاجتماعي التحرري: 20 مترشحا في 3 دوائر انتخابية – التجمع الاشتراكي التقدمي: 31 مترشحا في 6 دوائر انتخابية – المستقلون: 8 مترشحين في قائمتين * الانتخابات التشريعية 24 أكتوبر 1999 – التجمع الدستوري الديمقراطي: 148 مترشحا في 25 دائرة انتخابية – حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: 148 مترشحا في 25 دائرة انتخابية – الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: 148 مترشحا في 25 دائرة انتخابية – حزب الوحدة الشعبية: 138 مترشحا في 23 دائرة انتخابية – حركة التجديد:35 مترشحا في 19 دائرة انتخابية – الحزب الاجتماعي التحرري: 10 مترشحين في 20 دائرة انتخابية – الحزب الاشتراكي التقدمي: 50 مترشحا في 8 دوائر انتخابية – المستقلون: 47 مترشحا في 9 دوائر انتخابية(10 قائمات) * الانتخابات التشريعية 24 أكتوبر 2004 – التجمع الدستوري الديمقراطي: 152 مترشحا في 26 دائرة انتخابية – حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: 152 مترشحا في 26 دائرة انتخابية – حزب الوحدة الشعبية: 152 مترشحا في 26 دائرة انتخابية – الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: 132 مترشحا في 23 دائرة انتخابية – الحزب الاجتماعي التحرري: 134 مترشحا في 23 دائرة انتخابية – حركة التجديد: 129 مترشحا في 21 دائرة انتخابية – الحزب الديمقراطي التقدمي: 98 مترشحا في 16 دائرة انتخابية – المستقلون: 39 مترشحا في 7 دوائر انتخابية * الانتخابات التشريعية 25 أكتوبر 2009 ـ التجمع الدستوري الديمقراطي: 161 مترشحا بـ26 دائرة – حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: 141 مترشحا في 23 دائرة – حزب الوحدة الشعبيّة: 142 مترشحا في 23 دائرة ـ الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: 133 مترشحا في 22 دائرة – الحزب الاجتماعي التحرّري: 138 مترشحا في 22 دائرة – حزب الخضر للتقدّم: 150 مترشحا في21 دائرة – حركة التجديد: المبادرة الوطنيّة من أجل الديمقراطيّة والتقدّم:77 مترشحا في 13 دائرة – الحزب الديمقراطي التقدمي: 31 مترشحا في 9 دوائر – التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات: 30 مترشحا في 7 دوائر. سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2009)
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بلاغ صحفي
في إطار الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يعقد الأمين العام للحزب ومرشحه للإنتخابات الرئاسية الأخ : احمد اينوبلي اجتماعا عاما بمدينة جرجيس وذلك يوم السبت 17 أكتوبر 2009 على الساعة الخامسة مساء بدار الثقافة بجرجيس. اجتماعا عاما بمدينة القصرين وذلك يوم الأحد 18 أكتوبر 2009 على الساعة منتصف النهار بقاعة وسام للأفراح- القصرين المدينة. عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام
آه لو كنا في بلد ديمقراطي
لو كنا في بلد ديمقراطي لما جرى ما يجري الآن بمناسبة الانتخابات « التعددية » الرئاسية والتشريعية رغم ما تكرره على مسامعنا تلفزة « تونس 7 » والجرائد واللافتات وكل مظاهر الدعاية التي تملأ الشوارع وحيثما ولينا أبصارنا. أعرف أنه من البلاهة القول « لو كنا في بلد ديمقراطي » لأن الحقيقة التي تفقأ الأعين تؤكد بوضوح ما بعده وضوح أن البلد يفتقد اليوم أكثر ما يفتقد الديمقراطية. وما هي الديمقراطية؟ الديمقراطية هي في معناها البسيط، الأقرب إلى معرفة الشعب وإدراكه هي أن تتوفر لكل الناس نفس الحقوق والحظوظ لكي يقدم من يـأنس منهم في نفسه الكفاءة أفكاره ومواقفه وأرائه ومقارباته ومشاريعه ومقترحاته في تناول ومعالجة أوضاع الحياة العامة في جميع مجالاتها. الديمقراطية أن تكون لزين العابدين بن علي ونجيب الشابي وحمة الهمامي ومحمد بوشيحة وأحمد الإينوبلي وراضية النصراوي وسهام بن سدرين وتوفيق بن بريك وخميس الشماري وعياشي الهمامي ومحمد الكيلاني وراشد الغنوشي ومختار الطريفي وعبد القادر الزيتوني وأحمد ابراهيم وغيرهم وغيرهم، فالقائمة طويلة، أن يكون لكل من هؤلاء وغيرهم نفس الحقوق في التحدث للناس بصراحة ووضوح دون قيود ولا موانع وعلى الشعب أن يختار بكل حرية من من هؤلاء أكثرهم صدقا وجدارة وكفاءة واقتدارا لأن يكون رئيسا أو نائبا عنهم في البرلمان أو وال أو حتى عمدة ليدير شؤون حياتهم. لكن ما يجري اليوم شيء مختلف تماما. لذلك تراني أجزم وأنا الذي لا يفقه كثيرا في أمور السياسة أن ما يجري لا هو ديمقراطية ولا يمت لها بصلة. هذه هي مسرحية مفضوحة الأدوار وتؤكد كل تفاصيلها أنها عملية تعمية منافية تماما للديمقراطية في معناها البسيط المجرد والواقعي. هذه بعض الأخبار التي تروج اليوم من حولنا في الحي ومكان العمل وحتى في منازلنا ونتداولها جهرا وسرا. يوم الأحد الفارط الموافق ليوم انطلاق الحملة الانتخابية كنت في الحافلة راجعا من سوق السيارات بالمروج في الضاحية الجنوبية من مدينة تونس إلى حومتنا بمقرين ولاحظت حركة غريبة غير معتادة، أعداد مهولة من أعوان البوليس بأزياء مختلفة وبأزياء مدنية وسيارات ودراجات نارية وسمعت أزيز طائرة الهيلوكبتر تملأ أجواء المنطقة فاستغربت الأمر ورحت أتساءل ما في الأمر يا ترى؟ نزلت من الحافلة وذهبت إلى مقهى الحي كصباح كل يوم أحد حيث وجدت « الشلة » في الانتظار لتشكيل « طرح رامي »، وجدتهم حول الطاولة، فناجين قهوة وجرائد وعلب سجائر وولاعات نارية… والحديث يدور بصورة غير منظمة حول كل المواضيع يطغى عليه حدث مباراة كرة القدم بين منتخبنا ومنتخب كينيا. همس أحدهم في أذني « قالك اللي مشاو اليوم للاجتماع باش يدخلو كلهم للماتش مجانا » فسألت: « أيّ اجتماع؟ » « اجتماع قاعة رادس، بن علي عامل خطاب هناك » « أه، الآن فهمت لذلك الدنيا ملغمة… » وتحول الحديث بسرعة إلى عالم السياسة، وقصص الحملة الانتخابية. « تلامذة الباكالوريا طلبوا منهم جميعا الحضور للاجتماع ووعدوهم مقابل ذلك بأن يصرف النظر عن غياباتهم في المستقبل، فمن سيحضر اليوم سوف لن تطالبه إدارة معهده بإحضار الولي إذا ما تغيّب، ومن لا يحضر يلوم كان نفسه… » قال أحد الحاضرين « صاحبنا فلان دار البارحة على جميع منازل الحي ووزع دعوات للحضور، ألم يتصل بك أنت؟ » سألني أحدهم « لا » أجبته ابتسم ابتسامة خفيفة وماكرة وأردف: « أنت يا أخي معارض، مأيسين منك؟ » وتعالت قهقهات البقية تحرجت قليلا وقلت: « يزي يا ولدي آش من معارض متاعك؟ تحب تباصيني؟ » كل الجيران ذهبوا اليوم فلان التاكسيست، وفلان الفرملي وفلان موظف البريد وحتى فلان المدير في ديوان التطهير وفلان اللي يصلح في الدراجات وموظف مكتب التشغيل و… و… و… وطالت القائمة كلهم جاؤوا في الصبح للقهوة وذهبوا « كونفة واحدة » جاتهم حافلة خاصة استغربت الأمر، منذ متى التاكسيست يعمل في السياسة، وموظف مكتب التشغيل، مسكين نفس مومنة ما علاقته بهذه « الدعازق »؟ قال أحدهم لا « مارسوا عليهم ضغط كبير، أنت عارف أنه فلان ابنه تم مسكه متلبسا في قضية مخدرات وفلان ابنه الطالب يصلي واستدعي كم مرة لمركز الشرطة ولو تدخل فلان رئيس الشعبة جارنا موظف التأمينات لكان في خبر كان… » يا أخي « ماك تعرف أولاد الحرام، لو كان رفضوا الذهاب اليوم تمشي فيهم استفيد وترصيلهم في سين وجيم » تساءلت كيف لم أسمع بكل هذه الغرائب التي تدور من حولي وأنا كالأطرش في الزفة. تحلقنا حول الطاولة وشكلنا « طرح رامي » ومضت ساعة وأكثر منها حتى جاء وقت الغداء فانفضت الجلسة وتفرقنا وأنا عائد للمنزل اصطحبت أحد الجيران أستثيقه أكثر من غيره. سألته في الطريق « بالله عليك هل هذه ديمقراطية؟ » هل تابعت برنامج الجزيرة مباشر؟ وبينما كنت أقدم له بعض التفاصيل حول هذا البرنامج قاطعني قائلا « نعم » ثم أضاف سؤالا على عجل : « بربي من هو ذلك الذي تكلم؟ يا أخي أيّ كلام قاله، تعرف، فضحهم عرّاهم ما خلالهمش… شيء كبير… شيء يوقف المخ ». ثم قال: « بصراحة لو كانت عندنا الديمقراطية التي تحكي عنها لماذا لا يسمحوا له بالحديث في التلفزة التونسية؟ لما يضطر للحديث على قناة الجزيرة؟ » أجبته بالوقت « لو كانت عندنا ديمقراطية لماذا لا يقوم بن علي بمناظرة معه؟ خلينا نشوفو الحقيقة » لو كانت عندنا ذرة من الديمقراطية لماذا يعتدون عليه بالضرب حالما وطأت قدماه أرض الوطن عائدا من فرنسا؟ لماذا هذا الانتقام؟ أفقط لأنه عبّر عن رأي مخالف؟ ألأنه كشف الحقائق؟ ردّ جاري قائلا: « فعلا معك حق، أنا بصراحة لا أعرف هذا الشخص ولكنني ولأول مرة أسمعه يتحدث وجدت فيه إنسانا « معبي » وله ما يقول وله دراية خاصة بـ »الأفاريات متاعهم » يعرف عنهم الشقيقة والرقيقة… » سألته: « لو مثلا يعمل مناظرة مع بن علي في التلفزة من تعتقد أن ينتخب الشعب هو أم بن علي؟ وأنت من تنتخب؟ » ابتسم وبعد هنيهة قال: « كان جات الدنيا دنيا ننتخبه هو ولكن يا أخي الواحد عنده أولاد وعائلة، آش تحب الواحد يعمل بربي ». عندها أيقنت أن بلادنا أكثر ما تفتقده هو الديمقراطية وأن كل الدعايات التي نسمعها صباح مساء لا يمكن أن تقنعنا عكس ذلك.
مواطن بسيط لا يفهم كثيرا في السياسة
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 16 أكتوبر2009)
هل تتراجع الحكومة عن قرار تأجيل الحج ؟
سمير ساسي
أرجع وزير الشؤون الدينية بوبكر لخزوري قرار تأجيل الحج هذا العام إلى تأخر الشركات المنتجة للقاح في توفيره قبل الموعد المحدد مستندا إلى ما قال إنها اشتراطات سعودية تقضي بأن لا يتم منح التأشيرة إلا بعد مرور أسبوعين من إجراء اللقاح، ومنع صعود أي حاج إلى الطائرة في حال بلوغ درجة حرارته38 فما فوق معتبرا أن « الاحترام الكلي للاشتراطات السعودية يجعل من غير المفيد إرسال الحجيج هذه السنة ». و في ما يبدو أنها حجة لتخفيف وطأة هذا القرار على مشاعر الحجاج والتخلص من تبعاته ألقى الوزير بالمسؤولية على الحجاج أنفسهم معتبرا أن انخفاض عدد الطلبات المقدمة للحج شجع الحكومة على اتخاذ هذا القرار رافضا في الوقت نفسه أن يكون القرار تعطيلا أو إلغاء » واعتبر عدد هام من المتابعين أن قرار الحكومة إلغاء الحج كان متسرعا بالنظر إلى المبررات التي استند إليها قرار وزير الشؤون الدينية من جهة واعتبارا لعوامل أخرى لاتقل أهمية في مثل هذه القرارات التي تمس قضية حساسة كقضية الحج وهو ما أثار حالة من القلق لامست الفزع في أوساط الحجاج. واستند هؤلاء المتابعون في ما ذهبوا إليه إلى ما كشفت عنه نشرة إعلامية أعدّها مرصد الأمراض الجديدة والمستجدّة التابع لوزارة الصحة عن بداية ظهور محلّي لوباء أنفلونزا الخنازير من المتوقع أن ينتشر في الأيام المقبلة. وذكرت الوثيقة الصادرة بتاريخ 5 أكتوبر الجاري أنّ أولى الحالات للإصابة بأنفلونزا الخنازير سجّلت في 26 سبتمبر الماضي في عدة مؤسسات تعليمية بضواحي العاصمة دون أن يكون لها علاقة بتسرب العدوى من خارج البلاد.وأظهر المرصد أنّه تم تسجيل 91 إصابة منذ اكتشاف أولى الحالات في جوان الماضي،.و أنّ 47 من الحالات ناجمة عن انتشار العدوى في تونس في حين وفدت البقية من الخارج. وهو ما يجعل التخوف من العدوى الوافدة بعد موسم الحج تخوفا مبالغا فيه حسب هؤلاء المتابعين الذين أضافوا أن حالات الإصابة في السعودية (29 إصابة) هي أقل بكثير من حالات الإصابة المسجلة في بلادنا خاصة ان السلطات الصحية السعودية أكدت أنها قامت بتخزين كميات هامة من اللقاح تكفي لتغطية حاجات 2,5 مليون نسمة كما أكدت هذه الجهات أن الخطة الموضوعة من السلطات السعودية لحماية الحجيج أثبتت فعاليتها و أن الإصابات المسجلة لم تبلغ درجة الوباء إلى حد الآن، كما انه يجري التنسيق بين المنظمة العالمية للصحة والسلطات السعودية لوضع إستراتيجية لمجابهة تطورات ممكنة في هذا الصدد. وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت في بيان لها وزعته في القاهرة يوم 9 اكتوبر الجاري أن لدى السعودية كميات كافية من التدابير الدوائية وغير الدوائية التي تؤهلها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام. كما ان نتائج موسم العمرة تعد مؤشرا جديدا على موسم حج آمن وصحي إذ لم تشهد العمرة حسب المصادر الطبية السعودية سوى 9 حالات لم تسجل بينهم وفيات وهو عدد ضئيل مقارنة بملايين المعتمرين والزوار الذين أدوا مناسك العمرة والذين بلغ عددهم أكثر من مليوني شخص. واشارت المصادر نفسها أنه لا اعتبار لاختلاف طبيعة العمل في موسم العمرة عنه في موسم الحج، ذلك أن سعة مساحة المشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات مقارنة بالحرم المكي تتيح قدرة ومرونة أكبر في التحرك ورصد ومعالجة الحالات المصابة من قبل القوائم الطبية. و حسب إحصاءات المنظمة لم يتسبب فيروس الانفولنزا إلا في وفاة 3917 شخصا في 191 بلدا وهو ما اعتبره الملاحظون حجة أخرى تضعف موقف الحكومة التي يرون أنها غلبت مبدأ الوقاية على تأمين أفضل الظروف لموسم الحج الركن الخامس من شعائر الاسلام. يذكر أن الأخزوري صرح في جوان الماضي أمام لجنة في وزارة الصحة قائلا إن الأوضاع الصحية في العالم تستلزم التفكير في منع رحلات الحج للعام2009 وأضاف قائلا » سيتقرر ذلك على ضوء التطورات الصحية على المستويين الإقليمي والدولي ». في حين أشار المصدر الإعلامي المقرب من دوائر القرار والذي كشف عن هذه التصريحات إلى أن تفشي هذا الفيروس في تونس قد يضر كثيرا بالسياحة التي يعتمد عليها كثيرا الاقتصاد وهوما من شانه أن يوقع البلاد في مأزق اجتماعي واقتصادي . ويبدو أن ما كان يخشاه وزير الشؤون الدينية من « ارتجال أو اعتباطية» قد يسمان قرار الحكومة في هذا الشأن حصل بإقرار الوزير نفسه حين أشار إلى أن وزارته قامت بعملية فرز ثان للمترشحين بعد تحييد كبار السن (65 سنة وما فوق) والصغار (أقل من 12 سنة) والمصابين بأمراض مزمنة وهو ما كان قد اتفق عليه في الاجتماع الأخير لوزراء الصحة العرب والمسلمين وهو ما يجعل أي إجراء يحرم المترشحين الآخرين إجراء غير مبرر خاصة أن العدد المتبقي كما ذكر الوزير لم يتجاوز 2751 مترشحا وهو رقم لا يمكن أن يخرج عن سيطرة الإطارات الصحية لقلته أولا ولان المعنيين به هم من الفئة التي تقل احتمال الإصابة عندهم حسب الجهات الصحية المختصة مثلما أشار إلى ذلك القرار العربي والإسلامي الذي وافقت عليه تونس. و يتساءل المراقبون لماذا لا يقع اعتماد الإجراء الذي دعا إليه وزير الشؤون الدينية في ما يخص البعض الذين قد يتمكنون من الحج عبر المسلك الموازي برا او بحرا عن طريق دول أخرى والذين سيخضعون عند العودة إلى الإجراءات الصارمة للحجر الصحي كما قال الوزير خاصة أن إمكانية مراقبة الوفد الرسمي هي اكبر بكثير من مراقبة وفد الحج الموازي؟ و إذا علمنا أن موسم الحج هذا العام يبدأ في 25 نوفمبر القادم وان السعودية تراجعت عن شرط » الاسبوعين » لمنح تأشيرة الحج لكل من قام باللقاح و أن تونس ستتحصل على حصتها من اللقاح في النصف الثاني من شهر أكتوبر الجاري أصبح من المبرر التساؤل عن هذا « الاستعجال » الذي طبع قرار الحكومة في تأجيل الحج؟ ويبدو أن الحكومة اختارت أن تنفرد في هذا المجال بما لم تسبق إليه من قبل،ذلك أن وزير الأوقاف والشئون الإسلامية المغربي سارع إلى طمأنة الحجاج المغاربة بأنهم سيؤدون فريضتهم في وقتها.،و من جهته اعتبر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الجزائري انه لا يمكنه إعلان تأجيل الحج أو إلغاؤه ما لم يعطى الضوء الأخضر من وزير الصحة في حين قال هذا الأخير أن قرار منع الحج لهذا العام يجب أن يكون قرارا جماعيا تتخذه الدول الإسلامية مجتمعة داعيا العلماء إلى حسم الأمر واتخاذ قرار واضح في الغرض. غير ان قرار الحكومة بشان موسم الحج لهذا العام كان قرارا منفردا لم تقع استشارة المعنيين المباشرين فيه بمن فيهم مفتي الجمهورية ،وهو ما يفسر حجم الاستياء الذي قوبل به في أوساط الحجاج وعامة المواطنين الذين دعوا إلى تنظيم رحلات حج « موازية »، إما برا أو بحرا أو عن طريق البلدان الأوربية، وقد دعت أطراف داخل النخبة السياسية والإعلامية الحكومة إلى عدم التعجل في القضايا التي تمس عقائد المجتمع وأن لا تتسرع في اتخاذ القرار بشأنها مهما كانت وجاهة الأسباب التي تقف خلفها فهل تتراجع الحكومة عن قرارها في ظل كل هذه المعطيات ؟.
(المصدر جريدة الموقف عدد517 بتاريخ 16 اكتوبر 2009)
بسم الله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم
الدكتور: عبد اللطيف المكي نجاح جيل و هزيمة جيل.
بقلم رافع القارصي: العضو السابق في المجلس العلمي لكلية العلوم القانونية والسياسية والإجتماعية بتونس تزامنا مع إحتفالات شعبنا في تونس و نخبه و مثقفيه بذكرى مئوية الشابي شاعر المقاومة و إرادة الحياة ؛ تأبى هذه الأرض الطيبة المعطاء إلا أن تشارك على طريقتها الخاصة الإحتفاء بهذا الحدث الثقافي الهام و ذلك بأن أعطت الدليل الذى لا يرتقي إليه الشك على أن أبناء هذه الأرض أحفاد » الزواتنة » و الشابي و المصلحين الذين تحركوا فوق أديمها الطاهر مازالوا هنا يعيشون يبدعون ينجحون يقاومون و يرددون مع ذاكرة التاريخ إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر . لم يكن الدكتور عبد الطيف المكي إلا إبنا بارا من أبناء تلك الأرض أراد له حبيب الظلام الموت فصنع الحياة و أراد له الفشل فعانق النجاح و أي نجاح أكبر من الصمود بإمتياز في كليتين إثنتين الأولى عميدها و صاحبها سيدنا يوسف عليه السلام و الثانية كلية الطب بتونس . أما نجاحك في الكلية » اليوسفية » نسبة إلى سيدنا يوسف عليه السلام فيشهد عليه صمودك في معتقل » بوشوشة » أحد مسارح جريمة الهولوكست النوفمبري حيث إني مازلت على يقين بأنه لم يكن يدور في خلد الجلاد الفار من وجه العدالة السويسرية عبد الله القلال أن الذى بين يديه اليوم سجينا سيكون غدا دكتورا في الطب رغم ما تعرض له من هول و دمار شامل في كل مراحل التحقيق و أثناء تنفيذ العقوبة الظالمة و التي كانت بعشر سنوات نافذة . و تمضي أقدار الله سبحانه و تعالى وتمضي معها المحنة بأيامها و لياليها ثقيلة حزينة مضرجة بدماء الشهداء و مطرزة بدموع الأمهات و الآباء وتخرج أنت يا عبد اللطيف من زنزانات الموت أكثر إصرار على تعاطي مهنة الطب و على المضي في طريق مقاومة الأمراض العضوية بعدما إنخرطت في مقاومة الأمراض السياسية التي تفتك بالجسم التونسي العليل . لم تكن أبواب كلية الطب مفتوحة أمامك كغيرك من الطلاب حيث رأت الآلهة النوفمبرية المزيفة الإمعان في التشفي و التنكيل بك منحدرة عبرهذا السلوك المتوحش بالفعل السياسي إلى أحط درجات البدائية شاذة عن ثقافة العصر فغدت بهذا النمط البدوي في الحكم كيانا ساديا يقوم على غريزة العنف و عنف الغريزة حيث أجبرتك على خوض معركة الأمعاء الخاوية لمدة قاربت الشهرين من أجل التسجيل الجامعي و مواصلة البحث العلمي داخل مكتبات و مخابر كلية الطب و مرة أخرى يتدخل المدد الغيبي العظيم ليشد على يديك و يثبتك فكان الإنتصار و كانت العودة إلى مقاعد الجامعة حيث بدأت رحلة الدكتورا مؤذنة بإنتصار جيل و هزيمة جيل . لعلك تلاحظ أخي القارئ بأنه لم يفصح الحقل الدلالي لألفاظ النص إلى حد الآن عن ماهية الجيلين المعنيين بالنصر و الهزيمة و هو مسلك متعمد قصدت من ورائه إثارة السؤال فيك وإنعاش ذاكرتك بإحالتها على جزء مشرق من تاريخ البلاد ممثلا في تاريخ الجامعة التونسية أيام كانت مصنعا لتخريج النخب إلى جانب تخريج المواطنين الأحرار المنخرطين في حمل هموم الوطن و قضايا الأمة و الإنسانية قبل أن يجتاحها جراد السابع من نوفمبر فحولها إلى أرض قاحلة يرتفع فيها صوت » فاطمة بوساحة » و تدوسها أقدام جحافل الأمن الجامعي . إنه و مع إقرارى سلفا بأن تجربة جيل أكبر من أن تختزل في تجربة إبن من أبنائه إلا أني لا أجد حرجا من الترميز إلى كلا الجيلين بإسمين ووجهين كانا لهما حظورا نوعيا في الفضاء الجامعي و داخل الحركة الطلابية التونسية يحمل أحدهما اليوم صفة وزيرأ في دولة الصنم النوفبري فحين يحمل الثاني صفة سجينا سياسيا سابقا و دكتورا في الطب حاليا إنهما المناضل عبد اللطيف المكي والمرتزق سمير لعبيدي وزير الشباب و الرياضة في حكومة البوليس السياسي التونسي . وحتى يقع رصد ثنائية الهزيمة و النصر لكلا الجيلين نتجه إلى تثبيت بعض المقارنات في العناوين التالية : 1 ـ إن إحراز الأمين العام السابق للإتحاد العام التونسي للطلبة على شهادة الدكتورا في الطب بعد عشرية كاملة من التعذيب و التنكيل وإرهاب الدولة هو في الحقيقة ترجمة عملية لثقافة النصر و قيم النصر و عقيدة النصر التى تربي عليها حيث لا مكان للسقوط و لا مكان للتثاقل إلى الأرض و لا مكان للإنطواء على جغرافية الجسد بحثا عن متعة زائلة و عن مال زائل و عن سلطة لا تدوم . إن من تشكلت شخصيته ضمن هذا الفضاء القيمي الغني بالدلالات لايمكن إلا أن يعانق الإنتصار سواءا كان خطيبا في الجامعة أو سجينا لدى دولة المافيا النوفمبرية أو مدافعا عن أطروحة دكتورا. أما من إختار قيمه من خارج هذه المصادر[ مع وجود الإستناءات و النماذج الشريفة ضمن هذا الجيل ] فإن نسبة قابليته للسقوط تكون مرتفعة بحيث يكون مستعدا للتنكر لماضيه و التنصل من إنتمائه الإيديولوجي بل حتى الإنخراط في مشاريع سياسية على طرفي نقيض مع إرثه و تاريخ » جيناته السياسية و العقدية » و هو ما نلمسه في جيل الهزيمة ممثلا في المرتزق سمير لعبيدي الأمين العام السابق للإتحاد العام لطلبة تونس . 2ـ إن المبدئية و الثبات على القيم و الثوابت و الإنحياز إلى صف المستضعفين و تحمل ضريبة ذلك هي نتاج لتصور عقدي يستشعر مراقبة الله سبحانه وتعالى رب المستضعفين و الكون و الناس أجمعين و ليست مجرد تعبيرة سياسية تخضع لقواعد التكتيك و الإستراتيجية و لفن الممكن و للربح و الخسارة وهذا ما إنعكس على جيل النصر جيل الدكتور عبد اللطيف المكي و إخوانه من أمثال الفيلسوف المفكر التونسي عجمي لوريمي و الباحث الأستاذ الصحبي عتيق و المهندس عبد الكريم الهاروني حيث كانت السياسة عندهم و مازالت تمثل عبادة و أمانة لا ينبغي التفريط فيها مهما كان الثمن و غلت التضحيات [ قارن بين الثبات الأسطوري لمساجين الإتجاه الإسلامي خلال العهدين وإلى يومنا هذا مع سرعة سقوط قيادة مجموعة آفاق الماركسية في الستينات حيث كانت مطالب العفو تتاهطل على آلهة قرطاج طلبا للتوبة و للصفح و هي نفس الخطيئة التي أقدم عليها المدعو محمد الشرفي و كانت سببا في خروجه من المعتقل تاركا رفاقه لسياط الجلادين .] 3ـ إذا كان جيل النصر قد جمعه نفس الفضاء مهما كانت الظروف السياسية و موازين القوى و إتجاه الأحداث فكانت ساحات الجامعات و حلقات النقاش و شوارع تونس إطارا مكانيا جمعهم وهم طلبة كما جمعتهم نفس السجون و المعتقلات و زنزانات التعذيب أيام المحنة و الإعتقال أما بعد الإفراج عنهم فجمعتهم من جديد فضاءات البحث الأكاديمي و مدارج الجامعات إحتفالا بنيل شهادة عليا أو تهنئة لأحد المتوجين كما يظهر ذلك في الصورة المصاحبة للمقال أما في الضفة المقابلة فإن رموز جيل السقوط و الهزيمة يحرص كذلك على التواجد في نفس الفضاء المكاني لكن مع تسجيل إنقلاب جذري في الأدوار و الخطاب طبقا لإنتمائهم « الطبقي الجديد » حيث الإنتقال من ساحات الخطابة في الكليات إلى الخطابة في جموع المليشيات و البوليس السياسي يتم بسرعة خرافية و هذا ما ينسحب على سرعة إلتحاق المرتزق سمير لعبيدي بالحكومة بصفته وزيرا للشباب و نفس الملاحظة نسوقها في شخص المرتزق الثاني المدعو محرز » بوقا » الذى عينه النظام قاضيا مختصا في إصدار الأحكام الجائرة و الثقيلة في حق أبناء الصحوة و بهذه الصورة إنتشر جيل الهزيمة كالخلايا السرطانية عفاكم الله في أجهزة الدولة التنفيذية و القضائية إما عن طريق التعيين أو عبر آلية الإختراق . 4 ـ ليس من باب الصدفة أن يعانق النجاح و التألق كل الأمناء العامين للإتحاد العام التونسى للطلبة بدءا بالرمز الطلابي و الوطني و الشبابي المهندس عبد الكريم الهاروني الذى إنخرط في الدفاع عن حقوق الإنسان مباشرة بعد خروجه من السجن و هو ما أهله إلى تحمل مسؤولية قيادية في منظمة حرية وإنصاف وصولا إلى الدكتور عبد اللطيف المكي الذي نحتفل هذه الأيام بنجاحه الباهر في الطب وإنتهاءا بالأخ الدكتور نجم الدين الحمروني الذي يعرف بفضل الله نجاحا منقطع النظير في تخصص الطب النفسي في فرنسا بالرغم عذابات المنفي و آلامه . وليس من باب الصدفة كذلك أن لا يقدر جيل الهزيمة جيل اليسار النوفمبري على إثبات ذاته إلا بالإعتماد على قوة أجهزة السلطة مع ما يتطلبه ذلك من تنكر للقيم و للشعارات حتى وإن قاد هذا المسلك المكيافيلي ماركسيا راديكاليا مثل المرتزق سمير لعبيدي إلى المشاركة في حكومة تقتل العمال و الفلاحين في الرديف و تعتقل و تعذب النقابيين و تبيع الوطن في سوق النخاسة الدولي . هنيئا و تحية إلى آخر نفس إلى أبطال قيادة الإتحاد العام التونسي للطلبة ممثلين في شخص الدكتور عبد اللطيف المكي الذين نجحوا في إمتحانات معركة الحريات و نجحوا في معركة كسر الإرادات في سجون السلطة و نجحوا في مدارج العلم و المعرفة و التألق الأكاديمي داخل البلاد و في المنافي المختلفة و التحية موصولة كذلك إلى عائلاتهم الممتحنات و الصابرات و المحتسبات و خاصة إلى أمهاتهم اللاتي جفت منهن الدموع و بحت منهن الأصوات إلا من صوت زغرودة حلوة عذبة كنسيم الصباح إرتفعت في يوم من الأيام من تسعينات القرن الماضي في قاعات المحاكم ساخرة من الأحكام الجائرة و مثبتة لفؤادي الأبناء و هم في قفص الإتهام في المحكمة العسكرية سيئة الذكر و هاهي ترتفع اليوم من جديد بفضل الله سبحانه وتعالى بعد محنة السجن وتنطلق مدوية قوية من حنجرة أمي الحاجة والدة الد. عبد اللطيف في مدارج كلية الطب و في مراكز البحث العلمي مستبشرة بنيل الشهادات و إنتصار الإرادات مرددة بصوت عال وتلك الأيام نداولها بين الناس و حتما و بإذنه تعالى سترتفع الزغاريد في كل بيت و في كل حي و في كل شبر من تراب الوطن الغالي و عند قبر كل شهيد مؤذنة بزوال دولة الإستبداد و قيام دولة الحق و العدل و الحرية ……… ولكنكم قوم تستعجلون
النسخة العربية من التقرير السنوي لللجنة الدولية لحماية الصحافيين المدونون في الشرق الأوسط: نبض الشارع يدخل إلى شبكة الإنترنت
أصبح التدوين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – حيث تحدث التغيرات السياسية ببطء – وسيلةً ذات ثقل للتعليق السياسي والاجتماعي، كما أصبح هدفاً للقمع الحكومي.
نشرت في اليوم 14 تشرين الاول/ اكتوبر 2009 اعداد محمد عبد الدايم قامت الحكومة الإيرانية قبيل انعقاد الانتخابات الرئاسية في حزيران/ يونيو عملاء أمنيون يضربون متظاهرا في أعقاب الانتخابات المتنازع بشأنها التي جرت في حزيران/يونيو. (وكالة الأنباء الفرنسية) بحجب ما يقرب من عشرة مواقع تعود لشبكات اجتماعية ومصادر إخبارية على شبكة الإنترنت اعتبرت أنها تؤيد مرشحي المعارضة. وقبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع تعطلت خدمة الرسائل القصيرة عبر الهواتف المحمولة وبقيت كذلك لعدة أسابيع. وبعد يوم من الانتخابات، أوقفت الحكومة خدمات الهاتف المحمول لمدة يوم كامل. تُظهر حملة التضييق – التي شنتها الحكومة ضد وسائل التواصل الرقمي قبل الانتخابات وبعدها – المدى الذي تنظر فيه الحكومة إلى الخطاب الإلكتروني بأنه يشكل تهديداً جسيماً لقبضتها على السلطة. حيث تم استهداف المدونين واعتقالهم في إطار جولات الاعتقال التي تلت الانتخابات وشملت أيضاً الطلاب والمحامين والصحفيين. وكان هناك ما لا يقل عن سبعة مدونين من بين عشرات الصحفيين الذين اعتُقلوا وسُجنوا لتغطياتهم الإخبارية وتعليقاتهم الصحفية. تتصدر إيران قائمة ممارسي القمع على شبكة الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط، حيث تمزج بين الأساليب القديمة كالاعتقال والمضايقة وبين الأساليب الجديدة كحجب المواقع الإلكترونية وفرض الرقابة عليها، كما اتجهت بحزم نحو توسيع نطاق القيود القانونية المفروضة منذ زمن على الصحافة المقروءة والمذاعة لتشمل الإعلام على الإنترنت، بل وسعت لزيادة هذه القيود. وإن هذه الأساليب التي تستخدمها السلطات الإيرانية على نحو صارخ يتم توظيفها بدرجات متباينة في جميع أنحاء المنطقة، من مصر إلى المملكة العربية السعودية ومن تونس إلى سوريا. وفي هذا الصدد، تُظهر دراسة مسحية أجرتها لجنة حماية الصحفيين على مدى عدة أشهر أن العديد من حكومات المنطقة تستخدم إستراتيجيات جديدة وأخرى قديمة ومعروفة لردع الصحفيين على الإنترنت، مما يشير إلى أن التدوين قد غدا جبهة حاسمة في النضال من أجل حرية الصحافة في المنطقة. شهد التدوين ازدهاراً في منطقة الشرق الأوسط، وقد نجم ذلك عن معدل النمو غير المعتاد في نسبة استخدام الإنترنت من جهة، والقيود المتزايدة التي تفرض على وسائل الإعلام التقليدية من جهة أخرى. وقد دفع هذا الترابط بين الديموغرافيا والقمع الناشطين والصحفيين والمحامين وغيرهم إلى التوجه إلى شبكة الإنترنت ليعربوا عن معارضتهم وينقلوا المعلومات بطرق لم يكن ممكن تصورها في الماضي. وتفيد شركة إحصاءات الإنترنت العالمية – وهي شركة متخصصة في أبحاث السوق وتجميع البيانات على الإنترنت – بأن عدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة قد تضاعف 13 مرة خلال الفترة بين عامي 2000 – 2008، متجاوزاً بفارق كبير الزيادة على المستوى العالمي – والتي بلغت الضعفين – في الفترة نفسها، كما تشير تقديرات دراسة أعدها مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع – وهو معهد بحوث بجامعة هارفارد – في حزيران/ يونيو 2009 إلى أن حيز المدونات الناطقة بالعربية يضم حوالي 35,000 مدونة يجري تحديثها بانتظام. أما حيز المدونات باللغة الفارسية، فتشير دراسة منفصلة أجراها المركز ذاته في عام 2009، إلى أنه يتألف من 70,000 مدونة نشطة، وهو عدد هائل دون شك. وقد غدت المدونات الإيرانية سائدة لدرجة أن محرك البحث الخاص بالمدونات وخدمة فهرستها « تكنوراتي » يصنف اللغة الفارسية – التي لا ينطق بها سوى 75 مليون إنسان في مختلف أنحاء العالم – من بين اللغات العشر الأكثر استخداماً في التدوين على شبكة الإنترنت. تدافع لجنة حماية الصحفيين عن المدونين الذين تنطبق عليهم المفاهيم الصحفية الأساسية والتي تتلخص في أن يتسم عملهم بطبيعة إخبارية أو يقدم تعليقات تستند إلى مواد إخبارية. وفي حين أن معظم المدونات لا يفي بهذا المعيار الصحفي، إلا أن لجنة حماية الصحفيين وغيرها من المحللين يُقدِّرون إنَّ في المنطقة المئات – إن لم يكن الآلاف – من المدونات التي تخوض بشكل ناقد في قضايا تتعلق بالصالح العام، وهي القضايا التي لا تستطيع وسائل الإعلام التقليدية تناولها في معظم الأحيان لكونها مكبلةً بملكيتها للحكومة أو خاضعةً لمحظورات صارمة ومزمنة. من هؤلاء المدونين الذين تدافع لجنة حماية الصحفيين عنهم المدون المصري وائل عباس الذي شرع في التدوين في شباط/ فبراير 2005. مراسلة القلم الحر سليم بوخذير
لعبة تونسية تقليدية تحتل مكانها على الانترنت
تونس (رويترز) – اعتاد الرجال في تونس منذ قرون على التجمع في أراض خلاء ليتبادلوا الحديث عن شؤون الدنيا ويلعبوا « الخربقة ». وفي قطعة أرض خالية بأحد الشوارع الخلفية في مدينة تونس رسم ناصر الهمامي وأصدقاؤه خطوطا على الرمل ولعبوا الخربقة بقطع قديمة من الاجر. وسهلت المرونة بخصوص مكان لعب الخربقة ومكوناتها لهذه اللعبة البقاء سنوات طويلة في أنحاء تونس. والخربقة لعبة شعبية مشهورة في دول المغرب العربي وتعرف في الجزائر بهذا الاسم أيضا لكن في ليبيا يطلقون عليها اسم (السيزا) أو (أم السبعة). ويتناوب اللاعبان على ملء جميع مربعات الرقعة عدا المربع الاوسط وتنتهي المباراة حين يتكمن واحد من اللاعبين من محاصرة قطع المنافس ويجعله غير قادر على التحرك بين المربعات. وفي السنوات الاخيرة فقدت اللعبة بعض شعبيتها بين الشبان في تونس لصالح ألعاب الفيديو والكمبيوتر. لكن مع صدور نسخة الكترونية من الخربقة عاود الشبان الاهتمام بهذه اللعبة العريقة. وقال محمد الكنزاري الذي كثيرا ما يجد نفسه محاطا بافراد اسرته الاصغر سنا حين يمارس لعبته المفضلة « أنا انصح شباب اليوم بالعودة الى هذه الالعاب التي أعتبرها أحسن من لعب الورق. فحين يلعبون بنواة التمر أو المشمش فذلك يبدو مسليا أكثر. لذلك أنا اقول لهم بان هذه اللعبة ممتازة وهي لعبة أجدادنا وابائنا. » ويرتاد مقهى الناصر في تونس لاعبو الخربقة المخضرمين والجدد على حد سواء ويستخدم المحافظون على اللعبة في شكلها التقليدي رقعا مثل رقعة الشطرنج. وعلى الجانب الآخر من المقهى يتجمع شبان للعب الخربقة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم وعلى الانترنت. وطبعت شركة محلية للكمبيوتر لعبة « لخربقة في نقرتين » على اسطوانات مدمجة الامر الذي ساعد على اعادة الاف الشبان التونسيين الى هذه اللعبة التقليدية. ويقضي على المصوري ساعات أمام الكمبيوتر المحمول الخاص به كل يوم في اللعب اما مع أصدقائه في المقهى أو على الانترنت مع منافسين آخرين في الخربقة. وتعتزم شركة الكمبيوتر تنظيم بطولة للخربقة على الانترنت في ديسمبر كانون الاول. وستقام البطولة في دوز بجنوب تونس لكن المنظمين يتوقعون مشاركة لاعبين من جميع الاعمار من مختلف انحاء البلاد.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 14 أكتوبر 2009)
« حقوق الإنسان » يصوت بأغلبية لصالح تقرير جولدستون
قدس برس – إسلام أون لاين.نت جنيف- صوّت مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف الجمعة 16-10-2009 بأغلبية لصالح تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الأمم المتحدة برئاسة القاضي ريتشارد جولدستون، والذي يدين إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. ووافقت 25 دولة من أصل 47 على رفع التقرير لمجلس الأمن الدولي، في حين صوتت 6 دول ضد القرار، وامتنعت 11 دولة عن التصويت، فيما تغيبت 5 دول عن الجلسة. يذكر أن موافقة المجلس على التقرير الذي يوفر أرضية لملاحقة إسرائيل بسبب ارتكابها جرائم حرب في قطاع غزة يلزم تصويت 24 دولة على الأقل. وفي بداية الجلسة اليوم الجمعة طالب مندوب فرنسا تأجيل مناقشة القرار، لكن مندوب مصر اعترض على التأجيل، وطالب مندوب باكستان بتمرير القرار دون تسييس للموضوع. ووصف مندوب إسرائيل التقرير بأنه « غير متوازن » وينقصه الإشارة إلى ما ارتكبته حماس، مضيفا أن « التقرير لم يشر إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ». وعبر مندوب أمريكا عن « خيبة أمله » من هذه الجلسة، وقال: شاركنا في نقاشات التقرير، ونأسف لعودة بحثه مرة أخرى ». وأكد مندوب فلسطين إبراهيم خريشة أن الشعب الفلسطيني لن يتسامح بحقه، ولن يقبل بأقل من معاقبة القتلة والمجرمين، بحد قوله. ومن جانبهم قال مندوبو سلوفانيا والأوراجواي والنرويج والمكسيك إن بلادهم ستمتنع عن التصويت لصالح التقرير، فيما أكد مندوبو تشيلي والبرازيل والأرجنتين أنهم يؤيدونه. في اتجاه المحاكمة وكان تقرير القاضي الجنوب إفريقي ورئيس لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة ريتشارد جولدستون قد أوصى بإحالة ملف الحرب الإسرائيلية على غزة للمحكمة الجنائية الدولية إذا لم تجر إسرائيل في غضون ستة أشهر تحقيقا في شأن الاتهامات بارتكابها جرائم حرب، كما اتهم التقرير أيضا حركة حماس بارتكاب جرائم حرب أثناء العدوان على غزة. وفي هذه الحال قد تقرر المحكمة محاكمة قادة سياسيين أو عسكريين إسرائيليين ضالعين في الهجوم العسكري، وقد تصدر مذكرات توقيف دولية لهذا الغرض. وكانت السلطة الفلسطينية قد سعت لعقد الجلسة الاستثنائية للمجلس بعد أن تعرضت لانتقادات لاذعة قبل أسبوعين لطلبها تأجيل التصويت في حينه على مشروع قرار يصادق على التقرير إلى شهر مارس المقبل بسبب ما وصف بضغوط أمريكية وإسرائيلية، برغم أنه حصل على 33 صوتا. وعبرت إسرائيل عن خشيتها من أن يؤدي التصويت لصالح التقرير إلى توفير الأسس القانونية لملاحقة الضباط والقادة الإسرائيليين بتهم « جرائم الحرب ». وكانت سفيرة إسرائيل في الأمم المتحدة غابرييلا شاليف قد صرحت للإذاعة الإسرائيلية الخميس 14-10-2009، أن « وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تعهدت باستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) إذا قرر مجلس الأمن المصادقة على تقرير جولدستون ». وانتقدت شاليف أيضا طرح التقرير للنقاش في مجلس الأمن، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تستطيع الاعتراض عليه. انتصار لحقوق الإنسان ومن جانبه أشاد ناشط حقوقي عربي بتصويت مجلس حقوق الإنسان في سويسرا لصالح تقرير « جولدستون »، وأشار إلى أن الحصول على غالبية الأصوات في المجلس يمثل انتصارا لحقوق الإنسان. وكشف الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان الدكتور هيثم مناع النقاب في تصريحات خاصة لـ »قدس برس » عن أن جلسات مطولة بدأها وفد حقوقي عربي وفلسطيني منذ مساء الخميس (15/10) مع المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية لبحث آليات التعامل مع تقرير جولدستون. وقال: « هناك وفد عربي مشكل من 17 شخصا فيه مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير العدل الفلسطيني ولجنة التحقيق التي شكلتها جامعة الدول العربية، موجود منذ الأمس (الخميس) في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، وقد بدأنا اجتماعا مطولا لمدة ثماني ساعات وبدأنا اليوم اجتماعا آخر مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، وكل ما أستطيع قوله الآن إن التقرير أخذ مساره الصحيح »، على حد تعبيره. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 16 أكتوبر 2009)
حماس: هناك تفصيلات بحاجة للتوضيح في الورقة المصرية قبل التوقيع عليها
غزة- أكدت حركة حماس أن هناك تفصيلات بحاجة إلى توضيح في الورقة المصرية تحتاج إلى الجلوس والمناقشة، في وقت أعلنت فيه القاهرة رسمياً تأجيل موعد توقيع المصالحة. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار في تصريح نقلته وكالة صفا الفلسطينية للأنباء، أن الورقة المصرية بحاجة إلى المراجعة قبل التوقيع، مشدداً على وجود حاجة إلى توضيح بعض النقاط تحتاج إلى توضيح وهذا الأمر لا يتأتى إلا بجلوس ومناقشة. وأضاف: ما المقصود مثلاً بعدم تشكيل أجهزة أمنية خارج إطار الشرطة، هل هي مقصود بها الفصائل الفلسطينية والمقاومة أم أن المقصود بها تركيبات عسكرية خارج إطار الشرطة من الشرطة ذاتها، هذا الأمر يحتاج إلى توضيح والاستعجال به ليس له قيمة الآن. ونفى الزهار علمه بالبيان المصري القاضي بتأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة. وكان مصدر مصري مسئول أعلن في وقت سابق الجمعة أن القيادة المصرية قررت تأجيل التوقيع اتفاق المصالحة في الوقت الحالي في حين ستواصل جهدها لإنهاء الحالة التي نتجت عن تداعيات تقرير غولدستون. وأكد مصدر في حركة حماس إن هناك خمسة ملاحظات على الأقل الورقة المصرية، ناتجة بالأساس عن صياغات ملتبسة، إلى جانب إغفال أمور جرى الاتفاق عليها ووضع أمور لم ينفق عليها. وقال المصدر ليونايتد برس انترناشونال إن وفداً من قيادة الحركة من المقرر أن يصل إلى القاهرة في غضون 36 ساعة، لاستكمال المشاورات مع القيادة المصرية ووضع النقاط على الحروف. وأوضح أن ملاحظات حركته تتعلق بالمطالبة بإيجاد مرجعية وطنية وإيجاد صيغة واضحة تضمن عدم اتخاذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي خطوة منفردة في المرحلة الانتقالية على صعيد القضايا الوطنية الكبرى، إلى جانب تحديد موقف من تصريحات الإدارة الأمريكية التي جددت طرح شروط الرباعية الأمريكية لنجاح أي مصالحة. وقال: المصدر يجب أن نعرف ماذا ستكون الأمور عليه حال فازت حماس في الانتخابات القادمة وإن كان سيجري الاعتراف بهذا الفوز والتعامل معه، مشيراً إلى أن هناك حاجة إلى استيضاح أكبر لصورة الأمور بعد التوقيع على المصالحة فيما يتعلق بفتح معبر رفح وغيره من المعابر وموضوع الحصار برمته. وأشار إلى أن حماس ومعها حركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى تريد توضيحا لما ورد في البند المتعلق بالأجهزة الأمنية منع تشكيلات مسلحة خارجة عن الأجهزة، إن كان ذلك يعني فصائل المقاومة أم له علاقة بمنظومة الأجهزة الأمنية. وشدد على أن حماس وفصائل المقاومة من غير الوارد مطلقاً أن تتخلى عن جناحها العسكري وأسلحته وتعتبر حماية المقاومة وتشكيلاتها من أكبر أولوياتها لذلك هي ترفض مجرد طرح هذا الموضوع للمناقشة. واعتبر المصدر أن هذه الملاحظات وبعض القضايا التفصيلية إلى جانب معالجة مسألة المعتقلين من الحركة في القاهرة خاصة بعد وفاة يوسف أبو زهري نتيجة التعذيب تحتاج إلى معالجة، مشدداً على أن الحركة مع تأكيدها على تقدير الجهد المصري والحرص على إنجاحه وعدم إيجاد ألغام مستقبلية، تريد أن يجري معالجة وتوضيح هذه الأمور حتى لا نصل إلى اتفاق ثم نعجز عن تطبيقه أو نختلف على تطبيقه ونعود إلى نقطة الصفر كما حدث في اتفاق مكة. ويذكر أن المصدر المصري الذي أعلن تأجيل التوقيع أوضح أن القاهرة كانت قد حددت يوم الخامس عشر من الشهر الجاري لتوقيع كل من حركة فتح وحركة حماس على مشروع الاتفاق الذي أعدته مصر للوفاق الوطني الفلسطيني، لافتاً على أن حركة فتح التزمت بالتوقيت المحدد والموافقة على كل ما جاء به دون تعديلات في حين طلبت حركة حماس مهلة من الوقت لمزيد من الدراسة والتشاور. وأخذ المصدر على حركة حماس هذا الموقف، مشيراً إلى أن مشروع الاتفاق هو نتاج جهد مصري فلسطيني على مدى شهور وأن كل ما جاء به هو نص ما ورد في اتفاق اللجان الخمس التي شكلت من ممثلي الفصائل والقوى الفلسطينية، بالإضافة إلى موافقة الجميع بما في ذلك فتح وحماس على المقترح المصري لحل القضايا الخلافية التي ظلت عالقة. وقال: نتيجة للتداعيات التي حدثت بين كل من السلطة الفلسطينية وحركة حماس بسبب الاختلاف على تناول تقرير غولدستون ونتيجة للالتزام المصري بإنهاء حالة الانقسام الذي يتطلب إرادة سياسية ونوايا حسنة وصدقا في التعامل ومناخا مناسبا لتنفيذ الاتفاق، فقد رأت مصر تأجيل التوقيع على هذا الاتفاق في الوقت الحالي، وسوف تقوم مصر بالجهد اللازم لإنهاء الحالة التي نتجت عن تداعيات تقرير غولدستون. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2009)
مصر: تدشين الحملة المناهضة للتوريث ‘مايحكمش’ بحضور ايمن نور ونافعة وممثلين عن ‘الاخوان’ وسياسيين وناشطين
16/10/2009 القاهرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من حسام أبو طالب: تعهد سياسيون وناشطون مصريون امس بالعمل على مناهضة مشروع توريث الحكم لنجل الرئيس المصري في اطار ما سموها ‘الحملة المصرية ضد التوريث’. واعلنوا في مؤتمر صحافي بمشاركة عدد من ممثلي القوى والاحزاب بينها جماعة ‘الاخوان المسلمين’، وحزب ‘الغد’ بزعامة ايمن نور، على لسان الدكتور حسن نافعة، منسق اللجنة التحضيرية للحملة: أن الشعب المصري يعيش لحظة أزمة نتيجة ممارسات السلطة والحزب الحاكم التي أفرزت واقعا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا مشوها، مؤكدا أن الحملة ليس هدفها إسقاط مشروع التوريث فقط، وليست ضد شخص جمال مبارك؛ ولكنها ضد نظام سياسي بأكمله. وأضاف نافعة في الاجتماع التأسيسي للحملة التي دعا إليها الدكتور أيمن نور مؤسس حزب ‘الغد’؛ أن أي محاولة لإنجاز مشروع التوريث ستمثل تخلفا حضاريا جديدا، يرجع بتاريخ ووضع مصر 40 سنة إلى الوراء، بالإضافة إلى زيادة وانتشار حجم الفساد والتزوير، واستمرار ضياع الهيبة المصرية على المستويين السياسي والتاريخي. ووافقه الرأي د. محمد البلتاجي أمين عام مساعد الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين الذي قال ان تلك الفعالية تأتي انطلاقا من المسؤولية التاريخية الواقعة على عاتق القوى الوطنية المصرية، مشيرا إلى أن إرادة وضمير الشعب المصري لن تسامح تلك القوى، في حالة وقوفها عاجزة أمام مشروع التوريث. وأوضح أن الحملة المصرية ضد التوريث ليست موجهة ضد شخص الرئيس أو نجله، وإنما تأتي كصرخة في وجه الفساد والاستبداد الذي طال رموز وشرفاء الأمة. وقال أبو العز الحريري القيادي بحزب التجمع: إنه ‘لا حياة لمصر طالما ظلت تلك الطبقة الاستبدادية الحاكمة تطول يدها شرفاء الأمة، وتتحكم في مصائر شعبها، ويجب أن تعود القوى الوطنية بأسرها إلى حضن الشارع المصري، وألا تستسلم، وتكتفي بحملة واحدة ضد التوريث، بل أن تقوم بحملات ضد الفساد والتزوير’. وحذر الحريري رؤساء الأحزاب السياسية والحركات الوطنية من الارتماء في أحضان النظام، وقال نور ان 15000 ألفاً أيدوا حتى الآن الحملة المناهضة للتوريث المعروفة باسم ‘ما يحكمش’ من خلال حملة التوقيع على الموقع الالكتروني المخصص لذلك، وأكد أنه يتم البث المباشر لفعاليات الحملة كل يوم من الساعة 6 مساء إلى 12 مساء. وأشار إلى أن كل ساعة تمر ينضم الآلاف من المعارضين لتولي جمال مبارك سدة الحكم. وقال نور ‘كل ذلك يؤكد أن مصر باستثناء فئة من المنتفعين بنظام الحكم الراهن تقول ألف لا لجمال مبارك’. وفي تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ أشار نور الى انه لن ينصاع للتهديدات مهما كانت الجهة التي تقف خلفها، وأنه سيظل يقول لا لجمال مبارك ويتعقب خطواته حتى يجعله يتنازل عن حلمه وأن يكتفي بمشاريعه الخاصة. أما الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة ‘كفاية’ فأشار إلى أن الحملة تبعث برسالة للجميع مفادها ‘أننا لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم’، مضيفا: لن يحكمنا جمال مبارك ولو على جثتنا. وتوعد بأن الحركة سوف تلاحق جمال مبارك قضائيا وشعبيا وستحرم الأسرة الحاكمة من إمكانية تحويل مصر إلى ملكية واغتيال النظام الجمهوري. وفي سياق متصل أيّدت جماعة ‘الإخوان المسلمين’ الحملة المناهضة للتوريث، وقالت إنها ترحب بالحملة التي سوف تجمع كافة أساسيات المجتمع المصري وكافة القوى السياسية في مصر. وقال ممثل الجماعة حسين إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان ‘نعم نرفض وصول جمال مبارك للحكم كي يكرر المآسي التي نعيش فيها منذ قرابة ثلاثة قرون لم تذق فيها البلاد طعم الراحة’. كما أعرب النائب البرلماني الدكتور فريد إسماعيل عضو الجماعة عن رفض مكتب الإرشاد وسائر الجماعة رئاسة جمال مبارك لمصر، فيما أكد صلاح عزمي ممثل ‘الحزب الشيوعي المصري’ أن الحملة ليست بالجديدة، فالكثير من الكتاب والنقاد تكلموا عن القضية وعن استحالة حدوث التوريث، لكن الجديد اليوم هو الاجتماع الشامل لكافة المنظمات والحركات المصرية والقوى السياسية في مصر وكافة وسائل الاعلام، مما يؤكد على أن الكل ضد التوريث. أما محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحافيين فدعا المعارضين لجمال بالنزول للشوارع مهما كانت التكلفة لتحذير المصريين من مخاطر وراثة جمال الملك والحكم. وقال عبد القدوس إنه لا يجب أن تكون هذه الحملة داخل الغرف المغلقة بل يجب أن تكون في الشارع المصري، وهذا ما أكدت عليه الدكتورة كريمة الحفناوي الناشطة بحركة ‘كفاية’ بالدعوة الى وجوب النزول إلى الشارع، ورددت الهتاف ‘لا ولا أكيد ضد التوريث هنقول لا ومعانا الحق ما حنا يا ناس خلاص فكل بداية وليها نهاية ارحل وارحمنا بقى كفاية’. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2009)
تركيا و أرمينيا…تطبيع صعب برضى الجميع
توفيق المديني
تحت ضغط من القوى العظمى،ولا سيما من جانب الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ودول الا تحاد الأوروبي ، على التفاهم ، وقعت كل من الحكومتين التركية والأرمينية في مدينة زوريخ السويسرية ، يوم السبت 10 أكتوبر الجاري ،اتفاقاً تاريخياً ينص على تطبيع العلاقات ، و إقامة علاقات ديبلوماسية وفتح الحدودبين البلدين المغلقة منذ العام 1993، في مهلة لا تزيد عن شهرين . وسوف يدخل هذا الاتفاق حيز التطبيق الفعلي عندما يتم المصادقة عليه من قبل البرلمان في البلدين كليهما. في زيارته إلى اسطنبول في شهر أبريل الماضي ، دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما وزيري خارجية تركيا و أرمينيا : احمد داود اوغلو وادوارد نالبانديان، إلى إيجاد حل «سريع للخلافات القائمة بين البلدين ، أما روسيا ، فقددعمت عملية التطبيع هذه انطلاقاً من موقعها الجيواستراتيجي القوي،حيث يشكل هذا الاتفاق تجسيدالروح التعاون التي تعمل بها العلاقات الأميركية- الروسية. وقدلعبت ديبلوماسية كرة القدم دورافي هذا الانفراج بين تركيا و أرمينيا، إذ قام الرئيس التركي عبد الله غول بزيارة تاريخية لأرمينيا في سبتمبر 2008، لحضور مباراة الذهاب في تصفيات كأس العالم 2010 ، التي جرت في يريفان بين الفريقين التركي و الأرمني. وبعد أربعة أيام من توقيع الاتفاق التاريخي لإقامة علاقات ديبلوماسية بين تركيا و أرمينيا، قام الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان بزيارة لتركيا لحضور مباراة الذهاب التي جرت يوم الإربعاء 14 أكتوبر الجاري. إذا ماجرت الأمور على أحسن وجه، يحمل هذا التطبيع شِحنة ًرمزيةً.فعندما يوقع الأتراك و الأرمن على اتفاقيات تاريخية لتطبيع العلاقات بينهما، يحضر ثقل الماضي في الحاضر.و منذ استقلال أرمينيا في عام 1991، تختلف أرمينيا مع تركيا على مسألة المجازر التي ارتكبها الجيش العثماني في حق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى و التي تعتبرها يريفان «إبادة»، في حين ترفض إنقرة هذا التوصيف. ماذا تقول الحيثيات التاريخية بشأن المذبحة الأرمنية ؟ الشعب الأرمني شعب قديم جدا، ويتكون من شعوب ثلاثةانصهرت مع بعضها البعض عبر صيرورة تاريخية: الأراتييان، و شعب الأرمن و أخيرا من عناصر آشورية-كالدانية. ومع صعود الامبراطورية العثمانية في القرن السادس عشر، و تكوين الدولة الصفوية في إيران ، تم إخضاع الشعب الأرمني لهاتين الإمبراطوريتين . وعندما ظهرت القوة الروسية على المسرح الدولي في نهاية القرن الثامن عشر كقوة مسيحية ، لديها تطلعات في التمدد إلى ماروراء القوقاز ، و نحو الجنوب و الجنوب الشرقي، و انتهاء الحرب الروسية – التركية لعام 1877-1878 ، اختار مئات الألاف من الأرمن ، بإباحة من معاهدتي سان ستيفانو و برلين (1878) الانتقال إلى المنطقة الروسية، الفردوس المنشود في نظرهم بالمقارنة مع الامبراطورية العثمانية، حيث أنشئت «منطقة أرمينية» متمتعة باستقلال إداري ذاتي . وعندما باشر السلطان عبيد الحميد الإصلاحات في امبراطوريته المريضة لكسب رضا الدول الغربية الكبرى ، باشر في الوقت عينه باستئصال المسألة الأرمنية، فشنت العصابات الكردية و التركية «الباشبوزق» الشهيرة معارك ضارية ضد الأرمن ، و قاموا بمذابح في سنة 1895، في مناطق الشرق الأناضولي بأكمله، فمني السكان الأرمن بنقص عددي مقداره 400000 منهم 300000 قتلوا أوماتوا جوعاً، و 1000000 فروا باتجاه البلقان. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى ، و تحديداً في 24 أبريل 1915 جرى تنفيذ مخطط جديد لاستئصال الأرمن من قبل الحكومة التركية أوسع كثيراً من مخطط عام 1895، في كافة أنحاء البلاد انقض على الأرمن جنود وشرطة أتراك وقبائل كردية وشركسية وقطاع طرق من كل لون، فراحوا في البداية يفضلون إبادة الشباب، في حين كان العجزة من شيوخ ونساء وأطفال، دون دفاع وأقل مقاومة، يساقون فيما يوهم بأنه أداة نقل، إلى صحارى سوريا وما بين النهرين، نحو معسكرات مجهولة.. فمن أصل 2.100.000 أرمني كانوا ومايزالون في عداد سكان الإمبراطورية العثمانية قضى 1.200.000 نسمة منهم نحبهم، هكذا في ظروف مرعبة فيما بين عامي 1915 و1917. بعد هذه المذبحة ،وضعت المسألة الأرمنية في إطار جديد في مرحلة ما بعد الحرب، إذ أعلن أرمن ما وراء القوقاز (ترانسقوقاز) في تيفيلس مايو 1918، في نهاية مقاومة طويلة للأتراك، أرمينيا دولة مستقلة تديرها حكومة الطاشناق. إلا أنه كان عليها أن تستسلم في أكتوبر 1920 تحت الضربات المتضافرة من تاتار أذربيجان ـ الأعداء التقليديين للأرمن ـ والجيوش الكمالية المتأكدة من سلبية الحلفاء الذين ما كانوا ليريدوا تعريض مصالحهم الاقتصادية في تركيا الجديدة للخطر. ولم يهرع الروس، تلبية لنداء الأرمن إلا بعد أن سحقوا وجعلوا من أنفسهم وسطاء، وباشروا بالاعتماد على الشيوعيين الأرمن تحويل أرمينيا إلى جمهورية سوفياتية . وهكذا يعود الخلاف التركي –الأرمني إلى المجازر التي وقع ضحيتها الأرمن في مطلع القرن العشرين على أيدي السلطنة العثمانية . ففي الوقت الذي يقول فيه الأرمن أن المجازر التي وقعت في مرحلة ما بين 1915-1917، خلفت مليونا و نصف مليون قتيل ، و يعتبرونها أعمال إبادة، يرفض المسؤولون الأتراك تحمل مسؤولية ماحصل، مؤكدين أن العدد يتراوح بين 300 و 500 ألف قتيل ، و أن ماحصل لم يكن إبادة. الخلاف الثاني الذي يسمم العلاقات بين الأتراك و الأرمن هي قضية ناغورني – كاراباخ،وهو جيب تقطنه غالبية أرمنية داخل الأراضي الأذرية. و بسبب تفجر الصراع بين أرمينيا و أذربيجان في مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي ،و سيطرة يريفان على إقليم ناغورني – كاراباخ المتنازع عليه بعدحرب دامت ست سنوات (1988-1994)، قررت تركيا على أثرها إقفال حدودها مع أرمينيا عام 1993، تضامناً مع جمهورية أذربيجان المسلمة ذات الغالبية الشيعية و الناطقة باللغة التركية، ورداً على ضم أرمينيا الجيب الأذري. من الذي يعارض التطبيع بين تركيا و أرمينيا؟ بكل تأكيد المتشددين في البلدين كليهما. فالقوميون المتطرفون من الأرمن يخشون أن يدفن التطبيع مسألة الاعتراف بالإبادة الأرمينية. و القوميون المتطرفون من الأتراك يخشون أيضاً أن تتخلى تركيا في طريقها عن حليفتها أذربيجان ، التي لا تزال في نزاع حدودي مع أرمينيا . وربط رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، فتح الحدود المشتركة كما تنص عليه الاتفاقيات بإحراز تقدم حول قضية ناغورني كاراباخ، حيث قال «نريد أن تفتـــح كل الحدود في الوقت ذاته، لكـــن طالما أن أرمينيا لم تنســـحب من الأراضي الأذربيجانية التي تحـــتلها فان تركيا لا يمكنها أن تتخذ موقفا ايجابيا حيال هذا الموضوع». أما أذربيجان ،فهي تعارض اتفاق فتح الحدود بين تركيا وأرمينيا الوارد في بروتوكولات التطبيع، قبل أي تسوية للنزاع بين باكو ويريفان بخصوص منطقة ناغورني كارا باخ المتنازع عليها بين الطرفين. في تعليقها على الاتفاق التاريخي بين تركيا و أرمينيا، تقول الصحافية الإيطالية المقيمة حاليا في إسطنبول ، مارتا أوتافياني: تستطيع إدارةأوباما الجديدة أن تبتهج لأنه لم يعد عليها التعامل مع الاعتراف الرسمي بالإبادة الأرمينية والضغوط من الجالية الأرمينية.ومن جهتها روسيا مسرورةجدا بمنح دور جديد لأرمينيا، فبهذه الطريقة يصبح موقع الجمهورية القوقازية الثالثة ، جورجيا، أكثر انكفاء بكثير من السابق …ويمكن هذه أن تكون أيضاً فرصة جيدة لأذربيجان حيث قدتتم تسوية الوضع في ناغورني كاراباخ ،وقدتكتسب البلاد أهمية على رقعة الشطرنج الدولية. تملك باكو مورداً مهماً من الغاز، و يستطيع الجميع أن يكونوا واثقين من أنها ستستعمله إذا شعرت أن هناك خطباً ما في البروتوكول. تعرف تركيا ذلك جيداً. (صحيفة النهار اللبنانية 13 أكتوبر 2009). كاتب من تونس (المصدر:صحيفة أوان(يومية-كويتية)، رأي، الجمعة 16/10/2009)
اليونسكو وموقعنا في العالم
احميدة النيفر 2009-10-15 لماذا نجحت وزيرة الخارجية البلغارية السابقة إيرينا بوكوفا وخاب مسعى فاروق حسني وزير الثقافة المصري في الحصول على منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم �اليونسكو�؟ هل كان لبلوغ هذه المرتبة هذه الدرجة من الأهمية حتى يحتدم التنافس عليه بصورة لافتة للنظر بلغت حدّا جعلت الرئيس مبارك يتدخل لدى رئيس حكومة الكيان الصهيوني من أجل وقف الحملة ضد المرشح المصري مقابل إنجازات تطبيعية ثقافية جديدة؟ ماذا يعني عجز شخصية عربية عن بلوغ هذا المنصب الدولي الذي تم إنشاؤه سنة 1946 والذي ظل منذ ذلك الوقت في وضع شبه احتكاري بين الأيدي الغربية؟ وهل لهذه النتيجة فعلا دلالات حضارية تفيد أن الهوّة بين الحضارات والأديان مدعوّة للتفاقم وأن الحوار بين الثقافات مجرد شعار كاذب؟ لو جلسنا، في هدوء، نتأمل المسألة التي أثارت ضجة إعلامية وسياسية عربية صاحبت ترشيح وزير الثقافة المصري ثم تواصلت بعد ذلك ضاريةً منذ الإعلان عن النتيجة التي خيبت جانبا من الآمال العربية. أوّل ما يبادرنا في هذه المسألة أنها المرة الثانية على التوالي التي تترشح فيها شخصية عربية لإدارة المنظمة الثقافية العالمية دون طائل. كانت البداية منذ عشر سنوات مع الدكتور غازي القصيبي الأديب والسياسي السعودي الذي ترشح ليخلف فريديريكو مايور الإسباني بعد اثنتي عشرة سنة من إدارة تنفيذية غربية أتاحت للمنظمة الثقافية أن �تنعتق� من استثنائية تسيير ثقافي متحرر تحقق في ولايتي أحمد مختار أمبو السنغالي (من 1974 إلى 1987). في الدورة الثامنة التي سبقت الحالية لم ينجح القصيبي في انتخابات المدير العام وفاز عوضا عنه أستاذ القانون والدبلوماسي الياباني كوتشيرو ماتسورا. مع هذا الأخير تبيّن أن المنصب ليس شرفيا وأن المنظمة لم تكن إطارا صوريا يهتم بالمعالم الأثرية وحماية ثقافات الشعوب الضعيفة. لقد غدت المنظمة المهتمة بالثقافة والتعليم والعلوم ذات نهج ليبرالي معولم، فيه الكثير مما يقال من حيث اختيار أفضل السياسات الثقافية والتعليمية لغالبية الدول التابعة للمنظمة. بعد ذلك وتأكيدا لهذا المعنى نشر الدكتور القصيبي في كتابه �العولمة والهوية والوطنية� تحليلا لتجربته مع اليونسكو والدروس المستفادة من فشله في تلك المعركة الانتخابية لسنة 1999. من أهم ما قاله في هذا الصدد هو أنّه �لا بد هنا من أن نعترف أننا في المعسكر العربي لم نبذل جهداً كافياً لمنع ظهور مرشحين جدد، ولا جهداً كافياً في محاولة تنظيم صفوف المرشحين�. كان بذلك يحدد وجها أول من وجوه المعضلة: إنه ضعف الأداء العربي وافتقاد الخبرة والتنسيق الكافيين لتوجيه جهود ممثلي بلدان الجنوب الوجهة الأنسب لصالح العالم النامي والساعي إلى الخروج من التخلف والتبعية بأفضل سياسات تعليمية. عند النظر في نتائج انتخابات اليونسكو لهذا العام بجولاتها الخمس يدرك المتابع صواب ما ذكره الدكتور القصيبي. لقد انسحبت المرشحة النمساوية لصالح منافستها المرشحة البلغارية التي أصبح لها 29 صوتا بعد أن كان لها 13 صوتا، ثم لترتقي في الجولة النهائية إلى 31 صوتا من 58 مقابل 27 للمرشح المصري. بعد انكشاف الخسارة العربية الثانية تبيّن أنه كان للدول الأوروبية الأعضاء مع ممثل الولايات المتحدة في اليونسكو الدور الأعظم في إخفاق المرشح المصري بفارق ضئيل من الأصوات. عندئذ كتب الدكتور القصيبي، مضيفا عاملا ثانيا إلى جانب ضعف الأداء العربي في إدارة معركة انتخابية بهذه الأهمية قائلاً: �من المشكوك فيه أن تصوّت الدول الغربية والمستغربة لمصلحة مرشح لا يجيء من صميم الليبرالية الأوروبية�. لقد ثبت للخبير والدبلوماسي السعودي المتحرر أن ادعاء وقوف دول أوروبية ذات ثقل إلى جانب �مرشح عربي مسلم.. هو حديث خرافة!�. بذلك يبرز وجه آخر للمسألة وهو أن المنظمة الثقافية العالمية لا يمكن، في تقدير أصحاب النفوذ الدولي، أن تؤول إلى شخصية تنتمي إلى فضاء ذي مجازفات كبيرة لكونه �غير مضمون وغير مستقر� في وجهته الثقافية والاقتصادية والسياسية. إن ما تميّز به المرشح المصري طوال سنوات تسييره للثقافة من مواقف حدّية �متحررة� متعلقة بطبيعة الدولة وبمناهضة الحركات الإسلامية وخاصة لظاهرة الحجاب لم تفده في إعطاء ضمانات مطمئنة لترجيح كفته أو الركون إلى مطالب النظام السياسي الذي يسنده. ما تعتمده الدول النافذة لتسيير دفة المنظمة العتيدة لا يولي الاعتبار الشخصي قيمة كما لا يعتمد على مواقف رسمية لحكومات هو أعلم من غيره بمصداقيتها في زمن قلق لم تحسم فيه القضايا الكبرى بالصورة التي ترضي الأطراف الدولية الفاعلة. في باريس أدرك المرشح المصري أن المسألة تتجاوز الاعتبارات الفردية والسياسات القُطرية الضيقة، كما اكتشف ما كان غائبا عنه، أو متجاهَلا من قِبَله، في القاهرة وهو أن زمن العولمة جعل للخيارات السياسية والتكتلات الدولية رهانات ثقافية ودينية واجتماعية لا مناص منها. ذلك ما دعاه للقول وهو يوجه التحية إلى ممثلي ما كان يعرف بالعالم الثالث وبعض الدول الأخرى التي ساندته في جولات المنافسة الانتخابية الأربع الأولى، والتي مكّنته من الحصول على نسبة عالية من الأصوات أتاحت له تفوّقا ملحوظا قبل الجولة النهائية، قال: �إن مجتمعات الجنوب لقنوا الشمال درسا لن ينساه�. هل هو الحنين إلى زمن �باندونغ� ورجال عدم الانحياز أم تراه وعي بطبيعة العولمة في سياقها الغربي الليبرالي المتوحش؟ أيّاً كان الأمر فإن المناسبة كانت فرصة تاريخية ممتازة لتدرك النخب العربية مكانتها الحقيقية في العالم ومقتضيات المنافسة المجدية على إدارة شؤون الداخل المحلّي أولا ومع الذات الثقافية والإنسانية للمجتمعات النامية أساسا. هي مدعوّة أن تتأمل نتائج هذه الدورة من زاوية الخيارات الإستراتيجية وإحداثياتها الثقافية والتنموية الشاملة حتى تتوصل إلى سبل الفاعلية الدولية ومتطلباتها الداخلية. مثل هذا الموقف سيبيّن أن العولمة بقواعدها الحداثية الغربية لا يمكن أن تفيد العالم العربي والإسلامي إن فُهمت على أنها تقليد أو اقتباس أو حتى تمثّل عقلي أمين. ما يتكشّف من وراء انتخابات اليونسكو الأخيرة وما صاحبها من الحرص العربي على الحضور في المشهد الدولي في السياق المعولم هو أننا لن نمتلك موقعا فاعلا في العصر، إلا إذا أدركنا أن المعاصَرة ليست مجرد مسايرة للعصر وليست أمراً مُعطى يسهل اكتسابه عبر ولاءات هشّة. إنها تتطلب وعيا بطبيعة الصراع التاريخي بين القوى المختلفة في الداخل والخارج وما ينجم عن ذلك من ضرورة الارتقاء بالأداء السياسي والفكري بما يمكّن من فاعلية أفضل ودائرة نفوذ أوسع. في نهاية المطاف وبالعودة إلى أسئلة البداية، يمكن القول إن هذه التجربة العربية الثانية التي وقع خوضها لبلوغ مراتب دولية عليا أثبتت أن الطريق ما تزال وعرة، وأن الإصرار على المضي فيها يتطلب تغييرات نوعية في مستوى الوعي بالدلالات الحضارية للعصر ومقتضياتها الحركية في الخارج والداخل. أمّا الانتهاء إلى الفجيعة أو الإنصات إلى الشامتين والمحبطين فهو من قصر النظر الذي قال عنه أحد عظماء فرنسا، �شارل دي غول�: نقيق الضفادع لا يغيّر مسار التاريخ. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2009)
لماذا نفضت واشنطن يدها من عملية نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط؟
منبر الحرية عبدالعظيم محمود حنفي غالباً ما تواجه سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط ضغوطاً وتوترات متضادة، فيمكن للمتتبع للسياسة الخارجية الأميركية أن يلاحظ تحركات تهدف إلى إشاعة وتكريس الاستقرار السياسي من جهة ومحاولات تهدف إلى تشجيع الإصلاح السياسي من جهة أخرى، أما التوتر الثاني فمرده الحاجة إلى تحديد ما إذا كان الأصح تركيز السياسات على الأنظمة أم على الجماهير، إذ رغم مما للولايات المتحدة من عظيم مصلحة في تحقيق الإصلاح السياسي في عموم المنطقة، فإن لها اهتمامات استراتيجية لا تقل شأناً بصدد الانعكاسات والآثار القصيرة المدى التي ستنجم عن تزايد المشاركة الشعبية، فالمستويات العالية من المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في مختلف أرجاء المنطقة تعني أن أي انفتاح في الأنظمة السياسية في المنطقة قد يكون من نتائجه ظهور سياسات تعكس التوجهات الشعبية في صيغة علاقات أكثر تباعداً مع الولايات المتحدة، وأية تحركات في هذا الاتجاه يمكن أن تؤدي إلى تعقيد بلوغ الولايات المتحدة أهدافها الإقليمية، بالإضافة إلى الأهداف الأوسع التي ترمي إليها. وإذا كان البعض يعلق آمالاً على دور ما للرئيس أوباما في إشاعة التطور الديمقراطي في المنطقة، فإن دور الأشخاص في العملية السياسية الأميركية رغم أهميته الكبرى في التأثير على قرارات بعينها، فإنه يظل خاضعا للاعتبارات المؤسسية قبل أي شيء آخر. والمؤسسة هنا تعبير يراد به ذلك المزيج ما بين التوجه الفكري والتنظيم والأداء السلوكي استنادا إلى قناعات فكرية وأهداف بعينها، فضلا عن توازنات كبرى تحكم علاقة هذه المؤسسة بغيرها من المؤسسات الأساسية. وترى المؤسسة الأميركية أن زيادة الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط قد تمكن مستقبلاً بعض الأصوات الجديدة المعارضة من الاندماج بالحكومة، وقد يثير بروز القوميين والإسلاميين، أو أي منهما -في حكومات منفردة- مشاعر الحذر والتطير لدى أنظمة الحكم الأخرى، وإذ يناضل صانعو القرار في الإدارة الأميركية لإيجاد الموازنة الصحيحة بين الاستقرار والديمقراطية، تبقى تلوح على سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة معالم التناقض في معظم الأحيان. فالشعارات الحماسية الداعمة للإصلاح السياسي في المنطقة كانت تطرح دائماً مصحوبة بتقبل السياسات اللاديمقراطية التي يمارسها شركاء الولايات المتحدة، مع التغافل في الوقت ذاته عن أي تطورات ديمقراطية تتحقق على أيدي الخصوم المتوقعين، وحين كان يتحتم على الولايات المتحدة أن تختار ما بين الديمقراطية والاستقرار الإقليمي كان خيارها شبه الثابت هو الاستقرار، وكانت لهذا الخيار انعكاساته على كلا الأنظمة الحاكمة والجماهير في المنطقة. وقد جعل تفضيل الاستقرار على الدمقرطة الولايات المتحدة تقف على نحو فعال في صف مصالح الأنظمة الشرق أوسطية أكثر منها في صف مصالح الجماهير، وليست المشاعر المناهضة لأميركا في المنطقة بالظاهرة الجديدة، وقد جعلت هجمات 11 سبتمبر صانعي القرار في الولايات المتحدة أكثر تحسساً تجاه طريقة فهم الناس للولايات المتحدة ولسياساتها، وتواصل المؤسسة الأميركية إطلاق حملة من البرامج والنشرات الدعائية التي تمولها الحكومة الأميركية تهدف إلى شرح أسلوب الحياة الأميركية وعرض حياة المسلمين الأميركيين بشكل يبرز أجمل ما فيها، وقد افترضت هذه الاستراتيجية ضمناً أن العقبة الرئيسية التي تواجهها الولايات المتحدة في المنطقة هي العجز عن فهم القيم الأميركية والهوية الأميركية، أي أنها تخلص باختصار إلى أن العرب والمسلمين لو عرفونا على حقيقتنا لأحبونا، أو لقلّ ضيقهم بنا على أقل تقدير. إن العيب الرئيسي في هذا الافتراض، على ما يبدو، يكمن في أن المشكلة المركزية هي الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن سياساتها، وليس النقص في المعلومات المتوفرة عن الولايات المتحدة. ولكن لا ينكر أن سوء الفهم من شأنه جعل الأمور أسوأ بكثير، فالولايات المتحدة تنسب إليها غالباً أسوأ الدوافع على الإطلاق، ويندر أن تذكر واشنطن بخير على أية سياسة تتبعها حتى لو أدت إلى إنقاذ حياة المسلمين، مثل تدخلها في البلقان، كما أن الولايات المتحدة تفضل الاستقرار على التغيير في الشرق الأوسط لقناعتها أن القادة في المنطقة يواجهون عددا من التحديات لحكمهم، وبوصف أكثر دقة، تحديات لقدرة الحكام على الاحتفاظ بروابط مع الولايات المتحدة أو تقوية هذه الروابط، فإن الأحزاب السياسية الوليدة، والصحافة التي تنعم بقدر أكبر من الحرية، وباقي عناصر المجتمع المدني النامي آخذة كلها في تقليص هيمنة الحكومات على السياسة بعد أن كانت في يوم ما هيمنة مطلقة بلا قيود، ويكون من نتائج هذا أن القادة يغدون أقل مرونة في سياساتهم الخارجية، وربما يأخذون في الاستجابة للضغوط الشعبية أكثر من ذي قبل. ومن هنا فإن الولايات المتحدة لا تناصر �حتى- اتخاذ إجراءات محدودة لتقاسم السلطة لأن ذلك من وجهة نظرها يحمل معه محاذير تزايد المعارضة والتنظيمات المناهضة للأنظمة، وقد يؤدي هذا إلى تعاظم خطر حدوث تبدل الأنظمة أو زيادة زعزعة الاستقرار على الأقل، كما ترى واشنطن أنه ستكون لعمليتي التحرر والدمقرطة آثار عميقة على الأمن وعلى المصالح الأميركية في البلدان التي تحكمها حكومات موالية للولايات المتحدة. ورغم عدم توفر معلومات كافية، فإن استفتاءات أجرتها مؤسسات أميركية ذات خبرة مثل (بيو) أوحت بأن الكثير من المواطنين في المنطقة يعادون سياسة الولايات المتحدة. إن إتاحة المجال أمام مشاركة شعبية أكبر في صناعة القرار سوف تمكن هؤلاء المواطنين من الضغط على حكوماتهم لكي تعمل على الحد من تعاونها مع واشنطن، لاسيما فيما يتعلق بالسياسات التي تعتبر مؤيدة لإسرائيل، كما أن استمرار العنف في المناطق الإسرائيلية والفلسطينية من شأنه أن يزعزع الاستقرار أكثر فأكثر ويؤدي إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وأوثق حلفائها الإقليميين ويؤدي إلى انفضاض الأنظمة الصديقة من حول واشنطن.
ينشر بالتعاون مع مشروع منبر الحرية www.minbaralhurriyya.org � باحث في العلوم السياسية (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2009)
إسرائيل تشوه صورتها حول العالم
الجمعة, 16 أكتوبر 2009
باتريك سيل * تعتبر صورة البلد في السياسة الدولية مهمّة جداً. فسمعته والهالة التي يفرضها والاحترام الذي يحظى به زعماء البلد هي بقدر أهمية قواته المسلّحة في حماية مواطنيه. ويعرف معظم السياسيين أن «القوة الناعمة» التي تستخدم بمهارة عالية يُمكن أن تكون فاعلة بقدر فاعلية «القوة الصلبة» التي تسفك الدماء. ويبدو أن إسرائيل قد نسيت هذا الدرس. فقد أضرّت معاملتها القاسية للفلسطينيين، سواء جراء احتلال الضفة الغربية أو الحصار الذي فرضته على قطاع غزة، ناهيك عن اعتداءاتها المتكرّرة على لبنان وغارتها على سورية عام 2007 وهجومها الدائم على إيران، بصورتها بشكل كبير. وتحوّل الإعجاب الذي أثاره قيام المؤسسات الاسرائيلية في عدد من أنحاء العالم إلى استياء وازدراء وبغض. ثمة عدد قليل من الأشخاص خارج إسرائيل، وخارج دائرة مناصريها المتطرفين التي تتقلص في الولايات المتحدة وفي أوروبا، ممن ما زالوا مستعدين اليوم للدفاع عن المتعجرفين واصحاب الدعوات الى الحلول العسكرية وعن الأشخاص المتشددين في اسرائيل الذين يستولون على الأراضي أو عن سياسييها العنصريين. ولا دليل بعد على أن الزعماء السياسيين في إسرائيل قد أدركوا حجم المشكلة أو أنهم يُقدمون على أي خطوة جديّة لحلّها. بل على العكس، فهم منهمكون في تعميق هوّة هي من صنعهم. شكّل إعلان تركيا المفاجئ هذا الأسبوع إلغاء مناورة جوية كبيرة مع إسرائيل بمثابة دعوة مهمة لليقظة. ولا شك في أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان اعتبر أنه يجب إلغاء المناورة بسبب مشاعر العداء الواسعة النطاق التي يشعر بها الشعب التركي إزاء إسرائيل، فتوجّب عليه أخذ الرأي العام التركي في الاعتبار. وقد ذكر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الأسباب مستخدماً كلمات ديبلوماسية فقال: «نأمل أن يتحسن الوضع في قطاع غزة، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على العلاقات التركية- الإسرائيلية». ليست مسألة إغضاب الأتراك أمراً بسيطاً. فلا يسع إسرائيل تجاهل خطر ذلك أو إخفاؤه. فطالما كانت تركيا على مدى سنوات شريكة إسرائيل الاستراتيجية والإقليمية الأساسية، وربما الوحيدة، منذ انهيار حكم الشاه في إيران عام 1979. وقد تكون خسارة تركيا أسوأ نكسة ديبلوماسية تتعرض لها إسرائيل منذ زمن. يُعتبر الجيش التركي الأكبر في المنطقة وكذلك مؤسساتها الصناعية. أما إجمالي ناتجها المحلي الذي بلغ ألف بليون دولار عام 2008 فيفوق إجمالي الناتج المحلي للبلدان المنتجة للنفط سواء إيران أو البلدان العربية، وهو يفوق بأربع مرات إجمالي الناتج المحلي في إسرائيل. وفي السنوات الأخيرة، حسّنت تركيا بشكل كبير علاقتها مع إيران ومع الدول العربية المجاورة لها، لا سيما سورية، وباتت «الأخ الأكبر» الذي يتمتع بالحكمة في الشرق الأوسط الكبير. كما أنها عرضت التوسط لحلّ النزاعات المحلية وهي تحاول أن تنشر الاستقرار والأمن في المنطقة. وفي اللحظة التي بدأت فيها إسرائيل هجومها على قطاع غزة في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بدا واضحاً أن حربها المجنونة هي خطأ فادح ولن تساهم سوى في تأجيج مشاعر الكره إزاءها، وفي إفقادها شرعيتها في عيون معظم العالم. وقد وجّه تقرير القاضي غولدستون ضربة قاسية لسمعة إسرائيل، إذ أشار إلى أن ثمة دلائل في قطاع غزة على أن إسرائيل «ارتكبت أعمالاً ترقى إلى مصاف جرائم الحرب وربما جرائم ضد الإنسانية». وعوضاً عن الموافقة على إجراء تحقيق مستقل في هذه الاتهامات كما طالبت بعثة الأمم المتحدة قبل أن تتمّ إحالة المسألة إلى مجلس الأمن لإقامة دعوى امام المحكمة الجنائية الدولية، عمدت إسرائيل إلى مهاجمة غولدستون وتقريره. وقد استخدمت قوتها الديبلوماسية لتبيّن أن التقرير «متحيّز» ولإرجاء البحث فيه. ليس القاضي ريتشارد غولدستون خبيراً بارزاً في القانون الدولي ومعروفاً بحياده ونزاهته فحسب، بل هو يهودي وصهيوني. وقد أثنى عليه الجميع لكشفه جرائم نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا ولعمله الدقيق عندما كان مدعياً عاماً للأمم المتحدة في المحكمة الخاصة بيوغوسلافيا ورواندا. لقد كان حريصاً على إحقاق العدالة إلى حدّ أنه شدد قبل القبول بترؤس لجنة تقصي الحقائق في غزة على ضرورة توسيع موضوع تقريره ليضم الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت ضد المدنيين الإسرائيليين. فضلاً عن ذلك، كشف تقريره عن دليل يفيد «أن المجموعات المسلحة الفلسطينية» ارتكبت جرائم حرب فضلاً عن جرائم محتملة ضد الإنسانية. ويبدو أن حرب إسرائيل الدعائية ضد تقرير غولدستون غير مجدية ومضرة بها. ومن بين ضحاياها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي وافق في ظل الضغوط الإسرائيلية والأميركية على عدم دفع مجلس الأمن نحو دراسة التقرير. وحاول بعد أن أدرك خطأه أن يتراجع عن موقفه غير أن زعامته قد تضرّرت. ونتيجةً لذلك، تمّ إضعاف المعتدلين الفلسطينيين مثل عباس الذين يُفترض أن من مصلحة اسرائيل تقويتهم والتفاوض معهم. لكن هل تريد إسرائيل السلام؟ هل تريد أن تفاوض؟ أم أنها على العكس تسعى إلى جعل الفلسطينيين متطرفين كي تتجنّب إجراء مفاوضات جديّة معهم إلى أن تستولي على المزيد من الأراضي؟ لقد كشف وزير خارجية إسرائيل المتشدد أفيغدور ليبرمان اللعبة، فأعلن أنه لن يتمّ التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين لعدة سنوات. ويحاول ليبرمان ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من خلال رفض تجميد الاستيطان أو الدخول في المفاوضات، تحدي الرأي العام الراغب في السلام في جميع أنحاء العالم والرئيس الأميركي باراك أوباما أيضاً. فقد أطلق اليمين الإسرائيلي ومناصروه من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة هجوماً أمامياً على هدف مركزي في سياسة أوباما الخارجية وهو حلّ الدولتين للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. ولم يترددوا كي يضعفوا أوباما في تنظيم حملة تحريض ضده. وتمّ اتهامه بأنه نازي ومسلم ويكره اليهود، كما سخروا من نيله جائزة نوبل للسلام. وبذلك تقدم اسرائيل على عمل خطير جداً. فحتى الآن سعى أوباما إلى الإقناع عوضاً عن التهديد. وحاول في إطار تعامله مع إيران وإسرائيل، الى التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين. فقد أحرز مع إيران تقدماً بعد أن خرق جدار أزمة امتدت على مدى ثلاثين سنة، ولا شك في أنه سيتقدّم أكثر على هذا الصعيد، فيما اصطدم مع إسرائيل بحائط مسدود. لكن يجب أن تفكر إسرائيل بذلك، لا سيما أن صبر أوباما قد ينفذ، خصوصاً أن خسارة تركيا شيء وخسارة أميركا شيء آخر مختلف تماماً. * كاتب بريطاني متخصص في شؤون الشرق الاوسط
منبر الحرية
اردوغان: تركيا استبعدت اسرائيل من المناورات بسبب غزة
اسطنبول (رويترز) – قال رئيس الوزراء طيب أردوغان ان تركيا منعت اسرائيل من المشاركة في المناورات العسكرية لحلف شمال الاطلسي هذا الاسبوع بسبب قلق الرأي العام التركي بشأن الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في وقت سابق هذا العام. وقال أردوغان لقناة تلفزيون العربية « توجد حساسيات دبلوماسية في المنطقة يتعين علينا ان نأخذها في الاعتبار … وأخذنا في الاعتبار ضمير شعبنا … لان شعبنا لا يريد مشاركة اسرائيل. » وتركيا بلد مسلم علماني حليف رئيسي لاسرائيل لكن العلاقات فترت بسبب انتقادات أردوغان الصريحة للهجوم الاسرائيلي الذي استمر ثلاثة اسابيع على قطاع غزة الذي تحكمه حماس في شهري ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني. واعترضت وزارة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء على قرار تركيا في اللحظة الأخيرة باستبعاد اسرائيل من المناورات التي كان من المقرر ان تبدأ يوم الاثنين. وقالت مصادر دبلوماسية انه تم تأجيل المناورات الى أجل غير مسمى بعد ان رفضت دول اخرى من بينها الولايات المتحدة وايطاليا المشاركة بدون سلاح الجو الاسرائيلي. وبعد وقت قصير من اعلان تركيا استبعاد اسرائيل قالت سوريا انها ستجري مناورات عسكرية مشتركة مع تركيا. ورحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بقرار تركيا قائلا انه يعكس الطريقة التي تنظر بها تركيا الى الهجوم الاسرائيلي على غزة. ورفضت اسرائيل الاعلان التركي السوري. وقال بيني بيجن وزير الامن بالحكومة الاسرائيلية لراديو اسرائيل عندما سُئل بشأن المناورات التركية السورية « يجب ألا يأتي هذا كمفاجأة في ضوء الخلفية السياسية لرئيس الوزراء وخاصة وزير خارجيته. » وقال « هذا يتفق مع رغبة سوريا التي عبرت عنها مرتين في العام الماضي في زيارات الرئيس (السوري بشار) الاسد لطهران لانشاء تكتل دول من ايران وسوريا وتركيا ويقولون العراق ايضا. وهذا بالطبع مصدر قلق بالغ. » ويوجد تعاون عسكري وثيق بين تركيا واسرائيل يشمل تدريب سلاح الجو الاسرائيلي في المجال الجوي التركي. كما يتبادل البلدان معلومات المخابرات وتربطهما علاقات تجارية قوية تشمل بيع معدات عسكرية مهمة. وقال مسؤول من بلد عضو في حلف شمال الاطلسي كان يزمع الاشتراك في المناورات « كل ما أعرفه هو ان هذا قرار سياسي من جانب الاتراك وان العلاقة بين الجيش التركي والجيش الاسرائيلي ستبقى قوية. » وتوترت العلاقات بعد ان انتقد أردوغان اسرائيل بشأن هجوم غزة وغادر القاعة في المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا عندما بدأ الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس القاء كلمته في يناير كانون الثاني. وتزعم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي كان في السابق مستشارا بشأن السياسات لاردوغان جهود حكومة حزب العدالة والتنمية لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة ومن بينها دول جنوب القوقاز وايران والعراق وسوريا. ووجد تقرير للامم المتحدة في الشهر الماضي ان القوات الاسرائيلية وناشطي حماس ارتكبوا جرائم حرب أثناء الهجوم على غزة لكنه كان أكثر انتقادا لاسرائيل. وقالت جماعة حقوق فلسطينية ان 1417 فلسطينيا بينهم 926 مدنيا قتلوا في الحرب. وقالت اسرائيل ان 709 مقاتلين فلسطينيين قتلوا بالاضافة الى 295 مدنيا و162 شخصا لم يتسن تحديد هوياتهم. وقتل عشرة جنود وثلاثة مدنيين اسرائيليين اثناء الحرب التي شنتها اسرائيل بهدف معلن هو انهاء هجمات الصواريخ التي تشن من قطاع غزة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 14 أكتوبر 2009)
اكاديمية اردوغان لتعليم القادة العرب
رأي القدس رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا يشكل حالة سياسية فريدة من نوعها، ليس لأنه يتزعم حزباً اسلامياً معتدلاً يؤمن بالديمقراطية، ويحتكم الى صناديق الاقتراع، وانما لأنه اعاد تركيا، وفي سنوات معدودة الى مكانة بارزة في الخريطة الدولية. انجازات اردوغان تجمع بين نجاحات داخلية تمثلت في بناء ارضية اقتصادية صلبة من خلال خطط تنمية طموحة، واصلاحات متميزة، جعلت تركيا تحتل الترتيب السابع عشر على قائمة تكتل دول العشرين التي تمثل اكبر اقتصاديات العالم، ونجاحات خارجية انعكست في تعزيز العلاقات مع دول الجوار. السيد اردوغان حقق مصالحة تاريخية مع ارمينيا طوت صفحات من العداء الدموي، وتوجه الى العراق لبناء جسور من التواصل مع الجار الجنوبي المضطرب لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي جنباً الى جنب مع التعاون الامني، وسيطير بعد ذلك الى ايران في مهمة مماثلة. ولا يمكن ان ننسى احتفالات حلب قبل أيام بفتح الحدود التركية السورية امام مواطني البلدين دون اي عوائق، واقامة منطقة حرة مشتركة، والغاء التنقل بجوازات السفر، والاكتفاء بالبطاقة الشخصية. هذا الانفتاح على الجيران، سواء العرب والمسلمين منهم، أو الأرمن، يتزامن مع وقفة اخلاقية شجاعة ضد الحليف الاسرائيلي بسبب مجازره ضد ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فالحكومة التركية الغت مشاركة طائرات اسرائيلية في مناورات مشتركة مع امريكا وتركيا فوق الاراضي التركية لان هذه الطائرات، او بعضها، ألقت قنابل الفوسفور والصواريخ على الابرياء في قطاع غزة اثناء العدوان الاسرائيلي مطلع هذا العام. بعض الصحف الاسرائيلية والعربية حاولت التشكيك في هذا الموقف التركي الشجاع، عندما بالغت في تضخيم رواية اسرائيلية تقول ان هذا الالغاء جاء نتيجة تأخر اسرائيل في تسليم طائرات مراقبة بدون طيار متقدمة جدا كانت تركيا تعاقدت على شرائها. السيد اردوغان لم يلتفت الى هذه المحاولات التشويشية، مثلما لم يعبأ في الوقت نفسه بالانتقادات الاسرائيلية المتواصلة، عندما اكد ان قرار رفض مشاركة اسرائيل في المناورات جاء بسبب حرب غزة، والجرائم الاسرائيلية التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني، وقال اثناء مؤتمر صحافي قبيل ذهابه الى بغداد ‘اود ان يعلم الجميع ان تركيا دولة قوية تتخذ قراراتها بنفسها. تركيا لا تتلقى تعليمات من اي كان لاتخاذ قراراتها’ واضاف موضحا ‘ان اي سلطة سياسية ملزمة بالاخذ بمطالب شعبها، ولا يسعني تجاهل مطالب شعبي، انها مسألة صدق’. نتمنى ان يقرأ هذه الكلمات جميع الزعماء العرب، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لان هؤلاء يحتقرون شعوبهم وآراءها، ولهذا تزداد اوضاع العرب تخلفا وتراجعا. ونخص الرئيس الفلسطيني بالذات لانه وهو الذي يتزعم سلطة ناقصة السيادة، ويدعي انه يرأس منظمة ‘التحرير’ الفلسطينية يبالغ في احتقاره للشعب الفلسطيني وطموحاته، وانعكس هذا الاحتقار بشكل كبير اثناء اصداره اوامره بسحب قرار التصويت على تقرير غولدستون حول جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة. نقترح ان يفتح السيد اردوغان ‘اكاديمية’ في اسطنبول لتعليم الزعماء العرب بعض الدروس في الكرامة وكيفية خدمة شعوبهم واحترام آرائها.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2009)
مسلسل تركي يزيد توتر العلاقات مع اسرائيل
القدس (رويترز) – أضفى مسلسل تركي يصور جنديا اسرائيليا يطلق الرصاص على رضيع فلسطيني فيرديه قتيلا مزيدا من التوتر على العلاقات بين اسرائيل وتركيا حليفها المسلم الرئيسي. وشهدت العلاقات الوثيقة بين اسرائيل وتركيا تدهورا بعض الشيء بعد الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. وعززت تركيا في الوقت نفسه العلاقات مع سوريا. واستدعت اسرائيل دبلوماسيا تركيا للاحتجاج على ما وصفته بأنه » تحريض ترعاه الدولة » بسبب مسلسل « انفصال » الذي يذيعه تلفزيون تي. ار.تي التركي ويؤدي فيه الممثلون أدوار جنود اسرائيليين وفلسطينيين يخوضون معارك في شوارع القدس. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان في بيان « المسلسل لا يمت للواقع بصلة وليس مناسبا حتى بالنسبة لدولة معادية وبالتأكيد ليس مناسبا لدولة لها علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل. » ويظهر في مشهد من المسلسل عرضته القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي يوم الاربعاء أب فلسطيني يرفع رضيعا فوق رأسه وجندي اسرائيلي في كامل عدته يصوب سلاحه نحو الرضيع ويطلق الرصاص عليه. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان اسرائيل استدعت القائمة بالاعمال في السفارة التركية لتقديم احتجاج على « المشاهد المثيرة » التي يبثها تلفزيون تي.ار.تي التركي المملوك للدولة. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين أتراك في أنقرة وتل أبيب للحصول على تعليق. ومنعت تركيا اسرائيل من المشاركة في مناورات عسكرية لحلف شمال الاطلسي هذا الاسبوع وقال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ان الخطوة جاءت بسبب قلق الرأي العام التركي بشأن الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني الماضيين. وتم تأجيل المناورات الى أجل غير مسمى بعد أن رفضت دول اخرى من بينها الولايات المتحدة وايطاليا المشاركة ما لم يشارك سلاح الجو الاسرائيلي. وكانت تركيا حليفا استراتيجيا رئيسيا لاسرائيل لكن العلاقات فترت بسبب انتقادات اردوغان الصريحة للهجوم الاسرائيلي الذي استمر ثلاثة اسابيع على قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 14 أكتوبر 2009)
بشير موسى نافع :من تراجع جنيف إلى مصالحة القاهرة
بشير موسى نافع 2009-10-15 ما كان من الممكن أن تمر كارثة تراجع السلطة الفلسطينية عن الدفع بتقرير القاضي غولدستون للتصويت في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بجنيف من دون عواقب، أولى هذه العواقب كانت بلا شك مسألة المصالحة الوطنية الفلسطينية. كانت القاهرة قد تعهدت مفاوضات المصالحة بعد ما بعد سيطرت حماس على قطاع غزة في صيف 2007، وقد نجحت أخيراً، وبعد تعثر طويل ونكسات متتالية، في تمرير مسودة اتفاق، بدا وكأن الرئيس عباس وقيادة حركة حماس قد قبلوا بها مبدئياً. أسس هذا القبول المبدئي لموعد نهاية أكتوبر، ضمن رؤية لعقد لقاء فلسطيني موسع، يضم الفصائل الفلسطينية كافة، للتوقيع على اتفاق يضع حداً للانقسام بين الضفة وقطاع غزة، ويطلق مرحلة جديدة من العمل الوطني الفلسطيني. الآن، أصبح من الضروري إعادة النظر في مشروع المصالحة. لماذا؟ الطلب الذي تقدمت به قيادة حماس للقاهرة لتأجيل موعد لقاء اتفاق المصالحة بات معلناً ومعروفاً؛ وهو طلب متوقع على أية حال. والاستجابة المصرية لهذا الطلب كانت متوقعة كذلك. خضوع قيادة السلطة للضغوط الأميركية والإسرائيلية فيما يتعلق بتقرير غولدستون كان أمراً جللاً بلا شك. وربما اعتقد الرئيس عباس أن قرار سحب التصويت على التقرير سيمر بلا ردود فعل تذكر. ولكن ما إن أدرك حجم الغضب الفلسطيني، وقدر انكشاف سلطته أمام هذا الغضب، حتى اختفى كلية عن الأنظار. وعندما قدم تصوره للأمور، جاء خطابه في أسوأ صيغة ممكنة، في مثل هذه الأجواء لم يعد من الممكن، ولا من الصحيح، ولا من العدل، توقع اجتماع القوى والتيارات الفلسطينية للمصالحة مع عباس والالتفاف حوله. هذا أمر كان لا بد للقاهرة من قراءته أصلاً. ولكن الشكوك حول مصير المصالحة هي بالتأكيد أكبر حتى من السيكولوجيا السياسية المسممة التي باتت تفصل الرئيس عباس عن مجمل الحركة الوطنية الفلسطينية. خلال الشهور القليلة التالية لانفجار الأوضاع في قطاع غزة، كان الرئيس عباس هو الذي رفض التحرك سريعاً للتعامل مع حالة الانقسام. ما دفع الرئيس حينها لاتخاذ هذا الموقف المتعنت وغير الحكيم جملة أسباب. من جهة، أوحت إدارة بوش للرئيس أنها بصدد التحرك لإطلاق التفاوض الفلسطيني- الإسرائيلي وإيجاد تسوية نهائية للصراع؛ وهو ما عزز لدى رام الله الشعور بالثقة وإمكان تحقيق اختراق تاريخي في عملية السلام، يهمش حماس وكل القوى السياسية الإسلامية والوطنية المعارضة لنهج التسوية. ومن جهة، كان الرئيس ومن حوله يعتقدون أن أهالي قطاع غزة سرعان ما سينتفضون على حكومة حماس. ومن جهة ثالثة، رأى معسكر الرئيس أن الانقسام وفر له فرصة نادرة لفرض سيطرة أمنية شاملة في الضفة، وتصفية كل قواعد المعارضة للسلطة والاحتلال. الرئيس، باختصار، هو الذي رفض نهج التوصل إلى مصالحة مبكرة؛ الأمر الذي كان سيمنع تفاقم الانقسام وتحول الطارئ إلى أمر واقع ومعتاد. بيد أن الأوضاع سرعان ما تغيرت، ووجد الرئيس الفلسطيني نفسه مجبراً على الموافقة على المساعي المصرية لتحقيق المصالحة، وجدت رام الله أنها تغرق في مفاوضات لم يبد لها من نهاية مع حكومة أولمرت، بينما أخذت إدارة بوش موقفاً غير مكترث من عملية التفاوض. وإذ أظهر أهالي القطاع صموداً نادراً في مواجهة الحصار، برزت مؤشرات مخيفة لقيادة رام الله على أن دوائر غربية متعددة باتت أكثر استعداداً لفتح قنوات اتصال مع حركة حماس. وما إن انتقلت القيادة الإسرائيلية إلى الليكود، والأميركية إلى إدارة أوباما، حتى أدرك عباس أن عليه إعادة ترتيب أوراقه على أساس عقد مصالحة توفر له تفويضاً وطنياً، وعلى أساس إحكام قبضته على حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، في الآن نفسه. من وجهة نظر الرئيس، الحصول على التفويض الوطني بات ضرورة الضرورات، وكل شيء آخر يمكن التوقيع عليه، بغض النظر عن وجود النوايا الجادة لتنفيذه. تعاملت مسودة الاتفاق التي وضعها الوسطاء المصريون مع مسألة المصالحة والتوافق باعتبارها قضية إجرائية تستند إلى عدد من المبادئ، بينها تشكيل هيئة مؤقتة لإدارة الحكم والإعمار في قطاع غزة، إجراء انتخابات، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية. ولكن هذه المبادئ لا تتعلق بطبيعة الأهداف الوطنية الفلسطينية في هذه المرحلة، ولا بالكيفية التي يتخذ بها القرار الوطني. وليس ثمة شك أن تراجع جنيف قد كشف في شكل واضح أن هذه هي مشكلة المشاكل الفلسطينية، وفي ضوء الانحياز العربي لمعسكر الرئيس الفلسطيني، فالمتوقع أن ينتهي اتفاق المصالحة إلى مطالبة حماس بتنفيذ التزاماتها في الاتفاق، بينما ستجد سلطة رام الله من المبررات ما يكفل تهربها من التزاماتها. فمن الصعب، مثلاً، تصور إجراء إصلاحات أمنية متزامنة في الضفة والقطاع، أو الإفراج عن معتقلي السلطة من عناصر وكوادر حماس والجهاد؛ وليس هناك ما يكفل إجراء انتخابات حرة؛ ويكاد يكون من المستحيل تصور تخلي الرئيس عباس عن التحكم في قرار منظمة التحرير الفلسطينية، لا كلياً ولا جزئياً. مشروع المصالحة الفلسطينية اليوم هو مشروع لتكريس مشروعية نهج القيادة الحالية للمنظمة والسلطة. إن كان هناك من منطق في هذه القراءة للوضع الفلسطيني، فإن هناك حاجة ضرورية وسريعة لإعادة تفكير كلية وشاملة في الاتجاه العام، الذي تسير إليه القضية الوطنية. في ضوء المعطيات الحالية، أصبح واضحاً أن السلطة لم تتقدم شيئاً بالقضية الفلسطينية، وأن تكلفة الحفاظ عليها أضحت باهظة. باستثناء قطاع غزة، الذي أصبح فعلياً وإن لم يكن قانونياً منطقة محررة، فقد انتهت السلطة إلى لعب دور الساتر �الوطني� للاحتلال. في ظل السلطة الفلسطينية، اتسع نطاق الاستيطان الإسرائيلي إلى درجة بات فيها من العبث التفكير بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية؛ في ظل السلطة، بات الفلسطينيون أنفسهم يلعبون دور الجلاد لمواطنيهم باسم المصلحة الوطنية؛ في ظل السلطة الفلسطينية لم يحدث انقسام عميق في الجسم الوطني وحسب، بل تحول جيل بأكمله من المناضلين الفلسطينيين إلى حكام مفسدين وضباط أمن ومرتكبين لكل أصناف جرائم التعذيب؛ وفي ظل السلطة الفلسطينية، بات ينبغي على الفلسطينيين لعب دور شاهد الزور لتبرئة العدو من دمائهم. السلطة الفلسطينية اليوم هي ضرر كبير على الفلسطينيين، الجدار الفاصل بين احتلال مستمر، مهيمن وتوسعي، وبين حق الشعب في النضال ضد الاحتلال. الفلسطينيون لا يريدون مثل هذه السلطة؛ وعلى السلطة أن تذهب. بيد أنه مهما كان مصير السلطة في المدى القريب، ففي ضوء المعطيات الحالية، لا بد من الإقرار بأن قيادة السيد محمود عباس للشأن الفلسطيني كانت سلسلة من الكوارث، سواء على مستوى السياسات التي يتبعها، على مستوى إدارته لشؤون حركة فتح ومنظمة التحرير، أو على مستوى علاقته بالقوى الفلسطينية الأخرى وبالشعب الذي يفترض أن يقوده. مهما كان الخيار الفلسطيني فيما يتعلق بالاستراتيجيات الكبرى لإدارة الصراع في المرحلة القادمة، فعلى عباس أن يذهب. بغض النظر عن جدل من هو البديل وكيف، فقد أصبح كل من سلطة الحكم الذاتي والرئيس عباس عبئاً على كاهل الوضع الوطني، عبئا ثقيل الوطأة. bmnafi@yahoo.co.uk (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2009)
الدولة في مواجهة العولمة
ابراهيم غرايبه
يطرح جي آر ماندل مجموعة من عيوب العولمة ومزاياها أيضا، فقد تجاهلت العولمة أو المنظمات التي تعبر عنها حقيقة ثابتة، وهي أن الدولة- الأم تبقى على الدوام الوحدة الأساسية في صنع القرار السياسي، ولا يمكن بحال التغاضي عن واقع أكيد يتمثل بوجود تفاوت في الأهداف الوطنية لكل أمة، فأي جهود تبذل ولا تأخذ باعتبارها التنوع الدولي محكوم عليها بالفشل والإحباط. وينظر الاقتصاديون نظرة إيجابية إلى تطور الأسواق المالية، رغم أنهم يشعرون بأخطارها المتزايدة، فهي تولد منافع أكيدة، وإن كانت لا تُؤسس لأعمال جديدة، ولا تزيد الطاقة الإنتاجية، ولكنها تشجع على تحريك المدخرات والتخصيص الفعال للاستثمارات. ورغم هذه المنافع الظاهرة في تحرير أسواق المال فإن أسواق رأس المال تتميز باللاتماثل المعلوماتي الذي يمكن أن يؤدي إلى تصحيحات حادة وتجاوزات تتخطى حدود الاعتدال، وفي بعض الحالات إلى أزمات مالية. وتؤكد الحقائق الثابتة بالتجرِبة وجود عدم استقرار مالي في البيئة المحدثة مؤخرا لتحرير أسواق رأس المال أكبر بكثير من السابق، وقد حلت في السنوات الأخيرة اضطرابات مالية، مثل الأزمة التي حلت بأميركا اللاتينية في السنوات 1979- 1981، وأزمة ديون الدول النامية التي بدأت في سنة 1982، والأزمة المالية في المكسيك في عامي 1994 و1995، والأزمة الآسيوية في عامي 1997 و1998، وتخلف روسيا عن سداد القروض المعلقة سنة 1998، والانخفاض الشديد في قيمة العملة في البرازيل عام 1999، ويبدو أن حدة الأزمات المالية وتكرار حدوثها تزايدت في العشرين سنة الماضية، وقد أفضت هذه الأزمات إلى اضطرابات اقتصادية حادة، وارتفاع معدلات البطالة، حتى إنها في كثير من الأحيان تسببت في عودة الفقر إلى الكثير من الأسواق الناشئة. والواقع أن الضرر الناتج عن هذه الأَزَمات المالية كان كبيرا جدًا، فقد جاء في تقرير صدر مؤخرا عن البنك الدولي أن الأثر الاجتماعي السلبي لأزمة شرق آسيا، والأزمات التالية التي حصلت في روسيا والبرازيل ثم الأرجنتين كبير جدا، ففي سنة 1998 التي أعقبت الأزمة الآسيوية حصل هبوط حاد في الإنتاج وارتفاع شديد في معدلات الفقر، وأصيب اقتصاد إندونيسيا بنكسة حادة، حيث انخفض إنتاجها بنسبة %15.1 عما كان عليه سنة 1997، وما أصاب تايلاند لا يقل ضررا عنها، فكانت النتيجة انحسار ذلك المد الذي استمر لعدة سنوات في العمل على تخفيض نسبة الفقر فيها. ويعترف صندوق النقد الدولي أن تدفقات رأس المال غير المقيدة تعرض البلدان للاضطرابات الخارجية، وقد يكون لها أثر في حدوث عدم الاستقرار، والأخطار الناتجة عن التدفقات المفاجئة نحو الخارج فد تكون مفهومة، إنما تدفقات رأس المال نحو الداخل تحمل معها أخطارا، فقد تسبب صعوبات في إدارة السياسة النقدية وصعوبات في ضبط التضخم إضافة لما قد يؤثر به في استقرار سعر الصرف والتنافسية التصديرية. وجاء في دراسة للصندوق عام 1997 أن هناك سببين يؤديان لإضعاف التفاؤل بمحفظة التمويل، أحدهما: احتمال حصول تغيرات في السوق العالمية للاستثمار، والتغير الحاصل في دورة الأعمال في العالم المتقدم، أو الاضطراب المالي، مثل: حصول هبوط مفاجئ في أسعار الأسهم، قد يسبب تزايدا كبيرا في بيع الأسهم، وفي مثل هذه الحال ربما تنضب فجأة تدفقات محفظة الاستثمار إلى دول العالم النامي، وقد تكون عواقب ذلك كارثية، أي تجد دولة نفسها فجأة بلا موارد مالية هي بحاجة إليها للحفاظ على مستوياتها الحالية في الاستهلاك والإنتاج. والسبب الثاني يتمثل في احتمال أن تتعرض دولة ذات أسعار صرف ثابتة لاعتداءات المضاربين على عملتها، وإذا حدث مثل هذا الهجوم فقد تنشأ حالة من عدم الثبات، مما يؤدي إلى إغلاق الباب بوجه تدفقات رأس المال. ليس الأوان متأخراً لإصلاح العولمة، فالمؤسسات التي تقتضيها العولمة ما تزال في طور البناء، والتكنولوجيات التي أوجدت هذا التكامل ما تزال حديثة نسبيا، والقواعد والهيكليات التي تنظم العمل الاقتصادي العالمي ما تزال في طور التكوين. وما يبدو واضحاً وملحاً وجوده في النظام الاقتصادي العالمي هو وجود آليات معينة تختص بالقضاء في النزاعات، والمراقبة وتصحيح الأنظمة، وإعادة تشكيل العولمة لتكون أكثر عدلاً وإنصافاً. وبالطبع فإن المقولة التقليدية بأن تحرير الأسواق هو كل ما يلزم لدفع عملية الازدهار أصبحت بحاجة لمراجعة، بل إن قضايا إصلاح العولمة أصبحت بعد عام 1997 أكثر القضايا إلحاحا وتعرضا للدراسة والنشر في المجلات المتخصصة ووسائل النشر العامة. وتتضمن قائمة الإصلاحات المقترحة تشكيل شركة دولية للتأمين على الودائع، ومحكمة دولية للإفلاسات، ووضع أنظمة التحكم على تدفقات رأس المال نحو الداخل أو نحو الخارج أو في كلا الاتجاهين، وإيجاد منظم عالمي للأسواق والمؤسسات المالية، وإحداث مصرف مركزي عالمي، وهي أفكار ليست جديدة، وإنما بدأت تطرح منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ibrahim.gharaibeh@windowslive.com (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2009)