الجمعة، 12 مارس 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N°3580 du 12 . 03 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:استمرار محاصرة المعارضين السياسيين والناشطين الحقوقيين

السبيل أونلاين :فيديو:فيصل العبيدي يتعرض لتعذيب فضيع بمقرات الداخلية التونسية

هند الهاروني:انتهاك للحرية الفردية عن طريق الحصار الأمني المتواصل

كلمة:هلاك الشاب عبد السلام تريمش الذي أحرق نفسه في بلدية المنستير

تونس في التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود للعام٢٠١٠

أ. ف. ب:قائمة مراسلون بلا حدود لـ « أعداء الإنترنت » تزداد

المولدي الزوابي :غلق مقاهي الانترنت ببوسالم

موقع دويتشه فيله:الصحفيون في تونس – هوامش حرية محدودة ومحرمات كثيرة

كلمة:مجموعة من المحامين تستنكر الاخلال القضائي في قضية اليخوت المسروقة

لطفي الحيدوري:ألبانيا تأوي تونسيّا مفرجا عنه من غوانتنامو

المرصد التونسي:معاناة عاملات مؤسسة العالمية للخياطة بقابس تتواصل

كلمة:استمرار غلق الاتحاد المحلي للشغل بالمكنين لأكثر من ثلاثة أشهر

الجـمـعـيـة الـتـونـسـيـة لـمـقـــــــــــــاومة الــــتــعــذيـــب:عيد النساء: …بأية حال عدت يا عيد؟!

د.منصف المرزوقي:كبار النفوس وكبار اللصوص

عبد الرءوف العيادي:الحملة القمعية الجديدة وشروط البديل السياسي

الصحبي عتيق:مدنيّة الدولة في الفكر السياسي الإسلامي 

سيمنار الذاكرة الوطنية وتاريخ الزمن الحاضر مع الأستاذ أحمد الكحلاوي حول نقابة التعليم الثانوي ودوره النقابي والوطني

العربي القاسمي:خــاطــرة:ضـــاق صـــدري

عبدالحميد العدّاسي :من دروس الحياة

مراد رقية:فضيحة القرن ونكتة القرن

المرصد التونسي:غريبان في حالة سكر يقتحمان حرمة مدرسة اعدادية في تالة

المرصد التونسي :المهندسون التونسيون الشباب يواجهون عقود عمل وهمية

القدس:وزراء الداخلية العرب يُقرون الثلاثاء خطة جديدة لمكافحة الإرهاب

العرب:حذر أجهزة الأمن المصرية من القمع البرادعي يعلن تضامنه مع طبيب تعرض للتعذيب

عبد الفتاح ماضي:البرادعي وإمكانية التغيير في مصر

منير شفيق:أين الأولوية بين الدولة الفلسطينية وتحرير الأرض؟


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

 
جانفي 2010


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 26 ربيع الأول 1431 الموافق ل 12 مارس 2010

استمرار محاصرة المعارضين السياسيين والناشطين الحقوقيين


يستمر جهاز البوليس السياسي في تطبيق سياسة التضييق على مكونات المجتمع المدني في تونس من خلال محاصرة المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ومن بين الذين يخضعون حاليا للمحاصرة والمراقبة اللصيقة والمتابعة الممنهجة السيد علي العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة والسجينين السياسيين السابقين السيدين الصحبي عتيق والعجمي الوريمي والسيد عبد الكريم الهاروني الكاتب العام لمنظمة حرية وإنصاف والسيد عمر القرايدي عضو مكتبها التنفيذي، كما استأنف أعوان البوليس السياسي مراقبتهم ومضايقتهم للأستاذ العياشي الهمامي بعد هدنة دامت قرابة الأسبوع. وحرية وإنصاف 1) تدين بشدة المضايقات المستمرة والممنهجة التي يتعرض لها المعارضون السياسيون والمدافعون عن حقوق الإنسان بما يهدد حريتهم وأمنهم وأبسط حقوق المواطنة التي تضمنها لهم قوانين البلاد والمعاهدات الدولية. 2) تعتبر هذه المضايقات جزءا من حملة واسعة تنتهجها السلطة للتضييق على مكونات المجتمع المدني من أجل فرض الرأي الواحد وخنق الرأي المخالف. 3) تدعو مكونات الحركة الحقوقية في تونس وفي العالم للتضامن مع كل المتضررين من هذه السياسة التي تهدف إلى إسكات الرأي المخالف، كما تدعو السلطة إلى وضع حد لهذه السياسة المخالفة للدستور وللالتزامات الدولية والاستجابة لمطالب مكونات المجتمع المدني في احترام الحريات وحقوق الإنسان وفي مقدمتها حرية التعبير والتنظم والاجتماع والتظاهر السلمي والسفر وسن العفو التشريعي العام.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

فيديو:فيصل العبيدي يتعرض لتعذيب فضيع بمقرات الداخلية التونسية


السبيل أونلاين – تونس – خاص شهادة زوجة فيصل العبيدي – للمشاهدة…الرابط على اليوتوب http://www.youtube.com/watch?v=AO4X3e-Ihtc إعتقلت فرقة أمن الدولة التابعة لوزارة الداخلية الشاب فيصل العبيدي من منزله الكائن بمنطقة الوردية بضواحي العاصمة التونسية وذلك يوم الإثنين 08 مارس 2010 على الساعة الرابعة فجرا ، وقد أحدثت الفرقة هلعا شديدا عند أفراد عائلته ولدى الجيران وبخاصة أن أعداد الأعوان الذين إقتحموا المنزل كان كبيرا وفي ساعة متأخرة من الليل ، وقد إتسمت طريقة الإعتقال بالإستعراض والهمجية . وتعرض العبيدي إلى تعذيب فضيع دللت عليه المكالمة الهاتفية التى أجراها مع والدته بعد أن حضر أعوان أمن الدولة إلى منزلها ليطلبوا منها تسليمهم « وحدة تخزين » الحاسوب التى قام بفصلها عن الجهاز الذي حجز معه عند إعتقاله ، وحين إعترضت قام أحد المسؤولين الأمنيين بتمكين والدة العبيدي من هاتف جوال سمعت من خلاله إستغاثة إبنها لهول ما أصابه من تعذيب شديد وطلب منها تسليمهم « وحدة التخزين » حتى يوقفوا عنه التعذيب فإستجابت لذلك . الجدير ذكره أن العبيدي قد أعتقل سنة 2007 وحوكم بستة أشهر سجنا ووقع إيقافة للمرة الثانية في مارس 2009 وأمر حاكم التحقيق بإخلاء سبيله بعد أسبوع من الإحتفاظ لإنتفاء الأدلة ، ليعتقل مجددا يوم الإثنين الماضي وقد أكد والده وكذلك زوجته أن تكرر الإعتقالات والمضايقات تأتي على خلفية إلتزام فيصل العبيدي بممارسة شعائره الدينية وإعفائه لحيته وحفظه لكتاب الله منذ بلوغه سن 14 سنة  . وقد إتصلت زوجة العبيدي بمراسل السبيل أونلاين في تونس زهير مخلوف لتشرح له ظروف إعتقال زوجها البالغ من العمر 23 سنة ، وهول ما تعرضت له هي وإبنها الرضيع ووالدة فيصل ووالده وإخوته وجيرانه من هلع ورعب ، وكان لنا معها هذا التسجيل المصوّر : من مراسلنا في تونس  زهير مخلوف – بالتعاون مع الأستاذة إيمان الطريقي    (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 12 مارس 2010 )


انتهاك للحرية الفردية عن طريق الحصار الأمني المتواصل

 


هند الهاروني- تونس بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد صادق الوعد الأمين تونس في الجمعة  26 ربيع الأول 1431-12 مارس 2010 ، اليوم الجمعة 12 مارس2010 ، يستمر الحصار الأمني المضروب على أخي عبد الكريم الهاروني الناشط الحقوقي و السجين السياسي السابق حول مقر عمله بضفاف البحيرة  و لكن باستعمال السيارة المدنية البيضاء اللون –بيجو 306 رقم 2078 تونس 88 و السيارة المدنية  بيضاء اللون-4 أبواب- ايسزو رقم 7561 تونس 63 بالتناوب لمواصلة الحصار الأمني أمام مقر العمل ثم متابعة أخي عبد الكريم عند مغادرته له. لا أحد يجهل ما يتضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من : المادة 3. لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه. المادة 5. لايعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة. المادة 7. كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة، كما أن لهم جميعا الحق في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا الإعلان وضد أي تحريض على تمييز كهذا.  


هلاك الشاب عبد السلام تريمش الذي أحرق نفسه في بلدية المنستير


حرر من قبل التحرير في الخميس, 11. مارس 2010 توفي يوم الخميس 11 مارس 2010 على الساعة الـ 12 الشاب عبد السلام تريمش الذي أحرق نفسه بالبنزين داخل بهو بلدية المنستير يوم 3 مارس 2010. وكما ذكرنا في نشرات سابقة فإن الهالك أقدم على حرق نفسه بعد أن يئس من سلطات المكان التي لم تمكنه من رخصة كشك لبيع الأكلة الخفيفة، و قد علمنا أن السلطة بدأت تحقيقا في القضية شمل كل أعضاء بلدية المنستير و بائع المحروقات الذي اشترى منه الهالك كمية البنزين.  و تخشى عديد الاطراف ان يقع تحميل كل المسؤولية للكاتب العام للبلدية وحده وذلك لاعتبارات جهوية و قبلية بالاساس.  وذكرت مصادرنا أن الهالك متزوج حديثا وهو من عائلة رياضية حيث أن اخته بطلة افريقيا للتجديف و اخوه أحمد تريمش لاعب كرة سلة بالاتحاد المنستيري. و هو من عائلة مناظلة حيث أن جده يعتبر احد ابطال النظال بالمنستير و الساحل و تحمل اسمه عديد الشوارع و الساحات. وقد علمنا أن بعض أهالي المنستير تحولوا بعد أن علموا بنعي عبد السلام الى مقر البلدية حيث وقفوا وقفة احتجاجية ببهوها الذي شهد الحادثة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 مارس 2010)

تونس في التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود للعام٢٠١٠

 


المساحة: 163610 كلم2 عدد السكان: 10215000 نسمة اللغة: العربية رئيس الدولة: زين العابدين بن علي (منذ 7 تشرين الثاني/نوفمبر 1987) المرتبة 154 من 173 في التصنيف العالمي الأخير منذ تسلّم زين العابدين بن علي مقاليد السلطة في العام 1987، لم يحرَز أي تقدّم ملحوظ في مجال حرية الصحافة. وقد أخذت البلاد تشهد على تقلّص مساحة الحريات فيها منذ إعادة انتخابه في تشرين الأول/أكتوبر 2009. مع أن انفتاح القطاع المرئي والمسموع والصحافة المكتوبة على المجموعات الخاصة قد بشّر حرية الإعلام ببعض الخير، إلا أن أي تقدّم لم يحرَز في هذا المجال بعد. الواقع أن مجمل المؤسسات الإعلامية تخضع مباشرة للحكومة أو لمقرّبين من الرئيس فيما تعاني الصحف الثلاث التابعة للمعارضة والمرتبطة بأحزاب سياسية الأمرّين لتجاوز الحواجز المتعددة التي تقيمها السلطات لإضعافها. فهي تعتبر نوعاً ما من عناصر الديكور التي تسمح للسلطات بالتباهي بتعددية مزيّفة ترضي الحلفاء الغربيين لتونس الذين يظهرون وداعة حيالها. وفي هذا السياق، لم تحصل الجريدة المستقلة كلمة التي تتولى سهام بن سدرين إدارتها على التراخيص اللازمة لصدورها. وينطبق الوضع نفسه على القطاع المرئي: وحدها قناة الحوار التونسي المستقلة المحظورة في البلاد متوفرة عبر الأقمار الصناعية. ومع أن أربع إذاعات تتشارك أثير الأف الأم مع تسع إذاعات حكومية، بيد أنها تعود جميعها إلى مقرّبين من الرئيس بينما تضطر الإذاعة المستقلة الوحيدة كلمة للبث على الإنترنت منذ أيلول/سبتمبر 2008 بعد أن قامت الشرطة باحتلال مقرها. إن السلطات التي لم تكتف بالسيطرة على الصحافة باتت سيدة في فن مراقبة الشبكة. فإذا بها تخضع مواقع المعارضة للترشيح وتفرض الرقابة على المقاهي الإلكترونية وتحتفظ بهوية متصفّحي الإنترنت. ودائماً ما تتعرّض بعض المواقع المحلية لتبادل البيانات شأن دايلي موشن ويوتيوب وفايسبوك للحجب بسبب نشرها محتويات تنتقد سياسة رئيس الدولة. ولا تفلت الرسائل الإلكترونية من قبضتها. أما الصحف الأجنبية فتصطدم دائماً بالتدابير الرقابية كلما نشرت مقالات انتقادية حيال السلطة التونسية. ويخضع الصحافيون الأجانب ولا سيما الفرنسيون منهم للرقابة عندما يغطون المواضيع السياسية. إن الرئيس زين العابدين بن علي لا يحبّذ الانتقاد. وكل من يلجأ إليه من الصحافيين يدفع الثمن غالياً: فيقطع خطه الهاتفي، ويصادر جواز سفره، ويحظر عليه مغادرة الأراضي التونسية، ويخضع لمراقبة الشرطة، ويتعرّض للتنكيل والاعتداء، ومؤخراً السجن. وبهذا، أصبحت مهنة الصحافة المستقلة مهنة المعاناة في تونس كما أثبتته التدابير القمعية اللاحقة للانتخابات. عشية الانتخابات الرئاسية في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2009، أعلن زين العابدين بن علي محذّراً مناهضيه أن القانون سيطبّق ضد كل من يطلق اتهامات أو يبدي شكوكاً في سلامة العملية الانتخابية من دون التقدّم بأي إثباتات ملموسة. وما إن أعيد انتخابه بنسبة 89.62 بالمئة من الأصوات حتى سارع رجال النظام إلى وضع هذه التهديدات قيد التنفيذ. ومنذ إعلان النتائج، وقع عشرة صحافيين على الأقل ضحية أعمال انتقامية لا سابق لها على مدى عهد زين العابدين بن علي. أخذت القضايا الملفّقة تنهمر على الصحافيين أبرزهم توفيق بن بريق الذي تعرّض للتوقيف والسجن في 29 تشرين الأول/أكتوبر بتهم « انتهاك الآداب العامة » و »القدح والذم » و »الاعتداء » وإلحاق الأضرار بأملاك الغير » لاعتدائه المزعوم على سائقة سيارة. وفي 26 تشرين الثاني/نوفمبر، حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر مع النفاذ. فإذا به يدفع ثمن التزامه وحرية تعبيره. وبهذا الحكم، تنضم تونس مجدداً إلى نادي الدول التي تسجن صحافييها بسبب جنحة رأي.
 

(المصدر:موقع منظمة مراسلون بلا حدود بتاريخ 12 مارس 2010) الرابط:http://arabia.reporters-sans-frontieres.org/article.php3?id_article=31657  


قائمة مراسلون بلا حدود لـ « أعداء الإنترنت » تزداد

 


باريس – أ. ف. ب – أضافت مراسلون بلا حدود بلدانًا جديدة هذه السنة إلى قائمتها للدول التي تنتهك حرية التعبير على الانترنت، واضعة روسيا وتركيا « تحت المراقبة ». وذكرت مراسلون بلا حدود في تقريرها للعام 2009 « هذه السنة قائمة أعداء الانترنت وأسوأ منتهكي حرية التعبير على الانترنت » معددة « بورما، الصين، كوريا الشمالية، كوبا، مصر، ايران، اوزبكستان، سوريا، تونس، تركمانستان، فيتنام ». وتابعت « ان قيام عدد متزايد من البلدان بتشديد السيطرة على الانترنت، يقابله تزايد قدرات التعبئة لدى مواطنين الكترونيين يثبتون عن حس ابتكار وتضامن متناميين ». وتشمل قائمة المنظمة للدول التي تفرض رقابة من نوع ما على الانترنت ستين دولة العام 2009، اي ضعف عدد العام السابق. وصدر التقرير للسنة الثالثة على التوالي بمناسبة اليوم العالمي ضد « الرقابة على الانترنت » الجمعة في 12 اذار/مارس. واشارت « مراسلون بلا حدود » بالاتهام الى أن دول مثل كوريا الشمالية وبورما وتركمانستان لا تتردد في قطع الانترنت عن جميع مواطنيها. وجاء في التقرير ان هذه الدول « تستخدم عدم تطور البنى التحتية ذريعة، لكن هذا يؤدي الى ازدهار السوق السوداء للاتصالات، كما يحصل في كوبا او على الحدود بين الصين وكوريا الشمالية ». وذكرت المنظمة بين الدول « قيد المراقبة » عددًا من الديمقراطيات مثل استراليا « بسبب عزم الحكومة على اعتماد نظام متطور لمراقبة الانترنت، وكوريا الجنوبية حيث تحكم قوانين شديدة الصرامة نشاطات رواد الانترنت فتطعن في كتمان هويتهم وتدفع على الرقابة الذاتية ». ويتناول التقرير ايضًا تطور الشبكات الاجتماعية التي « وضعت في متناول الشعوب ادوات تعاون تسمح باعادة النظر في النظام الاجتماعي ». وذكر في هذا السياق ان موقع « فايسبوك تحول الى موقع تجمع للناشطين الذين يحظر عليهم النزول الى الشارع ». واخذ التقرير على روسيا الاعتقالات والملاحقات التي تطاول اصحاب مدونات الكترونية واغلاق مواقع توصف بانها « متطرفة » غير انها ليست كذلك على الدوام. واشار التقرير الى ان « دعاية النظام تزداد حضورًا على شبكة الانترنت، وثمة خطر حقيقي بان يتحول الانترنت الى اداة سيطرة سياسية ». وندد التقرير باغلاق تركيا الاف المواقع منها موقع يوتيوب، ما تسبب بادراجها على قائمة الدول قيد المراقبة. واعتبرت المنظمة بعض الدول على قدر خاص من التطور في ما يتعلق بتقنيات السيطرة على استخدامات الانترنت، وفي طليعتها الصين وتونس. وذكرت « مراسلون بلا حدود » ان « المواطنين الالكترونيين يدفعون ثمن هذا القمع المتزايد » مشيرة الى انه « للمرة الاولى منذ ابتكار الانترنت، يوجد حوالى 120 من اصحاب المدونات الالكترونية ورواد الانترنت والمنشقين على الانترنت خلف القضبان ». ولفتت المنظمة الى ان « اكبر سجون في العالم للمواطنين الالكترونيين هي الصين التي تتصدر سواها بفارق كبير مع 72 معتقلاً، تليها فيتنام وايران ».
(المصدر: وكالة فرانس برس أ ف ب بتاريخ 12 مارس 2010)
 


غلق مقاهي الانترنت ببوسالم


حرر من قبل المولدي الزوابي في الخميس, 11. مارس 2010 أغلقت السلطات الأمنية يوم الأربعاء 10 مارس الجاري مقاهي الانترنت بمدينة بوسالم باستثناء محلّ واحد يديره ابن مسؤول بالحزب الحاكم داخل مبنى شعبة حزبية، وهو لا يخضع لأيّ ترتيب قانوني، وفق بعض المصادر. وكانت فرقة أمنيّة بالزي المدني حضرت يوم الأربعاء داخل مقاهي الانترنت وفحصت الحواسيب بدعوى تنفيذ تعليمات رئاسية، حسب ما ذكر شهود عيان.  وقد تم إثر ذلك إجبار خمسة مستثمرين شبان من حاملي الشهادات العليا المشرفين على تلك المقاهي على توقيع التزامات داخل مركز شرطة بوسالم تعهدوا فيها بعدم إعادة فتح محلاتهم للعموم.  وحسب مصادر مطّلعة فإنّ الإجراء المتخذ يأتي في الوقت الذي يعتزم فيه أحد المسؤولين الحكوميين بجندوبة بعث مقهى أنترنت طاقة استيعابه للزائرين تفوق مجمل المحلات التي تم غلقها. ويُتوقع أن يتفرغ المسؤول المذكور لمشروعه بعد نحو شهر من الآن بالتزامن مع إحالته على التقاعد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 مارس 2010)


الصحفيون في تونس – هوامش حرية محدودة ومحرمات كثيرة

 


 بعد إعادة انتخاب الرئيس زين العابدين بن علي في أكتوبر الماضي، راود الكثيرين من المراقبين الأمل بتخفيف القيود المفروضة على حرية الصحافة في تونس، لكن الواقع لم يتغير وما زال الصحفيون يحاولون بكل السبل الحصول على المعلومات. إذا كنت كاتبا في تونس، فبإمكانك أن تعالج موضوعات ثقافية أو تناقش قضايا التعليم أو أن تتناول في مقالاتك المسائل الاقتصادية في حدود معينة، لكن الخط الأحمر يبرز بوضوح عندما يتعلق الأمر بالسياسة أو بالمشاكل في البلاد. وهناك عدد كبير من تلك الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها بأي حال من الأحوال. وراود الأمل الكثير من المراقبين في أن يخفف الرئيس زين العابدين بن علي من القيود المفروضة على حرية الصحافة، بعد إعادة انتخابه (بنسبة تصل إلى 90% حسب المصادر الرسمية) في أواخر شهر أكتوبر الماضي، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث. وهكذا لم يتبق أمام الصحفيين سوى الاستمرار والمحاولة بكل السبل للحصول على المعلومات، وهذا يمكن أن يحدث حتى عندما يتعلق الأمر بمواضيع غير حساسة كالسياحة مثلا. قضايا مسكوت عنها أسماء ريدان صحفية تونسية ولدت وترعرعت في المدينة القديمة وسط العاصمة تونس، لذا فهي تعرف ذلك الجزء من المدينة عن ظهر قلب، الأزقة والمخارج والمداخل. وهي تتابع كل الفعاليات التي تقام فيها من كرنفالات وغيرها، وذلك من منطلق عملها كصحفية متخصصة في الشؤون الثقافية بصحيفة „Le Renouveau“ أي « التجديد » الناطقة بالفرنسية. إن تخصص أسماء في الشؤون الثقافية لم يكن محض صدفة، فكما تقول تشكل الثقافة أكبر مجال يمكن الحصول فيه على بعض الحرية. وكانت أسماء تتمنى لو أتيحت لها الفرصة للكتابة في صحيفة مقربة من الحكومة، حول موضوعات أخرى بجانب تلك التي تتناول الكتب والأفلام والمهرجانات، إلا ان ذلك أمر بعيد المنال، إذ إن هناك عدد كبير من الموضوعات المهمة التي يتم ببساطة تجاهلها من قبل وسائل الإعلام التونسية. وكما ترى أسماء « هناك الكثير من الموضوعات المسكوت عنها، منها مثلا قضية الأمهات اللاتي يعلن أسرهن بمفردهن، أو أيضا قضية مثليي الجنس، وقائمة المحظورات طويلة، فنحن لا نتحدث أيضا حول الرجال المضطهدين في تونس، والبطالة وكيف يعيش العاطلون عن العمل. إن « حرية الصحافة » مصطلح غريب على الشعب التونسي الذي يبلغ تعداده 10 ملايين نسمة. على الرغم من أن تونس تعتبر متقدمة بمراحل في مجالات مختلفة أخرى بالمقارنة مع البلدان العربية الأخرى، خصوصا في مجالات التعليم والاقتصاد ومحاربة الفقر. و كانت تونس أيضاً رائدة فيما يتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة. ومن هنا جاءت آمال الكثيرين بأن تشهد البلاد أيضا المزيد من الانفتاح في مجال حرية الصحافة، بعد إعادة انتخاب الرئيس بن علي قبل حوالي ستة أشهر. إلا أن العديد من المراقبين يعتقدون بأن الرئيس لم يقدم على خطوة من ذلك القبيل، لخشيته من إفلات زمام السلطة من بين يديه، خصوصا وأن الصورة لم تتضح بعد بشأن من سيخلفه على كرسي الحكم. ثالوث المحرمات وفي قائمة منظمة « مراسلون بلا حدود » جاءت تونس في المرتبة 154 ضمن 175 دولة، وتعتبر هذه المرتبة متأخرة للغاية حتى بالمقارنة مع محيطها العربي. وطبقا لمنظمات غير حكومية ناشطة في مجال الحريات، فإن الرئيس زين العابدين بن علي يعتبر من بين 40 شخصية على نطاق العالم توصف بأنها معادية بشكل خاص لحرية الصحافة. وكان للصحفي منير سويسي تجربته مع مقص الرقابة، فالخطوط الحمراء في تونس هي نفسها الخطوط الحمراء في بقية البلدان العربية، كما يلخص الصحفي التونسي. وهو يعدد أضلاع مثلث الممنوعات أو ما يعرف بثالوث المحرمات بالقول » لا يسمح بنشر أخبار غير طيبة عن رئيس الدولة أو الملك، كما يحظر تناول كل ما يمس الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. وأخيرا الحديث حول غياب حرية الصحافة ممنوع. » هامش أكبر من الحرية لكن ومن منطلق عمله كمراسل لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، فإن سويسي يتمتع بهامش أكبر من الحرية مقارنة بزملائه الآخرين. وهو يعلق على تغير أسلوب معاملته منذ بدء تعاونه مع وكالة الأنباء العالمية الشهيرة قائلا »هم يحترمونني الآن ويقدمون لي المساعدة، لا أدري ما الدافع وراء ذلك، ربما يريدون أن يظهروا بأن هناك صحفيين في تونس يمكنهم العمل بحرية ولا بد أن أقول هنا إنني محظوظ لعملي لدى وكالة أنباء عالمية كبيرة مثل (د ب أ). » ثم يشير الصحفي التونسي الى أنه عمل لدى جهات إعلامية رسمية كثيرة، إلا أن عمله الحالي لا علاقة له البتة بالجهات الرسمية. الكاتبة: آنا آلملينغ/ نهلة طاهر مراجعة: منى صالح (المصدر: موقع دويتشه فيله (ألمانيا) بتاريخ 11 مارس 2010) الرابط:http://www.dw-world.de/dw/article/9799/0,,5336892,00.html
 


مجموعة من المحامين تستنكر الاخلال القضائي في قضية اليخوت المسروقة


حرر من قبل طه البعزاوي في الخميس, 11. مارس 2010 ذكرت مجموعة من المحامين التونسيين في بيان لها أنه خلال نظر القضاء التونسي يوم 30 جانفي 2010 في القضية التي أصبحت معروفة لدى الرأي العام بقضية اليخوت المسروقة، التي أحيل فيها صهري الرئيس التونسي معز وعماد الطرابلسي ونوفل بن عبد الحفيظ أن المحاكمة شهدت تجاوزا خطيرا، تمثل في تنصيص المحكمة على حضور المتهمين عماد ومعز الطرابلسي في حين أنهما لم يحضرا للمحكمة أصلا، وهو ما يشكل حسب الموقعين على البيان جريمة تدليس موجبة للسجن المؤبد حسب قوانين البلاد. ونددت المجموعة الموقعة على البيان بالحادثة، واعتبرتها مسّا بسيادة القانون وبما ينبغي أن يكون عليه القضاء من هيبة و مصداقية و التي من شأنها أن تعمق ظاهرة عدم ثقة المواطنين في القضاء و تزيد في تشويه صورة البلاد و في تغييب الإحساس بالأمان على النفس والمال.
 

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 مارس 2010)


ألبانيا تأوي تونسيّا مفرجا عنه من غوانتنامو


حرر من قبل لطفي الحيدوري في الخميس, 11. مارس 2010 يقيم التونسي صلاح ساسي المفرج عنه منذ أسبوعين من معتقل غوانتنامو في أحد مراكز الإيواء بالعاصمة الألبانية تيرانا، وستتواصل إقامته بهذا المركز إلى حين ترتيب استقراره النهائي في ألبانيا. وعلمت كلمة أنّ صلاح ساسي سيمنح مسكنا خاصا باتفاق بين السلطات الأمريكية والألبانية.  و قد تم إطلاق سراح ساسي يوم 24 فيفري الماضي بعد نحو ثمانية أعوام من اعتقاله من قبل القوات الأمريكية، وجاء ذلك بعد سنوات من تبرئته من تهمة المقاتل العدوّ، وإحجام الإدارة الأمريكية عن ترحيله إلى تونس.  وقد تمكن وفد من إحدى المنظمات المساندة لمعتقلي غوانتنامو من مقابلة المواطن التونسي في ملجئه.  وكان قد تم ترحيل اثنين من المعتقلين التونسيين بغوانتنامو إلى بلادهم في جوان 2007 باتفاق رسمي، لكنّ ظروف التحقيق معهما ومحاكمتهما كثفت من ضغوط المنظمات الحقوقية على السلطات الأمريكية لمنع ترحيل بقية التونسيين الذين يرفضون بدورهم العودة إلى تونس. وبعد مرور أزيد من عام على وعد الرئيس الأمريكي بغلق معتقل غوانتنامو يتواصل اعتقال سبعة من المعتقلين التونسيين من ثمانية أعوام.  وتقول مصادر حقوقية إنّ السلطات الأمريكية لا تزال تفاوض بعض الدول الأوروبية لاستقبالهم.  جدير بالذكر أنّ صلاح ساسي هو ثالث تونسي يمنع ترحيله إلى بلده خلال الشهرين الماضيين خشية التعرض لسوء المعاملة.  فمنذ أسابيع تم إطلاق سراح محمد علي حرّاث اللاجئ السياسي ببريطانيا بعد أن اعتقل في جنوب إفريقيا بموجب بطاقة جلب دولية أصدرتها السلطات التونسية.  ورغم أنّ حرّاث مدان بنحو 80 سنة سجنا في بلده لم يكن ذلك كافيا للإقناع بمواصلة اعتقاله أو تسليمه. وفي 24 ديسمبر الماضي رحّلت السلطات الفرنسية الشاب ياسين الفرشيشي إلى السنغال بعد أن قضت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بمنع ترحيله إلى تونس بسبب ما قد يهدد سلامته.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 مارس 2010)


معاناة عاملات مؤسسة العالمية للخياطة بقابس تتواصل


مؤسسة العالمية للخياطة بقابس تشغل قرابة 200 عاملة منهم اكثر من 150 مترسمات دخلت منذ اواخر 2009 في صعوبات مالية حسب زعم المؤجر الذي قام منذ 4 جانفي بغلق المؤسسة دون اعلام التفقدية الجهوية للشغل والطرف النقابي ونقل اهم المعدات الى مصنع جديد اقامه في ولاية بنعروس وترك العاملات امام مصير مجهول . وامام هذه الوضعية نفذت العاملات عدة اعتصامات في مقر العمل والاتحاد الجهوي للشغل بقابس للمطالبة بتوضيح وضعيتهن وصرف مستحقاتهن المالية المتاخرة وامام هذا الضغط قام المؤجر بامضاء اتفاق مع الطرف النقابي والتفقدية الجهوية للشغل يلتزم بمقتضاها بخلاص المستحقات المالية المتاخرة للعلاملات على 3 مراحل وكانت الدفعة الاولى يوم 5 مارس 2010 حيث كان من المفروض ان تتحصل العاملات على 30 في المائة من مجموع مستحقاتهن المالية لكن المؤجر اخل بهذا الاتفاق ولهذا نفذت العاملات اليوم الجمعة 12 /03 / 2010 اعتصاما امام مقر العمل المغلق ثم بدار الاتحاد الجهوي للشغل بقابس للمطالبة بتنفيذ هذه الاتفاقية وقد اطر ت النقابة الاساسية والمكتب التنفيذي الجهوي هذا الاعتصام وتمسك الاتحاد الجهوي بوجوب حصول العاملات على مستحقاتهن المالية في اقرب وقت. نقابي قابس — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


استمرار غلق الاتحاد المحلي للشغل بالمكنين لأكثر من ثلاثة أشهر


حرر من قبل التحرير في الخميس, 11. مارس 2010 تقدم أعضاء الاتحاد المحلي للشغل بالمكنين نهاية شهر نوفمبر المنصرم باستقالة جماعية لكل من الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل والأمين العام المساعد المكلف بالنظام الداخلي. وبرروا استقالتهم باحتجاجهم على تصرفات السيد سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي الذي يتعمد عرقلة نشاطهم ويسعى لضرب مصداقيتهم تجاه منظوريهم. وقد تمت الموافقة على الاستقالة بشكل اعتبره المهتمون بالشأن النقابي مناقضا لأحكام الفصل 54 من النظام الداخلي للاتحاد العام التونسي للشغل الذي ينص على عدم قبول الاستقالة الجماعية.  بعد قبول الاستقالة عمد الكاتب العام الجهوي إلى تغيير أقفال مقرالاتحاد المحلي بالمكنين مما أبقاه مغلقا لأكثر من 3 أشهر.
 

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 مارس 2010)
 


الجـمـعـيـة الـتـونـسـيـة لـمـقـــــــــــــاومة الــــتــعــذيـــب

عيد النساء: …بأية حال عدت يا عيد؟!


على غرار مثيلاتهن في العالم، تحيي التونسيات اليوم العالمي للمرأة ولكن في ظروف ما انفكت تتردّى على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، فهن الضحية الأولى لغلاء المعيشة والبطالة والفقر والتهميش، وهن محرومات من ممارسة حقوقهن السياسية والمدنية… في حين تواصل السلطة استغلال قضية النساء للدعاية وتقديم النظام كمحرر لهن ونصير لحقوقهن. وقد شهدت السنة المنقضية المزيد من التنكيل بالمدافعات وتعرضهن للعنف ولحملات التشهير على أعمدة بعض الصحف المقرّبة من نظام الحكم، بلغت حد تخوينهن، والقدح في أعراضهن، بل وحتى التحريض على اغتيالهن. فيما بقيت كلّ الشكاوى التي تقدّمن بها للقضاء ضد هذه الانتهاكات طي النسيان. واحتجاجا على طردهما من الشغل على خلفية نشاطهما الحقوقي، تقوم اليوم زكية الضيفاوي (أستاذة تعليم ثانوي، وعضوة بالجمعية التونسية لمقاومة التعذيب، ومراسلة جريدة « مواطنون ») وغزالة المحمدي (مناضلة حقوقية وسياسية) بإضراب عن الطعام، للمطالبة بإرجاعهما إلى سالف عملهما. وكانت الضيفاوي قد حوكمت بالسجن لمدّة أربعة أشهر سنة 2008 إثر مشاركتها في مسيرة نسائية بالرديف (الحوض المنجمي – بالجنوب التونسي) للمطالبة بإطلاق سراح مساجين الحركة الاجتماعية الاحتجاجية التي شهدتها المنطقة بين جانفي وجوان 2008، وبالإضافة إلى ذلك فقد تعرّضت عديد المرات إلى التفتيش الجسدي بشوارع العاصمة وأنهجها الخالية من المارّة واقتيدت في إحداها إلى مركز الشرطة « شارل ديغول » بتونس العاصمة حيث قامت عونتا أمن بتفتيشها بعد إجبارها على نزع كامل ثيابها وذلك بحثا عن آلات تسجيل أو تصوير باعتبارها تشتغل مؤقّتا مع « راديو كلمة »، إلى أن أجبرت على التخلّي نهائيا عن هذا العمل، كما مُنعت هذه الأخيرة أكثر من مرّة من الدّخول إلى مقرات جمعيات المجتمع المدني (جمعية النساء الديمقراطيات…). أما غزالة المحمدي فقد أطردت من العمل بالجمعية التنموية بقفصة (320 كلم جنوب تونس) يوم 30 أكتوبر 2008 بسبب نشاطها لفائدة معتقلي الحوض المنجمي. وكثيرا ما تعرّضت للعنف الشديد من قبل مسؤولين أمنيين بالمنطقة من أمثال فاكر فيّالة ومحمد اليوسفي وحسين النصيري، دون أن يقع إنصافها بفتح تحقيق جدّي في الشكاوى التي تقدّمت بها ضدّهم، رغم خطورة الآثار التي خلّفتها لها تلك الاعتداءات (كسر على مستوى الأنف…). وتتعرّض فاتن حمدي الصحفية بـ »راديو كلمة » من ناحيتها إلى المزيد من الهرسلة والاستفزاز لمنعها من القيام بعملها، كما تعرّضت في العديد من المرات إلى الإيقاف والتعنيف والسب والشتم باستعمال عبارات منافية للحياء بالطريق العام على يد أعوان أمن بالزي المدني، كان آخرها الاعتداء الذي تمّ ضدها بينما كانت تقوم بتحقيق ميداني حول غلاء أسعار السكّر والحليب. ولم تتمتّع هي الأخرى بحماية القضاء، فالشكوى التي تقدّمت بها منذ شهر نوفمبر 2008 مدعّمة بشهادة طبيّة لم يتبعها تحقيق إلى حدّ هذا التاريخ. وتتم هرسلة المحاميتين نجاة العبيدي وإيمان الطريقي بسبب نشاطهما صلب جمعية « حرّية وإنصاف »، من ذلك أن شخصا « مجهولا » هدّدهما بتاريخ 10 فيفري 2009 شاهرا سكينا ومتفوّها بعبارات نابية. وهو ما يزال ينعم بالحرية رغم تقديم شكوى قضائية ضده. و من ناحية أخرى، تحرم المحاميتان أحيانا من حقهما في زيارة منوّبيهما وخاصّة منهم أولئك الذين يتعرضون إلى التعذيب وسوء المعاملة، وقد بلغ الأمر بالإدارة العامة للسجون حد حرمان المحامية نجاة العبيدي من حقها في الزيارة مدّة ثلاثة أشهر كاملة غير عابئة بالقانون الذي لا يسمح بذلك البتّة. وكان للطالبات الناشطات صلب الاتحاد العام لطلبة  تونس نصيبهن من المحاكمات الجائرة والاعتقال التعسفي والعنف اللفظي، فقد حوكمت الطالبة جواهر شنّة بعام وثمانية أشهر سجنا من قبل المحكمة الابتدائية بالمهدية بتاريخ 2 ديسمبر 2009. كما أصدرت محكمة منوبة الابتدائية بتاريخ 21 ديسمبر 2009 حكما بالسجن لمدّة عام على أماني رزق الله وأمال العلوي وحنان الظاهري وأسماء العرضاوي إثر مساندتهن لاعتصام قامت به مجموعة من الطالبات بمبيت جامعي بمنوبة (أحواز العاصمة) احتجاجا على حرمانهن من السكن. وتنتظر كريمة بوستّة التي اعتقلت لمدّة شهور قبل أن يقع الإفراج عنها مؤقّتا، تعيين الجلسة بمحكمة سوسة الابتدائية. وقد تميّزت المرحلة الأخيرة، وخاصّة منذ بداية الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية لسنة 2009، بحملة تشهير شنّتها بعض الصحف الموالية للسلطة على عديد الناشطات، وخاصّة منهن سهام بن سدرين مديرة « راديو كلمة »، التي كان لها النصيب الأوفر من السب والشّتم والقذف بل إنّ جريدة « الحدث » و »كلّ الناس » مثلا، خصّتاها بسلسلة من المقالات استُعمِلَت فيها عبارات كان من المفروض أن تؤدّي بأصحابها إلى المثول أمام القضاء الجزائي. ولم يتورّع البعض عن التحريض على اغتيالها ناعتين إياها بـ »العميلة للموساد »، كل ذلك والنيابة العمومية التي نراها تسارع لإيقاف الصحفي توفيق بن بريك بدعوى الاعتداء على امرأة!!، لا تحرّك ساكنا إزاء اعتداء الصحف المذكورة على المدافعات عن حقوق الإنسان والصحافيات بل وحتى على ميّة الجريبي الأمينة العامة لحزب معارض قانوني وهو »الحزب الديمقراطي التقدّمي ». كما لم تسلم الأستاذة والصحفية نزيهة رجيبة (أم زياد) من الثلب والقذف خاصّة كلما أدلت برأيها حول الأوضاع السياسية في تونس عبر أجهزة إعلام أجنبية مثل « الجزيرة » وغيرها… وكثيرا ما تتلقى أم زياد مكالمات هاتفية من « مجهولين » يقومون بسبّها وتهديدها في ساعات متأخرة من الليل. وللتذكير فإنّ البوليس السياسي توخّى مختلف الطرق المنافية للأخلاق لمحاولة النيل منها وإرباك كافّة أفراد عائلتها بهدف ثنييها عن التعبير عن رأيها ومواصلة النضال في مجال حقوق الإنسان. تلك هي عينات من العنف السياسي المسلط على الناشطات الحقوقيات في تونس، تذكرها الجمعية على سبيل المثال للتدليل على مدى خطورة أوضاعهن، ومدى تمتع المعتدين بحماية السلطة السياسية والقضائية. إنّ الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب: 1 – تعبّر عن مساندتها لكل من زكية الضيفاوي وغزالة المحمدي في حقّهما في الرجوع إلى سالف عملهما كما  تعبّر عن تضامنها مع كلّ النساء ضحايا العنف السياسي وتؤكد لهن استعدادها الدائم للوقوف إلى جانبهن في مطالبتهن بمقاضاة المعتدين. 2 ـ تدعو السلطة القضائية للكفّ عن حماية الجلاّدين وذلك بفتح تحقيق في كل الشكاوى المقدمة بالمحاكم التونسية ضد أعوان البوليس، ومحاكمة كل من تورّط في ممارسة التعذيب أو العنف الجسدي أو اللفظي ضد النساء. 3 – تطالب السلطات بالتدخّل من أجل وضع حد للحملة الصحفية التشويهية ضدّ الناشطات الحقوقيات وإحالة كل من نال من شرفهن على القضاء. 4 ـ كما تطالب باحترام كل الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها البلاد التونسية في الصدد وباتخاذ كل التدابير الضرورية للقضاء على ظاهرة العنف السياسي ضد النساء. حرر بتونس في 8 مارس 2010 عـن الجمعيــة  الرئيسة راضية النصراوي  


في الجزيرة نت كبار النفوس وكبار اللصوص

الجمعة 12 آذار (مارس) 2010  


د.منصف المرزوقي ثمة قراءات متعددة لأسباب الكارثة العظمى التي وصف التقرير المرعب لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لسنة 2009 ملامحها الكبرى ، من بينها أن طبيعة الحكام والمحكومين تفسّر في جزء كبير أننا امة عاقرة عزاؤها حتى لا نقول مخدّرها ماض أكثره أساطير يرويها أطفال كبار لأطفال لم يكبروا. الفرضية التي نسوقها أن خطورة وضعنا ناجم – بالإضافة لكل العوامل الموضوعية والذاتية التي سبق فيها الحديث- عن » توفّرنا’’ على أسوأ نوع من الحكام مع أسوأ نوع من المحكومين وهو وضع شبيه بالكارثة الطبيعية التي يعرفها بلد يداهمه الطوفان والزلزال في نفس الوقت. لنذكّر في البداية بأن هناك نوعان من الحكام وذلك منذ الأزل: من جهة موبوتو وشاوشسكو وماركوس ومن تريدون تسميته من زعمائنا الحاليين وفي المقابل ديغول ومانديلا وبورقيبة وعبد الناصر وبومدين . هذان النوعان مرتبطان بوجود مدرستين للسياسة متناقضتين منذ بداية التاريخ . الأولى نظّر لها وشّرعها مكيافال و تعتبر السياسة فنّ تحقيق المكاسب الخاصة تحت ستار تحقيق المصلحة العامة والوصول للسلطة والمحافظة عليها مرتبط بكل مفاسد الأخلاق من كذب وغدر وتزوير وقسوة وإفساد .لنلاحظ أنه لا التربية ولا الدين نجح في استئصال هذه المدرسة لأنها تبلور الجزء المظلم القارّ من الطبيعة البشرية . الثانية هي المدرسة التي تعتبر السياسة فنّ إدارة الشأن العام لحماية المجموعة وتحسين ظروف بقائها و طريقة الوصول والمحافظة على السلطة النضال والتضحية والصبر أي مكارم الأخلاق . قد لا نبالغ إن قلنا أن أوّل من مثّل هذه المدرسة الأنبياء وكبار المصلحين . طبعا ليست الأمور دوما بمثل هذه البساطة فكم من نرجسية مرضية ومناطق ظلّ تجدها عند ممثلي المدرسة الثانية وتفاجأ أحيانا بتصرفات إنسانية ممن تحسبهم وحوش كاسرة ، لكن المهمّ هو الجزء الغالب من ذات مبنية على التناقض الدائم بن الخير والشرّ . السؤال أين يكمن الاختلاف بين النوعين من الحكام اللذين يفرزون وتفرزهم المدرستان وما تأثيره على مصير الشعوب ؟ الخاصية الرئيسية لحكام مثل مانديلا وديغول وعبد الناصر أن لا أحد وضع يده يوما على درهم من المال العمومي. لا أحد منهم جعل من أفراد عائلته أصحاب رؤوس أموال ومضاربين يتصرفون في الأموال الطائلة. لا أحد منهم استغلّ منصبه لكي يوزّع الثروات على من يناصره سياسيا. لا أحد منهم هرّب أمواله الشخصية للخارج أو ملك فيه أجرّة . كلهم اعتبروا أنفسهم حرّاس المال العمومي. كلهم استنكفوا أن تظن بهم الظنون فبالغوا للدرجة التي وصلها ديغول وهو يرفض أن يتلقى أجرا كرئيس جمهورية وكان يدفع من جيبه ثمن غداء عائلته عندما تزوره في قصر الإليزيه.من لا يعرف أن عبد الناصر مات مدانا وأن ابنته لم تصبح مليونيرة ولا ابنه ؟ يتصادف أنني خصم لبورقيبة أبا عن جد لكنني اعترف أنني ذهلت يوم مات الرجل وذهبت للعزاء ففوجئت بجثته ملفوفة في العلم وسط ساحة بيت لا يختلف عن بيت أي عائلة تونسية من الطبقة الوسطى. لهذه الأسباب يمكن تسمية هذا النوع من القادة كبار النفوس لأنهم وضعوا أنفسهم فوق كل المغريات المادية للسلطة وأعطوا في مجتمعات الناس دوما فيها على دين ملوكهم، فحوى لقيم النزاهة والإخلاص وحب وطن أحبوه كما يحب الأب أبنائه أي بقلوبهم لا كمن خلفوهم الذين أحبوه ولا يزالون على طريقة حب الشرهين للدجاج المحمّر أي بأشداقهم وأسنانهم. هؤلاء الناس – الذين لا تجدهم إلا عندنا وفي إفريقيا جنوب الصحراء وبعض الدكتاتوريات المتخلفة هنا وهناك – هم على عكس كبار النفوس مهووسون بما توفره السلطة من نرجسية وملذات . هم يسرقون أموال الشعب الفقير ويوزعون الشركات على عائلاتهم ويملكون المعروف وغير المعروف من المباني والحسابات البنكية داخل الوطن وخارجه وربما أقصى طموحهم أن يملكوا طائرة خاصة فيها مسبح وجاكوزي ولم لا ملعب تنس . أضف لهذا أنهم يريدون البلاد كلها تركة يرثها أبنائهم . لذلك ليس من باب التجني وصفهم بكبار اللصوص، فأي وصف آخر لمن يضعون أيديهم على أموال طائلة هم المؤتمنون عليها وتدبروا أمرهم للإفلات من العقاب بوضع اليد على أجهزة الدولة جاعلين من البوليس جهاز حماية أكبر اللصوص و من القضاء جهاز تتبع صغار المجرمين للتعمية على أنه حامي أخطرهم . لمن يتأمل مظاهر الفساد في وطننا العربي ، خاصة إذا كان من جيلي الذي بدأ حياته السياسية في ظل كبار النفوس، لا يكاد يصدق إلى أين وصلت الأمور وخاصة لا يفهم فهم هؤلاء الناس للسلطة. كأنك أمام أطفال صغار أطلقوا على متجر اللعب فأبوا إلا جمع كل ما يحلو لهم ولا حدّ لجشعهم . هم لم يفهموا أن الناس لا تبحث عن السلطة و عن المال إلا لما يوفرانه من احترام ومهابة ، لكن أي فائدة وهما لا يجلبان إلا الاحتقار والبغض والاستهزاء ؟ المشكلة ليس ما يعبّر عنه هذا التصرّف من بدائية و بذاءة الروح وقلة النضج النفسي وإنما تبعاته ،فخطر الفساد ليس كمية الأموال المسروقة إذ هي في آخر المطاف موارد مادية يمكن تعويضها كما يحصل داخل كل مجتمع سليم بعد مرور إعصار أو وقوع زلزال. كلا، إن خطر الفساد ضربه للدعامات غير المنظورة التي يرتكز عليها كل مجتمع أي القيم . أي مصير لقيمة العمل في مجتمعاتنا والناس ترى بأم عينيها أن صاحب الدكتوراه عاطل جائع والقريب من السلطة يصول ويجول في أفخم السيارات وهو لم يدخل مدرسة ثانوية ؟ أي قيمة للعدالة والأمن والاستقرار وكل هذه الكلمات التي عافتها الآذان لمعرفتها بما تخفي وراء جعجعتها ؟ كيف يمكن لمجتمع أن يحافظ على كيانه وان يتقدم وهو يعلم اصدق العلم أن من يحكمونه كبار اللصوص وليس كبار النفوس ؟ إنها الإشكالية التي واجهتها كل المجتمعات على مرّ العصور وعن طريقة حلّها يمكن تصنيف المحكومين إلى نوعين هنا أيضا : الذين غلبوا لصوصهم والذين غلبهم اللصوص ، أي المواطنون في الدول الديمقراطية والرعايا في الدول الاستبدادية . المواطنون هم كل الذين لهم وعي حاد بحقوقهم وخاصة قدرة على التضحية والفعل الجماعي لحمايتها ممن يحاولون وضع أنفسهم فوق القانون ومصالحهم الخاصة فوق المصلحة العامة. هذا النوع من الناس لا يوجد إلا في ظلّ نظام ديمقراطي يوفّر الآليات الثلاث الدنيا لبلورة وحماية المواطنية أي حرية الصحافة واستقلال القضاء والانتخابات النزيهة. لماذا تشكّل حرية الصحافة الخطر الذي يجعل حكامنا يحاربونها بلا هوادة ؟ طبعا خشيتهم من فضح سوء التصرّف وسرقة المال العمومي هم وأهليهم. لماذا يصرّون على إخضاع القضاء ؟ طبعا حتى لا يحاسبهم على سوء التصرّف وسرقة المال العمومي . لماذا لا يتحمّلون الانتخابات النزيهة ؟ طبعا لأنها ستفقدهم حصانة السلطة تمهيدا لإدخالهم السجن. جزء هام من الكارثة العظمى أنه ليس لنا إلا براعم هذه الآليات لأنه لا يوجد داخل مجتمعاتنا العربية إلا قلة قليلة من المواطنين لا تستطيع لحدّ الآن فرضها مما يجعل من اغلب الناس رعايا أي بشر ليس لهم وعي حاد بحقوقهم وليس لهم القدرة على الفعل الجماعي وعلى التضحية لفرض حرياتهم الفردية والجماعية ومن ثم هم لقمة سائغة لكبار اللصوص . هذا الوضع الشاذ هو نتيجة جملة من العوامل المتشابكة البالغة التعقيد منها ثقافة الطاعة وتركيبة العائلة والجهل والفقر ، لكن الأغرب أن من يتحمّل المسؤولية الكبرى هم كبار النفوس من القادة الذين حققوا الاستقلال الأول . هم من تسببوا عبر وضعهم أسس الاستبداد السياسي -الذي ظنوا أنه أسرع طريق للتقدم- في  » طفلنة » الشعوب . هم الذي منعوها من اكتساب الاستقلالية الذاتية والاعتماد على النفس والتنظم الذاتي لإطلاق ما تزخر به من طاقات . هم الذين تسببوا في وضع أسس نظام المراقبة الشاملة التي شلّت وأرعبت المجتمع العربي. هم من اصطفوا الجيل التعيس من القادة الذين ورثوا عنهم عيوبهم التسلطية ولم يرثوا عنهم نزاهة اليد. كل هذا لأنهم لم يفهموا أن الوطنية بلا مواطنية شعار أجوف ، وأنّ المواطن- كل مواطن- خاصة من تركوه لأجهزة مخابراتهم ،هو الممثل الشرعي للوطن و حدود هذا الأخير مرسومة على جلده . صدق المثل الفرنسي القائل « طريق جهنم معبد أحيانا بحسن النوايا » هكذا أوصلنا حسن نواياهم للجحيم الذي نعيش فيه أي قادة فاشلون يتحكمون في مجتمعات فاشلة …قادة يحتقرون الناس والنخب ، ناس ونخب تحتقر قادتها والهوّة تتسع يوما بعد يوم …كل هذا في ظلّ وضع تمارس فيه علينا كل أمم الجوار ضغطا متزايدا والبساط السيار يتسارع بنا نحو حافة الهاوية . وفي آخر المطاف هناك أمام المجتمعات أربعة إمكانيات . الأولى هي التي عرفناها في الستينات- أو عرفتها تركيا في العشرينات- أي وجود نفوس كبيرة لقيادة شعوب متخلفة وجاهلة وفقيرة وهي وضعية طيبة لانطلاقة قد تتواصل وقد تفشل. الثانية هي التي نجد فيها أنفسنا حاليا وهي أسوأ وضعية حيث يتجاور عجز الرعايا عن الفعل والدفاع عن الذات مع شراسة صغار النفوس كبار اللصوص فيغرق المجتمع في أزمات تشلّ وتهدر كل الطاقات . هناك حالة ثالثة أي تواجد هذا النوع من القادة على رأس شعوب من المواطنين . إنها وضعية لا تدوم طويلا لقدرة هذه الشعوب على التخلّص من برلسكوني وأمثاله بحكم توفّر الخبرة النضالية وكل الأدوات الضرورية. أندر من هذه الحالة عندما يوجد كبار النفوس على رأس شعب من المواطنين وهي الوضعية التي عرفتها فرنسا تحت ديغول وكانت أوج عظمتها في العصر الحديث. السؤال الخطير الآن هل قدرنا البقاء على الحالة الثانية إلى أن نتحلل ونتلاشى كأمة ؟ هل من ضوء في هذا الليل المدلهم الذي أبى أن ينجلي بل وتخاله يزداد ظلاما على ظلام والقيود التي أبت أن تنكسر تزداد ثقلا على ثقل ؟ مرّة أخرى، لا يجب أن يمنعنا التشخيص الموجع لداء يبدو بلا دواء من رؤية كل آليات التصحيح و التعافي التي تبلورها المجتمعات هذه الكائنات الحية الذكية التي ترفض بكل قوة أن تموت والتي تجد دوما طريقا ما للخروج من أخطر أزماتها. لنستحضر أن الاستبداد ربح الحرب البوليسية – مؤقتا- ضد قوى التغيير لكنه خسر بالتأكيد الحرب النفسية وهو أحسن من يعرف انه مات في العقول وفي القلوب. مثل هذه الحالة هي دوما تمهيد لمرحلة الدفن وذلك مهما طال وقت الاحتضار . لنتصوّر الحالة المعنوية لكبار اللصوص ومن معهم وهم يرون كم انهارت صورتهم و أنه لم يعد لهم أدنى هيبة، أنهم لم يعودوا يخيفون أحدا ، أن عامة الناس تبغضهم وتزدريهم وتتطاول عليهم في السرّ وفي العلن. ولأن إحدى قوانين التاريخ تأرجح الرقاص من حالة لنقيضها ، فإن الوضع الحالي محمّل بمطالب اجتماعية مبهمة لعودة كبار النفوس إلى سدّة الحكم ومن المؤكّد أن هناك أكثر من طرف تلقى الرسالة ويحلم بأن يلعب الدور الذي يطالب به كل هذا الصمت الذي بداخلنا وكل هذا الضجيج الذي حولنا. ثمة أيضا التغيير المتواصل في مستوى المحكومين نتيجة الصراع الصعب ضد الاستبداد و الأمر أشبه بالمخاض العسير لخلق عدد متزايد من المواطنين من رحم قطعان الرعايا. لكن العمليتان قد تأخذان كثيرا من الوقت ونحن كما يقول تقرير 2009 على قاب قوسين أو أدنى من الهلاك. القضية إذن إسراع المخاض بكسر ما تبقى من معنويات صغار النفوس كبار اللصوص عبر مزيد من تسليط الضوء على سرقاتهم والمطالبة بمحاسبتهم وجعل استرجاع الأموال المسروقة جزءا من برنامج التحرر وغدا بإدراج فصول كاملة في مادة التاريخ بخصوص هذا النوع من القادة لجعلهم سبة ومعرة تتناقلها الأجيال. بالطبع الأهم هو تكثيف الحراك الاجتماعي والسياسي لكسر شوكة الاستبداد وبناء أسس دولة الاستقلال الثاني أي دولة الوطنية بالمواطنية . ويوم تستطيع الأمة الجمع بين شعوب أغلبها من المواطنين ولا يصل المسؤولية الكبرى إلا كبار النفوس، فسنرى منها العجب يومها لن يبقى العرب عالقين في عقدة النقص تجاه الأجداد وعقدة النقص تجاه الغرب وقد أصبح شعار كل جيل بيت المعرّي وإني وإن كنت الخير زمانه…. لآت بما لم تستطعه الأوائل. كبار النفوس وكبار اللصوص www.moncefmarzouki.com

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  12 مارس 2010)


عبد الرءوف العيادي يكتب عن أخطر أزمة عاشها المجتمع التونسي

الحملة القمعية الجديدة وشروط البديل السياسي

الجمعة 12 آذار (مارس) 2010.  


أكست الاعتداءات المتواصلة التي تستهدف المناضلين من الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والسياسيين منذ صدور التهديد عن رأس السلطة خلال شهر أكتوبر 2009 عشية الانتخابات الرئاسية والتشريعية بتتبع كلّ المشككين في نزاهتها، صورة الحملة القمعية الجديدة التي استعملت فيها السلطة وسائل قمعية شتى تراوحت بين افتعال المحاكمات وإلصاق التهم الباطلة والاعتداء بالعنف الشديد بالطريق العام والتهجم الإعلامي بمفردات الثلب والتشهير والتهديد وحتى التحريض على القتل والمحاصرة والتعقب اللصيق إلى غيرها من التدابير القمعية التي دأبت عليها سلطة 7 نوفمبر في حملات متلاحقة دون انقطاع منذ بداية التسعينات. عشريتان مضتا ولم تستغرقا ما كان يتصوّر دورة قمعية مرحلية، إذ بالمقارنة مع ما حصل زمن الاستعمار وحتى في عهد بورقيبة فإنّ دورة القمع كان لها معدّل بحساب السنين المعدودة، فقد تراوح معدّلها حوالي ثلاث سنوات زمن الاستعمار وحوالي خمس سنوات زمن حكم بورقيبة وكان يعقبها فترة انفراج اختلفت خصائصها من عهد إلى آخر، إذ فسحت المجال زمن الاستعمار لجولات حوار بين مكوّنات الحركة الوطنية والسلط الاستعمارية، في حين أنّ الانفراج في عهد بورقيبة لم يتجاوز مضمونه تسريح المساجين المعارضين ودعوتهم « للتوبة ». وقد لا نخطئ الوصف ولا التقدير عندما نقول إنّه لا وجود لتواتر أو تعاقب بين دورات في عهد سلطة 7 نوفمبر، فالأرجح أنّ القمع سيستغرق عمر النظام كاملا ولن ينقطع إلاّ برحيله. ولسائل أن يتساءل لماذا هذه الحملة الجديدة وهل أنّ في المستجدات الظرفية ما يفسّرها ؟ فهل يتجاوز الأمر ما أصبح واقعا وطبعا لسلطة تشكلت عبر سنوات من أجهزة قمعية عديدة تضخمت عددا وعدة وأصبحت تمثل الأساس من بنيتها، حتى غدت كالجيش الذي لا يمكن إبقاء أفراده تحت الخدمة دون إشغاله بحروب ولو كانت مفتعلة ؟ أم ها أنّ الأمر مرتبط بمتغيّر طارئ يتصل بما سمّي قضيّة التوريث وإعداد الساحة لسيناريو انتقال السلطة بأقصى ما يراه القائمون عليها الآن من ضمانات ؟ وإذا وقفنا على حقيقة أنّ هذه الحملة الجديدة لا تجد لها غطاء خارجيا، خلافا للحملتين السابقتين، إذ أفلحت السلطة في وضعهما في سياق الاستراتيجيات الأمنيّة للدول الغربية ومخططاتها في مكافحة « التطرف والأصولية » خلال التسعينات، ثم الإرهاب خلال العشرية التي تلتها بما حقق التماهي بين الأهداف الداخلية والخارجية وعاد عليها بالدعم المالي والإعلامي الخارجي، وهو ما يدعو إلى التساؤل عن كلفة هذه الحملة على الوسط المتعلمن والتي تنفّذ تحت شعار « التصدي للخونة والعملاء » للدول الغربية بما جعل القمع هذه المرة عاريا من كلّ مسوّغ مقبول وكشف عن حقيقة السلطة البوليسية وهو ما أحرج حلفاءها بتلك الدول ذاتها. أمّا بالنسبة إلى الداخل فإنّ الأمر لا يبدو مكلّفا للسلطة- طالما أنّه يتعذر الكيل بمكيال سياسي- فالمعلوم أنّ السياسة تقتضي الأخذ والعطاء والتفاعل والتعامل مع كيانات يُقرّ لها بالوجود بما يُفضي إلى بلورة « حلول وسطى » (compromis) أمّا إذا كانت السلطة محض أجهزة فإنّ الكلفة تُقدّر بمعايير أمنيّة، أي من زاوية تأثيرها على « صفو النظام العام » وهو ما لا تخشى عليه في ظل حالة الوهن التي تعيق المجتمع المدني عن ردّ الفعل بالحجم المناسب والمطلوب. وفي ظلّ هذه الحملة القمعية الجديدة فالمنتظر أن تدفع شحنة الترهيب والتخويف التي تصاحبها بعض التشكيلات « المعارضة » إلى الإمعان في « مسرحة » الحياة السياسية المفقودة في الواقع مثل الدعوة إلى المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة. ولا يذهبنّ في ظنّ عاقل أنّها تفعل ذلك لتحسين وضعها على خارطة سياسية ولكن من باب حفظ الكيان التنظيمي- ولو كان بالمشاغلة بعد أن تحوّل هدفا في حدّ ذاته- وتعويلا على العامل الزمني الذي قد يأتي بالجديد ويبدل الظرف بآخر. وتقتضي ممارسة السياسة طبق أصولها، حسب اعتقادنا، دون « مسرحة » أو مقايضة ببعض المناصب كما يحصل بالنسبة إلى معظم التشكيلات، إقامة حوار بين مكوّنات الطيف الوطني قصد توحيد الرؤى السياسية وتعميقها تجاوزا للمنطلقات المبدئية العامة أو العقائدية التي تجمعها في المطالبة بالبديل الديمقراطي، إذ أنّ الأمر يتطلّب إنتاجا سياسيّا نظريا من شأنه أن يشكّل الرابط السياسي القادر على إعادة صياغة العلاقة بين السلطة والمجتمع والقائمة أساسا على الخوف وليس على الالتزام التلقائي الحرّ. وفي هذا السياق لا بدّ من تحديد المحاور ذات الأولوية انطلاقا من واقع الشعب وحاجاته حتى لا يكون الحوار من قبل الجدل الإيديولوجي أو الأكاديمي. وفي تقديرنا أنّ أهمّ تلك المحاور يجب أن تدور حول المواضيع التالية: 1- وضع ملامح إستراتيجية أمنيّة وطنيّة حتى لا يتكرّر سيناريو التعاون الأمنيّ ويتخذ ذريعة لشنّ الحملات القمعية المستمرّة، واعتبار الأمن حاجة المجتمع في المقام الأوّل وصولا إلى تغيير عقيدة الأجهزة. 2- وضع تصوّر لشروط بناء قضاء الدولة بديلا عن قضاء السلطة أو الإدارة كما يطلق عليه. 3- تقويم اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وتعديل ما قامت عليه من تصوّرات ورؤى ثبت قصورها أو عدم ملاءتها مع واقع البلاد. تلك هي أهمّ المحاور التي نعتقد وجوب أن يتناولها العمل النظري السياسي والذي من شأنه أن يترجم- عند توفر الظرف الملائم- إلى برامج عمليّة وخطط بديلة تجسّم الرابط السياسي الجديد بين السلطة والمجتمع. www.cprttunisie.net (المصدر: موقع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بتاريخ 12 مارس 2010)  


مدنيّة الدولة في الفكر السياسي الإسلامي

  2010-03-12 (–العرب-الدوحة) الصحبي عتيق*  الدين والدولة في الفكر الإسلامي


« وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله » (الزخرف84). الإسلام منهج حياة: قد تناول الإسلام حياة الإنسان من كل جوانبها وجاء حاكما على جميع أفعاله من العبادة إلى الأسرة إلى المجتمع إلى الدولة، فكل الحياة مقصودة بالتّوجيه والتّشريع في نصوص الكتاب والسّنّة والإسلام لا يقبل أن ينعزل عن الحياة والواقع ليكون مجرّد شعائر أو عقائد في الضمائر لا علاقة لها بحياة الإنسان والمجتمع والدّولة.. إنّه تنظيم للحياة في مختلف جوانبها، بل هو أشمل تعبير إلهي وآخر صياغة لإرادة الله في إرشاد الإنسان –الذي هو صناعة إلهيّة– إلى الحقّ في الاعتقاد والتّصوّر والصّلاح في السّلوك والمعاملات والعلاقات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسّياسيّة. ومن أهمّ تجليات السّياسة قيام الدّولة، يقول الإمام ابن عاشور: (إنّ إقامة الحكومة للأمّة الإسلاميّة أمر في مرتبة الضّروري.. فكان الإسلام من مبدأ انبعاثه مقدّرا له أن يكون نظاما.. فالإسلام دين قائم على قاعدة الدّولة) فلم يعرف الإسلام من خلال نصوصه وتجربته التّاريخيّة الواقعيّة دينا بلا دولة ولا أقام دولة بلا دين. ويقول ابن خلدون: (إنّ نصب الإمام واجب قد عُرف في الشّرع بإجماع الصّحابة والتّابعين). فكرة فصل الدّين عن الدّولة: إن فكرة فصل الدين عن الدولة إشكاليّة مستوردة وغريبة عن روح الإسلام ومقاصده وتاريخه ولا تدرك تخالف المفاهيم بين المسيحيّة والإسلام فيما يتعلق بجوهر الدّين وأبعاده ووظيفته الاجتماعيّة ولا تعي الفوارق الجوهريّة بينهما واختلاف العوامل الزّمنيّة التي رافقت تشكّل وتطوّر التّاريخ السّياسي لكل منهما فحتّى داخل الفضاء الغربي فهي تختلف من بلد إلى آخر كفرنسا وبريطانيا وأميركا مثلا والنّموذج الفرنسي كان أكثرها تطرّفا وعنفا ومصادمة للدّين لاعتبارات تاريخيّة.. يقول الدّكتور رفيق عبدالسّلام: (وجماع القول أنّ القراءة المتأنّية للحالة العلمانيّة بما في ذلك في أوروبا الغربيّة التي تعتبر أكثر مواطن العالم علمنة تبيّن أنّ دول أوروبا الغربيّة -إذا استثنينا الحالة الفرنسيّة– تراوح أمرها بين ملازمة الصمت إزاء المرجعيّة الدّينية للدول وبين تنصيص واضح وصريح على الدّين الرّسمي وهذا يعني أنّ فرنسا تظلّ حالة فريدة من نوعها واستثنائيّة حتّى بالمقاييس الغربيّة عامّة والأوروبية خاصّة).. فهذه الفكرة نشأت من خارج الفضاء الإسلامي وكلّ من رام عزل الإسلام ومقاصده عن الواقع فقد مسّ من بنية الفكر الإسلامي. إن ّفكرة الفصل بين الإسلام والدّولة منطق غير مستقيم؛ إذ إنّه يخوّل الإسلام للمقاومة وتحرير البلدان ولا يخوّله لبناء الدّولة ورسم السّياسة العامّة. الأساس التعاقدي للدولة في الإسلام: لئن لم يعرف الفقه الإسلامي التّفرقة الواضحة في القوانين الحديثة بين القانون العام والخاصّ وقواعد التّنظيم الدّستوري أو الإداري على أسس مضبوطة ومدوّنة فقد تناول العلماء والفقهاء موضوع الإمامة في كتب أصول الدّين وفي كتب الفقه، فكتب الباقلاني والبغدادي والإمام الجويني والإمام الغزالي وهم من علماء الكلام.. وأفرد لها فقهاء المذهب السّنّي كتباً خاصّة باعتبارها من فروع الفقه كالماوردي وابن الفرّاء وابن تيمية وابن قتيبة والكواكبي ومحمّد رشيد رضا.. إلى جانب ما تناثر في ثنايا مسائل الفقه المتعلّقة بالحكم والدّولة كالحسبة والخراج والجهاد والوزارة والقضاء. إن نظام الحكم في المنوال السنّي للإسلام لا يستمدّ مشروعيّته من قوة غيبية ولا من وصاية ومعرفة من عالم الغيب ولا يزعم أحد أنّه ناطق باسم السماء أو يملك حجّة دينية تعطيه وحده الحقّ في تولي السلطة السياسية (انظر كتابات الشيخ راشد الغنوشي)، وإنما يعود الأمر في ذلك إلى الأمّة عبر الشورى العامة. فالدولة في الإسلام دولة دستورية باعتبارها تقوم على دستور وعلى سلطة الأمّة أو الشعب، والحاكم يستمدّ سلطته من الشعب، يقول الماوردي: (إن الإمامة عقد مراضاة واختيار لا يدخله إكراه ولا إجبار) فالدولة في الإسلام تقوم على أساس الاختيار الحرّ والحاكم فيها لا يملك عصمة ولا قداسة والسلطة وكالة عن الأمّة تؤسّس فيها الشرعية على إرادة الشعب وأساسها التعاقد والتوافق بقصد تلبية حاجات الأمّة ومطالبها وإدارة شؤونها لتحقيق مقاصد الإسلام في العدل والحرية والأمانة والاستقرار والمناعة. يقول الدكتور حسن الترابي: « فأن يباشر المجتمع حقه مصدرا أعلى في واقع السلطان والحكم بهدي الشريعة واجتهاداته فيها وعلومه في ظلّها مبدأ راسخ في دين الإسلام ». ويقول الإمام محمد الطاهر بن عاشور: « وحقيقة الولايات كلّها عامها وخاصّها أنها من جنس الوكالة عن المسلمين.. فطريقة انتخاب الناس نوّابا عنهم للدفاع عن مصالحهم وإبلاغ طلباتهم أفضل الطرق وأضمنها للتعبير عن إرادة الأمّة.. ولا يحول دون أحد ودون الولاية حائل من طبقة أو نسب ». فلا يكون حاكم الأمّة إلا من اختاره الجمهور ولا تعتبر شرعيته صحيحة إلا على أساس الاختيار الحرّ بعيدا عن الإكراه أو الإجبار أو الاستيلاء؛ لذلك تعتبر الدولة من المنظور السنّي مدنيّة.. يقول الإمام محمد عبده: « إن الإسلام لم يعرف تلك السلطة الدينية التي عرفتها أوروبا.. فليس في الإسلام سلطة دينية سوى سلطة الموعظة الحسنة وهي سلطة خوّلها الله لكل المسلمين.. والأمّة هي التي تولّي الحاكم وهي صاحبة الحق في السيطرة عليه وهي تخلعه متى رأت ذلك من مصلحتها فهو حاكم مدنيّ من جميع الوجوه.. فليس في الإسلام سلطة دينية بوجه من الوجوه ». *كاتب وباحث من تونس  


سيمنار الذاكرة الوطنية وتاريخ الزمن الحاضر مع الأستاذ أحمد الكحلاوي حول نقابة التعليم الثانوي ودوره النقابي والوطني

يوم 13 مارس 2010 


أثير في عديد سيمنارات الذاكرة الوطنية دور نقابة التعليم العالي الفاعل في الدفاع عن الجامعيين. وقد تولى الكتاب العامون، المنتخبون سرد هذه الأنشطة النقابية وتداعيات ذلك وكيف عوملت النقابة في عديد الفترات بقسوة بالغة وأدت إلى محاكمة العديد من الجامعيين النقابيين. إلا أننا لم نتمكن من دعوة الفاعلين في صلب نقابة التعليم الثانوي، وهي التي قامت بأنشطة توعوية شاملة للدفاع عن حقوق هذه الشريحة القاعدية الواسعة من أساتذة التعليم الثانوي، وحيث غيب دورها نسبيا خاصة عندما تبنت الاضرابات للمطالبة بالحقوق وسوف نتوقف عن آليات هاته النقابة من خلال شهادة أحد فاعليها البارزين وهو الأستاذ أحمد الكحلاوي. والأستاذ أحمد الكحلاوي مولود بالمكنين سنة 1946، وتخرج من مدرسة ترشيح الأساتذة المساعدين التابعة لدار المعلمين العليا بتونس في جوان 1970 وقد نشط ضمن الحركة الطلابية وتعرض للإيقاف على إثر مظاهرات وأحداث 1967-1969، ومنذ انخراطه في الاتحاد العام التونسي للشغل في أكتوبر 1970، تولى مسؤولية كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم. ولعل أول إضراب للعمل في الوظيفة العمومية تم بالقيروان في مارس 1973. كما انتخب كاتبا عاما سنة 1974 وقاد إضراب التعليم الثانوي التقني في 1976 من اجل مطالب مهنية وتضامنا مع نقابيي الثانوي 1975، إلا أنه بعد ذلك أطرد بمعية أعضاء نقابته من الاتحاد واستمر الطرد وأغلق مقر النقابة. وفي سبتمبر1976 تاريخ دعوته من طرف الحبيب عاشور، الذي مكنه من تنظيم ندوة حول قضية فلسطين قبل ذهاب السادات إلى القدس. وعلى إثر التصدع الخطير الذي عرفته الساحة النقابية إثر اضراب جانفي 1978 والحوادث التي تلته، تعرض الأستاذ الكحلاوي إلى السجن والمحاكمة والطرد مع ثلاثين عضوا من اعضاء الهيئة الإدارية التي تمثل قيادة الاتحاد. إلا أنه بعد ذلك أعيد انتخابه كاتبا عاما للنقابة الوطنية للتعليم التقني وشارك في إعادة هيكلية الاتحاد مقاطعا مؤتمره بقفصة 1981. وبعد سلسلة من الإضرابات ذات الطابع المهني والبيداغوجي خلال سنة 81-82 التي نفذتها نقابات التعليم الثانوي مجتمعة ، سيتم انتخابه أول كاتب عام للنقابة العامة الموحدة سنة 1983. ودخل في صراع جديد مع الحبيب عاشور بسبب سياسة المهادنة تجاه حكومة مزالي في أول الأمر، وهو ما أدى إلى طرده من الاتحاد وسيعقبه طرد مئات من النقابيين بالتجريد من طرف الحبيب عاشور على إثر حوادث 01 ماي 1983 ببورصة الشغل. وفي إطار انتفاضة الخبز.شنّ الأستاذ أحمد الكحلاوي إضرابا سياسيا استنكارا لاغتيال الأستاذ فاضل ساسي بوسط العاصمة ثم اعتقل خلال أزمة الاتحاد (الشرفاء) سنة 1985 وتعرض للمحاكمة والطرد من العمل خلال 3 سنوات. ومع هذا يعاد انتخابه كاتبا عاما للنقابة العامة في سنة 1988، إلا أنه من جديد دخل في صراع مع الأمين العام الجديد اسماعيل السحباني الذي نظم مجلسا قطاعيا اتخذ قرار حل مكتب النقابة العامة وعزل كاتبها العام – أحمد الكحلاوي- ونصب لجنة موالية. ومنذ 1991، شغل مهمة منسق الهيئة الوطنية لرفع الحصار عن العراق وتحمل مسؤولية نائب الأمين العام لمؤتمر القوى الشعبية العربية ببغداد، وفي شهر فيفري 1994 قاد مظاهرة بتونس احتجاجا على مجزرة الحرم الإبراهيمي، إلا أنه حوكم بسبب ذلك و قضي 3 سنوات سجنا وغرامة مالية ويطرد من عمله لمدة 7 سنوات وقد وزع بيانا خلال المسيرة بعنوان : (الموت للصهيونية) .وقد عمل عضوا بمؤتمر القوى الشعبية العربية ببغداد وشغل مسؤولية عضو بأمانته العامة كما التحق كعضو بالمؤتمر القومي العربي منذ سنة 1996 ثم عضوا بالأمانة العامة في مؤتمر الخرطوم في أفريل 2009. ولا شك أن ذاكرة الأستاذ الكحلاوي غنية جدّا ومتنوعة وغطّت ليس فقط الفضاء النقابي المحلي، بل تحاور ذلك إلى العمل القومي العربي وأنه بحكم هذه المسيرة النقابية خلال أربعة عقود كاملة، فإن شهادته سوف تثري المشهد النقابي الوطني والعربي عموما، وقد حرصنا على دعوته لينقل جزءا من مسيرته تلك. والدعوة موجهة إلى جميع المهتمين والمعنيين لحضور هذا السيمنار ابتداء من الساعة 9.00 صباحا. الأستاذ عبد الجليل التميمي

خــاطــرة: ضـــاق صـــدري

 


العربي القاسمي يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعّال لما يريد أسألك بعزّك الذي لا يرام وملكك الّذي لا يضام وبنورك الّذي ملأ أركان عرشك أن تكفني شرّ من ظلمني ـ يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثنـــــــــــــــــــــــــي ضاق صدري أطّ من ظلمك يا ظالم وجداني وفكري ويْكَ يا ظالم إن عيّلت صبري. ما لهذا الدّهر يرميني بشرّ تلو شرّ؟ حالقات ماحقات تتوالى من ذوي القربى و من أنذال دهري ليس لي ذنب سوى أنّي كأحرار البرايا لم أرم غلّي وإصري أرفض عيش العبيد رغم من كادوا لإذلالي وقهري فالملاذ الله ثمْ صبري فصبري ثمّ صبري ضاق صدري طاش عقلي بطشت منّي الجوارح لك يا ظالم بالصّاعين صاعين وأوفر صاعك ظلم مكدِّر صاعي بالقسط وبالحق مقنطَر هل ترى غرّك حلمي؟ أم ترى غرّك صفحي ؟ أم ترى غرّك صمتي ؟ أم ترى طبع التّجبّر ؟ فبرزت زاهيا صائلا تبطش حينا ثمّ حينا تتبختر تتحدّى … تهتك العرض وتمكر لم تعد ترقب في إلاّ ولا ذمّة ولا تنكر منكر فاستبحت الدّين والعرض ومالي وأحوالي وأكثر قف … تمهّل أظننت أنّني ملك اليمين ؟ أم أنا عبد حقير يؤمر حينا وحينا بعصا الذّل يساق ثمّ يزجر ؟ أم أنا شاة وديعة متى ما شئت كما الجزّار تنحر ؟ أم أنا حرث حلال متى ما شئت أتيت فوجدت الجيد والنّحر معطّر فوطأت … وانصرفت كالحمير ؟ قف … توقّف … أيّها الباغي الحقير إنّما البغي على الباغي يعود فأنا الضّرغام من نسل الأسود لو أردت الفتك في جمع الضّباع … لفعلت و أنا الخلّ الودود وأنا صافي الطّباع … ما غدرت وأنا القرآن من حولي قلاع وسدود بتّ أتلوه وأذرفْ في قيام وسجود أنّى للأقزام مثلك أن ينالوا من حمايْ ؟ أن يعوا القول إذا قلت « سلاما » ؟ فلك منّي سيوفا ورماحا وسهاما تخرس منك اللّسان تقطع منك الوريد وتريح النّاس من شرّ العبيد لم أكن يوما لأؤذيك ولكن بلغ السّيل الزّبى وإذا السّيل طفا لا حدود لا سدود فإلى نار الخلود مع قارون وهامان وفرعون وأحفاد القرود العربي القاسمي / سويسرا في 9 مارس 2010  


من دروس الحياة

حدّثني من تعوّدت على الصدق من لسانه أنّ ابنه البالغ قد تعرّض إلى بعض المصاعب التقليديّة لمّا خطا أولى خطواته باتّجاه التفكير في الزواج… وقد واجه تلكم المصاعب بالقبول والتسليم الكامل لله سبحانه وتعالى مردّدا بلسان الحال والمقال « الخير فيما اختاره الله، وما من شيء يحدث إلاّ لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى »، ثمّ سرعان ما حاول مداواة الجرح الغائر الذي خلّفه في نفسه هذا « الإخفاق » بتغيير وجهة بحثه عن شريكة حياته التي ظلّ يرى ضرورة استعجال حضورها ومصاحبتها، وذلك للأمن ممّا يمرّ به كلّ شاب مثله في مضمار فتنة البلاد المعيشة، أو بلاد الفتنة المُعاشة… كان الابن دمث الأخلاق هادئ المزاج إلاّ من بعض ردود الفعل التي تقتضيها المحافظة على المزاج، وكان ناجحا في دراسته وفي عمله ومصاحبته للنّاس.. وكان محبّا للخير جوادا – كما يصفه أبوه المتحدّث – وكان على جانب من الخلق الطيّب الذي تطمع البنت المسلمة في رؤيتها في قرينها أو زوجها أو رجل مستقبلها، ولذلك فقد فوجئ برفض كان أوّله موافقة وبصدّ كان أوّله رغبة وبعزوف كان أوّله ميلا، فأحدث كلّ ذلك في نفسه – كما أسلفنا – جرحا أفلح بشخصيته في تضميده!..   ولكنّ نجاحه ذلك لم يَطل أباه لا سيّما بعدما سمع قولا عظيما – لم يقف على صحّته – مفاده أنّ بعض النّاس قد علّق أو هو نسب أمر الرّفض أو التراجع في القبول (إذ كان في البداية قبولا) إلى مزاجه هو (مزاج الأب)!… فقد زعم الذي زعم أنّ الزيجة لا تتعلّق فقط بخلق الشاب المتقدّم للخطبة ودينه وقدرته على الباءة كما علّم الأمّةَ سيّدُها وسيّدُ ولد آدم صلّى الله عليه وسلّم، بل يتعلّق الأمر عنده بالأصل (هكذا حُكِيَ) كذلك… ولعلّ الأب – وهو الذي لا يتوقّف طويلا عند هذه المعاني المنظور إليها بمنظار الزّاعم – يعرف أنّ الأصل أو النسب مهمّ في النّبوءات والزعامات؛ إذ يُبعث الأنبياء من وسط القوم وأشرفهم، ويُرجى أن يخلو نسب القائد من المسقطات والسقطات المحصورة أساسا في الأمراض الاجتماعية النّاخرة؛ فليس من الهيّن أو من المنتظر أن يكون القائد مثلا ابن زنا أو قاطع رحم أو ظالم بن ظالم!.. ولكنّ الأب يعرف أيضا أنّ نسبه وأصله وفصله لم يقترب أبدا من هذه المنطقة التي قد تُزهّد النّساء في أبنائه إلى درجة أنّهنّ لا ينظرن إليهم بقدر نظرهنّ إليه!… ويتوقّف الأب طويلا أمام الآي القرآني الذي بيّن في أكثر من حالة أنّ الأب الكافر قد يخلّف أنبياء وأنّ الأب النّبيّ قد يخلّف كفرة طواغيت، فيزداد قناعة أن لا وراثة في السلوك إلاّ استثناء!.. ثمّ يتساءل بحسرة وأسى عن مردّ هذا الفقه الجديد الذي ألبس الأبناء سيرة آبائهم وأجدادهم فأوقفهم عاجزين عن الاقتراب من منابر « أهل الأصل »، بل ويتساءل عن هذا العمى الذي طال الأعين فلم يمكّنها من مشاهدة مروءة فيه لم تخدش ورجولة فيه لم تثلم بشهادة الأسوياء أجمعين!.. فما بال القيم تُحرّف وتنحرف حتّى تحرم الأبناء من اختياراتهم وخياراتهم؟!.. وهل يجوز اللوم – إزاء هذا التصرّف غير ذي الأصل الميّال إلى « الأصل » – على بعض أهل الكنانة وقد مجّدوا فراعينهم أو على أهل المغرب وقد تشيّعوا إلى بربريتهم؟!.. أيجوز اللوم على « المحافظة على الأصل »؟!…   يتحدّث الأب لكلّ النّاس عن عائلته وأصله وفصله بصراحة لا تخطئها البصيرة، ومع ذلك فإنّه لم يعبّر يوما عمّا يجعله يتململ أو يخجل من نسبه!.. بل لقد كان كثير التشبّث بنسبه وهو يرى فيه ما يجعله يرنو إلى الارتباط بسيرة حكت عنها السيرة المطهّرة بداية السيرة الشريفة!… فلمَ الحديث عن الأصل والنّاس قد لا تعرف الأصل!؟..   لقد تألّم الأب كثيرا من جرّاء هذا السلوك غير الإسلامي، فقد كان حريّا بمن أعجب بابنه أن ينبّهه إلى الثلمات – إن وجدت – في سيرة أبيه كي ينصحه بجبرها أو ينصح الابن بعدم اقترافها… ولكن أن يُقبل الابن ثمّ يقع الاستدراك عليه من أجل سيرة أب لم تتجلّ نواقصه إلاّ بعد العزم على الخطوبة الرسميّة، فهذا ما لا يليق بمسلم حفظ عن نبيّه « الدّين النّصيحة »، وفقه معنى من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه!.. بالإضافة إلى ما قد يترتّب عن ذلك من إحساس لدى الابن (وحاشاه) قد يجعل لديه أباه رمز منع سعادة كان يراها في الاقتراب من أناس يحسبون أنّ أصل أبيه من غير أصلهم!..   قال لي هذا الوالد أنّه إنّما أراد الشكوى لأحباب نفسه ممّا تشكو منه نفسه!.. غير أنّه عاد وقال: أنّه يحتقر جدّا زعم هذا الزّاعم ويراه قليل معروف ومنعدم جرأة، إذ كان أولى به أن يواجهه ولا يرزئه فيه وإن بدا منه ما يخالف ذلك… ويختم بالقول: عسى الله أن يغفر للجميع ويؤت كلّا من فضله وسعته وبركته، والخير فيما اختاره الله سبحان وتعالى هو خير المولى وخير النّصير ويذكّر في النّهاية بقول عمر رضي الله عنه: « نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزّة في غيره أذلّنا الله » ويختم بحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله!…   عبدالحميد العدّاسي الدّانمارك في 12 مارس 2010                       


فضيحة القرن ونكتة القرن

مراد رقية
 
ان لمن المضحكات المبكيات في مدينة قصرهلال،مدينة العزة والشموخ وكره الرداءة،القلعة الحضارية المتألقة منذ التأسيس ونحن نستعد لمحطة الانتخابات البلدية في 9ماي2010 اندلاع فضيحة مدوية،فضيحة التفويت في شركة رواق الاتحاد الخفية الاسم التي تناولت حيثياتها وتطوراتها في تدوينات سابقة والتي لم تكتسب بعد أبعادها الحقيقية المشروعة لرفض سلطة الاشراف الوطنية والجهوية الادارية والمالية الرقابية،اضافة الى البرنامج الجماهيري »الحق معاك » التدخل لانصاف المساهمين  برغم ثبوت سوء التصرف وتوريط بلدية قصرهلال المنتهية مدتها النيابية لوزارة الداخلية والتنمية المحلية عبر ولاية المنستير في مشروع خاص تموله شركة »أوليس للتوزيع » صاحبة امتياز علامة   « شامبيون »و »كارفور-ماركت »في تونس؟؟؟ ولعل الجديد،والمضحك المبكي في فضيحة ومسلسل التفويت ،هذا المسلسل الدرامي متعدد الحلقات هو اتصال أحد المهتمين بالشأن المحلي برئيس مجلس الادارة طالبا منه تحديد موقفه من القضية بعد اطلاع المساهمين له على كامل ملفها بهدف تجميع وجهات النظر،فما كان من رئيس مجلس الادارة،رئيس البلدية السابق،وصهر العائلة المالكة الأصلية لعقار مغازة »كارفور-ماركت »،ما كان منه الا أن أطلق عبارتين مميزتين فريدتين تكشفان عن مدى استخفافه بحقوق الناس ،واستحماره لأهالي مدينته المتابعين لهذه القضية-اللغز،أو لهذه الفضيحة القانونية-المالية،فضيحة القرن بقصرهلال،تخيّلوا طبيعة العبارتين المنطوق بهما اجابة على هذه القضية التي أسالت الكثير من الحبر،وأقامت الدنيا وشغلت الناس »أنا لم أفوّت في الشركة………….ومناباتهم موضوعة على ذمتهم »،فهل هي أحجية،أم لغز بوليسي،وهل يمكن لفقهاء القانون ولعامة الناس من سن السابعة الى سن السابعة والسبعين أن يحللوا العبارتين وأن يربطوا بينهما وصولا الى حقيقة الأمر مبينا لنا الحلقة المفقودة في هذه القضية؟؟؟ ان مدينة قصرهلال عبر هذه القضية-الفضيحة وصلت الى مفترق طرق،ان حقوق الناس أصبحت رخيصة الى درجة لا يتردد فيها المسؤول في استبلاه المساهمين،كل ذلك برضى سلطة الاشراف الاداري والمالي التي لم تتدخل الى حد الآن في ماعدا مطالبة الأخ المعتمد بتغطية عبارتي »الجمهورية التونسية »و »بلدية قصرهلال »لكن بعد أن أتت الآليات على بناية قاعة رواق الاتحاد وسوتها بالأرض بعد زيارة والي المنستير لها في اطار ريارة عمل أشرف خلالها على المجلس البلدي المتميز؟؟؟ ان المساهمين في الشركة لا زالوا يعوّلون على سلطة الاشراف الوطنية والجهوية،الادارية والمالية،وكذلك على « برنامج الحق معاك » الذي بدأ الاتصال به منذ حوالي الشهر دون جدوى،ولا زال الصمت والسكوت سيد الموقف،فهل أن السكوت في قضية الحال هو علامة رضى باغتيال حقوق المساهمين في وضح النهار،وهل أصبح من الضروري النسج على منوال المرحوم الشهيد عبد السلام تريمش الذي أقدم على الانتحار داخل بلدية المنستير حتى ينتبه المسؤولون لهذه التجاوزات الخرقاء التي يراد لها أن تصبح أمرا واقعا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  


غريبان في حالة سكر يقتحمان حرمة مدرسة اعدادية في تالة

 


يوم الخميس 11 مارس اقتحم المدرسة الإعدادية 25 جويلية 1957 بتالة شخصان غريبان كانا في حالة سكر و اعتديا بالعنف اللفظي على استاذتي تربية بدنية و هدداهما بالضرب فاستنجدتا الاستاذتان بالادارة (المدير و القيم العام ) الذان حضرا المشهد دون ان يحركا ساكنا بل اكتفيا بالرجوع الى الادارة و اللامبالاةو كان ذلك بعد الساعة الرابعة مما دفع بالزميلتين للاتصال بالنقابة الاساسية و مدها بشكوى في الغرض التي اتصلت بالادارة الجهوية للتربية و الادارة الجهوية للشباب و الرياضة بالقصرين محملين اياهما مسؤولية ما جرى معتبرين ان ماجرى سببه عدم الحزم في التصدي الى ظاهرة العنف ضد الاطار التربوي سواء بالمؤسسة او خارجها كما اصدرت مراسلة تندد بهذه الممارسات و الانتهاكات موجهة الى والي الجهة, وزير التربية, وزير الشباب و الرياضة, النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالقصرين و النقابة العامة للتعليم الثانوي تعبر فيها عن استعداد الاساتذة للدفاع عن كرامتهم بكل الوسائل المتاحة الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي بتالة جمال بلعابي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

المهندسون التونسيون الشباب يواجهون عقود عمل وهمية

سعيا منهم لخفض التكاليف، يتغاضى المقاولون عن تنظيمات المشروع بالتعاقد مع مهندسين عاطلين عن العمل بمقابل زهيد.  


هدى الطرابلسي من تونس لمغاربية . تأمل تونس رفع عدد المهندسين من 4000 إلى 7000 مهندس بحلول 2011، لكن المشغلين غير الأخلاقيين وضيق سوق العمل قد يدفع الخريجين الجدد في المجال إلى مخالفة القانون مقابل مبلغ زهيد. المقاولون وأصحاب مكاتب الدراسات يبرمون عقود عمل وهمية مع مهندسين وتقنيين شبان بمقابل مادي يتراوح بين 400 و800 دينارا قصد الاستشهاد بهذه العقود للإدارة المشرفة على المشروع ليبين هؤلاء المقاولون أنهم يطبقون ما جاء في كراس الشروط. ذلك أن العديد من المشاريع تتطلب عددا من المهندسين في أي مشروع. علي، مهندس، تقدم لعمل وطُلب منه توقيع عقد. وقال لمغاربية « بعد إمضاء العقد لم يتم استدعائي لمباشرة العمل وأخذ يماطل في كل مرة إلى أن اكتشفت أن المقاول لا حاجة له بمهندس بل حاجته تتمثل في ورقة يستشهد بها لدى الإدارة المشرفة على مشروعه » ليثبت أنه لجأ لخدمات مهندس. عائدة مهندسة شابة اختصاص هندسة ميدانية قامت أيضا بإمضاء عقدين شكليين. وأوضحت أن المقاولين لهم دوافع مادية للقيام بهذه الممارسة « فعوض تشغيل ثلاثة مهندسين يقوم [المقاول] بتشغيل مهندس واحد والاثنين الآخرين يشغلهما بطريقة شكلية أي بشرائه لعقود دون الاضطرار لتسديد مرتب شهري ». هذه الممارسات تؤثر سلبا على جودة المشاريع التونسية بتقليص الفرص للمهندسين المتخرجين حديثا، حسب قول الخبراء في المجال. غلام دباش رئيس عمادة المهندسين بتونس العاصمة قلق من أثر هذه العقود الوهمية على مجال الهندسة. وقال « الخطر الحقيقي يتمثل في عدم التزام بعض مؤسسات المقاولات بالمسؤولية لضمان جودة إنجاز المشاريع ». وقال دباش إنه من أجل تطبيق شروط أكثر صرامة حول المشاريع، على الوكالة المشرفة مراجعة الوثائق ومراقبة العمل المنجز. وأضاف دباش « لو أن الإدارة تلفت نظارهم لمثل هذه الأساليب غير القانونية من بعض المقاولين وأصحاب مكاتب الدراسات، يمكن لهم القيام بخطوة فعلية لوضع حد لمثل هذه الممارسات التي تضر بالمهنة، كل ما يمكن فعله هو توعية المهندسين الشبان بعدم التورط في إمضاء عقود شكلية تضر بمسيرتهم المهنية وربما تتسبب لهم في مشاكل عدلية ». وكشف التحقيق الذي أجرته مغاربية أن الإدارة المشرفة على هذه العقود على إطلاع بالمشكلة لكن عليها اتخاذ إجراءات ضد الممارسة. القانون التونسي لا يعالج بشمل مباشر مسألة العقود الوهمية مما يجعل من الصعب مواجهتها حسب قول محمد لزهر العكرمي لمغاربية. وأشار العكرمي « الفصل القانوني الوحيد المنصوص عليه بالمجلة الجنائية هو الفصل 193 في الافتعال واستعمال الأوراق المدلسة ويعاقب بالسجن لثلاثة أعوام كل من يستعمل تلك الأوراق المصطنعة أو المفتعلة ». لكن هذه الممارسة ستتواصل ما دام الخريجون الجدد يواجهون بطالة مطولة أو رواتب منخفضة في مهنتهم. وكما قالت المهندسة عائدة « راتبي الهزيل هو الذي دفعني للقيام بذلك ». وتشير الإحصائيات الأخيرة للمعهد التونسي للإحصاء أن معدل البطالة في البلاد بلغ 21.67% في 2008 من 17.5% في 2007.
(المصدر: « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 2 مارس 2010) الرابط:http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2010/03/02/feature-03
 

وزراء الداخلية العرب يُقرون الثلاثاء خطة جديدة لمكافحة الإرهاب

 


تونس –  من رشيد خشانة – أفادت مصادر في مجلس وزراء الداخلية العرب (مقره الدائم في تونس) أن الدورة السنوية السابعة والعشرين للمجلس، التي تُعقد يومي 16 و17 آذار (مارس) الجاري في تونس، ستُتوج بالتصديق على مشروع الخطة المرحلية الخامسة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب. وكان وزراء الداخلية والعدل العرب أقروا في اجتماع مشترك عقدوه في مقر الجامعة العربية في القاهرة قبل خمس سنوات من الآن وثيقة « الاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب » التي تفرعت منها خطط سنوية لتكريس التنسيق في مجال ملاحقة الجماعات الإرهابية وتجفيف ينابيعها المالية وتبادل المعلومات عن عناصرها. وأضافت المصادر أن الوزراء سيُصدقون أيضا على مشروعي « الاتفاقية العربية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية »، و »الاتفاقية العربية لنقل نزلاء المؤسسات العقابية والاصلاحية ». ويحضر الإجتماعات وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز بصفته الرئيس الفخري للمجلس، ولا يغيب عنها الوزراء في العادة وإذا ما تعذر الحضور على أحدهم فإن لوائح المجلس تشترط أن يعوضه وزير آخر. كما تشارك في هذه الدورة وفود أمنية رفيعة المستوى إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والإنتربول ومجلس التعاون الخليجي واتحاد المغرب العربي ومنظمة العمل العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وأوضحت المصادر أن جدول اعمال الدورة يتضمن أيضا مناقشة تقرير الأمين العام للمجلس الدكتور محمد بن علي كومان (سعودي) عن الإجتماعات التي عقدتها هيئات أمنية عربية مختلفة بين الدورتين، بينها اجتماع لقادة الشرطة وآخر لرؤساء إدارات الجوازات والهجرة لاعتماد الإقتراحات التي أحالوها إلى الوزراء، الى جانب التصديق على مشروع خطة مرحلية لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات. واللافت أن جدول أعمال المؤتمر يشمل كذلك مناقشة مشروع اتفاقية عربية لمكافحة الفساد ومشروع آخر لاعتماد اتفاقية عربية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الارهاب، بالإضافة لمشروع الاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات. (المصدر: « القدس » (يومية – مدينة القدس) بتاريخ 12 مارس 2010) الرابط: http://www.alquds.com/node/241764

حذر أجهزة الأمن المصرية من القمع البرادعي يعلن تضامنه مع طبيب تعرض للتعذيب


حذر المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي، أمس، مما وصفه بـ « لجوء أجهزة الأمن المصرية إلى استخدام أساليب قمعية ضد أنصاره وضد المطالبين بتغيير الأوضاع السياسية من المصريين ». وأدان البرادعي، في بيان أصدره من كوريا، ما تعرض له الطبيب المصري طه عبدالتواب الذي جرى احتجازه والاعتداء عليه بأحد مقار مباحث أمن الدولة بمحافظة الفيوم بسبب تأييده له كمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية المصرية. وقال البرادعي في بيانه: « تابعت بقلق بالغ أثناء تواجدي في كوريا ما نشرته الصحف المصرية من أنباء حول تعرض السيد الدكتور طه عبدالتواب المواطن المصري المقيم بمحافظة الفيوم، للضرب المبرح والإهانة وإهدار الكرامة من جانب رجال السلطة العامة بمقر مباحث أمن الدولة، مما ترتب عليه دخوله في حالة غيبوبة ونقله إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى الفيوم العام وهو في حالة خطرة ». وأضاف البيان « لقد وقع هذا الاعتداء بسبب قيام الدكتور طه عبدالتواب بممارسة حقه المشروع في التعبير السلمي عن رأيه في ضرورة وأهمية تغيير الأوضاع السياسية في مصر نحو الأفضل.. وهو ما تطالب به الأغلبية الساحقة من شعب مصر وأنا معهم وفي مقدمتهم ومن ورائهم ». واستطرد البرادعي في بيانه « وإذ أدين بأقوى الكلمات ما تعرض له هذا المواطن البريء من اعتداء همجي، وما قد يتعرض له أي مواطن آخر يعبر عن رأيه بالوسائل السلمية، سواء بالقول أو بالفعل، أود أن انتهز الفرصة لأعبر عن تضامني الشخصي وغير المحدود مع الدكتور طه عبدالتواب ومع كل مواطن حر مخلص حريص على عزة بلاده وكرامتها، وأعلن استعدادي التام لبذل كل ما أستطيع من جهد للدفاع عن حقه في التعبير عن رأيه وحلمه في وطن آمن ومتحضر ». وطالب المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية السلطات المعنية بتقديم مرتكب هذه الجريمة البشعة إلى القضاء العادل ليلقى الجزاء الذي يستحقه، محذرا من خطورة اللجوء إلى الأساليب القمعية بقوله: « أود في النهاية أن ألفت انتباه الجميع إلى أن اللجوء إلى هذه الأساليب غير المتحضرة يعد انتهاكا صارخا لكل الأعراف والقوانين الدولية ويعرض مرتكبيها للمساءلة أمام المحاكم الوطنية ». وكان طبيب مصري قد تعرض للتعذيب بسبب تأييده لمحمد البرادعي، بحسب إفادة منظمة حقوقية مصرية غير حكومية، الأمر الذي نفته الأجهزة الأمنية. وقال مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان جمال عيد « إن طه عبدالتواب طبيب من الفيوم (وسط) معروف بتأييده للبرادعي، وقد استدعاه ضابط في أمن الدولة بعدما شارك في لقاء نظمته حركة كفاية (معارضة) ».واتهم بيان للشبكة العربية لحقوق الإنسان الضابط بتعذيب الطبيب « بشكل سادي وحشي عقابا له على إعلانه لرأيه ». وأوضح عيد أن الطبيب نقل للمستشفى في قسم العناية المركزة، مشيراً إلى أنه تعرض للتعذيب من الثامنة من مساء الأحد حتى الثامنة من صباح الاثنين الماضي. وأضاف المتحدث أن الطبيب « مصاب بالسكري ولم يأكل طوال الليل، ولدى خروجه صباحا طلب منا تقديم شكوى باسمه وجرى نقله إلى المستشفى ».  
(المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 12 مارس 2010)
 

البرادعي وإمكانية التغيير في مصر

عبد الفتاح ماضي الأولوية لإصلاح النظام السياسي التوافق حول قيادة وطنية الديمقراطية الآن والتنافس لاحقا تجنب القضايا الخلافية توسيع قاعدة المؤمنين بالديمقراطية يروج البعض في مصر لمقولة راح الكثيرون من الناس يصدقونها ويرددونها، مفادها أن التغيير مستحيل وأن حل مشكلات مصر أصبح مستعصيًا. يخلط هؤلاء بين نوعين من المشكلات، أولهما مشكلة النظام السياسي والتي من تجلياتها مشكلة التوريث، وما يرتبط بها من تحديات تجاوزتها دول صغيرة في عالمنا المعاصر مثل وجود دستور ديمقراطي محترم، وتداول السلطة، وضمان الحريات السياسية. أما النوع الثاني من المشكلات فهو تدهور معظم قطاعات الدولة من تعليم وصحة وإسكان ونقل ومياه وزراعة وصناعة وسياسة خارجية، بجانب تدهور الأخلاقيات والقيم. الأولوية –في اعتقادي– هي لإصلاح النوع الأول من المشكلات حتى يمكن أن تأتي حكومة وطنية منتخبة ومسؤولة أمام الشعب تكون قادرة على معالجة النوع الثاني من المشكلات. فهل يمكن للدكتور البرادعي المساعدة في إصلاح النظام السياسي؟ الأولوية لإصلاح النظام السياسي في اعتقادي الإجابة نعم، إذا استفاد البرادعي، مع القوى الوطنية المصرية، من السنن الكونية التي تمدنا بها تجارب شعوب وأمم أخرى. وأول هذه السنن هو إدراك أن التغيير هو سنة الحياة وأنه إذا لم يتحقق التغيير اليوم فسيتحقق غدا، وأن مصر ليست استثناءً من هذا. في مصر التغيير ممكن وفي المدى القصير أيضًا، شريطة أن نتخلى عن الخلط الضار بين النوعين السابق ذكرهما من مشكلات مصر، وأن نضع أمام أعيننا أولوية عليا واحدة هي العمل من أجل إصلاح النظام السياسي. فموقع النظام السياسي في الدولة الحديثة هو موقع القلب في جسم الإنسان، وكما أنه لا يمكن تصور وجود جسم سليم وحيوي دون قلب سليم، فإنه لا دولة حديثة بدون نظام سياسي حديث. وثاني هذه السنن هو إدراك أن الاستفادة من الحراك السياسي الحالي لن تتم من خلال تصور إمكانية تحقيق كل شيء وإنما عن طريق النضال من أجل ضمان الحد الأدنى من الضمانات الدستورية والديمقراطية المتعارف عليها. وهنا أتصور أن حديث البرادعي عن « إزالة العوائق الدستورية المقيدة للترشح » و »ضمان نزاهة الانتخابات » أمر في غاية الصواب ويتضمن ضمانات حقيقية لعملية سياسية حقيقية، وليس إملاءً لشروط مسبقة، أو انقلابًا على الدستور، لأن مصر لا تمتلك دستورًا ديمقراطيًا في الأساس، بل وقد أعادت التعديلات الأخيرة مصر إلى الوراء. كما أنّ الديمقراطية لا تأتي بالكفاح السياسي في إطار المؤسسات القائمة فقط، فمعظم حالات الانتقال جاءت نتيجةً لنضال له ثمن ضد السلطة القائمة لدفعها إمّا إلى التنازل والتفاوض من أجل الانتقال الحقيقي أو لإقصائها نهائيًا وإقامة نظام ديمقراطي. ومن هنا فوضع قائمة من المطالب الديمقراطية والضغط من أجلها والعمل على تغيير ميزان القوة داخل المجتمع لدعم هذه المطالب وتوسيع فئة المنادين بالديمقراطية أمور بديهية وقامت بها شعوب أخرى، وذلك على عكس ما يردده بعض المحسوبين على المعارضة. وأتصور هنا أن دعوة البرادعي هي خطوة أولى لتحريك الأمور في مصر وجس نبض القوى السياسية في مسألة الانتقال الحقيقي. وأتصور أيضا أن هناك عدة خطوات على البرادعي وعلى كل القوى الجادة العمل من أجلها، على نحو ما هو موضح في السطور التالية. التوافق حول قيادة وطنية لدى المصريين اقتناع قوي بضرورة وجود رمز وطني، أو قائد كاريزمي، يقود الجماعة الوطنية نحو أهدافها. ومن هنا فالاتفاق على قيادة سياسية معتدلة ومقبولة من فئات واسعة من الجماهير أمر في غاية الأهمية. والمطلوب هنا قيادة تمتلك صوتًا توافقيًا ومهارات للتواصل والحوار، قيادة قادرة على إيصال صوت الديمقراطية إلى فئات واسعة من الشعب وإلى القوى الدولية المختلفة. وهذه سنة كونية أخرى حدثت في أكثر من حالة انتقال كالفلبين وإسبانيا وبولندا وجنوب أفريقيا والتشيك. ولا شك أن الدكتور البرادعي يصلح لأن يقود الجماعة الوطنية في مصر خلال هذه المرحلة الانتقالية. وعلى كل القوى الوطنية الاستفادة من استعداده للمساهمة في إصلاح مصر بدلا من إعانة النظام باستدعاء نظرية المؤامرة أو إقحامه في خلافات هامشية أو إشكاليات أيديولوجية. وفي المقابل يجب أن يتصدى البرادعي لكل محاولات جره إلى تلك الخلافات ويجب أن يقاوم كل ممارسات النظام الترغيبية والترهيبية وأن يحذر من بعض المحطات الفضائية. وقد يقول قائل هل البرادعي الذي عاش خارج مصر لفترات طويلة يصلح لمنصب الرئاسة في مصر؟ والجواب هو أنه بجانب أنه أكد أن هدفه الآن هو المساهمة في إحداث التغيير وليس الترشح للرئاسة، فإن البرادعي –وغيره المئات في مصر في اعتقادي– يصلح لرئاسة مصر بعد الانتقال. فأنصار الاستمرار يروجون مقولة أن شؤون الحكم تحتاج إلى من يمتلك الخبرة بأوضاع البلاد والعالم، وهذه المقولة ليست حقيقية ولها أهداف أخرى. فالحكم في كل أنحاء الأرض يعتمد اليوم على عدة مقومات ليس من بينها –بالبديهة- الخبرة الطويلة في شؤون الرئاسة. وفي دول كثيرة وصل علماء وأدباء بل وزعامات عمالية إلى سُدة الحكم ومواقع وزارية. المهم أن يمتلك المرشح رؤية وطنية محددة لنهضة البلاد، وأن يقتنع اقتناعًا تامًا بإقامة دولة القانون حقيقةً وليس شكلا مع استقلال القضاء ووجود آليات فعالة للرقابة وفصلها تمامًا عن السلطة التنفيذية، وأن يعمل على إقامة دولة المؤسسات والاعتماد على معايير الإنجاز والكفاءة، وإفساح المجال أمام الخبراء والاستشاريين في كافة المجالات. الديمقراطية الآن والتنافس لاحقا ومن السنن الكونية اللازمة لنجاح أي تحرك سياسي ديمقراطي تكتل القوى الوطنية وتشكيل بديل معارض « ديمقراطي » يضم كل القوى التي تؤمن بالتداول السلمي على السلطة والحريات السياسية وبعدم الانقلاب على الديمقراطية. وهذا البديل هو تحالف موضوعي يستهدف تحقيق مصلحة وطنية وأولوية مشتركة هي الديمقراطية، ويتوافق أعضاؤه على تأجيل التنافس الأيديولوجي إلى مرحلة لاحقة. أي أن هدف التحالف لا يجب أن يدور حول برامج اقتصادية أو اجتماعية محددة وإنما حول وضع إطار سياسي ديمقراطي يُمكّن كل التيارات والقوى السياسية من العمل بحرية وشفافية بعد الانتقال، وذلك على النحو الذي فصّلناه في حديثنا عن الكتلة التاريخية على قاعدة الديمقراطية في اللقاء التاسع عشر لمشروع دراسات الديمقراطية الذي انعقد في أوكسفورد في يوليو الماضي. أولويتنا هي تجاوز خلافات المصالح والأيديولوجيات « مؤقتًا » والكف عن انتقاد بعضنا البعض، والتركيز على هدف جامع هو التوافق حول « إجراءات » إقامة نظام سياسي ديمقراطي حقيقي وإنهاء الحكم المطلق. وبالطبع ليس مطلوبا « الآن » « الاتفاق » على نواتج هذا النظام أو نوعية السياسات المنشودة، فهذا هو موضع التنافس بعد قيام النظام الديمقراطي، الذي يجب أن يحميه القانون والقضاء، والأهم، ضمير المصريين الذين سيستعيدون ثقتهم في الدولة والنظام والحكومة متى اطمأنوا بأن الدولة دولتهم جميعًا وأن النظام السياسي يعبر عن قيمهم وطموحاتهم وأن الحكومة تعمل من أجل مصالح الفقراء قبل الأغنياء والضعفاء قبل الأقوياء. تجنب القضايا الخلافية ومن السنن الأخرى هنا تجنب الإشكاليات الخلافية ومشكلات الخارج بقدر الإمكان. وأتصور هنا أن الأوضاع الداخلية في مصر كافية بمفردها لحشد الجماهير في الداخل وراء المطالب الديمقراطية، وأعني هنا قضايا التنمية والعدالة الاجتماعية والتعليم والصحة. أما قضايا الخارج فيجب التعامل معها بحذر، وأعتقد أن ما صرّح به البرادعي حول القضية الفلسطينية واتفاقية كامب ديفد والعلاقة مع أميركا لا يعيبه ولا يضر الحراك السياسي نحو الديمقراطية. إن النضال من أجل الديمقراطية استلزم في حالات كثيرة اعتدال الخطاب السياسي مع القوى المؤثرة في الخارج وعدم خلط قضية الديمقراطية في الداخل مع القضايا الإقليمية والدولية. فمعاداة القوى الدولية الكبرى كفيل بمفرده بإفساد كل شيء، كما أن الحكمة تقول إن لكل مقام مقال. ولا يجب أن نكون كخرقاء مكة التي كانت تغزل بقوة، مع جواريها، إلى انتصاف النهار ثم تعود فتنقض ما أتعبت نفسها فيه وغزلته من بعد قوة وتجعله أنكاثًا لا فتل فيه. ولا بد من تذكر أن أي حكومة مصرية منتخبة ومسؤولة أمام الشعب ستكون أكثر فعّالية في الدفاع عن مصالح مصر والتعامل بحكمة مع المسائل الخارجية. وهنا يجب الاتجاه نحو القوى والمنظمات الدولية لكسب دعمها ورفع دعمها المعنوي لمعارضي الديمقراطية. وبرغم الإزدواجية الأميركية في التعامل مع مسألة الديمقراطية، إلا أنه لا يمكن تصور وقف الدعم المعنوي والمادي للنظام إلا إذا تشكل « بديل ديمقراطي » له في الداخل. أي أنه بدون تكتل معارض « ديمقراطي » و »معتدل »، ستظل مخاوف الأميركيين من وصول بديل يهدد مصالحهم ولو كان ديمقراطيا. توسيع قاعدة المؤمنين بالديمقراطية وفي مصر، ليس من الضروري انتظار موافقة ما يطلق عليه « أحزاب المعارضة الرسمية » القائمة اليوم، فالكثير منها تعود على الهرولة وراء يد النظام المانحة للعطايا والمناصب الوهمية، ولا تمارس أيًا من الأدوار التي تقوم بها حركات المعارضة أثناء النضال من أجل الديمقراطية، بل وبعضها صار جزءًا من النظام ويقوم بـ(أو يُستخدم بلا وعي لـ) ضرب كل محاولات التكتل والإصلاح. ولهذا فالأهم -في اعتقادي- هو انفتاح البرادعي والجماعة الوطنية على حركات الاحتجاج السلمي مثل حركتي 6 أبريل وكفاية وكل الحركات المعارضة التي تشهدها مصر وسط كافة القطاعات كأساتذة الجامعة والمحامين والمهندسين والأطباء والصحافيين والفنانين والأدباء والمعلمين والمهنيين والمنظمات الحقوقية والعمالية والطلابية وغيرها، بل وعلى كل القوى الإصلاحية داخل النظام نفسه. وقد أفلح الدكتور البرادعي حينما ألمح إلى هذا الأمر في أحد حواراته التلفزيونية. إن العمل على توسيع دائرة المعارضين لسياسات الحكومة لتضم مثقفين وأدباء وشعراء وفنانين ورياضيين ومهنيين وغيرهم أمر ضروري، لأن تأثير هؤلاء أكبر بكثير من تأثير النخب السياسية التقليدية. والهدف هو إيجاد رأي عام مناصر للديمقراطية وضاغط من أجلها، وإقناع فئات أوسع بأن جهود الإصلاح ليست قضية القوى القائمة أو الحزب الحاكم فقط وإنما هي قضية كل المصريين، ثم الاستفادة من الحراك السياسي والضغط الشعبي القائم لدفع الحكومة لتقديم مزيد من التنازلات، مع ضبط تحركات الشارع والتأكد من عدم انزلاقها إلى التخريب والعنف، وطمأنة كافة المؤسسات الأمنية والعسكرية التي هي مؤسسات وطنية للدولة وليس للحكومة القائمة. وأخيرا، يجب القول إن جزءًا من مسؤولية فشل محاولات التغيير في مصر يعود إلى تحركات بعض المحسوبين على المعارضة. فتكتل المعارضين تحقق في دول كثيرة ويمكن أن يتحقق في مصر إذا اقتنعت القوى السياسية فعلاً بالديمقراطية كأولوية مشتركة، وتوقفت عن استدعاء الخلافات الأيديولوجية والتاريخية بينها أو النظر في نوايا الآخر. أكرر ما قلته مرارا من قبل: وقت التنافس على المصالح والأيديولوجيات ليس الآن وإنما بعد قيام النظام الديمقراطي، وشعار المرحلة لا بد أن يكون « الديمقراطية الآن والتنافس لاحقًا ». إذا عملنا على تحقيق هذا الشعار ستتغير أمور كثيرة. ولله الأمر من قبل ومن بعد. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 مارس  2010)

أين الأولوية بين الدولة الفلسطينية وتحرير الأرض؟

منير شفيق إن إقامة دولة فلسطينية يجب ألاّ تكون هدفاً يسبق تحرير الأرض، ولا يجب أن تكون موضع مساومة مقابل الأرض أو الحقوق الأساسية والثوابت. لا مِنّة لأحد على اعترافٍ بشعب فلسطين أو بحقه في تقرير المصير ومن بعد حقه في إقامة دولته أو أي شكل من أشكال السلطة والحكم. فالشعب الفلسطيني يقوم حقه في فلسطين من خلال وجوده الحصري على أرض فلسطين طوال مئات وآلاف السنين ويتعزز هذا الحق بالقانون الدولي الذي يحصر حق تقرير المصير في المستعمرات والبلدان الواقعة تحت الاحتلال بالشعب الذي كان فيها قبل حدوث الاستعمار ووقوع الاحتلال. ولا يحق للدول الاستعمارية أو المنتدبة أن تحدِث أي تغيير في الوضع الديمغرافي والجغرافي أو في الواقع الذي كان عليه البلد لحظة استعماره واحتلاله. هذا القانون الدولي هو الذي طبّق على كل حالات البلدان التي استعمرت في القرنين التاسع عشر والعشرين وعليه مورس حق تقرير المصير. وبناء على نتائج حق تقرير المصير أقيمت الدول وتقرّرت الأنظمة والقوانين الأساسية. إن القانون الدولي الذي يحصر الحق في تقرير المصير بالشعب الأصلي لحظة حدوث الاستعمار، ولا يعترف بأية تغييرات أو استحداثات من قِبَل السلطات الاستعمارية أو المنتدبة، يتعارض مع أي تدخل دولي أو قرار دولي يناقضه بما في ذلك ما صدر من قرارات دولية من هيئة الأمم المتحدة تدخلت في تقرير مصير الشعب الفلسطيني أو في الوضع القائم في فلسطين لحظة حدوث الاستعمار والانتداب. وهذا ينطبق على طوال العهد الاستعماري. ولهذا فإن أي تغيير أُحدِث أو قرار دولي مسّ هذا الحق الحصري يُعتبر من وجهة نظر القانون الدولي باطلاً ما لم يقبل به الشعب الفلسطيني بملء إرادته الحرّة. أي بعد التحرير، وليس في ظل حراب الاحتلال أو الاستعمار أو الضغوط الخارجية. هذا الثابت من ثوابت القضية الفلسطينية تمت مصادرته منذ أول يوم من خلال القوة المسلحة وممارسة مختلف ألوان القمع والكبت والإرهاب والمجازر والتهجير بحق الشعب الفلسطيني طوال مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين ومن بعد انتهائه عام 1948 وقيام دولة الكيان الصهيوني التي سارت على النهج نفسه في تأسيسها وبعده حتى يومنا هذا. ثم أُريدَ تكريس هذه المصادرة من خلال صدور قرارات دولية مخالفة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي اللذين يحصران حق تقرير مصير كل من فلسطين والشعب الفلسطيني بالشعب الفلسطيني، كما من خلال ما طرح من أساس ومشاريع حل قامت على أساسهما ما سمّي بالعملية السياسية التي حوّلت القضية الفلسطينية من قضية تحرير وحق تقرير مصير إلى قضية تنازع لاقتسام أراضي الضفة الغربية وشرقي القدس حتى لم يبق معروضاً لقبول الفلسطينيين إلاّ الفتات لتقام عليه دولة. وقد عرَّفوا شرطها أن تكون « قابلة للحياة » ولو كان إبقاؤها حيّة من خلال التنفس الصناعي والتغذية من خلال الأمصال. فالعملية السياسية أسقطت الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني في 78% من أساس أرض فلسطين كانت قد صودرت في حرب إقامة دولة الكيان الصهيوني عام 1948/1949. وأسقطت كذلك حق عودة اللاجئين إلى بيوتهم وأراضيهم… مدنهم وقراهم، التي هجروا منها بالقوة والمجازر عام 1948. وذلك من خلال « حل بديل » أسموه إيجاد « حل عادل لقضية اللاجئين ». ويقصدون بذلك التعويض والتوطين والوطن البديل وإلاّ لماذا استخدم شعار « الحل العادل » بدلاً من « حق العودة ». وأنكى من ذلك أن الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة حين وُضِعَ في مقدمة « البرنامج السياسي » أصبح معروضاً للمساومة على الأرض والحقوق والثوابت، فيما هو (إقامة الدولة) حق بدهي للشعب الفلسطيني بعد التحرير وما ينبغي أن يطرح للمساومة عليه قبل ذلك. ولهذا يجب أن يُستبعد هدف إقامة دولة فلسطينية من البرنامج لحساب التمسّك بالثوابت الأساسية ابتداء من الحق الحصري للشعب الفلسطيني في تقرير مصير فلسطين كما تقريره مصيره، ومروراً بحق العودة للمهجرين الفلسطينيين وورثتهم جميعاً إلى بيوتهم وأراضيهم ومدنهم وقراهم حتى لو فوق الأنقاض ليبنوا عليها. أما ابتداء عملياً، حقهم في دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات من الضفة الغربية بما في ذلك شرقي القدس وفي قلبها القدس القديمة. هذا الحق الأخير: « دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات عن الأراضي الفلسطينية التي احتلت في حزيران 1967 » يجب أن يكون هدف الإنجاز الراهن وبلا قيد أو شرط ومن خلال ممارسة مختلف ألوان المقاومة والممانعة بما فيها الانتفاضة والمقاومة المسلحة. فلا يجوز أن يُكافأ الاحتلال بأية صورة من الصور. فالاحتلال عدوان ومخالفة صريحة للقانون الدولي وميثاق هيئة الأمم المتحدة فكيف يجوز طرحه للمساومة على القدس والضفة الغربية أو على الحقوق والثوابت الأساسية للقضية الفلسطينية. ومن ثم لا يجوز أن يساوم على الانسحاب بطرح موضوع إقامة الدولة لأن هذا يعطيه المساومة. وقد وصل الأمر أن أصبحت إقامة دولة في الضفة والقطاع مقابل التنازل عن 78% من فلسطين بل اعتبار حل الدولتين هو الحل النهائي للقضية. وبكلمة، ما كنا لنصل إلى هذا الحد من التدهور والتفريط لو لم يطرح موضوع إقامة دولة فلسطينية ويوضع في الأولوية. وأخذ البعض يسمّيه ويا للمهزلة بـ »الحلم الفلسطيني »، فيما الحلم الفلسطيني هو تحرير كل فلسطين وإعادة كل اللاجئين وورثتهم إلى بيوتهم وأراضيهم ومدنهم وقراهم. وبعدئد يقرّر الشعب الفلسطيني مصيره ومصير فلسطين بإرادته الحرّة فوق أرضه المحرّرة. مثلما حدث من انسحاب وتفكيك للمستوطنات من قطاع غزة وبلا قيد أو شرط كذلك يجب أن يحدث في الضفة الغربية. فالاحتلال يجب أن يجرّد من أي حق أو مساومة مقابل الانسحاب وما أورثه من كوارث ومصائب يجب أن يحاسَب عليها لا أن يُكافأ. أما على الأراضي المحتلة في 1967 فحتى الدول الكبرى تعترف بأن المستوطنات التي قامت في ظل الاحتلال الذي جاء به عدوان حزيران/يونيو 1967، غير شرعية كما أصدرت محكمة العدل الدولية قراراً بهدم الجدار باعتباره مخالفاً للقانون الدولي الذي لا يسمح للاحتلال باستحداث أي تغيير في الواقع القائم الذي كان لحظة وقوع الاحتلال، وهو ما ينطبق كذلك على كل المستوطنات وفي مقدّمها ما أحدث من استيطان وتهويد في منطقة القدس المحتلة 1967. وبالمناسبة كل ما تقدّم ينطبق على ما استحدث في فلسطين في ظل الانتداب كما في ظل الكيان الصهيوني من حيث أتى عام 1948 حتى اليوم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 مارس  2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.