الجمعة، 12 ديسمبر 2008

Home – Accuei

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3125 du 12.12.2008

 archives : www.tunisnews.net


السبيل أونلاين: قمع مظاهرة إحتجاجية بمدينة الرديف

معز الجماعي: الرديف : مواجهات و قنابل مسيلة للدموع

جمعيات حقوقية تونسية وعربية بباريس: تونس : محاكمة سياسية أخرى أطلقوا سراح د. الصادق شورو السبيل أونلاين : أحكام قاسية تعمّق الإحتقان في المشهد التونسي البديـل عاجل : قضية الحوض المنجمي : أحكام جائرة وقاسية في محاكمة بلا استنطاق ولا مرافعات قدس برس : تونس: أحكام قاسية بحق المتهمين في أحداث الحوض المنجمي بالرديف يو بي أي : محكمة تونسية تصدر أحكاماً بالسجن بحق مجموعة من النقابيين د ب أ : 10 سنوات سجنا لقادة « تمرد مسلح » جنوب تونس رويترز: السجن لخمسة وعشرين شخصا في تونس بتهم « التمرد المسلح والشغب » بدر السلام الطرابلسي: السلطات التونسية تحتفي على طريقتها بالنشطاء الحقوقيين والصحفيين المستقلين..!! المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :إهانة ممثلي المرصد أمام محكمة قفصة الحزب الديمقراطي التقدّمي: بلاغ صحفي الحزب الديمقراطي التقدمي : بيان

صوت حرّ: أحكام ثقيلة لمعتقلي الحوض المنجمي والمحاكمات السياسية لا تنتهي حركة التجديد : بــــــــــــــلاغ  د.منصف المرزوقي: حول محاكمة النقابيين وشباب الحوض المنجمي  الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: المراقبة الإدارية : عقوبة أبدية ..و تشف بلا حدود .. ..!

كلمة:مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس تعتبر منع عبو والحيدوري من السفر محاولة لإسكاتهما  كمال العبيدي  : جبران تويني: سجل اضطهاد صحافيي المنطقة والعالم

كلمة: مرشّح التجديد للانتخابات الرئاسية أحمد إبراهيم لكلمة « كلّ شيء يدلّ على أنّ السلطة أو الأوساط المؤثّرة فيها عازمة على أن تجعل من الانتخابات القادمة نوعا من المبايعة أكثر منها انتخاب »

مغاربية : مرشحو الانتخابات الرئاسية اختارو فيس بوك لاستقطاب الناخبين التونسيين

كمال بن يونس : حقوق الإنسان في تونس رويترز : عبادي وسوينكا ينددان بسجل حقوق الإنسان في الدول الإسلامية

جمعية الحقوق للجميع: تظاهرات مختلفة من أجل فلسطين

فتحي حاج بلقاســم: 60 عاما على اعلان حقوق الإنسان

ميدل ايست اونلاين : بن علي: حقوق الانسان ليست مطية لتحقيق الاغراض السياسية رويترز : الرئيس التونسي يتعهد بمزيد من دعم حقوق الإنسان في بلاده يو بي أي : رئيس وزراء السلطة الفلسطينية يزور تونس الثلاثاء المقبل يو بي أي : المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تعقد مؤتمرها العام الخميس المقبل بتونس
الصباح : على أبواب مؤتمر اتحاد الكتّاب التونسيين.. اليوم غلق باب الترشّح…أعضاء يشخّصون المشاكل… ويقترحون الحلول قنا :  ندوة دولية في تونس حول اخلاقيات علوم الاحياء قنا : استثمارات القطاع الزراعي في تونس

رويترز :  عائدات صادرات التمور التونسية تبلغ 140 مليون دولار

إيلاف : أزمة الحليب تعود إلى الأسواق التونسيّة : زيادة مرتقبة في السعر تثير احتجاج المستهلك

إيلاف : ظاهرة إقالة المدربين تطغى على واقع الدوري التونسي

الأخضر الوسلاتي:  عيد على الأبواب: قصيدة العجمي الوريمي : نداء المستقبل قدس برس : لماذا لم يتمكن قادة دول المغرب العربي من تحويل الحلم إلى حقيقة؟

ياسر الزعاترة :  الديمقراطية العربية بين حقبتي بوش وأوباما

كمال العيفي : عباس.. الأول مع مرتبة (القرف)!

عماد الدين الحمروني : غزة الشاهدة و الشهيدة

بشير موسى نافع :  الرمزي والسياسي في إدارة الرئيس باراك أوباما مصطفى الخلفي : الابتزاز الإسرائيلي للمغرب


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 


 قمع مظاهرة إحتجاجية بمدينة الرديف

   

 
السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس   إندلعت هذه الليلة الجمعة (12.12 . 2008 ) بمدينة الرديف مظاهرات إحتجاجية على الأحكام الصادرة أمس الخميس 11 ديسمبر 2008 ، والتى بدأت منذ الساعة الثامنة وإنتهت حوالي العاشرة ليلا ، وقد تعرضت للقمع من قبل قوات التدخل الذى إتخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 12 ديسمبر 2008)  


الرديف : مواجهات و قنابل مسيلة للدموع

 

أكد لنا أكثر من مصدر حقوقي من مدينة الرديف أن عدد من الشباب تجمع منذ قليل في حي المغربي العربي و رفعوا شعارات منددة بالأحكام القاسية ضد عدنان الحاجي و رفاقه ، و بسرعة تضاعف عدد المحتجين ووصل إلى العشرات من المواطنين ، و ذكر نفس المصدر أن قوات الأمن إستعملت مباشرة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين و هو ما جعل الوضع يتطور إلى صدمات عنيفة بين الطرفين . و إلى حدود كتابة هذه الأسطر لا زال المتظاهرين يواصلون رفع الشعرات و النشيد الوطني رغم محاصرة قوات الأمن لهم . معز الجماعي الساعة : التاسعة ليلا   المصدر : موقع الحزب الديمقراطي التقدمي


تونس : محاكمة سياسية أخرى أطلقوا سراح د. الصادق شورو

   

تم من جديد إيقاف الرئيس السابق لحركة النهضة التونسية -الأستاذ بكلية الكيمياء بتونس سابقا- الدكتور الصادق شورو بعد مداخلة على قناة الحوار اللندنية، وذلك بعد أقل من شهر على إطلاق سراحه من سجن قضى فيه حوالي عقدين من عمره، تعرض خلال هذه الفترة إلى سجن انفرادي وعزلة تامة لمدة 14 سنة، في إطار المحاكمات السياسية الجائرة في مطلع التسعينات والتي أجمعت المنظمات غير الحكومية على التنديد بها. وقد قام عشر أعوان أمن باقتحام بيته الرابعة والنصف من مساء يوم الأربعاء 3 ديسمبر دون تقديم مذكرة إيقاف أو استدعاء لمركز الأمن، واقتادوه عنوة إلى مكان مجهول. وتسبب هذا الاقتحام البوليسي في إرهاب عائلة د. شورو وإفزاعها. وكان أعوان الأمن قد فتشوا بيته يوم 21 نوفمبر وتم إيقافه كامل اليوم، في الوقت الذي كانت أسرته تستعد للاحتفال بإطلاق سراحه يوم الغد. وقد منعت قوات الأمن هذا الاحتفال وطوقت المكان بشكل منع الضيوف من الحضور. هذا ويحال د. شورو على المحاكمة يوم السبت 13 ديسمبر لمطالبته بحرية التعبير والتنظم وخاصة الاعتراف القانوني بحزبه. ويحاكم بسبب التهمة القديمة الجديدة المتعلقة بـ « الاحتفاظ بجمعية غير قانونية ». في هذا الإطار، يجب التذكير بأن عددا من الأحزاب والجمعيات ممنوعة في تونس والحال أنها ممثلة للخارطة السياسية وفاعلة على الساحة التونسية. ومن هذه الأحزاب نذكر حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية وحزب العمال الشيوعي التونسي، ومن الجمعيات  نذكر جمعية حرية وإنصاف والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين والمجلس الوطني للحريات وجمعية مناهضة التعذيب في تونس وجمعية الصداقة الوطنية لقدماء المحاربين. كما إن عددا من مواقع الأنترنت مثل تونس نيوز وكلمة والحوار والنهضة أنفو ممنوعة في تونس. وجميع هذه الجهات الممنوعة تعاني نتائج انسداد الحياة السياسية والرفض الجائر وغير المبرر لعدم الاعتراف القانوني بها.   وتعتبر المحاكمة الجديدة للدكتور الصادق شورو بسبب « الاحتفاظ بجمعية غير قانونية » خير معبّر عن سياسة الانسداد.      كما يجب التذكير بأن المساجين السياسيين السابقين يعيشون أوضاعا صعبة من ناحية حرمانهم من حقوقهم. فهم يتعرضون لإجراءات تعيقهم عن الاندماج مجددا على المستويين العائلي والاجتماعي، الأمر الذي يقود ضحايا هذه السياسة إلى الإقصاء والتهميش. ومن بين الإجراءات  التي يتعرض لها مئات من المساجين السابقين الرقابة الإدارية التي تمنعهم من إعادة إندماجهم الاجتماعي والإنساني. فهؤلاء المساجين السابقين محرومون من حقوقهم المدنية والسياسية الأساسية. فهم تحت الرقابة البوليسية المستمرة خلال تنقلاتهم.   إن حالة د. الصادق شورو تلخص انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية التي  تشهدها تونس اليوم.   ونحن إذ نطالب بإطلاق سراحه، فإننا نطالب أيضا  بـ :   1 إطلاق سراح كل المساجين السياسيين ومساجين الرأي المعتقلين ظلما 2 رفع كل أشكال الحظر على حرية التعبير ومنع تجريم هذا الحق. 3 رفع كل المعوّقات القضائية والإدارية أمام نشاط المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وخاصة حرية التجمع وتكوين الجمعيات والأحزاب السياسية بكل استقلالية. 4 سن قانون عفو تشريعي عام ينهي الأحكام الصادرة ضد المعارضين السياسيين و نشطاء حقوق الإنسان ويفتح الباب أمام السلم الاجتماعية واحترام الديمقراطية في البلاد.    الموقعون:
جمعية التضامن التونسي،
 جمعية صوت حر،
اللجنة العربية لحقوق الإنسان


 

أحكام قاسية تعمّق الإحتقان في المشهد التونسي

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس أصدرت البارحة الخميس(11-12-2008) في وقت متأخر الدائرة الجنائية بالمحكمة الإبتدائية بقفصة ، الأحكام في القضية عدد 3357 ، وجاءت كالتالي :

عدنان الحاجي :   10 سنوات وشهر واحد نافذة البشير عبيدي :    10 سنوات وشهر واحد نافذة الطيب بن عثمان : 10 سنوات وشهر واحد نافذة طارق حليمي :    10 سنوات وشهر واحد نافذة عادل جيار :       10 سنوات وشهر واحد نافذة حسن بن عبد الله : 10 سنوات وشهر واحد غيابيا ماهر فجراوي :   10 سنوات وشهر واحد غيابيا

فيصل بن عمر :   6 سنوات وشهر واحد نافذة سامي بن أحمد :   6 سنوات وشهر واحد نافذة هارون الحليمي :   6 سنوات وشهر واحد نافذة غانم شريطي :      6 سنوات وشهر واحد نافذة مظفر العبيدي :      6 سنوات وشهر واحد نافذة رضا عز الدين :     6  سنوات وشهر واحد نافذة عبد السلام الهلالي : 6 سنوات وشهر واحد نافذة عبيد خلايفي :        6 سنوات وشهر واحد نافذة رشيد عبداوي (بحالة سراح) : 6 سنوات وشهر واحد الفاهم بوكدوس :     6  سنوات غيابيا مع النفاذ العاجل
بوبكر بن بوبكر :   4 سنوات وشهر نافذة حفناوي بن عثمان : 4 سنوات وشهر نافذة محمود الردّادي :   4 سنوات وشهر نافذة الهادي بوصلاحي : 4 سنوات وشهر نافذة
محي الدين شربيب :               سنتان غيابيا مع النفاذ العاجل معاذ أحمدي (بحالة سراح ) :     سنتان مع تأجيل التنفيذ عبد الله فجراوي (بحالة سراح) :  سنتان مع تأجيل التنفيذ محمد البلدي (بحالة سراح) :      سنتان مع تأجيل التنفيذ رضوان بوزيّان (بحالة سراح) :  سنتان مع تأجيل التنفيذ عثمان بن عثمان (بحالة سراح) :  سنتان مع تأجيل التنفيذ محمود هلالي (بحالة سراح) :    سنتان مع تأجيل التنفيذ محسن عميدي (بحالة سراح) :    سنتان مع تأجيل التنفيذ مكرم ماجدي (بحالة سراح) :     سنتان مع تأجيل التنفيذ رضا عميدي (بحالة سراح) :     سنتان مع تأجيل التنفيذ عصام فجراوي :                   سنتان مع تأجيل التنفيذ ثامر المغزاوي :                    سنتان مع تأجيل التنفيذ
بوجمعة شريطي : عدم سماع الدعوى حبيب خذيري : عدم سماع الدعوى لزهر بن عبد الملك : عدم سماع الدعوى علي الجديدي : عدم سماع الدعوى إسماعيل الجوهري : عدم سماع الدعوى   وقد أحاطت بكامل أطوار المحاكمة الكثير من الإخلالات والتجاوزات ، حيث لم يُمنح المحامون الوقت الكافي للترافع ودراسة ملف القضية الذى ناهز الخمسمائة صفحة ، وقد شاب البحث الإبتدائي تناقضات وكثير من الخروقات وتلفيق التهم . وقد تعرض الموقوفون أثناء التحقيقات إلى التعذيب الوحشي وأنتزعت منهم إعترافات باطلة ورافق إنعقاد جلسة المحاكمة إجراءات أمنية مشددة، حالت دون إلتحاق عوائل المتهمين وبعض المناضلين الحقوقيين والسياسيين بمدينة قفصة فضلا عن قاعة الجلسة ، وتعرض الكثير منهم إلى الإعتداء و التعنيف. ولم تتح الحرية للمتهمين في الإستنطاق حيث أرهبوا وعنّفوا ، ولم يقع عرضهم على الفحص الطبي بعد تشكياتهم من تعرضهم للتعذيب، كما لم يقع إستدعاء الشهود . وقد تمت المحاكمة في ظل تعتيم إعلامي كامل من قبل وسائل الإعلام الرسمية و غير الرسمية . وشهدت منطقة الحوض المنجمي ، وخاصة مدائن الرديف وأم العرائس والمتلوي وقفصة حصارا أمنيا مطبقا منذ بداية الأحداث وخلال انعقاد جلسات المحاكمة ، حيث أستقدت كافة تشكيلات الفرق البوليسية بأعداد ضخمة ، وتدخلت بقوة لقمع المواطنين والإعتداء عليهم . وبذلك إكتملت ملامح المحاكمة الغير عادلة لهذه القضية . من جهة أخرى نسجّل التعاطي الإيجابي من طرف المجتمع المدني الوطني بكل حساسياته وتوجهاته ، الذى ساند أهالي الحوض المنجمي ، ووقف إلى جانب مطالبهم المشروعة ، وأيضا التعاطي الإيجابي من طرف المجتمع المدني الغربي من خلال المنظمات غير الحكومية . كما نسجّل الموقف المشرف لهيئة الدفاع التى وقفت موقفا مشهودا في الترافع عن المعتقلين ، وقد وصلت إعلامات النيابات المقدمة في القضية إلى 83 إعلاما ، ونسجّل ايضا الموقف المشرف للمركزية النقابية التى ردّت الإعتبار للنقابيين المعتقلين برفع التجميد الذى قررته بحقهم سابقا كما نسجل المعنويات العالية للمعتقلين الذين عبّروا عن ذلك في كل الجلسات حيث رددوا النشيد الوطني وشعارات أكدت أن إحتاجاتهم كانت نقابية ومطلبية وسلمية ، كما نشيد بالشجاعة والصبر التى ميزت عائلاتهم .   تلك هي بعض ملامح وملابسات قضية الحوض المنجمي ، فمتى تعي السلطة أن رفع الأحتقان الذى تشهده منطقة الحوض أصبح أكثر من ضرورة .. وأن المعالجات الأمنية والمحاكمات القاسية ليست هي الحلّ ؟ وهل بعد عجزها عن إيجاد الحلول للمشاكل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والدينية التى تواجهها البلاد ، تلجأ السلطة للحلول الأمنية بدل الحوار الوطني الذى يتيح حلولا حقيقية؟   ومتى ينصف القضاء المواطنين ويتخلص من الولاءات ؟ (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 12 ديسمبر 2008 )

 

 

قضية الحوض المنجمي: أحكام جائرة وقاسية في محاكمة بلا استنطاق ولا مرافعات

 

أصدرت المحكمة الجنائية بقفصة أحكامها في قضية الحوض المنجمي دون استنطاق الموقوفين ودون مرافعة المحامين وهي مهزلة جديدة في السجل الأسود للقضاء التونسي والدكتاتورية النوفمبرية. وكما كان متوقّعا كانت الأحكام قاسية، وقد جاءت على النحو التالي: 10 سنوات وشهر سجنا: –  عدنان حاجي –  البشير عبيدي –  الطيب بن عثمان –  طارق حليمي –  عادل جيّار –  حسن بن عبد اللـّه، غيابي مع النفاذ العاجل –  ماهر فجراوي، غيابي مع النفاذ العاجل 6 سنوات وشهر سجنا: –  فيصل بن عمر –  سامي بن أحمد (شُهِرَ عميدي) –  هارون حليمي –  غانم شريطي –  مظفـّر العبيدي –  رضا عزالديني –  عبد السلام الهلالي –  عبيد خلايفي –  رشيد عبداوي 6 سنوات سجنا: –  الفاهم بوكدّوس، غيابي 4 سنوات وشهر سجنا: –  بوبكر بن بوبكر –  حفناوي بن عثمان –  محمود الردادي –  الهادي بوصلاحي سنتان (2): –  محي الدين شربيب، غيابي سنتان (2) مع تأجيل التنفيذ: –  معاذ أحمدي –  عبد اللـّه فجراوي –  محمد البلدي –  رضوان بوزيان –  مكرم ماجدي –  عثمان بن عثمان –  محمود هلالي –  محسن عميدي عدم سماع الدعوى: –  بوجمعة شريطي –  حبيب خذير –  الأزهر بن عبد الملك –  علي الجديدي –  إسماعيل الجوهري أمّا بخصوص رضا عميدي وعصام فجراوي وثامر المغزاوي فقد حكم عليهم بسنتين سجنا ولم نتمكن من التثبت إن كان الحكم نافذا أم مع تأجيل التنفيذ.  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 11 ديسمبر 2008) قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي الموقع :http://www.albadil.org البريد الالكتروني : pcot@albadil.org للإشتراك : ابعث رسالة إلكترونية فارغة  موضوعهاSUBSCRIBE إلىalbadil-request@albadil.org   للإنسحاب : ابعث رسالة إلكترونية فارغة موضوعها UNSUBSCRIBE إلى albadil-request@albadil.org    

 

تونس: أحكام قاسية بحق المتهمين في أحداث الحوض المنجمي بالرديف

 

تونس ـ خدمة قدس برس اختتمت المحكمة الابتدائية في مدينة قفصة في الجنوب التونسي ليلة أمس الخميس (11/12) أعمالها بالحكم على المعتقلين فيما يعرف بأحداث الحوض المنجمي، وأصدرت حكمها بحق 38 فردا على رأسهم النقابي عدنان الحاجي وبشير العبيدي، وعشرة أفراد بحالة سراح. ووصفت الناشطة الحقوقية التونسية المحامية راضية النصراوي في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » الأحكام بأنها « أحكام سياسية لا علاقة لها بالقضاء »، وقالت: « هذه أحكام سياسية لا علاقة للقضاء بها، وقد صدرت بتعليمات رسمية، لأن القضاء لم يقم بدوره ولم يستمع للمتهمين ولم يستنطقهم، ولم يستمع لمرافعات المحامين ولم يستجب لمطالب الدفاع مثل عرض الموقوفين على الطبيب لأنهم تعرضوا لتعذيب مبرح باعتراف قاضي التحقيق نفسه، وعدم السماح لشهود البراءة بالحضور، ولذلك فإن الأحكام القاسية التي صدرت بحق المعتقلين كانت رسالة للجميع بأن عليهم أن يصمتوا وأن لا يطالبوا بحقوقهم أصلا، وأن من يقدم على ذلك فمصيره السجن »، على حد تعبيرها. وذكرت النصراوي التي حضرت المحاكمة أن المحكمة كانت محاصرة بأعداد كبيرة من قوات الأمن في الخارج والداخل، وأن المحامين وعائلات المساجين تعرضوا لاعتداءات بدنية ولفظية من قوات الأمن، على الرغم من حضور عدد من المراقبين الدوليين سواء عن الاتحاد الأروبي أو النقابات الفرنسية أو السفارة الأمريكية في تونس، ولم يحضر المحكمة القضاة الخمسة عن الدائرة الجنائية كما هو متعارف عليه وإنما حضر القاضي ومعه إثنان من أعضاء الدائرة الجنائية مما يثير التساؤل عن سر غياب الاثنين الآخرين، وعما إذا كان ذلك يعكس رفضهم المشاركة في مسرحية هزلية كالتي شهدنا فصولها يوم أمس، ولم يحضلر أيضا الممثل عن النيابة العمومية ولا كاتب جلسة، ولم يتلو القاضي الحكم الذي استلمناه بعد ذلك، كما قالت. هذا وقد أصدرت المحكمة الابتدائية في مدينة قفصة أحكاما قاسية بحق المتهمين بالوقوف وراء أحداث مدينة الرديف، تراوحت بين عدم سماع الدعوة وغثني عشر عاما سجنا. فقد أصدرت حكما بالسجن 12 عاما على الفاهم بوكدوس، وهو في حالة فرار، كما أصدرت حكما بعشر سنوات سجنا نافذة على عشرة متهمين هم: عدنان الحاجي، بشير العبيدي، هارون الحلايمي، الطيب بن عثمان، عبيد خلايفي، عادل جيار، حسن بن عبد الله. وأصدرت حكما بالسجن ستة أعوام على ستة آخرين، وعامين مع تأجيل التنفيذ على عشرة آخرين، وعدم سماع الدعوى للبقية.   وكانت هذه المحاكمة انطلقت في الرابع من كانون أول (ديسمبر) أمام المحكمة الابتدائية بقفصة على خلفية الحركة الاحتجاجية التي وقعت في كانون ثاني (يناير) الماضي احتجاجا على ما قال المتظاهرون إنه تلاعب بنتائج مناظرة توظيف في شركة فوسفاط قفصة، أكبر موفر لفرص العمل في المنطقة التي تعاني من ارتفاع نسبة البطالة.    
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ  12 ديسمبر   2008)
 


محكمة تونسية تصدر أحكاماً بالسجن بحق مجموعة من النقابيين

 تونس, تونس,  12 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — أصدرت محكمة تونسية أحكاماً بالسجن على مجموعة من النقابيين اعتقلوا في وقت سابق جنوب تونس بسبب مشاركتهم في احتجاجات إجتماعية تراوحت بين عامين مع تأجيل التنفيذ، و10 سنوات مع النفاذ. وقال مصدر قضائي تونسي في بيان تلقت يونايتدبرس أنترناشونال نسخة منه اليوم الجمعة، إن المحكمة الابتدائية بمدينة قفصة (350 كم جنوب غرب تونس العاصمة)، قضت مساء أمس الخميس بسجن 27 شخصاً لمدة عامين مع وقف التنفيذ و10 سنوات نافذة لستة منهم، وإطلاق سراح خمسة من المتهمين الـ38 الذين مثلوا أمامها في جلسة ثانية. وذكر المصدر القضائي أن المعتقلين حوكموا بتهمة الانتماء إلى عصابة والمشاركة في إتفاق إجرامي بهدف التحضير أو ارتكاب اعتداء على الأشخاص أو الممتلكات، والتمرّد المسلّح، وأعمال أخرى من شأنها تعكير صفو النظام العام. وكانت منطقة الحوض المنجمي في جنوب غرب تونس شهدت في شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري، مظاهرات احتجاجية تواصلت لعدة أشهر، تخللتها مصادمات مع قوات الأمن، ما استدعى تدخل الجيش التونسي. وشارك في هذه المظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت على خلفية البطالة وغلاء المعيشة، عدد من النقابيين في المنطقة منهم النقابي المعروف عدنان الحاجي. يشار إلى أن محاكمة هذه المجموعة بدأت في الرابع من شهر كانون الاول/ديسمبر الجاري، إذ قررت المحكمة في جلستها الأولى الإفراج عن ثمانية من المتّهمين بشكل مؤقت.   (المصدر: وكالة يو بي اي (يونايتد برس انترناشيونال) بتاريخ 12 ديسمبر 2008)
 


 

10 سنوات سجنا لقادة « تمرد مسلح » جنوب تونس

  تونس 12 كانون أول/ديسمبر (د ب أ)- أعلن مصدر قضائي اليوم الجمعة أنّ محكمة محافظة « قفصة » الابتدائية /350 كلم جنوب العاصمة تونس/ أصدرت في ساعة متأخرة من ليلة الخميس أحكاما بالسجن تراوحت بين عامين مع وقف التنفيذ و10 سنوات نافذة بحق 33 تونسيا من جملة 38 ، اتهمتهم السلطات بقيادة « تمرد مسلح » في مدن بالمحافظة خلال يونيو/حزيران الماضي. وقال المصدر في بيان بعث به إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المحكمة « قررت إطلاق سراح خمسة معتقلين (من بين 38) وإدانة المتبقين (33 متهما) بأحكام تتراوح بين عقوبة السجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ والسجن عشر سنوات مع النفاذ ». وقضت المحكمة بسجن 6 من منسقي التمرد وأبرزهم القيادي النقابي عدنان الحاجي لمدة 10 سنوات. وقد وجهت إليهم تهم قيادة « تمرد مسلح » و »الانتماء إلى عصابة » و »المشاركة في اتفاق إجرامي بهدف التحضير أو ارتكاب اعتداء على الأشخاص أو الممتلكات » و »تعكير صفو النظام العام ». ووجهت المحكمة إلى البقية تهما برشق قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة وإصابة عدد من رجال الشرطة بجراح ونهب بنك ومتاجر ومنازل وقطع الطرقات وخطوط السكك الحديدية بالمحافظة. وشهدت مدن قفصة منذ بداية 2008 مظاهرات احتجاجية-استمرت 5 أشهر كاملة- وأسفرت عن مقتل 3 متظاهرين اثنين لقيا حتفهما برصاص قوات الأمن والثالث صعقا بالكهرباء عندما حاول تعطيل مولد كهربائي يشغل وحدة لإنتاج الفسفاط. وبدأت المظاهرات في يناير/كانون ثان الماضي بعد تزوير نتائج مناظرة للعمل بشركة « فسفاط قفصة » الحكومية أكبر مشغل لليد العاملة بالجهة التي ترتفع فيها معدلات البطالة وخاصة بين خريجي الجامعات. وقد  ندّد المتظاهرون آنذاك بـ »الفساد والمحسوبية وغلاء المعيشة ». ونشرت تونس يوم 6 يونيو/حزيران الماضي الجيش لإعادة الهدوء إلى محافظة قفصة قبل أن يعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حزمة من الإجراءات الاقتصادية للتقليص من نسب البطالة في الجهة.   (المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بتاريخ 12 ديسمبر 2008)

السجن لخمسة وعشرين شخصا في تونس بتهم « التمرد المسلح والشغب »

تونس 12 ديسمبر كانون الاول /رويترز/  قال مصدر قضائي ومحامون اليوم الجمعة ان محكمة تونسية قضت بسجن 25 شخصا لفترات تتراوح بين أربعة وعشرة أعوام بعد ادانتهم بتهم //التمرد المسلح والشغب// اثر مظاهرات نادرة جرت هذا العام بقفصة احتجاجا على غلاء المعيشة وتردي الاوضاع الاجتماعية. وقتل في يونيو حزيران الماضي شخص واصيب عشرات اثر مصادمات بين قوات الشرطة ومتظاهرين بمدينة الرديف التابعة لمحافظة قفصة الغنية بالفوسفات. وقال المحامي شكري بلعيد لرويترز ان قاضي المحكمة الابتدائية بقفصة أصدر أحكاما بالسجن لمدة عشر سنوات في حق سبعة من قادة التحركات الاحتجاجية من بينهم عدنان حاجي المتحدث باسم الحركة الاحتجاجية وبشير العبيدي وعادل الجيارة. وقال مصدر قضائي ان المعتقلين حوكموا بتهم //التمرد المسلح واحداث الشغب وحيازة مواد حارقة وافعال من شأنها تعكير صفو النظام العام//. وصدرت الاحكام في ساعة متأخرة ليل الخميس بعد محاكمة مثيرة حضرها اكثر من 40 محاميا واستمرت طيلة اليوم. واعتقل افراد هذه المجموعة في يونيو حزيران اثر اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب قبل ان يتدخل الجيش ليفرض السيطرة ويعيد الهدوء للمنطقة. وقال مصدر قضائي انه تم الافراج عن خمسة معتقلين والحكم بعامين مع ايقاف التنفيذ على ثمانية اخرين خلال نفس المحاكمة التي شملت 38 موقوفا. وادان بلعيد هذه الاحكام وقال لرويترز //احكام قاسية لتحركات اجتماعية وكان يمكن ان تحل بطريقة اخرى أفضل//.   (المصدر: وكالة (رويترز) للأنباء بتاريخ 12 ديسمبر 2008)
 


 في الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان السلطات التونسية تحتفي على طريقتها بالنشطاء الحقوقيين والصحفيين المستقلين..!!

 

لم يكن يوم 10 ديسمبر 2008 يوما عاديا كسائر أيام السنة، ليس بسبب احتفال تونس كباقي شعوب الأرض بالذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإنما للحملة الأمنية التي قامت بها السلطات التونسية ضد هيئات ونشطاء المجتمع المدني التونسي. إذ قامت الأجهزة الأمنية بمنع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من الاحتفال بهذه المناسبة الحقوقية العالمية في مقرها الكائن بنهج بودلار بتونس العاصمة وذلك بوضع حواجز أمنية في الأنهج المؤدية للمقر الرئيسي للرابطة ومنع الوافدين على المنظمة من دبلوماسيين و نشطاء حقوقيين وممثلين لأحزاب سياسية بل حتى أعضاء فروع هذه المنظمة القادمين من مختلف جهات الجمهورية تم منعهم من الوصول إلى هناك.. كما قامت قوات الأمن المتمركزة بمطار تونس قرطاج الدولي بمنع المعارض التونسي محمد عبو و الصحفي بمجلة  » كلمة  » الالكترونية لطفي الحيدوري من السفر إلى لبنان وإيقاف هذا الأخير بمنطقة الأمن ببن عروس بدعوى عدم خلاصه لخطية مالية ثبت فيما بعد أنه قام بخلاصها في الآجال . وفي يوم 10 ديسمبر أيضا، وصلني استدعاء عن طريق أحد رجال الدرك إلى عنواني الشخصي بمدينة منزل تميم للمثول يوم 25 ديسمبر الجاري أمام أنظار الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بمنوبة بتهم تتعلق بالإضرار بأملاك الغير وتهم أخرى من قبيل تعطيل حركة الجولان بالطريق العام ( حسب ما ورد في محضر البداية الذي منعوني من الاطلاع عليه: انظر رسالة للرأي العام، وغيرها من الادعاءات مرتكزين على رصيدي من التحركات النقابية التي ساهمت فيها عندما كنت أنشط بالاتحاد العام لطلبة تونس … وبناءا عليه فبقدر تعبيري على تضامني مع الإخوة والأصدقاء الحقوقيين والصحفيين سواء الذين تم منعهم من الحضور بمقر رابطة حقوق الإنسان أو السفر للبنان للمشاركة في ندوة تهم  »حرية الإعلام في العالم العربي »..بقدر تنديدي بالمعالجة الأمنية التي تتعامل بها السلطة السياسية في تونس مع مخالفيها في الرأي إلى حد منعهم من الاحتفال بإعلان المبادئ العالمي والذي من المفروض يكون مناسبة لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول جدية للملفات الحقوقية العالقة. أعبر كذلك عن استغرابي من التتبعات الأمنية والقضائية المتواصلة التي ماانفكت توجه ضدي حتى بعد مغادرتي الجامعة وانتهاء نشاطي باتحاد الطلبة إذ يذكر الأصدقاء والزملاء الإيقافات المتكررة والتفتيش الذي تعرضت له أمام الملأ وسط الطريق العام في الليل والنهار وحجز أشرطة تسجيل وغيرها ، والآن ينبشون في قضية رفعت ضدي بداية سنة 2006 على اثر إحدى الاعتصامات التي خاضها المكتب الفيدرالي لمعهد الصحافة والتوثيق من أجل مطالب نقابية تخص الجامعة، وقد وجدوا أنه من المناسب إثارتها بتاريخ 10 ديسمبر 2008 أي بعد ما يقارب الثلاث سنوات من تاريخ الشكاية وفي الذكرى الستين للإعلان الأممي لحقوق الإنسان ..!! أعلن للأصدقاء والإخوة والزملاء والرأي العام والسلطات المعنية على حد سواء أن التتبعات الأمنية والقضائية بمختلف أشكالها لن تثنيني عن أداء واجبي الإعلامي بالصدق والشفافية اللازمتين. أدعو جميع الصحفيين المستقلين ونشطاء المجتمع المدني للوقوف صفا واحدا ضد العسف والظلم المسلط على الأقلام والأصوات الحرة في هذا الوطن فقوتنا في وحدتنا وضعفنا في فرقتنا وتشتتنا. بدر السلام الطرابلسي صحافي مستقل


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الإلكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 11 / 12 / 2008

إهانة ممثلي المرصد أمام محكمة قفصة

 

في إطار متابعته لقضية موقوفي الحوض المنجمي خاصة النقابيين منهم سعى المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية إلى الحضور ميدانيا جلسات المحاكمة ومنها جلسة اليوم 11 / 12 / 2008 حيث توجه إلى محكمة قفصه الأخوين معز الجماعي ومحمد العيادي كممثلين للمرصد لكن وقع منعهما حتى من الاقتراب من باب المحكمة مع دفعهما بالقوة والتلفظ بكلمات نابية ولا أخلاقية تجاههما من طرف المدعو اليوسفي وهو رئيس فرقة الرشاد بقفصة وهو ما يمثل إهانة واعتداء على كرامة ممثلي المرصد . إن المرصد يأسف لحصول هذا التصرف الأهوج الخارج عن القانون ضد مناضليه وهو يحتفظ بحق رفع هذا الاعتداء إلى الفضاء والى المنظمات الدولية الصديقة للمرصد . عن المرصد المنسق محمد العيادي  


الحزب الديمقراطي التقدّمي 10 نهج إيف نوهال ـ تونس الهاتف : 71332194 الحزب الديمقراطي التقدّمي: بلاغ صحفي  

اعتدت عناصر من الشرطة السياسية مساء اليوم في مدينة قفصة على عضو المكتب السياسي الأخ ماهر حنين وعلى عدد من شباب الحزب الديمقراطي التقدمي لما كانوا يقطعون الشارع في محيط محكمة قفصة مُتجهين إلى أحد المقاهي. وكان رجال شرطة بعضهم يرتدي الزي الرسمي والبعض الآخر بالزي المدني يضربون طوقا حول المحكمة ومنعوا وفد الحزب من الدخول، فما كان منه إلا أن انسحب بهدوء. ولما كانت المجموعة تقطع الشارع المحاذي للمحكمة في اتجاه مقهى قريب هجم عليهم أكثر من عشرين عنصرا من بينهم رئيس منطقة الشرطة ورئيس فرقة الإرشاد وانهالوا عليهم بالضرب وبوابل من الشتائم. وضحايا هذا الإعتداء هم الشبان خلدون العلوي ودلال الخذري ومحمود سلطان وغزالة محمدي ومنجي صالح والياس القاسمي وأحمد العلوي. وعندما حاول عضو المكتب السياسي تهدئة الوضع طالته هو أيضا الإعتداءات اللفظية والمادية. إن الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يُدين هذا الإعتداء الآثم يستنكر الحصار الأمني الذي ضُرب على محكمة قفصة ومنع النشطاء السياسيين من حضور المحاكمة في مخالفة واضحة لعلنية المحاكمة وتجاوز للقوانين بحكم كونهم مواطنين تونسيين، ويطالب بتوخي تعامل حضاري مع المناصرين لسجناء الحوض المنجمي. تونس في 11 ديسمبر 2008 الأمين العام المساعد رشيد خشانة


الحزب الديمقراطي التقدمي 10نهج ايف نوهال – تونس تونس في 12/12/2008  بيــــــــــان  
أصدرت المحكمة الجنائية بقفصة في ساعة متأخرة من ليلة الخميس 11 ديسمبر الجاري أحكاما غاية في الشدة والقساوة في حق قادة ومناضلي الحركة الاحتجاجية بمنطقة الحوض المنجمي. وصدرت هذه الأحكام عقب محاكمة أجمع كل المتابعين لها ولسان الدفاع على افتقادها شروط المحاكمة العادلة وشكّلت سابقة خطرة في تاريخ القضاء التونسي من حيث انتهاك حقوق الدفاع والتسرّع في إصدار أحكام وصلت إلى العشر سنوات نافذة من دون استنطاق المتهمين أو الاستماع إلى دفاعهم، وفي مناخ اتّسم بضرب حصار أمني على مقر المحكمة ومنع ممثلي الأحزاب والجمعيات الأهلية من حضور أطوارها بلغت حد الاعتداء اللفظي والمادّي عليهم. والحزب الديمقراطي التقدمي الذي سبق أن ساند الحركة الاحتجاجية لمواطني الحوض المنجمي وطالب السّلط في أكثرمن مناسبة بالاستجابة لمطالبهم المشروعة والتخلي عن المعالجة الأمنية وإقحام القضاء في الخلافات السياسية وطالب بالإفراج عن كل المعتقلين، ·ينبّه إلى خطورة توظيف القضاء في الخصومات السياسية ويناشد القضاة القيام بدورهم بعيدا عن كل تأثير والتمسك باستقلال القضاء باعتباره ركنا أساسيا في المحافظة على السلم الأهلية، ·يؤكّد أن لا مخرج من المأزق الذي دفعت السلطة البلاد إليه سوى بإجراءات تتدارك تبعات هذه المحاكمة غير المسبوقة وتنفّس الاحتقان وتحقق الانفراج المنشود بوضع حد للمحاكمات السياسية ومحاصرة نشاط الأحزاب والجمعيات المستقلّة وسن العفو التشريعي العام.   عن المكتب السياسي الهيأة التنفيذية

صوت حرّ ONG œuvrant pour les droits de l’Homme contact@voixlibre.org Tel : 01 46 58 55 44 – Fax : 01 46 58 55 45 Port : 06 60 37 68 16  – www.voixlibre.org 

أحكام ثقيلة لمعتقلي الحوض المنجمي والمحاكمات السياسية لا تنتهي

   

أصدرت الدائرة الجنائية للمحكمة الابتدائية بقفصة يوم الخميس 11 ديسمبر الجاري، أحكاما عاجلة وقاسية في حق معتقلي الحوض المنجمي وذلك في جلسة مغلقة تميزت بغياب لسان الدفاع والمتهمين وبالخروقات القانونية الفاضحة لأبسط قواعد المحاكمة العادلة.   أحكام ثقيلة بلغت 10 سنوات سجنا نافذة للعديد منهم بسبب مشاركتهم في الحركة الاحتجاجية، على الفساد والغلاء والبطالة، التي عمت المنطقة طيلة النصف الأول من السنة الجارية 2008.         وذكر شهود عيان أن وحدات من فرق التدخل وأخرى من الجيش توافدت على مدينة الرديف، فيما يشبه حالة الطوارئ أو الاستنفار القصوى، تحسبا لاندلاع مظاهرات احتجاج ومساندة كما تواجدت قوات البوليس والبوليس السياسي بكثافة داخل قاعة المحكمة وفي محيطها لتعتدي على المتهمين والمحامين كما على المتوافدين لحضور المحاكمة من صحافيين وحقوقيين وسياسيين.       محاكمة سياسية أخرى، تكشف عن الوضع البائس للقضاء التونسي وافتقاده لأي حياد أو استقلالية بسبب تبعيته الكاملة وائتماره المفضوح بأوامر نظام حكم سخر كل أجهزة الدولة، وعلى رأسها القضاء، لتركيع شعب بأكمله.   لقد أصبحت محاكمات الرأي والملاحقات الأمنية الخبز اليومي للتونسيين الأحرار الذين يأبون الخنوع والاستسلام ويواصلون بصبر وإباء نضالهم المدني من أجل الاعتراف بحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.     وهكذا ألحق معتقلو الحوض المنجمي بالقائمة السوداء والمفتوحة لمعتقلي « قانون الإرهاب » لكي تصبح السجون التونسية « منتدى شبابيا » هو أحد إنجازات النظام التونسي.   أما الدكتور الصادق شورو فتنتظره هو الآخر، هذا اليوم، محاكمة سياسية جديدة يرجح ألا تختلف عن سابقاتها من حيث خرق القانون وانتهاك مبادئ العدالة وحقوق الإنسان.     وعليه، فإن جمعية صوت حر:   * تندد بتوظيف القضاء من طرف النظام التونسي لإخماد أي معارضة أو احتجاج سلمي ذي طبيعة اجتماعية أو سياسية.   * تطالب بالتسريح الفوري وغير المشروط لكل معتقلي الحوض المنجمي ومساجين الرأي.   * تناشد كل أصحاب الضمير والمدافعين عن حقوق الإنسان العمل من أجل وضع حد للمحاكمات السياسية في تونس.
 

 

بلاغ من حركة التجديد

 

أصدرت المحكمة الإبتدائية  بقفصة يوم 11 ديسمبر 2008 أحكاما في منتهى القسوة في حق المناضلين الموقوفين على إثر التحركات الاجتماعية التي خاضها مواطنوالحوض المنجمي دفاعا عن حقهم  المشروع في الشغل والعيش الكريم، وهي أحكام وصلت إلى عشر سنوات سجنا بالنسبة إلى السادة عدنان الحاجي وبشير العبيدي وعادل الجيار والطيب بن عثمان وطارق حليمي وغيرهم. وقد جرت هذه المحاكمة دون توفر أدنى شروط العدل والإنصاف حيث هضمت فيها حقوق المتهمين وحقوق الدفاع ورفضت هيئة المحكمة جل مطالب المحامين المتعلقة بضرورة الاستماع إلى الشهود واستكمال الأبحاث وعرض المتهمين على الفحص الطبي والنظر في حالات انتزاع الاعترافات بوسائل الضغط والتعذيب. إن مثل هذه التجاوزات، التي أجمع المحامون على خطورتها والتي من شأنها أن تشكك في مصداقية القضاء وحياده، تستوجب إعادة النظر في القضية برمتها طبقا لمبادئ حقوق الإنسان واستقلال القضاء والتراتيب الضامنة لحقوق المتهمين بعيدا عن كل توظيف للقضاء.  إن حركة التجديد تعبر عن استيائها الشديد لهذه الأحكام القاسية التي سلطت على مواطنين ليسوا فقط أبرياء مما نسب إليهم من تهم، بل هم مناضلون لعبوا دورا مسؤولا في تأطير الحركة المطلبية وتفاوضت معهم السلط الجهوية والوطنية، كما تعتبر الحركة أن هذه الأحكام ذات الصبغة السياسية الواضحة تمثل تصعيدا لا مبرر له في قضية كان من الأجدر معالجتها معالجة رصينة بمنأى عن التشنج والتوتر. وتطالب حركة التجديد بالتخلي عن الأساليب القمعية، والعمل على تحقيق الانفراج بإطلاق سراح جميع المعتقلين   وإرجاعهم إلى سالف عملهم، وإقرار مناخ  ملائم  للحوار على الصعيدين الجهوي والوطني. تونس في 12 ديسمبر 2008 الأمين الأول لحركة التجديد        أحمد إبراهيم
 


 

حول محاكمة النقابيين وشباب الحوض المنجمي البارحة المصلحون من الداخل، المصلحون من الخارج ، المتسولون ….اليوم الثابتون ، غدا المقاومون

 
 
 
د.منصف المرزوقي
إذن انتهت في قفصة ليلة الحادي عشر من ديسمبر ، محاكمة النقابيين والشباب المتهمين في أحداث الحوض المنجمي التي شهدت أشهرا من احتجاج الفقراء على موتهم البطيء في بلد المعجزة الاقتصادية . لا جديد تحت الظلام ؟ نعم لا جديد في أساليب الدولة البوليسية. نعم لا جديد في انتهاك أبسط حقوق الدفاع . نعم لا جديد في استغلال جهاز العدالة لتشريع الظلم . نعم لا جديد في تواصل تساقط سلك فقد كل شرف مهني. نعم لا جديد في جبن  » قاض » لم يجرؤ على النطق بالحكم داخل قاعة تركها لسطوة البوليس السياسي. نعم لا جديد في قسوة الأحكام وظلمها . نعم لا جديد في الرسالة الجديدة للمجتمع المدني وقد ألفنا، قلنا عفنا ، من التهديد المتواصل والتخويف الذي لا يتوقف لحظة، وافتعال الشجاعة من الجبناء ،والشدة من الضعفاء، والهيبة ممن سقطت هيبتهم تحت الحضيض منذ أمد طويل وهم لا يعلمون. إذن مجرّد حلقة أخرى من حلقات قمع استبداد حقير سنتذكره يوما كمن يتذكر كابوسا طويلا ؟ لا ، هناك شيء جديد في محاكمة قفصة …الشعار الذي رفعه الأبطال. هم لم يرفضوا فقط الوقوف أمام  » القضاة » ولم يرفضوا فقط استنطاقهم وإنما رفعوا شعار المرحلة : الثبات، الثبات ضدّ حكم المافيات. ولو كنت في بيتي لعدت لأعزّ كتبي وهو بالصدفة لأشهر القفصيين أي ابن منظور، ولبحثت كما أفعل في مثل هذه المناسبات عن جذور مفهوم وكل ما قيل فيه من حكم وأشعار. ولأن للضرورة أحكام فسأضطرّ للبحث داخل ذاكرتي عما تعنيه في لغة الضاد كلمة الثبات وكل ما يحوم حولها من معاني مشابهة. والثبات حسب مصادري الداخلية هو الوقوف عند مبدأ أو موقف والتمسك به وعدم التخلي عنه مهما كانت موازين القوى، أي مهما كانت التضحيات والمصاعب أو الإغراءات ….بطبيعة الحال يعني الأمر التخلي آليا عن كل الخيارات الأخرى الممكنة ….وتحيل الكلمة أيضا على مفهوم المتانة بما أننا نقول عن الشيء الصلب أنه ثابت ، وعن الفكرة القويمة أنها ثابتة ….ومن الثبات نشتق فعل أثبت أي برهن ووضّح وأفحم …ومن أيضا ثبت أي ظهرت حقيقة الشيء . تتضح إذن أبعاد صرخة الأبطال حيث يقولون بالصوت الجلي الجوهري وهم محاصرون بالبوليس ومطوقون بأشباه القضاة، اثبتوا أي تمسكوا، دافعوا ، ضحوا، قاوموا الإغراء ، ابقوا أوفياء لموقف ثبت أنه الخيار السليم. هذا الموقف الذي يثبت نفسه كالخيار الوحيد هو الممانعة…الرفض… الوقوف أمام…. التصدي،لكن لماذا ؟ لحكم المافيات كما ورد في بقية الشعار. هؤلاء الأبطال، وهم في عرين الضبع، تصرفوا كالأطفال الأبرياء.جهروا بالحقيقة التي يعرفها الجميع ويتغاضى عنها الكلّ …خاصة من يدعون في علم السياسة معرفة …الذين علموا شيئا وغابت عنهم أشياء. لا لأنهم لا يرون ولا يسمعون وإنما لأنهم لا يريدون رؤية أو سماعا. هؤلاء الأبطال قالوا ككل الأطفال الأبرياء بكل وضوح أن الملك أصبح عاريا. قالوا للشعب : وراء مظاهر حكم القانون لا وجود إلا لحكم المافيات. هم ذهبوا للبّ المشكل التونسي وهو أنه وراء الدولة يوجد الاستبداد ، لكنه ليس استبداد الجيش، ولا استبداد الحزب، ولا حتى استبداد البوليس خلافا لما يقال عندما نسمي نظام بن على الدولة البوليسية. كلا فكل هذه التنظيمات التي تشكل العمود الفقري في الأنظمة الاستبدادية  » العادية »، غدت هي نفسها مجرّد أدوات في خدمة المافيات. والمافيات كما لم يرد عند ابن منظور هي مجموعات إجرامية تمارس الإجرام المنظم على نطاق واسع بكل الوسائل التي تدينها الأخلاق والقوانين للعيش كالطفيليات المضرة على مجتمع تخضعه بالتهديد والترهيب والقتل عندما يتطلب الأمر ذلك. هذه المافيات المعروفة من الجميع هي عصابة بن علي وأخوته …عصابة زوجته وأخوتها…عصابة الصهر الموعود بالوراثة …والعصابات المؤلفة قلوبها … كل هذه المافيات منذ عشرين سنة وراء المال العمومي …وراء المؤسسات العمومية …وراء أراضي الدولة …وراء ملذات التسلط …وراء التخليد فيه …وراء توريثه …بأي ثمن …قطع الألسن ….قطع الأرزاق …قطع الرؤوس ….بكل الوسائل…..تزييف الوعي …تزييف الانتخابات …الكذب المسترسل …شراء الضمائر…الوعود الكاذبة …المراوغة…العمالة…الحج لمكة والبكاء أمام التلفزيون…بناء الجوامع وإذاعات القرآن الكريم… .التعذيب….القهر…الظلم…البرنوغرافيا…السجون التي فاضت بزبائنها .. والبقية في الطريق. ما قاله الأبطال أنه لم يعد من خيار أمامنا وقد وصلت الأمور لما وصلت إليه غير الثبات أمام هذه المافيات التي تسرق أموالنا، التي تظلمنا بقضائنا ، التي تكذب علينا بأجهزة إعلامنا ، التي تطلق علينا جيشنا ، التي تحاصرنا بقوات أمننا، التي تسجننا في وطن ضحى من أجل حريته الآباء والأجداد . ما صرخوا به أيضا في قاعة  » المحكمة » أنه لا خيار لنا غير التصدي لهجوم هذه المافيات المصرة على مواصلة أكل الأخضر واليابس …ثم التقدم في اتجاهها للأخذ بخناقها وإرجاعها للمكان الطبيعي الذي ما كان عليها أن تخرج منه يوما للتجاسر على السطو على دولة بأكملها : الأقبية المظلمة للمخابرات والأزقة المظلمة للمدينة القديمة. بعد  » لنشارك في الديكور لإصلاح المافيات من الداخل » وبعد  » لندخل انتخابات المافيات للاحتجاج والفضح وتوسيع رقعة الحريات والتعريف بأحزابنا وأشخاصنا » وبعد  » يا كابو المافيات شوية إصلاح يرحم والديك » لم يبق اليوم بعد غرق كل هذه الستراتجيات إلا خيار أبطال قفصة والمتلوي والرديف…الثبات ، الثبات ضدّ حكم المافيات. في أواخر التسعينات رفعنا شعار » لا خوف بعد اليوم »….ثم شعار  » حقوقنا نمارسها ولا نطالب بها » لم نكتف برفع الشعارين وإنما تصدينا للخوف وبنينا مؤسسات لم نطلب رخصتها من أحد وقلنا في الدكتاتور ما لم يقله مالك في الخمرة ودفعنا الثمن ولم نندم. اليوم يجب مواصلة الطريق. ارفعوا شعار شبابنا الأسرى لا لأنه الثابت والمثبّت وإنما لأنه الحل الوحيد تجاه عصابات محكوم عليها مواصلة سياسة الهروب إلى الأمام لأنّ من تورط إلى العنق في الإجرام لا خيار له غير هذا. وفي كل الأحوال أي دعم لأسرانا غير جعل صرختهم المليئة بالآلام والآمال أداة جديدة نشهرها في وجه عصابات الحق العام وخطوة أخرى في طريق الاستقلال الثاني.
 
(المصدر:موقع الدكتور منصف المرزوقي بتاريخ 12 ديسمبر 2008 )


الحرية للدكتور الصادق شورو  “ “الحرية لجميع المساجين السياسيين “ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 12 ديسمبر 2008

المراقبة الإدارية : عقوبة أبدية ..و تشف بلا حدود .. ..!

 

بعد أن قضّى السجين السابق الشاب منصف بن حبيب بن الطاهر السعيداني 3 سنوات خلف القضبان بموجب  ما يسمى  » قانون مكافحة الإرهاب « ، تتواصل معاناته مع 3 سنوات أخرى  من المراقبة الإدارية بوصفها عقوبة تكميلية، فقد اُجبر الشاب منصف السعيداني (المقيم ببئر مسيوغة- ضاحية بنزرت الجنوبية) على الإمضاء اليومي بسجلات الحضور منذ سراحه في أوت 2008 لدى مركز الحرس الراجع إليه بالنظر، غير أن الأمر لم يقتصر على إخضاعه لهذا الإجراء غير القانوني بل عمد  الأعوان ، وبأمر من رئيس مركز الحرس المسمى عبد الله التليلي، إلى إجباره على الحضور في مواعيد غير قارة يكون عليه بموجبها أن يكتشف بمناسبة كل إمضاء  ..موعد الإمضاء اللاحق ..!، كما  أكد الشاب منصف السعيداني أن الأعوان يَعمَدون في كل مرة، بعد تقييد معصميه بالأغلال، إلى إهانته وشتمه والتطاول على مقام الجلالة و استفزازه بالبصق على وجهم و سب والديه ..! و لم يقف الأمر في حدود الإعتداءات الجسدية فبمجرد   » اكتشاف  » البوليس السياسي لعمله الجديد المتمثل في بيع الخضراوات في أحد  الأسواق قام أعوان تراتيب بلدية بنزرت بحجز سلعه، علما أن   قد تعرض للإيقاف و المحاكمة  بتهمة عدم الإمتثال لتراتيب المراقبة الإدارية ،( حيث قُـضِيَ في حقه بالسجن لمدة شهر ونصف قضاها كاملة ) لمجرد تقدمه للإمضاء بتأخر بضع ساعات  ..!  والجمعية التي تسجل  تذرع بعض الأجهزة الأمنية ،  بتطبيق إجراء المراقبة الإدارية  لتطلق أيديها في التنكيل بالمساجين المسرحين  ترى في ما ينجر عن هذه الممارسات الظالمة من انعدام أي إمكانية في الإندماج والعودة إلى الحياة الإجتماعية الطبيعية، انتهاكا فاضحا لحقوق الإنسان و تعديا على القانون .. يستوجب المحاسبة ..! عن الجمعيـــة لجنة متابعة أوضاع  السجناء المسرحين


أمّ بلال تلبّي داعي ربّها

   

عبدالحميد العداسي
إنّا لله وإنّا إليه راجعون… قال تعالى: « كلُّ نفس ذائقة الموت وإنّما تُوفّون أجُورَكم يومَ القيامةِ فمَنْ زُحزحَ عن النّارِ وأُدْخِلَ الجنّة فقد فازَ وما الحياةُ الدنيا إلاّ متاعُ الغُرورِ » اليوم الجمعة 14 ذو الحجّة 1429 هـ الموافق 12 ديسمبر 2008 وعلى الساعة الرابعة و44 دقيقة سَحَرًا بالوقت المحلّي بالدّانمارك الموافق نفس التوقيت بتونس، انتهت فترة تواجد أختنا أمّ بلال بهذه الدنيا القصيرة الزائلة فأسرعت إلى ربّها ملبّية نداءه راغبة في لقائه، عن سنّ خمسين سنة، بعد أن كابدت آلام داء سرطان المعدة الذي أجهدها في أيّامها الأخيرة وخاصّة في الليالي العشر، تاركة وراءها زوجا طيّبا صابرا محتسبا وثلاث بنات نحسبهنّ ممّن سيًيسّرن لأبويهنّ الطريق إلى الجنّة وثلاثة أولاد نسأل الله لنا ولهم الثّبات على طريق الحقّ…   بلّغ الله سبحانه وتعالى أمّ بلال رمضان وأعانها على أداء العمرة وابتلاها كثيرا في الليالي العشر فصبرت صبرا جميلا ثمّ يسّر لها الذكر فلهج لسانها بالحمد والتهليل فكنتَ لا تسمعها إلاّ حامدة الله على ذلك الابتلاء الذي طمعت به كثيرا في رحمته تعالى، ويوم سألها زوجها الفاضل عن ذلك اليوم: أتدرين ما هو؟! طفقت تلبّي (لبّيك اللهمّ لبّيك…) لتشارك أهل الوقفة فيه وقفتهم… ثمّ يوم مسّها الضرّ (وهو ليس عندها الألم) دعت الله أن يسترها بستره فكانت بعد يومين من ذلك التاريخ مسجّاة وحولها زائروها من أخواتها وإخوانها تدرّ عيونهم الدموع على الخدود فتبلّ الخمر واللحيّ ويدنون منها كما ألّف بينهم فيتملّون وجهها الذي ارتسمت عليه رحمة الله فبدا نورانيا مطمئنّا ساكنا…   رحم الله أمّ بلال رحمة واسعة وقبلها عنده من الشهداء الذين أحصاهم رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم، ورحم أبناءها وبناتِها من بعدها وخلفها فيهم وجمعنا معها في ظلّ عرشة يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله… 

تعتبر منع عبو والحيدوري من السفر محاولة لإسكاتهما

   

اعتبرت مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس منع كلا من المحامي محمد عبو والصحفي لطفي الحيدوري
من السفر إلى بيروت لحضور منتدى الصحافة العربية الحرة الثالث واحتجاز الأخير في السجن لمدة يوم محاولة لإسكاتهما. و قد صرح روهان جاياسكيرا, رئيس مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس في بيان وقعه باسم المنظمات المشكلة للائتلاف أنّه من المفارقات أن في ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان ، منع النشطاء التونسيون من حضور حدث كان من المقرر أن يتحدثوا فيه »، « و من الواضح أنها محاولة لإسكاتهم ولكننا لن ندع هذه الأصوات أن تضيع هباء ».  وأضاف البيان « هذه الحوادث تؤكد على أنه من الضروري على مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس أن تواصل الرصد و مناصرة حرية التعبير في تونس « . الصحفي بدر السلام الطرابلسي أمام القضاء توصل الصحفي بقناة « الحوار التونسي » بدر السلام الطرابلسي باستدعاء رسمي للحضور أمام السيد رئيس الدائرة الجناحية الأولى بالمحكمة الابتدائية بمنوبة يوم 25 ديسمبر وذلك لمقاضاته من اجل الإضرار بأملاك الغير. وتعود خلفية التهمة إلى مشاركة الزميل الطرابلسي في اعتصام نظمه المكتب الفدرالي لاتحاد الطلبة بمعهد الصحافة الذي شغل فيه مهمة كاتب عام مساعد في بداية سنة 2006 واتهم بمنع حركة الجولان. طبرقة : إضراب « تاكسيات » المدينة احتجاجا على تردي حالة الطرقات والأنهج بمدينة طبرقة وخاصة طريق بريرم وعين مزّوز وكثرة الحفر والانزلاقات الخطيرة التي حلت بهـا، والتي تتحول في فصل الأمطار إلى مصدر من مصادر الأضرار التي تلحق بسياراتهم، ودفاعا عن القطاع من الدخلاء، أضرب أصحاب سيارات الأجرة (التاكسي) بمدينة طبرقة وعلى امتداد يوميي 18 و19 نوفمبر 2008 عن العمل واشترطوا عودتهم للعمل باستجابة السلطة لمطالبهم التي رفعوها، والمتمثلة في إصلاح الطرق وتوقيف الدخلاء على المهنة ورفع الضغوطات التي تمارس عليهم باسم التضامن وغيرها من العناوين التي تلاحقهم من حين لآخر ومن مناسبة لأخرى.   وفي اتصال بأحد أصحاب المهنة قال إنّ مطالبهم هدفها الأول حماية مورد رزقهم الوحيد لاسيما وأنهم يسددون ما عليهم من أداءات اعتبرها البعض مثقلة مقارنة مع ما يشهده القطاع السياحي بمدينة طبرقة من ركود لاسيما في فصل الشتاء الذي يعتبر طويلا بالمقارنة مع غيره في مناطق أخرى. من جهتها سارعت السلطة للاجتماع بالبعض منهم ببلدية المكان  يوم الأربعاء 19 نوفمبر ووعدتهم بالتدخل لحل المشكل والنظر في الموضوع، كما توجه وفد عن أصحاب التاكسيات إلى معتمد الجهة يوم الخميس 20 من نفس الشهر وتناولوا معه موضوع الإضراب والمطالب وانتهت الجلسة بوعود لحل المشاكل العالقة بالقطاع. (المصدر: موقع كلمة الإلكتروني ( محجوب في تونس ) بتاريخ 13 ديسمبر 2008)


جبران تويني: سجل اضطهاد صحافيي المنطقة والعالم

 

 
 
لم يكن ليخطر على بال أحد أن جريمة اغتيال جبران توينى النكراء يوم 12 كانون الأول 2005 ستحول بيروت محجا وقبلة للصحافيين العرب الأكثر جرأة في طرح قضايا الاستبداد والفساد وأن ذكرى استشهاد تويني ستتحول الى مناسبة لبحث سبل فك الحصار عن الصحافة المستقلة وحمايتها من المعتدين وتكريم واحد من أبنائها أو بناتها الملتزمين بالمعايير المهنية والأخلاقية للعمل الصحافي. لو فكر مليا صاحب قرار تلك الجريمة النكراء – الذي قد تثبت التحقيقات الجارية منذ ثلاث سنوات ببطء وسرية قاسيتين تحت مظلة الأمم المتحدة مسؤوليته أيضا عن اغتيال سمير قصير ومحاولة قتل مي شدياق بالأسلوب نفسه قبل اشهر قليلة – لو فكر في عواقب هذه الجريمة لما أمر بتنفيذها لأن ثمن استشهاد صحافي له ما لجبران تويني أو سمير قصير من مكانة ومن أحبة وأصدقاء وزملاء أوفياء في مختلف بقاع العالم لا يمكن أن يكون الا باهظا جدا.  لكن يبدو أن الحقد، الذي كثيرا ما يختم على قلوب الظالمين، أعمى بصيرة هذا العدو اللدود لحرية التعبير وصرف تفكيره عما يمكن أن تقوم به مؤسسستان في حجم « النهار » و »الإتحاد العالمي للصحف » من تحركات للحيلولة دون افلاته وزبانيته من العقاب ومن خطوات لدعم المؤسسات الصحافية المستقلة والصحافيين العابرين لـ »الخطوط الحمراء » المحيطة بأوكار الاستبداد والفساد العربية. فما أنجزته هاتان المؤسستان من أجل نشر الوعي بخطورة استمرار الرقابة على حاضر العرب  ومستقبلهم وتشجيع للعمل الصحافي المستقل في كل أرجاء المنطقة العربية، وبالوتيرة والكثافة العاليتين خلال السنوات الثلاث الماضية جاء كرد فعل شجاع ومنظم على جريمة اغتيال رئيس مجلس إدارة « النهار » وعضو مجلس إدارة الإتحاد العالمي. لأن المسؤوليات الصحافية والادارية والسياسية الجسيمة التي كانت منوطة بكاهل جبران تويني لم تكن تسمح له بانجاز ما يتحقق منذ استشهاده من مؤازرة للصحافة المستقلة ومن محاصرة تشتد يوما بعد يوم على أعداء حرية الصحافة، ليس في لبنان فحسب، بل في كل الدول العربية حيث تتعرض حرية الصحافة واستقلال الصحافيين لضربات متلاحقة. وكذلك الشأن بالنسبة لرفيق دربه في « النهار » سمير قصير الذي لم تكن مسؤولياته الصحافية والأكاديمية والسياسية تسمح له أيضا بالتفرغ للقيام بما تقوم به منذ أكثر من عامين مؤسسة تحمل اسمه، تشجع وتكرم الصحافيين والكتاب والشعراء العرب العاشقين للإبداع والحرية والاستقلال والمعنيين بالدفاع عنها. وقد عقد مجموعة من أصدقاء وزملاء سمير قصير وممثلون عن منظمات حقوقية عربية ودولية و في جو من التفاؤل ساعد على التخفيف من آلام الضربات الدامية التي تلقتها بيروت وحرية الصحافة، عقدوا في شهر أيار الماضي اجتماعا تم فيه الاعلان عن تأسيس مركز « سكايز » للدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية في الشرق الأوسط. ويذكرنا هذا المركز الراصد بما يتعرض له كتاب وصحافيون وشعراء من اعتداءات بالضرب أوالاعتقال والحرمان من الحق في حرية التعبير في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن وهو الداعي لحمايتهم وفك أسرهم بمراكز مماثلة تكاثرت في دول مثل البرتغال واسبانيا والبرزايل والتشيلي وجنوب افريقيا وأوروبا الشرقية قبل سقوط أنظمتها الاستبدادية نهاية القرن العشرين.  ويتزايد من سنة الى أخرى وبشكل ملحوظ وفي كل الدول العربية عدد المراكز و المنظمات و المدونات العربية الملتزمة بالدفاع عن حرية التعبير. ويشير العديد من الدلائل الى أن اغتيال قصير وتويني في بيروت وضيف الغزال في العام نفس على أيدي بعض رجال المخابرات الليبية حسب تقارير حقوقية دفع العديد من الصحافيين اللبنانيين والليبيين الى توخي الحذر والرقابة الذاتية، لكنه لم يحل دون ارتفاع عدد الصحافيين والمدونين العرب المحذرين من مخاطر الاستبداد السياسي والمستعدين لمقاومته مهما كان الثمن. وليس من الغريب أن الداعمين الأساسين لهؤلاء الصحافيين والمدونين والمدافعين عن حرية التعبير وكذلك للمنتدى العربي الثالث لحرية الصحافة الذي تفتح دورته الثالثة في بيروت تخليدا لذكرى استشهاد جبران تويني هم من خارج المنطقة العربية. فالمنظم الرئيسي لهذا المنتدى والمانح للجائزة السنوية التي تحمل اسمه وتكرم أحد رؤساء التحرير أو الناشرين العرب المتميزين هو الاتحاد العالمي للصحف، وليست أية جهة عربية أو دولة من أعضاء جامعة الدول العربية التي أصبحت منذ اقرارها في شباط الماضي الوثيقة المقيدة للبث الاذاعي و التلفزي الفضائي وكأنها جبهة للصمود والتصدي لحرية التعبير ولحق العرب في حياة أفضل. وكم كان القرار باسناد جائزة جبران التويني لابرهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة « الدستور » المصرية موفقا هذا العام لأن عيسى يعد بين أكثر الصحافيين العرب جرأة واستخفافا برموز الاستبداد والتزاما بالمعايير المهنية والإدارية للعمل الصحافي، وضمن أكثر الصحافيين المصريين والعرب تعرضا للملاحقات القضائية. ان تكريم صحافيين مقتدرين و شجعان من حجم ابرهيم عيسى يعتبر خطوة مهمة على طريق حماية حرية الصحافة والصحافيين. لكن الخطوة الأهم الى جانب مزيد التضامن بين الصحافيين العرب تبقى في المرحلة الحالية استمرار المطالبة بدون كلل باحالة من قتل سمير قصير وجبران تويني وحاول اغتيال مي شدياق الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي يبدو حسب البعض ان محققيها أحرزوا بعض التقدم في اتجاه كشف النقاب عن قتلة رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وعدد من الشخصيات السياسية والاعلامية اللبنانية.  
كمال العبيدي      (صحافي وناشط حقوقي تونسي مقيم فيالولايات المتحدة الأميركية ويزور بيروت حالياً)  
 
(المصدر: جريدة النهار (يومية – لبنان ) بتاريخ 12 ديسمبر 2008)


مرشّح التجديد للانتخابات الرئاسية أحمد إبراهيم لكلمة « كلّ شيء يدلّ على أنّ السلطة أو الأوساط المؤثّرة فيها عازمة على أن تجعل من الانتخابات القادمة نوعا من المبايعة أكثر منها انتخاب »

 

اعتبر الأمين الأوّل لحركة التجديد أنّ الانتخابات المقبلة مثلما يبدو أنّ السلطة مقدمة عليها لا تبعث على الارتياح لكنّ حركته تفضّل اختيار خوض المعركة. وقال أحمد بن إبراهيم الذي رشّحه المجلس الوطني لحزبه المنعقد قبل أسبوع إنّ الهدف الأساسي من الترشح ليس هدفا حزبيا وليس هدف المبادرة الوطنية إنّما هو هدف وطنيّ لتتوسّع صفوف المطالبين بممارسة حقوقهم. ولم ينكر أحمد بن إبراهيم أن تكون قضيّة التداول في الانتخابات القادمة مطروحة بصفة واقعية إضافة إلى وعيه بأنّ كلّ شيء يدلّ على أنّ السلطة أو الأوساط المؤثّرة تأثيرا كبيرا فيها عازمة على أن تجعل من الانتخابات القادمة نوعا من المبايعة أكثر منها انتخاب لكنّ حزبه يرى من الأجدى أن لا يترك الانتخابات تفتكّ أو تصادر وسيعمل مرة أخرى لتحسين ظروف الانتخابات. وحذّر ابن ابراهيم من أنّه إذا استمرّ الانغلاق السياسي الموجود فإنّ الصوت الوحيد الذي سوف يسمع هو صوت الفضائيات الدينية الخليجية لكنّه عبّر في الوقت نفسه عن قلقه ممّا يصدر من حين إلى آخر من مسؤولين كبار في الحزب الحاكم وصفها بمنزلقات لا تبعث على الاطمئنان بأنّ المكاسب التي تحققت لا يمكن أن يتم التراجع فيها ولا تختلف كثيرا عن منزلقات الأصولية الدينية والذين يستبطنون بعض آرائها خاصة فيما يتعلق بالمرأة مما جعل الحزب الرائد في قضية تحرير المرأة على حد تعبيره يتبنى خطابا لا يختلف كثيرا عن الأصوليين.  كلمة: أقرّ المجلس الوطني لحركة التجديد المنعقد أخيرا مبدأ ترشيحكم ووضع هذا الترشيح على ذمّة المبادرة الوطنية والقوى التقدمية، هذا الموقف يبقى فيه شيء من الغموض، هل هو ترشيح نهائي أم انتظار لتزكية ؟ أحمد إبراهيم: في الحقيقة الترشيح النهائي لا يتمّ إلاّ شهرين أو ثلاثة قبل الانتخابات، فكل الإعلانات عن الانتخابات هي إعلانات بالقوّة. ولكن ما أردناه بكلمة مبدأ المشاركة في الانتخابات هو شيء بسيط هو أنّنا لا نعتبر قضيّة المشاركة من عدمها قضيّة حزبيّة ضيّقة ولا هي قضيّة شخصية تتعلق بي شخصيا، إنّما في تمشّينا الداعي للتحالف نحن منضوون تحت مجموعة اسمها المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم ونحن نعمل معا منذ مدّة. وبطبيعة الحال نحن نحرص كما حرصنا في السابق على أن يكون المرشح لهذه الانتخابات على صعوبتها ضمن حركيّة واسعة. وهذه الحركيّة سوف تقرّ أو تؤكّد هذا المبدأ ليس هناك أدنى شك في ذلك. وبالتالي يجب فهم هذه العبارة على أنّها قرار يعني أنّ الترشّح هو نابع من المبادرة الوطنيّة وإن أمكن ذلك من قوى أوسع منظّمة أو غير منظّمة.   كلمة: المبادرة موجودة في انتخابات 2004 وكان لها مرشح، هل يعني اليوم إعلان الترشح بمعزل عنها تفككها والآن تحاولون إعادة صياغتها ؟ أحمد إبراهيم: المبادرة الديمقراطية كانت تضمّ حركة التجديد ومجموعة الشيوعيين الديمقراطيين ومستقلّين وقد خاضت تجربة مهمّة تراكمت خلالها إيجابيات ولكن لم تدم بشكلها ذاك وإن كنّا حاولنا بعد الانتخابات أن نعطي لها الاستمرارية إلاّ أنّها في شكلها ذاك تطوّرت فالتحق بنا في فترة ما حزب العمل الوطني الديمقراطي فأصبح اسمها الائتلاف، ثم في جوان 2008 عقدنا اجتماعا مع الأطراف المنظّمة ومع المستقلّين وأصدرنا بيانا أعلن إعادة التنظّم وأسميناها المبادرة الوطنيّة من أجل الديمقراطية والتقدم هي في نفس الوقت امتداد للتجربة القديمة ولكنّها حاولت استخلاص الدروس وتحاول أن تضمن لنفسها هذه المرّة الاستمرارية ولا تريد أن تكون مرتبطة فقط بالانتخابات.   كلمة: هناك مفارقة في موقفكم السياسي من الانتخابات الرئاسية فقد صوّت نوّاب حركتكم ضد التحوير القانوني الأخير الذي يتعلق بها وأنتم تترشحون وفق شروط ذلك القانون؟ أحمد بن إبراهيم: نحن عملنا كلّ الجهد على أن تتخلى السلطة على الركون لمثل هذه القوانين الصالحة للاستعمال لمرة واحدة والتي ترجع وتعود في أشكال مختلفة كل خمس سنوات وكنّا طالبنا مع غيرنا بضمان حدّ أدنى من الاستقرار والاحترام للدستور وفي نفس الوقت إنهاء حالة الإقصاء والاستثناءات التي هي غير مقنعة بتعلّة أو بأخرى. وبالتالي لمّا جاء وقت التصويت صوّت نوّابنا ضدّ هذا القانون. ولكن كما تعلم القانون هو القانون أيّا كانت الظروف ولو كنا عارضنا، هذا في كلّ بلدان العالم، فالمعارضة عندما تعارض القانون فإنّها مجبرة على الالتزام به بعد أن يقع التصويت عليه. اليوم القانون موجود هو عمّا هو عليه وهو يسمح لي بوصفي أمينا أوّل لحركة التجديد بأن أترشح للانتخابات الرئاسية. وهذه الإمكانية ليست منّة من أحد وليست لي في هذا المجال أية عقدة لأنّي أعتقد أنّه في كلّ الحالات من حقّي أن أترشح إن أردت. وكنت أودّ أن تكون الأبواب مفتوحة أكثر ليس فقط لغير حركتنا بل حتى داخلها فكان يمكن لنا أن نختار شخصا آخر. الواقع كما هو عليه بحثنا فيه مطوّلا ورأينا أنّه من المجدي ومن المهمّ أن لا نترك الانتخابات تفتكّ أو تصادر. ورغم كل الصعوبات عازمون على العمل مرة أخرى لتحسين ظروف الانتخابات (مجلّة انتخابية وممارسة..) حتى يقع تحسين هذه النقطة أو على الأقلّ تحسين القانون الانتخابي لتتحقق فيه الشروط الدنيا للتنافس والاقتراع.   كلمة: لكن في الوقت الحالي هل ترى أنّ الحزب الحاكم والإدارة الحالية قابلين ومستعدين لقيام انتخابات نزيهة وشفافة ؟ أحمد بن إبراهيم: نتمنّى ذلك، لأنّ الخطاب الرسمي هو هذا « عزم راسخ على توفير شروط انتخابات شفافة ». ولكنّ قضية الهوة الفاصلة بين الخطاب من ناحية والممارسة من ناحية أخرى قضيّة معروفة في تونس. وكلّ شيء يدلّ على أنّ السلطة أو الأوساط المؤثّرة تأثيرا كبيرا فيها عازمة على أن تجعل من الانتخابات القادمة نوعا من المبايعة أكثر منها انتخاب، وهذا تدلّ عليه الحملة الانتخابية المبكّرة وتدلّ عليه اكتساح جميع الفضاءات العمومية والاستحواذ على كل إمكانيات الدولة واستعمالها واحتكار جميع وسائل الإعلام لصالح مرشح واحد وحزب واحد. كلّ هذا يدلّ على أنّنا لسنا قاب قوسين أو أدنى من تغيّر في الأسلوب والنظرة إلى الانتخابات. ولكن لم يفت الأوان بالإمكان اتخاذ إجراءات لكي تعيش تونس لأوّل مرة بعد استقلالها انتخابات تستجيب للحدود الدنيا من الشفافية والمصداقية.   كلمة: بقطع النظر عن الإجراءات والقرارات التي يمكن أن تتخذ، أنتم هل في إمكانكم عبر التجربة التي ستخوضونها أن توسّعوا مجال التحرك والمشاركة وحرية التعبير وتحققوا أشياء ميدانية ؟ أحمد بن إبراهيم: نحن عازمون على ذلك لأنّنا إذا قررنا المشاركة وأنا إذا قبلت الترشح فإنّي سوف لن أكون خيالا في مسرحية وإنّما سوف أناضل بكلّ ما أوتيت من قوّة لأنّي واثق من أنّ حق كل التونسيين وحقي أنا أيضا لا يمكن أن يفتكّه أحد. وسنحاول في إطار القانون وفي إطار المسؤولية والوعي بتعقّد الأمور أن نعمل مع حلفائنا وأصدقائنا ونودّ أن يتجمّع كل أنصار الديمقراطية في صفّ واحد لكي ننزل بكلّ وزننا لنغيّر الأمور ولو جزئيّا ولو تدريجيا. فلا يمكن أن تستمرّ هذه الأوضاع وهي مع الأسف مرشّحة لعدم التغيّر إذا بقيت حالة التشتت طاغية على القوى الديمقراطية في البلاد. وبالتالي فهدفنا الأساسي من الترشح ليس هدفا حزبيا وليس هدف المبادرة الوطنية إنّما هو هدف وطنيّ لتتوسّع صفوف المطالبين بممارسة حقوقهم لأنّ الحق يمارس ولا يطالب به.   كلمة: انتقدت المبادرة الوطنية سنة 2004 سير العملية الانتخابية في ذلك الوقت وتحدثت عن حالات تزوير وعدم الشفافية، ماذا بعد ذلك الانتقاد ؟ أحمد بن إبراهيم: نحن بودّنا لو تكون لنا من القوة على تجميع المواطنين وإعادة ثقتهم في الانتخابات حتى نتمكن من مراقبة صناديق الاقتراع، هذا لم ننجح فيه في مناسبات سابقة وسنعمل على تحسين هذا، وفي ذلك الوقت كان من الواضح أنّ الأرقام والنتائج لم تكن مطابقة للواقع. وقد تقدمنا بشكاوى للمرصد الانتخابي ولكن هو معيّن من طرف السلطة إضافة إلى شكاوى للمجلس الدستوري فيما يتعلق بحرمان خمسة من رؤساء قائماتنا التشريعية من بث بياناتهم الانتخابية بعد تسجيلها، علاوة على منع توزيع البيان الانتخابي لمرشحنا الرئاسي. ولكن هذا ليس هو لبّ الموضوع فالملاحظ أن الانتخابات كما يبدو أنّ السلطة مقدمة عليها لا تبعث على الارتياح ولكن في نفس الوقت إشكالية المشاركة صعبة وصعبة جدا ولكنّنا نفضل اختيار خوض المعركة وهي صعبة على المتفرج والمتفرجين… نحن نريد أن تتجمع كل الأطراف الديمقراطية لكي يحولوا دون الاستحواذ على صوت الناخب ومصادرته. وهذه فرصة ندعو من جديد كل أنصار الحرية وكل أنصار تقدم تونس أن يلتفوا لكي نجعل من هذه الانتخابات فرصة انتقال إلى وضع ديمقراطي.   كلمة: من خلال أدبيات حركة التجديد والكتابات المنشورة على صحيفتها وتصريحات بعض رموز الحركة تقدّمون أنفسكم بالتميّز عمّن يطرح القطيعة مع الحكم والتميّز عن أحزاب الموالاة كما تتميّزون عن المشاريع التي تقدمها التيارات الإسلامية، أنتم إذن تطرحون أنفسكم بديلا على الساحة يستجيب لمواصفات معيّنة لحزب في البلاد، وفي هذا الصدد تصريحات من قيادة الدولة تقول إنّ تونس بحاجة إلى حزب معارض قويّ، هل أنتم تتواطؤون من أجل طرح أنفسكم بديلا في الساحة حزبا معارضا قويّا يستجيب للمواصفات التي تتحدث عنها السلطة ؟ أحمد بن إبراهيم: فعلا لقد سمعت في هذا الإطار أنّ مصلحة حزب التجمّع الدستوري هي في أن تكون هناك معارضة قوية، ويا ليت « الحزب العتيد » يسمح أو تترك السلطة التي هو مهيمن عليها الأحزاب تتشكّل وتتقوّى إن كانت جديرة بكسب تعاطف المواطنين. تقوية الأحزاب لا تكون بأمر ولا برغبات ولكن تقوم على أساس الالتزام بقضايا الجماهير وبقضايا الوطن وعلى أساس النزاهة والابتعاد عن المنفعية والالتزام بالمصلحة الوطنيّة. هذا منطلقنا، منطلق المصلحة الوطنية، لأنّنا نعتبر أنفسنا حزبا وطنيّا وبالتالي فنحن لا ننطق عن الهوى ولا نريد المزايدات والديماغوجيا وهو ما قد تكون قصدته أنت بالقطيعة… نحن أبناء وطن واحد وفي إطار معقّد ونحن حريصون على أن نبقي آليات الحوار مع الجميع بما فيها السلطة دون أي عقدة فنحن لا نريد أن نبرهن على معارضتنا بركوب رؤوسنا أو بالتصريحات النارية أو بالعنتريات التي منفعة من ورائها. وعندما أقول الحوار مع الجميع حتى عند حديثنا عن تمايزنا عن الحركة الأصولية فهذا تمايز سياسي وفكري فنحن طالبنا بالعفو العام ونريد رفع المظالم عن الجميع ونحن نريد أن يرجع المنفيّون وأن تطوى صفحة التوتّر بصفة عامّة وأن يحلّ محلّها انفراج المناخ السياسي، وهذا لا يمنع الخلاف الحاسم مع تصوّرات ومع مشاريع نحن نعتقد أنّها تخلط بين الدين وبين السياسة ولأنّها تعتبر أنّها الناطقة شبه الوحيدة باسم القرآن… وقد صرّح في وقت سابق أنّ من المشاريع إعادة النظر أو التراجع عن المكاسب الحداثية والتقدمية التي هي مكاسب وطنية، نحن من واجبنا وهذا من صفات حركة التجديد الدفاع عنها وتطويرها لأنّ تلك المكاسب التي تكاد تنفرد بها تونس في الوطن العربي والإسلامي هي مكاسب هامة ونحن نريد أن نحافظ عليها. ونحن يقظون إزاء بعض المواقف التي هي ربما ليست واعية بما فيه الكفاية بأنّ المعارضة الوطنية تجمع كل من يقول لا للسلطة نحن نريد أن يكون مشروعنا واضحا، تقدميا حداثيا ديمقراطيا ينطلق قبل كل شيء من مصلحة البلاد، نحن نعتقد أن البلاد لها من مقتضيات التطور الديمقراطي في كنف المحافظة على مكاسبها والاستمرارية لحركة الإصلاح وفي نفس الوقت أن تلتحق بركب دول متقدمة لا ينقص التونسيين شي يجعلهم في مستواها. نحن مطالبون بأن نعرض على الشعب بديلا أفضل، وعلى كل حال في الانتخابات القادمة قضيّة التداول غير مطروحة بصفة واقعية، لن أصبح رئيسا هذا يمكن أن أجزم به. ولكن المطروح أن تتحوّل البلاد إلى وضع ديمقراطي هو في مصلحتها وفي مصلحة سمعتها بين الدول وفي مصلحة النظام وسمعتها واستقراره أيضا.   كلمة: ماهي درجة تأصّل المشاريع التي تطرحونها بين الجماهير واستجابتها بمشاغلهم وتطلعاتهم ؟ أحمد بن إبراهيم: نحن حزب يساري طريف نسبيّا خاصة بعد مؤتمرنا الأخير لأنّنا عملنا على التأليف بين مناضلين لهم مسارات فكرية متنوّعة فيهم من هو ماركسي فيهم من هو شبه لبرالي ولبرالي يساري وفيهم من هو وسطي وهذا كلّه حاولنا أن نجعل منه موطن وحدة وقوّة، وبالتالي عندما أطرح مشاريع فنحن ليست لنا ملفات جاهزة لكل المشاكل ولكن في نفس الوقت لنا من الجدية ما يتعلق بعدد من الملفات بيّناه في كل مرة شاركنا فيها في المجالس الاستشارية إلاّ وحاولنا أن نكون الند للند مع المصالح الوزارية بإعطاء دراسات وبيانات قابلة للتطبيق والإقناع تتعلق بعديد المجالات بالاقتصاد بالثقافة وفصل السلط وفصل هياكل الحزب الحاكم عن الدولة… وتتعلق بالمكاسب الحضارية التقدمية الرائدة التي نحن نعتقد أنّه إذا استمرّ هذا الانغلاق فإنّ الصوت الوحيد الذي سوف يسمع هو صوت الفضائيات الآتية من أماكن هي ما زالت قروسطية في تفكيرها وإنّ ذلك له تأثير حتى على الطقوس الدينية نلاحظها في كل يوم فالإسلام التونسي له خصوصياته اليوم ونحن نعيش فترة فيها تأثير نوع من الإسلام الحنبلي المنغلق الذي يستحوذ على العقول شيئا فشيئا. وبالتالي مع تربة لكي يقع إعادة النظر أو التشكيك في المكاسب وأخطار الارتداد فنحن نعتقد أنّ حماية تلك المكاسب هي في حاجة إلى قوى ديمقراطية مؤثرة ثقافيا وفكريا وسياسيا ولها من النزاهة ومن نظافة اليد والتعلق بالمبادئ الوطنية ما يجعلها قادرة على التأثير وعلى حماية تلك المكاسب التي هي مكاسب وطنية للجميع.   كلمة: لكن ألا يمكن اعتبار هذا الحديث الذي تقولونه سعيا لإيجاد أرضية للقاء مع الحكم ؟ أحمد بن إبراهيم: لسنا في حاجة إلى أرضية لقاء مع كل الوطنيّين كلّنا أبناء الوطن المنطلق الأساسي هو المصلحة الوطنية ولا ننفي وجود نقاط التقاء مع الحكم نحن أبناء وطن واحد ونحرص على استقلال البلاد ولا يوجد عندي بحث عن التمايز مع هذا النظام ولا نشك في نزاهة الموجودين في السلطة ونتجنب كل حكم على النوايا بلا عقد ولسنا نعتقد بأنّ تونس « جهنّم وبئس المصير ».   كلمة: كأنّكم تحذرون أوتخوّفون من طرف وهو ما قد يتّخذ تعلّة للقمع والاستبداد ؟ أحمد بن إبراهيم: الموقف واضح، هذه القضايا لا يمكن أن تحلّ أمنيّا وإنّا تحلّ فكريا وبالحرية وليس بالقوانين وبالإجراءات حتى وإن كانت رائدة يقع تركيز مكاسب قابلة للاستمرارية. فهي تترسخ إذا كانت المجموعة مقتنعة بها، عندما تصبح في ثقافتها وتقاليدها اليومية. هذه المكاسب اعتقد أنّها في حاجة إلى الديمقراطية لكي تتدعّم. وهذا لا أقوله لكي نقول للسلطة نحن حلفاؤك ودعنا نحارب مكانك لأنّي ألاحظ مثلما يلاحظ الكثير أنّ مثل هذه الأمور عندما تكون مرتكزة على قناعة وفي السابق كان هذا لدى الزعيم بورقيبة ولدى الحزب نفسه القريب من الحركة الوطنيّة والذين كان له مناضلون قادرون على الإقناع ويحملون نوعا من الإيديولوجية التحررية أو اللبرالية أو التقدمية. وما يقلقني هو أن تسمع من حين إلى آخر حتى من المسؤولين منزلقات لا تختلف كثيرا عن منزلقات الأصولية الدينية مثلا سنة 1988 عندما كنّا حزبا شيوعيا قدمنا مرشحا في انتخابات جزئية وكانت معركة قويّة وبعدها بشهر انطلقت حملة دامت أشهرا بدأها شيخ معروف في القيروان توفي رحمه الله يطالب فيها السلط بعدم دفن الشيوعيين في مقابر المسلمين ثم بدأت المساجد في الخطب الرسمية التابعة لإدارة الشعائر الدينية تخطب ضد الحزب الشيوعي التونسي والإلحاد وغير ذلك، وهو توظيف للدين في مآرب غالطة. مثال ثان، سمعنا منذ سنة أو أكثر مسؤولين كبار في الحزب الحاكم يدعون في معرض الحديث عن اللباس الطائفي إلى ارتداء السفساري و »الملية » التي عرفت بها الأمهات والجدات أي أنّهم استبطنوا ما تدّعيه الحركة الأصولية من أنّ المرأة التي ليس على شعرها غطاء فهي غير مسلمة مما جعل الحزب الرائد في قضية تحرير المرأة وهو الحزب الذي قرر مجلة الأحوال الشخصية يتبنى خطابا لا تختلف كثيرا وكأنّ المرأة التي ليس لها فولارة أو ليس لها سفساري أو أي شيء على رأسها كأنّها ناقصة دين وهذا ما لا يجعلني أطمئنّ على أنّ المكاسب التي تحققت لا يمكن أن يتم التراجع فيها. أنا أنطلق في حديثي هذا من كون البلاد سجلت خطوات هامة في إطار الحداثة والدعم الأساسي الوحيد هو أن ترتكز على الديمقراطية.   كلمة: تزامن الإعداد للمجلس الوطني الذي أعلن عن ترشيحك انطلاق حملة إعلامية كبيرة ضد زيارة الوفد الفرنسي الذي شاركتم في استقباله واستضافته ومرافقته، كيف تقرؤون هذه الحملة التي شنّت عليكم من قبل رموز من الحكم والنواب ومن المعارضة وبعض الأقلام المقربة من الحكم ؟ أحمد بن إبراهيم: في الحقيقة نحن لم نلاحظ أنّ اسمنا كحركة التجديد قد ذكر  إنّما الحملة استهدفت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني وهي حملة غريبة…   كلمة: لكن تم ذكر اليسار والماركسيين أحمد بن إبراهيم: ما أريد أن أؤكّده والأهمّ من كل شيء لأنّ هذه الحملات مرة تركب العداء للشيوعية ومرة العداء للإسلامية، أنّ هذه الحملات لا تشرّف من يقوم بها لأنّ ما لاحظناه وسجلناه بإيجابية هو أنّ ذلك الوفد الذي يضمّ شيوعية واحدة وفيه نقابيين وخضر وفيه حتى أسقف وقد جاء من منطلق التضامن في القضايا الإنسانية وهو أمر طبيعي بين الشعوب ثم إنّ السلطة لم تقابل هذه الزيارة بالتشنج الذي تعامل بع وفود أجنبية أخرى كمراسلون بلا حدود مثلا. وهذا التعامل الحضاري من السلطة مع الوفد شيء إيجابي ولكنّ بعضهم يزايد على التصرف الحكيم من قبل السلطة ولم نسمع أنّ مسؤولا رسميا قاد هذه الحملة. 
 (المصدر: موقع كلمة الإلكتروني ( محجوب في تونس ) بتاريخ 13 ديسمبر 2008)

 


مرشحو الانتخابات الرئاسية اختارو فيس بوك لاستقطاب الناخبين التونسيين يستعمل مرشحو الانتخابات الرئاسية التونسية مواقع الشبكات الاجتماعية للترويج لبرامجهم الانتخابية وكسب المزيد من الأصوات.

 
جمال العرفاوي من تونس العاصمة لمغاربية 
وهناك مرشحان على الأقل هما محمد بوشيحة عن حزب الوحدة الشعبية وأحمد نجيب الشابي عن الحزب الديمقراطي التقدمي قد فتحا صفحاتهما الخاصة على الموقع للترويج لحملتيهما لانتخابات أكتوبر 2009. وقال عادل القادري رئيس لجنة التكوين السياسي بحزب الوحدة الشعبية « إن استعمال تلك الأدوات الاتصالية الجديدة، إلى جانب ما يتضمنه برنامجنا تحت شعار التقدم للجميع، كانت السبب الأول فيما حققناه من نتائج في الانتخابات الفارطة التي شهدت لأول مرة بالنسبة إلى الديمقراطية التونسية الناشئة تجاوز الأصوات الممنوحة لمرشح معارض حاجز الـ3 بالمائة ». لكن استعمال فيس بوك يعتبر أمرا جديدا على الساحة السياسية التونسية. ففي الوقت الذي كان المرشحون يستعملون الرسائل النصية على الهواتف المحمولة ومواقعهم الخاصة للترويج لحملاتهم، فإن هذه هي المرة الأولى التي تُستعمل فيها شبكة اجتماعية شعبية كمنصة للانتخابات الرئاسية. و رغم أن حزب الوحدة الشعبية والحزب الديمقراطي التقدمي هما أول من أدرجا رسميا فيس بوك في حملتيهما، فقد أسس أنصار الرئيس الحالي زين العابدين بن علي مجموعتهم الخاصة على فيس بوك ينادون فيها بعهدة أخرى. وينوي حزب التجديد بدوره فتح صفحة جديدة على الموقع للترويج لمرشحه أحمد إبراهيم. وقال سفيان الشورابي الصحفي بصحيفة الطريق الجديد الناطقة باسم حركة التجديد « أعتقد أنه سيتم استخدام كل الوسائل الاتصالية الحديثة المتاحة لايصال رسالتنا الانتخابية الى الجمهور ». الشابي الذي يتقدم للانتخابات رغم أنه مُقصى بموجب تعديل أخير لقانون الانتخابات، قال إنه بعث موقعا خاصا لحملته « لكن وقع حجبه من قبل الرقابة ». فالتجأ هو الآخر إلى الفيس بوك « الذي تعد الرقابة عليه غير مشددة كما أنه موقع تفاعلي ». كما أرسل حزبه 11 ألف رسالة نصية للناخبين لحد الآن. ويحصل المترشح للانتخابات الرئاسية على دعم من الدولة للترويج لحملته يناهز 200 ألف دينار، كما أن الدعاية في المؤسسات الإعلامية الحكومية مجانية ولكنها مضبوطة بوقت محدد. ورغم أن استخدام الانترنت لا يكلف الكثير من المال، لكن الخبراء لا يعتقدون أنه سيكون بنفس فعالية وسائل الإعلام التقليدية. واستبعد معز زيود أستاذ الإعلام بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار أن يقدم موقع فيس بوك آية زيادة في عدد الناخبين.  » عدد المشاركين من التونسيين في هذا الموقع وإلى حدود الأسبوع الماضي لم يتجاوز 130 ألف غالبيتهم من الشباب الذي دخل الموقع لأهداف أخرى غير الأهداف السياسية. كما أن غالبية التونسيين لا يملكون حواسيب أو اشتراكات في خدمة الانترنت خاصة سكان الريف الذين يشاركون بقوة في التصويت « . متعلقات ولكن زيود يعترف بأنه مع مرور الوقت « سيدرك الناس أهمية هذا الموقع والمواقع الأخرى للترويج السياسي والاعلامي ». أما الطالب طارق بن محمود فقد اعتبر الفكرة « طريفة وجديدة ». وقال « عليك أن تلقي بنظرة سريعة على ما يدور من حوارات بين التونسيين لتفهم أن موضوع الانتخابات القادمة لا يعنيهم أو كأنها ستجري في بلد أخر غير تونس ». زميلته الطالبة بثينة بن عمر اعتبرت أنه من الممكن أن يكون موقع فيس بوك حلا سليما للمعارضة التونسية  » للترويج لنفسها في العالم الافتراضي بعد أن عجزت عن ذلك على أرض الواقع « . موقع مغاربية كلّف مراسلين محليين تحرير هذه المادة. نحن نرحب بآرائكم حول مقالات مغاربية. نأمل أن تستعين بهذا الفضاء الحواري للتفاعل مع قراء آخرين عبر منطقة المغرب الكبير. ومن أجل الحفاظ على الاهتمام بهذه التجربة نلتمس منك إتباع القواعد المبينة في سياسة أثناء صياغة التعليقات. وإنك بإرسال تعليق ما، فإنك توافق على هذه القواعد. وإن كان موقع مغاربية دوت كوم يشجع مناقشة جميع الموضوعات بما فيها المتسمة بحساسية، فإن التعليقات المنشورة لا تعبر سوى عن رأي أصحابها. فالموقع لا يؤيد أو يوافق بالضرورة على الأفكار أو الرؤى أو الآراء المعبر عنها من خلال هذه التعليقات. ويخضع هذا المنتدى لمراقبة إدارة التحرير ولذا يجوز ألا تُنشر التعليقات التي تُخل بالاحترام الواجب أو تخدش مشاعر الآخرين أو تحتوي على كلام فاحش.
(المصدر: موقع ‘مغاربية’ ( ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 12 ديسمبر2008)
 


 
حقوق الإنسان في تونس

 

بقلم: كمال بن يونس   تحتفل تونس على الصعيدين الرسمي والشعبي هذه الأيام بذكرى إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل 60 عاما.. وهو الإعلان الذي صفقت له النخب الثقافية والسياسية التونسية مبكرا إيمانا منها بالمكاسب التي نص عليها الإعلان الاممي.. والضمانات التي وردت فيها إيمانا من مهندسيه بواجب تجنب الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحروب المدمرة طوال قرون.. وبصفة خاصة الحرب العالمية الثانية التي تسببت بصفة مباشرة وغير مباشرة في سقوط عشرات الملايين من القتلى والجرحى.. بمن فيهم سكان بعض المستعمرات مثل تونس وشقيقاتها العربية.. وقد كانت أدبيات التيارات الوطنية والحركات الأدبية والثقافية والشبابية والصحفية الوطنية متشبعة منذ مطلع القرن الماضي  بالمبادئ السامية لحقوق الإنسان وهي التي تم تضمينها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر يوم 10 ديسمبر 1948 ومن بينها المساواة في الحقوق والواجبات بين البشر.. بصرف النظر عن اللون والجنس والمعتقدات الدينية والسياسية.. وقد راهن الدستور التونسي منذ صيغته الأولى على الحريات وسيادة القانون ونص بوضوح على الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية.. قبل أن يطور مرارا بعد تحول 7 نوفمبر1987.. ثم يقع التنصيص في الدستور ذاته في 2002 على واجب احترام حقوق الإنسان وعلى علوية المبادئ الإنسانية وواجب احترام الحرمات الشخصية والكرامة الجسدية.. وبالنظر إلى ما تحقق خلال العشريتين الماضيتين يحق لشباب تونس بمختلف تياراته تقديم قراءات نقدية واقتراح مزيد من الإصلاحات تماشيا مع التوجه العام لمواصلة تكريس حقوق الإنسان.. وجدير بالأحزاب ومختلف القوى والتيارات الثقافية والسياسية أن تفتح ـ وهي في سنة انتخابات رئاسية ونيابية تعددية ـ حوارات حول حقوق الإنسان في تونس بعقلية بناءة.. تستشرف واقعا أفضل للاجيال القادمة.. ضمن الثوابت التي وردت في خطب رئيس الدولة زين العابدين بن علي.. بدءا ببيان 7 نوفمبر الذي راهن على الموارد البشرية التونسية.. وعلى نضج الشعب التونسي الذي بات جديرا بحياة سياسية متطورة واعلام راق ومؤسسات تحقق التوازن بين الواجبات والحقوق.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 12 ديسمبر 2008)

 

 
عبادي وسوينكا ينددان بسجل حقوق الإنسان في الدول الإسلامية

 

جنيف (رويترز) – اغتنم الفائزان بجائزة نوبل من ايران ونيجيريا فرصة حضورهما في منتدى بالامم المتحدة اليوم الاربعاء لينددا بالمتشددين الموجودين في السلطة في بعض الدول الاسلامية وبحكام اخر نظم شيوعية في العالم لارتكابهم انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان. كما أصر الاثنان وهما المحامية الايرانية شيرين عبادي والكاتب النيجيري وول سوينكا على أن حقوق الانسان كما وردت في اعلان الامم المتحدة عام 1948 عالمية ولا يمكن تقييدها على أساس من الثقافة أو الدين. وقالت عبادي « البعض يعتقد أن مبادئ الاعلان العالمي تستند الى المعايير الغربية ولا تتفق مع الثقافة القومية أو الدينية. ومعظم الحكومات الاسلامية غير الديمقراطية تلجأ الى هذا المبرر. » وقال سوينكا ان « من يفرضون الحقيقة المطلقة المتعصبون في عصرنا » في العالم الاسلامي اليوم مسؤولون عن اراقة الدماء بين الجماعات الاسلامية المختلفة وعن قهر الافكار التي لا تتفق مع أفكارهم. » وكان الاثنان يلقيان كلمات رئيسية في سلسلة من المحاضرات بمناسبة مرور 60 عاما على الاعلان العالمي لحقوق الانسان والتي يقول كثير من المنتقدين ان الكتلة الاسلامية والافريقية والشيوعية في نظام الامم المتحدة تقوض مبادئه. والتحالف غير الرسمي الذي انضمت اليه روسيا يسيطر فعليا على مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ومقره جنيف مما ضمن بدرجة كبيرة عدم تعرض دول أفريقية واسلامية وكذلك روسيا وكوبا والصين اللتين يحكمهما الشيوعيون للانتقادات. والتجمع الذي يعمل أيضا في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك نجا من قرارات تطالب الدول بحظر « ازدراء الاديان » الذي تقول دول غربية انه يستهدف الحد من حرية التعبير. كما انتقدت عبادي وسوينكا رد فعل الولايات المتحدة على هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن وقالا ان ادارة بوش استغلت الهجمات لانتهاك الحقوق بذريعة الامن القومي. ولكن ركز كل منهما وبشكل منفصل على الدول الاسلامية وعلى ممارسات بعض التجمعات الاسلامية في أماكن أخرى وبدرجة فاجأت كثيرا من الدبلوماسيين والنشطاء المدافعين عن حقوق الانسان الذين تعودوا على كلمات أكثر حذرا ولطفا في منابر الامم المتحدة. وقال ممثل احدى المنظمات غير الحكومية كان نشطا في الامم المتحدة في جنيف على مدى 30 عاما « أصبت بذهول.. لم اتوقع قط أن أسمع حديثا صريحا كهذا هنا. » وقال سوينكا الذي فاز بجائزة نوبل للسلام في عام 1986 ان كثيرين يرون أن « الخصوصية الثقافية » أصبحت سائدة في الامم المتحدة مما يعني أن البلدان غير الاسلامية « مطلوب منها أن تقبل أساليب بربرية مثل جرائم القتل للدفاع عن الشرف كأمور يبررها العرف. » وتابع قائلا ان هذا الموقف الذي يقول منتقدون ان كثيرا من الحكومات في الغرب تتبناه لتحاشي اغضاب الاقليات الدينية لاسيما الاسلامية العالية الصوت يستخدم لتبرير « تقويض أو رفض الطابع العالمي لحقوق الانسان. » وفازت عبادي بجائزة نوبل للسلام في عام 2003 لدفاعها عن حقوق المرأة والطفل في ايران ولمعارضتها الحكومة الايرانية. وقالت ان النظم الاسلامية الاستبدادية استغلت الدين لتعزيز سلطتها. وأضافت أن اراء « المسلمين المستنيرين » رفضت وأن أي انتقاد لانتهاكات حقوق الانسان وقهر الشعوب « تعامل كانتقاد للدين نفسه ويتهم المدافعون عن حقوق الانسان بالهرطقة. » وقال سوينكا « يقولون.. ثقافتنا لا تسمح بالمعارضة أو بالاراء الاخرى.. مما يعني انتهاء الجدل. » واستطرد قائلا « يقولون للعالم ان ثقافتنا مختلفة وتقاليدنا مقدسة. » وقالت عبادي ان حكام دول مجتمعات تعلن رسميا الالحاد مثل الصين وكوبا تنتهك أيضا نسق الاعتقاد ذلك لتأبيد سلطتها. وقالت « الالحاد والايمان بالله يستخدمان لتبيرير قهر الشعوب. » (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11 ديسمبر 2008)


 

جمعية الحقوق للجميع: تظاهرات مختلفة من أجل فلسطين

تدعوكم جمعية الحقوق للجميع للمشاركة في التحركات التالية للمساهمة في رفع الحصار عن غزة خاصة  وفلسطين عامة:   يوم السبت 13 ديسمبر/كانون الأول 2008 1.    خيمة إعلامية في ساحة Plainpalais : من الساعة الواحدة إلى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر للاطلاع على أنشطة حملة التضامن مع المزارعين الفلسطينيين. 2.    سلسلة بشرية /تجمع من الساعة الثالثة إلى الساعة الرابعة بعد الظهر – الانطلاق من ساحة Place de la Monnaie – Bel Air  . سيتوجه وفد إلى السفارة المصرية لتسليم بيان يخص فتح المعابر مع غزة. يوم السبت 20 ديسمبر/كانون الأول سلسلة بشرية/مسيرة في العاصمة برن للتنديد بالحصار والمطالبة برفعه وتسليم رسالة إلى السفارة المصرية وأخرى إلى سفارة الاحتلال الإسرائيلي وذلك في إطار الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة. مكان الاجتماع: Helvetia plaza  على الساعة لواحدة بعد الظهر. وتقبلوا فائق عبارات الاحترام والتقدير أنور الغربي جمعية الحقوق للجميع/سويسرا الهاتف: +41796239206


60 عاما على اعلان حقوق الإنسان

60 عاما و لم يصل بعد الى ديارنا. ما هو السرٌ؟ هل يجهل العالم العربي و الإسلامي ام انه عنصري يكره العرب و المسلمين ام انه انطلق راجلا, و ليس له وسيلة نقل؟ ام انه ركب سلحفاة؟ ام انه يخاف حكام العرب و المسلمين؟ ام انه يتجاهلنا؟ انا شخصيا ارجح انه وجد لغيرنــا. كيف لا و هو الذي ولد في نفس السنة التي ولدت فيها دولة الصهاينة المزعومــة ,سنة النكبة , و الذي ساهم في إنشائه الفرنسيين و الانكليز . في الواقع حقوق الإنسان للإنسان الغربي اصفر الشعر ازرق العينين (Le gaulois) أما الإنسان الأسمر و الأسود فلا يشمله. منضري عصر الأنوار رواد الثورة الفرنسية هم أنفسهم استعمروا شمال إفريقيا و إفريقيا السوداء, دمروا تلكم الشعوب باسم الحضارة (La civilisation)  أجبروهم على المحاربة معهم في الهند الصينية و ألمانيا , ضحكوا عليهم واعدين إياهم باستقلال بلدانهم ان هم انتصروا على ألمانيا النازية, الاستقلال الذي لم يذوقوا له طعما إلى الآن لا هم و لا أولادهم و لا أحفادهم و لا أحفاد أحفادهم.  ففل الجزائر وحدها قتلوا أكثر من مليون و نصف نسمة, احرقوا الأراضي الصالحة للزراعة, اجروا تجاربهم النووية, جردوا الشعوب من ثقافتها و أصالتها و قيمها.. عندما اشتدت عليهم المقاومة خرجوا بجيوشهم, صنعوا لنا ابطالا وهميين دمى في ايديهم, يتحكمون فيهم كما يشاءون (robot) . كلما احس بخطر عليهم اسرعوا لنجدتهم (الجزائر,تونس, تشاد). قاتلك الله ياحقوق الإنسان, لهاذا الحد انت تكرهنــــا !! بالله عليك ماهو الذنب الذي اقرفناه نحن او اباءنا او اجدادنــا , هل تعتبرنا من بني الإنسان اذا كنا غير ذلك فعاملنا حتى بحقوق الحيوان فالحيوان عندكم مكرما. اذا قتل ذئب في جبال الألب او دب في القطب الجنوبي او الشمالي او فقمــة, قامت الدنيا و لم تقعد.. اما ما يجري في الصومال الجريح و افغانستان و باكستان و الشيشان والعراق و فلسطين فهذا شــأن لا يعنيكم,  بل اكثر من ذلك تجدون اعذارا لأعداء هذه الشعوب المسكينة. و ما يجري في سجون مصر و سوريا و اليمن و السعودية و تونس و المغرب و ليبيا و العراق و ايران ووو يعجز الإنسان على وصفه.. انت حقا عنصري يا حقوق الإنســان بل انت لست بإنسان ليس لك إحساس جبان تبا لك فــأنت لست بــإنسان.. و السلام فتحي حاج بلقاســم


بن علي: حقوق الانسان ليست مطية لتحقيق الاغراض السياسية

 

ميدل ايست اونلاين تونس – هاجم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من اعتبرهم يستغلون قضايا حقوق الانسان لتحقيق اغراض سياسية ومصالح معينة. وقال بن علي خلال خطاب ألقاه الجمعة بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الستين لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان « ان قيم حقوق الانسان ومبادئها ارفع من ان تكون مطية لخدمة من أن يزج بها في تحقيق الاغراض السياسية ومصالح معينة وهي أنبل وأكبر من أن ينصب فيها طرف نفسه مانحا للدروس ». وأضاف « عازمون على مزيد الارتقاء بهذا البناء الى الافضل وواعون بما يتطلبه من مقومات لتأمين مساره ووقايته من مخاطر الانتكاس او التراجع ». واشار الى ان الطريق مفتوح امام بلاده لمزيد من التقدم في مجال حقوق الانسان متعهدا بمزيد من دعم المسار الديمقراطي خلال الفترة المقبلة التي ستشهد انتخابات رئاسية وبرلمانية. واعتبر بن علي ان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة « فرصة متجددة لتعميق تلك المقومات ومزيد ترسيخ تلك الثقافة المطلوبة وسلوكياتها ». وستجري خلال شهر اكتوبر/تشرين الاول عام 2009 انتخابات رئاسية ينتظر ان يشارك فيها ما لاي قل عن ثلاثة معارضين اضافة للرئيس بن علي. وتطالب أحزاب المعارضة بمنحها فرص حقيقية للمنافسة وعدم احتكار كل المنابر لصالح الحزب الحاكم. وقال بن علي في رد على منتقدي بلاده « هذا المنهج استغرق لدى بعض الشعوب التي سبقتنا فترات طويلة امتدت على عشرات السنين ». وأوضح « أن حقوق الإنسان عنوان حضاري وضرورة أخلاقية وسياسية لتحقيق إنسانية الإنسان واستكمال مقومات الكرامة في حياة الشعوب. » كما ذكر بكونية حقوق الإنسان وبتكاملها مبرزا المكانة التي أصبحت تحتلها حقوق الإنسان والقيم الإنسانية في الدستور منذ إصلاح 2002 وبالخصوص تكريس الشراكة بين الرجل والمرأة وترسيخ مبادئ التضامن والتكافل فضلا عن انتهاج سياسة تؤمن التلازم بين الديمقراطية والتعددية والمشاركة السياسية وبين مسار تنموي شامل تم انتهاجه وفق خطة إصلاحية محكمة.   (المصدر: موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 12 ديسمبر 2008)
 

الرئيس التونسي يتعهد بمزيد من دعم حقوق الإنسان في بلاده
تونس 12 ديسمبر كانون الأول /رويترز/  قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ان الطريق مفتوح أمام بلاده لمزيد من التقدم في مجال حقوق الإنسان، متعهدا بمزيد من دعم المسار الديمقراطي خلال الفترة المقبلة التي ستشهد انتخابات رئاسية وبرلمانية. وأضاف خلال خطاب ألقاه اليوم الجمعة بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عازمون على مزيد الارتقاء بهذا البناء الى الأفضل وواعون بما يتطلبه من مقومات لتأمين مساره ووقايته من مخاطر الانتكاس او التراجع. وأوضح بن علي الذي تواجه بلاده انتقادات من حقوقيين ومعارضين بانها تنتهك حقوق الإنسان ان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة فرصة متجددة لتعميق تلك المقومات ومزيد ترسيخ تلك الثقافة المطلوبة وسلوكياتها. وستجري خلال شهر أكتوبر تشرين الأول عام 2009 انتخابات رئاسية ينتظر ان يشارك فيها ما لا يقل عن ثلاثة معارضين إضافة للرئيس بن علي وتطالب أحزاب المعارضة بمنحها فرص حقيقية للمنافسة وعدم احتكار كل المنابر لصالح الحزب الحاكم. وقال الرئيس التونسي في ما يبدو انه رد على منتقدي سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان ان قيم حقوق الإنسان ومبادئها ارفع من ان تكون مطية لخدمة من أن يزج بها في تحقيق الأغراض السياسية ومصالح معينة وهي أنبل وأكبر من أن ينصب فيها طرف نفسه مانحا للدروس. ومضى يقول نحن نعتبر ان الطريق مفتوح أمام بلادنا لمزيد التقدم على هذا المنهج الذي استغرق لدى بعض الشعوب التي سبقتنا فترات طويلة امتدت على عشرات السنين.   (المصدر: وكالة (رويترز) بتاريخ 12 ديسمبر 2008)


رئيس وزراء السلطة الفلسطينية يزور تونس الثلاثاء المقبل

 تونس, تونس,  12 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — قال ديبلوماسي فلسطيني اليوم الجمعة إن رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض سيبدأ الثلاثاء المقبل زيارة لتونس تستمر ثلاثة أيام يبحث خلالها مع المسؤولين التونسيين العلاقات الثنائية.

وقال سفير فلسطين لدى تونس سلمان الهرفي  ليونايتد برس انترناشونال، إن فياض سيزور تونس تلبية لدعوة كان تلقاها من نظيره التونسي محمد الغنوشي، وسيصل إليها آتياً من العاصمة البريطانية،على رأس وفد يتألف من خمسة وزراء والعديد من كبار موظفي وزارات الخارجية والاقتصاد والزراعة والثقافة الفلسطينية، بالإضافة الى أكثر من 25 رجل أعمال فلسطيني.

وأضاف الهرفي أن فياض سيبحث خلال زيارته مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ورئيس الحكومة محمد الغنوشي وعدد من كبار المسؤولين التونسيين، السبل الكفيلة بتطوير علاقات التعاون الثنائي.

كما سيطلع فياض المسؤولين التونسيين على التطوّرات السياسية الراهنة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، والجهود المبذولة لوقف الإعتداءات التي يقوم بها المستوطنون ضد الشعب الفلسطيني.

وتوقع الهرفي أن تسفر هذه الزيارة عن انشاء لجنة مشتركة تونسية- فلسطينية لتعزيز علاقات التعاون الثنائي. وكان سفير فلسطين لدى تونس نقل أمس الخميس رسالة خطية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الرئيس التونسي، تتعلق بآخر التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية والجهود المبذولة من أجل فكّ الحصار عن قطاع غزة، وإنجاح الحوار الفلسطيني-الفلسطيني.   (المصدر: وكالة يو بي اي (يونايتد برس انترناشيونال ) بتاريخ 12 ديسمبر 2008)


 
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تعقد مؤتمرها العام الخميس المقبل بتونس
تونس, تونس,  12 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو، أنها ستعقد الدورة الـ19 لمؤتمرها العام في تونس من 18 الى 20 من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري. وذكرت الألكسو التي تتخذ من تونس مقراً لها في بيان وزعته اليوم الجمعة، أن إجتماعات الدورة الـ88 لمجلسها التنفيذي ستسبق إجتماعات مؤتمرها العام بأربعة أيام، وذلك لبحث ومناقشة المسائل المتصلة بالعمل العربي المشترك في مجالات التربية والعلوم والثقافة. وأشارت الى أن المشاركين في هذه الإجتماعات سيعكفون على مناقشة تقريرين للمدير العام للمنظمة، يتعلقان بتنفيذ برامجها وأنشطتها خارج إطار البرامج والمشاريع المموّلة من مصادر خارجية. كما سيناقش المشاركون أيضاً التقرير الموحّد حول القوى البشرية في الوطن العربي لعامي 2005ـ2006 والدراسة التحليلية للبيانات الواردة من الدول الأعضاء في مجالات التربية والثقافة والعلوم ومحو الأمية، إلى جانب مسألة القدس والأوضاع التربوية والثقافية والتعليمية في فلسطين. وسيتم خلال المؤتمر العام إنتخاب مدير جديد للمنظمة خلفاً للمدير الحالي المنجي بوسنينة، الذي أمضى في منصبه ولايتين متتاليتين امتدت الواحدة منهما لثلاث سنوات. ومن المتوقع فوز المرشح التونسي محمد العزيز ابن عاشور، وزير الثقافة والمحافظة على التراث السابق بهذا المنصب، إذ يحظى بتوافق عربي.   (المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال بتاريخ 12 ديسمبر 2008)


على أبواب مؤتمر اتحاد الكتّاب التونسيين.. اليوم غلق باب الترشّح… أعضاء يشخّصون المشاكل… ويقترحون الحلول

 

تونس/الصباح : يتم اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2008 عند منتصف الليل غلق باب الترشح للمؤتمر السابع عشر لاتحاد الكتّاب الذي سينعقد بأحدى ضواحي العاصمة يومي 27 و28 ديسمبر 2008.. وقد شهد مقر الاتحاد وسط العاصمة عشية أمس وأمس الأول حركية ملفتة للانتباه من خلال تقديم عدد من الاعضاء ملفات ترشحاتهم للمؤتمر القادم.. فهناك من بادر لأول مرة بتقديم ترشحه وهناك من اختار العودة الى الاتحاد بعد غياب لاستعادة مكانه وهو الذي سبق له أن تقلّد مهام في هيئات سابقة.   **   إقبال الأعضاء على تقديم ترشحاتهم بشكل مكثف يحمل بداخله اكثر من اشارة حول المؤتمر القادم ودرجة التحمس و?التنافس? المنتظرة في ظل اختيار بعض الأسماء ?المؤثرة? في مسيرة الاتحاد عدم الترشح على غرار محمد الهاشمي بلوزة وصلاح الدين بوجاه وهو ما فتح الباب على مصراعيه امام اكثر من قائمة لأجل الفوز بالمقاعد العشرة في الهيئة المديرة القادمة.   حضور فاعل اختار العديد من الاعضاء المشاركة في ابداء الرأي حول ما يعيشه اتحاد الكتاب التونسيين قبل انعقاد مؤتمره فكان أن ورد علينا مقال بامضاء الشاعر والناقد محمد كمال السخيري ومقال ثان بامضاء الشاعر سامي السنوسي وثالث بامضاء الأديب عبد الحميد مواعدة.. حملت وجهات نظر مختلفة الا انها تصبّ كلها في خانة اثراء الحوار وتبادل الرأي حول مستقبل اتحاد الكتاب التونسيين. والمجال مفتوح لكل الاقلام الادبية للمساهمة في هذا الحوار الذي نريده ان يكون نزيها، شفافا واضحا.   مفاجآت في الأفق من المسائل التي يمكن التوقف عندها في هذه الورقة ان المؤتمر القادم للاتحاد يحمل بداخله اكثر من مفاجأة تتعلق بالمترشحين الذين ?تجنّدوا? منذ تحديد موعد المؤتمر لـ?حشد? الأنصار والاصوات.. ولا غرابة ان يشهد المؤتمر اكثر من قائمة تتنافس للفوز بأحقية قيادة الاتحاد على امتداد السنوات الثلاثة القادمة.   محسن بن أحمد   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 12 ديسمبر 2008)


ندوة دولية في تونس حول اخلاقيات علوم الاحياء

  تونس في 11 ديسمبر /قنا/ بدأت في تونس اليوم أعمال ندوة دولية حول « القيم الكونية لأخلاقيات علوم الاحياء امام التنوع الثقافي » بمشاركة خبراء وأخصائيين من عدد من الدول العربية والأجنبية. ويناقش المشاركون في هذه الندوة التي تنظمها على مدى ثلاثة أيام اللجنة الوطنية التونسية للأخلاقيات الطّبية بالتعاون مع المجمع التونسي للآداب والعلوم والفنون « بيت الحكمة » ثلاثة محاور هي الممارسة الطبية في إطار الاختلافات الثقافية, وأخلاقيات البحوث بين كونية الطب والخصوصية الثقافية والأبعاد  الفلسفية والقانونية لأخلاقيات علوم الأحياء. وفي كلمة افتتاحية أشار السيد منذر الزنايدى وزير الصحة التونسي إلى ما تطرحه التكنولوجيات الطبية الحديثة وميادين البيولوجيا من رهانات أخلاقية قد تواجه الطبيب اثناء مباشرته لحالات شائكة تتطلب مراعاة كرامة الإنسان وحرمته الجسدية والمعنوية. واستعرض الإشكاليات المترتبة عن النسق السريع لتطور علوم الأحياء والتي تندرج في معادلة صعبة بين النزعة العلمية التواقة إلي مزيد المعرفة والبحث من جهة وضرورة التمسك بالخصوصيات الثقافية للمجتمعات من جهة اخرى.
( المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 11 ديسمبر 2008)
 

 
استثمارات القطاع الزراعي في تونس

 

تونس في 11 ديسمبر /قنا/ بلغ الحجم الإجمالي للاستثمارات في القطاع الزراعي التونسي خلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالي ما قيمته 6ر190 مليون دينار تونسي اي  نحو 5ر132 مليون دولار أمريكي  مقابل 6ر175 مليون دينار خلال نفس الفترة  من عام 2007. وأفادت إحصائية صادرة عن الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمارات الزراعية بان هذه الاستثمارات التي ستوفر 3354 فرصة عمل جديدة تمثلت  في 2517 عملية استثمارية مقابل 2210 عملية في العام الماضي. وأوضحت الإحصائية ان هذه الاستثمارات توزعت على خمسة أنشطة زراعية أساسية في مقدمتها قطاع تربية المواشي والزراعات الكبرى / زراعة الحبوب / التي استأثرت لوحدها بمبلغ  8ر71 مليون دينار خلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالي مقابل  6ر43 مليون دينار خلال نفس الفترة من عام 2007 يليه قطاع الأشجار المثمرة  بمبلغ 58 مليون دينار مقابل 4ر53 مليون دينار فقطاع الخدمات والتحويل الاولي المندمج بمبلغ 7ر31 مليون دينار ثم قطاع الصيد البحري وتربية الأحياء المائية بمبلغ 4ر12 مليون دينار. وتوقعت الوكالة التونسية ان يرتفع الحجم الإجمالي للاستثمارات في القطاع الزراعي والذي بلغ خلال العشرة الأولى من هذا العام ما قيمته 228 مليون دينار مقابل 202 مليون دينار خلال نفس الفترة من العام الماضي مسجلا نموا بنسبة 8ر12 بالمائة  الى ما قيمته 320 مليون دينار مع نهاية العام الحالي.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 11 ديسمبر 2008)


 
عائدات صادرات التمور التونسية تبلغ 140 مليون دولار
تونس (رويترز) – قال مسؤولون في تونس أول مصدر للتمور في العالم يوم الخميس ان عائدات صادراتها من التمور خلال موسم 2007-2008 بلغت 187 مليون دينار (140 مليون دولار) لاول مرة. وقال محمد علي الجندوبي المدير العام للمجمع المهني المشترك للغلال « حققت صادرات تونس من التمور نتائج غير مسبوقة في موسم 2007-2008 اذ تم تصدير 61 ألف طن وفرت عائدات بقيمة 187 مليون دينار. » وتسعى تونس الى دعم صادراتها من التمور التي تمتلك أكثر من عشرة بالمئة من اجمالي حجم صادراتها ونحو أربعة في المئة من مجموع الانتاج الزراعي. وتعتبر التمور الى جانب زيت الزيتون من أهم صادرات تونس. وقال الجندوبي في تصريحات بثتها وكالة الانباء الحكومية في تونس (وات) ان حجم الصادرات يعود الى الارتفاع الهام في الانتاج الذي قفز بنسبة 17 بالمئة مقارنة بالموسم الماضي ليبلغ 145 ألف طن. وتعمل تونس على تطوير صادراتها من التمور نحو الاسواق التقليدية اي اوروبا ودول الخليج واكتساح اسواق جديدة في جنوب شرق اسيا وروسيا وامريكا الشمالية. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11 ديسمبر 2008)

 


 
أزمة الحليب تعود إلى الأسواق التونسيّة زيادة مرتقبة في السعر تثير احتجاج المستهلك

 

إسماعيل دبارة من تونس: لم نحتج إلى تفكير عميق لندرك أنّ المشادة العنيفة التي اندلعت بين المواطنة زهرة بن حديد 39 سنة وأحد تجار المواد الغذائية في تونس العاصمة، كانت بسبب الحليب والبيع المشروط. تقول السيدة زهرة لـ « إيلاف »: رفض البائع مدّي بعلبة حليب معلبة و طلب مني شراء منتجات أخرى بدعوى أنّ كمية الحليب عنده قليلة للغاية ، هذا غير معقول بالمرّة ، هل من أجل لتر من الحليب أتعرّض للابتزاز والبيع المشروط ». غضب المواطنة زهرة وقصتها مع الحليب والبيع المشروط يخفي أزمة حقيقية شهدها تسويق وتوزيع مادة الحليب في تونس في الأيام الأخيرة.وعادت أزمة الحليب لتشغل الناس مجدّدًا بعد أن شهد السوق بعض الخلل في توزيع الحليب المعلّب وما يرتبط به عادة من ظاهرة البيع المشروط. وتأتي هذه الأزمة المتجدّدة، بعد أخرى حادّة عاشها التونسيون أثناء فصل الربيع الماضي، الأمر الذي جعلهم يطرحون تساؤلات عدّة عن حقيقة وضع هذا القطاع، خاصّة بعدما أكّدت مصادر مطّلعة في أواخر شهر آب الماضي عن فوائض إنتاج كبيرة، ثمّ تراجع هذا الإنتاج سريعا و بشكل مفاجئ. ودفعت هذا الاضطراب برئيس الغرفة النقابية الوطنية لصناعة الحليب إلى التنبيه إلى إمكانية إفلاس بعض الشركات المنتجة لهذه المادة وكان ردّ الفعل الأولي زيادة بخمسين مليما في سعر الإنتاج، كمقدّمة معتادة أيضًا لترفيع ثمن الحليب المعلّب. يقول المهندس الفلاحي محمد السالمي والمتابع لأزمة قطاع الحليب في تونس لإيلاف: « أعتقد أنّ أزمة الحليب في تونس هي أبعد من مجرّد حالة موقّتة، بل هي أزمة توجهات وأزمة هياكل وأزمة تنفيذ أيضًا، فارتفاع استهلاك الحليب (9 في المئة  بين عامي 2006 و2007)، لا يمكن أن يبرّر وحده نقص الحليب، وخاصّة المصنّع منه في السوق التونسية ». و يتابع: ما يحدث اليوم هي مؤشرات لأزمة بدأت تطلّ برأسها بعد أقل من خمسة أشهر من حالة مماثلة عرفها المواطن أثناء بداية الربيع الماضي. فالأمر لا يمكن أن يكون عارضًا وإنما أزمة دورية تنبئ عن خلل هيكلي في التوجهات. وحسب رأيي سينعكس هذا الموضوع بشدّة على ما يقال عن التشجيع الحكومي على تربية الماشية دون اتخاذ إجراءات لتشجيع زراعة الأعلاف ». كلفة إنتاج الحليب في تونس تعتبر مرتفعة مقارنة بالسوق العالمية، و يرى متابعون للقطاع أنّ الارتماء في حضن التوريد يبقى » الحل المسموم الذي سيدمّر كل البنية الإنتاجية لهذا القطاع والذي بلغ ذروة الاكتفاء الذاتي بعد جهد عقود عديدة ». من جهته حذر حبيب الجديدي رئيس الغرفة النقابية الوطنية لصناعة الحليب في تصريحات صحفية منذ أيام من أنّ القطاع يشكو « مخاطر حقيقية، فالكثير من الشركات مهدّدة بالإفلاس لعدم قدرتها على السيطرة على توازناتها المالية في ظل تضاعف أسعار المواد الخام »، واعتبر أنّ إصلاح المنظومة الإنتاجية « بات أمرًا ملحًّا، خاصّة بعد أن اضطر الفلاح إلى تقديم الخبز علفا للماشية، مؤكّدًا أنّ لتر الحليب يُباع بخسارة لا تقل عن 100 مليما على الرغم من الزيادات المتكرّرة وذلك بسبب إرتفاع تكلفة الإنتاج ». وتعليقًا على هذا التقييم، يعتبر الفلاحي محمد السالمي أنّ كلفة التعليب هي أحد أبعاد مأزق القطاع. لأنّها تعتبر مرتفعة جدًّا مقارنة بمثيلتها في الدول الأوروبية، إذ تلتهم ما لا يقلّ عن 25 في المئة من تكلفة العلبة الواحدة في حين لا تتجاوز النسبة الـ 10 في المئة في أوروبا وهو ما يراكم مديونية هذه الشركات، والتي تشكو بطبيعتها صعوبات كبرى في التخزين والحفظ قد تُعجّل بإغلاق بعضها. وأشار السالمي إلى أنّ ضعف بعض شركات تصنيع الحليب التي كان لها، إلى وقت قريب، ثقلاً اقتصاديًا يُعتدّ به نتيجة عدم قدرتها على تحمل تكاليف الإنتاج المرتفعة، متسائلاً عن « دور البحث العلمي، سواء في المستوى الإنتاجي عبر تطوير سلالات محلية للأعلاف أو الأبقار تكون أقدر على تحمّل ظروفنا المناخية، وأيضًا على مستوى التعليب ». ومع تكاثر ظاهرة الوسطاء بين المربين وشركات التصنيع، والنسبة المهمّة من الحليب الذي يُباع على حالته الطبيعية دون الوصول إلى المصانع، والتي لا تقلّ عن 40 في المئة، قد تزداد صورة أزمة الحليب في  تونس وضوحًا في ظلّ صمت الجميع سواء الحكومة أو المنظمات المهنية التي يرى متابعون أنها « لم تعد تملك دورًا آخر غير تسويق الرؤية الحكومية بقطع النظر عن مدى فاعليتها ». يقول الفلاح ومربي ماشية المنجي فرياني: »لطالما تساءلنا عن الدور الذي يقوم به إتحاد الفلاحين المتفرّج على معاناة الفلاح من غلاء سعر الأعلاف التي دفعت المربين إلى التخلّص من قطعانهم خاصّة بوسط البلاد وجهة صفاقس. و يضيف « كيف سيكون حال القطيع في السنوات القليلة القادمة إذا علمنا أنّ ثمن البقرة المستوردة لا يقل عن 3 آلاف دينار ». وفي ظلّ انخفاض أسعار الحبوب في السوق العالمية بنسب لا تقل عن الثلاثين بالمائة وتكاليف النقل بنسبة تزيد عن 40 بالمائة، يتساءل  مربو الأبقار في تونس عن سبب عدم مجارات السوق التونسية للأسعار العالمية إلا في حالة زيادة السعر، كما استغربوا « النسبة الزهيدة للتخفيض في سعر العلف، إذ يُباع الطن، بعد كل هذه الانهيارات في السوق العالمية،بـ 530 دينارًا تونسيًا، بعد أن كان 550 دينارًا وهو ما يعني نسبة لا تتجاوز 3.63 في المئة ». ويتساؤل المهندس السالمي عن « معنى الحديث عن تشجيع الفلاح على تربية الماشية. مؤكدًا على أنّ كلفة الأعلاف التي تمثل ما لا يقل عن 60 في المئة من ثمن بيع المنتوج، تُعتبر حجر الأساس في قطاع يغلب عليه صغار الفلاحين، إذ تؤكّد الإحصاءات الرسمية أنّ 80 في المئة من 112 ألف مربي هم من صغار الفلاحين يملكون بين بقرة واحدة وثلاث بقرات فقط ». ويؤكد المتابعون تبعا لذك أنّ الزيادة سواء في ثمن الحليب عند الإنتاج أو عند الاستهلاك، على الرغم من أهميتها للفلاح، لن تشكّل حلاً جذريًا لما يعانيه القطاع من مشاكل هيكلية تحتاج إلى قرارات أكثر عمقًا تتعلّق بالخيارات الكبرى، على غرار التأكيد على العوامل الذاتية وذلك عبر إجراءات واضحة المعالم تشجّع الفلاحين وخاصّة بالشمال على الإنتاج المكثّف للأعلاف وخصوصًا مادة الذرة، وعلى زراعة الشعير الذي يؤكّد الكثير من المختصّين بأنّه الأقدر على تحمّل مناخ تونس شبه الجاف وبإمكانه أن يمثل حلاً جذريًا في قطاع الحبوب. وينصح الخبراء كذلك بأنّ الأمر يتطلّب توجيه البحث العلمي إلى التركيز على القطاع الفلاحي بشكل أعمق وأجدى سواء تعلّق الأمر بالإنتاج أم  بالتصنيع.   (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 12 ديسمبر 2008)

 
ظاهرة إقالة المدربين تطغى على واقع الدوري التونسي

   

آمال الهلالي من تونس : حفل الموسم الحالي من الدوري التونسي لكرة القدم بظاهرة قديمة جديدة تلازم كافة الدوريات الرياضية في العالم، وهي إقالة المدربين من مناصبهم خلال مباريات الموسم، لأسباب وأعذار مختلفة بغض النظر عن مستوى الفريق أو ذلك، أو حتى نتائجه المسجلة في الدوري سواء تذبذت أو تطورت، وقد يكون للجمهور المحب لهذا الفريق او ذاك تأثيرًا كبيرًا في تحديد مصير مدرب فريقه. وعلى الرغم من مرور 11 مرحلة على مباريات الدوري التونسي إلا أن الاقالات طرقت أبواب 4 اندية تونسية، وجاءت على مدربيها، وهم مدرب النجم الساحلي السويسري دي كاستيل، ومدرب الترجي البرازيلي كابرال، إلى جانب الجزائري عبدالعزيز خروف مدرب قوافل قفصة واخيرًا رضا عكاشة مدرب حمام الأنف. وجاءت أسباب الاقالة مختلفة للمدربين الأربعة، فمدربي قفصة وحمام الأنف كان السبب وراء اقالتهم هو سوء النتائج المسجلة في الدوري، بينما أقيل مدربا الترجي والنجم رغم تربع فريقهما في صدارة جدول ترتيب الدوري التونسي. وللإشارة فإنه تولى الإشراف على الجهاز الفني للترجي الموسم الماضي خمسة مدربين ، فيما تعاقب على تدريب النجم الساحلي ثلاثة مدربين خلال العامين. وعقب توليه تدريب الترجي خلفًا للبرازيلي كابرال عبر البرتغالي جوزيه دي مورايس اعن تفاؤله بقدرته على قيادة الفريق لحصد الالقاب، وقال : » أتطلع للنجاح وذلك بتكوين مجموعة منسجمة وقيادة الفريق لحصد الألقاب ». وأضاف « آمل في جني التتويجات في مسيرتي مع الفريق ». ودرب دي مورايس الملعب التونسي في بداية الموسم ثم انتقل للاشراف على الجهاز الفني لمنتخب اليمن قبل ان يقال من منصبه بعد نحو شهرين. ويرى المدرب البرتغالي ان الترجي يضم مجموعة من اللاعبين يتمتعون بامكانيات فنية جيدة وقال « يضم الفريق لاعبين يتمتعون بالمهارة وهدفي قيادتهم لاعتلاء منصات التتويج ». ومازال الترجي يبحث عن استعادة مجده بعد ان فقد زعامته للدوري المحلي في العامين الماضيين وابتعد عن دائرة المنافسة على البطولات الافريقية. بدوره، كان النجم الساحلي قد اعلن عن تعاقده مع المدرب الألماني جيرنوت روهر لمدة عامين، تمتد حتى 30 يونيو 2010، حيث بدأ عمله مع الفريق قبل يومين. ويأتي التعاقد مع روهر بعد ان منيت أمال الفريق بخيبة أمل في مواصلة فرض سيطرته على المسابقات المحلية والإفريقية. فقد خسر النجم الساحلي لقب الدوري المحلي الموسم الماضي وعجز عن الدفاع عن لقب دوري أبطال إفريقيا قبل ان تتلاشى آماله في التتويج بلقب كأس الاتحاد الافريقي أمام مواطنه الصفاقسي. وسبق لروهر (55 عامًا) الإشراف على الأجهزة الفنية لأندية بوردو ونيس في فرنسا ويانج بويز السويسري وسالزبورج الالماني واجاكسيو الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية الفرنسي. وتختلف آراء الخبراء الرياضيين عن الجمهور في ما يخص الإقالة، حيث يراها البعض أنها سلبية وتؤثر بالضرر على استقرار أي فريق بدلا من تعزيزه، ويؤكد آخرون أن الإقالات لن تتيح للاعبين التأقلم مع مدربهم الجديد عكس ما كانوا مع سابقه. ويجمع الكثيرون على أن ظاهرة إقالة المدربين إن لم تكن بسبب واضح ولافت ومهم تكون في الغالب نتائجها سلبية على أداء الفريق ونتائجه في الموسم، حيث يحتاج اللاعبون إلى وقت للتأقلم مع أساليب مدربهم الجديد وخططه واستيعاب أفكاره وتطبيقها على أحسن وجه خلال المباريات مما يفقد الفريق توازنه. ويضيف المختصون أن اسباب الاقالة تكون مشتركة عند العديد من الأندية، حيث أن الاقالة تكون من أجل التغيير فقط وليست وفقا لأسس مدروسة وأهداف محددة. وينصح الخبراء بأن يقضي المدرب فترة أطول على رأس الجهاز الفني لأي فريق حينها يكون أكثر اطلاعا على إمكانيات لاعبيه الفنية والبدنية ويعرف مكامن القوة ومواطن الضعف في الفريق وباستطاعته توظيفها جيدا خلال المباريات، وبمعنى آخر ضرورة أن يمنح المدرب وقتًا كافيًا لوضع استراتيجيات العمل وتطبيق خططه قبل جني ثمار عمله ومن ثمة تقييمه. ويرى آخرون أن الاستمرارية من أهم عوامل الاستقرار في الأداء وتحقيق نتائج جيدة على المستوى القريب والبعيد لأي فريق، وما يدلل على ذلك ما يحدث في الاندية الاوروبية والعربية على غرار مانشستر يونايتد وأرسنال الانجليزيين وعربيا هناك الأهلي المصري، حيث حافظت هذه الاندية منذ سنوات على إداراتها الفنية ما اكسب فرقها أسلوب لعبه وشخصيته الخاصة التي تحققت بالنتائج المرجوة وحصد البطولات . في غضون ذلك، وعلى الرغم من ظاهرة إقالات المدربين، تستعد الأندية التونسية في الفترة القريبة المقبلة لاستقبال باب الانتقالات الشتوية للاعبين، حيث تستعد هذه الأندية لبيع وشراء اللاعبين سواء التونسيين او الأجانب وذلك في خطوة منها لتعزيز صفوفها والتحضير لاستكمال بقية منافسات الموسم وتحقيق النتائج المرجوة. ويتصدر الترجي التونسي ترتيب الدوري برصيد 26 نقطة متقدما على النجم بفارق 3 نقاط، بعدما فشل النجم في تقليص الفارق بينه وبين الترجي الرياضي ، اثر تعادله مع الصفاقسي في قمة المرحلة الحادية عشرة، وقد سبقه الترجي بتعادل سلبي اخر مع مضيفه النادي البنزرتي .   (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 12 ديسمبر 2008)

عيد على الأبواب

   

عـــيــد عـلـى الأبــواب أقـبـل حــــــامــــلا                 أفـــراحـــــــه بـالـحـبّ والـقـبــــــلات هــــذي أوائـــــــــل حـجّــــة قــــد أقـبـلـت                  بـغــزارة الأفــضــال والـخـيـــــــرات يـاعــيــد هــل مـن فــرحـة للـسّـــــائـريـن                عـلـى طـريــق الـشّـوك والصّعــبــات   مـا حـــــال إخـوانـي هـنـاك بـمـــــوطـنـي                  بـيـن الـقـيـــود وقـلّـــة الـحــاجــــات الـعـيـد فـي أحــوالهـم ضـعـف فــــــــآلام                  الـقـيــــود تـضـــــاف للـحـســـــــرات فـالـخـــارجــون مـن الـسّـجـــون فـإنّـهم                  تـحـت الـرّقـابـة وابـتـلا الأوقـــــــات   عـيــــــد بـبـشـرى الـخـيـر أقـبـل مـعـلـنـا                  بـالـيـسـر بـعـد الـعـسـر والأزمــــات فـلـتـفـرحـوا يـا إخـوتـي واسـتـبـشــــروا                  وادعـوا الإلـه وأكـثـروا الـدّعـــوات فـلــعــلّ رحــمــتــه إذا مـــا قـُــسّـــمـــت                  سـينـالـنـا بـعـض مـن الــرّحـمـــــات   فـاللّه فــي عـلـيـــــائـــه قـــد يـسـتـجـيـب                   دعــــاءنــا ويـنـــزّل الـبــــركـــــــات مـهــمـــا تـعـسّــر حــــالــــنــا آمـــالـــنـا                   قـد أزهـرت فـي أحـلــك الـحـــــالات وتـنـفـّــسـت نـسـمـــــات صـبـح مـشـرق                   يـمحـو لـيـالـي الـبـؤس والـظّـلـمات   إنّــي أرى بـسـمـــــات فـجــر قــــــــــادم                   وشـعـاع شمس  فـي دجـى وسـبـــاة ومـلامـــح الـنّـصـر الـمـبـيـن تـشـكّـلـت                   فـلـتـصبـروا فـي هـذه الـسّــاعـــــات ولــقــــاؤنــا فــي أرضــنــا الـخـضـــراء                  أرض الـحـبّ والأحـبـاب والـخـيـرات                              الأخضر الوسلاتي                                 باريس 12-2008  


 
نداء المستقبل   
العجمي الوريمي  أيها الفلاسفة والشعراء هل رأيتم أبلغ وأجمل من الوقوف بعرفة جبل الإيمان والمدنية والتلبية؟ هل رأيتم أجمل من الدوران حول محور واحد مهما بعدت المسافات، فالمحور واحد والمقصد واحد وإن تعددت اللغات والثقافات والقوميات والعرقيات؟ هل رأيتم دعوة أكثر رجعية وبؤسا من دعوة صدام الحضارات؟ هل رأيتم دعوة أكثر نبلا من الدعوة للتعارف والمؤاخاة؟ في نظريته للعدالة السياسية بما هي إنصاف يرى الفيلسوف الأميركي راولز (Rawls) أن الليبرالية السياسية من مقتضياتها عدم الإكراه في الدين وعدم نبذ الدين أو أي رؤية للعالم لا تناقض العقل والفطرة. نكاد نجد في كامل البلاد العربية ولدى شبابها بالخصوص حالة من عدم الرضا عن أوضاعنا، وقد يبلغ الأمر حدّ الشعور بالنقمة والإحباط. إن واقعنا لا يعجبنا ولا نجد سبيلا لتغييره، فنحن ليست لنا ثقة حتى في فرقنا الرياضية التي نوفر لها كل الإمكانات المادية ونهيئ لها كل ظروف الامتياز ونجلب لها أحسن المدربين والفنيين والأخصائيين النفسانيين وندعمها بكبار اللاعبين اللامعين المحترفين ونغمرها بالحب والحماس ولا نبخل عليها بالتشجيع والتعصب، لكن نتائجها دون ما نأمل، وإذا تحقق انتصارٌ ما لا نحافظ عليه، إذ سرعان ما نتدحرج ونتراجع وتكون الهزيمة والخيبة. فما السرّ في ذلك؟ لدينا أفراد متألقون في الفنّ والرياضة والعلوم والاقتصاد مشهود لهم بالتفوق في الغرب ونتابع نجاحهم بانبهار، وكأن ذلك من خارق العادات وكأن مكاننا بين الدول والأمم والمجتمعات في أسفل الترتيب لا في أعلاه. إن الغرب وقد تفوق علينا وجاوزنا إلى أسباب السيطرة على التقنية والعلوم وإطلاق طاقات الفرد والمؤسسة في الإبداع والإنتاج وبلوغ أقصى ممكنات الجسد وأبعد أشواقه الغريزية وأغربها، حتى لم يعد يبالي لبلوغ ذلك بمحرمات دينية وممنوعات أخلاقية أو محظورات اجتماعية. ويدرك هذا الغرب أنه ينبغي أن يحافظ على الفارق بيننا وبينه ويوسع المسافة حتى يستحيل علينا نهائيا أن نقطعها أو نقلصها، بل إننا على مستوى رؤية العالم والقيم الروحية لن نلتقي معه إلا إذا انسلخنا عن هويتنا أو قبلنا أن نتبع ملّتهم، ولعلهم قد أوجدوا لدينا وأوجدنا لدى أنفسنا القابلية لتغيير صبغتنا وقشرتنا والتوشح بزينتهم والتشبه ببدعتهم حتى نصبح جزءا من كينونتهم عبيدا مسخرين لمقاصدهم ووجهتهم، وشتّان بين البادئ والمعيد والمبادر والمجيب والمبدع والمقلد. الغرب لم يعد يقع خارجنا بل دخل ومنذ ما يزيد عن القرنين على خط تحولاتنا الداخلية، فبدّل حيرتنا إلى فتنة واختلافاتنا إلى خلافات وشقاق حتى صرنا نتصفح تاريخه ويومياته لنقرأ بها مفردات تاريخنا ويومياتنا، وكلما بدا لنا أن الأولى بنا أن نحسم أمورنا ونعول على أنفسنا ونستمد حلولنا من حاجاتنا الحقيقية ومن تراثنا العريق وديننا الحنيف كما كنا زمن المبادرة والريادة الحضارية، إلا وصدرت إلينا الأوامر الزاجرة تطلب منا ألا ندرّس التاريخ في مدارسنا بطريقة تثير الاعتزاز لدى ناشئتنا، وألا نعلمهم أصول دينهم بطريقة تجعلهم يرون فيه رسالة تحرير ومنظومة أخلاق وقاعدة سلوك ومبدأ تشريع وأساسا للحكم. كما تصدر إلينا الأوامر الزاجرة إذا فكرنا -مجرد التفكير- في زراعة القمح والأرز أو تكرير النفط أو الاستقلال بإنتاج مشروب غازي نبتكر تركيبته ونشهر علامته ونزهد في الـ ?كوكا كولا?. ولا يبخلون علينا بملاحظات الاستحسان وبالجوائز والشهادات الفخرية إذا رفعنا شعار التفكيك وطبقناه: تفكيك الحواجز الجمركية وتفكيك المنظومة التشريعية وتفكيك برنامج التسلح، إذا كان هنالك برنامج أصلا، وتأهيل اقتصادنا وخصخصة مؤسساتنا وفتح حدودنا ومسارحنا وفنادقنا كلها تنضوي تحت نفس المبتغى: التفكيك. فهم لا يكتفون منا بالتقليد والتبشير بأنوارهم وحداثتهم، بل يحولون دون أن يتحول ذلك إلى تنوير لعقولنا من مشكاة النبوية الخاتمة التي أراد الله أن يخرجنا بها وإياهم من الظلمات إلى النور أو من مشكاة العقلانية الظافرة التي كان يمكن أن نهتدي إليها من أنفسنا دون أن تُفرض علينا. فهم لا يريدون منا أن يكون اقتداؤنا بهم أقصر طريق إلى حداثتنا التي ننشدها نشدان كيان اجتماعي وحضاري مستقل إلى الاكتمال بعد أن جذبتها إليه حقيقة التوحيد التي بزغت من جلاء زيف التحديث والتقليد. صحيح أن ليس من حقنا أن ننقد حداثتهم ونحن لم نبلغها، كما يربأ بنفسه أن يعكف على تشريحها من جاوزها إلى ما بعدها، ولكن من حقنا ألا تكون حداثتنا تفكيكا على حسابنا ولفائدتهم وحدهم. من حقنا أن نرفض عبورهم إلى ما بعد الحداثة بمصادرة حقنا فيها ومن حقنا أن نلتفت إلى مستقبلنا دون رغبة في تفكيك منجزاتهم أو إدانة حداثتهم، لكن إذا كان إشراق فجرنا الجديد إيذانا بغروب شمس حضارتهم فذاك ليس ذنبنا. إن دعوة صدام الحضارات لم تصدر عن الجنوب، بل جاءت من شمال أميركا ووجدت أصداءها في القارة العجوز لتكون أيديولوجيا الألفية الثالثة، لكن ماذا تخسر حضارة أعملت فيها معاول الهدم والتفكيك منذ ما يزيد عن قرنين لإجهاض مسعاه للنهوض تشن ضدها الحملة تلو الحملة حتى صارت مضرجة لا يكاد يخلو جزء من كيانها من طعنة خنجر أو ضربة سيف؟ لكن حضارتنا ليست حضارة حرب وإلا لذهب ريحها وورثها الغزاة. ولأنها في المقابل لن تكون حضارة انهزام أو استسلام فهي لا تزال قادرة على النزال والممانعة والقتال لن يرعبها الصدام ?كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله?. إن عدم الرضا عن أوضاعنا -وهذه علامة صحة- لا ينبغي أن يغرينا بالاتباع أو التفكيك، أو يثنينا عن النقد المزدوج لذاتنا وللآخر، والنقد الذاتي أولى وقد بدأه بعض المصلحين والمفكرين من الأفغاني وعبده إلى عبدالله وياسين الحافظ ووضاح شرارة، مرورا بعلال الفاسي ومالك بن نبي ولكنه لم يترسخ كتقليد في ثقافتنا وأدبياتنا السياسية.. غير أن الانفجار الإعلامي الذي دشنته عديد الفضائيات والمواقع على شبكة الإنترنت تؤذن بعصر جديد يمكن أن يكون فيه الفضاء العمومي مساحة ممتازة لتخصيب الأفكار والرحم الفضلى لولادة الآمال العظام التي ما كان لها قبل ذلك إذ لم تعرف شروط إمكانها البزوغ بعد.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 12 ديسمبر 2008)
 

 
لماذا لم يتمكن قادة دول المغرب العربي من تحويل الحلم إلى حقيقة؟
 تونس ـ قدس برس تحتضن جامعة الملك السعدي بمدينة تطوان المغربية في 16 – 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري فعاليات ندوة خاصة تقيمها مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات في تونس بالتعاون مع وزارة التعليم العالي المغربية وجامعة الملك سعدي بتطوان لبحث الأسباب الحقيقية التي تقف خلف جمود مؤسسات اتِّحاد المغرب العربي. وأكد مؤسس ومدير مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات الدكتور عبد الجليل التميمي أن الهدف الأساسي من الندوة التي سيحضرها باحثون وأكاديميون وأساتذة جامعيون من دول اتحاد المغرب العربي الخمسة هو البحث عن الأسباب الحقيقية لفشل جهود جيل ما بعد مؤتمر طنجة عام 1958 في تحويل حلم المغرب العربي إلى واقع ملموس. وأضاف « نحن كجيل وضمير مغاربي نتساءل: بعد مرور خمسين عاماً عن مؤتمر طنجة عام 58 لماذا لم يتمكن قادة دول المغرب العربي من تحويل الحلم إلى حقيقة؟ ونريد أن ندرس التداعيات السياسية والاقتصادية والثقافية لهذا الفشل، الذي نعتبره نحن كأكاديميين نكسة لجيلنا، ولذلك فإننا نريد أن نتلمس هذه الحساسيات والنكسات ونوجه نداء بقادة دول المغرب العربي للعمل من أجل البحث عن سبل تعزيز التقارب والوحدة بين هذه الأقطار المغاربية ». ورداً على سؤال عما إذا كانت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات تعتزم القيام بوساطة بين المغرب والجزائر باعتبار أن الخلاف الجوهري بينهما حول الموقف من مصير الصحراء هو الذي عطل مؤسسات اتحاد المغرب العربي، قال التميمي « نحن أكاديميون وظيفتنا أن نتلمس جوهر القضايا وحقيقتها ونحمل القيادات السياسية مسؤولية التداعيات الناجمة عن عدم تحقيق حلم الوحدة المغاربية، ونسعى من خلال ندواتنا لتعميم الأرضية الفكرية التي تؤكد وحدة هذه الدول وتستحضر تاريخها النضالي المشترك، هذا هو واجبنا الذي نطالب قياداتنا السياسية بالانتباه إليه »، على حد تعبيره. وأشار التميمي إلى أن ندوة الأسبوع المقبل التي تحتضنها جامعة الملك السعدي بمدينة تطوان شمال المغرب هي الحلقة الثالثة من جملة ندوات عقدتها مؤسسة التميمي لهذا الملف. وقال « لقد أخذت المؤسسة مبادرة تنظيم مؤتمرين اثنين حول تكلفة اللامغرب بالشراكة العلمية مع مؤسسة كونراد أديناور بتونس وتما في فضاء مؤسستنا، خلال سنتي 2007 و2008، عبر المشاركون على اختلاف مشاربهم وقناعاتهم السياسية والوطنية عن حرصهم على مواصلة تنظيم مؤتمرات مكملة، بالجزائر أو المغرب الأقصى أو طرابلس أو موريتانيا، وقد بذلنا مساعي حثيثة لعقد المؤتمر الثالث، وقد حالفنا التوفيق عندما تفضل الأستاذ أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بالمغرب الأقصى، بقبول اقتراحنا لعقد مؤتمر ثالث لتكلفة اللامغرب في طنجة بمناسبة مرور خمسينية المؤتمر التاريخي 1958ـ 2008، حول: دور الجامعات المغاربية والبحث العلمي في البناء المغاربي ». وأكد التميمي أن على الجميع من وزراء ومسؤولين كبار وإداريين مغاربيين استخلاص العبرة والدرس. وقال « لم يعد اليوم يوم حسابات ضيقة وبائسة، بل نحن أمام رهانات كبيرة وحاسمة تتطلب منا الحسم والجرآة والفعالية لمواجهة كل التحديات الاقتصادية والسياسية والثقافة الدولية ». وأشار التميمي إلى أن المشاركين في الندوة هم من الأكاديميين أساساً، بالإضافة إلى حضور كل من سفير المملكة المغربية بتونس الدكتور ووزير التعليم العالي سابقاً نجيب زروالي وارثي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المغربي أحمد اخشيشن.(قدس برس)   (المصدر: وكالة (قدس برس) بتاريخ 12 ديسمبر 2008)  

 
الديمقراطية العربية بين حقبتي بوش وأوباما

  

ياسر الزعاترة (*) من الأسئلة التي تطرح نفسها إثر فوز باراك أوباما بالرئاسة في الولايات المتحدة ما يتعلق بمسار الديمقراطية وعموم حركة الإصلاح في العالم العربي. وهي أسئلة تفرض على المراقب أن يستعيد ما جرى خلال ولايتي جورج بوش. هنا يمكن القول إن روحية الموقف الأميركي خلال الولايتين قد تمثلت في استخدام سيف الإصلاح في سياق الابتزاز السياسي لا أكثر، وذلك بعد أن اكتشف المحافظون الجدد (الأرجح أنهم يعرفون ذلك) أن أفضل وسيلة لابتزاز الأنظمة العربية هي تلك المتمثلة في التلويح لها بعصا الديمقراطية والإصلاح. وبالطبع لأن هدفها الأسمى، هي والنخب التي تدور في فلكها، هو إبقاء كل شيء على حاله، إلى جانب الحيلولة دون أي مسار تعددي أو إصلاحي يسمح بقدر من الرقابة عليها، وهي التي تميزت باحتكار السلطة والثروة، وليس السلطة وحدها كما كان الحال في مراحل سابقة. من المفيد القول ابتداءً إن بوصلة الإدارة الأميركية في عهد جورج بوش والمحافظين الجدد هي خدمة الأجندة الإسرائيلية، حتى لو انطوى ذلك على تجاهل للمصالح الأميركية، ولذلك وجدت تلك الإدارة في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول فرصة لتصعيد الهجوم على المنطقة من أجل إعادة تشكيلها لحساب الأجندة الإسرائيلية (لعل ذلك هو ما أشاع نظرية المؤامرة في التعاطي مع تلك الهجمات). بدأت الرحلة باحتلال أفغانستان ثم العراق، مع العلم أن هذا الأخير كان الأهم في تلك الرؤية، حيث يؤكد مدير المخابرات الأميركية السابق جورج تينيت في كتابه « في عين العاصفة » أن بوش جاء إلى البيت الأبيض وقرار احتلال العراق في جيبه. في المرحلة الأولى تعاونت الأنظمة العربية الرئيسية مع برنامج احتلال العراق، لكن تعاونها التالي في تثبيت الاحتلال كان ضروريا كذلك، وهنا بدأ مشروع الابتزاز الأميركي للأنظمة عبر برنامج الإصلاح، وبالطبع من خلال برنامج الشرق الأوسط الكبير الذي طرح مطلع العام 2004، والذي استند إلى مقاربة سياسية تقول إن الدكتاتورية هي أساس تفريخ الإرهاب، وأنه من أجل اجتثاثه (أي الإرهاب) لا بد من « تشجيع الديمقراطية والحكم الصالح، وبناء مجتمع معرفي، وتوسيع الفرص الاقتصادية ». ولأن انطلاقة المشروع كانت تحتم قليلا من المصداقية في طرح شعاراته، فقد بدأت موجة ضغوط أميركية لإشاعة الديمقراطية والإصلاح في المنطقة. وفي سياق امتصاص تلك الضغوط بادرت عدة دول عربية إلى تمرير انتخابات جزئية (بلدية في السعودية جرى تسهيل فوز الإسلاميين فيها كي تصل الرسالة بشأن البدائل المتاحة في حال الاستجابة لنصائح الدمقرطة والإصلاح)، بينما نظمت دول أخرى انتخابات برلمانية بجرعة أقل من القمع والتزوير سمحت لقوى المعارضة بالحصول على بعض المكاسب (الحالة المصرية مثالا عندما جرى التسامح مع الإخوان المسلمين في الجولة الأولى ففازوا بخمس مقاعد مجلس الشعب 2005). بعد ذلك وقع التوافق الضمني على الصفقة مع واشنطن بعد أن تأكدت الدوائر الأميركية من أن البديل القادم في حال تطبيق الديمقراطية والتعددية الحقيقية هم الإسلاميون الأكثر عداءً لسياساتها في المنطقة، وتنص الصفقة المذكورة على مقايضة المواقف السياسية المتعلقة بالقضايا الحساسة مثل فلسطين والعراق، وبعض المواقف الداخلية بقضية الإصلاح. وقد رأينا في هذا السياق كيف مررت الأنظمة العربية قتل عرفات بالسم وترتيب الخلافة من بعده للفريق الذي تريده تل أبيب وواشنطن، كما تابعنا كيف جرى الاعتراف بالأوضاع الجديدة في العراق بعد الاحتلال. هنا نسيت إدارة جورج بوش معزوفة الإصلاح، اللهم إلا في مناسبات عابرة، وغالبا في سياق رفع العتب أو ردا على مواقف لا تروق لها من هذا النظام أو ذاك. وبذلك عادت الأوضاع إلى سابق عهدها، حيث تناست الأنظمة إياها وعود الإصلاح، أعني تلك التي لا توجد لديها حياة تعددية، ولو في الحد الأدنى مثل السعودية، وحتى ليبيا بعد أن دفعت ما عليها من مستحقات، بينما عادت دول ديمقراطية الديكور (تتوفر فيها أشكال الديمقراطية الخارجية مثل الأحزاب والبرلمان والانتخابات، من دون حريات حقيقة ولا تداول على السلطة)، عادت إلى سابق عهدها، إذ وقع تزوير مفضوح في انتخابات مجلس الشورى المصري وبعدها المحليات (البلديات). كما تابعنا جملة من الجولات الانتخابية المزورة في عدد لا بأس به من الدول (على تفاوت في مستوى التزوير). بل وصل الحال حد منح تلك الأنظمة فرصة قمع معارضتها بالطريقة التي تراها مناسبة من دون مخاوف التعرض لانتقاد حقيقي. ما ينبغي الالتفات إليه في هذا السياق هو أن مرحلة بوش قد تميزت بسياسات لا يعتقد أن أوباما سيكررها، ليس لأنه لا يريدها، بل لأن المؤسسة العسكرية والأمنية وحتى السياسية في الولايات المتحدة لن تمررها، ومعها الشارع الأميركي، أعني تلك السياسة القائمة على التركيز على منطقة الشرق الأوسط لحساب الأجندة الإسرائيلية. لا يعني ذلك أن أوباما سيكف عن نصرة الرؤية الإسرائيلية، فهو لن يجرؤ على ذلك (الأسباب معروفة: لوبي صهيوني قوي، كونغرس مؤيد لإسرائيل بشقيه الديمقراطي والجمهوري، فريق استشاري صهيوني يتصدره كبير موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل)، لكن الإستراتيجية ستتغير، ويبقى احتمال أن ترى الدولة العبرية أن عليها تقديم بعض التنازلات لتمرير التسوية، مثل القبول بالمبادرة العربية مع بعض التعديلات. وهي تنازلات يمكن لأوباما أن يسوقها أكثر من أي أحد سواه. إذا صدقت التوقعات بشأن التغير في الإستراتيجية الأميركية في اتجاه التركيز على حل المشكلة المالية داخليا، مع التصدي للمنافسين الكبار، وعلى رأسهم الصين وروسيا خارجيا، فإن الحاجة ستكون أكبر للأنظمة العربية القائمة، وهنا لن تلجأ الولايات المتحدة إلى المغامرة بخسارتها عبر الضغط عليها في اتجاه الإصلاح، وستترك لها في الغالب فرصة التعاطي مع معارضيها، لا سيما الإسلاميين منهم وفق ما تراه مناسبا، وغالبا وفق نظام الكوتا الذي يمنح ديمقراطية الديكور مزيدا من الشرعية بدل تهديدها أو تغييرها (سيجري السكوت على الدول التي ليس فيها ديمقراطية). على أن ملف الإصلاح سيبقى قائما كأحد أدوات الابتزاز إذا تلكأت الأنظمة العربية أو بعضها في دفع الاستحقاقات السياسية وغير السياسية المطلوبة منها، بما فيها المتعلقة بعملية التسوية مع الطرف الإسرائيلي، لا سيما إذا قدم هذا الأخير تنازلات رأتها إدارة أوباما كافية لتمرير العملية. والنتيجة أن جوهر الموقف الأميركي من عملية الإصلاح في المنطقة لن يتغير، اللهم إلا في طبيعة الثمن: (مواقف في القضايا المحورية ومنها فلسطين، إلى جانب المساعدة في إخراج الولايات المتحدة من المستنقعات القائمة في العراق وأفغانستان، أم مساندة للولايات المتحدة في معركتها مع منافسيها الكبار). على أن السؤال الذي لا يقل أهمية هو ذلك المتعلق بمواقف قوى المعارضة وعلى رأسها القوى الإسلامية: هل ستركن إلى ديمقراطية الديكور القائمة، التي تمنحها حصة بائسة من العملية السياسية، تتراجع بمرور الوقت، وهذه المرة ليس بقرار، وإنما بتراجع شعبي حقيقي مرده اليأس من قدرتها على إحداث التغيير، أم ستستغل التطورات الدولية الجديدة (ملامح التعددية القطبية وتراخي القبضة الأميركية على العالم) في نضال سلمي يفرض التغيير على الأنظمة؟ سؤال ستجيب عليه المرحلة المقبلة. (*) كاتب فلسطيني (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية ? قطر) الصادرة يوم 4 ديسمبر 2008)  

 
« من المهم للفلسطيني والعربي عموما أن يتعرف على مزايا وحسنات حكامه الذين سيأخذون له حقه من الأعداء، لذلك أردت أن أسمعك أخي القارئ هذه الاسطر البليغة للأخ الدكتور محمد العوضي » كمال العيفي  

عباس.. الأول مع مرتبة (القرف)! (*)

 

بقلم د. محمد العوضي أضحكني بالأمس حديث استمعت إليه (صدفة) لسيادة , رئيس (الدولة) الفلسطينية محمود عباس على قناة (العربية) اتهم فيه حركة حماس بإفساد موسم حج أهل قطاع غزة، وقال إن منع الحج لم يحدث في التاريخ سوى ثلاث مرات فقط؛ مرة في زمن كفار قريش ومرة في عهد القرامطة وأخيرا في عهد حركة حماس!! تأملت في هذا الكلام الغريب لشخص حفل تاريخه السياسي بالعديد من (انجازات الخزي) فكانت السابقة الأولى في التاريخ وليست الثالثة (كما يتهم حماس). ودعني أذكرك يا( سيادة) الرئيس ببعض تلك (الأوائل)!! التي تمت في عهدك.. 1) أول مرة يقوم فيها زعيم منظمة ثورية (تحريرية) بوصف عمليات شعبه الفدائية والاستشهادية (بالإرهابية) و(الحقيرة) وأسلحتها (بالعبثية) وينسق أمنياً مع العدو لاعتقال المقاومة!! 2) أول مرة يظهر فيها (رئيس) ضم وتقبيل وعناق و….!! لقتلة شعبه, وتراه ودون حياء يكيل لهم المديح والابتسامات في الوقت الذي تنتفخ فيه أوداجه حنقاً وغضباً لمجرد ذكر اسم أخيه (حماس). 3) أول مرة يتجرأ فيها جهاز أمن (رئاسي) على انتهاك حرمة بيوت الله وقتل أئمة المساجد وحفظة القرآن الكريم من بلده , وما دماء الشيوخ مجد البرغوثي ومحمد الرفاتي وناهض النمر ومحمد رداد الطالب الجامعي الحافظ لكتاب الله وحبيب الجميع؛ إلا اكبر شاهد على ذلك. 4) وأول مرة تتواقح فيها شرطة ( الزعران) فيعتدون على حرائر فلسطين ويخلعون عنهن الحجاب والنقاب في الشوارع والجامعات. 5) أول مرة يقوم فيها مستشار شخصي (لرئيس) بتهريب 3400 جهاز خلوي في سيارة التشريفات الرسمية أثناء عودته من مهمة (نضالية)!! واسأل تلميذك المدعو روحي فتوح عن رحلة عودته من الأردن يوم 19/3/2008، حين كشفته وفضحته أجهزة الجمارك الإسرائيلية, وغيره الكثير من (تلاميذك) ومستشاريك. 6) أول مرة يقوم فيها مسؤول فلسطيني بإغلاق اللجان الخيرية ودور تحفيظ القرآن وتجريم مؤسسات كفالة الأيتام ورعاية أسر الشهداء والفقراء, استجابة لإملاءات العدو ونكاية بنده السياسي. 7) أول مرة يقوم فيها حرس (رئاسي) بإلقاء شخص ملتحي (فتحاوي) من فوق برج (مهنا) غرب غزة من الطابق الرابع عشر وقتله ظناً منهم أنه (حمساوي)!! وكان ذلك بتاريخ 10/6/2007 مع الشاب المغدور حسام أبو قينص؟!! كما اعترف القيادي الفتحاوي توفيق أبو خوصة في قناة الحوار ثم عاتبته فتح على هذا التصريح! 8) أول مرة يتفوق فيها (رئيس) على كل (الساديين) فتراه (وبدم بارد) يتفنن ويتلذذ بمشاهدة وسماع آلام وآهات مليون ونصف من شعبه المحاصر بالجوع والمرض والظلام في قطاع فقير وصغير تأديباً وعقاباً له على اختياره في الانتخابات للفصيل المنافس. 9) أول مرة يقوم فيها رئيس بالتمسك باتفاقية حدودية مهينة ومذلة تنتقص من سيادة(دولته)، وتعطي لعدوه سيطرة كاملة على منافذ شعبه وموارد بلاده, بل وتصل به المهانة حداً يقاتل فيه كل من يحاول إلغاء وتعطيل هذه الاتفاقية.. أليس هذا واقع حال اتفاقية معبر (رفح) التي وقعها مع إسرائيل توأمك (النضالي) محمد دحلان عام 2005؟! قائمة (الأوائل) في عهدك (ياريس) طويلة طويلة يعرفها إخواننا في فلسطين أكثر من غيرهم , صحيح أن الإعلام المضلل يتغاضى عنها وقد يجهلها الكثيرون, ولكن التاريخ سيسجلها لك بأحرف من (قرف) تشمئز منها الأجيال. ومع ذلك فكل (الأوائل) في عهدك (ياعباس) قد تهون عن كونك (الزعيم) الأول في التاريخ القديم والمعاصر الذي يأمر (عصاباته) باغتيال المقاومين الشرفاء فيما يسابق عدوه إلى تقديم التنازلات له عن كل شيء بدءاً بالأرض وانتهاء (بالعرض)!! (*) ملاحظة: منع المقال من النشر في صحف عربية بسبب قانون المطبوعات الذي يمنع المساس المباشر برؤساء الدول, وكان موعد نشره أول أيام العيد المبارك. نقلا عن شبكة فلسطين للحوار  
 

 
غزة الشاهدة و الشهيدة
عماد الدين الحمروني فلسطين هي اليوم عنوان التحدي والصبر والمقاومة،لم تعد فقط قضية لأرض محتلة ولشعب مهجر يعيش في الشتات والمخيمات منذ ستون عاما بل أصبحت قضية وجود و رمز الصمود لكل أحرار العالم ضد الإستكبار و الظلم الممثل في من غضب الله عنهم اليهود و الذين أشركوا في واشنطن وتل أبيب و عملائهم عبدة الجبت والطاغوت من جنود فرعون و هامان وقارون. غزة و أهلها هم الشهداء الأحياء هم أصحاب طف القرن الخامس عشر، كربلاء عصرنا، بشيبها و شبابها ، بنسائها و رجالها و أطفالها ،  تحاصرهم جيوش يزيد من الأعراب من الذين نكثوا وإرتدوا عن دينهم واتخذوا اليهود أولياء من دون المؤمنين ، و تحاصرهم جيوش المشركين من المترفين و الأفاكين ، أدعياء حقوق الإنسان و العدالة والحرية و الأخوة الإنسانية ! أهلنا في غزة هاشم يستصرخوننا بأعلى أصواتهم ، هل من ناصر ينصرنا ، هل من ذاب عن عرضنا و أرضنا وكرامتنا ، و يقولون ليزيد و صهاينة العصر، هيهات منا الذلة ، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون. غزة اليوم تدعونا إلى الحرية والإنعتاق و الإلتحاق بركب الأحرار و الرجال الصادقين ، لنرفع الحصار ليس عن غزة فقط بل عن كل شعوبنا العربية الرازخة تحت وطئة الأفاكين و المترفين ، من الذين باعوا أنفسهم لحزب الشيطان ورضوا بالتطبيع و الخضوع لأوليائه المجرمين قتلة الأنبياء و من جعلهم الله قردة وخنازير. غزة الشهيدة ، تكتب تاريخها بالدم القاني و تبني حاضرها بالسواعد السمراء القوية و بعرق رجالها الأوفياء و جهاد نسائها الشريفات ، العفيفات ، و تعد القوة لترهب به عدو الله و عدوها، و ترفع رايات النصر،قبل بداية المعركة ، إنها الوعدالصادق  غزة و أهلها اليوم ، شاهدة على تخاذلنا وهواننا وتقاعسنا وركوننا للذين ظلموا ، إن نحن لم نستجب لنداء النصرة وقلنا لهم إذهبوا أنتم و ربكم فقاتلوا إنا ها هنا قاعدون و لكننا أبناء محمد و علي والصحابة الذين يقولون لأهل غزة إذهبوا فإنا معكم إن شاء الله مقاتلون و الخزي و العار لبني صهيون.  

 
الرمزي والسياسي في إدارة الرئيس باراك أوباما

بشير موسى نافع (*) على نحو خافت، وإن بوضوح، رسّبت تعيينات الرئيس المنتخب باراك أوباما لمناصب إدارته الخارجية شيئاً من خيبة الأمل، ليس في المشرق العربي-الإسلامي وحسب، ولكن أيضاً في الأوساط الليبرالية الأوروبية وبعض الدوائر الروسية، كما بين قطاعات من الناخبين الأميركيين. كثيرون، على سبيل المثال، كانوا ينتظرون تعيين جون كيري لوزارة الخارجية، ولكن أوباما اختار هيلاري كلينتون، التي لم تظهر انحيازاً صارخاً للدولة العبرية منذ انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ، ولكنها كانت إضافة إلى ذلك من المؤيدين للحرب على العراق، ووعدت بمسح إيران من الوجود إن هي شكلت تهديداً نووياً لإسرائيل. أبقى أوباما الوزير غيت، وزير دفاع إدارة بوش، في موقعه، وعين جنرالاً عرف بعلاقاته الجمهورية القوية، حتى وإن كان من المنتقدين لإدارة بوش، رئيساً لمجلس الأمن القومي. ومن وجهة النظر العربية، على الأقل، لم يكن تعيين عضو مجلس النواب عن مدينة شيكاغو، رام إيمانويل، كبيراً لموظفي البيت الأبيض، بشير خير، وهو المتطوع السابق في الجيش الإسرائيلي، والمدافع النشط عن المصالح الإسرائيلية في واشنطن. هل انتهى شهر عسل العالم مع الرئيس المنتخب، حتى قبل أن يحتل مقعده في البيت الأبيض؟ المشكلة في حالة الابتهاج الكبرى التي صاحبت انتخاب باراك أوباما أنها لم تفرق كثيراً بين الدلالات الرمزية والآفاق السياسية لانتصار السيناتور الأفرو-أميركي في معركة الرئاسة بالغة الإثارة. في بعده الرمزي، يمثل انتخاب أوباما تحولاً كبيراً في تاريخ البلد الأكبر والأقوى والأكثر تأثيراً في حالة العالم وثقافته ورؤيته لذاته، يمثل انتصاراً للروح الإنسانية. ولكن المعاني الرمزية لانتخاب أوباما لن تقتصر على الولايات المتحدة، ففي أغلب دول جانبي الأطلسي يعيش أبناء المهاجرين من غير الأصول القوقازية-البيضاء مناخاً صريحاً وضمنياً من التمييز، يصاحبهم من مقاعد الدراسة المبكرة إلى سوق العمل والحياة السياسية. وقد أسهم في تفاقم هذه المناخات سنوات الحرب على الإرهاب، التي تعرف كل أطرافها أنها حرب ضد أصناف معينة من البشر، أصناف بملامح وألوان وسمات محددة. الأثر الذي يمكن أن يتركه وجود رئيس من أصول أفرو-أميركية في البيت الأبيض في هذه المجالات، سيكون كبيراً، ليس بالضرورة في وضع نهاية لمناخات الكراهية والتمييز والتوتر، ولكن على الأقل في منعها من التصاعد أو حتى في المساهمة في انحسارها النسبي. الآفاق السياسية لإدارة أوباما شيء آخر. جهاز الدولة الأميركية، بالطبع، لم يولد بالأمس. لهذه الدولة مصالح وحسابات استراتيجية، ونمط تفكير ورؤية للعالم. القول بأن سياسات الدولة الأميركية هي سياسات ثابتة ليس صحيحاً، ولكن من الخطأ أيضاً الاعتقاد بأن الإدارات الرئاسية المختلفة تستطيع فرض متغيرات كبرى ومفاجئة على هذه السياسات. الاستثناء الأهم لهذا الوضع هو حالة الحرب، أو الأزمات العالمية الكبرى. وهذا الظرف هو ما توفر لإدارة بوش، التي سوغت قطاعاً واسعاً من سياساتها الخارجية بالحرب على الإرهاب، وهناك عدد من مراقبي الشأن الأميركي يرى أن التأثير الذي تركته إدارة بوش هو من العمق والاتساع بحيث يصعب على إدارة أميركية واحدة أن تتخلص منه. ثمة قضايا في العالم ستتعامل إدارة أوباما معها في ضوء الثوابت المستقرة للسياسة الأميركية، وقضايا ستتعامل معها في ضوء المتغيرات التي صنعتها إدارة بوش، وملفات أخرى ستكون مثقلة بالأمرين معاً. في الشأن الفلسطيني، مثلاً، لا يمكن لأوباما التخلص من الالتزام الأميركي بالدولة العبرية وتفوقها. ربما ستكون إدارة أوباما أكثر نشاطاً في المساق التفاوضي، ربما ستحرص على أن لا تظهر تماهياً أميركياً كاملاً مع السياسة الإسرائيلية بالطريقة التي سلكتها إدارة بوش، ربما ستكون أكثر جرأة في التعامل مع المسألة الفلسطينية برمتها، أي من خلال أبعادها الفلسطينية والعربية على السواء، ولكنها في النهاية لن تستطيع أن تفرض على الحليف الإسرائيلي ما لا يرغب في قبوله. وفي ضوء التدهور المتسارع لمسار أوسلو وفكرة حل الدولتين، فإن مساحة المناورة أمام إدارة أوباما فلسطينياً ستكون ضيقة إلى حد كبير. في العراق وأفغانستان، سيتضح ما إن كانت إدارة أوباما ترغب، أو تستطيع، القطع بصورة جازمة مع ميراث إدارة بوش. هل سيفي أوباما بوعود الانسحاب من العراق، أو أنه سيعمل على إبطاء عملية الانسحاب، ومن ثم يبقي قوة أميركية ما في العراق بهذا المبرر أو ذاك؟ وهل سيصعد أوباما من الحرب في أفغانستان ليزداد التورط الأميركي العسكري وتدفع باكستان إلى حافة الهاوية، أو أنه سيلجأ إلى خيار التفاوض مع طالبان الذي يطالب به الحلفاء الأوروبيون؟ في ملفات ثالثة، مثل التعامل مع روسيا والصين، ستتداخل الثوابت الاستراتيجية الأميركية مع ميراث إدارة بوش. وربما يمكن القول إن سياسة أوباما تجاه النهوض الروسي السياسي والنمو الاقتصادي الصيني الهائل ستحدد الإطار المرجعي لمجمل سياسات إدارته. كل رئيس أميركي ملزم بالحفاظ على التفوق الاستراتيجي الأميركي على مستوى العالم، وقد برزت خلال السنوات القليلة الماضية جملة أدلة تشير إلى تراجع نسبي في القوة والتأثير الأميركيين. واعية بهذا التطور، التزمت إدارة بوش سياسة أقرب إلى المواجهة المفتوحة مع روسيا، وسياسة أقرب إلى الاحتواء مع الصين. تجلت سياسة المواجهة مع روسيا في توسيع نطاق حلف الناتو، ليصل إلى جدار روسيا الاتحادية، وفي نصب شبكة صواريخ مضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية، واستهدفت منع روسيا من القيام من جديد باعتبارها قوة عالمية. ولم تكن سياسة الاحتواء تجاه الصين خياراً بين خيارات، بل أقرب إلى السياسة الحتمية، بعد أن وجدت واشنطن أن من المستحيل إيقاف الصعود الصيني الاقتصادي، الذي تحقق في ظل الشروط ذاتها التي وضعتها الولايات المتحدة للنظام الاقتصادي العالمي. ولكن تطورات العام الأخير تفرض على أية إدارة أميركية قادمة إعادة النظر في مقاربتها لروسيا والصين. فروسيا، من ناحية، أصبحت أكثر توكيداً على دورها وموقعها، وقد رسمت بالفعل خطوطاً واضحة في الرمال لما تعتبره أمنها القومي في الدائرة الأوروبية. بينما لعبت الأزمة المالية/الاقتصادية، التي هي في جوهرها أزمة أميركية، دوراً مفاجئاً في إيضاح الثقل الهائل الذي باتت الصين تلعبه في الميزان الاقتصادي العالمي، ليس فقط في إمكانية أن تخلص من الأزمة بأقل خسائر ممكنة، ولكن أيضاً بتحولها إلى الدائن الرئيس للولايات المتحدة. ستحدد سياسة أوباما تجاه روسيا والصين ما إن كانت واشنطن في طريقها للإقرار بالتراجع النسبي للقوة الأميركية باعتباره تطوراً حتمياً، والتعامل من ثم مع خارطة القوة العالمية تعاملاً عقلانياً ودبلوماسياً، أو ما إن كانت ستلجأ إلى تحويل العالم إلى ساحة من المواجهات في سعيها للحفاظ على التفوق الأميركي المطلق. ويتطلب أي من هذين الخيارين نمطاً معيناً من العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين، ونمطاً آخر من العلاقات مع القوى الإقليمية الأصغر ودول العالم الثالث ذات الموقع أو الدور الخاص. بكلمة أخرى، لا يمكن النظر إلى سياسات إدارة أوباما من زاوية التفاؤل أو التشاؤم، بل من خلال القراءة الدقيقة لطبيعة المصالح الأميركية والقوى الفاعلة في التعبير عن هذه المصالح، ولموازين وتحولات القوة في الإقليم والعالم. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية ? قطر) الصادرة يوم 11 ديسمبر 2008)  
 


 
الابتزاز الإسرائيلي للمغرب

 

مصطفى الخلفي  يعبر التسريب الإسرائيلي الأخير عن وجود محادثات إسرائيلية- مغربية لتنظيم لقاء رسمي يجمع زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني مع الملك محمد السادس، يعبر عن وجود ابتزاز إسرائيلي متصاعد للمغرب لإحداث اختراق جديد في المنطقة العربية، حيث جاء في التسريب الذي تم عبر صحيفة هآرتس هذا الأسبوع أن الإسرائيليين يشتغلون على الموضوع منذ حوالي ستة أشهر، وأن زيارة مدير مكتب وزيرة الخارجية إبراموفيتز للمغرب للمشاركة في لقاء متوسطي بطنجة جاءت في هذا السياق وأن المغاربة لم يعبروا عن موقف نهائي من الأمر. ما دلالات هذا الابتزاز الجديد؟ وما آثاره؟ لا يبدو خبر من هذا النوع مفاجئا بالنظر لما شهده المغرب في الآونة الأخيرة من تصاعد في وتيرة التطبيع عبر مشاركات صهيونية متعددة في لقاءات احتضنها المغرب، والتي كان آخرها المشاركة الإسرائيلية في لقاء أمايدوس المتوسطي بطنجة والذي نُظم من قِبَل مؤسسة بحثية حديثة الولادة يشرف عليها ابن وزير الخارجية المغربي وتروم تأسيس دافوس متوسطي للنقاش والحوار. كما أن وضعه في سياق غياب موقف مغربي صارم إزاء الحصار المفروض على غزة والموقف الباهت الذي ظهر في اجتماع وزراء الخارجية العرب، فضلا عن تطور المشاركة الإسرائيلية في ?الاتحاد من أجل المتوسط? وتمكنها من احتلال موقع قيادي في هيكل الاتحاد وذلك على خلاف مسلسل برشلونة والتي رغم عضويتها فيها وتزامن ذلك مع تقدم جزئي لعملية التسوية فإنها لم تتمكن من تحقيق ذلك. تطرح الحيثيات الآنفة سؤال تفسير هذا ?التطور?، والتي يمكن أن نجد مرجعها في ثلاث نقاط: أولاها: استغلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها الإدارة الأميركية ووجود توجسات محلية من مواقف الإدارة القادمة بخصوص القضايا العربية والمغاربية، ولهذا فآخر زيارة رسمية لوزير خارجية إسرائيل شلومو بنعامي في العام 2003 جاءت في خضم أزمة مغربية مع الأمم المتحدة بخصوص قضية الصحراء المغربية، وثانيتها، وهذا هو الأهم، ابتزاز المغرب بعد حصوله على درجة الوضع المتقدم في الاتحاد الأوروبي والتي جاءت بمبادرة فرنسية مؤثرة، وهي الوضعية التي تفتح أبوابا للمغرب على الواجهة الأوروبية، وتذكر بما يقع مع تركيا في علاقتها مع الكيان الصهيوني وارتباط ذلك بسياسة سعيها للاندماج في الاتحاد الأوروبي، وثالثتها: الإيهام بوجود دور مغربي في حركية المخاض السياسي الإسرائيلي الداخلي والذي يذكر بما حدث في مايو 1999 عندما اجتمع رجالات السياسة الإسرائيلية بمراكش في إطار مؤتمر تأسيس تجمع لليهودية المغربية العالمية وذلك قبيل المخاض الانتخابي الإسرائيلي، ولم تكن النتيجة آنذاك وفق التوقعات، حيث إن معسكر المتشدد حقق تقدما مع باراك ثم بعده مع صعود شارون. سيكون من الواضح أن زيارة من هذا النوع هي لمصلحة إسرائيل لا المغرب وبشكل كبير، فالكيان العبري محتاج أكثر من أي وقت مضى للتخفيف من الضغط الدولي والإنساني بسبب استمرار الحصار على الشعب الفلسطيني بغزة، كما هو محتاج لإحداث اختراق عربي جديد يمكنه من استئناف التطبيع بعد انكسار الحلقة الموريتانية بفعل أزمتها السياسية الداخلية منذ انقلاب أغسطس الماضي، وهو ما يعني السعي لإنهاء مرحلة انطلقت في أكتوبر 2000 وشهدت إغلاق مكاتب الاتصال الصهيونية في عدد من الدول كالمغرب وتونس بعد اندلاع انتفاضة الأقصى. وإلى جانب احتواء الضغط الدولي بسبب الحصار واستئناف التطبيع الدبلوماسي، هناك الدفع في تجميد الوضعية السياسية الفلسطينية بعد قرب موعد الانتخابات الرئاسية المفروض إجراؤها في يناير المقبل وفشل حوار القاهرة الذي كان إحدى أدوات تدبيرها. لكن ماذا سيربح المغرب؟ الواقع أن الجواب سلبي بل إن ذلك سيكون بمثابة مد شريان إنقاذ للكيان الصهيوني في أزمته الحالية وضربة جسيمة لمشاريع استعادة دور مشرف للمغرب في تسوية القضية الفلسطينية، فضلا عن تضرر مكانة المغرب كرئيس للجنة القدس في الوقت الذي تتصاعد مشاريع استهداف أوقاف المغاربة وباقي المقدسات بالأقصى، والتي كانت محط انتقاد شديد من المغرب. ما سبق يدفعنا لاستبعاد حدوث مثل هذه الزيارة لكن في الوقت نفسه تكشف عن مدى التقدم الذي بلغته المناورات الإسرائيلية لفك مأزقها الدولي.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 12 ديسمبر 2008)  

 

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.