الثلاثاء، 8 أبريل 2008

Home – Accueil

 

 
 
 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2876  du 08.04.2008
 archives : www.tunisnews.net


 

حــرية و إنـصاف: الأحداث في الرديف تتصاعد و البوليس يتدخل بقوة

حــرية و إنـصاف: الاعتداء بالعنف الشديد على مروان العلوي

حــرية و إنـصاف: علي الوسلاتي في السجن من أجل الاعتداء على قانون المساجد

حــرية و إنـصاف: اعتقال الدكتور عارف العزيزي من جديد

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي: إعلام من الرديف 

الاتحاد العام لطلبة تونس: اجتماع حزبي تحت عنوان « هيئة إدارية للاتحاد العام لطلبة تونس »

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس: مديرالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية ببنزرت عزالدين بن بريّك ينذرالمحجبات بالطرد

التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريّات: بيــــان

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: في ذكرى 9 أفريل في تونس والعراق

سويس إنفو: حقـُوق الإنسان في تونس بين التعـهُّدات والإشـادة والتـشكيك العرب: تونس: الحزب الديمقراطي التقدمي يندد بحجز صحيفته للأسبوع الثالث إيلاف: تونس: الجريبي تنزل الى الشارع لبيع صحيفة الحزب ا ف ب: القاعدة تحمل فيينا مسؤولية مصير الرهينتين النمسويين رويترز: القاعدة : النمسا مسؤولة عن « مصير » الرهينتين القدس العربي: اختيار قاض تونسي ليكون عضوا في المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال الحريري الشعـب: المواصفات والمقاييس التي يتعين تطبيقها في بناء المساجد أخبار مواطنون الشروق: كــــــــواليس سياسيــــــة د.منصف المرزوقي: كينيا، مصر، زمبابوي …بداية المقاومة المدنية في مصر وفاء محسن: صلاح الدين الجورشي في ندوة موقع « الإسلاميون..طرق وحركات »: الإسلاميون في تونس.. استقطاب سلفي و »نهضة » مهاجرة أبو محمد,: من قلب الرديف نحدّثكم,,, فاسمعونا,,, رسالة من نوفل الزيادي إلى وزير التعليم العالي مناضل بالإتحاد العام لطلبة تونس: بيان جعفر الأكحل: من وحي عيد الشهداء – وقائع … وشهداء في سبيل الحرية عماد بنمحمد : في ذكرى عيد الشهداء ( 9 أفريل 1938 – 9 أفريل 2008 )  نصر الدين بن حديد: كرة الثلج الحارقة!!!!! الصحبي صمارة: على محكّ الواقع تتربّى الجماهير عمر الماجري: القانون المنظم للترشح للرئاسية – مؤشر على مزيد من الانغلاق محمـد العروسـي الهانـي: رسالة إعجاب لرجال الإعلام الشجعان أصحاب المبادئ والقيم في صحيفة لابراس الحوار ليه آداب… حتّى كيف يبدى مع الشباب الشعـب: بمناسبة الحوار الشامل مع الشباب: المصارحة والمكاشفة من أجل «تونس أولا» بعيدا عن شعار «أخطى رأسي وأضرب» الأخبار: «ثلاثون» الجزيري: عن تونس والتنوير احميدة النيفر:  مجدي علام.. نكوص إلى الزمن الغابر عبدالباقي خليفة: من أجل تحويل غضب المسلمين إلى طاقة جبارة لرد العدوان على الاسلام: آراء ومقترحات


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين  

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 

 

الحزب الديمقراطي التقدمي
 فرع باريس
دعـــوة  
يتشرف فرع الحزب الديمقراطي التقدمي بباريس بدعوتكم إلى لقاء مع الأستاذ أحمد نجيب الشابي، المرشح الديمقراطي للإنتخابات الرئاسية لسنة 2009 سوف يتطرق فيه إلى تطورات الوضع السياسي على ضوء التحويرات الدستورية المنتظرة وإلى احتدام التوتر الاجتماعي وتدهور المستوى المعيشي وذلك:   يوم الخميس 10 أفريل 2008 على الساعة السابعة مساء 21 ter rue voltaire 75011 Paris

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 08/04/2008

الأحداث في الرديف تتصاعد و البوليس يتدخل بقوة

لليوم الثاني على التوالي تحاصر قوات البوليس المتظاهرين في مدينة الرديف بالجنوب الغربي التونسي و قد علمت حرية و إنصاف من شهود عيان يقيمون بالمنطقة أن قوات البوليس استعملت الهـــراوات و خراطيم المياه و القنابل المسيلة للدموع و الكلاب لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بحقهم في الشغل و يبدو أن الاعتقالات طالت عشرات المواطنين بمدينة الرديف . و حرية و إنصاف تندد باستعمال العنف ضد المواطنين العزل الذين لا ذنب لهم إلا أنهم طالبوا بحقهم في التشغيل كما تطالب بإطلاق سراح الموقوفين الذين تم اعتقالهم منذ بداية الإضرابات. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 08/04/2008

الاعتداء بالعنف الشديد على مروان العلوي

 
علمت حرية و إنصاف أن المواطن مروان العلوي أصيل مدينة قصر قفصة تعرض يوم 13/3/2008  للتعذيب من طرف أربعة أعوان أمن اثنان من الشرطة شرطة و اثنان من الحرس بدون مبرر مما نتجت عنه أضرار بدنية تستوجب راحة بثلاثين يوما . و قد تقدم المعتدى عليه الشاب مروان العلوي بشكاية لدى وكالة الجمهورية بقفصة  متمسكا بحقه في تتبع الجناة إقامة للعدالة وانتصارا للقانون. و حرية و إنصاف تدين هذا الاعتداء الفظيع الذي تعرض له المواطن مروان العلوي و تطالب بمحاكمة المعتدين. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 08/04/2008

علي الوسلاتي في السجن من أجل الاعتداء على قانون المساجد

تجمع عدد كبير من المواطنين أمام المحكمة الابتدائية ببنزرت للمطالبة بإطلاق سراح السيد علي الوسلاتي الذي تم إيقافه يوم أمس الاثنين 7 أفريل 2008 من طرف منطقة الأمن ببنزرت و قد أدى إيقافه من طرف البوليس إلى تجمهر عديد المناضلين الحقوقيين الذين اعتصموا طيلة ليلة أمس في العراء و اليوم الثلاثاء 8 أفريل 2008 أمام منطقة الشرطة و المحكمة الابتدائية ببنزرت و قد علمت حرية و إنصاف أن التهمة الموجهة للمواطن المذكور تتمثل في الاعتداء على قانون المساجد و أن وكيل الجمهورية أحاله صبيحة هذا اليوم الثلاثاء 8 أفريل 2008 على السجن في انتظار محاكمته من أجل أفعال اخترعها رئيس مركز شرطة الروابي المدعو سالم بن قاسم. كما علمت حرية و إنصاف أن المناضلين الحقوقيين السادة علي بن عيسى و محمد الهادي بن سعيد و بشير الجميلي قد تعرضوا للاعتداء بالعنف الشديد من قبل أعوان البوليس السياسي أثناء اعتصامهم للمطالبة بإطلاق سراح السيد علي الوسلاتي . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 08/04/2008

اعتقال الدكتور عارف العزيزي من جديد

 
في إطار البحث مع الدكتور عارف العزيزي الذي تم احتجازه يوم الجمعة 4 مارس 2008 من طرف أمن الدولة و أطلق سراحه بعد ذلك في نفس اليوم و نظرا لمطالبته باسترجاع جهاز الحاسوب الراجع له بالملكية والذي تم حجزه عنهن بدون مبرر تنقل الدكتور عارف العزيزي إلى تونس بإشارة من منطقة الأمن بسيدي بوزيد لتسلم حاسوبه من إدارة الأمن بتونس و قد علمت حريــة و إنصاف من عائلة السيد عارف العزيزي أنه تم اعتقاله صبيحة أمس الاثنين 7 مارس 2008 و لم يطلق سراحه إلى حد الآن علما بأن الدكتور العزيزي لا ينتمي إلى أي حزب سياسي و لم يكن من دعاة العنف. و حرية و إنصاف تطالب بإطلاق سراحه و إرجاع المحجوزات إليه. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي

إعلام من الرديف

– يومي وطني : تنظم اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي يوم الأحد 13 افريل 2008 بالتنسيق مع المنظمات والجمعيات والأحزاب السياسية يوما وطنيا للتضامن مع الموقفين ومع مواطني الرديف المحاصرين من طرف قوات الأمن بمختلف تشكيلاتها  منذ مساء الأحد 06 -4-2008 . – إضراب بيوم في الرديف: شن المعلمون والقيمون وأعوان الصحة وأساتذة التعليم الثانوي في الرديف اليوم الثلاثاء 08 افريل 2008 إضرابا ناجحا وذلك احتجاجا على حملة الاعتقالات التي وقعت يوم أمس والتي طالت نقابيين من هذه القطاعات. – إيقاف :  تم صباح اليوم الثلاثاء 08 افريل 2008 اعتقال السيد بشير العبيدي ، وهو نقابي ورئيس لجنة التفاوض مع السلطة ، اللجنة التي تكونت بعد الاحتجاجات الأولى . – تواصل المواجهات : تواصلت المواجهات حتى صباح هذا اليوم بين المتظاهرين وأعوان الأمن اليوم ، كما يتواصل الحصار الأمني للبلدة مما ساهم في مزيد الاحتقان وردود الفعل.

– تحقيق :

من المنتظر ان يقع احضار  الموقوفين اليوم للتحقيق في المحكمة الابتدائية  بقفصة ، وقد أعلن العديد من المحامين  من مختلف جهات البلاد إنابتهم في  القضية . ستنشر اللجنة القائمة كاملة للأساتذة المحامين الذين سيتولون الدفاع عن الموقوفين. عن اللجنة الوطنية للدفاع عن أهالي الحوض المنجمي

مسعود الرمضاني


الاتحاد العام لطلبة تونس

اجتماع حزبي تحت عنوان « هيئة إدارية للاتحاد العام لطلبة تونس »

 

 تونس في 08/04/2008  إثر المقال الصادر بجريدة الشروق يوم الثلاثاء 08/04/2008 ممضى من قبل خالد الحداد تحت عنوان « هيئة إدارية موازية تسحب الثقة من الأمين العام وتشرع في الإعداد للمؤتمر 25 » ، يهم المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس أن يتوجه إلى الرأي العام الطلابي والوطني بالاتي:   إن ما ورد في هذا المقال هو مغالطة وافتراء لحقيقة الأوضاع داخل الاتحاد العام لطلبة تونس حيث أن الاجتماع الذي انعقد بالمعهد العالي للعلوم والتقنيات بتونس هو اجتماع حزبي شاركت فيه أقلية منعزلة ،مستقيلة من هياكل الاتحاد العام لطلبة تونس وإن هذه المجموعة الحزبية سبق وأن أعلنت أنها عقدت هيئة إدارية أخيرة ودعت لانعقاد « المؤتمر 25 » في نهاية شهر أوت 2007 والوقائع داخل الاتحاد العام لطلبة تونس والساحة الطلابية فندت هذه الاجتماعات الصورية والمزاعم الباطلة.   إن ما تضمنه المقال من اتهامات خطيرة للامين العام والناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد ورئيس اللجنة الوطنية للإعداد المادي للمؤتمر المنبثقة عن الهيئة الإدارية الوطنية التاسعة والرفيق أمين المال شاكر العواضي هي اتهامات باطلة تعكس جملة من الأمراض ( حقد،تعاطي نفسي مع ملف نقابي وسياسي، افتراءات، تخريب…) قادت هذه المجموعة الحزبية بغية إفشال مسار المؤتمر الموحد.     إن الهيئة الإدارية الوطنية التاسعة التي انعقدت أيام 27 و28 مارس 2008 أكدت وحدة الصف الطلابي وجدية المنخرطين في هذا المسار وإجماع كل مكونات الحركة الطلابية على أهمية هذا التمشي ودوره في تجاوز حالة التشتت والإحن الداخلية وفندت كل الأكاذيب التي تزعمتها هذه المجموعة الحزبية المنعزلة.   ندعو هذه المجموعة الحزبية إلى تجاوز أمراضها النفسية وحقدها الدفين والعودة إلى رشدها عبر الالتحاق بالمؤتمر الوطني الموحد 25 الذي دعت الهيئة الإدارية الوطنية التاسعة لانعقاده تحت شعار:   « من أجل اتحاد في خدمة قضايا الطلبة وجامعة في خدمة الوطن » الأمين العام عزالدين زعتور
=======================================
و في ما يلي المقال الذكور في البيان

الشؤون الوطنية

اتحــاد الطلبــة: هيئة إدارية «موازية» تسحب الثقة من الأمين العـــام.. وتشرع في الاعداد للمؤتمر 25

* تونس ـ الشروق : تواصلا مع حالة الانقسام التي يشهدها الاتحاد العام لطلبة تونس، عقدت «هيئة إدارية» اجتماعا لها يوم 4 أفريل الجاري بالمعهد العالي للعلوم والتقنيات بتونس أقرت سحب الثقة من الأمين العام الحالي عزالدين زعتور وتجميد عضويته في المكتب التنفيذي رفقة زميله في المكتب شاكر العواضي. وتضمّن بيان «الهيئة الإدارية الموازية» الذي حصلت «الشروق» على نسخة منه اتهامات خطيرة بتحويل وجهة المنظمة والانقلاب على الشرعية داخل هياكلها وإساءة التصرف وتزوير الانخراطات واستعمال العنف وتنظيمه. ويقول البيان أنّ الهيئة الإدارية انعقدت وفق القوانين الداخلية للمنظمة وبدعوة من ثلثي أعضائها. وأقرّّ البيان السير في الإعداد للمؤتمر القادم بدءا بإتمام هيكلة الفروع القاعدية المتبقية وطبع الانخراطات وتوزيعها وتكوين لجنة للدعاية والمتابعة تحت إشراف المكتب التنفيذي تعمل على مناقشة وإعداد مشاريع اللوائح ومشروع الميثاق الطلابي ومشروع إعادة هيكلة المنظمة. يُذكر أنّ هذه الهيئة الإدارية شارك فيها 5 من أعضاء المكتب التنفيذي المنتخب خلال المؤتمر 24 .

* خالد الحدّاد
(المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 أفريل 2008)


لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس  
تونس في08.04.2008

مديرالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية ببنزرت عزالدين بن بريّك ينذرالمحجبات بالطرد

 

 
اعتمد مديرالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية ببنزرت عزالدين بن بريّك منذ بداية شهر مارس 2008 نص تنبيه حمل طابع الإنذاروالتهديد بطرد المحجبات , وقد أرسل رسالة التنبيه لكل الطالبات المحجبات بالمعهد , وقام بمضايقتهن ومنعهن من الدخول , وأمرهن بكشف شعورهن كي يسمح لهن بالدخول , كما منع فتيات المعهد المذكور من ارتداء « الفولارة التونسية » , وفي ما يلي نص التنبيه , ويمكن الإطلاع على نسخة أصلية منه : الجمهورية التونسية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا الإدارة العامة للدراسات التكنولوجية المعهد العالي للدراسات التكنولوجية ببنزرت  السنة الجامعية 2007/2008  السداسي الثاني  تنبيـــــــــــــــــــــــــــه من مدير المعهد العالي للدراسات التكنولوجية ببنزرت  إلى الطالب(ة) …  الفصل : AG 42 في اطار الحرص على الإلتزام بما يفرضه القانون في المظهر والهندام وعدم الخروج عن المألوف أو بما يوحي بما لا يمت بصلة لهوية بلادنا وتقاليدنا , وهو ما أمضى عليه جميع الطلبة في الإلتزام عند التسجيل بالمعهد , والذى ينص على أن للإدارة حق في إلغاء التسجيل لعدم التقيد بما جاء في هذا الإلتزام والإخلال بأحد شروط التسجيل . لذلك فإننا نلفت انتباهك إلى إخلالك بهذا الإلتزام وندعوك إلى التقيد بما جاء فيه حتى لا تضطر إدارة المعهد إلى اتخاذ الإجراءات الازمة . بنزرت في : 15 مارس 2008 المدير : عز الدين بن بريّك ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تعتبر أن نص التنبيه تدخلا سافرا في أخص الحريات الفردية وهو اختيار اللباس , كما أنه يتعارض مع نص دستوري ورد في الفصل الخامس ضمن الباب الأول من الدستورالتونسي ونصه : الباب الأول الفصل 5 – تضمن الجمهورية التونسية الحريات الاساسية وحقوق الانسان في كونيتها وشموليتها وتكاملها وترابطها . – تقوم الجمهورية التونسية على مبادئ دولة القانون والتعددية وتعمل من اجل كرامة الانسان وتنمية شخصيته . – تعمل الدولة والمجتمع على ترسيخ قيم التضامن والتآزر والتسامح بين الافراد والفئات والاجيال . – الجمهورية التونسية تضمن حرمة الفرد وحرية المعتقد وتحمي حرية القيام بالشعائر الدينية ما لم تخل بالأمن العام . كما يحمل نص التنبيه صياغة مطاطة مقصودة لإستهداف الطالبات المحجبات في المعهد العالي للدراسات التكنولوجية ببنزرت ويظهر ذلك جليا في الإجراء المصاحب لهذا التنبيه والذى يحظرعلى الطالبات بالمعهد ارتداء  » الفولارة التونسية » والتى لا يتعارض ارتداءها بأي حال من الأحوال مع ما ورد في نص التنبيه نفسه والذى يقول :” … وعدم الخروج عن المألوف أو بما يوحي بما لا يمت بصلة لهوية بلادنا وتقاليدنا  » وهو ما يؤكد أن الإجراء مغرض فوق أنه غير دستوري . تدعو مدير المعهد العالي للدراسات التكنولوجية ببنزرت عزدين بن بريّك إلى الكف عن مضايقة الطالبات المحجبات بالمعهد فورا , وإلغاء التنبيه الغير دستوري , وتحمله المسؤولية الشخصية على هذا الخرق السافر للقانون وكل النتائج المترتبة عن هذا الإجراء المغرض والمرفوض , وتذكره بأن المحكمة الإدارية التونسية كانت قضت بعدم دستورية المناشيرالقاضية بحظر الحجاب , ويعد نص تنبيه المدير أولى بالإلغاء . تطالب سلطة الإشراف بالتدخل فورا لوضع حد لسلوك المديرالمتجاوز للقانون , وتعتبر صمتها تواطئا معه في خرق القانون والنيل من الحريات الفردية التى تساهم بشكل فعّال في شحن الأجواء ومراكمة الغضب لدى المواطنين , وتحملها كل النتائج المترتبة عن هذا الكبت والإكراه والإستهانة بالقانون وحقوق المواطنات التونسيات المحجبات . تدعو المنظمات والهيئات والشخصيات الحقوقية إلى التعبير عن رفضها للسياسة الظالمة التى تنتهجها الإدارة التونسية تجاه الفتيات التونسيات المحجبات وتسجيل مواقف منددة بهذا السلوك لدى السلطات الرسمية , وتطالب علماء الأمة ودعاتها إلى الوقوف إلى جانب المرأة التونسية المحجبة أمام الإستهداف الممنهج الذى تتعرض له . عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr


بسم الله الرحمان الرحيم نـــعم هكذا…

أمام عدم تجاوب الأجهزة الأمنية مع مناضلي بنزرت و نشطائها بخصوص اختطاف السيد علي الوسلاتي و الكشف عن مكانه و إطلاق سراحه  قرر هؤلاء قضاء الليلة أمام مركز « الأمن الوطني بوقطفة » ببنزرت في خطوة تضامنية جديرة بالتقدير و الاحترام… و من ضمن المعتصمين والدة السيد علي الوسلاتي  المتقدمة في السن و زوجته و أبناؤه و أخته     و مناضلتان من الحزب الاشتراكي التقدمي و  يقدر عدد المعتصمين بما يفوق الثلاثين..     جرجيس في: 08 أفريل 2008   عبدالله الــــزواري


التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريّات بيــــان

 

ناقش المكتب السياسي للتكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريّات لدى انعقاده في جلسته العادية يوم الأحد 30 مارس 2008 ما ورد في خطاب رئيس الدولة يوم الجمعة 21 مارس من إجراءات جديدة تتعلق بحقّ الترشح للانتخابات الرئاسيّة القادمة، وأصدر في هذا الشأن البيان التالي: 1- إنّ لجوء السلطة، للمرّة الثالثة على التوالي، إلى التنقيح الاستثنائي  » حرصا على توسيع إمكانيّة تعدّد الترشحات لرئاسة الجمهورية  » – على حدّ ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية – ليؤكد غاية السلطة في أن يكون الفصل 40 من الدستور ومنذ أن وقع سنّه حاجزا منيعا ضدّ تعدّد الترشحات لمنصب رئيس الجمهوريّة، وقد كان أحرى بالسلطة أن تبادر بإلغاء هذا الفصل التعجيزي نهائيّا حتّى تبرهن عن صدق انخراطها في الاختيار التعددّي وتستجيب لمتطلباته وتفتح المجال بصفة فعليّة  » لحياة سياسيّة متطوّرة  » ما فتئت هي نفسها تردّد منذ أكثر من عشرين سنة – لكن على مستوى رفع الشعارات فحسب – بأنّ الشعب التونسي جدير بها. 2- إنّ مشروع التنقيح المزمع تقديمه ليمثل انتهاكا جديدا لحريّة الأحزاب في اختيار مرشحيها إذ يفرض عليها مرشحا بعينه كما يفرض عليها من ناحية أخرى أن تجمّد وضعها خلال العشرين شهرا القادمة وألاّ تقوم بأيّ شيء من شأنه أن يغيّر وضعيّة  » المرشح الذي اختارته السلطة (؟!) حتّى لا تفقد حقّ تقديم مرشح عنها للانتخابات الرئاسيّة، وهو ما يشكلّ أيضا تدخّلا سافرا في تسيير الشؤون الداخلية للأحزاب، علاوة على أنّه لا يتناسب مع هيبة الدستور واستقراره وينال من حرمته بتعدّد التنقيحات المدخلة عليه وبربطه بالوضع الداخلي للأحزاب وجعله عرضة لانعكاسات ما يقع داخلها من تغييرات. 3- إنّ مشروع التنقيح الجديد ولئن فتح حقّ الترشح للحزبين اللّذين ليس لهما نوّاب في البرلمان – وهو أمر إيجابي في ظاهره ومختلف عن التنقيحات الاستثنائية التي سبقت انتخابات 1999 و2004 الرئاسيّة – فإنّه يوصد الباب أمام المرشح الذي اختاره الحزب الديمقراطي التقدّمي بشكل واضح وعلنّي منذ مدّة، ويلفّق – من ناحية أخرى – شرطا غريبا ومبهما بالنسبة إلى المرشح المفترض لحزبنا، حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، وكلّ هذا يعني أنّ مشروع التنقيح الحالي يندرج في نفس التمشي الذي اتبعته السلطة إبّان الانتخابات الرئاسيّة السابقة أي تعيين منافسي مرشح التجمع الدستوري الديمقراطي وإقصاء بعض المعارضين ومنعهم – بتعلّة مبتدعة أو بأخرى – من حق الترشح، هذا علاوة عن إيصاد الباب بشكل تامّ أمام أيّ مرشح مستقلّ يأنس في نفسه القدرة على دخول حلبة المنافسة ويمكن أن يحظى بدعم مكوّنات المجتمع المدنّي، وهو أمر غير مقبول كذلك. 4- إنّ التكتّل الديمقراطي يرفض إطلاقا هذا التمشي التمييزي والإقصائي والذي يبدو أقرب إلى تصفية حسابات مع أشخاص دون غيرهم منه إلى مقاربة دستورية، واستخفافا بإرادة أحزاب المعارضة وحقّها في اختيار مرشحيها واستهانة بمطالب الساحة السياسيّة وسائر مكوّنات المجتمع المدني من أجل وضع حدّ للاختناق السائد وتوطين حياة سياسيّة سليمة في بلادنا، كما يؤكد التكتّل الديمقراطي أنّ هذا التمشي التمييزي والإقصائي ينخرط في خطّ أشمل دأبت عليه السلطة منذ أعوام طويلة ويرمي إلى إقصاء التنظيمات المستهدفة عن الفضاء السمعي والبصري العمومي وحرمانها من التمويل العمومي واستثنائها من الندوات والاستشارات الوطنيّة، بل حتى من مجرّد الحضور في الاحتفال بالمناسبات الوطنيّة، وكلّ هذا للحدّ من إشعاعها وتأثيرها على مجرى الأحداث. 5- وردّا على ما تعدّه لنا السلطة كأحزاب وتنظيمات وما تعدّه للشعب التونسي برمته من تكرار نفس المسرحيّة الانتخابية البائسة والتي دأبت عليها بجيليها المتعاقبين منذ الاستقلال والتي تتظاهر باحترام الشكل لترتهن إرادة الشعب في الحقيقة وتكرّس الرئاسة مدى الحياة وتفرض في الواقع استمرار نمط سياسي سلطوّي لا يخرج عن دائرة الثقافة الموروثة عن نظام الحزب الواحد، فإنّ التكتّل الديمقراطي يهيب بكلّ التونسيين الأحرار وينخرط بصفة تلقائية مع الدعوات المتلاحقة الصادرة عن أحرار تونس رجالا ونساء داخل الوطن وخارجه من أجل جعل استحقاقات 2009 الرئاسيّة والتشريعية  » معركة ديمقراطية وسيادية بامتياز  » وتوحيد  » النضال المشترك والتضامن على جميع الأصعدة من أجل كسب ثقة مواطنينا وجعل  » السيادة للشعب  » فعلا. الأمين العام  د. مصطفى بن جعفر


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

في ذكرى 9 أفريل في تونس والعراق

 
 نحيي اليوم الذكرى السبعين للمظاهرة الحاشدة التي شهدتها تونس في 9 أفريل 1938 والتي جابت الشوارع للتعبير عن رفض أسلافنا لنظام الحماية الاستعمارية والمتواطئين معه وللمطالبة ببرلمان تونسي يكرّس السيادة الوطنية والشعبية. وبهذه المناسبة فإننا نعبّر عن أجلالنا لشهداء 9 أفريل الذين سقطوا برصاص الاستعمار الفرنسي كما نعبّر عن تقديرنا لكلّ من دفع ضريبة النضال الوطني والتقدمي والديمقراطي منذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا. واليوم وبعد مرور سبعين عاما فلئن تغيرت الظروف وتطوّرت الأوضاع اذ اندثرت العديد من المظاهر القديمة وبرزت في محلها مظاهر جديدة وتحققت بعض المكاسب، كما حدثت بعض الانتكاسات، فانّ المسار العام يبقى متسما براهنية النضال في سبيل السيادة الوطنية والحقوق والديمقراطية والتقدم الإجتماعي. فنحن اليوم لا نزال نجابه النهب والاملاءات الامبريالية التي تقودها الادارة الأميركية كما نواجه حملاتها الرامية لدعم التيارات الظلامية التي تلتقي مع توجهاتها الليبيرالية الأكثر تطرفا والتي تدفع الفئات الشعبية غالبا تداعييتها من غلاء المعيشة وتفاقم بطالة وفساد وتدني خدمات اجتماعية كما تعاني منها المؤسسات الوطنية في القطاعين العام والخاص وفي كل الميادين الصناعية والفلاحية وقطاع الخدمات . كما لا نزال نسعى للظفر بالحقوق الديمقراطية بما فيها حقّ المواطنة الذي يكفل تكافؤ الفرص بين كلّ المواطنات والمواطنين والمساواة بين الجنسين والحقّ في انتخابات شفافة وفي برلمان يعبّر عن الارادة الشعبية وحقّ التنظم للأحزاب والجمعيات المدنية ومن بينها حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ الذي لا يزال محروما من حقّه المشروع في العمل القانوني والعلني إلى غير ذلك من المطالب الديمقراطية . وتقترن هذه الذكرى بالذكرى الخامسة لاحتلال العراق على يد الجيوش الأمريكية والبريطانية واتباعها وبتواطىء مع القوى الرجعية المحلية ورموزها من أمثال الحلبي والسيستاني، وأدى ذلك لتحطيم منجزات ومكتسبات العراق وتأجيج النزاعات العرقية والطائفية بين أبنائه وبناته والاستحواذ على خيراته . ومثل هذا الإحتلال المباشر منعرجا في الهجمة الامبريالية على الوطن العربي بعد اغتصاب الأرض العربية في فلسطين والعدوان الثلاثي على مصر فأصبحت المنطقة برمتها تواجه الحملات العسكرية والسياسية الأمريكية المتتالية والمركزة في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال وكذلك في المغرب العربي ومصر والأردن والخليج . ومن هنا تأخذ المسألة القومية كامل أهميتها وإبعادها وتتحطم أوهام البعض الحالمين بتوريد  » ديمقراطية  » بوش والحافظين الجدد للعراق أو لبنان أو مصر أو تونس. فهي  » ديمقراطية  » مغشوشة تخدم مصالح الامبرياليين والصهاينة والشركات الرأسمالية الكبرى. وكما جاء في مقولة شهيرة فحواها أنه  » أينما وجد القهر وجدت المقاومة  » فانّ القوى الوطنية في العراق هبّت بسرعة رغم الصعوبات الجمّة للتصدي للاحتلال وأتباعه ولتكبيدهم خسائر عسكرية فادحة وهزيمة سياسية لم يكونوا يتوقعونها. ونحن نحيي هذه المقاومة الوطنية الباسلة التي تقف في الخطوط الأمامية للنضال العربي والدولي ضدّ أكبر قوة هيمنية في العالم وندعو كافة القوى المحبّة للسلم في العالم للتمييز بين الإرهاب الذي تقف وراءه قوى رجعية مشبوه في أمرها والمقاومة المشروعة للاحتلال . تونس في 09 أفريل 2008 حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

حقـُوق الإنسان في تونس بين التعـهُّدات والإشـادة والتـشكيك

 تعهدت تونس أثناء تقديم تقريرها يوم الثلاثاء أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل التابعة لمجلس حقوق الإنسان باستضافة مقررين خاصين وبتعزيز الدور العملي للشركاء في عملية مراقبة احترام حقوق الإنسان. هذه الوعود التي أشادت بها دول مجلس حقوق الإنسان مع طرح بعض التساؤلات بخصوص حرية الصحافة والتجمع ودور المجتمع المدني، لم تصل لحد إقناع المنظمات المعارضة التونسية بجدية نوايا السلطة التي وصفتها بـ « مناورات تمليها الظروف ». استمعت آلية الاستعراض الدوري الشامل التابعة لمجلس حقوق الإنسان لتقرير تونس كثالث بلد يخضع لهذه المراجعة، بحيث تدخلت 64 دولة إما للإشادة بإنجازات تونس في مجالات حقوق الإنسان المختلفة ولطلب توضيح حول إنجاز معين، أو الاستفسار حول ملفات كانت قد أثارتها إما المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان أو الآليات الخاصة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. ولا شك أن ما يجب استخلاصه من هذا التمرين هو إعلان وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي البشير التكاري أمام الدول الأعضاء صباح الثلاثاء 8 ابريل في جنيف، عن « التزام تونس بتوجيه دعوة للمقررين الخاصين التابعين لمنظمة الأمم المتحدة للقيام بزيارة لتونس ». وهو ما يُنظر له عادة على أنه من الالتزامات العملية في مجال التعاون مع الآليات الخاصة لحقوق الإنسان. ولكن الوزير التونسي، الذي أعاد تأكيد ذلك في ندوته الصحفية، لم يوضح نوعية المقررين الخاصين الذين ستوجه لهم الدعوة ولا الفترة المحددة لذلك، بل اكتفى في رده على تساؤلات الصحفيين بالقول « أن ذلك سيتم في عام 2008″، مشددا أمام إلحاح الصحفيين على أنه عندما « يعلن بلد أمام محفل أممي أنه يوجه دعوة لمقرر خاص، فإن ذلك يعني أنه سيوجه له الدعوة، وكونوا مطمئنين بأن ذلك سيتم ابتداء من العام 2008، وبعد تحديد ذلك مع المقرر المعني ».
  • لغة جديدة
واستمع مجلس حقوق الإنسان لتقرير تونس أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل التي ستخضع لها كل الدول؛ وهو التقرير الذي عرضه وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي البشير التكاري بمساعدة وفد هام. التقرير الذي استعرض، مثلما هو معتاد في مثل هذا الصنف من الوثائق، التلاؤم القائم بين التشريعات الوطنية ومتطلبات المعاهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية، تضمن هذه المرة نبرة جديدة في الخطاب الرسمي التونسي نذكر منها استجابة البلاد لتوصيات صادرة عن آليات أممية لحقوق الإنسان، مثل التعديلات القانونية الخاصة بتعزيز دور الأحزاب في الحياة السياسية، أو تعديل المادة 40 من الدستور لتعزيز التعددية في عملية الترشيح في الرئاسيات. وفيما يتعلق بموضوع محاربة التعذيب مثلا، أوضح التقرير أنه استجابةً لتوصيات آليات حقوق الإنسان، تم تعديل تعريف التعذيب في القوانين التونسية تماشيا مع المادة الأولى من معاهدة مناهضة التعذيب، بل ذهبت تونس إلى حد استعراض جدول بـ 205 من حالات موظفين استخدموا نفوذهم لممارسة العنف ضد سجناء وقدموا للمحاكمة. بل تضمن التقرير الرسمي لتونس توصيات ممثلي المجتمع المدني التي قال السيد الوزير عنها في رد على تساؤلات سويس إنفو « إنها تعكس إرادة إشراك منظمات المجتمع المدني حتى ولو أننا لم نكن متفقين معهم حولها ».
  • إشادة وتساؤلات
مناقشة تقرير تونس حظيت بتدخل 64 دولة كانت في أغلبها تدخلات لعبت فيها الدول العربية والإسلامية وبعض الدول الإفريقية، بل حتى الغربية مثل اليابان، دور التأكيد على الإنجازات التي ترى هذه الدول أن تونس قد حققتها في مجالات حقوق الإنسان المختلفة، من حقوق المرأة إلى التعليم، أو تحقيق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز مظاهر التضامن الاجتماعي ومحاربة الفقر. وإذا كانت أغلب التدخلات قد جاءت لتأكيد الإنجازات، فإن بعض الدول، وعلى خلاف ما تم في تقرير البحرين، تجرأت نوعا ما على طرح بعض التساؤلات للاستفسار من الوفد التونسي بخصوص بعض المواضيع مثل تساؤل بريطانيا عن « قلق بخصوص حرية التعبير والتجمع ». وتساءلت فرنسا بأدب حول « كيفية اعتزام تونس تعزيز التعامل مع منظمات المجتمع المدني »، وهي المواضيع التي أعاد ممثل الولايات المتحدة طرحها بقوله « نرغب في الاستماع لرد الوفد بخصوص تساؤل بريطانيا (حرية التعبير) والتعبير عن القلق بخصوص مصادرة بعض الصحف »، كما تساءل عن « التغييرات المتعلقة بالقانون الانتخابي والنفاذ إلى وسائل الإعلام ». وفي إطار الرد على تساؤل حرية التعبير والرأي، أوضح الوفد التونسي بأنه لا يوجد سجناء من الصحفيين وأن « الرقابة المفروضة على بعض المواقع تتعلق بمواقع تدعو إما للعنف أو تروج للجنس ». وعلق الوزير على الأجواء التي تمت فيها المناقشة بالقول « إن التقرير التونسي حظي بالترحيب، وهذا لن يعمل إلا على تشجيعنا على التعاون مع الآليات الخاصة بحقوق الإنسان ».
  • تفاؤل لا تشاطره المنظمات التونسية المعارضة
منظمات المجتمع المدني التونسية المعارضة، بما في ذلك الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ومنظمة النساء الديمقراطيات والجمعية التونسية لمناهضة التعذيب، ترى، مثلما عبرت عن ذلك سهام بن سدرين، الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني للحريات بتونس (محظور) أن « ما تم من تقييم أمام لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك مغاير تماما لما سمعناه في آلية الاستعراض الدوري الشامل لحد أننا نعتقد اننا نتحدث عن بلدين مختلفين ». وأضافت سهام بن سدرين في هذا السياق: « إننا في بلد لا نتمتع فيه بحق التنقل بحرية، ولا بحق نشر الصحف أو تنظيم مظاهرة سلمية، ولا الحق في العدالة. وقد قدم كل منا شكاوى أمام العدالة بخصوص تجاوزات، ولم تقبل أي منها وعددها أكثر من 60 شكوى… لأن العدالة اليوم تخضع كلية لإشراف الشرطة، وليس حتى للجهاز التنفيذي ». أما راضية نصراوي، من الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب، فترد على التصريحات التي تمت سواء في نيويورك أو جنيف بخصوص مناهضة التعذيب أوالحديث عن معاقبة مرتكبي جريمة التعذيب بالقول: « صحيح أنه على مستوى القوانين، يمكنهم الإدعاء بأنهم قاموا بخطوة. ولكن كمحامية ومدافعة عن حقوق الإنسان وممثلة لمنظمة مناهضة للتعذيب، يمكنني القول بأن التعذيب في تونس وسيلة من وسائل الحكم، ولا أحد يسلم من التعذيب، سواء كان معتقلا سياسيا أو غير ذلك، وسواء كان إسلاميا أو من تيار اليسار ». وبخصوص مواقع الإنترنت التي تم إغلاقها، والتي قال الوزير التونسي إنها مواقع تحث على الإرهاب أو العنف »، أوضح مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان أن « موقع منظمته وموقع الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية من المواقع المغلقة أيضا ». آمال على كل حال! وعن سؤال لسويس إنفو عما إذا كانت كل هذه الوعود المقدمة في تقرير تونس ومن خلال تصريحات السيد وزير العدل، لا يمكن أن يتم الاحتفاظ منها بأية آمال حول إمكانية تحسين واقع حقوق الإنسان في تونس من وجهة نظر هذه المنظمات المعارضة، يجيب مختار الطريفي بقوله « تفاؤلي نابع من كون وزير العدل في بلدي قدم تعهدات أمام لجنة حقوق الإنسان في نيويورك قبل أيام، وكرر ذلك اليوم في جنيف أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل، وبغض النظر عن صدقية ذلك أو عدمها، هذا يجعل الصحفيين أو السفراء شاهدين على ما قيل ». ويضيف مختار الطريفي « أملي أن يمارس كل في إطار مهامه، من صحافة ومحافل أممية وسفراء دول وممثلي المجتمع المدني، دوره لتحقيق هذه الوعود في دعم لما طالبنا به دوما، سواء في مجال إنهاء عقوبة الإعدام أو لدعوة المقرر الخاص المعني بمناهضة التعذيب لزيارة تونس، أو ما أعلن عنه الوزير من تشكيل فريق عمل لرفع التحفظات المسجلة في مجال مناهضة كل أوجه العنف ضد المرأة… وذلك حتى لا تبقى كل هذه الوعود مجرد تصريحات جوفاء ».
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
قالوا على هامش استعراض تقرير تونس أمام مجلس حقوق الإنسان: وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي البشير التكاري: « إن بلدا يعلن أمام محفل أممي أنه يوجه دعوة لمقرر خاص، فإن ذلك يعني أنه سيوجه له الدعوة، وكونوا مطمئنين بأن ذلك سيتم ابتداء من العام 2008 وبعد تحديد ذلك مع المقرر المعني ». راضية نصراوي، من الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب: « ما تم من تصريحات هو للمحافل الدولية، وهذا الخطاب هو لتحسين الصورة التي يرغبون إعطاءها عن تونس، أما نحن فلا نوهم أنفسنا بالمرة لأن الوزير يمكن أن يقدم الوعود التي يرغب في تقديمها، أما بالنسبة لنا فيجب أن تكون البداية بالإحترام الفعلي والعملي لحقوق الإنسان في تونس، وما نلاحظ وقوعه اليوم هو العكس بالذات ». السفير الياباني مستشهدا بأقوال زميله في تونس: « الصورة المعطاة عن تونس هي صورة حضارة عريقة ». أنطوان مادلان، مدير بالفدرالية الدولية لحقوق الإنسان: « صدمت لسماع السفير الياباني يصف تونس بنموذج الديمقراطية، أود أن أعرف ما هي المعايير اليابانية لتحديد مفهوم الديمقراطية في بلد تم فيه انتخاب الرئيس بن علي بأغلبية 99% ». مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان: « ما تقوم به الدول في آلية الاستعراض الدوري الشامل من مدح لانجازات الدولة المقدمة لتقريرها يشبه ما يتم عندنا في تونس أثناء الأفراح من تقديم هدايا يتم تسجيلها على أمل تقديم مثيل لها عندما ينظم الآخرون أفراحهم ». (المصدر: موقع « سويس إنفو »  بتاريخ 8 أفريل 2008)
وصلة إلى الموضوع:http://www.swissinfo.ch/ara/swissinfo.html?siteSect=105&sid=8946475
 


تونس: الحزب الديمقراطي التقدمي يندد بحجز صحيفته للأسبوع الثالث

 
تونس – محمد الحمروني    أدان الحزب الديمقراطي التقدمي (معارض معترف به – يسار الوسط) وأسرة تحرير جريدة «الموقف» الناطقة باسمه بشدة حجز العدد الأخير من الصحيفة. واتهمت قيادة الحزب وهيئة تحرير الجريدة السلطة بشن حملة مقنعة عليه بهدف «إضعاف الصحيفة ماديا». وشددت ميّة الجريبي الأمينة العامة للديمقراطي التقدّمي على أن صحيفة «الموقف» تتعرض لحملة تصعيد خطيرة، وأن هذه الحملة تأتي تتويجا لسلسلة من المضايقات التي تعرضت لها الجريدة بدءا من منع العاملين بها من القيام بعملهم ومضايقتهم أمنيا وترهيب عائلاتهم. وأكدت الجريبي في ندوة صحافية عقدت أمس الاثنين على أن «الإشعاع الذي تتمتع به جريدة الموقف في تونس أزعج السلطات وهو ما جعلها تقرر شن هذه الحملة على الصحيفة». وأضافت قائلة «وتأتي هذه الحملة، التي تستهدف واحدة من أهم العناوين الصحافية في تونس، في الوقت الذي تستعد فيه تونس للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستعقد السنة القادمة وهو ما من شأنه أن يجعل بلادنا تستقبل هذا الموعد في غياب أي إطار إعلامي قادر على احتضان التنافس الذي يرافق عادة الحملات الانتخابية». من جانبه أكد رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة الموقف على أن الصحافية تعرضت للمنع للمرة الثالثة في أقل من أربعة أسابيع. وبين أن العدد الأخير من الصحيفة جُمِع بسبب عدد من المقالات من بينها خبر يتعلق بمصادرة السلطات الجزائرية لكميات من الزيت التونسي «الفاسد»، فيما تم سحب العددين الآخرين بسبب مقالين أحدهما عن ارتفاع أسعار الخبز والثاني عن التفويت في منطقة أثرية بجهة قرطاج لمجموعة من «المقربين». وأكد خشانة في كلمته التي ألقاها بالمناسبة على أن السلطات تستعمل طريقة «الحجز المقنع» وتتمثل في حجز شركة التوزيع للصحيفة في مخازنها ثم إعادتها إلى إدارة الموقف في شكل مرتجعات. وردا على هذه الإجراءات قررت «أسرة التحرير وقيادة الحزب بيع «الموقف» مباشرة للمواطنين وستشارك في هذه العملية الرمزية الأمينة العامة للحزب ورئاسة تحريره. يذكر أن المدير المسؤول عن صحيفة «الموقف»، أحمد نجيب الشابي الذي أعلن عن ترشحه للمنافسة على رئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة، ودعا مؤخرا الرئيس التونسي زين العابدين بن عليّ إلى مناظرة تلفزيونية في حادثة هي الأولى منذ توليه السلطة في نوفمبر 1987.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 8 أفريل 2008)  

تونس: الجريبي تنزل الى الشارع لبيع صحيفة الحزب

إسماعيل دبارة من تونس   قررت قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي النزول إلى الشارع لبيع العدد القادم من صحيفة « الموقف « لسان حال الحزب .ويأتي الإجراء الذي أعلنت عنه الأمينة العامة « للتقدمي  » في الندوة الصحفية التي عقدت اليوم بمقر الصحيفة وسط العاصمة، كردّ على حجز العدد الأخير من صحيفة الموقف الأسبوعية المعارضة.   وقد أدان الحزب الديمقراطي التقدمي وأسرة تحرير جريدة « الموقف » الناطقة باسمه بشدة حجز العدد 446 من الصحيفة وقرر الاعتماد على نفسه في بيع الأعداد القادمة » وقالت ميّة الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدّمي أن الصحيفة  » تتعرض لحملة تصعيد خطيرة، وان هذه الحملة تأتي تتويجا لسلسلة من المضايقات التى تعرضت لها الجريدة بدءا من منع العاملين بها من القيام بعملهم ومضايقتهم امنيا وترهيب عائلاتهم ».   وأكدت الجريبي في الندوة الصحفية –التي حضرها ممثلون عن وسائل الإعلام المحلية والأجنبية وعدد من القادة السياسيين – على أن « الإشعاع الذي تتمتع به جريدة الموقف في تونس أزعج السلطات وهو ما جعلها تقرر شن هذه الحملة على الصحيفة ».   وأضافت :تأتي هذه الحملة، التى تستهدف واحدة من أهم العناوين الصحفية في تونس، في الوقت الذي تستعد فيه تونس للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى ستعقد السنة القادمة وهو ما من شانه ان يجعل بلادنا تستقبل هذا الموعد في غياب أي إطار إعلامي قادر على احتضان التنافس الذي يرافق عادة الحملات الانتخابية ».   من جانبه أكد رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة الموقف في ذات الندوة أن الصحفية تعرضت للمنع للمرة الثالثة في اقل من أربعة أسابيع في خطوة تستهدف إضعاف الصحيفة وخنقها ماليا ».وبين خشانة أن العدد الأخير من الصحيفة « جُمِع بسبب عدد من المقالات من بينها خبر يتعلق بمصادرة السلطات الجزائرية لكميات من الزيت التونسي « الفاسد »، فيما تم سحب العددين الآخرين بسبب مقالين احدهما عن ارتفاع أسعار الخبز والثاني عن التفويت في منطقة أثرية بجهة قرطاج لمجموعة من « المقربين ». وأكد خشانة أن السلطات تستعمل طريقة « الحجز المقنع » المتمثل في حجز شركة التوزيع للصحيفة في مخازنها ثم إعادتها إلى إدارة الموقف في شكل مرتجعات.   من جهته دعا سمير ساسي سكرتير تحرير « الموقف » في تصريح لإيلاف ، نقابة الصحفيين التونسيين بالتعجيل في إدانة الحجز المتكرر الذي تتعرض له الصحيفة .   وقال ساسي:على نقابة الصحفيين أن تحدد موقفها من حجز هذه الصحيفة القانونية في أقرب وقت ممكن. »يذكر أن المدير المسئول عن صحيفة « الموقف »، احمد نجيب الشابي الذي أعلن عن ترشحه للمنافسة على رئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة، دعا مؤخرا الرئيس التونسي زين العابدين بن عليّ إلى مناظرة تلفزيونية في حادثة هي الأولى منذ توليه السلطة في نوفمبر 1987.   (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 7 أفريل 2008)  

القاعدة تحمل فيينا مسؤولية مصير الرهينتين النمسويين

دبي (ا ف ب) – حمل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في بيان صدر الاثنين فيينا مسؤولية مصير الرهينتين النمسويين مطالبا بالافراج عن اسلاميين اثنين معتقلين في النمسا اضافة الى الانسحاب العسكري من افغانستان.   وجاء في البيان الذي صدر على موقع الكتروني تستخدمه القاعدة عادة « للمرة الثالثة تنقضي المهلة التي منحها المجاهدون لدولة النمسا بشأن مختطفيها وقد ابدت النمسا استهتارا ولا مبالاة بشأن مواطنيها (…) بل وراحت تراوغ في تصريحاتها لتظهر حسب زعمها الشروط التعجيزية للمجاهدين ».   واضاف البيان الذي تعذر التأكد من صحته ان « المجاهدين طالبوا (النمسا) بشروط جديدة مشروعة: ان تطلق سراح اخ مسلم وزوجته (…) في غوانتانامو النمسا وان تسحب مشاركتها العسكرية الرمزية في افغانستان والمتمثلة في اربعة ضباط ».   وفقد ولفغانغ ابنر (51 عاما) ورفيقته اندريا كلويبر (44 عاما) في 22 شباط/فبراير فيما كانا يتنقلان في جنوب تونس في سيارتهما الرباعية الدفع التي تحمل لوحة نمسوية.   وفي العاشر من اذار/مارس تبنى تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي خطفهما مشترطا للافراج عنهما اطلاق سراح اسلاميين معتقلين في تونس والجزائر.   وتابع البيان « لقد برأنا ذمتنا وبذلنا ما بوسعنا ولكن يبدو ان النمسا لم تكن جدية في الحفاظ على حياة مواطنيها وهي الآن وبعد ان بلغتها منذ مدة شروط المجاهدين الجديدة تعتبر المسؤول الاول والاخير عن حياة ومصير المختطفين المجهول ». واكد ان « النمسا ابدت استهتارا ولامبالاة بشأن مواطنيها رغم مرونة المجاهدين في مطالبهم المشروعة ».   وتفاوض النمسا في شكل اساسي بواسطة بعثة من اربعة اشخاص موجودة منذ منتصف اذار/مارس في مالي حيث يرجح ان الرهينتين محتجزان.   وقال دبلوماسي في باماكو لوكالة فرانس برس « علمنا لتونا عبر وسطاء ان الخاطفين مستعدون لمواصلة المفاوضات رغم انتهاء المهلة » التي كانت حددت منتصف ليل السادس من نيسان/ابريل.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 7 أفريل 2008)  

القاعدة : النمسا مسؤولة عن « مصير » الرهينتين

 

دبي (رويترز) – نسب بيان نشر على الانترنت الى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي قوله يوم الاثنين إن النمسا ستكون مسؤولة عن مصير رهينتين نمساويين بعد امتناعها عن تنفيذ مطالب الجماعة بعد تخفيفها. وأضافت الجماعة في البيان الذي نشر في موقع اسلامي « لقد برأنا ذمتنا وبذلنا ما بوسعنا ولكن يبدو أن النمسا لم تكن جدية في الحفاظ على حياة مواطنيها وهي الان وبعد أن بلغتها منذ مدة شروط المجاهدين الجديدة تعتبر المسؤول الاول والاخير عن حياة ومصير المختطفين المجهول. » ولم تحدد القاعدة مهلة نهائية جديدة بعد أن انقضت المهلة الاخيرة في منتصف ليل الاحد ولم يحدد البيان ماذا سيكون مصير الرهينتين. وقالت وزارة الخارجية النمساوية انها لا تستطيع التعقيب على الرسالة الجديدة حتى يتم فحص موقع الانترنت بعناية. وقال المتحدث باسم الوزارة بيتر لاونسكي تيفنثال « هذه المحادثات جارية من خلال قنوات اتصال أقمناها بالفعل. » وأضاف « نحن نفهم أنه سيتم اتاحة مزيد من الوقت ونأمل ان يؤدي ذلك للافراج عن أندريا كلويبر وفولفجانج ابنر سالمين. » وقالت الجماعة انها كانت قد عدلت مطالبها ولا تطلب الان الا الافراج عن زوجين مسلمين محتجزين في النمسا وأن تنهي النمسا مشاركتها « الرمزية » في الصراع في أفغانستان. وفي رسائل سابقة نشرت في مواقع اسلامية على الانترنت طالبت القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بالافراج عن عشرة متشددين محتجزين في تونس والجزائر وكذلك بفدية مالية حسبما أفادت مصادر أمنية في الجزائر. واختفت كلويبر (43 عاما) وابنر (51 عاما) في فبراير شباط أثناء قضاء عطلة في تونس وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي مسؤوليته عن خطفهما. وجدد الخاطفون المهلة بالفعل مرتين لكنهم قبل أسبوعين قالوا ان المهلة التي انقضت منتصف ليل الاحد ستكون الاخيرة. وقالت القاعدة ان للنمسا أربعة ضباط ضمن القوة التي يقودها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان. وقال البيان « ما كان المجاهدون ليتعاملوا بهذه المرونة مع النمسا لولا قلة عدائها النسبي للاسلام والمسلمين ولو كان المختطفان من جنسية أخرى لكان لنا معهم شأن اخر. » وعلاقة النمسا مع الدول العربية والاسلامية جيدة عادة. لكن البيان أضاف « رغم ذلك فاننا نذكر أمتنا المسلمة بأن النمسا وحسب تصريحاتها الرسمية لا زالت مشاركة بأربعة ضباط في احتلال أفغانستان… فما شأن النمسا والتحالف مع عصابة الاجرام في غزوها لارض الاسلام.. » وذكر البيان أن الزوجين المسلمين في النمسا يتعرضان للتعذيب وان المرأة تعرضت لاجهاض. وأضاف « شتان بين معاملتكم لاسرانا ومعاملتنا لاسراكم » في اشارة الى أن الرهينتين يلقيان معاملة حسنة.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 أفريل 2008)  


 

اختيار قاض تونسي ليكون عضوا في المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال الحريري

 

تونس ـ وكالات: قالت مجلة حقائق التونسية المستقلة امس الإثنين (7 أفريل 2008)، انه وقع الاختيار علي القاضي التونسي محمد اللجمي ليكون عضوا في المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.   ولم تذكر المجلة التونسية مصادرها واكتفت بالإشارة الي أن القاضي التونسي محمد اللجمي هو الرئيس الأول لمحكمة التعقيب (التمييز).   وكانت الحقوقية التونسية سهام بن سدرين قد أشارت في وقت سابق الي أن السلطات التونسية قد تكون اقترحت اسم القاضي محمد اللجمي ليكون عضوا في هذه المحكمة التي يتوقع أن تباشر نشاطها قبل نهاية العام الحالي.   وبحسب بن سدرين، فإن القاضي محمد اللجمي أكثر من زياراته الي لبنان خلال الفترة القليلة الماضية، ما يؤكد صحة هذه الأنباء .   يشار الي أن المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال الحريري ورفاقه في 14 شباط/فبراير 2005، قد تأسست وفق القرار 1757 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في نهاية شهر مايو/آيار من العام 2007.   وكان نيكولا ميشال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية قد أشار في نهاية الشهر الماضي الي أن هذه المحكمة الدولية التي ينتظر أن تبدأ أعمالها خلال شهر حزيران/يونيو المقبل في لاهاي حصلت على الموارد المالية التي تكفي لتسييرها لمدة عام . وقال ان الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعهدت بتوفير 60 مليون دولار لتغطية مصاريف المحكمة متجاوزة بذلك مبلغ الـ50 مليون دولار المطلوب لإنشاء المحكمة وتغطية نفقاتها خلال السنة الاولي من عملها.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 أفريل 2008)


مجلس وزارى باشراف رئيس الدولة حول القطاع البيئي :

 
تقديم موعد استكمال تهيئة أحواض التخزين بالنسبة الى مغاسل الفسفاط بالرديف وأم العرائس والمظيلة 1 و2 من سنة 2011 الى 2009 … ومن جهة أخرى نظر المجلس في تقدم انجاز المشاريع الكبرى لمعالجة جيوب التلوث. وفي هذا الاطار أذن رئيس الدولة بضبط برنامج لنقل وحدة تحويل الحامض الفسفورى /سياب/ من صفاقس وذلك قبل موفى المخطط الحادى عشر . كما قرر سيادة الرئيس تقديم موعد استكمال تهيئة أحواض التخزين بالنسبة الى مغاسل الفسفاط بالرديف وأم العرائس والمظيلة 1 والمظيلة 2 من سنة 2011 الى سنة 2009 بما يحسن الوضع البيئي بصفة ملموسة بالحوض المنجمي .   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – تونس) بتاريخ 8 أفريل 2008)

المواصفات والمقاييس التي يتعين تطبيقها في بناء المساجد

 

حرصا على ضمان أصالة الطابع المعماري التونسي في بناء المساجد والجوامع، وإحكاما للإجراءات الفنية التي تعين مراعاتها في ذلك تلافيا لمظاهر النشاز الذي لا يجيزه الاهتمام بالجمالية، ضبطت وزارة الشؤون الدينية جملة من المواصفات والمقاييس المعمارية التي سيتم السهر على تطبيقها في الاحداثات الجديدة، واشغال التوسعة.   1 ـ تحديد المساحة الدنيا لقطعة الأرض الموهوبة: ـ لا تقل مساحة قطعة الارض الموهوبة لبناء جامع عن 500 م2. ـ لا تقل مساحة قطعة الارض الموهوبة لبناء مسجد عن  200م2. ـ ان تكون المساحة مهيأة ومقسمة وداخلة ضمن المخططات التوجيهية والتهيئة العمرانية. ـ ان تكون قطعة الارض الموهوبة مناسبة من حيث الشكل والابعاد والموقع.
2 ـ تحديد المساحة القصوى المعدة لبناء بيت الصلاة:  في المناطق الحضرية: ـ لا تتجاوز المساحة القصوى المبنية لكل مكونات الجامع (بيت الصلاة والصحن والصومعة والميضأة والكتاب): 1500 م2. ـ لا تتجاوز المساحة القصوى لبيت الصلاة بالجامع: 700 م2. ـ لا تتجاوز المساحة القصوى المبنية لكل مكونات المسجد: 1200 م2. ـ لا تتجاوز المساحة القصوى لبيت الصلاة بالمسجد: 400 م2.  في المناطق الريفية: ـ لا تتجاوز المساحة القصوى المبنية لكل مكونات الجامع (بيت الصلاة والصحن والصومعة والميضأة والكتاب): 1000 م2. ـ لا تتجاوز المساحة القصوى لبيت الصلاة بالجامع: 500 م2. ـ لا تتجاوز المساحة القصوى المبنية لكل مكونات المسجد: 800 م2. ـ لا تتجاوز المساحة القصوى لبيت الصلاة بالمسجد: 400 م2.
3 ـ الهندسة المعمارية: يتعين ان يتضمن المثال الهندسي لبناء الجوامع كل الفضاءات المكونة للمعلم (بيت الصلاة ومقصورة الامام وبيت المنبر والصحن والميضأة والصومعة والكتاب)، مع مراعاة التناسب بين هذه الفضاءات. ـ الصومعة: أن يقع الاقتصار على صومعة واحدة فقط، على شكل مربع، ويحدد ارتفاعها بما يعادل نصف طول واجهة المعلم، على ان لا يتجاوز ارتفاعها 45 مترا (جامع الزيتونة نموذجا). وأن يكون ضلع قاعدتها متراوحا بين ربع (1 / 4) وخمس (1 / 5) ارتفاع الصومعة، وعلى ان لا يتجاوز، في كل الحالات 10 أمتار. أما الجزء الأعلى من الصومعة فيتكون من برج صغير مربع الأضلاع يغطى بقبة او هرم يعلوه جامور نحاسي متكون من ثلاث رمانات (3 boules) وهلال. مع التأكيد على مراعاة المحافظة على الطابع المعماري التونسي الاصيل من حيث الزخرفة والجمالية، من ذلك تجنب احداث الشرفات الناتئة (balcons) في اي جزء من أجزاء الصومعة وعدم استعمال الجليز (faïence) على واجهاتها، ويمكن استعمال زخارف اخرى مثل الطيقان الزخرفية (arcatures) او الشبكة المعينة (réseau losangé). ـ القبّة: ان يقتصر على بناء قبة واحدة امام المحراب عند تقاطع البلاطة المحورية (nef axiale) مع البلاطة الموازية لجدار القبلة او قبتين فقط، احداهما امام المحراب والثانية تعلو  وسط رواق واجهة بيت الصلاة وتشرف على مدخل البلاطة المحورية. ـ  المنبر: ان يكون المنبر متحركا ومصنوعا من الخشب. ـ  الاقواس والمحراب: ان تكون الاقواس والمحراب متجانسة ومتلائمة من حيث الزخرفة، وبعيدة عن التصاميم الشاذة والمنحلة، من ذلك الاقتصار على الاقواس من صنف القوس الحدوية (arc outrepassé) أو القوس نصف دائرية (arc en plein-cintre). ـ  السدة: ان تكون السدة ـ في صورة احداثها ـ مبنية بالاسمنت المسلح. ـ النوافذ والابواب: ان تكون النوافذ والابواب موزعة بشكل يوفر التهوئة والاضاءة اللازمين، اقتصادا في الطاقة ومراعاة للخصوصيات المناخية بالمناطق (حسب المقاييس الفنية). ـ  الميضأة: ان يقع بناء الميضأة بالقرب من المدخل الرئيسي للمعلم وعلى مسافة تضمن الحفاظ على نظافة بيت الصلاة، مع احترام المقاييس الفنية الخاصة ببناء المركبات الصحية (التهوئة، تصريف المياه، توجيه المراحيض عكس اتجاه القبلة، عدم استعمال الادواش وآلات التسخين الكهربائية…). ـ الصحن: يمكن ان يحتوي الصحن على خزان لمياه الامطار (ماجل، او بئر يقع التثبت من صلوحية مائه مخبريا). ـ القبلة: ان يتم تجديد اتجاه القبلة بالتعاون مع الديوان الوطني لقيس الاراضي ورسم الخرائط او المعهد الوطني للرصد الجوي قبل الشروع في انجاز الدراسة الفنية.  ضرورة مراعاة ذوي الحاجات الخصوصية، بإدراج ممر خاص ييسر وصول المعوقين الى بيت الصلاة.  ضرورة مراعاة الناحية الجمالية والوظيفية للمعلم، تحقيقا للتناسب بين مختلف مكوناته والتناسق والتجانس بين مواد البناء والزخرفة والتزويق، مع الأخذ في الاعتيار خصوصيات المنطقة في ما يتعلق بالالوان المستعملة في طلاء المعلم. ويخضع المسجد لنفس مقاييس احداث جامع، مع مراعاة الفوارق في المساحات والاختلاف في المكونات والاخذ في الاعتبار قابلية تحويل المسجد الى جامع.   ** الوثائق المكونة لملف اقتراح احداث معلم ديني: مراسلة من السيد والي الجهة يقترح فيها الترخيص في بناء جامع او مسجد، وتكون مرفوقة بـ : الوثائق الادارية:  أصل عقد هبة محرر من قبل ممثل قانوني او شهادة تخصيص تفيد بأن قطعة الارض التي سيقام عليها المسجد او الجامع وضعت على ذمة الدولة دون مقابل.  قائمة اسمية في أعضاء الهيئة المكلفة بالاشراف على بناء المعلم.  التنصيص على إدراج المعلم ضمن الخارطة المسجدية وتحديد المسافة الفاصلة بين المعلم المقترح بناؤه واقرب معلم آخر ومدى تأكد الحاجة الى إحداثه. الملف الفني:  مثال موقعي للعقار مجسم عند الاقتضاء على مستخرج من مثال التهيئة العمرانية للمنطقة.  مثال جملي مقياسه 1/500 فما فوق يحتوي على البيانات التالية: ـ اتجاه القبلة. ـ حدود قطعة الارض وأبعادها. ـ موقع تركيز المعلم الديني. ـ بيان بداية البناءات المجاورة وعلوها. ـ تصاميم مختلف الطوابق وأمثلة المقاطع المحددة للأطوال وكذلك الواجهات بمقياس 1/100 فما فوق، تبرز بصفة واضحة الشكل المعماري للجامع او المسجد ومكوناته (بيت الصلاة والصحن والميضأة والصومعة والكتاب)، وتضبط الممرات المعدة للمعوقين. ـ مثال في الهيكل الحامل للمعلم الديني بمقياس 1/100 فما فوق، معد من قبل مكتب دراسات او مهندس مختص.   (المصدر: جريدة « الشعـب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)


أخبار مواطنون  
* منع قام بعض أعوان الأمن التابعين لأحد الفرق الأمنية المختصّة بمحاولة منع منسق الهيئة الجهوية للتكتل بقفصة من متابعة أطوار مؤتمر الجمعية المائية بلالة خاصة بعد التفاف العديد من الفلاحين حوله وطرح مشاكلهم من أجل نشرها على أعمدة  » مواطنون  » وفي تصرف ينمّ عن جهل صاحبه ادعى أحد الأعوان إنه لا يعرف أن هناك صحيفة تصدر بعنوان  » مواطنون  » في تونس ونعتذر لأهالي وفلاحي منطقة لالة خصوصا عن تأجيل نشر التحقيق الذي أجريناه معهم من أجل الإلمام أكثر ببعض المعطيات الدقيقة. * انتبه: خطر انهيارات أرضية: عندما تتجوّل في مركز ولاية قفصة انتبه جيّدا حتى لا تجد نفسك داخل نفق معدّ لمدّ قنوات التطهير من جرّاء تآكل هذه القنوات مما أصبح يهدّد مستعملي الطريق ( سيارات ومترجّلين ). وهو ما لاحظناه خاصة أمام السوق المركزية وفي مدخل نهج الكيلاني المطوي وأمام المعهد الثانوي بلالة في وسط الطريق الرئيسية قفصة قابس. * عودة الاحتجاجات عادت الاحتجاجات الشعبية التي عرفتها معتمدية المظيلّة من جديد وتزامن هذا مع بروز حركة احتجاجية في منطقة زانوش التابعة لمعتمدية السند. ** دعوة ينظم التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات أمسيّة سياسية وثقافية تضامنا مع الشعب العراقي الشقيق في الذكرى الخامسة لاحتلال العراق، وذلك يوم الثلاثاء 8 أفريل 2008 على الساعة السادسة والنصف مساء بمقرّه 4 نهج انقلترا- تونس. والدعوة عامّة. الإفراج عن جزء من طلبة سوسة الموقوفين  تمّ مساء الجمعة الماضي 28 مارس إطلاق سراح كلّ من كريمة بوستّة، وائل نوار، أحمد شاكر بن ضية،ومحمد أمين بن علي من السجن المدني بالمسعدين. ويأتي هذا القرار إثر دخول هذه المجموعة الطلاّبية المناضلة في إضراب عن الطعام منذ يوم 20 مارس الموافق لعيد الاستقلال بعد مرور قرابة الثلاثة أشهر على إيقافهم بتهم مضخّمة من قبل السلطة عقبت تحرّكاتهم في المطعم الجامعي بسوسة. فيما بقي في حالة إيقاف كلّ من رشيد عثماني وفوزي حميدات. هذا ولم تقم السلطات بأي تصرّف قانوني يثبت إغلاقها لهذا الملفّ كما لم تعلن أيّة جهة رسمية عن مآل القضيّة التي حوكم فيها هؤلاء الطلبة وبقي الملفّ مفتوحا بما يثير تخوّفات من احتمال العودة إلى فتحه مرّة أخرى. مهرجان المبدعات العربيات يعقد اليوم الأربعاء 2 أفريل مهرجان المبدعات العربيات ندوة صحفيّة بدار الثقافة ابن خلدون على الساعة الحادي عشرة صباحا والتي سيتمّ خلالها تقديم الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الذي ينعقد أيام 10 و11 و12 أفريل الجاري. وتعتني هذه الدورة من مهرجان المبدعات العربيات بموضوع  » المبدعة العربية والبحث في مجال العلوم الاجتماعية ». هذا ومن المنتظر أن تشاركن في الدورة باحثات في علم الاجتماع وعدد من المختصّين التونسيين ومن الوطن العربي. اتفاقية أغادير لمنطقة التبادل الحرّ ينظّم مركز الدراسات المتوسّطية ومؤسسة كونراد أديناور ملتقى دوليا حول موضوع « اتفاقية أغادير لمنطقة التبادل الحرّ بين البلدان العربية المتوسّطية: الحصيلة والآفاق » وذلك يومي 3 و4 أفريل الجاري بنزل أفريقيا بالعاصمة. ومن المنتظر أن يضمّ هذا الملتقى عددا من الخبراء ورجال الاختصاص من بلدان المنطقة الذين سيتناولون بالبحث، حسب ما بيّنه برنامج الملتقى، النقاط التالية: ـ العوائق أمام الإنجاز الأسلم لمنطقة التبادل الحرّ بين البلدان العربية المتوسّطية. هل هي عوائق سياسية أم اقتصادية؟ هل أنّ هيكل التصرّف والإطار القانوني ملائمان لها؟ ـ الإنجازات التي تمّ تحقيقها منذ بداية التنفيذ. ـ آفاق المشروع في ضوء دخول منطقة التبادل الحرّ الأورومتوسّطي حيّز التنفيذ.  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )


 

الشؤون الوطنية كــــــــواليس سياسيــــــة

 

* جمعها: خالد الحدّاد * «أفكار عملية» أكد السيد أحمد عياض الودرني الوزير مدير الديوان الرئاسي ورئيس لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني (للمؤتمر القادم للتجمع) في أول لقاء للجنة أن المطلوب هو «أفكار عملية» تطرح تقييمات موضوعية وتقدم بدائل حقيقية، وهو ما يقتضي من إطارات التجمع تعميق المقاربات خدمة لتونس الغد.

* حضور مكثف لجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية التي يرأسها الأمين العام السيد هادي مهني شهدت حضورا مكثّّفا بلغ المئات من الكوادر والإطارات التجمعية، واتسمت جلستها الأولى برؤى جديدة وقراءات مستفيضة حول المطلوب من التجمع انجازه في مرحلة ما بعد مؤتمر «التحدي».

* قافلة تضامنية أشار السيد منير العيادي كاتب عام جامعة صفاقس لحزب الوحدة الشعبية والنائب في البرلمان أنّ الجامعة ستنظم تظاهرة يوم 25 أفريل إحياء لذكرى اليوم العالمي لمقاومة الامبريالية بالتنسيق مع منتدى التقدم، وستشتمل التظاهرة على مشاركات لفرقة البحث الموسيقي بقابس والشاعرين عبد الجبار العش ومحمد الصغير أولاد أحد والفنان الأستاذ مراد الصقلي. وقال العيادي أنه يجري حاليا الإعداد لانطلاق قافلة تضامنية مغاربية في اتجاه معبر رفح لحمل مساعدات وأدوية لأطفال غزة، وأوضح أنّ اتصالات جارية مع ناشطين حقوقيين وسياسيين من موريتانيا والجماهيرية الليبية للمشاركة في هذه القافلة التي سيقودها الأمين العام للحزب السيد محمد بوشيحة.

* اهتمام سياسي وديبلوماسي اهتمام سياسي وديبلوماسي كبير بالمحاضرة التي ألقاها الدكتور ربيار رازو في رحاب جمعية الدراسات الدولية رازو هو المسؤول عن البحوث في معهد الدفاع التابع للحلف الأوسطي، ومحاضرته بحثت نتائج الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، ومن أبرز ما قاله المحاضر أنّ الطرفان مهيآن حاليا وفي أي لحظة للدخول في حرب جديدة ستكون أكثر تدميرا وعنفا.

* «بدائل» تشهد أروقة وكواليس مجلس النواب جلسات حوار ونقاش بين عدد من نواب المعارضة المطرودين أو المجمدين او المستقيلين من أحزابهم، وحدّثت الكواليس أنّ هؤلاء يبحثون في ما بينهم وبعيدا عن الأضواء سبل طرح مبادرات وبدائل في المستقبل القريب.

* دعم علاقات يؤدي سفير ألمانيا في تونس هذه الأيام زيارات إلى الأحزاب السياسية وذلك للمجاملة وبحث سبل تفعيل أدوار الأحزاب في دعم العلاقات التونسية الألمانية.

* مؤتمر «قريب» قالت مصادر من داخل المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدم أنّ المؤتمر الأول للحزب سيعقد خلال الأسابيع المقبلة وان اللجنة الوطنية التي شكلها المكتب مؤخرا شرعت في عقد جلساتها بعد.

* عشرينية وأسبوعية بمناسبة الاحتفال بعشرينية الحزب الاجتماعي التحرري ستغيّر مجلة «الأفق» دورية صدورها من شهرية الى أسبوعية.

* ليبرالية عربية سيتحول السيد منذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري إلى بروكسال في الفترة من 20 إلى 24 أفريل الجاري لحضور لقاء هام بين قيادات الأحزاب الليبرالية العربية والمجموعة الليبرالية في البرلمان الأوروبي، ويتحول اثر ذلك ثابت إلى ألمانيا للقاء مع قيادة الحزب الليبرالي الألماني. علما وان تونس ستحتضن في الخريف المقبل لقاء الأحزاب الليبرالية العربية لتدارس موضوع: «المرأة العربية والالتزام السياسي» بمشاركة 12 وفدا ليبراليا عربيا.

* نزاع حول «القيادة» تدور في أروقة الحزب الديمقراطي التقدمي أحاديث عن نزاع «خفي» بين مية الجريبي الأمينة العامة الحالية والأمين العام السابق للحزب حول من يقود الحزب، ومن غير المستبعد آن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الأحداث خاصة في أعقاب تصريحات للشابي في باريس حول إمكانية مقاطعته للانتخابات القادمة، والسؤال: هل سيحكم الشابي على حزبه أيضا بالمقاطعة؟!

* «استهجان» يدور في كواليس الأحزاب السياسية الوطنية ما يُشبه الاستهجان من تصريحات لأحد المعارضين لجريدة أجنبية طالب فيها بتسليط عقوبات على تونس والضغط عليها.

* توحيد… ونقاش قالت مصادر من داخل الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أن مبادرة توحيد الأطياف والتيارات القومية العربية عرفت تجاوبا وتفاعلا مهما خلال الفترة القليلة القادمة.

* «الربيع» قال منجي الخماسي لـ «الشروق» أنّ المكتب السياسي للحزب لم يُفكر «إطلاقا» في إصدار صحيفة تحمل اسم «الربيع» وان اسمين آخرين على الأقل مطروحان للدراسة في انتظار إتمام الإجراءات المتعلقة بإصدار صحيفة ناطقة باسم الحزب.

* «نفي المحرّمات» أكد رؤساء لجان الإعداد للمؤتمر القادم للتجمع خلال الجلسات الأولى أنّ كل المحرمات والمحظورات يجب أن تُلغى في النقاشات وان المطلوب هو جرأة عالية في التطرق إلى مختلف المواضيع حتى تكون لوائح المؤتمر أكثر تعبيرا عن الواقع واستشرافا للمستقبل.

(المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 أفريل 2008)


كينيا، مصر، زمبابوي … بداية المقاومة المدنية في مصر

د.منصف المرزوقي   خطاب ينضج منذ ربع قرن وتبلور في كمّ من الكتب المقالات والحوارات التلفزية طفت منه مصطلحات – قد لا أكون بالضرورة صاحبها الأول أو الأوحد ، لكن ليس هذا المهم – أصبحت متداولة تونسيا وعربيا : الجملكية ، أنظمة الاحتلال الداخلي ( ووصفها بأنها لا تصلح ولا تصلح ) الاستقلال الثاني …وأخيرا المقاومة المدنية التي نظرت لها كثيرا ثم دعوت لها الشعب التونسي بكل الممكن من الوضوح من منبر الجزيرة في اكتوبر 2006 وعدت للوطن لأنخرط فيها فكان… الإخفاق المبين ولم أرجع المنفى إلا بالصدى الهائل داخل دماغي لصمت الشارع واستهزاء الميكروكوزم .   ورغم هذا الفشل ، ورغم الهجومات من الخصوم ، والتشكيك حتى من أقرب الأصدقاء ، لا زال الخطاب يكرر نفس الأطروحات:   1- الدكتاتور ( ونظامه) لن يتغير، أي لن يتخلى أبدا عن القمع والمناورة والفساد وتزوير الانتخابات والعمالة ، وكل من يأمل إصلاحه مثل من يأمل من أبن آوي أن يهديه الله فيكف عن أكل الجيف وسرقة دجاج الفلاحين ليصبح من أكلة العشب المسالمين.   2- الدكتاتور ( ونظامه) لن يرحل لا » بانتخابات » 2009 أو 2014 ولا بأي انتخابات في أي وقت، وإنما سيموت في الحكم أو يرحّل منه.نفس الشيء عن مبارك والقذافي والأسد وبقية الشلة.   3- المجتمع التونسي ( والعربي عموما) الموبوء بالاستبداد سيواصل غرقه في مزيد من الأزمات النفسية والأخلاقية والااقتصادية ، وهو بصدد اختزان كم ّ متصاعد من العنف المدني والسياسي ستكون له عواقب وخيمة.   4- إذا أردنا أن لا يكون الدواء أمر من الداء، فالحل هوتظيم المقاومة المدنية والإعداد للعصيان المدني ، لا لتعميم الفوضى وإنما للتسريع بنهاية الكابوس.هذه المقاومة المدنية لها هدفان : تمكين القوى داخل الدولة من التحرك للتخلص من الدكتاتور وثانيا تشكيل جبهة سياسية قوية حتى لا ينتج عن البيان رقم واحد تجدد الدكتاتورية لصالح شخص آخر وعصابة جديدة وإنما عودة السيادة للشعب لإعادة تشكيل نظام سياسي ديمقراطي يقطع مع ماضي الاحتلال الداخلي. * ثمة من يتهمني انني أكرر دوما نفس الأفكار . للأسف لست فنانا كي أتي الجمهور بأغاني جديدة في كل موسم ولا رسام موضة لكي أبدي في كل معرض مبتكراتي الجديدة . كاتب هذه السطور رجل سخر حياته لقضية واحدة :أن يصبح الآدمي في ربوعنا أخيرا إنسانا .   لا تنتظروا مني إذن غير الخطاب التحريضي وكل ما يتغير هو تكيفه مع لحظة صراع شاق طويل قد لا أنعم برؤية نهايته.   وفي قضية الحال السؤال هو أين نحن من المسار؟ ما الظرف ؟ هل ثمة فيه ما يؤكد أو ما ينفي خطابنا ، هل ثمة ما يشجع على المواصلة فيه أم لا ؟ هل ما زال تشخيصه صالحا والعلاج الذي يقترح ممكنا ؟ هل هو داخل نسق التاريخ أم خارجه ؟   لنتأمل في الأحداث الأخيرة التي وقعت في كينيا وزمبابوي بخصوص الانتخابات الرئاسية ، وفي ما يجري في مصر تحت أعيننا من ساعة لأخرى.   تصوروا لو قبل كيباكي بانتصار اودنغا في الانتخابات وسلّمه السلطة ليعيد كينيا إلى الأمل والأمل لكينيا . تصوروا لو قبل موقابي بفعل نفس الشيء بعد هزيمته الواضحة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. تصوروا لو قبلت السلطات المصرية على مضض بانتخابات محلية نزيهة وبنتائجها التي كانت ستعطي مزيدا من الثقل السياسي لجماعة الإخوان المتواجدين بعدد محترم -88 نائب – في  » البرلمان » المصري. لو حصل كشيء لكان أحسن دليل على صواب نظرية الإصلاح التدريجي ، مع ومن داخل مؤسسات النظام القائم ، ولكان الأمر ضربة لكل الخطاب الذي انادي به والذي يصبح آنذاك من الطبيعي والعادل والموضوعي وصفه بالتطرف والمراهقة السياسية والراديكالية والغلوّ الخ …   الذي حدث هو العكس . أودنغا لم يسلم لليوم ويماطل بعد آلاف الموتى . نفس السيناريو مع موقابي ،وإن رحل كما ابتهل لله فلن يكون نتيجة التسليم بهزيمته وإنما ركلا بالأرجل. نفس الشيء ولو في سياق آخر ونحن نرى السلطات المصرية تعتقل استباقيا كل من ترى فيه مرشحا محتملا لما تسميه  » انتخابات ». كل هذا غير مفهوم في توجه الإصلاح وهو توجه مسقط من واقع على آخر جد مختلف . لكن توجه لا يصلح ولا يصلح لا يستغرب مثل هذه الأحداث بل هي في الرؤيا التي تسند هذه المقولة شيء حتمي وطبيعي.   كل من ينادون بالإصلاح في بلداننا لا يفهمون طبيعة الأنظمة التي يريدون إصلاحها ولم يكلفوا نفسهم عناء قراءة التاريخ فصدقوا أحلامهم وحسن نواياهم ولم يحاولوا التأكد من صلوحيتها.   كل من لا يفهم مثلا أن  » الانتخابات » في النظم الاستبداية هي الإخراج الجديد للبيعة القديمة لا يفهم شيئا لا في السياسة ولا في النظم التي يريد إصلاحها.   هذه النظم مبنية على حجر زاوية وهو شخص المستبد . وهذا الشخص لا يستطيع إلا المضي قدما في نفس الطريق إلى أن يهلك هو ومن معه . ثمة ثلاث آليات تجعله يذهب إلى آخر المسار وكانه قطعة صابون موضوعة على جدار مائل.   الأول هو شخصيته المبنية على الاعتقاد بأنه على كل شيء قدير وبغير حاجة للمراجعة والمحاسبة.   ثمة عصابة السوء والشر المحيطة به التي تدفع دوما نحو مزيد من التصلب حفاظا على مواقعها ومصالحها.   ثمة ملفات السرقات والجرائم التي ترعب الدكتاتور وبطانته مما يجعل البقاء في السلطة هو بوليصة التأمين الوحيدة ضد السجن وربما الشنق.   مثل هذا النظام عندما يدعي الإصلاح ، تحت ضغط الداخل أو الخارج ، يعني دوما شيء من التزيين مع خط أحمر هو عدم المساس بمقدس المقدسات : التأبيد في السلطة للشخص وللبطانة وبالطبع بنفس الامتيازات.   الذي حدث في « انتخابات » كينيا وزمبابوي هو أن الدكتاتور حاول أن يكون  » عصريا » فترك الحبل طويلا للعبة الديمقراطية . لكن لما اكتشف أن الحبل سيلتف حول عنقه شدّ عليه وأظهر طبيعته وأن كل  » السيرك » الانتخابي كان لمجرد الفرجة ، وربما لتوزيع بعض الفتات ، لكن قطعا لا للإصلاح الحقيقي.   أنظر الآن لما حدث في مصر. النظام فهم من « الانتخابات  » التشريعية الأخيرة أنه أرخى الحبل كثيرا وأن العدو بدأ يقترب جديا من مربط الفرس. لذلك هو يعلن عبر الايقافات الاستباقية الأخيرة أن الحبل سحب، أنه لن يقبل بشيء يشبه من قريب أو بعيد ما حصل في كينياوما يحصل في زمبابوي ، وان دائرة اللعب ستضيق لمستوى الدائرة التونسية .   أنظر الآن لهذه الدائرة . هنا لا مجال للمغامرات غير المسؤولة للمصريين . يجب أن تبقى  » الانتخابات » تحت السيطرة الكاملة . الدكتاتور هو الذي يعين خصومه ولا شك النسب التي سيحصلون عليها . تجد بمع هذا من المعارضين من يقول لك لا يهم أن اللعبة مغشوشة، أريد أن اشارك فيها طبعا ليس لمنافع شخصية وحزبية، وأعدكم انني سأقول في الدكتاتورية مالم يقله مالك في الخمرة … وإن منعت فسأطالب بمقاطعتها لا لإنها مغشوشة ولا شرعية لكن لأنني منعت من الترشح لها.   أترك للتونسيين الحكم على مثل هذا الخطاب.   المهم أن كل التجارب التي أمامنا تظهر الإفلاس المروع لخطاب الإصلاح وهو يرتطم بأنظمة تريد إصلاحا لا يصلح شيئا وتضع المعارضات أمام خيارين لا غير : اللعب في الدائرة الضيقة التي تضمن لها جعحعة الطواحين والطحن للمستبد وعصابته …أو المقاومة.   المقاومة وما أدراك ما المقاومة ! لن أتحدث عن المسلّحة فهي ليست خياري في التصدي لأنظمة الاحتلال الداخلي وإنما ما يهمني المقاومة المدنية.   هذه الأيام لا يشغلني إلا ما يحدث في مصر . كدت لا أصدق أذني وأنا اسمع نداء الكرامة وكفاية للإضراب والبقاء في المنازل والإعداد للعصيان المدني .   ليس غريبا ترد السلطات المصرية على النداء بمنتهى الشدة لأنها تعرف من أين ستأتي النهاية . لا شك أن قلقها تصاعد بعد استجابة مشجعة للغاية لحلوان والجامعات وحتى المحافظات البعيدة.   بصراحة لم أفاجأ بموقف الإخوان وتحفظهم بخصوص دعم العصيان المدني ولا أظنهم سينخرطون فيه فلهم أجندة مختلفة وخيارهم ما زال  » الإصلاح » .   وعلى كل حال فإن تصلّب وراديكالية وتطرف وغلوّ المستبدين العرب وعجزهم عن كل إصلاح يصلح ستقسم التيار الإسلامي كما سيقسم التيار العلماني . من جهة الذين يقبلون بكل التنازلات ليشقشقوا في « برلمانات  » الدكتاتورية على أمل ترقيع ما يمكن ترقيعه والذين سينخرطون في معارك الشعب من أجل القضاء على نظام يقودنا جميعا من أسفل إلى أسفل وكانه لا قرار للهاوية التي نتدحرج عليها يوما بعد يوم .   نعم كل الأحداث تثبت بما لا يدع مجالا للشك أننا أمام أنظمة للاجتثاث لا للإصلاح …وكل البوادر تدلّ على ان خيارات المقاومة المدنية بدأت تنضج في العقول والقلوب ، أنها بدأت مسلسلها في مصر حين كنت أنتظرها في تونس ، لكن العدوى المصرية معروفة، ولا يهم من يبدأ وإنما من سينقل ويواصل ويعمق ويؤطر ويذهب بمسلسل التحرر إلى نهايته.   فإلى مسؤولياتكم يا قيادات المستقبل ..في الجامعات ، في المصانع ، في الإدارات ، في النقابات … داخل أجهزة الدولة التي صادرتها العصابات… وإنها لمقاومة حتى النصر.   (المصدر: موقع الدكتور منصف المرزوقي بتاريخ 6 أفريل 2008) الرابط: http://moncefmarzouki.net  

 

صلاح الدين الجورشي في ندوة موقع « الإسلاميون..طرق وحركات »: الإسلاميون في تونس.. استقطاب سلفي و »نهضة » مهاجرة

وفاء محسن (*)   نشأت الحركة الإسلامية في تونس بداية السبعينيات مستلهمة تجربة الإخوان المسلمين في مصر، ومتخذة من أفكار الإمام حسن البنا مرجعية لها، وكانت الحركة في بدايتها أشبه برد فعل على مشروع الحبيب بورقيبة العلماني الذي سعى من خلاله إلى زرع العلمانية في بنية المجتمع التونسي من خلال عدد من الإجراءات كان أبرزها إغلاق مؤسسة جامع الزيتونية، ومنع تعدد الزوجات،  وجعل الطلاق بأيدي المحاكم، ناهيك عن إجراءات أخرى كثيرة كان هدفها نقل تونس الإسلامية إلى  تونس العلمانية على غرار نموذج مصطفى كمال أتاتورك العلماني في تركيا.   وفي محاولة لإلقاء الضوء على التجربة الإسلامية في تونس منذ النشأة، ومرورا بعمليات الصدام مع السلطة والتحديات الحالية التي تواجهها استضاف موقع « الإسلاميون.. طرق وحركات » تحت التأسيس التابع لشبكة إسلام أون لاين الكاتب والمفكر التونسي صلاح الدين الجورشي نائب رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ورئيس منتدى الجاحظ وأحد الأعضاء المؤسسين لحركة « الإسلاميون التقدميون » التونسية والتي كانت في بدايتها جزءا من حركة النهضة الإسلامية بقيادة المفكر التونسي المعروف الشيخ راشد الغنوشي وانفصلت عنها فيما بعد.   بداية يقول الجورشي:إن المجتمع التونسي في مرحلتيه البورقيبية أو الراهنة تميز بالانتماء الإسلامي ولم يعش حالة من الردة كما يزعم البعض، بل بقي التدين راسخا يتقدم أو يتراجع حسب المعطيات، سواء كانت داخلية أو إقليمية أو دولية. وتشهد المرحلة الحالية حالة من انتعاش التدين شملت جميع فئات المجتمع: الثرية والوسطى والطبقة الدنيا، وهو ما بدا ملفتا للنظر من الناحية السوسيولوجية ويحتاج إلى المزيد من التفسير والتحليل.   التدين الرسمي والطرقي   يقسم الجورشي التدين في المجتمع التونسي إلى خمسة أشكال  أولهاالتدين الرسمي،وهو التدين المدعوم من قبل الدولة والذي يهدف إلى تبرير سياسات الحاكم  وإضفاء صبغة الشرعية على الحكم، ويتجلى ذلك في مواقف المؤسسة الدينية الرسمية ممثلة في المفتي، ووزارة الشئون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلى واللذان استحدثا لأول مرة مع بداية عهد الرئيس زين العابدين بن علي، والذي رفع شعار المصالحة بين الدين والدولة منذ توليه السلطة عام 1987، وبدت صورته وهو يرتدي ملابس الإحرام أثناء الحج تجسيدا لهذا الشعار. كان لهذه  المصالحة مع الإسلام صدى واسع في الشارع التونسي، وتقبلتها الحركة الإسلامية بالترحيب.   ولكن فيما بعد وأثناء المواجهة بين الدولة التونسية والحركة الإسلامية، أصبحت الأجهزة الرسمية في تونس تعيش حالة من التناقض مثيرة للدهشة بين سياسة الدولة في التصالح مع الإسلام، وفي الوقت ذاته توجه الضربات القاسية للإسلاميين دون هوادة من خلال حملات الاعتقالات والمحاكمة التي طالت كافة الإسلاميين.   وكانت خطة « تجفيف المنابع » في أوائل التسعينيات أحد أبرز هذه التناقضات؛ حيث تم ملاحقة كل ما هو إسلامي، فالاعتقالات والملاحقة طالت كل من يؤدي الصلاة في أوقاتها، أو من يذهب لصلاة الفجر، أو من تظهر في جبهته علامة السجود، وكذلك ارتداء الحجاب أصبح شبهة. لقد اختلط الحابل بالنابل وطالت سياسة تجفيف المنابع الكثير من الأبرياء؛ ولذا زادت مساحة التشدد الفكري في مواجهة تشدد الدولة.   ثاني أشكال التدين طبقا للجورشي هو التدين الشعبي (التقليدي)،ويتجسد ذلك في المتدين العادي البسيط الذي ليس له انتماءات تنظيمية، ويصعب تصنيفه إسلاميا، فهو –مثلا- يلتزم بأداء الفروض الدينية كالصلاة أو الصيام ويدافع عن الإسلام؛ فمثلا قطاع كبير من التونسيين يشربون الخمر ويعرفون أنه محرم ولكنهم مع ذلك لا يتحملون أي هجوم على الإسلام. هذا التدين الشعبي مرجعيته أشعرية بالأساس، وينضم تحت لوائه عدد لا بأس به من أبناء الشعب التونسي.   أما ثالث أنواع التدين فهو التدين الطرقي وقدانتشر هذا النوع من التدين في المجتمع التونسي قبل الاستقلال؛ حيث كانت الطريقة الصوفية ذات جذور ضاربة في عمق المجتمع التونسي، ولكن بعد الاستقلال حارب بورقيبة هذه الطرق بسبب مواقف مشايخ الطرق الصوفية المهادنة للاستعمار الفرنسي، كما ساهمت ولادة المجتمع التونسي الحديث من تقليص الطرقية، إلا أنه من الملاحظ أن هذه الطرقية نشطت في الآونة الأخيرة من جديد من خلال عودة بعض الزوايا الصوفية التركية للعمل.   بين السلفي والحركي   ومن أشكال التدين كما يصنفها الجورشي، التدين السلفي، وهو ليس تدينًا حركيًّا ولا تقليديًّا؛ لأنه يحارب التدين التقليدي، وذو مرجعية سلفية وهابية سعودية. والخطاب السلفي يركز في مضمونه على العبادات والصلاة والعقائد واللحية والحجاب والنقاب، وقد ساهمت  هذه المظاهر في إرباك المشهد العام في تونس، وأصبحت مبررا للجهات الأمنية لضرب الحركات والتنظيمات الإسلامية، فضلا عن أن التركيز عليها وإهمال الجوانب الأخرى يخلق حالة من الاغتراب عن الواقع لدى الإسلاميين.   يرى الجورشي أن التدين في الإسلام ليس هدفا في حد ذاته وإنما هو عامل مهم في مساعدة الأمة على الخروج من مأزقها الذي تعيشه على كافة الأصعدة، والأهم هو كيف ينظر لمحيطه المسلم وكيف يحلل المشاكل القائمة، كيف يتفاعل مع هموم الناس والمجتمع، وما هي المقترحات التي يقدمها الخطاب الديني لحل للمشاكل المجتمعية؟ فالتدين مضمون وليس شكلا فقط.   أما الصنف الأخير من التدين كما يقول الجورشي فهو التدين الحركي، ويؤرخ الجورشي لظهور التنظيمات الحركية في تونس ببداية السبعينيات كرد فعل على مشروع بورقيبة العلماني، مستلهمة في ذلك نموذج حركة الإخوان المسلمين في مصر.   ويؤكد الجورشي على أن أحدًا لم يكن يولي هذه التنظيمات اهتماما يذكر؛ على اعتبار أنها ستنتهي أو ستموت ببطء، ولكن وعلى العكس من ذلك نمت بسرعة ضوئية حيث نشأت عام 1970 لتصبح ظاهرة أساسية في الجامعات والمساجد، ومع أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات أصبحت مسار جدل كبير في المجتمع التونسي، وأصبحت ذات كيان فعال، ولكن هذا النمو الضوئي كان سببا أساسيا في حدوث الصدام المبكر بينها وبين السلطة في عهد بورقيبة أو بن علي.   النهضة في الداخل والخارج    سارت الحركة الإسلامية في تونس في بدايتها في خط مواز لجماعة التبليغ التي نشأت في نفس الفترة، ومن اللافت للنظر أن الحركة الإسلامية لم يكن لها بناء تنظيمي، ولذا تبنت فكر جماعة التبيلغ، لكن هذا التعاون لم يدم طويلا ونشأ صراع فكري بينهما خاصة فيما يتعلق بالموقف من الحاكم، ولذلك نشأت في عام 1973 خلية نشيطة لحزب التحرير، إضافة إلى مجموعة صغيرة أطلقت على نفسها « الطلائع » في ألمانيا، ولكن تراجعت مجموعة كبيرة من الحركات الإسلامية منها « جماعة التبليغ » و »جماعة حزب التحرير » التي ضعف أداؤها في الفترة الأخيرة وأصبحت تمارس نشاطها بسرية كاملة.   لذلك تعتبر الحركة الأساسية في تونس هي « حزب النهضة » باعتبار صراعه المفتوح والمتواصل مع السلطة، وباعتبار عدد المسجونين والمعتقلين الذين قدمهم، وعلى رأسهم الشيخ « راشد الغنوشي مؤسس حركة النهضة الإسلامية » والذي حكم عليه في تونس عدة مرات بالسجن، ففي عام 1981 حكم عليه بالسجن 11 سنة، ولكن أخلي سبيله مع وصول الرئيس زين العابدين بن علي للحكم عام 1987، وحكم عليه في نفس هذا العام مجددا بالسجن المؤبد، ولكنه فر للجزائر ومنها انتقل للسودان ليبقى فيها في ضيافة الشيخ حسن الترابي، وحكم عليه مرة أخرى غيابيا في عامي 1991 و1998 وفي المرتين كان الحكم بالسجن مدى الحياة، أما الآن فهو مقيم في منفاه بلندن، وقد أعيد انتخابه عام 2007 كأمين عام لحركة النهضة وبهذا يكون زعيم هذه الحركة منذ 25 عامًا.   مرت « حركة النهضة » بنزيف دموي كبير كان من نتائجه الانسحاب سواء من الداخل السياسي التونسي، أو عن طريق الهجرة إلى الخارج، خاصة بعد نفي الغنوشي، إضافة إلى ما تمر به الحركة من خلافات داخلها بين قيادييها ونظرتهم إلى الواقع والمستقبل.    ويمكن القول بأن حركة النهضة جبهة أكثر منها حركة؛ لوجود أكثر من خطاب وتيار، والحركة لا تملك رؤية فكرية متجانسة، ولكن رغم كل الضعف الذي تمر به الحركة فإنها أهم حركة إسلامية منظمة في تونس.   تأثرت الحركة الإسلامية في تونس بجماعة الإخوان المسلمين في بدايتها، لكن التأثر بالإخوان تراجع بشكل ملحوظ في تونس الآن، حتى إن السيد راشد الغنوشي يعتبر أن حركة الإخوان حليف ولكنها ليست مرجعية، ويعتبر نفسه في مرحلة متقدمة فكريا عن جماعة الإخوان في مصر ويتعامل من هذا المنطلق.   الحركات الإسلامية والقاعدة   علاقة الحركات الإسلامية في تونس بالعنف ضعيفة، ويؤكد الجورشي على أن حركة النهضة في تونس وغيرها من الحركات الإسلامية لا يمكن وصفها بالعنيفة حتى الجماعات التي تحدثت عن العنف لم تمارسه أو مارسته في مرحلة سابقة من خلال الانتماء لفصائل فلسطينية للقتال ضد الاحتلال الإسرائيلي.   وتيار العنف في تونس ليس أحد مدارس الحركة الإسلامية وإنما نشأ خارج الحركة وله موقف مضاد من الحركة، ويعتبرها مهادنة للنظام، هذه المجموعات جاءت بثقافة مناهضة لحركة النهضة، ولعل أهم ما يميز هذه الحركات العنيفة أنها حركات شبابية قادرة على استيعاب قدر كبير من الشباب عن طريق خطاب مغلق يرفض الحوار.   ويقول الجورشي: إن المئات من الشباب التونسي أصبحوا كوادر أساسية في تنظيم القاعدة، فهناك العديد من العناصر المخططة والمدبرة والمنفذة من الشباب التونسيين.   وبرغم أن هؤلاء انخرطوا في تنظيم القاعدة، وبرغم اقتصار العنف في البداية على عمليات خارجية ثم تحوله فيما بعد إلى عمليات داخلية ضد النظام، مثل تفجير المعبد اليهودي وقتل عدد من السائحين، إلا أنه يمكن القول بأن المشهد الحركي في تونس مستقطب من قبل السلفية الجهادية التي تأثرت بأحداث 11 سبتمبر، حيث استطاعت السلفية الجهادية أن تخترق الساحة التونسية بشكل مزعج على الرغم من المواجهات المحتدمة والمستمرة على طول الخط مع النظام الحاكم.   لقد تحول الجهاد من عملية فردية إلى عملية جماعية « جند أسد الفرات » وهو تنظيم محكم كان يقوده بقوة شخص في الحرس الجمهوري، وقد دربت العناصر الأساسية في الجزائر واستطاعت تهريب أسلحة نوعية ودخلوا في مواجهات دامت لفترة في مواجهة النظام القائم.   جزء كبير من هؤلاء الشباب يمكن أن نطلق عليه « السلفية العلمية » بالإضافة إلى وجود مجموعة من الشباب يربطون بين التدين والجهاد، والمشكلة الأساسية هي قبول التيار السلفي للتوظيف في أكثر من سياق، وإذا لم تحسم السلطة التعامل معهم، فإنها قد تدفعهم في اتجاه المجموعات الجهادية الأكثر عنفا.   وللأسف هناك سوء فهم وتعامل من قبل السلطة الحاكمة؛ حيث يعاملون هؤلاء الشباب باعتبارهم مشتبهًا فيهم، حتى الأجهزة التي تتولى مراقبتهم ومتابعتهم لا تفهم عقيدة هؤلاء الشباب ولا تعرف المصطلحات التي يستخدمونها وهو ما يؤدي بهم إلى الزج بهم في السجون.   الإسلاميون التقدميون   في معرض حديثه عن « الإسلاميون التقدميون » يرى الجورشي أن الخط الرئيسي لهم كان الجماعة الإسلامية ثم تحولت إلى حركة « الاتجاه الإسلامي » ثم إلى « حركة النهضة »، وبعد ذلك حدث خلاف جوهري فكري مع « حركة النهضة »؛ حيث وجدنا الحركة بدون هوية وشعرنا أن الحركة تأخذنا في طريق تبني نموذج الإخوان الذي نرى أنه فشل تاريخيا، فرفضنا كل ذلك وانتهينا إلى تأسيس مجموعة « الإسلاميون التقدميون ».   بدأ « الإسلاميون التقدميون » في إجراء عملية مراجعات شاملة تتعلق بإعادة دراسة تاريخ حركة الإخوان خاصة منهج حسن البنا، وسيد قطب حيث وجدنا أن هذا الفكر لا يستطيع أن يستوعب المتغيرات الموجودة في الواقع، ووجدنا أنفسنا أقرب إلى الفكر الاعتزالي والرشدي، بعد ذلك شغلنا بعلاقة النص بالعقل.   مجموعة « الإسلاميون التقدميون »، طبقا لكلام د. الجورشي، رفضت التعلق بأي ضوابط تتعلق بالتنظيم بمعنى إيجاد نوع من الحراك الفكري داخل تونس كان من نتائجه مراجعات فكرية مهمة للشيخ راشد الغنوشي، وذلك من خلال ما تم طرحه في مجلة المسلم المعاصر، كذلك ما جرى في الساحة الإيرانية بعد الثورة.كما أعاد « الإسلاميون التقدميون » الاعتبار للمدرسة الإصلاحية كالأفغاني ومحمد عبده بالإضافة لإعادة قراءة الفكر التونسي.   استطاعت حركة « الإسلاميون التقدميون » أن تثير حالة من العصف الفكري؛ حيث  اكتشفنا من جديد الفيلسوف « محمد إقبال » وكيف غُيِّبَ هذا الرجل أو اختُزِل فكره على الرغم من دوره في كيفية التعامل مع النص الإسلامي. كان هذا العصف بالقوة التي أدت إلى زعزعة الكثير من القناعات الفكرية داخل الساحة التونسية، لذلك كان من الصعب أن يؤدي إلى تنظيم قابل للبقاء، وحاولنا أن نجمع بين الفكر الحر والتنظيم لكن فشلنا في تحقيق ذلك.   يؤكد الجورشي دور المساعي الحثيثة للسلطة الحاكمة في العمل من أجل توظيف « الإسلاميون التقدميون » لضرب بقية التيارات، لذلك أوقفنا نشاطاتنا التي كانت تتمثل في مجلة (15 -21)، وجمعية « الإسلاميون التقدميون » و »منتدى الجاحظ ».ومؤخرا استعدنا نشاطات المنتدى، كمنتدى مفتوح للفكر الحر نحاول من خلاله إعادة الاعتبار للثقافة كأولوية في الإصلاح.   وفيما يتعلق بوجود « الإسلاميون بمختلف توجهاتهم على الساحة السياسية التونسية يوضح د. الجورشي أن « الإسلاميون » في تونس يختلفون عن نظرائهم في مصر؛ فقد نشأت الحركة الإسلامية في تونس كتنظيم مركزي نما وتضخم بسرعة وهذا ما جعله عندما يدخل في أول صدام مع السلطة ينهار بأكمله، فلم ينتج التنظيم مؤسسات فرعية أخرى يمكنها النهوض حال ضرب الحركة الأساسية.   وبرغم بروز ظاهرة المستقلين على السطح في تونس إلا أن حركة النهضة تبقى هي الأكثر قدرة على ترتيب أولوياتها بشكل يجعلها ذات وزن في المرحلة المقبلة ولكنها تجد منافسة مع السلفية، ولكن معرفة حجم هذه المنافسة يبقى محكوما بما ستئول إليه هذه الظاهرة، هل ستقع انقسامات في المستقبل أم لا؟ وكيف ستتعامل معهم  السلطة في المرحلة القادمة؟ وهل ستستمر في سياسة الإقصاء أم يمكن أن تحدث معجزة سياسية ونشهد اندماجا للإسلاميين في السياسة؟.   (*) صحفية مصرية   (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 6 أفريل 2008) الرابط: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1203758757018&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout  
 

 

من قلب الرديف نحدّثكم,,, فاسمعونا,,,

 
علمنا ببالغ الأسى و الحسرة نبأ إلقاء السلطات الأمنية القبض على مجموعة من خيرة رجال الحوض المنجمي ممّن نذروا حياتهم للنهوض بهذا الركن الزّاهر من تراب تونسنا العزيزة التي عشنا شظفها بعد رغدها, وقد هالنا المصاب ليس لأنّ دولتنا قرّرت ممارسة سيادتها و فرض إرادتها التي ليس لنا فيها من خكم بما أنّها إحدى أوكد علامات مواطنتنا وسيادتنا، بل إنّ الذي حزّ في أنفسنا هو أنّ هذه الإيقافات تمّت على أساس تقارير من أناس أصبحوا مشبوهين أكثر من أي وقت مضى ، و نعتقد أنهم يعرفون أنفسهم دون الحاجة إلى أن نعرفهم, وقد كنّا منذ البداية من المتشكّكين في رصيدهم الثقافي أولا دون أن نتحدث عن رصيدهم النضالي الضّحل إن لم نقل المشبوه, وعليه لم نستغرب أبدا أن يتم إيقاف خيرة رجال الحوض المنجمي في حين يسبخ ألسيد عمارة العباسي و من لمّ لمّه في حوض من الدينارات لا تعرف حلالها من حرامها, بعضها من مجلس النواب أو المبنى الذي يعبر فيه كل نائب عن مشاغل منطقته، وبعضها ممّا تغدقه عليه أوساط الربح السريع على حساب الهنود الحمر أي سكّان الحوض المنجمي، ـ و في هذا الإطار لابدّ أن نسأل السيد العباّسي عن دوره في عملية الإيقاع بأبناء منطقه  و بعضها الآخر من انتخابات نقابية أريد لها أن تبلغ لسلطاتنا التي نعتزّ إلى آخر رمق بتفهّمها لمشاكلناـ ما يحيّر منطقتنا من طموحات  أصبحت لا تتجاوز الخبز اليومي و قوت العيال, نحن أناس مسالمون إلى أبعد الحدود, وحتّى لا يخطئ أحد الرّماية نقول,: كان الأجدر إلقاء القبض على السيد النّائب عمارة العبّاسي و سؤاله عمّا اقترفه باسم ثقة من وضع ثقته فيه من أهالي المنطقة, في هذه الحالة لم تكن منطقة الحوض المنجمي لتنتفض بالشّكل الذي يراد التّرويج له في أيامنا الغبراء هذه, من السّهل جدّا أن نقول إنّ منطقة المناجم « ساخنة », إلاّ أنّ الحقيقة الماثلة أمام أعيننا تقول إنها منطقة جد باردة بل إنها أنتاركتيكية نظرا لأنّ الغذاء هو مصدر الحرارة الوحيد للجسم البشري, ولا فلسفة تستطيع أن تغير هذه الحقيقة حتّى لو كان رائدها الجاهل الجهلوت عمارة العبّاسي المتخبّط في حرير الإتحاد العام التونسي للشغل (نسخة 2008), ولعلّي لا أستبق الأحداث إذ أبشّر أهالي الحوض المنجمي بأنّ أوّل الغيث قطرة ثمّ ينهمر , وأوّل الغيث هو أن يمثل العمال عن قفصة شخص أثقف من عمارة العباسي لأنه بكل بساطة غير مثقف و لا يصلخ لأي حوار مع سلطة تروم الإصلاح , ألا هل بلغت يا أهل قفصة’ اللهمّ فاشهد أبو محمد,

 

بيان
تونس في 05 أفريل 2008
يهمني كمناضل في الإتحاد العام لطلبة تونس أن أتوجه إلى الرأي العام الطلابي والديمقراطي بالآتي: في الوقت الذي تسعى فيه هياكل الإتحاد العام لطلبة تونس لعقد المؤتمر الوطني الـ25 الموحد، وفي ردة فعل بافلوفية لما سُمي بـ »الحزب الاشتراكي اليساري » يفاجئ مناضلو الإتحاد العام لطلبة تونس بانعقاد اجتماع حزبي لمجموعة من هذا الحزب بالمعهد العالي للعلوم والتقنيات بتونس بتاريخ 04 أفريل 2008 تحت عنوان « اجتماع هيئة إدارية للإتحاد العام لطلبة تونس »، علما وأن هذه المجموعة قد وجدت تجاوبا مع إدارة المؤسسة، إذ تم استقبالهم من قبل الكاتب العام بالمؤسسة الذي وفر لهم قاعة ومل المستلزمات في حين أن المكتب التنفيذي للإتحاد العام لطلبة تونس سبق وأن توجه بمراسلة لعقد الهيئة الإدارية الوطنية التاسعة بتاريخ 27/03/2008 للوزارة ولعميد كلية العلوم الذي أبدى موافقته لولا تدخل الوزارة  بالرفض ولغاية في نفسها تحتضن هذه المجموعة عبر إحدى هياكلها التي أشرنا إليها للتلاعب المزدوج بقوانين وهياكل المنظمة، حيث قررت هذه « الهيئة الإدارية » المزعومة والتي في أقصاها لم تجمع الـ25 نفرا، تجميد عضوية السيد عز الدين زعتور الأمين العام للإتحاد العام لطلبة تونس ومنسق اللجنة الوطنية للإعداد المادي والأدبي للمؤتمر الموحد ولعقدة الحرمان من الانتعاش بأموال المنظمة عمدت إلى تجميد عضوية أمين مال الإتحاد العام لطلبة تونس السيد شاكر عواضي كردة فعل واعزها الثأر القبلي لا غير. إنني إذ أنير الرأي العام الطلابي والوطني الديمقراطي بما تتعرض له هياكل الإتحاد وهو بصدد الإعداد المؤتمر الموحد من تلاعب واستخفاف من قبل هذه الجهة السياسية بالإتحاد العام لطلبة تونس فإني لأحمل كل مناضلي المنظمة مسؤولية الدفاع عن اتحادهم والتصدي لهذه المجموعة الحزبية التي لم تكل في تنصيب نفسها بديلة عن هياكل المنظمة وطرفا ثانيا للسلطة -هذا الفعل أصبح هو المحور النضالي لهذه المجموعة ضمن كل الأحداث السياسية- لإعاقة مسيرة الإتحاد. كما لا يفوتني هنا أن أذكر أن هذه الجهة السياسية قد حاولت عبثا التلاعب بالقانون الأساسي والنظام الداخلي للإتحاد يوم 08 جويلية 2007 حينما اقتحمت كلية 9 أفريل بنفس العناصر وهي بصدد الأشغال صيفا لتدعو إلى مؤتمر يمثل شباب الحزب الاشتراكي اليساري. وللمرة الألف ندعوها بهدوء، أما آن لهذا الحزب أن يعقد مؤتمرا خاصا بشبابه ويترك شأن الإتحاد العام لطلبة تونس بسلام. ولئن وضعت الهيئة الإدارية الوطنية التاسعة للإتحاد العام لطلبة تونس الحد النهائي لإنجاز المؤتمر الوطني الموحد فإنها قد أعادت لبعض الأنفس المريضة شطحاتها المسعورة خارج السرب وأكدت لها أن جرائمها في حق الإتحاد ظلت نواقيس خارج دائرة الفعل والتحقق. ونحن من موقعنا نقول لهذا الحزب المدعي للاشتراكية ولليسارية كفاك لهثا وسيل لعاب خلف الإتحاد والأجدر بك أن تلتفت إلى ما ينفع واقع البلاد. ختاما إني إذ أجبرت على سرد هذه الوقائع المخجلة لهذه الجهة السياسية فلا للتنكيل بها وإنما لفضح تدخلها في استقلالية المنظمة ولإزاحة الستار لإبراز عاهاتها وأفعالها التخريبية للمنظمة الطلابية ولتأكيد الدعوة لكل مكونات الإتحاد ومناضليه لتحمل مسؤولياتهم ورفع راية الإتحاد فوق كل النزوات وتحديا لكل العراقيل والصعاب حتى يبقى ممثلا لقضايا الطالب ومؤسسا لجامعة في خدمة الوطن.   الإمضاء مناضل بالإتحاد العام لطلبة تونس

رسالة من نوفل الزيادي إلى وزير التعليم العالي

 تلقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي رسالة من نوفل الزيادي بصفته أمين عام سابق للإتحاد العام لطلبة تونس يحيطه علما أن الأمين العام الحالي ليس طالب وأنه بصدد إدخال الإسلاميين للمنظمة الطلابية وهو ما يمثل خطرا على الإتحاد والجامعة والبلاد. هذا وقد أكد المدعو والقيدوم نوفل للسيد الوزير أنه غيور على الإتحاد والجامعة والبلاد مطالبا إياه بالتدخل للتصدي لهياكل الإتحاد ومؤتمره. وأمام هذه الممارسات الغريبة التي تتنافى وتقاليد الصراع الديمقراطي للحركة الطلابية والسياسية بتونس فإني أحيط الرأي العام الوطني بالآتي: –        إن هذه الرسالة من قبل نوفل الزيادي ليست الأولى من نوعها بل سبقتها رسائل أخرى لجهات متعددة وفي مواضيع متنوعة كالرابطة، المنتدى الاجتماعي… والأدهى والأمر أنها كلها مجانية وبدون مقابل وإن هذه الممارسات السالفة الذكر بإمكانها أن تشوش على واقع الإتحاد لكنها لن تتمكن من إيقاف منظمة متماسكة حولها إجماع من مختلف مكونات الحركة الطلابية. –        ختاما نقول للرفيق القيدوم عيب ما تقترفونه، إنكم بصدد الإعتداء على تاريخكم والمصاعب التي عانيتموها طوال مسيرتكم الطلابية وأنت تدرك جيدا أن الإتحاد سيظل على الدوام مستقل ومناضل ولن توقفه هذه الشطحات اللامبدئية.   الإمضاء عضو هيئة فرع بالمرحلة الأولى بكلية العلوم بقابس


 

من وحي عيد الشهداء وقائع … وشهداء في سبيل الحرية

 

 
بقلم: جعفر الأكحل (كاتب وباحث): خنيـس   
                                                  لئن مثلت أحداث 9 أفريل 1938 محطة هامة على طريق الكفاح الوطني بقيادة الحزب الدستوري الجديد، فإنّ روح المقاومة ورفض الاحتلال والوعي بخطورته كانت تحدو الشعب التونسي، بعفوية وتلقائية وبوعي فطري، غير مؤطّر. ومن هذا المنطلق فقد برزت في كل الجهات الحركات الاحتجاجية والأعمال التخريبية والمواجهات مع جيش الاحتلال. ولم يكن استسلام الباي وحكومته والهيئات الرسمية الاخرى القائمة مثل المجلس الكبير وهيئة النظارة العلمية و مشيخة الجامع الأعظم وشيخي الإسلام المالكي والحنفي ومشايخ الطرق الصوفية لينال من هذه الروح بالرغم من حالة التردي الاجتماعي والاقتصادي وتنامي الجهل وانتشار الفقر والبؤس. ويكفي التأكيد على استسلام هيئات العلماء ومشايخ الإسلام وهم قدوة الناس ونخبة البلاد أن الإمام الأكبر بجامع الزيتونة صعد على المنبر في أول خطبة جمعية بعد إعلان الحماية (12ماي1881) ، فألقى خطبته دون أن يتعرّض بأي كلمة رغم هول الحدث الكارثي ومآل البلاد البائس ، والحال أنه كان من الواجب المقدّس إعلان الجهاد انطلاقا من أعلى منبر الزيتونة (1). وبرغم كل ذلك برزت المقاومة الشعبية هنا وهناك، بل وتصدى لها مشايخ الطرق بدعوى عدم جدوى ذلك بعد موافقة سيدنا ، والأفضل الرضا بالقدر المحتوم. فكانت انتفاضة شعبية في كل أنحاء البلاد برغم تواضع الإمكانيات وبرغم قوّة الغزاة وتطور آلتهم العسكرية. ولا بأس بهذه المناسبة من تقديم صور لمظاهر البطولة والفداء من هنا وهناك، حيث تصدى أبناء هذا الوطن للغزاة رفضا للاحتلال رغم تخاذل السلطان. ففي صفاقس، وعند دخول قوات الاحتلال لهذه المدينة في جويلية1881 تصدّى عدد من أحرارها واستشهد المواطنان الحاج محمد معتوق وصالح بوكثير في معركة دامية بوادي الرمل (2)، وفي نفس الفترة استشهد علي بن عمارة من الشرايطية بالقيروان حيث أعدم رميا بالرصاص في القلعة الكبرى بسبب تصديه الباسل للغزاة، وفي نفس الفترة استشهد أيضا ثلاثة أبطال من مدينة القلعة الكبرى وهم فرحات بن عافية و ساسي سويلم وعلي بن أحمد عبيد في معركة كبرى ضمع الجيش الفرنسي قرب بوعرقوب بالوطن القبلي. أما في الكاف والتي منها انطلق جيش الاحتلال برا قادما من الجزائر فقد جرت بها وقائع مشهودة أبدى فيها أبناء الكاف صمودا بطوليا وسقط عديد المواطنين واستشهدوا ومنهم : علي بن عمارة بن يونس ومحمد الماجري الدشراوي ومحمد بن صالح بن عبد الله. وفي الوردانين استشهدا المواطنان عمر بن بلقاسم النايلي وقاسم قريسة في مواجهات مع الجيش الفرنسي خلال شهر أوت1881 وغيرهم كثير(3) مما يؤكّد تجذّر روح المقاومة ورفض الهيمنة على الوطن والدين ، هذه الروح التي كانت إمكانياتها متواضعة ، وبدون غطاء سياسي وبلا قيادة ، حيث اكتفت الهيئات السياسية والدينية القائمة بضمان مصالحها ومواقعها في ظل دولة الاحتلال ، إلاّ قلّة من النخبة فضّلت الهجرة إلى تركيا ومصر والشام(4). ولكن هذه المواجهات سرعان ما توقفت بفضل كلّ العوامل المذكورة، ولكّنها لم تتوقّف تماما ، ثمّ تأسست حركة الشباب التونسي، وبدأت أشكال النضال تتبلور ، وكانت المواجهة الأولى أحداث الزلاّج سنة1911 وحوادث الترامواي سنة1912 ورغم قمع الحركة ونفي قادتها (علي ومحمد باش حانبة ورفاقهما) وتعطيل الصحف وتنظيم حملات اعتقالات واسعة النطاق(5) فقد شهد الجنوب التونسي انتفاضات عارمة ابتداء من سنة1915 وتواصلت بدون توقف إلى سنة1924. وفي هذا الإطار يجدر التأكيد على واقعة رمثة الخالدة (من ولاية تطاوين) حيث حدثت معركة كبرى أدرك فيها المستعمر صلابة أهل الجنوب وشدة بأسهم وصعوبة الحرب بالصحراء . ومن هنا كان قرار اعتبار الجنوب منطقة عسكرية خاضعة لسلطة الجيش. لقد كانت هذه الواقعة كبيرة ومريرة ودامية حيث تواصلت على مدى أيام عديدة لم تستطع خلالها الآلة العسكرية الاستعمارية الانتصار على مجموعة تضم حوالي 200مقاتل وكانت عدّة هؤلاء بنادق ومسدسات ، ومع ذلك أثبتوا للعدو الغازي صلابة في التصدّي واستبسالا في القتال فكانت بحق معركة كبرى جديرة أن تدرّس تفاصيلها في المدارس والمعاهد وأن تكون مصدر إلهام لكل أشكال الإبداع والتعبير.ولقد سقط في المواجهات 55شهيدا ، وأسماء الشهداء مدونة في سجل الشهداء ، وأمكن توثيق أسماؤهم رغم الظروف الصعبة التي وقعت فيها محليا ودوليا (حيث كانت الحرب العالمية الأولى 1914-1918 في أوجها ، فلم يقع الاهتمام بها وكانت الصحافة في تونس في حالة اعتقال بعد حوادث الزلاّج). ولكن هذه المعركة كانت لها تداعيات إيجابية حيث بدأت الحياة السياسية تتبلور بتأسيس الحزب الدستوري عام 1920 بزعامة الثعالبي، ثم تطورت بظهور نخبة جديدة من القادة وتأسيس الحزب الدستوري الجديد بزعامة بورقيبة سنة 1934 حيث دخلت القضية الوطنية مرحلة الكفاح الايجابي على أساس تعبئة الشعب وضبط خطة كفاحية أثمرت بعد ربع قرن فكان النصر والاستقلال وبناء الدولة الوطنية الحديثة التي ننعم بظلالها أحرارا في بلادنا. رحم الله الشهداء ، وكل الذين أسهموا في إنقاذ الوطن وتحريره. قال تعالى » من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمن من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا » صدق الله العظيم.               المراجع والإحالات: (1)-الطاهر المعموري مجلة معالم ومواقع العدد 17 / جويلية 2005. (2)- سجل الشهداء إصدار الحزب الدستوري 1974 (3)- نفس المصدر (4)- جذور الحركة الوطنية د / علي المحجوبي / تونس (5)- نفس المصدر

في ذكرى عيد الشهداء ( 9 أفريل 1938 – 9 أفريل 2008 )

 

تحيي تونس اليوم ذكرى أحداث 9 أفريل 1938 , ذكرى عيد الشهداء. يومها خرج الشعب التونسي بكل أطيافه مطالبا بالإستقلال و خروج المحتل. كلمة السر التي إلتفت حولها تلك الجموع, كلنا فداء لك يا وطن.   لقد إختلطت في ذلك اليوم دماء التونسيين, أطفالا و نساء و شبابا و كهولا. جموع من مختلف المشارب و الإنتماءات و الأجيال, إنها تونس لكل التونسيين, وإنها تونس التي يجب أن نضحي من أجل رفعتها اليوم كما ضحى أسلافنا من أجل إستقلالها بالأمس.   سبعون سنة مرت على ذكرى أحداث 9 أفريل 1938, تظاهر فيها التونسيون للتعبير عن حبهم و تعلقهم بهذا البلد و حماية له من الأجنبي, أما اليوم فنرى تونسيون يرتمون في نفس أحضان ذلك الأجنبي, متنكرين لكل الدماء التي أريقت و الجهود التي بذلت, لقد كان التونسيون يضحون من أجل الوطن أما اليوم فبعض التونسيين يضحي بالوطن.   لقد خرجت تونس من رحم آلام, و على أكتاف رجال و نساء, و من قلوب مفعمة بحب الوطن, إنها القاسم و المشترك, و الغاية و المنطلق. لذلك كان من الضروري أن تتراجع كل الأجندات, الخاصة و الحزبية, لتبقى أجندة واحدة..أجندة تونس..تونس و فقط. و لتكن المنافسة بين التونسيين لأجل إفادتها و خدمتها لا الإستفادة منها و إستخدامها.     في ذكرى التضحية التي نحييها اليوم لحقيق أن تونس تدعوا أبناءها, كل أبناءها أن يجددوا لها الوفاء و الولاء و يساهموا في الذود عن سيادتها و كرامتها و يعتزوا – تحت أي ظرف كان- بالإنتساب إليها. عماد بنمحمد


ورقة التوت كرة الثلج الحارقة!!!!!

 

نصر الدين بن حديد
حين ننظر إلى الواقع الصحفي في تونس، المتردّي أصلا، أو هو في أفضل حالاته، لا يتوافق البتّة مع الصورة التي نريده عليها، وما نريد له من دور، تصدمنا على مدى الأيّام المنقضية عديد الدلالات التي وجب الوقوف عندها، بل الجلوس، إن لم نقل المكوث ما لزم من الوقت، بغية التمحيص والتحليل ومن ثمّة الاستنتاج وأخذ العبرة. نشرت مواطنون في العدد الذي سبق رسالة من أحد العاملين في مؤسّسة الإذاعة والتلفزة، عبّر من خلالها في صدق ومرارة عن الواقع المعيش وما صار إليه الوضع، حين نعلم أن هذا التذمّر وهذه الرسالة لا تمثّل سوى قشّة من كوم تبن أو هي قطرة من محيطات هادرة. أقدم جمع من الزملاء العاملين في يوميّة «لابريس» على تأسيس «لجنة التفكير وإنقاذ لابريس»، وحين نقف عند التسمية فقط، ونعتبر أنّ أعضاءها من أصحاب الكفاءة المهنيّة وممّن عهدنا فيهم الرصانة والتعقّل، نرى أن مجرّد الحديث عن «التفكير» يكشف عن تعطّل العقل في هذه المؤسّسة، أمّا «الإنقاذ» فيكون بالتأكيد دلالة على وصول الأمر إلى درك مهين، كما جاء في متن النصّ. كذلك وجب النظر كذلك ما حدث من تطوّرات خطيرة على مستوى ملفّ تسوية الوضعيات في مؤسّسة الإذاعة والتلفزة، وما جدّ من لغط وعلا من حديث، خصوصًا بعد أن خرج الزميل زياد الهاني عضو المكتب التنفيذي للنقّابة الوطنيّة للصحفيين، في خلاف صريح مع الأعضاء الثمانية الآخرين، واعتبر أنّ السيّد رافع دخيل، وزير الاتّصال والعلاقات مع مجلسي النواب والمستشارين، لم يقدّم وعدًا ولم يطرح التزامًا بتسوية الوضعيّات في اجل أقصاه ستّة أشهر، وأصرّ الزميل في وثيقة قدّمها إلى المكتب التنفيذي على اتّهام المكتب بالتحريف، وقرّر بناء ذلك تعليّق حضوره اجتماعات المكتب… علمًا وأنّ الأعضاء الثمانية يرون ويصرّحون أنّ وعود السيّد الوزير جاءت أثناء اجتماعه بالمكتب مكتملا، ومن ثمّة لا مجال للتأويل أو قراءة الأمور على غير ما جاءت عليه صراحة، لا لبس فيها ولا غبار عليها، وإن كان المكتب يتعامل مع هذا الملفّ بما يلزم من مرونة. حين نرى هذه الأمور مجتمعة، وأساسًا وقبل الولوج إلى منطق التحليل العقلاني أو غيرها ممّن قد يراه العض ويذهب فيه غيرهم، وجب ـ قبل الحديث عن التأويلات القائمة والاقتراحات المقدّمة ـ أن نسأل عن الأسباب التي دفعت بالأمور إلى هذا الدرك؟ هل ما بالإمكان غير ما جدّ وكان هل بالإمكان أفضل ممّا كان؟ لا يأتي السؤال من باب مساءلة الماضي أو السعي إلى إعادة كتابة الوقائع، بقدر ما هو سؤال «افتراضي» عمّا يجب فعله ضمن منطق «الآن وهنا» من أجل وقف هذا التدحرج والوقوف في وجه هذا التدهور الخطير. حين لزم أن ننظر إلى الأمر من زواياه العديدة، ونقلّبه على جميع الأوجه، وجب علينا لزامًا أن نطرح سؤالا على المسؤولين المباشرين ـ خارج منطق التخوين أو عقليّة الاستنقاص ـ يخصّ الأسباب التي جعلتنا جميعًا، لا نرى هذه السحب الداكنة وهذا الإعصار القادم وهذه القنابل الموقوتة التي من الأكيد أنّها ستنفجر ـ أو على الأقلّ بعضها ـ في القريب العاجل. حين يبلغ اليأس والقنوط بالعاملين في مؤسّسة الإذاعة والتلفزة هذا الحدّ، يمكن أن نسأل من باب المنطق، عن الصورة الإعلاميّة التي يمكن أن تخرج من بين أيد هؤلاء؟ حين نرى خيرة العاملين في يوميّة لابريس يتّخذون هذا الخطاب ويقدمون على هذه الخطوة، ونحن نعلم أنّ جميعهم عانى ولا يزال بطرق عديدة، يكون من المشروع أن نسأل عن صورة هذه الصحيفة ومستقبلها، وقد مثّلت إحدى أهمّ المدارس الصحفيّة في تونس. نعلم أنّ عقليّة المؤامرة اجتاحت العقول والتخوين صار هواء نتنفّسه، نعلم أنّنا لا نرى الكأس سوى في نصفه الفارغ. نعلم أنّ العصر بنسقه السريع ومشاكله المتسارعة يجعل التوتّر علامتنا المتميّزة، لكنّ الوضع هنا وهناك بلغ حدّا يجعل السكوت جرمًا والصمت جريمة، بل يوجب علينا أن نصرخ ونصيح ليس في وجه الآخر بالذات، مهما كان هذا الآخر، بل رغبة في القول أنّ هذه البلاد وهؤلاء العباد يستحقون مشهدًا إعلاميا أفضل، إعلامًا نفاخر به ونفتخر بمنجزه، حين صرنا نلاحق القنوات الفضائيّة والمواقع الإعلاميّة، بحثّا عمّا جدّ في البيت المجاور!!! على السلطات العموميّة، أن ترى في هذه الدلائل وكلّ هذه المؤشرات ما هي عليه حقّا من علامة، لا تخبر عن واقع سيء فقط، بل هي مجرّد إنذار عن قادم أشدّ سوءًا… نعيد ونقول أنّ المسالة لا تعني المكابرة، بقدر ما تستحقّ الجلوس إلى طاولة الحوار، بدءا بسماع هؤلاء الذين صرخوا ولا يزالون… هل من مجيب؟؟؟؟ نصر الدين بن حديد  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )  

  

القانون المنظم للترشح للرئاسية مؤشر على مزيد من الانغلاق

 

عمر الماجري احتل مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي المزمع عقده في صائفة هذه السنة حيّزا هاما في خطاب رئيس الدولة في الذكرى 52 للاستقلال. اختارت قيادة التجمع لهذا المؤتمر شعار  » التحدّي  » وعادة ما يقترن رفع التحدي بإقرار وجود مشاكل وأزمات تواجه المتحدي. وبالرغم من أنّ حزب السلطة اختار أن تكون صبغة المواجهة بالمفرد، فإنّ اللغة بالمقابل كثيرا ما تختزل الجمع في صيغة المفرد، وبذلك فإن التحدي يختزل تحديات. السلطة من خلال حزبها أو أجهزتها وعلى العكس من منطق الأشياء عادة ما تختزل الجمع في المفرد فهي لا ترى المشاكل أو الأزمات إلا من زاوية واحدة. ولذلك فإن اختيارها صيغة المفرد في هذه الحالة إعادة إنتاج في سلوكها الدائم في أنها لا ترى المشاكل إلا في أحادية جعل كلّ مشكل يلد آخر. بمنطق السلطة فإن المشاكل التي يواجهها المجتمع التونسي هي مشاكل ظرفية ناتجة عن الإصلاحات الاقتصادية. وهذه الرؤيا الأحادية حجبت عنها رؤية المشاكل في أبعادها المختلفة وفي جدليتها وفي تعقيدات الحلول الممكنة لها. وارتباطا باستحقاق 2009 في جانبيه الرئاسي والتشريعي والذي احتل بدوره حيّزا مهما في خطاب رئيس الدولة، وانطلاقا من مشروع القانون المقترح لتنظيم الترشح للانتخابات الرئاسية تبرز مجموعة من التحديات في علاقة السلطة بالأطراف المشاركة في العملية السياسية. فالأطراف الوطنية شرعت في صياغة خطة توّحد مطالبها وتبلور الإصلاحات التي تطالب بها من أجل انتخابات شفافة تقطع مع مسلسل الانتخابات السابقة، والتي أفقدت العملية الانتخابية مصداقيتها وجعلت قطاعات واسعة من الشعب تعزف عن المشاركة ويبدو أنّ الإعلان من طرف واحد عن القانون المنظم للترشح للرئاسية جاء ليقطع الطريق على كلّ محاولة من طرف المعارضة المستقلة لإقامة جسور حوار مع السلطة وسوى من حيث الشكل أو المضمون فإن هذا القانون يؤشر إلى أنّ مصير انتخابات 2009 لن تختلف عن سابقاتها، بل ولرّبما ستشكل انتكاسة. كان أمام السلطة عدد من المقترحات في خصوص الترشح للرئاسيّة تفسح مجال المشاركة فيها للطاقات الوطنيّة ( أحزابا ومنظمات وأفراد ) ولكنها اختارت أن تبقي على الأوضاع الاستثنائية منذ انتخابات 1994 مرورا بانتخابات 1999 و 2004. وهي أوضاع تمكنها من تحديد من يمثلها ومن ينافسها فقياسا بالتحديات التي تواجه البلاد داخليا وخارجيا فإن مسألة إصلاح الوضع السياسي بالبلاد أصبح مسألة حتمية ومطلوبة. فالجميع يدرك عمق الأزمة التي يواجهها المجتمع التونسي بسبب انخرام المنظومة القيمية، ودخول قطاعات واسعة من الشباب إلى معترك الحياة بما يطرح تجديد الخطاب الثقافي و السياسي والفكري للدولة وللمجتمع ويأتي هذا في وقت تزداد فيه المصاعب الاقتصادية بسبب تفشي البطالة التي أصبحت تمس قطاعات واسعة من المجتمع من حملة الشهائد العليا، ونتيجة الغلاء الجنوني للمعيشة بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية ، والاختلالات الهيكلية للاقتصاد التونسي الذي ازدادت تبعيته وتأثره بالتقلبات العالمية. لقد أصبحت أزمة المجتمع التونسي من العمق بحيث تحتاج إلى مجهود وطني موحدّ يفتح أبواب الأمل ويخلق التفافا شعبيا على مشروع وطني واحد. ولا يمكن لمثل هذا أن يتحقق إلا بفسح المجال أمام كلّ الأطراف السياسية والجمعياتية والطاقات الوطنية للمساهمة في بلورة هذا المشروع. لقد أبدى الكثيرون تخوفهم من أن تدفع عملية اختطاف السياحيين من طرف   » القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي  » السلطة إلى ردّة فعلها العادية نحو مزيد الانغلاق وهو ما يضيف تحديا جديدا في علاقة بالإرهاب الوافد من الخارج وبعلاقة بالقوى الخارجية. إن مسألة الإصلاح السياسي في بلادنا قد تشكل بوابة لتدخلات خارجية تحاول بعض الأطراف  الموالية للسلطة أن تجعل منها فزّاعة تجدد بها خطاب الموالاة للسلطة.  » تحدّي  » التجمع الدستوري الديمقراطي يطرح على الأطراف الديمقراطية  » تحدّيا  » يتمثل في أن تبلور خطتها من أجل إفتكاك حق  » السيادة للشعب  » في استحقاق 2009 . آخذة بالاعتبار حجم التحديات والعراقيل الداخلية والخارجية، ذلك أنّ الرهانات المصيرية تتطلب الوحدة والتضامن والتضحية بالمصالح الفئوية.  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )  


على محكّ الواقع تتربّى الجماهير

الصحبي صمارة يتموقع النضال النقابي بين السياسة والاقتصاد، لاعبا دور المعدّل للتوازنات الاجتماعية باعتباره المنصّة الوحيدة التي تتكفّل بتصفيف العمّال وتنظيمهم وترجمة مطالبهم، بطريقة أساسها سلميّ، إزاء أرباب العمل. وقد قدّمت الترودينيويّة  نموذجا مشوّها للنضال النقابي عندما حصرت دور النقابات فيما هو مطلبي صرف فيما يتماسّ العمل النقابي مع جوهر الخيارت الاقتصادية والسياسية لأي مجتمع. والملاحظ أنّ الحركات النقابية القويّة كانت جدار الصدّ الأوّل أمام الزّحف النّسقي والدائم لأنماط الإنتاج الهرميّة المتعاقبة. وقد قدّمت هذه الحركات في مراحلها الأولى قبل ولادة النظام الرأسمالي، من رحم التناقضات التي هزّت نمط الإنتاج الإقطاعي، دروسا هامّة في النضال ضدّ العبوديّة والإقطاع وتمكّنت مع ظهور الرأسمالية من صقل مواهبها الدفاعية وإعداد أرضية حقوقية ذات مضمون سياسي بعد أن تسلّحت بأدوات التفكير والتعبير التي تسمح لها بإنتاج إجابة مناسبة لكلّ سؤال تطرحه مراحل تطوّر الرأسمالية في سعيها الدائم نحو تحقير العمل الإنساني وإعطاءه صبغة استغلالية. هل انفصل النضال النقابي عن معارك التحرّر الوطني؟ تجيبنا تجربة الشعب الاسكتلندي في نضاله ضدّ الملكيّة الانكليزية التي تحالفت مع كبار الملاّكين. فشعب  » الكوست  » انطلق في نضاله، من أجل دحض الاستعمار الانكليزي، من أرضيّة النضال من أجل الحق في العيش دون إهانات الإقطاعيين والعسكر الملكي، ومن رحم التحرّكات العفوية لمزارعي سهول اسكتلندا ولد الإحساس بوحدة القضيّة التي تتمثّل في النضال من أجل حرّية الأرض والإنسان معا. وفي مراحل الاستعمار المباشر، الذي كان وهو يمارس عملّية التوسّع والهيمنة يقوم بتطوير قدرته على الاستغلال إلى أقسى الدرجات، تربّت الحركات النقابية على التلازم الجدليّ بين النضال اليومي في المصانع والمزارع ضدّ المُلاّك سواء كانوا محلّيين أو أجانب، والنضال السياسي من أجل التحرّر الوطني. ويؤكّد النصف الأوّل من القرن الماضي ما قامت به الحركات النقابيّة من دور تأسيسي لحركات المقاومة والكفاح ضدّ الاستعمار. النصف الثاني من القرن العشرين كان أشبه باستراحة للنظام الرأسمالي من هول ما تكبّده من مقاومة عنيدة للشعوب على المستويين السياسي والاجتماعي خصوصا وأنّ التفكير البشري قد خطّ مسيرة هائلة من الذكاء، بعد التحرّر النسبي من التفكير الخرافي والأسطوري، واتسعت رقعة العقلانية العلميّة التي لخّصتها الاكتشافات التكنولوجية السريعة والمتتالية. وقد تمكّن نمط الإنتاج الرأسمالي من إعادة ترتيب عقله الهيمني متجاوزا قيم حرّية الشعوب وحقّها في تقرير مصيرها ليعتمد هذه القيم نفسها غطاءه في الحرب الجديدة التي عنونتها كبرى الشركات المالية والتكنولوجية بـ »النظام العالمي الجديد ». ودون البحث في نظامية هذا النظام أو فوضاه، عبّرت الرأسمالية الجديدة عن نزوعها الدائم نحو التمركز في قيادة مسار الاستعمار الجديد خالقة مؤسسات قانونية ومنظّمة ومهيكلة تقوم بدراسة فضاءات الربح وممكنات الربح وطبيعة المنافسة بل بلغ الأمر حدّ الاضطرار إلى خلق منافسة ولو بتمويلها واشتقاقها من داخل المركز. ويمثّل البنك العالمي وصندوق النقد الدولي الأدوات المالية الجديدة فيما يمثّل البنك العالمي للتنمية المدرسة المكلّفة بإعادة تأهيل الشعوب وترويضها لنموذج الاستعمار الجديد. هل استعدّت الحركات النقابية للمرحلة الجديدة؟ جدّد توجّه الرأسمال العالمي آليات استغلاله للشعوب وأعطى للمرحلة الجديدة درجة من اللّزوجة التي تُخفي فضاعة نهب المجهود الإنساني تحت ابتسامة اللّوحات الإشهارية وبدلة العمل الأنيقة والنظيفة وجهاز الكومبيوتر توازيا مع أوضاع العمل الشّاق في ظروف شديدة القسوة، فيما لم تجدّد الحركات النقابية آليّات النضال النقابي ولا أعادت تأهيل جماهيرها. فالحركات النقابية في أغلب البلدان التي تعاني أزمة ديمقراطية وحكم وطني احتفظت بنفس المنطق الذي اكتسبته منذ عشرات السنين ولم تتطوّر إلاّ لتصبح مؤسسات تفاوض ضعيفة حيث انعدمت داخلها حميميّة القضايا التي تدافع عنها وأصبحت بمثابة الشيخ الذي يقدّم نصائحا لأبنائه. ورغم أنّه ليس من المنتظر في هذه المرحلة أن تؤدّي الحركات النقابية دور الطلائع التقدّمية ولا أن ترفع الجملة السياسية المطالبة بتغيير أنماط الحكم فإنّه لا يمكن لهذه النقابات التصدّي للمرونة التي يعمل وفقها العقل الاستعماري الجديد إلاّ باستيعاب الآليات التي تحرّكه، واكتناه قدرته على استغلال كافة الظروف لمزيد الهيمنة، حتّى تتسنّى مقاومته.   لقد تمكّنت نقابات بلدان شرق آسيا والهند ونقابات بلدان أمريكا اللاّتينية من وضع حدّ للمسار الذي يتّبعه خطّ الرأسمالية الجديدة والذي يتّجه ساعة انقضاضه الأولى نحو القيم العامة للشعوب قصد تفتيتها وضرب وحدتها وتذريرها واختراقها، فحافظت على توازنها وأدركت أنّها مطالبة بالتسريع في تجديد طرق نضالها وتثقيف الجماهير المتزايدة المنخرطة صلبها. فأوجد النضال النقابي صمّامات أمان للاقتصاديات الضعيفة والمتوسّطة في سعي إلى المحافظة على نسق  يضمن بقاء المشاريع الوطنية والرأسمال المحلّي ذا دور في ضمان حدّ من استقلالية هذه الشعوب. النوع الآخر من النقابات انعدمت إمكانية القرار لديه وأصبح هو نفسه جزءا من منظومة التفويت والخصخصة وخضع إلى ابتزاز لا متناه من الحكومات التي لا تملك قرار اقتصادها ولا تجدول أعماله. وتحوّل بفعل ذلك النضال النقابي إلى أداة لامتصاص الصراع وتأجيله بالتراجع بنسق بطيء فيما يكتسح زحف الرأسمالية الجديدة كلّ الفضاءات التي تترك فارغة حتّى داخل نفسيات الشعوب فما بالك بحقوقها. ينتظر من المنظّمات النقابيّة أن تدرك أنّ الحرب الجديدة هي على درجة من الخطورة بما يجعلها قادرة على نسف كلّ شيء بدءا بالإنسان الفرد ووصولا إلى الإنسانية جمعاء وإنّ أهمّ أسلحتها يتمثّل في الفتك برمزية الفعل الإنساني وهتك رمزية الانتماء الوطني وتدمير رمزية النضال والمقاومة بتسريب الضعف والعبثية داخل كلّ الحصون وأهمّ حصن هو العقل. على محكّ الواقع اليومي تتربّى الجماهير وتتسلّح بأدوات النضال والمقاومة لتحافظ على حقوقها المشروعة وتعي في تلك الأثناء أنّها المسؤولة عنها والضامنة لها لتدرك في مرحلة متقدّمة أنّها المسؤولة أيضا على عبوديّتها وتسعى إلى استعادة حرّيتها.    (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )       

تونس في 07/04/2008 بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 431 على موقع الحق والحريةشكرا لموقع تونس نيوز

بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي  

رسالة إعجاب لرجال الإعلام الشجعان أصحاب المبادئ والقيم في صحيفة لابراس

 

 
 في كل المجتمعات العربية والإسلامية وفي كل عصر ومكان وزمان تبرز خصال الرجال ومواقفهم وجرأتهم وشجاعتهم وتحركاتهم من أجل التغيير ومن أجل الإضافة ومن أجل التطوير والتحسين ومن أجل الكرامة ومن أجل الثوابت. وفي القرن العشرين برزت نخبة في بداية الثلاثينات (1931) لتدافع على الشعب المقهور والمظلوم والمكبوت. وترفع الأصوات بكل شجاعة وجرأة لتقول للاستعمار الفرنسي وقوة الحماية الاستعمارية كفى كفى ظلما وقهرا واستغلال لثروة الشعب وخيراته. وكفى من بطشكم أيها المحتلون الغاصبون. وكان في طليعة الشبان المثقفون الزعيم الشاب المحامي الحبيب بورقيبة رحمه الله. أخذ القلم كسلاح حاد في وجه الظلم والاستبداد ولم يخشى ظلم الاستعمار وبطش المقيم العام وصرامة البوليس الفرنسي وقوات المراقب والقائد. ولم يخاف السجون والمنافي والإبعاد وهذا ما فعله زعيم هذه الأمة المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. الذي ضحى بكل غال ونفيس من عام 1931 وهو في سن الشباب وبدأ حياته النضالية في الصحافة المكتوبة… واليوم أطلعنا على مقال هام ومواقف شجاعة اتخذتها مجموعة من فرسان الصحافة المكتوبة في صحيفة لابراس الناطقة بالفرنسية. ولا غرابة فرسان الإعلام أقلام الشجاعة والجرأة لا تهمهم المادة وارتفاع الأجور بالمقارنة مع غيرهم. ولكن هؤلاء الأسود والصناديد الأشاوس قالوا نحن أبناء تونس الحرة المستقلة التي تنشد الديمقراطية وحرية الإعلام نريد إعلاما حرا نزيها نريد أن نساهم بأقلامنا وأفكارنا وعقولنا ونور المعرفة  والعلم في توضيح الرسالة الإعلامية ومفهوم حرية الإعلام والذود عن الوطن ورفع الصنصرة على مقالاتنا وتحاليلنا ومواقفنا. نريد أن نتحدث على مشاغل شعبنا الأبي. نريد أن نساهم في توضيح بعض التجاوزات. نريد أن يكون الإعلام حر وهادف ومفيد. نريد أن تكون الصحافة المكتوبة لها دورها الفاعل والفصل. نريد أن تكون السلطة الرابعة صاحبة الجلالة كلمتها مسموعة. نريد أن يكون دورنا فاعل وكلمتنا مسموعة. نريد القضاء على التجاوزات بكل أمانة. نريد فسح المجال للكفاءات وأصحاب المقدرة. نريد مزيد الشفافية في المعاملات. نريد دعم الإعلام والانصات لخلجات أهل المهنة. نريد احترام قوانين البلاد ودستورها. نريد رفع المظالم على أصحاب الأقلام الحرة وتقدرها حق قدرها ونعتز بها ونؤيد هؤلاء الفرسان الفاعلين على الساحة. ونتمنى لهم مزيد النجاح والتوفيق. كما نتمنى لأعضاء النقابة الفتية نقابة الصحافيين مزيد الإشعاع والتطور ومواكبة الأحداث العالمية والنهوض بقطاع الإعلام والصحافة المكتوبة حتى تكون بحق تقوم بدورها الفاعل بعيدا عن الشتم وهتك الأعراض والمس من سمعة الناس طبقا لأهداف النقابة وميثاق شرف المهنة… وهذا ما تحرص عليه النقابة من خلال رسالتها حيث خطها أصبح واضحا لا تدخل في شؤون حرية الرأي الآخر بل العكس هذا هو عنوان التطور الإيجابي للسلطة الرابعة صاحبة الجلالة…؟؟؟. ونرجو للنقابة من الأعماق كل النجاح والإشعاع في عصر التكنولوجيا والطرق السيارة. في عصرنا العالم أصبح قرية. قال الله تعالى :  » و قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين  » صدق الله العظيم قال الله تعالى :  » هل جزاء الإحسان إلا الاحسان  » صدق الله العظيم ملاحظة : بفضل هذا الموقع الهام أطلعنا على ما يجري في صحافتنا المحلية ونحن نقدر دور هذا الموقع الممتازو لا انتماء إلا لتونس…. محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354

 

الحوار ليه آداب… حتّى كيف يبدى مع الشباب

 

بقلم: Big Trap Boy

 

عندي برشة مواضيع نحبّ نحكي عليها ولكن إنشالله الوقت يسمح باش نحكي على كلّ شيء. يمكن أهمّ مسألة شدّت الإنتباه المدّة الأخيرة ومنذ الخطاب متاع الرئيس في عشرين مارس هي حكاية الحوار مع الشباب، واللي تمثّل مبادرة أولى من نوعها، على الأقل من حيث الشكل بما أنّها فكرة المنتدى على الإنترنت ما تمّش اللجوء ليها من قبل بالرغم من أنّها فكرة ساهلة وبديهيّة وما تكلّف شيء. هو أنا إلّي ما نفهم شيء في التكنولوجيا وعملت منتدى هاك العام بمناسبة تدوينة المغرب العربي الكبير (وبجاه ربّي قيلوني من حكاية عربي ولاّ موش عربي راهي طلعت من خشمي)، وبالتالي فإنّو أمر كيما هذا من العادي أنّو ما يصعبش على الحكومة أبقاها الله ورعاها ذخرا للوطن، بما عندها ما شاء الله من إمكانيات بشريّة وماديّة ووسع بال تفوق بالتأكيد إمكانياتي ووسع بالي.

 

ما يخفاش على حتى حدّ أنّها البادرة هاذي جات، ويمكن بـ »شيء » من التأخير، كردّة فعل على الظاهرة الكارثيّة متاع تخونيج الشباب والنـزعات المتطرّفة إلّي خلاّت الكثير منّو يشدّ طريق بن لادن والإرهاب، وكيما تشوفو وتسمعوا في كلّ مرّة، هاو واحد من الزهروني كلا راسو في العراق، هاو واحد من حي التحرير مربوط في غوانتانامو، هاو واحد من « جرزونة المناضلة » يحارب في السودان، ومنهم حتّى شلّة الأنس إلّي لمّت بعضها في « مخيّم المصائف السلفيّة » في حمّام الأنف وسليمان، وأمثالهم برشة حبّو يشاركو في نشاط « الكشّافة الإرهابيّة » في بلدان أوروبيّة ودول شقيقة وصديقة.

الظاهرة هاذي خلاّت بعض الأطراف تفهم حاجة ما كانتش صعيبة ياسر على الفهم من أصلها، وهي أنّو الشباب إلّي يعاني من الفراغ على كلّ الأصعدة ويحسّ بالغبن وانعدام الآفاق، يلقى في التطرّف الديني أحسن حاجة يهرب بيها من اليأس إلّي يواجهو والمستقبل التعيس إلّي يتسنّى فيه. كيما شفتو ماهيش حاجة صعيبة على الفهم، أما فمّا ناس فهمها أثقل شويّة من غيرها.

 

العلاقة ما بين الإرهاب والتطرّف الديني وما بين الحوار مع الشباب ما تمّش الإعلان عليها صراحة، ولكن بصفة ضمنيّة تمّ التلميح إلى أهميّة الجزء هذا من الحوار، سواء في الخطاب المذكور إلّي جاء فيه الحديث على نبذ التطرّف، أو في المحاور متاع المنتدى على موقع الحوار إلّي جات فيه منذ إنطلاقه محاور متاع حوار تتعلّق بالتطرّف الديني و »المظاهر الدخيلة » على مجتمعنا من حيث الهندام وغيرو.

 

على كلّ حال وبغضّ النظر عن الجانب هذا وعلى الإنعكاسات الفعليّة لمبادرة الحوار مع الشباب كتظاهرة موسميّة، كيفها كيف الصولد متاع الشتاء، على جاذبيّة التيار السلفي المتخلّف للشرائح الشبابيّة المعنيّة بيه، فإنّو عندي بعض الإحترازات والملاحظات على حكاية الحوار هاذي.

بون، هو باش نكون صريح مع نفسي الدعوة للحوار هاذي ما تعنينيش شخصيّا بما أنّو تمّ توجيهها للشباب إلّي دون الثلاثين سنة، وأنا خوكم فايت الثلاثين بعام وآش وأفكاري بالتالي تنجّم تكون رجعيّة مقارنة مع الجيل الجديد، مع أنّي نشكّ في أنّ فروخ توّة من شباب التعليم الأساسي ما زال عندهم في مخاخهم ما يصلح للبلاد وللعباد، بعد ما تعدّاو على منظومة كاملة للتسطيح الفكري والثقافي، والتسطيح لهنا موش معناه تسطيح الشراب أو تسطيح الكورة فوق السطح، وإنّما التفريغ من كلّ عمق في الشخصيّة والتفكير، بحيث أنّك تلقاهم بكلّهم مصبوبين فرد صبّة، وكيما نقولوها « بازقين في إفّام بعضهم » (نعرف هاذي عبارة مقرفة شويّة ولكن ما نيش أنا إلّي إخترعتها !)، يعني كيف تحكي مع واحد كاينّك حكيت معاهم الكلّ، ولهذا نقترح أنّو ربحا للوقت ياخذو شاب واحد من الجماعة المسطّحين ويحكيو معاه ربيّع ساعة ويكتبو من بعدها مباشرة هالميثاق الشبابي الموعود متاع تصوّر شباب الغد لتونس الغد (على فكرة حكاية تونس « الغد » هاذي توّة عندي قدّاش من عام وأنا نسمع فيها وموش عارف وقتاش باش يجي هالغد هذا، بالله كان واحد يعرف في أنا تاريخ « الغد » باش يبدى يعلمني خلّي نعمل برنامجي).

 

الحقيقة من نهار إلّي سمعت الإعلان عن الحوار والحماس متاعي للأفكار من النوع هذا فيسع ما طفى، على خاطر من الدعوة الأولى للحوار قالّك يا سيدي راكم باش تتحاورو « بكلّ حريّة وإلتزام »، وأنا بصراحة كلمة « الإلتزام » هاذي تذكّرني بالمراكز والمحاضر والخطايا، وزيد ما فهمتش بالضبط كيفاش تجي الحريّة بالإلتزام على خاطر ماشي في بالي الحريّة تعني بالتحديد أنّك باش تحكي من غير قيود وبالتالي من غير إلتزام خارجي عن إلتزامك بالأفكار والأخلاق إلّي إنتي مقتنع بيها، وزايد بالتالي أنّو يقع تذكيرك بالأشياء هاذي متاع « الإلتزام » بما أنّك من المفروض إنسان واعي ومسؤول والحكومة وما أدراك حاجتها باش تتحاور معاك. على كلّ، هذا يمكن يكون مجرّد سوء نيّة منّي أو طبيعتي المتشائمة إلّي ما تخلّينيش نشوف الجانب الإيجابي للمسألة.

 

لكن من جهة أخرى، علاش التشاؤم، فالحوار مع الشباب ماهوش حاجة جديدة في بلادنا، وزيد أنّها المبادرة في الحوار مع الشباب كانت والحق يقال ديما من طرف الحكومة الله يديمها، وذلك سواء بالإستشارات الشبابيّة المتعدّدة أو حتّى بالأسئلة المباشرة للشباب من نوع « ويني بطاقة تعريفك؟ » أو « آش تعمل هنا؟ » أو « آشكوني إلّي معاك؟ » وغيرها من الأسئلة اللّي تأسّس للحوار البنّاء، في حين أنّو الشباب غالبا ما يكون موش في المستوى وما يحضرش في الإستشارات الشبابيّة ويتهرّب من تقديم الأجوبة على الحوارات المباشرة، وكيف يشوف كميونة زرقاء متاع حوار في راس النهج يخطف الدورة من بعيد. الله غالب ما عندوش « ثقافة الحوار »، آش باش تعملّو؟

 

إحترازي الآخر جاء بعد ما إطّلعت على موقع الحوار، وهنا الإشكال يظهرلي هو أنّو في كلّ ميدان وفي كلّ مرّة تصير مبادرة طيّبة أو حتّى شبه طيّبة إلاّ وينبعث حشد أو جمهروش من المتسلّقين ومتعاطي اللغة الخشبيّة باش يركبو على الموجة ويحشروا أنفسهم بالسيف ويفرضو لونهم الباهت وكلامهم الفارغ على الناس الكلّ، وبالتالي فإنّو حتى إلّي باش يعطي كلمة تصلح يعيف روحو في خضم الرداءة واللغة الخشبيّة السائدة ويهزّ روحو ويمشي يشوف مكان أقلّ بلادة. بالطبيعة لهنا نقصد بالذات في الناس المسؤولين على دور الشباب، وهي هياكل عموميّة لو كان جاو المشرفين عليها يخدموا في خدمة تصلح بالحق رانا ماناش في حاجة أصلا باش السلطة المركزيّة تاخذ قرارات من نوع « الحوار مع الشباب » (تصوّروا مثلا في أمريكيا بوش يتلزّ باش يسيّب حرب العراق وأفغانستان وأزمة القروض العقاريّة وركود الإقتصاد ويطلع يقول للأمريكان راني باش نعمل منتدى للحوار مع الشباب على الأنترنات…)، قلت عاد أنّهم المشرفين على دور الشباب وأغلبهم من متعاطي رياضة التسلّق السياسي كانوا أوّل من بعث على المنتدى الإلكتروني بما يعتقدون أنّها مساهمات أو أفكار من أجل تنشيط الحوار مع الشباب، وهي في الواقع لا تعدو أن تكون لغة خشبيّة متاع بروباغاندا سياسيّة أكل عليها الدهر وشرب، وتزيد تفقد كلّ إهتمام بصفة خاصّة كيف يكتبوها ناس عندهم صعوبات لغويّة وفكريّة واضحة.

 

في الحقيقة ما نعرفش إذا كانت المشاركة المكثّفة في المنتدى لممثّلي دور الشباب من مختلف مناطق الجمهوريّة مشاركة عفويّة من طرف المشرفين على المؤسسات هاذي (باش يورّيو قوّة إخلاصهم وتفانيهم في خدمة الشباب) أو إذا كانت بقرار من طرف المشرفين على مشروع الحوار مع الشباب ككلّ، ولكن نحبّ نعلمهم أنّها كانت بداية غير موفّقة بتاتا، وقد تكون أفقدت الحوار مصداقيّتو قبل ما يبدى على خاطر فمّا فرق كبير ما بين الحوار مع « الشباب » والحوار مع « دور الشباب »، فإذا كان المقصود بالحوار الحوار مع دور الشباب فإنّو من الممكن تفادي هالمصاريف الزايدة وتحاوروا معاهم بواسطة المراسلات الإداريّة العاديّة بما أنّها ماهي إلاّ مؤسسات حكوميّة تخدم تحت الحكومة وأيّ سؤال تنجّم تجاوبكم عليه إن شاءت أم أبت، أمّا إذا كان المقصود هو الحوار مع الشباب بيدو وإعطاؤه هالمتنفّس متاع التعبير باش ما يمشيش يفجّر روحو على أولاد الناس ويعمللنا العار قدّام الأمم، فإنّ المشاركات متاع دور الشباب ما عندها ما تعمل ومن المفروض المبادرة بإزالتها من المنتدى وفسح المجال للشباب باش يحكي في المواضيع إلّي تعنيه، على خاطر كيما قلت، كان جات دور الشباب هاذي فيها الخير راهو ظهرت ثمارها من قبل موش من توّة.

 

بالطبيعة عندي كيف الناس الكلّ تساؤلات حول حريّة التعبير في المنتدى بيدو، خاصة في ظلّ وجود رقابة مسبقة على نشر المشاركات، في حين حتى الصحافة المكتوبة ولاّت اليوم تخضع للمراقبة اللاحقة وتنحّى عليها إجراء الإيداع قبل النشر. وبصراحة ومن غير ما نتمنيكو على بعضنا، الناس الكلّ تعرف إلّي فمّا مواضيع ممنوعة ومقصّ خدّام، وما أدلّش على ذلك من حجب المدوّنات الواحدة وراء الأخرى، وإلاّ زعمة المدوّنين المحجوبين ما همش شباب تونسي أو أنّ أفكارهم ماهيش جزء من « الحوار »؟ ظاهرلي تكون أحسن حاجة لإرجاع المصداقيّة للحوار قبل ما نبداو فيه هي برفع الحجب عن المدوّنات متاع الشباب التونسي كخطوة أولى، خاصة وأنّو الحجب هذا طال برشة مدوّنات ما هيش متسيّسة من أصلو ! (بالطبيعة لهنا ما نقصدش أنّو حجب المدوّنات والمواقع المتسيّسة حاجة مقبولة أو أحسن من حجب المدوّنات العاديّة ولكن على الأقل نورّيو أنّو فمّا قبول بدرجة معيّنة ولو كانت دنيا وسطحيّة في حريّة التعبير).

 

مسألة أخرى هنا هي موضوع الدعوة الموجّهة للشباب للإنخراط في الحياة السياسيّة للبلاد، وأنا نفهم كيف الناس الكلّ أنّو ينجّم يكون من مصلحتي الشخصيّة أنّي ننخرط في الحزب الحاكم سواء لقناعات سياسيّة أو لقضاء مآرب أخرى، أما يا خويا كيف نمشي ننخرط مع جماعة المعارضة وتولّي الصحافة بودورو تسبّلي في العرش متاع بابا كلّ يوم والحنوشة تعسّ عليّا نهار وليل آشكون باش يحزّ عليّا؟ نقوللهم شوفو المنتدى ولاّ نجبدلهم نسخة من الخطاب؟ تي ماهو نحكيو المعقول، آش لزّني أنا يا خويا نلعب بعشايا؟

 

وزيد على هذا، بالله كيف تحبّو الشباب يشارك في صنع القرار وفي سياسة البلاد، بجاه ربّي جيبولي وزير واحد عمرو تحت الخمسين سنة باش ما نقولش الخمسة وخمسين أو يمكن حتى الستين… وينو الشباب في صنع القرار؟ ولاّ لازمو الشباب يهدر وبرّة ومن بعد تجي « القرارم » (جمع « قرّوم » بثلاثة نقاط على القاف) تعمل آش يظهرلها صالح لتونس « الغد »؟ زعمة القرارم متاعنا هاذم أذكى من القرارم متاع فرانسا والسويد وأنقلترا إلّي خرّجوهم للتقاعد وجابوا في بلاصتهم وزرة أعمارهم أربعين وآش وثلاثين سنة؟ كيفاش الشباب باش يشارك في صنع القرار وقت إلّي كلّ ما تحلّ الرائد الرسمي تلقى فيه أربعة وإلاّ خمسة أوامر متاع تمديد لمديرين عامّين ومسؤولين فاتو سنّ التقاعد؟ ياخي البلاد ما جابتهم كان هوما وإلاّ باش تاقف بعدهم؟ هاذي مجرّد لمحة عن برشة تساؤلات أخرى يمكن نطرحها على المنتدى لو كان نلاحظ أنّها فمّا نيّة حقيقيّة للحوار الجاد، ما كانش، وعلاش لا، أتوّة نعمل منتدى موازي وخلّي الشباب يحكي عندي على راحتو، ومن بعد أتوّة نبعثولكم الميثاق الشبابي متاعنا بالفاكس.

 

بالطبيعة فمّا فرق كبير ما بين الحوار متاع الناس إلّي تحبّ « تبلور » استراتيجيّة مستقبليّة تقوم على رؤى وتصوّرات متاع كلّ جيل لعصرو ولمستقبلو، وما بين الحوار متاع الناس إلّي تحبّ « تبرول » الشباب بشبه حوار باش يصلّيو عالنبي ويفكّوا علينا من المشاكل والإرهاب وما فيها باس كان يشاركو في الإنتخابات الجاية بما أنّهم بطبيعتهم ما يفهموا شيء ومسطّحين إلى درجة أنّك تنجّم بسهولة تدخّل الواحد منهم بكلّو في الشقّ متاع صندوق إقتراع. إنشالله المستقبل القريب يعطينا إشارات إلى أنّو كلامي غالط

 

(المصدر: مدونة Extravaganza  التونسية بتاريخ 4 أفريل 2008)

الرابط:  http://trapboy.blogspot.com/2008/04/blog-post_04.html

 

 


 

بمناسبة الحوار الشامل مع الشباب: المصارحة والمكاشفة من أجل «تونس أولا» بعيدا عن شعار «أخطى رأسي وأضرب»

 انطلق هذا الأسبوع الحوار الشامل مع الشباب وقد تجنّدت له كل القوى الحيّة بالبلاد من أجل إنجاحه. ويمثّل هذا الحوار الذي سيجوب أرجاء الوطن كافة فرصة مهمّة لمعرفة كيف يفكّر الشباب؟ ماهي حاجياته في المرحلة الحالية والقائمة؟ لماذا يعزف عن المشاركة في الحياة السياسية والجمعياتية؟ كيف يمكن أن نحميه من أشكال التطرّف والتعصب؟   إنّ قرار الرئيس زين العابدين بن علي تنظيم هذا الحوار الشامل مع الشباب ووضوح رسالته إلى شباب تونس يؤكد أنّ رئيس الدولة يدعو الشباب إلى المصارحة والمكاشفة حول كل ما يعتريه من خوف من الحاضر ومن المستقبل… وفي رسالة رئيس الدولة مصارحة بأنّ المرحلة القادمة تستوجب «رؤية واضحة» عن الشباب و»التزاما» حقيقيا بين القوى الحيّة لتشريك الشباب في الفضاءات كافة. والمصارحة والمكاشفة تحتاج إلى الجرأة والصدق في الطرح من أجل «تونس أولا»، فحقيقة الأمور أنّ الشباب التونسي في فترة الألفية الجديدة يعيش عدّة تناقضات وصعوبات مرتبطة بالواقع العالمي المتسّم بسرعة المتغيّرات الاقتصادية والاجتماعية وبروز هجمة شرسة على الهوية العربية واستعمار جديد للعراق واحتلال متواصل لفلسطين ومتاعب متزايدة للعديد من البلدان العربية. هذه الظروف العالمية تؤثر في البنية الفكرية للشباب التونسي اضافة الى قضايا وطنية أخرى سنسردها تباعا. فالشباب اليوم يواجه عدّة صعوبات حول اثبات الذات في واقع شغلي صعب ومعقد للغاية. فعدد الطلبة اليوم فاق الـ 300 ألف طالب وهم يفكّرون في مآلهم ما بعد التخرّج، لكن واقع الشغل الحالي ببلادنا مازال غير مساير لتدفّق المتخرجين في الجامعات التونسية. صحيح أنّ الدولة كوزارات وهياكل أقرّت تشجيعات كبيرة للمؤسسات لتشغيل أصحاب الشهائد العليا لكن هل سايرت هذه المؤسسات التمشّي العام؟ لنقر اليوم أنّ  مؤسسات القطاع الخاص لم تكن مساهمة في تشجيع الشباب العاطل عن العمل والمتخرّج في الجامعة التونسية على الإنصهار ضمن المنظومة نتيجة تفشّي ظاهرة مرونة التشغيل التي لا تضمن الاستقرار الاجتماعي للشاب التونسي. واليوم ونحن على أبواب المفاوضات الاجتماعية للقطاع الخاص يواصل أصحاب العمل استهانتهم بالشباب عندما يقترحون ضمن مطالبهم أنّ فترة التجربة يجب أن تمتدّ إلى 8 سنوات عوضا عن 4 سنوات في حين أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل يطالب بأن تقتصر فترة التجربة على سنتين فقط. هل يعقل إذن أن تتواصل تجربة عامل مختص لديه شهادة عليا من جامعة تونسية مدّة ثماني سنوات؟ كيف يمكن أن نضمن الاستقرار الفكري والاجتماعي للشباب التونسي بهذا المقترح؟ وأواصل الحديث عن دور المشرّع التونسي، في تعزيز غياب الاستقرار الفكري والاقتصادي والاجتماعي للشاب، عندما يقرّ مبدأ مرونة التشغيل واعتماد عقود شغل مرنة لا توفّر الحماية لهذا الشباب من أجل موقع عمل قار ومحترم وبأجرة قانونية، فهل يعقل أن يشغّل القطاع الخاص شبابا متخرّجا بأجور زهيدة تقارب في أغلب الأحيان أجرة «السميقار»؟! أين متابعة هياكل الدولة للمؤسسات التي استفادت من الهبات والقروض المالية والاعفاءات الجبائية لتشجيعها على التشغيل؟ إنّ ما نلاحظه أنّ هذه المؤسسات المستفيدة تستغل هذه الاعفاءات والامتيازات بانتداب شباب ثمه قبل الوصول إلى الأربع سنوات يتمّ طردهم وهو ما يخلق واقعا أكثر مرارة للشباب وقد يضطرهم للتوجه نحو الهجرة المنظمة أو الهجرة السرية أو السلفية أو الانحراف أو الهروب من الواقع للدخول في عالم الروحانيات أو البحث عن طرق سهلة عبر الرشاوى أو الوساطات!! ما أسرده هو من صميم  واقعنا الشبابي التونسي الذي وجد ـ  اليوم ـ فضاءً  للتعبير عن هذه الآراء من خلال الفرصة التاريخية التي أتاحها له الرئيس بن علي الذي دعاهم للجرأة والصراحة وهو ما تحتاج إليه المرحلة المقبلة. على صعيد آخر، مازالت مشاركة الشباب في الحياة السياسية والجمعياتية ضعيفة حيث أبرزت احصائيات أخيرة للمرصد الوطني للشباب أنّ 83 من الشباب لا يهتمّ بالسياسة و73 لا يشاركون في المواعيد الانتخابية و64 لا تعنيهم انتخابات الجمعيات والمنظمات الوطنية!! هذه الأرقام لها دلالات سلبية على موقع الشباب في الحياة السياسية.. وإنّ حمايتهم من مظاهر التطرف والتعصّب تتطلّب البحث عن الأسباب الحقيقية للعزوف، والتساؤل إن كانت البطالة أو مرونة التشغيل هي أحد الأسباب؟ ألا يُوجد صدّ من القيادات داخل الأحزاب والمنظمات حفاظا على مواقعها وامتيازاتها دون التفكير في ضخّ دماء شبابيّة جديدة داخل مواقع القرار؟! ألا يمكن للدولة أن تبادر بتمكين اطارات عليا شابة من أخذ زمام المبادرة داخل الادارة التونسية وصلب مواقع القرار السياسي لأجل خلق نفس شبابي جديد؟ ألا يوجد خوف كبير داخل العائلة التونسية من انضمام أبنائها إلى العمل السياسي والجمعياتي ممّا قد يقلّل من فرص حصولهم على موقع اجتماعي أو قد يؤثر على العائلة ككل وبالتالي نعمل بمقولة «أخطى رأسي وأضرب»؟! إنّ هذه الأسئلة تتضمّن بطبيعتها أجوبة من واقعنا التونسي.. وإنّ مبادرة الرئيس بن علي اتسمت بالجرأة وبالصدق تجاه الشباب الذي عليه اقتناص الفرصة للتعبير بكل حرية ودون خوف.. فلنمكنه من الفضاءات ولنبحث عن مواقع الخلل لأنّ البطالة والعزوف عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية قد ترمي بشبابنا في مستقبل غير معلوم وهو ما وعد به الرئيس بن علي. إنّ هذا الحوار الشامل الذي يترأس لجنته الوطنية الأستاذ الصادق شعبان حوار محمود خصوصا أنّ الأستاذ الصادق شعبان عرف بجرأته في طرح الملفات ولامس ذلك في ندوته الصحفية عندما دعا الشباب إلى الانخراط في نشاط المنظمات والأحزاب والاهتمام بقضايا المجتمع المدني حتى لا تبرز على الساحة رموز وسلوكيات ومظاهر دخيلة على المجتمع التونسي قد يكون شباب الغد غير قادر على احتوائها وغير محصّن ضدّها. مثل هذه الاشارات تؤشر إلى نقاط ايجابية على أنّ الحوار سيكون صريحا والأهم أن تعي كل القوى السياسية والاجتماعية أنّ الشباب يريد أفعالاً وليس أقولا.   غسان القصيبي   (المصدر: جريدة « الشعـب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)

 


 

«ثلاثون» الجزيري: عن تونس والتنوير

على رغم عمله الطويل في المسرح، ظلّ التونسي الفاضل الجزيري (1948) يحلم بالسينما كأداة تعبيرية أكثر مرونةً وشموليةً. هذا الفنّان الذي انفصل منذ التسعينيات عن المسرح بعد حلّ فرقة «المسرح الجديد» التي أسّسها مع الفاضل الجعايبي وآخرين، قدّم العديد من العروض المهمّة في تاريخ المسرح التونسي. وها هو يدخل مغامرة الإخراج السينمائي لأوّل مرة في شريطه المنتظر «ثلاثون» الذي يُتوقّع أن يشارك في مهرجان «كان» هذا العام، علماً بأنّ الجزيري شارك في إخراج شريط «العرس» (مع الجعايبي والراحل الحبيب المسروقي) و«عرب» (مع الجعايبي).   يُعدّ «ثلاثون» الفيلم الأول في تاريخ السينما التونسية المعاصرة الذي ينكبّ على الإحاطة بمرحلة الثلاثينيات في تونس، وهي الحقبة التي شهدت ميلاد الحركة الوطنية في ظلّ الاستعمار الفرنسي. وتُعدّ من أحلك المراحل، إذ كان المجتمع التونسي ونخبته الوطنية المثقفة (بين 1924 و1934) يخوضان معركة لوضع أسس الهوية الوطنية وتحديدها والدفاع عنها من أجل الحرية والاستقلال. وهي أيضاً الفترة الحرجة التي وجدت فيها هذه النخبة نفسها أمام خياري التقليد أو الحداثة.   اختار الجزيري ثلاثاً من أبرز شخصيات تلك المرحلة، تلقت تعليمها التقليدي (جامع الزيتونة)، ثم تمردت على الواقع واحترقت بحلمها الإصلاحي المؤمن بالحرية والتحديث. هذه الشخصيات هي: محمد علي الحامي (تمثيل رامي عفانة) مؤسس أول منظمة عمّالية وطنية تدافع عن حقوق الحركة العمالية في تونس خارج وصاية المستعمر… والمصلح الاجتماعي الطاهر الحدّاد (علي الجزيري ابن المخرج) الداعي إلى تحرير المرأة عبر كتابه «امرأتنا بين الشريعة والمجتمع» (1930). وهو الذي ألّب عليه المرجعية الدينية المحافظة حتى بلغ الأمر تحريض الناس على ضربه وإهانته في الشارع… أما الشخصيّة الثالثة فهي الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي (ماهر الحفيظي) الذي كان بمثابة ضمير الحرية في وجدان الشعب التونسي الغارق في الفقر والجهل والحرمان. وهو بدوره لم ينج من التهميش والمضايقات والجحود في الأوساط الأدبية.   من خلال هذه الشخصيات، أراد الجزيري أن يكون شريطه جداريةً عن المجتمع التونسي في فترة شهدت مقاومة شديدة لدى النخب التونسية بين قوى التغيير الداعية إلى الحرية والحداثة، وقوى التقوقع والرجعية الدينية والقبول بواقع الاستعمار الأجنبي. وهذه الشخصيات الثلاث ستستدعي بدورها شخصيات أخرى بحكم إطارها التاريخي والمكاني، ومن بينها الحبيب بورقيبة (غسان الزرلي) أب الاستقلال ورئيسها الأوّل، والكاتب والصحافي علي الدعاجي (وليد ألنهدي) والشيخ جعيط والشيخ بن مراد والأمير أحمد باي والشاعر جلال الدين النقاش والرسام الروسي الاستشراقي روبتزوف ومحمد بورقيبة وغيرهم من الشخصيات السياسية والفكرية والدينية.   إلا أنّ شريط الجزيري سيركّز على الطاهر الحدّاد الذي أحدث ثورةً اجتماعية في تونس، وخصوصاً أنّ الزعيم التاريخي بورقيبة استلهم منه قوانين تونس الحديثة في مجال الأحوال الشخصيّة، ونضاله الاجتماعي في سبيل تحرير المرأة. ويرى الجزيري أن شخصيّة الحداد أقرب إليه من أيّ شخصية سياسيّة وطنية أخرى، باعتباره المثقف الإصلاحي الذي تفطّن إلى جوهر المشكلة الاجتماعية التي تخترق كامل التاريخ التونسي المعاصر. ويشير الجزيري إلى أنّ الثقافة التونسية المعاصرة تنتمي برمتها إلى هذا المدار الإصلاحي التحرري. ويشدّد على أنّ الفرد التونسي في مواجهة دائمة للخطر الأصولي في حياته اليومية، وعليه الدفاع عن هذا الإرث الإصلاحي الذي تركه الحداد، معتبراً «ثلاثون» مساهمةً فنيةً وفكرية في هذا الاتجاه.   الشريط الذي شاركت في تمويله وزارة الثقافة، هو من أضخم المشاريع السينمائية في تونس، إذ بلغت ميزانيته أكثر من 3 ملايين يورو. وصُوِّر معظم مشاهده في مبنى ضخم مهجور في الضاحية الشمالية للعاصمة، حوّله الجزيري إلى استديو أعيد فيه تصميم المشاهد الرئيسة لمدينة تونس العتيقة. وقد شارك في هذا الشريط أكثر من خمسين ممثلاً وممثلة وأكثر من 150 كومبارس.   (المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)

 

مجدي علام.. نكوص إلى الزمن الغابر

احميدة النيفر (*) ennaifer.hmida@gmail.com   تناقلت وسائل الإعلام الإيطالية خاصة والأوروبية عامة، بمناسبة عيد الفصح، خبر تعميد سبعة من الأشخاص البالغين، من بينهم صحافي من مواليد مصر يحمل الجنسية الإيطالية. قصة دخول «مجدي علام» المسيحيةَ بعد إقامته بإيطاليا لأكثر من ثلاثين سنة كانت أشبه بحملة دعائية غير معهودة. في هذه الحملة، وقع التأكيد أولا على أنه كان مسلما متذمرا من الإسلام، لكونه يعتبره دينا «عنيفا ماديّا ومصدرا تاريخيا للنزاعات»، وأنّه، ثانيا، تحرر فكريّا «من ظلامية العقيدة التي تعطي شرعية للكذب والموت العنيف والخضوع الأعمى للاستبداد». ثالثة الأثافي تمثّلت في أنّ البابا بندكت السادس عشر قام بمراسم التعميد بنفسه ضمن حفل حاشد بروما. فعل ذلك تعبيرا عن موقف جديد للكنيسة تخطّت به «الحذر حيال اعتناق المسلمين ديانتها خوفا من ألا تتمكن من حماية هؤلاء من الحكم عليهم بالموت بسبب ارتدادهم عن الإسلام». لا بد من التذكير أن مجدي علام الذي أصبح يحمل اسم «كريستيان» نشر في أكثر من مناسبة، كتابات عدَّة أيّد فيها دولة الكيان الصهيوني، كما ادّعى الدفاع عن الأقباط «المعذّبين» في مصر، فضلا عن أنّه لم يألُ جهدا في التهجّم على الإسلام والتحريض على مقاومة ما يسميه «الإرهاب الإسلامي» المعادي للحضارة الإنسانيّة. أول ما ينبغي تأكيده في قراءة هذا الخبر هو ذلك التركيز الإعلامي الذي أحاط بتنصّر شخص بهذه الهالة من التقدير، في حين أنّه لم يُعرف إلا بصفته الصحافيّة الساعية إلى الإثارة بكتابات ومواقف استفزازية. كانت مسيرة علام الصحافية تنقّلا بين مجموعة من الصحف، ابتدأها من صحيفة الحزب الشيوعي لينتهي بها إلى الصحيفة الأكثر انتشارا الـ «كورييري ديلا سيرا». لكنه في حركته تلك ظل قلما مشاكسا وحركيّا مشاغبا، يسعى إلى تأييد الأطراف العاملة من أجل تحصين الذات بالتخويف من الأجنبي. استفاد من جو التوجّس من المسلمين الذي نما بعد مأساة 11/9 وما تلاها من أحداث شهدتها أوروبا الغربية منسوبة إلى «التطرف الإسلامي». ذلك التوجّس الذي ركّزته حكومة «بيرلسكوني» اليمينية التي عمّرت فترة قياسية مشجعة حالة من الإسلاموفوبيا وولاء كاملا للإدارة الأميركية في سياستها الشرق أوسطية، تضاف إليه تحالفات مع أقصى اليمين الإيطالي وأطراف مالية وجمعياتية وإعلامية مشبوهة. في هذا المناخ الملبّد والمأزوم، تمكّن علام من إبراز اسمه بفضل «أسلمة» المشاكل السياسية والاجتماعية المحليّة والدولية، بزعمه أن الإسلام مصدر الشرور لما فيه من آيات تحثّ على «الكراهية والحقد والقتل». مثار الدهشة في تعميد هذا الرجل بالذات هو تصريح مسؤولين في الفاتيكان بأنّ «الكنيسة الكاثوليكية تقبل كل شخص يطلب التعميد بعد بحث شخصي متعمّق، وخيار حرّ وإعداد كاف». ما يقلق في هذه الحالة ليس دخول علام المسيحية، فذلك حقّ من حقوقه لا يستطيع أن ينازعه فيه أحد، المحيّر هو أن يقال «إن الكنيسة الكاثوليكية تتحلى بالحصافة فيما يتعلق بتحوّل المسلمين إلى المسيحية». عن أيّة حصافة عبّرت الإدارة البابوية باختيارها هذا؟ هل صدّقت ما يتردد على لسان البعض من نعته بـ «المفكّر» وبأنّه «ألمع معلّق مسلم»؟ ماذا في كتابات هذا الرجل المنشورة من مظاهر الألمعية والعمق الفكري أو البحث الروحي الصادق؟ لا صلة في كل ما أمكن الاطلاع عليه من كتابات علام بالتميّز الفكري أو التوق الإيماني، إنما هي كتابات سياسوية ضعيفة متحاملة، لا ثراء فيها للمسيحية ولا تألّق فيها للروح. كيف يمكن القول فيمن لا يكتب إلا ليعبّر عن قدحه في القرآن وطعنه في المسلمين وقنوطه من موطنه بأنه «معجزة تعبّر عن محبة الله»؟ هل كان في كتاب علام: «تحيا إسرائيل.. من أيديولوجية الموت إلى ثقافة الحياة» شيء آخر سوى التملّق إلى الدولة العبرية، والتمسّح بأعتاب سياسات عدوانية توسعيّة للإدارة الأميركية؟ المحيّر في هذا الملف هو أنّه في الوقت الذي تتوالى الإشارات المشجّعة من قِبَل المسلمين باتجاه المسيحية الكاثوليكية (رسالة النخب المسلمة من أجل حوار بين المؤمنين، وافتتاح كنائس في قطر والبحرين والإمارات، وزيارة الملك عبدالله في نوفمبر الماضي إلى الفاتيكان)، في هذا الوقت بالذات يقع الاحتفاء بكثلكة مشاكس كأنها فتح مبين. السؤال الذي يمكن أن يُطرح هو: ماذا كسبت الكاثوليكية بانضمام علام إليها؟ الأرجح أنّها العودة بخفي حنين، لأن تعميد علام لن يغيِّر من معضلة الكاثوليكية في أوروبا، خاصة في مواجهة توسّع التبشير الإنجيليّ. ثم إن تعميد علام ليس أوّل جرّة كُسرت في الإسلام، فلقد اختار غيره قبله السبيل ذاتها لأسباب مختلفة، لكنهم عبّروا في الغالب عن قدر كبير من المراعاة والتحفظ إزاء من انتسبوا إليهم فيما مضى من الزمن. بعض هؤلاء عبّروا بانضوائهم إلى المسيحية عن إضافة إيمانية وسعي للإثراء الروحي مع الوفاء لماضيهم الإسلامي والتعفف عن أيّة إساءة إليه. ذلك كان شأن رجل من بلاد المغرب هو «جان محمد عبدالجليل» (1904-1979). يعرّفه الباحثون المسيحيون بـ «ذي الوفاءين»: الوفاء إلى ما انتهى إليه اختياره الحرّ باعتناق المسيحية، والوفاء الثاني لتاريخه وجذوره الإسلامية التي وإن لم تُلَبِّ توقه وتطلعه فإنها أسهمت بقدر من الأقدار في صياغة استعداداته الشخصية والذوقية. كانت حياة عبدالجليل مسيحيةً بحقّ لأنها كانت مصداقا حيّا للآية الواردة في إنجيل مرقس التي يخاطب فيها المسيح -عليه السلام- حوارييه سائلا إياهم شهادتَهم فيه وليس ترديد ما يقوله الآخرون عنه: «وأنتم ماذا تقولون عنّي أنا؟». أما كريستيان علام فلا نجد في جوابه عن «سؤال الشهادة» إلا ثلبا وتجريحا للمسلمين وتملّقا سياسويا لا يسمن ولا يغني. تبقى للسؤال السابق صيغة أدقّ هي: هل في موقف الجهات الرسمية الكاثوليكية في هذا التعميد ما يدلّ على وعي بالمتطلبات الدينية في عصرنا المعولَم؟ هل غادرنا نهائيا مواقع السجال الغابر، جدال زمن أبي العلاء حين كان «كلٌّ يعزّز دينه»، لنهتمَّ بالتساؤلات الكبرى المطروحة على أهالي الديانتين اليوم؟ أليس من الأجدى لنا جميعا أن نعترف بالتعددية الدينية وأن نستوعب هذا البعد في بنائنا العقدي والدعوي والتربوي؟ نسأل هذه الأسئلة ونحن نعلم أن في الجانب الكاثوليكي رجالا ونساء أيقنوا أن إيمانهم بيسوع المسيح لا يستنفد كل غنى كلمة الله وسرّه. لذلك التقوا في إثراء متبادل وتنافس شريف مع مسلمين. مع هؤلاء وأولئك يتأسس العيش المشترك، وبهم تزهو الحياة بدفق الحب والرحمة.   (*) كاتب تونسي   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 8 أفريل 2008)  

من أجل تحويل غضب المسلمين إلى طاقة جبارة لرد العدوان على الاسلام: آراء ومقترحات الإعلام هو السلاح الأقوى .. والهجوم أفضل وسائل الدفاع

 
عبدالباقي خليفة (*)   لا شك أن العدوان على الاسلام في الغرب باستهداف مقدساته ،وفي الشرق باستهداف الملتزمين به ،يتم على وتيرة واحدة ،ويصدرمن مشكاة واحدة ،ويهدف إلى غاية واحدة ،وهي أن يكون الاسلام أثرا بعد عين .والنتيجة هي   » والله متم نوره ولو كره الكافرون  » .   محاضرة لبابا الفاتيكان يردد فيها مزاعم قديمة بأن الاسلام لم يأت بجديد ، وأنه انتشر بالسيف ، رغم أن الجديد الذي جاء به الاسلام ، كثير وعظيم بدءا بتجديد التوحيد الخالص الذي شابه الشرك على يد النصرانية واليهودية وانتهاءا بتمجيد العقل وجعله مناط التكليف وأداة البحث والنظر في آيات الله النصية والكونية ،مرورا باخلاق الحرب التي لم يعرف لها العالم قديما وحديثا نظيرا ،إلى جانب حرية الاعتقاد التي أرساها الاسلام ولم تستطع أي ديانة أخرى أن تحقق واحد في المائة منها وذلك في القديم والحديث .   وقد كان خطاب بابا الفاتيكان الذي أخذ شكل ( محاضرة ) تدشينا لمسلسل جديد للحرب الظالمة على الاسلام ، أعقبته الرسوم المسيئة في الدنمارك ، والتي أعيد نشرها ، ثم تكريم سلمان سلمان رشدي على يد ملكة بريطانيا ، ثم تعميد المرتد صاحب سوابق التجسس لصالح الكيان الصهيوني والذي يقيم في ايطاليا منذ 35 سنة ، ثم الفيلم الهولندي وتخرصاته حول القرآن ، ثم المسرحية الألمانية المقتبسة من رواية المرتد سلمان رشدي ، ثم العدوان على أمهات المؤمنين كل ذلك حلقات في مسلسل العدوان ضد الاسلام ومقدساته في أوربا،ولا يزال المسلسل مستمرا ،والاوروبيون يقيسون درجة فعل المسلمين من خلال زيارات مسؤوليهم للبلاد العربية والاسلامية ، وكل تصريحاتهم لا تساوي شيئا ما لم يأخذوا على أيدي سفائهم . .   ردود أفعال في حاجة إلى فعل :    ردود الفعل الاسلامية انقسمت بين الخطابة والكتابة وتسجيل المواقف وتعديد الاقتراحات لكنها لم تتحول إلى برامج لا سيما الجهات المعنية مباشرة مثل الهيئآت التي تشكلت للدفاع عن الاسلام في مختلف البلاد العربية والاسلامية وأوربا .ومن ذلك ما أعلنته المنظمات الاسلامية في أوربا،من تشكيل « جبهة أوروبية « تجمع المسلمين وغير المسلمين ضد ،الاسلاموفوبيا .ولوقف حملات التحريض ونشر الكراهية ضد الاسلام والمسلمين ، مما يذكر بالأجواء التي رافقت حملة الابادة النازية ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية ،على حد قول رئيس المنظمات الاسلامية في أوربا شكيب مخلوف . ورغم أن الفيلم يحاول أن يعطي انظباعا بأن العمليات التي حدثت في مدريد ولندن وغيرها لها علاقة بآيات القرآن الكريم بإخارجها من سياقها التاريخي ،وهو ما يدل على جهل ذلك المتعصب الذي يقف وراء العمل ،والانسان عدو ما جهل ، أويتنزل في سياق الحملات المغرضة التي تجحد فضل الاسلام على سائر الأديان والثقافات ،ونحن هنا أمام جحود ،ومحاولة لركوب موجة العداء للاسلام والتقرب من الصهيونية ،وكما قال رئيس اتحاد المنظمات الاسلامية في أوربا شكيب مخلوف  » ليس المسلمون من اضطهدوا اليهود وذبحوهم في أوروبا وإنما اليمين المتطرف في ألمانيا وأوروبا بشكل عام، بل إننا نستطيع القول إنه ليست هناك حضارة تعاملت بتسامح مع اليهود مثل الحضارة الإسلامية، حيث عاش اليهود أربعة عشر قرنا في ديارنا بأمان، ولما أخرجهم واضطهدهم أجداد هذا البرلماني الهولندي من الأندلس لم يلجأ اليهود إلى أي مكان إلا بلاد الإسلام، لأنهم كانوا يعلمون أن في بلاد المسلمين يمكنهم أن يعيشوا في سلام « وقال  » تقنيا نحن في الحقيقة لسنا أمام فيلم، ولكننا أمام عملية جمع للصور ولبعض النصوص المقطوعة من سياقها والتي ترتبط بسياقات معينة، وتوظيفها بطريقة خبيثة لإشاعة معنى أن القرآن هو دين العنف والدماء و المجازر » فهو  » يتعلق بإغفال كامل لسياقات نزولها وشروط تطبيقها، فالبرلماني يقدم هذه الآيات على كونها دعوة لقتل كل كافر، وهذا غير صحيح، لأننا عندما نعود إلى تاريخ الرسول نجده كان يجاور الكافر  » وخطورة الفيلم لا تكمن في قوة حججه فهي متهافتة ولا تقف على أرض صلبة ولا تقوى على مقاومة التفنيد لكن  » الأكيد أن الفيلم عندما يشاهده العوام سيقوي نزعة التخوف من الإسلام عندهم وينشر الإسلاموفوبيا، بيد أن هناك أمورا غير متوقعة قد تنتج، وهي أن الغربيين سيسارعون إلى المكتبات لشراء القرآن، وقضية الرسوم الدنماركية الأخيرة أثبتت أن عمليات اعتناق الإسلام قد نمت بعد نشر هذه الرسوم، أي أن هناك رد فعل معاكس لما يردده أمثال هؤلاء  » ويقوم صاحب  » الفيلم « بجمع الآيات التي تتحدث عن المعارك والجهاد ويخرجها من سياقها التاريخي الذي نزلت فيه ويلصقها بأعمال مدانة من غالبية المسلمين على غرار تفجيرات مدريد ولندن وأعمال أخرى في العراق وفلسطين من أجل إثبات أن القرآن كتاب يحض على العنف .   وقال الدكتور محمد موفق الغلاييني عضو مجلس أمناء اتحاد الأئمة بأمريكا الشمالية: « إن مضمون فيلم فتنة لا يطابق الواقع والتاريخ، خاصة فيما يتعلق بكراهية اليهود والحض على قتلهم  » وتابع « لو كان الإسلام أمر بقتل اليهود والنصارى لما بقي أحد منهم في بلاد المسلمين على مر التاريخ، فأينما ذهبنا في بلاد الشام وإفريقيا وفي إسبانيا إبان الحكم الإسلامي لوجدنا اليهود والنصارى عاشوا بجوار المسلمين في سلام وأمان  » كما أن « هناك حادثة تاريخية فريدة لا يمكن إنكارها تؤكد كذب ادعاءات الفيلم، وهي أنه عندما اضطهد اليهود على يد القوات المتعصبين بإسبانيا نزحوا إلى تركيا، حيث رحب بهم الخليفة العثماني، ومكنهم من العيش بسلام في أنحاء الدولة العثمانية  » وقال الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة: « إن ما نسبه الفيلم للقرآن من أنه يحض على قتل اليهود، يناقض ما أرساه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة المنورة، حيث وضع دستورا أمن فيه اليهود على دينهم وأنفسهم وأعراضهم  » و »ا استند إليه الفيلم من عمليات لفدائيين فلسطينيين داخل إسرائيل، هو محاولة خلط متعمد بين حق المقاومة المشروعة للمحتلين، وهو حال الفلسطينيين مع الإسرائيليين، وبين العنف الذي يدعيه، مع أن القانون الدولي يفرق بينهما  » .   ودعا محمود الدبعي رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية بالسويد مسلمي هولندا إلى « الضغط نحو سحب الثقة من فيلدرز وبقية نواب حزبه في البرلمان؛ بسبب الفيلم المسيء للشعب الهولندي قبل أن يكون مسيئا للمسلمين الموقف الأوروبي في منتصف الطريق :    الاتحاد الاوروبي من جهته حاول أن يبدو محايدا في قضية لا تقبل الحياد ، إذ أن الفيلم كان منحازا ولم يعرض وجهة نظر الاسلامية حول ما جاء في ( الفيلم )  » نشدد على مبدأ حرية التعبير في أوروبا غير أن هذا يجب أن يتم في إطار اللوائح القانونية والقضائية، كي نضمن أن تلك الحرية لا تستخدم من أجل الإساءة للأديان والأعراق  » ووصف المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان الفيلم بأنه « مقيت » وقال في بيان: « إنه ببساطة مجرد دعاية سياسية لخدمة المتطرفين  » كما عرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن قلقه من أن الفيلم قد يتسبب في تفاقم الوضع الأمني للقوات الأجنبية في أفغانستان ومن بينها 1650 جنديا هولنديا بعد تهديدات وجهتها حركة طالبان باستهدافه . لذلك سلمت الحكومة الهولندية الإثنين 24-3-2008 م عن طريق سفيرها في مصر رسالة رسمية إلى الأزهر الشريف تتبرأ فيها من محتوى الفيلم، وجاء بالرسالة أن « رأي فيلدرز لا يمثل رأي الحكومة الهولندية في هذا الموضوع، وأن فهمه وإدراكه للإسلام لا يمثل منظور أو سياسة الحكومة الهولندية بأي شكل من الأشك كما رفض رئيس وزرء هولندا الفيلم .   وعلى صعيد امعكاسات نشر  » الفيلم  » تراجع مستوى التأييد لحزب الحرية بعدما بث جيرت فيلدرز اليميني المتطرف الذي يرأسه فيلمه المعادي للقرآن والذي أثار انتقادا واسع النطاق في كل أنحاء العالم .وأظهر الاستطلاع الذي أجرته وكالة « سينوفات » الهولندية أن الحزب لن يحصل سوى على 10 مقاعد بالبرلمان الذي يضم 150 نائبا ما إذا أجريت الانتخابات اليوم مقابل 12 مقعدا رشح لنيلها في الاستطلاع الذي جرى الأسبوع الماضي، يشار إلى أن حزب الحرية يشغل حاليا 7 مقاعد في البرلمان الهولندي .   وبينما كان العالم يتحدث عن الاساءة الهولندية الجديدة ، وفي عملية تشتيت للانتباه و » كثرة الضباء على حراش  » جرى عرض مسرحي مأخوذ عن رواية سلمان رشدي « آيات شيطانية » في بوتسدام قرب برلين بألمانيا . وقالت   نورهان سويكان المتحدثة باسم المجلس المركزي للمسلمين في المانيا إن المسلمين يؤمنون بحرية الصحافة وحرية الرأي لكننا منزعجون من تزايد الاستفزازات والاهانات ضدنا حديثا. لا أريد حظر (المسرحية) لكن يمكنك توقع احتجاجات من المسلمين، ليس من المتوقع ان يتسامحوا مع كل شيء  » .   المقترحات والمبادرات :   لخطة الاوروبية تهدف كما أعلن عنها إلى تشتيت جهود المسلمين إلى درجة تخيلوا فيها استسلام المسلمين وعدم قدرتهم على الاحتجاج وإصابتهم بالبلادة . ولذلك فإن ردود الأفعال الحقيقية هي التي تأخذ شكل المؤسسات ، وترد على الاعتداء بمثله ،دون تجريح أو كراهية بل من منطلق الحب للنصارى وتبصيرهم بالحقيقة التي يجهلونها ويرفضونها تكبرا وجحودا . وسنسرد الآن جملة من المقترحات والمبادرات الفعالة لرد العدوان .   1 ) طباعة ونشر القرآن الكريم باللغة الهولندية و الدنماركية و الألمانية إلى جانب اللغات الاوروبية الأخرى مع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومطويات تضم ردود على ما يتخرص به الذين لا يعقلون   2 ) استخدام نفس الأسلوب الذي يعمد إليه أعداء الاسلام والمسلمين ، وهو الافلام القصيرة والرسوم . فالرد على الرسوم الدنماركية يجب أن يكون بالرسم مثل توزيع رسوم عن كنيس يهودي وكنيسة نصرانية ومسجد للمسلمين جميعها مكتظة بالمصلين ثم يقف ثلاث من الخارجين من دور العبادة تلك ويقفون أمام صورة افتراضية لعيسى عليه السلام ، يشير النصراني لصاحب الصورة ويقول هذا إلهنا . ثم يشير اليهودي إليها ويقول  » هذا لقيط ابن زنا وأمه زانية . ويقول المسلم هذا عيسى ابن مريم رسول الله عليه وعلى نبينا السلام . ويمكن تحويل هذه الرسوم إلى فيلم يعرض الكنيس والكنيسة والجامع وينقل بالصوت و الصورة مواقف الأطراف الثلاثة من عيسى وأمه عليهما السلام . ويمكن إعداد أفلام عن مجازر الفلسطينيين وما تقوله التوراة المحرفة . كذلك الموقف من الابادة التي يحرمها الاسلام حتى فيما يتعلق بالحيوانات  » لو لم تكن الكلاب أمة من الامم لأمرت بقتلها  » مقابل دعوة التوراة لقتل الامم صغارا وكبار ذكورا وإناثا . إضافة لافلام قضيرة تتحدث بلصوت و الصورة والارقام عن آلم المسلمين في البوسنة وكوسوف والشيشان وكشمير وجنوب لفلبين وبورما وتاياند وغيرها . وما جرى لهم في الهند وأثيوبيا وغيرها . ( يمكن أن نتعاون مع أي جهة تريد نصوصا مكتوبة )   يمكن أيضا التطرق للمساوة بين بني البشر في الاسلام ، واعتبار اليهود أنفسهم شعب الله المختار ، سواء في أعمال الكاريكاتير أو الافلام القصيرة وبثها على الانتنرت وتوزيعها في كل مكان .   3 ) إنشاء جامعة إسلامية لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام، بحيث تنشر روائع هذا الدين في أبحاث علمية   4 ) إحياء كل مبادئ الإسلام وجعلها واقعا، وإنشاء ألعاب إلكترونية ترسخ سيرة السابقين من المسلمين الأوائل، 5) إضافة إلى نشر القيمة الإعجازية للقرآن، وتحليل الأبحاث التي تهاجم الإسلام والرد عليها   6 ) يجب أن نعيد إنتاج فيلم الرسالة لمخرجه مصطفى العقاد بجميع اللغات الأوروبية وتوزيعه بالملايين على الأوروبيين ، حتى نعرفهم بحقيقة الإسلام ضد أمثال هؤلاء الحاقدين على الإسلام والمسلمين من أمثال البرلماني الهولندي   7 ) انتاج أفلام عن الفضائع التي ارتكبها الغربيون أثناء احتلالهم بلاد المسلمين ،وآخرها العراق أو غيرها من الاوطان سواء في آسيا وافريقيا وأميركا واستراليا وأوربا . ولما لا ما تعرضت له المدن الألمانية والبريطنية وغيرها من دمار أثناء الحرب العالمية الثانية .   8 ) المقارنة بين مساجد المسلمين التي تضم كل بني البشر من الاعراق والقوميات والكنائس المقسمة بين سود وبيض في أميركا .وربما نجعلهم أكثر انسانية بتذكريهم بذلك ونحقق فضلا اسلاميا جديدا عليهم .   9 ) أمر في غاية الأهمية وهو اعتماد منهج لدراسة النصرانية دراسة نقدية بناءا على الانجيل نفسه وما قاله الباحثون الغربيون حول الأمر لمواجهة العدوان بما في ذلك التنصير الذي يستخدم أساليب رخيصة في رد المسلمين عن دينهم ومن بينها قلب الحقائق و الكذب ووصل ذلك لفبركة أفلام تنال من عرض علماء الأمة .   10 ) بعث قناة فضائية اسلامية بلغة أي دولة يتم فيها العدوان على الاسلام ومقدساته ، وليكن ذلك من الاهداف بعيدة المدى . والطلب من لمسلمين الانفاق على نصرة الاسلام وهو أفضل من التظاهر في الشارع والدعوة لموت أعداء الاسلام وعوضا عن ذلك ندعو لهم بالحياة في ظل الاسلام .   مبادرات عملية :   وهناك حملة إسلامية هولندية سعودية مشتركة مشكورة تحت شعار « نصرة القرآن الكريم من الانفعال إلى الفعل » لمواجهة الأكاذيب التي وردت في الفيلم الهولندي   وستوزع كتب الشيخ أحمد ديدات من خلال المساجد ومراكز تجمعات الهولنديين، وذلك بمعاونة عمدة أمستردام يوب كوهين، والذي رحب بالمبادرة، وأكد على دعمه ومساندته لها من أجل مجتمع التعايش السلمي بين كافة الأديان بهولندا . و سبب اختيار كتب الشيخ ديدات لترجمتها للهولندية وتوزيعها لمواجهة أكاذيب فيلم « الفتة » الذي يصف القرآن الكريم بالفاشية، هو أن « الشيخ ديدات معروف، وله رحلة طويلة وصولات وجولات في الدفاع عن الدعوة والإسلام، والتصدي لخصوم الإسلام بالحجة والبرهان، وسلاح المناظرة  » وسيتم من خلال الحملة، توزيع 50 ألف نسخة مجانا من كتاب الشيخ أحمد ديدات « المسيح عليه السلام في الإسلام والقرآن » الذي قامت دار »البينة » للنشر والتوزيع والبرمجيات لصاحبها عصام المدير بطباعة ترجمتها مجانا باللغة الهولندية ،وسيتم خلال الحملة أيضا توزيع أعداد أخرى مترجمة من كتب الشيخ أحمد ديدات، قام بترجمتها الهولندي المسلم الداعية عبد الجبار فاندي فين الذي اعتنق الإسلام منذ 16 عاما .   كما أن الحملة بصدد طباعة ترجمات أخرى لكتب الشيخ ديدات وتوزيع أعداد منها مجانا في هولندا، وعلى رأسها  » محمد صلى الله عليه وسلم.. الخلفية الطبيعية للمسيح عليه السلام »، و »الإله الذي لم يكن » ردا على تأليه الكنيسة للمسيح، وكتاب « هل الكتاب المقدس كلام الله » ردا على حركات التنصير ودعايته.  وذلك بمساعدة عدد من المنظمات والمؤسسات الإسلامية بهولندا، منها: المركز الثقافي الإسلامي، والمركز الإسلامي الدولي الهولندي للدعوة، ومؤسسة « مسجد التوحيد » بالعاصمة أمستردام، و برعاية منظمة أصدقاء « بيت ديدات للدعوة » ومقرها جنوب إفريقيا، والتي يمثلها الداعية يوسف ديدات .   (*) كاتب عربي مقيم في منطقة البلقان   (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 6 أفريل 2008)  

 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.