الثلاثاء، 6 يوليو 2010

عشرة أعوام من الإخبار اليومي عن وطن يعيش فينا ونعيش به وله… من أجل تونس أرقى وأفضل وأعدل.. يتسع صدرها للجميع…  

TUNISTUNISNEWSNEWS

10ème année, N°3696 du 06. 07 .2010   

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


المرصد:الحكم على بوكدّوس بالسجن 4 سنوات نافذة على إثر محاكمة جائرة

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي: إعــــــلام

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

   السبيل أونلاين:ضغوط من البوليس السياسي لإخراج بوكدوس من المستشفى

اللجنة التونسية لحماية الصحفيين:ندعو السلطة إلى إيقاف التتبعات الأمنية والقضائية ضد الزميل بوكدوس

السبيل أونلاين:الناشط السياسي نزار بلحسن يشتكي من مضايقات البوليس وعناصر الحزب الحاكم

الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات – بيان إلى الرأي العام :إلى متى…

كلمة:صدمة أوروبية من قانون الأمن الاقتصادي التونسي

الصباح:فرع صفاقس للمحامين:محفوظ رئيس جديد، وفوز ساحق للقائمة المستقلة

الدكتور لمين الزيدي مصاب بكسور في الجمجمة والرقبة تعرض لها في السجن

اريبيان بزنس:تقرير: اختراق لحسابات بريد غوغل في تونس

كلمة:حادث مروع بين حافلة والميترو الخفيف

رويترزتونس تخطط لتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 5.5 بالمئة حتى 2014 .

  الصباح:البطالة والانحراف يتهددانهم أكثر من 34 ألف تلميذ انقطعوا عن الدراسة في 2009

الصباح:من الذاكرة الوطنية..بورقيبة: ولى عهد العروشية… والفروسية رياضة لا غير

قدس برس:تونس: شركة إنتاج سينمائي تشكو من عراقيل في وجهها لتصوير فيلم سياسي

السبيل أونلاين :أناشيد تونسية..كفّي يامي من الدمعات..شعب الخضراء ووطني كفيف

عبدالحميد العدّاسي:أيكون رمضان المعظّم أوّل من يحاكم بالفصل 61 مكرّر؟!

آمال موسى :النقاب في خدمة الحجاب

بحري العرفاوي :في ثقافة النصح وسخافة المدح

العجمي الوريمي :التنوير واحداً ومُتعدداً

فهمي هويدي :التركيع بالتوقيع.. قراءة في « سورة المصالحة »

«دير شبيغل»: القذافي يستعد لزيارة غزة عبر مصر

القدس العربي: مصر ترفض تصريح لكلينتون عن تضييق الحكومة على مؤسسات المجتمع المدني

القدس العربي:مبارك في زيارة مفاجئة لفرنسا قد تشمل فحوصا جديدة وجمال يعود الى الواجهة السياسية استعدادا للانتخابات

شريف عبدالغني:جمال مبارك.. و«بتاع البطاطا»!

الجزيرة.نت :أزمات أوروبا تهوي بقادتها

الجزيرة.نت :الفساد يهدر ثلث الناتج القومي العربي


 Pour afficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

ماي2010

https://www.tunisnews.net/18Juin10a.htm


الحكم على بوكدّوس بالسجن 4 سنوات نافذة على إثر محاكمة جائرة


قضت اليوم محكمة الاستئناف بقفصة في حق الصحفي الفاهم بوكدوس بالسجن 4 سنوات نافذة من أجل « تكوين عصابة إجرامية من شأنها « الاعتداء على الأشخاص وبممتلكاتهم »؛ وقد جاء هذا الاتهام على خلفية تغطية بوكدّوس لقناة « الحوار التونسي » للتحركات الاحتجاجية الشعبية التي عرفتها منطقة الحوض المنجمي بقفصة خلال سنة 2008. وقد رفضت المحكمة طلب تأجيل الجلسة المقدّم من الدفاع في خرق واضح لمجلة الإجراءات الجزائية، لتصدر بذلك حكمها دون تمكين الدفاع من الترافع، رغم تقديم الدفاع لوثائق طبية تثبت أن الفاهم بوكدّوس قيد العلاج حاليا بقسم الأمراض الصدرية بمستشفى فرحات حشاد بسوسة وأن حالته لا تسمح له بالتنقل. كما تمّت محاصرة قصر العدالة بقفصة من قبل أعوان البوليس السياسي الذين منعوا الصحافيين والمراقبين المحليين من الدخول إلى المحكمة. وفي الليلة التي سبقت المحاكمة، عمدت أجهزة البوليس إلى الضغط على طبيب مساعد استغلّ غياب الطبيب المباشر ورئيس القسم ليمضي على خروج بوكدّوس من أجل إكراهه على المثول أمام المحكمة. وأمام احتجاج هذا الأخير، ومع مجيء رئيس القسم، وقعت إعادة المريض إلى المشفى من أجل العلاج. وقد أكّد طبيبه المباشر أن حالته لا تسمح له بتحمّل التنقل إلى قفصة من أجل حضور المحاكمة. وقد أكّد الفاهم بوكدّوس من سريره بالمستشفى للمرصد: « أنا أتوقع أن يأتي البوليس في أي لحظة لانتزاعي من سرير المستشفى ويلقي بي في غياهب زنازينه الجهنمية، وسأتقبّل بشجاعة هذا الحكم الجائر لعدالة تتحرّك بالتعليمات، لكن يهمني أن يعلم الجميع أن حياتي في خطر وأنه من الوارد جدا أن يقودوني إلى الموت » إن المرصد: يعتبر أن هذه القضية هي قضية رأي أخرى من أجل تجريم ومعاقبة نشاط صحفي عادي محمي بالقوانين التونسية والدولية. يدين بشدّة هذا الحكم الجائر الصادر على إثر محاكمة بدون مرافعات ودون أن يمكّن المتهم من تقديم وسائل دفاعه، ويطالب بإلغائه. يحمّل السلطات التونسية كل تردّ يمكن أن يطال صحّة الفاهم بوكدّوس أو حياته. عن المرصد الكاتب العام سهام بنسدرين


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 6   جويلية 2010  إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام


أقرت محكمة الاستئناف بقفصة اليوم الحكم الابتدائي في حق الصحفي الفاهم بوكدوس والقاضي بسجنه لمدة أربع سنوات مع النفاذ. في جلسة اليوم، قدم محاموه شهادة طبية للمحكمة  تثبت خطورة الوضع الصحي للسيد بوكدوس ، الموجود حاليا بمستشفى فرحات حشاد بسوسة بعد تدهور صحته  يوم الجمعة الماضي ،أين يخضع لعلاج مكثف نتيجة إصابته الحادة في الرئتين  والجهاز التنفسي, وطالبوا بتأجيل الجلسة  إلى غاية تحسن ظروفه الصحية  لكن النيابة العمومية رفضت التأجيل وطالبت بالتصريح بالحكم.   للتذكير فقد جرت محاولة لإخراجه من المستشفى أمس لولا تدخل أطبائه المباشرين الذين أكدوا على ضرورة بقائه للمتابعة وأن مغادرته الآن تنجر عنها عواقب خطيرة على صحته. اللجنة الوطنية التي تخشى أن تكون السلطة تخطط لنقله من المستشفى إلى السجن رغم وضعه الصحي المتدهور  ، تستنكر هذا الحكم  القاسي وتطالب ببقائه بالمستشفى للعلاج  خوفا على حياته  وتجدد مطالبتها بإنهاء كل الملاحقات الأمنية والقضائية في حقه ، لأنه لم يقم إلا بعمله الصحفي حين نقل وقائع الحركة الاحتجاجية بالحوض ألمنجمي.

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني:liberte.equite@gmail.com تونس في 24 رجب 1431 الموافق ل 06 جويلية 2010 أخبار الحريات في تونس  


1) محكمة الاستئناف بقفصة تقضي بسجن الصحفي الفاهم بوكدوس 4 سنوات: قضت محكمة الاستئناف بقفصة نهار اليوم الثلاثاء 06 جويلية 2010 على الصحفي الفاهم بوكدوس بالسجن مدة 4 سنوات على خلفية تغطيته الإعلامية لحراك الحوض المنجمي بالجنوب الغربي التونسي وخصوصا الأحداث الدامية بمدينة الرديف سنة 2008 لفائدة قناة الحوار التونسي. وكانت المحكمة الابتدائية بقفصة قضت بسجنه مدة ست سنوات وبقي بحالة سراح نظرا لتدهور حالته الصحية علما بأنه مصاب بداء الربو، وقد علمت المنظمة أن الصحفي الفاهم بوكدوس يرقد الآن في المستشفى بعد إصابته بأزمة ربو حادة. وحرية وإنصاف تستغرب الحكم الصادر عن محكمة استئناف قفصة ضد الصحفي الفاهم بوكدوس بعد أن تم الإفراج عن كل المعتقلين المتهمين في قضايا الحوض المنجمي وتطالب بوضع حد لهذه المحاكمات التي تستهدف الإعلاميين والمعارضين السياسيين. 2) احتجاز الكاتبة والصحفية زكية الضيفاوي لمدة ساعة ونصف بالمطار: قام أعوان البوليس السياسي بمطار تونس قرطاج مساء اليوم الثلاثاء 06 جويلية 2010 باحتجاز الصحفية زكية الضيفاوي لمدة  ساعة ونصف وتم إخضاعها إلى تفتيش دقيق ومهين وإجبارها على التعري ، في إطار تطبيق سياسة يائسة وبائسة لمعاقبة الإعلاميين والمعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يسافرون إلى الخارج للمشاركة في تظاهرات ونشاطات تنظمها المعارضة خارج البلاد. وحرية وإنصاف تدين بشدة سياسة العقاب التي يتوخاها جهاز البوليس السياسي ضد الإعلاميين والمعارضين السياسي والمدافعين عن حقوق الإنسان. 3) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


ضغوط من البوليس السياسي لإخراج بوكدوس من المستشفى


السبيل أونلاين – تونس   قال الصحفي التونسي الفاهم بوكدوس في ارسالية قصيرة عبر الهاتف النقال ان عناصر البوليس السياسي يمارسون ضغوطا على الأطباء في مستشفى فرحات حشاد بمدينة سوسة (الساحل) بهدف اخراجه من المستشفى الذي نقل اليه على جناح السرعة يوم السبت الماضي .   واشار بودكوس أن ذلك يأتي قبيل انعقاد جلسة محاكمته يوم07 جويلية الجاري .   من جهتها أكدت عائلته أنه « كاد يتعرض إلي جريمة قتل » بعد أن قرر طبيب داخلي إخراجه من المستشفى رغم أنه كان يتقيأ دما ، وأكدت أن القرار في مثل هذه الحالات يعود إلي الأطباء المباشرين أو رئيس قسم الأمراض الصدرية وليس الى الطبيب الذى اتخذ القرار ، ووصفت عائلة بوكدوس القرار بأنه « قرارا مريبا » .   وقالت العائلة أنها الأطباء المختصين أكدوا أن حالته تستدعي مراقبة مباشرة وأن مغادرته المستشفى في هذا الوقت يعدّ مجازفة كادت تنجر عنها مضاعفات خطيرة.   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 06 جويلية 2010 )


اللجنة التونسية لحماية الصحفيين ندعو السلطة إلى إيقاف التتبعات الأمنية والقضائية ضد الزميل بوكدوس


علمت اللجنة التونسية لحماية الصحفيين أن محكمة الاستئناف بقفصة ثبتت الحكم الابتدائي الصادر ضد الزميل الفاهم بوكدوس والقاضي بسجنه لمدة 4 سنوات نافذة. ومعلوم أنه قد تعذر على الزميل الفاهم بوكدوس حضور المحاكمة بسبب حالته الصحية التي تدعو إلى الانشغال، وهو يقيم منذ يوم الجمعة الماضي بمستشفى فرحات حشاد بسوسة ومهدد بالرمي به خارجه, مما سيعرضه، دون شك، إلى الاعتقال الفوري. إن اللجنة التونسية لحماية الصحفيين إذ تعبر عن انشغالها الشديد إزاء تواصل ملاحقة الزميل بوكدوس بهذا الأسالوب الانتقامي رغم وضعه الصحي المتردي، تدعو السلطة إلى إيقاف مسلسل محاكمة الزميل وإيقاف كافة التتبعات الأمنية والقضائية التي ما زالت متواصلة ضده على خلفية عمله الصحفي. كما تدعو السلطة مجددا إلى فتح صفحة جديدة في التعامل مع الصحافيين التونسيين. تونس في 6 جويلية 2010 اللجنة التونسية لحماية الصحفيين


الناشط السياسي نزار بلحسن يشتكي من مضايقات البوليس وعناصر الحزب الحاكم 


السبيل أونلاين – تونس   قال الناشط السياسي نزار بلحسن أنه يتعرض الى مضايقات وملاحقة لصيقة من قبل أعوان البوليس في مقر سكناه في مدينة الشابة التابعة لولاية المهدية ، كما يتعرض الى مضايقات أثناء عمله ويقوم عناصر من الحزب الحاكم بمراقبته .   كما يقوم أعوان البوليس بالاتّصال بمتسوّغي العقارات التابعة لعائلته والتثبّت من عقود الملكيّة والسؤال عن علاقته بتلك العقارات ومدى ادارته لشؤونها ، كما اتّصلوا بعدد من الجيران للسؤال عن أصدقائه الذين يزورونه في البيت .   وأفادنا بلحسن الناشط في »الحزب الديمقراطي التقدمي » أن البوليس أوصى بعض الأشخاص بالابلاغ عن وجود أي سيارة أمام بيت أسرته . ويُذكر أن العديد من النشطاء في جهة الشابة يتعرضون للمضايقات البولسية على خلفية نشاطهم المعارض للسلطة من بينهم رفيق بن سالم ورشاد شوشان .   بالتعاون مع الناشط الحقوقي سيد المبروك – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 06 جويلية 2010 )


الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات – بيان إلى الرأي العام : إلى متى…


تتابع الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات منذ مدة تواتر حملات الثلب والتشكيك والتخوين التي تطالعنا بها جملة من الصحف المبتذلة والرديئة مستهدفة الشخصيات الفكرية والسياسية والحقوقية والنقابية نساء ورجالا ممّن برهنت على مدى سنين على التزامها بقضايا المجتمع والدفاع عن الحقوق الأساسية للأفراد والمجموعات وعن الحريات عامة. ولا نودّ هنا التوقف عند الحملة التي تتعرض لها جمعيتنا مستهدفة مناضلاتها وحياتهن العامة والخاصة في عبارات بلغت أقصى مستويات الابتذال والسوقية إلى درجة لا تستحق حتى التعليق احتراما لأنفسنا. ولئن كان من الواضح أن مثل هذه الحملات تبيّن إلى أيّ مدى يتغذى صناع الفتن والمتمعشون من الأزمات من تهميش وتحويل الاهتمام عمّا يعانيه كل الناس وشعوب الجنوب أساسا من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية غالبا ما يكون للنساء فيها النصيب الأوفر. وأمام تواصل هذا الوضع نعبّر عن تمسكنا أكثر من أيّ وقت مضى بالمبادئ التي رسمناها في حركتنا النسوية المناضلة من أجل المساواة والتضامن والعدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية ونؤكد مرة أخرى تمسكنا بمشاريعنا التي بعثناها للتصدي لظاهرة العنف والتمييز المسلط على النساء منذ حوالي عقدين والتزامنا بنشر ثقافة المساواة وحقوق النساء وحقوق الإنسان عامة. نــوضح للرأي العام أن التمويلات التي رصدت للمشروعين الأساسيين وهما على التوالي « مركز الإنصات والتوجيه للنساء المعنفات » و »الجامعة النسوية – إلهام المرزوقي » لا تغطي إلا التكاليف الإدارية وصرفت بكل شفافية وأن الركيزة الأساسية هو عملنا التطوعي التضامني من إنصات وتوجيه قانوني ودعم نفسي ومرافقة قضائية وإدارية وترافع أمام المحاكم وهو ما نعتبره تكريسا لمواطنتنا والتزاما بمبادئنا. ولا يقتصر مركز الإنصات وتوجيه النساء المعنفات على إسداء هذه الخدمات الظرفية فحسب بل هو أساسا فضاء إنساني نعمل فيه على تمكين النساء وتحرير كلمتهن والبوح بانتظاراتهن ورفض العنف بكل أشكاله والذود عن كرامتهن وتفعيل مواطنتهن بما يسمح لهن برفع مطالبهن لأصحاب القرار حتى لا تتخذ السياسات وتنفذ الاختيارات على حساب حقوقهن وحقوق النساء… كمــا تعتبر « الجامعة النسوية -إلهام المرزوقي- » آلية من آليات التربية على حقوق النساء ومناهضة العنف والتمييز ونشر الثقافة النسوية من أجل تكريس هذه المبادئ لدى الشابات والشبان كفئة مستهدفة من أجل بناء مستقبل تونس أخرى ممكنة.. ونحن متمسكات بمواصلة هذا المشروع وتوجيهه إلى مختلف الفئات الاجتماعية والمهنية الفاعلة انطلاقا من إيماننا برصيد شعبنا في ثقافة الحداثة والإصلاح الاجتماعي والمناداة بتحرير المرأة منذ أواخر القرن التاسع عشر. ويحز في أنفسنا أن نقرأ على أعمدة بعض الصحف الرخيصة والمأجورة وعبر مختلف وسائل الإعلام تشكيكا في نضاليتنا ووطنيتنا وتحميل النساء مسؤولية أمراض المجتمع التي تسببت فيها الاختيارات السياسية اللاديمقراطية وتغييب الحوار والنقد والاختيارات الاقتصادية والمحسوبية والاستغلال والتي تدفع النساء ثمنها مضاعفا. وأمام هذه الأوضاع الخانقة التي تعيشها جمعيتنا من حصار بوليسي شبه متواصل لمقرنا ومراسلاتنا ومناضلاتنا وتجميد لأموالنا التي رصدت لهذه المشاريع فإننا اليوم:  نطلق صيحة فزع لغياب أطر للتحاور والتشاور مع المجتمع المدني  نحمّل السلطة السياسية مسؤوليتها التاريخية فيما آلت إليه الأوضاع من تدهور وتفشي لرياح الردة الحضارية والتخلف والتي تنشرها وحتى تكرسها وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية التونسية وتدعمها القنوات الخليجية المتخلفة بالخصوص في نظرتها للنساء إن السؤال الذي نطرحه اليوم نحن النساء الديمقراطيات هو:  من هم المستفيدون الحقيقيون من هذا الوضع؟ من يعطل مشاريعنا عبر تجميد الأموال المرصودة لها من مؤسسات إقليمية ودولية.  من المستفيدون الحقيقيون من التعتيم الإعلامي على نشاطاتنا ؟  من يمنعنا من الفضاء العام؟  من الذي يصدر الأوامر لعزلنا عن بقية المجتمع لتهميشنا وتشويهنا؟ ونحن إذ نندّد بهذه العراقيل التي لا تنتهي فإننا: نطالب بإرساء مناخ ديمقراطي وإطلاق الحريات في التعبير والتنظم والنشاط وفتح حوار جاد نريدها مؤسسات دولة قانون حقة فاعلة في خدمة المواطنات والمواطنين لا مؤسسات آمرة ترهب الشعب وتعمل على استبطان الاستقالة والخوف فيهم وتقطع الأمل في مستقبل أفضل لبلادنا.

تونس في 3 جويلية 2010 عن الهيئة المديرة الرئيسة سناء بن عاشور

 

(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 جويلية 2010)


صدمة أوروبية من قانون الأمن الاقتصادي التونسي


حرر من قبل معز الباي في الأثنين, 05. جويلية 2010 على إثر مصادقة البرلمان التونسي على قانون الأمن الاقتصادي الذي أثار كثيرا من الجدل وطنيا ودوليا، تمت دعوة السيدة سهام بن سدرين الناطقة باسم المجلس الوطني للحريات بتونس من قبل مؤسّسات بالاتحاد الأوروبي في بروكسال أيّام 22-23 و24 جوان المنقضي، لكشف المآخذ الحقوقية على القانون المذكور. والتقت خلال هذه الجولة بعدد من الشخصيّات السياسية والحقوقية. وذكرت السيدة بن سدرين أن النواب الأوروبيين صدموا بعدما توضحت لهم خلفية القانون وأعلنوا أنهم سيطالبون الحكومة التونسية بتقديم توضيح حوله، كما ناقشوا إمكانية عقد جلسة عاجلة حول تونس.  ومن جهتها أعلنت السيدة هايدي هودالا رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الانسان عقد جلسة ثانية في أكتوبر المقبل حول تونس نظرا لخطورة المسألة. ويهدف القانون الجديد إلى تنقيح أحكام الفصل 61 مكرر من المجلّة الجزائية بإضافة بند تجريم جديد إلى جانب جرائم التجسّس التي يتضمّنها الفصل المذكور بتجريم الإضرار بالمصالح الحيوية لتونس وأمنها الاقتصادي، وهو الأمر الذي أكّدت عديد المنظّمات المحلّية والدّولية والأحزاب السياسية والنشطاء الحقوقيّون أن الهدف منه هو تكميم أفواه النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان ومنعهم من الاتصال بالمنظّمات والهيئات الدّوليّة لفضح واقع الحريات وحقوق الإنسان في تونس، وذلك في علاقة بمساعي النظام للحصول على مرتبة الشريك المتقدّم مع الاتحاد الأوروبي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 جويلة 2010)


فرع صفاقس للمحامين محفوظ رئيس جديد، وفوز ساحق للقائمة المستقلة


حقق الاستاذ محمد الفاضل محفوظ فوزا مستحقا وبالاغلبية المطلقة للاصوات في انتخابات رئاسة فرع صفاقس للمحامين التي جرت اول امس الاحد 4 جويلية بحضور الاستاذ عبد الرزاق الكيلاني العميد الجديد للهيئة الوطنية للمحامين وعدد كبير من المحامين الذين جاؤوا من الدوائر الاربعة لمحاكم الاستئناف بولايات صفاقس وقابس وقفصة ومدنين. وشهدت انتخابات رئاسة الفرع منافسة كبيرة بين 4 مترشحين وهم الاستاذ محمد الفاضل محفوظ والاستاذ المكي الجزيري والاستاذ مراد الجمل والاستاذ سامي شطورو. وقد شارك في عملية التصويت والاقتراع لاختيار  رئيس الفرع الجديد 772 مقترعا من بين 1234 مرسما واظهرت عمليـة الفرز وجود 9 اوراق ملغاة. وفوز الاستاذ محمد الفاضــل محـــفوظ بـ437 صوتا يليه الاستاذ الجمل بـ197 صوتا فالاستاذ الجزيري بـ119 صوتا فيما لم يتحصل الاستاذ سامــــــي شطورو الا على 9 اصوات. وقد تابع عملية الفرز التي جرت في اجواء حماسية كبيرة الاستاذ عبد الرزاق الكيلاني عميد المحامين والذي تقدم اثر الاعلان عن النتائج بتهانيه الى الاستاذ محفوظ ولجميع المحامين على نجاح الانتخابات واكد الكيلاني امام الحضور استعداد الهيئة الوطنية التام للتعاون مع بقية هياكل المهنة المنتخبة من اجل النهوض بالقطاع وخدمة مهنة المحاماة دون ميز او محاباة. فوز ساحق اما انتخابات بقية اعضاء الفرع والتي اشرفت عليها هيئة تنظيم ضمت الاساتذة مصطفى الشعري واحمد زغدان (مدنين) وسامي العش (صفاقس) وعزالدين مختار (قابس) والتي جرت مباشرة اثر انتخاب رئيس الفرع فقد شهدت ترشح 21 عضوا لاختيار 10 اعضاء 3 منهم لتمثيل ولايات قابس ومدنين وقفصة وقد اظهرت النتائج ـ حسب الترتيب ـ فوز الاستاذ حاتم المزيو بـ483 صوتا وشكري بنعمار بـ409 اصوات ومحمد قطاطة 400 صوت وسهام المبروك الشواشي 398 صوتا ونعمان مزيد 390 صوتا، فيما تحصل الاستاذ سمير التريكي (دائرة قابس) على 385 صوتا والاستاذ شفيـــق قدورة 377 صوتا ومحمد الصافي 374 صوتا وعبد العزيز العايب (دائرة مدنين) 306 اصوات ورضا الرداوي (دائرة قفصة) 299 صوتا. وجميعهم من القائمة المهنية المستقلة التي رفعت شعار «الدفاع عن وحدة المحاماة وثوابتها واستقلاليتها» خلال حملتها الانتخابية. الحبيب بن دبابيس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 06 جويلة 2010)


قضى15 سنة في السجون التونسية ويعاني الآن أوضاعا صحية خطيرة الدكتور لمين الزيدي مصاب بكسور في الجمجمة والرقبة تعرض لها في السجن


السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو للاطلاع على شهادة الدكتور لمين الزيدي – الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=21d6WQOoYqQ يعاني السجين السياسي السابق الدكتور لمين الزيدي من اضرار صحية خطيرة تعرض لها خلال صائفة 1992 في السجن المدني 9 أفريل بتونس. ونظرا لكونه محروما من التغطية الاجتماعية فإنه الى حدّ تاريخ اليوم لم يتمكّن من اجراء الفحوص الطبية اللازمة والعملية الجراحية المطلوبة . والأمين بن بشير على الزيدي ، طبيب ، مولود بتاريخ 03.11.1961 ، متزوج وله بنتان ، سجن سنة1991 وحوكم بـ 20 سنة سجن نافذ ، وخرج سنة 2006 تحت طائلة السراح الشرطي ، وهو الى حدّ الآن مازال يخضع للرقابة الادارية (الأمنية) ولا يستطيع التنقل خارج ولاية منوبة الا بإذن من السلطات الأمنية . وأكد الزيدي لمراسل السبيل أونلاين في تونس زهير مخلوف في تسجيل (فيديو) ، أنه خرج من السجن بإعاقة عضوية ، فهو يعاني من كسر في الجمجمة وكسور في فقرات العنق (الفقرة الأولى والثانية) ، مشيرا الى أنها اصابة خطيرة بما أن النخاع الشوكي معرّض في كل وقت للضرر في أي اصطدام سواء في الجسم أو في العنق ، وتقتضى هذه الاصابة البالغة عملية جراحية . ويعود تاريخ هذه الكسور الى صائفة 1992 ، حيث وقع مداهمة سجن 09 أفريل (وقع ازالته) بالجناح – د- بالغرفة 5 من طرف فيلق من أعوان وضباط السجون ، ووقع إخراج السجناء من الغرفة بالقوّة ، وأثناء هذا الاقتحام الهمجي تعرض الدكتور لمين الزيدي الى اعتداء بالهراوة في العنق وسقط على الأرض ، فقام الأعوان بضربه ورفسه بالأحذية العسكرية على مستوى العنق . وقال الزيدي أن الآلام استمرت في التفاقم الى سنة 2000 أين أكد الفحص بالأشعة أن هناك اصابة خطيرة على مستوى فقرات العنق . وقد طلب الأطباء مجموعة من الكشوفات ، والتي أثبتت الكسور والالتهابات في النخاع الشوكي ، ويأمر الأطباء مجددا بكشوفات أخرى لم يستطع الزيدي اجراءها الى حدّ الآن بسبب التكلفة المالية الباهضة وغياب التغطية الاجتماعية . ومنذ خروجه من السجن عمل الدكتور الزيدي وعلى مدى سنتين دون أن يتلقى أي راتب وهو الآن تحت تربص في المستشفى من أجل التأهيل للوظيفة العمومية وهو يتلقى منحة رمزية . يذكر أن لمين الزيدي كان طالبا بالجامعة التونسية من بداية الثمانينات وتخرج منها طبيبا قبل أن يعتقل سنة 91 ويحاكم بـ 21 سنة سجنا ، وقد أتمّ حفظ القرآن الكريم بالسجن ، وقد كان عرف السجن أيضا سنة 1987 .

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 06 جويلية 2010 )


تقرير: اختراق لحسابات بريد غوغل في تونس


بقلم اريبيان بزنس  أورد موقع إنفو ماجازين الفرنسي أنباء شكاوى عديدة لمستخدمي بريد جي ميل في تونس والتي تشير إلى وقوع اختراقات بالجملة لمعظم مستخدمي الخدمة هناك.   كما تشير التعليقات على موقع تويتر إلى احتمال تطبيق سياسة صارمة للرقابة على خدمة غوغل البريدية التي تتمتع عادة بتشفير قوي. وسبق أن بدأت الحكومة التونسية بمنع خدمات إنترنت عديدة مثل فلكر وميتاكافية وبلي بتي في ومدونات تونسية عديدة وفقا للمجلة المذكورة (1).   وتشير مصادر عديدة إلى ظهور أخطاء في خدمة بريد جي ميل تشير إلى تقنية EasyPHP، والتي يبدو أنها مستخدمة لتزوير موقع خدمة جي ميل الأصلي والإيقاع بالمشتركين لإدخال كلمات المرور واسم المستخدم لحساباتهم الحقيقية في صفحات مزورة.   (المصدر: موقع اريبيان بزنس بتاريخ 6 جويلية 2007) الرابط: http://www.arabianbusiness.com/arabic/592188  


حادث مروع بين حافلة والميترو الخفيف


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 05. جويلية 2010 أصيب عدد من الركاب بجروح متفاوتة اليوم الاثنين 5 جويلية 2010 في حادث اصطدام بين حافلة و عربة المترو الخفيف تقل مئات الركاب و قد نقل إلينا عدد من شهود العيان أن عدد الجرحى مرتفع، و لكن المتحدثة باسم شركة نقل تونس قالت أن عدد الجرحى بسيط و أن أغلب الاصابات ناتجة عن ذعر الركاب. و قد شوهدت عشر عربات إسعاف و أطباء هرعوا إلى مكان الحادث لنقل المصابين الممدين بالشارع و قد شل الحادث حركة السيبر بشارع محمد الخامس لعدة ساعات إلى حين نقل الجرحى و حطام الحافلة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 جويلة 2010)


تونس تخطط لتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 5.5 بالمئة حتى 2014   


  تونس 6 يوليو تموز (رويترز) – أظهرت وثيقة حكومية اليوم الثلاثاء أن تونس تخطط لرفع نموها الاقتصادي إلى حوالي 5.5 بالمئة سنويا خلال الأعوام الاربعة المقبلة مدفوعة باصلاحات اقتصادية وبنمو قوي لقطاع الخدمات والاستثمارات الأجنبية.   وحققت تونس في 2009 نموا اقتصاديا بلغ 3.1 بالمئة وفي نهاية العام الماضي قال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي إنه يتوقع أن تحقق بلاده في 2010 نموا يقدر بحوالي أربعة بالمئة.   وقالت وكالة الانباء الحكومية « مخطط التنمية 2010-2014 يتطلع إلى تحقيق نسبة نمو في حدود 5.5 بالمئة. وسيساهم قطاع الخدمات بنصيب الاسد في النمو بنسبة 70 بالمئة مقابل 4.9 بالمئة للزراعة و18.6 بالمئة للصناعات المعملية. »   ويسعى المخطط كذلك إلى تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر ليبلغ 17.2 مليار دينار (11.5 مليار دولار) منها 905 ملايين دينار استثمارات في محافظ المشاريع.   وبلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في 2009 حوالي 2.4 مليار دينار قامت بها نحو 3100 مؤسسة أجنبية عاملة في البلاد.   وتتضمن الخطة الخمسية حزمة جديدة من الاصلاحات التي ترتكز على عدة محاور من بينها دعم القدرة التنافسية للاقتصاد من خلال تحسين مناخ الأعمال ودعم الثقة في محيط الاستثمار ودعم اندماج الاقتصاد الوطني في الاقتصاد العالمي فضلا عن تكثيف تحرير المبادلات والتوجه نحو التحرير الكامل للدينار.   وتسعى تونس إلى تسريع النمو الاقتصادي لخلق فرص العمل لخريجي التعليم العالي البالغ عددهم حوالي 80 ألف خريج سنويا.   (الدولار يساوي 1.48 دينار تونسي)    (المصدر: وكالة أنباء رويترز بتاريخ 6 جويلية 2010 )


البطالة والانحراف يتهددانهم أكثر من 34 ألف تلميذ انقطعوا عن الدراسة في 2009


يشرع مرصد الإعلام والتكوين والتوثيق والدراسات حول حماية حقوق الطفل قبل موفى السنة الجارية في إنجاز دراسة وطنية  حول الانقطاع المدرسي تشمل تلاميذ مدارس ابتدائية وإعداديات ومعاهد ثانوية من مختلف جهات الجمهورية. وإجابة عن سؤال يتعلق بأهداف هذه الدراسة قال السيد عادل الهنتاتي مدير المرصد الراجع بالنظر لوزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين: « نظرا لأن الإحصائيات الرسمية  لوزارة التربية المتعلقة بالانقطاع المدرسي تشير إلى أن عدد المنقطعين عن الدراسة لا يبعث على الانشغال مقارنة بما هو عليه الحال في بلدان أخرى.. فإن أكثر ما يشغل المرصد الذي يعنى بحقوق الطفل هو معرفة مآل المنقطعين عن الدراسة».. خطورة.. وفي هذا الإطار تشير تقارير مندوب حماية الطفولة وفق ما ذكره الهنتاتي إلى أن جل الأطفال الذين هم في وضعية تهديد من المنقطعين عن الدراسة،  كما أن الكثير من التلاميذ الذين يغادرون المؤسسات التربوية في سن مبكرة ينحرفون أو يقضون أغلب أوقاتهم يتسكعون في الشوارع وهو أمر على غاية من الخطورة.. وتتعلق أكبر نسبة بالمنقطعين عن الدراسة بتلاميذ السنة السابعة أساسي نظرا لصعوبة التأقلم مع الحياة المدرسية في المدارس الإعدادية. كما لاحظ مدير المرصد تسجيل نسبة هامة من المنقطعين في صفوف الفتيات القاطنات بالريف.. ويعود ذلك بالأساس للموقع الجغرافي للمؤسسات التربوية الذي يكون بعيدا نسبيا عن محلات سكناهم. كما يرجع لعدم توفر المبيتات المدرسية أو وسائل النقل العمومي المدرسي وهي وضعيات تجبر عائلاتهن على حرمانهن من حق التعلم. وللإشارة فقد بلغت نسبة المنقطعين عن الدراسة خلال سنة 2009 وفق ما ذكرته مصادر وزارة التربية واحد فاصل ستة بالمائة وتجاوز عدد المنقطعين 34 ألف تلميذ. ولئن تقلص عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة مقارنة بما كان عليه الحال خلال سنة 2004 حيث كان أكثر من 147 ألف تلميذ،  فإن مسألة الانقطاع المدرسي تدعو إلى إعطاء أهمية أكبر للمشاكل الناجمة عنه وتتطلب تكثيف الدراسات الاجتماعية والنفسية ومتابعة الوضعيات البيداغوجية والصّحية للتلاميذ المهددين. أسباب.. بالإضافة إلى البحث في مآل المنقطعين عن الدراسة وأثر الانقطاع على التلاميذ وعلى أسرهم تهدف دراسة الانقطاع المدرسي إلى البحث في أسباب الانقطاع المدرسي المتصلة بالمؤسسة التربوية والبحث في أسباب الانقطاع المدرسي الخارجة عن المؤسسة التربوية. وستعمل الدراسة على اقتراح الإجراءات والتدابير اللازمة لمكافحة أسباب الانقطاع المدرسي وإعادة إدماج المنقطعين وتوجيههم نحو المسالك التي تضمن لهم النجاح والاندماج في الحياة النشيطة. وذكر السيد عادل الهنتاتي أن الدراسة تقوم على بحث ميداني باستعمال استبيانات من خلال عينات تشمل التلاميذ المنقطعين وأسرهم وإطار التدريس بمؤسسات تربوية ممثلة لكل الجهات والأوساط. كما ستشمل عينة أخرى تتكون من تلاميذ ناجحين وأوليائهم ومدرسيهم بهدف الاستفادة من المقارنة. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 06 جويلة 2010)


من الذاكرة الوطنية ..بورقيبة: ولى عهد العروشية… والفروسية رياضة لا غير


كان التدرج في مخاطبة العروش حسب خصوصيات كل مرحلة، فمن الملاطفة عندما كان الأمر يتعلق بالتعبئة ضد الاستعمار، الى الحزم عند خوض «الجهاد ضد التخلف». «أبنائي الأوفياء عروش أولاد عزيز الأشاوس ومن ناب عن بقية العروش، أحيّيكم جميعا. هذا اليوم نجتمع فيه بعد اجتماعنا في عام 1951، بعد أن خضنا معا المعركة الفاصلة بين عهد الظلم والارهاب وعهد الحرية والسيادة والكرامة، جئت لأشكركم يا أولاد عزيز لأنّكم لبّيتم نداء الوطن» (أم العرائس 12 جانفي 1956). «وأنا أعتبر نفسي مسؤولا عنكم جميعا لأنّي الوحيد الذي أخذ على نفسه ادخال الحركة الوطنية في القرى والأرياف النائية بعدما كانت مقتصرة على الطبقة المثقفة في المدن، عندئذ عزمت أن أجوب البوادي وأتصل بأبنائها من مختلف القبائل. أجل، لقد أدركت فرنسا من موقف هؤلاء المجاهدين أنها أصبحت تجابه أبطالا منظمين، وجدير بي اليوم أن أنوّه بمواقفكم مرة أخرى وهي التي عجلت بهذا النصر المبين» (المكناسي 11 جانفي 1956). «إنّ ما أحرزنا عليه من نصر وتغلبنا عليه من قهر وإذلال لم يكن الا نتيجة اتحادنا وتكتّلنا». (غمراسن 7 ديسمبر 1958). عروش ورغمّة «اليوم في هذا الاجتماع العظيم بمحضر عروش ورغمّة جميعا رجالا وأبطالا، اخترت أن يكون حديثي لهاته الجماهير الغفيرة من ودارنة وأولاد سليم والجليدات وغيرهم من العروش الذين حضروا نساء ورجالا مع من ناب عن أولاد دبّاب وأولاد شهيدة والتوازين والزرقان وغيرهم أن يكون حديثي عن النّصر المبين الذي منّ الله به علينا على المستعمر الأجنبي» (تطاوين 8 ديسمبر 1958). بعد الخطب التمجيدية انتهت معركة التحرير، وانتهت معها خطب تمجيد بطولات العروش وفرسانها الأشاوس، لتحل محلها الخطب التعبوية ضد الفقر والجهل «وعندما انتهينا من قضية الاستعمار، وجدنا أنفسنا متحملين مسؤولية كرامة هذا الشعب الذي كافحنا من أجله وخلصناه من الذل والهوان ومن كابوس الاستعمار وتحكم المراقبين المدنيين وأعوان الدرك الفرنسيين، لكن كرامة الشعب ما فتئت متوقفة على أمر آخر. فنحن وإن أصبحنا نشعر بالعزة وبأننا أحرار في بلادنا ولا وجود لأجنبيّ يتحكم فينا، فإن هناك حاكما قاهرا مازال يستبدّ بنا وهو الفقر الذي يجب أن نقضي عليه» (زرمدين 3 جانفي 1964). الفروسية رياضة لا غير ووضع الزعيم الحبيب بورقيبة الأمور في نصابها بكل وضوح وصرامة عندما أشعر العروش وفرسانها بأنّ العصر هو غير العصر وأنه لا مجال بعد ذلك اليوم لأي مظهر من مظاهر التشبث بالأمجاد القبلية التي ولّى عهدها وانقضى «واليوم أريد أن أعيد على أسماعكم ما قلته بقفصة وهو أنه لا يمكن أن يظلّ الفارس بدون عمل يرتزق منه أو أن يجعل همه من ركوب الخيل الاغارة على الناس أو أن يستنكف من خدمة الأرض بدعوى أنها من خصائص الضعفاء وصغار الفلاحين والفقراء. أما هو فإنه يرتزق بواسطة جواده وبندقيته. إن هذه النفسية يجب أن نقضي عليها وتندثر الى الأبد. فالفروسية رياضة لا غير» (سيدي بوزيد 20 أكتوبر 1964). بدع وخرافات كان المجتمع التونسي مكبلا بذلك الفكر الخرافي الموروث من عصور الانحطاط وما كرسته من بدع في مختلف أصقاع العالم الاسلامي «إن احتقار  العمل ظاهرة شاعت في العصور المظلمة التي كانت فيها الأمة منقسمة الى طبقات طبقة الفرسان، وهي العليا، وطبقة المتوسطين وتتألف عادة من ابناء الزوايا الذين تحوطهم هالة من التقدير بدعوى انهم ينطوون على بركة توارثوها عن أجدادهم، وطبقة سفلى هي طبقة العمال الذين يحرثون الارض والسياط تلهب ظهورهم، وهم اما أن يكونوا ضحايا أبناء الزوايا فيحملوا اليهم ما تحصّلوا عليه بعرق الجبين طلبا للبركة، او ضحايا الفرسان المغيرين. وهذا الوضع هو الذي آل بالامة التونسية الى التفكك والضعف والتخلف، وحرّض علينا الاستعمار الذي أذلنا جميعا، فرسانا وأبناء زوايا وفلاحين وعامة» (سيدي بوزيد 20 أكتوبر 1964). في الصفوف الأمامية رغم المحن القاسية التي ابتلي بها سكان الأرياف زمن الدايات والبايات وزمن الاستعمار الفرنسي، فقد كانوا في الصفوف الأمامية، سواء في المقاومة الشعبية المسلحة سنة 1881 ام في الحركة التحريرية «إنّ ما احرزنا عليه من نصر وتغلبنا عليه من قهر واذلال لم يكن الا نتيجة اتحادنا وتكتلنا، وقد ينسى أبناؤكم الاستعمار ومساويه، وتحدثهم أنفسهم بالرجوع الى ما كانوا عليه من أحقاد وأغراض وتعصب، وهي السوس الذي ينخر هيكل المجتمع فالكفاح المشترك الذي يساهم فيه جميع أفراد الأمة فتجمعهم المعركة هو نفسه عامل توحيد القلوب والصفوف» (غمراسن7 ديسمبر 1958). أمة متماسكة وكان البيان تلو البيان للحث على نبذ القبلية «في هذا الاجتماع العظيم اردت ان القي خطابي الاسبوعي الذي تعودت ان القيه كل يوم خميس على الشعب التونسي، واخترت القاءه هنا في جلاص لاستعيد ذكريات اجتماعات متعددة عقدتها مع عروش جلاص بسيدي عمر وسيدي علي والذويبات وغيرها منذ سنين عديدة، والأساس الذي انبنى عليه الحزب الحر الدستوري هو بصفة جوهرية هدم ما بين المواطنين من الفوارق ومقاومة عدم الانسجام بين حياة الحضارة وحياة البداوة حتى تحلّ الأمة المتماسكة محل المستعمر الدخيل (سيدي عمر بوحجلة 22 ماي 1959). «ان عروش تونس وان كانوا اصحاب فضل كبير في الكفاح وساهموا مساهمة كبرى في معاركه في الوسط وفي الجنوب وفي الشمال كبني زيد والهمامة والفراشيش وماجر وورغمة والمثاليث وجلاص وغيرهم، وكانت لهم يد على هذه الدولة التي قامت على سواعد الشعب الذين هم جزء منه، انهم وان كانوا كذلك، فان فيهم نقطة ضعف يجب التنبيه اليها كي لا يذهب مجهود كفاحهم سدى وهي النزعة القبلية التي ينبغي ان نعمل على ابادتها».(حامة قابس 24 نوفمبر 1958). «ان حزبكم لم يرتكز على الشعوبية القبلية بل قاومها منذ نشأته الاولى، والاسلام نفسه قضى على النزعة القبلية فحذار من ان تطغى على عقولكم هذه النزعات المخربة الهدامة وهل يجوز لاحد ان ينسى الروابط التي تربط الامة باجمعها وهي روابط الدين الواحد واللغة الواحدة والوطن الواحد» (المكناسي 11 جانفي 1956). محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 06 جويلة 2010)

 


تونس: شركة إنتاج سينمائي تشكو من عراقيل في وجهها لتصوير فيلم سياسي


تونس ـ خدمة قدس برس قال المنتج السينمائي التونسي الحبيب بلهادي إنّ وزارة الثقافة التونسية تمتنع منذ نحو شهر عن تسليمه رخصة تصوير فيلم، دون تقديم شرح لأسباب التأخير أو الرفض. وذكر بلهادي في مؤتمر صحفي عقده بتونس العاصمة يوم الثلاثاء (6/7) إنّ شركته تقدمت بمطلبها وفق القانون لمصالح وزارة الثقافة يوم 7 حزيران (يونيو) المنقضي، وأضاف أنّ القانون يقتضي إجابة أصحاب مطالب التصوير في أجل أقصاه أسبوعا من تاريخ إيداع المطلب كما هو منصوص عليه في المرسوم الرئاسي الصادر في 2009 المتعلق بالخدمات الإدارية اللازمة لتصوير الأفلام التونسية والأحنبية. واستغرب بلهادي الذي يدير شركة « فاميليا للإنتاج » من عدم حصوله على رخصة التصوير، خاصة وأنّ فيلمه تلقى دعما ماليا حكوميا من وزارة الثقافة حصل على 5 % منه للشروع في الإنتاج. ويروي الفيلم الروائي « الأستاذ » ويدوم 100 دقيقة وهو من إخراج محمود بن محمود أطوار تأسيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في العام 1977، وتتمحور أحداثه حول شخصية مدرّس قانون بالجامعة التونسية كلّفه الحزب الحاكم في ذلك الوقت بتمثيله في الهيئة التأسيسية للرابطة والدفاع عن رؤية الحزب الحاكم في خصوص الملفات التي تطرح على المنظمة، لكنّ سلسلة من الأزمات العاطفية والاجتماعية ستؤثر على علاقة خليل بعائلته السياسية. وبخصوص إن كان الموضوع السياسي للفيلم هو سبب موقف وزارة الثقافة قال بلهادي إنّه لم يعلم بأي سبب إلى حد الآن، مضيفا أنّه اختار الضغط على المسؤولين عبر وسائل الإعلام، على حد تعبيره. وقال المخرج محمد بن محمود إنّ هذا هو ثالث فيلم له مع شركة « فاميليا » يتعرض لعراقيل قبل الشروع في إنتاجه.   (المصدر: وكالة أنباء قدس برس بتاريخ 6 جويلية 2010)


أناشيد تونسية..كفّي يامي من الدمعات..شعب الخضراء ووطني كفيف


السبيل أونلاين – أناشيد – خاص   – شعب الخضراء ماهو ذليل ، ما عمروا يرضى بالعار ..نا شعبي تاريخوا طويل ، حافل مافيهوش غبار…نشيد يتحدى عدو الإنسان ، يولد من بين الأنامل التى تطعن الوتر المشدود بسعفة ، ليلعن الذلّ والجلاّد…   – كفّي يامي من الدمعات لا تسيّلهم على الخدين ، هاذي ساعة من الساعات ، بلوى الكل المسلمين…نشيد الأشواق يرحل كل يوم الى الخضراء أو هو ينبت في دروبها ونواحيها …   – وطني طفل كفيف وضعيف … وبلسان الحال : قولى للراعي أن « يشرب البحر » وأن يبلع نصف الكرة الأرضية ، فما كانت الحرية إرث من خلّفه … هو نشيد الحرية عساه يصمّ آذان حاكم قرطاج …   الشكر موصول لصاحب هذا الصوت الذي يُنشد للوطن الحزين ، وهو مُدرّس تجويد القرآن الكريم ، أُجبر عن الرحيل ليقف مسافة عن الوطن .. ليحتضنه المنفي كغيره من المهجّرين ضحايا الإستبداد الذى طوّق تونس …لا يريد أن يقدّم نفسه إلا بهذه العبارات الموجزة . نشير الى أن السبيل أونلاين سينشر أناشيد تونسية أخرى ان شاء الله …   شعب الخضراء…للتحميل انقرعلى السطر http://www.assabilonline.net/Audio/cha3b_elkhadra_assabilonline.wma   وطني طفل كفيف … للتحميل انقرعلى السطر http://www.assabilonline.net/Audio/watani_kafif_assabilonline.wma   كفّى يامّي من الدمعات…للتحمل انقر على السطر http://www.assabilonline.net/Audio/kofi_yamma_assabilonline.wma   المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 06 جويلية 2010


أيكون رمضان المعظّم أوّل من يحاكم بالفصل 61 مكرّر؟!


   كتب نورالدّين المباركي بصحيفة « الوطن » بتاريخ 2 جويلية / يوليو 2010، يستفهم عن تراجع السياحة في تونس، مبيّنا – والحقّ معه – أنّه من حقّ المجموعة الوطنيّة أن تسأل عن أسباب ذلك… وباعتماده على الإحصائيات الأخيرة التي صدرت حول أداء القطاع السياحي ذكر أنّ التقرير الإحصائي عزا التراجع إلى الأزمة الاقتصاديّة في منطقة الأورو وإلى عامل ثان سأتناوله… وقد أبدى الأستاذ المباركي رأيه في الموضوع بالقول – والحقّ معه مرّة أخرى – أنّ السياحة لم تعد « بحرا » و »شمسا » و »صحراء » فقط، بل هي سلسلة من الحلقات المترابطة… ويؤكّد الأستاذ المباركي أنّ القطاع السياحي في بلادنا في حاجة إلى إعادة تأهيل، مستغربا عدم جدوى كثرة الأموال التي تصرف على القطاع في هذا الخصوص…   ولئن ربط المباركي أزمة القطاع السياحي بأزمات أخرى في قطاعات أخرى طالت كلّ ميادين الحياة في البلاد، ما يؤكّد سوء تصرّف أو هو سوء توجّه سياسي جنت منه المجموعة الوطنيّة الويلات تحت يافطة « فرحة الحياة »، فإنّ التقرير قد أشار أو هو وجّه إصبع الاتّهام إلى طرف آخر (العامل الثاني الذي قلت أنّي سأتناوله)، لعلّ « الوطنيون » – إن أحسنوا استعمال النّصوص القانونية، لا سيّما منها الفصل 61 مكرر من المجلة الجزائية القاضي بتجريم النيل من أمن الجانب الاقتصادي – أصابوا منه مقتلا، فقد عبّر التقرير عن المخاوف التي ما انفكّ يزرعها هذا « المتّهم » ليس في قضيّة الحال فقط بل وفي غيرها من القضايا الوطنيّة الحسّاسة التي كثيرا ما ارتبطت بالجوانب الاجتماعيّة والاقتصاديّة وحتّى السياسية!… فقد رُئي تأثيره واضحا وتحريضه ضدّ « مصلحة البلاد » فاضحا مرّات عديدة!… فقد أثّر على النّاس وأجبرهم على عدم المشاركة في بعض المناسبات الانتخابيّة ما جعل المراقبين يكدحون لملء الصناديق بما شاؤوا مراعاة للمصلحة الوطنيّة ودرءً لقيل وقال الذي دأب عليه المغرضون والمتربّصون!… وقد حاول إفشال المواسم الثقافيّة الكبرى كأيّام قرطاج وغيرها من المواسم التي هي مناسبة كبيرة يَبرزُ فيها للعموم حسنُ ضيافة التونسيين و »التونسيات » على وجه الخصوص أولئك اللاتي لم يبخلن حتّى بثيابهنّ الدّاخليّة يغدِقْنَها بسخاء على المطربين والممثّلين وحتّى على المثليين من زوار تونس المبجّلين… وقد تربّص بالضعفاء والفقراء يأخذهم على حين غفلة هذه السنوات الأخيرة، فيثقل كواهلهم دون أن تأخذه فيهم رحمة وهم يتهيّؤون لدخولٍ مدرسيٍّ يأتي عموما بعد صيف – كان الطلبة سابقا يغتنمونه لملء جيوبهم دنانير يعينون بها آباءهم وأمّهاتهم فيفقدوهم الاهتمام بمصاريفهم المدرسية والغمّ المترتّب عليها – بات اليوم يكثر فيه الصخب واللغط الصارفان النّاس عن واقعهم المعيش المانعانهم من تحديد وترتيب أولوياتهم… وها هو اليوم وفي خطوة تجاوزت كلّ الخطوط الحمر يُقدم على محاولة زعزعة أهمّ أركان الاقتصاد التونسي فيهدّد بتواجده أو بزيارته غير المرغوب فيها « وطنيّا » القطاع السياحي الذي ظلّ يدعم الاقتصاد التونسي مبطلا تكهّنات أصحاب النظر القصير القائلة بعدم متانة اقتصاد يرتكز أساسا على سياحة قد تتأثّر بأقلّ العوامل، كما نرى مثلا اليوم في اليونان الذي يفقد بكلّ تراجع قدره 5 % في القطاع السياحي 25000 ألف موطن شغل… فقد عزم المتّهم – شهر رمضان المعظّم – إذًا الحلول هذه السنة في شهر أوت / أغسطس المقبل أي في ذروة الموسم السياحي كما قال التقرير الذي استند إليه الأستاذ المباركي، ممّا يمثّل ضربة قاصمة للقطاع لا سيّما إذا ما عبّر سكّان البلدات الساحليّة عن تأفّفهم وتذمّرهم من تجوال السائحات كما جرت العادة في الصيف بثديّهنّ وأردافهنّ العارية تماما، بضفاف البحر، والنّاس لا يزالون يعيرون النظر عند الصوم أهمّية قصوى!…

والحقيقة أنّ تذمّرات « النّاس » في تونس لم تخصّ شهر رمضان – وإن حاز رمضان على القسط الأوفر منها – بل لقد تجاوزته إلى أمور أخرى كالأذان الذي دأب  رافعوه على إقامته في ساعة مبكّرة من أيّام الصيف الحافل، فمنعوا به أعين سمّار الليالي – « دافِعُو عجلة الاقتصاد التونسي » – لذّة الاكتحال بنوم اختاروا توقيته عند نهاية أنشطتهم الفجريّة الفاجرة!… ولقد تذمّر « النّاس » من فرحة أو فرحتين في السنة تكلّف خزينة الدولة الكثير من المال بما يُهرق النّاسُ من دماء الأكباش وما يلبس الأطفال من جديد الثياب!… ولقد تذمّر « النّاس » من عمرة أو حجّ قد يأتيهم مقترفوهما بأنفلونزا خنازير لا تنشط في مكّة نشاطها في بلاد الخنازير!… بل لقد تذمّر « النّاس » حتّى من لحيّ يسبّح معفوها اسم ربّهم الأعلى في حين رحّبوا بأخرى تذكّر بأبطال التاريخ، كجيفارا ولينين وماركس وغيرهم من رموزهم!… وتذمّروا من نساء اختاروا القيمة والستر والرّجولة في وقت رحّبوا فيه بأخريات تسلّلن إليهم من فضاءات الستار أكادمي ومختلف الشووّات (جمع شو، كسفيان شو مثلا) والكازينوهات…

ولكن هل يمكن حقّا اعتبار ما أشار إليه التقرير حقيقة أم أنّ ملف السياحة بحاجة إلى إعادة نظر كما قال الأستاذ المباركي؟!… هل يجب على رمضان المعظّم أن يبتعد عن دنيا النّاس، ولا يحرمهم بالتالي عراءهم واستجمامهم وتمتّعهم بالبحر وملحقاته أم أنّ على النّاس أن يحترموا هويّة البلاد ويوقّروا بتصرّفاتهم معتقداتها ويقيموا فرائضها ومن أهمّها فريضة الصيام؟!… تساؤلات وغيرها كثير قد يُستعان على الإجابة عنها بما صحّ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهنّ وأعوذ بالله أن تدركوهنّ، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخِذوا بالسنين وشدّة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم »… فبنبذ الأسباب تنتفي الآثار المترتّبة…. والله من وراء القصد… ولا عاش في تونس من خانها ولا عاش فيها ناقض عهد أو منافق!… وأسأل الله أن يبلّغنا وإيّاكم رمضان، واجعلوه فرصة اقتصاد تدّخرون منه وفيه الطاعات والمال على حدّ السواء…                     عبدالحميد العدّاسي الدّنمارك في 6 جويلة / يوليو 2010

 


النقاب في خدمة الحجاب


آمال موسى   علق إمام مسجد في بروكسل على موقف البرلمانيين في مجلس أوروبا في خصوص معارضة فرض حظر تام لارتداء النقاب أو البرقع في أوروبا، بأنه موقف جيد مضيفا أن النقاب ليس فرضا ولكن ما يخشى منه هو أن يكون حظر النقاب بداية الطريق لحظر الحجاب. أظن أن هذا التعليق من الأهمية، ما يدفعنا إلى شيء من التفكير في طبيعة الفكر المستند إليه.   ناهيك عن ربطه بالقراءة التي يتبناها العلمانيون والتي  مفادها أن الضجة الحاصلة اليوم حول الرقع تمثل مناورة من طرف متشددين يهدفون من ورائها تحويل الوجهة عن مسألة الحجاب باعتبار أن التركيز على «الدعوة» إلى البرقع والنضال بشتى الوسائل من أجل تكريسه ،يعنيان أن أمر الحجاب قد أصبح مستتبا ولتثبيت هذه الحالة من المهم خطف الأبصار والأذهان إلى موضوع آخر وهي مناورة لا تخلو من حنكة ومن إستراتيجية ذات فعالية بدليل أنها حققت الكثير من أهدافها على رأسها أن مسألة الحجاب لم تعد مثار حديث أو جدل إلى درجة أن حتى أكثر الدول العربية حداثة كما هو شأن بلادنا، قد تزايد فيها عدد المحجبات بسرعة وبمقدار يثيران الحيرة والفضول وأشياء أخرى.   إذن تمكن الإسلاميون المتشددون أو أولئك الذين يتعاطون مع الإسلام كآلية لأغراض متطرفة معلومة ومجهولة ،من نصب الفخ الدقيق حتى داخل أوروبا التي أصبحت معظم دولها اليوم منشغلة بإقرار قوانين تحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة كما هو الشأن في اسبانيا التي صادق مجلس الشيوخ فيها على مذكرة حظر ارتداء النقاب وأيضا بلجيكا التي أقرت منذ شهرين قانونا ضد النقاب دون أن ننسى أنه خلال الشهر الجاري سيطرح على البرلمان الفرنسي مشروع قانون مماثل للخطوة الإسبانية.   لذلك فإن القلق الأوروبي من مسألة النقاب وحالة التجند الرسمية والقانونية للتصدي لها، يعنيان بكل بساطة ومرارة أن الجماعات المتشددة قد نجحت في مخططها الذي هو ضد الجاليات المسلمة في أوروبا قبل أن يكون مصادرة لحقيقة الإسلام ولنظرته للمرأة.   ذلك أن محاولات تكريس النقاب بوصفه مظهرا من المظاهر الهوية الإسلامية وأي مساس به هو اعتداء على تلك الهوية، يكشف عن إرادة متخفيّة ترمي إلى عزل الجاليات المسلمة داخل المجتمعات الأوروبية إضافة إلى أنه يغرس ثقافة الحاجز والانغلاق، إذ أن النقاب علاوة على اعتدائه على كرامة المرأة وإنسانيتها وكينونتها، فإنه يرمز إلى الريبة من الآخر وعدم الثقة فيه وفي الذات معا.   إن الرضوخ إلى مخططات ذات نتائج عكسية ووخيمة على أوضاع الجاليات المسلمة، يشير إلى قوة عملية غسل الدماغ التي تمارس ضدهم والتي تجرى ضد مصالحهم وآفاق اندماجهم في مجتمعات الاستقبال.   هناك نوع من الغيبوبة يعيشها عدد لا بأس به من الجاليات المسلمة التي فشلت في الاندماج الفعلي والحقيقي ووجدت سهولة في الاستجابة لدعوات تعزلهم عن المجتمعات التي يعيشون فيها والذين صاروا فيها مواطنين يخضعون إلى قوانين دولهم ودساتيرها.    لا شك في أن الدول الأوروبية تتحمل المسؤولية في الاختراق الحاصل اليوم ولكن المرأة المسلمة في أوروبا لا يمكن الاستهانة بدورها الذي لم تلعبه كما يجب؟   فهل تعي المرأة المسلمة في أوروبا وحتى داخل مجتمعاتها الأصلية أن قبولها بالبرقع يعني أنها قد حطت من إنسانيتها واختصرتها في سجن المتعة والمتاع وبالتالي فإنها تلقائيا قد قبلت باستحقاقات النقاب و    المتمثلة في تعدد الزوجات وفي أنها ليست أكثر من وسيلة لحفظ النسل ولعتق الشهوة؟   سؤال قد يبدو متحاملا ويطل على العلمانية ولكن الأكيد أنه يستحق التفكير.   آمال موسى   شاعرة وباحثة تونسية   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس)  بتاريخ 6 جويلية 2010)

 


في ثقافة النصح وسخافة المدح


بحري العرفاوي   إن أي حريص على المصلحة العامة وعلى الإصلاح والإستقرار لا يمكن إلا أن يكون أحرص على الإستئناس بآراء أصحاب الرأي لا ينزعج من اختلاف أو إشارة إلى نقص وليس مفيدا في شيء تشمّمُ الروائح العقدية لتلك الأفكار أو الإجتهادُ في استنطاقها حول النوايا طالما أنها لا تحرض على مُقدماتِ أذى ولا تضخم نقائصَ ولا تتصيّد أخطاءَ، والحكمة تقول : « انظر فيما قال ولا تنظر فيمن قال» . وفي القرآن « الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنهُ». «ثقافة النصح» مستولدة عن وعي وطني وعن روح إيمانية وعن مسؤولية تاريخية وحضارية، لا يتردد أصحابها في الإشارة إلى حيث تجب الإشارة وبما يقتضيه الحال من نصح ونقد ورفض أودعم وتثمين وتنبيه دون احتساب مكتسباتٍ ذاتية أو ضريبة قد تترتب عن مواقف ناقدة.   وإن الحريصين على مزيد التطوير والإصلاح يُدققون في النقائص أكثر من ابتهاجهم بالإنجازات. إن تقاليد «الإبتهاج» إذا ما ترسخت في مجتمع تحولت إلى ما يُشبه خيمة إقامة البدو حين يحطون ترحالهم وينشغلون بملء فراغ الزمن بالذكريات والأغاني وأشعار الفخر والمناقب والغزل! «ثقافة البهجة» ثقافة خاوية ومُعيقة للفعل والإبداع وغالبا ما تكون ثقافة وهْمٍ حين تصور الحال في غاية الكمال وتصنع الإنتصارات والأحلام في النصوص الجميلة لتبريد أشواق الناس ورغباتهم الحقيقية . وهذا ما ينتهي عادة إلى ارتخاء المجتمعات بفعل الرضا الموهوم على النفس … هل كان لمثقفي «البهجة» مسؤولية في تعطيل حركة المجتمعات وتطور الأنظمة السياسية حين اشتغلوا «مداحين» بمقابل و هجّائين    لكل ذي فكرة جديدة أو مختلفة بدون مقابل فكري! وكل ذلك على حساب مصلحة الجميع وأولهم من يستطيب امتداحهُ!.   تحتاج المجتمعات الحية وقفات تقييمية دورية تحصي فيها إنجازاتها  باعتزاز   وتتوقف عند مواطن الخطإ والفشل أو مواطن الصواب والتوفق وتستشرف فيها مستقبلها تذهب إليه بإرادة وعزيمة ووضوح رؤية … ولهاـ ومن باب الترف ـ  تخصيصُ مهرجان ترفيهي يحضره «المداحون» يُمارسون فيه لغوهم يقبضون أجورهم وينصرفون! دون تجاوز ل «دورهم» ذاك فليسوا مدعوين للإسهام في المشهد الثقافي الإحيائي إنهم عاجزون ومُقعَدُون إلى الأبد لا يقوون على إقامة قامةٍ ولا على تقويم خطإٍ!.   هم يعرفون أنهم متكسبون والسياسيون يعرفون ذلك والعامة لا تثق بهم وتكذبهم   تماما كما العرافين ـ وإن صدقوا ـ ! أولئك هم ممتهنو «العَرافة» الثقافية والسياسية .إنهم يقتاتون من امتهان تصنيع الوهم وإشاعة الشعوذة المعاصرة وتعليب السّخف المتهتك وتزيين ما حرفته الأخطاءُ البشرية.   ليس لهؤلاء ما يخسرون ولكن الذي يجب التنبيهُ إليه هو ما يسببونه من خسارة للجميع إنهم الجدار الفاصل بين المجتمع وبين الأفكار المستنيرة … النقدُ مرآة يرى فيها الجميع نقائصهم قبل محاسنهم ، وإنها لمكرمة أن نرى عُيوبنا وإنها لمعرة أن يراها غيرُنا ونكابرُ بها!.   قد يكون جزء من معركة الإصلاح التصدي لـ«مثقفي البهجة» إنهم دُخانُ المدائن وغبارُ الطريق يحجبون الرؤية ويتسببون في حوادث قد تكون كارثية … وإن أي أزمة هي منتهى رحلة الجميع ، وإن أي حادث لا يُفسر فقط بغفلة السائق وإنما أيضا ب « هرج» المُرافقين!   بحري العرفاوي   كاتب وشاعر تونسي   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس)  بتاريخ 6 جويلية 2010 )


التنوير واحداً ومُتعدداً


العجمي الوريمي 2010-07-06 من شأن الفكر أن يكون حواريّا حِجاجيّاً، وإن لم يكن الحوار مع الآخر والمخالف كان حوارا مع الذّات، فالنّفس تحدّث نفسها بالرّأي ونقيضه بحثا عن الصّواب والحقيقة، لأنّ عكس الخطأ ليس ضرورةً الصّواب وقد يكون الخطأ حلقة في سلسلة الأخطاء لا يعصم المعتقد فيها من الزّلل والبطلان والتّمادي في الخطأ التّسلسلُ المنطقي للأفكار، غير أنّ من سمات الفكر الإيديولوجي مناقضة نفسه أو مناقضة الواقع أو مناقضتهما معا، ولكنّ بعض الإيديولوجيّات من فرط زخرفتها تبدو غير قابلة للتّخطئة وهي بذلك تفتقر إلى صفة العلميّة حسب الفيلسوف كارل بوبر، إذ من شروط النّظريّة العلميّة عنده قابليّتها للإخضاع لمعيار التّكذيب في حين أنّ النّظريّات غير العلميّة غير قابلة للاختبار. إنّ الفكر رسالة والتزام أو لا يكون، ولا يفيد الالتزام معنى التّعصّب والدّفاع عن المعتقد دون حسبان للنّزاهة والموضوعيّة، بقدر ما يعني ممارسة ذلك الاعتقاد والدّفاع عنه بحرّيّة مع الإقرار بحقّ الغير في حرّية ممارسة اعتقاده والتّعبير والدّفاع عنه. ويقوم مبدأ عدم الإكراه في الدّين والمذهب والإيديولوجيا واللغة والانتماء السياسي مقام المبدأ الأسمى الذي تندرج تحته حزمة من الحريات التي تقاس اليوم بها درجة تمدن المجتمعات وتحضرها وتعايش مكوناتها، فعدم الإكراه يقتضي النّظر للإنسان باعتباره راشدا مستقلاّ بإرادته متحمّلا مسؤوليّة أفعاله صانعا بمعنى من المعاني لمصيره. وليس إعلان اكتمال الدّين وإتمام النّعمة الإلهيّة على البشر إلاّ علامة على بلوغهم سنّ الرّشد التي تجعلهم في مستوى النّور الذي خرجوا إليه من الظّلمات أي نور الإسلام الذي غيّر حياة النّاس وتأهّلت له عقولهم. ما انفكّ الفلاسفة الغربيّون يناقشون موضوع التّنوير ويراجعون تاريخه ومفاهيمه وقيمه وصلته بالعقل والدّين. وإنّ أثراً من ذلك النّقاش قد وصل إلينا حتّى غدت دعوة التّنوير ملحّة محرجة ومثيرة للجدل. وقد بقي المفكّرون الإسلاميّون إلى حد ّما بمنأى عن ذلك النّقاش الفكري إلى أن أدركوا أنّ وراء الدّعوة مراميَ سياسيّة وإسنادا دوليّا وجهلا من الرّأي العامّ بتلك المرامي وعدم إدراك لسياقات التّنوير ومضامينه. وقد تجرّد المفكّر الإسلامي عبدالعزيز بن عثمان التّويجري، المدير العامّ للمنظّمة الإسلاميّة للتّربية والعلوم والثّقافة (إيسيسكو)، منذ بداية القرن الواحد والعشرين لتناول هذه القضيّة فأعدّ للغرض رسالة بعنوان التّصوّر الإسلامي للتّنوير انطلاقا من أنّ الإسلام كما يقول «رسالة سماويّة ودين تنويريّ في العقيدة والتّشريع». أمّا الدّاعي لإنجاز هذا البحث فيعود كما يقول إلى كثرة الحديث في هذه المرحلة عن «التّنوير اصطلاحا ومفهوما وفلسفة ومنهجا في الحياة»، فالتّنوير كقضيّة فكريّة طُرحت في سياق الإعداد لغزو العراق والحرب العالميّة على الإرهاب قضيّةٌ تتطلّب الدّرس، بل لا يمكن بأيّ حال السّكوت عنها. وكم من قضيّة تسبّبت سياقات تاريخنا المعاصر في تعقيدها والجناية عليها، ولخطورة الموضوع في المحيط الإسلامي والخليجي خاصّة أعدّ المفكّر السعودي هذه الدّراسة التي نُشرت إلى جانب اللغة العربيّة مترجمة إلى اللّغتين الفرنسيّة والإنجليزيّة. ويهدف الكاتب من وراء إنجازها إلى تقديم القول الفصل في تميّز المفهوم الإسلامي عن باقي المفاهيم بما يجعل الرّسالة التي لم يتجاوز عدد صفحاتها الثّلاث عشرة صالحة للاعتماد لا كأرضيّة للنّقاش فحسب بل لأن تكون مرجعا رسميّا. ومنذ المدخل يعلمنا الباحث أنّ طريقة طرح موضوع التنوير عربيّا وإسلاميّا تثير «قدرا كبيرا من الشّكوك حول دوافع هذا الطّرح وأهدافه» وهو يشير إلى أنّ الأمر يتعلّق باستراتيجية سياسيّة وثقافيّة لمرحلة ما بعد «اضمحلال المذاهب الماديّة الإلحاديّة» في «زمن يتصاعد فيه مدّ العولمة» وما تُمثّله من مخاطر على سيادة الدّول وهويّات المجتمعات وثقافة الشّعوب. ومع حرص الباحث على أن يكون بحثه أكاديميّا فإنّ إطار الموضوع يجعل لنتائج بحثه غايات عمليّة وسياسيّة وعلى الأرجح أنّه يعتبر دعوة التّنوير أشدّ خطرا من «المذاهب الماديّة الإلحاديّة» التي تتعارض تعارضا صريحا مع ثوابت الأمّة وعقيدتها وهي لا تحتاج إلى الدّحض والرّدّ. وبعد أن توسّع المفكّر السّعودي الذّائع الصّيت في عرض مفهوم التّنوير لغة مبيّنا معانيه الإيجابية وتوافقها مع جوهر الرّسالة الإسلاميّة توقّف مليّا عند التّعريف الاصطلاحي للتّنوير الأوروبي بما هو تعبير عن نزعة إنسانيّة عقليّة وعلميّة وتجريبيّة ماديّة قائمة على التّعارض مع الدّين والتّفسيرات المنبثقة منه، فالتّنوير رؤية جديدة تؤمن بالتّقدّم والطّبيعة والعقل. وقد تقصّى الباحث مفاهيم التّنوير وخصائصه «كحركة عقليّة أوروبيّة رأت في العقل الوجود الحقيقي للإنسان وسعت إلى تحرير الحضارة من الوصاية الكنسيّة والنّزعات الغيبيّة والخرافات وآمنت بتقدّم الإنسانيّة عن طريق البحث العلمي» ولئن أشار مُحقّا في إرجاع النّزعة العقليّة إلى عدد من الفلاسفة أمثال ديدرو وفولنار وروسّـو فقد أكد فضل الفيلسوف الألماني كانط في «استخدام مصطلح التّنوير كتعبير عن الحركة العقليّة» الممتدّة من القرن السابع عشر إلى نهاية القرن الثّامن عشر. وتجدر الإشارة إلى أنّ الأنوار أكثر تعقيدا وثراء وتنوّعا من البُعد الأحادي الذي أبرزه المفكّر السّعودي محكوما بغايات البحث، فالمصطلح الذي أعدّ العُدّة لدحضه «هو مصطلح أوروبيّ النّشأة والمضمون والإيحاءات» كما أنّ «التّنوير قضيّة أوروبيّة محض» وهو بذلك يسحب من الدّعوة إليها أيّة مشروعيّة فسياقها الذي ظهرت فيه والأوضاع التي ثارت عليها والحقائق التي أرادت تكريسها لا علاقة لها بواقعنا الإسلامي العربي من قريب أو بعيد، وإذا كان للأوروبيين ما يبرّر إنشاء تلك الحركة بما في ذلك ثورتها على هيمنة الكنيسة وإنهاء أيّ تأثير للمسيحيّة على الحياة والمعرفة والفكر والواقع فإنّها بسياقها ومضمونها ذاك لا يمكن أن تمثّل حاجة من حاجات مجتمعنا أو أن تتوافق مع ثوابتنا وهويّتنا. فقد عكست حاجة أوروبا للخروج من مرحلة العصور الوسطى المظلمة وقد كانت خاصّة في فرنسا راديكاليّة في رفضها للكنيسة وهي محقّة في ذلك في سياقها التّاريخي الخاصّ. ويستنتج الباحث «أنّه ليس من الموضوعيّة والمنهجيّة العلميّة في شيء فرض المفهوم الأوروبي للتّنوير على المجتمعات العربيّة الإسلاميّة». ويجوز أن نفترض أنّ المقصود بهذا الرّفض بعض المشاريع المعدّة للمنطقة في العواصم الغربيّة مثل مشروعيْ بوش ورايس الشّرق الأوسط الكبير والشّرق الأوسط الجديد. والكاتب السّعودي قاطع في هذا الباب وليس موقفه رفضا للتّنوير في حدّ ذاته بل للنّسخة الغربيّة التي يُراد فرضها بشكل تعسّفيّ على بيئة عربيّة هي أحوج ما تكون إلى مصالحة مع العصر عبر مصالحة مع ذاتها أوّلا. يقول مطاع الصّفدي في كتابه نقد العقل الغربي: «والحقيقة أنّ أهمّ ما تميّز به التّنوير الغربي أنّه أحدث القطيعة الكبرى بين المجتمع اللاّهوتي والمجتمع العلماني»، فكلا المجتمعين غير موجودين فلا القطيعة ولا الوصل يدلاّن على أيّ معنى أو قيمة في ظلّ إخفاق النّهوض العربيّ، فالتّنوير العربي حسب مطاع الصّفدي «يجهل الموضوع الذي عليه أن يقطع معه» ولذلك «لن يستطيع أن يتعرّف إلى الموضوع الآخر الذي عليه أن يصل معه. ورغم اختلاف المنطلقات والمرجعيّات وصل التّويجري الذي يرى «أنّ العالم الإسلامي يقف على مفترق طرق» والصّفدي إلى نفس النّتيجة عندما اعتبر «أنّ فكر القطيعة في المشروع الثّقافي العربي لم يقطع مع شيء حقّا ليصل مع شيء آخر حقّا». إنّ مشروع التّنوير الأوروبي قد أُجهض في بيئته بعد أن وقع انفصام في مجراه، فلم تفضِ قطيعته مع النّظام اللاّهوتي إلى بناء نظام اجتماعيّ وسياسيّ «مطابقا تماما لمبادئ العقلانيّة» بتعبير الصّفدي، ولم يحقّق إقصاء الدّين من الحياة سعادة كانت مُرتجاة، لذلك يرى التّويجري استبدال الدّعوة إلى تنوير مستنسخ عن التّجربة الأوروبيّة بتنوير إسلامي هو «حركة إحياء إسلامي» لأنّ «التّنوير الإسلامي» أشمل وأعمق وأرحب من أن ينحصر داخل العلوم الشرعيّة أو العلوم الإنسانيّة بوجه عامّ، فالمفكّر الإسلامي السّعودي، دون أن يصرّح بذلك، يقترح طريقا ثالثة بين دعاة التّنوير على المنوال الأوروبي ودعاة التّقوقع والجمود ممّن لا يرون أيّة حاجة «لتجديد مفاهيم الدّين ولوظيفة الدّين للخروج من الجمود والقُعود». نحن في حاجة إلى تأمين ميلاد المجتمع الجديد حتّى لا يكون مشوّها بعد أن لم يعد القديم أصيلا بل هجينا. بقي أن نشير إلى أنّ التّنوير كما يُدرّس في أقسام الفلسفة بالجامعات العربيّة غالبا ما يُقدّم معزولا عن سؤال النّهضة العربيّة، فقراءته قراءة نقديّة تستلزم أن نقيسه على الواقع العربي لا أن ننظر إليه فقط في سياق النّهضة والحداثة وما بعد الحداثة الأوروبيّة. ajmilourimi@yahoo.fr    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 06 جويلة 2010)

 


«دير شبيغل»: القذافي يستعد لزيارة غزة عبر مصر


2010-07-06 القاهرة – العرب  فيما قالت مجلة «دير شبيغل» الألمانية: إن الجامعة العربية ترتب لزيارات قادة عرب، على رأسهم الزعيم الليبي معمر القذافي، لقطاع غزة، رفضت مصادر مطلعة بالجامعة العربية تأكيد أو نفي ذلك، لكنها قالت لـ «العرب»: إن الجامعة العربية وأمينها العام يعملان على كسر الحصار عن القطاع، وليس هناك ما هو مستبعد في سبيل ذلك. وتتوقع مصادر عربية وفلسطينية زيارة قريبة للزعيم الليبي، وقال المستشار السياسي للحكومة الفلسطينية الدكتور يوسف رزقة: «نتوقع أن يكون رئيس القمة الحالية معمر القذافي هو أول من يبادر إلى زيارة غزة وكسر حاجز الجليد الذي يسيطر على النظام العربي». ونقلت المجلة الأسبوعية الألمانية عمن وصفته بمصدر مطلع أن الجامعة العربية تحضّر لسلسلة من زيارات القادة والمسؤولين العرب إلى قطاع غزة سيكون العقيد الليبي معمر القذافي أولهم. وذكرت «دير شبيغل» أن عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، بحث في أمر زيارة القذافي غزة خلال وجوده في ليبيا الأسبوع الماضي. وقالت المجلة: إن القذافي سينتقل إلى القطاع عبر معبر رفح وسيلتقي قادة حكومة حماس، التي تحكم القطاع. وفي السياق نفسه، ذكرت «دير شبيغل» أن الحكومة الإسرائيلية ترتب زيارات لسبعة وزراء خارجية أوروبيين للقطاع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن هؤلاء الوزراء سيدخلون من الجانب الإسرائيلي. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 06 جويلة 2010)


التركيع بالتوقيع.. قراءة في « سورة المصالحة »


فهمي هويدي تبعث على الحيرة والدهشة تلك الهالة من القداسة التي أحاطت بها مصر ورقة المصالحة الفلسطينية، حتى حصنتها ضد المناقشة والمراجعة، واعتبرت التسليم بها من ضرورات الولاء والبراء. (1) صارت المصالحة أحد عناوين مرحلة ما بعد العدوان على أسطول الحرية، وتلك مسألة جديرة بالملاحظة، حيث أشك كثيرا في أنها من قبيل المصادفة، إذ حين ينام الموضوع أو يتعثر طيلة ثلاث سنوات، ثم يصبح بعد قصة أسطول الحرية هتافا يردده جميع المسؤولين المعنيين بالأمر من عرب وعجم، فإن الأمر يصبح مشكوكا في براءته. لذلك فإنني أميل إلى الرأي القائل إن إسرائيل حين انفضح أمرها، وأحرج معها حلفاؤها المؤيدون للحصار والمشاركون فيه، فإن أبالسة اللعبة السياسية قرروا أن يلقوا بالكرة في مرمى حماس. ومن ثم أشهروا لافتة المصالحة ودعوا إلى التوقيع على الورقة المصرية كما « أنزلت ». وتوالت التصريحات التي شددت على أنه لا كلام ولا سلام، ولا نقض ولا إبرام، إلا بعد التوقيع على الوثيقة المقدسة. ولأن أولئك الأبالسة يعرفون جيدا أن الورقة بصيغتها الحالية تلغي المقاومة وتقلب المائدة رأسا على عقب، ومن ثم فإن حركة حماس ترفض التوقيع عليها (حركة الجهاد الإسلامي أعلنت أنها خارج الموضوع من أساسه)، حينئذ سينشغل الناس برفض حماس فكرة المصالحة، ومن ثم تعطيلها للوفاق، وتعطيلها لإمكانية فتح معبر رفح، خصوصا أن إغلاقه هو الذي أدى إلى إطلاق حملات الإغاثة بالبحر. الأمر الذي أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه. هذه الخلفية أشرت إليها من قبل، وقلت إن استدعاء موضوع المصالحة والإصرار على قداسة الورقة المصرية، والتشديد المستمر على رفض أي تفاهم حولها أو قبلها، لم يرد به في حقيقة الأمر تحقيق المصالحة أو رأب الصدع، وإنما أريد به إحراج حماس إذا لم توقع، وتركيعها إذا وقعت. في الوقت نفسه فإن من شأن إثارة الموضوع تغطية موقف السلطة في رام الله، وتخفيف الضغط على الأطراف العربية الأخرى المساندة لها، وإعطاء الانطباع بأنهم يسعون لإنهاء الانقسام ولكن حماس تشكل العقبة التي تحول دون ذلك. (2) ليست جديدة محاولات توحيد الصف الفلسطيني، فمنظمة التحرير حين ظهرت إلى الوجود في العام 1964 كانت باكورة تلك المحاولات التي تميزت بأمرين، أولهما الحرص على تحقيق أكبر قدر ممكن من الوفاق الوطني بين الفصائل المختلفة، وثانيهما الاتفاق على أن التحرير هو الهدف والمقاومة هي الوسيلة. لكن الأمور اختلفت، وانقلبت رأسا على عقب منذ وقع اتفاق أوسلو في العام 1993، الذي ظن الرئيس ياسر عرفات أنه سيفتح الباب إلى إقرار السلام وإقامة حكم ذاتي فلسطيني فوق 90٪ من الأرض الفلسطينية، يؤدي إلى إقامة الدولة عليها في وقت لاحق. ثم تتواصل المفاوضات بعد ذلك حول مساحة الـ10٪ الباقية، وهى المساحة التي أقيمت فوقها المستوطنات الإسرائيلية والقواعد العسكرية. وبلغ التفاؤل حدا جعله يصدر أوامر فور توقيع الاتفاق بوقف الانتفاضة (الأولى)، ويطلب من قادتها الميدانيين أن يتوجهوا إلى مكتب الحاكم العسكري الإسرائيلي في غزة لتسليم أسلحتهم. وقد نفذوا تلك الأوامر على الفور. لكنه اكتشف بمضي الوقت أنه أسرف في تفاؤله. وأن الحكم الذاتي الذي تطلع إلى إقامته فوق 90٪ من الأرض الفلسطينية تقلصت مساحته بعد مفاوضات مضنية إلى 22٪ فقط من الضفة وغزة، هي تلك التي أطلق عليها وصف المنطقة (أ).. بعدما قسم المفاوض الإسرائيلي الأرض المحتلة إلى (أ) و(ب) و(جـ)، ولم يسمح للسلطة بأن تمارس حكمها الذاتي إلا على المنطقة (أ). الأمور تطورت بعد ذلك، حيث استمر إجهاض الأحلام التي تعلق بها الرئيس عرفات، فقد أدرك في مفاوضات كامب ديفيد أن إسرائيل كشفت عن سعيها لابتلاع نصف الضفة الغربية، وانها تتبنى موقفا غامضا من القدس، كما ترفض أي كلام عن عودة اللاجئين. وهى الأجواء التي فجرت الانتفاضة الثانية، وانتهت بتمرد عرفات ثم بقتله بالسم في العام 2004. مما يذكره الكاتب والسياسي الفلسطيني بلال الحسن في هذا الصدد أنه حين جاء محمود عباس إلى منصب الرئاسة الفلسطينية كان شديد الإيمان بأن « إرهاب » الانتفاضة الثانية هو الذي أفشل اتفاق أوسلو، وأن إنهاء هذا « الإرهاب » والعودة إلى طريق المفاوضات، والمفاوضات فقط، التي اعتبرها خيارا إستراتيجيا وحيدا، هو الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية. من ثم فإنه مضى يحاول ويحاول. يحاول مع الرئيس بوش ويفشل. ويحاول مع الرئيس باراك أوباما، فيتلقى الضربات المتوالية حتى يكاد يترنح. ورغم كل الضربات التي يتلقاها، فإنه لم يستطع أن يستنتج ما سبق للرئيس عرفات أن يستنتجه، وهو أنه لا يمكن إجراء تفاوض ناجح مع إسرائيل إلا عبر مقاومة شعبية فعالة ضد الاحتلال، أما التفاهم مع الاحتلال، والتعاون أو التنسيق الأمني معه فنهايته خسارة المباراة بالنقاط أو بالضربة القاضية -(الشرق الأوسط 20/9/2009). (3) السياسة التي اتبعها أبو مازن كانت البداية الحقيقية للانقسام وشق الصف الفلسطيني، إذ استسلمت دون شروط لنهج التفاوض، الذي كان الفرصة الذهبية لإسرائيل للتمدد الآمن من ناحية، وللاعتماد على طرف فلسطيني وعربي في مواجهة المقاومة وحصارها. وكان ذلك الاختيار هو بداية الفراق بين أبومازن وفريقه وبين فصائل المقاومة، حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهذا الفراق تحول إلى صدام بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية في العام ٢٠٠٦، وفوز حماس بأغلبية المجلس التشريعي، ومن ثم تأهلها لتشكيل الحكومة، وتحولها إلى شريك في السلطة. بدا المشهد مسكونا بالتناقض الذي كان يتعذر استمراره، فرئاسة السلطة كانت ضد المقاومة ومع التفاوض، ورئاسة الحكومة مع المقاومة وضد التفاوض في ظل الظروف القائمة، ولأن الموقفين كانا متعاكسين تماما فإن استمرارهما معا كان من رابع المستحيلات، خصوصا حين لجأت الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي كانت خاضعة لسلطة الرئيس إلى محاولة إفشال عمل الحكومة وإثارة الاضطرابات والفوضى في القطاع، الأمر الذي دفع الحكومة إلى حسم الموقف لصالحها في صيف العام 2007. إذا جاز لنا أن نلخص ونركز، فلا ينبغي أن تفوتنا حقيقة أن الموضوع الأساسي للخلاف هو الموقف من الاحتلال والمقاومة، وإذا كانت هناك دوافع أخرى للانقسام فإنها تأتي في المرتبة التالية لذلك الموقف. في مجرى التوافق الفلسطيني تتابعت عدة مشاهد على النحو التالي: * في العام 2005 عقد مؤتمر القاهرة، الذي أعلن أن الهدف منه هو إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، واتفق خلاله على تشكيل لجنة تجتمع شهريا لهذا الغرض برئاسة أبومازن وعضوية ممثلي الفصائل وعدد من الشخصيات العامة. لكنها لم تعقد اجتماعا واحدا، الأمر الذي رجح ما ذهب إليه البعض من أن الهدف الحقيقي للاجتماع كان توافق الفصائل على التهدئة في مواجهة إسرائيل لإنجاح التسوية السلمية. * في العام 2006 تم الاتفاق بين الفصائل على برنامج الوفاق الوطني، الذي خرجت فكرته الأساسية من المعتقلين في السجون الإسرائيلية. وكانت الفصائل -خصوصا فتح وحماس- قد اختلفت حول صياغة برنامج للوحدة الوطنية بعد الانتخابات التي فازت فيها حماس، فبادر الأسرى من جانبهم إلى وضع ذلك البرنامج الذي ظل محل أخذ ورد من جانب فتح، ثم تمت الموافقة عليه في نهاية المطاف. * في العام 2007 عقد اتفاق مكة الذي وضع الأساس لتشكيل الحكومة الائتلافية، بالمشاركة بين حركتي فتح وحماس، ولكن فكرة المشاركة كانت مرفوضة أميركيا وإسرائيليا، ولذلك تآمر الطرفان مع أطراف أخرى عربية لإفشال الاتفاق، حيث بدا أن رئاسة السلطة رافضة للتعاون مع رئاسة الحكومة. وتبين من ممارسات جهاز الأمن الوقائي التي سبقت الإشارة إليها أن رئاسة السلطة ضالعة في محاولات إفشال الحكومة وإثارة الاضطرابات في القطاع، الأمر أدى إلى النهاية التي يعرفها الجميع، والتي مازالت مستمرة إلى الآن. وبمقتضاها أصبح على رأس الحكومة في غزة السيد إسماعيل هنية ممثلا لحماس التي فازت بأغلبية المجلس التشريعي. وصارت في رام الله حكومة أخرى تنتسب إلى فتح برئاسة الدكتور سلام فياض رغم أن الفريق الذي ينتمي إليه لم يحصل إلا على مقعدين اثنين فقط في المجلس. * في العام 2008 ألقت مصر بثقلها في الساحة، ودعت الفصائل إلى اجتماعات في القاهرة، أسفرت عن إعداد ورقة قدمت بحسبانها تمثل المشروع الوطني الفلسطيني، وخضعت الورقة لتعديل لاحق تم في العام 2009، وأصبحت تحمل اسم: اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني. وكانت تلك الورقة بمنزلة نقطة تحول ومنعطف مهم في مسار الحوار يستحق أن تتوقف عنده لبعض الوقت. (4) هناك ثلاث ملاحظات أساسية على الورقة المصرية، الأولى أنها أعدت بمعرفة مسؤولي جهاز المخابرات العامة الذي رعت قيادته الحوار مع الفصائل، والملاحظة الثانية أنها تجاهلت تماما اتفاق مكة الذي أرسى أساس المشاركة في الحكومة الائتلافية. الملاحظة الثالثة والأهم أن الجهود السابقة تعاملت مع حركة حماس باعتبارها شريكا منتخبا له شرعيته، في حين أن الورقة المصرية تجاهلتها واعتبرتها طرفا متمردا يجب إقصاؤه. لم تذكر ذلك صراحة بطبيعة الحال، لكنها أطلقت يد السيد محمود عباس في ترتيب البيت الفلسطيني، وخولته صلاحية تشكيل لجنة إعداد قانون الانتخابات ولجنة تطوير منظمة التحرير. ورئاسة اللجنة الأمنية العليا. ورئاسة اللجنة المشتركة لتنفيذ الاتفاق. الأمر الذي يعني أنه أصبح صاحب القرار والمرجع في صياغة الحاضر والمستقبل الفلسطيني. في الوقت نفسه فإن الورقة ألغت المقاومة عمليا حين حظرت التشكيلات المسلحة التي تمثل الأجنحة العسكرية للفصائل خارج سياق أجهزة الأمن (التي يفترض أنها تتولى التنسيق مع إسرائيل!). كنت قد فصلت في نقد الورقة المصرية في مقال سابق نشر تحت عنوان « مغالبة لا مصالحة ». وليس لدي الكثير الذي أضيفه على ما سبق نشره. لكن الملاحظة الجوهرية التي يمكن إبداؤها على الورقة هي أنها ركزت إلى جانب إقصاء حركة حماس وإضافة الحصار السياسي عليها إلى الحصار المادي المضروب على القطاع، على الجوانب الإدارية والتنظيمية التي تؤدي إلى تمكين رئاسة السلطة من السيطرة على الموقف في الضفة وغزة. وفي الوقت نفسه فإن الورقة لم تتضمن أي رؤية سياسية واضحة ولم تحتل قضيتا التحرير والمقاومة ضد الاحتلال أي حيز فيها. رغم أن حركة حماس تمثل الآن رأس الحربة في المقاومة والصمود الفلسطيني، فإن المشكلة ليست في أن تبقى الحركة في السلطة أو تستبعد منها (ليس سرا أن المخطط المرسوم استهدف تحقيق إقصائها المطلوب من خلال تزوير الانتخابات، لكي تخرج حماس من باب الانتخابات الذي دخلت منه، إنما الأهم هو أن تستمر مقاومة الشعب الفلسطيني ويتعزز صموده بحماس والجهاد أو بغيرهما. وبالمناسبة فليس دقيقا أن حماس تحارب ويراد إخضاعها لكونها حركة ذات مرجعية إسلامية، لأن هناك آخرين ممن ينتمون إلى المرجعية نفسها يحتضنهم الأميركيون ويرحب بهم أهل « الاعتدال ». لكن مشكلة حماس في نظر الجميع أنها بالأساس طرف مقاوم، والمستهدف في نهاية المطاف هو ذلك الموقف المقاوم والرافض للاستسلام. إن القدسية التي أحيطت بها الورقة المصرية أريد بها وقف مراجعة الثغرات الخطيرة التي تخللتها، التي هي باب لالتزام المقاومة بوقف أنشطتها وإخراجها تماما من ساحة الفعل السياسي. وهو ما يسوغ لي أن أقول إن الهدف المرسوم هو التركيع من خلال التوقيع. وإن الورقة بالهالة التي أحيطت بها تحولت إلى نص منزل لا يجوز أن تمتد إليه يد المراجعة، ولهذا اقترحت أن تسمى سورة المصالحة، على غرار سور الشورى والأنفال والأحزاب وغيرها. إن المصالحة هي جهد يبذل لتقريب وجهات النظر بين طرفين متعارضين، وليست إكراه طرف على أن يستسلم للآخر. ولذلك فإن الورقة المصرية في صيغتها الراهنة لا تصلح أساسا للمصالحة، وادعاؤها القيام بهذا الدور هو من قبيل الانتحال والالتفاف على الحقيقة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 جويلة  2010)


 مصر ترفض تصريح لكلينتون عن تضييق الحكومة على مؤسسات المجتمع المدني


7/6/2010 القاهرة- رفضت الخارجية المصرية الثلاثاء تصريح لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، قالت فيها إن الحكومة المصرية تضغط على المنظمات وتتنصت عليها، واعتبرتها لا تعكس الواقع. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي إن الإشارة التي وردت فى بيان وزيرة الخارجية الأمريكية أمام اجتماع منتدى تجمع الديمقراطيات حول تعامل الحكومة المصرية مع مؤسسات المجتمع المدني في مصر تدعو للدهشة لأنها لا تعكس الواقع. وكانت كلينتون أعربت، في كلمتها أمام مؤتمر (المجتمع المدني ودعم الديمقراطية في القرن الـ21)، الذي أقيم في بولندا السبت، عن قلقها من حدوث تقدم في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر. وقالت إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمتلك منظمات مجتمع مدني متنوعة، لكن عددا من الحكومات في المنطقة يمارس ضغوطا عليها ويعمل على إسكات المدونين وفرض قيود على المنظمات غير الحكومية في التسجيل، ونأمل أن يحدث تقدم في هذا المجال، خاصة في مصر. وأضافت إن مصر لديها منظمات مجتمع مدني متنوعة، لكنها عرضة في غالبية الأحيان لضغوط حكومية تلغي مؤتمراتها وتتنصت على مكالماتها الهاتفية، إضافة إلى إغلاق بعض هذه الجمعيات وتعرض النشطاء للاحتجاز أو السجن لفترات طويلة أو النفي في أحيان أخرى. ورداً على ذلك قال زكي، في تصريح للصحافيين الثلاثاء إن هناك 26 ألف مؤسسة مجتمع مدني تعمل في مصر من بينها حوالي 200 منظمة غير حكومية مصرية تعمل في مجالات لها صلة بحقوق الإنسان والمساعدة القانونية ودعم الديمقراطية، فضلا عن العديد من المنظمات غير الحكومية الأجنبية التي تقوم بأنشطة من دون مواجهة أية صعوبات. وأوضح زكي أن هناك إطارا قانونيا ولوائح تشريعية تحكم العمل الأهلي وعمل المنظمات غير الحكومية وتمويلها بما يحقق المنفعة للمجتمع، مؤكدا أن التزام أي منظمة بالقانون يعد الضمانة الحقيقة لعملها. واعتبر زكي أن العمل الأهلي في مصر، والذي لازال يتطور، صار متقدما بأشواط كثيرة عن دول عديدة سواء في المنطقة أو خارجها وهو ما يجب أن يأخذه الجميع في الاعتبار. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 06 جويلة  2010)

 

 


مبارك في زيارة مفاجئة لفرنسا قد تشمل فحوصا جديدة وجمال يعود الى الواجهة السياسية استعدادا للانتخابات


7/6/2010 باريس ـ القاهرة ـ ‘القدس العربي’: قام الرئيس المصري حسني مبارك بزيارة مفاجئة لباريس امس التقى خلالها الرئيس نيكولا ساركوزي، وعددا من المسؤولين الفرنسيين. وتحدثت مصادر فرنسية عن اهداف طبية للزيارة تشمل اجراء فحوص طبية جديدة. وكان مبارك اجرى في الاسبوع الاول من شهر اذار (مارس) الماضي عملية جراحية شملت استئصالا للحوصلة المرارية وورما حميدا في الاثني عشر. وكانت تقارير اشارت الى ان مبارك سيحتاج لاجراء فحوص جديدة لمتابعة اثار العملية الجراحية والتأكد من طبيعة الورم. من جهة اخرى عاد جمال مبارك نجل الرئيس المصري والأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطني الحاكم، الى الواجهة السياسية امس مشددا على الأهمية التى يوليها الحزب لتوسيع المشاركة فى صياغة البرنامج الانتخابي للحزب في انتخابات مجلس الشعب القادمة، بحيث يأتي البرنامج معبرا عن أولويات واحتياجات أكبر شريحة من المواطنين. وقال جمال مبارك لأعضاء لجنة الشباب بأمانة السياسات وأعضاء أمانتي الشباب والمرأة إن محاربة الفساد واحترام حقوق الإنسان يأتيان ضمن أولويات البرنامج الانتخابي الجاري إعداده انطلاقا من إيمان الحزب بهذه المبادئ والتي تضمنتها مبادئه الأساسية. وقال إن إعطاء هذين الموضوعين مكانة متقدمة ضمن محاور البرنامج الانتخابي القادم، يأتي استمرارا للمواقف القوية والواضحة التي تبناها الحزب دائما دفاعا عن حقوق الإنسان وتصديا للفساد، والتي أكد عليها الأمين العام للحزب في العديد من المناسبات كان آخرها اجتماع المجلس الأعلى للسياسات في الأول من يوليو الجاري. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 06 جويلة  2010)


جمال مبارك.. و«بتاع البطاطا»!


شريف عبدالغني 2010-07-06 «سأنتخب جمال، لأنه متمرس سياسيا»، ربما كانت هذه العبارة هي مربط الفرس في ثرثرة الحوارات التي خرج بها الزعيم عادل إمام مؤخرا، والتي خصص جزءا منها لمهاجمة قادة التغيير في الشارع المصري وأبرزهم الشخصية الدولية المرموقة الدكتور محمد البرادعي. واستكمالا لما كتبته الاثنين الماضي بهذه الزاوية حول آراء عادل إمام وكيف أنه حول نفسه من ممثل إلى منظر سياسي يروج لمشاريع السلطة، فإنه وفقا لنظرية «الشيء لزوم الشيء» المسجلة باسم نجيب الريحاني، كان طبيعيا أن يكون الوجه الآخر لتصريحات الزعيم هو تسويق جمال مبارك وتبييض وجهه باعتباره البديل الوحيد المتاح لتولي الحكم. وسألوا الزعيم: أليس ترشيح جمال توريثاً؟ هنا كانت إجابته الأكثر صدقا: «منذ فترة طويلة نتحدث عن التوريث، وكأن جمال مبارك بتاع بطاطا»، مضيفا: «وينسى البعض أنه يعمل في السياسة ويرأس أمانة السياسات ومن حقه أن يرشح نفسه للرئاسة، وأنا من حقي كمواطن أن أنتخبه». إجابة عادل إمام هي عين العقل، فكلنا سننتخب جمال حتى لو لم نذهب إلى صناديق الاقتراع؛ لأن حكومتنا متعها الله بالصحة والعافية تعمل على راحتنا، وتصوت نيابة عنا وعن أهالينا الأحياء منهم والأموات. لكني أتوقف عند تأكيد الزعيم على جدارة جمال بالسلطة، باعتباره رجل سياسة وليس «بتاع بطاطا». هذه العبارة إن شئت الدقة هي أجمل تأكيد لحيثيات أحقية نجل الرئيس مبارك بالحكم، وإذا أردت العدل فإنها تضع مصر والعرب على قمة الهرم الديمقراطي في عموم كوكب الأرض. وعقد مقارنة بسيطة بين جمال مبارك و»بتاع البطاطا»، كفيل بأن يضع كل معارض شرير لسانه في فمه ويسكت للأبد عن النطق بالكلام الفارغ في حق جمال و»التوريث» الذي هو مشروع مصر القومي في الألفية الجديدة. بداية نظرة على المولد والنشأة، تكشف الفارق الضخم بين الاثنين، فجمال ولد على يد أمهر الأطباء، بينما «اللي ما يتسمى» بائع البطاطا مثل غالبية المصريين الذين صور ميلادهم أحمد فؤاد نجم: «فلاح تعيس.. في ليلة ضلمة خلفوه.. وفي خرقة سودة لفلفوه.. وفي عيشة غبرة طلعوه.. ولصموه.. وطلسموه.. ودجنوه.. وجهزوه». وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون الأول راقي الأسلوب، سريع البديهة، رئيس جمهورية، بينما الثاني مواطن عشوائي، يفهم ما تقوله له اليوم بعد أسبوع، ليبقى ضمن سرب الشعب الذي تتحمل الدولة عبء جهله ومرضه ومعيشته وقرفه. وجمال مبارك بالفعل كما قال الزعيم «متمرس سياسيا»، وبالعودة إلى تاريخه سيتضح أن السياسة تسري في دمه منذ طفولته، فهو -كما ستذكر كتب التاريخ بعد توليه الحكم- قاد المظاهرات عندما كان في المرحلة الابتدائية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي الغاشم في يونيو 67، وفي الإعدادية استهوته الأفكار الاشتراكية ونظم احتجاجات ترفض انفتاح «السداح مداح» الذي طبقه الرئيس الراحل أنور السادات، وفي الثانوية تأكد أن الشيوعية هي «أفيون الشعوب» ليتصدر مسيرات مؤيدة لسقوط الاتحاد السوفييتي عليه رحمة الله، أما في الجامعة فواصل نشاطه السياسي وترأس اتحاد الطلاب، وعارض علنا سياسة الاعتقالات وبطء الإصلاح السياسي في عهد الوالد الأب مبارك الأول، ليقود بعد ذلك أكبر عملية ترميم للدولة في مختلف المجالات وليعيد إلى كوبري أكتوبر رونقه كملتقى للمحبين بعدما تحول إلى شرفة للمنتحرين. كما أنه في عهد والده رفض تماما تفصيل «أمانة السياسات» بالحزب الحاكم على مقاسه ليرأسها مباشرة، وصمم على أن يأخذ الطريق الحزبي مثل الطريق الصحراوي من أوله، وبانتخابات نزيهة وشفافة ونظيفة بعدما استورد لها أحسن مساحيق الغسيل، وهكذا راح يتدرج في المناصب حتى وصل لرئاسة الحزب. في المقابل يفتقد «بتاع البطاطا» إلى هذا كله، فهو «ورث» عربة البطاطا من والده على الجاهز، ورفض الاستماع لنصائح الخبراء بأن يتدرج في عمله، فيبدأ ببيع الترمس على الكورنيش، ثم الخطوة التالية الجلوس على الرصيف لشي الذرة، قبل أن يصل للذروة ببيع البطاطا. جمال مبارك يؤمن بـ»التغيير» الديمقراطي، فهو في كل مرة يظهر فيها يقوم بعملية «تغيير»، مرة لربطة العنق، وأخرى للحذاء، وثالثة للساعة، بينما «بتاع البطاطا» لا يطبق «التغيير» أبدا، فهو دائما ما يظهر بنفس جلبابه العتيق المتهرّئ وعمامة الرأس البيضاء التي تتحول من اللف في الشوارع إلى اللون الأسود، والشيء الوحيد الذي يسعى إلى تغييره هو السيدة حرمه. وفي الوقت الذي يعيش فيه جمال طوال عمره في الأحياء المخملية رافعا شعار «ملعون أبو الدولار إللي ما ينزه صاحبه»، فإن «بتاع البطاطا» يرفض مغادرة المناطق العشوائية، ولا يفكر مطلقا في سكن الأحياء الراقية، أتعرفون لماذا؟ إنه البخل يا سادة، فكل هدفه هو جمع القرش على الجنيه والفرنك على اليورو من حصيلة البيع، وغالبا ما يحول أمواله إلى بنوك سويسرا. نظرة على الأصدقاء تؤكد فارقا جوهريا جديدا بين الطرفين، مصداقا لرأي الزعيم عادل إمام، فأصحاب جمال هم أعضاء أمانة السياسات.. ناس أكابر في كل شيء، من البزنس الذي يلعبون فيه بالمليارات إلى السيجار الذي ينفثون مع دخانه همومهم بسبب المواطنين الذين أصبحوا مثل القطط «تأكل وتنكر». أما أصحاب «بتاع البطاطا» فخليط من الخارجين على القانون من الباعة السرّيحة الذي يضربون الاقتصاد الوطني في مقتل ببيعهم أعلى من التسعيرة، ورفضهم سداد الضرائب، والتي عن طريقها تستطيع الحكومة العثور على وسيلة مواصلات تنقلها إلى مناطقهم العشوائية المجهولة لرصد مشاكلهم. وإذا كان أصحاب جمال مبارك يحافظون على البيئة ويسدون بأيديهم مداخن مصانعهم حرصا على هواء البلاد ورئات العباد، فإن أحدث التقارير أكدت أن «بتاع البطاطا» يترك العنان لمدخنة عربته ناشرا السحابة السوداء التي تملأ سماء القاهرة، وهناك معلومات تتردد بأنه السبب أيضا في «خرم» الأوزون. لم يضبط أحد جمال مبارك في موقع طمع في سلطة أو جاه، فهو لم يقل أبدا إنه يريد كرسي الرئاسة، مكتفيا بأن هدفه خدمة مصر، فضلا عن أنه فقط يعين الوزراء ورئيس الوزراء حسبما كشف منظر النظام الجديد عادل إمام في تصريحاته «جمال هو الذي جاب الحكومة»، أما «بتاع البطاطا» فالطمع يغمره من «ساسه لراسه»، وإذا قابلته صدفة وسألته عن طموحاته، فسيؤكد أنه يحلم بالحصول على خبز يوميا بجنيه، ولا تتوقف أطماعه عند هذا الحد فهو يريد أن يشترى دجاجة كل شهر يرم بمرقتها عظامه، ليستطيع تكذيب شائعات زوجته المغرضة بعجزه وقلة حيلته. لكل هذه الأسباب وغيرها أؤيد الزعيم عندما أكد أنه سينتخب جمال مبارك باعتباره (متمرس سياسيا) وليس «بتاع بطاطا». وأخيرا هناك ملاحظة شكلية، فقد أطلق كهنة «الزعيم» عليه هذا اللقب بعدما قام ببطولة مسرحية تحمل نفس الاسم، ونسوا أنه قدم كذلك «المتسول» و»الهلفوت»! * صحافي مصري (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 06 جويلة 2010)


أزمات أوروبا تهوي بقادتها


ذكرت وول ستريت جورنال أن تداعيات أزمة الديون الأوروبية إلى جانب الأخطاء المحلية هوت بشعبية الحكومات في برلين وباريس ومدريد وامتدت لتصيب شعبية الزعيم الإيطالي سيلفيو يرلسكوني. فالزعيم الفرنسي نيكولا ساركوزي فقد اثنين من وزرائه يوم الأحد على خلفية فضائح النفقات، في الوقت الذي تهوي فيه شعبية الرئيس في ظل الاقتصاد البطيء وإجراء التقشف. المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل تحاول جاهدة لتغيير الاعتقاد السائد بأن حكومتها التي انتُخبت الخريف الماضي تعاني من الانقسام ولا تملك اتجاها محددا. أما رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو فيكافح من أجل الدفع بتخفيضات في الميزانية لا تحظى بشعبية دون وجود أغلبية مستقرة في البرلمان. المحلل السياسي الدولي بكلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) يان تيتشاو قال إن جميع هذه الحكومات اضطرت للقيام بتخفيضات لا تحظى بشعبية بسبب أزمة مالية دولية خارجة عن نطاق سيطرة السلطات المحلية، وهذا جعل الحكومات تبدو في صورة سيئة. وأشارت وول ستريت إلى أن جملة من التحديات الاقتصادية عصفت بالحكومات الأوروبية، وعلى رأسها أزمة الديون في اليونان وما صاحبها من تداعيات. فقد شكلت التخفيضات في الإنفاق والاستحقاقات صدمة وأثارت السخط في أوساط النقابات العمالية. كما أن الفضائح والعثرات السياسية ساهمت في إضعاف قدرة القادة الأوروبيين على إقناع مواطنيهم بأن الإجراءات المؤلمة هي جزء من إستراتيجية ترمي إلى خلق اقتصاد أكثر قوة لاحقا. فحكومة ساركوزي أعلنت الشهر الماضي أنها ستخفض الإنفاق العام بقيمة 56.5 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وسترفع سن التقاعد من ستين إلى 62 عاما، وهذا ما جذب اهتمام الصحافة للتدقيق في استخدام الوزراء الفرنسيين للمال العام، فسقط وزيران على خلفية فضائح مالية. وفي إيطاليا تراجعت شعبية برلسكوني إلى 41% بعد أن بلغت 50% العام الماضي، وذلك على خلفية الفضائح التي تتعلق بشؤون الرئيس الشخصية والقانونية. وتلقى برلسكوني صفعة يوم الاثنين عندما استقال وزيره ألدو برانكر وسط اتهامات تفيد بأن الأخير استخدم منصبه كدرع لحمايته من محاكمة فساد. وهوت شعبية المستشارة الألمانية ميركل التي تقود أكبر اقتصادات أوروبا، إلى 40% بعد أن كانت أكثر من 50% مطلع مايو/أيار عندما وافقت على إنقاذ اليونان. المصدر:وول ستريت جورنال (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 جويلة  2010)

 


الفساد يهدر ثلث الناتج القومي العربي


دعت المنظمة العربية للتنمية الإدارية إلى اعتماد برنامج وطني لحماية المجتمعات العربية من جرائم الفساد، كما طالبت المنظمة الدول العربية بإصدار التشريعات اللازمة لمكافحة الفساد وتعزيز سيادة القانون. جاء ذلك في ختام المؤتمر الذي عقد الاثنين بالقاهرة تحت عنوان « نحو إستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد » بحضور ممثلين عن 19 دولة عربية. وقال رئيس المنظمة العربية لمكافحة الفساد عامر خياط للجزيرة إن المنطقة العربية سجلت إضاعة ألف مليار دولار، في عمليات فساد مالي وإهدار للأموال خلال النصف الثاني من القرن الماضي تمثل ثلث مجموع الدخل القومي للدول العربية. تشريعات وشدد في هذا الإطار على ضرورة تحديث التشريعات الحالية لمكافحة الفساد في المنطقة، بسبب ظهور جرائم جديدة في هذا المجال مثل تبييض الأموال والجرائم المصرفية. ومن جهته عزا ممثل منظمة الشفافية العالمية عزمي الشعيبي السبب الرئيسي لضعف تفعيل النزاهة بالمنطقة في مكافحة الفساد إلى غياب الإرادة السياسية لدى السلطة الحاكمة والطبقة السياسية. وأضاف أن هناك عوامل أخرى تساهم في تكريس هذا الوضع منها ضعف أجهزة الرقابة على السلطة التنفيذية، وقوة السلطة الأمنية داخل الأنظمة العربية، وضعف تأثير المجتمع المدني وسلطة الإعلام. وأفاد التقرير السنوي 2009 لمنظمة الشفافية العالمية بأن قطر جاءت على رأس الدول العربية من حيث الشفافية (22 عالميا)، تليها الإمارات (30)، والبحرين (46)، والسعودية (63). وفي المقابل احتلت مصر والجزائر المرتبة (111)، وهي واحدة من الرتب المتأخرة عالميا من حيث الشفافية، وفي ذيل القائمة كل من اليمن والعراق والسودان والصومال. أما على الصعيد الدولي فقد احتلت الدانمارك والسويد وسنغافورة وسويسرا المراتب الأولى من حيث الشفافية المالية والإدارية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 جويلة  2010)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.