الثلاثاء، 6 مارس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS

7 ème année, N° 2479 du 06.03.2007

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس: ترويع المعتقلين بإجراءات تنفيذ الإعدام

الرابطة التونسية للدفاع  عن حقوق الأنســــــــان :  بيـــــــــــــان مساندة

   رسالة السجين السياسي عبد الكريم الهاروني إلى عائلته

عبد الرؤوف العيادي: غدا نلقاك

أمّ زياد: (إلى نورالهدى عبّو… في انتظار خروج بابا)

كلمة: رسالة نور الهدى

كلمة: خير الدين عبّو

كلمة: رسالة جمال الديّن عبّو

ابن سجين الرأي محمد عبّو

كلمة:حوار مع الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني

د أحمد أبو مطر: من ينصف الدكتور المنصف بن سالم؟ 

رسالة مفتوحة من الجالية التونسية بقطر إلى سيادة رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي حفظه الله

 الموقف: الدولة الاجتماعية قامت في تونس من دون ديمقراطية

الشرق: تونس تتهيأ لمرحلة جديدة في الملف الاقتصادي ..إعادة هيكلة المصارف وتطوير البورصة وات: الأمين العام للتجمع يجتمع بأعضاء القيادة العامة للكشافة التونسية  الصباح : بين الصحافة والسياسة في تونس: قراءة لمواقف الصحافة والسياسيين من القضية الفلسطينية   الشروق :الاعدام في تونس: المحكوم يودع في زنزانة انفرادية ويتمتع بجراية شهرية!

رويترز: شاكر لعيبي.. فن البناء والحرص العربي الفريد على إخفاء المرأة

 سويس إنفو : التعديلات الدستورية المقترحة بمصر توجه ضربة للإسلاميين

سويس إنفو : مدونون مصريون يختبرون سيطرة الدولة على وسائل الإعلام

 سويس إنفو :مصر تزيل المبادئ الاشتراكية من دستورها

إسلام أون لاين.نت : أول يوم دراسة لثانوية « الكندي » بفرنسا

د.خــالد الطــراولي: مهـــازل حكامنا : قصص ليست للنشر

حسين المحمدي: سجن 5 تلاميذ في تونس..وفق قانون مكافحة الإرهاب هكذا أوردت  الفضائية السعوديةالعربية؟

محمد فتحي السقا : الحرب الصليبية الحديثة

زهير حمداني: عندما تصبح الثكنات محاضن الديمقراطية

فهمي هويدي: ماذا عن الجزء الغاطس في المؤامرة؟  

ابراهيم درويش: مضاوي الرشيد ونقد الخطاب السلفي الجديد المعارض ومساءلة شرعية الدولة


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 

« الموت البطيء »: شريط يوثق مأساة المساجين السياسيين بتونس

بمناسبة اليوم التضامنى مع السجين السياسى بتونس أصدرت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين شريط تحت عنوان « الموت البطيء ». للمشاهدة اضغط على الرابط التالي: http://www.nahdha.info/mcgallerypro/videos…mise_a_mort.wmv (المصدر: موقع نهضة إنفو – مارس 2007)

 


 

شهادة والدة هشام السعدى ووالد غيث الغزوانى:

نفتخر بأبنائنا ومن اتهمهم بالإرهاب هو أول إرهابي

نعرض هذه المرة لشهادة  (صوت وصورة) كل من والدة السجين السياسى هشام السعدى والذى حوكم للمرة الثانية على التوالي بتهم ملفقة، بعد أن قضى شهرا ونصف الشهر فقط خارج السجن بعد ثلاث سنوات قضاها  داخله  , ليتم اعتقاله مجددا. وأيضا إلى شهادة والد السجين السياسي غيث الغزوانى، وهما من ضحايا قانون الإرهاب الظالم الذي سنه النظام التونسي واعتقل باسمه أعداد كبيرة من الشباب التونسي المتدين، وقد وردت هذه الشهادات على قناة « الحوار التونسي » فى حصتها رقم 43 (تم بثها يوم الأحد 4 مارس 2007). مقطع من العدد 43 من قناة الحوار التونسى (قام بعملية القطع والتسكين صابر): http://www.dailymotion.com/Saber_ch/video/x1d4uo_familles-prisonniers
صـــابر- سويســــرا


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@yahoo.fr 06/03/7200
بلاغ
أعلمتنا السيدة أم خالد والدة السجين السياسي خالد بن محمد بن حسين العرفاوي أن ابنها المذكور المعتقل حاليا بسجن المرناقية و الذي يقضي حكما بالسجن لمدة خمس سنوات مصاب منذ ما يقرب من عام بمرض نخر له ثلاثة أضراس ضرس بالجهة اليسرى و ضرسين بالجهة اليمنى وأن صدغه قد تورّم و قد ملىء قيحا و أن الأوجاع التي تنتابه صارت تحرمه من النوم و عندما اشتكى من ذلك و كرر الشكوى, وقع عرضه على طبيب السجن الذي ذكر له أنه غير مختص في معالجة الأسنان لأن اختصاصه هو الطب العام .
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تنبه إلى أن عدم تقديم العلاج المناسب لمثل هذه الإصابات التي تعتبر بسيطة في البداية تؤدي إلى مضاعفات في بدن المريض قد تصيب القلب أو الكليتين أو غيرهما من الأعضاء هذا بالإضافة إلى الأوجاع المتواصلة و هي أوجاع لا تطاق يبقى صاحبها في عذاب مستمر إلى أن يقع إسعافه و تتحمل إدارة السجون ما يصيب السجين من مضاعفات بسبب الإهمال و تطالب بعلاج  السجين المصاب وانتداب أطباء مختصين يعملون كامل الوقت بالسجن لمعالجة المصابين بمختلف الأمراض الذين كثر عددهم نتيجة سوء المعاملة والبرد   و سوء التغذية . رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com

ترويع المعتقلين بإجراءات تنفيذ الإعدام

يتعرض المعتقلون في سجن المرناقية ممن اعتقلوا بموجب قانون مكافحة الإرهاب، الى عمليات ترويع رهيبة، بإخضاعهم لإجراءات صورية لتنفيذ الإعدام، واستمرار التعذيب والمعاملة المهينة للكرامة الإنسانية منذ تاريخ اعتقالهم. وقد تم وضعهم في زنزانات انفرادية شديدة البرودة والرطوبة، تنعدم فيها الإضاءة والتهوية الكافية، وحرم المصابون منهم من العلاج، رغم حالتهم الصحية المتهدورة، كما هو الشأن بالنسبة للسجينين محمد أمين ذياب المصاب برصاصة في ظهره، وفتحي الصالحي المصاب بشظية في رأسه. وإننا في الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس اذ نستنكر هذه الخروقات المتكررة للقوانين المنظمة للسجون : – نطالب السلطة بإحترام القانون والكف عن سياسة الإرهاب والترويع التي لم تسلم منها العائلات المفجوعة عن مصير أبنائها. – نطالب بالوقف الفوري لكل أشكال التعذيب، وخاصة  اجراءات تنفيذ الإعدام الصورية، ومحاسبة المتورطين في هذه الممارسات اللااخلاقية واللاقانونية. – نجدد الدعوة الى توفير الضمانات الضرورية لمحاكمة المتهمين محاكمة عادلة وعلنية. – نعبر عن مساندتنا لعائلات المتهمين، ونناشد المنظمات الحقوقية الدولية بذل الوسع لإنقاذ المعتقلين من الممارسات المهينة للكرامة الإنسانية، ومساندة ذويهم في هذه المحنة . عن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس علي بن عرفة لندن  في 6 مارس 2007 


 
الرابطة التونسية للدفاع  عن حقوق الأنســــــــان 
  فرع جندوبة                                 جندوبة في 06/03/2007          

بيـــــــــــــان مساندة

 
إن هيئة فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان اثر علمها بإضراب الجوع الذي يشنه السيد رشيد الشملي عضو هيئة فرع المنستيرللرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والباحث الأكاديمي بكلية الصيدلة بالمنستير احتجاجا على ما يتعرض له من مضايقات وحصار منذ سنوات وآخرها منع اجتماع تمهيدي لندوة علمية يوم 25/02/2007 بكلية المنستير بمحاصرة أمنية من طرف أعوان الأمن السياسي. تعبر عن : ــ مساندتها المطلقة واللامشروطة للمناضل السيد رشيد الشملي في اضراب الجوع الذي يشنه. ــ تنديدها بكل المضايقات بما فيها الحصارالامني الذي يتعرض لهما المناضل رشيد الشملي . ـــ ادانتها لكل الممارسات التي تسلط على كافة المناضلين الحقوقيين ويعتبرها ضربا للحريات العامة والفردية .
 
ـــ تدعو كل مكونات المجتمع المدني المناضل إلى مساندة السيد رشيد الشملي والتصدي لكل الممارسات التي من شأنها ان تعيق العمل الجمعياتي المستقل والمناضل.
 
                                                                     عن هيئة الفرع                                                                             الرئيس                                                                       الهادي بن رمضان


الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان

دعوة
سعيا لربط الجسور بين الاتحاد العام التونسي للشغل ومكونات المجتمع المدني المستقلة وإيمانا منه بالدور النشيط الذي يجب أن تلعبه المرأة في المجتمع ، ينظم الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان تظاهرة يوم الأحد 11 مارس 2007 بمقره بالقيروان بداية من الساعة العاشرة صباحا حسب الجدول التالي:
كلمة الافتتاح للاتحاد الجهوي للشغل. كلمة ممثلة المرأة العاملة. كلمة النساء الديمقراطيات. كلمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. كلمة عمادة المحامين كلمة جمعية القضاة الشرعية.
كما تتضمن الندوة مداخلة للأستاذة حفيظة شقير بعنوان : الحملة العربية لرفع التحفظات. الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان الناصر العجيلي


 

وجه السجين السياسي عبد الكريم الهاروني رسالة من سجنه إلى عائلته هذا نصها:

                            

بسم الله الرّحمان الرّحيم و الصّلاة و السّلام على النّبيّ الصّادق الأمين                                                                   السّجن المدني بالمرناقيّة في 7 صفر 1428    25 فيفري 2007        أبي الحبيب اخوتي الأعزّاء أهلي الكرام السّلام عليكم  ورحمة الله وبركاته الله أكبر، الله أكبر،الله أكبر، انّا لله و انّا اليه راجعون. رحم الله جارتنا الطّيّبة الوفيّة خالتي ساسيّة رحمة واسعة و جعلها من أهل جنّته و رزق أهلها صبرا جميلا و حياة طيّبة و جعلهم من عباده الصّالحين المصلحين و أسعدهم في الدّنيا و الآخرة. قال الله تبارك و تعالى: »و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و بالوالدين احسانا و بذي القربى و اليتامى و المساكين و الجار الجنب و الصّاحب بالجنب و ابن السّبيل و ما ملكت أيمانكم انّ الله لا يحبّ من كان مختالا فخورا. » صدق الله العظيم قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: » مازال جبريل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورّثه أبي العزيز :أتوجّه اليك بصفتك رئيس عائلتنا و من خلالك الى عائلة جارتنا الطّيّبة و صديقة أمّي الوفيّة رحمها الله رحمة واسعة بتعازيّ الحارّة و دعواتي الخالصة لأهلها بالصّبر على فراقها و الوفاء لذكراها و الاجتهاد في طاعة الله و العمل الصّالح و الدّعاء لها بكلّ خير فذلك ينفعها عند لقاء ربّها. لقد أحزنني نبأ و فاتها حزنا أكبر من حزن من فقد جارة له فذلك حقّ المؤمن على المؤمن و حقّ الكبير على الصّغير رغم أنّي لم يحصل لي شرف لقاء هذه المرأة الفاضلة و التّعرّف على عائلتها الكرام بحكم السّجن. فالكلملت القليلة والبليغة الّتي سمعتها من أهلي عند الزّيارة لاعلامي بوفاة هذه الجارة المتميّزة و ما لاحظته من تأثّر صادق لفقدانها بعد فراق أمّنا الحبيبة رحمهما الله جعل حزني عميقا على فقيدتنا العزيزة خالتي ساسيّة رحمها الله: »وقل ربّ اغفر وارحم و أنت خير الرّاحمين ». أهلي الكرام: لقد أحببت هذه المرأة بصدق دون أن أراها كما أحبّتني بصدق دون أن تراني و انّي أقدّر دعواتها لي حقّ قدرها و أكبر فيها صداقتها الخالصة لأمّي بعيدا عن الخوف أو الطّمع في زمن عزّ فيه الجار الحسن و الصّديق المخلص،  أحببتها لخصالها كامراة مؤمنة طيّبة أوّلا و لأنّ أمّي تحبّها و أنا أحبّ كلّ من أحبّ أمّي و في مقدّمتهم طبعا أبي و اخوتي. فمن البرّ بأمّي أن  أحبّ من تحبّ و أحسن اليهم في حياتها و بعد و فاتها. كما علّمنا نبيّنا عليه الصّلاة و السّلام اذ كان يحسن لصديقات زوجته خديجة رضي الله عنها و أهلهنّ بعد و فاتها رحمها الله و طول حياته و « هل جزاء الاحسان الا الاحسان ». فنحن نحبّ خالتي ساسيّة في حياتها و بعد مماتها و نعبّر عن ذلك بالاحسان الى أفراد عائلتها ما استطعنا لذلك سبيلا. « من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليحسن الى جاره و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر  فليكرم ضيفه و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ». هذه من أخلاق المسلمين و أحبّ النّاس الى الله أحسنهم خلقا. و ممّا زادني تأثّرا  أنّ قبر خالتي ساسيّة مجاور لقبر أمّي بمقبرة سيدي عمر، هكذا جارتان عند الممات و الله أسأل أن يجعلهما برحمته و فضله جارتان في الجنّة كما جاء في الحديث الشّريف: » المرء مع من أحبّ يوم القيامة » لذلك يا أهلي الأفاضل كلّما زرتم أمّي فزوروها. و انّي اذ أتوجّه بالشّكر الجزيل  لكلّ من حضر جنازة و الدتي رحمها الله من أفراد عائلة جارتنا الكريمة فانّي أعبّر لأهلها جميعا عن أسفي  العميق لعدم  تمكيني من حضور جنازتها. و لكنّ أسوار السجن لم تمنعني من الدّعاء لها و لأهلها بكلّ خير بالّيل و النّهار عند الصّلاة و في سائر الأوقات و قراءة ختم للقرآن الكريم ترحّما على روحها الطّاهرة فالله أرحم بعبده من الوالدة بولدها و هو أرحم الرّاحمين. أبي الفاضل ، اخوتي الأوفياء : في منزلنا الجديد بحيّنا الجديد، يسعدني أن أرى عائلتي تتمتّع بسمعة طيّبة بين الجيران القدامى و الجدد صغارا و كبارا  » فالمؤمن يألف و يؤلف و لا خير في من لا يألف و لا يؤلف ». فصغار الحيّ و أطفاله يحبّون أمّي الّتي تغمرهم بعطفها و حنانها و هداياها و الابتسامة لا تغادر محيّاها و الكلمة الطّيّبة لا تفارق لسانها. و خالتي ساسيّة مثال حسن على حبّ و احترام نساء كثيرات من الجيران لوالدتي رحمها الله و قد كانت حريصة عند الزّيارة على ابلاغ سلامي للجيران صغارا و كبارا رجالا و نساء و سعيدة بابلاغي سلامهم و دعواتهم و تعاطفهم. وقد لمست هذه المشاعر النّبيلة الصّادقة من أهل الحيّ و الجيران عندما أكرمني الله بحضور جنازة أمّي الحبيبة رحمها الله و الصّلاة عليها و تسجيتها، لمستها في حضور الرّجال و الشّباب و الأطفال و حتّى النّساء لمّا سمعن بحضوري موكب الدّفن، لمست في  و جوههم حبّا كبيرا لأمّي و تقديرا لأهلي و تعاطفا صادقا معي في محنتي، كلّ هذا الخير لا يقدّر بمال و الدّخول الى قلوب النّاس خير متاع الدّنيا. و أذكر عند دخولي باب المقبرة كيف تقدّم اليّ جار لنا منذ اقامتنا في المرسى ليحيّيني بحرارة و يسألني: هل تذكرني؟  فأجبته مبتسما رغم الحزن: نعم و هل ينسى الجار جاره؟! لذلك لن أنس خالتي ساسيّة رحمها الله و كلّ الجيران الطّيّبين الّذين عرفتهم و الّذين أتشوّق لمعرفتهم في ساعة طيّبة ان شاء الله مع سلامي الحارّ لهم جميعا. رحم الله فقيدتنا رحمة واسعة و بارك في ذرّيّتها و في كلّ النّساء الطّيبات والرّجال الطّيّبين و الله أكبر. و السّلام كريم عمر خالد الهاروني رقم 2795 الجناح-ح5- السّجن المدني بالمرناقيّة-المرناقيّة 1110 منّوبة  
 


 

تونس: قضية محام سجين… تُسمم العلاقة مع واشنطن

تونس – الحياة     عاودت قضية المحامي محمد عبو إثارة جدل بين تونس وكل من واشنطن وباريس لمناسبة بدئه العام الثالث في السجن في إطار ملاحقته من أجل مقال اعتُبر قذفاً كان بثه على شبكة الإنترنت قبيل قمة مجتمع المعلومات التي استضافتها تونس في خريف العام 2005. وردت وزارة الخارجية التونسية، أمس، على بيان كانت وزارة الخارجية الأميركية أصدرته مطلع الشهر الجاري مُطالبة بالإفراج عن عبو ومُعتبرة إياه سجين رأي. وأكدت الخارجية التونسية أنه سجين عادي لوحق «بعد اتهامه بالاعتداء بالعنف على إحدى زميلاته»، وحضت الخارجية الأميركية على التحري قبل إصدار بيانات من هذا النوع. وفي سياق متصل، اعتبر مصدر رسمي تونسي في تصريحات إلى وسائل الإعلام التظاهرة التي نفذها أعضاء من جمعية «مراسلون بلا حدود» في باريس الأسبوع الماضي أمام مكتب السياحة التونسي لطلب الإفراج عن عبو «عملاً إجرامياً يدخل تحت طائلة القانون ويستهدف السياحة التونسية التي يضايق نجاحها بعض الأوساط». واتهم المصدر الأمين العام لجمعية «مراسلون بلا حدود» الفرنسي روبير مينار بكونه «يستثمر قضية حرية الصحافة في تونس لاستخدامها وسيلة للإضرار بالاقتصاد التونسي». وثبّتت محكمة الاستئناف في العاصمة تونس السبت 3 مارس 2007 قرار محكمة الجنايات القاضي بسجن بلقاسم نوار، عم منفذ عملية تفجير الكنيس اليهودي في جربة، عشرين عاماً. وقتل نزار نوار 21 شخصاً معظمهم سياح أجانب في هجوم شنه بشاحنة صهريج ضد كنيس جربة (المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 مارس 2007)  


مجلة « كلمة

 » تخصص معظم محتويات عددها الجديد لسجين الحرية والرأي في تونس الأستاذ محمد عبو الذي دخل يوم 1 مارس 2007 عامه الثالث في السجن

غدا نلقاك

بقلم الأستاذ عبد الرؤوف العيادي أخي محمد، في ظلمة الليل نفّذ أعوان الدكتاتور جريمتهم باختطافك منذ عامين، وضعوا قيد الحديد باليد التي أمسكت القلم وشهّرت بالقمع والفساد واستباحة العباد وثروات البلاد. أوقعوا ظلمهم عليك تحت جنح الظلام. كم هم يتمنّون أنّ الليل لا يدركه نهار وأنّ الأيّام ظلام على الدوام، فيكون لهم من فرص الغدر والعدوان ما يشبع غريزة التشفّي والانتقام ويكون لهم مجال غير محدود للاستيلاء على مزيد من الأموال… ألقوا بك في ظلمات السجن ليعطلوا قلمك ويسكتوا صوتك بعد تسخيرهم قضاء الانتقام لينطق في حقك بأقسى الأحكام لكن فاتهم أنّ الظلام في الأذهان طبعا لايغيّره الزمان وأنّ من أنجب « نورا » وخطّ بحبر الحق سطورا لا ينال منه ظلم السجان ولا ظلام السلطان. أخي محمد، مكتبك بقي مفتوحا لزيارة ذوي ضحايا الدكتاتور ممّن ابتلوا بقمعه وأُذِلّوا بلسعه، ونفوسهم تلهج لك بالدعاء عسى أن يفرّج الله كربك ويسرّع عودتك إلى أهلك وذويك، فالنفوس الكريمة تجازى من جنس عملها لا يُغبن ولا يُضزى فعلها. غدا نلقاك بإذن الله وللباطل جولة ثمّ يضمحلّ أخوك عبد الرؤوف العيادي  

 (المصدر: العدد 51 من مجلة كلمة الإلكترونية  الصادرة يوم 6 مارس 2007)


محمد عبّو بعد عامين (إلى نورالهدى عبّو… في انتظار خروج بابا)

 

أمّ زياد لقد اعتقل محمد عبّو بسبب تخطيه الممنوعات في التعبير وكتابته عن رأس النظام التونسي ولكن أجهزة النظام أرادت إبعاد الأضواء الكاشفة عن رئيسها و »اقترحت » مقالا آخر كان محمد قد كتبه منذ عدة شهور عن حالة القضاء والسجون التونسية اللاإنسانية وأعلنت أنّ هذا المقال هو سبب محاكمة عبّو… وكانت النتيجة أن اشتهر المقالان معا ونشرا وقرئا في الداخل والخارج… وكان الناشر الأساسي لهما هو النظام الذي يبذل أقصى الجهد ويسخّر أضخم الوسائل للحيلولة دون نشر آراء المعارضين !

يصرّ النظام التونسي على خلوّ سجونه من مساجين الرأي ويستخدم القضاء لتلفيق تهم حق عام ضد معارضيه الذين يريد الانتقام منهم. وقد اختار لمحمد عبّو تهمة تعنيف إحدى « زميلاته » وبما أنّ هذه « الزميلة » لم تكن زميلة عبّو بل زميلة الحبيب عاشور وعبير موسى فإنّ أحدا ممّن يعرف أوساط المحامين لم يصدّق الفرية المذكورة، أمّا من لا يعرفون أوساط المحاماة فقد كان يكفيهم أن يحتكموا إلى المنطق وإلى حساب الاحتمال لكي يستنتجوا أنّه من المستحيل أن تكون نسبة « الإجرام » مائة بالمائة لدى جميع الذين كتبوا ضدّ بن علي بكل جرأة فوجدوا أنفسهم يحاكمون بتهم مختلفة نحو خيانة مؤتمن وتهريب عملة واعتداء بالعنف… وهكذا بقي محمد عبّو سجين رأي يدافع عنه الرجال والنساء في تونس وفي غير تونس وباء متهموه بالخسران والاحتقار والتكذيب.

لقد كان يراد من سجن عبّو أن يكون درسا وعبرة وعبرة لكلّ من تحدثه نفسه بمناهضة النظام وكان الدرس يتجه بصفة خاصة إلى المحامين وهيأتهم وإلى كل من يفكر في حمل قلم لانتقاد سلطة بن علي ولذلك كانت محاكمته مصحوبة بحملة شرسة ضرب فيها المحامون والمحاميات. أمّا الحملة على حملة الأقلام فمتواصلة منذ قيام النظام الحالي. ولكنّ هذه الحملات كلّها أتت بعكس المراد منها، فالمحاماة انتفضت لمساندة عبّو انتفاضة غير مسبوقة تمثلت في ذلك الاعتصام التاريخي وما أحاط به من مظاهر التضامن من كافة مكوّنات المجتمع المدني وما تمخض عنه من تحركات هامّة. أمّا حملة الأقلام فقد جرّأتهم المظلمة على خطوات لم يكونوا قد قطعوها بعد. فأمضوا بالمئات على المقال الذي حوكم عبّو بسببه. وهكذا لم يكن المحامي الشاب محمد عبّو فزّاعة لسلكه ولمناضلي القلم بل صار رمزا للنضال من أجل حرية التعبير ورمزا لنضال المحاماة من أجل مهنة كريمة وحرة ومستقلة بعيدة عن الزبائنية وإراقة ماء الوجه متمتعة بحقوقها في حرية الدفاع ناهضة بواجباتها في إقامة العدل والحفاظ على حقوق الناس ومكاسبهم.

لم يعرف محمد عبّو أحد في كتاباته ومواقفه ومرافعاته إلاّ وعرف أنّه من أشد المدافعين غيرة على استقلالية القضاء ومن أكثر المحامين تركيزا على انحرافات القضاء وتنبيها على عواقب تلك الانحرافات على المجتمع. ولئن قبل قضاءٌ ما أن يكون  

 (المصدر: العدد 51 من مجلة كلمة الإلكترونية  الصادرة يوم 6 مارس 2007) http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=477

رسالة نور الهدى

 

 لم أتوقّع يوما أن تصبح حياتنا هكذا، سجن، بوليس، مشاكل، ألم ودموع. فقد كان بيتنا كلّه هدوء وآمان. فجأة تحوّلت حياتنا من جنّة إلى جحيم. في ليلة عندما كنت نائمة في غرفة أمّي، وأمّي حملها النوم فنامت في غرفة الجلوس أحسست بضجيج فاستيقظت فإذ بي أسمع صوت دراجة ناريّة توقفت وكأنّ شخصا نزل منها. ثم انطلقت الدراجة فإذا بي أسمع ضجيجا، وإذا بي أرى رجلا يضرب بالحديد نافذة منزلنا بقوّة فخفت كثيرا، وتجمّدت عظام وبدأت أبكي وتملّكتني الهواجس هل قتل أمّي وحان دوري. لا لا أمّي قويّة ولن تتركه يدخل بيتنا لا لا لقد قتل ماما إنّه أقوى منها يا إلهي ساعدني وأخرجني من هذا الظلم. وضعت رأسي تحت الوسادة وقلت في نفسي: « لا تخافي يا نور هيّا نامي » لم أستطع النوم من الخوف جلست واقفة حتى الصباح ولم أنام من الخوف فقد تجمّدت عظامي ولم أعرف ما أفعل وما أصنع. وفي الصباح استيقظت أمّي فوجدتني على تلك الحالة أخذتني إلى طبيب نفسي ليعينني وعشت حالة نفسيّة صعب في تلك الفترة. وعندما تحسّن حالي قليلا ذهبت إلى مدرستي وعندما أعود من المدرسة في طريق العودة يستوقفني بوليس ويقول لي اصعدي لا تخافي نزهة صغيرة ونعود ولكنّي في كل مرّة أرفض ذلك ويأتيني على الأقل 3 مرّات في الأسبوع. وكل يوم أذهب إلى المدرسة أعود متمسّكة بجدار خوفا من أن يأت ويصطحبني بقوّة حتى أنّي طلبت من ماما أن لا أذهب إلى المدرسة أبدا. لم أعرف إلى حتى اليوم لما يحاصرننا عند زيارتي أبي وكأنّ أبي مجرم إرهابي وكان يحاصرنا في غرفة الزيارة على الأقل 10 بوليس. وليس كل هذا، فإنّهم يوقفوننا في الطريق على الأقل 5 مرّات. لكي نصل مؤخّرا يا ترى؟. لذلك أضربت أمّي عن الطعام فتجمّع عدد كبير جدّا من بوليس من كل طريق الذي يؤدّي إلى منزلنا حتى أنّهم منعوا عائلة أمّي ومحامين وكل من يزورنا من دخول. رغم أنّه منزلنا منزل أبي وأمّي. في ليلة من ليالي كنّا عائدين أنا وأمّي وأخي خير وأستاذة راضية النصراوي استوقفنا بوليسين يلبسان زيّا أسود ويحملان مسدس وأنا وأخي تمسّكنا بأمّي فنحن أطفال وما سبق لي وأخي أن نرى مسدس في حياتي فقامت ماما وصرخت من خوفها علينا لقد ضاقت بي الدنيا في وجهي ولم أعرف لما كل هذا. حتى أن أمّي حملنا أخي جمال وقطّنا وغادرنا منزلنا، منزلنا يعني ملكنا أخرجنا منه. وعندما أشتاق إلى أبي وأريد الذهاب إليه كان في كاف وهو مكان بعيد عن تونس وأنا لا أحتمل ركوب السيارات طويلا حتى أن موعد الزيارة يوم خميس وفي ذلك اليوم نحن ندرس وعندما يأتي العطلة لأذهب وأرى أبي وأقبله يحرمني من ذلك. بدأت الدموع تنزل من عيني وطلبت ماما من بوليس أن يتركها ترى وتحدّث إلى مدير السجن فمنعها. وهذه حياتنا ظلم محرومون من عيش طفولتنا كبقية الأطفال  (المصدر: العدد 51 من مجلة كلمة الإلكترونية  الصادرة يوم 6 مارس 2007)  

 


خير الدين عبّو

 

في ليلة 1 مارس 2005 لا أتذكّر سوى أن أبي وعدني بأن يشترى لي Grain d’or الذي أحبّه. فبقيت أنتظر رغم أنّ أخوتي قد ناموا وبعدها لا أتذكّر شيئا فقط الصورة التي في ذهني هي أنّني بكيت كثيرا وأنّي كنت أغلق غرفة نوم أمّي وأبي وأبقى بها وقتا طويلا وأنا أبكي وأذكر أيضا أوّل زيارة لي لأبي كنت فرحا لأنّي رأيته ولذا كنت خائفا من البوليس موجود معنا في الزيارة والذي يحاصر بيتنا وأنا لم أفهم حتى الآن لماذا وضعوه في سجن الكاف ولماذا يوقفوننا العديد من المرات على الأقل 9 مرّات، محروم من رؤية أبي كل أسبوع (فقط في العطلة) فأنا أشتاق إليه كثيرا وأريد أن يكون دائما معنا ولا يأخذه منّا أحدا، بيتنا دائما محاصر بالبوليس ذات مرّة عندما أضربت أمي عن الطعام حاصروا بيتنا من كل الجهات وكانوا كثيرين، فلا أحد يستطيع الدخول إلى بيتنا وفي اليوم الرابع كنت عائدا إلى المنزل برفقتي أمّي وأختي والأستاذ راضية النصراوي أوقفونا بعيدا عن بيتنا ومنعوا المحامية من الذهاب معنا إلى البيت وفجأة إذ بنا نرى عونين من البوليس يرتديان زيّا أسود اللون يركبان دراجة ناريّة في جيب كل واحد مسدس كانت الساعة حوالي 10 ليلا أحسست وقتها بالرعب الشديد لأن عدد البوليس كان كثيرا جدّا حاصرونا ونحن في الشارع، أمّي فزعت كثيرا وبدأت تصرخ وهي تحاول حمايتنا وسمعت أمّي تقول بأنّنا سنغادر بيتنا فنحن لسنا في أمان وفعلا ذهبنا أنا وأمّي وأخوتي وبتنا في بيت المحامي عبد الرؤوف العيادي وغبنا عن المدرسة. ولم يتوقّف جنون البوليس إلى هذه الحد بل وصلت الحالة إلى أن يأتوننا في الليل من النافذة ويفزعوننا محاولين خلع النافذة ويدخلوا علينا أجواء من الرعب الشديد وقد حصل أن تسبّب في فزع أختي إلى درجة أنّها أصبحت تشرب في دواء الأعصاب. بيتنا لم يعد فيه فرحة أنتظر أن تعود هذه الفرحة في بيتنا وأن لم أعد أرى البوليس ولا أذهب إلى الكاف لأنّها رحلة شاقة جدّا تتعبني كثيرا. وأريد أن يعود أبي إلى البيت لأنّني في حاجة إليه ولأنّي أحبّه كثيرا واشتقت له كثيرا لأنّ أبي ليس مجرما أو سارقا وأريد أن أرى أمّي سعيدة من جديد وأن تجتمع عائلتي من جديد.  (المصدر: العدد 51 من مجلة كلمة الإلكترونية  الصادرة يوم 6 مارس 2007)  

 


رسالة جمال الديّن عبّو ابن سجين الرأي محمد عبّو

 

ذات يوم عندما كنت أعيش مع أفراد عائلتي في سعادة، فجأة انقلبت حياتي من جنّة إلى جحيم. لن أنسى تلك الليلة التي خرج فيها أبي ولم يعد. سألت أمّي عن سبب غياب أبي فأخبرتنا أنّه مسافر. لم أصدّق ولأنّه عادة كلّما كان لأبي سفرة إلاّ وأخبرنا كذلك لم يحصل أن غاب عنّا والدنا أكثر من يومين ودون أن يقول لنا. ففي هذه المرّة وبعد أسبوع لم أعرف عن أبي شيئا ولكن لاحظت أشياء غريبة، أمّي دائمة البكاء ووجهها مصفرّ والناس كثيرون لا أعرفهم يأتون إلى بيتنا وكانت علامات الحيرة في وجوههم. فكرت بأنّ أبي قد مات وأمّي لم تخبرنا لأنّها خافت علينا ولكن كانت المفاجأة السيئة والتي لم أتوقعها أبدا عندما أخبرني صديق لي في المدرسة عن علاقتي بالمدعو « محمد عبّو » ولمّا أخبرته أنّه أبي قال لي بأنّه تم نشر صورته في قناة الجزيرة وقالوا أنّه معتقل من قبل السلطات التونسيّة لأنّه كتب مقال الرئيس زين العابدين بن علي وشارون. ومنذ ذلك الوقت بدأت حياتنا كلّها تتغيّر فلم نعد نشعر بالهدوء والأمان والاطمئنان لم نعد نشعر بالجو العائلي الذي كنّا نعيشه في وجود أبينا. وبما أنّني أنا الأكبر حاولنا أن أتحلّى بالشجاعة وأن أساعد أمّي على تهدئة أخوتي الذين لم يتقبّلوا الوضع حيث سبّب سجن أبي مأساة لأختي التي لم تكفّ عن البكاء وأخي الذي وصلت به الحالة إلى أنّه لم يعد يرغب في الذهاب إلى المدرسة وكان عمره وقتها 8 سنوات ولكنّي أتألّم بصمت حتى لا أسبّب لأمّي همّا آخر. ومنذ ذلك الوقت ونحن نعيش تقريبا مع البوليس الذي كان يحاصر بيتنا ليلا نهارا وسبّب لنا الإزعاج. ويأخذوا أرقام السيارات التي تقف أمام بيتنا ويضايق حتى كدنا أن نبقى وحدنا لأنّهم أصبحوا خائفين من زيارتنا. والذي عقّد علينا المسألة هو أن السلطات التونسيّة نقلوا أبي إلى سجن بعيد جدّا، 170 كلمتر عن تونس حتى أصبح من الصعب علينا أن نزوره ونطمئنّ عليه كل أسبوع ولأنّنا ندرس ولا يمكن أن نغيب عن دراستنا وإن حصل أن زرت أبي في يوم عطلة فذلك يتم في أجواء مأسويّة جدّا ومخيفة فزيادة على أن الطريق شاق وطويل والرحلة متعبة فإنّه تم إيقافي في الطريق العديد من المرات من قبل بوليس بالزي المدني وبوليس بالزي الرسمي وكانوا يلتفّون بنا وبالسيارة إلى درجة أنّني أشعر وكأنّه سيقع القبض علينا نحن أيضا وكانت أمّي في كل مرّة يستفزّونها ويتركوننا وقت وقت طويل ونحن ننتظر الأمر بمواصلة طريقنا وعندما أصل إلى مدينة الكاف أين يوجد أبي نجد عددا كبيرا من البوليس يحاصرون المكان والأعين تحاصرنا أيضا. أجواء كلّها خوف ولكنّني مع ذلك أتصرّف بفخر لأنّ أبي ليس مجرما ولا سارق وأنّ وجوده في السجن لأجل كرامة المواطن. بعد أن تقدّم أمي بطاقة الزيارة نبقى ننتظر كثير، تطلب أمي من إدارة السجن بأن تسمح لي بزيارة مباشرة وفي كل مرّة كنت أنتظر زيارة مباشرة وذلك بأن أرى أبي دون حاجز حتى أحضنه أقبّله ولكن إدارة السجن لا تسمح بذلك وما كان أمامي إلاّ أن أدخل إلى غرفة تقريبا مظلمة بها حاجزان يفصلهما عونان ثم يأتون بأبي وهو مرافق بـ 3 أعوان على الأقل ونحن من الجهة الأخرى يرافقنا تقريبا 4 أعوان. وقت الزيارة 15 دقيقة بحيث لا أجد وقت لأتحدّث مع أبي وأعرف ما يشغله وكم كانت صورة أبي وراء القضبان تؤلمني وتظل ترافقني حتى بعد الزيارة إلى حد الآن لم أفهم لماذا يعاملنا النظام هكذا فقد وصل بهم الأمر إلى تخويفنا في الليل ويأتون إلى بيتنا فعشنا أجواء من الرعب الشديد وكنت في كل ليلة أقول لنفسي هذه الليلة سوف يقتحمون بيتنا ويضربوننا أكيد، ولكن عندما أرى أمّي صامدا وقوي وهي تطلب المحامين وناس لا أعرفهم أشعر بالأمان والحماية. والذي يحز في نفسي أن أختي تضرّرت بهذه الزيارة الليلية فقد كانت فقد كانت إحدى الزيارة في الشرفة التي تفتح على الغرفة التي تنام فيها وقد نجح في ترعيبها وحملتها أمّي إلى الطبيب لأنّها كانت في حالة نفسيّة سيئة للغاية وبقيت تشرب الدواء مدّة طويلة. كذلك لن أنسى الصورة التي عادة بها أمّي من إحدى الزيارات وهي تعاني من آلام في الرأس وفي كل جسدها وكانت تبكي وهي محاطة بزملاء أبي وتروي لهم كيف تم ضربها أمام السجن وكيف أنّهم منعوها بعد ذلك من زيارة أبي. أشياء كثيرة حصلت لنا في هذه الفترة لن أنساها أبدا ولن أغفر لمن تسبّب في مأساة عائلتي وفي سجن أبي ظلما ولكنّي كل همّي الآن هو إطلاق سراح أبي. أريد أن يعود إلى بيتنا وأن ينام قربنا وأن يساعدنا في واجباتنا المدرسيّة وكل أيضا أن أرى أمّي وأختي سعداء من جديد علّنا ننسى ما حصل.  (المصدر: العدد 51 من مجلة كلمة الإلكترونية  الصادرة يوم 6 مارس 2007)  

 


حوار مع الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني عضو الهيئة الوطنية للمحامين والمتحدث باسم لجنة الدفاع عن المحامي محمد عبّو

 

حاوره سامي نصر كلمة: بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الأستاذ عبّو، ما هو نوع النشاط الذي قمتم به كلجنة مساندة للأستاذ محمد عبّو؟ عبد الرزاق الكيلاني: نظّمنا يوما تضامنيّا مع زميلنا الأستاذ محمد عبّو، والتي تمثلت في تعليق صوره في بهو المحكمة وأمام دار المحامي. كما قمنا بتوزيع البيان الأخير للجنة مساندة الأستاذ محمد عبّو، إضافة لكل ما صدر عن اللجنة والتي حاولنا توزيعها وتعليقها. وطبعا هذا في إطار تحسيس وتذكير بقية الزملاء بقضية زميلنا. كما ذكّرنا بكل ما صدر عن المنظمات الوطنية والدوليّة بمختلف ألوانها وكذلك بيانات الأحزاب السياسيّة ومواقف البرلمانيين. ولكن الشيء البارز في هذه التظاهرة التضامنية تمثلت في معرض صور للأستاذ الزميل المسجون منذ سنتين. ودامت هذه التظاهرة طيلة الفترة الصباحية من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الواحدة بعد الظهر. كلمة: كيف تفسّرون بقاء الأستاذ محمد عبّو في السجن لمدة سنتين رغم كل تلك المجهودات والحركات الاحتجاجيّة؟ عبد الرزاق الكيلاني: محمد عبّو هو محام شاب، مناضل من أجل قيم ومبادئ وهو حامل لرسالة المحاماة، أو بمعنى آخر هو مناضل داخل كل المؤسسات التي لها علاقة بالعدالة محارب لكل الخروقات التي تحول دون تحقيق هذه الأهداف النبيلة، مثل مؤسسة القضاء لأنّها مؤسسة خاضعة للسلطة التنفيذيّة، وهي مؤسسة غير مستقلّة. كان الأستاذ عبّو يناضل من أجل قضاء مستقل، وانخرط في مركز تونس لاستقلال القضاء المحاماة. والبيان الذي من أجله أحيل على القضاء ثم إلى السجن يتناول الجزء الهام من هذا الهدف. كما نذكّر بأن ما صدر عن الأستاذ عبّو كرّسه الواقع، وأكبر دليل على ذلك هو أن جمعية القضاة التونسية في نفس الفترة قامت برئاسة القاضي الفاضل أحمد الرحموني بانتفاضة تدعو إلى إصلاح تشريعي من أجل استقلال السلطة القضائيّة. وما ترتّب عن ذلك كما تعلمون، كان ردّ فعل عنيف من طرف الحكومة التي نظّمت انقلابا على المكتب التنفيذي، وما ترتّب عنه من عقوبات في شكل إبعاد والذي شملت بالأساس النساء مثل السيدة وسيلة الكعبي التي تم نقلها إلى قابس، وكلثوم كنّو إلى القيروان، أحمد الرحموني إلى المهديّة. وفي المقال كذلك انتقد الأستاذ عبّو وضع السجون في تونس التي شبّهها بأبو غريب، وطالب بإصلاحات تليق بدولة يسودها القانون وتحكمها المؤسسات. وفي اعتقادي أنّ تشبّث السلطة بمواصلة سجن الأستاذ الزميل محمد عبّو ينمّ عن اعتراف « صريح » بأن ما جاء في بيانه الذي على أساسه أحيل هو الواقع المعاش، إذ أنّه كان من الأفضل في دولة القانون والمؤسسات أن يفتح حوار ونقاش حول الوضع المزري الذي نوّه به الأستاذ عبّو في بيانه وخاصة تلك المتعلّقة بالقضاء والسجون. هذه المواضيع تمثل حساسيّة بالنسبة للسلطة التنفيذيّة المتشبّثة بمواقفها الرافضة للرأي المخالف مهما كان مأتاه، وهذا يجعلها تردّ الفعل بالطريقة التي رأيناها تجاه الأستاذ عبّو. كلمة: ماهي نوعية البرامج المستقبليّة لنشاط وتحرّكات لجنة مساندة الأستاذ عبّو؟ عبد الرزاق الكيلاني: أضعف الإيمان الوقوف مع عائلته، في كل زيارة للسجن هناك زميل يتكفل بإيصالها إلى الكاف ومرافقتها، هناك مساندة من كل أهل المهنة وعلى رأسهم السيد العميد. هناك مساندة للعائلة مادية ومعنويّة. وهذه المساندة تعبير عن عدالة قضية الزميل ودلالة على أن قضية الزميل هي قضية رأي، وبالتالي تمس الحريات العامة في البلاد والمحامون متشبّثون بالدفاع في هذا المجال، ولأن ذلك يدخل في صلب رسالة المحامي.

كلمة: لاحظنا في الاعتصام الذي وقع في دار المحامي العديد من المحامين الذين لم نعهد حضورهم في تظاهرات المجتمع المدني، فكيف تفسّرون ذلك؟ عبد الرزاق الكيلاني: يدخل هذا الحضور في إطار التعبير عن الواقع الأليم والمزري الذي يمر به القطاع، إذ أن المحامين اليوم أصبحوا تقريبا من الشرائح الاجتماعية الوحيدة في البلاد التي لا تتمتّع بالتغطية الاجتماعية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هذا الحضور هو تعبير عن غضب المحامين تجاه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بفرض العديد من القوانين منذ 1987، أي حوالي 25 قانونا والتي تحد من مجال تدخل المحامي. كلمة: هل يمكن أن تذكر لنا بعض الأمثلة من هذه القوانين؟ عبد الرزاق الكيلاني: لا أستحضر بالتحديد هذه القوانين، ولكن ما يمكن استحضاره هو: قانون تحرير العقود، وقانون المحكمة العقارية، وخاصة قانون التعويض على حوادث المرور. وهذه القوانين جعلت المحامين يعيشون أزمة خانقة، حيث أصبح دور المحامي يتلاشى من يوم إلى آخر. وبمعنى آخر حضور ومشاركة عدد كبير من المحامون والتضامن مع الأستاذ عبّو هو تعبير عن إيمانهم بقضية الأستاذ عبّو وأيضا هو دفاع عن أنفسهم، فكأن المحامي يدافع عن نفسه من خلال الدفاع عن الأستاذ والزميل عبّو.

 (المصدر: العدد 51 من مجلة كلمة الإلكترونية  الصادرة يوم 6 مارس 2007)


 

من ينصف الدكتور المنصف بن سالم؟

 

د أحمد أبو مطر ahmad64@hotmail.com ( تحذير لمرضى القلب: يرجى عدم قراءة هذا الموضوع و إلا فأنا لا أتحمل أية مسؤولية عما قد يصيبهم )! من يتخيل أن مواطنا عربيا يتعرض لما يلي: يتم سجنه في السادس عشر من نوفمبر لعام 1987 لمدة تجاوزت عاما ونصف في زمن الرئيس الحبيب بورقيبه بسبب ترؤسه لمجموعة الإنقاذ الوطني التونسية، ثم يقضي ثلاثة سنوات في السجن بسبب حديث صحفي أجراه مع جريدة ( المنقذ ) الناطقة باسم الجبهة الإسلامية للإنقاذ عام 1990، ومنذ خروجه من السجن نهاية عام 1993 وهو خاضع لما يسمى في وزارة الداخلية التونسية ( الإقامة الجبرية ) في منزله بدون أي حكم قضائي وكانت ثلاثة فرق من البوليس تتناوب على حراسة المنزل لمدة 24 ساعة وذلك حتى نهاية العام 2001، إلى الحد الذي تم منعه من المشاركة في تشييع جثمان والدته، وتم قطع هاتفه المنزلي لمدة أربع سنوات، أي أنه كان في عزلة تامة عما يدور خارج منزله المحاصر،و ممنوع من العمل منذ نوفمبر عام 1987 وحتى هذه اللحظة، وهذا يعني أنه وعائلته لا يملكان أي مصدر للرزق، ولمزيد من تعذيبه تقوم السلطات التونسية بمصادرة أية تبرعات أو مساعدات مالية تصله من الأصدقاء أو الجمعيات العلمية التي كان مساهما وفاعلا فيها وهذا أدى إلى تردي صحته بشكل ملحوظ، كما تم منعه وأبنه أسامة وابنته مريم من الحصول على جوازات سفر. وفي يونيو 1995 بينما كان في السوق الشعبي بصفاقس مع زوجته وابنه عباس ( 11 عاما آنذاك )، اقتحمت عليهم المكان شاحنة خفيفة مما أصاب زوجته وابنه بإعاقات دائمة، ثم ثبت أن السائق كان رجلا تجاوز الستين من عمره ولا يحمل رخصة قيادة سيارة، مما فتح باب التكهنات أنها كانت محاولة اغتيال من السلطات، خاصة بعد الإهمال في العلاج وإضاعة ملفاتهم الطبية أكثر من مرة. وفي أبريل من عام 2006 أصدر مجلس التأديب بجامعة صفاقس قرارا بطرد خمسة طلاب بسبب مشاركتهم في مظاهرة (فبراير 2006 ) احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم، وكان من بين الطلاب الخمسة ابنه ( أسامة ) وذلك قبل شهرين من تخرجهم من قسم الرياضيات بالجامعة، ولا يمكن تفسير طرد نجله من الجامعة إلا أنه عقوبة جديدة له، فالملايين في كل العالم تظاهروا ضد تلك الرسوم دون أن تلحق بهم أية عقوبة، فلماذا الطالب ( أسامة منصف بن سالم ) وأصدقاؤه الأربعة؟. من هو منصف بن سالم صاحب هذه العقوبات الجهنمية؟ هذا الرجل صاحب هذه المعاناة هو البروفسور التونسي المنصف بن سالم، من مواليد عام 1953، وحاصل على دبلوم مهندس أول في الصناعات الآلية من باريس ودكتوراة الفيزياء النظرية (1976 ) ودكتوراة في الرياضيات من باريس ( 1980 )، وقد كان قبل اعتقاله: مؤسسا ومديرا لقسم الرياضيات بجامعة صفاقس، وعضوا بالمجلس العلمي بالجامعة ذاتها، ومشرفا على البرمجة لجميع الفصول الجامعية، ومؤسسا ورئيسا لنقابة التعليم العالي بصفاقس، وعضوا بلجنة الانتداب بالوزارة. أما خارج وطنه تونس فقد كان: مقررا بمركزية الرياضيات ببرلين الغربية سابقا، ومقررا بمركزية ميتشيجان بالولايات المتحدة الأمريكية، وعضوا بالمركز الدولي للفيزياء النظرية بايطاليا التابع لليونسكو، وعضوا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعضوا بلجنة النزاعات الدولية القانونية، وعضوا باتحاد الفيزياء والرياضيات العرب، ومعترفا به في اتحاد الجامعات الناطقة كليا أو جزئيا بالفرنسية في كندا. من يصدق أن هذه الكفاءة العلمية النادرة هكذا تعامل في وطنها تونس الخضراء ( سابقا )؟ هذا العنف والقمع مرفوض إن تعرض له مواطن عادي فما بالك هذا العالم الذي أضاع الطغاة والمستبدين جهوده العلمية طوال العشرين عاما الماضية، ولا أحد يعرف متى سيفيق أولئك الطغاة ليعرفوا أن الأوطان ليست مزارع خاصة لهم ولعائلاتهم، وأن هذه الطاقات البشرية الفذة النادرة لو كانت في أوطان ديمقراطية لوضعت في المركز والمكانة التي تليق بهم كي يضعوا علمهم وخبرتهم من أجل تقدم أوطانهم، بدليل أن ممن وجهوا نداءات للمسؤولين التونسيين للإفراج عنه عالم الرياضيات الفرنسي لوران شوارتز، والعالم الفيزيائي الباكستاني محمد عبد السلام الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء النووية، وأكاديمية العلوم بباريس واللجنة الكندية للعلماء والعلميين وأكاديمية العلوم الأمريكية ومنظمة اليونسكو والعديد من الجامعات الألمانية والفرنسية، لكن الطغاة والمستبدين في تونس لا يسمعون ولا يقرءون، فهذا العالم الفيزيائي خطر على أمنهم كما يتصورون، متناسين أنهم وأمثالهم هم الخطر الماضي والحاضر والمستقبلي على أوطاننا، فبسبب جهلهم وفسادهم وقمعهم هكذا طاقات علمية تسير أوطاننا في طريق التخلف والاعتماد على الغير. نداء لكل صاحب ضمير وغيور على العلم والإنسانية في أوطاننا أن يتحركوا إزاء السلطات التونسية بكافة الوسائل الممكنة للتعبير عن رفضهم إزاء هذه الممارسات غير الإنسانية، ولتأمين إعادة هذا العالم لمركزه الذي يليق به، فمن يتخيل أن هذا البروفسور في أوقات كثيرة يزرع بعض الخضراوات في حديقة منزله كي ينزل إلى السوق لبيعها لتأمين الغذاء والدواء لأسرته؟. في الدول الديمقراطية يحاسب المواطن إن ترك كلبه وحده مقفلا عليه أبواب السيارة، فما هذه الأوطان التي تقفل كافة أبواب الرزق والحياة الكريمة على هذا البروفسور العالم منذ عشرين عاما ولا أحد يعرف إلى متى؟!. إن هؤلاء الطغاة لم يستمروا في كراسي سلطة القمع من المهد إلى اللحد لولا تخاذلنا كشعوب، وتصفيقنا لهم ( بالروح بالدم نفديك يا….)!.وأيضا بسبب الكتاب المرتزقة الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس وثمن مجز أحيانا، فمن يتخيل أن الصحفية السورية حميدة نعنع تصدر كتابا منذ سنوات ( الكتاب أمامي الآن إلا أنه يخلو من سنة الصدور، والناشر دار كتابات، بيروت وأعتقد انه اسم وهمي ) بعنوان ( بن علي..العقل في مواجهة العاصفة )، وهو من 290 صفحة، كلها أكاذيب و مديح مبتذل لتجربة بن علي في الحكم، وكأنه من خلفاء الله الراشدين متناسية كل هذا القمع والموت والفساد والسجون ومصادرة أبسط حقوق الإنسان. وأعتقد أن حميدة نعنع كانت تدرك حجم الفاحشة التي ترتكبها بهذا الكتاب الخطيئة، لذلك لم تضع اسمها على الغلاف وكأنها تريد المنفعة الشخصية التي حصلت عليها ولا تريد أن ينسب الكتاب لها، ولم تضع اسمها إلا في الصفحة الثالثة الداخلية للكتاب، ولا يجادلني أحد في أنه من النادر أن لا يضع المؤلف اسمه بالبنط الكبير على غلاف كتابه وحميدة نعنع في هذا الكتاب فقط كانت من هذا النادر، وهو ليس الكتاب الوحيد لها، فلها كتاب آخر عن تجربة وحياة طارق عزيز صدر عام 2000 بعنوان (طارق عزيز..رجل و قضية )!. ومن المعروف أن حميدة نعنع ممن وردت أسماؤهم في قوائم كوبونات النفط الصدامية، وكانت من أصحاب الكوبون الذهبي أي ممن حصلوا على تسعة ملايين برميل نفط وأكثر. وبعد سكوتنا كشعوب ورضائنا بالذل والمهانة ومصادرة أبسط حقوقنا، ونفاق بعض كتابنا هل نستغرب ما يحدث للبروفسور المنصف بن سالم؟…..ويبقى السؤال: من ينصف المنصف بن سالم؟. ملاحظة: من المصادر التي اعتمدت عليها ما ورد في الموقع الخاص بالبروفسور المنصف www.ben-salem.net ولقاء صحفي مطول معه أجراه موقع الحوار نت. (المصدر: موقع إيلاف (لندن) بتاريخ 6 مارس 2007) الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2007/3/216458.htm


 

رسالة مفتوحة من الجالية التونسية بقطر إلى سيادة رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي حفظه الله

 » التغاضي والتسترعن التجاوزات وطمس الحقائق وتهميش الأولياء وإستفزازهم  » كان ذلك عنوان الزيارة التي قام بها وفد منظمة التربية والأسرة إلى دولة قطر بدعوى تفقد المدرسة التونسية بالدوحة إداريا وماليا وبيداغوجيا .
« إلي عجبوا عجبوا ولي ماعجبوش يهز أولاده ويروح لتونس »  و » إلي ماعجبوش وضعه في المـدرسة يلـغي عقـده ويغادرإلى تونس  » بمثل هذه العبارات المستفزة توجه حاتم بن عثمان عبر سفرائه إلى الجالية التونسية بقطر ، وإلى المربيـن بالمدرسـة التـونسية بالـدوحة ردا على إحتجاجات الأولياء على التجاوزات المتواصلة بالمدرسـة و مطـالب
المدرسين بتحسين أوظاعهم  والنظر في المواضيع المطروحة والمعلقة منذ مدة والتي وعد المنسق العام بحلها دون أن يفي كالعادة . 
 ولما كانت الجالية التونسية بقطر تمني النفس بلجنة محايدة ونزيهة من أية جهة كانت عدى منظمة التربية والأسرة التي إفتقدنا الثقة فيها ،  للإطلاع على حقيقة الأوضاع السائـدة في مدرسـة الـدوحة والأنصـات إلى مشاغل الاولياء و المدرسين  و البحث في التجاوزات العـديدة التي تتكرر منذ تعين إدارة المنسق العـام  محمد الشعـار و التحقق من صحتها ، فقد خاب طننا وتأكدت شكوكنا في نزاهة هذه اللجـنة التي جـاء الهدف الأساسـي من زيارتـها إلى الدوحـة أشياء أخرى عدى كـشف الحقـائق و معـالجـة الأوضاع المتوترة، وهو ما تجلى بوضوح في تعمد إسكات الأصوات المنادية بالمسائلة والمحاسبة من خلال الردود الإستفزازية المذكورة وفي القـرارت المعـلبة التي حملـوها إلينا معهم والهادفة إلى تهميش دورنا  و إقصاء ممثلينا المنتـخبين وحصردورنا كـأوليـاء في دفـع الأمـوال لا غير مـع تحميلنا مسؤولية تغطية العجز الذي نتج عن تجاوزات المنسق العام وتبعات سوء تصرفه والمحاسب المالي  .
سيادة الرئيس حفظك الله
لقد كادت أن تـتحول مدرسة العـزيـزية التي إحتـضنت إجتـماع هذه اللجنة يوم الخميس 22  فيفري 2007  بالجـالية التونسية بدولة قطر و في غياب السفـارة إلى ساحـة مشتـعلة لولا تدخل بعض العقلاء و المؤثرين من الأولياء لتهدئة الأمور حيـن صب جميع الحاضرين جام غضبهم وسخـطهم على رسل حاتـم بن عثـمان رئيس التربية و الاسرة إثر إعلانـهم عن القرارات المعـلبة التي جـاؤونا بها ومن ذلك الإصرار على غض الطرف على تجاوزات المنسق العام والمتصرف المالي وعدم الإصغـاء إلى آراء المـربيـن والأولياء الذين عددوا مواطن الخلـل على مختلف المستويات وتهمـيش دورهـم وعدم إشـراكهم حتـى في إختـيار من يمثـلهم في مجـلس إدارة مدرستهـم الـذي كثـيرا مـا حلموا به ضمانا لحسن سيـر مؤسستهم .
إنه من المؤسف حقا سيادة الرئيس ، أن تتحول المدرسـة التونسيـة بالدوحة التي كانت تعيش منذ نشأتها قبل عشرين عاما و قبل إشراف منظمة التربية و الأسرة ، حالة من الإستقرار المالي والتألق التربوي، خرجت خلالها أجيالا من الطلبة المتميـزين ومثلت على الدوام عاملا أساسيا في نمو و إستقرار جالياتنا بـدولة قطر، إلى مؤسسة ينخر أركانها الفسـاد الإداري والمالي مشرفة على الإفـلاس، تنشد المساعدة التي تجاهلتها منظمة الـتربية والأسرة بعـد أن تسببت في هذا الوضع و تغاضت عن صانعيه ، فجاءت الإستجابة على يد الأشقـاء في قطر بفضل مـتانة العلاقـات الثنائيـة بين البلدين والمكانة التي تحظى بها الجالية التونسية وتدخل بعض الغيوريـن من أبناء الجاليـة و الأولياء لدى بعـض الجهات الرسمية العلـيا الـقطرية بفـضل مواقعهم الوظـيفية وعلاقاتهم الشخصية لإنـقاذ المدرسة من خلال الحـصول على عديد المساعدات والهبات وتوفـير مقر جديد للمـدرسة حتى يتسنى لها الإستمرار تعـديل الأوتار. لكن المؤسف أكثر سيادة الرئيس تمادي رئيس منظمة التربية والأسرة في التغـطية والتسـترعلى تلك التـجاوزات التي آلت بنا إلى هذا الخال المزري و إعفاء المنسق العـام صـاحب التاريخ المهني الملطـخ بالفـساد بشـهادة زمـلائه بمنـظمة التـربيـة  والأسرة من المسائلة  و المحاسبة  ومحاولة الإلتفاف على مجلس إدارة المدرسة الجـديد بتقـزيمه وتحديد صلاحياته
في تلقي التقارير و رفع التوصيات لا غير كما صرح بذلك أحد أعضاء اللجنة الوافدة من منظمـة التـربية والأسـرة.
سيادة الرئيس أملنا كبير في تدخلكم كعهدنا بكم و حتى ذلك الحين تقبـلوا منا سيدي أسمى عبارات الوفاء والإخلاص  
                                                                            أبناء الجالية التونسية بقطر  

 

 

محاضرة في بنزرت

الدولة الاجتماعية قامت في تونس من دون ديمقراطية

بنزرت – مراد حجي نظمت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي يوم السبت 24فيفري2007 لقاءا حول قضايا التشغيل و بطالة أصحاب الشهادات بحضور للدكتور فتحي التوزري و ممثلين عن اتحاد أصحاب الشهادات العاطلين عن العمل وقد استهل هذا اللقاء السيد سالم العياري ممثلا عن اتحاد أصحاب الشهادات العاطلين عن العمل حيث أكد أن تشكل هذه الفئة في منظمة هو محاولة للدفاع عن مطالبها المشروعة وحقها في الشغل و السعي نحو إيجاد جملة من التصورات البديلة في قضية التشغيل دون الاقتصار و الاكتفاء بتوصيف لظاهرة البطالة خاصة و أن الحلول المقدمة فشلت في معالجتها مبينا أنها لم تكن سوى حلول ظرفية ووقتية و ليست جذرية .كما تتطرق إلى الانعكاسات الخطيرة لظاهرة البطالة على الفرد و المجتمع باعتبارها مولدة لظواهر اجتماعية أخرى لا تقل خطورة كالمشاكل النفسية و الانحراف و الهجرة السرية وغيرها. و أكد الدكتور فتحي التوزري في مداخلته حول الوضع الاجتماعي وآفاق التشغيل أن مسالة البطالة وقضية التشغيل من صلب اهتمامات الحزب الديمقراطي التقدمي مشيرا إلى ضرورة وضع هذا الموضوع في إطاره السياسي رغم أبعاده المتعددة والمختلفة . اعتبر المحاضر أن الحكومة التونسية ومنذ منتصف الثمانينات اتخذت منحى ليبراليا كنتيجة للازمة الاقتصادية التي عاشتها البلاد حيث قبلت بالشروط الخارجية و المتمثلة أساسا في برنامج الإصلاح الهيكلي الذي يعتمد أساسا على تشجيع القطاع الخاص وتحرير الأسعار وبناء نظام اقتصادي ليبرالي . وفي سياق حديثه تتطرق صاحب المداخلة إلى مفهوم الدولة الاجتماعية حيث اعتبرها دولة حديثة العهد, ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية في انقلترا و شاعت في بلدان أروبية أخرى إلى أن أصبحت منوالا للدولة الحديثة ومن خصوصياتها أنها اقترنت بمسألتي الحداثة و الديمقراطية كما أنها تقدم خدمات اجتماعية وغايتها في ذلك ضمان تواصل النظام الرأسمالي و كسب رضاء الناس.لكنها شهدت تراجعا ودخلت في مراجعات كبرى و شاملة حتى برزت مكانها « النيوليبرالية »التي أعطت نفسا جديدا وأفرزت أشكالا أخرى من العلاقات بين الدولة والسوق والمجتمع المدني من أجل تقليص الجوانب الكارثية للنظام الرأسمالي على القضايا الاجتماعية. أما بالنسبة لتونس فأردف الدكتور فتحي التوزري يقول ان الدولة الاجتماعية قامت فيها دون ديمقراطية ودون إجماع حول الحداثة.كما دفعت بعد ذلك الظروف الخاصة بالبلاد للخروج من منظومة الدولة الاجتماعية وأفرزت نخبة من رجال الأعمال و رأسمالية مستفيدة من الدولة تشكل اليوم 60 % من الناتج القومي الخام.ولكن بقيت نسبة الاستثمار ضعيفة وهذا وضع خاص بتونس مما أدى إلى خيارات سياسية تتمثل في تحرير الاقتصاد, وهي مخاطرة كبرى لا مناص منها في ظل غياب سوق إفريقية أو عربية أو مغاربية مشتركة .ومن هذا المنطلق نتساءل عن مدى إمكانية صمود الاقتصاد التونسي أمام هذه الرأسمالية المتوحشة لان الفشل يعني النهاية أي نهاية الاقتصاد الوطني الذي يرتبط بنسبة 80 % من المبادلات التجارية مع الاتحاد الأوروبي و يتميز اليوم بنسبة عالية من المديونية . فرغم ما تذكره الإحصائيات الرسمية من ان نسبة النمو في العشر سنوات الأخيرة بلغت 5 % من النمو الاقتصادي و هذه النسبة حسب الخبراء تخلق تقريبا بين 50 و 60 ألف موطن شغل, إلا أن ذلك لم يقلص من حجم البطالة ليبقى الاقتصاد التونسي بمؤهلاته الحالية غير قادر على تحقيق مطالب الشغل. (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 395 بتاريخ 2 مارس 2007)


وزارة الثقافة بتونس تعين مديرا جديدا لمهرجان قرطاج الدولي

 

 
تونس (رويترز) – قالت وزارة الثقافة التونسية التي تقود حملة لتصحيح مسار مهرجان قرطاج الدولي يوم الثلاثاء انها عينت المسرحي محمد رجاء فرحات مديرا جديدا للمهرجان. يأتي تعيين فرحات خلفا للممثل المسرحي والتلفزيوني رؤوف بن عمر الذي عين على رأس المهرجان خلال الدورتين السابقتين. وقالت وزارة الثقافة في بيان انه « تم تعيين محمد رجاء فرحات مديرا فنيا الى جانب عبد الرحمن البناني المدير الاداري والمالي. » وقدم محمد رجاء فرحات الذي سبق له ادارة مهرجانات مسرحية عدة مسرحيات اشهرها (جحا والشرق الحائر) وأنجز أعمالا وثائقية كما ادار قسم الاتصال بمعهد العالم العربي بباريس. وتقود وزارة الثقافة التونسية حملة لتصحيح مسار مهرجان قرطاج الذي قال نقاد انه فقد بريقه في السنوات الاخيرة بسبب ما وصف بغياب الفن الراقي واتاحة الفرصة امام فناني « الاثارة ». (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 6 مارس 2007)  


بين الصحافة والسياسة في تونس:

قراءة لمواقف الصحافة والسياسيين من القضية الفلسطينية

كثير من الزعماء الوطنيين تجنبوا إحراج أنفسهم مع الساسة الغربيين «بسبب فلسطين»

تونس ـ الصباح الكتاب الجديد الذي أصدره المؤرخ والكاتب الاستاذ عبد اللطيف الحناشي عن «تطورالخطاب السياسي في تونس إزاء القضية الفلسطينية مـا بين 1920 و1955» جاء بالجديد على أكثر من مستوى حول قضية كانت ولا تزال من أكثر القضايا التي شدت اهتمام الشعوب المثقفين ورجال السياسة في تونس والمغرب العربي وفي كامل العالم العربي الاسلامي، بل في العالم أجمع: الصراع العربي الاسرائيلي ومأساة شعب فلسطين الجريح.. الذي يكافح منذ حوالي ثمانين عاما الاستعمار المباشر وغير المباشر بتعقيداته وتلوناته.. ومن ورائه قوى سعت ولا تزال إلى أن يكون زرع المشروع الصهيوني في قلب العالم العربي الاسلامي قنبلة موقوتة دائمة.. تنفجر بعض شظاياها من حين لاخر محدثة دمارا داخل فلسطين التاريخية ومنذرة كامل المنطقة العربية الاسلامية بمزيد من الحروب والدماء والدموع..  الاستاذ عبد اللطيف الحناشي المؤرخ مهتم بالسياسة العقابية في المستعمرات وبالخطاب السياسي المعاصر في تونس والعالم العربي وقد صدر له كتاب المراقبة والمعاقبة في البلاد التونسية: الابعاد السياسية نموذجا (مرحلة 1881 ـ 1955)..بالاضافة إلى مساهماته في عدد من المجلات العلمية والدوريات المختصة في التاريخ بتونس والعالم العربي.. الصحف والارشيف إلا أن من بين مميزات هذا الكتاب الذي طبعته المطبعة الرسمية (في 350 صفحة) أنه لم يعن مثل كثير من الدراسات السابقة بتطورات القضية الفلسطينية وجذور الحركة الصهيونية عالميا وفي المنطقة العربية ولا بالتأثيرات الصهيوينة على النخب والساسة في تونس وشمال إفريقيا والعالم العربي أوتعاطف الشعب التونسي مع القضية الفلسطينية.. لكنه حاول أن ينفذ إلى الخطاب السياسي للنخب الثقافية والسياسية في تونس إزاء القضية الفلسطينية.. كما وردت في الصحف وأدبيات السياسيين وأرشيف المستعمر الفرنسي الذي فتح للعموم.. بحكم عمق التقارير التي وردت فيه عن البوليس الفرنسي والاقامة العامة الفرنسية عن توجهات الوطنيين التونسيين وتصنيفهم حسب مواقفهم من المشروع الصهيوني في المشرق العربي وخاصة في فلسطين..مع اجراء بعض المقارنات بين الخطاب السياسي في تونس تجاه قضية احتلال فلسطين والقضايا المرتبطة بها والخطاب الفلسطيني والعربي السائد حول نفس القضايا.. لمـــــــاذا؟ وبرر الكاتب إعداد دراسته المعمقة عن الخطاب السياسي في تونس تجاه القضية الفلسطينية بعوامل كثيرة منها ما لاحظه مع كثير من الباحثين من نقاط استفهام حول غموض خطاب عدد من الزعماء والساسة (وعلى رأسهم الزعيم الكبير الحبيب بورقيبة) وتناقضاتهم.. بين مساندة شعب فلسطين وقضيته والصمت عنها ومحاولة التقليل من خطورتها.. والمطالبة بإعطاء الاولوية للقضية الوطينة التونسية والشمال إفريقية.. ومن بين تلك التناقضات تراوحت مواقف بعض الزعماء التونسيين والمغاربيين بين مساندة المجاهدين الفلسطينيين والشيخ أمين الحسيني ورفاقه في الثورة العربية الكبرى أواسط الثلاثينات ضد الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية.. ومواقف بورقيبة من المؤتمر اليهودي العالمي وعلاقاته به.. وما تردد عنه وعن عدد من الزعماء السياسيين التونسيين والمغاربيين والعرب من حرص على تجنب مواجهة الصهيوينة والمؤتمر اليهودي العالمي مباشرة تجنبا لسيناريوهات القطيعة مع حلفائه في كبرى العواصم الاوروبية وخاصة في لندن وباريس..؟؟ الصحافة والسياسة كتاب الاستاذ عبد اللطيف الحناشي كشف ندرة البلاغات الحزبية والسياسية الصادرة عن زعماء الاحزاب الوطنية التونسية والمغاربية والتي تضمنت مواقف واضحة من القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي والمشروع الصهيوني الكبير.. خلال مرحلة البحث (1920 ـ 1955).. أي منذ تأسيس الحزب الدستوري إلى حصول تونس على الاستقلال الداخلي.. وبدء مرحلة جديدة في تونس طغت فيها الاولويات الداخلية.. ومنها بناء الدولة الحديثة.. في المقابل كانت الصحف التونسية طوال نفس المرحلة مليئة بالمقالات السياسية (بعضها باسم بورقيبة وبقية الزعماء الوطنيين) التي تناصر شعب فلسطين وقضيته الوطنية وتعارض دون لبس المشاريع الصهيوينة والاستعمارية في فلسطين وفي المنطقة.. وتفضح خلفيات المؤتمر اليهودي العالمي وقادة الصهيونية العالمية منذ مؤتمر بازل بسويسرا ووعد بلفور.. وتضمنت الصحف التونسية في نفس الفترة مقالات باسم اعلاميين ومثقفين وسياسيين وزعماء في الحزب الدستوري بجناحيه (اللجنة التنفيذية والديوان السياسي) من الكتاب الابيض البريطاني الخاص بفلسطين والمشروع الصهيوني بنسخه الثلاثة (1922 و1931 و1939).. وتوصل الاستاذ الحناشي إلى أن الساسة الكبار مثل بورقيبة أصدروا مواقف من قضية فلسطين ضمن مقالات على أعمدة الصحافة وليس ضمن بيانات بصفتهم الحزبية والسياسية.. لان موقف الصحف المستقلة والجرائد الوطنية من احتلال فلسطين كان مبدئيا: مساندة لا مشروطة لفلسطين المنكوبة بالاحتلال والتقسيم والمؤامرات الاستعمارية.. ومعارضة المشاريع الاستعمارية والصهيونية.. الخطاب السياسي التونسي ونكبة 1948 وقد نجح كتاب الحناشي في تقديم قراءت للفسيفساء التي كانت تميز النخب الثقافية والسياسية التونسية في تلك المرحلة من الزعيم بورقيبة ورفاقه «العلمانيين» إلى الشيخ عبد العزيز الثعالبي الذي كانت له علاقات مباشرة بزعماء فلسطين والعلماء والمصلحين في المشرق الذين ربطوا بين ملف فلسطين والقدس ومشوار مكافحة احتلال بقية مناطق العالم العربي الاسلامي.. مرورا بالجمعيات والهيئات الوطنية (مثل جمعية الشبان وجريدتها تونس الفتاة والمنظمات التابعة للحزب الدستوري).. وصولا إلى مؤتمر الاحزاب الوطنية التونسية في ليلة القدر(أوت 1946) وصدور قرار التقسيم في ال 1947 ونكبة الانظمة العربية الاولى في حرب 1948. وقد يتفق كثير من الباحثين مع الاستاذ الحناشي فيما سينتقده آخرون.. خاصة أنه حاول تقديم قراءة تأليفية تجاوزت السرد والعمل الاكاديمي التقليدي للباحث الجامعي.. ونفذت إلى بعض المربعات الحرجة مثل مصداقية الخطاب السياسي لبعض الرموز السياسية والحزبية.. وتناسق الخلفيات الدينية مع المضمون السياسي للخطاب الذي ساد ما نشر في الصحف وبعض الادبيات السياسية والارشيف عن علاقة الشعوب والنخب بفلسطين والمشروع الصهيوني.. الخ. إنصاف للصحافة الوطنية لكن من أهم إضافات الكتاب اعتماده عددا من الدراسات التاريخية المعاصرة والبحوث الاكاديمية لجامعيين تونسيين وعرب وأجانب من مواقف مختلفة.. بمن فيهم أولئك الذين طعن الاستاذ الحناشي في تمشيهم.. ووجه اليهم انتقادات منها بالخصوص ما يهم الدور غير الوطني لنسبة من اليهود التونسيين والمغاربيين وولائهم لاسرائيل والمشروع الصهيوني أكثر من ولائهم لبلدانهم التي منحتهم حق المواطنة كاملا.. إلا أن من بين ما يجدر التوقف عنده في كتاب الحناشي وينبغي تعميق قراءاته الاولية للصحافة الوطنية ولبعض محتوياتها.. باعتبار الصحافة في تلك المرحلة مرآة صادقة تعكس توجهات النخب الثقافية والسياسية والدينية بكل تياراتها.. فعسى أن يحظى محتوى عشرات الصحف التونسية في النصف الاول من القرن العشرين بمزيد من الدراسات المختصة حول جوانب متفرقة من مشاغل الوطنيين والشعب التونسي في تلك المرحلة.. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 مارس 2007)  


تونس تتهيأ لمرحلة جديدة في الملف الاقتصادي ..

إعادة هيكلة المصارف وتطوير البورصة

تونس ـ صالح عطية : تتطلع تونس إلى أن تكون فضاء ماليا إقليميا قادرا على الاضطلاع بهمزة وصل بين مختلف الفضاءات المالية الدولية.. وتحرص الحكومة منذ فترة على إدخال المرونة على التحويلات المالية مع الخارج، ضمن معادلة تهدف إلى المحافظة على التوازنات المالية للبلاد، وبلوغ التحرير الكامل للدينار الذي طالما كان هاجس الحكومة منذ عدة سنوات لكنها في كل مرة، تتردد خشية التأثير على الجهاز المصرفي وعلى النشاط المالي بشكل عام. وشهدت الفترة الماضية، عملية الدخول في هيكلة الجهاز المصرفي وتطوير السوق المالية، بغاية توفير آليات لمعاضدة جهود تمويل الاقتصاد، والرفع من الموارد الذاتية للمؤسسات كي تكون قادرة على مواجهة المنافسة الخارجية، التي بدأت تدق أجراسها في مستوى جميع الأنشطة الاقتصادية منذ بضع سنوات، بل إن هذه المنافسة، مقبلة على مرحلة دقيقة بداية من العام القادم الذي سيعرف تدشين منطقة التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاقية الشراكة الموقعة بين الطرفين منذ العام 1995. وعلمت «الشرق» من مصادر حكومية، أنه تقرر الشروع خلال المرحلة المقبلة في إعادة تشكيل مختلف جوانب العمل المصرفي، وفق أجندة تقوم على ثلاثة محاور أساسية هي تحقيق قدر من التوافق بين النظام المالي والبنكي الوطني مع الأنظمة المصرفية المتطورة، إلى جانب مزيد تحديث الخدمات المصرفية، واعتماد التقنيات الحديثة لتقديم هذه الخدمات، وهو ما سوف يؤسس ـ وفق بعض المراقبين ـ لجهاز مصرفي وطني مواكب للمقاييس العالمية. أهداف عملية.. وترمي هذه السياسة التي تتحفز الحكومة التونسية إلى تنفيذها بداية من السنة الجارية، إلى تسريع نسق بعث المؤسسات والمشاريع، بشكل يسمح بإنشاء نحو 70 ألف مؤسسة أو مشروع في أفق العام 2009، وهو ما سوف يسمح بالترفيع في حجم الاستثمار الخارجى، الذي يعاني من تراجع ملحوظ منذ عامين أو يزيد، والتوصل إلى توفير فرص عمل للأجيال الجديدة من الشبان من خريجي الجامعات الذين تمتلئ الشوارع والمقاهي التونسية بهم. وبالموازاة مع ذلك، تنصب الجهود الحكومية على النهوض بجودة الخدمات المصرفية، حيث تقرر في هذا السياق، إحداث مرصد وطني يتولى متابعة جودة الخدمات المصرفية، بالتنسيق مع البنك المركزي، إلى جانب تحسين شروط القرض في المؤسسات المصرفية تمهيدا للمنافسة المرتقبة مع مؤسسات أجنبية بدأت تدخل البلاد و«تخترق» السوق المالية مستفيدة من الهوامش الكبيرة المتاحة على الصعيد الاقتصادي. وكانت الحكومة أقدمت في وقت سابق، (العام 2000 تحديدا) على هيكلة القطاع المصرفي من خلال تشجيع عمليات دمج بعض البنوك من أجل تقوية نسيجها وآدائها، بالإضافة إلى تحويل بنوك التنمية إلى بنوك شمولية بعد تطهير وضعياتها المالية. ومكنت مختلف هذه الخطوات، من ضمان توازن تركيبة رأسمال الجهاز المصرفي وانفتاحه على القطاع الخاص، بشقيه الوطني والأجنبي (ثلث للقطاع العمومي وثلث للقطاع الخاص الوطني وثلث للقطاع الخاص الأجنبى)، وفق المعادلة الحكومية. البحث عن فرص عمل.. وشهدت الساحة المالية والخريطة المصرفية التونسية في العام 2005، ميلاد بنك جديد يعرف باسم «بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة»، الذي أنشئ بغاية تعزيز آليات تمويل هذا النوع من المؤسسات لإيجاد أكثر ما يمكن من فرص العمل في أوساط الشباب والفتيات. وأفادت بيانات حكومية صدرت في الآونة الأخيرة، بأن بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة، الذي يتولى إسناد تمويلات عبر شراكته مع مؤسسات قرض عديدة، قد تلقى نحو 300 مطلب تمويل لإحداث مؤسسات جديدة، بالإضافة إلى عشرات المطالب لتوسيع مشاريع اقتصادية ومالية قائمة. وبلغ الحجم المالي الجملي الذي صادق عليه البنك منذ إحداثه، حوالي 4.65 مليون دينار تونسي (نحو 55 مليون دولار تقريبا)، مكنت من توفير فرص عمل لحوالي 1500 شخص في وقت وجيز. ويستعد البنك المركزي في ذات السياق، إلى إرساء ما يعرف بـ «البنك الالكتروني» وتطوير منظومة النقد الالكتروني بما يمكن حاملي البطاقات البنكية من القيام بعمليات الاستخلاص عبر شبكة الانترنت بكيفية مكثفة.. ويتوقع الخبراء في ضوء هذه المعلومات، التوصل إلى رفع عدد البطاقات الإلكترونية في البلاد إلى حوالي 2.9 مليون بطاقة بنكية، و900 موزع للأوراق النقدية، و26 ألف تاجر منخرط في منظومة الدفع بواسطة البطاقة البنكية، و50 مليون عملية مالية بواسطة البطاقة البنكية، وذلك في أفق العام 2009. إطار جديد للبورصة.. من جهة أخرى، تتطلع الدوائر الحكومية المعنية خلال المرحلة المقبلة، إلى رفع عدد المؤسسات المدرجة بالبورصة، عبر إحداث السوق البديلة التي ستلعب دور المعبر للمؤسسات الصغرى والمتوسطة، وهي السوق التي ستدخل حيز العمل بداية من الأسابيع القليلة المقبلة، حيث من المتوقع إنشاء نحو 50 مؤسسة ناشطة في القطاع الصناعي في مرحلة أولى، قبل أن يتم توسيع دائرة هذا المشروع في وقت لاحق، وذلك باتجاه الترفيع من مساهمة البورصة في تمويل الاقتصاد، من 5 بالمائة حاليا إلى 20 بالمائة خلال العامين القادمين… لكن مراقبين عديدين، يعتبرون أن معضلة الاقتصاد التونسي ترتبط بمشكلات مختلفة بينها تراجع الاستثمارات والتعويل على القطاعين الفلاحي والسياحي المرتبطين بالتقلبات المناخية والعوامل الخارجية، بالإضافة إلى التكلفة العالية لأصول وفوائض الديون الخارجية، قياسا بمجمل الموازنة العامة للحكومة، إلى جانب مشكلة القروض غير المسترجعة التي أثقلت كاهل المؤسسات المصرفية، فيما لا توجد مؤشرات على اتجاه جاد لإنهاء هذا المشكل.  (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 مارس 2007)  


الأمين العام للتجمع يجتمع بأعضاء القيادة العامة للكشافة التونسية

تونس 6 مارس 2007 (وات) اجتمع السيد الهادى مهني الامين العام للتجمع الدستورى الديمقراطي يوم الثلاثاء بدار التجمع بالعاصمة باعضاء القيادة العامة للكشافة التونسية وذلك بحضور السيدين عبد الوهاب الجمل الامين العام المساعد للتجمع المكلف بالشباب والتربية والثقافة وحفيظ الرحوى الكاتب العام لاتحاد منظمات الشباب. واكد السيد الهادى مهني بالمناسبة المكانة الهامة التي يحظى بها النسيج الجمعياتي في فكر الرئيس زين العابدين بن علي باعتبار الدور البارز الذى يضطلع به في انجاح المسيرة التنموية للبلاد وفي ترسيخ مبادىء المجتمع المتطور. وبين ان الكشافة التونسية تحظى في هذا الاطار بعناية خاصة ورعاية مستمرة تجلت مجددا في ما وجده مؤتمرها التاسع عشر من سخاء دعم. ونوه في هذا الخصوص بالاجواء الديمقراطية التي ميزت اشغال هذا المؤتمر الذى انعقد تحت سامي اشراف الرئيس زين العابدين بن علي. وابرز المهمة الجسيمة المنوطة بعهدة الحركة الكشفية في تونس في ظل ما تتوفر عليه من كفاءات وقدرات عالية ومن خلال مسيرة طويلة من العمل التطوعي في مجالي التاطير والتكوين وفي اعداد اجيال تدين بالولاء للوطن وتذود عنه. واكد حرص رئيس الدولة على المحافظة على مكاسب البلاد والتصدى لكل من يحاول النيل من امنها واستقرارها وعلى تحصين الشباب من كل الافكار الدخيلة على المجتمع التونسي. ودعا الامين العام للتجمع اعضاء القيادة العامة للكشافة الى مواصلة العمل من اجل غرس روح المواطنة وتعزيز الشعور بالوطنية ونشر قيمها بين اوساط الشباب وتعويده على تحمل المسؤولية وحفزه على مزيد التحلي بروح البذل والعطاء من اجل عزة الوطن وازدهاره. كما حثهم على مزيد تطوير علاقاتهم الخارجية عربيا ودوليا من اجل دعم اشعاع تونس واعلاء مكانتها بين الامم. وتدخل خلال هذا اللقاء كل من رئيس المجلس الاعلى للكشافة والقائد العام للكشافة واعضاء القيادة العامة فنوهوا بالعناية التي ما فتىء الرئيس زين العابدين بن علي يحيط بها الحركة الكشفية في تونس حتى تضطلع بدورها الوطني على افضل الوجوه ملاحظين ان المؤتمر التاسع عشر قد اعطى دفعا جديدا وحركية للمنظمة الكشفية. وبينوا انه سيتم العمل على المحافظة على مكاسب تونس وانجازاتها انطلاقا من المبادىء النبيلة التي تشبع بها ابناء هذه المنظمة. كما اكدوا التزامهم بخيارات الرئيس زين العابدين بن علي الصائبة التي ارتقت بتونس الى مراتب عليا بين الامم مناشدين سيادته الترشح لانتخابات 2009 لمواصلة المسيرة الموفقة التي انطلقت منذ التغيير. وجددوا كذلك العزم على معاضدة الجهود المبذولة من اجل تحصين المجتمع من كل ما من شانه ان يهدد امنه وسلامته. (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (رسمية) بتاريخ 6 مارس 2007)  


التونسيون يتدربون على الرعي في البادية السورية

   غصوب عبود    قامت مديرية البادية والمراعي بتدريب وفد فني زراعي تونسي مؤلف من أربعة عشر شخصاً على تنمية وإدارة المراعي بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية خلال الفترة من 20/2/2007 ولغاية 1/3/2007 وتناولت الدورة لمحة عامة عن أعمال ونشاطات مديرية البادية والمراعي، وأهمية المحميات الرعوية وقيمتها الاقتصادية، والمشاتل الرعوية ودورها في إنتاج وإكثار الغراس الرعوية، وبرنامج تحسين المراعي في القطر العربي السوري، حصاد المياه وأهميته في تنمية المراعي، الإرشاد الريفي ودوره في تنمية المرأة والمجتمع المحلي. وشملت الدورة مجموعة من الزيارات الميدانية للمشاريع التابعة لمديرية البادية والمراعي منها (مشتل تدمر الرعوي- محمية الدوا الرعوية- محمية التليلة الطبيعية) ببادية حمص و(مشتل الفرات الرعوي- محمية الجويف للكثبان الرملية- محمية جليب الحكومة- مشروع جبل البشري لمكافحة التصحر) ببادية دير الزور. (المصدر: صحيفة « الوطن » (يومية خاصة – سوريا) الصادرة يوم 4 مارس 2007) الرابط: http://alwatan.sy/newsd.php?idn=4436  


الاعدام في تونس: المحكوم يودع في زنزانة انفرادية ويتمتع بجراية شهرية!

* تونس ـ الشروق : تناولنا في عدد الأمس من «الشروق» ضمن ملف عقوبة الإعدام في تونس، حالة الشاب عامر المحكوم عليه بالاعدام وقدّمنا أرقاما حول القتل والاعدام في المجلاّت القانونية التونسية كما قمنا بتقديم أرقام حول الدول التي ألغت عقوبة الاعدام وموقف تونس من تنفيذها وأعطينا رأي الأستاذ عبد الرحمان كريم ضدّ عقوبة الاعدام. ونتناول اليوم من تشملهم هذه العقوبة في تونس ومن يأذن بالتنفيذ وكيف يقاد المدان إلى غرفة الاعدام مع صورة مقرّبة لعملية التنفيذ ورأي حول أهمية تنفيذ هذه العقوبة. * إعداد : منجي الخضراوي يذهب بعض المختصين إلى أن جريمة الاغتصاب مثلا، كانت عقوبتها قبل سنة 1985 بالسجن، لكنها ارتبطت بجريمة القتل بعد ذلك، إذ أنّه في 7 مارس 1985 تمّ سن القانون عدد 9 الذي ورد به تنقيح للفصل 227 من المجلّة الجنائية، وأصبحت عقوبة الاغتصاب باستعمال العنف أو السلاح أو التهديد به أو مواقعة أنثى سنها دون العشرة أعوام كاملة ولو دون استعمال العنف والسلاح… موجبة لعقوبة الاعدام، وتمّ التنصيص على ذلك صراحة ويلاحظ بعض المختصين في المادة الجنائية أنه ارتباط بين جريمة الاغتصاب والقتل بعد سن هذا القانون، إذ أصبح مرتكب جريمة الاغتصاب، ينهي جريمته بقتل ضحيته سعيا لمحو آثار الجريمة. إذا كان التطور هنا مرتبطا بجريمة الاغتصاب فماذا عن باقي الجرائم التي ينص فيها القانون التونسي على الاعدام؟ إذن من هم «المجرمون» الذين يبيح القانون إعدامهم؟. * من يجب إعدامهم؟
رصدنا النصوص والمجلات القانونية باستثناء مجلة المرافعات والعقوبات العسكرية فوجدنا 14 حالة يجيز فيها القانون إعدام المجرم، والمعنيون هم الخائن الذي يفشي أسرار الدفاع الوطني إلى دولة أجنبية أو يتعمد تحطيم معنويات الجيش أو الأمة بقصد الاضرار بالدفاع الوطني وكل تونسي حمل السلاح ضدّ البلاد في صفوف العدو أو يحرّض على الوطن بقصد القيام بأعمال عدوانية من قبل دولة أجنبية، أو كل تونسي يسلّم إلى دولة أجنبية جنودا تونسيين أو أراض أو مدنا أو حصونا أو منشآت… أو كل تونسي في زمن الحرب يتصل بدولة أجنبية أو بأعوانها ليساعدها في اعتداءاتها على البلاد التونسية.
ويعاقب القانون بالاعدام الجاسوس حسب منطوق الفصل 60 وما بعده وكذلك من يعتدي على حياة رئيس الدولة ومن يسعى إلى قلب هيئة الدولة، أو من يجمّع أو يرأس ويمدّ بالأسلحة مجموعة بقصد نهب أموال الدولة أو أموال الناس.. أو من يحارب أو يمانع القوّة العامة حال مقاومتها لمرتكبي هذه الجرائم، أو من يحرق أو يهدم بمادة انفجارية الممتلكات العسكرية أو أملاك الدولة.
وكذلك ينص القانون في الفصل 126 من المجلّة الجنائية على أنّ الاعتداء على قاض أثناء الجلسة بالسلاح أو التهديد به يعاقب بالاعدام، وهو ما يرى فيه البعض نوعا من المبالغة في تشديد العقوبة، وقد تمّ سن هذا القانون على اثر أحداث اعتداء مسلح على هيئة المحكمة سنة 1985 .
كما ينصّ القانون على الاعدام في حالة الاغتصاب باستعمال العنف أو السلاح أو التهديد به أو عند مواقعة أنثى سنها دون عشرة أعوام، أو في حالة استعمال متفجرات ممّا يؤدّي إلى القتل أو القاتل عمدا مع سابقية القصد أو قتل القريب، والقريب هنا الأب أو الأم أو غيرهما ممن هو فوقهما من الوالدين، أو القتل المتبوع بجريمة أخرى أو الاختطاف الناتج عنه الموت أو الحريق الناتج عنه الموت… هذه الأحكام تعتمد لاصدار أحكام الاعدام، فماذا يجري بالضبط بعد أن يصدر الحكم نهائيا وباتا؟ وما هي الاجراءات المتخذة؟ * ماذا يجري بعد تأييد الاعدام؟
يعطي المشرّع أولوية مطلقة لمطالب الطعن في حكم الاعدام، إذ ينص الفصل 258 من مجلّة الاجراءات الجزائية على أنّ «مطالب الطعن في أحكام الاعدام ينظر فيها قبل غيرها» إلاّ أنه بمجرّد صدور الحكم وتأييده فإنّ النيابة العمومية تعلم به مباشرة، عندما يصبح باتا، الوزارة المكلفة بالعدل الذي يعرضه مسؤولها على رئيس الجمهورية لممارسة حقه في العفو، ولا يمكن تنفيذ الحكم إلاّ إذا وافق عليه رئيس الدولة. * قم ودّع اليوم الأخير
في صورة الموافقة النهائية والامضاء على حكم الاعدام فإن المحكوم عليه، يتم إيداعه بسجن انفرادي ويقع تمتيعه بمبلغ مالي شهريا لقضاء شؤونه من السجن. إلاّ أنه يمنع من لقاء أهله ومن تقبل ما يسمّى «بالقفّة»، مصدر عدلي مطلع، طلب عدم ذكر اسمه، قال إنّ المحكوم عليه بالاعدام يقضّي أيامه الأخيرة مستقرّا بمفرده وبلباس يعطى من إدارة السجن، ثمّ يقاد ليلة التنفيذ، في ساعات الصبح الأولى إلى ما يعرف «بالخروبة» بسجن 9 أفريل ويقاد في الرواق من قبل حرّاس السجن ثم يتم إدخاله إلى الغرفة بحضور ممثل النيابة العمومية وكبير حرّاس السجن وطبيب ورجل دين، ويوضع في المكان المخصّص لذلك حيث يوضع غطاء أسود على رأسه ثم يحاط الحبل حول رقبته وذلك بعد سؤاله عن آخر رغبة له وتوجيهه إلى الشهادتين، ثم تأتي اللحظة الحاسمة، حيث يسحب المنفذ (وهو ليس من حرّاس السجن، بل هو شخصية كانت تعمل بإحدى المؤسسات العمومية العاملة في مجال النقل، تتم دعوته لهذه المهمة لا غير) مقبضا، فينفتح الباب تحت قدمي المحكوم عليه، فيسقط في الغرفة التحتية، التي يقال إنّ فراشها هو الرمل.
وحسب ما هو معروف فإنّ عملية الموت لا تتمّ جرّاء الاختناق بل لحدوث كسر في فقرات الرقبة جرّاء قوّة النزول وقوّة مقاومة الحبل، ويقع انتظار الموت، لأنّ القانون ينصّ على أنّ المحكوم عليه بالاعدام يشنق والشنق يتمّ حتى الموت، ويؤكد على الموت الطبيب الذي يحضر العملية. ثم تؤخذ جثة الميت إلى المستشفى، ويتمّ إما تسليمه إلى أهله أو تتولّى البلدية عملية الدفن، ويقال أحيانا إنّ الميت بالاعدام يدفن في «جبّانة الغرباء». * هستيريا الاعدام
يتحدّث بعض المساجين في سنوات السبعينات والثمانينات عن أشخاص حكم عليهم بالاعدام، إذ حدّثني أحدهم عن شاب قتل امرأة وقطع جثتها ثم سرق حليّها، فقضي بشنقه، وقال، إننا كنا نستمع صراخه ليلا عندما يصيح قائلا «يالطيف يالطيف» وكان يردّد ذلك كثيرا وأضاف بأنه علم بأنّ هذا الشاب كان يتبوّل على ملابسه وكان يعيش حالة هستيريا إذ أن مجرّد التفكير في فكرة الاعدام يثير الرعب فما بالك بالنسبة إلى من حكم عليه أو سيقاد إلى «الخروبة».
ويتحدّث بعض المساجين السابقين عن شخص في السجن المدني بتونس، أصبح يعتقد بأنه «نبيّ منزّل»… وكان يروي لهم عن لقاءاته في المنام بالملائكة وبعض الأنبياء، وقد ظهرت عليه هذه الآثار المرضيّة بعد أن صدر عليه حكم الاعدام بسبب تورّطه في جريمة قتل بالحرق لزوجته وابنه ووالدته، كما تحدّثوا عن شاب كان يمسك رقبته بكلتا يديه ثم يصرخ طالبا النجدة وذلك بعد أن حكم عليه بالاعدام…
وتقول بعض الحكايات أنّ سجن 9 أفريل يطفئ كل الأضواء ساعة تنفيذ حكم الاعدام، فقط وهناك من يتحدّث عن رفض بعض المحكوم عليهم اقتيادهم إلى جناح الموت، فيحمل حملا ويوضع في المشنقة، وعادة ما ترافق عملية الإعدام صراخ المحكوم عليه ورفض عملية قتله حدّ التبوّل والاغماء أحيانا. * المرأة الحامل والأطفال أمام الاعدام
حسب القوانين التونسية فإنّ كل محكوم عليه بالاعدام يشنق، إلاّ أنه لا يقع شنق المحكوم عليه بالقتل في الأعياد الوطنية والدينية وينصّ القانون على أنّ المرأة الحامل لا تشنق إلاّ بعد وضع حملها، ولم يحدّد المشرّع موعد ما بعد وضع الحمل، كما يمنع القانون التونسي إعدام الأطفال وينصّ الفصل 43 من مجلّة الاجراءات الجزائية الذي تمّ تنقيحه سنة 1989 على أنه إذا كان العقاب المستوجب، بالنسبة إلى الأطفال بين 13 و18 سنة، هو الاعدام أو السجن المؤبّد فإنّ العقاب يعوض بالسجن مدّة عشرة أعوام، كما يستثني القانون التونسي المعتوهين والمختلين عقليا من الاعدام، ويتمّ إيداعهم بمصحّة نفسية كما يمكن الرجوع في حكم الاعدام إذا تمّ الادلاء بوثائق أو أدلّة إثبات على أنّ «القتيل» مازال حيا، وهنا يقرّ المشرّع التونسي بامكانية الخطأ في إصدار أحكام الاعدام.
بل ويؤكد المشرّع صراحة في الفصل 88 من مجلّة الأحوال الشخصية على أنّ القاتل لا يرث المقتول سواء كان فاعلا أصليا أو شريكا، ويحرم أيضا من الميراث من كان «شاهد زور أدّت شهادته إلى الحكم بالاعدام وتنفيذه»، وهنا إقرار صريح من المشرع بأنّ إمكانية تنفيذ الاعدام في شخص وإنهاء حياته بسبب شهادة زور واردة، وهو الأمر الذي يعتبره المطالبون بإلغاء عقوبة الاعدام من المبرّرات المقنعة بضرورة إلغاء هذه العقوبة التي يعتبرونها مخالفة للقوانين الدولية وللمبادئ والقيم الانسانية؟ لكن ألا يستحق من قتل غيره أو اغتصب طفلا ثم مزّق جثته إلى أشلاء، الاعدام؟ ألم تطالب بعض عائلات ضحايا قتل واغتصاب باعدام الفاعلين؟. * جزاء القاتل القتل
من بين المدافعين عن إبقاء عقوبة الاعدام الأستاذ أنيس بن ميم وهو محام يدافع عن منوّبه المحكوم عليه بالاعدام ويرى أنه بريء، ولكن مع ذلك يرى بأنّ هناك بعض الحالات التي تستوجب القتل بالاعدام إذ يقول : «إن عقوبة الاعدام في القانون التونسي تعتبر الجزاء أو العقوبة القصوى والتي لا تراعى فيها ظروف التخفيف حيال المتهم الذي ارتكب فعلا شنيعا يمس سواء من حرمة الدولة أو حرمة الأشخاص جسدا كان أو عرضا. إن عقوبة الإعدام ليست بالعقوبة القاسية ولا تتعارض مع حق الحياة الذي تضمنته الدساتير والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان وإزاء الأفعال الشنيعة لا يكون العقاب المناسب سوى الاعدام. غير أن الاشكال الذي يمكن أن يطرح في خصوص هذه العقوبة هو أن تنفيذها يجعل من الرجوع إلى الحالة التي كان عليها المتهم قبل تنفيذ الحكم مستحيلا إذا ما ظهرت أدلة جديدة قد تغير مسار التحقيق في القضية.
ان حصول مثل الفرضية يجعل من تنفيذ العقوبة لا يكون إلا في الحالات التي يكون فيها الاثبات قاطعا ولا يقبل الاحتمال بخلافه. وهناك من يرى بأنّ القرآن خصّ القصاص بالعديد من الآيات والسور التي تبيّن شرعية القتل لما في ذلك من حفظ للنفس وللمجتمع وخاصة لتجاوز قضيّة الثأر التي كانت ظاهرة عربية ولا تزال في بعض الدول، إلاّ أنّ القرآن ورد به {وإن تعفوا وتصفحوا، فذلك خير لكم} فالاسلام هو دين تسامح وصفح، واليوم تناضل العديد من المنظمات والجمعيات، من أجل إلغاء عقوبة القتل وتعويضها بعقوبة أكثر ردعا وأقل ضررا على المجتمع، فعلماء الاجتماع، يرون أنه لا وجود لمجرم بالفطرة، بل إنّ الفرد هو نتاج المراكمة القيمية والتاريخية والحضارية لمجتمعه وبالتالي، فإنّ ما يصدر عنه من جرم هو في جزء منه تفجير لمكبوت نفسي تلتقي فيه الإرادة الفردية والمضمون الاجتماعي، وبالتالي فإنّ إعدامه وقتله هو إدانة للمجتمع ككل وإلغاء لجزء من هذا المجتمع، وعموما، فإن ما يمكن قوله هو أن الحياة، ليست هبة من المجتمع ولا من الدولة، وبالتالي لا يحق لهما افتكاكها ولا افتكاك حق الفرد في الوجود…
(المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 مارس 2007)


 

شاكر لعيبي.. فن البناء والحرص العربي الفريد على إخفاء المرأة

بيروت (رويترز) – تبرز من الكثير الذي طرحه الباحث والشاعر شاكر لعيبي في كتابه الجديد (العمارة الذكورية.. فن البناء والمعايير الاجتماعية والاخلاقية في العالم العربي) نتيجة واضحة مدعومة ببراهين وشواهد وصور فوتوغرافية وهي الحرص على اخفاء المرأة. ما يطلعنا عليه لعيبي في مؤلفه الموثق توثيقا جيدا يطرح اشكالية غريبة ترافق الحياة العربية والتصرف العربي في شكل خاص بما يجعله غالبا يبدو فضيلة خلقية تتمثل بالغيرة والحرص على ما سمي الحريم لكنه في احيان قد يوحي بامر مختلف عن ذلك تماما يمكن ان يجعلنا نصفه وان بدا في الوصف شيء من الغلو بانه حالات تشبه ما يسمى بالانفصام في الشخصية. خلاصة ذلك تضعنا في حال من التناقض وهي ان المرأة ذات اهمية شديدة وغريبة في الوجدان والاعماق العربية الى درجة جعلت بعض سمات حضارتنا في كثير من مراحلها تتحول الى عمليات اخفاء منظم للمراة او كما يدعي البعض عمليات وأد اجتماعي لها. الدكتور لعيبي الشاعر والاستاذ الجامعي والاختصاصي في علم الاجتماع وخريج الجامعة المستنصرية ثم المدرسة العليا للفنون البصرية في جنيف يقوم بتدريس تاريخ الفن وسينميائيات الصورة في جامعة قابس في تونس. وله ما لا يقل عن 15 كتابا بين مجموعات شعرية ودراسات مختلفة. كتاب لعيبي ورد في 213 صفحة كبيرة القطع وصدر عن دار (رياض الريس للكتب والنشر). حمل الكتاب على دفته الاخيرة كلمات بعضها من المقدمة جاء فيها « عمارة ذكورية.. هل يمكن جنوسة فن العمار الذي تبدو وظائفه من البداهة بمكان … الفرضية التي يطرحها الكتاب هي ان العمارة العربية الاسلامية تحاول التقليل من حجم ظهور النساء في الفضاءات المعمارية التي يقع لهذا السبب التدخل بعملها وبجماليتها اذا تطلب الامر. « ثمة ايديولوجيا معروفة معادية للنساء تبرز في حالة (العمارة الذكورية) عبر وسائل ومواد ملموسة لا تقبل الا القليل من التأويل. » يستهل لعيبي كتابه بقوله « البداهة هي من أصعب اعمال الفكر مثلما البساطة هي اصعب اشغال الشعر » قبل ان ان ينتقل الى مقدمة عنوانها « بداهات نظرية » وفيها يقول « من الطبيعي ان توجد علاقة خفية تلتئم فيها فنون العمارة مع الحاجات الاجتماعية الاكثر رهافة. كانت وظيفة العمارة الاساسية واضحة على الدوام للجمهور العريض.. السكن. لكن بين الوظيفة المعمارية التي هي بداهة وبين منظومة المعايير الخلقية التي تشتغل العمارة بين ظهرانيها ثمة فسحة للتأمل… جماليات العمارة نفسها تتكيف على ما يبدو بطريقة استخدام الكائن الادمي للمساحات والفراغات. » وقال « يبرهن البيت العربي التقليدي المعروف عبر نماذج دمشق والموصل والقاهرة وحلب وبغداد وسامراء والخليج العربي واليمن على استجابات السكان في ان للمناخ ولاشتراطات القيم الاجتماعية والاخلاقية. » وفي « الفرضية صفر » يقول الدكتور لعيبي « يتوجب حجب المراة في البدء بمحاججات فكرية ثم اخرى ملموسة الى ابعد الحدود.. عمرانية. قد نقبل لاسباب دينية واخلاقية مبدأ الحجب والحجاب وقد نرفضه بتخريجات دينية واخلاقية مماثلة. على ان القبول او الرفض ليس فحوى اي عمل نقدي جاد. لدى جميع العارفين والمتخصصين والمعنيين فان (بداهة) حجب النساء هي الخلفية التي تشتغل فيها العمارة العربية والهندسة الاسلامية اللافتة للانتباه. » في الكتاب فصول خصصت لبلدان عربية مختلفة وصور ومخططات ايضاحية ودراسات معمارية وفنية وتاريخية. وفي فصل تناول « الملاقف » او البراجيل التي تعلو مباني عربية منها نماذج في دولة الامارات العربية المتحدة وغيرها مما اظهرته صور فوتوغرافية قال ان من بين القضايا التي تهتم بها مفردات العمارة « وضعية المراة في الشروط المادية المحددة. يود البعض تجنب المعنى الكامن في وضع المراة بل موضعها بالغ الخصوصية داخل العمارة التقليدية الذي هو لفرط وضوحه يشكل ادانة لاحتقار المرأة في كل مكان بما فيها الحقل المعماري. » في مكان اخر يقول « ففي الشروط الثقافية العربية المعروفة تغدو المرأة بصفتها البيولوجية اي كجسد طبيعي انثوي اشكالية ينبغي احكام السيطرة على كينونتها الفيزيقية المعطاة وقد انبغى عربيا غيابها الحرفي لوقت طويل. » واضاف ان هذا الحال يختلف عن حال بعض المجتمعات القديمة التي « تقف موقفا لايقل عداء ازاء المرأة مثل المجتمع الصيني التقليدي… والمجتمع الهندي الريفي الذي يذهب الى حد وأد النساء حتى يومنا هذا. » واضاف « لكن لا المجتمع الهندي ولا جاره الصيني قد ذهبا الى حد التغييب البصري النهائي للمراة عبر الحجابات والنقابات بما فيها الحواجز المعمارية من كل نوع في الاجواء المدينية خاصة. « لقد ظل قمع المراة في المجتمعين على مستوى مفهومي واجتماعي شرس من دون شك بل ربما غير اخلاقي ولكنه لم يتورط على حد علمنا باقامة عمائر او جماليات معمارية مكرسة لاخفاء النساء تماما عن العيون او الحياة الاجتماعية المأنوسة. » من جورج جحا (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 6 مارس 2007)  


 

مدونون مصريون يختبرون سيطرة الدولة على وسائل الإعلام

القاهرة (رويترز) – أصبح المدونون المصريون تحت دائرة الضوء فعلى جانب هم يمثلون منتدى مهم للجدل السياسي وعلى الجانب الاخر هم هدف لمحاولات من قبل الحكومة للحد من حريتهم في التعبير. وفي وقت سابق من الشهر الجاري أصبح عبد الكريم سليمان (22 عاما) طالب القانون السابق بجامعة الازهر أول مدون مصري يسجن بسبب كتابة المدونات وصدر عليه حكم بالسجن أربع سنوات. وقال ايهاب الزلاقي مساعد رئيس تحرير جريدة الدستور الاسبوعية المستقلة الذي كثيرا ما يتناول في كتاباته موضوعات تتعلق بالمدونين « على الرغم من عددهم الصغير لكن المدونين جعلوا من أنفسهم متنفسا اعلاميا بديلا. » وتتيح المدونات منبرا للاقليات الدينية والاجتماعية التي قلما تجد القضايا الخاصة بها سبيلا الى وسائل الاعلام التقليدية. ووثقت احدى المدونات التمييز ضد المسيحيين في مصر. بينما تمثل المدونات الخاصة بالمثليات التي تناقش رغباتهن وتجاربهن متنفسا جديدا للتعبير عن الذات. وقال الزلاقي « في مجتمع لا يقبل بوجود هذا النوع من النساء أو مثل هذه العلاقات كان هذا الحديث الواضح الصريح يظهر لاول مرة في وسيلة اعلام مصرية. » والقضية ضد سليمان وهو مسلم ليبرالي ويستخدم اسم كريم عامر في مدونته أقيمت استنادا الى شكوى من جامعة الازهر بشأن ثمانية مقالات كتبت منذ عام 2004. واتهم سليمان المؤسسة السنية المحافظة بترويج الفكر المتطرف ووصف بعض صحابة نبي الاسلام محمد بانهم ارهابيون. كما قارن بين الرئيس المصري حسني مبارك والفراعنة الذين اتسموا بالدكتاتورية في مصر القديمة. وأدان مدونون ومنظمات لحقوق الانسان الحكم بادانة سليمان. ويخشون من ان يرسي سابقة خطيرة للرقابة على الانترنت في مصر حيث توجد خمسة الاف مدونة في دولة يزيد عدد سكانها عن 70 مليون نسمة. وانتقدت وزارة الخارجية رد الفعل على حكم الادانة وقالت انه شأن داخلي وان القضاء هو الجهة المخولة باتخاذ القرار. واتخذ سليمان نبرة تحد وكتب في مدونته قبل وقت قصير من اعتقاله في نوفمبر تشرين الثاني « لست خائفا على الاطلاق ولن أتراجع ولو طرفة عين عن أي كلمة كتبتها ولن يحول القيد بيني وبين أن أحلم بالحصول على حريتي. » وقال وائل عباس (32 عاما) وهو من المدونين انه منذ القبض على سليمان تغير مناخ الكتابة بالمدونات في مصر وقال لرويترز « لا يمكنني القول أنني لست خائفا … مع هذه الحكومة يتعين على المرء ان يتوقع الاسوأ. » وفجر المدونون قصة كبيرة في نوفمبر تشرين الثاني عندما قام عدد منهم بنشر لقطات فيديو وصور لسائق حافلة صغيرة مصري يصرخ وهو يتعرض لانتهاكات جنسية زعم انها جرت في مركز للشرطة. وأدى نشر اللقطات الى القبض على ضابطي شرطة يحاكمان حاليا باتهامات تتعلق بالتعذيب. ومنذ ذلك الحين ظهر المزيد من لقطات التعذيب على الانترنت وكان أحدثها الذي نشره عباس ويظهر فيه رجل يرتدي زي الشرطة وهو يضرب اثنين من المدنيين ويوجه لهما اهانات لفظية. ولم يتسن التحقق من صحة اللقطات المصورة. وقالت وزارة الداخلية المصرية ان مزاعم التعذيب المنهجي مبالغ فيها وانها جزء من حملة لتشويه صورة الشرطة. وفي وقت سابق من العام الماضي نشر عباس ومدونون اخر ما قالوا انه تحرش جنسي جماعي بنساء في وسط القاهرة من جانب عشرات الشبان. ونفت الحكومة الامر لكن المدونين أسهبوا في وصف التفاصيل مما أدى لموجة ادانة في وسائل الاعلام المصرية المستقلة. وكتب عباس في مدونته « انتهى الوقت الذي كانوا (السلطات) يظنون فيه انهم يسيطرون على كل شيء. » وتقول هالة بطرس وهي مدونة تكتب عما تسميه التمييز ضد المسيحيين في مصر انه رغم أنها قد لا تتفق وكثيرون غيرها في بلد محافظ دينيا مع سليمان الا أن من حقه التعبير عن وجهات نظره. وتقول هالة (42 عاما) انها تتعرض ايضا لاضطهاد من جانب سلطات الامن لكتابتها عن عدد من الاشتباكات الطائفية بين المسلمين والاقلية المسيحية في جنوب مصر. وتقول هالة « اصطادوا والدي وضربوه في الشارع بالليل وقالوا له هذه هدية من بنتك… تم استدعائي للقسم في وقت متأخر من الليل وعاملوني بخشونة وبقيت في الحبس الانفرادي عدة ساعات. » ووجه الادعاء في وقت لاحق الاتهام لهالة بالاضرار بالامن القومي ونشر اخبار كاذبة. وأفرج عنها بكفالة وأجبرت على اغلاق مدونتها « أقباط بلا حدود ». وأضافت منظمة مراسلون بلا حدود وهي منظمة دولية مصر الى قائمة الدول التي تنتهك حقوق المدونين على الانترنت. وقالت المنظمة ان أحد الاسباب التي دعتها الى هذا هو صدور حكم قضائي يسمح للحكومة المصرية باغلاق أو وقف أي موقع على الانترنت يمكن ان يمثل تهديدا للامن القومي. وقالت المنظمة في بيان « هذا يمكن ان يفتح الطريق أمام رقابة مكثفة على الانترنت. » من علاء شاهين (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 6 مارس 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  


التعديلات الدستورية المقترحة بمصر توجه ضربة للإسلاميين
القاهرة (رويترز) – ستضعف تعديلات مقررة للدستور المصري كما جاء في نص مسودة للجنة برلمانية دور القضاة في الاشراف على الانتخابات وتجعل من شبه المستحيل بالنسبة لإسلاميين خوض انتخابات الرئاسة. ويظهر نص المسودة الذي اطلعت رويترز عليه يوم الاثنين أن التعديلات المقترحة ستحرم المستقلين غير المنتمين الى أحزاب من الترشح لانتخابات الرئاسة كما تحظر ممارسة أي نشاط سياسي « على أية مرجعية أو أساس ديني » وهي أسلحة يمكن أن تستخدمها السلطات ضد جماعة الاخوان المسلمين كبرى جماعات المعارضة في مصر. وتوكل التعديلات مسؤولية الاشراف على الانتخابات للجنة قد لا يكون القضاة بالضرورة أغلب أعضائها. وأثنت المعارضة وجماعات المجتمع المدني على الشرط الموجود حاليا في الدستور بضرورة الإشراف القضائي على الانتخابات باعتباره من أفضل السبل لوقف الانتهاكات والمخالفات التي تشوب الاقتراع في مصر. وخاطر عدد من القضاة بوظائفهم في انتخابات عام 2005 بتحدثهم علنا ضد ممارسات انتخابية شاهدوها. ومن المتوقع أن توافق اللجنة البرلمانية على التعديلات الاسبوع الجاري. ولا تسمح الحكومة المصرية للاخوان المسلمين بتشكيل حزب لكن النظام المعمول به حاليا يمكن الجماعة ترشيح أحد أعضائها كمستقل في انتخابات الرئاسة اذا فازت بعدد كاف من المقاعد في البرلمان والمجالس المحلية. وقال محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين ان التعديلات الدستورية المقترحة ستكون خطوة الى الوراء تطيل بقاء الحكومة الحالية في السلطة الى ما لا نهاية وتمكن الحزب الحاكم من تنصيب جمال مبارك محل والده الرئيس حسني مبارك. وقال نائب المرشد العام للجماعة لرويترز ان « الهدف هو تهميش دورنا في الحياة السياسية المصرية. » وبدأت السلطات حملة أمنية ضد الاخوان في ديسمبر كانون الاول الماضي وما زال نحو 310 من أعضاء الجماعة قيد الاحتجاز غالبيتهم لم توجه له أي اتهامات رسمية. وقد تمهد التعديلات المقترحة الطريق أيضا أمام الحكومة والحزب الحاكم لتغيير النظام الانتخابي كي لا تتمكن جماعة الاخوان المسلمين من المنافسة حتى في الانتخابات البرلمانية كما فعلت محققة بعض النجاح في انتخابات عام 2005. وفاز أعضاء الاخوان الذين خاضوا انتخابات 2005 كمستقلين بنحو خمس مقاعد مجلس الشعب. وتجرى الانتخابات البرلمانية حاليا وفق نظام الانتخاب الفردي غير أن بعض المسؤولين يقولون انهم يفضلون نظام القوائم الحزبية الذي سيزيد من صعوبة مشاركة جماعة الاخوان المسلمين. غير أن المحكمة الدستورية قضت في عام 1987 بأن نظام القائمة الحزبية غير دستوري. وقال محمد كمال المسؤول البارز في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في ديسمبر كانون الاول ان الحزب يريد أن يمنح الدستور السلطات مرونة لاختيار النظام الانتخابي الذي تعتقد أنه الافضل. وجاء في مسودة التعديلات المقترحة « يحدد القانون الشروط الواجب توافرها في أعضاء مجلس الشعب ويبين أحكام الانتخاب والاستفتاء. » كما تنص التعديلات المقترحة على أن الانتخابات البرلمانية يجب أن تجرى في يوم واحد. وأجريت الانتخابات الماضية على ثلاث مراحل لعدم وجود عدد كاف من القضاة للاشراف على جميع مراكز الاقتراع في وقت متزامن. من جوناثان رايت (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 6 مارس 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  


مصر تزيل المبادئ الاشتراكية من دستورها
القاهرة (رويترز) – أزالت صياغات شبه نهائية لتعديلات اقترح الرئيس حسني مبارك في ديسمبر كانون الاول ادخالها على الدستور المصري المبادئ الاشتراكية التي طبقها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الستينيات. وابتداء من النصف الثاني من السبعينيات أصدرت مصر قوانين ألغت المبادئ الاشتراكية من الناحية الواقعية لكنها بقيت في نصوص الدستور الذي وضع عام 1971. وأقرت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس الشعب يوم الثلاثاء الصياغات الجديدة ثم أحيلت الى مجلس الشورى ليناقشها يوم الاربعاء تمهيدا لاعادتها الى مجلس الشعب واقرارها نهائيا ربما قبل نهاية الشهر الحالي. ولا يتوقع ادخال تعديلات جوهرية على الصياغات. وتنص المادة الاولى من الدستور على أن « جمهورية مصر العربية دولة نظامها اشتراكي ديمقراطي يقوم على تحالف قوى الشعب العاملة. » ونصت الصياغة الجديدة للمادة على أن « جمهورية مصر العربية دولة نظامها ديمقراطي يقوم على أساس المواطنة. » وقوى الشعب العاملة هي العمال والفلاحون والمثقفون والجنود والرأسمالية الوطنية بينما المقصود بالمواطنة هو المساواة في الحقوق بين المواطنين أيا كانت الفئات أو الطوائف التي ينتمون اليها. وتنص المادة الرابعة من الدستور على أن الاساس الاقتصادي للبلاد « هو النظام الاشتراكي الديمقراطي » الذي يؤدي الى « تقريب الفوارق بين الدخول. » وجاء في الصياغات شبه النهائية أن « الاقتصاد الوطني يقوم على حرية النشاط الاقتصادي. » ومنذ منتصف السبعينيات حدث تحول نحو الاقتصاد الحر وتفاوت كبير في الدخول في مصر. وألغت الصياغات من المادة الثانية عشرة والمادة 56 الحث على تشجيع  » السلوك الاشتراكي. » كما ألغى تعديل المادة الرابعة والعشرين النص على أن « يسيطر الشعب على كل أدوات الانتاج. » وألغى تعديل المادة 30 النص على « الدعم المستمر للقطاع العام. » وألغى تعديل المادة 73 مسؤولية رئيس الدولة عن حماية « المكاسب الاشتراكية. » وقال سمير فياض نائب رئيس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي اليساري لرويترز « حزب التجمع ضد إلغاء المواد الاشتراكية من الدستور لكنه لا يستطيع أن يغير من الامر شيئا بسبب هيمنة الحزب (الوطني الديمقراطي) الحاكم على مجلس الشعب. » وأضاف أن الحزب قد يدعو أعضاءه للاشتراك في مظاهرات احتجاج على التعديلات. ولحزب التجمع عضو واحد في مجلس الشعب المكون من 454 عضوا وللحزب عضوان في مجلس الشورى أحدهما بالانتخاب والاخر وهو رئيس الحزب رفعت السعيد المعين في المجلس بقرار من مبارك. وحسب التعديلات سيكون حزب التجمع أحد ثلاثة أحزاب يحق لها التقدم بمرشح لانتخابات الرئاسة القادمة. والحزبان الآخران هما الحزب الوطني وحزب الوفد. وليس لباقي الاحزاب التي يصل عددها الى 20 أعضاء في مجلسي الشعب والشورى وبالتالي لا تكون مؤهلة للترشيح. وقال عضو المكتب السياسي لحزب التجمع عبد الغفار شكر ان الحزب يبحث دعوة الناخبين لمقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية. ولا تسري أي تعديلات على الدستور الا بعد الموافقة عليها في استفتاء عام. وستضعف التعديلات دور القضاة في الاشراف على الانتخابات العامة وستجعل من المستحيل تقريبا أن تخوض جماعة الاخوان المسلمين أكبر جماعات المعارضة المصرية انتخابات الرئاسة. وللجماعة 88 مقعدا في مجلس الشعب فازت بها في الانتخابات التي أجريت عام 2005 تحت اشراف قضائي واسع. وتثني المعارضة ومنظمات المجتمع المدني على النص الموجود حاليا في الدستور خاصا بالاشراف القضائي على الانتخابات باعتباره من أفضل وسائل منع الانتهاكات والمخالفات التي تشوب الاقتراع في مصر. من محمد عبد اللاه (شارك في التغطية عبد الستار حتيتة) (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 6 مارس 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  


أول يوم دراسة لثانوية « الكندي » بفرنسا
إسلام أون لاين.نت – هادي يحمد باريس – في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ التعليم الفرنسي، فتحت مدرسة ثانوية أبوابها بعد حوالي 6 أشهر من بداية العام الدراسي. وقد فتحت عدسات الكاميرات لعدد كبير من الصحفيين الفرنسيين الذين توافدوا بكثافة على مدرسة الكندي الإسلامية في مدينة « ليون » بوسط فرنسا، على فتيات محجبات وفتيان دلفوا في أول يوم دراسة للثانوية الإسلامية التي خاضت صراعًا ماراثونيًّا من أجل أن تفتح أبوابها. « إنه يوم انتصار للعلم وانتصار الكندي على الإسلاموفوبيا ».. هكذا علَّق نذير حكيم مدير المدرسة على افتتاحها في تصريح لشبكة « إسلام أون لاين.نت ». وكانت الساعة تشير إلى حوالي الساعة الثامنة صباحًا تقريبا حين وصلت أولى التلميذات المحجبات إلى المدرسة ترافقها صديقة لها غير محجبة.. حاولت الفتاة أن تتجنب عدسات الكاميرا وقالت لحوالي 50 صحفيًّا تجمعوا عند بوابة الثانوية: « نحن مسرورات هذا فضاء للعلم، وانتظرنا كثيرًا حتى نتمكن من دخول الثانوية بعد تعطيلات إدارية كثيرة ». وفتحت ثانوية الكندي اليوم الإثنين 5-3-2007 أبوابها لأول مرة بعد أن عطلتها قرارات إدارية متتابعة من قبل أكاديمية التعليم (الإدارة المحلية بليون) تذرعت بـ »عدم مطابقة المدرسة للمواصفات الصحية »، غير أن محكمة إدارية بمدينة « ليون » قضت بأنه « ليس هناك دافع يمكن أن يمنع مدرسة الكندي الثانوية من أن تفتح أبوابها ». ويقول نذير حكيم: « هذه هي المرة الأولى التي تفتتح فيها ثانوية بعد مرور حوالي نصف السنة الدراسية الفرنسية، إنها سابقة ومسئولية جسيمة نتحملها، وهي أيضًا تضحية يقدمها التلاميذ وأولياؤهم، ويقدمها المدرسون والجالية المسلمة بهدف إثبات الذات ». وعبر البوابة الحديدية التي تفصل الباب الرئيسي عن بوابة الثانوية البلورية والتي نقش عليها اسم الكندي باللغة الفرنسية قالت شبكة الأخبار الفرنسية « إل إس آي »: إن التلاميذ توافدوا يرافقهم في أحيان كثيرة أولياؤهم وتبادل الجميع تحية « السلام عليكم » في أروقة الثانوية التي سرعان ما امتلأت وسادت فيها اللغة الفرنسية في حديث بين التلاميذ والأولياء وطاقم التدريس. ويعبر « نذير حكيم » مدير الثانوية عن شكره لله لافتتاح المدرسة قبل أن يضيف: « لكننا ندخل مرحلة تحدٍّ من أجل إنجاح التجربة، فنحن تحت المجهر، وما هذا الحضور الإعلامي الكثيف إلا دليل على أهمية المشروع ». التحدي الأكبر ويشير إلى أن « التحدي الأكبر هو كيفية مواصلة تمويل المشروع، خاصة أننا في مرحلة التأسيس ويلزمنا 5 سنوات من العمل المتواصل من أجل أن نحصل على التمويل الحكومي الذي تتمتع به المدارس الخاصة ». ومع أول يوم دراسي في ثانوية « الكندي » توجه للمدرسة 21 طالبًا وطالبة منهم 16 طالبة معظمهن محجبات، بينما يتكون طاقم التدريس من 10 مدرسين متعاقدين و6 فنيين وإداريين. وتسبب تأخر فتح الإعدادية والثانوية حتى الآن في سحب حوالي 450 تلميذًا ملفات تسجيلهم فيها من جملة حوالي 500 تلميذ وتلميذة من الذين تم تسجيلهم كأول دفعة للإعدادية والثانوية بالمدرسة مطلع العام الدراسي الحالي، فيما قام عدد قليل من التلاميذ بتسجيل موازٍ في المدارس الحكومية، وهو ما مكَّنهم من مزاولة دراستهم، على أمل الالتحاق بثانوية الكندي فور أن تفتح أبوابها، وهو ما تحقق اليوم الإثنين 5-6-2007. ومن المنتظر أن تصل طاقة الاستيعاب بالثانوية إلى 140 تلميذًا وتلميذة؛ لتكون بذلك أكبر ثانوية مسلمة، وتأتي بعدها ثانوية « ابن رشد » في مدينة « ليل » شمال فرنسا ومدرسة « النجاح » بالعاصمة الفرنسية « باريس ». سعادة بالغة أحد أولياء التلاميذ عبَّر للصحفيين الفرنسيين عن سعادته البالغة، وقال: « نحن مسرورون بأن نجد أبناءنا اليوم يدخلون بعد طول انتظار إلى رحاب هذه الثانوية، لقد ضيَّعت ابنتي الكثير من الوقت بعد التعطيلات التي وقعت »، ويضيف ولي أحد الطالبات المحجبات قائلاً: « كانت تريد أن تتمسك بلبس حجابها مع الدراسة، وهو الأمر الذي لا تتيحه المدارس العمومية التي تمنع الرموز الدينية في المدارس؛ ولهذا السبب خصوصًا فإن فتح مثل ثانوية الكندي هو أنسب حل لشريحة معينة من فتياتنا بفرنسا ». وجاء تأسيس إعدادية وثانوية الكندي (على اسم الفيلسوف المسلم أبي يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي – تُوفِّي عام 873م) في إطار سعي الأقلية المسلمة لإنشاء مدارس خاصة بالمسلمين بفرنسا، حيث تم خلال الأعوام السابقة تأسيس « ثانوية ابن رشد » في مدينة « ليل » شمال فرنسا، كما فتح هذه السنة « معهد ابن سينا » للعلوم الإنسانية بالمدينة نفسها، كما تم منذ 5 سنوات افتتاح مدرسة « النجاح » بباريس. وتعتمد إعدادية وثانوية الكندي البرنامج الدراسي الفرنسي بكل مراحله وبكل مواده، مع إضافة مواد أخرى تتعلق خاصة بتعليم الإسلام، وتتضمن تدريس القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وأحكامه والحديث والسيرة وتاريخ الإسلام والفقه، فضلاً عن تدريس مادة اللغات الحية، وخاصة تعليم اللغات المتصلة باللغات الأم بالنسبة للتلاميذ كالعربية والتركية. وعملت المنظمات المسلمة بفرنسا في السنوات الأخيرة على إنشاء المدارس والثانويات الخاصة المسلمة؛ وذلك لتلبية رغبة العديد من المسلمين الفرنسيين في أن يحظوا بتكوين تعليمي يتصل بهويتهم الدينية، إضافة إلى البرنامج الرسمي الفرنسي، ومثلت الإعداديات والثانويات المسلمة بفرنسا، ابتداء من سنة 2004 مع إقرار منع الرموز الدينية في المدارس، ملجأ التلميذات المحجبات المطرودات أو اللاتي يفضلن المحافظة على حجابهن. يشار إلى أن الأقلية المسلمة في فرنسا والبالغ عددها 6 ملايين نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ 62 مليون نسمة، تطلق في الأغلب أسماء رموز التنوير في التاريخ الإسلامي على المؤسسات التعليمية التي ينشئونها. (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت (القاهرة – الدوحة) بتاريخ 5 مارس 2007)
 


مهـــازل حكامنا : قصص ليست للنشر
د.خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr لست أدري إن كنا ما نعيشه في هذا الزمان الردئ من مهازل يصطبغ بها المشهد العام داخل بلداننا، سوف نستطيع حمله وتسليمه إلى الأجيال القادمة دون التعرض للإستهزاء والسخرية من قبلهم، ولدروس في الأخلاق والتخلق والقيم والمبادئ والثوابت سيكيلونها لنا ونحن في ديار الصمت بعيدين عن إطار الفعل وقد أصبحنا عظاما رميما! لست أدري إن كانت ورقات التاريخ وكتبه الصفراء التي سيتصفحها أحفادنا ونحن في الغيبة الكبرى، سوف تكون ناصعة يفتخر بها القاصي والداني وتبلغنا رحمتهم ورضاهم ونحن تحت اللحود…
أعتقد دون جزم أن هذه الأيام ليست مفخرة للكثير منا ونحن نرى حالة العجز والإحباط والسكون التي تلف عديد الديار أمام صور من المهازل والفضائح تغطي القصور الحاكمة، وتذكّرك صباحا ومساء إن كنت ناسيا أو مستغفلا، أنك لست مواطنا ولا حتى من الرعايا وأنه جيء بك من أصلاب الآباء لملئ الصورة وتزويقها وتسويقها وإفراغ المحتوى من أي تعبيرات!!!
صور فاضحة تتقاذفها أمواج الاستبداد والجور على بحر من الظلمات يعلو زبدها الاستخفاف والاستهزاء، مشاهد آخر الزمان تجعل الحليم حيران، وتجعل من وجودنا في هذا المشهد العام نقطة فراغ  في إطار من عدم…
حاكم يغيّر دستور البلاد، أعلى وثيقة وأثمنها، وكأنه يغير جبته أو ربطة عنقه، فيدخل بنودا وينقح أخرى ويحذف ما يشاء ويلحق ما يشاء، متى يشاء كيف يشاء وأين يشاء ومع من يشاء، برضاء من يشاء وبغضب من يشاء! يمدد رئاسته إلى أحيان أخرى والجميع راض، إلا من رحم ربك وهم قليل، شعب صامت وأحزاب من ورق تصفق، ونواب أكثر ملكية من الملك تدعو بمزيد العمر لحامي الأوطان من الحرامية واللصوص والحاقدين…  » مزيّة  » ومكرمة قام بها الرجل حبا فينا وحبا للبلاد.. وعلى نخبك يا وطن!
حاكم آخر يعتدي مباشرة ودون إذن سابق أو لاحق، وعلى مرمى ومسمع العالم القرية وعيونهم، على دستور البلاد لتوريث ابنه ملك البلاد ومفاتيح الوطن،  » رزق أبيه وأجداده « … فيخفض سن « البلوغ الرئاسي » و » الرشد القيادي  » ويقدم كريمه لرئاسة البلاد، ويأتي القوم جحافل من كل حدب وصوب لمساندة أكبر فرية شهدها تاريخ الأوطان…
جمهوريات  » الموز » تتوالى شرقا وغربا في ديارنا غلى وقع أقدام صولات الآباء وهم يعدون أبنائهم وزوجاتهم لحمل عبئ تولي أمورنا خوفا علينا أن نبقى أيتاما غلى موائد اللئام، لم تفلح العادات ولا التقاليد ولا العرف ولا القوانين ولا المواثيق في ثنيهم عن غيهم، وغابت المبادئ والثوابت والقيم وعجز ما بقي منها في تلطيف زيغهم، فأشهروا علينا سلاح التجهيل والتعتيم والاستخفاف باسم حب الوطن والخوف عليه، والوطن منهم براء.
آخر هذه الصور العارية والمهازل الفاضحة التي ساقتها لنا المجالس ومواقع الأخبار أن أحد حكامنا قد أعلن فقره وفقر أسرته على الملأ، وأنه يستحق عطف الدولة وتضامن شعبها « أو شعبه »، فوقع دمجه في قائمة الأسر المحرومة لينال نصيبه من الثورة البترولية التي تقرر تقسيم جزء منها بالتساوي على الفقراء والمحرومين… فكان نصيب فقيرنا 100 ألف دولار وقع تسليمها لصاحبنا المعوز في موكب حافل جمع أعيان البلد المساكين والمعدمين القادمين في سيارات تقاس بالأمتار، وبجانب أسرته وأبناءه المساكين القادمين للتو من رحلات مكوكية خارج الوطن!
هل أقول ما يقول المثل التونسي  » وحكايتنا طابا طابا والعام الجاي يجينا صابا » أم أقول وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح لما طلع الصباح؟ وأين الصباح؟ وأي صباح؟ أم أترك الحبل على الغارب وأترك بدوري النص بدون نقطة نهاية نكاية في الحبر أو في القلم أو في صاحبهما أو في الجميع؟ا…
لعل البعض سوف يوجه لي سؤالا استعجاليا وبديهيا: وبعد؟؟؟ ولن يكون جوابي إلا استعجاليا ودون روية: أين النخبة أين العامة أين الرجل أين المرأة أين أنا أين أنت… أين الشعوب؟؟؟ المصدر : ركن « خواطر » موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


 

سجن 5 تلاميذ في تونس..وفق قانون مكافحة الإرهاب هكذا أوردت  الفضائية السعوديةالعربية؟

حسين المحمدي تونس

لمن لا يعلم.. من حيث التعريفللتلميذ في تونس.

.تلميذ في تونس تطلق على المزاولين دراستهم من الأولى أساسي إلى الرابعة ثانوي.أي الباكالوريا.أي الذين تتراوح أعمارهم بين 12و19سنة.ومنذهذاالعمر ذهبنا إلى الإرهاب؟وذلك بفضل مناهجنا والمثل الذي نراه في كل أفراد السلطة ومن تعامل الكل في الشارع والأماكن العامةوداخل المؤسسات التربويةومن خلال العمل العام وما يعانيه كل من رفض الفساد والتزوير في تونس…

من يزوّرالانتخابات يعود إلى المنزل ويروي إلى أبنائه ماذا يعلمهم؟من يسجن ويقتل ويرهب ويرتشي ويعذب….يروي لأولاده وان لم يقل هو يقول أولاد الجيران للولد فماذا ننتظر؟كل من هو مع القانون يموت دوسا ومن هو مرتشي وفاسد ومجرم هو رجل عاقل…هذا ماذا يتعلم اولادنا؟وغدا يحاكمون…

أصلاماذا يعني أن يذهب تلاميذ في عمر الزهور إلى الجهاد والسلفية؟لو كان هناك مثل آخر لذهبوا إليه..إذا كان كل شيء سيئ فالمسئوليةعلى عاتق من تقع؟هل هناك من يقبل الذهاب إلى القاعدة وهو يعلم عدد المخبرين والمليشيات وماينتظره ولا يذهب إلى حاكمنا؟…وصل الأمر بأولادنا أن يذهبوا إلى المشانق إلا إلى حكامنا؟وهنا تحركت وتتحرك السعودية عبر مالها وإعلامها وعلاقاتها حتى لا يذهب أي حاكم؟ونحن نبرز هذا..

شكرا للعربية على تشليلها رجال سلطة تونس…عصابة واحد يمسك بالآخر؟

..يوم 28فيفري2007 نشرت بتونس نيوز والحوار مقالا لي بعنوان..نريد تراث واشنطن والعم سام..وليس حماية سلطات تافهة قتلتنا ومزّقنا..تضمّن في ما تضمّن..

7.العام سام كلمةصارت تعني الولايات المتحدةالأمريكية واذكربهااليوم زمن أن صار بن لادن أسطورة والتطرف نهجا والكذب والختلة قيم تدلل على النباهة والنباغة والمسئولية والاعتدال؟.ورغم أن الاسم رمزي وجاء مصادفة وان هناك فعلا رجلا اسمهأنكل سام ويلسون وقد ولد في ارلنجتون ما ساشوستش في 13سبتمبر1766 وقد حارب والده وأخويه الأكبر الأول والثاني في الثورة الأمريكية.

وان سام نفسه انخرط في الجيش وهو في سن الرابعة عشرة من العمر وخدم إلى نهاية الحرب ثم انتقل إلى تروي ونيورك ليبدا تجارة تغليف اللحوم.

في نهاية اكتوبر1812 قدم إليه زوارا بمصنعه وكان احدهم الحاكم دانيال تومبكينز ليسأله ماذاتعني الحروف الأولى (إي إيه-يوإس)المكتوبة على براميل اللحم.وقال احد العمال أن حرفي(إي إيه)ترمز إلى المتعهد الذي كان يعمل له ويلسون وهو ألبرت اندرسون ثم أكمل مازحا أن (يو إس)اختصار للولايات المتحدة..يونايتد ستيتس..ترمز إلى أنكل سام ويلسون. وكتبت عن هذا بتاريخ 12افريل 1830 نيورك غازيت اند جنرال ادفايزر…

ومع سنة 1812 صار أنكل سام يجسد شخصية الأمن والحكومة.وعام1961 تبنى الكونغرس قرارا يحيي أنكل سام

ويعتبره الجد الأعلى أو السلف للرمز الوطني لامريكا...عندنا نحن في فيفري2007 الشباب يتمثل بالجهاد والسلفية؟

يذهب اليهما والى القاعدة رغم ملايين المخبرين وعلمه بالعقاب؟جنابي لهذا ابرز اليوم مثل العم سام.

..في نفس اليوم نشرت العربية(السعودية وما أدراك.بيت النعكبوت.فاسد يمسك بفاسد..)بتكليف من سلطتنا ..

خبرا مفاده يقول..في تونس سجن5 تلاميذوفقالقانون مكافحةالإرهاب؟يعني السلطة لا تبارك صناعة الجهاد والسلفية من شباب وطلبة تونس…(بارك الله لنا في الأمير نايف ورجاله بتونس واليمن ومصر و…في اليمن صالح برمته متاع نايف.)

ونحن نورد’للأمير نايف ولمن يحمي سلطة تونس ويخرجها كمحاربة للإرهاب’القليل من إجرامها الرسمي.

.السلطةفي تونس تصنع الإرهاب وترضعه إلى ناشئتناوكناكتبناحول هذامراراوذكرنا به مرارا واليوم مع قول العربية(السعودية) ومع خدمتهاالنظام عبر قولهاانه يحارب الإرهاب ولوكان في مجالات تلمذية؟نورد بعضا من

مناهج تربوية ترضع أولادنا الإرهاب وتدفع له وتجلّه وتكبره.

فمسيح أمريكاأتعس مسيح في العالم’بل ابعدمسيح عن المسيح في التاريخ والجغرافية.لم يبق مسيح أمريكاسيرةإلهيةأوحتى مثالاإنسانيامتالّها’صارعلامةمن العلامات التجاريةالتي يسوّق لهاعلى الشاشةالصغيرة بين ألف كنيسةوكنيسةأو قل بين ألف متجر وآخر.

وكما ترتكب جميع الخطايا باسم المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية’كذلك ترتكب جميع الآثام باسم الديمقراطية والحرية’فأنت حراخلاقيا حتى الوقوع في اللااخلاق’وحرجنسيا حتى التقاط مرض الإيدزوحرا اجتماعيا حتى السقوط في أخطارالمخدرات المحيقة.ولكنك في المقابل لست كائنا سياسيا حرااذلا يمكنك أن تدين الحرب في زمن الحرب.

الأمريكيون الجددأبناء جيل لايعرف معنى العائلةوتضامنها مفككون مبعثرون بين أم ثانية أو أب ثان أو إخوة أو أخوات من أم أخرى أو أب آخر هذا التفتت داخل العائلة الأمريكية الواحدة يحمل في طياتها بذارالتقهقرلامريكا من حيث تدري أو لا تدري.

أماإعلاميا فالأمر من اخطر ما يكون ليلا نهارا إلى جانب اتصالات مباشرة من مليشيات وغيرها تبرز الإجرام والشر الأمريكي؟الإعلام لي عملا كاملا سيرى النور خلال أيام…كل شيء في تونس تكاتف لصناعة الإرهاب من سلطتنا ثم قول بمحاربتها له.وفي انتظارهذاماهي مرجعيات رجال سلطتنا؟علماوأنهم من أصدقاء اليهودوالأمريكان؟والفرنسيين والأسبان والإيطاليين؟وأتحدث عن وزراء التربيةوعن رئيس السلطةذاته.فهومحارب كبيرللإرهاب وصديق أصيل لليهود والأمريكان ولشيراك وللطليان فكيف هو مع القومية الشوفينية ومع إيران؟ومع حماس لكن مشعل رفض؟

مرجعيات وزرائنا؟دعنا من كلام الإعلام…انه كلام…وتنشئة الأجيال كلام؟

هذه النباغةأخذهارجال الدولةالمعتدلة في تونس من. .شوان لاي..وهو يتحدث عن النمر الأمريكي المصنوع من ورق(..)وكان ذلك منذ حوالي 43عاماكاملةومع ذلك هي برامج لأولادنا؟وذلك حرفيا بما يلي…

-…هذه أمريكا مجرد نمرمن ورق.وقد يكون صعبا على أية دولة في العالم أن تصرع أمريكا أو تغلبها في حرب عالمية.ولكن أمريكا في النهاية ستغلب نفسها بنفسها عندما يبدأ السوس ينخرفي عودها من الداخل.

وعندما يصاب المجتمع الأمريكي بالفساد والانحلال وعدما تضيع العائلة الأمريكية في دخان المخدرات وعندما ينسى الأمريكي كلّ شيء إلا نفسه وجيبه…

ويضيف الكاتب انه تذكّرهذاالكلام سنة1986 وهو يزورواشنطن..ورأى صدق هذاالكلام..كماأورد استغراب شخصية أردنية(لا فائدة من ذكراسمهالان هذارأيها..)القائل…أليس ممّايدعوإلى الحزن والألم بل والى اليأس والمرارة أن تبقى مثل هذه الدولة هي الحليفة لأكثر من 15دولة عربية؟وان تصبح وحدها هي القوةالتي تحمي التيجان المهتزة وتضمن الاستقرار الضائع…

هذاالكلام لشوان لاي سنة1965..نعم سنة1965..رجال المسئوليةوالنموذج وإمكانية قيادة الشرق الأوسط نحوالحرية؟ رجال أمريكاواليهود..عفوا الرجل في خطبه واخرهاخطابه ليوم السبت17فيفري2007..حذرويحذرالتونسيين من هؤلاء؟…

كلام شوان لايوضعه رجال السلطة في تونس حرفياكمقرر تربوي لأولاد تونس منذ2001؟وسفارات غربية تحمي هذه السلطة؟ورغم كتاباتي حوله مرارا منذ2004وحديث عبدالعزيز بن ضياء ومهني وجل الوزوراء والمسئولين في القصروالدولة والحزب الحاكم في يوم العلم لجويلية2006 على تغييرات تمسّ المقررات..فانّ كتاب النصوص حافظ على المقرر..وهومقررمن مقررات أخرى.وكلامي من جديد عن المقرريقول بمن هم رجال السلام والإرهاب؟ومن هو في نظرهم السفير الأمريكي وكل من هو من حوله في تونس؟مثلماهوالحال لبوش ولمساعديه وأي مسئول أمريكي تطأأقدامه هذه البلاد…؟وكلام شوان لاي سنة1965 أخذه عن نيتشة حرفيا…

وعباقرة سلطتنا مثلهم  نيتشةفي فيفري2007؟..وسيحارب الرئيس بوش القاعدة مغاربيا بهذه النماذج؟

.يقول نيتشة وكأنه يصف مدينة نيويرك أو لنقل حالة أمريكا برمتها..أنّ التفتت والانحلال هما طابع هذا الزمن. وكذلك الجهل والمجهول.ولاإنسان قادرعلى أن يقف بمفرده فوق قدميه أويستندإلى قوة عقيدته والناس تعيش من اجل غدها فقط.لأنها تخشى ما بعد الغد.والجليد الذي نقف فوقه ويسندنا أصبح رفيعا كالخيط..وكلنا نشعر بالهواءالساخن من ريح مسمومة تلفح وجوهنا..ومازلنا نسير..وغدا لن يقوى احد منا على المضي في السير…

واليوم يحاكمون تلاميذا لأنهم اقتنعوابهذاوذهبواإلى حركات جهاديةأوسلفية؟أليس سلطة تونس مسئولة برمتها من الأعلى إلى الأسفل؟وكل من له علاقة بصناعات الإرهاب سواء كان داخل السلطة أو خارجها؟

.نفس هذه السلطة تدرس اولادنا المغرب الاسلامي عوض المغرب العربي الكبير كما كنا درسناه.وهي ذات التسمية التي أخذها تنظيم القاعدة؟من الضحية هنا ومن المسئول؟

 منذسنوات كان تدريس المغرب العربي(.كناندرسه هكذا في السابق..المغرب العربي الكبير.ودون الدخول اليوم في جدل فكري وبيداغوجي وتاريخي من أين جاءت تسمية الاسلامي؟)ومع رجال الغرب واليهود والسلم والسلام و….صار المغرب الإسلامي…وهي تسمية أخذها بن لادن في فيفري2007 ليطلقها على تنظيمه في المغرب العربي…وذلك بالقول القاعدة في المغرب الإسلامي؟

…ويقول رجال سلطة تونس لتلاميذنا….وهذا هدية مني إلى رجال الكونغرس الذين تفضلوا بزيارتنا مؤخرا وعبروا عن إعجابهم بعبقرية رئيسنا وأدواره مغاربيا وشرق أوسطيا؟هذا متاعكم وهذا قليل من قادم…

المحور الثالث..المغرب الاسلامي من القرن الثالث هجري(9م)إلى نهاية الدولة الحفصية…صور لجوامع القيروان والمهدية وتونس…أي مع تأسيس الدولة الزيرية والقطيعة مع الفاطميين لم يعد المغرب الاسلامي؟وهي ذات التسمية التي اقتبسها بن لادن من فطاحلتنا ليطلقها على رجاله مغاربيا.وهذا يقول لبوش بالكثير..

كمايتم تدريس اولادنا.تلعب الاحزاب السياسية والجمعيات رغم اختلافها في عددن النقاط دورا هاما في تاطير المواطنين وتشريكهم في الحياة السياسيةوالاجتماعية…ومن تنطلي عليه هذه الكذبات الرسمية يحاكم بقوانين الإرهاب؟..الميثاق الوطني وثيقةسياسية وقع عليهامثلوا الاحزاب و…وهو توافق ضروري لقيام الديمقراطيةوبقائها…أهمية الدستوروصدور قانون الأحزاب…والانتخاب حق وواجب مقدس والترشح مضمون للجميع…وعندما يمارس التلميذ نفسه هذه المبادئ التي تعلمهافي المعهد ياخذالى السجن وفق قانون مكافحةالارهاب ويتم ترسيم السلطةالتونسية في خانة الدول المحاربة للإرهاب ويكون الترسيم من قبل المجتمع الدولي؟أين اليونسكو؟والجمعية العامة ومجلس الأمن والهيئات الدولية ذات العلاقة؟يكفي للسلطةان تسجن حتى تكون محاربةلارهاب صنعته.تدرسني الحق والواجب والقوانين والمواطنة وشروطها وكيفية التنظم وبممارستي لذلك أحاكم.

من هوهناالارهابي المحترف؟وكم هو عدد الضحايا ولسنوات؟من يحاكم سلطة لها مجلس أعلى للتربية يتولى رئاسته رئيس السلطةوبمشاركةكل الأحزاب والمنظمات والجمعيات؟ولجان في مستوى حزب منذ1989؟واجتماعات بالعشرات في القصربإشراف رئيس السلطة؟وبعد 20سنة من الحكم دعنا مما سبق7نوفمبر1987؟الأولى أن يحاكم المجتمع الدولي نفسه لأنه اختاربروفيل حاكمناوهومن يرعاه وهومن منع ويمنع حتى مشاركات تلفزيةلنقول هذاوهوقليل مما نخفيه؟ هذا المجتمع الدولي يعلم أن سلطةتونس ومصروليبياواليمن و…باطلةوقامت وتقوم على كل أنواع التزويروالبطش.وتوصّل بما يفيد هذا وفعل المستحيل ويفعل لحماية هذه التعاسات؟

هذاالمجتمع الدولي خلال انتخابات اكتوبر2004 فعل المستحيل حتى يكون تغطية تزوير سلطة تونس.خاف أن تثار ضجة حول النتائج فأسرع شيراك وقبل إعلان النتائج إلى القول بصحتها وتبعه الليبي وبوتفليقة أي الجارين….هذا المجتمع الدولي آخر من يتحدث عن الإرهاب والقانون والاعتدال والمسئولية.إذ الاعتدال ميزة وليست نقيصة.الاعتدال رجاحة عقل وتفكير عميق وأخلاق ومسئولية…وليس إرهاب وكذب وحيلة وبطش وتزوير وقول للتلاميذ والطلبة وكل من فيه رائحة الحرية…اذهبوا إلى الجحيم حتى ابرر وجودي وأحاربكم لاحقا باسم المجتمع الدولي..هذه سلطة تونس

على غرار بيوت العنكبوت الأخرى.وهذا ما أدركته إيران وكل الحركات الإسلامية الأخرى لتزحف ولتدير سلطات العجز.وهناعائلات التلاميذمطالبون بالتوجه إلى المحاكم الدولية استنادا إلى الأرشيف ويمكننا مساعدة كل واحد.وفي

كل الحالات لنا عملا مهما يقول للمجتمع الدولي هذا منتوجك منذ60عاما عبر الأرشيف في كل مجال.ماذا تريد منا؟

البروفيلات التي اخترتها ولدت إلى حد الآن كل أنواع الإجرام.عليك بمحاكمتها إن أردت محاربة الإرهاب لأنه أصلها وعنوانها وذهنها وسلوكها.

كما قلت في ذات المقال المشار إليه أعلاه.. نريد تراث واشنطن والعم سام..وليس حماية سلطات تافهة قتلتنا ومزّقنا..

ختاماتقبل السيدالرئيس..السيدة رئيسة مجلس النواب أفضل تحياتي على أمل أن نرى حديثا ومنتديات وحوارات حول

عظماء صنعواالتاريخ وليس تاريخا صنعهم.أن نرى البناء للمستقبل من خلال استحضار تاريخ زعماء.هذا يحارب كل تطرف بفكروإيمان وهمة.هذالا يجعل العالم يعيش شبح الإرهاب والطغيان..فضائيات وأقلام احترفت وتحترف الكذب واللعب والتلاعب بالأمريكي والأمريكية واليهودي قبلنا نحن.

وأجاب الرجل على هذا في نفس يوم نشر هذا اي28/2/2007؟من خلال استقباله لوزير ثقافة؟وحديثه عن المهرجانات الصيفية؟في نفس يوم نشر محاكمة5تلاميذ إرهابيين؟وعن الآثار أي التاريخ والزعماء؟(أخرجنا الأرنب وقلنا للعالم هذا متاعكم وهذامن منح كل أنواع الشهادات وهذامن يحارب الإرهاب؟هكذاهي طبيعةالدولةالأمنية المخابراتية وأحزاب المليشيات وهناك مستشارون في القصر؟وهناك مجتمع دولي يرى هكذاعجزامحاربةللإرهاب.الرجل له برنامجين ويتحدث عن تشغيل واحد على الأقل من كل عائلة وهو ليبرالي؟ماسنراه حول التشغيل سيجعل من كل هيئةأو شخص يحمي هذه السلطةعارياوهكذافي مجالات أخرى.)كما تحدث الرجل عن القيروان عاصمة إسلامية في2009؟ونحن نقول له وللمجتمع الدولي على رقابنا يكون له الامربالتزوير وباحتكار كل شيء.وقادم الأيام نعلن بدورنا عن أمر ما.

وسنفعل ما يفعل هو بالضبط.

..هذه التعرية الجديدة المنتظمة والمتواصلة اهديها إلى من حمى ويحمي سلطة العجز والانهيار القيمي والأخلاقي والسياسي والعلاقاتي.وأقول لهم هذا ما زرعتم وهذا ما تجنون ونحن في بداية المشوار.لمن له رأيا عاما نقول له ابتعد عن هذه السقطات وتكون البداية بساركوزي وروايال.

الأرشيف اهديه إلى المملكة العربية السعودية والى المسئولين عن الفضائية العربية على ولعها بتبييض سلطة تونس وتنظيفها من مجالات الإرهاب وإرضاعه لأولادنا.كما اهديه أيضا إلى الهيئات الأممية ذات العلاقة.والى كل من قال ويقول بتخصص سلطة تونس في محاربة الإرهاب.هذه وثائق رسمية واكررهذاأمربسيط جدا.الباقي تركناه لحاجة ما.لااحد يزايدعلينا بالإرهاب ومحاربته.من هنامر ويمروسيمر.هذاتفجيرمن نوع خاص.تفجير يقول بصناعة ملايين من مشاريع ارهبيين؟وهنا ايهما اخطر(على أن الإرهاب واحد ومجرّم)من يفجر وينفجر ويقتل معه مجموعة؟أو من صنع الملايين من الإرهابيين؟ومن قتل عشرات الآلاف؟ومن جعل منطقتنا العربية مرتعا لكل أنواع الخوف والحقد والذل ومعها رد الفعل من مجموعات دينية أو مخدراتية أو مالية أو مافيوية…؟الدول العربية المعتدلة تحت رحمة التطرف وليس العكس بعد60عاما من حمايتها وهناك من يراهن على ذلك وهو يحارب الإرهاب؟هذا ما سنراه مع بداية العام الجديد.

..كمااهدي هذاالىالسيد زين العابدين بنعلي بمناسبةإشرافه على مايقال عنهاندوة بلديات؟ليرى أين وصل الأمر؟وماهية إبداعات رجال المدنية؟وخدمة السلام؟ومن هو المجرم الحقيقي في تونس؟من هم من حوله أو تلاميذ تونس؟

..لاللعب بناوعليناوعلى تونس..وأقولهالك جهرااعرف أن كتاباتي حول الفسادوالمزورين ستجعلك تتمسك بهم أكثر واعلم أن مااكتبه يأخذه رجالك بالمقلوب واعلم أنهم يقولون لك..نحن متماسكون وأية فتحة تذهبنا جميعا..واعلم أن السلطة مبنية على الفساد والإفساد وتدوير وإدارة هذا..واعلم أن السلطة تفرح بخروج معارض أو مستقل للعلن لأنها

تستعمل ذلك عامل تخويف للفاسدين والمفسدين والمدلسين والقتلة والمعذبين فيتكتلوا من حولك وفي الواقع خوف من القانون والشفافية واعلم أن السلطة برمتها تصنع معارضين بإرادة وبغير إرادة حتى تعيش بذلك الغول واعلم أكثر من هذا.ولكن رجالك لم يدركوا بعد أنني ولدت يوم9مارس2004.وأنني اعلم هذا التفكير في أبجدياته وان رجاله مورطون إلى العنق وانه ولا واحد منهم سيضمن لك 2009.

لم يدرك رجالك بعد أمرا مهمّا…صناعة عدوا ليعيشوا به وعليه..ماتت وتموت هذه النظرية.

ليتذكر أصحاب هذا الكلام ما كتبته في قبل انتخابات1999 بعنوان ..رئاسية وتشريعية99 …والرويسي يتذكر هذا جيدا والبشير بن يحمد كتب..الطبقة الوسطى في تونس؟يعني جنابي هو المهندس.وتذكيري بهذا قول بسقوط نظرية صناعة عدو للعيش به وعليه وتجنيدالبشر عبر التخويف منه.نصحناك منذ1999 بدورة استثنائية تدخل معها تونس إلى عالم الحرية ورفضت ذلك وهذا معلوم دوليا.سنمر إلى سرعة جديدة لأننا أدرى الناس بالخائفين وبأفعالهم وسلوكياتهم وذهنياتهم وأفعالهم وردود أفعالهم ودرجة تحملهم وما هم به مكبلون…ودليل صغيرعلى التخبط والعجز والاضطراب.

اجتماع اللجنة المركزية كان مقررا ليومي12و13جانفي2007..يومها كان عندنا كاربنتر فعقد اجتماعا يقول له نحن هنا…وعقد اجتماع اللجنة المركزية يومي 17و18فيفري2007..للقول لبوش ورايس تحديدا نحن هنا..ونحن نقول لك نحن هنا وليس بوش او رايس.

17و18فيفري2004.في واشنطن..و17و18فيفري2007.في تونس.

  في التاريخين الأولين أشاد كل من باول وبوش بعد استقبالهماالرئيس التونسي استقبله الأول بمقر وزارة الخارجية والثاني بالبيت الأبيض…بنظامنا التربوي وقالا بان تونس بامكانها قيادة الشرق الأوسط نحو الإصلاح والحرية؟ ولكن الارشف التربوي مثلا على صغيره الآن يقول بالعكس…

كان الاحرى من يومهاان تستفيد وتصلح.لا أن تكون العودة وتهييج لتافهين لتكون لغتهم السباب المقرف والعفن واللعب مرة على ايران وأخرى على حزب الله ومرة على الإسلاميين ومرة على الشيطان…ذهن كتاباتنا جعلته يغازل الإسلاميين والعروبيين والتافهين من رجال إعلام هذا داخليا.

 وخارجيا تصريف أن الشعب متخلّف يحب الكذب والعنتريات والعروبة وحزب الله…حتى وان كان ذلك صحيح هذا خور سياسي الم يخرج سترو لأنه وجد له قاعدة انتخابية هامة من عناصر لا تمت للفكر المدني بصلة؟أنت إذا قبل بك الإسلام السياسي تصبح لك لحية؟وتتحول قاعدتك الانتخابية إلى قاعدة إسلامية؟او قومية؟أليس لك برنامجين انتخابيين؟الم تقل حرفيا داخل او خارج الدولة لا مجال لقيام حزب ديني؟ماذا يعني رجالك من خلال شطحاتهم؟

.في التاريخ الثاني17فيفري2007 أي بعدمرور ثلاث سنوات بالتمام والكمال على مقابلتك مع بوش اعدوا لك خطابا وذكروك بإلفين وتسعة(اقسم لك أنهم لن ينجزوه لك كما يقولون ويقدمون لك الأمور)وتحدثت في الخطاب عن الوطن والوطنية وقلت انك تشكر كلام التجمعيين والتجمعيات وانك ممتن لهم والحال أن هذا يذهب بك إلى الخروج الكلي من ذهن المواطن لأنه يعلم أنها مسرحية.(وفق ذات مسرحية عبدالله صالح)فيهاالاحتقار لتونس وللعالم ولبوش نفسه لا مثيل لذلك(اختاروا لك نفس اليوم)…كل تونسي وتونسية يعلم أن خطابك يكتب قبل زمن من اجتمعا اللجنة المركزية وتعيين من يقرا اللائحة العامة وعادة من يقرؤها يتهيأ لمسئولية جديدة باستثناء واحد او اثنين وبالتالي قولك بتفاجئك بتشبث التجمعيين ورغبتهم في أن تكون في2009 وأنت بمامعناه لاتريدذلك؟الكل يعلم أن البروتوكول لا يترك شيئاللمفاجأةياسيادة الرئيس…

هي مسخرة ومسرحية لم تعد تنطلي حتى على المغفل والسفيه والمعتوه والمحجور عليه….رجال القصر هم من اعد ويعد المسرحيات وألا ماذايفعل بنضياء في القصر؟اتصالاته يوميةمباشرة مع الكتاب العامين للجان التنسيق والولاة وغيرهم. ولماذا مهني بالذات أمينا عاما وفلان هناك…المسرحية نمسك بكل خيوطهاولهذا قلت لك لن يكون2009 بالمسرح وبحماية صانعي الإرهاب..من يقوم بهذاالعمل هومن صنع ويصنع الإرهاب.ولهذاقلت لك في مقال سابق سنفرض تحويرادستوريا. مع تذكيري لك بأنني تلقيت كل أنواع التهديدات ولا أخاف.كما أقول لك رجالك الذين بهم تخوّف وتعمل ل2009..

آخرمن يتحدث عن الوطنيةوالأخلاق والقانون والسيادة والاستقلال…

   1-بورقيبة(لست من أنصاره ولا من دعاة إحياء تراثه.ولا من المتطاولين عليه.هو رجل خدم تونس بنظافة ومسئولية.) أزاحه من يتحدث اليوم عن الوطنية والأخلاق؟القروي وبن ضياء أدرى مني بالوفاء والأخلاق والإخلاص  القروي(مدير حزب بورقيبةيوم 7نوفمبر1987؟يعني اخلص المخلصين نظرياللرجل؟ والطبيب الإنسان؟والقريب جدا من الإسلاميين وقتها؟الرجل الذي كان يختفيحمادي الجبالي في سيارته الرسمية؟وابنه أميرا وصهره (وزير اليوم؟)ما شابه ذلك…وما خفي عظيم…لذا نحن لسنا تحت رحمة أي كان…أمس الساحل(سوسة والمنستير والمهدية وكامل الجمهورية مقسم بين الصياح وبلخوجة وباقي الولايات يدورون في فلك هذاوذاك والبلديةفي فلك وسيلةالى غاية6 نوفمبر1987تقريبا.ومنذ7 نوفمبر1987 ذات النهج البلادمقسمة بين القروي وبن ضياء؟يعني من حيث الجوهر ذات المسرحية.ومحكوم على الرجال لتمارس الشأن العام أن تنبطح لهذااو ذاك.ومن ينبطح لهذا يضربه ذاك وهكذا دواليك والسيد بنعلي يديراللعبة ما امكن؟هذه تونس.وهذا ما يريده المجتمع الدولي لنا.وحديث عن الإرهاب.ونقف هنا اليوم.

فريقان مزقا تونس أمس ويمزقانها اليوم واستعملا ذات العدو في اتجاهين مختلفين.الفريقان قاما بتخويف الزعيم من الاتجاه الاسلامي.ليتطرف في آرائه حولهم.واحد يريدعبرهذا أحكاما بالإعدام ليتخلص من الثاني.والأخير بعدان اشترك مع الأول في التخويف من الإسلاميين أمام بورقيبةقال عليّ بتدبرامرالمحاكمة وتغييب الحكم بالإعدام واستثماره.أقف هنا اليوم.والفريق الثاني ذهب إلى استثمار غياب الإعدام من جديدللتخلص من الخصم الأول ورجال الإسلام السياسي.وكان على بنعلي التحرك ببساطةشديدة.واقف هنااليوم.ويحاول كل من القروي وبنضياء اعادةذات البناء.ومع ذات الضحايا؟ يعني فركيشة جديدة وتأبيد للعجز وغياب المشاركة.والماكينةبدات تعمل منذ يوم 18فيفري2007 وبصفة علنية حول 2009.وإخراج لافتات طويلة وعريضة أمام مقرات الحزب الحاكم في كامل تراب الجمهورية تقول..بنعلي2009 وهو الرجل الوحيد والأوحد؟والوطني الوحيد والأوحد؟في تحدي صارخ لنا وللعالم ومن يتحرك عكس هذا إرهابي والمجتمع الدولي مع بنعلي ؟من هنا خرج ويخرج وسيخرج الإرهاب.والى حد الآن أظهرنا للعالم طبيعة ونوعية وشرعية وجود سلطة تونس والقادم في وقته أهم.

حسين المحمدي تونس4مارس2007.


الحرب الصليبية الحديثة

محمد فتحي السقا – تونس كما كان منتظرا وكما اشرت اليه في مقال بتاريخ 5 تشرين الاول (اكتوبر) 2005 بجريدة القدس العربي فالادارة الامريكية اليمينية المتطرفة والمتصهينة والفاشية ستبدي مرونة قصوي لحل الازمة النووية الكورية! في حين رفضت هذه الادارة اي مفاوضات مع النظام العراقي السابق والرئيس الراحل صدام حسين بالتفتيش اي شبر من ارض العراق وايضا تقرير بليكس الذي ينفي فيه تماما وجود اسلحة دمار شامل في العراق. فيا تري، ما خفايا سرعة الاجهاز علي العراق؟ مع علمنا بوجود مخزون هائل من النفط ومع ضمان التفوق الاستراتيجي العسكري للكيان الصهيوني في المنطقة، غير انه توجد ايضا لهفة مسعورة لضرب الاسلام المقاوم وتحويله الي اسلام كارتوني وطيع للاطماع الغربية.
فالنظام العراقي السابق رغم ما عليه من سلبيات فانه تمكن من اكتساب البعض من التكنولوجيا الحديثة خاصة في الصناعة العسكرية! نعم، لقد دأب الاعلام العربي الرسمي علي التقليل من اهمية ما ذكره بوش عقب احداث 11 ايلول/ سبتمبر 2001 عن الحرب الصليبية وانها مجرد زلة لسان! غير ان الاحداث تثبت عكس ذلك يوما بعد يوم، وان الغرب وعلي رأسه امريكا يخوض حربا شعواء علي المسلمين اعلاميا وعسكريا وتحت شعارات عدة! فعلا، فقد اختلفت معظم تلك الاسماء لمنظمات ارهابية امريكيا واوروبيا واسيويا واقترن مفهوم الاسلام بالارهاب! وما تلك الرسوم الدنماركية الكاريكاتورية المسيئة للاسلام وللرسول (ص) ومئات الروايات وعشرات الكتب المشوهة لحقيقة الاسلام وايضا تلك الضجة السخيفة علي الحجاب في فرنسا لخير دليل علي ما نقوله! بدون ان ننسي احتلال دولتين مسلمتين، افغانستان والعراق.
وبكل وقاحة ما زال الغرب يتحدث عن الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، مقابل ذلك تجد انه يحاصر ويجوع شعبا اعزل يرزح تحت الاحتلال واغتصبت ارضه بالقوة امام انظار الجميع، وهذا الغرب لا يخجل من نعت المحتل بالمتحضر والحريص علي السلام، والمقاوم بالارهابي، انها مفاهيم حديثة تكرس الظلم والقهر! هذا الغرب نفسه تجده يتعمد بعرقلة اي مجهود للامة للنهضة ويصر علي رعاية انظمة دكتاتورية قمعية تحفظ مصالحه علي حساب مصلحة الامة! حاليا، اتساءل اين دور اليونسكو للتنديد بالحفريات حول المسجد الاقصي؟ وهل كانت ستتخذ نفس الموقف اذا الامر يتعلق بكنيس يهودي؟ العالم تحكمه امريكا لانها اكتسبت القوة العسكرية الجبارة اما عن الهيئات العالمية فهي مجرد ذر الرماد علي العيون ولا تتحرك الا اذا تحركت امريكا فمن يقول عكس هذا فهو عميل متصهين. علي الانظمة العربية ان تفهم ان ضرب ايران المسلمة سيحدث كارثة امنية وبيئية في المنطقة والرابح الوحيد هو الكيان الصهيوني. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 مارس 2007)


العسكر في موريتانيا يبدي تعففا وزهدا في السلطة

عندما تصبح الثكنات محاضن الديمقراطية

زهير حمداني (*) تعود الرأي العام العربي ان لا يثق في المؤسسة العسكرية، فقد جلبت له الويلات طوال عقود وكالت للامة النكسات المتتالية والهزائم المتكررة. العسكر حكم معظم الاقطار العربية بشكل مباشر او بوجه ملكي او جمهوري، وفي كل الحالات فقد كان سافرا في تسلطه وجبروته وتكريس عبادة القائد الملهم صاحب النياشين المرصعة. عطل الجنرالات الحياة النيابية والغوا سيادة القانون وقمعوا الحقوق والحريات واستولوا علي المجتمع وحولوه إلي مسخ بلا امـــــل في التغيير فتكونت لدينا حالة الرهاب من البزات العسكرية وتضخمت فينا عقدة العسكر وبتنا نخـــشي المؤسسة العسكرية بمقدار رعبنا من الاجهزة الامنية والاستخبارية وهما في النهاية سيان، ثم جاء الجنرال علي ولد محمد فال فاعاد تشكيل رؤيتنا لدور العسكر.
إن ما يحصل في موريتانيا غير مسبوق في الوطن العربي، فعلاوة علي ان عصر الانقلابات افل منذ السبعينات من القرن الماضي فان غالبيتها حصلت ضد انظمة برلمانية بشكل ما (بقطع النظر عن ان هذه الانظمة كانت فاسدة وليس لها امتداد شعبي) اما عسكر موريتانيا فأنهوا حكم معاوية ولد الطايع الاحادي الاستبدادي الفئوي، ولم يبدوا رغبة في السلطة بل انهم وعدوا بإقامة ديمقراطية وإعادة الحكم للشعب وفقا لخياراته وتطلعاته خلال فترة انتقالية تنظم فيها انتخابات حرة. كل ذلك ظنناها نفس الاسطوانة المشروخة إياها حتي يتمكنوا من السلطة ولكل حادث حديث، ايعقل ان يصل عربي إلي السلطة ويسلمها طواعية للغوغاء والعامة يتناقلونها ويتداولونها؟! كنا نعتقد ان ما من حاكم عربي بهذه البلاهة والسذاجة السياسية فضلا ان يصدر ذلك من المؤسسة العسكرية الحازمة الصارمة.
المجلس العسكري الانتقالي في موريتانيا افتقر لحزم الجيوش العربية وتقاليدها في التشبث بتلابيب السلطة والتمديد والتوريث والتنقيح… ويبدو انه سيكون انتقاليا بالفعل. فقد اوفي حتي الآن بمعظم وعوده وجرت الانتخابات البرلمانية بشكل سلس دون تجاوزات تذكر ووقفت المؤسسة العسكرية محايدة حارسة لهذا التحول الديمقراطي، وكانت النتائج متوافقة مع الانتظارات. وتجري حاليا الانتخابات الرئاسية وفقا للظروف نفسها وعدد المرشحين هو الاكثر في تاريخ الانتخابات العربية والحملات الانتخابية حرة والإعلام الرسمي محايد والجميع يشارك بحيوية وحركية قل لها نظير عربي. فهل نعقد الامل علي العسكر؟ وهل تصبح الثكنات محاضن الديمقراطية وادوات التغيير؟
لقد رفع شعار عودة العسكر إلي ثكناته خلال عهود الاستبداد من قبل كل فعاليات المجتمع وقواه الحية بعد فشل المؤسسة العسكرية في إحداث التغيير وهيمنتها علي المجتمع وعسكرته تماما، اما اليوم وفي ظل المتغيرات وبعد ان افتقد المجتمع العربي لميكانيزمات التغيير وفي غياب التعددية الحقيقية وطغيان الاحادية وسيطرة الاستبداد وضآلة دور المجتمع المدني ونفور الشعب من العمل السياسي، فقد يكون خروج العسكر من ثكناته هو الامل والحل…علي ان يكون عسكرا موريتاني المنهج والتوجه لنجد لنا سبيلا لإمكانية التغيير من الداخل حتي وان كان علي إيقاع رصاصهم وهدير دباباتهم الديمقراطية، فذلك في النهاية افضل من جثوم حكوماتنا المدنية علي صدورنا او ان نفيق علي وطأة جزمات المارينز علي اقفيتنا التي انهكتها صفعات الامن والعسكر. (*) صحافي تونسي (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 مارس 2007)


 
 

ماذا عن الجزء الغاطس في المؤامرة؟

 

فهمي هويدي (*) ما قاله سيمور هيرش عن الجزء المعلن من المخططات الأمريكية بالمنطقة كاشف وخطير، الأمر الذي يثير ما لا حصر له من الأسئلة حول الجزء الغاطس منها. (1) شهادة الصحفي الأمريكي الاشهر ليست قابلة للنقض. لذلك فإن كلامه ينبغي ان يؤخذ على محمل الجد. صحيح ان فضيحة السياسة الأمريكية في المنطقة العربية اصبحت سيرتها على كل لسان، إلا أن قراءة رجل مثله لكتاب الفضيحة لها وضع خاص. ليس فقط لأنه مطلع على ما يجري وراء الكواليس الأمريكية، وليس فقط لأن لديه قدرة فذة على تقصي الحقائق وسبر أغوارها، وانما ايضاً لأنه نموذج لضمير الصحفي الذي اختار منذ 40 عاما ان يحارب بقلمه الظلم والفساد حيثما وجدا. لقد كانت دعوة مؤسسة محمد حسنين هيكل الصحفية له، لكي يدشن ميلادها ويفتتح نشاطها، افضل واذكى اعلان عن دور المؤسسة وطموحها. فالرمز مهم والمحاضرات الثلاث التي ألقاها في القاهرة لا تقل أهمية، على الاقل من حيث ان هيرش ذكرنا بالصحافة المحترمة التي كدنا ننساها، وبجيل الصحافيين الشرفاء المقاتلين دفاعاً عن الحقيقة، الذين لم نعد نراهم الا في الصور، وبقوة القلم النزيه الذي يهتدي بالضمير الحي ويكتسب شرعيته من الولاء للقارئ وحده. وهو الرصيد الذي يعتمد عليه في تحدي جبروت أعتى قوة في العالم المعاصر. بسبب من ذلك، فلعلي لا أبالغ إذا قلت ان المشهد في جملته بدا وكأنه لحظة خارج الزمن الذي نعيشه، حيث بدا النموذج وكأنه قادم الينا من كوكب آخر، وبدا الكلام تغريداً خارج السرب، بل بدت العملية وكأنها محاولة يائسة لزراعة قلب في جسد واهن صعدت منه الروح، وعز على بعض اهله ان يسلموا بوفاته، فأصروا على استنقاذه بأي ثمن، حتى وان كان ذلك تعلقاً بوهم أو خرافة، ورغم ان نعيه بات يتداوله الناس كل صباح. (2) ما الذي قاله سيمور هيرش؟ لقد عرض الرجل خلاصة لبعض خبراته واستطلاعاته، بتركيز خاص على احدث مخططات السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وهي التي سلط عليها اضواء قوية في تقريره الأخير، الذي نشرته له اسبوعية “نيويوركز” يوم 5 مارس/آذار الحالي. وحسب المعلومات التي اوردها فإن الولايات المتحدة وضعت استراتيجية جديدة للمنطقة، انطلقت من اعادة تقييمها للتطورات التي شهدتها، واستخلص منها المحللون الأمريكيون انهم يواجهون خطرين احدهما يهدد استمرار الهيمنة الأمريكية على النفط في العراق كما يؤثر في نفوذها في العالم العربي. والثاني يهدد الحسابات “الاسرائيلية” ويخل بتوازن القوة في المنطقة. واعتبر اولئك المحللون ان إيران هي المصدر الاساسي للخطرين، وبالتالي فإن هدف السياسة الجديدة هو توجيه ضربة لها تستهدف إضعافها أو تركيعها، من خلال الاستراتيجية التي أطلق عليها وصف “إعادة التوجه” أو اعادة النظر في الاهداف، وتم الانتهاء منها في أواخر العام الماضي (2006)، وقال عنها مستشار حكومي أمريكي إنها تمثل تحولاً رئيسياً في السياسة الأمريكية، معتبراً انها تضمنت “بحراً من التعديلات”. حسب هيرش فإن السياسة الجديدة نوقشت على الملأ، إذ قالت كوندوليزا رايس في شهادة لها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي ان هناك “اصطفافاً استراتيجياً جديداً في الشرق الأوسط” يفصل بين “الاصلاحيين” و”المتطرفين”، مشيرة إلى ان الدول السنية تمثل مراكز الاعتدال، في حين تقع إيران وسوريا و”حزب الله” “في الجهة الأخرى من هذا التقسيم”. أضاف الرجل ان بعض التكتيكات الجوهرية لإعادة التوجيه ليست علنية، ففي بعض الحالات، ابقيت العمليات السرية مستترة، من خلال ترك التنفيذ أو التمويل لإحدى الدول النفطية العربية، أو من خلال ايجاد طرق اخرى للالتفاف حول آلية صرف المخصصات في الكونجرس. في هذا الصدد قال ان اللاعبين الاساسيين وراء إعادة التوجيه هم نائب الرئيس ديك تشيني، ونائب مستشار الأمن القومي اليوت ابرامز، والسفير الأمريكي في العراق (المرشح لمنصب سفير الامم المتحدة) زلماي خليل زاد، وفيما بقيت رايس مسؤولة عن رسم السياسة العلنية، فإن الجانب السري يتولاه تشيني. (رفض مكتب تشيني والبيت الأبيض التعليق على هذه القصة). (3) نقطة الانطلاق في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة كما عرضها سيمور هيرش تتمثل في استثمار اقتناع عبرت عنه بعض الدول العربية في حوار ممثليها مع واشنطن، خلاصته ان إيران اصبحت أشد خطراً على المنطقة من “اسرائيل”، وان التهديد الإيراني بما قد يستصحبه من انبعاث شيعي يفوق ما يمثله المتطرفون من أهل السنة الذين هم “الأعداء الأقل شأناً”. ولمواجهة ذلك التهديد فإن الأطراف التي بحثت الموضوع بإمعان توصلت إلى ان تهدئة الأوضاع في “اسرائيل” وفلسطين يعد منعطفاً مساعداً من شأنه ان يضعف من نفوذ إيران في المنطقة. النتيجة الثانية التي لا تقل أهمية ان هذا التفاهم أدى إلى تراجع أولوية الحرب ضد الارهاب في الاستراتيجية الأمريكية، وتقديم الخطر الإيراني عليها، وهو ما يستدل عليه من الاشارة إلى اعتبار المتطرفين السنة (تنظيم القاعدة مثلاً) الأعداء الأقل شأناً. الأمر الذي يعني التحول النسبي وربما المؤقت في الاستراتيجية الجديدة الحرب ضد الإرهاب إلى الحرب ضد إيران، على الاقل فيما يخص الشرق الأوسط. هذا التحليل التقى ضمناً على أن إيران صارت “مصدر الشر”، لأنها في نظر “اسرائيل” دولة تنافسها زعامتها النووية، وفي نظر الطرف العربي الآخر دولة شيعية. من ثم فإن الخلاص منها بات هدفاً حيوياً للطرفين، وان اختلفت دوافع كل منهما، وهذا الخلاص المنشود يتحقق بوسائل عدة تتراوح بين اشعال نار الحرب الباردة بين السنة والشيعة الوصف ورد على لسان مارتن انديك السفير الأمريكي السابق لدى “اسرائيل” وبين توجيه ضربة عسكرية لإيران، وقد بدا الإعداد بهمة ونشاط على هاتين الجبهتين. وكانت التعبئة المضادة تمهيداً ضرورياً لكل منهما، وهو ما قام به الإعلام بدور رئيسي. فمن ناحية جرى تكثيف الإلحاح على فكرة الخطر “الشيعي”، الذي تمثل تارة فيما سمي بإقامة “هلال شيعي” يضم العراق وسوريا وحزب الله في لبنان، وتارة بالتخويف من التوسع الشيعي في بلاد السنة، وتارة ثالثة بإبراز اساءات متعصبي الشيعة لصحابة الرسول وللسيدة عائشة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام. وجرى بث هذه المخاوف وتعميمها من خلال الكتب العتيقة التي أعيد طبعها والحملات الصحافية التي حفلت بها صحف معينة، والبرامج التلفزيونية التي استدعت الملفات القديمة وأعادت فتحها من جديد. كما ظهر دعاه أعادوا إنتاج مرارات الماضي. وانتعشت تجمعات تعيشت تاريخياً من التحريض على الشيعة وإخراجهم من الملة. وانضمت إلى حملة التعبئة قنوات فضائية جديدة ظهرت فجأة، ومواقع بلا حصر وسعت من نطاق الاشتباك على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت). في هذا الصدد، لا مفر من الإقرار بأن حملات التعبئة في جانب منها استثمرت أخطاء وقعت فيها إيران الدولة والمرجعية. كما استعادت كثيراً من أقوال وممارسات غلاة الشيعة الذين قدموا الطائفة على الامة، واحياناً على الوطن ذاته. صحيح ان كل الكلام الذي جرى استدعاؤه وكل التاريخ الذي اعيد انتاجه لم يكن هناك جديد في مضمونه ووقائعه، لكن الجديد ان الاشتباكات التي حدثت بين غلاة السنة والشيعة على مدار التاريخ كانت من قبيل الحماقات التي مورست باسم تصفية مرارات التاريخ والتنافس المذهبي أو الطائفي الذي تداخل فيه الغباء مع الجهل وقصر النظر، إلا ان الأمر اختلف هذه المرة، حيث وظف الاشتباك لصالح المخططات الأمريكية و”الاسرائيلية”، التي تستهدف تركيع السنة والشيعة معاً، وهو ما يعزز استمرار دور الغباء والجهل وقصر النظر، مضافاً اليه جرعة معتبرة من المكر والخبث. الى جوار التعبئة المضادة فإن الولايات المتحدة نشطت على صعيد آخر، تمثل في إقامة تحالف مضاد لإيران مع ما اسمته الدول السنية المعتدلة، فيما سمي بالاصطفاف الجديد في المنطقة، الذي، يميز بين الاصلاحيين والمتطرفين. وهو ما تجلى في المشاورات والاجتماعات التي عقدت بين ممثلي تلك الدول المذكورة في بعض العواصم العربية، او بينهم وبين نظرائهم السنة ايضاً خارج المحيط العربي، في اسلام اباد مثلاً. (4) في الوقت ذاته فإن التحضير للعمليات العسكرية مستمر على قدم وساق. وهو تحضير اتخذ مسارات عدة، بعضها تعلق بالترويج لتورط إيران في حرب العراق ضد الأمريكيين (الناطق باسم القوات الأمريكية اكد العثور على اسلحة إيرانية مهربة إلى العراق ورئيس الاركان الجنرال بيس نفى الخبر وقال انه ليس دليلاً على تورط إيران في الحرب). من تلك المسارات ايضاً قيام الجيش الأمريكي بإلقاء القبض على مئات الإيرانيين في العراق (منهم 500 دفعة واحدة) إضافة إلى احتجاز بعض الدبلوماسيين الإيرانيين، واقتحام القنصلية الإيرانية في اربيل واحتجاز دبلوماسييها. منها كذلك الزج بعناصر القوات الخاصة وعملاء الاستخبارات الأمريكية لجمع المعلومات والقيام بعمليات تخريب داخل الحدود الإيرانية. ذلك بخلاف غرف العمليات الموجودة في “اسرائيل” وفي مقر القيادة الأمريكية التي تتلقى المعلومات المختلفة وتحدد الاهداف العسكرية والمنشآت النووية المراد تدميرها. طبقاً للمعلومات المنشورة فإن خطة ضرب إيران بدأ إعدادها تحت إشراف الرئيس بوش في العام الماضي. وفي الأشهر الأخيرة تم تشكيل فريق خاص من كبار القادة العسكريين لوضع خطة لقصف إيران يمكن تطبيقها خلال 24 ساعة بناء على امر يصدره الرئيس. علماً بأنه تكمن في بحر العرب في الوقت الراهن اثنتان من حاملات الطائرات الأمريكية (ايزنهاور وستينيس) جاهزتان لتنفيذ اية اوامر تصدر اليها. هذا الاحتشاد لا ينتظر قرار الرئيس الأمريكي فقط، لكنه ينتظر ايضاً حملة التشكيك في حيازة إيران لاسلحة الدمار الشامل واتجاهها لامتلاك السلاح النووي، الأمر الذي يوفر مناخاً مواتياً لتوجيه الضربة العسكرية، (كما حدث في الحالة العراقية!). وقد نقل هيرش عن مسؤول كبير في الاستخبارات قوله ان خطط الطوارئ الحالية تسمح بتنفيذ هجوم بحلول الربيع، لكن كبار الضباط في رئاسة الاركان يراهنون على ان البيت الابيض ليس على هذه الدرجة من الحماقة للقيام بتلك المغامرة، وسط ما يجري في العراق، وما ستثيره من مشاكل في وجه الجمهوريين في انتخابات عام 2008. ان اكثر ما أخافني في كلام هيرش ان الرجل الذي ملأ تقريره بالأسرار والمعلومات الخاصة بالمخططات الأمريكية والدور العربي فيها، ذكر ان الجزء السري من الاستراتيجية الجديدة يتولاه ويباشره ديك تشيني نائب الرئيس، الأمر الذي دفعني إلى التساؤل.. إذا كان ذلك هو ما أمكن إعلانه من الخطة، فكيف يكون حال الجزء السري والغاطس منها؟ (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة « الأهرام » (يومية – مصر) الصادرة يوم 6 مارس 2007)  


مضاوي الرشيد ونقد الخطاب السلفي الجديد المعارض ومساءلة شرعية الدولة
عرض وتقديم: ابراهيم درويش في واحد من التقييمات التي قدمت في نموذج الدعوة الوهابية، كتب قبل اكثر من نصف قرن، المفكر المصري محمد البهي قائلا ان دعوة محمد بن عبدالوهاب ( 1703 ـ 1792)التي بدأت في قلب الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر، وهو القرن المعروف باسم عصر الاصلاح والتجديد، كانت امامها فرصة كبيرة لتوحيد المسلمين واحياء الاجتهاد ضد التقليد والتعصب الاعمي الا ان الحركة التي ولدت كرد فعل علي الممارسات الصوفية التي انتشرت واكدت ممارسات اعتبرها الشيخ بن عبدالوهاب مناقضة لروح العقيدة لاسلامية، لم تقدم فكرا واجتهادا علي الرغم من اعتمادها علي المذهب الحنبلي الذي يحتفي بالاجتهاد، واخذها من فكر تقي الدين بن تيمية الذي عاش مرحلة تشبه مرحلة بن عبدالوهاب، وقارع في زمنه ما رآه انحرافا عن عقيدة السلف، وبدلا من ان تقدم الدعوة الوهابية اجتهادا معاصرا ومتقدما اكتفت بنموذج شعائري، يؤكد علي ممارسات لها علاقة بطريقة العبادة من صلاة ووضوء واهملت البعد الاجتماعي للدعوة الاسلامية، وبدلا من الانفتاح اكدت التقليد، وعوضا عن توحد المسلمين فانها اصبحت عامل فرقة من خلال تأكيدها علي الفروقات الشيعية ـ السنية. ولعل اهم ما في نقد البهي وغيره لفكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي رؤيته للجهاد، اذ ان اعلانه الجهاد علي الذين عارضوه وقيامه بتحدي البنية الاجتماعية والاقتصادية التي قامت حول المزارات وقبور الاولياء ادت الي اخراج الكثيرين ممن يعتبرون انفسهم من اهل القبلة من حدود الايمان، فعلي خلاف مصلحين ظهروا في شمال وغرب افريقيا وشبه القارة الهندية التي اكدت علي البعد الاجتماعي للصوفية واثره في العادات والممارسات الاسلامية التي ادت لولادة اسلام فولكوري، شعبي لا يمت لروح الاسلام، ورأوا ان المشكلة تكمن في اصلاح الصوفية وليس رفضها كما رفضها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فالاصلاح عند السنوسي وبن فوديو كان يعني اصلاح فهم الصوفية واعادتها لحضن الفهم الاسلامي الاصيل وتأكيد الاتباع وليس التقليد الذي يولد التعصب، وبالنسبة لشاه ولي الله واحمد السرهندي كان الاصلاح يعني تقديم نموذج فهم لوحدة الوجود التي قدمها العارف وشيخ الصوفية ابن عربي. اثرت دعوة محمد بن عبدالوهاب علي الكثير من الدعوات الاسلامية في العالم الاسلامي وفي شبه القارة الهندية، وعلي العموم فانه عندما يتم الحديث عن الظروف التي ولدت فيها دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب في قلب الجزيرة العربية، نجد حرص مؤرخي الدعوة علي تقديم موازاة بين حال العرب قبل الاسلام وحال العرب عندما بدأ الامام محمد بن عبدالوهاب. فالجهل بالعقيدة الصحيحة كان علامة مشتركة بين عرب الجاهلية قبل الاسلام وبدو نجد وهي قضية تحتاج الي تحليل ودراسة جديدة ونقد. دين بلا سياسة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في تركيزها علي الشعائر والطقوس انتهت الي التأكيد علي هذا الاطار دون الالتفات الي البعد السياسي الذي تركت شأنه للعائلة السعودية التي تحالفت معها في بداية الدعوة وتحديدا عام 1744 والعهد وان اوحت به الظروف الا انه اصبح جزءا من تكوين الدعوة حتي اليوم اذ تركت الحكم لولاة الامر واقنع مشايخ الدعوة انفسهم انهم اقاموا دولة اسلامية لا يجوز الخروج عليها، او معارضتها بالسيف، او حتي بالنقد والمظاهرة والكتابة، فاي نقد للدولة التي اقامتها الدعوة يعتبر خروجا علي الامام وبغياً وظلماً. ولكن فكرة الدعوة الوهابية بعيدا عن ظلالها السلبية اذ تقرن الان وقبل في ذهن الكثيرين، فهي قرينة التطرف والارهاب في عدد من دول آسيا الوسطي.
وفي الوقت الذي لا يحب اتباع الدعوة ربطها بشخص المؤسس ويحبذون ربطها بالسلف الصالح باعتبارها دعوة للعودة الي جوهر السلف الصالح، الدعوة الوهابية في خروجها الاول وتقسيمها المجالين الديني والسياسي الذي تم احياؤه وتأكيده مع انشاء الدولة السعودية الثالثة في الثلاثينات من القرن الماضي، ليست جوهرا ثابتا، فبعد اكثر من قرنين من الزمان فالدعوة التي قصد منها اصلاح فهم المسلمين وعقيدتهم بتأكيد مبدأ التوحيد ـ فان الكثير من السعوديين لا يوافقون علي الفكرة التي تدعو للفصل بين السياسة والدين، بل ان الاجماع الظاهري علي اسلامية الدولة السعودية وتماهيها مع الدعوة الوهابية وافكارها بات محلا للسجال، ليس من نقاد للنموذج من الخارج بل من داخل النموذج، فهناك مساحات واسعة بدأت تفتح في جسد النموذج تعيد تقييمه وتحليل دواعيه. فقد شهد العقدان الاخيران من القرن الماضي سجالا بين اتباع الدعوة السلفية حول النموذج وتم من خلال السجال اعادة الحديث عن حيوية الفهم الاول الذي قدمه ائمة الدعوة النجدية ـ باعتبارهم سدنة الدعوة وحراسها خاصة من ابناء الامام محمد بن عبدالوهاب، وهناك سجال دائم حول الدولة السعودية وهويتها وعلاقتها بافكار محمد بن عبدالوهاب او جوهر الدعوة السلفية، لم تشهد الدولة السعودية الحديثة نقدا وتحليلا من الداخل كما شهدته في نهايات القرن الماضي، فمع ان مؤسس الدولة قام بمواجهة مقاتلي الدعوة الاولين الذين اسهموا في توسيع حدود العائلة والقضاء علي المنافسين لها في حائل والحجاز وعسير واستعادة ما اطلق عليه بن سعود ارض الاجداد، فان الدولة بعد ثورة الاخوان عام 1928 لم تشهد تمردا علي ولي الامر الذي اصبح يمثل الشرعية السياسية في الدولة الدينية التي حققها فقهاء الدعوة ومشايخها. ولكن ثورة الاخوان ظلت حاضرة في وعي الدعوة لكي تنفجر فيما بعد في حركة جهيمان العتيبي الذي قام باحتلال الحرم عام 1979، وهذا العام له دلالاته التاريخية والسياسية وترك تحديدا اثاره علي مسار الدولة السعودية ـ فهو العام الذي انتصرت فيه الثورة الاسلامية في ايران، وهو العام الذي اجتاحت فيه قوات الاتحاد السوفييتي السابق افغانستان، وهو العام الذي احتل فيه جهيمان العتبي الحرم. وهذا المثلث ترك اثاره العميقة علي السياسة السعودية، فستقوم بمنافسة تصدير الثورة الاسلامية بتصدير النموذج السعودي الذي بدأ بعد عام 1973 وزيادة اسعار النفط، حيث تم استخدام المال الزائد عن الطفرة النفطية في تأكيد الدعوة عالميا، هذا اذا اتفقنا مع الباحث الفرنسي جايلز غيبل، مع ان نشر النموذج بدأ قبل ذلك بفترة علي خلفية التنافس بين الملك فيصل وجمال عبدالناصر، كما انه العام الذي بدأ فيه المشروع الجهادي في افغانستان الذي دعمته الدولة وعلماء السعودية وشارك فيه اكثر من 30 الف شاب سعودي وانفقت فيه السعودية اكثر من 40 مليار دولار هذا علاوة علي التبرعات التي قدمها الامراء والتجار والناس العاديين. تحولات عن المركز النجدي ان طبيعة الخطاب الذي نتج من خلال هذه الاحداث المهمة في تاريخ المنطقة وتاريخ السعودية مهم اذ انه يلقي في ظلاله علي الطريقة التي حاول فيها تلامذة الدعوة وابناءها انتقاد مركز الدعوة وسدنتها، خاصة ان النقد القادم من الداخل جاء من مراكز جديدة للدعوة بعيدا عن الدرعية والرياض ونجد، كما ان نقد الدولة وممارستها الشمولية لم يعد مرتبطا بمطالب الاقلية الشيعية في شرق السعودية، والتي تأثرت هي الاخري بانتصار الثورة الاسلامية في ايران كما تعززت مطالبها بسقوط صدام حسين. ان الحيوية الجديدة في الفكر السلفي او الوهابي هي حيوية داخلية كانت نتاجا للقمع الفكري وقمع الدولة وسياساتها الشمولية، وهي ايضا، اي النقاشات مدينة اولا للتفاعل الاولي الذي تم بين ناشطي الحركات الاسلامية الذين وجدوا ملجأ لهم في السعودية، خاصة تيار الاخوان المسلمين واتباع حزب التحرير، وفي فترة لاحقة تأثير من التجربة الافغانية التي فتحت عيون الشباب او سياح الجهاد علي حقائق جديدة واعطتهم رؤية جديدة للتعامل مع الدولة، سيتخذ في مرحلة لاحقة طابعي عنف وقتل. كما انه ، أي الخطاب، كان نتاجا للتطورات التي شهدتها المنطقة منذ اجتياح صدام حسين الكويت وظهور تيار الصحوة ومشايخها في السعودية والذين جاء معظمه من خارج المؤسسة الدينية التقليدية مع انهم كانوا في داخلها، وهنا اتخذ شكل السجال والنقاش طابعا خاصا، اذ وجدت الدولة السعودية نفسها امام تيار يدعو الي الاصلاح السياسي، وهو الذي حجر مشايخ الدعوة علي اتباعهم الحديث عنه، لانه ضد ارادة ولي الامر الذي يمثل السلطة الدينية والدنيوية وان تقاسمها في شقها الديني مع مفسري وشراح الدعوة. ان الحراك الجديد داخل الفكر الوهابي جاء ليسقط الكثير من التعميمات حول خطية هذا التفكير وتركيزه علي الشعائرية واهتمامه بالجزئيات والتفاصيل التي جسدتها هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي اصبحت تمثل في نظر الاجيال الجديدة والكتابات الروائية القادمة من ارض السعودية مآلات هذا النموذج، لم يعد الخطاب الديني هو ذلك الذي تجسده هيئة كبار العلماء والمفتي بل قدم تنوعا وخطابا معقدا ومشاريع وافكاراً ناضجة وغير ناضجة وسجالاً ضد ومع المؤسسة. وقد استفاد هذا النقاش الذي لم يكن متاحا لاجيال النساخ وحفظة تراث بن عبدالوهاب من التحولات ومسارات القرن العشرين وثورة الاتصالات والتعليم الجماهيري واخيرا ثورة الانترنت التي فتحت منابر جديدة لنقاش وتقييم التجربة والدعوة الوهابية وادخالها في حقل النقاش السياسي.
في الوقت الذي تعرضت فيه الوهابية لنقد وتحليل داخلي من ابنائها فالحركة والفكرة كانت منذ نشوئها مصدر نقد من الجماعات غير السنية التي اعتبرت رؤيتها غير المتسامحة معها تهديدا علي افكارها، وفي البحث الغربي غالبا ما قدمت الحركة علي انها احيائية موحدة ذات طابع طهوري، ومع اعتراف الباحثين بانها قد تكون متشددة ومتعصبة الا ان البحث الغربي لم يتعامل معها كتهديد لنموذجه. ويبدو ان هذا الموقف كان نابعا من ثقة الغربيين الذين استفادوا من النفط السعودي بقدرة آل سعود علي احكام السيطرة علي الوهابية ومنع اي احتكاك بين اتباعها وبين العاملين الاجانب الذين عاشوا في مجمعات خاصة تشبه المستوطنات بعيدا عن سكان البلاد. وستصبح هذه المستوطنات الهدف الرئيسي لهجمات قاعدة الجزيرة العربية في السنوات الاخيرة. ومن هنا فقد كان لهجمات ايلول (سبتمبر) 2001 اثر واضح في تغير الموقف الغربي من الوهابية، حتي اصبحت الوهابية صنوا للارهاب. وفجأة صحا الغربيون، الاكاديميون والصحافيون ومراكز البحث، علي مخاطر السلفية السعودية التي قالوا انها مصدر الارهاب وانها تضطهد المرأة وتقوم باضطهاد وتمييز ضد الاقليات والطوائف الاخري. شيطنة الوهابية ما بعد هجمات ايلول (سبتمبر) وفجأة اخري تحولت الحركة الوهابية من حركة توحيدية طهورية اقامت امبراطورية كبيرة بحسب مؤرخ شركة النفط العربية السعودية المعروفة بارامكو جورج رينتز الي حركة غير متسامحة ذات خطاب كراهية وارهاب. وعزز من صورة الوهابية الشائهة والشيطانية ما اتخذته فيما بعد هجمات ايلول (سبتمبر) وهي الحرب علي العراق والنظرة عن مشاركة السعوديين في الجهاد ضد امريكا فيها، وبدون تحر او بحث فان مشاركة السعوديين في العراق نظر اليها علي انها نتاج لعملية تجنيد ممأسسة يقوم بها مشايخ السلفية ولم يأخذ الموقف الغربي بعين الاعتبار ان هؤلاء الشباب ربما اندفعوا للعراق بدافع الحماس والغيرة مع تأثرهم الديني وشعورهم بالتضامن مع اخوانهم العراقيين. فالبحث الغربي اوجد علاقة واقام مفهوما من ان الوهابية والارهاب اصبحا مفهوما واحدا، ومن هنا ازدهرت الدعوت لاعادة النظر في البرنامج التعليمي السعودي الذي اتهم بانه يربي الاطفال علي الكراهية والتعصب. امام هذه الهجمة علي الفكر الوهابي قامت المؤسسة الرسمية السعودية بتشجيع باحثين غربيين علي كتابة واعداد دراسات ذات طابع اعتذاري تحاول نزع تهمة الارهاب عن الحركة الوهابية ولعل اشهر هذه المحاولات كتاب ناتانا دي لونغ ـ باس الاسلام الوهابي من الاحياء الي الاصلاح الي الجهاد العالمي (2004) وقد منع الازهر الكتاب، والذي حاولت فيه تقديم تبرير لعدد من الافكار الاشكالية في حركة محمد بن عبدالوهاب منها نفي ان عبدالوهاب اعلن الجهاد علي المسلمين وانه شرع استخدام السيف لنشر افكاره، ومن هنا اعفت الحركة الوهابية من اية علاقة بالارهاب او العنف في القرن العشرين وما بعده. وقد وقع البحث الغربي في اخطاء كثيرة من ناحية التعامل مع الفكر الوهابي باعتباره فكرا متجانسا وواحدا، ولم يفهم البحث الغربي او يحاول فهم التطورات الحادثة في السعودية منذ عقود وطبيعة العلاقات الدولية. فالوهابية لم تعد مركزا واحدا تمثله هيئة كبار العلماء بل صارت مراكز كل مركز منها يحاول تقديم نفسه علي انه الممثل الحقيقي لافكار المؤسس فمن التيار المحافظ هذا الي التيار السلفي الصحوي، والصحوي الليبرالي والتيار الجهادي وحتي التيار المرتبط بوزارة الداخلية بتنا نعثر الان علي العديد من الاتجاهات السلفية داخل تيار الحركة. ومثلما حاول السعوديون اعفاء الوهابية او ابعادها عن الاتهامات الموجهة للوهابية فان الاعتذاريين الغربيين بوضعهم كل تمظهرات الوهابية في سلة واحدة يتناسون او ينسون الاثر السيء والسلبي الذي تركته التدخلات الامريكية في المنطقة العربية. وكما يلاحظ فان الفهم الغربي يتعامل مع وهابية – سلفية واحدة والتي تجسد الدعوة للعنف والارهاب ضد الغرب. خطاب متعدد الخطاب السلفي المعاصر هو متعدد الاتجاهات لم يعد مرتبطا بفكر أبناء الدعوة النجدية، بسبب التعليم الجماهيري والاعلام والتلاقح بين المؤسسة السلفية من خلال اجيالها الجديدة ومدارس الحركة الاسلامية المعاصرة فان هذا الفكر بدأ ينفتح علي آفاق جديدة، وصار هناك مجال لمحاكمة تجليات الفكر الاصلي الذي مثله جيل محمد بن عبدالوهاب واتباعه وسدنة افكاره بل تحدي وسجال الدولة السعودية، الدولة التي قامت علي اساس الريعية التي يمنح فيها الحاكم المال والمنصب مقابل الولاء، واسس لفكرة الطاعة علماء الدعوة السلفية الذين اعتقدوا انهم اقاموا الدولة الاسلامية ولا يجوز والحالة هذه الخروج علي ولي الامر سواء باللسان او الجنان والقلب علاوة علي السيف. مضاوي الرشيد، الاكاديمية السعودية والكاتبة المراقبة لما يجري في السعودي، قدمت عددا من الدراسات عن السعودية، تاريخ النشوء وقضايا الاصلاح، تقدم في كتابها الجديد الصادر عن جامعة كامبريدج للنشر دراسة شاملة وواعية وطامحة للمشهد السلفي المعاصر، وعلي خلاف دراسات سابقة حاولت تقصي ملامح الخطاب الاسلامي الجديد عبر مساءلة رموز الخطاب، خاصة مشايخ الصحوة فالرشيد تقدم دراسة اثنوغرافية، وهي غير معنية بتحليل ملامح الخطاب الوهابي علي المستوي العقدي، قضية التوحيد والعادات والتقاليد والولاء والبراء مع انها تلاحظ انه في ظل سيادة الخطاب الرسمي تم تقديم رواية واحدة عن الجزيرة العربية قبل ولادة الدعوة الوهابية التي قلنا انها قدمت موازاة بين جاهلية سكان نجد وعموم الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر وبين جاهلية العرب قبل الاسلام. وتقول ان هذه الرواية اصبحت بمثابة الخطاب الذي استبعد كل الروايات الاخري وجري استخدامه لتعميم ان كل ابناء الجزيرة ضالون عن السواء الطريق، شركيون بدعيون، وفي الطريق لتأكيد هذه الرواية جري استبعاد روايات اخري ناقدة للخطاب الوهابي. طبعا هناك خطاب صوفي وجد نفسه مهددا من الخطاب الجديد فرد عليه مهاجما، تماما كما فعل الشيعة والاسماعيلية وغيرهم من الطوائف. وبعيدا عن هذه الردود فان علماء قدموا نقدا واعيا لملامح هذه الخطاب وقد نشرت قبل عامين مجلة الدراسات الاسلامية الالمانية نقدا اوليا لملامح هذا الخطاب من خلال نشر وتحقيق مخطوطة في هذا المجال. لم يجر نقاش علمي حول حيوية هذه الرواية مع ان دراسات دكتوراه ايضا حددت عددا من الملامح العلمية التي عاشتها منطقة نجد، فهناك علماء نجديون ومدارس بعيدا عن الرؤية السائدة عن ظلامية المنطقة. هذا ملمح من ملامح دراسة الرشيد التي تحاول قراءة تجادل السياسي والديني وعلاقته بمجالات الشرعية والهوية السياسية للدولة واشكالية المعارضة التي اضحت مستحيلة في ظل خطاب ديني لا يتسامح ولا يسمح بالمساءلة. وهي هنا تقدم ملامح الخطاب الذي اكتفي بالشرعية ولم يعمل علي المستوي الاجتماعي والثقافي. وفي قراءة محاولة الرشيد نعثر علي اتجاهات وملامح للخطاب السلفي الجديد المتنوع والذي لا تحبذ حبسه في قوالب وعناوين، معتدل، متطرف، رسمي، اخواني صحوي وغير ذلك ، فهي مع اعترافها بوجود حراك مهم في داخل الفكر السلفي خاصة في العقود الاخيرة الا انها تري انه في بعض ملامحه غير ناضج وتمت عولمته قبل ان يؤكد نفسه علي الصعيد المحلي، كما انه خطاب يسير علي رمال متحركة فالصحوي قد يصبح سلفيا جهاديا او سلفيا مخابراتيا او سلفيا ليبراليا معتدلا وهناك اسماء كثيرة تكتب الان في صحف معروفة وتقوم بمراجعات للخطاب السلفي ولكن ليس كما حدث في مراجعات الحركة الاسلامية الجهادية المصرية، بل ان شيوخ الصحوة اصبحوا في لحظة مهمة من المدافعين عن سياسة الدولة، فهم وان لم يلعبوا دور العميل لها الا ان الدولة استخدمتهم لاعادة الجهاديين السلفيين من اتباع بن لادن الي رشدهم . المهم في دراسة الرشيد ليس ملامح تطور الخطاب او الخطابات، لكن ما يعني في بحث الرشيد هو تحديدها معالم هذا الخطاب في مدارسه المتعددة، النيو ـ سلفية، والاصلاحية الصحوية والجهادية علي طريقة بن لادن، والسلفية الليبرالية او المتفرنجة، والسرورية من اتباع الشيخ السوري محد سرور بن زين العابدين. فزين العابدين لا يمثل كما يعتقد كثيرون تيار الصحوة بتعدد اتجاهاته، ولكنه تيار وسط لعله يمثل ما يراه سلطة العلماء علي غرار الشيخ محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف الشيخ (توفي عام 1969) وهو تيار يموضع نفسه بين ما يراه حزب الولاة وحزب الغلاة، ويدعو الي اعادة سلطة العلماء التي يمثلها الشيخ والتيار السلفي الحقيقي الذي يتمثل افكار محمد بن عبدالوهاب.
فكما قلنا، فان هذا الخطاب المتعدد وغير الناضج ادي الي تغير في المواقف والمعسكرات، فالصحوي اصبح فيما بعد بوقا في يد السلطة يدافع عن سياساتها. ولعل ما اثر علي تطور الخطاب هذا هو درجة القمع التي تعرض لها الخطاب السلفي، حيث ادي سجن دعاة الصحوة الذين تقول انهم جماعة هلامية، متحركة او سائلة عصية علي التحليل الي تراجع عدد من دعاتها عن افكارهم او الاعتزال او محاولة استخدام الفضاء المتاح لهم. ومن المهم هنا التفريق عند الحديث عن تيار الصحوة الذي يعتقد بضرورة الحديث عن السياسة ونقد ولاة الامر، مع ان هذا النقد لا يقتضي بالضرورة الدعوة الي التخلص منهم بل اصلاحهم، بين خطاب الدولة الذي حاول ربط الخطاب بمتغيرات خارجية وقوي وافكار غريبة علي الفكر السلفي السعودي، وقد اعطي هذا الخطاب مبررا للدولة لالقاء تبعة العنف والتطرف علي الاسلاميين القادمين من الخارج، خاصة الاخوان المسلمين وفكر ابو الاعلي المودودي وسيد قطب، واراح هذا التبرير الدولة من البحث عن جذور العنف ومسبباته في داخل المجتمع السعودي. خاصة ان عددا من علماء السلفية المرتبطين بالدولة اخذوا علي عاتقهم الرد علي ما رأوه عنفا وكفرا بواحا في كتابات سيد قطب، ويمثل هذا الاتجاه ربيع بن هادي المدخلي، الذي دبج العديد من الكتب والرسائل للتهجم علي قطب واتباعه من القطبيين ، كما دبج كتبا ترد علي كتابات الشيخ محمد الغزالي.
كان القمع اذا واحدا من الادوات التي ادت لتراجع عدد من ممثلي الصحوة عن افكارهم او علي الاقل التكيف مع الوضع الجديد الذي افرزته الاحداث، ولكن هذا لا يعني بالضرورة ان العنف مستورد، فمع دخول القوات الاجنبية الي ارض الحرمين وفتوي مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن باز بجواز الاستعانة بالجيوش الاجنبية لاخراج جيش صدام حسين من الكويت، ووجود القوات الاجنبية هذه كان وراء تساؤل عدد كبير من اتباع السلفية عن معني الجهاد، فاذا كان الجهاد جائزا في الشيشان وافغانستان وفلسطين فلماذا لا يجوز في السعودية، ومن هنا وضع الخطاب السلفي الجديد، الدولة وشرعيتها علي المحك، خاصة مع بروز تيار القاعدة وجهاديي الجزيرة العربية السلفيين وتيار العنف والعمليات داخل الدولة، وقد ادي هذا التيار الي بلبلة كل الاوراق، وخلط الادوار. وعبر هذا التيار الجهادي عن نفسه من خلال مواقع الانترنت وغرف الحوار عليه. وتقدم الرشيد قراءة واسعة لملامح هذا الخطاب خاصة الذي القي ظلالا علي عدم شرعية الدولة السعودية من خلال استعانتها بغير المسلمين، وشرعن بالتالي الخروج عليها. ما يهم في هذا ان العنف الذي ادي لمقتل العديدين وتدمير منشآت سرع من عمليات النقاش حول الدولة وعلاقتها بالسياسة فيما تواري العلماء الرسميون خلف مكاتبهم يبحثون في قضايا بعيدة عن الواقع. ومن هنا فان قراءة ما يدور علي عالم سايبرسبيس في اطاره السعودي مهم لانه يقدم لنا سرديات كثيرة، وكلها تشير الي مفاصل مهمة من عملية التجريب الجهادي في افغانستان، التي كانت مختبرا لهذه الافكار، الي احتلال الكويت، واحداث ايلول (سبتمبر) واخيرا احتلال العراق، ما يهم ايضا ان النقاش الديني لم يعد حكرا علي مؤسسة دينية خاصة تدين بالولاء لفكر المؤسس الاول، والولاء لولي الامر، بل صار متاحا للجميع من المتعلمين وتشارك فيه قوي خارج المركز الجغرافي، النجدي، بل توسع مجال المساءلة ليشمل لندن التي تحولت الي مركز اخر لمساءلة او حتي نزع الشرعية عن الخطاب الرسمي، وهي ان لم تدع للعنف الا انها اسهمت في تهيئة الظروف للدعوة للاصلاح والتغيير سواء عبر الفاكس او من خلال الاذاعة او البيانات. كمثال عن غني السرديات السلفية، تقدم مضاوي الرشيد قراءة بل تقوم بمحاولة لاعادة تركيب شخصية من صناعة الانترنت وغرف الحوار وهي شخصية لويس عطية، الناشط الذي يجمع اسما مسيحيا ومسلماً، ورحلته من السلفية التقليدية الي الصحوة وتجريبه الليبرالية وعودته اخيرا الي السلفية الجهادية كاعتذاري او مدافع عن بن لادن، مع انه قد لا توجد روابط حركية وفكرية وتنظيميه بين القاعدة ولويس عطية، وتقدم الرشيد عطية كمثال عن حيوية الفكر السلفي الجديد وتمظهراته وقابليته للتغير وافتقاره للمركز الثقافي واهمية قراءته في ضوء التحولات التي يشهدها المجتمع السعودي. ولعل ما يميز شخصية عطية يكمن في سرديتها وتحولاتها وهي التي نقرأ عنها كثيرا الان في السرد الروائي القادم من السعودية وباقلام شبان وشابات يريدون التحدث عن روايتهم الخاصة، فقد شهدت الاعوام الاخيرة طفرة واسعة في الروايات التي كتبها سعوديون، وبعيدا عن تقييمها النقدي وعمقها وعلاقتها بالسرد الروائي الا انها مثل سرديات الانترنت تصلح كوثيقة لقراءة الحالة السعودية المعاصرة. مما يجعل السعودية حقلا مهما في السنوات القادمة لقراءة ملامح التغير الثقافي والسياسي، فبعد اكثر من مئتي عام من ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، صار السؤال الان ليس عن علاقة اتباعه الان بتراثه، ولكن هل الدولة التي نشأت وتبنت افكاره هي دولة اسلامية. وهو تحد كبير، يطرحه ابناء الدعوة انفسهم ومنتسبوها وليس قوي خارجية. ومن هنا تبدو اهمية قراءة الرشيد الوافية لمعالم الخطاب السلفي وصورته في السنوات الاولي من القرن الحادي والعشرين. في النهاية كتاب مضاوي مهم في عرضه وطرحه وبحث اكاديمي لا غني عنه لمن يتابع السلفية وتمظهراتها، مع التنبيه هنا الي ان السلفية حتي في تيارها العام متعددة الاوجه وحمالة اوجه، فخطاب عبده والافغاني كان سلفيا ايضا، وكذا اكد حسن البنا مؤسس الاخوان علي سلفية حركته. عن الكاتبة: مضاوي الرشيد باحثة في علم انثروبولوجيا الدين في كلية كينغز/ جامعة لندن، وهي متخصصة في دراسة التاريخ والمجتمع والدين في السعودية. وعملت كباحثة في كلية نفيلد التابعة لجامعة اوكسفورد قبل انضمامها لكلية كينغز عام 1994، كما درست في كلية غولدسميث التابعة لجامعة لندن ايضا، ومعهد الدراسات الاجتماعية والثقافية الانثروبولوجي التابع لجامعة اوكسفورد، وقدمت عددا من المحاضرات في الولايات المتحدة، واوروبا والشرق الاوسط، وعملت كأستاذة زائرة في معهد الدراسات الاجتماعية في باريس. وكانت اطروحتها للدكتوراه عن امارة آل الرشيد التي صدرت في كتاب تحت عنوان السياسة في واحة عربية (1991)، ولها كتاب عن تاريخ السعودية (2002)، سرد مضاد: تاريخ، والمجتمعات المعاصرة والسياسة في اليمن والسعودية (2004)، و الاتصالات ما فوق قومية/ وطنية في منطقة الخليج (2005)، السعودية ومأزق الاصلاح في القرن الحادي والعشرين (2005) وقامت بدراسات عن الهجرة العربية في لندن، والمهاجرين العراقيين ما بعد حرب الخليج. عنوان الكتاب بالانكليزية Contesting The Saudi State Islamic Voices from a New Generation By: Madawi Al- Rasheed Cambridge University Pre/ 2006 (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 مارس 2007)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.